آخر 10 مشاركات
زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          تَدْبِير موريتي(104) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء3من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          67- حارس القلعة - ريبيكا ستراتون - ع.ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية بذور الماضي (2) .. سلسلة بين رحى الحياة *مكتملة* (الكاتـب : heba nada - )           »          ظلال العشق (67)-قلوب شرقية -للكاتبة الرائعة : حنين احمد[حصرياً]*مميزة*كاملة &الروابط* (الكاتـب : hanin ahmad - )           »          زوجة ساذجة (85) للكاتبة : سارة مورغان ..كامله (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          عزيزتي الانسة هاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : rontii - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-03-09, 10:29 PM   #1

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Chirolp Krackr 91 / عطر النار - آن ميثر - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة )


( عطر النار )
(91)
آن ميثر
روايات أحلام القديمة




الملخص


منذ طفولتها كان حلمها الوحيد .. كانت تتخيل أن ماتيوس ثورب ينتظرها حتى تكبر ليقول لها
إنه مجنون بحبها .. وكبرت ليا وأصبحت صبية فاتنة وكبر معها حبها حتى لم يبق في القلب متسع , ثم أتي ماتيوس ليخنق الحلم في مهده فلم تكن ليا بالنسبة له إلا طفلة وضعها تحت رعايته وقد حان الوقت ليزيح حملها عن كاهله .
ظنت ليا أنها نهاية عالمها الوردي , ولكن الأسوأ كان قادما مع وصول الفاتنة كاتي لورد .

روابط الرواية ككتاب
وورد
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

pdf
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

txt
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي








ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 11-10-14 الساعة 04:59 PM
* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-09, 10:50 PM   #2

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

هذه الرواية موجودة فى المنتدى ولكن ليست كتابة

اذا أردت عرضها كتابة فلا يوجد أى مشكلة

وسيتم نقلها لمنتدى أحلام العام



MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-03-09, 10:26 AM   #3

أميرة الورد

نجم روايتي مؤسس وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية أميرة الورد

? العضوٌ??? » 80
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 8,057
?  نُقآطِيْ » أميرة الورد has a reputation beyond reputeأميرة الورد has a reputation beyond reputeأميرة الورد has a reputation beyond reputeأميرة الورد has a reputation beyond reputeأميرة الورد has a reputation beyond reputeأميرة الورد has a reputation beyond reputeأميرة الورد has a reputation beyond reputeأميرة الورد has a reputation beyond reputeأميرة الورد has a reputation beyond reputeأميرة الورد has a reputation beyond reputeأميرة الورد has a reputation beyond repute
افتراضي

بانتظار الروايه مكتوبه عزيزتي


أميرة الورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-09, 12:37 PM   #4

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي

ان شاء الله سابدا قريبا فى كتابة فصولها
ووضعها فى المنتدى


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-09, 01:53 PM   #5

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


1- المتوحشة المدللة



كانت منتظرة فى زاوية شارع " بيل " عندما استدارت ليا الى شارع " كاسل "وكان ان عرفتها بسرعة ، حتى وان لم تكن راتها من قبل . كان ماتيوس قد وصفها لها بدقة : شقراء ، ممشوقة القوام ، انيقة ، وهى صفات لا تتزين بها ليا الشقراء إلى ذلك تمتلك كل المؤهلات لتكون سيدة محترمة ، وهو ما تحتاج ليا لتتعلمه .

ضغطت ليا شفتيها وأوقفت اللاندروفر أمام الزاوية تنظر إلى الوافدة الجديدة بصمت ، ودت لو جاءت بسيارة الهوندا ولكنها تجاهلت رغبات الخال متعمدة وكأنها بذلك تؤكد رأيه بها فهو يراها طفلة لا تتحمل المسؤولية .
فتحت بابها لتترجل ولتواجه المرأة الشابة بتصميم متجهم :
- آنسة لورد ؟ انا ليا وست
أدارت المرأة الشابة نظرة متعالية وقالت مستغربة :
- حقا ؟ أنت قريبة السيد ماتيوس ثورب ! يا إلهى لم يكن بالغ ..أليس كذلك
ازدادت شفتا ليا إطباقا تجنبا للرد الذى تريد إطلاقه .. ولكنها عوضا عن ذلك كظمت غيظها وقالت بجفاء :
- هلا سمحت بالصعود إلى السيارة ..
تحركت عينا الآنسة لورد الزرقاوان المذعورتان إلى السيارة القذرة البالية :
- أركب هذه ؟ أين السيد ثورب ؟
نقلت ليا ثقلها من قدم إلى أخرى :
- لم يستطع المجئ ، فأرسلنى نيابة عنه
- أنها معمودية النار ... دون شك ... أين هو خالك اذن ؟
- وهل هذا يهم ؟
كانت ليا تفقد بسرعة ما تبقى من عطف قد تشعر به تجاه المرأة الشابة ... جعلتها الآنسة لورد تحس بالسذاجة وقلة النضج .. بدأت تتمنى لو جاءت بالمرسيدس كما أمرها ماتيوس . ولو ارتدت غير هذه الملابس ... الجينز البالى والقميص قد يظهران بوضوح رغبتها فى الاستقلاق ، ولكن بالمقارنة مع بذلة الآنسة لورد الخضراء والعاجية . بدا ما ترتديه رخيصا وقذرا . أما شعر الآنسة لورد فقصير يخضع لآخر صيحات عالم الشعر .
سألت الآنسة لورد :
- هل أرسلك خالك لمقابلتى بـ .... هذه ؟
دفع سؤالها المتعجرف أظافر ليا فى الانغراز فى راحتها
- ما أطرفه ! إنها عربة الخيول الأصلية المغطاة دون شك !
ازداد إحمرار ليا وقالت بعداء :
- اضطر ماتيوس للذهاب إلى المكتب فجأة .. هل لنا أن نذهب ؟
نظرت الآنسة لورد حولها بريبة ، وكان أن تولد لدى ليا انطباع بأن تلك المرأة تتوقع ظهور ماتيوس فى أية لحظة ... ربما تظنها تلعب لعبة السائق ... من الواضح من تصرفاتها أنها تنظر بإزدراء إلى ما تعرضه عليها ليا
عندما كانت ليا متوجهة إلى مقعد القيادة كبحت تهورا يدفعها إلى الانطلاق بالسيارة وترك هذه المرأة هناك فإن لم يكن الاندروفر صالحا لنقلها ، فلتجد طريقها بنفسها إلى " ماتلوك " ولكن بعد التفكير بمسؤولياتها تذكرت أخلاقها الحميدة المتمدنة
سألت وهى تفتح بابها لتصعد :
- ألن تصعدى ؟
انتظرن بأناة تحرك التاة الأخرى . ولكنها لم تتحرك ، بل نظرت إلى حقائبها بطريقة شخص غير معتاد على حمل ما هو أثقل من حقيبة يد
ازداد سخط ليا على التلميح الواضح ... اللعنة لماذا لا يمكنها ان تضع حقائبها بنقسها فى اللاندروفر ؟ الوقت يمر ، ولا رغبة لديها فى ملاقاة سيارة ماتيوس عند البوابات ، أو تحمل غضبه الذى لا شك فيه عندما يكتشف ما فعلت
نقلت الآنسة لورد حقبية يدها وسترتها من ذراع إلى آخر ، ونظرت إلى الشارع صعودا ونزولا آملة أن تتدخل العناية الإلهية لنجدتها ... مع ذلك لم تتحرك لتصعد إلى اللاندروفر ، توترت أعصاب ليا ما إن شاهدت الأب كريستوفر يخرج من بيت الكاهن الملحق بالكنيسة ويبدأ فى السير باتجاههما .. وآخر ما ترغب فيه ليا الآن هو أن يبدأ القسيس العجوز الثرثار بسؤالها عن سبب وجودها هنا
لعنت بصوت مخنوق ثم دارت حول السيارة ، ففتحت الباب الآخر مشيرة للآنسة لورد بالصعود ثم رمت الحقيبتين بمرونة الشباب فى مؤخرة اللاندروفر وعادت ساخطة لتستوى إلى مكانها
ترددت الآنسة لورد قليلا قبل الصعود إذ راحت تتامل المقعد الجلدى بقرف قبل الصعود إليه . أقفلت الباب وراءها قبل لحظات من وصول القسيس القصير النظر إليهما . أرسلت إطارات اللاندروفر عاصفة من الغبار عندما إنطلقت ليا هاربة .
لم تسترخ ليا إلا عندما أصبحت بعيدة مئات اليارادت .. تعلقت الآنسة لورد بمقعدها خائفة فيما السيارة تثب بتهور فوق " هاي ستريت " .. أصبحت ضواحي القرية خلفهما في بضع دقائق عندئذ رفعت ليا قدمها عن دواسة السرعة قليلا .
سألت الآنسة لورد المتوترة الأعصاب عندما بدا لها اخيرا أن من الأمان إلهاء ليا عن قيادتها :
_ أتقودين منذ زمن ؟
ردت ليا بلا اكتراث , رافضة الوقوع في الشرك :
_ تسعة أشهر .
بدت الدهشة على الآنسة لورد .
_ تسعة أشهر ؟ أبلغني خالك أنك بلغت السابعة عشرة مؤخرا .
_ بلغت السابعة عشرة منذ ستة أشهر ولكنني كنت أقود السيارات في طرقات الأملاك منذ زمن بعيد .. تقدمت لامتحان القيادة بعد شهر من عيد ميلادي , ونجحت .
لم يبد على الآنسة لورد التأثر :
_ حقا . أعتقد أنك تعلمت القيادة على تراكتور أو ما يشابهه .
_ لا .. بل على سيارة ماتيوس المرسيدس .في الواقع كان هو من علمني .
_ ماتيوس ؟ تعنين السيد ثورب .. أليس كذلك ؟ خالك .. ماتيوس .
تنهدت ليا بنفاد صبر :
أجل .. إنما لا أحد يدعوه السيد ثورب .. حسنا .. تقريب لا أحد .. وهو لا يهتم بهذا .
طوت الآنسة لورد سترتها بتأن :
_ غريب ؟ أظنه اسما جذابا يذكرنا بهذه المنطقة , أعني أن هذه أرض بارونية ؟ كان آل ثورب دائما من الشخصيات الرائعة !
اقشعرت بشرة ليا : " لا يشبه ماتيوس أبدا أسلافه , ألهذا جئت إلى هنا آنسة لورد ؟ ألأن خالى جذاب ؟ "
تغيرت القسمات الهادئة الباردة للحظة "
_ أيتها ...
ثم أطلقت بجهد ضحكة خافتة , وقالت بلهجة مرحة مثيرة وساخرة :
_ يا عزيزتي .. لا أستغرب أن يشعر خالك بحاجتك إلى بعض النظام ! فإذا كنت تسبيين لكل ضيوفه الإحراج كما أحرجتني أتصور أنه يجد وجودك متعبا !
ردت ليا متوترة وراحتا يديها تتصبان عرقا على المقود:
_ لست ضيفة .
لقد أخطات بدون شك , وسيغضب ماتيوس منها عندما يكتشف وقاحتها . وهذا يعني أن موعد ذهابها للالتحاق بالمدرسة في سويسرا قد اقترب خطوة أخري . ألم يهددها بذلك مرارا ؟
قالت الآنسة لورد وهي تسوي تنورتها :
_ أظنك مخطئة , فقد أوضح لي خالك أنني سأعامل كفرد من أفراد العائلة , وأن ما سأعلمك إياه سيكون تدريبا لك وصقلا لشخصيتك لا تعليما فعليا .
لم ترد عليها ليا .. فقد كانت تغص إلى درجة الاختناق .. هذا مثالى من ماتيوس .. استئجار معلمة ومربية وقور ثم معاملة هذه المربية , وكأنها هي , وليست ليا , من يحظى باهتمامه . لم تكن تعرف ماذا دهاه مؤخرا .. لم يكن قط على هذا الشكل .. ففى السنة المنصرمة غدا كثير الاعتراض , ولم يعد يصطحبها , وعندما يزوره ضيوف لا يطلب منها الانضمام إليهم للعشاء .. مع أنه كان معتادا قبل ذلك على تقديمها إلى أصدقائه من الرجال أو من النساء اللاتي كن يدخلن حياته ويخرجن منها سريعا .. وما أكثر عددهن .. إن الأنسة لورد على حق في شيء واحد : ماتيوس رجل جذاب , لكنه لم يتزوج مع انها سمعت بولي يقول للسيدة فلاندرز إنه يجب أن يتزوج .
ظنت انها مسؤولة عن هذا , ففي ليالي مدرستها الداخلية الطويلة كانت تتخيل أن ماتيوس ينتظرها حتى تكبر ليقول لها إنه مجنون بحبها ..
كانت الفتيات في تلك الأيام يحسدنها وعندما كانت تحل أيام الرياضة والخطب المدرسية , كانت صديقاتها يرغبن في التعرف إلى خالها الوسيم , في ذاك الوقت كانت تترقب بفارغ الصبر أيام العطل التي تتيح لها بأن تكون معه . ولكن منذ بلغت السادسة عشرة وهو يجد أعذارا لا تنتهى ليتجنبها , وأتت ذورة الإذلال عندما أعلمها أنها أصحبت راشدة مسؤولة .
افترضت انها ملومة جزئيا بسبب رأيه فيها , غير أن إهماله لها هو ما قادها إلى التفتيش عن طرق لجذب اهتمامه . ولم تكن طرق متعلقة في أكثر الأحيان . فعندما اشتري لها سيارة الهوندا في عيد ميلادها السادس عشر , لم يرد أن تقودها إلى أبعد من السور الذي يحد حديقة الخضار والذى حدث للأسف أنها اندفعت بشكل مخز بين شتلات الفريز الثمينة التي يملكها السيد دايلي , لتدمر كل المساكب ولتنتزع بعض الشجرات من جذورها .
كانت عقوبة فعلتها منعها من القيادة مدة شهرين . عندما عادت إلى الدرجة الهوائية مجددا , كان معظم الإحساس بلذة التجربة الجديدة قد تلاشي . بعد ستة أسابيع , نجحت في امتحان القيادة ومذ ذاك الحين امتنعت عن التصرف بتلك الطريقة الخرقاء .
كان فى حياتها أحداث مؤسفة أخري .. كتسلق إحدى أشجار التفاح في البستان , وإدعاء عدم قدرتها على النزول . كانت تتوقع أن يتسلق ماتيوس الشجرة ليساعدها .. ولكن السيدة فلاندرز استدعت فرقة الإطفاء فكان أن مرت ليا بتجربة محرجة عندما حملها أحد رجال الإطفاء الشبان على كتفه , وكأنها كيس البطاطس .
ولكن الحادثة التي سببت أكبر قدر من الإزعاج , وقعت منذ أسابيع قليلة . في إحدي الأمسيات الحارة من شهر حزيران , قررت السباحة في المسبح في منتصف الليل , وهناك ضبطها ماتيوس تخرج من الماء شبه عارية .
رنت ليا بطرف عينيها إلى جسد الأنسة لورد الأنيق , فرأت أنها لم تجرب قط السباحة وهي شبه عارية في كل حياتها . فهي لا تستطيع تصور الآنسة المهيبة المتزمتة ترمى برقع المدينة , أو تتصور شعرها مبتلا وأشعت .. لامست ليا شعرها الأسود الحريرى , المضفر في ضفيرة واحدة فوق كتفها . تذكرت أنها كانت مسرورة بطوله الذي أخفي تورد وجهها حياء , وتذكرت كذلك الكلمات القاسية التي أطلقها ماتيوس والتي جعلتها تتمني الموت خجلا وارتباكا .
أفسحت الطرقات الضيقة في " ستافورت " مجالا لظهور جمال غابات " جاكوب هولو " . أما " ماتلوك إيدج " فتقع بين أحضان جمال وادي " النيدل " الممتد الذي لايمت إلى القرن العشرين بصلة إلا عبر مداخن مصنع " ديكون " للمنتوجات الصوفية . كان آل ثورب يتعاطون أيضا صناعة الأقمشة وتجارتها فقد أسس جد ماتيوس الشركة فكان أن أنتجت الخيوط الصوفية المعروفة باسم " ثورب وارستد " في كل منطقة " وست رايدنغ " منذ عام 1908 .. وبعد الجد جاء أبو ماتيوس الذى نوع أعماله واستثماراته , ولكن لماتيوس نفسه اهتمامات مختلفة في صناعات أخري , غير أن المصنع الأساسي استمر في الإنتاج .. اضطرت مصانع أخري للإقفال خلال الكساد الإقتصادي الأخير , ولكن آل ثورب تمكنوا من رفع رؤوسهم .
_ أيبعد المكان كثيرا ؟
أخرج سؤال الآنسة لورد ليا من أفكارها , فنظرت إلى الراكبة لا إراديا وهزت رأسها .
قالت : " لا " ثم هزت كتفيها لتضيف في غير اكتراث .
_ هذا هو المنزل .. هناك , يفصلنا ميل واحد عن مدخل الأملاك .
تأملت الفتاة الأكبر سنا باهتمام ظاهر المبني الحجري المطل على الحقول والغابات .. في الواقع تبدو " ماتلوك ايدج " مؤثرة حقا ..إنه بيت من النوع الذي يتمني أي إنسان أن يكون ملكه , فطالما أحست بالفخر وهي تظهر للناس أنه بيتها .. ولكن الآنسة لورد كانت مختلفة .. فحدس ليا ينبئها بان هذه المرأة ستحدث تغييرات غير مرحب بها في حياتها . تمنت من كل قلبها لو امتنع ماتيوس عن توظيفها لتكون رفيقة لها .
ارتدت الآنسة لورد في مقعدها وابتسامة خفيفة على شفتيها .
سألت كأنما لنفسها :
_ إذن , هذه هي " ماتلوك ايدج " .. لابد أن خالك رجل ثري .
لم ترد ليا بل عضت على شفتها وهي تحس بتعاسة أن تصريحها السابق عن اهتمام هذه المرأة بخالها لم يكن بعيدا عن الواقع . فعلى ما يبدو أنها لا تجد ضيرا في الانضمام إلى لائحة التائقات ليكن سيدات " ماتلوك ايدج " .. برز فك ليا سخطا .. لا يعقل أن يكون ماتيوس مهتما بالآنسة لورد . . ؟ لن يرغب , بوجود العديد من النساء , في التورط مع مربية قريبة .. بكل تأكيد ! ارتجفت شفتا ليا .. لماذا تهتم ؟ سألت نفسها بغضب , كان في حياته نساء من قبل ولا شك أنه سيكون فيها أخريات .. فلماذا الاعتراض بهذه القوة على مرشحة أخري ؟
الحقيقة أنها لم تر منذ تركت المدرسة امرأة في " ماتلوك ايدج " .. فالفاتنات اللواتي كن يلاحقنها في غرفة المدرسة في طفولتها انسحبن , فما عادت مضطرة إلى ارتداء فستان الحفلات الرسمي أو مراجعة قصيدة شعرية لتلقيها على المتشوقات إلى الاختلاء بماتيوس .
لا تعرف ليا متي أدركت أن هذا هو هدفهن .. فهي لم تكن طفلة نبيهة . ولكنها تدريجيا بدات تفهم سبب التصاق هذه النسوة به .. فهو رجل جذاب بل جذاب جدا .. ماتيوس طويل , نحيل , غير مكتنز العضلات , لين الحركة رشيق . في الواقع أن قسمات وجهه غير سويه قليلا : فوجنتاه عاليتان , أنفه غير مستقيم تماما , وذقنه تدل على قوة لا تلين , ولكن عينيه هما اللتان تضيفان على وجهه الجاذبية الكاملة .. وهما قادرتان على رمي أي شخص برماح فولاذية حية , أو إذابة الثلج بنارهما الزمردية .. تذكرت ليا هاتين العينين عندما مات والدها وزوجته .. كانت زوجة أبيها شقيقة ماتيوس الوحيدة .. أحست اليتيمة ذات السنوات الأربع برقتهما ولطفهما المحب . ما زالت تذكر كيف ضمها بين ذراعيه وحملها بعيدا لتنسي ذكريات موت والدها وزوجته وهما عالقان في سيارتهما تحت عجلات سيارة شحن مزدوجة .. ومنذ ذاك الحين وهو يحملها , بطريقة أو بأخري .
كانت أبواب الأملاك مفتوحة على مصاريعها .. حك ميردوك العجوز حارس البوابات رأسه ساخطا حينما مرت ليا به .. لا شك أنه يتساءل عما تفعله بسيارة اللاندروفر .. تمنت ألا تلاحظ عيناه العجوزتان الراكبة التي ترافقها .
تفصل قطعة أرض منحدرة المنزل عن الطريق , تحيط بالمنزل أشجار سنديان ودردار .. تعرف ليا أن والد ماتيوس اشتراه في مطلع شبابه . يربي ماتيوس الخيول وتعتبر الأرض حول المنزل خاصة , أما سائر الأملاك فمؤجرة للمزارعين الذين كانوا يزرعون أشجار الفاكهة الخاصة بهم , والخضار .
سألت الآنسة لورد , واللاندروفر يتقدم نحو البوابة البيضاء التي تفصل الحديقة عن المنزل وعن موقف السيارات :
_ من يقيم في المنزل . إنه كبير جدا ! لاشك أن فيه دزينة غرف نوم ! أنت لا تعيشين فيه بمفردك مع خالك ؟
_ ولماذا لا ؟ لا أحتاج أنا وماتيوس إلى أحد إلا إلى الخدم طبعا ..
داست على المكابح بعداء لترمي الفتاة الأخرى إلى الأمام في مقعدها .
اغتنمت الآنسة لورد فرصة نزول ليا لتفتح الباب الأبيض , لتستعيد توازنها . عندما عادت إلى اللاندوفر قالت لها بحدة :
_ عليك فعلا التوقف عن التصرف كطفلة .. أعتقد أن خالك يتوق إلى اليوم الذي تبتعدين فيه عن كاهله .
شدت ليا فكها : " خالى .. كما تسمينه , ارتكب غلطة باستخدامك , آنسة لورد . و إن لم تعجبيني وجدت نفسك في أقرب وقت في طريق العودة إلى لندن " .
- لا أظن ذلك , فقد حذرني السيد ثورب من طباعك الشرسة .. قال إنك متوحشة مدللة .. وإنه مستعد للموافقة على كل ما أفعله في سبيل إبعادك عن كاهله .
_ هذا غير صحيح !
خرجت الكلمات منها بغضب , مع أن عقلها يقول لها ألا تظهر مشاعرها أمام هذه المرأة . فعليها مهما قال ماتيوس ألا تدع هذه المرأة على معرفة بما قد يؤثر فيها .
قالت الآنسة لورد بعذوبة وهي ترفع يديها لتشير بهما :
_ آسفة .. لكن هذا صحيح .. ألا يجب أن تقفلى الباب وراءك ؟ أشك في أن يرغب خالك في خروج جياده لتدوس الورود .
قفزت ليا من السيارة حانقة لتقفل الباب .. وراحت تكبح وخز الدموع من عينيها .. قالت لنفسها , لا يعقل أن يخبرها ماتيوس بذلك ! لا يعقل .
ليس سهلا عليها إخفاء مشاعرها عن الآنسة لورد , لأنها لم تحاول قط إخفاء مشاعرها . كانت تتصرف دوما باندفاع وتهور ولم تكن تخفي شيئا عن ماتيوس , واعتقدت أنه يتصرف بالطريقة ذاتها كذلك . لم تظن قط أن مشاعره وأفكاره تختلف عن مشاعرها وافكارها , وهي لاتتوقع منه تصرفا كهذا . أيعقل أن يتحدث عنها أمام امرأة غريبة ؟ أحست بالألم والإذلال , كما حدث في تلك الليلة في المسبح .
هناك قبل الوصول إلى المنزل بقعة مرصوفة بالحصي في وسطها بركة , قادت ليا السيارة بهدوء حتى وصلت إلى حيث تريد .
ترجلت الآنسة لورد وهي تحدق فيما حولها بسرور ظاهر . نظرتها استوعبت الواجهة البارزة التي تعلو الباب والنافذتين على جانبيه , ثم امتدت إلى أجنحة المنزل الطويلة .
قالت الآنسة لورد بحماس : " جميل " . ثم استدارت إليها مبتسمة إبتسامة ماكرة بعد انفتاح الباب وراءها فجأة .
تسمرت ليا في مكانها وهي توشك على الانطلاق , لكن وجه مديرة المنزل الحنون أطل عليها , نظرت بذهول إلى الوافدة الأنيقة المظهر وإلى اللاندروفر المغبر , الذى كانت ليا تمسك مقوده .
صاحت السيدة فلاندرز بنفاد صبر : " لم تذهبي أنت لملاقاتها .. آه " .
نزلت بسرعة الدرجات المنخفضة لتستقبل الموظفة الجديدة , مدت لها يدها :
_ أنت الآنسة لورد .. هل كانت رحلتك مريحة .. لا بد أنك متعبة بعد طول المسافة .
ردت الآنسة لورد بعذوبة :
_ لم تكن المسافة طويلة إلى هذا الحد . لكن يجب أن أعترف أنني مسرورة لوصولي .. يبدو أن ظهري قد تلقي عطبا دائما .
قالت ليا : " اللاندروفر مصنوع لأغراض عملية لا للراحة " .
لكن السيدة فلاندرز ألقت عليها نظرة ملؤها التوبيخ وسارعت تقول :
_ يجب أن تبعدي السيارة عن هنا , فقد يعود السيد ثورب و أشك في أنه يوافق على اختيارك مثل هذه السيارة لملاقاة الزائرة .
احدودبت كتفا ليا التي قالت : " الحقائب في السيارة " .
عادت السيدة فلاندرز إلى المنزل تستدعي سام بولي العجوز ليساعدها . لكن ليا لم تستطع ترك العجوز ينزل الحقائب وحده . ترجلت من السيارة والإحباط ظاهر على وجهها وسارعت إلى إنزال الحقيبتين , ثم عادت لتدير المحرك .
كان جورج ماتيسون , الشاب الذي يعتني بسيارات الأملاك والذي يقودها أحيانا وقت الحاجة , في فناء الكاراج يلمع المرسيدس البرونزية التي كان على ليا استخدامها لملاقات الآنسة لورد . انتفض عندما داست ليا على المكابح . دار حول اللاندروفر ليفتح لها الباب وقال حالما خرجت :
_ أراك متوردة الوجه .
نظرت إليه ليا .. كانا فى طفولتهما يلعبان معا في الحقول والغابة وحول مزرعة " ماتلوك " وتلك الألفة ما زالت موجودة .. ردت ليا وهي تدس يديها في جيبيها الخلفيتين :
_ إنها هنا .. وهي بغيضة كما تصورتها .
_ بغيضة ؟ ألم تقولي أن ماتيوس وصفها على أنها امرأة نحيلة , شقراء .
قاطعته بغضب :
_ أوه .. هذا صحيح .. ما أقصده ..حسنا , أنها لم تحبني !
رد بلطف : " ألاتقصدين أنك أنت من لم يحبها ؟ "
كان فى التاسعة عشرة , يكبرها بسنتين لكنهما متساويان في الطول تقريبا .. ليا فتاة طويلة , ولكنها لا تبلع قوام الآنسة لورد الممشوق .. لاحظت في الأشهر الأخيرة نظرة غريبة في عيني جورج عندما ينفرد بها تعلم أنه يجدها جذابة وهو جذاب أيضا , ولكن ماتيوس يحتل أفكارها ونادرا ما تنظر إلى جورج كأكثر من صديق طيب .
أسندت ظهرها إلى السيارة مطمئنة إلى تفهمه .. حتى السيدة فلاندرز انقلبت ضدها , وإذا أخبرت الآنسة لورد ماتيوس عن اللاندروفر ..
_ ما بك ؟
أمسك جورج ذيل شعرها المصفر بين أصابعه , وشده بتعاطف فاستدارت تنظر إليه .
_ لماذا تسأل ؟
قاومت رغبة ملحة تدفعها إلى الإفضاء بسرها .
_ اعرفك نعم المعرفة , واظن أن ما يقلقك هو شيء قالته هذه المرأة .. ماذا جري ؟ هل قالت انها وماتيوس أكثر من صديقين ؟ أوه .. هيا الآن ليا , لن تكون المرة الأولى ؟ فطالما حامت النساء حول " ماتلوك ايدج " .
ارتفع ذقن ليا : " قالت إن ماتيوس وصفني بالمتوحشة المدللة " .
كانت تتمتم ببؤس ولكن صوتها ارتفع عندما لم يستطع جورج كبح ضحكته .
_ لا أظن أن ما قلته مضحكا .
صاح جورج وهو يمسك بها : " لكن .. ألا ترين ؟ أنت فعلا متوحشة مدللة .. ولهذا أنت غاضبة ؟ "
_ لا , لست غاضبة .
أحست بالسخط , لكن منظر وجه جورج الضاحك عداها , فتمتمت وهي تدفعه في بطنه :
_ أنت قذر !
ذعرت عندما أحنى رأسه فجأة نحوها .. كان عناقه ملحا ومفاجئا , لم تتوقع منه على الرغم من صداقتهما له تصرفا كهذا .. صحيح أنهما عبثا معا مدة سنوات طويلة , إنما لم يصل بهما الأمر يوما إلى هذا .. كان يضغطها إلى حافة اللاندروفر , فأحست بالاشمئزاز .
_ بحق الله ! ماذا تفعلان ؟
جعلهما التوبيخ الأجش يفترقان , أدركت ليا فيما بعد أن ماتيوس كان غير قادر على كبح اندفاع شديد إلى ضربهما معا , وهي لم تسمع بسبب عناق جورج الملتهب صوت سيارة خالها .. استدارت فرأت البورش الخضراء متوقفة على بعد خطوات . كان الباب مفتوحا بسبب ترجله من السيارة كالثور الهائج , فسارعت تثبت بصرها على السيارة الأنيقة متجنبة النظر إلى وجهه الغاضب القاتم .
صاح مجددا , وقد تقدم خطوة نحو جورج الذي تنحي جانبا بصمت :
_ سألتك ماذا كنت تفعل ؟ اللعنة عليك ماتيسون .. أيجب أن أنتزع منك الرد انتزاعا ؟ منذ متي وأنت على علاقة بها ؟ منذ متي ؟
تمتمت ليا لا إراديا :" لم يسبق أن لامسني جورج . كان يعانقني فقط لذا لا داعى إلى هذا الغضب كله " .
أرادت في تلك اللحظة إبعاد المسؤولية عن جورج , وفي الواقع أنها هي السبب في ما حدث فقد هرعت إليه متوسلة عطفه وشفقته .
على أى حال , كان بإمكانها توفير أنفاسها .. فقد تجاهلها ماتيوس , وتقدم أكثر نحو جورج الذى اضطر إلى رفع رأسه لينظر إليه ..
قال بوحشة : تذكر هذا جيدا . إن وضعت إصبعك ثانية عليها سأحطم عنقك اللعين ! أسمعتني ؟
مط جورج شفتيه إلى الأمام في محاولة يائسة للتحدي : " سمعتك " .
ولكن ماتيوس كان قد ارتد على عقبيه , قائلا لليا بعبوس وهو يتجه إلى المنزل :
_ هيا معي .
ألقت نظرة مواساة نحو جورج ثم ابتعدت إذ لم يكن لديها خيار إلا الطاعة .




* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 02:23 AM   #6

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk

2 - دروس في التهذيب


عندما كانت تستعد ليا للعشاء ذاك المساء وجدت نفسها تتذكر الدقائق العاصفة مع ماتيوس مرات ومرات . حاولت أن تستكشف لماذا حصل هذا , وكيف . لولا وصول ماتيوس في الوقت غير المناسب , ولولا إساءته تفسير ما رأى ولولا عدم تصرفها غير الناضج , لما كانت تحس الآن بمثل هذا البؤس .
جلست إلى المقعد الصغير أمام طاولة الزينة , تتأمل صورتها بكآبة وقرف . طالما بدت بسبب الدموع مبقعة الوجه بالاحمرار , منتفخة العينين . وقد بكت الآن أكثر من ساعة بعدما تركها ماتيوس تصعد إلى غرفتها .. وها هو أنفها يبدو كأنف شخص مصاب بالزكام , ولا تظن أن الماكياج قادر على إخفائه .
لماذا تشعر بعد كل شجار بانها ضحية ؟ وكيف يستطيع ماتيوس بعد كل شجار صرف النظر عنها في لحظة إذ سرعان ما يتحدث إلى السيدة فلاندرز بلهجة عادية ؟ هذا ليس عدلا ! لم تعد طفلة .. ولكنه يصر على معاملتها كطفلة .
لم تكن غاضبة بسبب تلك المعاملة التي عامل بها جورج بل على العكس فلو صدقت مع نفسها لاعترفت بأن ظهورا أراحها فقد حذرتها تصرفات جورج من المخاطر الكامنة في علاقتهما خاصة وانها غير مهتمة به أبدا .
على أى حال , لم يكن ماتيوس مستعدا للسماح والنسيان , فما أن ابتعدا عن مرمي السمع حتى ألقي عليها نظرة ملؤها الازدراء .
_ منذ متي ؟ منذ متي وأنت تسمحين لهذا القزم الأبله يلمسك ؟
- لم يلمسني .. لم يكن هذا .. ما أعنيه , أن الأمر ليس كما تظن ماتيوس .. الأمر فقط .. حسنا , عندما أعدت اللاندروفر تعاطف معي .. وأعتقد أنني أنا السبب .
توقف ماتيوس فجأة أمام البوابة التي تقضي إلي الحديقة .
_ ماذا تقصدين ؟ هل اصطدمت بشيء باللاندروفر ؟ لقد حذرتك سابقا من القيادة بسرعة .
قاطعئه يائسة : " لم أقد بسرعة .. ولم يقع لي أى حادث " .
_ لماذا إذن الحاجة إلي التعاطف معك ؟ ماذا حدث ليا .. ؟ ماذا فعلت ؟ من الأفضل ان تخبريني أنت قبل أن تخبرني السيدة فلاندرز .
رفعت إليه وجهها بوجل وخوف , لأن ما تفكر فيه لم يعجبها .
_ أتعني .. أنك لم تر السيدة فلاندرز ؟
_ لا .. توجهت مباشرة إلى الكاراج .. لماذا ؟
هبطت كتفاها إحباطا :
_ أوه .. يا إلهي ! ظننتك عرفت بل ظننت أن هذا هو سبب غضبك ..
صاح متوترا : " عرفت ؟ ماذا عرفت ؟ حبا بالله ليا , أدخلى مباشرة بالموضوع .. ما المفروض بي أن أعرفه ؟ "
هزت رأسها : " ألا تذكر ؟ "
_ ماذا ؟
_ أين .. أين طلبت منى الذهاب بعد ظهر اليوم .
_ أين طلبت منك الذهاب ؟ لا .. لا أذكر .. اللعنة .. بلى ! بلى طبعا .. أذكر جيدا !
نظر إليها والفهم يزحف إلى وجهه :
_ اللاندروفر ! ذهبت لملاقاة كاتي لورد باللاندروفر ! ياالله نسيتها !
طمأنها قوله هذا ولكن طمأنيتها لم تعمر طويلا . فقد جف الدفء من وجه ماتيوس , وأحرقت عيناه وجهها , وصاح بغضب عنيف :
_ أيتها الكلبة الماكرة .. أيتها المؤذية المتوحشة .. ! أنت تستحقين ضربا مبرحا وسيحدث هذا في يوم ما .
شدتها كلماته الشرسة من حافة الشفقة على النفس , وجمعت ما تبقى لها من ثقة بنفسها , لتواجهه بشجاعة :
_ إن من هو أفضل منك لن يتجرأ أو يقدر على ذلك يا ماتيوس ثورب !
انتزعت نفسها من قبضته وهرعت نحو باب المطبخ ... ومن هناك ارتقت الدرج الخلفى المفضى إلى الطابق العلوى ، كانت تشك فى أن يلحق ماتيوس بها ، وكانت على حق ، ومع ذلك لم تتوقف حتى أقفلت باب غرفتها وراءها .
نهضت الآن عن كرسى طاولة الزينة لتنظر إلى ما حولها بعينين مضطربتين ، لقد مرت ثلاث ساعات على مواجهتهما ... وهى تخشى مما ستجده عندما تنضم إليه وإلى كاتى لورد على العشاء ... كانت السيدة فلاندرز قد نقلت إليها الأمر ولكنها لما رأت الوجه المغرورق بالدموع صاحت :
- كان عليك التصرف بطريقة عقلانية . الأفضل أن ترتدى ملابس أفضل من هذه فقد أرسلنى خالك لأخبرك أنه بانتظارك على العشاء هذا المساء ... يريد منك مقابلة الشابة التى وصلت اليوم .
تمتمت ليا " سبق أن قابلتها ".
ولكن السيدة فلاندرز نظرت إليها غاضبة وقالت :
- سمعت أنك رفضت التحدث بطريقة محترمة مع الشابة . إن كنت لا تريدين أن يصعد ماتيوس إلى غرفتك ليجرك من شعرك ... فأسرعى بالنزول .
تنهدت ليا وهى تفكر ، ثم مررت أناملها على دثار السرير الحريرى . عليها إرتداء ما هو مناسب لهذه الأمسية ... ولكنها تتمنى لو تستطيع تجاهل الدعوة إذ لم تكن فكرة تناول العشاء برفقة كاتى لورد مستساغة ، ومهما قال ماتيوس فلن تسامحه أبدا على الطريقة التى كلمها بها .
تطل غرفتها على جانب المنزل وما خلفه ، فيمينا تمتد منحدرات " جاكوب هولو " الغنية بالغابات حيث بدأت الخفافيش تجولها الأعمى فى ما بين الأشجار . وشمالا ملاعب التنس والمسبح .. الغرفة نفسها واسعة ومنسجمة مع محيطها . ففيها خزائن طويلة ثابتة وطاولة زينة مربعة ، ومرايا ذات إطارات محفورة وسرير ضخم يتسع لنصف دزينة من الأشخاص .
تذكرت ليا خوفها عندما وضعها ماتيوس للمرة الأولى فى هذا السرير ، ولكنه كان قادرا دائما على تهدئة مخاوفها الطفولية .. تعرف أنه أمضى عدة ليال معها بسبب إستيقاظها مذعورة من كابوس مرعب وطالما وجدته معها يهدئ روعها ويبعث الطمأنينة إلى نفسها .
اعترضت والدته التى كانت تعيش فى " ماتلوك ايدج " فى تلك الأيام ، بعد موت زوجها . كان ماتيوس فى الثامنة عشرة من عمره عندما مات والده . فى ذاك الوقت ترك الجامعة ليدير شؤون أبيه ، وكان فى العشرين من العمر عندما جاءت ليا لتعيش معه ومع أمه ... ولكن الأم لم تترك فرصة سانحة إلا وأنبته على قراره المتهور ...
- ليست الطفلة بقريبة لنا ، سيتكلم الناس ماتيوس !
غير أن محاولاتها باءت بالفشل إذ كان ماتيوس مصرا على موقفه .
فتحت ليا أبواب الخزانة تنظر إلى الثياب مفكرة . الحمد لله لأن السيدة ثورب لا تعيش هنا الآن إذ لم توافق قط على قرار إبنها ، ولم تترك فرصة إلا نكدت فيها عيشة الفتاة بسبب مجيئها إلى ماتلوك ايدج .
مع مرور الأيام ، تعلمت تجاهل نظرات الشفقة وإهانات وانتقادات السيدة ثورب التى كانت تنغرز فى ضلوع ليا بقسوة وإيلام والتى ما كانت تبدر منها إلا عندما يكون إبنها بعيدا . ما إن بلغت ليا العاشرة حتى غادرت السيدة ثورب المنزل لتعيش فى مانشستر ... فقد كانت تملك شقة هناك وقد دأب ماتيوس على زيارتها شهريا ولكن وجود ليا المستمر تسبب بصدع بينهما يصعب وصله ... لم تثر الثياب التى تواجهها حماستها . فهى تفضل الجينز أو السراويل الصوفية على هذه الفساتين القديمة الطراز . لقد اعتادت مؤخرا على تناول الطعام فى غرفتها ، حيث كانت تقضى الأمسية أمام التليفزيون النقال وكانت تفضل ذلك على الجلوس فى غرفة الطعام .
أما عندما تنضم إلى ماتيوس للعشاء فتكون ملابسها عبارة عن بلوزة وتنوة ، لكنها تعلم أن كاتى لورد لن تحضر إلى العشاء بملابس عادية .
أخرجت باندفاع فستان سهرة ارتدته في مناسبة ما قبل سنتين .. كان فستانا كثير الأهداب , مصنوعا من قماش رقيق .. ولكنه حتى في تلك الأيام لم يكن يناسبها . إنه فستان اختارته باندفاع أخرق لتظهر فيه بمظهر المرأة الراشدة ولكنها الآن لا تفهم كيف اختارته . يا لذوقها السقيم !
ماذا لديها سواه ؟ لو طلبت من ماتيوس ملابس جديدة لاشتراها لها , ولكنها كانت مشغولة بركوب الدراجة على الظهور بمظهر المرأة الجميلة . لقد فات الأوان وعليها ارتداء ثوب من هذه المجموعة بسرعة قبل أن يجد ماتيوس سببا آخر للغضب .
قررت وبعد حمام سريع ارتداء بلوزة وتنورة , كما في السابق . كانت تحاول جاهدة إقفال أزرار البلوزة عندما انفتح باب غرفتها , ولأنها ظنت أن القادمة هي السيدة فلاندرز سارعت إلى القول بتوسل .
_ أعرف .. أعرف .. لكنني لا أتمكن من تزرير البلوزة ..
توقفت فجأة عندما شاهدت ماتيوس وراءها . كان يرتدي ثياب العشاء وهي عبارة عن بزة خفيفة بنية تناسب مع بشرتة السمراء وشعره الأشقر . كانت البذلة ملتصقة بجسمه الرشيق بأناقة , تزيد من إبراز خطوط جسده وطول ساقيه القويتين .
_ أوه !
استدارت بحدة عندما رأته , وأحنت برأسها لتركز على ما تفعل .. ولكن ليس قبل أن تلاحظ أنه لا ينظر إليها الآن بغضب .
قال باختصار : " هاك , سأساعدك ".
تقدم من الخلف حتى أصبح ظلهما للحظات واحدا أمام النور الخفيف ..
تمتمت : " لا , أعنى أنك .. لا تستطيع ".
أكملت تزرير البلوزة بسرعة فتركها وسار في الغرفة وكأنه لا يريد أن يقول ما يجب أن يقال . أخيرا , التفت إليها , وقد عاد بعض الغضب إلى وجهه وعينيه :
_ اسمعي .. أظننا كنا أخرقين بعد ظهر اليوم . أعترف أننى تكلمت بتسرع . لا أقول إنه لم يكن هناك مبررا لما قلت ... لكن .. حسنا لم أقصد أن أجرحك كما فعلت .
ارتعشت شفتا ليا , وأدارت له ظهرها لتفك الرباط الجلدي الذي يمسك بضفيرتها , وقالت بصوت منزعج مرتبك :
_ ومن قال إنك جرحتني ؟
أطلق ماتيوس شتيمة مخنوقة قبل أن يتقدم إليها :
_ اخبرتني السيدة فلاندرز أنها وجدتك تبكين .
شدت ليا بعنف على شعرها الذى كانت تفك ضفيرته:
_ أوه .. السيدة فلاندرز !
أبعد يديها مرة أخرى ثم راح يتولى فك ضفيرتها .. ليترك الشعر الكث ينسدل بين أصابعه .
_ أعتقد أننى بالغت في ردة فعلي . ستبلغين الثامنة عشرة السنة القادمة , وهو عمر مناسب للزواج . وهو عمر لا يخولني أيضا الاعتراض على اختيارك السماح لماتيسون الشاب بمعانقتك .
انتزعت شعرها من قبضته , ومدت يدها للفرشاة :
_ آه ! لاتكن سخيفا !
ظننته لبرهة من الزمن نادما على غضبه الذي اشتعل عندما عرف بمعاملتها للآنسة لورد ولكنه عوضا عن ذلك سامحها على ما فعله جورج .
أضافت صائحة بحدة :
_ لست مهتمة " بماتيسون الشاب " كما تسميه ! ولا تعاملنى بهذه الطريقة المتساهلة ماتيوس , فلست والدي !
رد بحدة استجابت لحدتها :
_ ربما لست والدك . ولكنني في عمر يؤهلني أن اكون والدا لك , والآن بعدما اتضح لي أنك غير راغبة في مسامحتي فسأذهب , وأدعك تنهين زينتك .
لم تغب عنها السخرية في كلامه فتاقت إلى أن تقول شيئا يزيل نظرة الخبث عن وجهه .. إنما لن تستفيد من إثارة عدائيته ثانية , خاصة وصورة الأمسية تلوح أمامها , وكأنها زيارة لطبيب أسنان ..
قالت بهدوء : " شكرا لك " .
وتركته حتى وصل الباب ثم أضافت بلهجة متسامحة :
_ مسرورة أنا لأنك لم تعد غاضبا منى ماتيوس .
رد وفمه يلتوي اعترافا بردة فعلها المضادة :
_ لا أذكر أننى قلت إننى غير غاضب .. لكننى أريد منك أن تعرفي أننى ليست غير مكترث بواقع أنك تكبرين .
التفتت إليه , كان شعرها ملتفا على كتفيها , وجهها مشعا بأمل فجائي . قالت بإثارة : " أتظن ذلك ؟ أحقا أنك تظن ذلك ؟ "
_ أجل .. تجعلينى أبدو عجوزا .
قبل أن تستطيع الرد , خرج من الغرفة .
كانت الأمسية بالبشاعة التي توقعتها ليا . تناولوا العشاء في غرفة طعام العائلة وهى إحدي الغرف الصغيرة في " ماتلوك ايدج " فيها طاولة مستديرة , عمرها قرن . تطل في وضح النهار الغرفة على شرفة تقع في آخر المنزل .
كما توقعت ليا ,حضرت كاتى لورد للعشاء أنيقة فقد ارتدت فستانا من الشوفين الحريري الأزرق الفاتح تاركة الحرية لكتفيها , لم تكتسب اللون الأسمر من الشمس كحال ليا التي اكتسبته منذ الطفولة .. بل كانت بشرتها بيضاء بياضا لم يسبق أن شاهدت مثله .
أحست ليا , بتنورتها الكحلية المثناة وبلوزتها البيضاء أنها عادت من جديد تلميذة صغيرة . عرفت أن الآنسة تستمتع بهذا التباين الواضح بينهما .. وتمنت لو ارتدت الفستان القديم الطراز . كان ماتيوس على الأقل سيلاحظها وهى ترتديه .
سرعان ما بدا واضحا أن كاتي لورد قد استفادت من الوقت الذي أمضته ليا " حيرانة " في غرفتها .. فقد كانت و ماتيوس على اتم اتفاق , ولن تبدى دهشة إن نادته باسمه الأول .. ولكنه لم تفعل , بل استمرت تناديه بالسيد ثورب , مع أنها كانت تلفظ اسمه بمودة وألفة . كان الحديق يجري بينهما بسلاسة , وكأنهما متعارفان منذ سنوات لا منذ ساعات .
قال ماتيوس لكاتى :
_ كنت أيضا محظوظا لأننى ذهبت إلى حفلة أندرو تورنر , فنحن لسنا صديقين بالفعل بل زملاء وما ذهبت إلى هناك إلا لمحادثته بشأن طلب استيراد .
ردت كاتي لورد باهتمام ملح :
_ كنت أيضا محظوظة .. اعني , أننى لم أكن أعرف ما كنت سأفعل , كان إيجار شقتي قد استحق وأنت تعلم أن مؤهلاتي لا تؤهلني إلى وظيفة عادية .
تدخلت ليا بأدب متجاهلة تنفس ماتيوس الحاد :
_ وما هى مؤهلاتك آنسة لورد ؟
ضحكت الفتاة ضحكة متسامحة :
_ آه ! أخشى أنى مثلك تربيت دون أن أهيا نفسيا لمستقبل أضطر فيه للعمل . كان والدي مؤلفا ناجحا للكتب التقنية .. لكن حين مات كانت واجبات الجنازة معقدة لي .. وتركتني مفلسة , لا أجيد إلا إرتداء الملابس الأنيقة والظهور بمظهر جميل .
أدارت عينان عاجزتان إلى ماتيوس وهي تقول هذا , فأحست ليا بأنها ترغب في التكور مبتعدة من شدة الإحراج . يا الله ! أتظن كاتى حقا أنها ستنجو بكلامها هذا .. ؟ لكن يبدو أن ماتيوس تقبل كلامها بدون أن يضحك , وقال :
_ هذه مؤهلات مثالية بالنسبة لي .. أعتقد أننى ملام لأننى تركت ليا تفعل كل شيء إلا تهذيب تصرفاتها . أظن أن الوقت حان للبدء في أن تتصرف تصرف ابنة الأخت المهذبة . كانت والدتي على حق عندما قالت إننى تركتها تترعرع كغجرية !
شهقت ليا ولكن قبل أن تجيب قالت كاتي :
_ أجل .. وكل ما أمله أن تكون مستعدة للإصغاء لي .. فالإنسان قادر على تعليم من يريد أن يتعلم .
رد ماتيوس بطريقة تثير الأعصاب : " واثق بأنها ستصغي " .
اشتد ضغط فكي ليا بسبب تعمد إثارتها .. كانا يتحدثان وكأنها غير موجودة .. أحست برغبة طفولية في الخروج من الغرفة ولم تذعن إلى رغبتها , بل نظرت إلى ماتيوس نظرة ساخرة كتلك التي يحدجها بها , وسرعان ما تلاشت السخرية عن وجهه ليحل محلها التفكير الكئيب ..
قاطعت كاتي أفكارهما : " منزلك جميل " .
تأكدت ليا أن الفتاة لاحظت ان اهتمامه قد عاد فجأة إليها , ولذلك تحاول أن تشغل تفكيره :
_ أهو ملك العائلة منذ سنوات طويلة ؟ لاحظت الحفر على الدرج .. أهو لجيبونز ؟
_ بل لفنان آخر معاصر له .. الواقع أن جدي اشترى المنزل في مستهل هذا القرن .
أنهت كاتي طعامها وأسندت ظهرها إلى كرسيها تنظر إليها بثقة :
_ إن هذا لمثير للاهتمام ! كان " دادي " يملك منزلا في كرونويل .. اشتراه بعد وفاة أمي .. فقد وجد أنه قادر على العمل هناك أكثر من لندن . كان عدد أصدقائه كبيرا , لذلك ابتعدنا .. فهو بحاجة إلى العزلة ليتمكن من الكتابة .
عادت ليا إلى التدخل عازمة على ألا يتجاهلاها :
_ أنا دهشة . لماذا لم يعرض عليك أحد أصدقاء أبيك عملا .. أعني , لهذا هم الأصدقاء , أليس كذلك ؟ لمساعدتك وقت الشدة واليأس .
اشتد ضغط شفتي كاتي :
_ لم أكن .. يائسة بالضبط ليا .. في .. الواقع .. عرضت علي عدة مراكز .. لكن المهم هو إيجاد العمل المناسب .
تبادلت مع ماتيوس إبتسامة تفهم . أضافت : " أنت تفهم قصدي , أليس كذلك سيد ثورب ؟ من المهم لفتاة تلقت تربيتي أن تجد عملا تشعر فيه بالراحة " .
هز ماتيوس رأسه : " أقدر لك هذا " .
ولكن ليا أصرت بشكل مزعج :
_ تقصدين أنك رفضت تنطيف الأرض أو العمل على الحاسبات في سوبر ماركت .
سرعات ما شاهدت أظافر كاتي تنغزر في راحتي يدها وهي تقاوم لترد عليها بطريقة مهذبة .. نظرت باتجاه ماتيوس نظرة متساهلة .
_لم يطلب أحد منى هذا النوع من الأعمال .
ولكن ليا لم تترك الأمر يمر ببساطة .
_ لا أري ما يمكنك فعله غير هذا .. أقصد , أنك قلت إنك لاتملكين مؤهلات ..
_ كفي ليا .
قطعت مقاطعة ماتيوس المفاجئة عليها ما تريد السيطرة عليه حتى النهاية .
_ تعرفين أن الآنسة لورد تتحدث عن ..
قاطعته الآنسة لورد : " آه ! كاتى أرجوك " .
_ حسنا , كاتي إذن ! أنا واثق أنك تفهمين ما تحاول كاتي قوله , وبما أننا نتحدث في هذا الموضوع فدعيني أقول إننى أتوقع منك أن تعاملي ضيفتنا بإحترام لم تظهريه حتى الآن . لقد اعتذرت لها عن استقبالك لها باللاندروفر , وكاتي مستعدة لمسامحتك ولنسيان الأمر وأنا كذلك , شرط ألا تكرري تصرفك مرة أخري .. هلا كلامي واضح ؟
_ كل الوضوح !
وقفت ليا متوترة وجهها يكاد يحترق من فرط الاحمرار .
_ والآن .. بعدما اتضح أنكما لا تحتاجان إلى أبدا حتى تناقشا مساؤئي , فهل تسمحان لي بالذهاب إلى الفراش لأننى أشعر بالتعب ؟
قال ماتيوس بحدة : " ليا " .
ولكنها كانت قد دفعت الكرسي إلى الوراؤ , تواجهه بتحدي متهجم .. فتمتم رافعا كتفيه :
_ لا بأس إذن .. اذهبي إلى الفراش , سأتحدث إليك ثانية في الصباح .
لم تستطع أن تتمنى لكاتي ليلة سعيدة ولكنها جاهدت حتى تتمتم :
" ليلة سعيدة وبعد ذلك تركت الغرفة , رافعة الرأس . جاهدت حتى تمنع دموعها من الانهمار .. لقد كان يومها كارثة .. وتخشى الأيام القادمة لأنها لا تتوقع أن تكون أفضل منه .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 08:56 AM   #7

لآنا

? العضوٌ??? » 11019
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 206
?  نُقآطِيْ » لآنا is on a distinguished road
افتراضي

الله يعطيك العافيه على هالمجهوود شكل الروايه روووعه


سلمت يمينك


لآنا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 10:48 AM   #8

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk



3_ من علم الطفلة ؟


قضم الجواد " آربر " قطعة السكر من يد ليا , وأخذ يشم جيبها باحثا عن المزيد .

تمتمت تمسح وجهها بأنفه الناعم : " آسفة ! ليس معي المزيد .. يجيب أن تشكرني فالسكر يؤذي الأسنان " .

صهل آربر صهيلا خفيفا في أذنها وأمسك ياقة قميصها بأسنانه يشدها بمحبة .. في الواقع هو جواد ماتيوس .. ولكنه كان يتلقي هموم ليا منذ جلبه إلى " ماتلوك ايدج " .. كان عمال الاسطبل يخشونه ولكنه كان مثالا للصبر والتعاطف مع ليا .
من المؤسف أن سكات ماتلوك لا يركبون حاليا الخيل كثيرا . عندما كانت ليا صغيرة اشترى لها ماتيوس جوادا صغير الجسم من نوع " البوني " , وعلمها الركوب . كانا معا يقطعان التلال والأودية حتى منطقة " الوست رايدنغ " .. ولكن منذ أن شبت وهو يدعي الأنشغال وكثرة العمل تجنبا لركوب الخيل معها . وإذا أتيحت لها الفرصة وجدته برفقة ضيوف دعاهم إلى منزله .
ما إن أصبحت في السابعة عشرة حتى تعلمت قيادة السيارات فكان أن هجرت الجياد , ولكنها كانت تأتي دوما لتزور آربر كلما احتاجت إلى الإفضاء بمشاكلها إلى أحد ما . تنهدت الآن باكتئاب لأنها أدركت أن مشاكلها الراهنة أكثر المشاكل صعوبة.
أيقظتها أصوات الرجال من استغراقها في التفكير . فاستقامت على مضض . كان بين الأصوات صوت ماتيوس . يكاد الوقت يبلغ السابعة صباحا .. ألا يمكنه ترك حتى هذا الوقت لها ؟ ألت تجد وقتا خاصا بها بعد وصول كاتي لورد إلى المنزل ؟
كانت الأصوات مسموعة ومع ذلك لم تستطع سماع ما كان يقال , ولكنها تعلم أن السائس لن يضيع وقتا في أن يقول لسيده إنها هنا .. ربما من الرحمة لها أن آربر موجود في الاصطبل خلال الليل , فهكذا ستتمكن من التسلل من الجانب الخلفى بدون أن يراها ماتيوس .. غير أن العتمة التي اكتنفت المدخل فجأة , سمرتها في مكانها مع أنها رفضت الاستدارة تجنبا لإلقاء تحية الصباح , وكأن ما حصل ليا أمس لم يحصل .
_ ليا !
كادت نبرة صوته المثيرة التي يستخدمها في مناداتها تجعلها تلين .. ولكنها استمرت في التربيت على رأس آربر , متجاهلة الصوت الذي أطلقه .
_ ليا .. أريد التحدث إليك .. فكوني مؤدبة واستديري لتواجهيني !
التفتت إليه وهي تمد ذراعيها فوق السياج الخشبي .
_ حسنا .. ؟ ماذا تريد ؟ هل دعوت الآنسة لورد لركوب الخيل معك , أتريد أن أرافقكما ؟
نظر ماتيوس إليها من بين جفنين ضيقين . كان يرتدي سترة خضراء طويلة لا أكمام لها , وسروالا مماثلا , فبدا لها جذابا بشكل لا يصدق .
_ أمر مؤسف .. لأننى كنت أنوي دعوتك للركوب .. إنما ما دمت لا تشعرين بالرغبة .
زمت ليا شفتيها ساخطة : " لاأصدقك " .
_ هذا ما قلته أنت لا أنا .
_ لا .. فأنت تعرف قصدي .
حركت رأسها متجنبة مداعبات أنف آربر .
_ لا أصدق أنك كنت تنوي دعوتي إلى الركوب , فأنت لا ترتدي الملابس المناسبة .
هز كتفيه ولوى فمه : " أستطيع امتطاء الخيل بهذه الثياب وبغيرها من الثياب . هل أفهم من قولك أنك لا ترغبين في إمتطاء الخيل ؟ " .
هزت كتفيها ثم نظرت إلى ساقي بنطلونها :
_ هل الآنسة لورد مدعوة ؟
_ لا .
رفعت بصرها إليه بدهشة : " ليست مدعوة ؟ " .
نظر إلى الفناء الخارجي :
_ لا .. والآن هل ترافقيني أم لا ؟ ليس لدي وقت .
سحبت ذراعيها من الوضع المتحدي , ورددت :
_ أعتقد .. أنني سأرافقك .
_ عظيم .. ستجدين ماكسمول قد أسرج لك " ميراج " اذهبي إليه فيما أعتني أنا بآربر .
وقفت قربه ساخطة :
_ كنت واثقا من موافقتي , أليس كذلك ؟
تجاوزها ماتيوس , ينصحها باختصار :
_ دعك من إضاعة الوقت .. يجب أن أكون في " برادفورد " في تمام العاشرة .
أرادت ليا أن ترفض .. أرادت أن تقول له اذهب بمفردك ولكنها لم تفعل .. إنها فرصتها لتكون معه بمفردها , وهي لا تتحمل إضاعة مثل هذه الفرصة . كانت بانتظاره على صهوة ميراج عندما أخرج الحصان الأسود من الاصطبل .
تنفتح البوابة القابعة خلف باحة الاسطبلات على الحقول والمراعي المسيجة التي تحيط " بماتلوك ايدج " . تعرف ليا أن ماتيوس يحب الوثب فوق تلك البوابة وهو يسير بأقصى سرعة ولكنه مال هذا الصباح إلى الأسفل ليفتحها ثم تركها تمر قبل أن يمر هو أيضا .
كان صباحا رائعا .. فيه الشمس دافئة . فكرت ليا أن لا مكان في العالم يشبه إنكلترا في صبيحة يوم صيفي .
تركت لميراج كامل حريته , وسمحت له أن يركض بها في المرج المنحدر .. كانت تسمع رعد حوافر آربر خلفها .. بدا للحظات على الأقل أن ماتيوس سيستسلم لمتعة الركوب .. فتولاها الاستيائ .. لكنه أخيرا لحق بها فمالت ليا إلى الأمام لتطلق العنان لميراج إلى جانبه .
قال لها : " عظيم , فلنتحدث في الواقع أنا مستمتع بركوب الخيل ولكن لدي ما أقوم به " .
ترددت ليا لحظات , ثم أشارت إلى جدول ماء تتدفق مياهه فوق الصخور على مسافة غير بعيدة أمامها :

_ فلننزل ونجلس قرب الساقية .
هزت ميراج ليتقدم . قال ماتيوس بعدما لحق بها :
_ حسن جدا .. إذا كان هذا يناسبك .. أفضل شخصيا البقاء على السرج .. فالعشب رطب .
صاحت وهي تترجل عن ظهر جوادها :
_ إنه الندي فقط .. همم .. ما ألذ رائحته .. ألا تظن هذا ؟
هز كتفيه وترجل من فوق قربوص السرج , وقفز إلى جانبها مقتربا من حافة الماء :
_ أستطيع التفكير في ما هو أحلى .. تعرفين أنني كنت أصطاد السمك في طفولتي , ولم أستطع قط أن أفهم لماذا لا أصطاد السمك .
تقدمت لتقف إلى جانبه :
_ ربما كنت تستخدم الطعم الخاطيء .. كنت أسبح هنا بلا ثياب عندما تسمح لي السيدة فلاندرز .
_ يبدو أنك معتادة على هذا .. أليس كذلك ؟ إنه أحد التصرفات التي أمل أن تشفيك منها كاتي , هذا عدا بضعة أعمال لن نخوض في بحثها الآن .
لوت ليا شفتيها : " ألهذا اصطحبتني إلى هذا المكان ؟ للحديث عن كاتي لورد ؟ "
_ نعم إنه سبب من بين أسباب أخري , لا شك أنك عرفت أن هذا ما أريده .. يجب أن تتفهمي الموقف .
تمتمت غاضبة : " أووه .. أتفهم الموقف .. لقد أوضحت لي ليلة أمس أن على أن أتعلم القيام بما يقال لي , وأن ألزم الصمت أبدا . أليس هذا وصفا جيدا للموقف ؟ "
_ لا .. ليس هكذا .. ليا , أنت لا تحاولين أن تكوني منطفية . دعوت كاتي لورد إلى " ماتلوك إيدج " ما كان على أنا تلعيمك إياه , أريد أن تساعدك على تهذيب طريقتك في اختيار ملابسك وفي التصرف كما أريد أن تعلمك كيف تتصرفين كسيدة مجتمع . لم أرد أن يتحول مجيئها إلى منافسة بالألفاظ الجارحة .. أملت أن تتحابا وما زلت آمل ذلك على الرغم من محاولتك الدؤوب البارحة على إظهار كاتي بمظهر الحمقاء .
ردت بلسان لاذع :
_ لم أكن مضطرة للمحاولة الجادة .. أليس كذلك ؟ لا يمكن أن تصدق كل ما روته عن الوظائف وما شابه , بل لا أصدق أنها بحثت يوما عن عمل .. كانت بانتظار شخص مثلك .
_ لايهم سواء أصدقتها أم لم أصدقها .
_ ماذا تعني ؟
_ ليس لتاريخ حياة كاتي لورد أهمية خاصة عندي .
عبست : " إنما إذا كانت كاذبة .. "
التفت إليها , يهز رأسه بنفاد صبر خاصة عندما شاهد الدموع في عينيها :
_ ليا .. ! أعرف كل شيء عن كاتي .. أتتصورين أنني أسمح لغريبة بالعيش تحت سقف منزلي بدون الاستعلام عنها أولا ؟
_ أتعني ..
_ أعني أننى أريد منك أن تصغي إليها .. تتعلمي منها . وأول ما أريد منك أن ترافقيها إلى مانشستر , لتختار لك بعض الملابس الجديدة . لقد أهملت واجباتي نحوك كثيرا , ما كان علي السماح لك بترك المدرسة .
أحست ببريق أمل فلفت أصابعها النحيلة على كمه :
_ أتعني أنك ستمضي أوقاتا أكثر معي ؟ أوه ماتيوس .. آسفة على كل ما بدر مني .. لم أدرك ما كنت تريده مني .
ثم , وقبل أن يستطيع الحراك , رفعت نفسها على أطراف أصابعها لتعانقه , أرادت أن تعانقه عناقا سريعا عرفانا منها بالجميل , عناقا تظهر له فيها أنها تنوي قلب صفحة جديدة في حياتها .. ولكن الأمر لم يتم كما أرادت , إذ كان في عناقها شغف وحرارة .
ظنت للحظة أنه منزعج .. ولكن ضغط ذراعيه حولها بدد مثل هذه الفكرة , واليدان اللتان أمسكتا بها لم ترتفعا أصلا لإبعادها عنه بل للاقتراب منها .. أرادته أن يستمر هكذا إلى الأبد .
لم تع كم من الوقت مر قب أن يبعدها عنه .. بدت لها دقائق طويلة , مع أنها لا تعدو أن تكون لحظات . أحست للمرة الأولي في حياتها بالحرج من النظر إليه .
_ يا الله ! من علمك هذا . ماتيسون ؟ يا الله ! وأنا من ظننتك مجرد طفلة !
ارتجفت ليا وتمتمت ساخطة :
_ لم يلمسنى جورج قط .
لكنه لم يقتنع : " من إذن ؟ أكنت تقابلين شبانا لا أعرفهم ؟ حبا باالله ليا , أخبريني قبل أدق عنقك ! "
_ من الغيرة ؟
جاء كلامها متهورا . . ولكنها تكره أن يعاملها بهذه الطريقة , اسود وجه ماتيوس الذي قال بتهجم :
_ لا .. ليست الغيرة .. وكيف أغار من مراهق صغير ؟ في المرة التالية التي تحاولين فيها القيام بهذا سأضعك فوق ركبتي لأضربك على مؤخرتك !
انتزعت ليا ذقنها من قبضته , وقالت :
_ لا أفهم لماذا تفتعل هذه الضجة كلها .. لم يحدث أى ضرر .
أمسك بعنان آربر , ثم رفع نفسه فوق السرج :
_ ألم يحدث ؟ بدأت أشعر بالندم على دعوة كاتي لورد إلى هنا . كان على إرسالك إلى المدرسة الداخلية في سويسرا كما اقترحت أمي .. هناك على الأقل لن تكوني تحت مسؤوليتي !
تمتمت من بين أنفاسها , وكأنها تحدث نفسها :
_ ظننت هذا قد أعجبك .
ولكنه سمعها , وصاح ساخطا :
_ لن أرد على هذا .. هيا فلنعد إلى المنزل .. ربما تنجح كاتي لورد في ما فشلت أنا .
في الماضي , لم تزر ليا مانشستر إلا في المناسبات القليلة التي صحبها فيها ماتيوس للقيام بزيارة أمه والآن ليس الذهاب برفقة كاتي بأفضل حالا .. ذهبتا في المرسيدس البرونزية يقودها جورج ماتيسون.
وكان الغيظ يتآكلها بسبب الموانع التي فرضها عليها ماتيوس الذي لم تره منذ تلك النزهة , ولكن تحذيره بالنسبة للمدرسة في سويسرا لم يذهب سدي إذ راحت تبذل جهدها للتصرف كما يريد ويرغب .
حالما استحم وغير ملابسه خرج إلى عمله في برادفورد حتى بدون أن يتناول فنجان قهوة .. كان هذا ما قالته السيدة فلاندرز بغضب :
_ صعد إلى سيارته وانطلق .. هكذا .. كان وجهه أسود كوجه العاصفة .. ماذا قلت له ؟ أراهن أن لغضبه علاقة بك وبالنزهة الصغيرة التي قمتما بها باكرا .
_ لا أدري .
هذا ما لن تناقشه حتى مع السيدة فلاندرز التي اعتنت بها منذ نعومة أظفارها ..
ظهرت كاتي لورد في أثناء وجبة الفطور رشيقة في فستان قصير بلا أكمام , قالت للسيدة فلاندرز بعد النظر إلى طبق ليا المليء بالبيض المقلي :
_ أنا أشرب القهوة فقط في الصباح .. يجب على المرء أن يراعي عدد الحراريات التي يتناولها .
وسرعان ما فقدت ليا شهيتها وأحست بصعوبة في البقاء على المائدة حيث تناولت كاتي ثلاثة فناجين من القهوة السوداء وهي تطرح أسئلة مختلفة عن الحياة في " ماتلوك إيدج " .. ولانها تذكرت تحذير ماتيوس , حافظت ليا على أدبها , ابتسمت لها كاتي بين الحين والآخر , كأنها تعرف خير معرفة سبب حسن تصرفها .
حينما أنهت احتساء قهوتها , اقترحت السيدة فلاندرز على ليا أن تريها المنزل . ولكن , سرعان ما ملت كاتي من التفرج على المكتبة وغرفة الموسيقي , واقترحت عوضا عن ذلك القيام بجولة في الحدائق .
رافقتها ليا إلى الخارج لتريها ملاعب التنس والكروكيت .. كان للمسبح أكبر أثر في نفس كاتي .. وبناء لاقتراحها , ارتدتا ثياب السباحة وأمضتا معظم الوقت في اللعب بالماء .
قالت كاتي عندما خرجتا من الماء لتتمددا على الكراسي الطويلة الموضوعة حول المسبح .
_ يجب أن يقص شعرك لأن الشعر الطويل لا يخضع لموضة اليوم .. سنجعله كشعري .
لم تعجبها الفكرة فهي تحب الشعر الطويل .. ولكن إذا كان هذا ما يريده ماتيوس , فليس باليد حيلة ؟
وقت الغداء , ركزت كاتي على معرفة نمط حياة ليا .. وبحجة معرفة معلومات عنها لتجهيزها للمستقبل , اكتشفت أن ماتيوس عضو في مجالس في شركات مختلفة , كما عرفته أنه يملك إضافة إلى " ماتلوك ايدج " شقة في لندن , وفيلا في جنوبي فرنسا ,و " بلازا " في فينيسيا .. قالت بعد هذه المعلومات وهي تمرر لسانها على شفتيها :
_ إن هذا مثير للبهجة .. انت فتاة محظوظة لان رجلا مثله تبناك .. فليس كل الأوصياء كرماء مثله .
ردت ليا بحدة : " لم يتبني ماتيوس . قلت لك إن اسم عائلتي هو " وست " .. وإن شقيقة ماتيوس كانت زوجة أبي لكنها ليست أمي ".
غير أن كاتي لم تظهر الاهتمام بعلاقتهما :
_ وهل هذا يهم ؟ فأنا أشك أن يكون والدك قادرا على تأمين حياة كهذه لك . بات من السهل عليك إيجاد زوج مناسب .
صاحت ليا ساخطة : " لا أريد زوجا " .
لم تكن كاتي تصغي إليها إذ أضافت :
_ كم تبعد مانشستر ؟ أظن أن علينا البدء بالمسير بعد الظهر . سأختار لك ثيابا جميلة .
هكذا , هاهما الآن في مانشستر .. لم تثير يوما الثياب اهتمام ليا بل كان ما يهمها منها ارتداء ما هو مريح , ولعل أكثر ما يؤمن لها الراحة الجينز الذي تفضله على الفساتين التي لا تروقها .
أنزلهما جورج في شارع البيكاديللي , على أن يعود إلى ملاقاتهما بعد ثلاث ساعات . نظر الشاب بإشفاق إلى ليا فيما كانت كاتي تقودها .
كان في أحد المخازن الكبري قسم خاص بالمراهقات , اتجهت كاتي إليه مباشرة .. لكنها رفعت أنفها تشامخا أمام الألبسة المبهرجة المعلقة في الواجهات .. مع أن ليا أعجبت ببعض الملبوسات غير أنها لم تعترض حين رفضتها كاتي التي قالت وهي تخرج من المخزن :
_ أنت لا تريدين الظهور بمظهر الفتاة الخليعة . أليس كذلك ؟
هزت ليا كتفيها لأنها لم تكن مهتمة فعلا ..
بعد ساعتين كان لليا ملبوسات متنوعة أعجبتها .. ولإعطاء كاتي حقها , اعترفت بأن لها ذوقا رفيعا في انتقاء الملابس .. لقد وجدت الأخطاء في كل ما اختارته ليا , حتى ولو كان بسيطا كقميص أو كنزة وأخير أصرت على أن تترك لها كل شيء ..
عندما كانتا تتناولان القهوة في مقهي يقع ضمن مجمع تجاري , شاهدت كاتي صالونا لتصفيف الشعر .. فقالت :
_ اللمسة الأخيرة .. أتريدين أن يفخر بك خالك ؟ تعالى معى إذن , فليس أمامنا وقت طويل .
كان مصفف الشعر الذي اهتم بهما رجلا .. أو على الأقل كان يبدو رجلا أكثر منه امرأة .. إذ كان شعره مخضبا ووجهه مغطي بالماكياج وعندما تكلم لم يكن صوته باعلى من صوت ليا .
أخذ يقلب رأس ليا شمالا ويمينا :
_ تريدين قص شعرك ؟ جيد .. سأري ما يمكنني فعله .
هزت كاتي رأسها : " عظيم .. سأعود بعد ساعة .. لاتهتم بأمر المال . أرسل الفاتورة إلى السيد ثورب , في " ماتلوك ايدج " .
عبس الرجل وكرر : " ماتلوك إيدج .. أوه أجل .. سمعت عن السيد ثورب .. حسنا جدا مدام , أتركي الأمر لي .. يمكنك الاعتماد على " الفونسو " .
حاولت ليا أن تقترح مشاورة ماتيوس أولا لكن كاتي كانت قد رحلت .
سمعت ألفونسو يقول :
_ هلا سمحت باللحاق بي ..
ادخلها إلى الصالون الأكبر حجما . أطاعته ليا وإحساس غامر باليأس يجتاحها .. أيمكنها الاتصال بماتيوس الآن ؟ أيمكنها أن تتوسل إليه حتى يترك شعرها بدون قص ؟ لكن لا .. لاتعرف أين تتصل به .. وأضف إلي هذا أنه قد أعطي أوامره وانتهي الأمر .
طمأنها منظر الفتيات اللاتي يهتم بهن مزينون آخرون . ولكنها لم تنس أنهن هنا باختيارهن , أما هي فبغير اختيارها ..
لقد أجبرت على هذا بالابتزاز والتهديد .ارتفع ذقنها استياء وهي تضع اللوم كله على ماتيوس .
أجلسها الرجل إلى كرسي فارغ ثم ساعدها على وضع ميدعة وردية اللون , وسألها :
_ هل من خطب ؟
_ اوه .. لا .. لا .. المسألة أنني غير واثقة من هذا كله .. أتري , لا أعرف ما إذا كنت أرغب في قص شعري أم لا .
ابتسم الرجل : " لكن امك أرادت ذلك " .
تورد وجه ليا .. وتساءلت عما كانت ستقوله كاتي لو سمعت هذا :
_ أمي .. ! لا إنها مجرد .. صديقة لخالي .. هذا كل شيء وهي تظن أنها أعرف مني بما هو أفضل لي .
عبس الرجل واستدار ينظر إليها :
_ فهمت .. إذن فلأرك شيئا .. أتسمحين ؟ انتظري قليلا ! لن أتاخر .. لحظة أرجوك .
عندما عاد , كان يحمل شعرا مستعارا أسود كشعرها لكنه قصير ومستقيم وهو بالطراز الذي أشارت إليه كاتي تقريبا .
_ سنري الآن صورة لما تتوقعة صديقة خالك .
شهقت ليا .. حتى تلك الحظة لم تكن تدرك كم يساهم الشعر في مظهر الإنسان .. فبعيدا عن الكتلة المتراقصة من الخصلات الجعداء , بدت لها قسمات وجهها مختلفة كل الإختلاف , ولكن التغيير لم يعجبها .. لم يعجبها إطلاقا .
_ أترين ؟ ليس وجهك نحيلاومدببا كوجه صديقتك .. بل قسمات وجهك أكثر إمتلاء , وأصغر حجما , ستجدين الوقت المناسب لمثل هذه القصة عندما تكبرين , أما الآن , فأقترح أن تسمحي لي بتقليم أطرافه لأضفي عليه رونقا محددا ..
أما قصة قصيرا فتدنيس له . إنه شعر جميل ...
هزت ليا رأسها موافقة , مع انها تشك في أنه يقول هذا لأن جسما أكثر امتلاء من جسم كاتي .. تذكرت ملاحظة كاتي ساعة الفطور فلم تستطع إلا أن توافقه الرأي .. وإذا كان الشعر الطويل يلهي الأنظار عن مساويء جسمها الممتليء فآخر ما تريده هو أن تقصه . شعرت بالسخط لأنها عرفت أن كاتي على علم بذلك .. غرزت أظافرها في راحتي يدها .. فلولا حساسية ألفونسو , لظهرت بمظهر السمينة المترهلة .
عندما عادت كاتي بأقل من ساعة , كانت ليا جالسة في غرفة الانتظار , تتصفح مجلة . لم تشعر قط بمثل هذه الراحة فحتى سخط كاتي الذي انصب عليها لم يزعجها .
وصل ألفونسو ليجيب عن سؤالها المتوتر :
_ لقد قصصته مدام ولكن الشابة لم ترغب في قصه أكثر من هذا , فاضطررت للموافقة لان القصة القصيرة لن تناسبها .
_ ماذا فعلت به إذن ؟
_ قصصت أطرافه ليسهل تمشيطه وغسله وتجفيفه .. وهذه مهمة مربكة أؤكد لك .
سألتها ليا بأدب وهي غير قادرة على مقاومة الوخزة الخفيفة :
_ ألا تجدينه جميلا .. آنسة لورد ؟
نظرت إليها كاتي نظرة غاضبة :
_ بلى في الوقت الراهن . تعالى الآن .. لاشك أن ماتيسون بانتظارنا .
التفتت إلى ألفونسو : " سأقول للسيد ثورب إنك سترسل إليه الفاتورة "
أحنى ألفونسو رأسه وهو لا يأبه إلى سخريتها .. لكن فيما كانت ليا تلحق بكاتي إلى خارج الصالون , توترت أعصابها .. فقد تذكرت مرة أخري ما قاله ماتيوس هذا الصباح .. وأخذت تصلي ألا يثير تمردها غضبه مجددا .





* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 06:54 PM   #9

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سلمت الايادي وبنتظار التكمله

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-03-09, 10:11 AM   #10

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


4 - القريب البعيد



كانت ليا في الفراش عندما عاد ماتيوس إلى المنزل .. استطاعت رؤية أنوار سيارته , وسمعت هدير محركها الناعم , وهويقودها نحو الكاراج .. تساءلت بمرارة مع من قضي أمسيته .
حينما عادت مع كاتي في وقت متأخر من بعد الظهر , علمت من السيدة فلاندرز أنه أتصل , قائلا إنه لن يأتي للعشاء أما عذره فانشغاله باجتماع عمل في " ليدز " لكن ليا طالما سمعت مثل هذا العذر من قبل .. على أي حال أحست برضي معين وهي تشهد خيبة أمل كاتي عندما وقع بصرها على مقعدين فقط معدين حول المائدة .. سألت وهي ترجع حمالة الثوب الرفيعة عن كتفها إلى مكانها الصحيح .
_ أيتناول خالك العشاء في الخارج كثيرا ؟
هزت ليا كتفيها : " أحيانا ".
ظهر الانزعاج على كاتي وهي تجلس مكانها .. لم تزعج ليا نفسها بارتداء فستان للعشاء , بل ظلت متردية التنورة والبلوزة اللتين ارتدتهما في مانشستر .. امتنعت أمام نظرات كاتي عن تناول الأطعمة الدسمة التي وضعتها السيدة فلاندرز أمامها .
تجنبت ليا البطاطا المشوية التي تفضلها , وركزت طعامها على القنبيط والجزر واللوبيا , التي رافقت البطاطا وهذا ما استدعي تعليقا مضطربا من السيدة فلاندرز التي قالت :
_ ما بالك يا فتاة .. ؟ هل انت مريضة ؟ لم أعهدك تمتنعين عن الطعام هكذا .. لقد لاحظت أنك لم تأكلى البيض هذا الصباح .
تجنبت ليا النظر إلى كاتي : " ولكنني تغديت ؟ " .
_ كان الغداء سلطة وهو مناسب للأرانب لا لفتاة صغيرة , لا يمكنك العيش على الخس واللوبياء .. هيا الآن لقد أعد لكما بولي فطيرة بطاط حلوة .
سال لعاب ليا ولكنها قالت بانزعاج :
_ هل لي أن أتناول فقط الجبنة والتوست المحمص ؟ فلست جائعة .. سأتناول بعض الفاكهة فيما بعد , فالحرارة شديدة على تناول الفطائر المحلاة .
لم تصدقها السيدة فلاندرز : " هه ! " .
لم تستطع كاتي انتظار خروج السيدة فلاندرز حتى تسخر من ليا .
تركت يديها تمران على جسمها النحيل باستمتاع وقالت :
_ إذن لقد اخذت بكلمتي في وقت سريع .
_ علمت أنك ستقولين لي هذا .
تمنت لو تقول لها ما تشعر به حقا .. تركت كاتي ضحكة خبيثة تنطلق منها :
_ لم أواجه قط مشكلة مع زيادة الوزن , كنت نحيلة منذ أن كنت في السادسة عشرة من عمري .. فزيادة الوزن تحد من اختيار الملابس .. فدور الأزياء لا تحسب حساب المقاسات الكبيرة .
ردت ليا : " ليس قياسي قياسا كبيرا "
التوت شفتا كاتي : " افعلي ما شئت , إنما تذكري أن مصممي الأزياء يفضلون النحيفات .. ولكن لا تقلقي , فلا حيلة لك بالأمر .. تعاني بعض النساء مثلك من كثرة الدهنيات في أجسامهن " .
صاحت ليا وهى غير قادرة على كبح ردها الغاضب :
_ ليس لدي مشاكل دهنية .. بشرتي صافية , خالية من البثور !
ابتسمت كاتي ساخرة : " إذن لماذا تعتمدين حمية غذائية ؟ "
صمتت ليا لافتقارها إلى رد مهذب .
فيما هي مستلقية في فراشها تصغي إلى هدير محرك سيارة ماتيوس الثابت , تمنت لو تجرؤ على الخروج من الفراش لمقابلته , كما كانت تفعل في طفولتها . فعندما كان يجفوها النوم ليلا , كانت تتسلل إلى الطابق السفلي حالما تسمع صوت الباب يقفل وكثيرا ما ضحكت مسرورة عندما يرفع ماتيوس يده إلى فمه دهشا من وجودها . منذ حادثة المسبح لم تحاول ترك غرفتها .. ركلت الغطاء بعنف عنها لأنها أدركت أن تلك الأيام ولت .
عادت ذكري ما حصل هذا الصباح لتعذبها , كان ماتيوس غاضبا جدا .. لقد تصرف وكأنما ما حصل كان غلطتها , ولكنه عندما ضمها بين ذراعيه لم تستطع تحرير نفسها منه , حتى لو أرادت .. وكأنه كان يريد معاقبتها , ومعاقبة نفسه في آن واحد .. عرفت رغم قلة خبرتها , أن الأمر خرج عن سيطرته .. غريبة الحياة . ففي اليومين الماضيين تلقت نوعين مختلفين من العناقات .. ولكنها تعرف أن عناق ماتيوس كان الأخطر .
أصغت ليا متوترة إلى وقع قدمي ماتيوس وهو يرتقي الدرج القديم الذي تعرف كل طقطقة فيه . لم يصعد فورا إلى الطابق العلوي , بل تظنه دخل إلى المطبخ ليشرب الحليب . كانت معتادة على مشاركته الحليب والجلوس إلى حافة مائدة المطبخ وعيناها تبرقان .
استلقت على بطنها غير عابئة بالبرد الذي تعرض نفسها له بغياب الغطاء . ولأن الجو حار لم ترتد ثوب النوم , ودفنت وجهها في الوسادة وهي تتمني لو تستطيع النوم .
جعلها وقع أقدام ماتيوس المقتربة تدفن وجهها في الوسادة .. ثم تسمرت بلا حراك عندما انفتح بابها فجأة .. أنار شعاع ضوء من الممر سريرها ..كادت تزهق أنفاسها ولكن النور سرعان ما اختفى وعاد الباب إلى ما كان عليه .. فتركت أنفاسها تنطلق بضعف .
في الصباح , بدا لها ما حدث حلما .. ولكنها تعلم أنه ليس حلما .. دأب ماتيوس مدة أربعة عشر عاما على فتح الباب ليلا ليتفقدها , ولكنها تكون عادة نائمة . آه ليته ظنها نائمة كذلك ليلة أمس حتى لا يثير هذا الموضوع الحرج عن النوم بملابسها الداخلية فهذا الموضوع نقطة خلاف بينهما . تستطيع تصور ما سيقول , وما ستفهمه كاتي لورد من مثل هذه الشائعة اللذيذة الطعم .
لم تستطع منع موجة الحرارة التي اجتاحت وجنتيها عندما دخل إلى غرفة الطعام ليجدها على المائدة .. زاد اضطرابها ما إن جلس في مواجهتها ينظر إليها بهدوء .
قال وهو لا يزال ينظر إليها : " آنا أسف " .
رفعت نظرها إليه : " آسف ؟ لا أدري ما قصدك .. أنت تتأخر عادة عن موعد الفطور .. وكما تري , لم تظهر الآنسة لورد حتى الآن "
أخذت قطعة توست تدهنها بالمربي , ورد عليها :
_ لم أكن أتحدث عن الفطور ليا . وتوقفي عن التظاهر بأنك ستأكلين قطعة التوست ! لقد وضعت الكثير من المربي فوقها حتى بدت مقرفة . ضعي السكين من يدك , وانظري إلي . أعد ألأ تؤلمك نظرتك هذه .
مسحت أصابعها في المنديل بدون أن ترد , ثم رفعت ذقنها غصبا . وتمتمت :
_ لم أعرف أنك ستدخل غرفتي .. وبسبب الحر لم أستطع وضع الغطاء علي .
_ أكنت مستقيظة ليلة أمس ؟
تنهدت : " أجل "
_ ولم تقولي شيئا ؟
حركت كتفيها بعجز : " لا . وماذا كنت تريد مني أن أقول ؟ تصبح على خير ماتيوس ؟ "
_ ولم لا؟
هزت رأسها :"لم لا ؟ أنا من افترض أنك ستقول تصبحين على خير ".
_ أنا لا أتحدث عن ليلة أمس . بل عما حدث صباح الأمس . كنت أعتذر . أنا آسف . بعد التفكير أدركت أنني المخطيء لا أنت .
أخرجت نفسها بضعف : " لم تكن غلطة أحد ! أعرف أنني لست الفتاة الأولي التى تقبلها ولا أتوقع أن أكون الأخيرة "
_ ولكنك ابنة شقيقتي ليا . أنا من بحاجة للضرب لا أنت .
رطبت شفتيها بقلق :
_ ماتيوس نحن لسنا قريبين .
برقت عيناه الخضراوين : " كيف ؟ "
_ تعرف قصدي .
_ نعم أعرفه , ولكني أعتبرك ابنة أختى ليا ولا أقبل بأي شيء آخر أبدا .
أطلق ضحكة خشنة : " أتتصورين ما قد تقوله أمي لو عرفت بما حدث ؟ "
غرزت ليا أظافرها في قماش المائدة : " حسنا .. لست آسفة "
دفع كرسيه إلى الوراء بحدة , وصاح غاضبا :
_ يجب أن تكوني آسفة . أعتقد أن علاقتك بماتيسون أعطتك ذوقا للمهازل .. لكن لا تجربي ألاعيبك على ليا .. فما زلت قادرا على تغيير رأيي بالنسبة لإرسالك إلى المدرسة الداخلية .
صاحت غاضبة : " آه ! توقف عن تهديدي بهذا ! هذا غير عادل .. كلما قلت شيئا أو فعلت شيئا سلطت هذا السيف على عنقي .. إذا أردت إرسالي إلى جنيف , فأرسلني .. لا يهمني ذلك الآن .. فتوقف عن إطلاق التهديدات ! "
سألها بحدة : " أتعنين هذا ؟ "
تلاشت ثقتها بنفسها , وأجابت متوترة :
_ أجل ! لا ! لا أدري .. أوه . دعني وشأني . بت غير قادرة على التفكير السوي .
_ كما تشائين .
كان ماتيوس على وشك مغادرة الغرفة , لكن دخول السيدة فلاندرز مع إبريق القهوة الطازجة منعه .
قالت بنشاط :
_ هاكم .. البيض والكلي في الطريق .. أواثق يا سيد ماتيوس أنك لا تريد عصير البرتقال أيضا ؟ أو بعض " الكورنفليكس " مع الفريز ؟
اتسعت عينا ليا .. الواضح من كلام السيدة فلاندرز أن ماتيوس كلمها قبل الدخول إلى غرفة الطعام .. فتنهدت لأنه لن يتركها وهو غاضب .
قال ماتيوس للسيدة فلاندرز :
_ الكلي والبيض فقط .
وعاد مكرها إلى مقعده ليصب فنجان قهوة .. فاستدارت مدبرة المنزل إلى ليا موبخة , تنظر إلى قطعة التوست التي لم تأكلها :
_ وماذا عنك ؟لا أدري ما دهاك .. لم تتناولي الكثير من الطعام بالأمس , ولم تلمسيه هذا الصباح , لقد أخبرت خالك .. قلت له إننى لا أعرف ما خطبك فلم أعهدك ترفضين طعاما .
تبادلت ليا نظرة حيرة مع ماتيوس .. ألهذا اعتذر منها ؟ هل قاده قلق السيدة فلاندرز على صحتها وشهوتها للطعام إلى الظن بأنها مغتاظة من مواجهتهما ؟ .. دفعت طبقها جانبا , واستدارت إلى مدبرة المنزل , قائلة :
_ غيرت رأيي , سأتناول البيض واللحم والكلي ! .
امتقعت وجنتاها عندما دخلت الآنسة لورد إلى الغرفة .. فكان أن فقدت الاستمتاع بلحظة انتصارها . ما إن وصل الطعام حتى وجدت صعوبة كبري في التعامل معه كما يجب خاصة وهناك شخصان يسلطان الأنظار عليها . لكنها على الأقل أزعجته , وعرفت من نظرة كاتي الهازئة أنها خيبت أمله .
بعد الفطور اعتذر ماتيوس , فكان أن ظلت ليا بمفردها مع كاتي التي قالت لها وهي تنظر برضي إلى الطقس :
_ اظن أن علينا قضاء يومنا في الحديقة , فذلك يعطينا وقتا للكلام , كما فعلنا بالأمس . أريد معرفة كل شيء عن أصدقائك وأقاربك .
أحست ليا بأنها ملزمة بملاطفتها , فاقترحت :
_ ألا ترغبين في لعب التنس ؟
هزت كاتي رأسها :
_ التنس لعبة عنيفة , ستشعرنا بالحر . هذا ليس بعمل مناسب في يوم حار .. لا .. سنجلس قرب المسبح .. أمهليني وقتا حتى أغيرملابسي وأرتدي ثوب سباحة .
تفضل ليا لعبة التنس لأنها ستساعدها على هضم الفطور الدسم التي تناولته لتوها .. تعرف أن كاتي إنما تريد أن تسألها في الواقع عن خالها , عن أصدقائه وأقاربه , وما هي إلا ذريعة .
اندفعت من المنزل إلى الشرفة المسقوفة , ثم توجهت نحو الكاراج .. كان جورج هناك كالعادة , محشور الرأس داخل محرك اللاندروفر ولكنه استدار لدي سماع وقع أقدامها , ورفع يده المليئة بالزيت :
_ مرحبا ..
هزت ليا رأسها ردا على تحيه " مرحبا " ثم تقدمت إلى الكاراج الذي يحتوي على الهوندا :
_ لا أريد مقاطعتك . أرغب فقط في بعض الهواء النقي .. إذا سألك عني أحد فقل إنني ذهبت في نزهة .
_ وهل من المحتمل أن يسال عنك أحد ؟
_ ربما
_ ماتيوس ؟
_ لا أدري .. لكنه ذهب إلى المصنع . سيارته غير موجودة .
_ أوه .. أكيد .. لقد ذعب منذ نصف ساعة .. ظننتك ستهتمين بالقنبلة الشقراء .
هزت كتفيها : " أهكذا تسميها ؟ "
ضحك جورج : " هذا ما يطلقه عليها سام العجوز .. يجب أن تعترفي بأنها مغرية "
_ انا مسرورة لأنك تظن هذا .
أدركت ليا أنها تبدو لئيمة بكلامها , فسارع جورج إلى تفسير كلامها مخطئا :
_ لا تقلقي .. أحب النساء الممتلئات , كما أنني أحب سوداوات الشعر , خاصة من تنصح منهن الجاذبية !
أخرجت ليا الدراجة النارية من الكاراج , وصعدت فوق المقعد ..
سألت : " أما زال ماتيوس غاضبا منك ؟"
"_ لا أظن .. مع أنه غير متحمس لوجودي , فهمت ما أعني . لكنه لطيف معي .. وكأنه يجهل ما كان يجري .
عبست ليا : " وماذا جري ؟ "
رفع جورج عينه إلى السماء :
_ هيا الآن ليا .
مسح يديه القذرتين برقعة قماش وأكمل :
_ تعرفين ما أقصد , تقاربنا كثيرا منذ عودتك من المدرسة .
ردت باختصار , دون أن يعجبها تصرفه :
_ نحن صديقان فقط .
تقدم إليها هازا رأسه :
_ اوه .. أهذا كل شيء ؟
لم تعجبها النظرة في عينيه , فوقفت على الدواسة , وضغطتها .. ما أشد ما كانت غبطتها عندما انطلقت الدواسة عند أول لمسة فذلك أخرجها من باحة الكاراج قبل أن يتمكن جورج من منعها .. وما إن وصل إلى زاوية المبني , حتى كانت تخرج بسرعة من البوابات .. في المرآة الخلفية شاهدته يستدير عائدا إلى عمله وعلى وجهه عبوس كبير .
لم يعد ماتيوس لتناول الغداء , وهذا ما أراح ليا .. عندما نزلت إلى غرفة الطعام , مستحمة نضرة بعد قضائها فترة الصباح في الخارج , وجدت كاتي جالسة على المائدة , حيص سألت وقسمات وجهها متجهمة بسبب اختفاء ليا :
_ أين كنت ؟
_ ذهبت إلى المزرعة .
_ على ظهر جواد ؟
_ لا .. بل على الدراجة النارية , اشتراها لي ماتيوس هدية في عيد ميلادي , إنها آلة صغيرة , لكن جورج أصلحها فأصبحت سريعة .
_ جورج ؟ آه ماتيسون .. ذلك الشاب الذي وجدك خالك معه تعبثين يوم وصولي . أخبرني بالأمر .. وهو أحد أسباب وجودي هنا .
امتقع جه ليا غضبا : " أخبرك ماتيوس بهذا ؟ "
أخذت تفتح رغيفا بأناملها الرقيقة :
- طبعا . كان يشرح لي سبب اختفائك السريع بعد وصولي . يجب أن أقول إن ذوقك لا يعجبني . عامل الكاراج .. حقا ! أليست أظافره متسخة ؟
أخذت ليا تغلي غضبا على ماتيوس الذي تباحث شؤونها الخاصة مع كاتي . فقدت أعصابها فصبت جام غضبها على كاتي :
- على الأقل يعرف قيمة العمل الشريف .. وهو ليس متطفلا يعيش عالة على الآخرين !
ردت كاتي بلؤم وهي تتذوق طعم الفاكهة :
- مثلك أنت .. ألا تعيشين عالة على خالك .. منذ وفاة والديك ؟
أحست ليا بألم في حلقها : " هذا غير صحيح "
- لماذا غير صحيح ؟ بالنسبة لي , دعاني خالك لأداء عمل .
أطلقت ضحكة مثيرة للأعصاب :
- إلام تشرين ؟
- أنت لست قريبته !
وضعت شوكتها من يدها عندما فهمت قصدها .. فهي كذلك ليست قريبته .. لكن , لم تذكر كاتي هذا .
أسعدها رنين الهاتف الذي شغلهما عن الحديث المزعج . نظرت ليا من فوق كتفها ترجو الله أن تكون المخابرة لها .. دفع ظهور السيدة فلاندرز المتذمرة بسبب انشغالها بالطعام ليا إلى النهوض عن كرسيها بسرعة لتجيب :
- ماتيوس ؟ آه .. ماتيوس , يسرني سماع صوتك !
لم تكن تدري حتى تلك اللحظة كم كانت يائسة إلى سماع صوته .
رد بلهجة متسامحة قليلا :
- لماذا ؟ ماذا فعلت ؟
اطلقت تنهيدة :
- لم أفعل شيئا . أردت فقط أن أتحدث إليك .. أيدهشك هذا ؟ منذ فترة ونحن لا نتبادل الأحاديث .
- أكنت تبكين ؟ اللعنة ! ماذا قالت لك كاتي الآن ؟ ألا أستطيع ترككما خمس دقائق بدون أن تنقض أحداكما على خناق الأخري .
- هذا غير صحيح .. وليس السبب شيئا قالته الآنسة لورد .. لماذا تتصل ماتيوس ؟ هل ستغيب عن العشاء مرة أخري ؟
- لا .. ليا .. من الأفضل أن تخبريني بما حدث .. فقد لا تتاح لنا فرصة الحديث هذا المساء .
- لماذا لا ؟
- لدينا ضيوف .. لقد دعوت فيليب جفرسون وزوجته لقضاء عطلة الأسبوع . إنه مسافر إلى ألمانيا يوم الاثنين , وأريد أن أتحدث إليه قبل سفره .
امسكت شفتها السفلي بين أسنانها .
- هل سيجلبان معهما ستيف وكايت ؟
ستيف وكاتي هما توأم جفرسون البالغان الرابعة عشرة من العمر , واللذان تتمتع ليا بصحبتهما الرائعة .. لكن ماتيوس سرعان ما أطفا جذوة حماسها :
- لا .. إنهما في ديفون في الوقت الحاضر مع جدتهما .. إنما ادعي بعض أصدقائك إذا كنت ترغبين .
بدت خيبة الأمل في صوتها :
- شكرا .. ولكن معظم أصدقائي مسافرون حاليا .. فنحن في شهر تموز ماتيوس ..
تنهد ماتيوس : " قلت لك إننى سأحاول السفر في شهر أيلول " .
- أتعدني ؟
- اعدك .
- نحن الاثنين فقط ؟
- لا أدري .
صاحت بيأس :
- لماذا لا تدري ؟ لم نسافر السنة الماضية . لقد أقسمت أن تسافر في إجازة هذا الصيف ؟
- لا أذكر أننى قلت شيئا عن السفر بمفردنا .. لن يكون هذا ملائما .. أليس كذكل ؟ أعني .. بإمكانك تصور ما قد يظنه الناس بنا .
- أيهمك هذا ؟
- طبعا يهمني .
- لكنه لم يزعجك من قبل .
- لأنك لم تكوني من قبل في السابعة عشرة .
- إذن , من الآن وصاعدا لن نقضي أي وقت معا بمفردنا ؟
أطلق ماتيوس أنفاسه بنفاد صبر :
- لم أقل هذا .. على أى حال , بعد سنة سترغبين في قضاء عطلاتك مع من هم في مثل عمرك . كان بإمكانك الذهاب إلى سانت تروبيز مع عائلة موللر في عيد الميلاد السابق لولا عنادك . وقد جاءتك فرصة أخري للسفر إلي باربادوس في عيد الفصح .
- بدونك ؟
سمعت اللعنة التي حاول كبتها :
- بالطبع بدوني .. ليا .. أنت في السابعة عشرة الآن ! ويجب أن تنفصلي عني في وقت ما .
أمسكت أنفاسها : " أتفضل أن أقوم بعمل ؟ "
- عمل ؟ ما شأن العمل في ما نتكلم عنه ؟
- رد علي سؤالي .. اتفضل لو بدأت بكسب بعض المال لأعيل نفسي ؟
سمعته يشتم ثانية : " ماذا ؟ ليا , ماذا دهاك ؟ لماذا تريدين المال ؟ ألا أعطيك مصروفا كافيا ؟ أتريدين المزيد ؟ "
ردت متجهمة : " لا ! آه ! .. ليس للأمر أهمية ؟
استحوذت على كامل اهتماهه الآن :
- بل يهمني ! ليا , أتريدين الحصول على عمل ؟ أهذا ما يقلقك ؟ أتريدين القول إنك ترغبين في الاستقلال ؟
نظرت ليا من فوق كتفها خشية أن تكون كاتي تسترق السمع , ثم قالت :
- لا .. سنتحدث في هذا في وقت آخر ماتيوس , سأبلغ السيدة فلاندرز بأن تحضر غرفة للضيوف .
صمت ماتيوس للحظات , ثم قال بتوتر : " نعم أبلغيها "
وأقفل الخط قبل أن تتمكن من إضافة كلمة أخري .
قالت لكاتي حالما عادت إلى غرفة الطعام :
- لدينا ضيوف في عطلة الأسبوع .
كانت قد بلغت السيدة فلاندرز الخبر , وتعرف أن عليها إبلاغ كاتي أيضا .
- من ؟ هل أعرفهم ؟
ردت ليا باختصار :
- هذا وقف على مدى اهتمامك بالكمبيوتر , إنهما فيليب جفرسون وزوجته .. إنه يملك شركة الكترونيات .
استوعبت المعلومات مفكرة :
- هكذا إذن .. وهل السيد جفرسون زميل عمل لخالك ؟
- إنهما شريكان .. هلا مررت لي الملح رجاء؟
أعطتها وعاء الملح , قائلة :
- اعتقدت أن خالك يهتم بالأصواف فقط .
تنهدت ليا : " في الواقع أن له اهتمامات أخري "
- أخبريني .. أيسافر خالك كثيرا في سياق عمله ؟
كبحت ليا نفاد صبرها ورفعت بصرها فالتقي بالعينين الباردتين .
- ليس الأمر مهما .. صحيح ؟
- إنه فضول ليس إلا .
أخذت قطعة لحم بالبيض وأكملت :
- كنت أنا ودادي نقضي وقتا طويلا خارج البلاد . كان عالم آثار يهتم جدا بالحضارات القديمة . كان يعرف مصر خير معرفة ولي فيها ذكري .
عبست ليا تقاطعها :
- ألم تقولي إنه كان كاتبا , ذكرت ذلك أمام ماتيوس .
سارعت كاتي إلى تصحيح قصتها :
- حسنا .. هكذا كان .. كان يكتب عن علم الآثار , بالطبع .. ألم أذكر أن كتبه تقنية .
- وذكرت أيضا أنكم انتقلتما من لندن لأنه بحاجة إلى العزلة ليكتب .. قلت إنكما انتقلتما إلى كرونويل , أكان ذلك قبل سفركما إلى مصر أم بعده ؟
ابتسمت كاتي بجمود :
- حسنا .. فيما بعد طبعا .. ان يعيش المرء في كرونويل لا يعني بالضرورة الانقطاع عن العالم .
لاأعتقد هذا .
- اظنك سافرت مع خالك .
- قليلا .. ولكن في غير رحلات العمل.
انتفخت فتحتا أنف كاتي بسبب مضامين التهرب الحريص .




* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:14 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.