آخر 10 مشاركات
دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          و آن أوان قطافك * مميزة **مكتملة* (الكاتـب : ahlem ahlem - )           »          العشيقة البريئة(82)للكاتبة كارول موتيمور(الجزء الثالث من سلسلة لعنة جامبرلي) كاملـــه (الكاتـب : *ايمي* - )           »          بروحي أشمُّ عطرك(81)(مميزة) _حصرياً_قلوب نوفيلا_للرائعة(bambolina) كاملة+الروابط (الكاتـب : bambolina - )           »          أهلاً بكِ في جحيمي للكاتبة الفاتنة: عبير قائد (بيـــرو) *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          قيدك الماسي (7) -رواية غربية- للكاتبة المبدعة: Shekinia [مميزة]*كاملة &الروابط* (الكاتـب : shekinia - )           »          321- سهام من حرير - ميراندا لي (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي الرواية الجديدة التي تفضلونها
فكرة جديدة تماما 2,053 56.54%
جزء ثاني لرواية بأمر الحب 665 18.31%
جزء ثاني لواية لعنتي جنون عشقك 913 25.14%
المصوتون: 3631. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree505Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-01-20, 03:05 AM   #35491

ام الاء محمد

? العضوٌ??? » 458304
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 4
?  نُقآطِيْ » ام الاء محمد is on a distinguished road
افتراضي


روايتها كلها جميله ومشوقه

ام الاء محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-20, 05:15 AM   #35492

Fnoo123

? العضوٌ??? » 421234
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 107
?  نُقآطِيْ » Fnoo123 is on a distinguished road
افتراضي

روايتها كلها جميله ومشوقه

Fnoo123 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-20, 06:14 AM   #35493

Fnoo123

? العضوٌ??? » 421234
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 107
?  نُقآطِيْ » Fnoo123 is on a distinguished road
افتراضي

شكراااااااااااااااااا

Fnoo123 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-20, 08:37 AM   #35494

Hevi Ali

? العضوٌ??? » 461318
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 75
?  نُقآطِيْ » Hevi Ali is on a distinguished road
افتراضي

كل روايات الكاتبة تميمة مشوقة

Hevi Ali غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-20, 10:13 AM   #35495

marym

? العضوٌ??? » 97706
?  التسِجيلٌ » Aug 2009
? مشَارَ?اتْي » 83
?  نُقآطِيْ » marym is on a distinguished road
افتراضي

رائعة 😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍♥️

marym غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-20, 12:03 PM   #35496

Mariam benhaffou

? العضوٌ??? » 447655
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » Mariam benhaffou is on a distinguished road

روووووووووووووووووووووووو عة

Mariam benhaffou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-20, 12:22 PM   #35497

marym

? العضوٌ??? » 97706
?  التسِجيلٌ » Aug 2009
? مشَارَ?اتْي » 83
?  نُقآطِيْ » marym is on a distinguished road
افتراضي

السلام علی?م و رحمة الله وبركاته

marym غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-20, 12:57 PM   #35498

meeth__22

? العضوٌ??? » 442867
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,124
?  نُقآطِيْ » meeth__22 is on a distinguished road
افتراضي

اللهم صلي على النبي محمد واله ❤❤❤

meeth__22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-20, 01:01 PM   #35499

ساهر ف

? العضوٌ??? » 431344
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 416
?  نُقآطِيْ » ساهر ف is on a distinguished road
افتراضي

:q atarw_com_52228917:qatarw_com_52228917
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tamima nabil مشاهدة المشاركة
أوقف سيارته أمام باب البيت قبل أن يدخل .... و الهاتف على أذنه منتظرا الى أن سمع صوتها أخيرا ...
فقال بتلذذ واضح مشبع بالرضا .. و آخر بالغيظ
( اشتقت اليك ..........)
ضحكت وعد بخفوت و هي تقول همسا
( حسنا لقد أصبحت غير منطقيا الآن ..... لقد تركتك منذ دقائق يا سيف , فكف عن العبث كي أتمكن من العودة مبكرا ......)
قال سيف و يده على المقود و صوته يشتعل بجد ... و دون هزل
( و إن يكن .... اشتقت اليكِ و أشعر بالغضب من نفسي لأنني سمحت لكِ بالخروج .... )
سمع زفرتها التي يعرفها جيدا ... تصل بحرارتها عبر الأثير اليه ...ما بين اليأس من التصرف .. و بين انفعالها العاطفي القوي ....
كانت كزهرة تتفتح على يديه هو ...
من يصدق أنها نفس الشابة الباردة الشعور التي تميل الى قسوة الإحساس في معظم أوقاتها ؟!! ...
و كان ما يراه منها الآن يعجبه ... بل يشعله اشتعالا , اكثر من بداية زواجهما تماما ....
قالت وعد أخيرا بخفوت هامس
( و أنا اشتقت اليك ........... جدا ......لما لا تسلم على عمتي سريعا ثم تأتي و تجلس معي في المعرض قليلا ..... )
قال سيف بهدوء أرسل رجفة الى جسدها
( تعلمين أن هذا مستحيل ..... فلن أستطيع أن امنع يدي عنكِ , الا اذا كنتِ تريدين فضيحة علنية .... )
همست وعد بطريقة اذابت قلبه
( آآآآه ..... لكن لما الفضائح و عندي غرفة مغلقة .... ذات أريكة واسعة .... )
عبس سيف وهو يقول بفظاظة
( تلك التي تظاهرتِ بالإغماء عليها ؟!!! ........ )
قالت وعد متلعثمة
( آآآمممم .. ماذا ؟!! ... سيف الخط يتقطع .... لا أسمعك جيدا ... )
قال سيف بخشونة
( هل آتي اليكِ كي تسمعين بوضوح ؟!!! .......)
قالت وعد ببراءة
( الآن تحسن ..... شبكة الإتصال كانت تحوي بعض المشاكل على ما يبدو ..... )
قال سيف بخشونة
( وعد ....... اريد منكِ وعدا .......)
قالت مازحة برقة خجولة
( ألم تكتفي مني بعد سيدي ؟!! .........)
قال سيف بفظاظة
( خفظة ظلك تكاد أن تصيبني بالتيبس .... الآن اسمعيني .... أريدك ان تعديني بالا تتظاهري بالإغماء مجددا ... ابدا ..... مفهوم ؟!! ...)
ظلت صامتة قليلا ثم همست بخفوت
( أحيانا أخاف منك .......... )
شعر بشيء أوجع قلبه ... مما جعله يقول بصدمة خفية
( تخافين مني يا وعد ؟!! ........ )
قالت بخفوت و هي تتلاعب بشيء ما
( أخاف من ردات فعلك أحيانا ....تكون فظة و موجعة .... )
تنهد سيف بقوة وهو ينظر أمامه .. ثم قال بهدوء خافت
( و أنا أرتعب ..... حين تسقطين أمامي , حتى أعجز عن تصديق انكِ تدعين ذلك بمنتهى القسوة .... فلا تفعلي ذلك مجددا .... )
توقفت مكانها و هي تبتسم بخبث رقيق ... ثم قالت بتهذيب و دون جدال
( اعدك .......... )
تنهد سيف مرة أخرى ثم قال بخفوت أجش
( و ردا على سؤالك الأول .... لا أنا لم اكتفي منكِ بعد , و لا أظنني سأكتفي منكِ أبدا .... )
ضحكت وعد بصوت متحشرج مختنق .... و همست و هي ترفع يدها الى فمها ناظرة الى مرآة أمامها
( ليتك كنت تراني الآن ...... وجهي أحمر كالبنجر و ساخن للغاية .... )
تنفس سيف بخشونة وهو يقول مستفسرا بفظاظة
( ساخن للغاية ؟!! ................. )
أجابته برقةٍ و جنون خفي
( يشتعل ......... )
زفر سيف بقوة وهو يقول بخشونة ...
( لوكنتِ أمامي الآن ... لكنت .... )
همست وعد و هي تتلفت حولها خشية
( لماذا توقفت ؟!! ..... هل الرقابة قطعت ما كنت تنوي قوله ؟!! ...... )
قال سيف بجفاء
( المشاهد المحذوفة ستشاهدينها ليلا .... حين نكون وحدنا .... )
ضحكت وعد و هي تسعل من شدة الإرتباك ثم همست
( مفسد أخلاق ....... )
رد عليها بزمجرةٍ خشنة
( مفسدة متعة ....... )
ثم قال بجدية
( اسمعي يا حرمنا المصون .... أريدك أن تفتحي حقيبتك الآن و ليس فيما بعد .... ستجدين بها عدة شطائر ملفوفة .. أعددتها لكِ لأنك طبعا و كما هي العادة لم تتناولي فطورك ..... )
ذهلت وعد و فتحت حقيبتها لتجد اللفة بالفعل ... فقالت مذهولة
( هل أعددت لي الشطائر بنفسك ؟؟؟ ....... لا أصدق ذلك .... )
قال سيف بهدوء
( الم ترينها و أنت تخرجين هاتفك ؟!! ....... )
همست بنبرة تأثر واضحة
( لا ..... كان بجيبي ...... سيف أنا حقا تأثرت , إنها مشوهة جدا .... لكن لا أصدق أنك وقفت لتعدها بنفسك ... )
قال سيف بخفوت
( لقد نقص وزنك للغاية يا وعد ....... و هذا يقتلني .... )
همست وعد برقة تريد أن تخرجه من مزاج القلق ...
( هل لاحظت ذلك ؟!!! ..... كانت الملابس تخفي نقصان وزني ..... )
قال سيف بخشونة
( كلمة واحدة ..... ستعيدين ما نقصتهِ و تزيدين ..... و سترفعين مستوى كرياتك الحمراء بالغصب ... )
ضحكت عاليا هذه المرة .... غير آبهة لمن يسمعها ... ثم قالت بطاعة
( نرفعها سيدي ......... طالما أنك أمرت بذلك ..... )
كان على وشك الإطالة معها في الأحاديث ... لديه الكثير و الكثير مما يريد أن يقوله لها ... يحب السماع اليها و الكلام معها .... ما ان تغيب عن عينيه حتى يشعر بالشوق لها و أنه يريد أن يقص عليها المزيد ..و يحكي معها في أتفه الأمور ... و يتغازلان بحماقة ...
لكن منظر قادم من على بعد جعله يصمت فجأة ليرتفع ضغطه و ينفجر غضبه بقوة ... فقال بصرامة
( سأهاتفك فيما بعد ..... انتهى من عملك سريعا ... سلام ... )
عبست وعد بشدة من تغير نبرة صوته فنظرت الى الهاتف المغلق على الرقة المتبادلة و غزل شهر العسل .... فقالت متذمرة همسا ..
( كنت أعلم أنها حالة غزل طارئة و ستطير لحالها ..... اووووف ... كنت أريد أن أقبله كالأفلام على الأقل ... )
أما سيف فكان الغضب يتفاقم بداخله بعنف وهو يترجل من سيارته ... ليرى تلك السيارة المقبلة و التي وقفت أمام سيارته ...
لينزل منها يوسف .. بينما بقت ورد مكانها تنظر الى سيف بذهول و صدمة ... ثم نزلت أخيرا و هي تحدق الى الغضب المستعر في عينيه و تعلم بأنه سيفتعل فضيحة علنية ...
كان يوسف هو اول من تكلم قائلا بمرح ساخر
( مرحبا صهر .... ماذا تفعل هنا في هذا الوقت صباحا بدلا من التواجد مع عروسك ؟!! ...... )
ظل سيف صامتا عدة لحظات وهو ينظر الى ورد التي كانت تبادله النظر بارتباك واضح .... بينما صدرها كله مغطى ببقعٍ بنية ....
و دون أي تفكير كانت قبضته قد سبقت عقله ... فلكم يوسف بكل قوته لكمة حطت على فكه و ألقته للخلف على مقدمة سيارته ....
صرخت ورد بهلع
( سيف ما هذا الذي فعلته هل جننت ؟!!!! .... )
لكن و قبل أن تتجه الى يوسف ... كان قد نهض ببساطة وهو يمسح قطرة دم نزفت من جرحٍ بزاوية شفتيه ...
مبتسما ... هادئا .... رزينا .... ثم قال ببساطة
( مئة مرة نصحتك ..... حكم عقلك قبل أن تستخدم يدك .... )
و دون المزيد من الكلمات كان قد رد على سيف بلكمة مماثلة لم يتداركها من شدة سرعتها ... مما جعلته يترنح قليلا وهو يتأوه منحنيا الى الأمام دون أن يسقط ...
بينما نفض يوسف قبضته وهو يتابع بهدوء لاهث قليلا
( هدىء من أعصابك صهر .... انت عريس جديد و لا نريد أن نفقدك في نوبة ضغط .... على الأقل أنجب طفلا قبلا .... )
استقام سيف وهو يهجم عليه بقوة صارخا
( أيها الحقير أتظنني لا اعلم قصدك .... انت تستغل أختى لأغراضك الدنئية .... )
تشابكا بالأيدي بقوة و تعالى الغبار من حولهما ... بينما كانت ورد تصرخ بقوة أن يتوقفا ... الى أن أمسكت بهاتفها تتصل الى أن جائها الرد .... فصرخت بكل قوتها
( الحقيني يا أمي ....... أنزلي حالاااااااااااااا )
.................................................. .................................................. .....................
جلس أربعتهم أمام منيرة .... و التي كانت تلهث و هي تسير و هي تلهث و تهمس بصوتٍ غاضب غير مسموع ...
مضى وقت طويل قبل أن تستطيع فك العراك ... ثم اتصلت بوعد تأمرها بالقدوم الى البيت على وجه السرعة ...
و ها هم أربعتهم يجلسون أمامها ...
سيف كان يبدو كالمجنون وهو ممزق القميص ... يميل الى ركبتيه زافرا بعنف ساعد في زيادة تشعث مظهره ...
بينما وعد تجلس مذعورة على كرسي مقارب منه .. تنظر اليه بطرف عينيها .. و كلما حاولت ملامسته كان يقذف يدها بعيدا و يهدر بها
( ابتعدي في هذه اللحظة ...... أنا أحاول أن أتمالك نفسي ...)
بينما يوسف كان يجلس على مقعدٍ مقابل ...واضعا ساقا فوق الاخرى .... مضجعا بظهره الى الخلف وهو يسند ذقنه الى اصبعه باستعلاء واضح لا يناسب شفته المجروحة و جيب قميصه الممزق متهدلا على صدره ....
بينما كانت ورد تقدح شررا بعينيها و هي تهز ساقها بعصبية و جنون جعلها تشبه سيف ... بل تكاد أن تكون نسخة طبق الأصل منه ...
وقفت منيرة أخيرا ... ثم استدارت اليهم , ناظرة الى كلا منهم مطولا .. ثم همست أخيرا بخفوت
( هل أنا ممنوعة من الفرح بأطفالي ؟!! .... حقا أخبروني ... هل هذا قدري ؟!! .... أم أنها مجرد قسوة منكم ؟!! ... )
رفع سيف وجهه يقول بكآبة
( أمي ..... أنا .......... )
الا أنها رفعت يدها لتقول بهدوء خافت لكن حازم ...
( كفى ..... حقا كفى ..... أخبروني فقط لماذا انا ممنوعة من الفرح بأطفالي ؟!! ...... الا يكفي ما مررت به خلال زواجي .... الا يكفي لأحاول ايجاد السعادة بالفرح بأطفالي ؟!!! .... )
صمتت قليلا لتأخذ نفسا عميقا مرتجفا .. ثم قالت متابعة بهمس مختنق
( أنا أعترف أنني أستحق .... انا أعاقب الآن بسبب ما فعلته مع وعد في طفولتها ... لتصرفي الدنيء و تركي لها .... )
امتقع وجه وعد بشدة و شعرت انها على وشك السقوط تحت الكرسي من شدة الإحراج ...
تبا لذلك ... و هي التي خرجت اليوم مرتدية حلة تليق بعروس .. لتمثل دور العروس ....
بينما استقام سيف هادرا
( كفى يا أمي .... لا يليق هذا الكلام ...... )
الا أنها استدارت بقوة و هي تهتف بصوتٍ قوي رغم انكساره و خفوته
( اسكت يا ولد ..... و لا تخبرني بما يليق و ما لا يليق ...... أنا أحرة لأقول ما أريد ......
كنت انتظر زواجك بفروغ الصبر .... أنت وورد .... لتصدمني بطريقة زواجك الأول... وورد التي يتأخر بها عمر الزواج عاما بعد عام ... و أنا أكاد ان أموت قلقا عليها ... الى أن أصدم بفسخ خطبتها ....
الى أن جاءت ليلة امس ... وقفت فجأة و أنا أنظر اليكم .... لأجدك عريسا في أبهى حلة ... وورد مخطوبة لرجل يبهر العين .... و مهرة تحمل الطفل الأول لهذه العائلة ...... حينها شعرت أنه اليوم الأجمل بحياتي كلها .... و أنا لا أريد أي شيء آخر ... و أنني أستطيع مغادرتها راضية سعيدة ...لكن انظر اليكم الآن .... لم تنتظروا حتى ليوم أو يومين .... بل الصباح التالي مباشرة , و كأنكم تستكثرون فرحتي .. )
تنفس سيف بقوة و غضب و هو يهمس بعنف هادر
( امي .... توقفي عن دور الدلال الطفولي هذا ....... )
هتفت منيرة به
( أنت دائما قاس القلب ... متحجر الإحساس فيما يخصني .... حتى أنك توشك على قتل خطيب أختك , و الآن تتهمني بالدلال الطفولي .... بالله عليك يا سيف ضعني بدار للمسنين و ارتاح من همي ... )
نظر الجميع الى سيف نظرات لومٍ صامتة ... متهمة .... فبادلهم النظر باستياء قبل أن يصرخ قائلا
( من لا يتمنى أن أفقأ له عينه يتجنب النظر الي في تلك اللحظة ....... و انا جاد ... )
الا أن منيرة صرخت هي الاخرى ...
( من أين لك الحق كي تبادر بضربه ... و بالتالي تتسبب لنفسك في هذا الإهدار من الكرامة !! ... اتظن نفسك لا تزال فتى متمرد غاضب يحق له التصرف كيفما يشاء ؟!!! .... كنت أظنك تغيرت ... و نضجت ...)
صدرت عن وعد ضحكة استهجان أفلتت من بين شفتيها رغم عنها ... فهي لم ترى منه غير انعدام النضج منذ أن عرفته ...
لكنها ارتعدت حين سمع ضحكتها و نظر اليها نظرة جمدتها مكانها و جعلت وجهها يشحب أكثر ... فصمتت تماما , قولا و تعبيرا ...
بينما نظر سيف الى أمه طويلا ثم قال بصوت مهيب
( هل انتهيتِ الآن أمي ؟!!! .... هل قلتِ كل ما تحضرتِ لقوله ؟!!! ..... اذن اسمعيني أنا ....)
نهض من مكانه فجأة هادرا وهو يشير الى ورد التي انتفضت مذعورة
( انظري الى ابنتك الغالية .... انظري الى شكلها و أنا أفاجأ بها عائدة معه صباحا ..... بعد قضاء الوقت معه في سيارته .....)
رفعت وعد وجهها تنظر اليه بصمت ... و هي تذكر ملاحقته لها ... و أصراره على محاصرتها بسيارته التي كانت منبهرة بها .... تتذكر تلك النزهات وهو يقلها من مكان لآخر .... اذن الم يكن مخطئا يومها ؟!! ...
لكنها لم تخاطر بالكلام و هي تعرف جيدا انها ستكون خطوة لا تتسم بالعقل أو الحكمة و قد تتسبب في قتلها ...
لكن منيرة هي من تولت الرد هاتفة
( لقد جاء الى البيت يسأل عنها بأدب ... في زيارة عادية , و أنا من أخبرته أنها في المتجر القريب و طلبت منه أن يحضرها .... أليس خطيبها ؟!! ....)
صرخ سيف بجنون ..
( أنتم مخدوعين به ..... كلكم ... أنا وحدي من أعرف نواياه .... أنه ....)
أجبر نفسه على الصمت بقوة وهو يحارب ضغطا هائلا يشد على أذنيه من شدة الغضب ... بينما نار الغيرة تحرق أحشاؤه بقسوة ... كيف يتخيلون أنه قد يسمح بدخوله هذا اليوسف الى العائلة ليكون بالقرب من وعد ليل نهار .... سيموت قبل أن يحدث ذلك ....
خاصة بعد أن رآه اليوم مع ورد ... لقد تعمد ذلك ....
لقد أحرقته غيرته فسارع الى ورد كي ينفث بها حقده الأسود ...
الا أن يوسف هو من تكلم ليقول بهدوء
( أنني ماذا يا سيف ؟!! ..... أرجوك تابع .... فأنا مهتم ..... )
نظر اليه سيف من علو بنظراتٍ كانت لترديه قتيلا ... الا أن يوسف وقف ببطىء ليواجهه ... و يصبح على نفس مستواه ... ثم قال بهدوء
( أنت تغار على زوجتك ...... هذا حقك .... لكن ما ليس حقك أن تمنع أختك عن الزواج بسبب هذه الغيرة .... )
استدار اليه سيف بالكامل وهو يضع يديه في خصره ليقول بصوتٍ قد يجمد المكان
( أتخبرني مجددا ... و لمرة واحدة .... رجلا لرجل ... انك بالفعل تريد أختى .... )
ظل يوسف اليه قليلا .. قبل ان يميل بعينيه الى ورد التي أخفضت وجهها بخزي .... حينها عاد لينظر الى سيف قائلا بهدوء
( أنا لن أقول هذا فحسب ..... لقد كنت اليوم أريد رؤيتها لأعرض عليها الإسراع في عقد القران و السفر معي ....... لذا فالإجابة هي .... أنا أريد الزواج من أختك و الإبتعاد بها من هنا ..... )
ارتجفت ورد بشدة و هي تعض اصبعها بتوتر كاد أن يزهق أعصابها .... بينما ساد صمت طويل مشحون ...
فقالت منيرة بقوة
( وعد ......... )
انتفضت وعد مكانها كالمذنبين فرفعت وجهها و هي تقول
( نعم عمتي ......... )
قالت منيرة بكل قوة وصرامة
( هل قررتِ بأي يوم من الأيام ... و لو حتى فكرتِ مجرد تفكير في الزواج من يوسف و قبول عرضه القديم ..... )
عند هذه النقطة هدر سيف بكل قوته كالثور الهائج
( أمي كفى .......... )
الا أن وعد المذعورة من منظره سارعت للقول تهتف
( اطلاقا يا عمتي .... أنا أصلا معرفتي به تكاد أن تكون سطحية ... )
استدار وجه يوسف ينظر اليها بصمت رافعا حاجبيه باندهاش ... فارتبكت و أخفضت وجهها و هي تقول بخفوت مرتبك
( في حدود العمل أقصد .... لا شيء أكثر ..... )
فقال يوسف بانبهار
( أصيلة يا وعد ........ )
الا أن سيف نشب يده في ذراعه وهو يديره اليه صارخا
( لا دخل لك بوعد و خاطبني أنا ...... )
أبعد يوسف يد سيف عن ذراعه وهو يقول بهدوء جليدي
( و أنا أخبرتك بما أريد ..... لأبتعد عن هنا ..... )
قالت منيرة بهدوء متوتر
( اذن لم يبقى سوى رأي الشخص الوحيد المعني بالامر ..... ورد هي من تقرر ... )
ضحك سيف بسخرية قائلا
( اذن هذه طريقة لإخباري بأنني خارج الأمر ... و أن أي قرار مني هو غير مرحبا به .... )
رفعت ورد وجهها اليه ... ثم قالت بخفوت
( قرارك سيسري يا سيف ..... لكن لو أهتممت برأيي فأنا موافقة و أريد السفر .... و يوسف انسان مناسب لي جدا .... أريدك فقط أن تتذكر أن عند زواجك من وعد ... لم تسمع أي قرار سوى قرارك أنت ... فكن منصفا .... )
همست وعد تخاطب نفسها
( حسنا ... الإحراج التالي سأدفن نفسي عند أقرب شجرة .... )
بينما كان سيف ينظر اليهم جميعا بصمت .... ثم جلس مرتميا على أحد الكراسي وهو يقول بسخرية سوداء
( حسنا ..... بما أن الجميع قد اتخذ قراره ... فما حاجتكم لوجودي اذن ..... أنا مغادر ... )
نهض مجددا مندفعا وهو يهدر آمرا
( هيا يا وعد ........... )
نهضت وعد متخاذلة و مرتبكة ... بينما صرخت منيرة بغضب
( وعد لن تذهب لأي مكان .... أخرج أنت ..... )
تسمر سيف مكانه وهو يرفع حاجبيه ليقول مذهولا
( عفوا ..... ماذا ؟!!! ......... )
ضربت منيرة الأرض بقدمها و هي تصرخ
( ما سمعته ....... ... )
و بمنتهى الحزم التفتت الى وعد تقول بصرامة
( وعد أدخلي الى المطبخ و اعدي القهوة لخطيب أخت زوجك من فضلك الى أن أنهي هذه المهذلة .... )
نظرت وعد الى سيف بذهول بينما كانت عيناه مخيفتان ... تهتزان من شدة الغضب البادي بهما ...
فقال بصوتٍ يرتجف من شدة جنونه
( تعالي الى هنا يا وعد ...... الآن ...... )
تحركت وعد نحوه خطوة مرتجفة ... الا ان منيرة أمسكت معصمها بقوة و هي تقول بلهجةٍ أشد صرامة
( الى المطبخ يا وعد رجاءا ..... فقدمي لا تتحملني لآن .... )
أمسكت وعد بذراعها و هي تقول بصوت خافت
( لما لا تجلسين قليلا يا عمتي ...... أنتِ ترتجفين .... )
و ساعدتها بالفعل الى أن جلست ... فقالت منيرة و هي تنظر الى عينيها هامسة بصوت خافت
( لن يمارس تسلطه الآن ...... ابقي هنا يا وعد أرجوك ... )
زمت وعد شفتيها ... الا أنها أومأت براسها بصمت .... ثم استقامت قائلة و هي ترتجف بشدة
( سأذهب لأعد القهوة ...... )
حانت منها التفاتة الى سيف الذي كان ينظر اليها بنظرةٍ تحمل كل اشارات التهديد و الوعيد ... الا أن وعد سارعت بساقين ترتجفان الى المطبخ ... مرحبة بهذا الهرب حاليا ...
بينما تعالت همهمات غاضبة لم تستطع تفسيرها تماما ... و هي تقف في المطبخ رافعة يدها الى صدرها اللاهث ...
الى ان انتفضت فجأة على صوت سيف و هو يزلزل الجدران
( اذن أنا خارج ....... هنيئا لكم بها الليلة..... )
و لم تمر لحظتين حتى سمعت وعد صوت الباب الخارجي يصفق بكل عنف ... هز الجدران ...
تبعه صوت سيارة سيف مصدرة صريرا عاليا منفرا ...
حينها خرجت وعد من المطبخ مهرولة .... لتجد منيرة تقف بجوار يوسف لتقول له بخفوت متوتر
( متى يحين موعد سفرك ؟!! ....... )
قال يوسف بوجوم
( خلال أسبوع على الأكثر ..... لكن لو ساءت الأمور او ظلت كما هي أستطيع تأجيل السفر بصعوبةٍ لمدة أربعة ايام زائدة .....)
رفعت منيرة ذقنها و هي تقول بتصلب
( لا .... لا داعي لتؤجل سفرك ...... حدد موعد عقد القران بما يناسبكما و أنا موافقة ... )
نظر يوسف الى ورد المذهولة ... و رغم عنه تسللت ابتسامة الى شفتيه ... ابتسامة متسلية مرحة لم يستطع كبتها ... ثم قال بهدوء
( اذن ما رأيك بالخميس القادم ,,,,,...... )
أومأت منيرة و هي تقول بحزن
( الخميس مناسب جدا ...... )
هنا تقدمت وعد و هي تقول بخفوت غير مصدقة
( هل غادر سيف ؟!!! ........ و تركني !! ..... )
نظرت اليها منيرة بحزن و هي تهمس
( سيف ...... قال أنه لا مانع أن تبيتي ليلتك هنا اليوم يا وعد .... )
ارتفع حاجبي وعد و هي تدرك بأنها كانت المقصودة حين هدر قائلا
" هنيئا لكم بها الليلة ........ "
.................................................. .................................................. ............
أغلقت دولاب ملابسه ... بعد أن ارتدت احدى سترات مناماته الثقيلة و التي تغطي فخذييها براحة ....
و المناسبة للجو البارد قليلا ...
ثم استدارت تنظر الى الغرفة التي اشتاقت اليها رغما عنها ....
فاتجهت الى المرآة لتمشط شعرها الطويل الذي انساب مبللا على ظهرها مما جعلها براقة و ندية ....
تركت الفرشاة الخاصة به و هي تزفر بقنوط .... تدور حول نفسها لتستند الى طاولة الزينة ...
تتذكر كل ذكرى صغيرة بينهما داخل هذه الجدران .... سواء كانت سعيدة أم مؤلمة .... تظل غالية لديها و عملت على تقاربهما أكثر حتى وصلا الى علاقتهما المتينة اليوم ...
تسمرت مكانها و هي تضحك بسخرية ... هامسة بمرارة
" علاقتنا المتينة ....... "
سمعت فجأة صوت طرقة هادئة على الباب ... و قبل أن تسمح بالدخول كانت منيرة قد فتحت الباب و دخلت بهدوء حاملة كوبا من الكاكاو ... قائلة برفق
( حضرت لكِ كوب من الكاكاو الساخن يا وعد ..... )
احمر وجه وعد بشدة و هي تستقيم واقفة لا تدري أين تخفي ساقيها ....تبا للغباء الذي يجعلها ترتدي السترة فقط حتى الآن ...... انها احدى مساوىء الحياة المشتركة مع سيف ....
و هي تقول بخفوت متوتر
( لم يكن عليكِ أن تتعبي نفسك يا عمتي ....... )
قالت منيرة مبتسمة و هي تضعه برفق على المنضدة الجانبية للسرير
( هذا من دواعي سروري بعد ان ساندتني اليوم ...... )
استدارت تنظر اليها فلاحظت خجل وعد و هي تحاول اخفاء ساقا خلف الأخرى ...
فابتسمت خلسة و قالت مدعية القلق
( أنت ستبردين في وقفتك هذه ..... تعالي و ادخلي تحت الغطاء )
ثم استدارت عنها و هي تزيح جزءا منه ... فسارعت وعد تدخل الى الفراش بالفعل , لتدثرها منيرة بحنان ...
رفعت وعد عينيها الى منيرة التي ظلت منحنية اليها تتأملها مبتسمة ... ثم مدت يدها تملس على جانب شعرها ووجهها قائلة برقة
( أنتِ تزدادين جمالا يوما بعد يوم ....... )
شعرت وعد بدموع خائنة تطرف عينيها و هي تتذوق حنان أمومي لم تعرفه قبلا .... لكنها همست بخفوت
( شكرا عمتي ..... و أنتِ أيضا تزدادين جمالا و تصغرين شكلا كلما كبرتِ عاما ..... )
جلست منيرة على حافة السرير و هي تقول ضاحكة برقة
( و أصبحتِ معسولة اللسان أيضا ..... والله سلمت يدا ابني الحبيب .... )
احمر وجه وعد بشدة و هي تبتسم دون رد مطرقة قليلا .... فهمست منيرة بخفوت بعد فترة
( أنا آسفة جدا يا وعد أنني أقحمتك في هذه المشكلة .... و كنت السبب في ابعادك عن زوجك الليلة ... )
قالت وعد بوجوم خافت
( لا عليكِ يا عمتي .... ربما كان هذا أفضل , فحالة سيف تدل على أنه لو بقينا معا الليلة لتشاجرنا حتما ... )
تنهدت منيرة و هي تهمس
( إنه لا يسيطر على غضبه حين يصل الى مرحلةٍ معينة .... فتتحول الدنيا أمامه الى ساحة حرب كل العنف بها متاح .... انتظر عاما بعد عام أن تهدأ نفسه و ينضج عن تلك الطاقة السلبية التي تتلبسه ... لكن لا فائدة ... و ها هو أوشك الشيب على أن يغزو رأسه و لا يزال كما هو ..... ينفعل قبل أن يفكر ثم يندم بعد أن يؤذي من يحب ..... )
ضحكت وعد قليلا و هي تقول بخفوت
( أتخبرينني عن سيف يا عمتي ؟!! ..... أعرفه حق المعرفة و اختبرت غضبه مرارا .... )
نظرت اليها منيرة بحزن ثم قالت
( ما مر به ليس سهلا ..... و أظن أن شخصيته قد تكونت على هذا المنوال و انتهى الأمر .... لذا لن يتحمله الا من يحبه ..... )
همست وعد بقلب منقبض ... و هي تعلم بأن عمتها لم تقصد هذه المرة أن تتهمها بذنب والدها ... بل كانت تتكلم بعفوية ...
( أعلم يا عمتي ......... في الحقيقة أنه محتمل ..... ليس منفرا تماما ... )
قالت منيرة بحرج
( وعد ..... أعذريني أن تصرفت كأم و فضلت ابنتي ... فوافقت على زواجها من يوسف .... لم أقصد أن أجرحك أبدا .... )
عقدت وعد حاجبيها و هي تقول
( و ما الجرح يا عمتي ؟!! .... لقد أقسمت لكِ أنه لا شيء كان بيني و بين يوسف مطلقا ... )
أمسكت منيرة بركبة وعد تشد عليها و هي تقول بحرارة
( أعرف حبيبتي و أثق بكِ تماما ..... لكن كان المنطق يقول أن نرفض هذا الشخص ادراءا للمشاكل ... كي لا تفسد حياتك .... لكني كأم لم أستطع أن ارفضه ...... ورد أيضا مرت بالكثير و أنا كنت اريد ان أراها سعيدة ولو مرة في حياتها .... )
مدت وعد يدها فوق يد منيرة و شدت عليها قائلة ...
( هذا هراء و لا يتبع أي منطق ..... لماذا ترفضين شخصا مثله ... يوسف رجلا رائعا ... حنونا و راقيا و متزنا جدا .... أي أنه أقدر من يتحمل ورد .... )
أطرقت منيرة برأسها و هي تقول بندم
( لكنني أغضبت ابني ... و أبخست من حقه أمام الجميع ..... )
رفعت وجهها الى وعد تقول
( لم يكن أمامي أي شيء آخر لأفعله ...... لن أسمح بأن يتسلط على أخته ...يجب أن يتربى ... . )
ربتت وعد على كفها و هي تقول
( سيناقش نفسه و يعود ....... صدقيني ..... )
ربتت منيرة على وجنتها و هي تهمس
( هذا ما سأدعو الله به طوال الليل ........ و الا سينفطر قلبي .... )
اخذت نفسا مرتجفا محاولة الا تبكي ... ثم قالت مبتسمة بمرح
( سأتركك الآن مع الكاكاو الخاص بكِ ...... لتنامي و ترتاحي ... )
أومأت وعد بصمت مبتسمة ... و ما أن خرجت منيرة حتى أرجعت رأسها للخلف مستندة الى الوسائد و هي تحدق بسقف الغرفة ...
ثم لم تلبث أن همست
" رائع يا سيف ...... من اليوم الأول و ها قد عدنا لما كنا عليه ... "
أغمضت عينيها متحسرة بتعب ... و قد نال ضغط اليوم منها .... فمدت يدها تطفيء المصباح الجانبي ...
شعرت بأنها تاهت لدقائق أو ربما لساعات .... لا تعلم تحديدا ... كما لم تحدد يوما متى تنام بالضبط ...
الا أن كل ما تعرفه هو استيقاظها على قوة قبلاتٍ نهمة تقتص منها ... و ذراعين كالحديد تعتصرانها عقابا ...
فشهقت من بين القبلات المجنونة ذات النفس الهادر
( سيف !!! ......... )
سمعت همسا أجشا في الظلام يقول
( هشششششش....... )
حاولت تفادي عاطفته المجنونة بالغضب و الإشتياق الا أن كل محاولاتها بائت بالفشل و هي تشعر به يخلع عنها سترة منامته .. فقالت بغضب متزعزع من شدة مشاعره الهوجاء
( ماذا تفعل ؟!! ...... )
همس بزمجرة خشنة في أذنها
( أعاقبك ......... كي لا تجرؤين على تحدي سيدك مجددا .... )
قالت بغضب مهترىء من عمق ضعفها و شوقها
( لا ..... عمتي تقول أنك متسلط و يجب أن تتربى .... )
فهمس لها بصوتٍ أجش وهو يسكت محاولاتها الفاشلة
( اذن ربيني ........... )
سكنت قليلا و هي تغمض عينيها تلتقط بعضا من ترياق حبه ... قبل أن تهمس بصوتٍ متخاذل
( ما الذي أتى بك الآن ؟!! ...... )
مضى وقت طويل قبل أن يهمس بصوتٍ أجش في أذنها
( اتظنين انني أستطيع الإبتعاد عنكِ مجددا ؟!! ...... مجنونة انتِ اذن ..... تعالي الى هنا يا رائحة صابوني المفضل ... أنعشيني )
.................................................. .................................................. ...................
( من المفترض أن تأكل .... لا أن تظل تراقبني بهذا الشكل ..)
همست بعبارتها بخجل .. و هي تطرق بوجهها .. تمضغ ببطىء و تعثر ... بينما ابتسامتها الخفية واضحة للأعمى ...
ترى الا تدرك مبلغ جمالها خلف ضوء تلك الشمعة الصغيرة في الكأس الكريستالي ؟!! .....
في الواقع لن يمل تأملها أبدا ... إن كان هذا هو ما تسأل عنه .... فقال بصوتٍ عميق
( أفعلي شيئا بجمالك اذن كي أتمكن من الأكل يوما .... )
ضحكت رغما عنها بوجهٍ أحمر يشتعل ... ثم همست دون ان تنظر اليه
( ربما كان الذنب ذنبك اليوم ... فأنت من مشطت لي شعري حتى بات يلمع كالذهب .... )
ابتسم حتى تغضنت زوايا عينيه وهو يتأمل وجهها المنخفض على طبقها ... ثم قال أخيرا
( لم أجد القدرة على تركه سريعا .... كان ينساب على ذراعي كوشاح جميل يخطف الأنظار ... )
كان كلامه كله يشعرها بالجنون ....
غزلا هادئا متزنا ... يجعله أقرب الى الحقيقة ... و قابلا للتصديق ..
ربما لو كان مهووسا ككريم ... لما صدقت غزله ... لكن رائف , يتحدث في الغزل بنفس الصدق الذي يتحدث به في كل ما يخصها ...
نفضت ذكرى كريم من رأسها بقوة و هي تبتلع تلك القصة الحزينة .. محاولة تناسي حزنها عليه حاليا و نسيان مشهد موته القريب ..
لذا ابتلعت ريقها و قررت ان تناغش رائف قليلا ... فقالت برقة دون أن ترفع وجهها اليه
( ربما استطعت أن أفعل به شيئا ليكون سهل الإعتناء به ..... سأقصه قليلا ... )
ترك سكينه فجأة وهو ينظر اليها نظرة جعلتها تكاد أن تسعل بطعامها من شدة رهبتها و نفاذها .. الا أنه حين تكلم قال بصوتٍ عميق متزن
( ما هو هذا اللذي ستقصينه ؟!! ....... )
ادعت الثبات .. فرفعت حاجبيها و هي تنظر اليه بعينين متسعتين قائلة ببراءة
( شعري ........ )
ظل ينظر اليها قليلا دون أن تتحرك عضلة بوجهه بينما هي تنتظر ... الى أن قال أخيرا بهدوء خطير
( لن أسمح لكِ بقص شيء يخصني ...... )
رمشت بعينيها قليلا و هي تهمس مستندة بذقنها الى كفها
( و ما هو هذا الذي يخصك ؟!! ....... لقد تكلمت عن شعري .... )
لم يستسلم لمحاولة استفزازه بل قال بهدوء
( كل أصبحتِ تخصينني ... بدئا من أصابع قدميك الصغيرة المستديرة كأصابع الأطفال .... و حتى أطراف شعرك العطرة و التي لامست قبلاتي صباحا ... )
احمر وجهها أكثر ... حتى بدت كوردة الجوري المتفتحة ... فقالت بصوت هامس يتناسب مع الموسيقى الحالمة خلفها ...
( لم أكن أعلم ذلك ....... )
قال رائف بهدوء و جدية
( اذن عليك البدء في المعرفة ... بل و التأكد من ذلك ... ألم أحذرك و أنا أعرض عليكِ الزواج ؟!! ... )
ابتسمت أكثر و تجرأت لترفع عينيها اليه و همست
( نعم حذرتني ...... و أنا قبلت ..... )
قال رائف بنفس الجدية و ان كان مبتسما
( جيد ..... هيا افتحي فمك ...... )
فتحت فمها تلقائيا وهو يطعمها بشوكته ... فهمست بحرج
( هل ستطعمني هنا أيضا ؟!! ....... الناس يراقبوننا .... )
قال ببساطة
( نحن في شهر العسل .... في الواقع بأول يومٍ منه .. لذا تستحقين الدلال .... )
مضغت طعامها ببطىء و هي تنظر الى عينيه الساحرتين في حنانهما ... ثم همست بخفوت و رقة
( و ماذا سيحدث بعد فترة من زواجنا .... لا أظن أنك ستستمر في تدليلي بهذا الشكل ؟!! ... )
قال رائف بهدوء وهو يتناول طعامه
( ان اردت الحق .... قد انشغل عنكِ قليلا ...... )
ارتفع حاجبيها و عضت على شفتها السفلى المكتنزة .... هامسة بوجوم
( حقا ؟!! ............. )
قال رائف مؤكدا ...
( للأسف .... انها سنة الكون ..... أن أشغل بطفلتنا ... أطعمها و أمشط لها شعرها , بينما انت تنامين قليلا ... )
ارتجفت ملك بخدر عميق اوهن مفاصلها ... فقالت بخفوت
( طفلتنا ؟!! ........ )
رفع عينيه اليها .. يقيم ردة فعلها بحذر , ليقول مؤكدا
( نعم طفلتنا ......... )
شعرت من نبرة صوته أنه لا يمازحها ... بل يسألها بطريق غير مباشر عن رغبتها في الحصول على اطفال !! ..
ربما كان مترددا بسبب تجربتها الماضية المؤلمة ... ربما ظنها متراجعة و متوترة ... او حتى رافضة
كخوفها من العلاقة بينهما !! ....
لذا أخذت نفسا عميقا و قالت مبتسمة ابتسامة سرقت قلبه
( لكن الا تظن نفسك متعصبا قليلا ... و أنت تقرر أن تكون فتاة ؟!! .... سيف قرر ان ينجب الذكور فقط ... فمابالكم ؟!! .... هل تفصلون الأطفال خياطة ؟!! .... )
ابتسم ابتسامة عريضة ... لم ترى أجمل منها في حياتها كلها ... لدرجة ان لامس فكه قليلا .. و بدا غير قادرا على الكلام لوهلة ...
و بعد فترة طويلة ... قال بهدوء
( دعينا اذن نتفق .... اما فتاة شقراء تشبهك .... و اما ولد )
قاطعته تقول بحرارة نبعت من قلبها بوضوح
( نسخة منك ...... ...... )
عبس رائف وهو يقول مداعبا
( سيعيش مظلوما طوال عمره .... و الجميع يقارنون بينه و بين جمال أخته الذي يخطف الأنظار .... )
ارتجفت شفتيها اكثر ... حتى عجزت عن الرد لفترة .. فعضت على شفتها السفلى لتوقف ارتجافتها ...
الا تدرك أن تلك الحركة التي تكررها كل حين تقتله شوقا لها .... يعد الدقائق حتى تصبح له من جديد ...
مد يده من فوق المائدة ليمسك بيدها .. و ابهامه يتحسس ظهر كفها الناعم ... ككل ما فيها ناعما ...
الى ان قال أخيرا بهدوء
( ألم أخبرك من قبل أنني كنت قد نسيت طعم السعادة مع الأحياء الى أن قابلتك ....... )
شعرت بقلبها يشفق عليه بشدة ... ترى ماذا قدمت له حتى يشعر بهذا الشعور ؟!!
لقد قلبت حياته رأسا على عقب .... و أعيته بمشاكلها .... و فرقت عائلته من حوله .... و تسببت في تورطه بقضية هو بريء منها .....
و ها هي حتى غير قادرة بمنحه علاقة مكتملة بعد سنوات من الجفاء العاطفي منذ وفاة زوجته ....
ابتلعت ريقها و هي تقول بخفوت
( رائف ........ ماذا سأافعل لو ؟؟ ....... )
لم تستطع النطق من شدة الهلع الذي بان على وجهها فعقد رائف حاجبيه قائلا
( لو ماذا يا وردتي الصغيرة ؟!! ....... )
شدت على يده و هي تقول بخوف واضح
( ماذا لو ...... حكم عليك في القضية ..... )
استمر يمسد ظاهر كفها في يده بقوة ... دون ان تهتز عضلة بملامحه ... الى ان قال أخيرا بهدوء وهو ينظر اليها
( اذن أنا من علي أن أسألك .......... هل ستنتظريني ؟!! ...... )
ابتلعت خوفها مع الغصة المؤلمة بحلقها و هي تهمس بصوتٍ مشتد ...
( و هل تسأل ؟!! ......... )
قال رائف بخفوت جدي وهو يداعب وجنتها بيده الأخرى
( ربما أكون قد ظلمتك معي و أنا مقبلا على قضية مثلها ....... )
أغمضت عينيها و مالت الى يده التي تداعب وجهها ثم قالت بخفوت
( أنت من ظلمتني ؟!! ....... آآآآه يا رائف !! .... )
ارتجفت شفتاه قليلا .. ثم قال بخفوت
( لما لا نتناسى هذا الأمر حاليا ؟!! ......... )
همست بخفوت مرتعش
( أحاول جاهدة ... الا انني لا أستطيع , إنه يسيطر علي ....... )
رغما عنها تساقطت دمعة ماسية ناعمة من تحت جفنها المغمض ... فالتوى حلق رائف وهو يرفع اصبعه ليمسحها برفق .... هامسا باسمها ... ففتحت عينيها تنظر بهما الى عينيه و هي تقول بخفوت دون أي ذرة من الخجل
( أحبك يا رائف ...... )
ضاقت حدقتاه وهو يقول هامسا
( حقا ؟!! ........ و لماذا اذن لا تدعين الذكريات تمر بحزنها بعيدا ؟!! .... )
لم يكن هذا هو الرد الذي تأملت سماعه .... كانت تريد تصريحا بحبه ... بل كانت تتمناه ... بقوة غزله و قوة حنانه .... لكنها تنهدت بقوة و هي تهمس بخفوت
( هذا خارج عن ارادتي ..... هلا منحتني فقط بعض الوقت ..... )
قال رائف بعد فترة صمت طويلة
( أتشعرين ....... بالإشتياق اليه .... من حين لآخر بعد ؟!! .... )
لم تتظاهر بعدم الفهم ... بل فهمته , بل و لمحت التردد الرجولي في صوته ... و القلق بعينيه ...
حينها قالت بخفوت
( تنتابني صورا من طفولتنا ..... أخشى أن أقصها عليك , فتحتقرني .... )
عبس رائف قليلا وهو يقول بخفوت يشد على كفها المرتجف
( أحتقرك ؟!! ...... لماذا ؟!! .... ماذا يمكن لطفلة صغيرة مثلك أن تفعل كي أحتقرها ؟!! ... )
أطرقت بوجهها و هي تتنهد بصمت ... نادمة على أنها فتحت هذا الحوار دون قصد منها ... ففقدت شهيتها ...
الا أن رائف لم يصر على أن يسمع صوتها ... بل اكتفى بالقول بصوتٍ جامد متصلب
( هل كان يتعدى عليك في صغركما ؟!! ....... )
ظلت صامتة قليلا .... قبل أن تقول بخفوت
( هو نفسه كان مجرد طفل ....... صبي على أحسن تقدير ... )
ضيق رائف عينيه قليلا وهو يقول و كأنه كان يقر حقيقة واقعة
( لكنه كان مضطربا ...... )
أومأت برأسها دون أن ترد أو أن تنظر اليه .... سمعته يزفر نفسا خشنا .. قويا ..... و كأنه يحمل حملا ثقيلا
فلعنت غبائها الذي جعلها تفسد هذه الأمسية الرائعة ... لذا رفعت وجهها تنظر اليه و هي تقول بعفوية مفتعلة
( هلا غيرنا الموضوع من فضلك ؟؟ ...... )
رفع وجهه القاتم اليها .. ينظر اليها نظرة جمدتها مكانها , الا أنه قال أخيرا بهدوء
( طبعا ......... لما لا تخبريني بكل ما تحبين ؟!! ..... و أعدك أن أحققه لك ... )
ابتسمت ببطىء و هي تقول بحذر
( حسنا ..... سألتزم بوعدك اذن ...... كنت امازحك بخصوص شعري , فأنا لن أقصه حاليا ,,,)
قال رائف مصححا وهو يرفع ذقنه
( أبدا ..........)
ضحكت برقة و هي تقول معدلة
( حسنا ,,,,, أبدا .... لكن لهذا سبب وجيه حاليا و أتمنى منك أن تتقبله ....)
عاد ليضيق عينيه وهو يقول بحذر
( وهو ............... )
عضت على شفتها قليلا ... ثم رفعت وجهها اليه قائلة
( أتعرف ..... أنا لم أكون حياة أبدا من قبل .... لقد اقتصر دوري في الحياة كلها كبائعة ورد لا غير .... أحادث الورود و أهمس لها .... و مساءا أعيش بين الروايات ....)
قال رائف مبتسما وهو يقرص وجنتها
( و تلك هي الحياة التي تليق بكِ يا سكر ......)
أسبلت جفنيها لتبتسم برقة كادت أن تفتك بالمتبقي من اعصابه ... الى أن قالت برقة
(لكني لم أفعل أي شيء آخر ... و لم أجرب أي عمل مختلف .... و بصراحة لم أهتم مسبقا ... لكن الآن بدأت أشعر أنني أريد الخروج من عالم الأحلام الذي أعيشه ...)
صمتت قليلا ثم رفعت وجهها تنظر الى رائف الذي بدأت ملامحه تشتد بحذر الى أن قالت متابعة بخفوت
( هذا العالم ليس ورديا تماما كما كنت اظن يا رائف ..... اريد الخروج للحياة و الإختلاط الحقيقي بالناس .... أريد العمل ....)
بهتت ملامحه قليلا وهو يردد بهدوء
( العمل ؟!!! ...... و ماذا بإمكانك أن تعملي ؟!! .....)
ارتبكت قليلا و هي تقول بحرج
( أعلم أنني لا أمتلك أي مؤهلات ..... لكن حاليا هناك عرضا واحدا عرض علي و سبق أن أخبرتك به ... أنا حقا أريد خوض التجربة ....)
شعرت بيده تتصلب على كفها بقوةٍ آلمتها ... مما جعلها تقول بقلق و هي تنظر اليه
( أن أكون وجها دعائيا .... هل تتذكر ؟!! .....)
كانت ملامحه ساكنة غير مطمئنة ... الى ان قال أخيرا بهدوء غير مريح
( مرت فترة ..... ما الذي جعلك أنت تتذكرين ؟!! ....)
قالت ملك بخفوت وتوتر
( كنت أمر بفترة العدة ..... لذا لم يكن مناسبا حتى التفكير في الأمر و صاحب العرض عرف بأنني في فترة عدة و أنني لن أستطيع التصوير وقتها لذا انتظرني وأعاد الطلب على وعد مجددا .....)
ساد الصمت قليلا بينما هي تقضم أظافر يدها الحرة تتسائل عن سبب موقفه الصامت الى أن قال أخيرا بصوتٍ قاطع
( لا يا ملك ........)
تسمرت مكانها فجأة و هي تقول بفتور
( مجرد لا !! ...... دون حتى أي مناقشة ؟!!! ....)
قال رائف بهدوء صارم
( لا أحتاج لمناقشة استعراض جمال زوجتي علنا ......)
قالت ملك عابسة بتوتر ...
( أنت تسمي الأمر بمسمى مختلف تماما ..... إنها مجرد تجربة .... )
قال رائف بهدوء
( لا ............. )
اتسعت عيناها قليلا و هي تراقب التصلب على ملامحه ... فهمست لنفسها
( لا أصدق هذا ....... )
قال رائف بمنتهى الهدوء
( صدقي اذن ............... هذا العرض مرفوض تماما , لو حاول صاحبه التواصل معكِ مجددا فأنا من سأتصرف معه حينها ... )
حاولت أن تبعد يدها عن يده الا أنه لم يسمح لها وهو يشدد عليها بقوة ... فقالت بخفوت
( هلا تركت يدي من فضلك ..... )
قال ببساطة وهو ينظر اليها
( لا ......... )
رفعت اليه عينين ثائرتين .... و هي تهمس غير مصدقة
( لا ثانية خلال دقيقة واحدة ..... و في أول يوم من زواجنا , هذا رائع .... )
ظل ينظر اليها قليلا ... ثم لم يلبث أن ضحك بقوة جعلت قلبها يختلج بين أضلعها ... مما جعلها تبتسم تلقائيا ... رغما عنها و رغم عن غضبها ....
فضحكت هي الأخرى و هي تسبل جفنيها قائلة
( حسنا أنت تعرف كيف تثبتني من مجرد نظرة ..... هذا لا يبشر بالخير أبدا ... )
تحولت ضحكته الى ابتسامة حارة ... ثم قال
( بل أنتِ من تقنين فن اغضاب الرجل في ساعة أكله ....... )
مطت شفتيها بخبث و هي تهمس بشقاوة رقيقة
( ألن استطيع أذن أفعل أي شيء أستطيع أقناعك به ؟!! ...... )
عاد ليعبس قائلا
( لا ....... و هذه الثالثة .....و الأخيرة ... . )
زفرت بقوة و هي تقول بخفوت
( حسنا ..... كانت هذه الفكرة الاولى و فشلت قبل حتى أن تبدأ ...... )
أطرقت بوجهها ... لكنه مد اليها المزيد من الطعام الذي لامس شفتيها بمداعبة ... ففتحت فمها له تلقائيا ...
و استمر بهما الصمت و هما يأكلان ... او بمعنى أصح .... هو يأكل و يطعمها معه .....
.................................................. .................................................. ...................
كانت الساعة قد قاربت التاسعة .... و السيارة تنطلق بهما بينما يجلس بجوارها في المقعد الخلفي محتجزا يدها في كفه القوية ... الى أن قطع الصمت أخيرا قائلا
( ملك ....... أنا ممتن جدا بعرضك هذا .... )
التفتت اليه مبتسمة لتقول برقة
( إنه ليس تضحية في الواقع ..... لقد اشتقت جدا للسيد عاطف و اريد رؤيته ... )
ظل ينظر اليها قليلا قبل أن يقول بخفوت مرتبك
( على الرغم من أنه لم يحضر عقد قراننا بالأمس ؟!! ...... )
قالت ملك بصدق تام
( من يذهب الى من يا رائف ؟!! .......صحته لم تعد تحتمل , لكن هذا لن يكون سببا كي لا نشاركه مستجدات حياتنا كما وعدته ...... )
عادت لتنظر من نافذتها ... بينما رفع رائف يدها الى فمه , يقبل راحة يدها بطريقة جعلتها ترتعش بقوة ..
فقد كان كلا منهما يعرف أنه لم يملك الطاقة النفسية على رؤية عقد قران رائف .... بمراسمه ...
و فتاة أخرى غير ابنته هي من تجلس بجواره ....
قال رائف بهدوء
( ستجدين ميساء هناك على الأرجح .......... )
توترت ملك قليلا ... الا أنها قالت بخفوت بعد فترة
( نعم ...... و أنا أقدر عدم قدرتها على المجيء هي أيضا ... فما مررنا به أنا و هي جعل من طريقينا متعاكسين ...... )
كانت تحاول أن تقنع نفسها بذلك .... الا أنها فشلت و كانت تعرف في قرارة نفسها أنه من الصعب جدا أن تقوم بينها و بين ميساء علاقة ودية ... و هذا ما جعلها تذكر قائلة بخفوت
( بالمناسبة يا رائف ..... أنت تتذكر أن جلسة الميراث ستكون مع المحامي خلال أيام ...... )
انتفض مكانه بصورة داخلية غير ملحوظة وهو ينظر اليها ليقول بهدوء
( يمكنني أن أنهي لكِ كل الإجراءات في التنازل عنه .... لا تخافي .... )
رفعت عينيها الى عيني رائف لتقول بهدوء حذر
( أي تنازل ؟!! ....... أنا لن أتنازل عنه ....... )
شعر رائف فجأة بجسده يتصلب وهو ينظر الى وجهها الهادىء الذي ينظر اليه باستغراب ... فقال مستفهما بصوتٍ غريب
( لن تتنازلي ؟!! ...... هل ستستلمين الميراث ؟!! .......... )
رفعت حاجبيها و هي تقول بخفوت ناظرة الى عينيه
( بالطبع ..... ما الذي جعلك تعتقد العكس ؟!! .......... )
قال بصوت جامد خافت
( تعرفين لماذا حق المعرفة .......... )
هزت كتفها و هي تقول بخفوت
( لم يكن هذا ذنبي يا رائف ....... )
رمش بعينيه وهو يشعر بجسده يتشنج بطريقة غير مرغوبٍ بها .... لكنه التزم الهدوء وهو يقول بهدوء متصلب
( ملك .... أنت لن تحتاجي له أبدا .... أنا أملك كل ما سيجعلك مرفهة ...... و نصيبك من الميراث أقل مما سأمنحه لكِ ...... )
قالت ملك بمنتهى الهدوء و هي تنظر اليه
( حتى و إن كان نصيبي مجرد بضع قروش قليلة ..... لن أترك ميراثي من زوجي لأكرم القاضي .... )
ثم التفتت تنظر من نافذتها و هي تغلق باب الحوار ..... بينما كان ينظر اليها بعينين ضيقتين و غضب داخلي مسيطر عليه فلا يصعد الى سطح ملامحه القاتمة ...
لكن قلبه .... فقط قلبه كان يعلم أن خلف ذلك الوجه الهادىء البريء ... تكمن شرارات عنيفة رآها من قبل في عدة مناسبات .... و تلك الشرارات تحمل غضبا ... و ألما ....
أخذ نفسا عميقا قويا وهو يترك يدها ببطىء لينظر من نافذته .... و لم يدري أنها كانت تختلس النظر الى كفها الصغير حيث تركتها كفه !! .....
.................................................. .................................................. ......................
وقفت ملك أمام باب قصر القاضي بتشنج ... و هي تذكر كل ذكرى بائسة طالتها هنا ... في هذا المكان ...
انتفضت فجأة حين شعرت بذراع رائف تحيط بخصرها و تضمها الى جزعه القوي وهو يقول بخفوت
( ربما لم يكن من المناسب أن تأتي الى هنا ..... اليوم .... )
أخذت نفسا مرتجفا كي تهدىء من نفسها ... ثم رفعت اليه وجها مبتسما رغم شحوبه و قالت بهدوء
( بالعكس .... كنت أريد المجيء الى هنا ... و أنا ممتنة لعمي عاطف أنه منحني تلك الفرصة لأحارب المزيد من أشباحي ..... )
فتح الباب فجأة .... فتحته احدى الخادمات الأجنبيات ...فسألها رائف عن خاله , الا أنها أخبرته بنومه مبكرا بعد أن دخلا ...
وقفت ملك مع رائف يدا بيد في منتصف البهو ....
فقال لها بخفوت
( أنغادر ؟!! ........... )
هزت ملك كتفها و هي تهمس بخفوت
( كما تحب ............. )
لكن رائف سأل الخادمة عن السيدة ميساء ... فأخبرته بأنها تجلس مع الضيف في غرفة الجلوس
عقد رائف حاجبيه وهو يقول بخفوت
( أي ضيف ؟!! ........ )
لكن الخادمة لم تجد الوقت كي تجيبه وهو يسمع صوت ميساء تضحك برقة من خلفه يرافقها صوت ذكوري خافت لا مبالي ....
شيئ ما في هذا الصوت جعل برودة تسري عبر ظهره ... فاستدار اليهما ببطىء شديد ...
و كأن الزمن قد توقف بين ثلاثتهم ....
رائف و ميساء التي توقفت مكانها مصدومة من رؤيته .... متزينة بشكل جعل منها شابة في فستان قصير أسود و جوارب تماثله لونا ... و تناقض الأحمر القاتم على شفتيها الفاغرتين
.... و شاب آخر ... لم تعرفه ملك ....
كان شابا أصغر من رائف ... لكنه يكبرها .... و مع ذلك لم تستطع تحديد عمره بالضبط ....
لكن شيئا ما في الأجواء بينهم جعلها تتوتر مما يدور حولها ...
و كانت ميساء هي اول من تكلمت و الصدمة لا تزال ظاهرة على ملامحها
( رائف ؟!! ..... ماذا تفعلان هنا و في هذا الوقت دون موعد !! ........ )
الا أن رائف لم يسمعها ... بل بدا و كأنه لم يراها أصلا وهو يستدير بأكمله قائلا بصوتٍ جعل ملك ترتعد مكانها و هي لا تفهم شيء مما يحدث ....
( أنت ؟!!! ....... ماذا تفعل هنا ؟!! ........ )
ابتسم الشاب ابتسامة قاسية لا تحمل اي اثر للمودة وهو يقول بصوتٍ مزدري
( مر وقت طويل سيد رائف .... علمت من ميسا أنك قد تزوجت .... )
استدار قليلا ينظر الى ملك من رأسها و حتى أخمص قدميها بنظرةٍ وقحة و ان كانت لا تحمل شهوة ... بل غضب .. غضب محفور في ملامحه ...
( هل هذه هي عروسك ؟!! ...... أليست صغيرة قليلا ؟؟ ..... )
الا ان رائف صرخ
( ماذا تفعل هنا ؟!! .......... )
تدخلت ميساء و هي تقول بتوتر
( اهدأ يا رائف ..... أنت تعرف بأن معرفتي بسامر قديمة ....... )
استدار اليها هائجا وهو يقول
( و طالما أنها قديمة .... ماذا يفعل هنا ؟!! ...... )
كانت ملك مذهولة .... لا تفهم شيئا مما يحدث ..... لكن ما لم تتوقعه هو ان يبادل هذا الشاب رائف الكلام بآخر أقسى منه يقطر مرارة و كره حقود
( الآن تتزوج يا سيد رائف ؟!! ...... تتزوج فتاة صغيرة شقراء تعيد اليك الشباب .... بينما لم تترك لي الفتاة الوحيدة التي أحببتها ..... )
اتسعت عينا ملك بذهول بينما هدر رائف قائلا
( لا تنطق باسم رؤى ........ و اخرج من هنا حالا .... )
الا أن هذا الشاب الذي يدعى سامر .. وقف يواجه رائف بعينين تقدرحان ألما جبارا .... وهو يقول من بين أسنانه بصوتٍ بدا كالفحيح
( كيف تشعر الآن ؟!! .... سعيد بحياتك بعد موتها ..... تمضي لياليك مع شقرائك الصغيرة .... )
و دون أن يمنح رائف الفرصة كان قد اتجه الى ملك ليقول بلهجة مهينة
( مبارك لك يا عروس ..... مبارك عليك أبيض الشعر ..... )
أمسك رائف به من قميصه وهو يصرخ
( أبتعد عنها ........ )
بينما اختبئت ملك خلفه و هي تتشبث بظهره ... لكن رائف أخذ يدفعه خارجا بينما سامر ينفض يديه عن قميصه صارخا
( ابتعد عني ....... سأخرج وحدي ....... و أنت انعم بفتاتك الصغيرة .... قبل أن تموت .... أو أن تموت انت .... فالدنيا سلف و دين ... )
خرج من باب القصر , فصفقه رائف بعنف وهو يستند اليه بكفيه ... مطرق الوجه ... يلهث بطريقة لم تراها ملك من قبل !! ....
لحظتين فقط قبل أن يستقيم لينظر الى ميساء نظرة سوداء غريبة ... فتراجعت خطوة و هي تقول
( لا تنظر الي بتلك النظرة ....... لا شيء يجبرني على قطع صلتي بمعارفي القدامى ..... )
ظل ينظر اليها بملامح مطعونة ... جعلت قلب ملك ينفطر عند قدميها الى شظايا جارحة ... ثم قال بصوت غريب ليس كصوته
( لنرحل يا ملك ........ )
.................................................. .................................................. ...................
ساد الصمت التام طريق العودة ... و رائف يجلس بجوارها بينما هو في عالم آخر تماما ... لا يراها من الأساس ... بينما هي كانت تنظر اليه شاعرة ببداية حياتها تنهار بقوةٍ على صخرة أحلامها ..
لم تكن في حاجة للسؤال ... فكل شيء كان واضحا أمامها ... و أي معلومة زائدة ستكون كفيلة بنحر قلبها ...
لذا التزمت الصمت و هي تدعو الله الا تنفجر باكية أمامه ....
و ما ان دخلا البيت ... حتى ابتعد قليلا دون أن ينظر اليها ثم قال بخفوت غريب ... يكاد أن يكون أجوفا ذو صدى
( اذهبي للنوم يا ملك ....... )
و دون أي كلمة .... ابتعد وهو يعرج ليختفي داخل غرفة أخرى مغلقا الباب خلفه ... بينما وقفت ملك مكانها متسمرة مصدومة مما يحدث لها ....
و ما أن استطاعت التنفس ... حتى شهقت باكية بقوة و هي تجري الى غرفتها صافقة الباب خلفها ....
و مضى وقت طويل و هي تقف أمام نافذة غرفتها تراقب الأمطار و التي تماثل أمطار عينيها المنتحبتين على وجنتيها .....

دخل رائف الى غرفتهما بعد فترة طويلة ...... تقريبا كالمغيب الذي لا يملك سيطرة على طريقه ....
ليقف مسحورا من هذه اللوحة التي لن تتوقف أبدا عن احداث الخلل بدقات قلبه ...
حيث كانت تقف على ضوء المصباح الصغير ... ظهرها اليه .... في قميص نومها الرقيق الشفاف و الذي يظهر أكثر مما يحتمل كيانه العاشق ...
بينما شعرها متموج على ظهرها و حتى تعدى خصرها .....
تقدم منها ببطىء وهو يعرج الى أن وصل اليها ... فوقف خلفها مباشرة وهو يمد يده وكأنه يريد ملامسة شعرها ... لكنه عاد و اخفض يده ليمسك بكتفيها فجأة و يديرها اليه ...
و هنا تسمر كلا منهما أمام الآخر ....
كانت ملامح رائف كملامح من خرج للتو من بئر سحيقة ... بينما وجه ملك الأبيض البريء كام مغرقا بالدموع الغزيرة مما جعلها اشبه بالنافذة المبللة من خلفها ....
مضت بينهما عدة لحظات قبل أن يندفع وهو يحيط خصرها بذراعيه و يرفعها من الأرض ...
بينما وجدت شفتاه طريقهما الى شفتيها اللتين انهارتا امام جدران قبلاته القوية
وهو يحيط ظهرها بذراعيه بقوةٍ حتى كادت أن تصبح جسدا ملاصقا لجسده ... وهو يطبعها بكل منحنياتها اليه ...
أنزلها أرضا دون أن يحرر شفتيها ... بينما كانت هي مشدوهة و مستسلمة .....
تجرب عنفوان المشاعر التي لا تجد سيطرة من قلبين ....
يداه تتحركان على ظهرها ارتفاعا و نزولا و كأنه فنان يتلمس تمثاله و ينحته بقوة .... و شفتيه تدمغانها باسمه فعلا ... و اسمها همسا ...
و دون أن تدري كيف سارت الى الفراش أو ربما هو من حملها .... كانت قد استلقت اليه وهو معها هامسا في أذنها بصوتٍ جعل دموعها تنهمر بقوةٍ أكبر
( لا تتركيني يا وردتي ..... )
أغمضت عينيها و هي تتخلل شعره بأصابعها ... تبكي بحب و ألم .... لتسمع صوتها يهمس بين هدير نبضاتها
( أنا لك ........ أنا لك ........ )
.................................................. .................................................. ................


انتهى الفصل 54 .. قراءة سعيدة


ساهر ف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-20, 02:01 PM   #35500

Nona^^~

? العضوٌ??? » 417544
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 70
?  نُقآطِيْ » Nona^^~ is on a distinguished road
افتراضي

السلاااااممم عليكم

Nona^^~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.