آخر 10 مشاركات
وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          2002-شيء في القلب-أماندا برونينغ-درا الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          المواجهة الدامية - شهادة للتاريخ عن انهيار الاتحاد السوفيتي - رسلان حسبولاتوف (الكاتـب : علاء سيف الدين - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          101 - من يزرع الشوك - آن هامبسون (الكاتـب : عنووود - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي الرواية الجديدة التي تفضلونها
فكرة جديدة تماما 2,055 56.56%
جزء ثاني لرواية بأمر الحب 665 18.30%
جزء ثاني لواية لعنتي جنون عشقك 913 25.13%
المصوتون: 3633. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree505Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-11-15, 12:16 AM   #25731

markunda
alkap ~
 
الصورة الرمزية markunda

? العضوٌ??? » 5427
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 622
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » markunda has a reputation beyond reputemarkunda has a reputation beyond reputemarkunda has a reputation beyond reputemarkunda has a reputation beyond reputemarkunda has a reputation beyond reputemarkunda has a reputation beyond reputemarkunda has a reputation beyond reputemarkunda has a reputation beyond reputemarkunda has a reputation beyond reputemarkunda has a reputation beyond reputemarkunda has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 611 ( الأعضاء 465 والزوار 146)
‏markunda, ‏زهره ربيع عمري, ‏souhai, ‏priscila, ‏دلال الدلال, ‏luz del sol, ‏amiraa22bk, ‏maimickey, ‏دمعه نسيان, ‏secret angel, ‏البيضاء, ‏مرؤؤشة, ‏forbescaroline, ‏Hams3, ‏زهرة الاوركيدة, ‏صفاء القمر, ‏نيورو, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏serendipity green, ‏elizabithbenet, ‏Alzeer78, ‏غرام العيون, ‏sweera, ‏emoza, ‏بيبه الجميله, ‏bonoquo, ‏sama*, ‏yara, ‏رحيل الامل, ‏مروة صادق, ‏hind 444, ‏jakleengharib, ‏sara alaa, ‏saff06, ‏حلم رواية, ‏قمر الليالى44, ‏princess sara, ‏مجد بانا, ‏omniakilany, ‏lolo.khalili, ‏هينمات., ‏فاطمة تتريت, ‏zerozero, ‏أنت عمري, ‏doaa eladawy, ‏MaNiiLa, ‏meryamaaa, ‏MINA REGINA, ‏ALana, ‏لبنى أحمد, ‏Frahal, ‏شطح نطح, ‏هوس الماضي, ‏starmoon, ‏cmoi123, ‏ورد العتيبي, ‏نسيم الغروب, ‏amoaasmsma, ‏طائره النمنمه, ‏سحر الحياة, ‏حواء بلا تفاح^, ‏عشقي لديار الخير, ‏عفراء الطاهر, ‏نورسي, ‏rontii, ‏زالاتان, ‏بسنت محمد, ‏الصقر الصقر, ‏mesho ahmed, ‏maryema, ‏غمزة نظر, ‏malak_alro7, ‏رهفة, ‏nagah elsayed, ‏amar_nirmen, ‏nona amien, ‏babo, ‏nabooll, ‏nada alaa, ‏العنود محمد, ‏الشوق والحب, ‏توقه, ‏hedoq, ‏amatoallah, ‏magyy allam, ‏mimi0000, ‏11_roro, ‏ebti, ‏ابن الشام2, ‏Just give me a reason, ‏onediraction, ‏jinin, ‏salsa, ‏هبوش 2000, ‏مسززفيتا, ‏shada l, ‏نهاد على, ‏سمارير, ‏شموخ2014, ‏tota2008434, ‏sweet123, ‏حلاالكون, ‏اميرة الغد, ‏كبرياء عنيدة, ‏Gorgie!, ‏دانة 2008, ‏shereen.kasem, ‏خفوق انفاس, ‏دلووعة2, ‏روح طرياك, ‏ABK, ‏yasser20, ‏Nody Nody, ‏beeboo_050, ‏ارق النجوم, ‏zeina007, ‏صديع, ‏وردة شقى, ‏LAMIA68, ‏drsally2000, ‏Electron, ‏ندى طيبة, ‏دادا, ‏nadahosney, ‏مهرة..!, ‏مذكرات, ‏sosobarra, ‏canad, ‏راجية العفو8, ‏براءة الجزائرية, ‏عشق الخيال, ‏اميرة الرومنسية, ‏say love you, ‏رحيق الجنان, ‏karmen83, ‏سوما, ‏ghdzo, ‏Esraa Mosaad, ‏aml frg, ‏amoula24, ‏فرنسيس, ‏princess alkady, ‏Ishtar Star, ‏AROOJ, ‏mesaw, ‏omdodo, ‏esraa93, ‏rosemary.e, ‏"lara", ‏angela11, ‏nada yahia, ‏hadb, ‏khaoula Ci, ‏goge 95, ‏ميار111, ‏طوطه, ‏سمواحساس, ‏shatoma, ‏رغيدا, ‏maysleem, ‏doha-82, ‏جنون امراه, ‏سوزاكى, ‏m0ly80, ‏ايزه, ‏محمد عبدالرازق عبده, ‏غرررام الورد, ‏انين قلب مجروح, ‏ورد الخال, ‏Bassmet Amal, ‏ام مصطفى1, ‏جيتك بقايا جروح, ‏noha 3, ‏الامل هو طموحي, ‏nouriya, ‏AYOYAAA, ‏R..*, ‏حرير فارس, ‏bnt.byan, ‏Heba Hafez, ‏رمـاد الشوق, ‏janna88, ‏ammyemad, ‏ام رناد, ‏ليل سوسو, ‏kmnbvc, ‏sondess, ‏marro, ‏jolanar89, ‏dont worry, ‏بوفارديا92, ‏dentistaya, ‏سنديان, ‏doaapakr, ‏فجر الكون, ‏amana 98, ‏همس الرموش, ‏do3a, ‏Pure angel, ‏جميلة الجميلات, ‏الآنسة تاء, ‏الوردة الحلوة, ‏tamima nabil+, ‏نبيله محمد, ‏s.m..ssous.m.s, ‏mrmoorh, ‏نمارق99, ‏nana41, ‏princess miroo, ‏مصطفى ابراهيم, ‏najla1982, ‏عمر السعيد, ‏أروى1986, ‏Rosemary Baghdad, ‏الميزان, ‏asomgogo, ‏zezeabedanaby, ‏mouna ABD, ‏Mary~), ‏NMH1999, ‏الخيال الحالم, ‏muna ali, ‏zjasmine, ‏lobna_asker, ‏لين محمد, ‏غيدائي, ‏khouloudxx, ‏دنيا ملهاش امان, ‏سكر نبات, ‏ماريامار, ‏noof11, ‏ayman_barya, ‏ربروبة, ‏صمت الصحراء, ‏*ماريان*, ‏ستوب ميمي توب, ‏شذى الريحان, ‏daiski, ‏emmy3, ‏Bnboon, ‏حنان الرزقي, ‏ماهينور عمروي, ‏emanmagdy, ‏summer cloud, ‏JOURI05101, ‏imy amouna, ‏الحب غالي, ‏مسره الجوريه, ‏emanmostafa, ‏الاف مكة, ‏اية المني, ‏سندريلا ساسو, ‏maya2, ‏hanene**, ‏الفراشه النائمه, ‏TiHa, ‏hayaty alquran, ‏RAHPH, ‏maha_1966, ‏احلام البكاتوشى, ‏نهى حسام, ‏tiasam, ‏scarlet, ‏عاشقة الحرف, ‏هّـمًسِـآتٌـ, ‏مشكات بنت محمد, ‏وافية والزمن قاسي, ‏تاتا26071978, ‏um.aisha22, ‏Shahdona2, ‏احلام عادل, ‏شيماء عماد, ‏فراشة التميز, ‏alouche, ‏دووووودووووو, ‏boosyzyad, ‏No problem, ‏fattima2020, ‏arwachahid, ‏nona-1061, ‏رعشه قلب, ‏Doaa Rasheed, ‏*جولي روز*, ‏ruby angel, ‏Roroyoyo, ‏Malookh, ‏حنين سيد, ‏Rashet sukar, ‏endesha, ‏نرمين البنجي, ‏koukou1384, ‏yassminaa, ‏روكارو, ‏monica g, ‏إرتقاء, ‏sama2_egypt, ‏سهرانة الليل, ‏بيبوبن, ‏Asmaa zafer, ‏توته الاموره, ‏egyptian and proud, ‏هوا الشام, ‏sara sarita, ‏سومة1989, ‏ح.ع.خ, ‏beau, ‏سنا هيت, ‏malake, ‏سارة65, ‏سارة امينة, ‏dema25, ‏نانو عبده, ‏hind_mohad, ‏مدليكاتية, ‏رااما, ‏بناتي حياتي, ‏KHALLOUDA, ‏عراقيــه, ‏عبث الحروف, ‏Totooولا أحلا, ‏ازهار دلال, ‏nibal79, ‏ام بيبو, ‏فتكات هانم, ‏رونا السكرونا, ‏yoyoyoya, ‏ماريمارر, ‏منى مصري, ‏Nour Tamer89, ‏دريشه, ‏حبي الأزلي, ‏منيتي رضاك, ‏طيور الجنة, ‏Diego Sando, ‏lolo ahmed, ‏احلام الوردي, ‏ن و ا ر ى, ‏noura karmany, ‏نور نور888, ‏بنت بلدي, ‏برديس, ‏~senorita~, ‏الفجر الخجول, ‏ميهاف111, ‏Asma-, ‏الكندية, ‏nona.a, ‏لؤلؤة سوداء, ‏سمر 99, ‏رودينة محمد, ‏meriam 1992, ‏همس النجوم, ‏farameme, ‏السماء الزرقا, ‏مريم جمال, ‏gameli, ‏Amonah1923, ‏Kalage 14, ‏soma saif, ‏keryk, ‏meho26, ‏kaoutherkaouther, ‏معلمة الدمج, ‏alia11, ‏دعاء 99, ‏wishes, ‏الشاكرة, ‏ammona101010, ‏marameblue, ‏gooore, ‏زهور ساكورا, ‏fattoma2020, ‏صابرينا بينو, ‏kholoud.mohd, ‏Gouda, ‏أسماء44, ‏shammaf, ‏soe, ‏بحره مكه, ‏saama, ‏monefade, ‏حب الدنيا, ‏houpa, ‏حيا5, ‏suzaneeid, ‏raga, ‏همسه ود, ‏الهجرس, ‏sadm, ‏القمر الازرق 2, ‏نور الضى, ‏crazygirl-1995, ‏نهى سيد, ‏الجميله2, ‏rare heart, ‏نطنيش !, ‏rourou_hamza, ‏فادو., ‏khaoulakiki, ‏ماسال, ‏الغيد 11, ‏yaraa_charm, ‏روكو, ‏روزتا 2, ‏واثق الخطا, ‏tntn2020, ‏الشهيده, ‏Velvety, ‏safa2, ‏NIRMEEN30, ‏سوما محمد, ‏شيمو عصام, ‏mesfa, ‏el8mar, ‏daily-m-s, ‏smile as you can, ‏zain alhla, ‏eiman hashem, ‏نجوى1, ‏ام مودى., ‏اميرة بيتنا, ‏gom, ‏متعثرهـ, ‏طارق صلى, ‏A y a h, ‏سهر محمد فتحي, ‏نجمة**القمر, ‏FαττǾuм, ‏بياض القلب, ‏حياة زوجية, ‏جالاتيا, ‏عيون الظبي, ‏همسات المطر, ‏mirasmith, ‏tok, ‏almaas muhamed, ‏^_*, ‏Baekoud, ‏ayooosha, ‏رانو رورو, ‏Latoofah, ‏مارية سارة, ‏reree121, ‏زهرة الكاميلي, ‏كترين, ‏Roro2005, ‏Fayّun, ‏ام السهر, ‏أشتاقك أمي, ‏hlkdi, ‏Nassnura, ‏نسايم روحك, ‏سااجدة الحبيب, ‏لاريس111, ‏بلموت


markunda غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-11-15, 12:16 AM   #25732

مورا اسامة

مشرفة وكاتبة قسم ستفاني ماير وكاتبة وقاصة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام ونجمة خمن الرواية وشاعرة ونبضٌ متألّق في القسم الأدبي وبطلة اتقابلنا فين ؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية مورا اسامة

? العضوٌ??? » 298830
?  التسِجيلٌ » Jun 2013
? مشَارَ?اتْي » 11,912
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » مورا اسامة تم تعطيل التقييم
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 619 ( الأعضاء 469 والزوار 150)
‏مورا اسامة*, ‏sara ismail, ‏ارق النجوم, ‏نورسي, ‏sama*, ‏مرؤؤشة, ‏Hams3, ‏سعود2001, ‏هينمات., ‏رحيل الامل, ‏amar_nirmen, ‏صفاء القمر, ‏priscila, ‏طوطه, ‏ebti+, ‏hind_mohad, ‏love big, ‏emmy3, ‏elizabithbenet+, ‏حلم رواية, ‏salsa, ‏اميرة الرومنسية, ‏rontii+, ‏omdodo, ‏maha_1966, ‏hadb, ‏NMH1999, ‏عفراء الطاهر, ‏اية المني, ‏amiraa22bk, ‏اسيرة الظلام, ‏غرررام الورد, ‏hanene**, ‏samiataha, ‏magyy allam, ‏بيبه الجميله, ‏princess sara, ‏amana 98, ‏الشهيده, ‏nana41+, ‏cmoi123, ‏shereen.kasem, ‏zerozero, ‏mimi0000, ‏starmoon, ‏omniakilany, ‏حنان الرزقي, ‏غروب الامل, ‏ربروبة, ‏سمارير, ‏العنود محمد, ‏حلاالكون+, ‏عراقيــه, ‏مروة صادق, ‏كبرياء عنيدة, ‏قمر الليالى44+, ‏sara alaa, ‏serendipity green, ‏shada l, ‏رودينة محمد, ‏babo, ‏زالاتان, ‏نهاد على, ‏الصقر الصقر, ‏jakleengharib, ‏saff06, ‏MaNiiLa, ‏مرمر بوعا, ‏عشقي لديار الخير, ‏AYOYAAA, ‏tota2008434, ‏bonoquo, ‏حواء بلا تفاح^, ‏Rahaf Star, ‏malak_alro7, ‏maimickey, ‏drsally2000, ‏monefade, ‏dema25, ‏Bnboon, ‏زهرة الاوركيدة, ‏ammyemad, ‏الشوق والحب, ‏سوما, ‏hind 444, ‏نسيم الغروب, ‏ALana, ‏نور نور888, ‏rouka2000, ‏meryamaaa, ‏سكن ناعم, ‏دمعه نسيان, ‏amatoallah, ‏بسنت محمد, ‏Heba Hafez, ‏هوس الماضي+, ‏البيضاء, ‏angela11, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏خفوق انفاس, ‏dont worry, ‏ميجا بوب, ‏راجية العفو8, ‏بعثرة ذات, ‏yara, ‏jinin, ‏princess alkady, ‏ايزه, ‏شهد محمد صالح, ‏emanmostafa, ‏amoula24, ‏غرام العيون, ‏karmen83, ‏ayooosha, ‏نيورو, ‏Just give me a reason, ‏Alzeer78, ‏اميرة الغد, ‏zeina007, ‏هوا الشام, ‏nagah elsayed, ‏amoaasmsma, ‏mesho ahmed, ‏*جولي روز*+, ‏11_roro, ‏forbescaroline, ‏ghdzo, ‏لغزيل, ‏Frahal, ‏maysleem, ‏sonal, ‏دلال الدلال, ‏nona amien, ‏MINA REGINA+, ‏lolo.khalili, ‏secret angel, ‏مسززفيتا, ‏ندى الضياء, ‏غمزة نظر, ‏markunda, ‏زهره ربيع عمري, ‏souhai, ‏luz del sol, ‏sweera, ‏مجد بانا, ‏فاطمة تتريت, ‏أنت عمري, ‏doaa eladawy, ‏ورد العتيبي, ‏طائره النمنمه, ‏سحر الحياة, ‏maryema, ‏رهفة, ‏توقه, ‏hedoq, ‏ابن الشام2, ‏onediraction, ‏هبوش 2000, ‏شموخ2014, ‏sweet123, ‏Gorgie!, ‏دانة 2008, ‏دلووعة2, ‏روح طرياك, ‏ABK, ‏yasser20, ‏Nody Nody, ‏beeboo_050, ‏صديع, ‏وردة شقى, ‏LAMIA68, ‏Electron, ‏ندى طيبة, ‏دادا, ‏nadahosney, ‏مهرة..!, ‏مذكرات, ‏sosobarra, ‏canad, ‏براءة الجزائرية, ‏عشق الخيال, ‏say love you, ‏رحيق الجنان, ‏Esraa Mosaad, ‏aml frg, ‏فرنسيس, ‏Ishtar Star, ‏AROOJ, ‏mesaw, ‏esraa93, ‏rosemary.e, ‏"lara", ‏nada yahia, ‏khaoula Ci, ‏goge 95, ‏ميار111, ‏سمواحساس, ‏shatoma, ‏رغيدا, ‏doha-82, ‏جنون امراه, ‏سوزاكى, ‏m0ly80, ‏محمد عبدالرازق عبده, ‏انين قلب مجروح+, ‏ورد الخال, ‏Bassmet Amal, ‏ام مصطفى1, ‏جيتك بقايا جروح, ‏noha 3, ‏الامل هو طموحي, ‏nouriya, ‏R..*, ‏حرير فارس, ‏bnt.byan, ‏رمـاد الشوق, ‏janna88, ‏ام رناد, ‏ليل سوسو, ‏kmnbvc, ‏sondess, ‏marro, ‏jolanar89, ‏بوفارديا92+, ‏dentistaya, ‏سنديان, ‏doaapakr, ‏فجر الكون, ‏همس الرموش, ‏do3a, ‏Pure angel, ‏جميلة الجميلات, ‏الآنسة تاء, ‏الوردة الحلوة, ‏tamima nabil+, ‏نبيله محمد+, ‏s.m..ssous.m.s, ‏mrmoorh, ‏نمارق99, ‏princess miroo, ‏مصطفى ابراهيم, ‏najla1982, ‏عمر السعيد, ‏أروى1986, ‏Rosemary Baghdad, ‏الميزان, ‏asomgogo, ‏zezeabedanaby, ‏mouna ABD, ‏Mary~), ‏الخيال الحالم, ‏muna ali, ‏zjasmine, ‏lobna_asker, ‏لين محمد, ‏غيدائي, ‏khouloudxx, ‏دنيا ملهاش امان, ‏سكر نبات, ‏ماريامار, ‏noof11, ‏ayman_barya, ‏صمت الصحراء, ‏*ماريان*, ‏ستوب ميمي توب, ‏شذى الريحان, ‏daiski, ‏ماهينور عمروي, ‏emanmagdy, ‏summer cloud, ‏JOURI05101, ‏imy amouna, ‏الحب غالي, ‏مسره الجوريه+, ‏الاف مكة, ‏سندريلا ساسو, ‏maya2, ‏الفراشه النائمه, ‏TiHa, ‏hayaty alquran, ‏RAHPH, ‏احلام البكاتوشى, ‏نهى حسام, ‏tiasam, ‏scarlet, ‏عاشقة الحرف, ‏هّـمًسِـآتٌـ, ‏مشكات بنت محمد, ‏وافية والزمن قاسي, ‏تاتا26071978, ‏um.aisha22, ‏Shahdona2, ‏احلام عادل, ‏شيماء عماد, ‏فراشة التميز, ‏alouche, ‏دووووودووووو, ‏boosyzyad, ‏No problem, ‏fattima2020, ‏arwachahid, ‏nona-1061, ‏رعشه قلب, ‏Doaa Rasheed, ‏ruby angel, ‏Roroyoyo, ‏Malookh, ‏حنين سيد, ‏Rashet sukar, ‏endesha, ‏نرمين البنجي, ‏koukou1384+, ‏yassminaa, ‏روكارو, ‏monica g, ‏إرتقاء, ‏sama2_egypt, ‏سهرانة الليل, ‏بيبوبن, ‏Asmaa zafer, ‏توته الاموره, ‏egyptian and proud, ‏sara sarita, ‏سومة1989, ‏ح.ع.خ, ‏beau, ‏سنا هيت, ‏malake, ‏سارة65, ‏سارة امينة, ‏نانو عبده, ‏مدليكاتية, ‏رااما, ‏بناتي حياتي, ‏KHALLOUDA, ‏عبث الحروف, ‏Totooولا أحلا+, ‏nibal79, ‏ام بيبو, ‏فتكات هانم, ‏رونا السكرونا, ‏yoyoyoya, ‏منى مصري, ‏Nour Tamer89, ‏دريشه, ‏حبي الأزلي, ‏منيتي رضاك, ‏طيور الجنة, ‏Diego Sando, ‏lolo ahmed, ‏احلام الوردي, ‏ن و ا ر ى, ‏noura karmany, ‏بنت بلدي, ‏برديس, ‏~senorita~+, ‏الفجر الخجول, ‏ميهاف111, ‏Asma-, ‏الكندية, ‏nona.a, ‏لؤلؤة سوداء, ‏سمر 99, ‏meriam 1992, ‏همس النجوم, ‏farameme, ‏السماء الزرقا, ‏مريم جمال, ‏gameli, ‏Amonah1923, ‏Kalage 14, ‏soma saif, ‏keryk, ‏meho26, ‏kaoutherkaouther, ‏معلمة الدمج, ‏alia11, ‏دعاء 99, ‏wishes, ‏الشاكرة, ‏ammona101010, ‏marameblue, ‏gooore, ‏زهور ساكورا, ‏fattoma2020, ‏صابرينا بينو, ‏kholoud.mohd+, ‏Gouda, ‏أسماء44, ‏shammaf, ‏soe, ‏بحره مكه, ‏saama, ‏حب الدنيا, ‏houpa, ‏حيا5, ‏suzaneeid, ‏raga, ‏همسه ود, ‏الهجرس, ‏sadm, ‏القمر الازرق 2, ‏نور الضى, ‏crazygirl-1995, ‏نهى سيد, ‏الجميله2, ‏rare heart, ‏نطنيش !, ‏rourou_hamza, ‏فادو., ‏khaoulakiki, ‏ماسال, ‏الغيد 11, ‏yaraa_charm, ‏روكو, ‏روزتا 2, ‏واثق الخطا, ‏tntn2020, ‏Velvety, ‏safa2, ‏NIRMEEN30, ‏سوما محمد, ‏شيمو عصام, ‏mesfa, ‏el8mar, ‏daily-m-s, ‏smile as you can, ‏zain alhla, ‏eiman hashem, ‏نجوى1, ‏ام مودى., ‏اميرة بيتنا, ‏gom, ‏متعثرهـ, ‏طارق صلى, ‏A y a h, ‏سهر محمد فتحي, ‏نجمة**القمر, ‏FαττǾuм, ‏بياض القلب, ‏حياة زوجية, ‏جالاتيا, ‏عيون الظبي, ‏همسات المطر, ‏mirasmith, ‏tok, ‏almaas muhamed, ‏^_*, ‏Baekoud, ‏رانو رورو, ‏Latoofah, ‏مارية سارة, ‏reree121, ‏زهرة الكاميلي, ‏كترين, ‏Roro2005, ‏Fayّun, ‏ام السهر, ‏أشتاقك أمي,


مورا اسامة غير متواجد حالياً  
التوقيع
اعمالى
سلسلة الحب والعقاب

مابين الحب والعقاب1
https://www.rewity.com/forum/t310319.html

لست عذراء2
https://www.rewity.com/forum/t347534.html


احبك دائما وابدا

https://www.rewity.com/forum/t300471.html

نوفيلا اسمر ملك روحى

https://www.rewity.com/forum/t327644.html
رد مع اقتباس
قديم 08-11-15, 12:17 AM   #25733

توقه

? العضوٌ??? » 261071
?  التسِجيلٌ » Aug 2012
? مشَارَ?اتْي » 262
?  نُقآطِيْ » توقه is on a distinguished road
افتراضي

بالانتظااااار

توقه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-15, 12:19 AM   #25734

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 628 ( الأعضاء 469 والزوار 159) ‏قمر الليالى44, ‏AYOYAAA, ‏توته الاموره, ‏راجية العفو8, ‏سوما+, ‏priscila, ‏نهاد على+, ‏الميزان, ‏butter fly, ‏خفوق انفاس, ‏amiraa22bk, ‏اميرة الرومنسية, ‏Doaa Rasheed, ‏Heba Hafez, ‏ورد الخال, ‏leila21, ‏حلم رواية, ‏salsa, ‏markunda, ‏meriam 1992, ‏ليل سوسو, ‏مذكرات, ‏omniakilany, ‏maha_1966, ‏nona amien, ‏serendipity green, ‏كبرياء عنيدة, ‏elizabithbenet+, ‏Hams3, ‏karmen83, ‏رحيل الامل, ‏مدليكاتية, ‏الشوق والحب, ‏noof11, ‏ميار111, ‏amar_nirmen, ‏imy amouna, ‏zeina007, ‏princess alkady, ‏emoza, ‏غيدائي, ‏nana41+, ‏حلاالكون, ‏ابن الشام2, ‏دودو 2000, ‏الوردة الحلوة, ‏براءة الجزائرية, ‏دمعه نسيان, ‏عبيركك, ‏shada l+, ‏منى سعد, ‏drsally2000, ‏cmoi123, ‏زهرة الاوركيدة, ‏shosho57, ‏مرؤؤشة, ‏starmoon, ‏سكر نبات, ‏عفراء الطاهر, ‏khouloudxx, ‏doudo, ‏meryamaaa, ‏mesho ahmed, ‏نوراني, ‏ghdzo, ‏دادا, ‏nona.a, ‏sama*, ‏ميجا بوب, ‏MaNiiLa, ‏amoula24, ‏farameme, ‏ارق النجوم, ‏RINCKYPINKY, ‏lolo.khalili, ‏غارقة في البحر, ‏*جولي روز*, ‏المحب لله, ‏hanene**, ‏Gorgie!, ‏hind 444, ‏malak_alro7, ‏jinin, ‏maryema, ‏lovemanga, ‏yara, ‏اسماء رابعة, ‏fattoma2020, ‏babo, ‏البيضاء, ‏الصقر الصقر, ‏princess sara+, ‏حديث الذكريات, ‏حواء بلا تفاح^, ‏الآنسة تاء, ‏koukou1384, ‏زالاتان, ‏برديس, ‏حنان الرزقي, ‏دلال الدلال, ‏حرير فارس, ‏طائره النمنمه, ‏نورسي, ‏توقه, ‏Bnboon, ‏احلام البكاتوشى, ‏tota2008434, ‏maimickey, ‏اية المني, ‏ayooosha, ‏غرام العيون, ‏بسنت محمد, ‏^_*, ‏secret angel, ‏اسيرة الظلام, ‏do3a, ‏سعود2001, ‏مشكات بنت محمد, ‏love big, ‏mimi0000, ‏محمد عبدالرازق عبده, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏sara alaa, ‏kmnbvc, ‏shammaf, ‏شموخ2014, ‏نسيم الغروب, ‏zerozero, ‏نسائم الفجر, ‏sara ismail, ‏maysleem, ‏khaoula Ci, ‏سمارير, ‏Frahal, ‏ماريامار, ‏هبوش 2000, ‏غرررام الورد, ‏tomcruise, ‏غروب الامل, ‏rouka2000, ‏fattima2020, ‏zezeabedanaby, ‏samiataha, ‏NMH1999, ‏hadb, ‏لبنى أحمد, ‏um.aisha22, ‏ميهاف111, ‏طوطه, ‏ebti, ‏hind_mohad, ‏omdodo, ‏magyy allam, ‏بيبه الجميله, ‏amana 98, ‏الشهيده, ‏shereen.kasem, ‏ربروبة, ‏العنود محمد, ‏عراقيــه, ‏مروة صادق, ‏jakleengharib, ‏saff06, ‏عشقي لديار الخير, ‏bonoquo, ‏Rahaf Star, ‏monefade, ‏dema25, ‏ammyemad, ‏ALana, ‏نور نور888, ‏سكن ناعم, ‏amatoallah, ‏angela11, ‏dont worry, ‏بعثرة ذات, ‏ايزه, ‏شهد محمد صالح, ‏emanmostafa, ‏نيورو, ‏Just give me a reason, ‏Alzeer78, ‏اميرة الغد, ‏هوا الشام, ‏nagah elsayed, ‏amoaasmsma, ‏11_roro, ‏forbescaroline, ‏لغزيل, ‏sonal, ‏MINA REGINA+, ‏مسززفيتا, ‏ندى الضياء, ‏غمزة نظر, ‏زهره ربيع عمري, ‏souhai, ‏luz del sol, ‏sweera, ‏مجد بانا, ‏فاطمة تتريت, ‏أنت عمري, ‏doaa eladawy, ‏سحر الحياة, ‏رهفة, ‏hedoq, ‏onediraction, ‏sweet123, ‏دانة 2008, ‏دلووعة2, ‏روح طرياك, ‏ABK, ‏yasser20, ‏Nody Nody, ‏beeboo_050, ‏صديع, ‏وردة شقى, ‏LAMIA68, ‏Electron, ‏ندى طيبة, ‏nadahosney, ‏مهرة..!, ‏sosobarra, ‏canad, ‏عشق الخيال, ‏say love you, ‏رحيق الجنان, ‏Esraa Mosaad, ‏aml frg, ‏Ishtar Star, ‏mesaw, ‏esraa93, ‏rosemary.e, ‏"lara", ‏nada yahia, ‏goge 95, ‏سمواحساس, ‏shatoma, ‏رغيدا, ‏doha-82, ‏جنون امراه, ‏سوزاكى, ‏m0ly80, ‏انين قلب مجروح+, ‏Bassmet Amal, ‏ام مصطفى1, ‏جيتك بقايا جروح, ‏noha 3, ‏الامل هو طموحي, ‏nouriya, ‏R..*, ‏bnt.byan, ‏رمـاد الشوق, ‏janna88, ‏ام رناد, ‏sondess, ‏marro, ‏jolanar89, ‏بوفارديا92, ‏dentistaya, ‏سنديان, ‏doaapakr, ‏فجر الكون, ‏همس الرموش, ‏Pure angel, ‏جميلة الجميلات, ‏tamima nabil+, ‏نبيله محمد+, ‏s.m..ssous.m.s, ‏mrmoorh, ‏نمارق99, ‏princess miroo, ‏مصطفى ابراهيم, ‏najla1982, ‏عمر السعيد, ‏أروى1986, ‏Rosemary Baghdad, ‏asomgogo, ‏mouna ABD, ‏Mary~), ‏الخيال الحالم, ‏muna ali, ‏zjasmine, ‏lobna_asker, ‏لين محمد, ‏دنيا ملهاش امان, ‏ayman_barya, ‏صمت الصحراء, ‏*ماريان*, ‏ستوب ميمي توب, ‏شذى الريحان, ‏daiski, ‏ماهينور عمروي, ‏emanmagdy, ‏summer cloud, ‏JOURI05101, ‏الحب غالي, ‏مسره الجوريه, ‏الاف مكة, ‏سندريلا ساسو, ‏maya2, ‏الفراشه النائمه, ‏hayaty alquran, ‏RAHPH, ‏نهى حسام, ‏tiasam, ‏scarlet, ‏عاشقة الحرف, ‏هّـمًسِـآتٌـ, ‏وافية والزمن قاسي, ‏تاتا26071978+, ‏Shahdona2, ‏احلام عادل, ‏شيماء عماد, ‏فراشة التميز, ‏alouche, ‏دووووودووووو, ‏boosyzyad, ‏No problem, ‏arwachahid, ‏nona-1061, ‏رعشه قلب, ‏ruby angel, ‏Roroyoyo, ‏Malookh, ‏حنين سيد, ‏Rashet sukar, ‏endesha, ‏نرمين البنجي, ‏yassminaa, ‏روكارو, ‏monica g, ‏إرتقاء, ‏sama2_egypt, ‏سهرانة الليل, ‏بيبوبن, ‏Asmaa zafer, ‏egyptian and proud, ‏sara sarita+, ‏سومة1989, ‏ح.ع.خ, ‏beau, ‏سنا هيت, ‏malake, ‏سارة65, ‏سارة امينة, ‏رااما, ‏بناتي حياتي, ‏KHALLOUDA, ‏عبث الحروف, ‏Totooولا أحلا, ‏nibal79, ‏ام بيبو, ‏فتكات هانم, ‏رونا السكرونا, ‏yoyoyoya, ‏منى مصري, ‏Nour Tamer89, ‏دريشه, ‏حبي الأزلي, ‏منيتي رضاك, ‏طيور الجنة, ‏Diego Sando, ‏lolo ahmed, ‏احلام الوردي, ‏ن و ا ر ى, ‏noura karmany, ‏بنت بلدي, ‏~senorita~+, ‏الفجر الخجول, ‏Asma-+, ‏الكندية, ‏لؤلؤة سوداء, ‏سمر 99, ‏همس النجوم, ‏السماء الزرقا, ‏مريم جمال, ‏gameli, ‏Amonah1923, ‏Kalage 14, ‏soma saif, ‏keryk, ‏meho26, ‏kaoutherkaouther, ‏معلمة الدمج, ‏alia11, ‏دعاء 99, ‏wishes, ‏الشاكرة, ‏ammona101010, ‏marameblue, ‏gooore, ‏زهور ساكورا, ‏صابرينا بينو, ‏kholoud.mohd+, ‏Gouda, ‏أسماء44, ‏soe, ‏بحره مكه, ‏saama, ‏حب الدنيا, ‏houpa, ‏حيا5, ‏suzaneeid, ‏raga, ‏همسه ود, ‏الهجرس, ‏sadm, ‏القمر الازرق 2, ‏نور الضى, ‏crazygirl-1995, ‏نهى سيد, ‏الجميله2, ‏rare heart, ‏نطنيش !, ‏rourou_hamza, ‏فادو., ‏khaoulakiki, ‏ماسال, ‏الغيد 11, ‏yaraa_charm, ‏روكو, ‏روزتا 2, ‏واثق الخطا, ‏tntn2020, ‏Velvety, ‏safa2, ‏NIRMEEN30, ‏سوما محمد, ‏شيمو عصام, ‏mesfa, ‏el8mar, ‏daily-m-s, ‏smile as you can, ‏zain alhla, ‏eiman hashem, ‏نجوى1, ‏ام مودى., ‏اميرة بيتنا, ‏gom, ‏متعثرهـ, ‏طارق صلى, ‏A y a h, ‏سهر محمد فتحي, ‏نجمة**القمر, ‏FαττǾuм, ‏بياض القلب, ‏حياة زوجية, ‏جالاتيا, ‏عيون الظبي, ‏همسات المطر, ‏mirasmith, ‏tok, ‏almaas muhamed, ‏Baekoud, ‏رانو رورو, ‏Latoofah, ‏مارية سارة, ‏reree121, ‏زهرة الكاميلي, ‏كترين

قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 08-11-15, 12:19 AM   #25735

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

أنا حنزل الخاتمة حالا أرجو الإمتناع عن التعليق لدقائق ....

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 08-11-15, 12:20 AM   #25736

farameme
alkap ~
 
الصورة الرمزية farameme

? العضوٌ??? » 117266
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 631
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » farameme has a reputation beyond reputefarameme has a reputation beyond reputefarameme has a reputation beyond reputefarameme has a reputation beyond reputefarameme has a reputation beyond reputefarameme has a reputation beyond reputefarameme has a reputation beyond reputefarameme has a reputation beyond reputefarameme has a reputation beyond reputefarameme has a reputation beyond reputefarameme has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فى انتظار تألقك يا احلى نجمة فى سما روايتى وألف مبرووووووك مقدما

farameme غير متواجد حالياً  
التوقيع
قلبى لايقع تحت اضلعى .......انما قلبى يقع خلف جمجمتى
رد مع اقتباس
قديم 08-11-15, 12:20 AM   #25737

forbescaroline

? العضوٌ??? » 346321
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 107
?  نُقآطِيْ » forbescaroline is on a distinguished road
افتراضي

انا اكتر اتنين متشوقة اعرف نهايتهم يوسف و ورد اتمني تكون نهايتهم و مواقفهم حلوه

forbescaroline غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-15, 12:22 AM   #25738

زهرة نيسان 84

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية زهرة نيسان 84

? العضوٌ??? » 297166
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 4,229
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » زهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond repute
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيل حضور
الف مبروك الختام
و بانتظار جديدك


زهرة نيسان 84 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-15, 12:22 AM   #25739

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل الثامن و الخمسين و الختام :

( لا أصدق أن الأمر استغرق معك ثلاثة أيام يا سيف ...... )
أبعد نظره على الطريق كي يرمقها بطرف عينيه .. و هي تجلس بجواره في السيارة , تفرك أصابعها
بينما ضفيرتها الطويلة تتأرجح مع الهواء يمينا و يسارا بجنون يناسب تنفسها السريع ...
و كأنها تسحب هواء الطريق و تبعثر به البقية الباقية من سيطرتها على نفسها .....
ثم قال بخشونة
( لقد انجزنا الأمر بأعجوبة ..... احمدي الله أنها سياحة , الا لما كنت استطعت مساعدتك الا بعد أن يقضي رائف ستة أشهر عسل بمفرده ..... )
زفرت ملك بقوة و هي تنظر من نافذتها المفتوحة الى الطريق السريع و الذي بدا و كأنه يسبقها اليه .....
حتى الآن و بعد مرور ثلاث أيام ... لا تصدق أنه قد تركها و سافر بالفعل ... و أغلق هاتفه أيضا !! ....
ثلاث أيام من القسوة و الجفاء ... فأي حبٍ هذا ؟!! .... هذا إن كان قد أحبها يوما !! .....
شعرت برغبة عنيفةِ في البكاء ... الا أنها منعتها بكل قوةٍ , فلا وقت للبكاء الآن .... و هذا ليس مكانه ...
ربما الليلة ستبكي على صدر رائف أخيرا !!
هذا التخيل بحد ذاته جعلتها تبتسم رغما عنها ... ووجهها يتورد كالورود المتفتحة .....
قالت وعد و التي كانت تجلس في المقعد الخلفي مكتفة ذراعيها برفض
( لا أصدق حتى الآن أنكِ طاوعتها على هذا الجنون ؟!! ..... كيف تسافر بمفردها ؟!! ... و كيف أصلا تلحق رجلا تركها و سافر الى شهر العسل بمفرده ؟!! ..... كان عليها البقاء هنا و ليشرب من البحر .... و سيأتي في النهاية رغم عنه ...... )
مط سيف شفتيه وهو يقول مخاطبا ملك ... متجاهلا وعد تماما ...
( هذا الفاصل كان رأي أختك الكبرى ... العاقلة .... الرزينة .... الآن و كأنك لم تسمعي منه شيئا , أدخليه من أذنك اليسرى ثم اخرجيه من اليمنى و ألقي به من النافذة مباشرة قبل أن يلوث عقلك ..... )
ابتسمت ملك رغم عنها و هي تنظر اليه .. بينما قالت وعد بحنق
( لا تهزأ بي يا سيف .... كان المفترض أن يكون رأيك أنت أيضا !! .. لقد تركها و سافر بالله عليك !! .... )
نظر سيف على عينيها الغاضبتين بمرآة السيارة ... ثم قال ببرود
( أعرف زوجة قامت بذلك ..... سافرت ليلا كاللصوص دون اذن زوجها .... و مع ذلك فقد سامحها .... )
اتسعت عينا وعد قليلا و هي تواجهه في المرآة قائلة بقوة
( هل كلما دخلت بينكما في نقاش ... تذلني بكل ما فات ؟!! ...... تلك كانت حالة مختلفة تماما ... و أنت تعرف ذلك ..... )
تدخلت ملك لتقول
( اقسم بالله لو تشاجرتما الآن فسأنزل من السيارة و أستقل سيارة أجرة كي أتابع طريقي للمطار ... أنا أعصابي متوترة دون الحاجة لسماع شجاركما .....و المزيد من ذكرياتكما البائسة , فهي ليست فأل خير بالنسبة لي الآن ...... )
زفرت وعد بقوة ... و هي تنظر من نافذتها بحنق ... بينما التفت سيف الى ملك يقول بهدوء
( الآن اسمعيني جيدا .. ستجدين سيارة من الفندق تنتظرك ما أن تصلين , ستوصلك الى رائف مباشرة .... )
هتفت وعد بقوة من المقعد الخلفي
( و لن ينتظرها أيضا ؟!!!!! ......... ماذا ترك لإذلالها بعد ؟!!! .... )
زفر سيف بقوةٍ و هو يسأل ملك بنفاذ صبر
( لا اله الا الله .... لماذا أحضرناها معنا ؟!! ... و هي تجلس بيننا كالعمل السيء في الحياة !! .... )
همست ملك بخفوت
( هي أصرت على المجيء ..... و إن كنت أعلم أنها فعلت ذلك كي تتمكن من أن تثنيني عن السفر في اللحظة الأخيرة ...... )
قال سيف بجفاء
( لا تسمعي منها شيئا ...... كوني قوية و قادرة على الإعتذار ....... )
هتفت وعد بقسوة
( و لا تنسي أن تغسلي قدميه بالماء الساخن أيضا ما أن تصلي اليه عله يعفو عنكِ ...... الا يكفي أننا تقبلناه بسنه ؟!! ........ )
قال سيف وهو ينظر لأعلى
( يا الله يا ولي الصابرين ............ )
بينما التفتت ملك و هي تنظر الي وعد قائلة
( هل تحبين أن أتكلم على سيف بنفس الاسلوب ؟!! ..... ها ؟!! .... أتحبين ذلك ؟!! ....... و لدي الكثير من كلامك أنتِ نفسك ..... )
ثم استدارت تنظر الى سيف و هي تقول
( عفوا لا أقصد اهانة يا سيف ............... )
ارتفع حاجبي سيف وهو يقول
( و لما الإعتذار !! .... هذا ما يناله المرء حين يتزوج من أختك و يبتلى بأسرتها ....... )
قالت وعد من بين أسنانها
( سيف !! ....... )
الا أنه رد قائلا بقوة
( الا يمكنني الكلام مع ملك دقيقة واحدة دون أن تقحمي نفسك بحوار لا يخصك ؟!! ..... رجاءا !! )
زمت شفتيها بحنق ثم هتفت بحدة
( و هل أمسكت فمك ... أم سددت أذنها ؟!!! ..... تكلم ... خذا راحتيكما و اعتبراني غير موجودة معكما )
هتف سيف بصراحة
( الحمد لله ..............)
زفر بقوةٍ ثم لم يبلث أن قال لملك بخفوت
( لا أعلم تفاصيل ما حدث ..... لكن حين هاتفني رائف , علمت أنكِ قد أوجعته ..... ضربته في مقتل ....)
شعرت ملك بغصةٍ كادت أن تحرق حلقها .... فعضت على شفتيها كي لا تبكي , ثم همست بإختناق
( نعم .... أوجعته بشدة , حاسبته دون مبرر ... بينما هو لم يحاسبني من قبل و كان الأولى به أن يفعل ... طالبته أن يكون انسانا منزها بقسوة ... و نسيت أنني أبعد ما يكون عن هذا ...... لكنني فعلت ذلك لأنه آلمني دون أن يشعر ...... )
نظر سيف اليها للحظة .... ثم أعاد نظره للطريق قائلا بهدوء
( اذا جرحتهِ كلما آلمك سهوا ..... فمن الأفضل أن نعود الآن و نحن لا نزال في بداية الطريق , خيرا لكِ و له ......... )
مسحت ملك عينها بظاهر يدها بقوةٍ و هي تقول بكل اصرار
( بل سألحق بزوجي يا سيف ...... وعدته مرة أنني لن أتراجع .... و أنا أفي بوعدي دائما ..... )
نظر سيف الى وعد بمرآة السيارة مجددا نظرة شاردة .... كانت عيناها قد فقدتا بعضا من قسوتهما و هي تستمع الى صوت ملك القوي بحبها ..... و كأنما شعرت بنظراته فالتقت أعينهما ...
حوارا غريبا دار بينهما صمتا دون الحاجة للنطق
" أتذكرين مرة صرختِ بها ... أن لا وعود بيننا ؟؟ ..... "
ابتسمت وعد و هي تراقب عيناه في المرآة و كأنها تجيبه
" طبعا أذكر ......... "
لو تسمع همسه الصامت الآن وهو يقول لها وحدها
" كان هذا وعدا .... لكنني كنت أعمى القلب وقتها ...... "
أبعد عينيه عن عيني محبوبته بالقوة كي لا يتسبب بحادثٍ غير محمود العواقب ... ثم قال بصوتٍ مازح خشن
( ثلاث أيام يقضيها عريس حديث الزواج في شهر عسله وحيدا دون عروسه !!! ..... السؤال هنا أي نوع من الشقراوات سيلقي الشباك حولها بدعوى طلب المواساة ..... )
انتفضت ملك و هي تنظر اليه دون أن تشاركه روح المزحة ....
بينما قالت وعد بقسوةٍ متولية الرد و هي تشدد على حروفها عمدا ... ناظرة الى عينيه
( ليس كل الرجال معدومي الوفاء ... يركضون خلف المواساة المتوفرة عند أول زاوية الطريق تحت عمود الإنارة ...... )
رفع سيف عينيه الى عينيها في المرآة مجددا .... بنظرة جعلتها تصمت و ألا تتطرق لهذه المسألة مجددا ....
أطرقت بوجهها بعيدا عن نظراته التي أخبرتها بوضوح عما ينتويه .... ثم التفت الى ملك يقول
( ما بالك يا صغيرة ؟!! ....... كنت أمزح معك , أتظنين بأنني قد أرحمه لو نظر لغيرك ؟!! .... )
نظرت اليه ملك بصمت و همست بداخلها دون ان تنطق
" أتستطيع انتزاعها من قلبه يا سيف ؟!! ......لا تهمني أين ذهبت عيناه .. لا يهمني سوى قلبه , أريد ان أكون الوحيدة به ..... "

التفتت تنظر من نافذتها و هي تعود بذاكرتها قبل ثلاثة أيام مضت ....
بعد مواجهتها مع ميساء ....
حين ركضت ركضا الى المكتبة العتيقة بداخل القصر و التي تعرف مكانها جيدا ... دفعت الباب الثقيل و دخلت دون اذن ... لم تكن بحالٍ يسمح لها بالإهتمام بالشكليات ...
كانت ترتجف بقوةٍ و هي تتعلق بحافة الباب لاهثة ... تنظر الى عاطف الذي كان جالسا على كرسيه .. في مكانه المعتاد بجوار النافذة .... ينظر منها بصمت ...
حينها دخلت تقول بصوت مهتز و أعصابها مع أطرافها تنتفض من شدة النفور مما شاهدته للتو
( أنت ستأتي لتعيش معنا ......... )
استدار وجه عاطف متباغتا من هجومها .... و نظر اليها مليا و هي حمراء الوجه , تلهث بشدة بينما عيناها تحملان الكثير من الندم و الغضب .... فقال بهدوء مبتسما
( تعالي يا فتاة الورد ...... اقتربي أكثر ...... ظننت أنني لن أراكِ قبل فترةٍ طويلة بعد أن يحررك زوجك .. )
اقتربت ملك منه ببطىء فوق البساط الثمين ... ثم وقفت أمامه و هي تقول بخفوت
( أتريد إقناعي بأنك لا تعلم بسفره ؟!! ..... و انه تركني هنا بمفردي ؟!! ..... )
ظل عاطف ينظر اليها طويلا ... ثم قال أخيرا بهدوء دون أن يفقد ابتسامته
( تعالي يا فتاة الورد ...... اقتربي ....... )
اقتربت ملك خطوة .... الى أن وصلت اليه , ثم انحنت لتجلس على ركبتيها أرضا ... فوق البساط الضخم ....
تأمل عاطف جمالها طويلا قبل أن يقول بهدوء و كأنه يهمس مستفهما بدهشةٍ دون أن تضيع الإبتسامة المتغضنة
( أين ذهب ذكائك في اللعب يا فتاة الورد ؟!!! ....... )
ابتلعت ملك غصة بحلقها .... و ظلت تنظر اليه بصمت , ثم رغما عنها التفتت قليلا و هي تنظر الى صورة رؤى الموضوعة بإطارها على الطاولة الصغيرة بجوارها ....
طال تأملها الصامت للصورة قبل أن تهمس بإختناق
( إنه لا يزال يحبها ......... و أخشى أنني لعبت دورا أكبر من حجمي .... )
تنهد عاطف بقوةٍ وهو ينظر اليها ثم قال بخفوت
( أولم تعرفي ذلك قبل أن تتزوجيه ؟!! ............ )
رمشت بعينيها ألما و هي لا تزال تنظر الى الصورة تحارب البكاء بضراوة .. ثم همست باختناق
( كنت اعلم ...... لكن ما لم أحسب حسابه هو تهوري بالإنفجار بأشياءٍ لم يكن يجدر بي الخوض بها ..... لم يكن علي محاسبته على كل ما عرفته ووافقت به ..... فهو لم يفعل معي المثل على الرغم من كارثية وضعي بالنسبة لأي رجلٍ ذو كرامة .... و أي عائلة محترمة ......هاجمته و نسيت نفسي ... . )
قال عاطف بخفوت بعد صمت طويل
( و ما الذي منعه من أن يتصرف معك بالمثل كما قلتِ ؟؟!! .......... )
نظرت ملك اليه لتقول بخفوت ميت
( لأنه شهم ...... شهم جدا ..... شهم بدرجة خانقة و مؤذية ..... شهم لدرجةٍ جعلتني أصرخ به و أجرحه ...... كي يكون رافضا على أن يظل ذلك الشهم في منطقةٍ لا يلونها سوى النكران لنفسه و لما يرفضه ... )
أرجع عاطف رأسه للخلف وهو يتنهد بتعب ليقول بعدها
( تزوجتِ مرتين .... و تجهلين الرجال تماما يا فتاة الورد ......... )
رمشت ملك بعينيها و هي تنظر الى ألمه ..... فشعرت برغبةٍ قوية في قتل نفسها , الا يوجد سوى عاطف كي تحمله همومها ... و تشعره بموت ابنته في كل كلمةٍ تنطق بها ؟!! ......
لذا رفعت ذقنها و هي تقول مغيرة الموضوع بحسم رغم صوتها المهتز
( دعك مني ...... أنت ستأتي معي ..... لنستأجر بيتِ أكبر ...... و تبتعد عن هنا ..... )
نظر عاطف الى المكتبة من حوله وهو يقول مبتسما , ضاحكا بخفوت
( حسنا يا فتاة ..... دعوة من فتاة بجمالك تطريني حقا .... لكن ..... )
صمت قليلا وهو يتنهد ... ثم قال مبتسما
( هذا بيت رؤى ..... هنا لعبت و كبرت ..... بهذه المكتبة جرت و تشاقت دون أن تقرأ كتابا واحدا .... فأين أذهب و أتركها ؟!! ...... )
ظلت ملك تنظر اليه بألم صامتة ..... لا تستطيع اخباره بما رأته للتو ..... بما ....
سمعت فجأة دفعة قوية للباب ... فاستدارت بسرعة و هي تنهض واقفة ....
بينما دخلت ميساء مندفعة و هي تبدو في تلك اللحظة كشيطانٍ داكن استعاد وعيه للتو من صدمةٍ عنيفة ... بشعرها الأسود الطويل و عينيها اللامعتين بقسوة و غل ....
توقفت في منتصف المكتبة لتقول بفحيحٍ قاسٍ
( أنتِ ....... من تظنين نفسك ؟!! ...... تقتحمين بيتي و تهاجمينني بوقاحتك و قذراة تصرفاتك ..... )
رفعت ملك ذقنها و هي تقول ببرود
( قذارة تصرفاتي ....... أنا ؟!! .......... )
لم تتمالك ميساء نفسها و هي تندفع اليها لتدفعها بقوةٍ في كتفيها صارخة
( من أنتِ كي تحاكمين تصرفاتي ؟!! ........ من أنتِ ؟!!! ...... )
صرخت ملك بقوةٍ و عنفٍ فجأة
( أنا لا آبه لتصرفاتك ولو لذرة ........ أنا لا آبه سوى لزوجي .... لماذا تفعلين به ذلك ؟!! ...... )
دفعتها ميساء مرة أخرى و هي تهتف بجنون
( ماذا فعلته أنا ؟!!! ...... أنا كنت امرأة محترمة طوال عمري ..... و ماذا عنكِ ؟!! .... ماذا عن زوجته الصغيرة البريئة ؟!! ....... لو كنت تأبهين لما رضيت لرجلٍ مثل أن يربط اسمه بفتاة لها مثل ماضيكِ ...)
ساد صمت عنيف , لا يقطعه سوى صوت تنفس ميساء الهائج ... بينما ملك تنظر اليها بصمت ... الى أن تابعت صارخة بقوة
( ماذا تريدين مني و من حياتي ؟!! .... أخذتِ أخي .... و قبله أخذتِ ابني ... و الآن تريدين خالي ... الا يكفي أنكِ قد سرقت زوج ابنته ؟!! ..... أخرجي من حياتنا .... اخرجي ..... )
دفعتها مرة أخرى في كتفيها مما جعل ملك توشك على السقوط أرضا ... الا أنها تماسكت ووقفت مكانها ثم هتفت فجأة بقوة
( اتحداكِ أن تعيديها .......أنني أخذت "ابنك " ......)
أجفلت ميساء لعدة لحظات .... قبل أن تقول بارتباك مهتز
( اعتبرته ابني ....... كانت حياتنا مستقرة الى أن دخلتها .... هددت البيت كله رأسا على عقب , لم يبقى احدا منا سليما بسببك ..... )
اندفعت ملك تهتف مجددا بكل اصرار
( أتحداكِ أن تعيديها ... " أنكِ كنتِ تعتبرينه كابنٍ لكِ " ....... )
صمتت ميساء تماما ... و تراجعت خطوة أمام هجوم ملك الواثق ....
للحظات شعرت ملك بالشفقة عليها .... فقد ظهر السن عليها لأول مرة و تهدلت عيناها فاقدة نظرتهما الشرسة ... و تراخت كتفيها ...
حينها تابعت ملك بفتور خافت
( محاميتي ستنقل لكم تنازلي عن أي حقٍ لي في الميراث .... أما أنا فسأصطحب السيد عاطف معي و سنلحق بزوجي و نبتعد عن هنا للأبد ....... )
صمتت قليلا ثم رفعت وجهها لتقول بجمود متشدد
( وجود هذا الشخص الذي رأيته خارجا يجرح قلبه ... و يجعل روحه تنزف دما ... و أنا لا أعلم ماذا فعل ليستحق منك معاملة كهذه ؟!! ....... لقد ناقض مبادئه كلها لا لشيء سوى لتكوني سعيدة .... شارك بجريمة فقط لتحصلي على ابن ...... بينما لم تتحلين بالشجاعة كي تخبريه أنكِ لم تريدين هذا الإبن أبدا ...... )

كانت عينا ميساء تتغضنان ألما و شفتيها ترتجفان فظهرت الخطوط الدقيقة حولهما ربما للمرة الأولى .... ثم همست بقسوةٍ و عذاب
( ماذا تعرفين عن حياتي ؟؟ ....... ماذا تعرفين ؟؟ ........ )
هزت ملك رأسها و هي تهمس بنفس الألم
( لا أريد أن أعرف شيئا ..... فحياتي تكفيني ....... )
عندئذ استدارت الى عاطف تقول بحزم
( تعال معي سيد عاطف ...... أنا أحتاجك ...... لا تتخلى عني ..... )
ابتسم عاطف لها و عيناه على ميساء التي كانت تنحني أكثر ... و كأنها تريد الإنصهار بعيدا ثم همس بخفوت
( سارعي باللحاق بزوجك ..... و حين تعودان , سيكون لنا حديث آخر )
حاولت ملك المجادلة ... الا أن عاطف قال بصرامة
( اذهبي يا فتاة الورد .... و اتركيني مع ابنة أختي ....... هيا ..... )
أطبقت ملك شفتيها و هي تنظر اليه طويلا قبل أن تقول بخفوت
( حسنا ..... يجب أن ألحق برائف , لكن حين نعود ........ )
قاطعها عاطف قائلا بخفوت وهو يبتسم برفق
( هيا اذهبي ........ لا مزيد من الوقت كي يضيع منه ..... )
أومأت ملك و هي تنظر الى صورة رؤى في الإطار ....

( ملك ...... ملك ...... لقد وصلنا للمطار ......... )
انتفضت ملك على صوت سيف فنظرت حولها مجفلة ... ثم لم تلبث أن قالت برهبة
( وصلنا حقا ؟!! .......... )
استدارت فجأة الى سيف و هي تقول بقلق
( هل أستطيع السفر وحدي فعلا ؟!! .......لم أفعلها من قبل !! ... )
قال سيف بثقة
( هل تنقصك ساق ... أم عقل ؟!! .... ها هي اختك الكبرى قد فعلتها قبلك بكل قلة أدب .... و مع ذلك لا تزال بيننا و لم يلتهمها تمساح كما تمنيت وقتها من شدة جنوني ...... )
ابتسمت ملك من بين دموعها ... بينما زفرت وعد و هي تهمس متذمرة
( استغفر الله ...... لن ننتهي من هذه القصة ....... )
خرجوا معا من السيارة و بدأت اجراءات الاستعداد ..... و كانت كل لحظة تمر على ملك تجعلها أكثر توترا و انتفاضا ....
الى أن جائت لحظة الوداع فالتفتت الي سيف تنظر اليه ممتنة ثم همست
( شكرا يا سيف ...... حقا لا اعلم كيف أشكرك ...... )
ابتسم سيف وهو يقول بهدوء
( بألا تفعليها مجددا ..... فأنا لست متفرغا لإنهاء أوراقك كل مرة ..... )
ابتسمت بينما أدارتها وعد اليها بعبوسٍ غير قابل للفك .... فنظرتا الى بعضهما طويلا .. قبل أن تقول وعد بخفوت و هي تشد على كتفي ملك
( أقسم بالله لو أفسد لكِ الرحلة .... أو كسر بخاطرك عند وصولك فسوف أريه وجه عبد الحميد العمري , و الذي يمنعه من الإنجاب لفترة طويلة ...... )
مطت ملك شفتيها و هي تقول بإمتعاض
( وعد !!!! .....توقفي عن هذا , هو أصلا ينتظرني ..... ينتظر لحاقي به ...... هو قال هذا .... )
لم يظهر الإقتناع على وعد ... الا أنها قالت بإستسلام
( عامة ..... ما أن تصلي اريدك أن تهاتفيني لأطمئن عليكِ ...... لا ليس ما أن تصلي ... بل ما ان يقبل بوجودك .... أخشى أن يطردك في بلادٍ غريبة ... و نتوه نحن بحثا عنكِ .... )
لم تملك ملك الا أن تضحك و هي تغمض عينيها يأسا من وعد ... بينما عانقتها فجأة بشدة خانقة ....
تسمرت وعد مكانها من هذا العناق العنيف ....
إنها المرة الأولى التي تعانقها ملك بهذه اللهفة الحقيقية و كأنها لا تريد تركها فعلا !! ....
و قبل أن تسألها وعد .... سبقتها ملك و همست في أذنها
( شكرا لأنكِ عدتِ لحياتي .......... (
فغرت وعد شفتيها قليلا .. ثم لم تلبث أن أغمضت عينيها و هي تضمها بقوةٍ .. الى أن أبعدتها بعد عدة لحظات لتقول بخشونةٍ متحشرجة
( هيا ..... هيا اذهبي .... لا تخدعي عواطفي الضعيفة كي اشفق على الجلف زوجك ..... )
ابتسمت ملك و هي تمسح دمعة خائنة .... ثم استدارت لتبتعد أمام ناظريهما ... بينما تنهدت وعد بحزن و هي تقول بخفوت
( لا أصدق أننا تركناها بالفعل ؟!! ....... )
أحاط سيف خصرها بذراعه وهو يشدها اليه ... ثم قال بلهجةٍ مداعبة
( إنها مسافرة لشهر عسل ..... على الجانب الآخر من البحر ..... و ليست مهاجرة بالله عليك !! ..... )
همست وعد بقنوط و هي تراقب الطريق الذي اختفت به ملك ....
( نعم ........ صحيح ...... )
أبعدها سيف عنه قليلا وهو ينظر الى وجهها بخشونةٍ قائلا بلهجةٍ ذات مغزى
( ثلاثة أيام كاملة !! ........... )
عضت وعد على شفتيها و هي تبتسم بخبث رافعة إحدى حاجبيها قائلة ببراءة
( اذن !! ............ )
لم تلين ملامحه وهو يمسك بكفها مكررا بقسوة
( ثلاثة أيامٍ بعيدة عني ...... كدت أن أقتلك ...... )
ضحكت بخفوت و هي تقول بلهجةٍ مغيظة
( و ما ذنبي ؟!! .... ملك كانت وحيدة و حزينة و لا يصح أن أتركها ليلا كي .......... )
صمتت متعمدة و هي ترفع حاجبا خبيثا تتلاعب بذقنها ....
نظر سيف حوله بعينيه فقط ... ثم أعادهما الى عينيها بنظرةٍ ملتهبة جائعة ... ليقول بخفوتٍ أجش
( كي !! ......... هذا إطراء فعلا ! ..... ربما علي قضاء المزيد من الوقت معك كي تستطيعين إكمال العبارة .... )
ابتسمت وعد بمكر بينما بادلها الإبتسام بعنجهية وسار بها متجها الي سيارته ... ممسكا بيدها معه كي لا تهرب على أول طائرة .... بينما يده الأخرى بجيب بنطاله فهمست من خلف كتفه
( هلا استعدت يدي من فضلك ؟!! .........)
لم يلتفت اليها وهو يجرها معه مبتسما بثقة ....قائلا بهدوء
( مستحيل ....... فأنا لا أفرط بما هو ملكي ..... )
.................................................. .................................................. ....................
كانت الرحلة طويلة .... طويلة ....
لا تعلم إن كانت المسافة طويلة حقا ... أم شوقها اليه زاد من بعدها ...
أعصابها كانت على حافة الإنهيار وهي تتخيل عدم تقبله لها .. كما قالت وعد ....
القلق صور لها هذا المشهد على الرغم من استحالته .... فهي تعرف رائف جيدا وهو لن يتخلى عنها ابدا ...
حتى ان طلبت هي ..... اليس كذلك ؟!! ....
تنهدت و هي تنظر من نافذتها غير واثقة من شيء بعد ......
أرجعت رأسها للخلف و هي تحاول جاهدة النوم ... علها تقطع الزمن قطعا وصولا اليه ...
و بعد جهد مرير من الإنتظار .... وصلت أخيرا و بدات بإنهاء اجرائاتها بحرص كما أرشدها سيف ....
كان بداخلها أمل أن تجده في انتظارها .... الا أن أملها خاب و هي تتعرف على اسم الفندق في السيارة المنتظرة ....
تنهدت بوجوم .... ثم استقلت ببطىء بعد أن تم ترتيب حقيبتها .... و جلست صامتة في رحلة أخرى طويلة .. انتظارا وصولا الى الفندق ... و اليه ....

بعد فترة طويلة ....
كان خبر عدم وجوده في الجناح الخاص بهما ... هو الخبر الأسوأ الذي قد تسمعه بعد هذه الرحلة !!!
سمعته من موظف الإستعلامات و هي تحاول خداع لغتها ... فربما نسيت ما تعلمته سابقا ...
و أخلفت الظن ..... ربما كان في انتظارها و يحضر لها مفاجأة .....
صعدت ملك الى غرفة أخرى كان سيف قد حجزها له احتياطيا .... الى ان يصل رائف , فهي لن تستطيع دخول جناحه قبل تأكيده الأمر للإستعلامات ....
دخلت ببطىء الى الغرفة الأنيقة الصغيرة ....
كان كل ما بها يلائم ذوقها من ألوانٍ صاخبة .... تمتزج بالخشب البني الداكن .... فتجعل منها صيفا مبهجا ...
لكن روحها كانت بردا قارصا ... فلم تشعر بجمال الغرفة .....
بعد أن وضع العامل حقيبتها و انصرف ... بقت ملك وحدها و هي تدرك للمرة الأولى مدى جرأة الخطوة التي اتخذتها بناءا على توجيهات زوجها ...
تحركت ببطىء كي تزيح الستائر قليلا على منظر خلاب ... بدا من الروعة بحيث سرق عينيها ....
أما قلبها فكان له شأن آخر .....
ابتعدت عن النافذة و هي تتسائل عما ستفعله الآن .... انتظارا لعودة رائف ...
جلست على احدى المقاعد و هي تفرك أصابعها تزفر بتوتر
أين هو يا ترى ؟!!.... هل بالفعل يقضي شهر العسل بمفرده مستمتعا ... يخرج و يتنزه !! ...
شعرت بقنوطٍ قاتل يثقل قلبها عند هذه النقطة ....
بقت مكانها و هي تتأرجح بجذعها شاردة ... بعينين مهتزتين ... تنتظر ... و تنتظر ...
مر الوقت بطيئا و توترها يتزايد .... الا أنها انتفضت فجأة على صوت رنين هاتفها ... فقزت بسرعةٍ تخرجه من حقيبتها الصغيرة و ما أن ردت حتى أتاها الصوت الحبيب الذي غاب عنها أعواما متمثلة في مجرد ثلاثة أيام !! ....
هتف بقوةٍ صارمة قلقة .... دون ان يترك لها حالمية الرد
( ملك ..... أين أنتِ ؟!! .................. )
ارتبكت و هي تشدد على هاتفها بيديها معا ... ثم قالت بخفوت دون أي تحية
( أنا هنا بنفس الفندق الذي حجزت به ........ )
شتم رائف لأول فاتسعت عينا ملك و هي تراه فاقدا السيطرة على طباعه بهذا الشكل ....
فقالت بقلق متردد
( أين أنت ؟؟ ..... أنا أنتظرك منذ فترة طويلة ..... )
هتف رائف بغضب
( أنا في المطار ......... وجدت رسالة من سيف يخبرني بأنكِ ستصلين اليوم ...... )
رمشت ملك بعينيها و هي تهمس مرتجفة
( لقد وصلت منذ ساعتين تقريبا ........ لماذا لم أرك ؟!! ..... أين كنت؟؟؟ ..... )
إن كانت تنتظر منه ردا فقد خاب ظنها .... حيث هتف بصرامة
( أنا قادم اليك ....... لا تتحركين من مكانك ...... )
أومأت براسها بغباء ... ثم تذكرت بأنه لا يراها , فسارعت بالهمس
( سأنتظرك ....... أنا في غرفةٍ رقم *** .... أخبروني أن عليك تأكيد انتقالي الى جناحك بنفسي ... )
عاد ليتمتم غاضبا قبل أن يؤكد عليها مجددا
( أنا في طريقي اليكِ ............. )
أغلقت ملك الهاتف قبل أن تضعه على صدرها اللاهث بجنون ....
إنه آتِ في الطريق !!! ...... كان يبحث عنها اذن !!! ...
و كأن شعلة متوهجةٍ من الأمل انبثقت بداخلها .... فدارت حول نفسها لا تعلم كيف تتصرف أثناء إنتظاره ...
الى أن توقفت أمام المرآة للحظة .... فاقتربت منها و هي تنحني لتراقب وجهها مضيقة عينيها ... عاقدة حاجبيها
كانت شاحبة الوجه .... بيضاء الشفتين .... بينما الهالات الزرقاء قد بدأت في الظهور أسفل عينيها من سهر الأيام الأخيرة ...
و شعرها المجموع في ضفيرةٍ طويلة على احدى كتفيها ... كانت خصلاته الأمامية مشعثة حول وجهها بفوض من آثار السفر ...
استقامت ملك بجنون و هي تتنفس بسرعة ....
نعم هي متوترة .... و غاضبة منه .... لكن هذا ليس عذر كي راها بهذا الشكل في أولى أيام شهر عسلهما ...
لذا سارعت الى حقيبتها ترفعها بجهد الى أن رمتها على السرير ... ثم فتحتها و أخذت تقلبي في محتوايتها تبعثرها بجنون و هي تبحث عن الأفضل ...
الحق يقال أن وعد لم تنساها ... فقد حضرت لها مجموعة رائعة من الملابس التي تناسب العروس ....
الى أن أخرجت قميص نوم مناسب و المبذل الخاص به .. نظرت اليهما بشك قليلا ... الا أنها لم تلبث أن رفعت ذقنها بحزم و هي تقول لنفسها هامسة
" أنا عروس ..... اذن لما لا ارتدي كالعروس ...... أنا عروس و الغريب هو رجلي الأول و الأخير .... "
مضى الوقت و هي مشغولة ترتب نفسها أمام المرآة .... قبل أن تسمع طرقا على الباب
فانتفضت تستدير حول نفسها .... بعينين كبيرتين متسعتين ....
ثم جرت الى الباب حافية القدمين و المبذل يتطاير من خلفها قبل أن تضع يديها على سطحه و تقرب شفتيها قائلة بتوتر خافت
( من ؟!!! ............ )
و كم كانت راحتها ذائبة كمثلجاتٍ من الحليب اندفعت عبر أوردتها و هي تسمع صوته القريب الحبيب يقول بعمق خافت
( إنه أنا يا ملك ....... افتحي الباب ..... )
أغمضت عينيها و هي تلتقط أنفاسها ... ثم لم تلبث أن أخفضت عينيها تنظر الى نفسها غير راضية عن شكلها في اللحظة الأخيرة .... لكنها فتحت الباب بتوتر مرغمة ببطىء شديد و هي مختبئة خلفه ....
دخل رائف مندفعا بقوة وهو يبحث بعينيه عنها الى أن أبصرها تختبىء خلف الباب كطفلة مشاغبة ....
كان الباب المفتوح بينهما وهو يمسك بحافته بأصابعٍ أبيضت مفاصلها ..... بينما عيناه تراقبانها في هذا الركن الشبه مظلم الذي تختفي به ....
كانت عيناه غريبتان .... عميقتان .... و مشتعلتان !! .... و كأنهما محيط بأعماقه جذوه تتوهج !! ....
نعم هي نفسها الملامح الغريبة القريبة .... بخطوطها الرفيعة ... و الشعرات الفضية القليلة نفسها ....

لم تستطع الخضوع لنظرته الممعنة طويلا ... فسارعت للهرب منه حتى المنتصف الغرفة و هي تنظر يمينا و يسارا لا تعرف أين تختبىء ... فوقفت توليه ظهرها و هي تكاد أن تنتفض من هول انفعالها ...
سمعته يغلق الباب خلفه بإحكام ... و خطواته تقترب منها ببطىء الى أن وقف على بعد عدة خطوات منها ...
ثم قال بصوته الأجش الخشن بنبرةٍ عميقة زلزلت أعماقها
( ملك ...... انظري الي ....... )
ارتجفت بشدة , الا أنها لم تجد بدا من الإستدارة اليه ببطىء و هي مطرقة الرأس .....
سحب رائف نفسا عميقا و عيناه تتأملان جمالها الخلاب ... و هي ترتدي قميص نوم قصير جدا و مبذل مماثل بنفس الطول ... لونهما بنفسجي داكن جدا ....
أما شعرها الطويل فقد كان يحتضنها كلها .... يرتفع عن حافة القميص بضعة انشات فقط .....
لم يجد صوته الا ليهمس فقط بإسمها
( ملك!! ........... )
رفعت عينيها اليه أخيرا بقلبٍ يرجف ... الا أنه لم يمهلها وهو يندفع اليها بكل قوته و هي واقفة مكانها تنتفض .... الى أن وجدت نفسها مدفوعة بقوةٍ جبارةٍ الى صدره و بين ذراعيه الحديديتين ... و قدماها ترتفعان عن الأرض ....
و إن كانت قد نوت التقاط أنفاسها فقد فشلت و المتبقي منها يزهق تحت وطأة قبلته العاصفة !!
كانت قبلة مختلفة .... قبلة احتياج صارخة ... غاضبة .....
عيناه مغمضتان قبل عينيها ... بينما حاجباه منعقدان و كأنه يسحبها بكليتها الى رئتيه .... حيث حيحتفظ بعطرها هناك للأبد ....
أوشكت ملك أن تختنق من هول هجومه عليها .... أو ربما من هول مشاعرها الجياشة تجاهه ...
و حين سمح لها أخيرا بالتحرر قليلا ..... حرر شفتيها , لكنه لم يترك خصرها و قدميها تحطان على الأرض اخيرا ....
كانا يلهثان معا بصوتٍ مسموع .... فمدت يديها لتمسك بيديه على خصرها و تبعدهما قليلا و هي تهمس بهذيان لاهث دون أن تنظر اليه
( لحظة .......... )
كانت تريد الإبتعاد لخطوة قبل أن تفقد وعيها من شدة الدوار الذي تشعر به حاليا ... الا أنها ما ان فقدت يديه المدعمتين لها حتى ترنحت و سقطت جالسة أرضا !! ....
عقد رائف حاجبيه و أسرع يجثو بجانبها أرضا على ركبته وهو يلتقط كفها قائلا بقلق
( ملك ...... هل انتِ بخير ؟!! ...... )
رفعت ذقنها تنظر اليه بحيرةٍ دائخة ... قبل أن تهز رأسها قليلا و كأنه تجليه ثم همست بدور
( أنا بخير أعتقد ...... لكن يجب أن تحذرني مستقبلا قبل أن تقبلني مجددا بهذه الطريقة ..... )
ظل ينظر اليها قليلا عاقدا حاجبيه ... الا ان زاويتي فمه ارتفعتا قليلا فيما يشبه ابتسامة صغيرة رفض لها بالتحرر .... قبل أن ينهض رافعا إياها من تحت ذراعيها كي تقف .. قائلا بجفاء
( هيا انهضي ........... )
لم يترك خصرها هذه المرة حتى تأكد من انها مستقرة و لن تقع .... حينها رفع ذقنها اليه ينظر الى عينيها قائلا بحزم
( ما الذي جاء بكِ الى هنا دون ان تخبريني ؟!! ....... )
تسمرت مكانها بهلع ..... هل سيرفضها ؟!! ..... هل سيرفضها حقا ؟!! .... هل هو مجنون ليبالغ الى هذا الحد ؟!!! .... لكن ما معنى قبلته اذن ؟!! ... لقد كان و كأنه يستمد منها الحياة نفسها ...
ظلت تنظر اليه قليلا بعينين متسعتين ... ثم قالت بهدوء غريب
( ما معنى سؤالك هذا ؟!!! ......... أنا هنا لألحق بزوجي ...... هو طلب مني هذا و ظننت بأنه ينتظرني !! ...)
بادلها النظر طويلا ..... قبل أن يقول بصوته العميق
( منحتك فرصة لتفكري جيدا ....... فهل فعلتِ ؟!! .... أم سارعتِ بالمجيء لأن هذا هو الطبيعي ؟!! ..... )
بادلته النظر للحظة .. قبل أن تبعد ذقنها عنه بقوةٍ و هي تبتعد عنه بسرعةٍ عدة خطوات توليه ظهرها و كأنها تحاول تهدئة نفسها المضطرب ... قبل أن تستدير اليه بعنف و هي تنفض شعرها وراء ظهرها ثم رفعت ذقنها لتقول بإصرار
( جئت الى هنا لأنك زوجي يا رائف ..... أخبرتني من قبل بأنني ما أن أقبل الزواج منك فإنه لن يكون هناك أي تراجع ..... لكن على ما يبدو أنك أنت من تريد التراجع ..... )
رفع وجهه دون تعبير محدد وهو يستمع بإهتمام الى كلماتها الحادة القوية .....
بينما تابعت هي بلهجةٍ أشد حدة ....
( لقد أتيت الى هنا لحاقا بزوجي ...... ليست هذه معضلة تحتاج الى التفكير مليا .... و ربما آن الأوان كي تخبرني إن كنت تريدني أم لا ..... و أنا لن أفرض نفسي عليك أكثر .... )
كانت عيناه تتأملان حدتها بكل ذرةٍ بها .... و التي ظهرت على كل عضلةٍ متحفزة من جسدها المرن ... و هي تضع كفيها على خصرها .... تاركا المبذل مفتوحا خلفهما ... ليظهر جسدها الى عينيه المتأملتين دون خجلٍ أو تردد ......
في لحظةٍ أخرى ربما لكان ترك نفسه الى هواها .... و ارتوى من جمال شوقه اليها ...
لكن بينهما حديث أطول مما يمكن تأجيله ... حديث به حياته .... أو الموت حيا .... و لها القرار ....
تحرك من مكانه بطىءٍ و اتجه الى السرير في منتصف الغرفة ليجلس على حافته ... ثم ربت على الجزء المجاور له وهو يقول بهدوء
( تعالي و اجلسي بجواري ........... )
رغما عنها و عن كل الشحنات المؤلمة بداخلها لم تستطع منع الإبتسامة الخجولة من التسلل الى شفتيها ... و لا الإحمرار الخلاب من غمر وجنتيها .... فتقدمت منه برشاقةٍ بطيئة كراقصة باليه ... واعية الى عينيه الملتهمتين لكل تفاصيلها دون أن يحاول أن يداري بريق عينيه ...
جلست ملك بجواره ملتصقة بفخذه بدلال ... تنظر ليه بطرف عينيها مبتسمة بخجل ... بينما هو ينظر أمامه و كانما يرتب أفكاره ...
حينها مدت يدها تمسك بيده الموضوعة على ساقه ... تلاعب أصابعه برقة و إغواء بريء ..
انخفض نظره الى أصابعها البيضاء الصغيرة تتخلل أصابعه السمراء القوية .... و رغم عنه ابتسمت شفتاه بصمتٍ شارد ....
فتجرأت و هي تقترب منه أكثر .. ترتفع قليلا لتلامس شفتاها الناعمتان وجنته المشعرة قليلا ...
كانت قبلة كالنسيم ... ثم همست فوق وجنته بنعومةٍ
( منذ متى لم تحلق ذقنك ؟؟ ......... )
التفت وجهه اليها قليلا و عيناه تجريان على عينيها العاشقتين القريبتين منه .... دون أن يرد , لكنها لم تيأس .. بل ارتفعت و قبلت وجنته مرة أخرى ... قبلة أطول قليلا و هي تهمس كي تقنعه
( أنت لا زلت غاضبا مني ...... ترفض الكلام معي ..... )
أيضا لم يرد رائف وهو ينظر الى ملامحها البيضاء الجميلة .... و لم تفته الهالات الزرقاء الرقيقة تحت عينيها .... الا أنهما كانتا مبتسمتين برجاء و هي تقبله قبلة أطول و اعمق على وجنته هامسة
( آسفة ....... أرجوك أنسى كل ما قلته لك , كنت في حالة غباء طارئة ... )
ظل رائف صامتا ... بينما لم تيأس و هي تنهمر فوق وجنته بقبلاتٍ ناعمة .. قصيرة و طويلة .... عميقة و خفيفة كأوراق الورد .... و هي تعتذر بين كل قبلةٍ و أخرى ...
( آسفة ...... آسفة ...... أسفة ..... )
كانت آخر كلمة أسف لها قد حطت على شفتيه بجنون و هي تتعلق بعنقه .... و ما أن أغمضت عينيها لتستسلم ..و هي تشعر بوتيرة أنفاسه تضطرب و تتسارع تمنحها الثقة بنفسها و بتاثيرها عليه ..
حتى تسمر مكانه فجأة و هو يبعد ذراعيها عن عنقه برفق .... و يبعدها عنه لينظر الى وجهها المصدوم ...
فقال بهدوء
( يجب أن نتكلم ............ )
اضطربت ملك بشدة و امتقع وجهها و هي تهمس بصدمة
( لقد اعتذرت لك ..... أعرف أنني قد تماديت كثيرا بمنتهى الحقارة .... لكن هل هذا سبب كافي كي تنفر مني لهذا الحد ؟!! ......... )
رفع رائف أصابعه يتلمس بها وجهها برفق .... و ينخفض الى عنقها بحنانٍ كاد أن يذهب بعقلها و هي تتأرجح ما بين رقته و جفائه المتفاوتين ... الى ان قال أخيرا ناظرا الى عينيها
( أنتِ لم تتمادي يا ملك ..... و لم تكوني بحالة جنون طارئة , لقد قلتِ رأيك الصريح ..... خرجت نظرتك لي من بين شفتيك قبل أن تستطيعي منعها .... )
هزت ملك رأسها بسرعة و الدموع تتجمع فوق عينيها ... ثم همست بإختناق
( لا ..... ليس صحيحا ...... ليس صحيحا .... )
مد يديه ليمسك وجهها بينهما بقوةٍ يرفعه اليه وهو يقول بخفوت مدققا النظر الى عينيها
( بلى صحيح ....... هذه هي نظرتك لي ..... و أنا لن أطلب منكِ إخفائها لمجرد أن تستمر الحياة .... )
رفعت ملك يديها تتشبث بيديه على جانبي وجهها و هي تهمس بإختناق و لهفة
( رائف أرجوك سامحني ........ أنت أيضا آلمتني و حينها لم أدرى ماذا أقول ...... )
الا أن رائغ قاطعها بحزم و ألم رجولي
( رؤى ..........حين ذكرتِ كيف تقبلت اكمال زواجي منها مع حبها لرجلٍ غيري .. )
هنا هتفت ملك بقوةٍ و الدموع تنساب على وجنتيها بصمت
( أنا أغاااااااااار منها ..... اسمها يحرق أحشائي ...... أنا أغار منها يا رائف .... )
صمت رائف مصدوما وهو يستمع الى هتافها الحارق ... بينما تابعت هي بقوةٍ و قهر
( كيف يصل بك الحب الى تلك القدرة على التحمل دون أن تتخلى عنها ...... حاربتها و حاربت من تحب الى ان انتصرت و ابقيتها بين أحضانك في الفترة الأخيرة من حياتها ....أي حب هذا و بتلك القدرة الرهيبة !! . )
أغمضت عينيها و هي تبكي فجأة بكل قوتها .... دون أن تترك يديها الممسكتين بوجهها ...
أما رائف فقد شحب وجهه تماما و هو يرى انهيارها البائس بين يديه ....
ظل صامتا قليلا وهو يحاول أن يهدىء من ثورة أنفاسه .... الى أن قال أخيرا بهدوء
( ملك ............ )
لكنها فتحت عينيها المتورمتين و هي تهتف بقوة
( لا .... لا .... ارجوك لا تشرح أو تبرر ..... كنت أعرف بحبك لها و قبلتك بهذا الحب .... و لهذا أعتذر عن كل ما ذكرته بشأنها ..... )
هز رائف رأسه قليلا قبل أن يهزها قائلا
( ملك ..... اصمتي قليلا و استمعي الي ..... )
صمتت ملك و هي تنظر اليه بوجهٍ حزين ... و عينين حمراوين فارغتين ... فقال رائف بهدوء و هو يشدد بيديه على وجهها
( استمعي الي و لا تقاطعيني ...... اتفقنا ؟؟ ..... )
أومأت برأسها بصمت ... فترك وجهها ببطىء دون أن يحرر عينيها من سلطة عينيه ... ثم قال أخيرا بهدوء
( لقد أحببت رؤى فعلا ...... لم أملك سوى أن أحبها ...... كانت ابنة خالي التي كبرت تحت أنظاري يوما بعد يوم ...... كنت أدافع عنها ... أشتري لها القصص و الألعاب .... أمشط شعرها في الكثير من الأحيان .... لقد تعمقت العلاقة بيننا دون أي جهد منا .... كنا نقطن معا , تتألق تحت انظاري و هي تزداد جمالا و أنا أرعاها ..... خاصة أن عاطف كان كبير السن و رغم كل دلاله لها كنت أنا الأقرب لها سنا و تفهما ..... )
كانت عينا ملك تدمعان .... لتنساب الدموع على وجنتيها بصمت .... بينما عيناه تشردان قليلا ...
ثم تابع بخفوتٍ أكبر
( تلك الشقية التي تتوهج عيناها بالفرح كل يومٍ .... لم تكن بعيدة تماما عن المرض , فلقد توفيت والدتها بنفس المرض الذي أصابها ... و خالتها ... و جدتها من قبلهما .... لذا كانا دائما نفرض عليها دائما الكشف الدوري لسنواتٍ طويلة ..... بداخلي كان الخوف من الخبر المشؤوم يتزايد أكثر و أكثر ... و هي تتألق و تزداد جمالا .... و أنا أنتظر الأيام كي تكون معي .... ببيتي أنا .... كي أستطيع أن أرعاها و أحبها كما تستحق .... الجميع كان يعلم بخطبتنا منذ صغرها ..... كان أمرا مفروغا منه ....... )
صمت قليلا ... ثم تنهد متابعا بخفوت
( الى أن جاءت الي يوما لن أنساه أبدا ..... لم أرها أكثر جمالا من قبل أبدا و هي تلهث بتوتر و خجل ووجهها يتورد كباقة من الزهر .... تخبرني عن شابٍ تحبه بجنون .... و تريد مني أن أقابله معها قبل أن يأتي لمقابلة والدها ...... )
امتقع وجه ملك و هي تمسح وجهها ببطىء ..... ثم همست بإختناق
( أتخيل كيف كانت صدمة بالنسبةِ لك !! ........ )
أومأ رائف ببطىء وهو ينظر الى شعرها ... يتلاعب بأطراف خصلاته شاردا دون أن يشعر .... ثم قال أخيرا بهدوء
( كانت صدمة بالفعل .... جعلتني صامتا تماما , بغاية الهدوء ..... و كأنني فقدت القدرة على النطق ... )
شعرت ملك بغصةٍ تكاد أن تشتطر حلقها نصفين و هي ترغب في ضمه الى صدرها بقوةٍ .... لكنها همست بصعوبة
( و هل قابلته ؟!! ........ )
نظر اليها لفترة ثم قال بهدوء
( نعم ....... قابلته , لم املك وقتها غير ذلك ......... )
كانت ملك تعرف الجواب قبل أن تسأله ... " و كيف وجدته ؟!! " ......
فلقد رأته بنفسها .... انسان ضائع متخبط في حبه .... مرت عليه السنوات و لم يتقدم بحياته العاطفية و الإنسانية كما استنتجت ..... توقف مكانه تماما باكيا على الماضي ... دون أن يمنع نفسه من اللجوء الى بعض المواساة الرخيصة من الحين للآخر ....
تنهد رائف بقوةٍ وهو يتابع بهدوء
( قابلته أكثر من مرة ..... كان شابا متوهج العينين و المشاعر مثلها .... كان يحبها بصدق , هذا ما اعترفت به لنفسي ..... كانت عيناه تلمعان كلما نظر اليها أو سمع صوتها ..... و مع هذا ...... )
صمت رائف فجأة .... فقالت ملك تحثه بخفوت و هي تمسك بكفه
( ماذا ؟!! ...... تابع ..... )
نظر الى كفها المفرود على راحة يده الكبيرة بشرود .. ثم قال أخيرا
( شيئا ما جعلني أتنحي عن مساعدتهما .... نعم كنت أحبها و هائما بها في هذا الوقت .... لكن لم يكن هذا هو السبب الذي يجعلني أتخلى عن كرامتي في الإبقاء على فتاة تحب غيري ..... مجرد حدس جعلني أتنحى و أتجاهل تلك المساعدة التي طلبتها مني ..... و كأنني كنت أشعر بقلبي أنني الوحيد القادر على رعايتها .... )
أغمض عينيه يخفي بهما نظرة الحزن العميقة عن عينيها المتألمتين من أجله .... بينما كان قلبها ينزف بوجع ....
بعد لحظةٍ تابع قائلا بهدوء خافت ...
( لم يكن عاطف يوما والدا متزمتا .... قاسيا ....بل كان يدللها كحلمٍ غالي قام برعايته ..... الا بموضوع زواجنا , حيث اخبرها بوضوح انه لا يقبل بغيري زوجا لها ..... و كأنه كان يشعر بنفس شعوري ... حينها و بعد محاولات مريرة .. امتثلت لرؤى لرغبة والدها و سارعنا بالزواج .... فهي لم تكن لتتحداه او ترفض رغبة له ... لم يكن هذا طبعها .... و منذ اليوم الأول لنا و قد انطفأ شعاع الحياة بعينيها .... باتت فاترة مبتسمة برقة .... و كأنها لا تريد أن تجرحني على الرغم من أنني خذلتها ...... )
أطرق بوجهه وهو يتخلل أصابع ملك بأصابعه بقوةٍ و كأنه في حاجةٍ لها ... فمدت يدها الأخرى تغطي كفيهما معا .... الى أن قال رائف بهدوء شديد الخفوت
( و قد حدث ما خبرني به قلبي ...... و بعد فترة وجيزة من زواجنا علمنا بمرضها ..... )
تأوهت ملك بصمت و هي تشدد بيديها على يديه .... و هو أيضا كان يضغط كفيها بقوة ....ثم تنهد قائلا
( حدث ما أرعبنا طويلا ...... و بغمضة عين ..... سلكنا طريقا طويلا معا لمحاربة هذا المرض ...... )
صمت بعد أن تحشرج صوته .... ثم قال بخشونة و كأنه يحاول أن يجلي حنجرته
( الى أن استسلمت أخيرا و رحلت بهدوءٍ بين ذراعي .......... )
لم تدري ملك الا و هي تغمض عينيها لتشهق شهقة بكاء خافتة لم تستطع السيطرة عليها .... حينها حرر احدى يديه ودفنها بمؤخرة شعرها وهو يجذب رأسها الى تجويف عنقه برفقٍ هامسا بصوتٍ أجش
( لا تبكي ........ لا أحب أن أرى دموعك أبدا , تقتلني ...... )
الا أن دموعها انسابت بتجويف عنقه و هي تهمس بنشيج خافت
( كيف استطعت مقارنة نفسي بمكانتها لديك ؟!! ...... ما بينكما أكبر و أقوى .... لن يموت أبدا بموتها ... )
ظل رائف صامتا قليلا وهو يجدل شعرها عند مؤخرة عنقها ... ثم قال اخيرا بصوتٍ خافت غريب
( لازلتِ غبية جدا يا ملك .......... )
مد يده يرفع ذقنها اليه كي ينظر الى عينيها ... ثم قال بنبرته الغريبة الهادئة
( نعم أحببتها ..... منذ طفولتها و هذا الحب جعني أدرك بحدسي أن هذا الشاب لم يكن الرجل ذو القوة المطلوبة على الرغم من حبه لها و الظاهر عليه بهيامٍ واضح ... بعكسي .... لكن حبي لها يختلف عما شعرت به حين رأيتك المرة الأولى ... و كل مرةٍ بعدها .... مختلف عن تلك الرجفة التي تنتاب قلبي و كأنني أراكِ للمرة الأولى كل مرة ...... كنت أقنع نفسي بأن السبب هو جمالك الغريب و طول فترة ابتعادي عن الجانب الأنثوي تماما .... لكن كنت أخدع نفسي , فكلما أصابكِ مكروه كنت أشعر بروحي تكاد أن تنزف دما و غضبا قبلك ..... حبي لها كان حقيقيا , لكن يختلف عن حبي لكِ و الذي جاء بعد سنواتٍ من نبذ تهور الشباب ..... جاء مدمرا للبقية الراكزة بكياني .... )
فغرت ملك شفتيها المنتفختين ببلاهة و هي تقول بعدم استيعاب
( ها ؟!! ............ )
هز رائف رأسه يأسا ... ثم ركز عينيه و هو يقول بتشديد على كل حرف من حروفه ممسكا بوجهها مجددا
( ما الذي لم تسمعيه ؟!! ..... أقول لكِ أن حبي لكِ يختلف عن حبي لها ..... )
تدلى فكها أكثر قليلا بينما صدر عنها تأوها احمقا ... ثم همست بتلعثم
( لم ...... لم ....... لم تخبرني .... أنك تحبني أصلا من قبل !!! ....... )
زفر رائف وهو يقول ... يهز رأسها قليلا
( و هل أنا بحاجةٍ لأقول كي تتأكدي من ذلك ؟!! ...... هل أنتِ عمياء ؟!! ..... )
سارعت تومىء برأسها و هي تهتف بحدة
( نعم ..... نعم عمياء ...... لأنك لم تخبرني بها ولو لمرة حتى ...... )
عقد رائف حاجبيه وهو يقول بغضب دون أن يترك وجهها
( و لماذا تزوجتك اذن ؟!! ... بهذه السرعة و التهور .... لماذا فعلت فضلتك على عائلتي ؟؟ .... )
رمشت بعينيها و هي تهمس بإختناق بينما دموعها تنساب على وجنتيها و كفيه
( لأنني في جانب الحق ......... )
مط رائف شفتيه وهو يقول بغلظة
( ساعدتك لأنكِ بجانب الحق .. هذا احتمال وارد .... لكن أن أتزوجك لنفس السبب فها ليس له سوى معنى واحد ..... وهو أنكِ عمياء القلب ..... )
همست ملك بصوتٍ مختنق كالأطفال الباكين و هي تمسح وجنتها بظاهر يدها
( لكنك تذمرت من ابدائي الحب لك .... و كأنه عبء عليك )
قال رائف بقسوة
( أيتها المجنونة !! ...... هذا يثبت انكِ لازلتِ صغيرة بالفعل , أنا أردتك التمهل في ابداء مشاعرك حتى تتأكدي منها ..... أردت رغبتك في الزواج مني يكن أساسها العقل أولا كي تستمر .... خفت أن تكوني قد توهمتِ وقوعك بحب البطل الذي ساعدك ... فتفيقين و ترحلين ما أن تكتشفين العكس ..... )
صمت قليلا ينظر الى عينيها ثم قال بخفوت قوي ... صلب ...
( لن أتحمل رحيلك يا ملك ...... لا أريد تكرار تلك التجربة بإبقائك معي قسرا .... لن أحتمالها و لن أحتمل فراقك .... أتدرين أي حالٍ وضعتني به يا صغيرة !! ..... )
شهقت ملك متأوهةٍ و هي تندفع لتتعلق بعنقه بقوةٍ و هي تبكي , فرفعها حتى أجلسها على ركبتيه وهو يستنشق عطر شعرها الأخاذ ... بينما النار بداخله تكاد تقتله حيا وهو يضمها الى صدره .. ينعم بجمال قدها النحيف بين ذراعيه اللتين يغطيهما شعرها الطويل ....
همست ملك بأذنه و هي تداعب شعره برقة
( أنا أحبك يا رائف .... سأكررها لك كل يومٍ حتى تصدقها ..... و لن أتركك أبدا ... فهل يترك الإنسان روحه و يحيا ؟!! ..... )
زاد رائف من ضمها اليه وهو يهمس بأذنها هو الآخر
( لم أتوقع أن تلحقي بي ........ ظننتك على أفضل تقدير ستنتظرين عودتي ... بعد أن تكوني قد نلتِ وقتك بالتفكير ..... )
اخذت تقبل عينيه .. ووجنتيه ... و ذقنه ... قبل أن تهمس فوق شفتيه تماما
( ألحق بك العمر كله .. بكل مكان ..... حتى تقيدني بيدك يوما ...... )
أغمض عينيه وهو يلتهم الحياة من بين شفتيها ... الا أنه و قبل يضيع بعالمها الفاتن ... أبعد وجهه بالقوة وهو يلهث قليلا هامسا بحزم
( ماذا عن كل ما أقلقك ؟!! ..... سكوتي عن جريمة نسب كريم القاضي ..... )
رفعت يدها لتسكت فمه و هي تهمس بألم و هيام
( أصمت .... ارجوك اصمت .... أردت ايلامك فقط .... منذ اليوم سأنزع كل صلة لي بعائلة القاضي ... الا أنت حبيبي .... الا أنت ...... )
لكن رائف لم يستطع التغاضي عن ذلك فقال بخفوت
( حين جاء أكرم بهذا الولد ...... أردت الرفض .... لكنني لم استطع .... نظرته لي ....و حالة ميساء وقتها .... . )
عادت لتضغط يدها على فمه و هي تترجاه .. بل تتوسله
( أرجوك كفى ...... لو كنت تبرر نفسك أمامي , فكيف أبرر كل أخطائي أمامك ؟!! .... لقد تقبلتني بعد كل ما مر بي .... دون حتى أن تحاسبني ولو لمرة .... أشعرتني أنني ملكة لم تكن لسواك .... )
شعرت بأصابعه تشتدان على خصرها بدرجةٍ آلمتها قليلا قبل أن يكون هو البادىء بإسكاتها ... فكل الكلام يعكر صفوهما و هما بغنى عنه ... فوضع يده على ظهرها يضغطها اليه بقوةٍ بينما شفتاه تكتمان ما كانت تهمس به حتى استسلمت مجددا و أغمضت عينيها ....
و طال بهما صمتٍ مجنون وهو يميل بها الى أن أسقطها على السرير وهو يميل بها ..... فشهقت ملك تهمس بخجل بينما صدرها يخفق بجنون
( ألن نخرج ؟!! ........ )
همس رائف بصوتٍ أجش متحشرج وهو يسحب المبذل عنها برفق ...
( بعد قليل ...... غدا ربما ...... )
رماه بعيدا أخيرا ... فاحمر وجهها بشدةٍ و هي تهمس مجددا تؤخره بعد ان انتابتها نوبة خجل مفاجئة أمام التعبير بعينيه .....
( و هل سنضيع يوما ثمينا كاملا من أيام شهر العسل ؟!! ..... الا تكفي الثلاثة أيام الماضية ؟!! .... )
ابتسم رائف لعينيها وهو يزيح احدى شريطي قميصها ببطىء
( لن نضيعه أبدا ....... سيكون الأغلى بعد شوق ....... )
اقتنعت ملك بوجهة نظره أخيرا ... فاستسلمت صامتة مبتسمة بخجل مجنون و هي تداعب شعره ذو الشعرات الفضية المنتشرة به ... بينما آخر ما سمعته منه هو زمجرته الخشنة بأذنها وهو ينقض عليها
( ليس من العدل أن تكوني بكل هذا الجمال !! ......... )
.................................................. .................................................. ......................
طال بها السير أمام البحر و هي ترتدي سترة خفيفة قليلا ... فارتعدت بفعل الهواء البارد قليلا
ادخلت بشرى كفيها بجيبي سترتها و هي تقف ناظرة للبحر بشرود .... و شعرها يتطاير من حول وجهها بقوةٍ دون أن تملك حتى أمر جمعه أو السيطرة عليه ...
لو كان وليد قد تركه لها طويلا ... لكانت تمكنت من جمعه الآن .....
ابتسمت رغما عنها و هي تهمس للبحر بسخرية
( المجنون ..... قصه أثناء نومي ...... )
ضحكت قليلا و هي ترفع يدها الى فمها المرتجف ... بينما زال كل المرح عن عينيها الخضراوين تماما ...
ظلت تنظر الى البحر الهائج قليلا , ثم همست بخفوت و كأنها تسأله خائفة
( ماذا سأفعل حين أشتاق اليه ؟!! ......... )
رفعت يدها الى بطنها تضغطها قليلا و همست بإعياء قلق
( هل سيكون طفلا بديلا كافيا عنه ؟!! ..... لا أعلم ..... لكن كل ما أعلمه هو أنني لن أنظر لرجلٍ من بعده .... و ربما لن ينظر لي رجلٍ غيره ...... و كأنه جاء ليمحو تعريف الجنس الآخر من وجودي .... )
عضت شفتيها قليلا و هي ترى السماء و قد بدأت تتحول للون الرمادي تدريجيا ... و البحر يزيد تهورا ..
لكنها لم تتحرك من مكانها ... بل ظلت واقفة تنظر الى الأمواج البيضاء من شدتها .. ثم همست بخفوت
( لماذا فقط تعمد أن يكون مختلفا ببعضٍ من تصرفاته ؟!! .... طالما أنه كان مقررا أن يتركني منذ البداية ... لماذا جعلني أشعر أنه يهتم بي !! ...... لماذا لم ينل حقه منه و يكن فظا للنهاية !! ..... هذا ظلم .... هذا فقط ... ظلم ..... )
شعرت بعينيها تثقلان و تشعران بالإرهاق و هي تتخيل عودتها الى شقتها الكئيبة من جديد ...
فهمست بالم
( كيف لي العودة للوحدة من جديد ... بتلك الشقة الباردة الخاوية ..... )
عضت على شفتيها و هي تشعر بثقل قلبها يتزايد أكثر و أكثر .... لكنها مسدت بطنها مجددا و هي تهمس بأمل محدثة طفلها
( لكن ..... من المؤكد أن وجودك سيحدث فرقا .... أليس كذلك ؟!! ....... )
ابتلعت ريقها و هي تهمس بخفوت
( سنحيا ....... سنحيا كما فعلت أنا طوال السنوات الماضية .... لكن وجودنا معا سيقوينا .... )
أطرقت برأسها قليلا و هي تتذكر زيارتها لوعد منذ ثلاث أيام ...
بماذا كانت تفكر كي تذهب اليها و تعرض عليها عرضا كهذا ؟!!!
بماذا كانت تفكر ؟!!! ....
من الطبيعي أن ترفض و من حسن الحظ أنها لم تركلها خارجا ......
آخر مرة رأتها كانت منذ سنواتٍ طويلة ... ببيئة لا يفخر أحد بتذكرها ...
فكيف تملكتها الجرأة كي تعرض عليها مشاركتها ؟!! ...
زفرت نفسا مرتجفا نادما ... على تلك الخطوة الغبية ... من أين لها بتلك الفكرة ؟!! ....
و لماذا تستثمر مالها أصلا ؟!! .... تعلم علم اليقين أن وليد لن يتخلى عنها ماديا أبدا كونها أم ابنه ...
و حتى لو تخلى عنها ... فمالها في المصرف و بقليل من الحرص قد تنجو دون الحاجة للبحث عن زيجة خامسة ... فهي لن تسمح لرجلٍ غيره أن يلمسها مطلقا ....
رفعت بشرى وجهها تنظر الى البحر هامسة
( كنتِ تشترين عائلة يا بشرى ..... بكل غباء ما أن شعرتِ بقرب فقدان وليد ... بدأت في البحث عن الأشخاص الوحيدين اللذين تعرفينهم .... ملك ووعد .... لم يتبقى لكِ أحد آخر في هذا العالم .... )
أغمضت عينيها بشعورٍ من الخزي و الدونية ....
شعرت فجأة بقطراتٍ قليلة تبلل قمة رأسها .... فرفعت وجهها لأعلى و هي تتأكد بالفعل من القطرات التي بدأت تغرق وجهها ... و راحتها المفرودة ....
لم تكن على استعداد بعد للمغادرة .... كانت تريد الوقوف لفترة أمام البحر .... لذا لم تسارع باللجوء للتظلل بأي بناية ... بل وقفت مكانا رافعة وجهها للمطر الذي بدأ يتزايد تدريجيا و بسرعةٍ شديدة ...
حتى أغرقها و بلل شعرها و مقدمة ملابسها ... ثم نزولا الى الباقي من جسدها بكل قوة ...
بينما يدها كانت لا تزال تتحسس بطنها و كأنها بتلك اللمسة تطرد الشعور بالغربة و الوحدة ....
عليها أن تتحرك الآن ..... عليها عبور الطريق و العودة الى طبيبتها حيث تركها وليد و أمرها الا تتحرك الا بقدومه .....
لكن ما ان انتهت حتى وجدت قدميها تسوقانها للبحر الرمادي .... تودعه وحدتها و خوفها ....
عليها أن تعود أدراجها الآن .... و حالا ... خاصة بعد خلو الطريق من المارة بشكل ملحوظ ... و السماء تحولت الى لونٍ داكن أظلم من حولها .....
ليتها فقط تقف أمام البحر طوال عمرها .... فهو الوحيد الذي يسمعها دائما دون أن يلفظها كما يفعل الجميع ....
تنهدت بشرى ببطىء و هي تفتح عينيها مقررة العودة أدراجها .. فلو عاد وليد ووجدها خرجت دون اذن فلن تكون العواقب محمودة ... تكفيه المرة التي خرجت بها كي تذهب الى وعد دون أن تخبره السبب و جن جنونه كالعادة .... لكن الغريب في الأمر أن اسم وعد وتره أكثر .... و كأنه يعرفها أو سبق له الكلام معها !!!
أطرقت بشرى برأسها تنوي الإستدارة .... الا انها سمعت صوتا بطيئا خلفها يقول بلهجةٍ ممطوطة واضحة على الرغم من صوت المطر العالي
( مرحبا يا حلوة ...... تبدين وحيدة و أنت تتحسسين بطنك بهذا الشكل المغري تحت الأمطار , لما لا تنضمين الينا ؟!..... )
تشنج جسد بشرى على الفور و هي تلمح نبرة التحرش المعتادة ....
لكنها سيطرت على تشنجها و هي تحاول أن تهدىء من أنفاسها ... قبل أن تستدير ببطىء و حذر ...
فرأت أمامها شابا يرتدى حلة رياضية .... و سلسلة ذهبية ...
عيناه شرستان ... جائعتان كما توقعت .... لكنه كان صغير السن و هذا ما طمأنها قليلا .....
يصغرها بالكثير .... لكن من خلف كتفه ... رأت سيارة تركن الى جانب الطريق أمامها مباشرة و بها ثلاثة غيره !! ... من نفس عمره ... الا أنهم ثلاثة !!
و جميعهم كانو ينظرون اليها بنفس الطريقة ....
بنظرةٍ سريعة تأكدت من خلو الطريق من المارة في هذه المنطقة بفعل الأمطار الغزيرة فوقهم ....
فقد كان الجو رماديا مظلما .... و الماء منهمر بصوتٍ عالٍ بدا لها مخيفا ...
اما هؤلاء الشباب , فلم يبد عليهم الإهتمام بالتبلل .... بل بدو وكأنهم قد تعاطو أقراصا مخدرة للتو ...
و من أعينهم الحمراء أدركت أنهم في حالة اتصال كاملة من الليلة التي سبقت ......
تكلم الشاب الواقف أمامها مجددا مبتسما بعبث و هو يتأملها ... تأملا صريحا وقحا دون أن يغفل ذرة عن جسدها المبلل و الذي بدأ يرتعش ....
( تبدين مثيرة جدا و أنت تلامسين بطنك هكذا منذ فترة طويلة ونحن نراقبك .... هل تؤلمك ؟!! .... يمكنني أن أدلكها لكِ ...... )
كان جسد شيراز يموج بالنفور و الإشمئزاز .... بينما الرعب يعصف بقلبها و هي تحاول العثور على أي شخصٍ يمر من هنا و يبعدهم ...
الا أنها أخفت خوفها بمهارة و هي تقول بصوتٍ عالٍ فوق صوت الأمطار
( ابتعد عن طريقي و اذهب لرفاقك .......... )
الا أن ضحكته العالية الصاخبة و التي تبعتها ضحكات رفاقه المستندين الى السيارة زادت الرجفة في أوصالها .. لذا اتخذت قرارها و حاولت تجاوزه سريعا كي تعبر الطريق . الا أنه كان أسرع منها وهو يعترض طريقها ...
حاولت بشرى التحرك يمينا و يسارا .... الا أنه كان يعترضها بسرعة وهو يضحك بصورة أخافتها هو و رفاقه و اثارت الرعب بقلبها ....
كانت ملابسها قد تشبعت بالماء تماما .... و شعرها التصق بوجهها المبلل .. اما قدميها فقد تجمدتا من البرد بعد أن أغرق الماء حذائيها الخفيفين ... فاصطكت أسنانها بقوةٍ و هي تخشى أن يتحول رعبها الى هيستيرية أو ذهول ....
توقفت مكانها و هي ترفع وجهها كي تواجه طول هذا الطفل الضخم الجثة ثم صرخت بقوةٍ و هي تلهث
( ابتعد عن طريقي ....... حالا ..... )
عقد الشاب حاجبيه المبللين و هتف بسخرية دون أن تختفي ضحكاته
( لماذا تصعبين الأمر ؟!! ...... نعرف سبب وقوفك بهذا المكان وحيدة تحت المطر .... تعالي معنا و سنرضيك ..... )
تشنج جسدها أكثر و تراجعت خطوة ... الا أن قال ببساطة
( كم تريدين منا كلنا ؟؟ .......... )
شحب وجهها بشدة ... و فغرت شفتيها المبللتين .... و كان صدرها يلهث بعنفٍ تحت أنظاره الجائعة ...
فقال بلهجةٍ مرضية مخدرة
( اذكري الثمن ........ لكن هيا اسرعي قبل أن يمر بنا أحد أو سيارة شرطة ..... )
نظرت حولها و هي تدعو الله أن تمر سيارة شرطة الآن ....
لكن السيارات التي كانت تمر كانت مسرعة ... و المطر يغطي زجاجها دون أن يلحظ أحد ما يحدث معها ..
لذا نظرت بشرى اليه و هي تهتف بحدة
( ابتعد عني حالا ...... انا متزوجة و زوجي على وشك الحضور الآن و قد يؤذيك بدرجةٍ تجعلك تعجز عن رؤية النساء لفترة طويلة ..... )
اتسعت عينا الشاب قليلا ... قبل أن ينفجر بضحكةٍ أكثر علوا بدت قاصفة و مرعبة لأذنيها ... فرفعت يدها الى بطنها بحركة تلقائية لا ارادية و هي تتراجع خطوة أخرى ....
بينما هتف الشاب من خلف كتفه بصوتٍ عالٍ
( أسمعتم ..... السيدة متزوجة ..... و زوجها سيحضر ..... )
تعالت الضحكات المجنونة من خلفه ....
فسارعت بيدٍ مرتجفة ... تخرج هاتفها من جيب سترتها ... على الرغم من الأمطار الشديدة التي ستبلله ...
الا أنها و ما أن أخرجته حتى شعرت بيد هذا الشاب تضرب على يدها و كأنه ارتطم بها ... فوقع الهاتف ببركة الماء تحتها !!
شهقت بشرى بذعر و هي ترفع عينيها عن الهاتف الى عيني الشاب اللتين تحولتا الى شرستين ...
ثم هتفت بجنون
( ما هذا الذي فعلته ؟!! .... ابتعد عني ..... ماذا تريد ؟!! .... )
اقترب منها هذا الشاب وهو يمسد خصرها المبلل بيده فجأة قائلا بنفاذ صبر
( بل اذكري أنتِ كم تريدين ؟!! ..... لماذا تتعمدين كل تلك المسرحية الرخيصة ؟!! ... سأدفع ما تطلبين )
صرخت بشرى بجنون و هي تضرب يده بعيدا عن جسدها
( ابتعد عني ..... .... )
حاولت الجري بعيدا الا أنه أمسك بها و هنا تحرك رفاقه ليحاصرونها بسرعة البرق .. فهتف بهم بقوة
( أدخلوها الى السيارة قبل أن يرانا أحد ......... )
و بالفعل شعرت فجاة بخمس أو ست كفوف تمسك بجسدها من كل مكان و هي تندفع الى السيارة ...
و لم تجد حينها سوى صوتها المشروخ و هي تصرخ بهلع و جنون .... عل أحد يسمعها ....
لكن لم يسمعها أحد خاصة بعد أن شعرت بيدٍ تحط على فمها فتكتم صرختها ....
.................................................. .................................................. ......................
حين بدأت في الشعور باليأس ...
بدأ عقلها يصور لها الإغماء حتى تنتهي تلك الكارثة ... و هي تعرف بأن بمجرد دخولها السيارة فقد انتهى أمرها ....
و بالفعل بدأ الدوار يجتاحها و العالم يدور من حولها بصخب كي يذهبها عما سيحدث بها الآن ....
الا أن يدها المتمسكة ببطنها منحتها بعض القوة كي تبعد فمها عن اليد التي تكممه حتى نجحت فصرخت بتوسل مجنون و قدميها تنزلقان على الأرض وهم يجرونها معهم
( أتوسل اليك اتركني ..... أنا أكبرك بالكثير .... أتوسل اليكم .... أنا حامل ......اتركوني لأجل طفلي أرجوكم .... . )
الا أنهم عادوا للضحك الهيستيري من جديد .... و بدا وعيهم أكثر تباعدا من وعيها ... بينما عاد أحدهم ليكممها ... و ما أن وصلو الى السيارة و ظنت أن نهايتها قد حانت دون شك ....
لمحت سيارة وليد و هي تقف على الجانب المقابل من طريق البحر الواسع .....
اتسعت عيناها و هي تشعر بالادرينالين يتدفق في أوردتها بجنون .... خاصة و هي ترى الباب يفتح و زوجها ينزل من السيارة .... و كان هذا هو المنظر الأجمل الذي رأته في حياتها كلها ...
فتمسكت بتلك القوة المفاجئة و هي تفتح فمها تحت اليد التي تكممه ... ثم عضت عليها بكل قوتها حتى شعرت بطعم الدم ينساب في فمها ....
سمعت صرخةٍ مجنونة و اليد تبتعد عن فمها و أحدهم يهتف بغضب
( لقد عضتني كالكلبة الشرسة !! ........... )
كل ما حدث لم يستغرق أكثر من خمس دقائق .... خمس دقائق كانت تفصلها بين الموت و الحياة ....
خمس دقائق قد تكون السبب في ضياعها دون أن يلحظ احد !!!! ....
لذا ملأت صدرها بكل الهواء المحيط بها قبل أن تصرخ عاليا كالمجنونة
( وليييييييييييد ...... ولييييييييييييييييييييييي يييييييد .... ولييييييييييييييييييييييي د )
لحسن حظها كان المطر قد بدأ يقل هطوله قليلا ... فبدا صوتها مسموعا .... ليس من المرة الأولى أو الثانية ..... بل في الثالثة ..... قبل أن تحد يدٍ أخرى على فمها و أحدهم يهتف بقلق
( دعنا نتركها ..... ستتسبب لنا في المشاكل .... لنبحث عن غيرها و قد تكون أرخص ثمنا ... )
الا أن الشاب الذي كان يمسك بها بقوةٍ هتف بغضبٍ وجنون
( على جثتي ...... اسحبوها الآن ......... )



يتبع


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 08-11-15, 12:24 AM   #25740

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

.................................................. .................................................. ...........
بلل المطر سترته الغالية ما أن خرج من السيارة ..... لكنه لم يهتم .. بل نظر الى ساعة معصمه بضيق
لقد تأخر عليها .... من المؤكد أنها تنتظره منذ فترة .....
لا يعلم فقط لماذا تغلق هاتفها !! .... تبا لذلك الهاتف الذي لا فائدة منه .....
استدار كي يلف حول مقدمة السيارة ينوي الصعود الى بناية الطبيبة .... الا أن شيء ما جعله يتوقف ...
صوت سمعه .....
عقد حاجبيه قليلا و هم بمتابعة طريقه .... الا أن الصوت هذه المرة كان همسا بعيدا
و كأن أحدهم ينادي باسمه من بعيد !!!! .....
استدار وليد ببطىء ...... ينظر تلقائيا الى الجهة المقابلة .....
و كأنما يرى مشهدا سنيمائيا بطيئا !!! .....
حيث تسمر جسده وهو يرى على الجانب المقابل و على بعدِ عشرِ حاراتٍ للطريق ...
بشرى ....
كانت بالكاد ظاهرة بين أربعِ شبابٍ ضخام الجثة ... تتصارع و تتلوى و عيناها تنظران اليه بهلع من ذلك البعد الكبير ... قبل أن يتم ادخالها بالقوة الى سيارة سريعة .. حديثة الطراز ... لينطلقوا بها محدثين صريرا عاليا !!!!! ...
لحظة .... استغرقه الأمر لحظة .... كي يستوعب ادراكه
ان زوجته قد اختطفت للتو أمام عينيه !!!!.....
هل يمتزج الرعب مع قوةٍ هادرة ؟!!! ....
لأن هذا هو المزيج الذي تدفق بدمه حاليا مما جعله يصرخ صرخة وحشية ... شقت تلك المسافة البعيدة بينه و بين السيارة التي ابتعدت بزوجته .....
( بشرى !!!!!!!!!!!!!!!!!! ..... )
مجرد تلك القوة من الرعب و العنف جعلته يتخذ قراره في اللحظة التالية مباشرة وهو يستقل سيارته منطلقا بها بجنون في الإتجاه العكسي كي يتمكن من الإستدارة و اللحاق بهم ....
خلال تلك اللحظات وهو يبتعد في الاتجاه العكسي ... كانت روحه تصرخ بذعر و زوجته تبتعد عن ناظريه في اتجاهٍ آخر .... وهو يعلم اي معاملة ستتعرض لها الآن و اي لمساتٍ ستنالها !!!
صرخ وليد عاليا كالمجنون وهو يضرب المقود بيده عدة مرات بعنف ... ثم بكل قوته و ما أن وصل الى مكان منخفض في الرصيف الذي يتوسط الطريق العريض .... مال بالسيارة يسارا حتى صعد الرصيف و عبر الى الجهة الأخرى ....
تعالى من خلفه صوت صريرٍ و مكابح عالية ... الا أنه في تلك اللحظة كان يبدو الأصم المذعور ....
وهو يزيد من سرعته بكل قوته ما أن استقام به الطريق !!!!
ترائت له السيارة على بعد كبير .... فزاد من سرعته أكثر و أكثر ..... و كأنه ينهب الأرض خلفها قبل أن تمسها ايديهم ...
بينما كان يصرخ كالمجنون
( تبا ..... تبا ماذا يحدث ........ سأقتلهم ...... سأقتلهم .... )
و ما أن صمت قليلا وهو يلهث بعنفٍ مزيدا من سرعته لدرجة الخطر فوق الطريق الزلق ... ارتجفت انفاسه قليلا و حدقتاه ترتعدان ... قبل ان يهمس برعب
( احفظها يا الله ....... احفظها ....... )
و كان هذا ما منحه الإصرار حتى زاد من سرعته الى أن وصل لتلك السيارة .... فتجاوزها وهو يضيق عليها طريق مرة بعد مرة .... و كان يضربها بالرصيف المجاور ....
الى أن اضطروا في النهاية الى تهدئة سرعتهم ما ان بدأت السيارة تدور حول نفسها بنعطفٍ خطير ..
حينها اسرع وليد قليلا حتى اعترض طريقهم ... فارتطمت سيارتهم بسيارته بقوة .....
و استدارتا حول بعضهما بصرير مزعج عالٍ .... جعل السيارات المسرعة من بعدهما تقف بأعجوبةٍ على مسافة منهما بعد أن قطعتا الطريق ...
لم ينتظر وليد كي يستفيق من هول الصدام .. بل فتح الجارور الأمامي للسيارة و أخرج منه مسدسا ... ليندفع خارجا من السيارة .... و دون انتظار كان قد رفع مسدسه للهواء و اطلق عدة أعيرة نارية في الهواء جعلت الكل يرتعد ...
سارع الشباب في السيارة بالخروج منها ... و كان قائدا مصابا بجبهته ... الا أنه لم يعي للألم الجسدي وهو يشعر بالذعر من ذلك الرجل الضخم الذي تبدو عينيه في تلك اللحظة كعيني شيطان وهو يمسك بالمسدس و يصوبه الى رأسه بتصميم !! .....
رفع الشاب يديه وهو يقول بارتجاف حتى كاد أن يتبول على نفسه
( على مهلك يا رجل !! ...... إنها مجرد فتاة متعة !! ..... خذها إن كنت تريدها ..... )
و قبل أن يتابع كلامه كان وليد قد أطلق عليه الرصاص ...... و صدرت عن الشاب صيحة ألمٍ جريحة خشنة كحيوانٍ يخور .....
بتلك اللحظة كانت بشرى قد بدأت تتصارع كي تخرج من الباب المطبق ... حتى تمكنت أخيرا من الخروج .. الا أنها من هول ذعرها سقطت على ركبتيها أرضا .... الا أنها وقفت بصعوبة و هي تصرخ
( وليد ...... لا تفعل ..... لا تفعل أرجوك ..... أرجوك أنا بخير ..... )
كان مسمرا مكانه و كأنه يعاني من تأثير صدمةٍ ما .. جعلته يصيب ذراع الشاب برصاصةٍ خدشته دون أن تخترقه ....
اندفعت بشرى و قدميها تنزلقان على الأرض الرطبة .. الى أن أمسكت بذراعه .. و هي تهتف مذعورة
( أقسم بالله لم يحدث لي شيء .... ارجوك لا تفعل ..... افق يا وليد .... أرجوك أفق .... )
كان الناس قد بدأوا في التجمع من حولهما ....
لا تصدق بشرى أن هذا المشهد يتكرر بشكلٍ مشابه أمام وليد نفسه ... دون غيره من البشر ....
لكن المشهد الآن كان مأسويا .... لقد أوشكوا على خطفها صراحة !!! و بكل برود أعصاب ....
و كان وليد شاهدا على ذلك !! .....
حاول الناس اثنائه و ابعاد السلاح عن يده بينما أمسك البعض الآخر بباقي الشباب قبل هروبهم ...
همست بشرى و هي تتمسك بذراعه باكية
( أفق يا وليد ...... أنا بخير و الطفل بخير ..... أفق أرجوك ..... )
للحظةٍ لم يبدو و كأنه قد سمعها من الأساس .... لكنه بعد فترة أخفض نظره اليها ...
و هي تقف بجواره متشبثة بذراعه ... ملابسها مبللة تماما و ملتصقة بها .... ترتجف بل تنتفض ....
عيناها غائرتين ... عميقتي الحزن و الذعر ...
كانت تبدو خائفة عليه أكثر من خوفها على نفسها و هي التي كانت على وشك التعرض لإختطاف للتو !!
كان بعضهم يحاول أن يثنيه و يهدئه .... الى أن سحب نفسا عميقا قبل أن يضع المسدس بحزام بنطاله من الخلف ... ثم نظر الى بشرى قائلا بصوتٍ باهت غير صوته
( قفي هنا و لا تتحركي ......... )
و دون أن ينتظر ردها كان يسير بمنتهى الهدوء الى مكان الشباب الذين أمسك بهم الناس المتجمعون ....
و في لحظةٍ و كأن عاصفة قد أطاحت بهم ...
فرفعت بشرى يدها الى فمها شاهقة مذعورة و هي تراه قد تحول الى مجنون يوسعهم ضربا بقبضتيه و قدميه معا .....
و الصراخ يتعالى و لم يتركهم الا بعد أن أتت سيارة الشرطة ...... بعد أن تكوم أربعتهم أرضا !! ...
.................................................. .................................................. ......................
تعالى طرق صاخب متوتر مصاحب لرنين جرس الباب ....
الا أن لجين وجدت باب الشقة مفتوحا !! .... لذا تركت اللياقة جانبا و دفعت الباب و اندفعت تقتحم الشقة ...
و تتبعت مسار الأصوات الى أن دخلت غرفة النوم !!
و هناك تسمرت و هي ترى وليد يحمل بشرى بين ذراعيه .... ملابسها قد بدأت تجف عليها بعد أن كانت مبللة .... مما جعلها تنتفض بردا !! .....
فغرت لجين و هي تراه يضعها برفق على السرير ..... بينما كانت بحالة من الإعياء ... فهتفت لجين بقوة
( ماذا حدث يا وليد ؟!! ..... سمية أخبرتني بمنظركما حين دخلتما الى البيت .... أين كنتما حتى الآن ؟!!! ..... )
قال وليد بصوتٍ غير مقروء و كأنه صوت غير صوته
( كنا بقسم الشرطة .......... )
شهقت لجين و هي تهتف
( لماذا ؟!! ....... ماذا حدث ؟!! ..... بشرى لا تبدو بخير ........... )
قال وليد بإختصار
( تعرضنا لحادث ....... سأبدل لها ملابسها ثم أصطحبها للمشفى كي نطمئن الى حالتها و حالة الطفل ... )
هتفت لجين بسرعة
( سأبدل فستاني و أعود اليكما سريعا ...... سآتي معكما .... )
نظر وليد اليها للمرة الأولى بوجهٍ شاحب .... و قد أدرك أنها ترتدي فستانا من الحرير الوردي الفاتح ...
مطرزا بورود بيضاء رقيقة ... مع حجاب مماثل فبدت برقة الورود و برائتها ....
حينها قال وليد بصوت باهت
( آآآه ...... اليوم سيأتي خطيبك !!! ........ )
لاحظت أنه قد نطق بكلمة " خطيبك " ... مباشرة و كأنها مواقفة ضمنية منه ....
لكنها أسرعت بالقول
( سأتصل به و أعتذر منه ......... الظرف صعب الآن ...... )
الا أن بشرى هتفت فجأة
( لا ....... لن تعتذري , سيأتي خطيبك ...... و أنا لن أتحرك من هنا الآن , لا أملك القوة على الخروج )
نظرت الى عيني وليد بإصرار و قالت بلهجةٍ بدت كالوتر المشتد
( أنا بخير ....... لو كان الطفل قد تعرض لخطر لكنت شعرت بذلك منذ فترة طويلة .... )
كان وليد واقفا مكانه بملامحه الباهتة و عينيه الغريبتين .... ينظر الى عينيها بصمت موجع بينما قبضتيه منقبضتين الى جانبه حتى ابيضت مفاصله و كأنه فقد القدرة على اراحتهما .....
فتابعت بإصرارٍ اكبر على الرغم من خفوت صوتها و هي تنظر الى عينيه بقوةٍ دون أن تحيد عنها
( أنا لا أريد الخروج ..... قدماي لا تحملاني .... لا تجبرني أرجوك ..... )
ظل وليد واقفا مكانه ينظر اليها بصمت و عيناه ترسلان اليها معانٍ ترفض قرائتها ... كل منهما ينظر لعيني الآخر بإصرار .... الى أن أبعدت وجهها عنه أخيرا بتعب فوق وسادتها و هي تهمس بخفوت
( أنا فقط أريد أن أغسل جسدي كله ..... أشعر بالقذراة .... )
شعر وليد بالنار تحرق احشائه مع عبارتها المشمئزة ....
زوجته !!! ..... إنها زوجته و أم ابنه التي أوشك حثالة البشر على خطفها أمام ناظريه وملامسة جسدها بأيديهم المدنسة .....
الشعور بالتملك الناري بداخله كان يتصاعد و يربد ... الا أنه تمكن من الحفاظ على تلك القشرة القاسية التي يحيط نفسه بها كي لا ينفجر و يرتاح ...
لذا اقترب منها ببطىء وهو يميل اليها ليفتح أزرار فستانها ببطىء ... مبعدا سترته عن كتفيها بأصابعٍ ترتعش
الا أن ارتعاشه على ما يبدو قد انتقل اليها .... فانتفضت فجأة و هي تصرخ بعنف
( لا .... لا .... كفى .... كفى ......... )
انتفض وليد هو الآخر وهو يستقيم بوجهٍ شاحب ليقول بصوتٍ مهتز
( ماذا بكِ ؟!! ....... هل آلمتك ؟!! ....... )
الا أن بشرى كانت تحاول أن تستدير بجسدٍ متصلب و هي تدفن وجهها بالوسادة صارخة بعنف
( لا تعتني بي ...... هذا يكفي ..... لا تكن بمثل هذه القسوة ..... لماذا تفعل هذا دائما ؟!!! .....لماذا تعتني بي دائما ؟!!! ..... هل أنت سادي لهذه الدرجة ؟!!! ..... لا تعتني بي مجددا أبدا ..... كفى ..... كفى ....لم أعد أطيق لمستك .. )
شحب وجه وليد للغاية و سقطت يداه الى جانبيه وهو يقول بخفوت مصدوم
( ماذا فعلت ؟!!! .......... )
لم يحصل على جوابٍ شافٍ .... الا أن لجين تحركت من خلفه و هي تمسك بذراعه قائلة
( إنها على الأرجح تعاني من صدمةٍ متأخرة ..... أتركها ارجوك أنا سأساعدها ..... لا تغضب حبيبي هي لا تقصدك انت .... إنها فقط متعبة ...... )
بدا وليد متسمرا مكانه .... و كأنه قد طعن للتو !! .....
الا أن لجين ربتت على كتفه و هي تهمس
( حبيبي لا تتألم بهذا الشكل ..... إنها ليست بوعيها و كلامها متناقض .... اخرج الآن .... )
ابتلع وليد غصة مسننة بحلقه .... وهو ينظر الى بشرى بجسدها الصغير المرتعش بذلك الفستان القطنى الملتصق بها .... و جوربيها الصوفيين القصيرين ...بينما تحاول ان تبعد وجهها عنه مختبئة في الوسادة قدر استطاعتها ....
و حين شعر انه لا يحتمل اكثر ... اندفع خارجا ليوصد باب الغرفة خلفه .....
و دون تباطوء .... خلعت لجين حجابها ... و فستانها برفق ... ووضعتهما على السرير ثم اتجهت الى لجين بقميصها المحتشم الواصل للركبتين و انحنت اليها تسندها كي تجلس .. قائلة بخفوت
( تعالي ..... أنا سأساعدك .... لقد خرج وليد ..... )
نظرت بشرى اليها بعينين فارغتين .... ثم همست بضياع
( لا تعتذري لخطيبك ..... أريد حضور خطبتك , فأنا أحبك جدا .... و أتمنى حضورها .... )
ابتسمت لجين بإشفاق ... و قالت برقة
( و أنا أيضا أحبك دون سبب .... لكن الخطبة يمكن أن تتأجل لأي يوم آخر و ستكونين متواجدة قبلي .... )
تشبثت بها بشرى و هي تقول
( لا ..... اليوم ..... أرجوكِ ...... أريد أن أكون جميلة مثلك و أرتدي فستانا رائعا .... )
ظلت لجين تنظر اليها طويلا ... ثم قالت مبتسمة برقة
( اذن أرني همتك ...... لو تورد وجهك و استطعتِ الوقوف على قدميكِ ... فسوف أوافق .... )
ابتسمت بشرى بلهفة و هي تومىء برأسها هامسة
( أنا بخير ........ أنا بخير ......و طفلي بخير... )
كان وليد واقفا خلف الباب .... يستمع الى حديثهما الموجع ...
يديه و جبهته على سطح الباب .... وهو يسمع تأكيدها الأخير
" أنا بخير ..... بخير ...و طفلي بخير ...... "
تلك المرأة ..... المريضة و التي تحمل ابنه بين أضلعها .... كانت عرضة للتو للإختطاف و ربما الإغتصاب ....
و ها هي تؤكد بأنها و طفلها بخير ...........
تلك المرأة ......
تلك المرأة .......
كان لسانه يهمس بها مكررة دون وعي ... و بداخله وجع فاق كل أوجاعه منذ أن اقتحمت حياته .....
.................................................. .................................................. ............
منذ فترةٍ طويلة ... لم يعرف هذا البيت جلساتٍ صافية النفس مثل هذه الجلسة ....
أجمل ما بها أن سمية قد انصرفت بإباء للنادي رافضة الحضور ...
مما جعل المتواجدين هم فقط السعداء بإتمام الأمر .....
كانت أسرة طارق محدودة العدد و قد كان الحوار لطيفا .... و جميعهم عاملوا بشرى بلطف .. خاصة وهو يلحظون اعيائها الواضح ...
بل على العكس ... شعروا بالبشرة و هي تصر على تقديم الشراب بمساعدة لجين .... و كأنها سعيدة بالفعل
وحده وليد كان ينظر اليها كلما تحركت ....
بفستانها الأبيض المتحرك حولها برقة ... و شعرها المجموع بربطةٍ سماويةٍ أيضا ....
أصابعها ترتجف قليلا ... الا أن شفتاها لن تفقدا ابتسامتهما الحزينة .....
شعر برغبةٍ عنيفة في شدها الى أحضانه بتلك اللحظة ..... رغبة تنهشه نهشا ....
كيف يمر ما حدث دون أن تسمح له بأن يحتضنها ولو لمرة ؟!!! ....
ماذا فعل كي يؤلمها بهذا الشكل ؟!!! .... إنه حتى لم يسألها ماذا كانت تفعل عند الجانب الآخر من الطريق في مثل هذا الجو !! ... بل لم يهتم بمعرفة ذلك في الواقع
كانت سلامتها هي شغله الشاغل .....
فلماذا تعاقبه ؟؟؟ ..... يريد فقط أن يحتضنها بقوةٍ كجنين صغير ...
دائما تشعره بهذا ... أنها جنينه الخاص ....
حتى بتلك الأحيان التي كان يحملها بها و تلتف ساقيها حول خصره ... كانت تظن أنه يفعل ذلك للمتعة ...
بل هو في الواقع كان يحب هذا الشعور ... و كأنها طفله الخاص ... حيث تنتمي .. فيشدد من احتضانها ... تضحك هي بإرتباك ... بينما يغمض عينيه هو و يشدد أكثر من ضمها ....
حانت منها نظرة اليه ....
اخيرا التقت أعينهما .... بعد أن كانت تهرب منه طويلا ... و كأنما ارتبكت .. ثم أخفضتهما بحزنٍ غريب
حسنا ... يعلم جيدا أنها تعرضت لموقفٍ مرعب .... حتى هو كان أشد رعبا منها و قد أوشك على ارتكاب جريمة قتل اليوم !! ... منذ ساعاتٍ قليلة ....
لكن لماذا تتهرب منه و تتجنبه ؟!! .........
تكلم اخيرا بخفوت موجها حديث لها بنبرةٍ آمرةٍ خفية
( تعالي يا بشرى و ارتاحي ...... تعالي هنا بجواري ..... )
رمشت بشرى بعنينها مجفلة حين نظر الجميع اليها مبتسمون ... فاضطرت الى أن تتحرك اليه بينما هو جالسا بمقعده ينظر اليها بصمت ... و ما أن جلست بجواره متباعدة متصلبة ...
حتى أحاط خصرها بذراعه وهو يشدها الى صدره ... و فمه يقترب من جبهتها جدا حتى أوشكت أنفاسه الدافئة أن تلفحها .... بينما ملامحه كانت قاتمة للغاية ... بها هياج مكبوت ...
همست بشرى بارتباك
( ما هذا الذي تفعله ؟!! ....... اتركني ... الناس ينظرون الينا ..... )
قال لها همسا بصوتٍ مختنق أجش ... يحمل نفس الصدمة التي تحملها منذ ساعات و التي لم يفيقا منها بعد
( اصمتي و ارتاحي على صدري ........ )
استندت بكتفها الى صدره أخيرا و قد هزمها تعبها ... بينما حانت منها نظرة الى طارق و لجين حيث كانا يجلسان بمقعدين متجاورين .... بعيدين نوعا ما عن باقي الحضور ....
ابتسمت بشرى ابتسامة غريبة ..... بدت من الإنبهار و الحزن معا ...
و هي ترى لجين تبدو في غاية الطهر و الجمال .... بفستانها و حجابها الوردي ...
و هي مطرقة بوجهها الأحمر ... مبتسمة بخجل ... و يداها متشابكتين في حجرها ....
كانت غاية في الجمال .... و خطيبها أيضا كان شديد الوسامة ...
سر وسامته كان لهفة ملامحه وهو يراقبها مبتسما و كأنه فاز بالجائزة الكبرى ....

تنهدت بشرى بحزنٍ موجع مرهق .... و دون أن تشعر استلقت رأسها على كتف وليد بتعب .... فانخفضت شفتاه الى جبهتها ... و بقت هناك .....
.................................................. .................................................. ...................
همس طارق مداعبا بصوته الذي تعرفه حق المعرفة ...
( لم يتسنى لنا التعارف كما يجب من قبل ......... )
بدت ابتسامتها الخجولة أكثر سحرا و جمالا بعينيه حتى كاد أن يزفر انتصارا .... بينما همست لجين بخفوت دون أن تجد القدرة على رفع وجهها اليه
( نعم ...... على ما يبدو ........ )
أخذ نفسا سعيدا ... مبهجا و متوترا .. ثم قال بهدوء يحثها برقة
( هلا نظرتِ الي رجاءا ........... أريد أن أتكد من أنكِ هنا فعلا ..... )
ضحكت برقةٍ و هي تعض على شفتها .. بينما احمر وجهها أكثر دون أن تجد القدرة على رفع وجهها اليه كما طلب ... ثم همست بخفوت
( أنا هنا لأن هذا هو بيتي ...... أنت الذي أتيت ..... )
ضحك بخفوت ضحكة رجولية عميقة وهو يقول مرتبكا
( نعم .... معكِ حق , على ما يبدو أنني سأعاني كثيرا مع أستاذة جامعية ..... )
رفعت وجهها اليه فجأة دون أن تبتسم و هي تهمس بعفوية
( تقصد أن تعاني مع زوجتك .......... و ليس مع استاذة جامعية , فتلك سأتركها في المكتب بالجامعة قبل عودتي للبيت ..... )
ظل صامتا قليلا وهو ينظر الى ملامحها البريئة التي نطقت بما نطقته للتو .... و ساد صمت قليل قبل ان يهمس بصوتٍ أجش خافت
( كم أنتِ جميلة !! ...... ..... مرآكِ بخير هنا بجواري ... يشعرني بأنني قد نلت شيئا لا يقدر بثمن ... )
احمر وجه لجين و هي تخفضه بسرعةٍ لتبتسم كالمراهقات .... و تشبك أصابعها أكثر و هي تهمس بارتباك
( أنت أيضا ....... وسيما ...... )
تنفس طارق بارتباك ... ثم قال بخفوت مبتسما
( هلا ألبستك الخاتم الآن ؟؟ .......... )
ظلت لجين صامتة قليلا بينما ابتسمت أكثر حتى ظهرت أسنانها ... الا أنها أومأت في النهاية ...
أمسك طارق بعلبةٍ من المخمل الأحمر .... و فتحها ليخرج منها خاتما ذهبيا ...
فمدت لجين يدها بارتباك واضح امام نظرات الجميع .... فحاول طارق ادخاله الا أنه كان سيلمسها بكل مرة ... فقال أخيرا بخفوت وهو يمد الخاتم اليها
( خذي ..... ارتديه ...... )
تصاعدت الضحكات من كل مكان فعقد حاجبيه غيظا منهم .... خاصة اشقائه الأصغر منه وهم يرونه ساذجا ...
الا أن لجين لم تره كذلك .... بل رفعت وجهها اليه بصمت و للحظة تمنت لو كانت هذه الجلسة هي عقد قران !! ....
التقطتت الخاتم من بين أصابعه و سارعت لترتديه بإرتباك ..... و يليه محبس من الماس ... ثم خاتم مماثل ...
لقد تركت له أمر اختيار الشبكة ... و أخبرته هاتفيا إنها هدية و يحق له اختيارها كما يشاء ....
لذا ذهلت و هي تنظر الى الخاتمين في اصبعها ... ثم همست برهبة
( لقد كلفت نفسك جدا يا طارق ..... لم يكن عليك ذلك !!! ..... )
ساد صمت قليل ... قبل أن يقول طارق بهمسةٍ خافتة ...
( هلا أعدتِ ما قلتِ للتو رجاءا ........ )
رمشت بعينيها و هي تهمس بارتباك معدلة حجابها الذي فتنه
( لقد كلفت نفسك جدا ....... )
الا أنه قاطعها بهدوء قائلا
( ليس هذا ما قصدته ...... بل طارق ..... )
ظلت صامتة قليلا قبل أن تطرق بوجهها و هي تبتسم برقةٍ هامسة بحياء
( طارق ........... )
همس حينها بصوتٍ أجشٍ خافت
( يا حلم طارق ............ )
زفرت نفسا مبتسما ... مرتجفا .... و هي تطرق بوجهها أكثر , بينما همس بصوتٍ أجش
( سأطلب من أخيك الإسراع بتحديد موعد عقد القران ........ )
اومأت برأسها بخجل .... فعقد حاجبيه بشدة ثم قال بشك
( اذن ربما الإسراع بالزفاف سيكون أفضل !!! ....... )
لدهشته بل صدمته أومأت مجددا و هي تهمس بخجلٍ مبتسمة
( نعم ...... أفضل ........ )
قال طارق بصوتٍ يشتعل رغم خفوته
( الا تحتاجين لفترة كي تدرسين شخصيتي و تتعرفين اليها ؟!!! ...... )
بدت ابتسامتها خلابة دون أن ترفع وجهها و هي تهمس بخجل
( سيكون ذلك رائعا و نحن معا بنفس البيت ........ )
لم يستطع سوى الهمس بصدمة سعادته
( لجين !!! ........... )
حينها رفعت وجهها اليه و هي تهمس مبتسمة برقة و شيء آخر
( سأكون بخير و أنا معك ........ لا أزال أتمسك بقوة تلك الكلمة عند كل وداعٍ منك و أنا في أشد أيام حياتي ... كوني بخير ..... )
ابتسم ابتسامة خاصة ذات حنان مختلف جعله في نظرها أشد وسامة من نجوم الأفلام .... ثم قال بصوتٍ أجش
( أما أنا فكنت واثقا بأنكِ ستكونين بخير .... معي أو بدوني ..... )
كانت بشرى قد التقطت عبارة طارق الأخيرة رغم همسهما معا كي لا يسمعهما أحد ....
الا هذه العبارة فقط ....
" واثقا بأنكِ ستكونين بخير .... معي أو بدوني ....."
أغمضت عينيها بألم عليها ... فسمعت وليد يهمس لها بصوتٍ أجش
( تعالي أصطحبك الى سريرك .... و سأعتذر نيابة عنكِ ... )
رفعت عينيها المتورمتين المرهقتين اليه بصمت .... بينما كانت عيناه حمراوين بشدة ... كعيني رجلٍ غاضب .. و مدمر .... الا انه همس بخفوت قوي صلب
( لا تجادلي ....... هيا ...... )
و كانت أكثر تعبا من أن تجادله ... فنهضت معه بصمت ... مستسلمة لكفه وهو يجذبها اليه برفق كي يرافقها الى شقتهما .... حيث سريرها .....
.................................................. .................................................. .....................
لم يكد يغادر لجين أخيرا .... بعد انتهاء ذلك الحفل البسيط حتى اندفع صاعدا السلم الذي يفصله عن شقتهما كل درجتين معا ....
بداخله مشاعر غريبة و متداخلة و عنيفة ... تكاد أن تكون متطرفة ....
ما يعانيه الآن يفوق احتمال البشر .... ما يعانيه قادر على ارهاق رجولته حتى أوشك على كره تلك الرجولة التي تتناقض مع حبه لها ....
احتضانه للجين قبل أن يصعد كان بمثابة ضمادة لقلبه ... حيث همس لها بقوة
( هل أنت سعيدة ؟!!! ........ )
ابتسمت لجين بثقة ووجهها يتورد بقوةٍ وسعادة لم يرها عليها من قبل
( للغاية يا وليد .... و لن تكتمل سعادتي الا برؤيتك سعيدا أنت أيضا ....... )
و الآن بداخله قوة هائلة يدفعها اليها .... الى بشرى ...
الصدمة التي تعرضا لها على ايدي صغارٍ عابثين قذرين كالجرذان أوشكت أن تذهب بعقله .....
دخل الى غرفتهما حيث تركها في السرير مدثرة بنعومةٍ ... و هي تبعد وجهها عنه مجددا ....
الا أنه تسمر فجأة وهو يراها غير ما تركها !!! ...
كانت تجلس على حافة السرير بهدوء ..... مرتدية كامل ملابسها !!! ....
محتشمة تماما و حتى حذائها عالي الساقين ترتديه ....
شعرها مرتب في ذيل حصان خلف عنقها .... و ملامحها هادئة تماما .... باستثناء بعض الهلات الزرقاء الظاهرة أسفل عينيها .....
بجوارها حقيبة ملابس مغلقة .... و حقيبةٍ اخرى أصغر قليلا ......
دخل وليد الى الغرفة عدة خطوات .... وهو ينظر اليها بصمت ... دون أن يجد القدرة على الكلام دون أن يتهور ... لذا لزم الصمت قليلا ... بينما كانت بشرى تنظر اليه بهدوء ... ثم همست بخفوت رقيق
( هل انتهى الحفل ؟!! ........ )
ظل وليد صامتا قليلا ... قبل أن يقول بجفاء مختصر
( نعم ...... انتهى ....... )
أومأت بشرى برأسها ثم ابتسمت له !!! .....
و همست أخيرا
( كانت جميلة جدا .... و خطيبها ايضا ..... أنا سعيدة جدا لأجلها .... )
لم يرد وليد ... و لم تلين ملامحه .... بل قال بصوتٍ غامض
( لماذا ترتدين ملابسك ؟!! ..... و ما تلك الحقائب ؟!! ..... )
ظلت بشرى تنظر اليه بصمت و كأنها تحفر ملامحه الوسيمة بذهنها ... ثم قالت أخيرا بخفوت
( أنا .... سأرحل .... سأعود الى بيتي ... لكن ليس لحياتي السابقة ...... )
بدا وليد و كأنه لم يسمعها ... فلم تتحرك به عضلة ... فقط عيناه صارتا مخيفتان بوهجٍ لحظي خاطف ...
و ساد صمت طويل ... طويل ... و كلا منهما ينظر للآخر دون تعبير معين .. الى أن قال وليد أخيرا بخفوت
( أنتِ لازلتِ تحت تأثير الصدمة ..... هذا خطأي لم يكن علي السماح لكِ بالنزول و حضور الخطبة ... كنت لا تزالين ترتجفين حرفيا .... )
اخذت بشرى نفسا مرتجفا قبل أن تهمس بخفوت ...
( لا .... لا يا وليد لست تحت تأثير الصدمة , ما حدث اليوم تعرضت لما يشابهه كثيرا ... و أحيانا أصعب ..... صحيح أنني تعرضت لقذارة البشر , الا أن طالما تكرر الأمر معي أنا تحديدا فهذا يعني أنني أعاني خللا ما ....لست فخورة بنفسي .... لكن هذه هي أنا , ... نشأتي مختلفة .. و حياتي مختلفة عن حياتك .... و أنا لا أضمن الا يتكرر ما حدث اليوم مجددا ....)
هتف وليد بوحشية
( بل لكِ أن تتأكدي من ذلك .... سأقتل من يقترب منكِ .... أنت زوجتي و لن أحمل لقب رجل لو عجزت عن حمايتك ......ابعدي تلك الحقائب و انسي هذا الهراء )
ظلت بشرى تنظر الى جنونه تحت حافةِ سيطرةٍ يحاول جاهدا التحكم بها لكن عبثا ..فعينيه تفضحانه ...
قالت أخيرا بخفوت
( لن تستطيع أن تلتصق بي كل لحظة و كل ساعة دون أن تتسائل عما أفعله أو أين أذهب ...... )
صمتت قليلا ثم قالت متابعة بفتور
( لن تسمح بأن يتكرر الخطأ مجددا و تنجب مني المزيد من الأطفال ..... )
اتسعت عيناه بوحشية وهو يوشك على رفض هذا الإتهام .... الا أن داخله كان يدرك و يتذكر نطقه بنفس الكلمات منذ عدة أيام أمام لجين ..... لذا أغلق فمه وهو غير قادر على ايجاد الكلام المناسب ....
بينما كانت بشرى تراقب كل عضلة تتحرك بملامح وجهه .... و حين صمت ابتسمت ...
ثم قالت بخفوت مختنق .....
( يوما ما سترغب في الزواج من فتاة اخرى ... من عائلة محترمة ... حين تدرك أن السنوات تسرقك و تريد تكوين أسرة محترمة ...... )
رفع وليد يده يتخلل بها شعره بعنف وهو يزفر بقوةٍ و ثقل ... ثم لم يلبث أن أسقطها وهو يقول بخشونة
( بشرى أنا غير قادر على السيطرة على نفسي الآن .... الله وحده يعلم المجهود الذي أبذله الآن كي أبدو هادئا بعد أن رأيت زوجتي على وشك التعرض للإختطاف أمام عيني ...... )
ابتلعت بشرى غصة بحلقها و هي تهمس بإختناق
( أعرف ........ والله أعرف ....... )
أخفضت عينيها الى أصابعها المتشابكة ... ثم همست بإختناق أكبر
( لقد ظنوني ........ بائعة هوى ..... )
صرخ وليد بقسوة و عنف
( اخرسي يا بشرى ........ اخرسي ...... )
رفعت وجهها اليه دون أن ترتعد و هتفت
( لقد ظنوني كذلك يا وليد ..... بي شيء مختلف , بشكلي او تصرفاتي .... تجعلني أبدو رخيصة مهما كانت ملابسي غالية الثمن ...... إنها التربية أو النشأة .... أو الوراثة .... لا أعلم .... لكنني أبدو رخيصة بتصرفاتي .... هذا شيء أنا لا أستطيع السيطرة عليه بعد هذا العمر ..... )
صرخ مجددا وهو يركل الدولاب بقدمه
( اصمتي تبا لكِ ......... ما من امرأة تنظر لنفسها بهذا الشكل ...... )
أغمضت عينيها و هي تطرق بوجهها غير قادرة للنظر اليه .... منظره يؤلمها .... يجعلها تشفق عليه و على نفسها ......
ثم همست أخيرا بصوتٍ لا حياة به
( ملخص القول ...... أنا راحلة يا وليد ...... لا أريد البقاء هنا أكثر ....... )
صرخ فجأة بعنف
( أتظنين أنني غير قادر على احتجازك ؟!! ......اخرجي الآن .... حاولي هيا .... و سأكون ممتنا و أنا أعيدك رميا على السرير ..... )
لم ترتعب ... و لم تهتز ... بل كانت تنظر اليه بابتسامة مشفقة ....
ثم قالت أخيرا بخفوت
( أنا لست بتلك القيمة يا وليد ..... لذا فالجواب هو لا ..... لن تستطيع أن تحتجزني للأبد ... قد تلقيني على السرير ليلة ... أو ليلتين ... أو شهر ... و في النهاية ستمل .... تقف مع نفسك و تفكر بقيمة هذا الشيء الذي تتمسك به ... و حين تزهده ستلقيه بنفسك خارجا .... سيحدث هذا عاجلا أو آجلا .... لما لا تعترف بالأمر ؟!! .... أنت لن تبقيني زوجتك مدى العمر ...... )
كان يلهث وهو ينظر اليها ... عيناه متسعتان قليلا ... و كأنه .... و كأنه خائف ...
هذا الكائن الضخم مفتول العضلات ... يقف أمامها خائفا ... عاجزا عن اتخاذ القرار ...
أطرقت بوجهها الحزين و هي تشعر بنفسها على وشك الإنهيار بكاءا بأي لحظة ...
شعرت به يقترب منها فجأة .... الى أن جثا أرضا أمام ركبتيها ... و أمسك بكلتا يديها بقوة ...
ظل صامتا قليلا وهو يدركهما بين كفيه بتوتر ... الى أن قال أخيرا بخفوت محاولا قدر استطاعته أن يكون هادئا
( اسمعي ....... لقد كنت قاسيا معك الفترة الماضية ... بل طيلة فترة زواجنا ... أعترف بذلك , لكن ..... لكن قدري موقفي .... أنتِ أيضا لم تكوني مثال النزاهة .... )
ابتسمت بشرى بحزن و هي تحرر احدى يديها من كفيه ... لتتخلل بها شعره بنعومةٍ ... ثم همست بذهول رقيق
( هل تظنني سأرحل لأنك كنت قاسيا معي ؟!!! ........ ربما كانت معاملتك لي تعتبر قاسية بالنسبة لأي فتاة من وسطك .... لكن أنا ..... أنا أختلف .... لقد عاملتني كما لم يعاملني رجل من قبل ... على الرغم من أنني خدعتك كما لم أخدع رجلا من قبل ..... خلف جدار قسوتك و عنفك كنت دائما تعتني بي ... و تخاف أن يصيبني مكروه .... حتى الطفل أقسمت على أن ترعاه ..... اهتمامك كان يقتلني ... كل مرة صليت بي ... كل مرة نمت بها على صدرك دون أن تلمسني أو حتى تتركني ..... العلاج .... اهتممت بعلاجي ليس فقط جسديا بل نفسيا أيضا !!!!!! .... حتى بت أتسائل الى هذه الدرجة أنت مهتم أن تجعل مني انسانة محترمة قبل أن نفترق !!! ...... كل هذا و تظن أنني قد أتركك لبضع كلمات قاسية أو عدة صفعات !! .... )
تأوه وليد بقوةٍ وهو يدفن وجهها فوق يديها على ركبتيها هاتفا بقوة
( لن أضربك مجددا .... أقسم لكِ ..... أنتِ أم ابني .... كيف اضربك بعد الآن ؟!!! .... )
استمرت تلاعب شعره الناعم و هي تهمس بخفوت
( أعلم أنك لن تفعل ....... و أنا لن أرجل لهذا السبب , بل سأرحل بسبب تلك العناية ..... ليس عدلا ... ليس عدلا أن تمنحني كل تلك الرعاية ثم أفاجأ بأن تتركني يوما .... لأن هذا ما سيحدث مهما أنكرت ... )
رفع وجهه بسرعة يحاول الإنكار ... الا أنها وضعت أصابعها على شفتيه قائلة بهدوء
( سيحدث ..... ستتركني حبيبي ..... ستتركني ..... )
أغروقت عيناها الخضراوين بالدموع أمام عينيه المعذبتين ....
بينما اصابعها بينهما تمنع شفتيه من الكلام ... و ووقع كلمة حبيبي أذهب المتبقي من عقله فأبعد أصابعها وهو يقول بخفوت خشن قاسي
( أنا أحبك يا بشرى .... أنا أحبك , أنا لست ذلك الإنسان الخير الذي يعمل على العناية بامرأة خدعته في البداية لمجرد الشهامة ..... أنا أحبك .... أموت خوفا عليكِ بكل لحظة ... أموت حسرة على كل ما أصابك قبل أن أعرفك ...... أنا أحبك .... )
شدد على الكلمة الأخيرة بقوةٍ وهو يشدد على يديها بعنف .. و عيناه تشتعلان بحمارهما ...
فغرت شفتيها المرتجفتين بألم و هي تغمض عينيها فانسابت دموعها من تحتهما ببطىء ... ثم همست بإختناق
( و أنا أحبك ..... أنت الرجل الوحيد الذي اشعرني أنني امرأة ..... انت الرجل الوحيد الذي اهتم بتحويلي لامرأة محترمة قبل أن يهتم برغباته ..... أنا احبك )
مات صوتها على حافة تلك الكلمات فنشجت قليلا بإختناق .... قبل أن تهمس ببكاء خافت
( لكن لو تمتلك بعضا من الرحمة ستتركني أرحل قبل أن أتعلق بك و بحبك و عنايتك أكثر من ذلك ..... ستتركني قبل أن تقرر الزواج من اخرى .... قبل أن تقرر أننا لا نصلح أن نكون زوجا و زوجة .... )
هتف وليد بإختناق
( نستطيع يا بشرى .... نستطيع ....... )
هزت رأسها نفيا بصمت و الدموع تنساب على وجنتيها ... ثم همست
( أنت تدرك أننا لن نستطيع ............ )
هتف وليد بعنفٍ وقسوة
( أنتِ تحملين ابني .......... لن اتركك أبدا.... )
همست بشرى بصدق و حرارة
( و هل تظن بأنني أنوي اقصائك عن حياة ابنك ؟!! ..... اطلاقا ... سنظل في حاجةٍ اليك دائما ... و سيكون لك كلما أردته ... أنت من ستربيه لأنني لا أملك المؤهلات ..... و أنا .... أنا سأكون تحت ناظريك ..... سأصلح من نفسي يوما بعد يوم .... كي أكون لائقة كأمٍ لطفلك ..... سأفعل المستحيل يا وليد ... و سترى بنفسك .... لكن بقائي هنا يجعلني أركن الى تلك الرعاية التي تمنحها لي .... فلا أحقق شيئا .... )
تركت يديه فجأة و اخذت تعدد على أصابعها بهدوء على الرغم من الدموع المناسبة على عينيها
( سأهتم بعلاجي كله ... سأراعي حملي يوما بعد يوم .... سأعمل ... نعم , قررت العمل بمعرض وعد و ملك .... سأحافظ على صلاتي .... سأحتشم بملابسي .... و سأقرأ صفحتين كل يوم ... )
ابتسمت ابتسامة واسعة مداعبة مع دموعها الغزيرة على وجهها .... فلمعت عيناه بدموعٍ لا يعرف كيف وصلت اليه ...
صورة وجهها الضاحك مع دموعها المنهمرة ستظل الذكرى الأجمل بقلبه .....
أخفض وجهه .. بينما أحنت وجهها اليه و هي تراضيه هامسة
( أنا لن أكون لغيرك أبدا يا وليد ..... أنا أنفر من فكرة أن يلمسني أي رجلٍ سواك .... سأكون أم طفلك فقط .... تلك ستكون مهمتي الأولى في الحياة ... و سأجعلك تفخر بي .... )
أمسك بوجهها وهو يهتف برجاء
( ابقي معي و دعيني أفخر بكِ و أنتِ هنا .......... )
أخذت نفسا عميقا ... ثم قالت ملتفتة جانبها و هي تمسك بالحقيبة الأصغر لتقول بصوتٍ خافت
( هذا ..... هذا المال , قمت بسحبه نقدا من حسابي بالمصرف ... إنه المبلغ الذي أودعته لي عند زواجنا ... أعتقد بعد كل ما وعدك به ... فإن هذا المال ليس من حقي ... لا اريد أن أكون سلعة بعد اليوم يا وليد .. )
نظر اليها مذهولا ... ثم اشتعلت عيناه غضبا وهو يبعد الحقيبة بعنف
( ابعدي هذا المال .... يبدو أنكِ قد دبرتِ أمورك جيدا خلال الأيام الماضية ... و أنا الذي كنت أركض بين المشفيات من أجلك ...... )
همست بشرى بثقة
( و ستظل تفعل ذلك .......... دائما ..... لكن هذا المال يشعرني بأنني بغيضة , أريد أن أتحرر يا وليد .... أريد ان أتحرر من كل ما يشعرني كذلك ..... أشعر بسوءٍ فظيع , أنت لن تدركه أبدا مهما حاولت .... و طالما أنا معاك هنا لن أفكر سوى باليوم الذي قد تتزوج به .. أو اليوم الذي قد تتركني فيه .... و لن أتقدم خطوة أبدا ..... )
كان ينظر اليها مذهولا ... لا يصدق أنه يسمع بشرى دون غيرها !! .....
فقال بصدمة
( متى تغيرتِ بهذا الشكل ؟!! .......... )
همست و هي تلامس فكه القاسي المتألم بأصابعها
( حين أحببت شخصا يستحق ....... كنت بطلا بالنسبة لي ..... و حتى الآن تصر على البطولة ... الا أنني لا أريدها .... أريد أن أكون أنا البطلة .... أتفهمني ؟!! .... )
اشتعلت عيناه بصدمة .... و بدت ملامحه غريبة .... و كأنها رماد تحته حافة بركان توشك على القاء حممها ...
و بالفعل ارتفع عن الأرض وهو ينحني اليها ليهجم عليها فجأة بكل قوته ... يشبعها تقبيلا !! ...
كان كالمجنون وهو يرغب في أن يخضعها كي تتراجع عن قرارها ....
أصابعه كانت تتحرك عليها بهوس ... تكشفان ما كانت تخفيه بملابسها بينما كانت تحاول ابعاد وجهها عنه و هي تهتف
( وليد .... كفى ..... كفى ..... )
الا أنه بدا أعمى عن كل شيء الى مفاتنها .... أصم عن الجميع الا تأوهاتها ....
يداه بدأتا تشعلان بها تلك المشاعر الحديثة عليها .... فابتلعت ريقها بصعوبة و هي تشعر بنفسها تضعف امام جنون اغرائه ....
همس وليد بهوسٍ فوق بشرتها
( اخبريني كيف ستنسين تلك المشاعر بيننا ؟!! ..... كيف سيتحمل جسدك الإبتعاد عن دلال أصابعي .... )
تنهدت بصوتٍ مرتجف و حدقتاها تسبحان لسماءٍ ورديةٍ بعيدة ... ثم همست من بين قبلاته العاصفة
( لن أنسى ...... لن أنسى أبدا........ )
أغمضت عينيها قليلا و هي تشعر به يجردها من ملابسها .... الا أنها في لحظة قوةٍ بعد ان ارتطمت يدها بحقيبة المال .... استعادت وعيها بسرعة ...
فرفعت يديها تبعد وجهه عنها بالقوة وهو يلهث بعنفٍ فوق وجهها ... ينظر اليها بهذيان ... فقالت بخفوت واضح
( لا أريد ..... لا أريد هذا الآن .... فهل سترغمني ؟!!! ...... )



يتبع


بقية الفصل على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t305020-2575.html



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 15-04-20 الساعة 01:30 PM
tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:12 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.