شبكة روايتي الثقافية - نيكولا تسلا أبو الأختراعات

https://im86.gulfup.com/ItUy83.gif

أسعد الله أوقاتكم بكل خير

https://www.moutarjam.com/wp-content/.../06/Tesla3.jpg

غالباً ما يصنف نيكولا تسلا كأحد أهم المخترعين في التاريخ، اختراعاته في مجالات الكهرباء سبقت زمانه بكثير و لاتزال تؤثر في التكنولوجيا الى يومنا هذا. وبالرغم من جميع انجازاته، مات تسلا مفلساً وبدون أن يفوز بالجوائز التي كان سيفوز بها في نهاية المطاف بعد قرنٍ من الزمان.
تحيي ذكراه اليوم عبارةُ “العبقري الذي أضاءَ العالم” ووحدةً كهربائيةٌ سُميّت باسمه (تسلا)، كما أنَّ له مكان في قاعة المشاهير وشوارع سُميّت بإسمه و تماثيل نُحتت له، و جائزةٌ مرموقةٌ باسمه في مجال الهندسة. إلّا أنّه في حياته لم يكن دائماً بهذا النجاح.
عالمٌ لامع ورجلُ أعمالٍ سيء
وُلِد تسلا عام 1856 في بلدةٍ تدعى سميلجان (Smiljan)، تعتبر اليوم جزءاً من كرواتيا، أمّا حينها فكانت تقع ضمن حدود الامبراطورية النمساوية المجرية. كان والده قسيساً أمّا والدته فبالرغم من عدم تلقيها لأيّ تعليمٍ رسمي، كانت مهتمّة بالآلات وتتمتع بذاكرةٍ مذهلة.
بدأت مهنتهُ كمخترعٍ باكرا، حين كان يعمل في مكتب التلغراف المركزي في بودابست، في عمر السادسة والعشرين، حيث تفيد التقارير أنّه قام برسم مبادئ الحقل المغناطيسي المتناوب (Rotating Magnetic Field)، الذي لا يزال يستخدم في العديد من الأجهزة الكهرومغناطيسية. هذا الانجاز المهم شكّل الأساس للعديد من ابتكاراته المستقبلية، بما فيها محرك التيار المتناوب الذي قاده الى مدينة نيويورك عام 1884، بإغراءٍ من توماس اديسون ومصنعه الهندسي الرائد (Edison Machine Works).
يُقالُ أحياناً أنَّ تسلا بقدر ما كان عالماً لامعاً كان رجل أعمالٍ فاشلاً غير قادرٍ ( أو من المحتمل أن لا رغبة له) على رؤية القيمة التجارية لاختراعاته. أمّا توماس اديسون فقد كان مخترعاً ورجل أعمال وركّزَ على الحصيلة المالية لاختراعاته، و غالباً ما اصطدم مع تسلا من حيث الأسلوب والأيدولوجية. كان أيضاً من غير المحتمل أنّ يلتقي عقلان لامعان بسلامٍ لفترةٍ طويلة. في الواقع ترك تسلا العمل في مصنع اديسون (Edison Machine Works) بعد سنة من الزمان.
أُطلِقَ العنان لابداع تسلا في المختبر الجديد الذي انشأهُ وأطلق عليه اسم مختبر تسلا للضوء الكهربائي والتصنيع (TeslaElectric Light and Manufacturing)، الذي قام فيه باختبار تقنية الأشعة السينية والصدى الكهربائي والمصباح القوسي والعديد من الأفكار الأخرى. تزامن انتقاله إلى كولورادو ومن ثم عودته إلى نيويورك مع تقدمٍ علميٍ كبير في مجال علم العنفات (التوربين) وتركيب أول محطةٍ للطاقة الكهرومائية في شلالات نياغارا، والأهم من ذلك كلّه اتمامه لنظام التيار المتناوب.
خلال ذلك كلّه قام تسلا المصاب بالوسواس القهري والغريب الأطوار والحسّاس أحياناَ بتزويد المراسلين بتسجيلاتٍ صوتية رائعة، فقد كان يتحدث إلى الصحافة بشكل متكرر عن أفكاره الجديدة والمستقبلية حتى قبل موته بسنواتٍ قليلة حين عزل نفسه عن العالم.
مات تسلا عام 1943 وحيداً ومفلساً في غرفةٍ في أحد فنادق مدينة نيويورك.
عاد ميراث تسلا إلى الظهور مجدداً في السنوات الاخيرة ويعود الفضل في ذلك الى قلّةٍ من داعميه الذين نشروا أعماله في الاعلام املاً في بناء متحف تسلا للعلوم على انقاض مختبره السابق في لونغ ايلاند، نيويورك.
https://www.moutarjam.com/wp-content/...ransformer.jpg

نيكولا تسلا في مختبره في كولورادو سبرينغز عام 1899, يجلس أمام المحول أثناء عمله.

براءاتُ اختراعٍ لا تعد ولا تحصى
تختلف الآراء في العدد الدقيق لبراءات الاختراع التي يحملها تسلا فالكثير منها لم يكتشف بعد، على حد قول المؤرخين. يًعتَقَدُ أنّ لـ تسلا على الاقل 300 اختراع (الكثير منها مرتبط ببعض)، بالإضافة إلى عددٍ لا يحصى من الأفكار التي لم يسجل تسلا لها براءات اختراع قام بتطويرها خلال سيرته المهنية.
التيار المتناوب
ربما أشهر وأهم أفكار تسلا كان التيار المتناوب (AC)، كان حلاً للاستخدام غير الكفؤ –كما وصفه تسلا- للتيار المباشر (DC) الذي اخترعه رب عمله القديم أديسون في عصر الكهرباء الجديد. ففي حين أنَّ محطات الطاقة التي تنتج التيار المباشر ترسل الكهرباء في اتجاهٍ واحد في خط مستقيم، يغيّر التيار المتناوب اتجاهه بسرعة ويمكن أن يقوم بذلك منتجاً جهداً أعلى بكثير.
في الواقع، خطوط طاقة أديسون التي اجتازت ساحل الاطلنطي ذهاباً واياباً كانت قصيرةً وضعيفة بسبب التيار المباشر، بينما كان التيار المتناوب قادراً على ارسال الكهرباء الى مدىً أبعدَ بكثير. بالرغم من أنَّ اديسون كان لديه الموارد والسمعة، إلّا أنَّ شبكات طاقة تسلا للتيار المتناوب أصبحت في نهاية المطاف هي المعيار. الكثير من براءات اختراع تسلا كانت مرتبطةً بعلم التيار المتناوب.
سلك تسلا الملفوف (الوشيعة)
هذا الجهاز العظيم الذي سُميَّ باسم مخترعه كان قادراً على تحويل الطاقة إلى شحناتٍ ذات جهدٍ عالٍ جداً، مُحدثةً حقولاً كهربائيةً قويةً قادرةً على انتاج أقواسٍ كهربائيةٍ مذهلة. و إلى جانب عروض البرق التي استخدمت فيها وشيعة تسلا فإن لها تطبيقاتٍ عمليةً جداً في مجال تكنولوجيا الراديو اللاسلكي وبعض الأجهزة الطبية. اختبر تسلا وشيعته في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر.

الأب الحقيقي للراديو

بدأ تسلا العمل على موجات الراديو مع بداية عام 1892، وفي عام 1898 عرض لأول مرةٍ قارباً يعمل بالتحكم عن طريق موجات الراديو أحدث جلبةً كبيرةً في معرضٍ للكهرباء في حديقة ساحة ماديسون في نيويورك (Madison Square Garden). توسّع تسلا في تقنية الراديو وسجل أكثر من دزينةٍ من براءات الاختراع المرتبطة بتقنية الاتصالات اللاسلكية قبل أن يسبقه المخترع الإيطالي غوغليلمو ماركوني (Guglielmo Marconi) و يكمل أولَ جهاز ارسالٍ عابرٍ للاطلسي (تم ارسال شفرة مورس من بريطانيا إلى نيوفاوندلاند) مستفيداً من علم تسلا. استمرت معركة التقدير الفكري بين تسلا و ماركوني لعقودٍ من الزمان الى أن ألغت المحكمة العليا في الولايات المتحدة بعضاً من براءات اختراع ماركوني عام 1943، مُعيدةً إلى تسلا لقب الأب الروحي للراديو، على الاقل من الناحية القانونية.
مقتبساتٌ من أقوال تسلا
“ليس للمال تلك القيمة الكبيرة التي وضعها له الانسان. لقد استثمرت جميع أموالي في التجارب التي نتج عنها اكتشافاتٍ جديدةً لجعل حياة البشر أسهل بقليل.” -مقال “زيارة الى نيكولا تسلا” لـ داغيسلاف ل. بيتوكفيتش في جريدة بوليتيكا (ابريل 1927)
“هدف العالِم ليس حصد نتائج فورية، هو لا يتوقع أنَّ أفكاره المتقدمة سيؤخذ بها بسهولة، عمل العالِم يشبه عمل المزارع الذي يضع البذور للمستقبل. واجبه أن يضع الأسس لأولئك الذين سيأتون بعده و أن يدلهم على الطريق. هو يعيش و يعمل و يأمل.” –مقال “الطاقة اللاسلكية ستحدث ثورةً في العالم” في مجلة الميكانيك الحديث و الابتكارات (Modern Mechanics and Inventions) يوليو 1934
“علماء اليوم يفكرون بعمق بدل من أن يفكروا بوضوح، على الانسان أن يكون عاقلاً ليفكر بوضوح، يمكن للإنسان أن يفكر بعمق ويكون مجنوناً تماماً.” –مقال “الطاقة اللاسلكية ستحدث ثورةً في العالم” في مجلة الميكانيك الحديث و الابتكارات (Modern Mechanics and Inventions) يوليو 1934

https://www.youtube.com/watch?v=kXaUQDiV9zI
https://im86.gulfup.com/kp3BdU.gif