آخر 10 مشاركات
ديزي والدوق (44) للكاتبة :Janice Maynard .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          1128 - طيف من الحلم - آرلين جايمس - دار النحاس ... ( عدد جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          وأشرقت في القلب بسمة (2) .. سلسلة قلوب مغتربة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          369 - جزيرة الحب الضائع - سارة مورغن (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          203 -حب من أول نظرة / سالى وينت ورث )(كتابة /كاملة **) (الكاتـب : Hebat Allah - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          مستأجرة لمتعته (159) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غريق.. بين أحضانك (108) للكاتبة: Red Garnier *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-09-14, 12:15 PM   #11

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



- كم من المرات اخبرتك بانك اذا اردت ان تمضى الوقت مع امراءة فابحث عن واحدة فى مكان آخر فانا لست رهن مشيئتك اننى اشتغل عندك فى الصحيفة ولكننى لا اخذ راتبى لكى اقفز الى شقتك كلما اشرت الى باصبعك
شحب وجهه وبان الغضب فى عينيه وبدا وكآنه يهم بمادلتها الضرب , ولكن جينا كانت من الغضب بحيث اخذت تنظر اليه متحدية وقد كاد يفلت منها زمام مشاعرها الى حد كانت معه ترحب بالقتال
- لقد كنت أحب زوجى وجده , ولا اريد ان انساهما او اهجر كل ما كانا بؤمنان به
وخرجت هذه الكلمات من فمها وكانها قنبلة مدوية فقال :
- اننى لم اطلب منك ان .....
- بل طلبت منى ذلك , فانت تريدنى ان ادعك تفعل ماتريد بالصحيفة دون ان اجرؤ على الاحتجاج بكلمة , حسنا , لا استطيع ان امنعك الآن بالقدر الذى اريده ولكن مادام فئ عرق ينبض فساستمر فى معارضتك , فانت تدمر صحيفة عظيمة , قد تكون لك السيطرة حاليا على سنتنال , ولكن هذا يمكن ان يتغير يوما ما .... كل شئ ممكن ...... وعند ذلك ارجو ان ارى الصحيفة وقد عادت الى المستوى الذى رفعها اليه آل تيريل
ساد صمت طويل كان هو يحدق فيها أثناءه بعينين ساخرتين :
- هل هذا هو ما تتآمرين لاجله ياجينا ؟ انك تحلمين بأن بمكانك ان تخرجينى من الصحيفة لتستلمى مقاليدها بنفسك , اليس كذلك ؟ استمتعى اذن باحلام اليقظة هذه لانها لاتعدو ان تكون كذلك , فان هذا لن يحدث ابدا , وليس لديك ذرة من القدرة على زحزحتى من مكانى فانا اسيطر على هذه الصحيفة لاننى املك المال والذى يملك المال هو دوما المنتصر , ان لديك نفس عدد الاسهم التى لدى ولكن ليس لديك راس مال كبير يسندها واذا اردت الحصول على ذلك عليك ان ترهنى او تبيعى بعض اسهمك لا يمكنك ان تهزمينى يا جينا , وهكذا ليس امامك من خيار آخر سوى ان تنضمى الى
قالت هازئة وقد بانت المرارة فى وجهها
- فى احضانك ؟ هذا كل ما تظن ان المراءة تصلح له اليس كذلك ؟
فضحك ساخرا :
- آه , فانا مازلت فى قلبى رجلا رجعيا
رددت كلامه ساخرة :
- قلبك ؟ لا تتحدث عن القلوب يا نيكولاس ...... ما الذى تعرفه عنها ؟ فانت لا تملك قلبا , والا لما بقيت تفكر فى ان بامكانك التحبب الى بعد ذلك الاذلال الذى سببته لى فى حفلة هيزل
تغير وجهه وقال عابسا وكأنه يتاوه :
- اوه ... ذلك ... نعم ...
بدت على شفتيه ابتسامة صغيرة وهو يقول ملاطفأ :
- انا آسف ياجينا ....... انا اعلم ان تصرفى كان سيئا ....
تابع يقول برقة :
- ان عذرى الوحيد كان هو اننى كنت غاضبا ومستاة للغاية فاردت ان انتقم منك واسبب لك الالم الذى سببته انت لى عندما رفضتى دعوتى الى قضاء العيد معى فى بيتنا فى سان فرانسيسكو
ردت عليه بحدة دون ان تتاثر :
- اننى على الاقل لم اهنك امام الناس ..
- الحق معك فذلك تصرف منى لايغتفر
- ولكنك تتوقع منى ان اغفر لك
فتنهد طويلا والقى عليها نظرة لوم وكأنه يراها المسؤلة عن ذلك :
- اننى فقط احاول ان اشرح لك سبب ذلك
بعد صمت قصير قال بخشونة :
- حسنا , اسمعى ياجينا لقد كنت اخبرت امى بانك ستاتين الينا , واحضرت لك هدايا العيد , لقد هيات كل شئ لقدومك الينا , اننى لا اتذكرمتى كانت آخر مرة انتظرت فيها قدوم العيد بمثل تلك اللهفة التى انتظرته بها وانا اتوقع قدومك , وربما ذلك لم يحدث قط , فاعيادى لم تكن جميلة عندما كنت صبيا واحيانا كان العيد يمر بى حزينا تماما , رغم الهدايا الثمنية التى كنت اتلقاها وقد اعتدنا قضاءه احيانا فى سويسرا فنذهب للتزحلق على الثلج , لكن لم يمر على عيد عائلى على الاطلاق
قطب جبينه وهو ينبذ من ذهنه ذكرياته تلك , ثم قال بصوت أجش :
- أردت ان اجعل من العيد الماضى عيدا عائليا حقيقيا , أمى شقيقتى ليليث وزوجها واولادها , اليسا وانا وانت , واذ كنت اعلم ان ليس لديك اسرة , ظننت انك ستسرين بذلك , ولنك خزلتنى ...
ولوى شفتيه عابسا , بقيت جينا صامتة تحدق اليه , كان يحيرها احيانا , ففى الظاهر كان يبدو رجل اعمال قوى ليس لديه اى نقاط ضعف ولا مشاعر رقيقة , ولكنه وراء ذلك كان يخفى صبيا عابسا صعب الطباع لايطيق ان ينبذه او يخيب أمله أحد , ولكن طريقة انتقامه منها لم تكن صبيانية على كل حال فعبست فيه وهى تقول :
- هل هذا هو السبب الذى جعلك تاخذ كوليت تسى معك الى لكسمبورغ ؟
نظر اليها نيكولاس مجفلا :
- ماذا ؟
فسالته بمرارة :
- هل كنت تظن أننى لن أعلم ؟ ان جميع موظفى باربرى وارف يعلمون ....... وكلهم يتحدث عن ذلك , حتى ان أمك سالتنى عنها , وعما اذا كانت جميلة وكيف شكلها ؟ .... اذا كنت تظن ان بامكانك ان تجعل علاقتك مع كوليت سرية , عليك ان تنسى هذا
قال ببطء لاويا شفتيه وكأنه يحاول الا يبتسم ما زاد فى غضب جينا , قال :
- وهل استطيع ذلك ؟
قالت وقد تملكتها الغيرة :
- ولكنك لم تشأ ان تجعل الامر سرا , اليس كذلك ؟ فانت أفشيته متعمدا , لاننى لم أقبا ان أقيم علاقة معك , أردت ان ترينى ان بامكانك ان تحصل على من تريد , وذلك بمجرد أشارة من اصبعك , انها فطنة بالغة منك ان تعثر على كوليت , فهى بالغة الطموح , ولن تتردد فى القيام بكل ماتريده منها , اذا كان وراء ذلك ترقية
- آه , لم الاحظ من قبل مبلغ الشبه بين عينيك وعيون القطط الماكرة
أحمر وجهها لسخريته وضرخت به :
- أخرج من بيتى
نظر بسرعة الى الباب :
- هس ...... أخفضى من صوتك والا أيقظت أمى
- اذا كنت لاتريدها ان تتكدر , فالافضل ان تخرج قبل ان ابدا برشقك بالاشياء
نظر اليها مشمئزا من هذا التهديد :
- أعتقد انك تفعلين هذا
ثم التمعت عيناه :
- يالك من فتاة قوية المشاعر يا جينا , فانا مازلت اذكر تماما ......
أحمر وجهها لتذكيرها بهفوتها السابقة معه , فهتفت به :
- أخرس
فقال ساخرا :
- لايمكن لتلك الذكرى ان تفارقنى , فاننى على الاقل أدرك مبلغ خسارتى
تمتمت بصوت مبحوح :
- ذلك لن يحدث مرة آخرى ابدا
لقد جعلتها ابتسامته الساخرة تلك تكرهه من الاعماق فقال برقة :
- لاتكونى واثقة من ذلك
ثم نظر فى ساعته قائلا :
- الافضل ان اذهب الآن لارى اين وصلت اليسا فى تنظيم أمتعة أمى , ان من عادة أمى دوما ان تصحب معها عند سفرها السيدة غرانت لتعتنى بها , ولكن بينما كانتا فى ايطاليا تلقت السيدة غرانت اتصالا مفاجئا من أختها التى وقعت فريسة مرض خطير , فسافرت اليها فى اميركا , لقد أقترحت ان تذهب أمى معها , ولكن أمى فضلت البقتء مع اليسا فى ايطاليا ولايدرى احدى متى تعود السيدة غرانت أو ماذا ستفعل أمى من دونها اثناء وجودها هنا فى لندن ساحاول ان اجد لها مرافقة
ونظر الى جينا مترددا :
- لا اظنك تقبلين البحث عن مرافقة لها , ليس بامكانى التفرغ للقيام بالبحث بنفسى فان العمل يكاد يخنقنى حاليا , هل لك بذلك جينا ؟ اننى أعلم ان بامكانى الثقة بحسن أختيارك . فانت تعرفين أمى وماذا تحب
قالت جينا بهدوء :
- اننى احب أمك , نعم , اننى سابحث عن مرافقة لها , واظنها ستحبها
- شكرا لك
وتوجه سائرا نحو الباب , ولكن ما ان فتحه حتى سمع صوت أمه يقول بلهجة ناعسة من الناحية الاخرى من الشقة :
- أهذا انت يا نيكولاس ؟
استدار باسما وقد بدت الحرارة فى عينيه :
- نعم يا أمى هل ايقظناك من النوم ؟ انا آسف لابد انك متعبة للغاية
فاتجهت نحوهما ببطء وعانقته :
- كلا ياعزيزى , فقد نمت فترة واشعر بالراحة التامة الآن , لقد استيقظت فقط عندما سمعت صوتك
قبلها على وجنتيها ثم وقف واخذ ينظر فى وجهها متفحصا :
- هل أتعبتك الرحلة ؟ لماذا لم تخبيرنى بقدومك الى لندن فارسل اليك طائرتى الخاصة ؟
- كنت أعلم انك تستعملها الآن وعلى كل حال فالرحلة من ميلانو الى لندن قصيرة تماما , لقد جئت فى الدرجة الاولى وكانت المضيفات رائعات فقد أهتممن بى وكأننى والدتهن , وهكذا لم تكن الرحلة متعبة جدا , ان السفر بالطائرة يتعبنى دوما حتى ولو كان ذلك بطائرتك
التفتت تبتسم لجينا وقالت وهى تربت على ذراعها :
- ثم استقبلتنى جينا واحضرتنى الى هنا , ومنحتنى مكانا حسنا مريحا لاستلقى فيه , فلاتهتم بى كثير يا نيكولا س فانا اقوى مما تظن
ضحك واحاط كتفيها بذراعه وادارها نحو باب الخروج وهو يقول :
- لقد نظمت اليسا كل أمتعتك , وغرفتك جاهزة لك , تعالى وانظرى الى شقتى
مالت السيدة كاسبيان تقبل وجنة جينا :
- شكرا لرعايتك الجيدة هذه لى يا جينا , أرجو ان اراك كثير اثناء اقامتى فى لندن , ان نيكولاس سيرتب هذا الامر , اليس كذلك يا نيكولاس ؟ فانا طبعا لن أمضى كل اوقات فراغى مع هذه المدعوة كوليت تسى
ارتجفت جينا واخذت تنقل نظرها بين نيكولاس وامه , ولكن وجهه بقى جامدا لا يفصح عن شئ وكذلك عيناه وهو يقول :
- سارتب كل الامور , هيا بنا يا أمى , فقد سبق واخذنا الكثير من وقت جينا هذا المساء
قالت :
- آه , تصبحين على خير يا جينا , سأراك فى اقرب وقت
قالت جينا بهدوء :
- تصبحين على خير
وعندما أغلقت الباب خلفها عادت متمهلة الى غرفة الجلوس وافكارها تتسارع بشكل محموم , لقد ظل نيكولاس يلاحقها ويغازلها ولكنه لم يطلب منها قط ان تتزوجه , فهل سيفعل نفس الشئ مع كوليت ؟ أم ان علاقتهما اكثر جدية ؟ والا فما سبب وجود أمه هنا فى لندن وحديثها ذاك عن قضاء الوقت مع كوليت ؟


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-14, 12:19 PM   #12

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس
بعد ذلك بعدة أيام، وصلت جينا إلى المكتب مبكرة قليلا، متوقعة أن تنفرد بنفسها إلى حين وصول صوفي في التاسعة، و لكن ما إن فتحت باب مكتبها، حتى خرج نيكولاس من مكتبه بعنف و قد توهج وجهه غضبا : "أتعلمين أنهم كانوا يخططون لتدمير كل شيء؟"
"ماذا؟"
لم ينتظر منها نيكولاس أن تفكر في الأمر، فاندفع يقول "هل تعلمين كم نسخة خسرنا ؟" الطبعة الأولى بأجمعها تقريبا. ففي شمال غرب انجلترا لم يحصلوا على نسختهم هذا الصباح. و إذا ما حدث هذا عدة مرات في الشهر، فنحن سنشرف على الإفلاس، فكا الذي يحدث عندهم أسفل؟"
قالت جينا، قاطبة جبينها : "إنني لا أعلم حتى ما تتحدث عنه، يا نيكولاس، اصبر إلى حين أن أدخل إلى المكتب أولا، قبل أن تبدأ بتخويفي بهذا الشكل، فما زال الصبح في أوله لمثل هذا الانفعال. و أنا بحاجة إلى كوب القهوة الثقيلة قبل كل شيء، ثم أدارت ظهرها إليه متجهة نحو مكتبها حيث دقت الجرس إلى مكتب الخدمات: "جوليان، هل لك أن بإرسال قهوة إلى مكتبي من فضلك؟"
ثم جلست خلف مكتبها و رفعت بصرها إلى نيكولاس :"و الآن هل لك أن تعود فتبدأ الحديث من البداية؟ و هذه المرة أخبرني بالضبط بما حدث الليلة الماضية."
نظر إليها بعينين عدائيتين: "ألا تعرفين ماذا جرى؟"
نظرت إليه بغضب بالغ: "كلا، على الإطلاق، بماذا تتهمني؟ بالتآمر مع العمال؟ لقد أصبحت حقا مصابا بجنون العظمة.
فابتسم بتوتر: "حقا أنا كذلك؟ عجبا، لقد توقفت أعمال الطباعة الليلة الماضية، لقد مررت على الدار في عودتي إلى البيت من حفلة كبرى و ذلك حوالي منتصف الليل، فوجدت المكان يسوده الفوضى و الهرج و المرج، ذلك أن آخر دورة للآلات كانت قد توقفت بعد خمس دقائق من ابتداء دورتها،و السبب عطل كهربائي، كما أسرعوا بالقول عندما دخلت فجأة فوجدت معظمهم واقفين يدخنون و يثرثرون مع بعضهم البعض، لقد توقف كل شيء بدون إنذار، كما قالوا، فسألتهم عن الآلات الاحتياطية التي وضعت للاستعمال في هذه الأحوال، فأجابوا أنها اشتغلت لفترة و ما لبثت أن تعطلت هي الأخرى." و بدت الوحشية في عينيه "إنها مصادفة، أليس كذلك؟" كيف حدث أن تعطلت المجموعتان معا؟ لقد سألتهم فأجابوا بان الضغط كان بالغا على التيار الكهربائي، فلما سألتهم كيف يمكن أن يكون ضغط غي محتمل بينما هو مصمم لهذا الغرض، لم يحيروا جوابا، فقد أخذوا يتمتمون و هم ينقلون أقدامهم."
عضت جينا شفتها عابسة :" كم دامت المشكلة؟ أظنه أصلح الآن؟"
فهز رأسه :" كان علينا أن تصل بالشركة التي ركبت أللآلات، فلم يصل رجالها حتى الساعة الثامنة هذا الصباح، فقد كانوا مشغولين في مكان آخر، فهم لا يمكنهم القيام سوى بعمل واحد في نفس الوقت، كما قيل لي، و كان علي أن أرسل مجموعة العمال الأخيرة إلى بيوتهم، لم أرى أي منهم يتطوع للبقاء ليرى كيف يصلح العطل بنفس الطريقة الغامضة التي حدث بها، إذ لم يكن علينا سوى أن نتخلى عن النشرة الأخيرة، ثم نمسح تلك النسخ عن الألواح."
قالت محتجة: "و لكن ما الذي يجعلك تظن أن هذا العطل لم يكون سوء حظ؟"
فضحك و قال بانجاز "فطنتي"
نظرت إليه بسخرية صامتة "هل هي نفس الغريزة التي تخبرك بأنني دوما أتآمر عليك؟ "
أجابت بلهجة لاذعة " حسنا، أليس هذا صحيحا؟" تمنت لو تستطيع إنكار هذا بصراحة، و لكن كيف أمكنها هذا و هي تعلم أن الاتهام صحيح."
حاولت أن تمزح في هذا الأمر، فقالت "هذا صحيح طبعا." ثم تابعت تقول بسرعة: "حتى ولو كان هناك تخريب الليلة الماضية، فهل بإمكانك أن تثبت ذلك؟"
"إذا كان هناك أي إثبات لحصول تخريب،فان رجال شركة روبوبرينت سيعرفونه، فهم خبراء، و تلك اللآلات ستفكك، و تفحص قطعة قطعة حتى نتأكد تماما مما حدث." و عبس في وجها "إذا كان هناك إضراب للعمال، فهذا شيء مفهوم و لكنني لن أصبر على الحيل القذرة التي تظهر الأمر مجرد صدفة، فما حدث الليلة الماضية كان متعمدا، و أريد أن أعلم من هو وراء ذلك، قبل أن يحدث مرة أخرى." تعالى نقر على الباب ، ثم دخلت الخادمة تحمل القهوة مع كوبي ماء. وضعت الصينية على المنضدة و خرجت.
حينئذ تصاعد رنين الهاتف فرفع السماعة بحركة آلية قبل أن تتمكن هي من الحركة "ألو، آه كلا يا غاي فهي لم تأت بعد، اتصل بعد قليل، بالمناسبة، هل سمعت شيئا عن شركة بولتون إخوان للمحاماة؟ كلا، فنحن لن نهي الأمور خارج المحكمة، إنني أعرف ألاعيبهم... فهي ابتزاز تحت اسم آخر، ليس ثمة من يستطيع ابتزازي."
أخذت جينا ترتشف قهوتها، و قطبت جبينها، عندما سمعت نيكولاس يقول "سأراك في اجتماع بعد الظهر." ثم وضع السماعة، فرمقته بنظرة قلقة "بولتون إخوان؟" إنها قصة مافيا شرق لندن، أليس كذلك؟ أما زالوا يهددونك؟"
فقال ببساطة " إنهم لا يزعجونني." ثم أضاف بلهجة جافة " حتى بقدر ما تشعرين أنت به، اسمعي، بما أن عمال الطباعة يرونك رائعة، ربما يمكنك أن تتحدثي إليهم بشكل عقلاني، و تجعليهم يتوقفون عن افتعال المشاكل قبل أن يجدوا أنفسهم جميعا بلا عمل."
"لا أصدق أن الرجال يقومون بتخريب آلاتهم متعمدين، إذ سرعان ما ينكشف الأمر، فهم يجازفون بوظائفهم ليقوموا بحيل حمقاء كهذه،"
قال نيكولاس عابسا "سنرى." و أخذ يرشف قهوته و هو يقف عند النافذة ينظر إلى الخارج و ظهره إليها.
بذهن غائب تناولت ملفا أحضر إليها هذا الصباح ووضع على مكتبها، كان يحتوي على أرقام المبيعات و الإعلانات للشهر الماضي، فتحت الملف ثم أخذت تنظر إلى الأعمدة. و إذا بها بعد لحظة تدير عينيها الحادتين إلى نيكولاس "أظنك رأيت هذا."
استدار و نظر إلى الملف "الأرقام الشهرية؟ نعم طبعا. " فهتفت غير مصدقة " إن توزيع الصحيفة يرتفع واحد بالمئة؟"
فابتسم ساخرا: "و هل كنت ترجين مزيدا من الهبوط في التوزيع أكثر مما حدث؟"
قالت و هي تنظر بعيدا متهربة من الجواب " هذا ما كنا نريده أن يستمر الهبوط في التوزيع حاليا..." قالت ذلك متهكمة، متهربة من الجواب و هي تنظر بعيدا، كان لدى نيكولاس القدرة على التكهن بشكل ذكي حتى و لو لم يدرك هو تماما ما يقوله، فقد كان من الضروري بالنسبة لخطة السير ديرموت أن تبقى أرقام التوزيع هابطة، فقد كانت نتيجة هبوط إيرادات البيع و الإعلانات خلال الأشهر القليلة الماضية، أن يأخذ بقية أفراد مجلس الإدارة في الالتفاف حول أعداء نيكولاس، و لكن إذا بدا أنه قد عاد إلى خط النجاح، فان أصدقائهم سيندفعون عائدين لمساندته و يدمرون كل أمل في أن يصوتوا لإخراجه من السلطة.
فقال " حسنا، إن الذي وضع الجدول كان مخطئا، فالأمر يبدو و كأننا اجتزنا الأزمة بسلام، رغم أننا لا يمكن أن نتأكد من شيء... أو أي شخص."
قال جينا تغير الموضوع "هل أمك و أليسا مستمتعين بهذه الزيارة؟ "
"إن أمي لا تحب لندن كثيرا، و خصوصا في فصل الشتاء، إن الحنين يتملكها إلى سان فرانسيسكو."
لا أستطيع القول أنني ألومها و ليدها مثل ذلك المنزل الجميل، و لو كان ذلك بيتي لما تركته أبدا."
"إنها لا تتركه كثيرا. و السبب الوحيد الذي يجعلها تسافر إلى ايطاليا هو أنه يبدو أن أختي قد استقرت هناك، فأرادت أمي أن تعرف سبب ذلك."
قالت جينا ضاحكة " وماذا كان السبب؟"
"الرسم، يبدو أن أليسا لديها حياة عاطفية حاليا."
تذكر جينا ما كانت أليسا قالته عن الذعر الذي يتملكها كلما وقعت في لغرام، ما يجعلها تهرب منه، أترى حدثت أليسا أخاها عن مشاعرها تلك؟ ثم قال " بالمناسبة، لقد حجزت مقصورة في المسرح لمساء الغد لأجل أمي و أليسا لسماع التوزيع الجديد لموسيقى (أليس في بلاد العجائب)،و تساءلت أمي عما إذا كنت تحبين القدوم معهما.
هذا لطف بالغ منها، لقد كنت فعلا متلهفة لرؤية ذلك و لكنني لم أذهب."
قالت جينا هذا ببطء و هي تحاول أن تفكر، هل سيكون هو هناك؟ و ماذا لو أحضر معه كوليت؟ و لكن جينا لم تستطع أن تتصور قضاء السهرة في صحبتهما تنظر إليهما معا، فترى بعينيها ما كان يقوله كل إنسان.
كان نيكولاس يراقبها بدقة ما جعلها تشعر بالتوتر، ثم قال بحدة و فروغ صبر "حسنا، هل ستذهبين أم لا؟"
"لا تزمجر في وجهي."
فقال مزمجرا "أتمنى فقط لو أفهم ما يجول في رأسك، فأنت تحيرينني، دوما كنت تظهرين الحب لأمي، و أنا اعلم أنها أصبحت تحبك كثيرا، هي أيضا... فلماذا تبدين دوما الكراهية لقضاء أي وقت معها؟ لم تقبلي أن تمضي العيد معها، كما أنك مترددة في قبول الدعوة إلى حضور المسرحية..."
قالت محتجة و قد تملكها الفزع لهذه التهمة خشية أن يقول شيئا كهذا لأمه "إن أمك امرأة حبيبة و أحب الحديث معها جدا."
"لماذا إذن أنت مترددة؟"
نظرت في عينيه متحدية " هل ستكون أنت هناك؟"
توترت شفتاه و أخذ يحدق فيها عابسا، ثم قال مكشرا و قد بدا عليه الاشمئزاز "هكذا إذن... فهو أنا الذي تكرهين أن تمضي السهرة معه، أليس كذلك؟ و لا شك أنك تجدين صعوبة بالغة في تحمل رؤيتي هنا يوميا، و اضطرارك إلى مشاركتي المكتب، ربما الأفضل لك أن تستقيلي و تبحثي عن عمل في مكان آخر."
ردت عليه بغضب و قد توهج وجهها "إذا كان على شخص ما أن يستقيل فهو أنت و ليس أنا."
فضحك بجفاء "آه هذا سيسرك جدا لو حصل، أليس كذلك؟ و الآن قولي لي إنني أعاني جنون العظمة."
"أنا لا أنكر أنني أريد أن أراك تغادر سنتنال إلى الأبد."
"حسنا، هذا أمر سيء، فأنا لن أذهب من هنا." و أضاف بابتسامة غاضبة "و الآن ماذا أقول لأمي. نعم أم لا؟ é
كانت من الغضب هي أيضا بحيث ردت بعنف "نعم"
قال ببرود "من المؤكد أن بإمكانك أن تتحملي صحبتي في تلك السهرة."
"سأحاول أن أصبر على ذلك."
بدا العنف في نظراته "انك أكثر النساء..." سكت و هو ينفس بعمق، ثم قال بهدوء "سنذهب من العمل مباشرة لتناول عشاء خفيف قبل الذهاب لمشاهدة العرض، و ذلك في مطعم سافوي، فهو قريب من المسرح." ثم خرج من الغرفة دون أن ينتظر منها جوابا، فأخذت هي تحدق في أثره شاعرة بالبرودة، و الاكتئاب، لماذا ينهيان حديثهما دوما بالشجار كالقطة و الكلب؟"
و صلت صوفي بعد خمس دقائق، لاهثة شعثاء الشعر "آسفة لتأخري، فقد ان هناك حادث قطار الميترو، ما جعل قطاري يقف في النفق حوالي ثلث ساعة، ثم أنزلونا منه قبل أن نصل، و إذ لم أجد حافلة أستقلها، فقد اضطررت إلى قطع بقية الطريق سيرا على الأقدام
قالت جينا بعطف " إن لندن تزداد سوءا يوما بعد يوم، إلى حد الاختناق، فالسيارات كثيرة و كذلك عدد الناس، و إذا لم يجدوا حلا لذلك، فهذه المدينة لن تعود صالحة للسكن."
تابعت جينا بعد قليل " مازلت هذه القهوة ساخنة، فخذي كوبا منها قبل أن تبدئي العمل."
تناولت غذائها مع روز ايميري في مطعم بيير، فقد كانتا تواعدتا على تناول الغذاء معا كلما كانت روز في لندن، أخذتا تتحدثان عن مجموعة من المواضيع... السياسة، و فيلم فرنسي كانت روز رأته في باريس منذ أيام، و العطل الذي حدث الليلة الماضية في المطابع وردة الفعل لذلك عند نيكولاس، "انه مقتنع بأنه تخريب متعمد."
قالت جينا ذلك و هي ترتشف من عصير الليمون.
قالت روز ساخرة "و هل هذا صحيح؟"
" لا أحد يعلم، خصوصا أنا، ثم لا أريدك أن تنظري الي بهذا الشكل، يا روز. قد يعتقد نيكولاس بأنني أتآمر ضده مع كل أعدائه. و لكنك طبعا، لا تظنين ذلك."
لوت روز ملامحها قائلة "ربما ليس مع كل أعدائه."
بادلتها جينا النظر، ثم تنهدت قائلة "آه يا روز، أنّني بالغة الحيرة، فانا لا استطيع أن أعرف نوع شعوري نحوه، و لا استطيع أن اقرر ماذا عليّ أن أفعل..."
قالت لها روز بشفقة جافة "لقد سبق و حذرتك من حبه'
"لا تستمري في هذا القول لي"
"آسفة. فلا استطيع منع نفسي ذلك، فأنا لا أستطيع أن أتصورك من الغباء بحيث تقعين في غرام رجل مثل نيكولاس كاسبيان بينما أنت تعلمين أن عشرات النساء تلاحقنه، و بعضهن من أسر عريقة. إن أمثال نيكولاس كاسبيان من الذين يملكون الكثير ليقدوه إلى المرأة، يكونون عادة دقيقين في الاختيار، و مع مرور السنوات تصبح فرص العثور على ذلك أقل و أنا لا أظنه سيتزوج الآن، إلا إذا تزوج فجأة فتاة صغيرة، عندما يمتلكه اليأس، و ذلك لينجب أولادا."
ارتجفت جينا و قالت و هي تكاد تبكي "كفى"
هزت روز كتفيها "لا بأس، و لكن عليك أن تواجهي الواقع."
"هذا ما أقوم به، فعندما أتذكر كيف كانت سنتنال، ثم كيف أصبحت الآن، أشعر بالغثيان، رغم أنني لا أنكر أنها تبيع من النسخ مقدارا لم يحلم به آل تيريل قط، و يبدو أن الناي يفضلون هذا النوع من الصحافة." تنهدت جينا و هي تفرك جبهتها، قائلة "أوه، لا ادري بماذا أفكر..."


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-14, 12:21 PM   #13

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حينئذ جاء النادل و رفع الأطباق من أمامهما، و قدم إليهما قائمة الحلويات، و لكنهما اكتفتا بطلب القهوة فقط، فأحضرها على الفور.
و عندما أصبحتا لوحدهما مرة أخرى، أخت روز ترشف القهوة و تبتسم "إن قهوتهم هنا جيدة، فعلا، كما تعلمين رغم أنني لم استطع أن أجعل دانيال يعترف بذلك."
كانت تغير الموضوع ما جعل جينا تشعر نحوها بالشكر، فسألتها "ألم تحددا موعد الزفاف بعد؟"
"في الربيع، و هو سيكون عرسا فخما للغاية، إن لدى دانيال مئات من الأقارب و المعارف منتشرون بين فرنسا و كندا و بروفنسا، إنهم لن يأتوا جميعا، و لكن سيكون هناك من أقاربه أكثر بكثير مما سيكون لدي أنا."
"أين تمضيا شهر العسل؟"
"لم يشأ دانيال أن يخبرني فه يريدها مفاجأة، كل ما قاله أنه سيكون في مكان لم أذهب إليه من قبل."
ضحكت جينا قائلة " لا يحتاج إلى كثير من التصورات، إذ أنك لا يد أنك سافرت إلى أكثر بلدان العالم، و ذلك أثناء تجولك كمراسلة خارجية."
بدا الأسى على وجه روز "نعم، أظنني رأيت أكثر مناطق الكرة الأرضية، و سأشعر بارتياح بالغ عندما استقر في باريس نهائيا عندما يترك أبي وظيفته."
"ظننتك لن تأخذيها."
"لقد غيرت رأيي"
فأجفلت جينا "و ما رأي دانيال في ذلك؟"
"لقد أخذنا نناقش هذا الأمر منذ قدم لنا نيكولاس هذا العرض، و كنت رأيت شعور هيزل عندما عاشت منفصلة عن بييت عندما كان في هولندا بينما بقيت هي هنا، و لهذا لم أظن أن الأمر سينجح معي، و لكن دانيال نصحني بالقبول، حيث أننا اعتدنا أن نكون منفصلين، و سيرتاح تماما عندما يراني مستقرة في مكان متمدن مثل باريس بدلا من دوران حول العالم و ملاحقة المناطق المليئة بالمشاكل حيث يمكن أن أتعرض على الدوام إلى إطلاق الرصاص أو الإنفجارات، ففي باريس على الأقل، أسوأ ما يمكن أن أتعرض له هو محاولة عبور شارع الاتوال في وقت الغذاء، و طبعا سنكون بعيدين عن بعضنا البعض خمسة أيام في الأسبوع و لكن ما يفصلنا لن يكون سوى ساعتين أو نحو ذلك، و بهذا يمكننا أن نرى بعضنا أحيانا كثيرة، ثم قد لا ابقي في باريس أكثر من عام، أو نحو ذلك، فنحن أنا و دانيال، نفكر في العودة إلى مونتريال للعيش هناك نهائيا، فنحن نفضل إنشاء أسرتنا هناك أكثر من هنا."
نظرت إليها جينا بحزن "لن أراك بعد ذلك أبدا."
تنهدت روز "حسنا, لن تكون مقابلاتنا كثيرة، و أنا أيضا سأفتقدك، و لكن هذا كله سيحدث بعد فترة طويلة، فلا تدعي الكآبة تتملكك."
قالت جينا بصوت باك "و كيف يمكنني منع نفسي من ذلك، لقد ذهبت هيزل، و ها أنت ذا تفكرين في الذهاب إلى الناحية الأخرى من العالم... كل شيء يتغير، يا روز، منذ سنة واحدة فقط، كانت سنتنال تحت إدارة السير جورج تيريل و كنا ما نزال في شارع فليت ستريت، و هيزل لم تكن تعرفت إلى بييت بعد، و أنت لم تكوني مخطوبة لدانيال، و أنا كنت بالكاد أعرف اسم نيكولاس كاسبيان."
قالت روز برقة "و لكن هذه هي الحياة يا جينا، أليس كذلك؟ فالعالم يتغير كل يوم، و نحن كذلك، ألا يقولون أن خلايا الجسم بأجمعها تكون قد تغيرت تماما كل سبع سنوات؟ و هكذا أنظر إليك الآن و لكن جينا الآن ليست هي جينا نفسها، جسمانيا، التي عرفتها منذ سبع سنوات، ظاهرا، هي نفسها، و لكنك داخليا، قد تغيرت كليا."
فارتجفت جينا و هي تقول "كلام خرافة، و لا شك أنك اخترعته بنفسك."
قالت جينا و قد شحب وجهها و بان الشجي في عينيها "منذ سبع سنوات كان جايمس ما يزال حيا، لم أظن قط أنني سأقع في الحب مرة أخرى بعد أن مات." سكتت و قد ارتجفت شفتاها، ثم عادت تقول "ألا ترين هذا فظيعا يا روز ؟ كأمواج عاتية تحملك إلى مكان آخر دون أن تترك لك الفرصة تقاومين فيها؟ فالمرء لا يعرف حتى ما يحدث بين لحظة و أخرى، فما إن تكوني واقفة في مكان ما مع صديق أو شخص تحبينه، شاعرة بجمال الحياة و استقرارها نهائيا... إذا بك ترين نفسك و قد سلخت منك الحياة كل ما ألفته و أحببته مدمرة سعادتك... تاركة إياك تعانين الغربة و الوحدة."
نظرت إليها روز مقطبة جبينها باهتمام "انك تمرين بمرحلة سيئة، أليس كذلك؟ اسمعي، تناولي العشاء معي و مع دانيال هذه الليلة في بيتنا، إنها لن تكون وليمة فخمة، لأنني سأطهو الماكرونة، و لكننا سنتحدث و نحاول الترفيه عنك."
"لشد ما كنت سأحب ذلك، يا روز، و لكنني سأذهب هذه الليلة لرؤية مسرحية (أليس في بلاد العجائب)." سكتت لحظة ثم أضافت بلهجة جافة "مع نيكولاس و أمه و أخته."
"آه، حقا؟ حسنا، ستكونين في أمان ما دامت أنا معكما."
تذكرت جينا هذا القول عندما بقيت في نفس المساء، مع نيكولاس في غرفة المكتب بعد إن خرجت صوفي في السادسة تماما، اذ ما ان انغلق الباب خلفها، حتى تصاعد التوتر بينهما حتى شحن جو غرفة المكتب جاعلة خفقات قلب جينا تتسارع.
سألت نيكولاس " في أي وقت سنقابل أمك و أختك؟ "
قال و هو ينظر إلى ساعته " في السادسة و النصف في سافوي، و أظن أنه كان علينا أن نكون في طريقنا إليهما، الآن، يجب أن لا نتأخر و لا فلن يكون لدينا وقت للعشاء قبل دخول المسرح."
نهضت جينا شاعرة بالارتياح، و اتجهت الى حيث كا معطفها معلقا، و هي تعر بنيكولاس يراقب مشيتها."
همس يقول "تبدين جذاب جدا في هذا الثوب، يا جينا." حاولت الاحتفاظ بهدوئها، و لكنها كانت تدرك أنها لا يمكن أن تخدعه، فقد كان يعرف مدى ناثيره عليها.
ثم قال برقة "لو لم نكن مستعجلين، لكان لنا شأن آخر، و لكن لا باس، في وقت آخر."
ثم ابتعد ليحضر معطفه، فاتجهت نحو الباب و هي ترتجف ففتحته ثم وقفت بانتظار نيكولاس الذي كان يلف حول عنقه وشاحا حريريا أبيض، ويقفل معطفه الكشميري الأملس، ثم يحمل قفازيه الأسودين الجلديين.
كانت سيارته الرولز روس البيضاء تنتظر خارج مجمع باربري وارف أمام البوابة الرئيسية، فقد كان سائقه الخاص هو الذي يقود السيارة به عندما يكون لديه موعد ليلي و ذلك كي لا يواجه نيكولاس مشكلة العثور على مكان لتوقيف السيارة.
صعدت جينا إلى المقعد الخلفي في السيرة بحذر و هي ما زالت تشعر بنيكولاس و هو ينظر إليها. ثم قال لسائقه "أسرع إلى مطعم سافوي قدر استطاعتك." ثم حنى قامته الفارعة الطول لكي يدخل إلى جانبها، و عندما سمعت جينا صوتا غريبا مدويا أشبه بالمفرقعات النارية، و في نفس الوقت رأت وهجا من الضوء برتقالي اللون، ثم سمعت صراخ شخص ما، و سمعت الناس يركضون ثم ضجيج محرك سيارة في مكان قريب."
تملك جينا الذهول و الارتباك، ما الذي يجري؟ بدا و كأن مرور الوقت أخذ يتباطأ بشكل غير عادي، كانت تحدق فيوجه نيكولاس مطلا من باب السيارة المفتوح... وبدا لها غريبا للغاية، شاحبا جامد الأسارير، و كان فمه مفتوحا... و تملكها شعور بأنه كان يصرخ، أو يصيح، و لكنها لم تسمعه يصدر صوتا، كان ما يزال منحنيا إلى الأمام و قد بسط يديه أمامه، ثم عاد الوقت إلى سرعته العادية، و خارج السيارة، في الشارع، قفز رجل يحمل بندقية إلى السيارة التي كان محركها يدور محدثا ضجة عالية، فانطلقت به السيارة.
سقط نيكولاس إلى الأمام، ليقع على وجهه عند قدميها... فأخذت تحدق فيه برعب و ذهول، بينما كان خيط من الدم يسيل على وجهه من تحت شعره الأسود.


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-14, 12:23 PM   #14

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
سقطت جينا علي ركبتيها بجانبه , وهي تتأوه هاتفه باسمه :" نيكولاس
, نيكولاس..." كان ميتا ....نعم , إنها تعلم انه ميت . لمست وجهه فوجدته باردا . لم تستطع إن تسمع صوت تنفسه . لمست شفتيه فوجدتهما رطبتين , فنظرت إلي أصابعها , فوجدتهما ملطخة بالدم ..... دم نيكولاس وسمعت صوت السائق خلفها يقول وهو يقف بالباب ينظر إلي جسم نيكولاس :" آه , هل هو ميت ؟"
همست بصوت مبحوح :" لا ادري ." ولكنها كانت واثقة من ذلك . لقد خسرت جايمس بحادث مفجع , وقد جعلها هذا تتوقع المآسي علي الدوام . وشعرت بالخوف يشلها.
قال لها :" هل رأيت الرجل ؟ كانت بيده بندقية . لقد برز فجأة من مكان ما , وفي اللحظة التالية اختفى تماما .... لقد رأيت كل شيء ..... ولكنني لم استطع إن افهم ما
يحدث ..... كان في يده شيء ولكنني لم استطع معرفة ما هو .... إلي أن أطلق الرصاص علي السيد ...."
نظرت جينا حولها .... كان وجه السائق شاحبا وكذلك عيناه كانتا ذاهلتين .... وكان ممسكا بقبضة الباب بيد مرتجفة .... كان كله يرتجف من الرأس حتى القدم . وسمعت أسنانه تصطك وهو ينظر إلي نيكولاس .
أخيرا تمتمت تقول وهي تحاول تمالك نفسها :" فكر .... افعل شيئا ." و أدخلت يدها تحت ياقته إلي عنقه تتلمس نبضة دون أمل .... لكن كان ثمة حركة طفيفة . زادت الضغط علي عنقه ....نعم , ثمة نبض ....إن نيكولاس مازال حيا .
تغير كل شيء وسحبت نفسا طويلا معذبا وهي تقول بصوت مرتجف :" انه حي ... إنني أحس بنبضة .... ساعدني علي ادخال ساقيه إلي السيارة ."
قال السائق متلعثما :" هذا لا ينبغي , يا سيدتي . من المفروض عدم تحريك المصاب بشكل سيء . لقد قرأت ذلك . إن علينا أن نتصل بسيارة الإسعاف ثم ننتظر هنا ." ونظر حوله بعنف , ثم انفجر يقول فجأة :" هاتف السيارة ..... هذا ما نحن بحاجة إليه ."
كان الناس قد ابتدأوا يتجمعون علي الرصيف رغم أن جينا لم تكن منتبهة إليهم ."
قالت له بلهفة :" ليس لدينا وقت . فسيارة الإسعاف تأخذ وقتا طويلا لتصل إلي هنا, بينما بإمكاننا أن نأخذه إلي اقرب مستشفى وذلك في عدة دقائق . هيا ارفع ساقيه إلي الداخل وسنحاول ألا نحرك رأسه ...." وتهدج صوتها , ابتلعت ريقها ثم تابعت بصوت مبحوح :" هنا حيث إصابته الرصاصة ."
كان الجرح ظاهرا , فقد كان شعره ملوثا بالدم في مؤخرة رأسه , وحولت عينيها عنه, شاعرة بالغثيان .
" سيصاب بالارتجاج يا سيدتي فتسوء حالته , حقا لا ينبغي لنا أن نحركه ...." ولكنها رمقته بنظره هائلة وقد التمعت عيناها بإصرار يائس : " افعل ما أقوله لك , فأنت تضيع الوقت بالجدل ."
تغير وجه السائق وتوهج احمرارا , عندئذ تقدم رجل من الحشد المتجمع هناك , للمساعدة فعرفت فيه احد عمال الكهرباء في قسم الطباعة .فحمل هو والسائق ساقي نيكولاس وادخلاهما بحذر بالغ , إلي السيارة .
جلست جينا بجانب رأسه لكي تسنده إذا تحرك ولكنها لم تجرؤ علي رفع رأسه ولو إلي حد تتمكن معه من دس وسادة تحته خوفا من أن تكون مخطئة في هذا ولكنها دست واحدة خلف ظهره لكي تبقيه في هذا الوضع فلا يتدحرج عندما تتحرك السيارة .
" والآن , تحرك بالسيارة بهدوء , ولكن دعنا نصل بقدر إمكانك من السرعة ."
لكن السائق ما زال لم يذعن , إذ نظر إليها بعناد وكآبه :" حسنا , إذا كنت تتحملين أنت المسؤولية , يا سيدة تيريل ..... لا اعتقد أن بإمكاننا أن نحركه , ولكن إذا أصدرت إلي أمرا , فسأقود السيارة بكما ."
نظرت إليه جينا بهدوء :" إنني أتحمل كامل المسؤولية , فهل لك أن تجلس خلف عجلة القيادة تلك وتكف عن الجدل ؟ " ثم منحت عامل الكهرباء ابتسامة باهته وهي تقول
له :" أشكرك ."
فأومأ قائلا :" إننا سنتصل هاتفيا بالمستشفى ونخبر قسم الطوارئ بحضوركما إليهم ." ثم أغلق باب السيارة .
كانت الرحلة كابوسا بالنسبة إلي جينا فقد كانت تشعر بكل هزة للسيارة عند المنعطفات . وكانت نصف مستلقية بجانب نيكولاس وذراعها حوله تحتضنه وتلاحظ بحدة أي تغيير في حالته , ولكنه كان ما يزال غائبا عن الوعي عندما وقفت السيارة أمام قسم الطوارئ في المستشفى , بعد وقت قصير .
كانوا قد اخذوا علما بالحادث , فوقفوا في الانتظار .
اخذ الطبيب يطرح أسئلته أثناء فحص سريع لنيكولاس قبل أن يسرعوا إلي النقالة , ولكنه لم يكن ينتظر جوابا منها قبل أن يردف سؤاله بآخر .
" هل هو حادث إطلاق نار ؟"
" نعم , لقد ....."
" في الرأس ؟"
" نعم , حسب ما ....."
" أليس ثمة جروح أخرى ؟"
" لا أظن ....."
" متى حدث هذا ؟"
نظرت في ساعتها وقد تشوش ذهنها . " لا ادري " لقد حدثت أشياء كثيرة حينذاك حتى إنها لم تستطع أن تصدق , وهي تنظر إلي ساعتها . فقد كانت الساعة السادسة والنصف تماما , وكانا قد خرجا من مكتبهما الساعة السادسة والربع .... وهذا يعني أن الحادث كان منذ ربع ساعة فقط , وفي سافوي كانت امة وأخته تنتظرانهما متوقعتين دخولهما في أية لحظة .
وإذ تذكرتهما , انفجرت تقول :" آه .... امة ..... يجب أن اخبر امة بما حدث ...."
وفي نفس الوقت , كان السائق يقول بخشونة :" لقد حدث الأمر في الساعة السادسة والثلث بالضبط . قلت لها إن علينا إن لا نحركه , ولكنها أصرت علي ذلك . قلت لها...."
نظر الطبيب إلي جينا , فقالت وقد بدا الخوف في عينيها :" هل أذيته فضعف حظه في الشفاء ......؟"
قال الطبيب :" في هذه الحالة , كلا , فلا تقلقي ولكن يجب منع تحريك المصاب مطلقا قبل أن يراه الطبيب ."
نظر إليها السائق وكأنه يقول :" أرأيت إنني علي حق , ولكنها لم تلق إليه بالا فقد كان اهتمامها كله منحصرا في نيكولاس وكذلك كان الطبيب .
" هل بقى فاقدا الوعي منذ الحادث ."
" نعم , فهل هذه علامة سيئة ؟"
نظر إليها الطبيب متفحصا بحدة :" ماذا عنك أنت ؟"
قالت له دون أن تفهم :" أنا ؟" ثم أدركت ما يعنيه , فقالت :" كلا , لم يطلق علي الرصاص, ولم يحدث لي شيء ."
" الأفضل أن تبقى هنا , علي كل حال إلي أن أجد وقتا افحصك فيه ." قال ذلك وإذا بكل فرقة الإسعاف تأخذ في الركض اخذين نيكولاس معهم و فاضطرت جينا إلي الركض خلفهم .
ركض خلفها شرطي وامسكها بذراعها . " قفي لحظة يا أنسه , فانا أريد أن استفهم عن بعض التفاصيل ."
نظرت في اثر النقالة . كان نيكولاس مغطى الآن ببطانية . ولكنها استطاعت إن ترى شعره الأسود ظاهرا .
قالت للشرطي :" أريد أن اذهب معه ."
" إنهم لن يسمحوا لك بذلك . إنهم يعلمون ما يقومون به , فلا تقلقي , فالأطباء هنا يستقبلون يوميا , في قسم الطوارئ هذا , كل أنواع الإصابات , فهو في أيد أمينة تماما يا آنسة ..... ما اسمك من فضلك ؟"
أجابت :" السيدة تيريل ."
فكتب الشرطي :" زوجته ؟"
" فهمت , ولنبدأ من البداية .... ما اسمه ؟"
" كلا , فنحن لسنا متزوجين ."
" فهمت , ولنبدأ من البداية ....ما اسمه ؟"
قالت :" كاسبيان نيكولاس كاسبيان ."
وقفت يد الشرطي عن الكتابة , ورفع رأسه يسألها :" صاحب الجريدة ؟"
فأومأت إيجابا كانت قد ابتدأت تشعر بشيء غير عادي يتملكها . فقد كانت الأرض تتحرك بشكل غريب ..... ودار رأس جينا , وتأرجح جسمها وهي تحدق إلي الأرض شاعرة بالإرهاق وقد تملكها الخوف من أن تقع علي الأرض في أية لحظة .
" هذا غريب ." ثم وقعت علي صدر الشرطي الذي أمامها .
وعندما فتحت عينيها وجدت نفسها مستلقية علي سرير . نظرت أعلى إلي السقف المزخرف . ثم إذا بشخص يتحرك , ثم يتنحنح , قائلا بصوت هادئ متمهل :" كيف حالك الآن , يا سيدة تيريل ؟" عرفت جينا صاحب هذا الصوت , ومع هذه المعرفة عادت إليها ذاكرتها , فهمست :" نيكولاس ...هناك من أطلق النار علي نيكولاس ...." ثم أضافت بلهجة صبيانية :" هل أغمي علي ؟"
" نعم , ولكن ليس هناك ما يقلق لقد ألقت إحدى الممرضات , نظرة عليك ثم قالت انك علي ما يرام , وأن ما حدث لك كان مجرد صدمة . إنهم سيحتجزونك في المستشفى هذه الليلة من باب الاحتياط , ولكنهم لم يجهزوا سريرا لك بعد , ولهذا وضعوك في سرير هنا ثم طلبوا مني البقاء معك ثم أسرعوا بالخروج ."
سألته :" ماذا حدث لنيكولاس ؟"
لكن الشرطي قفز لكي يمنعها من النزول وقد بدا الاهتمام علي ملامحه :" إنهم يهتمون بأمره , فليس ثمة ما يمكنك القيام به , كما تعلمين ..... هل تشعرين بتحسن ؟ هل تريدين أن احضر لك شيئا ؟"
كانت ما تزال تشعر بالضعف فعادت تستلقي مرة أخرى وهي تقول :" أريد كوب شاي من فضلك ."
فقال :" هذا ما يريده الجميع علي الدوام . هل تريدين معه سكرا ؟ حليبا ؟"
" نعم من فضلك ."
وعندما استدار ليخرج من بين الستائر , قالت له :" هل لك أن تسال عن نيكولاس من فضلك . أريد أن اعرف كيف حالته ....."
" كنت سأسال علي كل حال , والآن ابقي حيث أنت , عليك ألا تتحركي ." وعاد الستار ينسدل بعد ذهابه فأخذت تحدق إليه , شاعرة وكأنها في كابوس يتملكها فيه الشعور بالوحشة والوحدة وقد شحن الجو حولها بالخوف والألم .
عاد الشرطي حاملا فنجاني شاي من الورق . وإذ جلست جينا في السرير , ناولها واحدا منهما .
" انه الآن في غرفة العمليات . ولكن ممرضة اعرفها جيدا أخبرتني بان حالته ليست سيئة وانه سيصبح علي ما يرام ."
حدقت جينا فيه صامته . إنها لم تصدقه تماما , ولكن نيكولاس كان حيا علي كل حال .
ثم قال :" اشربي الشاي , يا سيدة تيريل , لأنني مضطر إلي أن القي عليك بعض الأسئلة"




Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-14, 12:25 PM   #15

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


أخذت ترشف الشاي بامتنان , شاعرة بالتحسن لسخونته في معدتها , وبعد ذلك أخبرته بكل ما تعرفه , والذي لم يكن كثيرا , فهي لم تر حقا الرجل حاملا البندقية , وشرحت له السبب بأنها كانت داخل السيارة . فهي لم تر سوى نيكولاس وذلك منذ اللحظة التي أطلق عليه فيها الرصاص وصفت له الأصوات التي سمعتها والسيارة التي كانت في انتظار الرجل المسلح والذي صعد إليها ومن ثم انطلقت به بسرعة بالغة , ثم أنهت حديثها بقولها :" ربما السائق يعلم أكثر مني . هل ما زال هنا ؟"
" نعم , واحد زملائي يتحدث معه ." نظر إليها متفحصا :" هل أنت واثقة من انك لم تشاهدي الرجل المسلح ؟"
" رأيت شكله فقط .... شكلا قاتم اللون فقد كان واقفا بعيدا عن الضوء المنبعث من مصابيح الشارع ."
ألقى عليها بعد ذلك عدة اسئله أجابت عنها قدر إمكانها , فقد كان كل انتباهها محصورا في نيكولاس ما جعلها لا تكاد تتذكر شيئا آخر ."
" انه السؤال الأخير , يا سيدة تيريل , هل تعرفين أي شخص قد يرغب في قتل السيد كاسبيان ؟ أي شخص يتملكه الحقد عليه أو كان هدده من قبل ."
" نعم , فقد عرفت علي الفور عندما حدث له بذلك . فقد كان الخوف يتملكني دوما من شيء كهذا ." قالت له جينا هذا ثم حدثته عن مقالات توم بيرني في الجريدة عن عائلات المافيا في شرق لندن , وعن التهديد الذي كان تلقاه , هو ونيكولاس .
فسألها الشرطي :" أين يمكنني أن أجد هذا المدعو توم بيرني هذه الليلة ؟"
فهزت رأسها تعبر بذلك عن جهلها , ولكنها ما لبثت أن تذكرت أن لديها في حقيبتها دفتر عناوينها , ومن ثم أخرجت عنوان توم ورقم هاتفه وسلمتهما للشرطي وهي تقول:
" لقد توسلت إليه بأن يتخذ الاحتياطات اللازمة لحماية نفسه ولكنه اخذ يضحك , ولم يعتبر الأمر جديا , وكذلك نيكولاس والذي كان مثله استهتارا ....." ثم سكتت فجأة وقد اتسعت عنياها ذعرا :"توم ...... آه , يجب أن تعثر عليه قبل أن ينفذوا تهديدهم . فما داموا حاولوا قتل نيكولاس , فسيحاولون أن قتل توم ."
لكن الشرطي كان قد وقف فعلا يريد الخروج وهو يقول :" سأبحث عنه فلا تقلقي , ارتاحي , يا سيدة تيريل وهم سيأتون ليخبروك بكل ما يجد من أخبار ."
عندما خرج , نزلت جينا من سريرها , وإذ كانت تعلم أنها حافية القدمين حيث أنهم نزعوا حذاءيها من قدميها , أخذت تبحث عنهما تحت السرير وإذا بشخص يدخل من خلف الستائر ليقول لها :" ما الذي تفعلينه ؟"
نهضت واقفة :" ابحث عن حذائي ."
وإذ رأته نفس الطبيب الذي ادخل نيكولاس إلي المستشفى , عادت تقول :" هل مازال في غرفة العمليات ؟ ما الذي يفعلون له ؟ هل تظنه سيشفى ؟"
" انه في غرفة العمليات الآن وهم يعالجون جرحه ."
وإذ رآها تجفل , ابتسم يخفف عنها :" لا شيء يستوجب القلق فهو رجل محظوظ جدا , في الواقع . فقد اصطدمت الرصاصة برأسه ولكنها لم تخترق دماغه . لقد نزف كثيرا ولكنه لن يحتاج إلي جراحه , بل إلي خياطة الجرح فقط بعد تنظيفه ."
لم تستطع جينا أن تصدق ذلك :" ولكن ..... لقد بقي مدة طويلة غائبا عن الوعي ......"
" آه , كان ذلك بسبب ارتطام رأسه حين سقوطه , كما أظن , فثمة رض واسع في صدغه ليس له علاقة أبدا بالجرح الناتج عن الرصاصة . قد يحصل له ارتجاج في المخ , ولكن صورة الأشعة لم تظهر أي تلف علي الإطلاق , فهو كما قلت , رجل محظوظ جدا ."
ثم امسك بمرفقها بقوة وهو يقول :" والآن عودي فاستلقي علي فراشك ودعيني القي عليك نظرة . إلي أين أنت ذاهبة , بالمناسبة , لقد سبق وقلت لك إنني أريدك أن تبيتي هنا هذه الليلة لاحتمال حدوث صدمة لك .....فالتأثير الذي يعقب شيئا هكذا قد يكون سيئا للغاية , كما تعلمين ."
" علي أن اتصل هاتفيا بوالدته , فقد كانت ستنتظرنا في مطعم سافوي للعشاء , ولعلها مازالت تنتظر يجب أن اعلمها بما جرى."
قال الطبيب وهو يخرج من الغرفة :" سأحضر إليك الهاتف ." ثم عاد بعد دقائق يحمل نقالا :" هو ذا الهاتف , قومي باتصالاتك , وسأعود بعد خمس دقائق لألقي نظرة عليك."
" آه , شكرا ."
طلبت جينا أولا الاستعلامات تطلب رقم مطعم سافوي ومن هناك طلبت مكالمة السيدة كاسبيان .
انتظرت عدة دقائق قبل أن تسمع صوت السيدة كاسبيان يقول بلهفة وقلق : "نيكولاس ؟"
فعضت جينا شفتيها :" كلا , يا سيدة كاسبيان فهذا أنا جينا . إنني آسفة إذ أخبرك أن حادثا قد وقع ......" وسمعت المرأة تشهق بصمت , ثم تهمس قائلة :" هل أصيب نيكولاس هل أصابته خطيرة ؟ هل ......"
أسرعت جينا تطمئنها , قائلة :" سيكون علي خير ما يرام ." فأطلقت السيدة كاسبيان آهة طويلة ثم قالت :" هل كان يقود سيارته الرياضية ؟ طالما أوصيته بان لا يسرع في قيادته ....."
لم تعرف جينا كيف تخبرها بالحقيقة , فقد تؤذي الصدمة قلب هذه المرأة التي كانت جينا تعلم أنها ليست حسنة الصحة .
" إنهم يجرون له جراحة بسيطة حاليا ولكنهم اخبروني بأنها ستنتهي في أية لحظة الآن . لن يكون بإمكانك رؤيته قبل مضي فترة , ولهذا لا فائدة من المجيء لرؤيته هذه الليلة , ويمكنك رؤيته غدا .لماذا لا تأكلين شيئا ثم تذهبين إلي المسرح ؟"
" كلا , لن أزعج نفسي بذلك , فانا سأعود إلي البيت وأشاهد التلفزيون ساعة أو نحوها , ثم أنام باكرا ."
سألتها جينا :" هل أليسا موجودة معك ؟ هل يمكنني أن أتحدث إليها ؟"
" أليسا ؟ نعم , إنها هنا , سأناديها لك ."
قالت أليسا بجفاء :" فهمت أن أخي العزيز قد حطم سيارته . هل الأمر سيئ ؟ وهل أصبت أنت ؟"
" كلا , أنا بخير , ولكن اسمعي يا أليسا , فانا لم اعرف كيف اخبر أمك وأخشى أن ترى الأخبار علي شاشة التلفزيون فتعرف بالأمر فيصيبها ذلك بصدمة سيئة . الحقيقة هي أن نيكولاس لم يصدم سيارته , وإنما أطلق عليه الرصاص ."
هتفت أليسا وقد تملكتها صدمة :" ماذا ؟"
" حذار من أن تقولي شيئا قد يصدم أمك . عليك أن تخبريها بذلك بلطف فنحن لا نريدها أن تنهار ."
سألتها أليسا ببطء :" ما الذي حدث بالضبط ."
" لقد كتب مراسل سنتنال الجنائي سلسلة من المقالات عن المافيا في شرق لندن وأعمالها ..... وقد تلقى المراسل تهديدا , وكذلك نيكولاس , ولكن لم يأخذ أي منهما الأمر بشكل جدي ."
قالت أليسا :" هذه هي عادته ."
فوافقتها جينا , قائلة :" تماما , فقد رفض نيكولاس اتخاذ أي نوع من الحماية ...."
" ذلك لان كرامته تأبى عليه إظهار الخوف ."
قالت جينا :" تعنين كرامة الرجولة , فهذا أهم ما يهتم به الرجال ...... إن فكرتهم عن إظهار قوتهم يجعلهم يتصرفون بغباء فلو أن نيكولاس كان اتخذ أي نوع من الاحتياطات ........ ولكن كلا , فهذا يعني انه يعترف بخوفه , ولهذا رفض حتى أن يناقش هذا الأمر ." وبدا الغضب في صوتها :" وهكذا عندما كنا قادمين للقائكما أطلق رجل عليه الرصاص . ولكن الطلقة لم تكن مسددة جيدا , فقد أطلق عليه رصاصات عديدة لم تصب نيكولاس سوى واحدة منها حتى هذه لم تخترق الرأس وإنما مرة بجلدة رأسه مسببة نزيفا كثيرا وهم يقولون إن نيكولاس كان محظوظا للغاية ."
فقالت أليسا :" شكرا لهذا ."
قالت جينا والدموع في عينيها :" نعم وهم ينظفون الجرح الآن ويخيطونه . ولكنهم طمأنوني بان لا خطر علي حياته ."
تمتمت أليسا :" عندما يفكر المرء في ما قد يكون حصل ....."
لم تستطع جينا التفكير في ذلك :" لقد جعلني الليلة أواجه أفظع لحظة في حياتي . وعندما أتذكر ما عانيته معه , أتمنى لو اقتله لم أكن اعلم ما إذا كان حيا أم ميتا , فقد كنت عاجزة عن القيام بما قد ينقذه لو كان يموت ...... لشد ما أنا غاضبة منه , يا أليسا ."
" مسكينة جينا , لقد اجتزت محنة صعبة حقا . من أين تتصلين ؟ هل عدت إلي بيتك الآن؟"
" كلا, فمازلت في المستشفى . إنهم يريدونني أن ابقى في المستشفى هذه الليلة , فهم يقولون إنني ربما ما زالت في حالة صدمة ."
قالت أليسا بعطف :" أظنهم علي حق . حسنا , نامي الآن و سنأتي غدا صباحا لنراكما . إنني سأعود وأمي إلي بيت نيكولاس واخبرها بكل شيء , فلا تقلقي لهذا الشأن ."
وضعت جينا السماعة وعادت تستلقي علي السرير وقد شعرت فجأة بتعب بالغ وعاد الطبيب ثم اخذ ينظر إليها :" بماذا تشعرين ؟"
" بالتعب ." ولم تستطع أن تتجنب التثاؤب فوضعت كفها علي فمها ,قائلة :" آسفة."
فقال :" ليس لك سوى النوم ." فلم تجادله في ذلك وعندما أخذوها إلي سرير في قاعة واسعة مليئة بنساء مريضات , كانت قد أصبحت نصف نائمة , ولكن الممرضة الليلية أعطتها حبة xxxx منوم علي كل حال . وعندما استيقظت جينا وجدت القاعة سابحة في ضوء النهار .
تناولت فنجان شاي وفطورا خفيفا , وبعد ذلك بوقت قصير رآها الطبيب ومن ثم سمح لها بالخروج من المستشفى .
سألته :" هل يمكنني أن أرى نيكولاس قبل أن اخرج ؟"
فهز الطبيب كتفيه :" اصعدي إلي الطابق الأعلى واسألي رئيسة القسم هناك , فانا لا أجرؤ علي الترخيص لك بذلك إذا لم تشأ هي أن تجعلك ترينه قبل ساعات الزيارة الرسمية . فاختلال النظام قد يفسد عليهن نهارهن , كما تعلمين ...."
ارتدت جينا ثيابها , ثم أخذت تبحث عن طريقها بين ممرات لا تنتهي إلي أن وصلت إلي قسم جراحة الرجال حيث منحتها ممرضة قصيرة القامة صغيرة السن ترخيصا بزيارة نيكولاس , وذلك علي كره منها .
" لمدة خمس دقائق فقط , ولكن يمكنك أن تعودي خلال ساعات الزيارة ."
كان في غرفة بسرير واحد في قسم الدرجة الأولى , وكان جالسا في السرير وحول رأسه عصابة بيضاء .
عندما فتحت الباب , انطلقت عيناه نحوها , وهو يهتف :" جينا , هل أنت بخير ؟ إنني مازلت اسأل عنك ولكن لم يأتي احد بخبر ."
قالت وهي تتقدم نحوه :"إنني بخير وعافية ."
" أما زلت ترتدين نفس الثوب ؟"
" لقد جعلني الطبيب أبيت الليلة هنا وأنا ذاهبة إلي البيت الآن ." نظرت جينا إليه : "كيف حالك هذا الصباح ؟"
فقال مازحا :" لدي صداع ." ثم أردف بلهجة قاطعة :" لا تقفي هناك وكأنك ستذهبين في أي لحظة من المؤكد أن بإمكانك أن تمكثي خمس دقائق . اسحبي تلك الكرسي واجلسي ."
نظرت إليه بأسى :" ها أنت ذا تعود إلي سابق عهدك في إعطاء الأوامر يمين , شمال , إلي الأمام .... در ." ولكنها أطاعته وجلست بجانبه .
تشابكت نظراتهما . ها هو ذا أمامها حيا يرزق , وكان من الممكن أن يكون قد قتل الليلة الماضية .
فجأة تصاعد غضبها , فقالت له :" ما كان لك أن تغامر بحياتك , فقد كان من الممكن أن تكون تلك الرصاصة قاتلة .
من الآن فصاعدا , عليك أن تتخذ حارسا شخصيا يصحبك إلي أي مكان تذهب إليه . فهؤلاء الرجال قد يحاولون اغتيالك مرة أخرى . أليس من الأفضل أن تغادر لندن , إلي الخارج لعدة أشهر ؟"
فقال يهدئها :" لا تكوني قلقة متوترة بهذا الشكل , فقد سبق واتخذت ترتيبات للحراسة الشخصية من المستشفى ولكنني لن اسمح بان اطرد من لندن . لن ادع هؤلاء الناس يهزمونني. وعلي كل حال , فقد تمكنت الشرطة من القبض علي عدد من المشتبه بهم , فقد جاؤوا لرؤيتي منذ نصف ساعة لكي يأخذوا إفادتي . لقد كانوا حصلوا علي رقم السيارة التي هرب فيها الرجل المسلح من رجل رأى الحادث كله . كانت سيارة مسروقة ولكن لحسن الحظ , عندما تركوها وتابعوا هربهم في سيارة أخرى , رأتهما سيارة الشرطة فتعقبتهم إلي حي شرق لندن حتى اصطدمت سيارة الهاربين بعمود الكهرباء , فقتل نفس الشخص الذي حاول اغتيالي , بينما خرج السائق بعدة خدوش وهو الآن موقوف . وقد تبين أنهما من عائلات المافيا التي كان توم بيرني كتب عنها في مقالاته , كما حاصرت الشرطة عددا من أفراد العصابة ."
قالت جينا مقطبة جبينها :" توم ..... لقد نسيت توم .... هل حاولوا قتله هو الآخر ؟"
قال نيكولاس بجفاء :" لقد غادر توم لندن عصر أمس في إجازة أسبوعين في فيلا لأسرتي في شواطئ المارتينيك ."
تنهدت جينا بارتياح . بينما ابتسم هو لها قائلا :" شكرا لك لإبلاغك الأمر لامي بتلك السرعة , فهذا اهتمام كبير منك .
لقد تحدثت إليها هاتفيا هذا الصباح لكي أطمئنها و اعلمها بأن إصابتي لم تكن خطرة . وهي قادمة لرؤيتي بعد الظهر , ولكنني بعد ذلك سأعيدها إلي سان فرانسيسكو في طائرة الشركة , فانا لا أريد أن اعرضها للخطر ." ورمق جينا بنظرة جادة : جينا , أرى أن عليك مغادرة البلاد لفترة ما , أنت أيضا , إلي أن تستقر الأمور . انك لم تأخذي إجازة منذ فترة طويلة , وأنت بحاجة إلي أشعة الشمس , تدبري من يذهب معك .... ربما روز ؟"
فقالت تجادله :" إن لدي الكثير من المشاغل , وكذلك روز . فانا لا استطيع أن اطلب منها أن تتخلى عن جزء من إجازتها لأجلي ."
فمال نحوها غاضبا وقد بدا الإصرار في وجهه :" يجب أن أكون متأكدا من سلامتك يا جينا. عديني بأن تسافري . اسمعي , إذا عادت أمي إلي سان فرنسيسكو , يمكن لأختي أليسا أن تذهب معك . فهل تقبلين بمرافقتها ؟"
" لا يمكنني أن اطلب من أختك أن تأتي لقضاء إجازة معي , وبهذه السرعة فنحن لا نكاد نعرف بعضنا البعض ."
" إنها تحبك , وهي تريد أن تزيد من معرفتها بك . أنا سأتحدث إليها , فإذا قالت نعم , فهل ستذهبين ؟"
كيف يمكنها أن ترفض ؟


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-14, 12:26 PM   #16

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
بعد ذلك بأسبوعين , وصلت جينا إلي لندن عائدة من مصر بالطائرة , شاعرة بإرهاق فظيع , كانت الرحلة طويلة صادفتهم أثناءها عواصف جوية جعلت الطائرة تدور في السماء كعلبة بين يد طفل عابث , بينما أخذت جينا ككثيرين من المسافرين غيرها , تتقيا , وكانت ما تزال تشعر بساقيها ضعيفتين لا تكادان تحملانها , خصوصا عندما رأت نيكولاس ينتظرها ...... إذ لم تكن تتوقع رؤيته .
وعندما تقدم لملاقاتها , نظرت إليه بإمعان وقلق , ذلك إنها في تلك الإجازة , كانت لا تزال تستيقظ اثر كابوس مفزع يعيد إلي ذاكرتها تلك اللحظات الرهيبة التي أصيب فيها بالرصاص . ولكنه الآن يبدو وقد عاد إلي صحته وشخصيته ما جعل الارتياح البالغ يتملكها .
قالت له لاهثة :" مرحبا ."
فقال بصوت عميق دافئ وهو يبتسم :" مرحبا ." وبقيا لحظات ينظران إلي بعضهما البعض صامتين , فقد تملك جينا شعور بالسعادة لرؤيته وهي تعود إلي الوطن , وكأن وجوده في استقبالها قد جعل عالمها مكتملا .
استلم نيكولاس منها العربة وهو يقول :" ما الذي يوجد في كل هذه الحقائب ؟ لا تخبريني بان كل هذا هدايا تذكارية .... من تلك الآثار المصرية الزائفة ."
قالت وهي تضحك متحديه :" نعم , لقد أحبني بائعو التذكارات المصرية جدا , فقد كنت سائحة ممتازة , إذ لم أكن استطيع مقاومة شراء عقود حجر الجاد المزيف , ونسخ رخيصة طبق الأصل لمجوهرات توت غنج آمون ."
ابتسم متفكها وعيناه تجولان في أنحاء جسدها ما جعل وجهها يحمر :" يبدون أن الرحلة أفادتك , وهذا الاسمرار في بشرتك يبدو رائعا , وهو يناسبك ."
قالت وقد احمر وجهها :" ولكن كان عليك أن تراني الأسبوع الماضي , فقد كنت أشبه بسرطان البحر , ولم احصل علي اسمرار البشرة ألا منذ أيام قليلة ."
" هل كانت رحلتك في الطائرة مريحة ؟ " وجه نيكولاس إليها هذا السؤال وهما يخرجان من مبنى المطار إلي حيث شمس فبراير الباردة والتي جعلت جينا ترتجف , وقد أدركت الآن تماما أنها قد عادت إلي شتاء بلادها بعد حرارة مصر اللاهبة .
أجابت :" لقد صادفتنا عاصفة مخيفة .ما جعلني أظن أن ساعتي الأخيرة قد دنت , ولكننا نجونا منها ."
منحها ابتسامة وقال :" أنني اكره السفر بالطائرة في الاجواء السيئة , هل أصبت بالقيء , أنا أيضا يصيبني هذا ."
فقالت : "نعم , لقد أصبت به ." وتقابلت أعينهما بضحكة مشتركة , ها قد عادت مرة أخرى , تلك المودة الجديدة بينهما , لم تكن تعلم متى وكيف نشأت ولكن ربما كان هذا بسبب المحنة المشتركة لتلك اللحظة التي تعرض فيها لمحاولة الاغتيال .
سألته بقلق وهي تنظر إليه :" الم يحدث شيء آخر أثناء غيابي ؟ هل ثمة تهديدات جديدة ؟"
هز رأسه قائلا :" تظن الشرطة إنها قبضت علي الرجل الذي كان وراء محاولة اغتيالي , فهم لا يتوقعون أن يجازف بقية أفراد العصابة بإعادة المحاولة , لا تقلقي فانا في أمان إذ كان رجال امن خاص حولي في كل مكان اذهب إليه وذلك أثناء الأسبوعين الأخيرين ,فتأكدوا من أنني لم أكن مراقبا أو ملاحقا .
قالت وهي تنظر حولها , عند وصولهما إلي الرولز رايس :" ولكن أين هم الآن ؟"
" لقد طلبت منهم أن يتبعونا في سيارة أخرى , والآن لا تقلقي فلم يعد هناك أي خطر ."
تمتمت تقول :" هذا ما كنت تقوله من قبل ."
قالت له بأدب وسائقة يضع أمتعتها في صندوق السيارة :" من الشهامة منك إن تأتي لاستقبالي في المطار , هل هي أمك التي أخبرتك في أي طائرة سأصل؟"
" نعم , لماذا لم تخبريني أنت ؟"
قالت : " لم يخطر هذا في بالي مطلقا ."
كانت تكذب ما جعل نيكولاس ينظر إليها ساخرا بينما كان يساعدها في الصعود إلي السيارة ثم يجلس بجانبها .
قال :" لقد تحدثت أليسا مع أمي هاتفيا , البارحة , من القاهرة قائلة إنها ستذهب إلي جزر المارتينيك لترسم , حيث إن توم تيرني سينتقل من الفيلا في عطلة هذا الأسبوع , فتصبح خالية لها . وقد اقترحت علي أمي إن تلحق بها إلي هناك , ولكن أمي أصيبت بأنفلونزا مزعجة , فهي تلازم الفراش ."
" نعم , لقد أخبرتني أليسا بذلك , أرجو إن تعتني تلك المرأة التي أحضرتها مكان السيدة غرانت , بها جيدا ."
" وأنا أرجو ذلك , يبدو إن أمي تحب السيدة فيريس تلك , أنني لم أر تلك المرأة بعد , ولكن لديها شهادات خدمة ممتازة كما تقول أمي , إنها في غاية الكفاءة ....."
أخذت جينا تتأمل وجه نيكولاس الجاد وقد تأثرت بمقدار اهتمامه بامه وبكل ما يتعلق بها , وإذ انتبه إلي تحديقها هذا , نظر إليها وقد ضاقت عيناه :" كيف كان انسجامك مع أليسا ؟"
" كالسمن والعسل ."
" أحقا ؟ " وبدت علية الدهشة , أتراه كان توقع منها أن لا تحب أليسا , لا لشيء ألا لأنها أخته ؟ حسنا , فهو مخطئ جدا , فقد أصبحتا صديقتين حميمتين أثناء الأسبوعين الذين أمضتاهما معا في مصر , مبحرتين في النيل في باخرة قديمة تسير بالمجاذيف .
سألها نيكولاس :" هل كان هناك أناس كثيرون علي متن الباخرة ؟"
" قيل أن هناك ما بين العشرين والثلاثين راكبا ."
" هل غالبيتهم متزوجون ؟"
لم تفتها اللهجة التي رافقت سؤاله هذا , فرمقته خفيه من تحت أهدابها ,ثم قالت بوجه خالي من التعبير :" اغلبهم ."
" وهم أيضا اكبر سنا منك ومن أليسا , كما أتصور , فنوع الأشخاص الذين يقومون عادة بمثل هذه الرحلات هم في منتصف العمر أو أكثر ."
فأومأت قائلة :" كان اغلبهم اكبر سنا , وقد أقاموا مرتين أمسيات موسيقي كلاسيكية يرافق ذلك مغن وعازف علي البيانو ."
بدا الارتياح علي وجهه , ولكنها لم تكن قد أنهت كلامها بعد , فقالت :" من حسن الحظ انه كان هنالك شاب أو اثنان ."
ردد كلامها مقطبا جبينه :" شابان ؟"
" كان هناك مرشد الباخرة , الدكتور هيث .... وهو بسن أليسا تقريبا , وبالغ الجاذبية .
فقال متجهما :" آه , حقا ؟"
" والمرشد السياحي , جوليان ....... وهو اقرب إلي سني أنا , وقد مضت عليه سنتان في عمله ذاك في تلك السفينة , قال انه لم يصدق حظه السعيد عندما راني و أليسا , نسير معا علي سطح السفينة .
قال نيكولاس بابتسامة لاذعة :" أرجو أن لا تخبريني بأنك أمضيت إجازة حب شاعرية."
فضحكت قائلة :" لقد كنت قلت لي أن ابتعد عن كل شيء واستمتع بإجازتي , حسنا , لقد استمتعنا جدا أنا و أليسا ."
أما الذي لم تخبره به فهو أن الدكتور هيث كان متزوجا وله عدة أولاد صغار ولم يبد أي اهتمام بها أو باليسا ما عدا أنهما في مجموعته السياحية .
كانت جينا تعلم أنها لن تنسى أبدا مناظر النيل الرائعة التي كانتا تمران بها والسفينة تنساب بهما أثناء حديثهما , كانت الصور تتلألأ في ذاكرتها .... غابات القصب , الضفاف الموحلة , أشجار النخيل , ثور يسير ببطء وبشكل دائري يضخ مياها موحلة إلي الأرض الجافة , القرى ذات البيوت الطينية , والدجاج منتشر يلتقط طعامه والأولاد يلعبون خارج بيوت ذات سطوح مسطحة تعلوها أبراج الحمام .



Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-14, 12:27 PM   #17

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


كانت مصر مزيجا غريبا من الماضي السحيق والعصر الحديث ..... فهناك ناطحات السحاب , القطارات السريعة وزحام حركة السير في القاهرة , من ناحية ومن ناحية أخرى حياة الفلاحين في القرى والتي لا يبدو أنها تغيرت منذ عهد الفراعنة , قال نيكولاس وهو يتأملها :" لقد عدت إذن من رحلتك راضية عن نفسك تماما ."
" إنني مسرورة جدا لذهابي , إذا كان هذا ما تعنيه , كان علي أن اعرف أليسا حقا , وذلك بالحديث معا ساعات طويلة ."
فابتسمت له برزانة:" وعن ذلك أيضا ."
قال مفكرا :" ولماذا نظرة الشعور بالذنب هذه منك والتي تشبه نظرة قطة أكلت القشدة ؟ ما الذي حدثتك أليسا ؟"
" فلنقل إنها أعطتني رأيها فيك بصفتها أختك ." قالت له ذلك مازحة لتغيظه بينما السيارة تقف خارج المبنى الذي يسكنان فيه , ورآهما الحارس يصلان فأسرع نحوهما ليأخذ الحقائب من السائق , وهو يقول :" سأصعد بها إلي الشقة حالا , يا سيدة تيريل ."
فقالت باسمه :" شكرا ."
وفي المصعد , قال نيكولاس بلهجة عادية :" لقد حدث الكثير أثناء غيابك في مصر , ويجب أن نتعشى معا هذه الليلة لكي أتمكن من أخبارك بكل شيء ."
لم ترفض , فقالت :" في أي وقت ؟"
" سأمر عليك في الساعة السابعة , والي ذلك الحين لا تبدإي في إفراغ أمتعتك وتنظيم كل شيء .... أن عليك إن ترتاحي بعد ذلك الطيران المتعب ."
" إن أول ما سأفعله هو اخذ حمام طويل , وبعد ذلك ادخل السرير ساعتين ."
أخذت بنصيحة نيكولاس فلم تفرغ أمتعتها ...... فهذا يمكن أن تقوم به غدا , ملأت حوض الحمام ووضعت فيه مساحيق العطور , فشعرت بالاسترخاء والراحة . كانت مسرورة جدا لقيامها بهذه الرحلة إلي مصر , لأنها عرفت الكثير عن نيكولاس . كانت لدى أليسا ذكريات خاصة عن أخيها في طفولته وصباه وفتوته ما جعل جينا تراه من نواح كثيرة مختلفة .
وأخيرا خرجت من الحوض كارهة , ثم استقلت علي سريرها وجذبت فوقها الغطاء , ثم استغرقت في النوم .
أيقظها رنين الهاتف , كانت الغرفة مظلمة فأضاءت النور ونظرت إلي الساعة وهي ترفع سماعة الهاتف , كانت الساعة السادسة تقريبا , و لا بد أنها نامت لمدة ساعة ونصف .
قالت :" الو ."
أجابها صوت روز :" جينا , هل عدت ؟ لقد قالت صوفي انك ستعودين هذا النهار ....لماذا لم تخبريني فنستقبلك في المطار ؟"
" لم أشأ إزعاجك لاحتمال أن تكوني في العمل , أين أصبحت خطة الزفاف ؟"
" حسنا , أن قائمة المدعوين تكبر وتكبر حيث أن أقارب ومعارف دانيال كثيرون , وعدا ذلك فكل شيء حسن , كيف كانت إجازتك ؟ وما رأيك في مصر ؟ الم يكن كلامي صحيحا عن حرارة الجو وكثرة البائعين ؟"
" كان صحيحا تماما , ولكنني عشقت ذلك البلد , فقد شعرت وكأنني أعيش في الأحلام"
" أنني مسرورة لاستمتاعك بالإجازة , اسمعي , السبب في اتصالي بلك هو ..... لقد اتصل بييت بالمكتب عصر هذا اليوم ."
شهقت جينا بعجب :" بييت ؟ هل أنجبت هيزل ؟"
فضحكت روز :" أنت سريعة الاستنتاج ."
" كيف كان ذلك , وكيف حال هيزل ؟"
" المولود ذكر و هيزل بأتم خير , لقد كان بييت متحمسا للغاية حتى لتظنين انه لم يولد لرجل طفل من قبل , لقد قال انه حاول الاتصال بك إلي البيت فلم يحصل علي جواب وهكذا اتصل بالمكتب وكنت أنا موجودة من باب المصادفة فأخذنا نثرثر معا, قال أن هيزل بقيت في المخاض حوالي ست ساعات , ولم يحدث لها أية مشاكل , وكان وزن الطفل خمسة أرطال فقط لأنه جاء مبكرا عن موعده ."
" هذا ما ظننته , ربما انتقالها إلي هولندا وكل ذلك التغيير في وضعها , جعل الطفل يأتي مبكرا , لا بد أن تركها الوطن نهائيا جعلها تشعر بكثير من لوعة الفراق."
فقالت روز :" ربما."
" الم يفكرا في اسم له بعد ؟"
" بييت يريد أن يسميه نيكولاس ....هل تظنين نيكولاس سيعجبه ذلك ؟"
" انه و نيكولاس صديقان منذ سنوات طويلة ."
" إلي أن أعلن بييت انه سيترك العمل عنده ليقيم شركة خاصة به , لا تقولي أن نيكولاس لم يعتبر ذلك خيانة له , لأنني اعرفه جيدا واعرف انه لا ينسى أبدا."
" آه , لقد بقي فعلا مستاء مدة طويلة , ولكنني واثقة من انه لم يعد كذلك الآن ."
عندما وصل نيكولاس عند الساعة السابعة تماما, فتحت له الباب وهي تخبره بولادة هيزل لطفلها , ولكن دون أن تخبره بان بييت اخبرها بأنه سيطلق عليه اسمه.
قال دون أن تبدو عليه أية دهشة :" اعلم ذلك فقد اتصل بي بييت هاتفيا وقال انه سيطلق علي الطفل اسم نيكولاس ."
أشرق وجه جينا بالابتسام فسألها وقد ضاقت عيناه :" لماذا هذه الابتسامة ؟"
قالت :" لأنني مسرورة جدا بمجيء الطفل , إلي أين سنذهب هذه الليلة ؟"
فقال بلهجة ماكرة :" إلي مطعم فرنسي صغير اعرفه ." لم تدهش وهي ترى نفسها تدخل إلي مطعم بيير بعد عشر دقائق , كان المطعم نصف خال , وكانوا قد حجزوا لنيكولاس المائدة المعتادة . قرر نيكولاس أن يكون عشاءه هو الطبق الخاص لهذا اليوم , وذلك بعد مراجعة قائمة الطعام , ثم سألها عما إذا كانت تريد نفس الشيء .
قالت بذعر :" انه ذو حراريات مرتفعة بالنسبة إلي , ولكنني سأطلب سمك السلمون المقلي فقط والفاكهة , هذا إلي زجاجة من المياه المعدنية ."
جاء النادل اخذ منه أوامرهما , ثم توارى مرة أخرى , بينما جاء نادل آخر يحضر إليهما المقبلات , وبينما كانت جينا تتذوق أنواعها بشوكتها , نظر نيكولاس من فوق كتفها ثم ابتسم واخذ يلوح بيده محييا شخصا ما .
التفتت جينا فرات كوليت تسي مقبلة , كانت ترتدي ثوبا صينيا هذه الليلة ذا لون فيروزي رائع الجمال , وتحته سروال فضفاض .
تمتم نيكولاس يقول برقة وقد ارتسمت علي شفتيه ابتسامة صغيرة :" إنها كوليت , ألا تبدو مذهلة الجمال هذه الليلة ؟"
نظرت إليه جينا هازئة , كانت تعلم غرضه من وراء هذا القول , فهو يتعمد إثارة غيرتها , وهذا لن يحدث بعد الآن , وجعلته نظراتها الهازئة يدرك ذلك قبل أن تسأله :" كيف يسير كتابها الذي يبحث عن سيرة أسرتك ؟"
لوى نيكولاس فمه, واتكأ إلي الخلف وقد بدا الجمود علي أساريره :" آه , انك تعرفين بأمر الكتاب ؟ أظن أليسا هي التي أخبرتك بذلك ."
قالت :" لقد أخبرتني أليسا بأشياء كثيرة ."
" أحقا ؟ يجب علي أن اشكر أختي لهذا , عندما أراها , لقد كنت طلبت منها أن تكون كتوما وتراقب حديثها إليك ."
" اعلم ذلك , فقد أخبرتني , هي به , ولكن كما قالت , يمكنك أن تعطيها أوامر ولكن هذا لا يعني أنها ستنفذها , لقد قلت انك تريدني أن اعقد صداقة مع أختك , وقد فعلت , وقد عرفنا بعضنا البعض جيدا جدا , ثم ......."
وسكتت عندما احضر النادل الطعام بما في ذلك سلطة الفواكه .
قال نيكولاس :" ما الذي كنت ستقولينه أن أليسا لم تفهم لماذا لم تكن أنت تريديني أن اعرف بان كوليت تكتب كتابا عن أسرة كاسبيان , وتريد أن تقابل والدتك وشقيقتك ما جعل أمك تأتي مع أليسا إلي لندن ."
فقال :" أن كوليت لا تريد إعلان هذا الأمر . إنها تريد أن تنهي الكتاب وتطبعه وتبدأ بنشره قبل أن تذاع كلمه عنه , فهي تخاف أن يسبقها احد إلي هذه الفكرة حالما يعلمون بما تفعل , فبعض كتاب السير أولئك يمكنهم انجاز كتاب بظرف أسابيع قليلة ..... وبإمكانهم أن ينشروا كتابهم قبلها , فهي تقول إنها بطبيعتها , ليست سريعة في الكتابة , ولكنها مؤكد إنها تريد أن تقوم بدراسة شاملة مفصلة قبل أن تكتب كلمة واحدة , وقد طمأنتني إلي أن الكتاب سيكون جيدا ."
قالت جينا :" أنا واثقة من ذلك , فهي ذات كفاءة بالغة . رغم أن هذا أول كتاب تقوم بتأليفه حسب علمي ."
" نعم , لقد أخبرتني بذلك , ولكنها تخصصت في الكتابة عن الشخصيات , ولديها أسلوب حسن وليست مجرد كاتبة مستأجرة , وعندما جاءت إلي تطلب مني أذنا لتأليف كتاب عن الأسرة , ترددت في البداية واستغرقت وقتا في التفكير في ذلك , ولم أوافق ألا علي نقاط معينة .... أولها أن اطلع علي المخطوط حتى قبل ذهابه إلي الناشر , وثانيا أن بإمكاني أن أصر علي تغيير أي قسم منه لا يعجبني ....."
حدقت جينا فيه متفكهة :"يمكنني أن أرى انك لا تنوي أن تستغل أية فرصة ."
بدا العنف في نظراته :" ولماذا علي أن اسمح لها بان تكتب عني ما تشاء ؟ أن ما ارجوه هو أن هذا الكتاب عندما ينشر , سيمنع أي شخص آخر من تأليف كتاب ."
" أن الأكثر احتمالا هو إنها ستثير كاتبي السير التافهين لكي يحققوا في خلفياتك لكي يعثروا علي فضيحة ما , لم تجرؤ كوليت علي الإتيان علي ذكرها ."
فقال ببرودة :" ليس هناك أي فضائح ."
" حتى ولا عدة صديقات منتشرات في أنحاء أوروبا ؟"
قالت ذلك تغيظه فالتمعت عيناه وهو يقول :" هل يزعجك هذا لو كان صحيحا ؟"
" ولماذا يزعجني ؟"
تجهم وجه نيكولاس وتابع يقول بإيجاز :" كما أنني قلت لكوليت أيضا أن عليها أن تتحدث للناس الذين اختارهم , فانا لا أريد أن يزخر هذا الكتاب بالأقاويل عن فضائح من أعدائي , فقد رأيت كثيرا من السير الذاتية من ذلك النوع ما جعلني لا أريد لنفسي مثلها ."
سألته بدهشة :" وهل هذه أول سيرة ذاتية لك ؟" فأومأ بينما اقبل النادل ليرفع الأطباق الفارغة .
سقطت منشفة جينا علي الأرض , فانحنت لتلتقطها , ومن زاوية عينها رأت كوليت تتناول العشاء مع رجل لا تعرفه .
سالت نيكولاس :" من هو ذلك الرجل الذي مع كوليت ؟"
نظر نيكولاس عبر الغرفة , ثم هز كتفيه :" لا أتذكر اسمه , ولكنني رايته في أنحاء باربري وارف عدة مرات هذا الأسبوع , وذلك في طابق المحررين , انه سريع العمل أيضا ألا إذا كان يعرف كوليت قبل التحاقه بالعمل عندنا ."
قالت :" أتعني انك لم تحضره من إحدى صحفك الأخرى ؟"
قال بحدة وقد قطب جبينه :" لا بد انه مراسل جديد, وكان عليك أن تعلمي الآن أنني لا أتدخل في مستوى عمل كهذا , فانا انقل فقط كبار الموظفين وعادة لمدة سنه أو نحوها فقط , فانا أحب أن احضر موظفي الكبار إلي هنا فهذا يمنحهم خبرة في الأوضاع والتقنيات الأخرى وتساعدهم علي تحسين لغاتهم واتساع آفاقهم ....."
قاطعته :" ولكنك لا تفعل هذا مع الموظفين الانكليز ."
فقال بفروغ صبر :" بل افعل طبعا , فقد ابتدأت انقل موظفين انكليز إلي أوروبا ولكن هذا ليس سهلا تماما لان قليلا منهم من يحسن لغة غير الانكليزية , وهذا هو السبب في أنني ابتدأت بإحضار كبار موظفي صحفي الأوروبيين إلي هنا , وذلك لأجعل الموظفين الانكليز يدركون أهمية تعدد اللغات ويبدو أن هذا ما حصل , فقد ابتدأوا الآن يتعلمون لغات أخرى بمعدل مدهش , وقد تأثرت كثيرا بالطريقة التي استيقظ فيها الانكليز أخيرا إلي حقيقة أنهم أوروبيون وان الانكليزية ليست هي اللغة الوحيدة في العالم , وأنا أتلقى الآن طلبات كثيرة لنقلهم إلي أوروبا , وأنا أرسل منهم بمعدل واحد أو اثنين شهريا كما أظن ."
قالت جينا وكأنها موشكة علي البكاء :" هذا صحيح فروز ستسافر إلي باريس ."
" انك ستفتقدينها ."
تنهدت قائلة :" نعم , هيزل أولا , والآن روز ...... أنني اكره التغيير حيث يتوارى الناس من حياتي ما يجعلني مكتئبة ."
ابتسم لها نيكولاس مسريا عنها :" جينا , أن أوروبا تتقلص كل يوم , وستتضاعف سرعة هذا الأمر خلال العشر سنوات القامة ما يجعل زيارة روز في باريس أو هيزل في هولندا ليست أصعب من الذهاب إلي شاطئ البحر في لندن , حاليا فالطائرة تصل بك إلي شيفول في هولندا , مثلا في نحو ساعة أو أكثر قليلا ومن ثم تذهبين بالسيارة إلي ميدلبورغ حيث تسكن هيزل , وذلك في وقت قصير لا يذكر , وهكذا يمكنك الذهاب والعودة في يوم واحد , عند الضرورة ."
قالت : سنذهب أنا و روز , لنرى الطفل وذلك حالما نتمكن من الحصول علي إجازة عدة أيام
" بل عليكما أن تمكثا هناك مدة أطول فتريا هيزل والطفل , وتتفرجا علي المكان الذي تعيش فيه , وتعرفا احوال بييت ومدى تقدم عمله ....."
فنظرت إليه باشمئزاز :" أتريدني أن أكون مخبرة سرية لأجلك ؟ أتريد أن يفشل عمل بييت لكي يعود إليك ؟"
احمر وجه نيكولاس واخذ يمر علي شعره بيده متوترا وهو يقول :" اتظنينني حقودا بذلك الشكل ؟ انك مخطئة , فانا لا أعدو أن أكون مهتما به ..... ذلك أننا أنا وبييت , صديقان منذ سنين طويلة , و يهمني أمره كثيرا , فإذا أنا سألته عن أحواله مباشرة فهو لن يخبرني إذا كانت أحواله سيئة , فكرامته تأبى عليه ذلك ."
في هذه الأثناء اقبل النادل بطلبهما الثاني من الطعام , فأخذت جينا تحدق في السلمون المقلي الذي أمامها وهي تفكر في ما قاله نيكولاس لتوه , ثم تمتمت وهي تلتقط شوكتها :" أنا آسفة , يا نيكولاس , أنني أفهمك بالطبع , فانا اشعر بنفس الشيء نحو روز ." ثم تناولت لقمة من السمك , وتنهدت قائلة :" انه رائع , كيف ترى الروستو عندك ؟"
" لذيذا جدا " ثم أردف باختصار :" خذي إجازة أسبوع لتذهبي إلي هولندا وذلك في أي وقت تشائين ."
قالت جينا ضاحكة :" ولكنني عدت لتوي من الإجازة ."
" خذي إذن عطلة أسبوعية طويلة ."
" نعم , أظن هذا ما علينا أن نفعل, أن روز ترى أن بإمكاني أن اذهب إليها في باريس ومن ثم نذهب إلي هولندا بسيارتها ."
فقال :" هذا حسن , وقد يكون أسرع من السفر بالطائرة أو القطار , إذ عليك أن تمكثي وقتا طويلا في انتظار موعد الطائرة , ودوما هناك تأخير في المواعيد , هذا عدا عن الوقت الذي يذهب سدى في انتظار استئجار سيارة في المطار ."
كانا قد أوشكا علي الانتهاء من تناول العشاء عندما ظهر شخص بجانب مائدتهما , وقال بلطف ساخر :" مساء الخير لكما معا , لقد حاولت لفت نظركما من وسط القاعة ولكنكما كنتما مستغرقين في الحديث حتى أنكما لم تلحظاني ."
رفعت جينا نظرها إليه مجفلة وقد شحب وجهها :" سير ديرموت !"
نظر السير ديرموت إلي عينيها الذاهلتين ثم قال برقة :" نعم , لقد عدت , فقد عدت بالطائرة منذ عدة أيام , كيف حالك يا جينا ؟ تبدين شديدة السمرة .... سمعت انك كنت في مصر فهل أمضيت وقتا جميلا هناك ؟ وكذلك أنا في الجزر الكاريبية , يجب أن نلتقي في أسرع وقت ممكن لكي نتبادل الصور التي التقطناها أثناء الإجازة ."
شعرت جينا بعيني نيكولاس تراقبانها وقد بدا العنف في عينيه عندما أدرك المعاني المزدوجة في صوت السير ديرموت . ها قد عاد السير ديرموت قد أصبح قويا نشيطا مرة أخرى , ومستعدا لابتداء معركة مفتوحة في حربة ضد مؤسسة كاسبيان وهو يتوقع منها الآن أن تساعده في تدمير نيكولاس .


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-14, 12:34 PM   #18

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاسع





اتصل اليد ديرموت بها هاتفياً فى الصباح التالى قائلاً بحزم

وإيجاز.يجب أن نتحدث يا جينا وفى أقرب وقت ماذا لو تناولنا العشاء معاً هذه الليلة؟
.ولكنى مدعوة هذه الليلة أنا ونيكوﻻس لتناول العشاء فى منزل المحافظ


عند ذلك سألها : فى أى ليلة يكون لديك فراغ قبل اجتماع مجلس اﻹدارة القادم؟ وبهذا لم يترك امامها خيار آخر سوى اعطائه موعد على كره منها
فقال وهو يضع السماعة .إذن فاﻻربعاء موعدنا.
وضعت جينا السماعة بدورها وهى تتنهد
نظرت إليها صوفى والتى كانت خلف مكتبها المواجه لها نظرت إليها متسائلة : هل ثمة مشاكل؟
ومن هو الخالى ؟
هل يمكننى المساعدة؟
ابتسمت جينا شاكرة :ﻻأظن ذلك ولكن شكراً للطفك هذا ونظرت إلى ساعتها : يجب أن
أسرع فإن لدى اجتماعاً مع لجنة عمال المطابع الساعة الحادية عشرة.
فى طريقها لتناول الغداء مع روز بعد انفضاض اﻻجتماع صادفكوليت تسى خارج مطعم توريلى
سألتها كوليت بابتسامة متوترة هادئة:هل استمتعت بعشائك مع نيكوﻻس؟
تعم وهل استمتعت أنت أيضاً بعشائك ؟ لم تككن جينا عمياء فلا ترى العداء فى ابتسامة هذه المرأة
كما كانت عينا كوليت اللوزيتين تتالقات بشعور عنيف... أهى الغيرة؟
أجابت المرأة : استمتعت جداً
من كان ذلك الشاب اﻷشقر الذى كنت معه ؟ إننى لم أعرفة هل يعمل فى باربرى وارف؟
نعم .
لكن جينا ﻻحقتها باﻷسئلة وهى تحاول اﻹبقاء على ابتسامتها : وماذا يفعل؟
يكتب عن الشخصيات الهامة.
آه وما اسمه؟ كانت جينا تعلم أن كوليت تحاول إذﻻلها ولكنها لم تستسلم بعد.
أجابت كوليت على كره منها : بيرن ليندل.
اسم غير عادى هل هو انجليزى؟
اجابتكوليت بشئ من السخرية : حسناً إنه ليس صينياً . فتظاهرت جينا بالضحك.
هذا طبيعى ما دام له الشعر اﻷشقر والعينان الزرقاوان كل ما فى اﻷمر اننى لم أعرف إسمه
وكذلك نيكوﻻس يبدو أنه لم يعرفه هو أيضاً
ازدادت الحدة فى نظرات كوليت إليها : هل كنت ونيكوﻻس تتحدثان عنا؟
فأدركت جينا من التعبير الذى بدا على وجه كوليت انها اخطأت فى قولها ذاك.:لقد سألت
نيكوﻻس عما إذا كان يعرفه وهذا كل شئ فقال إنه سبق ورآه من قبل هل له مدة


طويله يعمل معنا؟
أجابت كوليت : إنه هنا منذ أسابيع وهو موهوب رغم أنه لم يبدأ بعد بشكل
. جدى ولكننى واثقة من ذلك
قالت جينا ضاحكة : أهو موهوب بقدر ما هو جذاب ؟
لكن كوليت لم تضحك : إن اهتمامى به من ناحية العمل ﻻ غير واﻷن أرجو المعذرة فأنا
مستعجلة لشراء شطائرى والعودة لتناول الغداء فى المكتب
استدارت كوليت على عقبيهاودخلت إلى المطعم توريلى بينما سارت جينا نحو مطعم
بيير عبر ساحة بلازا وقد توهج وجهها وتملكتها التعاسة
عندما أخبرتها أليسا أن نيكوﻻس يكثر من مقابلة كوليت ﻻ شئ إﻻ ﻷنها تقوم بكتابة كتاب
عن أسرته رأت كيف أن نكوﻻس قد استغل هذا الوضع ليثير غيرتها إذ يجعلها تظنه مفتوناً بكوليت
وعندما اكتشف أنه كان يقوم نحوها باﻷعيب احتيالية ثار غضبها وتلاشى شعورها بالغيرة وفكرت
فى اﻻنتقام منه كانت أليسا قد وعدتها بأن تخبر أخاها بأنها نبهتها إلى حقيقة اﻷمر
وهكذا انتظرت منه جينا ان يأتى على موضوع كوليت أمامها لتفجر بالونه بسخريتها
لقد كان تخطيطها ذاك مبعث تسلية لها ولكن لم يخطر فى بالها قط أن تنظر إلى الوضع
من الزاوية التى تراه فيها كوليت ولكن كان عليها أن تفعل ذلك كان عليها أن تدرك ان كوليت
أيضاً ستسئ فهم اهتمام نيكوﻻس بها وانها اﻷن تتألم كيف يقوم نيكوﻻس بعمل كهذا؟
.لقد كانت أحياناً تشعر باليأس من فهمه.... ومن فهم كل الرجال
كانت روز فى انتظارها فلوحت لها بيدها من مائدة فى الزاوية وعندما اتجهت جينا نحوها وقع نظرها
على توم بيرنى الذى حياها بابتسامة عريضة . مرحباً
فوقفت تقول له :”إذن فقد عدت أنت أيضاً كيف حالك يا توم؟ هل استمتعت بإجازتك
فى المارتينيك؟
كانت رائعة هل ترين؟ وامال وجهه الذى لوحت بشرته الشمس نحو الضوء فضحكت
.جينا نعم فقد صرت أسمر
نظر إليها ملياً ثم سالها إلى أين أرسلك الرئيس الكبير؟ إنك أنت أيضا اكتسبت لوناً حسناً.
إلى مصر ولكننى كنت احاول البقاء بعيداً عن أشعة الشمس. وسكتت لحظة ثم عادت تقول
هل حصلت على معلومات جديدة بالنسبة إلى مافيا شرق لندن؟
فهز رأسه نفياً .عدا عن كتابتى تقريراً عن محاكمة الرجل الذى أطلق الرصاص
.على نيكوﻻس كاسبيان
إننى مسرورة لسماع ذلك.
قال عابساً نعمفذلك اﻵمر أثار المور بكل تاكيد ولكن حصولى على المعلومات أصبح مشكلة
فلا أحد يريد ان يراه أحد معى هذه اﻷيام خصوصاً فى شرق لندن
.لقد ابتدا الجميع يتجنبوننى وكأننى طاعون.
فابتسمت له بعطف : مسكين توم ولكنهم سرعان ما ينسون كل شئ فلا تقلق
قال دون أن يبدو عليه اﻻقتناع " أرجو أن يكون كلامك صحيحاً ولكن الأن أن اعتمد
على الشرطة فى المخفرفى الحصول على أى خبر مهما كان ضئيلاً وهذا لن يصل بى
إلى نتيجة فهم يلقموننى نفس اﻷخبار التى يلقمون بها
أى مراسل جنائى آخر "نظر خلفها
وإذا بوجهه يتغير "آه جاءت رفيقتى للغداء أخيراً
فالتفتت جينا وإذا بها ترى وجها صغيراً تحيط به خصلات
شعر ذهبى وقد دخلت لتوها الى
.المطعم ووقفت عند الباب تنظر حولها
ناداها توم :”شارون أنا هنا " فالتفتت الفتاة وإذا بها
تجفل لرؤية جينا معه
قالت جينا بلباقة كيلا تفسد عليهما حبهما المبتدئ :”على أن أذهب لمقابلة روز …. إلى اللقاء
.يا توم
وعندما وصلت إلى المائدة استقبلتها روز بابتسامة عريضة "هل كنت تثرثرين مع توم بيرنى؟
اﻷفضل أن ﻻ تدعى نيكوﻻس يراك معه ولكنه يبدو بصحة حسنة ويا ليت كل رجالنا بصحه وحيويه
كما ان اسمرارالبشرة يلائمه ولكن من هى تلك المراهقة التى معه؟
قالت جينا "ليس لدى فكرة عنها
“تبدو وكأنها فى الثانية عشر من عمرها"
نظرت إليها جينا هازئة فقد كانت تعرف ان تعليقاتروز ﻻذعة تماما بالنسبة إلى النساء اﻷخريات
".وخصوصاً الجميلات منهن :”ربما توم يحب الفتيات الصغيرات
أجابت روز وهى تلقى بقائمة الطعام جانباً بعد أن قررت ما تريده:”نعم إنه من ذلك
النوع أليس كذلك؟
.فهو بفضل فتاة قانوعة فيربت على رأسها على المراة الناضجة والتى ربما تطلب منه الكثير
سالتها جينا ضاحكة :”مسكين توم أتراه أساء إليك بشئ؟
شاركتها روز الضحك وهى تقول:”ﻻتهتمى به فمزاجى سئ اليوم دعينا نتحدث عن شئ
بهيج.... متى سنقوم بتلك الرحلة إلى هولندا لنرى طفل هيزل؟


عندما حل يوم اﻷربعاء التالى وصلت جينا إلى منزل السير ديرموت تلبة لدعوته للعشاء
وإذا بها تبغت وهى تجد هناك ان الضيوف اﻷخرين كانوا فيليب سيلد وخطيبته سوكى
.ووالديها السيد والسيدة تاماكى
قال السير ديرموت عندما وقفا وأخذا ينحنيات لها بأدب قال لها بلطف " أظنك قابلت
السيد والسيدة تاماكى من قبل أليس كذلك يا جينا؟
فبادلتهما جينا اﻻنحناء وهى تبتسم ثم قالت:”نعم كيف حالكما ؟ ما اجمل أن أراكما عدتما
.إلى لندن بهذه السرعة وأرجو انكما تستمتعان بهذه الزيارة
جلست جينا على كرسى إلى جانب السيدة تاماكى إنها حتى اﻷن لم تسمع السيدة تماكى تنطق
.بكلمة واحدة ما جعلتها تتساءل عما إذا كانت تتحدث اﻻنكليزية
“هل زرت لندن مرات كثيرة يا سيدة تاماكى؟
ابتسمت السيدة تاماكى بحياء ثم همست تقول بصوت حاد وانكليزية مهشمة "إن زوجى هو
".الذى يأتى إلى هنا بينما أبقى أنا فى كاليفورنيا فأنا اكره ركوب الطائرات
سالتها جينا بعطف"اتخافين من الطيران؟ إننى أفهم شعورك فقد ابتدأت أنا اخاف بعد ان اختطف
اﻹرهابيون طائرة كانت فيها صديقة لى حميمة وكانت اصابتها خفيفة لحسن الحظ ولكن يجب
.أن اقول إنها جعلتنى أتوقف عن الطيران مدة طويلة
بدا اﻻرتباك على السيدة تاماكى فرمقت زوجها بنظرة جانبية جعلته يقول :”من الأسف
أن لغة زوجتى اﻻنكليزية محدودة فهى ﻻ تستطيع ان تفهم جيداً ما تقولين" ثم اخذ يتحدث
إلى زوجته باليابانية فاستمعت هذه إليه وقد تغير وجهها ثم عادت تنظر الى جينا وهى
برأسها باسمة " هذا أمر سئ …. سئ جداً فعلى الطائرات تحدث أشياء كثيرة
اختطاف تفجير
".سقوط من الجو …. بالنسبة إلى أنا أفضل البقاء على اﻷرض
تدخلت سوكى قائلة "إن أمى تداوم على محاولة تعلم اﻻنكليزية ولكن ذاكرتها سيئة جداً
فهى تنسى اكثر ما تتعلمة خصوصاً وخادمتها يابنية واكثر أصدقائها من اليابانيين فهى ليس
.لديها الدافع للتعلم كما كان لى أنا فى ذهابى ألى مدرسة فى امريكا
“هذا صحيح"
“ ولكن ليس بالنسبة إلى اﻷصدقاء"
نظرت جينا باستغراب "غننى وائقة من أن لديك كثيراً من اﻷصدقاء هذا ها المعجبيين
".فانت جميلة جدا
".قالت سوكى بابتسامة لطيفة " شكراً
هل ستعيشان بعد الزواج انت وفيليب فى لندن أم ستعودان إلى امريكا للعيش هناك؟"
.نظرت جينا إلى فيليب الذى كان يجلس بجانب سوكى
فاجاب فيليب :”إننا نفكر فى اﻹقامة فى لندن " و تبادل النظرات مع السير ديرموت ثم عاد يلتفت
إلى جينا قائلاً بابتسامة حارة " هذا فى الواقع ما نريد أن نتحدث معك عنه يا جينا وانا
مسرور ﻹثارة الموضوع ذلك أن منذ عقد خطوبتنا ووالدى سوكى حائر فى نوع هدية الزفاف
التى سيقدمها .فهى كما تعلمين ابنته الوحيدة ولهذا يريد أن تكون هديته إليها شيئا
غير عادى وحيث ان سوكى طموح جداُ فخى تريد أن تحصل على عمل مثير غير عادى هنا
.وذلك بعد زواجنا والعمل الذى تفهمه حقاً هو الصحافة
وسكت لحظة ثم تابع يقول متردداً :”أما ما تريد ان تقوم به فهو.... أن تشترك فى … إصدار
".سنتنال يا جينا
ابتسمت له جينا بشئ من الحيرة :”هل هى تريد منى ان أقدم لها وظيفة فى الصحيفة؟
وحولت نظراتها إلى سوكى متسائلة :” أى نوع من الوظائف بالضبط؟
.فضحكت سوكى بمرح :”وظيفة ؟ كلا كلا يا جينا ليس هذا ما اريده
.فازادات حيرة جينا واخذت تنقل نظراتها بينهما :”كلا؟ وما الذى نتحدث عنه إذن
."فقال السيد تاماكى بصوته الحازم " : صحيفة ينتنال إننا نتحدث عن سنتنال نفسها



Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-14, 12:37 PM   #19

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


فحدقت جينا إليه وفجأه اخذت تدرك ما يريدون
... ففتحت فمها ذاهلة
بدت السخرية فى ابتسامته:” أننا نريدها". شحب وجهها ولم تسطيع أن تتكلم ثم
عاد فتوهج احمرار لقد كان نيكوﻻس قال إن السيد تاماكى ربما يفكر فى شراء
.الصحيفة فظن عند ذاك انه يعانى من جنون العظمة ولكنه كان على حق
وقال فيليب بسرعة:” إنك تعلمين طبعاً أننى املك عدداً من السهم فى الشركة
“….فانا أملك الموازنة فى السلطة بينك وبين كاسبيان ويمكننى اعطاء اﻻسهم هذه لسوكى
قالت سوكى بهدوء وعيناها تلمعان ": ولكنها ليست كافية إذ يجب أن تكون لى السيطرة عليها
وهذا يعنى التخلص من كاسبيان إن هذا أمر سهل حقاً كما ترين وذو فائدة لك إننا نريدك
.أن تبيعينا أسهمك ونحن سندفع لك ثمنها بسعر السوق حالياً
كانت جينا مازالت تقلب اﻷمر فى ذهنها وقد أدركت كيف أن فيليب والسير ديرموت كانا
يقودانها إلى هذه النهاية بحديثهما عن القيام بعصيان فى مجلس اﻹدارة والتصويت ضد
نيكوﻻس بينما هذا اﻷمر فى ذهنهما طوال الوقت ولكنهما أخفيا اﻷمر عنها إلى أن ظنا ان الوقت
.أصبح مناسباً
نقلت نظراتها بين سوكى ووالدها فتبين لها الشبه بينهما ورات ابتسامة الرضا والكبرياء
على شفتى ابنته وفى عينى السيد تاماكى شعرت جينا بالشفقة على فيليب فقد كان
يتزوج امراة فى غاية الجمال ولكن داخل ذلك الجسم الجميل كانت هناك إرادة مخفية
.بصلابة الماس
فهل يدرك هو ذلك ؟ ام ان جمالها أعماه؟
.تدخل السير ديرموت قائلاً ": فكرى فى ذلك يا جينا
.وابتسم لها بحرارته المعتادة فتملك جينا شعور مفاجئ بالكرهية له
ما هو الفرق بينه وبين نيكوﻻس ؟ فقد كان السير درموت يكذب عليها ويتأمر من خلف
.ظهرها تماماً كما اقنعها بالتأمر من وراء ظهر نيكوﻻس
وشعرت فجأة بوخز فى ضميرها …. ما هو الفرق بينى وبينه ؟ وبينى وبين نيكوﻻس ؟
إننا نحن جمعياً نخون بعضنا البعض ونكذب ونحوك المؤامرات
قال السير ديرموت بلطف " جينا غننى اعلم أت السنة الماضية كانت مزعجة جداً
بالنسبة غليك وقد نابعت العمل الذى شعرت ان عليك متابعته أى العمل بجانب كاسبيان
رغم ما فى ذلك من إرهاق اعصاب بالغ بالنسبة إليك إذ كان عليك ان تتشاجرى معه بسبب
…."التغير الذى كان يحدث فى سنتنال خارج خط السرة والوفاء لها
.تدخل اليد تاماكى قائلاً بجد :”إننا نحترمك لهذا السبب
وعندما نظرت إلى عينية السوداوين اللامعتين شعرت بانه يعنى ما يقوله حقاً
وكان هو يتابع قوله " وانا أعتبر العائلة قبل كل شئ يا سيدة تيريل ولكن هناك
طريقة اخرى امامك للبقاء وفية ﻷسرة زوجك الراحل حيث انك ﻷجلهم تريدين أن تخرجى
".كاسبسان من الصحيفة حسناً بيعى لنا اسهمك ودعينا نتخلص منه ﻷجلك
فاوما السير ديرموت قائلاً " جينا لقج كنت أقسمت على ان تجعلى نيكوﻻس يدفع ثمن
تسببه بموت السير جورج أليس كذلك؟ بيعى أسهمك للسيد تاماكى وعندما يفقد
".كاسبيان سيطرته على الصحيفة تكونين قد انتقمت فى موت السير جورج
فهزت جينا رأسها ببطء :”ﻻ استطيع ان أبيع.... فقدد ترك لى الرجل العجوز هذه الأسهم
.ﻷنه كان يثق بى
قال السير ديرموت بحدة :” كان يثق بانك ستقومين بعمل اﻵفضل بالنسبة إلى
سنتينال وهذا يعنى ان ﻻ تسمحى لكسبيان بإدارتها يا جينا انا اعلم أنك تعبت من
الشجار مع كسبيان فقد بدا هذا واضحا تماماً فى المدة الاخيرة فلماذا تكرهين اﻻنضمام
إلينا ضد كسبيان ؟ إننى ارى أنك تشعرين بالذنب حتى حين تتحدثين عن ذلك معنا ويبدو
ان ليس بإمكانك أن تقررى ماذا تريدين بالضبط وهل ان تكونى معه ام معنا وهو ليس
غبياً أليس كذلك؟ فهو يحوم حولك ويؤثر عليك رغم معرفتك بما فعله للسير جورج
إحمر وجه جينا وحولت نظراتها بعيداً وقد أفزعتها ان تدرك أن السير ديرموت قد
بمشاعرها نحو نيكوﻻس ثم عاد السير ديرموت يقول بلطف وهو يراقبها بدقة
ﻻ يمكنك ان تثقى به وانت تعلمين هذا فال تدعية يخدعك كما فعل من قبل
بالسير جورج ﻻ تنسى هذا بيعى اسهمك للسيد تاماكى ودعى لنا امر التداول
.مع كسبيان وهكذا يمكنك السفر بعيداً ونسيان كل شئ عن سنتينال وكسبيان وكل ذلك العمل
عضت جينا شفتيها وهى ترى المنطق الغريب فى هذا واختلطت اﻷفكار المتضاربة فى راسها
هذا صحيح فهى إذا باعت أسهمها فسترتاح من عبء باهظ أثقل كاهلها منذ وفاة السير جورج
منذ اكثر من عام هذا إلى انها سترتاح من وخز الضمير الذى ما نفك يعذبها فى الشهور
اﻻخيرة بسبب حبها لنيكوﻻس والذى هو نوع من الخيانة لذكرى زوجها وأسرته كما انه
سيكون بإمكانها التخلص من هذا الشعور السخيف فى انها ستكون مذنبة إذا هى تأمرت مع السير ديرموت وفيليب سليد ضد نيكوﻻس بينما هو نفسه كان يتأمر ضدها وضد السير
جورج ولكن الحب لم يكن يعرف المنطق فى جنونه ومفاجأته وهى قد اتعبها حقاً ما تشعر
.به من آﻻم بسبب حبها هذا لنيكوﻻس
فجأة قال السيد تاماكى بصوته العميق :”سيدة تيريل لقد تعلق قلب ابنتى بهذا اﻵمر
قد اكون افرط فى تدليلها ولكننى حاولت دوماً ان احقق لها مطالبها.... فهل ستبيعننى
.اسهمك يا سيدى تيرتل
تنهدت جينا :”ﻻ يمكنك ان تتوقع منى أن أقرر المر هنا وفى هذه اللحظة يا سيد تاماكى
.فانا بحاجة إلى وقت ﻷفكر فى المر واناقشة مع المحامى ومستشارى الخاص
أجفل السير ديرموت " اﻷفضل أﻻ تتحدثى بهذا المر إلى احد يا جينا فإذا اشتم كاسبيان رائحة
خطتنا هذه فهناك الوصيية
“ سأكون فى غاية التكتم فلا تقلق"
“…...فقال السير ديرموت :" ولكن اﻷمر
قاطعة السيد تاماكى قائلاً بلهجة قاطعة ":متى سنعرف منك الجواب؟
"نظرت جينا إليه مترددة " بعد عدة أيام"
“ حسناً جداً إن اجتماع مجلس اﻹدارة سيكون يوم اﻷريعاء القادم فاعلميتا بالجواب يوم اﻻثنين"


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-14, 12:39 PM   #20

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العاشر
لم تكد جينا تدخل مكتبها في الصباح التالي حتى تصاعد رنين الهاتف. وكانت المتكلمة هي روز: "لقد تمكنت من الحصول على إجازة في عطلة الأسبوع هذه، ابتداء من الجمعة، فلماذا لا نذهب معاً إلى هولندا لنرى هيزل والطفل؟"
تملكت جينا الدهشة: "عطلة هذا الأسبوع؟ اليوم هو الخميس، أتعنين أننا سنذهب غداً؟"
تمتمت روز: "نعم، يا غبية نذهب غداً، فهل لديك فراغ أم لا؟"
أخذت جينا تقلب صفحات مفكرتها: "كلا، لا شيء هام لدي لا أستطيع إلغاءه، ولكن يا روز نحن لم نحجز تذاكر طيران ولا غرفة في الفندق، أو أي شيء.."
وتلاشى صوتها ونيكولاس يفتح الباب ثم يقف عند العتبة يحدق إليهما. وأخذ قلبها يخفق بسرعة.
كانت روز تقول: "ليس ثمة مشكلة في حجز تذاكر طائرة أو غرف في الفنادق في هذا الوقت من العام. فهل تريدين الذهاب أم لا؟"
قالت جينا بصوت خافت: "طبعاً أريد الذهاب." فقد توترت أعصابها لرؤية نيكولاس واقفاً ينظر إليها بهذا الشكل.
سألها بحزم: "أين تذهبان؟"
"انتظري لحظة يا روز" أزاحت سماعة الهاتف عن أذنها قبل أن تجيب نيكولاس قائلة: "إلى هولندا لرؤية هيزل والطفل." وإذ رأته يقطب جبينه، سارعت تقول: "أنا أعلم أنه كان ينبغي أن أتقدم بالطلب في وقت مبكر ولكن هل أستطيع أن آخذ نهار غد عطلة؟"
لقد أخذت جينا تفكر في أن روز قدمت لها فرصة سانحة تهرب فيها عدة أيام مبتعدة عن باربري وارف ولندن وكل شيء. وبهذا تتمكن من أعمال فكرها في هذه الدوامة دون ضغط من نيكولاس أو السير ديرموت أو فيليب سليد.
فسألها: "كم ستبقيان هناك؟"
"عطلة نهاية الأسبوع فقط ويمكننا أن نعود نهار الاثنين"
وضع يديه في جيبيه مستنداً إلى الباب، ثم قال ببساطة: "سآخذكما بطائرتي إلى هناك وأعيدكما."
فتحت جينا فمها ذاهلة، ثم أدركت ما يعنيه: "هل تعني أنك سترسلنا في طائرتك الخاصة؟ حسناً هذا سيكون لطفاً بالغاً منك..."
قاطعها قائلاً: "كلا، بل سآخذكما بنفسي، ألا تعلمين أنني أحسن قيادة الطائرات؟ لا ضرورة لهذا الخوف في عينيك، فأنا ماهر تماماً حتى ولو قلت هذا عن نفسي، فأنا أقود طائرتي منذ سنوات حتى أنني لا أتذكر ساعات الطيران التي قمت بها. ويمكنني أن أشتغل طياراً فيما لو خسرت كل أموالي غداً."
سكت وهو يتقدم إلى مكتبها قائلاً: "ناوليني تلك السماعة."
"روز، أنا نيكولاس أتكلم، اسمعي، أريد أن أذهب أنا أيضاً، وأرى أن نذهب جميعاً بطائرتي إلى أقرب مطار من ميدلبورغ في هولندا."
سكت لحظة يستمع إلى ما كانت روز تقوله، هذا بينما كانت جينا تنظر إليه متأملة وقد تنازعتها العواطف والرغبات، منذ البداية لم تكن عواطفها واضحة نحوه وذلك لتناقضها وتعقدها، فقد كانت هناك صفات فيه لم تكن تحبها، وكذلك نواح من طباعه كانت تسبب لها القلق والخوف، ومع ذلك...
ومع ذلك عندما تكون بقربه كانت تشعر دوماً بذلك الألم الغريب داخلها ومنذ وفاة السير جورج لم تكن تكافح نيكولاس بل شعورها نحو نيكولاس، وكان هذا الجهاد يرهقها ويضعفها يوماً بعد يوم وكذلك كانت قدرتها على البقاء بعيداً عنه.
وكان هو يقول لروز: "سأتحدث إلى بييت بنفسي هذا النهار وسأخبره بقدومنا وأتأكد من قدرتهم على استقبالنا حيث الطفل ما يزال في الأيام الأولى من عمره. وقد يريدنا بييت وهيزل أن نؤخر ذهابنا إليهم إلى حين يعتادان على وجود الطفل، وإذا كان واثقاً من رغبة هيزل في رؤيتنا الآن نسأله عن اسم أحسن فندق قريب منه، ثم أعود إليك لأخبرك بالنتيجة."
وضع السماعة ثم التفت إليها قائلاً: "أردت أن أتحدث إلى روز بنفسي."
وعندما احتجت على ذلك، قال بلهجة ساخرة: "اتصلي بها مرة أخرى فيما بعد أما الآن فأريد أن أتحدث إليك."
سكت لحظة وقد بدت الحدة في عينيه:"أين كنت الليلة الماضية؟"
فشعرت بوجهها يتوهج ولم تستطع مواجهة نظراته فأدارت بصرها عنه وهي تسأله: "لماذا تسأل؟"
فقال: "لأنني اتصلت بك عدة مرات."
قالت وقد كرهت هذا الاستجواب وكأنها في محكمة: "ألم أعد أستحق حياة خاصة بي؟ كنت أتناول العشاء مع أحد الأشخاص."
"من هو؟" خرج هذا السؤال كطلقة بندقية ما جعلها تجفل، ثم تقول: "لا تكلمني بهذه الحدة، لس واجباً علي أن أخبرك بكل ما أفعل."
سألها بنفس الخشونة: "هل كنت مع توم بيرتي!" وجعلتها الدهشة لهذا السؤال تضحك قائلة: "كلا."
كان ضحكها لأنه كان مخطئاً وبعيداً عن الحقيقة كلياً، فقد كانت خائفة من أن يكتشف بطريقة ما، أنها كانت مدعوة إلى العشاء مع السيد ديرموت وفيليب سليد وتاماكي، وأنه يعلم بالمؤامرة واشتراكها فيها، وجعلها الشعور بالذنب ترتجف وتشعر بالبرد، أما الآن فقد تملكها الارتياح.
أخذ هو يحملق فيها: "ما الذي يضحكك؟"
انتبهت جينا إلى نفسها على الفور وقد تلاشى شعورها بالارتياح لتعود إليها سحب الخوف والشعور بالذنب، إن نيكولاس سيعلم سواء عاجلاً أم آجلاً، بما يحدث وراء ظهره.
قالت بصوت أجش: "لا شيء، لا شيء مضحكاً على الإطلاق." وقبل أن يسألها عما تعنيه بكلامها هذا، أسرعت تسأله: "ولكن أين تقع مدينة ميدلبورغ بالضبط؟"
"إنها في جنوب الهند قريبة من ساحل بحر الشمال، إن ميدلبورغ غير بعيدة عن حدود بلجيكا. ولو كان لدينا وقت لذهبنا بالسيارة متخذين طريق الساحل الشرقي، ولكن بما أن ليس لدينا سوى عطلة آخر الأسبوع فسنذهب بالطائرة، ومن ثم نستأجر سيارة." ونظر إلى ساعته، "سأتصل الآن ببيت، هل لك أن تطلبي لي قهوة. من فضلك؟"
دخل إلى مكتبه الخاص، بينما أخذت هي تنظر في أثره. إنه لن يصفح عنها أبداً، إذا هي باعت أسهمها للسيد تاماكي، ولكنها إذا لم تفعل، إذا هي أدارت ظهرها إلى كل ما كان يهم آل تيرتل، إذا هي حنثت بيمينها في الأخذ بثأر السير جورج، فكيف ستتمكن من الصفح عن نفسها؟ من أي زاوية نظرت هي إلى الأمر، لم تكن تجد لها مستقبلاً مع نيكولاس ... لقد كان ثمة أشياء كثيرة تفصل بينهما.
كانت المتاجر تبقى مفتوحة مساء كل خميس وذلك حتى الثامنة مساءاً، وهكذا خرجت جينا وروز من العمل مباشرة إلى السوق لشراء لهيزل والطفل، ووجدتا ما تريدانه بسرعة. وكان عبارة عن ملابس للطفل، ثم اشترت جينا لهيزل زجاجة من عطر شانيل، عطر هيزل المفضل بينما اشترت لها روز قرطين رائعي الجمال.
وصلوا إلى ميدلبورغ عصر يوم الجمعة، وذلك بسيارة خلال الريف الأخضر الجميل، سائرين على طرق تحفها سواند رملية وحواجز على ضفاف الأنهار، قد بنيت كما قال نيكولاس بعد عواصف هائلة أغرقت السواحل بأجمعها وذلك في سنة 1950 حيث طاف بحر الشمال فوق الأراضي، مدمراً كل ما في طريقه. قاتلاً عدة آلاف من الناس.
قال جينا غير مصدقة: "ولكنه يبدو مسالماً بالغ الهدوء."
فقال نيكولاس: "حالياً نعم، ولكن ليس من الحكمة التقليل من شأن البحر وقوته." وألقى إليها بنظرة جانبية من تحت أهدابه: "أو من شأن أي من قوى الطبيعة."
احمر وجهها قليلاً، ما كان بحاجة إلى أن يثير الأمور بالتلميحات، فقد كانت تدرك جيداً المغامرة التي تقدم عليها في محاربتها قوى الطبيعة التي يعنيها نيكولاس، إذ لم تكن تجهل أن الحب من القوى البدائية كالبحر ومثله تدميراً، وتظاهرت بأنها لم تلاحظ تحديقه بها، وسمرت عينيها على المناظر الريفية الخضراء التي كانوا يمرون بها.
كانت روز في المقعد الخلفي من السيارة التي استأجرها نيكولاس وقد بدا عليها الإرهاق. وكانت جينا قد دهشت وهي ترى شحوب وجهها عندما انطلقت السيارة بهم من لندن، مدركة أن روز أصبحت شديدة التوتر منذ أن أصبحوا في الجو، وإذ سألتها جينا عن السبب، اعترفت بأنها أصبحت تخاف من السفر بالطائرة منذ اختطاف طائرتها في العام الماضي.
سألتها جينا بذعر: "ولماذا لم تقولي ذلك؟"
فهزت روز كتفيها: "إن عملي يحتم علي السفر بالطائرة على الدوام، ولهذا علي أن أتخلص من هذا الخوف، وأظن هذا سيخف مع الأيام."
سألت روز نيكولاس الآن بصوت خافت مرهق: "كم بقي علينا أن نسير لكي نصل إلى ميدلبورف؟"
قال نيكولاس: "لقد أوشكنا على الوصول الآن." نظر إليها في المرآة باهتمام، ورأت جينا هذه النظرة فأدركت أن نيكولاس شعر بخوف روز من الطيران رغم أنها هي لم تذكر خوف صديقتها من ذلك. وكان هو يتابع قائلاً: "قريباً سنصل."
ولكنه، بشكل ما، فاته الانعطاف نحو منزل بييت وهيزل، فوجدوا أنفسهم في مدينة صغيرة من مدن القرون الوسطى ذات معبد يعود إلى القرن الثاني عشر، ومنازل قديمة يشرف عليها برج لا بد أن علوه يتجاوز الألف قدم، ثم جعلت عرقلة السير نيكولاس يستغرق وقتاً ف استعادة طريقه نحو مقصده ما كلفه جهداً وارتفاعاً في حدة الطبع.
كان بت وهيزل يسكنان خارج المدينة، في منزل قديم مبني بالحجر قالت هيزل أنه كان يوماً ما مخزناً للغلال في مزرعة، وقد أصلحه بييت وجعل له مظهراً عصرياً جاعلاً منه بيتاً جميلاً ومكان عمل في الوقت نفسه. حيث أن شركتهما سيكون مقرها هنا.
خرج بييت لاستقبالهم وهم يوقفون السيارة أمام منزله فصافحهم وقد أشرق وجهه وبان السرور على وجهه لرؤيتهم، وكانت عيناه الزرقاوان متألقتين بينما شعره الأشقر يلمع في الضوء الباهت.
"ما أجمل أن أراكم هنا، وكم سيسعد هذا هيزل، إنها ما زالت تشعر بشيء من الضياع كما أظن، ولكنها مع مجيء الطفل، لن يعاودها ذلك الشعور بالوحدة."
نظرت إليه جينا بسرعة وقلق، هل كانت هيزل تشعر بالوحدة والضياع منذ انتقالها إلى هنا؟ ورأى بييت نظراتها هذه، فبتسم يطمئنها: "لا تقلقي، يا جينا. فهذا طبيعي حيث أن هولندا بلد غريب بالنسبة إليها، ولكنها لن تلبث أن تحب هذا المكان، ذلك لأن هيزل لها صفات الهولنديات رغم ولادتها في إنجلترا."
ضحكت جينا، وعاد هو يقول غامزاً بعينه: "نع، هذا صحيح، ففيها كل فضائل الهولنديين، فهي مجتهدة في العمل، وتحب النظام كثيراً، كما أنها بالغة العناية والحذر..."
فزمجر نيكولاس قائلا: "كفى مرحاً بأهل بلادك ودعنا ندخل، فأنا أكاد أموت عطشاً."
"آه، طبعاً، هيا تفضلوا بالدخول... تفضلوا لا بد أنكم تشعرون بالبرد بعد قطعكم كل ذلك الطريق من روتردام... هل استغرق ذلك منكم وقتاً طولاً؟"
قالت جينا: "كان بإمكاننا أن نكون هنا منذ ساعات لو أن نيكولاس لم يدخل إلى المدينة ويحاول أن يدور ويدور في شوارعها ذات الاتجاه الواحد كي يخرج منها مرة أخرى."
ضحك بت: "هل فعلت ذلك حقاً، يا نيكولاس؟"
فقال نيكولاس بجفاء: "نعم. ولكنني لم أفعل ذلك بإرادتي، بل ضيعت الطريق بسبب جدالي مع جينا."
قالت جينا: "آه، إنه ذنبي إذن؟ أليس كذلك؟ كان علي أن أدرك ذلك."
فقالت روز بلباقة: "ولكن ميدلبورغ مدينة بالغة الجمال، وأنا مسرورة إذ تجولت في شوارعها، وأحب أن أرى أكثر أثناء وجودي هنا."
قال بييت: "يجب عليك ذلك فهناك الكثير مما يستحق الرؤية، فقد أعادوا بناء قلبها إلى ما كان عليه في العصور الوسطى وذلك بعد الحرب... فقد تدمر قسم منه ولكن هل تعلمين؟ بإمكانك أن تري آثار المياه على جدران بعض البيوت في المدينة حيث صدع الحلفاء السدود مغرقين المدينة بالطوفان وذلك في الأيام الأخيرة من الحرب في أوروبا."
هتفت جينا مذهولة: "آه، ما أفظع هذا."
فقال بييت: "نعم، هذا كان رأي البعض منا."وكان يسير أمامهم داخلاً إلى المنزل من الباب الكبير إلى ممر معتم ذي قناطر خشبية وهو يقول مخاطباً نيكولاس: "كل هذا هو المخزن القديم، وقد أضفت إليه أنا بناءً جديداً ف الخلف وإلى الجنب." وكان نيكولاس نظر في أنحاء المكان باهتمام.
سألت جينا: "أين هزل والطفل، إنني بأشد اللهفة لرؤيتهما."
فابتسم لها بيت بحرارة: "في الطابق الأعلى فاصعدي إليهما، لقد أمرها الطبيب بالراحة أثناء النهار، ولهذا فأنا أجعلها تبقى في الفراش قدر المستطاع، ولكن هذا ليس سهلاً فأنت تعرفين مقدار عنادها."
وجدا هيزل في الفراش في غرفة نوم جديدة وردية اللون تسبح في الضوء من نافذتين عاليتين، وكانت سمعتهما قادمتين على السلم، فنادت تقول: "من هنا جينا."
دفعت الباب فوجدتها جالسة في السرير مستندة إلى الوسائد خلفها. ومنحتها ابتسامة مشرقة: "لشد ما أنا مسرورة برؤيتكما"
فعانقتها جينا: "كم تبدين جميلة، إن الأمومة تناسبك." ثم نظرت إلى السرير المتأرجح القائم بجانب السرير: "هل هو هنا؟"
كانت تتدلى حول السرير ستائر بيضاء شفافة تمكن من أن ترى ارتفاعاً خفيفاً تحت الأغطية البيضاء.
أجابت هيزل: "نعم، وهو نائم الآن." ومالت تزيح جانباً إحدى الستائر، فتقدمت جينا وروز على أطراف أصابعهما تتفرجان عليه.
قالت روز: "لم أتوقع أن أجده صغراً إلى هذا الحد، فهو يبدو كالدمية." وكان هذا صحيحاً.
قالت جينا: "إنه رائع الجمال، وهو سيكون أشقر مثل والده." وتمنت من كل قلبها لو ترفع الطفل بين يديها وتحس بأنفاسه على وجنتها، فقالت: "لا أستطيع الصبر على احتضانه." فابتسمت لها هيزل، بينما قالت روز وهي تلوي شفتيها: "لا أدري ما الذي يجعل المرأة تشعر باللهفة لاحتضان طفل حديث الولادة."
فقالت جينا برقة: "الغريزة."
تبادلت هيزل وجينا النظرات، وقالت جينا: "إنني أفتقدك حقاً، صحيح أن صوفي جيدة في وظيفتها، إلا أنها ليست مثلك."
"ولكنها جيدة في عملها، أليس كذلك؟ إنني مسرورة لهذا، فقد ظننت أنها ستخاف من نيكولاس أعني أن غاي فوكنر الذي كانت تعمل معه من قبل، لم يكن بمثل خشونة وفظاظة نيكولاس، فقد كنت أنا نفسي أخاف من إثارة استياء نيكولاس، ذلك أن بإمكانه أن يكون بالغ الحقد والانتقام."
ارتجفت جينا وهي تسمع هذا، فنظرت إليها هيزل بدهشة: "هل تشعرين ببرد؟ كنت أظن البت دافئاً تماماً."فقالت جينا: "هذا صحيح، فهو دافئ تماماً."
نظرت إليها هيزل متفحصة: "هل ثمة شخص يخيفك؟"
عادت جينا ترتجف مرة أخرى، فقد كانت الحقيقة هي أن جينا كانت خائفة من أن يكون كلام هيزل صحيحاً، وأن نيكولاس لن يصفح عنها أبداً إذا هو رآها تخونه وذلك ببيع أسهمها إلى تاماكي...
عادت هيزل تقول بلباقة عندما رأت ارتباك وتكدر جينا وعدم رغبتها في الحديث، قالت تغير الموضوع: "سيكون بإمكاننا أثناء وجودك هنا، أن نثرثر لساعات فتخبريني عن كل أخبار باربري وارف، وكل ما أتمناه هو لو أنك تتمكنين من الإقامة هنا مدة أطول، هل عليك أن تعودي إلى لندن يوم الاثنين؟"



Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.