آخر 10 مشاركات
زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          398 - لن تسامح - داي لوكلير (الكاتـب : سيرينا - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          رواية الورده العاشقه " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : sapphire - )           »          أنثى من ضوء القمر **مميزة ** (( كاملة )) (الكاتـب : هالة القمر - )           »          أنات في قلوب مقيدة (1) .. سلسلة قلوب مقيدة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          الآتية من بعيد - مارغريت روم - ع.ج** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          رواية أنت لي للدكتورة منى المرشود النسخة الأصلية الكاملة (الكاتـب : مختلف - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

Like Tree12Likes
  • 3 Post By Cigarno
  • 1 Post By نهى حمزه
  • 1 Post By Cigarno
  • 1 Post By Cigarno
  • 1 Post By ebti
  • 1 Post By Cigarno
  • 2 Post By ابنة العرب
  • 2 Post By استارشا
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-12-21, 03:20 PM   #1

Cigarno

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 459381
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 85
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » Cigarno is on a distinguished road
افتراضي قدر التراب


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصة اتناول فيها شخصيات من وحي الخيال الا ان المواقع والمناصب قد تكون حقيقة بخيالية شخوصها، وهذا ما احببت التنويه له لرفع اللبس لان القصة ليست مادة علمية فالنقد التاريخي ليس مجال للنقاش فيها.



في قرى في حاضرة البصرة كان هناك قرية اسمها النسيم وهي قرية صغيرة متطرفة قليل من يسكنها باختلاف مراجعهم الا انهم اتفقوا على الفقر المدقع حيث كان اغناهم من يجد غوت يوم واحد لا ابل ولا ماشية يرعون ويرتاعون عليها، وكان هناك رجل اسمه عمران بن بدر الزيدي وقد كان اماما لجامع القرية ولديه ابنة اسمها لبنى وزوجته عاتكة ولديه ابن اخ قد تيتم في صغره وفقد ابويه واسمه بدر بن شجاع بن بدر الزيدي وقد تربى بدر في اكناف عمه عمران، وقد اعتنى عمه بتربيته تربية صالحة حيث وضع له طريق المروءة والاخلاق والدين وقد احسن بدر التعلم من عمه.

الى ان كبر بدر وكان يخرج للعمل وللصيد في نهر العشار بعد صلاة الفجر ويعود بعد صلاة العشاء، واما عمه فانه يخرج مع بدر اول النهار ويعود منتصف النهار ليأم الناس في الجامع ثم يجلس يحدثهم بامور دينهم، وبعد ان تنقضي صلاة العشاء يعود الى بيته فيأتي معه احيانا رجال من اهل القرية فيستضيفهم عمران في بيته.

وكان حينما يعود يدخل بدر الى حجرة خصصت للرجال ويدخل معه عمه عمران وفي بعض الاحيان ياتون الضيوف من اهل القرية يفدون الى بيت عمران كونه امامهم واكثرهم مالا لانه هو الوحيد في هذه القرية يملك بغلة يتنقل بها حيث شاء فكان اهل تلك القرية يغبطونه على ماهو به وكان يحسن قراهم، ثم ياتون بالطعام اليسير من بيت عمران فيقدمونه الى من قدم معهم الى مجلسهم.

وكانت تلك هي حياتهم التي يعيشونها ويعتاشون عليها وقلما يمر بهم ضيفا من الخارج او قوافل التجارة الا انهم برغم فقرهم الا انهم قد توارثوا العزة والانفه من قبل لا سيما ان ابائهم كانت لهم حضوة في مجلس ولاة البصرة وقد اهداهم الخليفة واغدق عليهم العطاء بعد اعمال بطولية قاموا فيها لصد العيارين والشطار ممن ظهر منهم اراد الفتنة، فشهدت لهم بقاع تلك الديار بالبطولة والشجاعة مالم يشهد لاحد من قبلهم، وكان والد عمران اي بدر من ابطال تلك المقارعات فاهداه الوالي سيفا فاحفتظ ابناءه به اعتزاز بجد ابيهم.


في احد الايام وقد خرج عمران من بيته لاداء فريضة صلاة العصر وجد بدر واقفا بجانب بيته فقال له

عمران (مابك يا بدر عدت مبكرا اليوم؟...)

بدر (الا ترى يا عمي لقد رزقني الله برزق وافر يغنيني عن مشقة البقاء الى اخر اليوم في النهر...)

عمران (لمَ لم تضعه في الداخل ؟...)

بدر (يا عم اوتسألني انت هذا السؤال كيف لي ان ادخل البيت وبه نساء لست لهن بمحرم؟...)

عمران تبسم ثم قال (اما ان الاوان يا بدر ان تدخل البيت دون ان تخشى عليك ناهيا؟...)

احمرت وجنتا بدر وقال (كيف يكون ذلك يا عم؟..)

فقد كان بدر يحب ابنة عمه لبنى منذ صغرهم وقد لاحظ عمه تلك المشاعر من كلا الطرفين لبعضهما وهم ابناء عمومة ولكنه انتظر ان يبادره بدر بالطلب ولكن لعل الحياء اخره، ولكن عمه قطع عليه مشقة تلك المشاعر وعرض عليه الامر بان يتزوج ابنته لبنى فوافق بدر على الزواج، وما ان وصلت الاخبار الى لبنى حتى اغمى عليها خجلا وفرحا بتلك الاخبار.

وقد اعدوا الولائم ودعوا اهل القرية وباتوا في ليال ملاح وشموع وقناديل افراح، ولكن دوام الحال امر محال، وبعد زواج بدر بلبنى لم يلبثوا في فرحهم الا اياما معدودات حتى طرق عليهم الاجل يطلب اصحابه، فبعد ان ناموا في احدى لياليهم استيقظوا جميعهم الا عمران فقد اسلم روحه لبارئها، وعمهم الحزن ولا سيما عاتكة التي كانت زوجته لمدة 50 سنة، وبعد ان دفنوه وصلوا عليه واقاموا مجلس العزاء واتاهم المعزين من اهل القرية المخلصين، بدأت الحياة تعود تدريجيا الى طبيعتها الا ان في النفس غصة لفراق عمران، وكانت عاتكة تجلس في كل يوم على شرفة لها تطل على المسجد وتسمع تلاوة زوجها و تنظر زوجها بعد ان تنفض الصلاة وهو عائدا الى البيت، والان تجلس في نفس المكان ولكن التلاوة ليست تلاوة زوجها ولا بين المنفضين من الصلاة بعلها فرثته وقالت:

وهذه الدار لا تبقي على احد * * * ولا يدوم على حال لها شانُ
اتى على الكل امر لا مرد له * * * حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا
فجائع الدهر انواع منوعة * * * وللزمان مسرات واحزان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة * * * حتى المنابر ترثي وهي عيدان
ياغافلا وله في الدهر موعظة * * * ان كنت في سِنةٍ فالدهر يقظان


ثم اطلقت العبرات وافاضت الدمعات، واعولت في بكاءها فاتتها ابنتها لبنى تهون عليها ولما رأتها بكت معها تواسي كلن منهن الاخرى، ولكن الامر استعظم في عاتكة بعد موت عمران فاصبحت مريضة طريحة الفراش وابنتها قائمة على رأسها تلبي احتياجاتها، ولم تلبث عاتكة بعد عمران الا شهور قليلة حتى صارت الى ما صار اليه عمران.

فعادت الاحزان على بدر ولبنى من جديد وكان بدر يتالم بشدة كونه تيتم مرتين في ابويه وعمه وزوجته، فقام اهل القرية بواجب العزاء وحملوا عن بدر ولبنى بعض المشقة والعناء، وبعد انقضاء ايام الحزن قرر بدر الارتحال من قرية النسيم، لانه يريد ان يبحث عن فرص افضل للعيش من قرية النسيم وكانت لبنى ترفض الرحيل وترك قبر امها وابيها، ولكنه ما زال فيها يقنعها بضرورة الرحيل كونهم شبابا يستطيع القيام بالاعمال في المدن الكبيرة ويتحصل على اجرة افضل مماهم في الان ويمنيها ويرغبها في تحول حالهم ان جدوا في طلب الرزق، وان رزقوا باولاد سيعيشون برغد ونعمة، فعدلت لبنى عن رأيها بعد ان اقنعها بدر، فحملوا متاعهم على بغلتهم، وركبت لبنى تلك البغلة وسار معها بدر راجلا قاصدين البصرة.

حينما وصل بدر ولبنى الى البصرة بسلام بحثوا عن مكان للاقامة فوجد اكثر البيوت اجرتها اكثر مما يمتلك بدر، الى ان وجد بيتا مهدم متطرف فسأل اهل الxxxx عن صاحب ذلك البيت فاخبروه بانه رجلا يدعى عبدالرحمن بن محمد البصري ويكنى بابي منصف، فذهب اليه بدر فوجده رجلا وقور المظهر فحياه بدر تحية الاسلام ورد عبدالرحمن بتحية احسن منها فقال له بدر

بدر (يا ابا منصف اني قدمت لتوي للبصرة ابحث فيها عن رزق يسد حاجتي ويدفني فاقتي، ورأيت بيت متردم في اطراف البصرة اخبرني اهل الxxxx انه ملك لك، واني اريد ان اصلح ما فسد منه بيدي واسكنه انا وزوجي، واريد منك الصبر علي في دفع اجرته الى ان تستقيم لي الامور ...)

ابا منصف (لا عليك يابني خذه ان اصلحته واما اجرته فمتى استطعت...)

فتبسم ابا منصف وذهب، لم يصدق بدر انه قد وافق بهذه السرعة، وعاد مسرعا لزوجته واخبرها بما دار بينهم ففرحت زوجته بعدما يأسوا ان يجدوا بيتا يأويهم وقد امضوا النهار باكمله يبحثون عن بيت، ومن شدة فرح بدر ذهب للبيت وباشر باصلاحه في الليل، واستمر عليه اياما الى ان اصلحه بالكامل رغم انه بيت صغير لا يوجد به الا غرفتين ومكان لقضاء الحاجة وموقدة بها مدخنة للطهي.

فهيأ بدر نفسه في صباح يومه الباكر وذهب يطلب الرزق، فتوقف في السوق يعرض على الناس ان يحمل عنهم مشترياتهم وينقلها الى بيوتهم، فكان يحمل عن هذا وذاك وقد حصل على اجرة يسيرة منهم الا ان قليل في اعين الناس كثير جدا في عينيه، اذ برقت عيناه وهو ينظر الى تلك الدراهم بيديه، ثم اتاه رجل من الحمالين فقال له

الحمال (يا رجل الا ترى ان الحمالين اقل من المشترين وانت تعرض عليهم ان تحمل لهم بدرهم وتعريفة السعر هي خمسة دراهم...)

وكان ذلك الحمال غاضبا من بدر لانه اراد ان يحمل لسيدة ثرية فاخبرته ان بدر يحملها بدرهم واحد فاشتد غضبه على بدر، فرد عليه بدر

بدر (ارجو المعذرة فانا حديث عهد في هذه المهنة ولا اريد ان اكون سبب في قطع رزق غيري...)

الحمال (اسمع يا رجل في البصرة فرص كثيرة للعمل وانت اخترت ادناها وهنا كل شيء منظم لا تاتي وتعرض بضاعتك دون الاستئذان من ارباب السوق فنحن لنا كبير يترأسنا ينظم الاعمال بيننا فان عملنا كما تعمل بارت تجارتنا واصبح بأسنا بيننا فنصيحتي لك ان لا تعود الى هنا حمالا وابحث لنفسك عن مهنة اخرى تغنيك عن هذه...)

تضايق منه بدر حينما سمع كلامه وقد كان كلام الحمال مبطن بتهديد اذ انه يتحدث مع بدر ويلعب بسكين له، فعاد بدر ومعه 8 دراهم، فقسمها الى قسمين وضع اربعة دراهم في صرة يجمعها لاجل ان يدفع لصاحب البيت اجرته ودفع باربعة اخرى الى زوجته لكي تذهب الى السوق فتشتري لهم طعاما في الغد.

واستمر بدر يعمل اعمالا مختلفة ففي كل مرة يعمل بشغل ثم اخر ويعود ومعه قسيمة يومه فيقسمها كما كان يفعل في السابق نصف يدخره لاجرة صاحب البيت ونصف لتذهب به زوجته تشتري لهم طعاما لغدهم، واستمروا على هذا الشان مدة من الزمان.

واما زوجته لبنى فكانت تخرج الى السوق وتذهب الى بائع الخضار فتسأله عن محصول يوم امس او ما تساقط من العربة في الارض لتأخذه باقل من نصف ثمنه الحقيقي، وكذلك تفعل مع بقية البائعين ومعها سلة تضع داخلها الطعام ومن فوقها قشة تخفي فساد ذلك الطعام لكي لا يظهر للناس فقرها لانها ورثت العزة بالنفس من ابيها.

وفي احد المرات وقد خرج بدر للعمل وخرجت لبنى للتبضع في السوق مرت على بائع المجوهرات، فوقفت تنظر الى تلك المجوهرات وطافت في خيالها، ان تغير بهم الحال باعمال زوجها ستشتري من هذا البائع ما تمنت نفسها ان تشتري، وكانت تقلب نظرها في العقود والحلي والاساور، فارادت ان تلمس ملمس الذهب والحلي فطلبت من البائع ان يناولها عقدا نفيسا لكي تتفحصه ومغزاها الحقيقي هو الاكتفاء بلمسه فقط، فناولها الرجل ذلك العقد فذهبت خلف ستارة لا يوجد خلفها الا النساء ووضعت العقد على نحرها ونظرت نفسها بالمرأة فخجلت من العقد لشدة بهائه ولمعانه، فتبسمت وانزلته من نحرها وهمت بالظهور من خلف الستارة واذ بامرأة عجوز امامها تنظر اليها والدموع قواطر منها.

فتعجبت لبنى من تلك المراة العجوز فسالتها عن سبب بكائها ونظرها اليها، فقالت العجوز

العجوز (والله انك اشبه خلق الله بابنتي رحمها الله وما ان نظرتك الا ونظرت ابنتي وكانها قامت من قبرها وصارت امامي الان...)

فواستها لبنى وترحمت على ابنتها واودعت قلبها خيرا وطمئنتها، فقالت العجوز

العجوز (من انتِ يابنتي ؟...)

لبنى (انا لبنى بنت عمران الزيدي ولقد اكترينا لتونا منزلا في البصرة انا وزوجي...)

العجوز ( وما يعمل زوجك؟...)

لبنى (انه تاجر يشتري ويبيع كسائر التجار...)

العجوز (وما يشتري وما يبيع؟...)

لبنى توترت من العجوز وقالت مبتسمة (يشتري الاقمشة والقطن والجلود ويبيعها ...)

العجوز مسحت مدامعها وخرجت من خلف الستارة مع لبنى وقبل ان ترحل لبنى قالت العجوز لذلك البائع ساشتري هذا العقد ودفعت ثمنه ولبنى تسمع من العجوز فقالت العجوز للبنى

العجوز (خذي يا ابنتي والله ان هذا العقد لخليق بنحرك دون سواه...)

لبنى (لا والله يا خالة لا اقبل كهذا عقد ارجو ان تعفيني مشقة الجواب ...)

العجوز (يا ابنتي هذه هدية ونبينا صلى الله عليه وسلم لا يرفض الهدية وانما انا اهديها لابنتي في قبرها اذ اهدية شبيهتها فدعيني وما اريد يابنتي ...)

وما زالت بها تلك العجوز الى ان اقنعتها واقتنعت لبنى وقد وقع خاطرها مسبقا في هذا العقد واخذته وعادت الى البيت.

ولما عاد بدر ووجد هذا العقد سال عنه لبنى فاخبرته بما دار بينها وبين العجوز فغضب بدر منها ووبخها على قبولها كهذه هدية لا يستطيع ردها مهما فعل، فطلب من لبنى ان تخالف الوقت الذي تذهب له في السوق كل يوم اي ان تتاخر او تبكر في ذهابها للسوق، لكيلا ترى تلك العجوز.

ففعلت لبنى ذلك وقد خالفت مواقيت ذهابها للسوق كما امرها بدر، وكانت لبنى لا تخالف بدر في اي شيء يقوله لانه تحبه حبا عظيما، ثم مر اسبوع لم ترى لبنى تلك العجوز وفي احد المرات ولبنى تمشي في السوق واذ بتلك العجوز امام لبنى فلما رأتها لبنى تغير لونها ومال الى الاصفرار، فحيتها العجوز وردت لبنة التحية واخبرتها انها افتقدتها اسبوعا لم ترها في السوق، فتعذرت لبنى باعذار غير منطقية محرجة من تلك العجوز.

فقدمت العجوز عقد اخر هدية للبنى فانتفضت لبنى وقامت وطلبت من العجوز بكل ادب ان لا تقدم لها اشياء نفيسة كهذه، فقالت العجوز

العجوز (اذن يابنتي لقد كنت تتعمدين مخالفة وقتك لكي لا تراني اكرهتيني على امر ما؟....)

لبنى (لا والله يا خالتي لا يكره الانسان كريم مثلك ولكن كما اخبرتك ظروفي اجبرتني على مخالفة وقتي...)

العجوز (اذن خذي العقد ان كنتي صادقة فهي هدية ...)

فأبت لبنى ان تاخذ العقد بكل ادب ثم قامت وهمت بالانصراف وما ان مشت قليلا واذ ببعير يمر بجوارها من فوقه هودج اخرجت العجوز رأسها منه وقال للبنى

العجوز من فوق الهودج (يا ابنتي ان العقد في سلتك وهو هدية مني من غير جزية فلا تكسر بخاطري عندك واقبليه مني او ارميه ان شئت فيكون هذا صنيعك بي ...)

فلما تفقدت لبنى السلة وجدت العقد اذ بالعجوز قد دسته في سلتها قبل ان تقوم، وشعرت باحراج شديد من تلك العجوز، ولا تدري ما تصنع بالعقد ان رمته فكانما اهانت من اكرمها، فاخذته وعادت للبيت ولما رأه بدر غضب كالمرة السابقة ووبخها مرة اخرى على قبولها الهدية، واخبرها انهم يجب ان يردوا على تلك العجوز بهدية اخرى، فقالت لبنى

لبنى (نبيع عقدا ونشتري به هدية تكافؤها...)

فنظر اليها بدر وزاد غضبه على لبنى وقال

بدر (انهدي الناس من اموالهم وننتظر عليها الثناء؟... انما المرء يجود بما يملك... والهدايا انما هي للتقارب بين الناس وشيوع المحبة ... لا التفاخر ...)

فذهب بدر وفتح صندوقه واخذ سيف جده المتوارث عند ابيه وعمه وسحب بغلته وقال

بدر (لا حاجة لي بالبغلة بعد اليوم فجميع اعمالي اصل بضرب الرجل اليها وهذا السيف يتناقص ثمنه يوما بعد يوم ... كما تناقصت الحاجة لحمله وقد ارسى الامن مراسيه في البصرة...)

ثم ذهب من غده وباع البغلة والسيف وعاد واستخرج ما كان يدخره لاجرة البيت، فاشترى ساورا متواضعا جدا وعاد به الى لبنى واعطاها اياه واخبرها ان تذهب تبحث عن تلك العجوز وقال

بدر (ان رأيتها فلتعطها هذا السوار فترى ان هذا السوار اقل كلفة مما اهدت وتعلم اننا نجود بما نملك وهذا كل ما نملك فان كان امرنا يهمها فلتلتمس بهداياها طريق غير طريقنا...)

وذهبت بالفعل لبنى تبحث عن العجوز ولما رأتها عمدت اليها وحيتها وردت العجوز التحية وقدمت لها السوار كهدية منها لها ردا لما فعلته من قبل معها فتبسمت العجوز واثنت على السوار واظهرت اعجابها زيفا به وقبل ان ترحل لبنى مسكت العجوز معصم لبنى وطلبت منها الجلوس بجوارها، فلما جلست لبنى قالت العجوز

العجوز (يا ابنتي لقد اعجبك ما اهديتك حقا ؟..)

لبنى (والله لقد اعجبني فعلا ما اكرمتني به ...)

العجوز (اترين يا لبنى اني اعلم من انت وما يعمل زوجك لقد اكتريتم بيت عبدالرحمن ابا المنصف المتهدم ورأيت ما في سلتك من افسد الاطعمة الضارة على البدن وزوجك كل يوم هو في شان ولم يستقر له قرار... اتحبينه يا لبنى؟...)

لبنى (والله لا ارى في هذه المعمورة سواه وبروحي افديه واقبل التراب تحت خفيه...)

تبسمت العجوز وقال (اسمعيني يا ابنتي ان كنت تحبين ابن عمك وزوجك، فانك لم ترزقي منه بولد، ولعل هذا خيرة الامر، ارايت ما اعطيتك من عقدين فانهما اقل ما تجدين في حياة المترفين، واما ابن عمك فانك كالطوق على رقبته لا يستطيع الذهاب الى الوديان لحمل الاحجار الكبيرة ففيها اجرة وفيرة، ولا يستطير ان يقطع البحار او يهم بالاسفار كسائر التجار وانتي خلفه في المدينة، فالحب يهلك احبابه والعقل ينفع اصحابه، انك يا لبنى بجمال قد جاوز الوصوف وعلى مثلك جمال يلاقي الرجال الحتوف، وانا لي ابن قد تزوج من النساء عدة ولم يلدن له الا الاناث، ولا ينبغي لمثل ابني ان لا يكون له ولد، ولكنه يأس واعرض عن الزواج، وانا ما زلت فيه اقنعه وهو لا يعدل عن رأيه، ولا اظن انه سيعدل عن رأيه الا ان رآك، وقد رآك فعلا قبل ان اشتري لك العقد الاول، فان ابني هو والي البصرة وانا ام والي البصرة، فاني اريدك زوجة لابني ففيه خير لك ولابن عمك، فان انجبتي له ولد اصبحتي ام الوالي كما انا اليوم وان لم تنجبي فتكونين زوجة الوالي كضرائري ينالهن من ابني البر، واما ابن عمك اقرب الناس لك واولى بك من غيره فيكون له مهرك معينا له على مشقة الحياة....)

لبنى فتحت فاهها وهي تسمع كلام العجوز وهي في غاية الامتعاظ من حديثها، فتبسمت العجوز واخذت السوار الذي اتت به لبنى وقال للبنى

العجوز (اسمعي يا ابنتي اعلم ما قلته لك قد غاظك مني ولكن ارجو ان تفكري فيما قلت وانت في حالة هدوء وسكون لتري الامور بوضوح اكثر وتتمعنين بعقل اكبر...)

فرحت العجوز وعادت لبنى الى بيتها ووجدت زوجها بانتظارها لانه لم يذهب في هذا اليوم الى عمله لانه انشغل في اصلاح فجوة تردمت في احدى زوايا المنزل وهو يسدها بالطين، فلما دخلت لبنى سال بدر ما دار بينها وبين العجوز اخبرته انها لم تلقاها اليوم اذ انها لم ترد ان تقول له ما قالتها لها فيصيبه ما اصابها من هم وغم، فسال عن السوار فتظاهرت بانها فقدته فغضب منها وعاتبها ووبخها على ضياع شيء نفيس كهذا دفع به كل ما يملك ليحفظ ماء وجوههم، بينما كان كذلك واذ بالباب يطرق، فلما فتح بدر الباب وجد حرس الوالي على بابه يطلبون منه القدوم الى الوالي في الحال هو واهله.

فتعجب بدر من طلب الوالي باستدعاءه في هذا الوقت المتاخر فظن الظنون بدر بان يكون ابا المنصف قد شكاه الى الوالي حيث انه لتوه اشترى سوارا ولم يدفع اجرة المنزل التي هي اولى من الحلي والجواهر.

ولما دخل بدر ولبنى الى قصر الوالي وجد اعيان الدولة والوالي جالسين وكان من ضمنهم عبدالرحمن ابا المنصف والقاضي معهم ووجد مكان مستور بستارة عبارة عن مشربية تجلس من خلفها النساء تراقب وتستمع الى ما يدور في حضرة الوالي فذهبت لبنى حيث النساء وتقدم بدر الى ان وصل منتصف بهو الوالي فحياهم وردوا عليه التحية فقال القاضي.




فنهض الوالي وقال

الوالي (يابدر اريد ان اخطب ابنة عمك لبنى لي وادفع لك مهرها ..)

غضب بدر من كلام الوالي وقال بنبرة يعلوها الغضب

بدر (تخطب المرأة من ابيها او اخيها او عمها او خالها او جدها او ابنها او حفيدها، اما من زوجها؟.... فما جائت العرب بمثل ما جئت به يا سيدي الوالي...)

غضب الوالي من رد بدر والتفت الى القاضي.. فقال القاضي

القاضي (لقد علمنا يا بدر انك مغتر على زوجك ومقصر...)

التفت بدر على لبنى من خلف المشربية مستغربا مستنكرا وقال

بدر (اشكتني يا حضرة القاضي زوجتي اليكم ؟...)

القاضي (من غير ان تشكي فلسان حالها يرثى شانها...)

بدر (ماذا تقصد؟...)

القاضي (تعلم يا بدر من حق المرأة طلب الطلاق ان كان زوجها قصر عليها في حقوق الزوجية وتلك الحقوق كثيرة ومنها واهمها النفقة فهل انت يا بدر تنفق عليها ؟...)

بدر (والله ما ادخرت شيئا لنفسي الا وشاركتها به..)

القاضي (هذا قولك فما قولها هي..)

بدر (سلها ان شئت...)

فنادى القاضي على لبنى فازاحوا المشربية حتى بانت بجلاليبها وحجابها وغطاء رأسها فسالها القاضي ان كانت لبنى فأومئت براسها تعني نعم، فقال القاضي

القاضي (يا لبنى لقد سمعت ما دار بيننا وبين ابن عمك بدر، وقد اراد الوالي الزواج منك بدلا من بدر، والامر متروك لك، ان كنتي تريدين ابن عمك بدر فانهض من الكرسي واذهبوا معا راشدين الى داركم من غير سوء، وان كنتي تريدين الوالي فابقي قاعدة على الكرسي... فما هو قولك الان يا لبنى ...)

التفت بدر الى لبنى ووجدها ما زالت قاعدة على الكرسي ففطن لشيء بدر وقال

بدر (يا حضرة القاضي لعل الحياء اقعدها ارجوا ان تبدل الاختيار بيني وبين الوالي...)

فوافق القاضي وقال

القاضي (يا لبنى ان كنتي تريدين ابن عمك فابقي قاعدة على الكرسي، وان كنتي تريدين الوالي فانهض من على الكرسي ...)

والتفت بدر الى لبنى واذ بلبنى تنهض من على الكرسي، فصعق بدر وخفق قلبه وجعا، واحس كأن سكاكين شحذت بليل وهو غافل لتطعنه بطعنات نافذة الى قلبه فمزقته تمزيقا، وقد اعتصر قلبه ووضع كفه عليه وعبس بوجهه وهو ينظر الى لبنى وهي قائمة تريد الوالي لا تريده.

ثم امر القاضي لبنى بالجلوس وامر بدر ان يطلب المهر، فالتفت اليهم بدر وقال

بدر (اريد حفنة من التراب...)

الوالي (اتهزأ بي يا بدر ...)

ثم قاطعه القاضي (يا بدر انت ابن عمها واولى الناس بمهرها اطلب ما شئت يابدر وعلى الوالي الاجابة...)

بدر (قلت لك اريد حفنة من التراب...)

التفت القاضي الى الوالي وقال

القاضي (ان طلب حفنة من التراب فعليك ان تجيب اعطه ما طلب...)

فامر الوالي بان يحضروا له حفنة من التراب، وكانت لبنى تذرف الدموع وهي ترى انكسار ابن عمها وحبيبها بدر ولكنها اختارت العقل والخير كما تظن لها وله، ولما قدموا التراب لبدر وضع يده واخذ بمقدار كفه حفنة من التراب فرفع قبضته يقلبها وينظر الى التراب ثم ارخى قبضته فتساقط التراب يذرى على الارض وقال

بدر (وهذا قدر التراب عندي ...) فرماه على الارض واعطاهم ظهره ومشى الى الباب مغادرا.

-----------------------------------------------------------------

ملاحظة: اذا اعجبتكم القصة واحببتم ان اكملها ارجوا كتابة رد في الموضوع او اكتفي بنهاية كهذه






التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 21-12-21 الساعة 05:14 PM
Cigarno غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-21, 09:02 PM   #2

نهى حمزه
 
الصورة الرمزية نهى حمزه

? العضوٌ??? » 422378
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 262
?  نُقآطِيْ » نهى حمزه is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته روايه مشوقه وان كان لها تكمله فاكملها وان شاء الله تجد القبول اسلوبك مختلف وهو له نكهه جديده وتتطلب صبر ليتم استيعابها وان اكملت القصه فلك كل الشكر وفى النهايه سلمت يداك
استارشا likes this.

نهى حمزه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-21, 10:27 PM   #3

Cigarno

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 459381
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 85
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » Cigarno is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهى حمزه مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته روايه مشوقه وان كان لها تكمله فاكملها وان شاء الله تجد القبول اسلوبك مختلف وهو له نكهه جديده وتتطلب صبر ليتم استيعابها وان اكملت القصه فلك كل الشكر وفى النهايه سلمت يداك
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته... والله يا اختي الكريمة اني بعد روايتي على الاسلاف نواصل الاختلاف ما اخفيك شعرت باحباط قليلا لولا الله ثم متابعتج ما انهيتها فلج جزيل الشكر والامتنان... ولعل اسلوبي باختلافه لا يرتقي لذائقة قراء المنتدى فانا كتبت هذه الرواية من مقدمة ان وجدت لها قبول بين الناس اكملها وان رأيت تجاهل من الناس لعل كما ذكرت الخلل يكون باسلوبي فاتوقف عنها وافكر برواية اخرى عصرية مثل الموجود من روايتي اخواني الاعضاء لان الاختلاف لا يعني التميز دائما ... واكرر شكري وامتناني لكِ

استارشا likes this.

Cigarno غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-12-21, 04:46 PM   #4

Cigarno

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 459381
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 85
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » Cigarno is on a distinguished road
افتراضي

الى هنا اتوقف عن تكملة هذه الرواية واكتفي بان اجعلها قصة قصيرة
استارشا likes this.

Cigarno غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-12-21, 09:34 PM   #5

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة cigarno مشاهدة المشاركة
الى هنا اتوقف عن تكملة هذه الرواية واكتفي بان اجعلها قصة قصيرة

مساء الفل والياسمين ... لم افهم...

هل المقدمة اعتبرت قصة قصيرة ؟ اذا الاجابة نعم راح احذف كلمة المقدمة وانقل المشاركة لقسم القصص القصيرة لان هناك مكانها ...

بانتظار ردك...

استارشا likes this.

ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 21-12-21, 03:51 PM   #6

Cigarno

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 459381
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 85
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » Cigarno is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti مشاهدة المشاركة
مساء الفل والياسمين ... لم افهم...

هل المقدمة اعتبرت قصة قصيرة ؟ اذا الاجابة نعم راح احذف كلمة المقدمة وانقل المشاركة لقسم القصص القصيرة لان هناك مكانها ...

بانتظار ردك...
نعم المقدمة قصة قصيرة

استارشا likes this.

Cigarno غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-23, 08:58 PM   #7

ابنة العرب

? العضوٌ??? » 226024
?  التسِجيلٌ » Feb 2012
? مشَارَ?اتْي » 210
?  نُقآطِيْ » ابنة العرب is on a distinguished road
افتراضي

رواياتك جميله جدا جدا
وأسلوبك مختلف ومشوق
اغلب الكاتبات في الاول بيكون التفاعل ضعيف وده لا ينفي أنهم رائعين
اتمني انك تكمليها أنا قرأت رواياتك الأولي وكنت اتمني اني الاقي ليكي روايه أخري
وفرحت لما لقيتها وبعدين زعلت لما لقيتها قصيره
اتمني جدا جدا جدا تكمليها
دمتي بخير

Cigarno and استارشا like this.

ابنة العرب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-23, 06:23 PM   #8

استارشا

? العضوٌ??? » 512916
?  التسِجيلٌ » Jul 2023
? مشَارَ?اتْي » 23
?  مُ?إني » في أرض الله
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » استارشا has a reputation beyond reputeاستارشا has a reputation beyond reputeاستارشا has a reputation beyond reputeاستارشا has a reputation beyond reputeاستارشا has a reputation beyond reputeاستارشا has a reputation beyond reputeاستارشا has a reputation beyond reputeاستارشا has a reputation beyond reputeاستارشا has a reputation beyond reputeاستارشا has a reputation beyond reputeاستارشا has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك sama
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

موفقة مع بنت العرب...الرواية كانت جميلة نتمني تكملتها.

استارشا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:36 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.