شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة (https://www.rewity.com/forum/f524/)
-   -   وقعت في حبك رغما عني / بقلم الألماسة القرمزية (https://www.rewity.com/forum/t305382.html)

الألماسة القرمزية 15-09-14 05:06 PM

:- و ماذا عن الأخرى .. أين ستسكن ؟؟

ستسكن في الطابق العلوي من البيت .. و لذلك لن يعلم أحد بأني لست معها .. لو أبقيتها في شقتي لعرفوا بأني لا أذهب إليها و ذلك سيسبب لنا المشاكل .





أغلق الهاتف و أدخله في جيب سرواله .. لا يعلم إذا كانت الخطة ستنجح أم لا .. و لكن الأهم أنه نفذ كلام والدته .. و لن يتدخل أحد في حياته الزوجية الجديدة .. ليس مضطرا أن يقربها و لا يحق لأحد أن يملي عليه أوامره بعد الآن .. ربما كان مغصوبا علي هذا الزواج .. و لكنه في نهاية المطاف أخذ القرار .. سيتزوج رولا .. و لكن علي الورق فقط ..





أخذ مفاتيح سيارته و اتجه نحو بيت العائلة .. وصل للبيت بعد دقائق .. لبث في السيارة بضع ثواني .. يكبت شعوره بالمهانة .. بالذل .. لطالما كان رجل أعمال ناجح .. لا يستطيع أي أحد أن يجبره علي فعل شيء لا يريده .. أما الآن فقد وضع في موقف لا يحسد عليه .. موقف يفوق طاقته .. أغلق باب السيارة .. أخذ نفسا عميقا و مشي نحو باب البيت .. دخل المنزل بقدمين ثابتتين .. مرفوع الرأس .. شامخ الطلة .. وجد والدته تحتسي كوبا من الشاي في الحديقة الخلفية .. ألقي التحية و جلس بجانبها ..





:- أمي كيف حالك اليوم ؟؟

زمت فمها و قالت :- كما تري أمام عينيك .

علا الحزن ملامحه و تمتم :- هل ما زلتي غاضبة مني ؟؟



ظلت صامتة لم تلتفت إليه .. إعتاد علي حركاتها هذه .. فمنذ أن كان والده علي قيد الحياة .. كانت تتصرف بهذا الشكل .. تجلس وحدها ولا تكلم أي أحد حتي يتنازل الشخص المطلوب و يعطيها مبتغاها الذي تنشده .. كان رأسها متحجرا مثل الصخرة كما الآن بالضبط .. لا تغير رأيها أبدا مهما كلفها الأمر .. تظل تعاند حتي تفوز .. لطالما كانت فخورة بعنادها الزائد .. و هذا ما أفقد الناس قربهم منها ..





استنشق الهواء النقي بعمق و قال :- لقد قررت الزواج .

حدقت فيه بتفاجؤ يشوبه غمرة من الفرح :- هل .. هل ما تقوله صحيح ؟؟

طأطأ رأسه و همس بأسي :- نعم .. أنتي محقة يجب أن أتزوج .. و ستعيش معي في نفس البيت أنا و سيدرا .

همست بصوت غالبته السعادة :- و أخيرا استيقظت من كابوسك .. كنت أعلم أنك ستمل منها و سترغب بالزواج عما قريب لذلك استعجلت الأمر و عرضت عليك الموضوع .

:- أرجوكي لا تقولي عن سيدرا كلاما كهذا .. لم أمل منها و لن أمل .. إلا أني اقتنعت بكلامك فحسب .. هذا كل ما في الأمر ..

:- إذا غدا سيكون حفل الخطوبة ..

هتف برهبة :- لماذا كل هذا الإستعجال ؟؟

:- ألم تسمع بالمقولة التي تقول ( خير البر عاجله ) ..

:- حسنا أعرف بأن كلامي لن يغير شيئا .. يجدر بي الذهاب إلي العمل .. أراك غدا ..





ودعته و ابتسامة تغزو ملامح وجهها بأكمله .. استلت هاتفها و ضغطت علي رقم تعرفه جيدا .. ألو .. حبيبتي رولا و أخيرا ستحظين بالرجل الذي طالما حلمتي به .. نعم .. نعم .. لقد وافق علي الزواج بك .. و غدا سنحتفل بخطوبتكما عزيزتي .. سأرتب كل التجهيزات من الآن .. إذهبي إلي السوق لتشتري فستان الخطوبة .. بالتأكيد ستكونين أجمل امرأة في الحفل بلا منازع .. أراك غدا .. إلي اللقاء حبيبتي ..





في الجهة الأخرى





أغلقت الهاتف و ابتسامة شريرة تصبغ ملامحها .. و أخيرا حصلت عليك يا حبيبي .. و لكني لن أدع أي امرأة تشاركني فيك بعد الآن .. انتهت أيامك يا عزيزتي سيدرا .. أعدك بأنك ستنسين وجه حبيبي مارك فور ارتباطي به .. أطلقت ضحكة عالية و تفكيرها يغوص في أعماق الشر اللامتناهي لتنفذ خططها القادمة لنيل مرادها ..





******************

**********





سرت إلى حافة عالية لبركة ماءٍ سوداء كالحة كانت تقع بالقرب من البناء وكان لها بريقٌ غير مشوش .. عدت أنعم النظر في حقيقة منظر البيت .. كانت ملامحه الأصيلة ملامح مبنى عتيق تليد .. عصفت بألوانه يد الزمن عصفاً شديداً .. وانتشرت على سطوحه الخارجية فطريات دقيقة .. نسجت عليها نسيجاً دقيقاً .. على أن ذلك لم يكن إلا جزءً يسيراً من البلى الذي عربد بسطوح البيت .. لم يسقط من البناء شيء قط .. ولكن كان يبدو أنه لا تماسك بين تلك الأجزاء السليمة .. وبين حالة التفتت التي كانت عليها الحجارة .. وكان في ذلك الكثير مما ذكرني بزخارف خشبية قديمة بالية حسنة المظهر رأيتها في قبوٍ مهجور لا يزعجه هواء قادم من الخارج .. و رغم هذه الدلالة على الخراب الشامل .. لم يكن في البناء ما يشير إلى خللٍ فيه .. و لكن ما أثار حيرتي كيف يعيش شخص مثل يزن في هذا المكان .. لو كانت لديه مكانة كبيرة في العمل .. لابد أن يكون لديه شقة لائقة علي الأقل .. لأن ليس هناك عمل يتصرف فيه الرجال المتشحون بالسواد بطاعة فائقة و ينادون بالسيد .. إلا إذا كان الشخص قد إحتل منصبا عظيما ..





صعدت الدرج المهترئ .. خيل لها أنه سيسقط في أي لحظة لو ضغطت علي قدميها بقوة .. وقفت أمام الباب و طرقته بخفة .. لا مجيب .. طرقت بقوة أكبر .. و لكن بدون رد .. نزلت من الدرج و وقفت أمام المبني بخيبة أمل .. كانت تريد أن تشكره بطريقة لائقة .. فنجان قهوة ربما .. أو دعوة علي الغذاء .. و لكن لا بأس ستأتي لاحقا ربما ستجده .. لمحت شخصا يمشي في الشارع الشبه خالي من المارة .. ركضت نحوه و سألته إذا كان يعرف صاحب هذا المنزل .. فأجابها بأنه مهجور منذ دهور و لكن هناك حركة فيه بين الحين و الآخر .. لا يعرف إذا كانوا أصحاب المنزل أو أنهم مجرد متطفلين .. إزدادت ريبتها و ركضت مسرعة بعيدا عن الحي بأكمله .. ظلت عدة أفكار تدور في رأسها بدون توقف .. ما أغرب ذلك الشخص وسط هذا المكان الموحش .. ماذا كان يعمل ؟؟ ولماذا أتى لإنقاذي يومها ؟؟ وما هو أمله الذي كان يريد أن يحققه ؟؟ لابد أن الأمور كلها مترابطة مع بعضها .. أشعر بأنه كان يتوقع تلك الحادثة .. لا أدري كيف ؟؟ أو لماذا ؟؟ .. و لكن ما أنا متأكدة منه .. أن يزن شاب غامض .. غامض للغاية و لديه الكثير من الأسرار التي يخفيها في أعماق قلبه ..





استلت هاتفها من جيب سروالها و اتصلت علي سيلا ..

:- سيلا عزيزتي .. أين اختفيتي ؟؟ قلقلت عليك كثيرا

قالت متلعثمة :- أنا فقط .. كنت ..

:- أعرف بأنكي تنوين الكذب .. تعرفين بأني ماهرة في كشفك .

تنهدت ثم قالت :- حسنا إنها قصة طويلة جدا .. تحتاج إلي فنجان من القهوة و بعض المقبلات الطازجة اللذيذة المذاق مع بعض المشاوي و السلطة ..

ضحكت بعذوبة و هتفت :- يبدو أنك جائعة و تحلمين بالطعام .. ما رأيك أن تأتي الآن و الغذاء سيكون علي حسابي ..

:- آسفة لا أستطيع فلدي الكثير من العمل .. ما رأيك في مساء الغد .. عند الثامنة سأكون متفرغة ..

:- حسنا نلتقي حينها إذن ..





أغلقت الهاتف و أدخلته في جيب سروالها .. كان الطقس ربيعيا فالسماء زرقاء صافية وشمسها مشرقة وروائح الأزهار الذكية تمتزج بالهواء وتملأ الصدر انشراحا وتداعب الألوان الزاهية الأبصار فتريحها .. واصلت السير في الشوارع ..قررت الذهاب لأحد المطاعم المتواضعة لتناول وجبة غذاء بسيطة خالية من الدهون .. مشت و عينيها تقلبان كل شيء أمامها .. المارة .. الأشجار .. الأزهار .. النباتات .. الحيوانات .. حتي مرت بجانب حديقة عامة احتلتها بعض العائلات التي تقضي هذا اليوم الربيعي الجميل بصحبة الأقارب.. احتشدوا حول بحيرة قمة في الجمال .. كانت مياه البحيرة زرقاء لامعة كالمرآة .. تنعكس على صفحاتها خضرة الأشجار والأزهار الناضرة .. يا لهذا الجمال الخلاب كل من رآه خال نفسه في فراديس الجنان ..





أجفلتها بعض الذكريات العالقة في ذاكرتها .. والدتها .. جدتها .. تذكرت الأوقات التي كانوا يقضونها جانب البحيرة .. يتناولون بعض الشطائر اللذيذة التي تعدها والدتها في كل نزهة .. كانت أياما حلوة .. جميلة .. أما الآن فقد أصبحت جميلة لحد الألم لفقدانها أعز الناس علي قلبها .. أفاقت من ذكراها و الدموع تكاد تسقط من مقلتيها .. مسحت الدموع المحتشدة في عينيها بأناملها الرقيقة .. و رفعت بصرها نحو الشارع المقابل للحديقة تكمل جولتها السياحية .. فجأة و بدون سابق إنذار لمحت نفس السيارة التي ركبت فيها مع يزن ليوصلها إلي شقتها ذلك اليوم .. رأته من بعيد خارجا من السيارة .. كان مختلفا تماما .. لابسا حلة فضية غالية الثمن .. و شعره مصفف بعناية .. كانت إطلالته خاطفة للأضواء .. مع طوله الفارع و عضلات صدره البارزة .. كان غاية في الروعة .. كان يكلم أحد الرجال الواقفين أمام مبني ضخم .. فور أن أنهي حديثه ركب السيارة مع مرافقيه الضخمين و غادروا علي الفور ..





تسمرت في مكانها لوهلة .. تجمدت من التغيير الذي رأته أمام ناظريها للتو .. رباه .. لا يشبه يزن الذي أنقذني علي الإطلاق .. يزن كانت ملابسه بسيطة للغاية و شعره مشعث و كأنه لم يسبق أن مشطه سوي بضع مرات في حياته .. أما هذا فيبدو غاية في الأناقة .. يا إلهي .. أعتقد بأني سأجن .. لا أدري ما هي قصته .. أو ما هو اللغز الذي يغلف حياته .. ربما سأمسحه من حياتي .. و أتظاهر بأني لم أتعرض لتلك الحادثة .. و لم أقابله علي الإطلاق .. هذا هو الحل المطلوب لأرتاح من التفكير المضنى الذي يفقدني صوابي ..

الألماسة القرمزية 15-09-14 11:22 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 4 والزوار 2) الألماسة القرمزية, ‏Aya youo, ‏yasmyna, ‏doctoraaf

onothah 16-09-14 02:18 AM

جمييل ماكتبتي وماآبدع قلمك اختي الآلماسه
لي عوده ان شالله لإستكمال بقية الفصول

ابابيل 16-09-14 04:50 AM

شكررررررررررررررررررررررا

elizabithbenet 16-09-14 12:44 PM

https://www.sowarr.com/wp-content/upl...16810882_n.jpg

الألماسة القرمزية 16-09-14 01:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة onothah (المشاركة 9521134)
جمييل ماكتبتي وماآبدع قلمك اختي الآلماسه
لي عوده ان شالله لإستكمال بقية الفصول


من ذوقك حبيبتي . ... يسعدني أنها نالت إعجابك

lolo ahmed 16-09-14 05:07 PM

اسلوبك في سرد الاحداث اكثر من رائع ومتشوقة لمتابعة بقية الفصول

الألماسة القرمزية 16-09-14 11:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lolo ahmed (المشاركة 9522497)
اسلوبك في سرد الاحداث اكثر من رائع ومتشوقة لمتابعة بقية الفصول

تسلمــــــي حبيبــــــــتي نورتـــــي

شايل جراح 18-09-14 11:01 PM

رواية رائعه كروعة الزهور في فصل الربيع!! في انتظار التكمه لكي مني اجمل التحايا‎ ‎

الألماسة القرمزية 18-09-14 11:15 PM

نورتــــــــــــــي صفحتـــــــــــــــــــــ ــــــــي


الساعة الآن 10:45 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.