آخر 10 مشاركات
79 - أنا ملك لك - جانيت ديلي - ع.ج** (الكاتـب : عنووود - )           »          قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال (الكاتـب : الحكم لله - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          84-امرأة لورد الشمس - فيوليت وينسبير - ع.ج ( إعادة تنزيل)** (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بين أزهار الكرز (167) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          في بلاط الماركيز(71)-غربية-للكاتبة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[حصرياً]كاملة بالرابط -مميز (الكاتـب : منى لطفي - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > المنتدى العلمي > منتدى الفنون الجميلة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-09-15, 09:43 PM   #1

رسيم

مشرف منتدى الديكور وعضو مميز في القسم النفسي وبطل اتقابلنا فين ؟وقلم مميز بالقسم الأدبي

alkap ~
? العضوٌ??? » 121460
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,703
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » رسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي سحر الشرق بعيون الغرب



الحلقة الاولى

متجدد






ديلاكروا يسبر مكامن الأنوثة

الشرقية








اجتذبت شمس المغرب العديد من الرسامين والمصورين العالميين الذين سافروا إليها، مثل ديلاكروا، ماتيس، بول كلي، كاندينسكي، وآخرين، وكان ديلاكروا أول فنان أوروبي يتذوّق فنون الشرق العربي والإسلامي، ويتأثر بها.

وتُعد رحلة ديلاكروا الشهيرة إلى المغرب فى عام 1832 محطة فاصلة في التفاعل بين الشرق والغرب، حيث اعتبرها أندريه مالرو فيما بعد نقطة انعطاف في التصوير الفرنسي، وبداية التحول من الرومانسية الاستشراقية إلى بدايات الانطباعية.

وعلى العكس من كثير من معاصريه الذين كانوا مهتمّين بأفكار اليونان وروما القديمة وتصويرها في أعمالهم، فضّل ديلاكروا أن يرحل إلى بلاد الشرق، حيث انجذب إلى شعوبه وصوّر تقاليدهم وأزياءهم في أعماله. كان ديلاكروا يعتقد أن شمال إفريقيا بتراثها الغنيّ وتقاليدها العريقة هي المعادل البصري للثقافة الكلاسيكية لشعوب اليونان وروما القديمة.
المرأة العربية.. رمز الأنوثة

لم يكن من السهل على أي فنان أوروبي أن يزور بلدان المغرب العربي، لما فيها من حروب طاحنة، إلا إذا كان في صحبة أحد السفراء، كما فعل الفنان ديلاكروا حال وصوله إلى طنجة، بدأ برسم تخطيطات عنها لكي تصبح مادة للوحاته الكبيرة المقبلة التي عرضها في متحف اللوفر الشهير.
ابهره الضوء الأبيض الذي يمّيز البيوت، وكذلك الألوان المتألقة في كل مكان. «.. إنني أعيش وكأنني في حلم وأنظر إلى الأشياء بفضول خشية أن تهرب مني».

هكذا كان يقول وقد فتحت حكايات ألف ليلة وليلة آفاق مخيلته ليغرف من الواقع النابض بالحياة، وخاصة ما رآه من نساء، فرسم لوحته المعروفة بـ "نساء الجزائر".
ففي هذه اللوحة، ظهرت معالم إبداعية جديدة تتحكم في العمل الفني، ورغبته في ارتياد معالم الشرق، من عادات وأزياء وطقوس كانت تشغل الذهن الأوروبي لفترة من الزمن.

ثم رسم لوحة «عرس شرقي في المغرب» التي نقل فيها تفاصيل ومظاهر الاحتفال الشعبي لزفاف ابنة ثري مغربي وسط المحتفلين بالعرس من عازف الكمان وضارب الدف والمنشد، والنساء اللاتي يبتهجن بالعرس بالرقص والتصفيق، وقد أذهله حركة أجساد النساء وهو ما يُعرف بالرقص الشرقي. ونقط التحوّل الرئيسية في حياة الرسام بدأت فعلياً برسم لوحة "السلطان في مكناس" وهو يستقبل الكونت دى مورنيه فيما يمتطي السلطان جواده المهيب بأنفة الفارس العربي الجموح من خلال الأضواء والظلال التي ظهرت بصورة جلية في هذه اللوحة.

كان ديلاكروا يعتبر أنه لو لم ير النساء الشرقيات حقاً فمعنى هذا أنه ما كان ليتصور كلياً ماهية الشرق الحقيقي في أكثر عناصره غموضاً، وخفية وسحراً. وحال عودته إلى فرنسا بدأ يرسم لوحاته الشرقية، معتمداً على الكثير من الرسوم التمهيدية والتخطيطات التي تظهر داخل البيوت الشرقية بما فيها من زينة ولوازم. وكذلك تلك التي تصور نساء جالسات أو شبه مستلقيات على السجاجيد! وهكذا بدت جميلات الجزائر، رقة ورهافة وذوقاً، عبقاً وحزناً وجمالاً. وللتعبير عن رقة الجمال بصورة متكاملة وحيوية، عمد ديلاكروا إلى استخدام لعبة الضوء والظل بالشكل المناسب لإظهار مكامن الأنوثة والأناقة معاً.
فقد جدّد فنه بالكامل إثر هذه الزيارة، بل أنها بعثت روح الرسم في أعماقه بعد أن نضبت ريشته في فرنسا، فأراد أن يعبّر عن واقع جيد في طور الاكتشاف والتذوّق.
السحر في اللون الأبيض
كان «ديلاكروا» دعا زملاءه من الفنانين الأوروبيين إلى زيارة بلاد المغرب قائلاً «إن هذه الأماكن خُلقت للفن فقط، تعالوا إلى هذه المناطق «البربرية» نشعر بطبيعة الأشياء وأثر الشمس في الكائنات التي تخترقها وتشعل فيها الحياة بألق مذهل. فالكل هنا يسير في حلة بيضاء، كأعضاء مجلس الشيوخ الروماني ودعاة ألوهية الكون اليونانيين... وإنك لتجد نفسك في روما وأثينا... تخيل يا صديقي... الرومان واليونان أمام بابي".

لقد أمضى ديلاكروا في المغرب ستة أشهر، كانت بالنسبة له إعادة اكتشاف جديد لماهية الفن والحضارة ومفهوم الجمال والكلاسيكية والأصالة. وقال في وصف الطبيعة المغربية: «كنت أتنقل على صهوة جواد. إنها بلاد خلابة! جبال زرقاء ساطعة، بنفسجية من جهة اليمين في الصباح والمساء، بينما تبدو زرقاء عند الظهيرة، وثمة سجادة من الألوان المائلة إلى الاصفرار والبنفسجية، تفترش الطريق المؤدي إلى النهر.. كنت أراقب الظلال التي تولدها هياكل المسافرين وأرجل الفرنسيين؛ فالظل يرتسم دائماً كشبح من أسفل الردفين والساقين، ويبدو الخصر بدون أحزمة بينما تلمع «الإبزيمات» على الصدر ناصعة البياض كأنها بقع من نور»!
كانت لوحاته بمثابة صور فوتوغرافية إذ لم تكن متوفرة آنذاك، فهي خلدت تلك الإنسانية التي لا نمتلك نسخاً منها سوى بريشة الرسام الذي تعلقت روحه بالشرق وظل يفكر به على الدوام، حتى وهو يرسم موضوعات أخرى في لوحاته.

الشرق أرض الأحلام

ساعدت رحلة المغرب على استحداث مبدأ جديد للموضوعات الشرقية ففي العشرينيات رسم ديلاكروا مواضيع لوحاته الاستشراقية بعد أن توفرت لديه بعض الأشياء المادية (جلها من المنمنمات واللوازم البيئية والأزياء والأسلحة، والمصنوعات الفنية الشرقية)، مصوراً إياها بمعونة روح الشرق. وجرى توليف الواقع والخيال، علماً أن وزن الأخير كان أكبر بشكل لا يقاس. أما في أعوام الثلاثينيات فقد حصل الفنان على تصورات غنية عن الطبيعة والإنسان في الشرق، ورأى بأم عينيه تنوع الألوان في البلدان الجديدة. وكانت الرحلة الواحدة هذه كافية للرسام أن تمدّه بالرؤى على الحياة.

وبالرغم من أن موضوع الشرق لم يفارقه حتى آخر أيامه، مثل رفاقه في الفن - شامارتان وديكان وماريلا، معللاً ذلك بقوله «سمات هذه البلاد بقيت راسخة في ذاكرتي وتتمثل أمام عيني دائماً». ويحاول ديلاكروا فهم قوانين الإسلام وأنظمته وشعائره، بتدوين المعلومات عن التقاليد والعادات والشعائر كالخطوبة والزفاف والجنازة ومراسيم التخرج من المدرسة. كما يركز الفنان على كرم الضيافة ودور المرأة ومكانتها، وحاجات حياة الإنسان الشرقي وبساطتها، ويهتم الفنان بالشارع والسوق والمراسيم الرسمية والأعياد الدينية وملابس رجال الدين.
إن الشرق بالنسبة إلى الرسام هو بمثابة «أرض الأحلام» بعيداً عن نزاعات وهزات أوروبا في القرن التاسع عشر. ويسعى الفنان عن طريق «التجاوب في المشاعر» إلى التوغل في جوهر الحضارة الشرقية، وماضيها ومستقبلها، وأدى الطموح إلى تكريس الإيجابي والمثالي إلى دفع الرسام إلى البحث عن التناسق الروحي في الشرق، إن رحلة المغرب ساعدت ديلاكروا على تطويره لنظرية اللون، فقد هيأ له الشرق فرصة اكتشاف العلاقة بين الضوء واللون، مسجلاً في «يومياته» ولوحاته الفنية الخصائص المناخية للشرق الأوسط والمغرب العربي وبين ألوان الملابس والأبنية المعمارية والطبيعية وغيرها. وتكشف لوحاته عن الحس الحقيقي للفنان الذي أخلص لما رآه، وهو في جوهره ضد كل ما كان يبشّر به بعض المستشرقين الاستعماريين الذين نقلوا صورة غير حقيقية عن الإسلام من خلال تشويه الحقائق، لأن ديلاكروا لم يقدم إلى المغرب بأفكار مسبّقة، مرسومة من بعض الدوائر السياسية بل انبثقت ريشته من الواقع بدون تشويه ولا تزويق.
سيرة

فرديناند فيكتور أوجين ديلاكروا (26 أبريل 1798 - 13 أغسطس 1863)، رسام فرنسي من رواد المدرسة الرومانسية الفرنسية. له العديد من اللوحات الفنية المحفوظة في متحف اللوفر والمتاحف العالمية الأخرى. من أشهر لوحاته "الحرية تقود الشعب" التي رسمها عام 1830 ولوحة "سلطان المغرب" التي رسمها عام 1845 ولوحة "نساء جزائريات" التي رسمها عام 1830 التي تكشف عن تأثره بسفرته إلى شمال أفريقيا. كان والده سفيراً لفرنسا في هولندا ومحافظا لمرسيليا وتوفي وهو يشتغل منصب وزير الخارجية عندما كان عمره سبع سنوات كما توفيت والدته وعمره ستة عشر عاماً وبدأ ديلاكروا المثقف يعتمد على مجهوداته الخاصة فبدأ دراسة الفن مع المصور جيران وتعرف في مرسمه على جيرويكو وتأثر بأسلوب الفنانين المشهورين المعروضة أعمالهم في اللوفر. وتوفر له المناخ الرومانسي عندما زار أسبانيا والمغرب في عام 1832، حيث تحمس لألوان وأزياء سكان شمال افريقيا .
وأضاف إلى لوحاته شاعرية حالمة وكثيراً من الخيال كما اهتم بالحركة واستخدم الألوان الزاهية. ولعل زيارته إلى المغرب وتعلمه لفنون أخرى أن أعطته الفرصة للقيام بمشروعات زخرفية للقصور والكنائس في فرنسا ما بين 1844- 1856 ، حيث كُلف بزخرفة قاعات في قصور بوربون ولوكسمبورج واللوفر وفي كنيسة القديس سلبيس. واعتبره المثقفون شخصية محورية هامة في الفن كما أثنى عليه الشاعر الكاتب بودلير لأنه فتح لهم آفاق حلم جديد، وهو الشرق بكل ما يزخر به من فنون وأفكار وحضارات.

انتضرونا في الحلقة 2





رسيم غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 17-09-15, 06:26 PM   #2

رسيم

مشرف منتدى الديكور وعضو مميز في القسم النفسي وبطل اتقابلنا فين ؟وقلم مميز بالقسم الأدبي

alkap ~
? العضوٌ??? » 121460
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,703
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » رسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile16 سحر الشرق بعيون الغرب 2







فرانسوا-رنه دو شاتوبریان







<b>




شاتوبريان.. حج إلى مهد الحضارات


كان الكاتب الفرنسي «فرانسوا رينيه شاتوبريان» عند بدايات القرن السابع عشر، قد ألف كتاباً في العام 1811 تحت عنوان «من باريس إلى القدس»، يلخص فيه رحلته المغامرة إلى الشرق الأدنى، بين 1806 و1807. ويعتبر هذا الكتاب إحدى القمم في أدب الرحلات الفرنسي. يقول عن كتابه: «إن مساري، إنما هو مسار رجل انطلق أصلاً إلى حيث يرى السماء والأرض والماء.. ثم عاد إلى دياره وفي رأسه بعض الصور الجديدة، وفي فؤاده بعض المشاعر الإضافية». وقد قسم «شاتوبريان» كتابه إلى سبعة أقسام يتحـــدث كل قسم فيها عن منطقة، أو مدينـــة، مـــن المناطق والمدن التي زارها.



الشرق مهد الأديان
فهو في القسم الأول يتحدث عن سفرته إلى اليونان، التي منها ابتدأت «الرحلة الشرقية». وفي الثاني عن «الأرخبيل» والأناضول والآستانة. أما في القسم الثالث فنجده متنقلاً بين جزيرة رودس ومدينتي يافا وبيت لحم الفلسطينيتين، وصولاً الى البحر الميت. أما القسم الرابع فإنه يخصصه كله لمدينة القدس. ولا يكتفي بهذا، بل انه وبعد تردد يفرد القسم التالي، الخامس، للحديث عن القدس نفسها ايضاً. أما في القسم السادس فإنه يحدثنا عــن تجولـــه فـــي مصر، قبل أن يكرس القسم السابع والأخيــر لرحلة يقوم بها إلى تونس، تقوده في النهاية إلــــى دياره فرنسا.
وقد اغرم بالشرق وروحانيته وسحره منذ زمن. لذلك ـ وقبل وضع أي قدم له في رحلته الشرقية، انكب على قراءة كتب التاريخ، وخاصة ألف ليلة وليلة، ودرس لوحات الفنانين.
إن «شاتوبريان» شرح في مقدمة الكتاب أن ما يقوم به هنا انما هو نوع من الحج إلى مهد الحضارات القديمة، والوقوف على أطلالها. ويعرف الكاتب الرحالة، إن هذه المنطقة من العالم هي مهد الأديان السماوية، حيث تتجسّد في كل شيء تقع عليه عيناه. وذلك ما أدى إلى تحريك خياله وقلمه ومن حوله مثيراً عواطف قرائه الفرنسيين.
الدوران حول البحر المتوسط




مع مطلع سنة 1806 انطلق «فرانسوا شاتوبريان» في رحلته إلى الشرق التي كانت تخامره منذ زمن الصبا، وشبّه نفسه بـ«هوميروس» الأسطوري، وهو يدور حول البحر الأبيض المتوسط: سبارطة، أثينا، القدس، الأسكندرية، وآثار قرطاج وقصر الحمراء في الأندلس.
وكانت سنة 1811م أهم سني حياة «شاتوبريان» الأدبية كما صرح بذلك في مقدمة (الرحلة من باريس إلى القدس) التي نشرها في السنة نفسها، وفيها بدأ كتابة الكتاب الذي سيشتهر به حتى الآن (مذكرات ما وراء القبر) كما عين عضوا بالأكاديمية.
وبالتالي كان تأثير «شاتوبريان» محوريا على جميع الرومانسيين الفرنسيين اللاحقين، سواء مدام «دي ستايل» مؤلفة الكتاب الشهير عن الأدب 1800م أو في الشعر الرومانسي مع «ألفونس لامارتين» صاحب تأملات شعرية و«فيكتور هيغو» في أوراق الخريف، وأيضا «ألفرد دي فينيه» مؤلف قصائد قديمة وجديدة و«ألفرد ديموسيه» صاحب المراثي الشهيرة لحبيبته في الأمسيات. وهذا ينطبق أيضا على رومانسيين آخرين في الرواية الفرنسية، مثل ستاندال وبلزاك وجورج ساند الذين بدأت تظهر في أعمالهم الملامح الأولى للواقعية، لكنهم حملوا قسمات واضحة من رومانسية «شاتوبريان». واستقبل أيضا في بلاده بالقدر نفسه من التشجيع حين عاد يوم 2 يناير 1792، إلا أن موقفه المناصر للملكية جعل رجال الثورة الفرنسية يطاردونه فهرب إلى بلجيكا، وتطوع للمقاومة ضد الثورة وجرح، واضطر للهروب إلى إنجلترا 1793.
لم يتردد الكاتب الفرنسي ستندال أن يعيب على «شاتوبريان» أنانيته، هل كان رومانسياً حقيقياً وهو يتأمل الشرق؟ أم رآه بعيني شاعر نبيل أم بعيني السياسي؟
ورغم تعجله اللحقاق بمحبوبته «ناتالي دونواي» في غرناطة، لكن الكتاب تحوّل إلى شهادة سياسية ومرآة للوضع والأحداث التي حاول شاتوبريان قراءتها من وجهة نظر شخصية. ولعل الخطأ الذي وقع فيه هو امتداحه للحروب الصليبية. لم يقتصر أثر شاتوبريان على كونه افتتح الطريق إلى ما يطلق عليه بالرحلة إلى الشرق، بل قام بنقل نموذج الرحلة من واقع إلى واقع.. بمعنى أن الكثير من الرحلات كانت تهدف العودة إلى الماضي واكتشاف المناطق البكر من العالم، الفردوس المفقود، وهو ما طبعت به غايات رحالة القرن التاسع عشر. وعبر بآرائه الراديكالية عن مزاج عام كان يسود أوروبا عقب الحملات الصليبية، فضلا عن تأثيرات تلك النظرة النمطية التي تحكمت بآراء المستشرقين إزاء الشرق وشعوبه لعقود طويلة.
الرحلة حج إنساني



استغرقت رحلة شاتوبريان 332 يوما، وتعددت أسباب الرحلة: الفضول أولا، إلى جانب فكرة القيام برحلة حج إنساني. السعي وراء الصور لتدعيم كتابه: «الشهداء»، والرغبة في إضاءة جديدة. تتعدد مستويات السرد في هذا الكتاب، فحينا نرى شاعرا رومانسيا حالما يصف برهافة، مناظر الغروب وأمواج البحار، وسحر الطبيعة، وفي أحيان أخرى، نجد مؤرخا يسرد تواريخ المدن مثلما نلاحظ لدى حديثه عن القدس، حيث يسرد شاتوبريان تاريخ المدينة ويقوم بتحليل مؤلف لوتاس «القدس المحررة». كما يحوي كتابه العديد من الأشعار والكتابات والمقولات لمؤلفين وشعراء ورحالة، ما يشير إلى كاتب موسوعي، واسع الثقافة.




سيرة



فرانسوا ـ رينيه دي شاتوبريان «1768 ـ 1847»، ولد في سان ـ مالو غرب فرنسا لأسرة ذات مجد قديم. وهو عرف لاحقاً بنشاطاته الفكرية والسياسية، وبرحلاته المتعددة. وعين في العام 1803 في منصب ديبلوماسي في روما، ممثلاً الحكومة الفرنسية، بعدما كان سجن واضطهد بسبب مشاركته في حرب الأمراء ضد الجمهورية، لكنه بعد اعدام الدوق انغيان، استقال ليبدأ بعد ذلك رحلته الشرقية. وفي العام 1815، بعد نشره كتاب «من بونابرت إلى آل بوربون» هرب، إثر عودة نابوليون، ثم بعد سقوط هذا عُين وزيراً، ليخلع عاماً بعد ذلك، حين وضع كتاباً حدد فيه شروط عودة الملكية. وقد ظلت حياته السياسية بين مد وجزر حتى رحيله.

زار أميركا. وأقام في إنجلترا، حيث نشر أول كتبه «مقال تاريخي وسياسي وخلقي عن الثورات» 1797، و«أتلا» 1801، و«درينية » 1802، وحقق له الأخير شهرة واسعة جعلته أعظم كتاب عصره. عينه نابليون أميناً للسفارة التي بعث بها إلى إيطاليا 1803، ولكنه استقال من منصبه 1804، وظل يشغل مناصب سياسية أخرى حتى 1830، عندما ترك السياسة، وانصرف إلى الأدب كتب «الشهداء» 1809، التي صور فيها انتصار المسيحية على الوثنية. وكتب «رحلة من باريس إلى بيت المقدس» 1811، وأنهى حياته بكتابة «مذكرات ما وراء القبر» 1849، ويعتبر شاتوبريان زعيم المدرسة الرومانسية في الأدب الفرنسي، ويعزى إليه الفضل في إثراء اللغة الفرنسية وتطور النثر الفني.





</b>




رسيم غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 18-09-15, 03:52 PM   #3

أمانى*

مشرفة منتدى الفنون الجميلة وعضوة تسالي متألقة وأميرة الخيال ووردة البحوث وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي

alkap ~
? العضوٌ??? » 95446
?  التسِجيلٌ » Jul 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,734
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أمانى* has a reputation beyond reputeأمانى* has a reputation beyond reputeأمانى* has a reputation beyond reputeأمانى* has a reputation beyond reputeأمانى* has a reputation beyond reputeأمانى* has a reputation beyond reputeأمانى* has a reputation beyond reputeأمانى* has a reputation beyond reputeأمانى* has a reputation beyond reputeأمانى* has a reputation beyond reputeأمانى* has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

موضوع رائع مميز
شكرا لك


أمانى* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-15, 08:59 PM   #4

رسيم

مشرف منتدى الديكور وعضو مميز في القسم النفسي وبطل اتقابلنا فين ؟وقلم مميز بالقسم الأدبي

alkap ~
? العضوٌ??? » 121460
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,703
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » رسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي سحر الشرق بعيون الغرب 3






الملقب بناصر الدين


دينيه إيتيان أثرى متاحف العالم بلوحات عن الإسلام

دينيه إيتيان، فنان كبير، أحب العرب واعتنق الاسلام، وأطلق على نفسه إيتيان ناصر الدين. من كبار رجال الفن والتصوير، وصاحب اللوحـات الكبيرة النفيسة التي تحتفظ بها المتاحف الفرنسية الكبيرة، وغيرها من متاحف العالم، واشتهرت باسم "غداة رمضان" في متحف باريس.

المقارنة مع الرسامين الحداثيين مثل هنري ماتيس، الذي زار أيضا شمال أفريقيا في العقد الأول من القرن العشرين، فإن لوحات دينيه متحفظة للغاية، فهو يحب التمثيل والمحاكاة والواقع الاثنوغرافي، في تعامله مع الموضوع.

يمكن وصف معظم أعماله قبل سنة 1900 بأنها "مشاهد بشرية واقعية ومعاصرة". كما زاد اهتمامه بالإسلام، وبدأ برسم الموضوعات الدينية. وكان نشطا في ترجمــة الأدب العربي إلى اللغة الفرنسية، من بيــن أعماله ترجمة لقصيدة ملحمية لعنترة بن شداد سنة 1898.



دينيه كما رآه الآخرون

لقد تصدى في كتابه الشرق في نظر الغرب للرد على عدد كبير مــن المستشرقين الغربيين الذين كانوا يتهجمون على الدين الإسلامي عن جهل أو عن فهم سقيم. لقد وصفه الأوروبيون بأنه "خائن الغرب" ومع ذلك كان اختياره هذا نابع عن إيمان منطقي وعميق ودراية تامة.

ترك لنا كتابه الشهير "محمد رسول الله" الذي ترجمه شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود في مارس 1956 ومما قاله في مقدمته: "لقد عاش فنانا بطبعه، كان مرهف الحس، رقيق الشعور، جياش العاطفة. وكان صاحب طبيعة متدينة أيضا".

وقال محمد راسم الجزائر 1974 "إن فنه؛ وإن كان عصره قد تخطاه، إلا أنه يعتبر مرحلة من مراحل الإستشراق الإفريقي..".

أما جان لونوا وهران 1962 فقال عنه: "استطاع دينيه أن يصور الجمال أروع تصوير، وأن يستخرجه من الحقيقة التي لا توجد حقيقة سواها".

وقال لويس بينيديت، محافظ متحف لوكسمبــورغ "أثبــت بريشته في مواطن كثيرة ما كشف به قناع الوهم عن العيون، وما تمكن به من إثبات الحنو؛ كأنه بهذا أو ذاك يشاطر القوم السراء و الضراء".

وقال أحمد طالب الإبراهيمي الجزائر 1975 "لن نكون من المنصفين؛ إذا نحن قلنا بأن دينيه وقع في الابتذال، وراح يبحث عن المناظر الغريبة في الصحراء الساحرة.. لقد آمن دينيه بالديانة الإسلامية إيمانا صادقا، ودخل فيها عن دراية واقتناع".



الذاكرة التشكيلية العالمية

لقد فتنته الجزائر بغواياتها الساحرة المتنوعة، فانبرى لتصوير الحياة اليومية، ومختلف مظاهر الحياة الاجتماعية والدينية بالجنوب الجزائري وخاصة ببوسعادة، وبالضبط بقبيلـة اوْلاد نايل، حيث استقر منذ سنة 1904م، فخلَّد البوسعاديين وحياتهم اليومية بفنية منقطعة النظير، وخلَّف عن الجزائريين تراثا تشكيليــا في شعريــةٍ باذخةٍ واحتفاءٍ جنوني ببهاءِ الألوان الجنوبية الخاطفة بسحرها وبهائها ونورها ونار عِشقها. ولاتزال الذاكرة التشكيلية العالمية تحتفي به إلى اليوم، وتكِنُّ له تقديرا خاصا، ولا يزال رصيده الفني من اللوحات المرسومة محط إعجاب واهتمام في العديد من المعارض التشكيلية الكبيرة والمتاحف العالمية. الحاج إيتيان ناصر الدين اعتنق الإسلام بعد دراسة عميقة

بعد اعتناقه الإسلام سمي باسم: ناصر الدين ديني. وبحضور مفتي الجزائر سنة 1913، نطق إيتيان ديني بالشهادتين، معلنا اعتناقه وحبه وإخلاصه للإسلام والمسلمين عن قناعة وعلم وإيمان لا يتزحزح. وقال يومها مقولته المشهورة، وهو يردد الشهادتين ويعلن إسلامه على رؤوس الأشهاد: "لم يكن اعتناقي الإسلام وليد الصدفة، بل عن دراية تامة، ودراسة تاريخية عميقة طويلة الأمد لجميع الديانات".

أدى فريضة الحج في 24 ديسمبر 1929 ودوَّن رحلته الحجية تحت عنوان (الحج إلى بيت الله الحرام) . قال: أوروبا قد تستطيع أن تحكم إفريقيا بالبارود، إلا أن الإسلام هو يحكم بالروح! وقال: إن الإسلام أثبت حتى الآن استحالة اختراقه، فهل عرف الغرب سر وجود وعظمة هذا الدين؟ ولعل أشهر ما قاله بعد زيارة قام بها عام 1928 إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج: "إن الأهرامات إحدى عجائب الأرض لا يمكن أن تقارن بقبر الرسول (ص) من حيث قوة الانفعالات وعمق الأحاسيس التي تنتاب الكائن أمام هذا الصرح العظيم!"

الاسلام أكسبه القوة

طرأ تحول كبير في حياة الفنان بداية من العام 1913 حينما أعلن إسلامه وغير اسمه من "الفونس ايتيان دينات" إلى "نصر الدين دينات"، ليصبح الرسام الفرنسي المسلم، وقد أحدث إسلامه ضجة في أوساط المعمرين الفرنسيين، وفي أوساط الطبقة الفنية في فرنسا فاتهموه بالخيانة، ولكن نصر الدين دينات لم يعبأ بكل ما أوكل إليه من تهم، وبكل الكلام الذي حيك عنه، ذلك انه اتخذ الإسلام دينا بكل قناعة وهو الأمر الذي اكسبه نوعا من القوة.

بعد الحرب العالمية الأولى عام 1914م صدر للفنــان العديد من الأعمال الرائعة التي لم يلبث الفرنسيون بالرغم من إعجابهم بها أن وصفوه بالخيانة. سافر دينات إلى مكــة المكرمة عام 1929م لأداء فريضة الحج فأصبح الحاج نصر الدين.

لدى عودته إلى باريس عام 1889، عرض دينيه لوحاته التي رسمها عن مدينة "بوسعادة" في المعرض العالمي وفاز بالميدالية الفضية. لكن تأثير الصحراء الجزائرية لم يفارقه، فعاد مرة أخرى إلى "بوسعادة" التي عشقها ليبقى هذه المرة فيها بشكل دائم، حيث تعرف أكثر على تقاليد المنطقة وعادات السكان، وأصبح يتكلم العربية بطلاقة.

رحلاته إلى الجزائر أنتجت فناً عظيماً



ولد "ألفونس إيتيان ديني" بباريس في 28 مارس 1861 من عائلة يرجع أصلها إلى مقاطعة "لوارييه" وكان أبوه محاميا لدى محكمة "السان".. وكان جده المهندس ابن وكيل الملك في "فونتان بلو" أما أمه "لويز ماري أدل بوشيه".. فقد كانت أيضا ابنة محام مشهور.. بعد الباكالوريا تم قبوله في مدرسة الفنون الجميلة بباريس، ولدى تخرجه في المدرسة لقي عمله الأول "الأم كلوتيد" اهتماما كبيرا في أوساط النقاد في صالون عام 1882 بباريس. في عام 1884 منحه صالون قصر الصناعة وساما ثالثا، كما أعطاه بمناسبة هذا التتويج منحة أتاحت له القيام برحلة ثانية إلى الجزائر.

مؤلفاته ووصيته قبل وفاته

ألّف بعد إسلامه العديد من الكتب القيمة، منها كتابه الفذ (أشعة خاصة بنور الإسلام) وله كتاب (ربيع القلوب) و(الشرق كما يراه الغرب) و(محمد رسول الله) و(الحج إلى بيت الله الحرام).. (غادة رمضان). وتوفي وقد بلغ من العمر سبعين عاماً. الوصية التي أعلن فيها رسميا دخوله الدين الإسلامي حينما قال: "هذه رغباتي الأخيرة فيما يخص جنازتي، يجب أن تشيع جنازتي طبقا للتعاليم الإسلامية، لأنني اعتنقت الإسلام بكل إخلاص منذ عدة سنوات، وكرست كل منجزاتي ومجهوداتي لتمجيد الإسلام.. يجب أن تدفن جثتي في المقبرة الإسلامية بمدينة "بوسعادة" التي أنجزت فيها القسم الأعظم من لوحاتي".




























رسيم غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 18-09-15, 09:03 PM   #5

رسيم

مشرف منتدى الديكور وعضو مميز في القسم النفسي وبطل اتقابلنا فين ؟وقلم مميز بالقسم الأدبي

alkap ~
? العضوٌ??? » 121460
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,703
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » رسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي سحر الشرق بعيون الغرب 4





<b>

يوهان لودفيغ بوركهارت (1784 1817). رحالة مسلم سويسري،
يعتبر من أدق وأشمل الذين كتبوا عن جزيرة العرب. كان "بوركهارت" يأمل أساساً في الوصول إلى تمبكتو ومنابع نهر النيجر. ولكن رحلاته قادته إلى الشرق الأوسط، حيث اكتشف مدينة البتراء ومعبد أبوسمبل، وعاش ستة أشهر في مكة.
عرض "بوركهارت" خدماته على الجمعية الإفريقية في لندن، وتم الاتفاق معه على أن يحاول الوصول إلى تمبكتو مع قافلة للحج، كانت في طريق عودتها من مكة. وبدأ يتهيأ للرحلة بدراسة اللغة العربية والطب والفلك والدين الإسلامي في كمبردج وحلب، حيث تعلم حياة البداوة. وفي عام 1812 بدأ رحلته إلى النيجر بالسفر إلى جنوب سوريا ثم القاهرة، وعندما لم يجد قافلة متجهة إلى هناك، اتجه إلى بلاد النوبة في السودان، ثم عاد إلى القاهرة.

وعندما علم في أسيوط أنه لا أمل له في الذهابإلى غرب إفريقيا قرر أن يحج، وانضم إلى قافلة متجهة إلى مكة عن طريق شندي ثم سواكن في السودان، ومنها بحراً عام 1814 إلى جدة، حيث وصفها ووصف عادات أهلها وتجارتها، ثم تحرك إلى مكة عاقداً النية على أن يقضي فيها مدة شهر فقط.
من مصر تنفيذاً لمهمته الإفريقية

في الفترة ما بين عامي 1809 و1817 م كانوا يعرفونه في مصر باسم الشيخ إبراهيم بن عبدالله، عاش وأمضى سنوات وتجول في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، ثم استقر في مصر ومنها انطلق في صعيد مصر ثم شمال وشرق السودان وسافر إلى بلاد الحجاز. وفي يونيو من عام 1812 توجه إلى مصر ليبدأ في تنفيذ مهمته الإفريقية الأساسية، والتي قام برحلته من أجلها، حيث مر بفلسطين والأردن، ثم وصل الشيخ إبراهيم إلى القاهرة لينتقل منها إلى إسنا في صعيد مصر، ومنها توجه جنوباً إلى بلاد النوبة، وشمال وشرق السودان.
رحلة طويلة

عد رحلته الحجازيّة التي دامت سنتين ما بين 1814 و 1815 والتي أدّى فيها فريضة الحجّ، وكان إلى حدّ تلك السنة يعتبر أوّل حاجّ أوروبي، عاد ثانية إلى مصر، ليبدأ رحلة طويلة نحو سيناء شرقاً والنوبة المحاذية للسودان جنوباً، وكان مصحوباً في هذه الرحلة الثانية بقافلة من البدو، وركّز اهتمامه في هذه المرحلة التي ابتدأها في شهر مارس من سنة 1814 اهتمامه على دراسة المسالك التجاريّة والطرق المؤدّية إلى أهمّ المدن والمراكز، ورسم كلّ ذلك ضمن خريطة مفصّلة قد تخدم في ما بعد "الرابطة الإفريقيّة"، كما زار أيضاً المعابد المصريّة القديمة، ودرس عادات النوبيين وقبائل البدو، وفي طريق عودته إلى القاهرة شاءت الصدف أن تقترن هذه العودة بأهمّ اكتشاف قام به خلال هذه الرحلة الطويلة، فعند وصوله إلى منطقة أبي سنبل، التي كانت في ذلك الوقت متوارية تحت التراب، قام بزيارة معبد صغير مهمل، صار معروفاً اليوم باسم «معبد نيفريتيتي".
من مالطا إلى حلب

في فبراير من عام 1809 بدأ "يوهان بوركهارت" الرحلة إلى الشرق، حيث أبحر متجهاً إلى مالطا، ومنها إلى مدينة حلب السورية، وقضى في حلب ثلاث سنوات، وتعرف على الثقافة الحلبية وتعلم العربية أكثر، وأثناء إقامته في حلب، سافر إلى المناطق المحيطة فشاهد المدن السورية، ثم ذهب إلى شمال العراق وزار المناطق الأثرية في كل من سوريا ولبنان، وكان خلال هذه الفترة قد أطلق لحيته وارتدى الملابس العربية واعتنق الإسلام واتجه إلى دراسة القرآن وأطلق على نفسه اسم الشيخ إبراهيم بن عبدالله. عرض "بوركهارت" خدماته على الجمعية الإفريقية في لندن، وتم الاتفاق معه على أن يحاول الوصول إلى تمبكتو مع قافلة للحج كانت في طريق عودتها من مكة. وبدأ يتهيأ للرحلة بدراسة اللغة العربية والطب والفلك والدين الإسلامي في كمبردج وحلب، حيث تعلم حياة البداوة.
«الشيخ عبدالله» يقيم 6 أشهر في مكة

بادر يوهان لودفيج بوركهارت أو "الشيخ عبد الله" كما أطلق على نفسه، وهو في محطّته الأولى من رحلته المشرقيّة، بتدوين ما لاحظه من حياة شعوب المنطقة، بل وغامر بالذهاب إلى المناطق المجاورة لسوريا وبلاد ما بين النهرين، وبالأخصّ تدمر وبعلبك، ولكنّ مربط فرسه لم تكن سوريا، إذ إنّ مهمّته الأساسيّة هي الذهاب إلى البلد الذي عاش ومات فيه الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
ولإنجاز ذلك؛ ركب ضمن قافلة الحجيج الذاهبين إلى الحجاز سنة 1814 على مركب مكتظّ بالمسافرين، وأدى مع بقيّة زوّار بيت الله الحرام مناسك الحج وأقام في مكة ستة أشهر، وزار قبر النبيّ «صلّى الله عليه وسلّم»، بالرغم من أنّ قدومه إلى المدينة المنوّرة صادف ظروف غير مواتية.




إقامته في سوريا اكسبته السحنة العربية

في كتاب نشر سنة 1831 والذي يعتبر من أهمّ المراجع، بل إنّ "يوهان" التقى فعلاً بمحمد علي باشا، ووصفه بأنّه الرجل القوي في مصر.
أمّا عن رحلته فإنّها اقتصرت في تلك المدّة الوجيزة على مصر والسودان وسوريا والمملكة العربيّة السعوديّة، التي لم يزر منها سوى جدّة والطائف ومكّة والمدينة المنوّرة، ليعود بحراً من ميناء ينبع نحو قناة السويس بمصر. فبعد إقامته بسوريا التي تعتبر الموطن الذي أكسبه السحنة العربيّة الإسلاميّة، وتمكّن فيها من إتقان اللغة العربيّة، بل وصل به الأمر إلى حدّ ترجمة قصّة مغامرات روبنسون كريزواي.



ترك "بوركهارت" وصفاً جيداً للمسجد الحرام وقد أدى مناسك الحج. ونظراً لعدم الاستقرار السياسي، اضطر أن يقضي شهراً هناك، ثم غادرها إلى المدينة المنورة التي لم يصفها بتلك الصورة الشاملة التي وصف بها مكة. ووصل إلى ينبع التي تفشى فيها مرض الطاعون.
ومنها ركب سفينة متجهة إلى مصر، ووصل إلى القاهرة بعد غياب سنتين ونصف السنة.
سيرة
ولد يوهان لودفيغ بوركهارت سنة 1784 م من أب سويسري وأم إنجليزية، واضطر سنة 1806م إلى الانتقال إلى لندن بعد احتلال الامبراطور الفرنسي نابليون لبلاده، وكان الجو العام في لندن مهتماً بالعالم الإسلامي ومسابقة فرنسا هناك، والتحق "بوركهارت" بالجمعية الملكية المعنية بالاكتشافات الجغرافية في أفريقيا. وبالرغم من أن أغلب نشاطات الجمعية كانت تدرس مجاهل أفريقيا، إلا أن الدين الإسلامي كان مثيراً "لبوركهارت" وخاصة مع ظهور الدولة السعودية سنة 1745م، وذيوع صيتها في أرجاء العالم، فقرر "بوركهارت" ترك الجمعية ودراسة اللغة العربية في جامعة كامبردج. أطلق بوركهارت لحيته ليرافق الحجاج الأفارقة إلى الشرق متنكراً بشخصية رجل مسلم الباني اسمه الحاج إبراهيم، ووصل إلى حلب، وتعمق أكثر باللغة العربية، واتصل بقبائل عنزة في بلاد الشام. رحل إلى مصر سنة 1812م واتصل بمحمد علي باشا الذي كان يتقلد ولاية مصر للتو، ورافقه بوركهارت لغزو جزيرة العرب، ومكث في الحجاز من سنة 1814م إلى سنة 1816م، ولاحظ "بوركهارت" تعصب الترك ضد العرب الذي كان يقدرهم كثيراً، ولم يستطع إخفاء إعجابه بهم وبنبالتهم وشجاعتهم وخاصة قبائل.. حرب، وعنزة، والبقوم، وغالية، والبقمية. وقد دون "بوركهارت" جميع نتائج بحوثه في كتاب اسماه (رحلات في شبه الجزيرة العربية) وكتاب (تاريخ الوهابيين) ثم (ملاحظات على البدو الوهابيين)


















</b>


رسيم غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 22-09-15, 07:56 PM   #6

اريجو
alkap ~
 
الصورة الرمزية اريجو

? العضوٌ??? » 333364
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 531
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اريجو has a reputation beyond reputeاريجو has a reputation beyond reputeاريجو has a reputation beyond reputeاريجو has a reputation beyond reputeاريجو has a reputation beyond reputeاريجو has a reputation beyond reputeاريجو has a reputation beyond reputeاريجو has a reputation beyond reputeاريجو has a reputation beyond reputeاريجو has a reputation beyond reputeاريجو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
?? ??? ~
سًأكتُفُيّ هذٌٱ ٱلمسًآآء• بّرسًم إسًمك على جَدُرٱنٌ قَلبّيّ •سًأكتُبّه ألفُ مره وِ مره• سًٱُخٌفُيّ ملٱمحًك بّيّنٌ تُلك ٱلأحًرفُ •سًأنٌثًرك كمٱ أُريّدُ•
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

اريجو غير متواجد حالياً  
التوقيع
تَبتسمينَ فَ يَفقدُ الليلُ وعيَهُ
ويكَتُمُ القمرُ تَنهٌدهُ
ويسقطَ من السماءِ نجمُ
أرهقهُ إعجابه

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:56 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.