آخر 10 مشاركات
رواية ****أبعد من الشمس *** (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          أحــــ ولن أنطقها ــــــبِك "متميزة" و "مكتملة" (الكاتـب : *my faith* - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          لماذا الجفاء - آن ميثر ** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          حواجز الصداقة -بيني جوردان(كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          67 - زواج بالإكراه - فلورا كيد - ع.ج ( كتابة فريق الروايات المكتوبة/كـامله )** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          203 -حب من أول نظرة / سالى وينت ورث )(كتابة /كاملة **) (الكاتـب : Hebat Allah - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          شركة رش مبيدات داخل وخارج الرياض (الكاتـب : الرفاعي فرحات - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-10-14, 07:25 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



حضر الجميع واكتمل عددنا بإستثناء جوليا ، حتى ياماتو سألني عنها فما كان جوابي إلا : لا أعلم ..

بدأ الجميع بالشعور بالضجر ، فقد تأخرنا عن الإنطلاق خمس دقائق ، وجوليا لم تظهر بعد ، بدؤوا جميعا بالتشكي وطلبوا منا الإنطلاق وعم إنتظارها أكثر ، لكن ياماتو رفض ذلك وقال أننا لن ننطلق إلا بعد أن تأتي جوليا ..
بدت ملامح عدم الرضى تظهر على وجوههم ، قال لي ياماتو : روز فلتتصلي بها ونرى لم تأخرت

.. لم أعرف كيف سأخبره أني لا أمتلك هاتفا محمولا ، سيسخر مني بلا شك ، لذلك قلت كاذبة : لقد نسيت هاتفي في المنزل أعذرني ..
صمت ياماتو لثواني معدودة ليقول بعدها : حسنا لدي فكرة ، إنطلقوا جميعا بالحافلة بينما أنا سأبقى أنتظرها هنا إلى أن تأت ، وسنلحق بكم بسيارتي الخاصة ..

قالت إحدى الفتيات معارضة : تذهبان سويا !! أنا غير موافقة على ذلك ..
قالت الأخرى مؤيدة : وأنا كذلك ، فأنا لن أسمح لها بالصعود في سيارتك مجددا ..
قال ببرود : إذا سننتظرها جميعا ، والويل لمن يشتكي أو يتضجر ..
علت الهتافات الغاضبة والمنزعجة ، ليقول ضاحكا : إذا فالتذهبوا و أنا سأنتظر جوليا ..
رغم أن الفتيات معارضات على هذا إلا أن الفتيان أقنعوهن بأنه لن يحصل شيء بينهما ، وفي النهاية اقتنعت الفتيات وتوجهوا للحافلة ..
نظر ياماتو إلى كل مني أنا وسوبارو اللذان بقينا في الصف ولم نذهب معهم ..

ياماتو : لماذا لم تذهبا مع البقية ..
أجبت ببرود : أنا صديقتها ومن الواجب علي إنتظارها ، كما أنني أرغب في حمايتها منك ..
رفع ياماتو حاجبه الأيمن بغرور قائلا : وهل أنا وحش لتحميها مني
. قلت وأنا أنظر إلى كل من ياماتو وسوبارو : لست وحشا ولكن الذكور هم حيوانات قذرة ومفترسة .

خرج سوبارو من صمته قائلا : ولم تظنين ذلك ؟؟ ثم لماذا تقولين هذا عن جميع اللذكور بصفة شاملة ؟؟ لسنا جميعا مثل ما تقولين ..

تجاهلت ما قاله لأقترح عليهم إقتراحا : ما رأيكم أن نذهب إلى منزلها ، قد تكون غارقة في النوم حتى هذه اللحظة .. –
ـ حسنا هيا لنذهب >> قالها ياماتو مؤيدا

.. صعدنا جميعا في سيارة ياماتو الفاخرة والتي كان قد اتصل بها ياماتو سابقا ، ويعدها توجهنا إلى منزل جوليا ..
ضغطت بسبابتي جرس الباب وياماتو وسوبارو واقفان خلفي ، بعد ثواني فُتح الباب لتظهر خلفها السيدة كينور _ والدة جوليا _ لتهتف بتعجب : أووه روز !! ألم تذهبي مع طلاب صفك إلى مدينة الألعاب ؟؟ أم أنك كإبنتي جوليا التي لم تتحمس للفكرة ..
كنت لأجيب عليها إلا أن ياماتو قاطعني قائلا بإحترام : سيدتي هل جوليا في الداخل ؟؟
رفعت السيدة كينور بصرها إلى وجه ياماتو وقالت مجيبة : نعم هي في غرفتها الآن ..
ثم ابتعدت عن الباب قليلا وقالت وهي تشير بيدها للدخول : إذا أردتم مقابلتها فالتتفضلوا .. إندفعت للداخل مباشرة ً متوجهة إلى السلالم ونسيت حتى شكر السيدة كينور ..

.. ---------------------------------------------------------- ~ سوبارو ~

اندفعت روز الحمقاء إلى الداخل ، ليدخل بعدها ياماتو وهو ينحني بإحترام للسيدة التي أمامنا ويقول : شكرا على إستضافتك لنا

.. دخلت بعده وأنا أقول بهدوء : نتمنى ألا نكون قد أزعجناك

.. بعدها ركضنا إلى الداخل متتبعين روز ، والتي يبدو أنها تعرف مكان غرفتها ..
توقفت روز خلف باب بني اللون معلق فيها لوحة مكتوب عليها ( غير مسموح للحمقى بالدخول ) إبتسمت عند قراءتي لها ، مالذي تقصده بملاحظتها هذه
!! طرقت روز الباب بعنف ، وما هي إلا ثواني معدودة فُتح الباب قليلا لتخرج جوليا جزء من رأسها ، وما إن رأتنا حتى يظهر علامات التعجب على وجهها

.. خرجت بسرعة وأغلقت الباب فور خروجها ، كما لو أنها لا ترغب في أن ترينا غرفتها ..
وقفت أمامنا قائلة بإستغراب : ماذا تفعلون جميعا في منزلي ؟؟ ألا يجب عليكم أن تكونوا الآن في مدينة الألعاب ؟؟

إحتدت ملامح ياماتو وقال بحدة : يبدو أنك لم تكوني نائمة ، وأنت تعلمين أن اليوم رحلة ، إذا لماذا لم تذهبي إلى المدرسة ..
قالت بإبتسامة هادئة : لكني لا أرغب في الذهاب ..
قلت عندها : لكنك قلت في بداية الأسبوع أنك ذاهبة ..
أجابتني بدهاء : لم أقل أني موافقة على الذهاب معكم ، كل ما قلته أنه لا مانع لدي ، وأنا صدقت في قولي ولم أكذب ،لذا لا تزوروا موافقتي

. تبا لهذه الفتاة ، إنها ماكرة بحق ، من كان ليصدق أن هذه الضعيفة بهذا الدهاء ..
قالت روز غاضبة : لكن عبارتك هذا تدل على أنك موافقة ، لذلك كفاك. مراوغة ..
أجابت جوليا بهدوء ولا تزال تلك الإبتسامة الهادئة على شفتيها : عزيزتي روز إن العبارتين ليست لهما المعنى نفسه ، فأنا أستطيع الذهاب ولا شيء يمنعني ، لكني بذاتي لا أرغب في هذا مع أن الفرصة متاحة لي
.. قال ياماتو بغيظ : ولماذا ؟؟
وضعت يدها الأيسر على ذقنها علامة التفكير لتقول بعدها بثواني : أممم لأنني وبكل بساطة لا أحبها ..
سحبت روز شعرها بخفة قائلة : آه منك يا جوليا ، أنت تغضبينني حقا ..
قال ياماتو : جوليا غيري ملابسك حالا سنذهب نحن الأربعة معا الآن ..
جوليا : شكرا لكم جميعا لأنكم قطعت كل هذه المسافة من أجلي ، أنا متأثرة حقاً ، لكنني آسفة لأنني لن أرافقكم ..

- ولماذا ؟؟ >> هتف بها ياماتو غاضبا ..

- لأنني لا أرغب بذلك >> قالتها جوليا ببرود ..

قاطعتهما قائلا : إذا أنا لن أذهب أيضا .

. توجهت الأنظار إلي وعلامات الإستغراب بادية على وجوههم ، وتقول جوليا متسائلة : ولم ؟؟

أجبت ببرود : لأنكِ لن تذهبي ..
روز : ولماذا تربط قرارك بقرار جوليا ؟؟ أنت حقا إمعة ..

أتانا صوت ياماتو الغاضب وهو يهتف : لقد طفح الكيل ..

تعلقت أبصارنا جميعا بوجه ياماتو الذي احتقن إحمرارا ، من شدة غضبه ..
ثم أردف قائلا : لن أستمع إلى آرائكم بعد الآن ، والجميع سيجبر على الذهاب ..

لم أحبذ فكرة أن يجبرني ياماتو على الذهاب ، لكنني لم أقل شيئا ، مترقبا ما ستقوله جوليا ..
جوليا بإبتسامة : ياماتو محق يجب عليكم جميعا الذهاب ، فالجميع قد إستعد جيدا وارتدى أفضل ما لديه ، لذا من السيء أن تغيروا رأيكم في النهاية ..
أدركت أنها تعنيني بقولها هذا ، قلت بهدوء : أنت محقة ومن السيء أيضا أن يقوم شخص بطرد أصدقائه من المنزل بعد أن قطعوا مسافة طويلة للوصول إليه ودعوته للمرح ..
- لكن الأسوء أن يجبروا شخصا على شيء لا يرغب به ..

- الأسوء من الأسوء هو أن .................

لم أكمل ما كنت سأقوله لأن روز قاطعتنا بإستياء : توقفا أنتما حالا ، ياللإزعاج ..
وأكمل عليها ياماتو بنبرة آمرة وهو ينظر إلى جوليا : لديك عشر دقائق فقط لتغيري ملابسك وتستعدي ، وإن رفضت سيكون لي معك تعامل آخر ..
قالت جوليا بهدوء : إنه لمن الفظاعة أن تجبرني على شيء لا إرغب به ..
لانت ملامح ياماتو قليلا وقال بنبرة حانية : أنا لم أشأ أن أستخدم هذا الأسلوب ، لكن ...
تغيرت نبرته قليلا وقال بتوسل : لكن أرجوك أن تذهبي معنا ..

أطلقت جوليا صوت زفيراً عالياً ليتبعه صوتها قائلة : حسنا سأذهب ..
تهلل وجه ياماتو فرحا ، وأخبرها أننا سننتظرها في السيارة ، ثم عدنا جميعا إلى السيارة منتظرين قدوم جوليا ..

في السيارة وبينما كنا ننتظر جوليا ، كنت أحدق في وجه ياماتو ، لينتبه إلي ويقول ضاحكا : لم تنظر إلي هكذا ؟؟
قلت بهدوء : ياماتو أجبني بصراحة لماذا أصريت عليها بالقدوم ؟؟
نظر إلي بعينيه اللامعتين وقال : برأيك أنت لماذا ؟؟
قلت بهمس خافت لكن مسموع : لأنك .... تحبها ..

لم يجبني إلا بإبتسامة ساحرة لم أفهم مغزه ، ولتقاطعنا روز بغضب : ماذا قلت يا سوبارو ؟؟ ياماتو يحب جوليا ؟؟ منذ متى وكيف ولم ؟؟
ثم أردفت وهي ترمق ياماتو بنظرات غاضبة : هل تحبها حقا !! تحدث بسرعة ..
أجابها ياماتو : وماذا إذا كان هذا صحيحا ؟؟ هل لديك أي مانع ؟؟
روز بشراسة : لدي ألف مانع ، مادمت صديقتها فأنا لن أسمح لها بمواعدة الشبان ، ولن أسامح أي شخص يواعدها ..

إبتسمت بسخرية ، لا أحد يعلم ما بيني أنا وجوليا ، فهي لم ترغب لأحد بمعرفة ذلك ، وأنا بدوري إحترمت رغبتها ، والآن علمت لم أرادت إخفاء الأمر ، ولو عمت روز بهذا لما كنت الآن معها في السيارة ذاتها ..

قال ياماتو : فالنؤجل هذا النقاش فيما بعد ، فجوليا قادمة ، وأنا لا أريدها أن تعلم بأي شيء ..
إلتزمت روز الصمت عندما رأيناها مقبلة نحو السيارة ، وهي ترتدي معطفا ليموني اللون وطويل يصل حتى أسفل ركبتها بقليل ، ومن عند الرقبة فرو باللون ذاته ، وقامت بلف وشاح باللون الأزرق الفاتح حول عنقها ، وشعرها قد رفعته برباط شعر بلون الوشاح ..
دخلت السيارة وانطلقنا جميعا نحن الأربعة والصمت خامسنا ..

نهاية الجزء ..






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 07:45 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

14

~ جوليا ~
وصلنا أخيرا لمدينة الألعاب .. وسرنا نحن الأربعة باحثين عن بقية طلبة الصف .. وعندما التقينا بهم كانت الفتيات يرمقنني بنظرات غاضبة .. ويتهامسن في ما بينهن ..
لم أعرهن أي إهتمام .. وتصرفت كما لو أنني لم ألاحظ شيئا .. لكن المعلمين الذين رافقونا أخذوا بالصراخ في وجهي ونعتي باللامبالية ..
أخذت أعتذر منهم كما العادة .. و اختلقت أعذارا واهية .. وبعدها انطلقنا للعب معا ..
كنا قد إنقسمنا لمجموعات بالقرعة .. وكنت أنا في فريق ياماتو وسوبارو .. أما روز فقد كانت في المجموعة الأخرى .. على الرغم من أنها عارضت الأمر .. فهي تريد مني الذهاب معها إلا أنهم لم يسمحوا لها بتغيير المجموعة .. والشيء المثير للإشمئزاز هو أن المعلمة راي كانت برفقتنا ..

كانت طوال المدة ملتصقة بياماتو وتتحدث معه بكل رقة ونعومة .. وصوت ضحكاتها الناعمة تصل إلى مسامعي ..
توقفت المجموعة أمام لعبة الأفعوانية .. والجميع متحمسون للعب .. بما أنها أشهر لعبة وأخوفها ..
وقف ياماتو أمامنا جميعا وقال : يا أصحاب ما رأيكم أن نقيم منافسة تزيد من جمال اللعبة ..
قال الجميع بفضول : وما هي ؟؟
قال مبتسما : سنركب جميعنا اللعبة جميعنا ، وسنحاول عدم الصراخ أو إصدار أي صوت , ومن يصرخ سيعد خاسرا ويجب عليه تنفيذ أوامرنا جميعا ، ما رأيكم ؟؟

صاح الفتيان مؤيدين له وقد تحمسوا للفكرة .. أما الفتيات فقد رفضن الفكرة رفضا قاطعا .. فهن لا يستطعن فعل ذلك ..
قال ياماتو : حسنا بما أن الفتيات معارضات ، سأخفف الأمر عليهن ، مسموح لكن بالصراخ لكن من تخرج من اللعبة وهي مصابة بالدوار فستعد خاسرة ..
فكرن الفتيات قليلا ثم وافقن على ذلك بسرعة ..


صعد الجميع إليها .. ولم يبقى إلا أنا .. قلت مبتسمة وأنا أنظر إلى الجميع : فالتنطلقوا الآن ، فأنا لن ألعب معكم ..
نظر إلي ياماتو والذي كان في القاطرة الأمامية وقال : هل أنت جادة يا جوليا ؟؟ سوف نعدك خاسرة وستخدميننا ..
ـ لا بأس ..
بدأ الجميع بالسخرية مني .. ونعتي بالفأرة الجبانة .. أما ياماتو فقد كان يحاول إقناعي ..لكني رفضت ذلك رفضا قاطعا .. فأنا أكره هذه الألعاب كثيرا .. حتى لو لم أكن خائفة ..

فتح سوبارو حزامه وغادر مكانه قائلا : إذا لم تصعدي فأنا لن أصعد ..
نظرت إليه ببرود .. يغضبني كثيرا عندما يقلدني .. لكني لم أقل شيئا له .. أنا لم أرغمه على ذلك إطلاقا .. هو من غير رأيه بنفسه وأنا لا شأن لي به ..
عندها سمعت صوت ياماتو الغاضب : جوليا لا تغضبيني أكثر من هذا ، إصعدي أنت وسوبارو حالا ..

إبتسمت له بهدوء وقلت : أنا آسفة لكني لن أصعد ..
عندها خرج ياماتو هو الآخر والشرر يتطاير من عينيه .. وبدأ بالتوجه ناحيتي .. شعرت أنه من الأفضل لي الهرب بعيدا .. فهو يبدو غاضبا جدا ..

أسرعت بالركض مبتعدة عنه .. وأثناء ركضي إلتفت إلى الوراء لأجده يلاحقني هو وسوبارو.. ركضت بأقصى سرعتي بحثا عن مكان أختبئ فيه .. وبعد فترة إلتفت إلى الوراء لأجد أنني قد أضعتهما ..
توقفت وأخذت ألتقط أنفاسي .. الركض بهذه الطريقة متعب حقا .. جلست على أحد المقاعد الموجودة وأنا أنظر إلى المارة ..


بعد دقائق شعرت بيد توضع على كتفي .. كردة فعل إلتفت إلى الوراء لأرى من صاحب هذا اليد .. وخشيت حقا أن يكون ياماتو أو سوبارو ..
لكن سرعان ما تلاشى قلقي عندما رأيت وجه السيد كازوما ..
قال مبتسما : كيف حالك يا جوليا ؟؟
وقفت بإحترام له قائلة : بخير يا حضرة المدير ..
ضحك قائلا : نادني بالسيد كازوما ..
قلت ببرود : كما تريد يا حضرة المدير ..
عندها تعالت صوت ضحكاته .. حتى أني خشيت أن يلفت أنظار سوبارو وياماتو .. لذلك تركته وغادرت المكان ..

لكنه قام بملاحقتي قائلا : إلى أين أنتي ذاهبة ؟؟ ثم أين بقية طلاب صفك ؟؟ هل أنت تائهة أم ماذا ؟؟
توقفت مكاني وقلت من دون أن أنظر إليه : لا أظن أنك أتيت إلى هنا بمفردك ، أين كيم وكين ؟؟
صدرت منه شهقة عالية وهو يقول : لقد نسيتهما تماما ..
إبتسمت وأنا أدير ظهري إلى الوراء .. وأنظر إليه وهو يركض متوجها إلى لعبة مخصصة للأطفال ..
يبدو أنه وضع طفليه هناك .. أحببت أن أرافقه لألتقي بكيم وكين .. وصلنا حيث يقفان معا ممسكين بأيدي بعضهم البعض .. والخوف تملأ عينيهم البريئتين ..

احتضنهما السيد كازوما وهو يعتذر إليهما لأنه قد نسيهما .. وهما انهالا بالبكاء في أحضانه ..
نزلت إلى مستواهم وقلت : كيم كين تعاليا إلي ..
فردت ذراعي لينطلقا في آن واحد ويرتميا في أحضاني .. أحطتهما بذراعي وقلت مبتسمة : كيف حالكما يا صغيراي ؟؟
قال كيم بسعادة : أنا سعيد حقا بلقائك ثانية يا فتاة الحلوى ..

تذكرت شيئا عندما دعاني بفتاة الحلوى .. وفتحت حقيبتي الصغيرة لأخرج منها قطعتين من الحلوى وأعطيتها لكل من التوأمين .. ليبتسما بسعادة وأصوات ضحكاتهم البريئة تشرح صدري ..
ـ أليس هناك قطعة حلوى إضافية لوالدهم ؟؟
كان هذا صوت السيد كازوما وهو ينظر إلي بإبتسامة ..
أجبت ببرود : لدي العديد منها في حقيبتي لكني لست مجبرة على إعطائك ..
ضحك بصوت خافت قائلا : أنت صريحة حقا ..
لم أرد عليه وانشغلت أتحدث مع التوأم متجاهلا تواجد والدهم ..

بعد دقائق قلت وقد تذكرت أمرا : حضرة المدير ما الذي تفعله هنا ؟؟
قال ساخرا : أوه أخيرا تذكرتني ، ظننت أنك نسيت أمري ..
ثم أردف بإبتسامة : ثم أنني أتيت لأستمتع كما تستمتعون ..
ـ هكذا إذا ، لكن لماذا لم ترافقنا كما فعل بقية المعلمين ؟؟
ـ ولماذا أنت كثيرة الأسئلة هكذا ..
ـ لماذا تجيب على سؤالي بسؤال آخر ؟؟
ـ ولماذا يجب علي الإجابة على أسئلتك ؟

قررت عدم الرد عليه .. فقد يطول الأمر إذا ما تابعنا ما قمنا به ..
ثم قلت بعد صمت دام لثواني : أين نظاراتك أيها المدير ؟؟
أجابني مبتسما : إنها في جيبي ..
ـ ولماذا لا ترتديها ؟؟
ـ لأنني لست بحاجة إليها ..
ـ إذا فبصرك سليم مئة بالمئة ، لكن لماذا ترتديها في المدرسة ؟؟
بدإت إبتسامته تتسع شيئا فشيئا .. ويظهر خلفها أسنانه المرصوصة بترتيب والتي هي أشبه باللؤلؤ ..
كازوما : لأنني إذا لم أرتديها سيقعن الطالبات في حبي ..

لم أستطع أن أمنع نفسي من الضحك .. وانفجرت ضاحكة بصوت عالي .. لأسمع صوت آتي من الخلف يقول : يبدو أنك مستمتعة كثيرا هنا ..

توقفت عن الضحك فجأة .. وبدأت أتوتر وأتصبب عرقا .. فأنا أعرف صاحب هذه النبرة الباردة .. وصاحب هذا الصوت المبحوح ..

إلتفت إليه ببطء قائلة بإبتسامة شاحبة : أهلا يا سوبارو ..
مد يديه وقام بسحب وجنتاي وهو يقول : مالذي تقصدينه بأهلا يا سوبارو أيتها الحمقاء ؟؟
قلت وأنا أمسك بيديه : أتركني يا سوبارو أنت تؤلمني ..

تركني سوبارو وهو يقول : تستحقين ذلك ..
ثم رفع بصره إلى السيد كازوما وقال مندهشا : أوه أنت المدير كازوما ، ماذا تفعل هنا ؟؟
أجابه المدير : أنا هنا لأستمتع كما تستمتعون .
إلتف سوبارو إلي من جديد وقال : هيا دعينا نعود إلى بقية الطلبة فالجميع بإنتظارنا ..


سرت معه عائدين إلى مكان تجمع طلاب صفنا بعد أن ودعت التوأم .. وعندما وصلنا كان الجميع غاضبين مني .. وياماتو أخذ يصرخ في وجهي وهذا الشيء أسعد الفتيات كثيرا ..
أخذت أعتذر لهم مرارا وتكرارا وهم فقط يتجاهلونني .. بعدها أكملنا اللعب .. حتى تعبنا وآن موعد عودتنا ..

صعدنا الحافلة بعد أن اجتمعنا بالمجموعة الأخرى ..
كانت روز تجلس بجواري وأنا أجلس في جهة النافذة .. كانت تروي لي ماحدث مع مجموعتها بكل حماس .. والسعادة واضحة في عينيها ..

كنت أستمع إليها وعلى شفتاي إبتسامة مريحة .. أحب أن أراها سعيدة .. أنا ممتنة لياماتو كثيرا على هذه الرحلة التي جعلت من صديقتي الغالية سعيدة بهذا الشكل .. لقد إندمجت مع مجموعتها اليوم واستمتعت معهم .. لذا أنا حقا سعيدة ..

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
~ ياماتو ~

كنت أنظر إلى النافذة وأنا شارد الذهن .. اليوم سيكون اليوم الأخير لي معهم .. ولأكون صريحا فأنا لم أستمتع كثيرا ..
وإنما الآن غاضب وأكاد أنفجر غضبا على جوليا .. تلك الفتاة الحمقاء لم تكن تلعب معنا أبدا .. وتكتفي بمشاهدتنا فقط ..

والطامة الكبرى أننا وبعد أن سألناها عن السبب .. اعترفت لنا بدون أي خجل أنها فتاة جبانة ولا تحب اللعب بالألعاب الخطيرة وتخشى المرتفعات كثيرا .. وبعد إعترافها هذا أخذ الجميع بالسخرية منها .. ولكنها لم تعرهم إهتماما .. ولذلك أكملنا اللعب من دونها ..

كنت أتمنى أن يكون اليوم الأخير لي ممتعا .. لكنه كان مملا جدا .. كنت أهدف فقط إلى قضاء وقت ممتع مع كل من سوبارو وجوليا وروز .. ولكن الأمور لم تسر جيدا ..
أطلقت زفيرا عاليا .. ليقول لي سوبارو : ماذا بك يا ياماتو ؟؟
إلتفت إليه وقلت مبتسما : لا ، لا شيء ..
قال بهدوء : لماذا تبدوا محبطا جدا ؟؟
قررت أن أخبره بما في داخلي .. لعلي أرتاح قليلا .. أخبرته بكل شيء .. عن نقلي إلى مدرسة أخرى .. و استيائي من تصرفات جوليا .. ورغبتي في قضاء آخر يوم لي بشكل جيد .. حتى تُخلد هذه الذكريات الجميلة في ذاكرتي ..

قال سوبارو ببرود بعد أن انتهيت من حديثي : أنت شخص أحمق ..
نظرت إليه متفاجئا .. لم أظنه سيقول هذا ..
بينما أكمل حديثه : لا تتصرف وكأن اليوم سيكون آخر يوم في حياتك ، يمكنك أن تلتقي بنا في أيام العطلات ..

إبتسمت قائلا : أنت محق ..
ثم صمت لثواني لأقول بعدها بحماس : لدي فكرة ممتازة ..
توجهت أنظار الجميع إلينا .. وتقول إحدى الفتيات : فكرة !! عن ماذا تتحدث ؟؟
قلت مبتسما : هاا لا أنا أتحدث مع سوبارو لا تهتموا ..

بعدها عاد الجميع إلى ماكانوا يفعلونه ..
ليقول سوبارو : فكرة ماذا ؟؟
قلت مبتسما : حالما نصل إلى المدرسة سأخبرك ..

كانت الحافلة في طريقها إلى المدرسة .. لا إلى منازلنا .. فبعد وصولنا إلى المدرسة سيعود كل منا إلى منزله بمفرده ..


بعد أن وصلنا .. نزلنا من الحافلة والجميع كانوا يشكرونني على هذه الرحلة الممتعة .. وعندما رأيت جوليا وروز ركضت بإتجاههما وقلت : يا فتيات إنتظرا قليلا ..
إلتفت روز وقالت : ماذا تريد ؟؟ هل تظن أننا سنشكرك كما فعل البقية ؟؟ لن نفعل ذلك ، ففي النهاية أنت لم تقم سوى بإقتراح الفكرة ونحن..................
قاطعتها : لست هنا لأسمع منكما كلمة شكر ، لدي شيء أخبركما به ..
ـ وما هو >> قالتها روز بفضول ..
قلت بهمس : إنتظرا حتى يعود الجميع إلى منازلهم وبعدها سأخبركن ..


إبتعدت عنهما وجلت ببصري بحثا عنه سوبارو .. لأجده يمشي بعيدا .. ركضت ناحيته وقلت : سوبارو توقف مكانك قليلا ..
وقف سوبارو لأقول وأنا ألتقط أنفاسي : إبقى هنا قليلا ، فلدي ما أخبرك به ..
ـ أخبرني به الآن ، فأنا مستعجل للغاية ..
قلت بترجي : أرجوك يا سوبارو قليلا فقط ، وحتى لا تشعر بالملل اذهب إلى جوليا وروز فهما سينتظران كذلك ..

بعد أن فرغ المكان تماما .. توجهت إلى حيث ينتظرونني .. وقلت مبتسما : شكرا لإنتظاركم ..
روز بملل : هيا أخبرنا بما تريد قوله بسرعة ، لقد سئمت الإنتظار ..

أجبت عليها وأنا أنظر إليهم جميعا : مارأيكم أن تأتوا لمنزلي الآن ؟؟
ظهرت علامات الإستغراب على وجوههم ..
أردفت بعدها : ولن أقبل بأي رفض ..
سألتني جوليا : وما سر هذه الدعوة ؟؟
قلت بتفكير : أممم يمكنك ليس هناك سبب ، فقط رغبت بدعوتكم ..


قالت روز : لا مانع لدي ..
ثم التفتت إلى جوليا وقالت : ما رأيك يا جوليا ؟؟
قالت جوليا مبتسمة : أعذورني لكني لن أستطيع الذهاب ، فأنا مضطرة للعودة إلى المنزل ..
اقتربت روز من جوليا وهمست في أذنها ببضع كلمات .. لم أسمع ما قالته ..
لكني رأيت جوليا تقول : أنت فتاة حمقاء ، إذا أردت الذهاب فلتذهبي ، أما أنا فسأعود للمنزل ..

قطبت روز حاجبيها بإنزعاج وقالت : لكني لن أستطيع الذهاب إذا لم تذهبي معي ..
هزت جوليا كتفيها ببرود وقالت : أنا لا شأن لي بك ..


نظرت إلى جوليا بغضب وقلت : لماذا أنت عنيدة هكذا ؟؟ كنت أظن أن روز عنيدة لكنك أعند منها ..
قالت جوليا بإستسلام على الرغم من أنها تبدو غير راضية : حسنا حسنا لا تغضب ، سأذهب معكم ..
إبتسمت قائلا : هيا إذا إلى السيارة ..

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

~ روز ~

كنت أنظر إلى النافذة وأتأمل الشوارع والمحلات .. وبعد فترة تفاجأت بالسيارة وهي تقف أمام بوابة ضخمة .. فُتحت البوابة ودخلت السيارة ..
كنا نمشي في الوسط .. وعلى الجهة اليمنى كانت حديقة جميلة مليئة بالزهور الملونة .. إلتفت إلى الجهة اليسرى لأرى بركة سباحة واسعة وضخمة ..بعدها توقفت السيارة ..
فإذا بأحد يفتح الباب لنا .. عندما نزلت .. نظرت إلى القصر الذي أمامنا .. كان ضخما للغاية وفي غاية الجمال ..

لم أستطع أن أغلق فمي من قوة دهشتي .. كنت أعلم أن ياماتو من عائلة ثرية جدا .. لكني لم أتخيل شكل منزله قط ..

دخلنا إلى القصر الكبير .. لأجد الخدم مصطفين عن يميننا وشمالنا .. وفي الوسط سلم حلزوني ..

كان المكان راائعا بحق .. تلك الثريا الضخمة المعلقة بالسقف .. وتلك الأثاث التي تبدو باهضة الثمن .. وهذا البساط الناعم الذي نمشي عليه .. كل هذه الأشياء لا أستطيع وصفها إطلاقا ..


بعد ثواني سمعنا صوت خطوات آتية من السلم الحلزوني .. وبعدها ظهر شخص يرتدي زيا رسميا أسودا .. ويبدو أنيقا حقا ..
قال بنبرة باردة : مرحبا بعودتك أيها السيد الصغير ، يبدو أن لدينا ضيوف هذا اليوم ..

قال ياماتو وهو يشير إلى الرجل : أعرفكم جميعا برئيس الخدم ، إنه يدعى آلبرت وهو رجل بارد ولا يمتلك أي مشاعر ..
ثم أردف حديثه وهو يشير إلينا واحدا واحدا : دعني أعرفك يا آلبرت بأصدقائي ، هذا سوبارو وهذه روز وأخيرا هذه جوليا ..

قال لنا بهدوء : فلتتفضلوا معي من فضلكم ..
قال ياماتو : لا تتعب نفسك ، أنا من سأرافقهم ، ثم أنني سأعرفهم على أرجاء المنزل ..
هز الخادم آلبرت رأسه ثم غادر بهدوء .. وبدأنا نسير خلف ياماتو الذي أخذنا في رحلة حول قصره الكبير ..


كان القصر يحتوي على العديد من الغرف وكل غرفة أكبر من الآخر .. في النهاية جلسنا خارج القصر .. بالقرب من بركة السباحة ..

على كراسي مريحة متحلقين حول طاولة دائرية يوجد بوسطها مزهرية فيها باقة ورد جميلة ..
بعد ثواني أتت خادمة وقدمت العصير والبسكويت .. وجلسنا نتحدث مع بعضنا البعض بسعادة ..


كنا مستمتعين حقا ونحن نسمع قصص ياماتو عن أيام طفولته ..
قلت مبتسمة : يبدو أنك يا ياماتو تعيش حياة رائعة ..
إبتسم بسخرية وقال : حياة رائعة !! أنا لا أشعر إلا وكأنني سجين لا أستطيع التصرف بحرية ..

قلت مندهشة : ألست سعيدا بأنك من عائلة ثرية ؟؟ الجميع يتمنى أن يكون مكانك ..
قال ياماتو : روز لا تغرك المظاهر ، على الرغم من أنني ثري وأستطيع فعل ما يحلو لي وجلب ما أشاء من الأشياء إلا أن الحياة مملة بالنسبة لنا ، ثم أننا مقيدون وغير قادرين على العيش بحرية ، فالأثرياء هم مركز إهتمام الناس ، والجميع يترقبون أي زلة منهم حتى ينشروها وتصبح فضيحة كبرى ، أما إذا كنت من عائلة عادية فلا أحد يهتم ..


بعدها أردف ياماتو بإبتسامة : لقد تحدثت عن طفولتي كثيرا ، آن الآوان لأن تتحدثوا أنتم كذلك ..
صمتنا جميعا .. ولا أحد يرغب في التحدث ..
قال ياماتو متسائلا : ما بكم جميعا ؟؟ أليست لديكم ذكريات عن طفولتكم ؟؟


ثم أردف وهو ينظر إلي أنا وجوليا وقال : كيف كانت حياتكما في الماضي ؟؟ أشعر أنها مليئة بالمغامرات ، هل هذا صحيح ؟؟
نظرت إلى جوليا لأرى ماذا ستقول .. فإذا هي تقول بإبتسامة باردة : حياتنا كانت عادية جدا ، ولا يستحق أن نذكرها ..


قال ياماتو مخاطبا سوبارو : وأنت يا سوبارو كيف كانت حياتك ؟؟
سوبارو بهدوء : حياة عادية كأي شاب عادي ..
ياماتو بضجر : أنتم مملون حقا يا رفاق ..




قال ياماتو بعد صمت : أخبروني جميعا كم عدد أفراد أسرتكم ؟؟
قالت جوليا أولا : أنا لا أمتلك سوى أخت واحدة وهي جودي ..
قال ياماتو وهو ينظر إلي : وأنت يا روز ؟؟

أجبت بهدوء : لدي أخ واحد يدعى ماركو وهو في عمر جودي ، وهو أخي من أمي فقط ..

سوبارو : وأنا أمتك أخا من أمي كذلك وهو أكبر مني بسنة ..
ياماتو : واو رائع فالجميع لديه أخ أو أخت ، إلا أنا هذا محزن حقا ، لكم تمنيت أن يكون لي أخ أو أخت ..
قال سوبارو بنبرة غامضة : قد يكون لك أخ أو أخت وأنت لا تعلم ..
ضحك ياماتو وهو يقول : مستحيل ، فوالدتي قد توفيت في يوم ولادتي ..


قلت بفضول : ياماتو أليس من المفترض أنك الآن في الصف الثالث من المرحلة الثانوية ؟؟؟
ياماتو : بلى لكني عندما كنت في الإعدادية في آخر سنة لي مرضت جدا ولم أستطع الذهاب إلى المدرسة ، واستمر المرض لعام كامل ، لذلك فأنا متأخر سنة ..

قالت جوليا مندهشة : إذا أنت أكبر منا بعام !!
ـ نعم << قالها ياماتو مبتسما ..


أكملنا بقية اليوم نتحدث في أمور متنوعة حتى أشارت الساعة إلى الحادية عشرة .. بعدها اقترح علينا ياماتو أن يوصلنا سائقه .. لم نمانع وبعدها عدنا جميعا إلى منازلنا ..


نزلنا من السيارة أنا وجوليا .. وعندما وقفت أمام منزلي فإذا بيد شخص يغطي أنفي بمنديل .. ثم شعرت بالدوار وسقطت على الأرض ولم أشعر بعدها بشيء ..


نهاية الجزء ..






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 07:46 PM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


15

شعرت بأحد ما يركلني ويناديني بإسمي .. فتحت عيناي ببطء لأرى وجه أبغض شخص لدي .. إنه أخي ماركو ..
قلت بإستغراب : ماذا حصل لي ؟؟
تلفت يمينا وشمالا .. لأجد نفسي مستلقية أمام بيتنا .. قلت وأنا أنظر لماركو الواقف أمامي : ماركو هل حصل شيء ما ؟؟
قال ماركو غاضبا : كل ما حصل أنك فتاة غبية نمت أمام باب المنزل كالمتشردين ..

ثم جذبني لأقف رغما عني وهو يقول : أدخلي إلى المنزل حالا ..
ثم أردف قائلا بخبث : فوالدتي قد أعدت لك مفاجئة ستسعدك ..


سرت رعشة على جسدي .. بينما هو كان يسحبني إلى داخل المنزل .. رأيت أمي الواقفة أمامي وفي يدها تلك العصا الخشبية .. رفعتها عاليا وهي مستعدة لضربي ..

تراجعت إلى الخلف وقلت : أرجوك يا أمي لا تضربيني ..
قالت والدتي بغضب : كيف لي ألا أضربك وقد تأخرت في العودة كثيرا وأقلقتني عليك ، وفي النهاية أجدك مستلقية أمام المنزل وغارقة في النوم !! ألم تفكري أنني سأقلق عليك ؟؟

قالت روز محاولة الدفاع عن نفسها : أنا لم أتعمد التأخر وإقلاقك ، لكني عندما كنت أمام المنزل ، شعرت بأحد ما يضع منديلا على أنفي ثم استنشقته لأغط في النوم دون أن أنتبه ..

تدخل ماركو قائلا بسخرية : وهل تظنين أن عذرا سخيفا كهذا سينطلي علينا ؟؟ جدي عذرا أفضل من هذا ..
قلت وأنا أتراجع للوراء عندما رأيت أمي تقترب مني وهي مستعدة لضربي : أقسم لك هذا يا أمي ، أنا لا أكذب صدقيني ..

ماركو : لنفترض أن ما قلته صحيحا إذا قولي لنا لماذا تم تخديرك ؟؟

شتت أنظاري وأنا لا أعلم كيف أجيبه .. فحتى أنا لا أعلم إجابة لهذا السؤال ..
قلت بصوت خافت : لا أعلم ..
ماركو : لا تعلمين لأنك كاذبة ، أمي عاقبيها على كذبها ..

إقتربت أمي من جديد .. لأغمض عيناي لأستعد لتلقي ضربة مؤلمة من أمي كما تجري العادة .. لكن صوت رنين جرس المنزل قاطعنا ..

ألقت أمي العصا الخشبية بعصبية وقالت : إبقي هنا ، سأنظر من هذا المزعج ..


توجهت أمي نحو الباب .. وأنا أتسائل من سيكون الزائر يا ترى ؟؟ نظرت إلى الساعة المعلقة أعلى الحائط لأجد أنها تشير إلى الساعة 12 ..

فتحت أمي الباب لكني لم أرى الزائر .. كل ما سمعته صوت رجل يقول لأمي : أعذريني على إزعاجي لكِ في هذا الوقت المتأخر من الليل ، لكني رغبت في سؤالك شيئا مهما ..


عرفت أن هذا الصوت يعود إلى والد جوليا .. لكن مالذي يريده ؟؟
قلت وأنا أسمعه يقول لوالدتي: هل إبنتك روز عادت إلى المنزل ؟؟
أجابت عليه والدتي : نعم ، لكن لم تسأل ؟؟

والد جوليا : في الواقع جوليا لم تعد إلى المنزل حتى الآن ، وهي قد غادرت المنزل برفقة إبنتك واثنين من أصدقائها ...



توجهت إليه بسرعة وأنا أقول بقلق : سيدي هل تقصد أن جوليا مفقودة ؟؟
قال والد جوليا والقلق بادٍ على محياه : لا أعلم حقا ، لكنها لا ترد على هاتفها المحمول ، ألم تكن برفقتك يا روز ؟؟

قلت له والخوف يتسرب إلى قلبي : بلى ، لقد كانت معنا ، حتى أننا عدنا معا بنفس السيارة ، وقد كان سائق ياماتو هو من أوصلنا ..
ثم أردفت وأنا أتذكر أمرا : صحيح يا سيدي عندما وصلت إلى المنزل حصل لي أمر غريب ..
ـ وما هو ؟؟
ـ لقد قام أحد ما بتخديري أمام المنزل ، ولم أستيقظ إلا الآن عندما قام ماركو بإيقاظي ..


قال والد جوليا : يا إلهي إذا يبدو أنها مختطفة فعلا ، لكن لماذا لم يختطفك كذلك ؟؟ ولماذا اكتفى بتخديرك فحسب ؟؟
قلت وقد تغرغرت الدموع في عيناي : سيد شينجي _ إسم والد جوليا _ أرجوك يجب أن ننقذها ، أنا خائفة عليها ..

تنهد السيد شينجي وقال : وأنا كذلك ، لكن ما باليد حيلة ، لا شيء يدلنا على المختطف ..
ثم أردف وهو ينظر إلي : هل تعرفين شخصا مشبوها عندما عدتم ؟؟ أو هل تعرفين شخصا قد يبغضها ؟؟


جوليا لم تكن محبوبة .. ولم تكن فتاة مكروهة من قبل الآخرين .. بمعنى أدق كانت فتاة لا تبرز كثيرا .. ولكنها في الآونة الأخيرة أصبحت مصب إهتمام الفتيات .. بسبب أن ياماتو دائما يتصرف معها بغرابة .. ويتعامل معها معاملة خاصة ..
لكني لا أظن أنها من فعلتهن ..

هززت رأسي نافية وقلت : لا أعرف أحدا ..
قاطعتنا أمي وهي تقول مخاطبة السيد شينجي : سيد شينجي أنا أعلم أنك قلق على إبنتك ، لكن الوقت متأخر جدا ، وروز لا شأن لها بالأمر ، لذا فالتغادر من فضلك ..

قال بهدوء : حسنا وأنا آسف على الإزعاج ..
ثم حدق في عيني قائلا : إذا كان لديك شيء سيفيدنا فأرجو منك أن تخبرينا ..

أقفلت أمي الباب لأقول غاضبة : أمي لماذا قلت هذا ؟؟ جوليا صديقتي وأنا قلقة بشأنها ..
قالت أمي وهي تتوجه حيث تركت العصا الخشبية : يبدو أنك نسيت أمرا أهم من صديقتك ..

بعدها رفعت العصا عاليا وبدأت بضربي دون أي رحمة .. ..



ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ


~ جوليا ~

فتحت عيناي ببطء دون أن أستوعب المكان الذي أنا فيه .. شعرت بألم شديد في ظهري .. إعتدلت جالسة .. لأدرك أن سبب ألمي هو أنني كنت نائمة على هذه الأرض الصلبة والباردة ..

بدأت أتلفت يمينا وشمالا .. علي أدرك مكاني الآن .. آخر ما أتذكره أن أحدا ما قد قام بتغطية أنفي بمنديل ..

كنت جالسة وسط غرفة خالية من أي قطعة أثاث .. ولا حتى فراش .. الغرفة مظلمة وخالية من المصباح .. لكن هناك فتحة صغيرة تسمح لأشعة الشمس بأن تتسلل إلى المكان لتضيئه ..


لفت نظري باب خشبي موجود في الغرفة التي أنا فيه .. توجهت إليه لأدرك أنه دورة مياه .. وكانت صغيرة للغاية .. ولا يوجد بها نافذة لكن بها مصباح صغير ..


عدت للغرفة لأتوجه إلى تلك القضبان الحديدية محاولة فتحها .. لكن هذا مستحيل .. المكان يبدو وكإنه سجن ..

نظرت من عند القضبان الحديدية لألاحظ أن زنزانتي موجودة في زاوية غرفة .. كنت أستطيع أن أرى الغرفة كاملة .. فقط كانت تحتوي على مكتب قديم بني اللون .. وكرسي أسود اللون وطاولة خشبية .. ويوجد في باب بني اللون في زاوية الغرفة .. وتوجد إضاءة خافتة تنير المكان ..



شعرت أنه لا فائدة من الصراخ وطلب النجدة .. فالمكان هادئ جدا ولا أظن أن هناك أحد غيري في هذا المكان .. لذلك جلست بجانب الباب بهدوء أنتظر قدوم أحد لأسأل عن ما يحصل لي الآن ..

بقيت ساكنة في مكاني لدقائق .. يبدو أنني هنا منذ ليلة أمس .. يا ترى كيف حال والداي الآن ؟؟ هل هما قلقان علي ؟؟ أنا على يقينة أن والدي الآن يبحث عني وأمي تبكي الآن خوفا علي ..

فجأة تذكرت روز .. هل حصل لها شيء ما هي كذلك ؟؟ روز فتاة ضعيفة ولن تتحمل أي شيء .. شعرت هنا بالخوف الشديد عليها .. وأنا أرغب في رؤية أحد ما حتى أسأله عن روز ..



سمعت صوت الباب الخارجي يُفتح .. أي باب الغرفة لا باب زنزانتي ..

ظهر لي رجل يرتدي ملابس سوداء .. ويبدو ملامحه قاسية ..
قلت له : أخبرني هل أنا الوحيدة التي تم إختطافها أم ماذا ؟؟

رفع حاجبه الأيمن متسائلا : ولماذا تطرحين سؤالا كهذا ؟؟ ظننت أن أول شيء ستقولينه لي هو من أنت وماذا تريد مني ؟؟

قلت بضجر : أجبني على سؤالي ، هل أخذت روز كذلك ؟؟

أسند ظهره على الجدار المقابل لي وقال : لا تقلقي لقد أمرنا بإلقاء القبض عليك فقط ..


تنهدت بإرتياح عندما قال لي ذلك .. بينما سمعته يقول : أنت غريبة حقا ..
لم أرد عليه .. لأني لم أكن أرغب في التحدث معه .. جلست بهدوء وأنا أتأمل الفراغ .. عقلي خاو تماما من أي شيء ..

انتشلني من هذا الهدوء صوت ذلك الرجل وهو يقول : ألن تسأليني عن هويتي ؟؟ أو عن سبب إختطافي لك ؟؟ أو عن المكان الذي أنت فيه ؟؟

إبتسمت ساخرة قائلة : لنفرض أنني سألتك فهل ستجيبني ؟؟
أجاب نافيا : بالطبع لا ..
حركت كتفاي إلى الأعلى قائلة بلا مبالاة : إذا لماذا أتعب نفسي بسؤالك !!


عندها صدحت ضحكته أرجاء المكان .. ليقول بعدها : أنت فتاة غريبة حقا ، أول مرة ألتقي بفتاة قوية مثلك ..

ما إن قال كلمة قوية حتى بدأت بالصراخ متظاهرة بالبكاء .. بدأت أصيح بصوت عاااالٍ ومزعج .. علّه يلغي فكرة أنني قوية ..
وضعت كفاي على وجهي فأنا سيئة في ذرف الدموع الكاذبة .. لكني بارعة في تمثيل البكاء ..
قلت وسط بكائي الكاذب : أريد أمي آآآآه دعوني وشأني ، أنقذوني ، أكرهكم أيها الأشرار ...


سمعت صوته قائلا : أرجوك توقفي عن التمثيل ، فأنت تثيرين اشمئزازي ..
عدت إلى هدوئي وقلت وأنا أبعد كفاي عن وجهي : هل تم إختطافي بسبب أبي أم لسبب آخر ؟؟ أعني أن أبي يعمل ضابطا وقد ألقى القبض على العديد من الأشخاص ..


أخرج سيجارة من جيبه وبدأ بإشعالها قائلا : قلت أنني لن أجيب على أي من سؤالك ..

قلت بهدوء : إنه سؤال واحد فقط ، لذلك أجب أرجوك ..
أجابني ببرود : لا أريد ذلك ..

أصدرت ضحكة قصيرة ساخرة وقلت : أوه صحيح لن تجيب علي ، لأنك لست إلا كلب حراسة ..


إحتدت ملامحه الباردة قائلا : ماذا قلت !!
قلت ببرود : كما سمعت تماما ..

ألقى بسيجارته أرضا وداس عليه بقدمه .. ثم بدأ بالتوجه إلى زنزانتي ببطء .. تراجعت للخلف قائلة : أعتذر إذا أثرت غضبك أرجوك اهدأ ..
توقف في منتصف الطريق وقال بإبتسامة ساخرة : أنت فتاة جبانة ..


قاطعنا صوت صرير الباب .. أطلت بفضول لمعرفة القادم .. لأرى سيدة في الأربعين من العمر قد أقبلت وفي يدها طبق طعام ..
قالت للرجل : لقد أمرني السيد أن أقدم لها هذا الحساء ..

هز رأسه بإيجابية بينما هي أقبلت نحوي ومررت الطبق من بين القضبان .. نظرت إلى ما يوجد في هذا الطبق .. كان عبارة عن كمية قليلة من الحساء وبجانبه كسرة خبز يابسة ..

لو لم أكن جائعة لما أكلته .. أمسكت بالملعقة وبدأت بأكله بهدوء .. طعم الحساء سيء .. لكن الجوع أرغمني على تناوله كله ..


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

~ سوبارو ~

توجهت إلى مقعدي بهدوء .. منذ اليوم سأكون وحيدا مجددا .. لأن ياماتو قد إنتقل إلى مدرسة أخرى ..
لفت نظري رسالة موضوعة في درج طاولتي .. أخرجته وبدأت أقلبه بين أصابعي بحثا عن إسم المرسل ..

فتحت الظرف لأجد رسالة في داخلها .. فتحت الورقة المطوية بعناية .. لأقرأ ما في داخله وأتفاجأ للغاية ..

نظرت إلى أمامي لألاحظ أن روز وجوليا لم تأتيا بعد .. لكني لاحظت وجود رسالة في درج طاولة روز .. بقيت أنتظرها حتى أخبرها بأمر الرسالة .. ..


بعد دقائق رأيت روز التي دخلت إلى الصف ووجهها شاحب والهالات السوداء تحيط عينيها ..
بدت وكأنها جسد بلا روح .. جلست مكانها بهدوء لتضع رأسها على الطاولة ..


قلت هامسا : روز روز ..
إلتفتت إلي ببطء وقالت منزعجة : ماذا تريد ؟؟ دعني وشأني ..

قلت لها : يوجد رسالة في درج طاولتك ..
أخرجت الرسالة .. وفتحت الظرف .. وبعد أن قرأت مافيه .. ظهرت علامات الصدمة على وجهها ..

قلت بخوف : روز ما بك ؟؟
نظرت إلي والدموع قد ملأ عينيها .. شعرت أنها ستنفجر باكية .. لذلك قمت بسحبها إلى خارج الصف .. وتوجهنا إلى السطح ..

عند وصولنا تماما إنفجرت روز بالبكاء عااليا .. لأنظر إليها متفاجئا ..
قلت بقلق : روز ما بك ؟؟
لم ترد علي روز .. واستمرت بالبكاء والنحيب بصوت عالي .. وبما أنني لا أجيد تهدئة الفتيات فقد بقيت أنظر إليها بصمت ..


قلت بهدوء : هل هذا بسبب الرسالة التي وُضعت في درجك ؟؟
إلتفتت إلي روز متفاجئة .. ثم أكملت نحيبها مجددا ..

قلت لها بهدوء وأنا أمد يدي بالرسالة التي كانت في درجي : هل كانت هذه هي الرسالة ؟؟


سحبت روز الورقة مني وما إن نظرت إليها حتى قالت وسط شهقاتها : لماذا يحصل هذا لها ؟؟ ماذا سنفعل يا سوبارو ..


كان محتوى الرسالة كالتالي ( صديقتكم العزيزة رهينة عندي ، إن أردتم إستعادتها فأطيعوني في كل كلمة أقولها ..
عليكم أن تقوموا بسرقة قلادة الممرضة يومي ، بالإضافة إلى الجوهرة التي مع المدير كازوما ..
وأريد لهذا أن يحصل اليوم ، وإن تم إكتشاف أمركم فالتزموا الصمت ولا تنكروا فعلتكم ..
وإياكم ثم إياكم إن أخبرتم أحدا بأمر الرسالة ، وإلا دفعت صديقتكم الثمن )


قلت لروز لأستفسر أكثر : إشرحي لي الأمر حتى أفهم الموضوع كاملا ..
شعرت أنه لا أمل في التحدث معها وهي في هذه الحالة .. لذلك تركتها تبكي وتفرغ ما في داخلها .. واستمر الحال ربع ساعة لتهدأ روز قليلا ..


سألتها بعد أن هدأت عن ما يحدث .. لتقول بحزن : لقد تم إختطاف جوليا يا سوبارو ، نعم جوليا ..
قلت بصدمة : ومتى حصل هذا وكيف ؟؟
ـ حصل هذا بعد أن عندنا من منزل ياماتو ، فعندما كنت أمام منزلي شعرت بأحد ما يخدرني ، وعندما أفقت أخرني والدها أن جوليا مفقودة ، ولازالت حتى الآن مفقودة ، ماذا سنفعل يا سوبارو ؟؟


علمت الآن لم كانت تبدو حزينة عندما أتت .. وعلمت المقصد من الرسالة .. لكن الشيء الذي لم أعرفه هو .. من خلف هذا كله ؟؟ ولماذا تم إرسال الرسالة لي أنا وروز ؟؟ وماذا ينوي المختطف أن يأمرنا في منتصف الليل ؟؟

نظرت إلى روز التي تمسح دموعها قائلا : روز هل لديك أي فكرة عن هوية المختطف ؟؟
أجابتني روز : لا أعلم حقا ، لكن قد يكون أحد الحاقدين على والدها ، فوالدها ضابط شرطة ، وقد ألقى القبض على العديد من المجرمين ، وربما يكون الفاعل أحد أقرباء المجرمين ..



صحيح لا أستبعد هذه الفكرة .. لكن في الوقت ذاته أشعر أنه فرضية مستحيلة .. فما شأننا إذا كان المختطف يكن الكراهية لوالدها ؟؟

قلت بهدوء : روز الحزن والبكاء لن يعيدا جوليا ولا بد لنا من تنفيذ أوامره لضمان سلامتها ..
نظرت إلي روز متفاجئة وقالت : هل أنت جاد ؟؟ هل سنسرق حقا !!

أجبت عليها : لا خيار أمامنا يا روز ، أخشى أن يقوم المختطف بتهديده ، لذلك لنفعل ما يأمر به ..


لاحظت نظراتها المترددة .. أعلم أنه ليس بالأمر السهل .. لكن هذا هو خيارنا الوحيد ..


بقينا صامتين ننظر إلى السماء الصافية .. مر الوقت بطيئا للغاية .. ولم يعكر هذا الهدوء إلا صوت رنين الجرس الذي يُعلن بدأ الحصة الثانية ..
وقفت بعد أن كنت جالسا .. وقلت وأنا أنفض الغبار عن بنطالي : هيا لنعد إلى الصف يا روز ، لا يجب أن نهرب من الحصص ..


رفعت روز رأسها وحدقت فيني قائلة : هل حقا سنسرق ؟؟ أعني أنه قد يُكشف أمرنا ، وسمعتنا ستسوء أكثر من ما هي سيئة ..
ـ أيهما الأهم الآن ؟؟ سمعتنا أم جوليا ؟؟
ـ لكني لا أريدهم أن يظنوا بي سوءا ..


زفرت بضيق قائلا : حسنا أنا سأقوم بكل شيء ، وإذا ما كُشف أمري فأنا لن أشي بك ..
ثم أردفت بإبتسامة : والآن هيا لنعد إلى الصف ..


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

~ روز ~

جوليا أعز صديقاتي .. لكن أن أقوم بالسرقة من أجل إنقاذها فهذا أمر صعب للغاية ..

أنا لم أعتد على السرقة يوما .. لذا أنا لا أستطيع فعلها حقا ..
تفاجأت كثيرا عندما أخبرني سوبارو أنه سيتحمل المسؤولية كاملة .. أنا متفاجئة حقا من أنه سيفعلها من أجل جوليا ..

هو لم يتعرف عليها إلا منذ ثلاثة أسابيع فقط .. لماذا يفعل هذا من أجلها ؟؟
كنت أسير خلفه متوجهين إلى الصف .. أتأمل ظهره بحيرة .. هذا الرجل لم ولن أفهمه أبدا ..

عدنا إلى الصف .. وفي موعد الإستراحة .. سمعت بعض الطالبات يقلن بصوت غاضب : ذلك الياماتو لماذا لم يخبرنا بأنه سينتقل ؟؟
وتقول أخرى : هذا محزن للغاية ، لقد غادر أميرنا الوسيم .



لم أنته إلا الآن على غياب ياماتو.. نظرت إلى سوبارو قائلة : سوبارو هل إنتقل ياماتو حقا ؟؟
أجابني بهدوء : نعم ..
ـ ولماذا لم يخبرنا ؟؟
ـ لم يُرد أن تشعروا بالحزن ، ثم أن الرحلة التي نظمها كان هدية وداعه لنا ..

لا أعلم لمَ .. لكني شعرت بالحزن قليلا .. فكرة أنني لن أراه مرة أخرى ولن أتشاجر معه من جديد تضايقني فعلا ..
على الرغم من أني أكرهه لكنه كان من المفترض أن يخبرنا بإنتقاله ..


أيقظني سوبارو من شرودي صوته الهادئ : روز يجب أن نتحرك سريعا وننفذ ما طُلب منا ..
تذكرت جوليا والرسالة .. وشعرت بالحزن يعصرني ..
رفعت عيني إليه قائلة : وكيف سنقوم بها ؟؟ لا يوجد أي طريقة لذلك ..


وقف سوبارو قائلا : تعالي معي ..

خرجنا من الصف .. وكنا متوجهين إلى غرفة العيادة .. حيث تجلس فيه الممرضة يومي ..
وقفنا أمام باب العيادة .. ليبدأ سوبارو بشرح الخطة التي وضعها لسرقة القلادة ..


كانت الخطة كالآتي .. سأدخل أنا إليها وأتحدث معها عن موضوع الكدمات التي أصبت بها في ذلك اليوم .. وأحاول أن أشغلها قليلا .. وهو سيقوم بالباقي ..

لم أستطع أن أفهم حتى الآن كيف سيسرق القلادة إذا ماكانت تضعها حول رقبتها .. لكني قررت أن أنفذ لأرى ما بوسع سوبارو أن يفعله ..


طرقت باب العيادة .. وعندما دخلت أخبرتها أني أريد التحدث معها قليلا ..
جلست في الأريكة وهي جلست على المقعد المقابل لي .. والباب كان خلفها ..

قلت بتوتر : امم في الواقع أردت أن أخبرك سبب الكدمات والحروق التي رأيتها سابقا ..
لاحظت نظراتها المترقبة .. قالت بنبرة تدل على إهتمامها : نعم أخبريني أرجوك ..

تلك النبرة جعلتني أتردد قليلا .. من الواضح أنها قلقة علي بالإضافة إلى أنها مهتمة فعلا بالأمر .. وأنا هنا لأساعد سوبارو على سرقة قلادتها التي تبدو غالية عليها ..

فعندما أمسكت بها في الماضي بدت غاضبة فعلا .. والصورة الموجودة في داخلها تبدو عزيزة عليها حقا ..



طأطأت رأسي خجلة من نفسي .. كيف أفعل هذا بها ؟؟

رفعت بصري إلى الأعلى ببطء لأجد سوبارو يتسلل من خلفها بخفة وبعدها وضع يده خلف عنقها وفجأة سقطت الآنسة يومي مغمي عليها ..

شهقت متفاجئة وقلت بغضب : ماذا فعلت يا سوبارو ؟؟ هل قمت بقتلها أم ماذا ؟؟
قال ياماتو الذي كان ينزع القلادة من حول رقبتها : لا تقلقي لقد أغمي عليها فقط ..


إلتفت حولي بتوتر خشية أن يرانا أحد ..
سمعت سوبارو يقول : لتتظاهري أنت الأخرى بالإغماء ، وإذا ما سألك أحد عن ما حصل أخبريهم أنك رأيت أحد الفتيان ولكنك لم تري وجهه ، وأخبريهم أنك كنت ضحية لهم أيضا ..
ـ لكن ........

قاطعني سوبارو : من دون لكن نفذي ما أمرتك به بسرعة ..
تظاهرت بالإغماء كما قال ورأيته يغادر غرفة العيادة بسرعة .. بينما كنت مستلقية أتظاهر بالإغماء بدأت الكثير من التساؤلات تقفز إلى ذهني ..


ماذا يحصل لجوليا الآن ؟؟ هل هي بخير ؟؟ ومن مختطفها ؟؟ وإلام يهدف ؟؟
ماسبب إرسال الرسائل لي أنا وسوبارو ؟؟ ولماذا يطلب منا هذا الطلب الغريب ؟؟ وإلام يسعى تحديدا ؟؟
لماذا سوبارو يفعل كل هذا ؟؟ وماذا تعني له جوليا ؟؟ ولماذا أراد تحمل المسؤولية وحيدا وحمايتي ؟؟


بعد دقائق سمعت أصوات مجموعة من الطلبة يدخلون إلى العيادة .. وأسمع همساتهم القلقة ..
حاول مجموعة من الطلبة إيقاظي ظانين أنه قد أغمي علي ..

وأنا أتقنت دور الفتاة التي أفاقت للتو .. تظاهرت بأني متفاجئة مما أراه .. رأيت الآنسة يومي تنهض بعد أن ساعدها مجموعة من التلاميذ ..

سارعت بإتجاهي قائلة بقلق : هل أنت بخير يا روز ؟؟
قلت بهدوء : لا تقلقي أنا على ما يرام ..



قالت الآنسة يومي : هل تذكرين ما حدث يا روز ؟؟
قلت بتوتر : نعم ، قليلا ..
ـ هل رأيت وجه الشخص الذي كان سبب إغمائنا ؟؟
ـ لم أرى وجهه جيدا فقد كنت متفاجئة ..
هزت رأسها بإيجابية .. بعدها غادرت المكان وأنا أشعر بقلق شديد .. في طريقي قابلني مدير المدرسة السيد كازوما والذي علم بما حصل لي أنا والممرضة .. وأخذ يطرح بضعة أسئلة .. وبعد أن أفرغ مني عدت للصف لأجد سوبارو جالسا في مكانه ..

قلت له بضيق : سوبارو أنا لست مرتاحة البتة ..
أجابني بهدوء : وأنا كذلك ، لكن إن كان هذا سيُنقذ جوليا فأنا مستعد للقيام به ..

صمت لثواني .. بعدها قلت له : سوبارو لو كنت أنا من تم إختطافي هل ستقوم بهذا أيضا من أجلي ؟؟
رفع بصره نحوي وأخذ يتأملني لثواني بعدها قال : لقد سرقت جوهرة السيد كازوما ..

قلت متفاجئة : وكيف فعلتها ؟؟
ـ عندما أخبره الطلبة بما حصل لكما غادر الغرفة مسرعا لأتسلل أنا إليها وأسرق الجوهرة الموضوعة في درج مكتبه ، كان الأمر سهلا ..


ثم أردف بحيرة : الغريب أن كلا الجوهرة والقلادة ليستا ثمينتان إطلاقا ، فقلادة الممرضة ليست من الذهب ، والجوهرة التي يحملها المدير ليست ثمينة أبدا ، فهي عادية ، إذا لماذا طلب منا سرقتها ؟؟

أجبت عليه : لا أظن أن قيمتها ثمينة بالنسبة لنا ، لكن ماذا عن المدير والممرضة ؟؟ أظن أنهما يعتبرانه كنزا ثمينا ..


صمتنا لثواني .. وبعدها رن الجرس معلنا إنتهاء موعد الإستراحة .. سيُكشف أمرنا لا محالة .. فحالما يُدركون ضياع الجوهرة والقلادة سيفتشون المدرسة بأكملها .. وبعدها سيجدونها مع سوبارو ..


كتبت لسوبارو ( سوبارو من الأفضل لك أن تخبئ ما سرقته بعيدا ، فأنا أخشى أن يقوموا بالتفتيش ويُفضح أمرك )


أرسلت له الورقة .. وبعد ثواني شعرت به يوخزني بقلم الرصاص .. إلتفت قليلا لأجده يمد لي ورقة أخرى ..

فتحتها لأجد فيها ( سيُكشف أمري لا محالة ، إذا لا داعي لأن أخبئها ، ثم أن المختطف هدفه أن يشوه سمعتنا ، لذلك كتب في رسالته _ وإن تم إكتشاف أمركم فالتزموا الصمت ولا تنكروا فعلتكم _ إذا لا مفر من ذلك ..
لكن وكما قلت سابقا ، إذا ما كُشف الأمر فسأكون الوحيد الذي يتحمل المسؤولية لا تقلقي )


أردت أن أرسل له رسالة أخرى .. لكنني سمعت صوتا آتي من غرفة الإذاعة يقول : يرجى من جميع طلاب المدرسة التوجه إلى قاعة الرياضة ، أكرر .. يرجى من جميع طلاب المدرسة التوجه إلى قاعة الرياضة بأمر من المدير ..


توقف المعلم عن الشرح وطلب منا تنفيذ الأوامر .. خرجنا جميعا متوجهين إلى الصف .. لكني بقيت مع سوبارو وكنا آخر من يغادر الصف ..


قلت لسوبارو : سوبارو أرجوك فلنلقه بعيدا ، أنا لا أريد أن يتم معاقبتك ..
أجابني : روز يكفي هذا ، فلنذهب ولا تزعجيني أكثر ..


إجتمعنا جميعا في قاعة الرياضة.. والكل لا يعلم ما سبب تجمعنا .. بإستثنائي أنا وسوبارو ..

كنت بين حين وآخر أسترق النظر إلى سوبارو الذي يبدو هادئا على عكسي ..

بعد ساعة كاملة .. طلبوا منا العودة إلى الصف .. جلسنا جميعا في أماكننا .. وبعد ثواني تم إستدعاء سوبارو ..


نظرت إليه بقلق .. لكنه يبدو غير مهتم .. أمسكت بيده قائلة : سوبارو أنا ... آسفة حقا ..
لم يرد علي بشيء .. ثم سار متوجها خارج الصف .. والجميع يملؤهم الفضول لمعرفة ماذا يريدون منه ..


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـ

~ يومي ~

أقف بجانب المدير الجالس على مكتبه .. وعيناي مثبتتان على الطالب المغطى بالضمادات والواقف أمامنا ..
عيناه تحدقان إلى المدير بهدوء .. منذ أن استدعيناه لم يتفوه بكلمة واحدة .. وكان يكتفي فقط بهز رأسه بإيجابية ..


لم أستطع أن أقرأ ما في داخله .. ولا أن أجد شيئا يدل على توتره .. على الرغم من أننا أمسكناه بالجرم المشهود ..

سمعت المدير كازوما يقول : سوبارو لا تبقى صامتا هكذا ، إن كان لديك مبررا لما فعلته فأخبرني به ..

لازال هذا الفتى صامتا .. وكأن لا مبرر لديه لفعلته هذا ..

قلت بقليل من الغضب : سوبارو قل كلمة ما لا تكن هكذا فأنت تغضبني ..

تحدث أخيرا وقال بصوت هادئ : أنا مستعد لأي عقاب تقررونه بشأني ..

ضرب المدير المكتب بقبضته قائلا : سوبارو هل ستعتقد أنني سأصدق هذا بسهولة ؟؟ أنا متأكد أنك لم تفعلها إلا لسبب ، فلا أظن شخصا مثلك بحاجة إلى قلادة وجوهرة لا تساويان شيئا مقارنة بما لديك ..

تحولت النظرات الباردة إلى نظرات حادة .. ليقول بصوت باارد عكس ما في داخله : قلت لك سابقا وسأقولها مجددا لا شأن لك بي ..
المدير كازوما : لن أفضح أمرك إلا إذا أخبرتني لم سرقت ؟؟


صمت لثواني ليقول بعدها : أخبراني أولا بما أنكما ضحيتي السرقة ، ما الشيء المميز في تلك القلادة والجوهرة ؟؟

إلتفت إلى المدير لتتلاقى نظراتنا ببعض .. وكأننا مستغربين من سؤاله ..
قلت له : القلادة هي كنز ثمين بالنسبة لي ، فزوجي الراحل هو من أهداها لي ، ثم أن فيها صورتي وأنا معه يوم أعطاني إياه ..


السيد كازوما : أما أنا فالجوهرة التي في حوزتي والتي أحملها دائما هي ذكرى من زوجتي الراحلة ، والجوهرة تذكرني بها ، والآن قد أجبنا على سؤالك ، حان الوقت لكي تجيبنا ..


قال سوبارو بنبرة هادئة : أنا سرقتها بدافع الملل ، ثم أنني معتاد على السرقة دائما ..
صرخ السيد كازوما غاضبا : كفاك كذبا يا سوبارو ..
ـ وهل هناك دليل على أنني كاذب ؟؟


تدخلت لأجيب عليه : لو كنت مكانك فبعد أن يتم إستدعائي إلى قاعة الرياضة للبحث عن المسروقات كنت لأرميه في طريقي حتى لا يتم الإمساك بي متلبسة ، لكنك لم تفعل هذا ، إذا فأنت تمتلك سببا لفعلتك ..

قال وهو يضع أصبعيه السبابة والإبهام على ذقنه قائلا وكأنه يفكر : أوه صحيح كان يجب علي فعلتها ، للأسف لم تخطر ببالي هذه الفكرة ، يبدو أنني سأنفذها لاحقا ..


غضبت فعلا من كلماته .. فهو يتصرف وكأنه يسخر منا بكلامه هذا ..
سمعت السيد كازوما يقول : لا أظن أن طالبا متفوقا وعبقريا مثلك قد لا يخطر في باله فكرة كهذه ..
قلت متفاجئة : ماذا !! عبقري !! هل هو كذلك فعلا ؟؟

أجابني مبتسما : نعم هو كذلك وأكثر ..
قال سوبارو متململا : هيا قم بمعاقبتي بسرعة، فقد مللت الوقوف أمامك ..

وقف السيد كازوما وكأنه قد إتخذ قراره في طريقة عقاب سوبارو ..
وقال بنبرة صاارمة : .........

نهاية الجزء ..






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 08:24 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

16

~ كازوما ~
وقفت وقد إتخذت قرارا لمعاقبته ، قلت بصرامة : سوبارو أنت .......
لم اكمل ما كنت سأقوله ، لأنه تم إقتحام مكتبي ، وكان ياماتو هو القادم وخلفه روز ..
توجه الإثنان إلى سوبارو ، وأخذو يتهامسون فيما بينهم ..

لم أستطع سماع ماكانوا يقولونه ، إلا أن ملامح ياماتو كانت غاضبة ، وروز كان يبدو عليها التوتر والقلق ..
وسوبارو لاتزال ملامحه الباردة تكسو وجهه ..



قلت بصوت عاالٍ : إلتزموا الهدوء حالا ، ألا ترون أنني واقف الآن أمامكم ..
إلتفت الجميع ناحيتي ، ثم أردفت قائلا بغضب وأنا أنظر إلى ياماتو : ياماتو ماذا تفعل هنا ؟؟
قال ياماتو الذي كان مرتديا زي مدرسته الجديدة : اعذرنا أيها السيد كازوما ، لكني أطلب منك عدم معاقبة سوبارو ..

هنا أيقنت أن سوبارو لم يسرق إلا بسبب ..
قلت : لقد أتحت لسوبارو القرصة لتبرير فعلته ، لكنه لم يقل شيئا ، لذا أنا مضطر لمعاقبته ..
ثم أردفت بإبتسامة ماكرة : لكني قد أعفو عنه إذا أخبرتني عن سبب فعلته ..

فتح ياماتو فمه ولكن وقبل أن ينطق بحرف أتانا صوت سوبارو الحازم وهو يقول : ياماتو سنتحدث بشأن الموضوع لاحقا ، لذا فلتخرجا الآن ..
قال ياماتو : لكن ......

قاطعه سوبارو للمرة الثانية وهو يقول : من دون لكن ..
ثم همس ببضع كلمات في أذن روز ، لتقوم روز بعدها بسحب ياماتو خارجا ..


بعد أن خلو المكان إلا مني ومن الممرضة يومي وسوبارو ..
قلت بعد أن تنحنحت : أنا مضطر لفصلك مدة أسبوع كامل بسبب فعلتك ..
هز سوبارو رأسه بإيجابية وكأنه غير مهتم ..

حدقت في عينيه لثواني وبعدها قلت بهزوء : فلتغادر الآن ، وأرجو ألا تعاود الكرة ..


خرج سوبارو لتلتفت إلي الممرضة يومي قائلة بغضب : حضرة المدير كازوما ألا ترى أنك متساهل كثيرا !!
قلت ببرود : ماذا تعنين ؟؟

قالت وصوتها يعلو شيئا فشيئا : ماذا أعني !! حسنا سأقولك ما أعنيه ، لقد قام هذا الطالب بالسرقة وكل ما استطعت فعله هو فصله لمدة أسبوع ، ألا ترى أنه كان يستحق عقابا أكبر من هذا ؟؟ إن تهاونك هذا سيجعله يعاود الكرة دون الخوف من العقاب ، لذا لو أنك كنت صارما وأكثر جدية سيكون خائفا من السرقة مجددا ..

صمتت لثواني وهي تتنفس بصعوبة ، يبدو أنها وضعت كل طاقتها في كلماتها هذه ..
صدرها يعلو ويهبط بشكل سريع ..


قلت محاولا إمتصاص غضبها : آنسة يومي فلتهدئي قليلا ، أنا لم أكن متساهلا معه إلا لأنني أعلم أنه لم يفعلها إلا لسبب معين ..
وماهي الأسباب التي دفعنه للسرقة ؟؟>> قالتها يومي بنبرة ساخرة ممزوجة بالغضب ..

أجبت عليها وأنا أمسح بشعري : لا أعلم لكن ............
قاطعتني بصراخ : إذا أنت لا تعلم ، لماذا إذا كنت تتحدث وكأنك تعلم ؟؟

ثم زفرت بغيظ قائلة : أنت لا تستحق منصب المدير إطلاقا ، علمت بهذا منذ أن رأيت منظرك الغبي هذا ..
أنهت جملتها لتغادر مكتبي بعد أن أقفلت الباب بقوة ..

إبتسمت بسخرية وأنا أنظر إلى إنعكاس صورتي في المرآة الموجودة على مكتبي ..
هذا ليس مظهر مدير إطلاقاً ، إنه منظر رجل مشرد وغبي ..

لكن على الرغم من ذلك فأنا أحب مظهري هذا أكثر ..



_____________________________________

~ يومي ~
خرجت من مكتب ذلك المدير الغبي ، وأنا غاضبة بحق ..
لو أن المدعو سوبارو قد قام بسرقة شيء آخر ما كنت لأغضب هكذا..
لكنه قام بسرقة كنزي الثمين ..

بينما كنت أسير عائدة إلى غرفة العيادة ، رأيت سوبارو وبرفقته روز وفتى وسيم وهو ذاته الذي إقتحم مكتب المدير للتو ..


توجهت إليهم غاضبة وقلت : سوبارو إسمعني جيدا ، لا تظن أنني راضية بهذا العقاب السخيف ، ولو سمعت أنك عدت للسرقة فأنا من سيتصرف معك في المرة القادمة ..

أخذ صاحب الضمادات ينظر إلي بعينيه الباردتين ، دون أن يتفوه بكلمة ، وهذا ما أشعرني بالغيظ أكثر ..

قلت محاولة إستفزازه : بالطبع ستظل صامتا خجلا من فعلتك ................

لم أكمل ما كنت أرغب في قوله عندما استداروا جميعا متجاهلين وجودي ..

قلت غاضبة : قف مكانك أيها السارق ..
إلتفت إلي ذلك الفتى الوسيم والذي كان يرتدي زيا مغايرا لزينا ..
ثم قال : ماذا تريدين يا ......
صمت قليلا لأنه لا يعلم من أنا ، لكن عيناه وقعت على البطاقة التي أضعها في الجانب الأيسر من معطفي ليكمل : آنسة يومي ؟؟ لقد قام المدير بفصله لمدة أسبوع ألا يكفيكِ هذا ؟؟

أجبت بخشونة : لا ، أنه لا يكفي ..
إسمعيني آنسة يومي ، لا تأخذي عن صديقي سوبارو فكرة خاطئة ، فهو كان مجبرا على ذلك ..

قلت بغضب : وما شأنك أنت ؟؟ لقد كنت أتحدث إليه لا إليك ..
زفر الوسيم بضيق قائلا : ماذا تريدين أن تفعلي حتى ترضي ؟؟

فكرت قليلا ثم قلت : أريد صفعه .

إعتدل الشاب واقفا وقال : سأستقبل الصفعة عوضا عنه ..

تفاجأت مما قاله حقا .. أقبلت روز قائلة : ياماتو هل أنت جاد ؟؟
أجاب عليها مبتسما : كلكم كان لكم دور في هذا إلا أنا ، والآن حان دوري ..

ثم أكمل وهو ينظر إلي : فلتصفعيني الآن ؟؟


رفعت يدي اليمنى ، وأنا مترددة قليلا ، لكن بمجرد أن تذكرت أنه صديق سوبارو الذي سرق قلادتي ، صفعته على خده الأيمن بقوة ..

بعدها إبتعدت عن المكان ..

دخلت إلى العيادة وأنا غير مصدقة ، لقد قمت للتو بصفع أحد الطلبة ، يالفظاعتي !!

جلست على الكرسي ووضعت رأسي على المكتب ، وتأنيب الضمير يكاد يقتلني ..
لقد غضبت كثيرا لدرجة أني فعلت أمورا سيئة ، بلإضافة إلى أنني قلت كلاما سيئا للمدير ، فقد قمت بصفع فتى لا شأن له في الموضوع إلا أنه كان صديقا لسوبارو ..


أمسكت القلادة وفتحت على الصورة ، تأملت الرجل الذي كان بجانبي في الصورة وأنا أتمتم بضعف : لماذا قمت بهذا العمل الفظيع ؟؟ يوريو قل لي ماذا أفعل الآن ؟؟

بعدها إنسابت قطرات من الماء على وجنتاي لأدرك أنها لم تكن سوى دموعي الحارة ..



____________________________________


~ ياماتو ~

عندما كنت في مدرستي الجديدة ، أتت إلي رسالة على هاتفي المحمول مكتوب فيها: ( صديقتك جوليا رهينة عندنا ، وصديقيك روز وسوبارو في ورطة ، لا تخبر أحدا بشأن هذه الرسالة وإلا دفعت جوليا الثمن )

لم أكن لأستطيع التفكير في شيء إلا جوليا ، هربت من المدرسة واستقليت سيارة أجرة لأذهب إلى مدرستي القديمة ، إقتحمت الصف لأسحب روز معي وأستفسر عن الأمر ..

أخبرتني روز بشكل مختصر عن ما طُلب منهما ، بعدها توجهنا إلى مكتب المدير ، هناك حاولت إنقاذ سوبارو من العقاب لكنه طلب منا الخروج ..


والحمد لله أن العقاب كان بسيطا ، فقد ظننت أنه سيتم طرد سوبارو ..

بعد أن تلقيت صفعة من الممرضة لم أتأثر بالأمر كثيرا ، فقلقي على جوليا أكبر ..


كنا في ساحة المدرسة الخلفية نتحدث ونحلل الأمور ..
قالت روز : ماذا سنفعل يا ترى ؟؟ هل نخبر والديها بأمر الرسالة ؟؟

قلت لها : نعم أشعر أنه من الأفضل أن نخبرهما ونخبر الشرطة كذلك ..

لكن سوبارو قال بصرامة : لن نخبر أحدا ، وسيظل هذا سرا بيننا نحن الثلاثة ..
قلت معارضا : ولماذا ؟؟ هل أنت خائف من تهديده ؟؟ لا أظن أنه يستطيع رصد تحركاتنا دائما ..
قال بعصبية : ألا تفهم يا ياماتو ؟؟ لن نخبر أحدا يعني لن نخبر ..


نظرت أنا وروز إليه متفاجئين ، لأول مرة نراه غاضبا وصوته يعلو ..
لقد إعتدنا رؤيته هادئا ونبرته باردة دائماً ، لكن يبدو أنه قلق عليها كثيرا ، لذا يتصرف على غير عادته ..


أكمل حديثه وهو يعود إلى نبرته المعتادة : أعني أنه يجب علينا عدم التهور ، فقد يراقبوننا الآن ونحن ما نعلم ..

كنت لأرد عليه لكن صوت رنين هاتفي الذي يُعلن عن وصول رسالة قاطعني ..
كان الرسالة من رقم مجهول وكان مكتوب فيها : (( إلى دُمٓاي المتحركة ..

يجب عليكم إلتزام شروطي حتى لا تدفع صديقتكم الثمن ، وليكون الأمر أكثر تسلية ..
وشروط لعبتي كالتالي :
1 - يمنع التصرف بطريقة تثير الشك بأي شكل من الأشكال ..
2- يمنع الإقتراب من أحد أفراد عائلة جوليا ، ويمنع الإقتراب من منزها بشكل عام ..
3- يمنع عليكم الإختلاط بالآخرين ويفضل الجلوس بإنفراد دائما ، لكن ثلاثتكم تستطيعون التحدث مع بعضكم البعض ..
4- إذا حاولتم تتبعي وإكتشاف شخصيتي فالموت سيكون مصير صديقتكم ..
5- أوامري يجب أن تنفذ بحذافيرها ويُمنع عليكم ستر بعضكم البعض _ كما حدث اليوم _ ..
6- لو شعرت بحركة تمرد واحدة فلن أتردد في عقوبة جوليا ..

هذه هي شروط لعبتي ، ولدي ملاحظات أحب توضيحها لكم :
1- أنتم مراقبين أربعا وعشرين ساعة ، لذا لا تظنوا أن بإستطاعتكم التصرف بحرية _ وبالطبع سمعت حواركم للتو ، وسأتغاضى عن الأمر هذه المرة _ ..
2- إتصالاتكم ومكالماتكم مراقبة لذا لن تستطيعوا إخبار أحد بالأمر ..
3- في الشرط الأول حين قلت ( يمنع التصرف بطريقة تثير الشك ...) قصدت بذلك محادثات غامضة ، أو رسالة ورقية وما إلى ذلك ..

وداعاً وترقبوا أوامري القادمة ))

أنهيت قراءة الرسالة وأخذت أتلفت يمينا وشمالا ، وأنا أشتعل غضبا ، حتى خُيل إلي أن دخانا سوداء تتصاعد أعلى رأسي ..
سمعت روز تقول : ماذا بك يا ياماتو ؟؟
أريتهم الرسالة وأنا أتمتم بغضب : إنه يتلاعب بنا تبا له !!
قال سوبارو : يجب أن نكون نحذرين للغاية حتى لا تتأذى جوليا ..

قالت روز والدموع متحجرة في عينيها : لماذا يحدث هذا لنا ؟؟
صمتنا ولا أحد منا يمتلك جوابا لسؤالها ..

وقفت روز بهدوء لتقول بعدها بإنفعال وهي تشير إلينا : أنتما السبب فيما يحصل ..
توسعت بؤبؤة عيني بإندهاش قائلا بإستنكار : ماذا ؟؟ نحن السبب !!

هزت رأسها بإيجابية وهي تصرخ غاضبة : لو أننا لم نصبح أصدقاء لما كان ليحصل هذا لنا ، تبا لكما ..
هنا وقف سوبارو وقال بغضب مشابه لغضبها : لا تلقي باللوم علينا ، ثم أنني أظن المختطف قد يبغضكما ونحن قد تورطنا معكما لأننا صديقين ..

شعرت أنني إذا لم أوقفهما الآن فستحل كارثة ..

لذلك وقفت بينهما قائلا : إهدئا قليلا ، فالجدال لن يجدي نفعا الآن ، ففي نهاية المطاف كلنا قد تورطنا وانتهى الأمر ..

صمت كلاهما ، لكنهما كانا يحدقان في بعضيهما بحدة .
لم أتعجب كثيرا من غضب روز ،فهي سريعة الغضب دائما ..
لكنني متعجب كثيرا من سوبارو ، ويبدو أن جوليا تعني له الكثيير ..

_______________________________________

~ جودي ~

مرت ثلاثة أيام ولم تصلنا أي خبر عن جوليا ، أبي أخذ يكثف البحث والتحقيق ، وأمي المسكينة طريحة الفراش منذ أن سمعت بضياع جوليا ..

الغريب أننا لم نتلقى أي إتصال من المختطف ولم يطالبنا بأي فدية ..

لم أذهب اليوم إلى المدرسة ، فأنا لا يمكنني ترك والدتي المريضة لوحدها ، وأبي مشغول كثيرا ولا يمكنه المكوث مع أمي في المنزل ..

بينما كنت مستلقية على الأريكة أفكر في جوليا ، وأتذكر شجاري الدائم معها ، قاطع حبل أفكاري صوت جرس الباب ..

تسائلت في نفسي عن هوية الطارق ..
لأقف بعدها بتثاقل متوجهة نحو الباب ..


فتحت الباب وعندما لمحت الزائر تقوست شفتاي للأسفل ، لأقول بملل : ماذا تريد يا زاك ..
نظر إلي زاك قائلا : ألن تسمحي لي بالدخول ؟؟
قلت غاضبة : إذا لم يكن لديك شيء تخبرني به ، فاغرب عن وجهي حالا ..


نظر إلي بنظرات متألمة وهو يقول : قاسية كعادتك ..
كدت لأغلق الباب في وجهه ، فإنا لا أطيق رؤيته مطلقا ..

لكنه دفع الباب بقوته ليدخل إلى المنزل ، ثم قال : أردت أن أسألك لماذا لم تحضري اليوم إلى المدرسة ؟؟
وأخذ يتفحص ملامحي ليردف بعدها بقلق : تبدين شاحبة الوجه ، هل أنت مريضة ؟؟
قلت وأنا أشيح بوجهي بعيدا عنه : لا شأن لك ، فلتخرج حالا من فضلك ..

لمحت أمي وهي تخرج من الغرفة بوجهها الشاحب وعينيها الذابلتين ، وتُسند جسدها بالجدار، وأخذت تتمتم : جوليا أين جوليا ، أعيدوا إلي جوليا ..

هرولت بإتجاهها ، وأمسكت بها قائلة بحنان : أمي عودي إلى فراشك أرجوك .

أبعدتني عنها بغضب ،لتتهاوى بعدها على الأرض كورقة ضعيفة وأخذت تصرخ والدموع تسيل على وجنتيها كنهر جاري : أريد أن أرى إبنتي ، أريد رؤيتها ، إلى أين ذهبت ؟؟ ومن أخذها ؟؟

إحتضنتها وهي جالسة على الأرض وأخذت أحاول تهدئتها : أمي جوليا بخير وأنا واثقة من هذا ، أبي سيجدها بكل تأكيد ، ثقي به أرجوك فهو يبذل وسعه للبحث عنها ، ورؤيته لكِ بهذا الشكل سيحزنه ، لذا تماسكي قليلا يا أمي ..


أخذت أمي تجهش بالبكاء كالأطفال ، وصوت شهقاتها العالية يمزق قلبي ..
بقينا على هذا الحال قُرابة ربع ساعة ، بعدها غطت أمي في النوم على حضني ..


رفعت رأسي لأرى زاك الذي نسيت أمره ، كان ينظر إلينا بإستغراب والفضول يملأه ..

زفرت بضيق لأقول له بنبرة آمرة : ساعدني في حمل أمي إلى سريرها ..
حملنا أمي وأعدناها إلى سريرها وأطفأت الأنوار ، خرجنا بعدها من الغرفة وأغلقت الباب بهدوء ..

- إشرحي لي ما يحصل ..
هذا ما قاله زاك بعد خروجنا مباشرةً ، يبدو أنه لم يستطع الصبر أكثر ..

أجبت عليه ببرود : أمور عائلة لا شأن لك به ..
- هل حقا ضاعت أختك الكبرى جوليا ؟؟

صرخت غاضبة : قلت لا شأن لك أيها المتطفل ، ألا تفهم !!
تقدم إلي بضع خطوات قائلا : جودي لا تغضبي ، كل ما هنالك أنني قلق عليك ..

أشرت بسبابتي نحو الباب المؤدي إلى الشارع : أخرج من منزنا ، لا أريد منك القلق علي ، أنا لا أحتاج إلى قلقك ، أغرب عن وجهي حالا ..


أخذ يتأملني بهدوء دون أن ينطق بحرف ، نظراته أربكتني حقا ، وأخذت أشتت أنظاري هنا وهناك ، لكن مهما حاولت تقع عيناي عليه مرارا وتكرارا ..
زفرت بضيق قائلة : زاك غادر أرجوك ..
زاك : لقد كلفت أحد أصدقائي اللذين في صفك بتسجيل الملاحظات ، حتى يسعك نقلها ..

ثم مد إلي دفتر الملاحظات منتظرا مني أخذه ..
ضربت يده ليسقط دفتر الملاحظات أرضا ، وأخذت أقول بإنفعال وغضب : أنا لا أريده ، ولست بحاجة إليه ، كل ما أريده هي أختي جوليا ، دفتر الملاحظات لن يفيدني في إيجاد جوليا ، ووجودك هنا لن يفيدني كذلك ، أغرب عن وجهي حالا ..


قال بخوف والقلق بادٍ على محياه : جودي فهمتك ، لكن لا تبكي أرجوك فجودي التي أعرفها قوية وصامدة ..


أبكي !! ماللذي يقوله ؟؟
رفعت يدي إلى خدي لأجد أنها مبللة ، ياللسخرية !! لقد بكيت دون ان أشعر ..
لم تعد قدماي قادرة على حملي أكثر ، سقطت على الأرض بضعف ، رأيت زاك يتوجه إلي ويقول شيئا ما ، لكني لم أسمع ما قاله ، فقط رأيت شفتيه تتحركان ، وشيئا فشيئا أصبح الظلام يحل ، حتى أظلم المكان حولي تماما ..


______________________________________.






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 08:25 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




~ زاك ~

حملت جودي من على الأرض ووضعتها على الأريكة ، هذه الفتاة العنيدة مصابة بالحمى كثيرا ..
لم أفهم كثيرا عن وضعهم ، لكنني أدركت أن أختها الكبرى جوليا مختطفة أو ضائعة ..
ويبدو أن جودي مرهقة كثيرا بسبب إعتنائها بوالدتها ..

أخذت أفتش المكان بحثا عن المطبخ ، وعندما وجدته وضعت ماءً باردا في سطل كبير ، بعدها أخذت معي منشفتين نظيفتين ..
أصبحت أحاولت خفيف حرارتها بوضع المنشفة المبللة بالماء البارد على جبينها ، وعندما تصبح ساخنة أبدلها بأخرى ..

أخذت أتأمل ملامح وجهها ، من يراها الآن لا يظن أبدا أنها ذات لسان سليط وحاد ، فهي أشبه بلبوة برية تكشر عن أنيابها لمن يقترب منها ..

لكن مع ذلك فأنا أحبها حقا ، وهي تجرحني كثيرا بصدها لي ، وقد إعترفت لها عدة مرات لكنها ترفضني بقسوة ، لكن ذلك لا يثبط من عزيمتي إطلاقا ، وأنا مصر عليها وسأظل أحبها ..


قطع تأملي صوت جرس الباب ، فتحت الباب لأجد أمامي فتاة ترتدي زي المدرسة الثانوية وشابين خلفها ..

شعرت أنني رأيتهما قبلا ، اووه صحيح لقد رأيتهم في محل أبي ، إنهم أصدقاء أخت جودي ..
سمعت روز تقول : من أنت ؟؟ وماذا تفعل هنا ؟؟
أجبت بهدوء : أنا زاك صديق جودي ..

تقدم الشاب الوسيم واللذي كان يُدعى ياماتو على ما أتذكر وقال : صحيح أنت إبن صاحب محل ألذ رامن ..
ضحكت بهدوء دون أن أقول شيئا ..

تقدم الثلاثة ودخلوا إلى المنزل ، قالت روز : أين أهل المنزل ؟؟
قلت وأنا أشير إلى الأريكة التي تنام عليها جودي : كما ترون جودي مريضة وكذلك والدتها ، أما والدها فيبدو أنه في العمل ..
نظر إلي الرجل الملفوف بالضمادات وقال : ماذا تفعل هنا يا فتى ؟؟

أجبت بصراحة : لقد غابت جودي عن المدرسة وكنت هنا لأسلمها دفتر الملاحظات ..
وضع ياماتو يده على رأسي وقال مبتسما : أنت فتىً جيد حقا ..

قلت بتوتر وأنا أنقل ببصري إليهم : أممم هل تعلمون ما حدث لصديقتكم جوليا ..
تبادل الثلاثة النظرات بينهم قليلا ليقول بعدها ياماتو : وكيف تعلم أنت يالأمر ؟؟
- لقد أخبرتني جودي بالأمر ..
أخذ الثلاثة يتهامسون فيما بينهم ، والقلق بادٍ على ملامحهم ..
لم أستطع سماع ما يقولونه ، على الرغم من أنني أرغب في سماعهم حقا ..

بعد مدة إلتفتوا إلي وقالت روز : كيف حال جودي الآن ؟؟
أجبت بضيق : كما ترون هي طريحة الفراش ، ووالدتها ليست بأفضل منها حال ..
تقدم ياماتو إليها وقال وهو يتأملها : يبدو أننا يجب أن نحملها إلى المشفى ..

لكن ذو الضمادات قال : ياماتو لقد قلنا أننا لن نتأخر ، فأنت تعلم أن ما نقوم به مخاف لشروط اللعبة ..
ياماتو بضيق : لكنها تبدو مريضة حقاً ..
الفتاة : لندع أمرها لهذا الفتى ولنصعد إلى غرفة جوليا ..


زفر ياماتو وقال وهو يلتفت إلي : زاك أرجو أن تعتني بها جيدا حتى تُشفى ، نحن منشغلون قليلا الآن ..
قلت له : لا تقلقوا سأعتني بها جيدا ..
إبتسم في وجهي إبتسامة جذابة وقال : لو علمت جودي بأنك اهتممت بها وقت مرضها فستحبك فعلا ..
خجلت مما قاله ولم أجب عليه ، بينما هم صعدوا السلالم ويبدو أنهم متجهين إلى غرفة جوليا ، لكن لماذا ؟؟

____________________________________________


~ سوبارو ~

على الرغم من أن ما نقوم به مخالف لشروط الخاطف ،إلا أننا قررنا زيارة منزل جوليا لنفتش غرفتها ، علنا تجد شيئا يقودنا إلى المختطف ..

وبالطبع لم نأتي هنا إلا بخطة ، لقد توجهنا إلى منزل روز بسيارة ياماتو ، ودخلنا إلى منزل روز ، وأخذنا نارقب المكان بحثا عن أحد ما يراقبنا ، لكن بعد أن تأكدنا أن المكان خالٍ تماما من أي أحد قد يكون جاسوسا ، أتينا إلى منزل جوليا المجاور لمنزل روز ..

مافعلناه كان عملا متهورا ، لكن هذا قد يفيدنا قليلا ..
وقفنا أمام الباب المعلق عليه تلك اللوحة التي كُتب عليها ( غير مسموح للحمقى بالدخول )


سمعت روز تقول : هل تعلمون أن هذه هي المرة الأولى التي سأدخل فيها إلى غرفتها ..
سألها ياماتو بإستغراب : ولماذا ؟؟ على الرغم من أنكما صديقتين منذ الطفولة ..

هزت كتفيها قائلة : لا أعلم لكنها لا تسمح لي بدخوله إطلاقا ..
قلت لهما : إذا لندخل الآن ونرى ما خلفها ..

أدرت مقبض الباب البني وفتحته ببطء ، كان المكان مظلما ، أضأت المصابيح لنندهش جميعا مما رأيناه ..

غرفتها لم تكن كغرفة فتاة في الثانوية ، كانت غرفتها متوسطة الحجم ، جدرانها مطلي بالرمادي ، في زاوية الغرفة سرير باللون الأبيض ووسائد رمادية ، بجانبه مكتبة صغيرة وكرسي ، والمثير للدهشة أن الغرفة مليئة بالكتب المرصرصة بإهتمام على تلك المكتبة الضخمة ذات اللون الأبيض ..


قالت روز : يالها من غرفة تثير إشمئزازي ، أينما إلتفت أرى كتبا ..
ضحكت وأنا أدرك أخيرا المقصد من تلك اللوحة المعلقة خلف الباب ، يبدو أنها مهووسة بالقراءة كثيرا ..
والأشخاص الذين يبغضون القراءة من أمثال روز لن يعجبهم الغرفة إطلاقا ، لكن جوليا لديها ذوق غريب حقا ..


سمعت ياماتو يقول : إبحثوا في الغرفة عن أي شيء قد يساعدنا ، فليس أمامنا الوقت الكثير ..
أخذنا نفتش الغرفة بأكملها ، روز أخذت تفتش خزانة ملابسها ، وياماتو يبحث في أدراج المكتب ، وأنا أبحث في الكتب وبين الرفوف ..



أثناء بحثي لاحظت أن جوليا لديها مجموعة من الروايات البوليسية ، وكتب لفنون القتال والعديد من الكتب الأجنبية العلمية ..

لم أظن أن فتاة مثلها قد تهتم لمثل هذه الكتب ، إنها غريبة حقا ..

بعد بحث طويل لم نجد شيئا قد يفيدنا ، لذا غادرنا المنزل ونحن مصابون بخيبة أمل كبيرة ..


________________________________________



~ جوليا ~

غابت الشمس ليُظلم زنزانتي ، إلا من الضوء الخافت الذي من خارج الزنزانة ..
كنت أجلس بجانب القضبان الحديدية فالمكان مضيء هنا قليلا ، وعيناي مثبتتان نحو ذلك الحارس الجالس في المقعد الموجود خلف المكتب ..


بقيت هنا ليومين وهذا هو اليوم الثالث لي ، حتى الآن لم أرى وجه الشخص الذي اختطفني ، ولا أعلم حتى أهدافه ..
في الصباح يقوم أحد الحراس على مراقبتي ، وعندما تغرب الشمس يأتيني شخص آخر غير الأول ..
الحارس في الصباح أمتع بكثير من هذا الحارس ، فهذا الاحارس أصلع الرأس ولم أسمع صوته قط ، فعندم أتحدث معه يتجاهلني وكأنني غير موجودة البتة ..
أما حارس الصباح فأنا أحب إستفزازه كثيرا ، وأشعر بالمتعة عندما أتشاجر معه ، ودائما ما ينتهي شجارنا بإنسحابي والإعتذار له ..


قلت مخاطبة للأصلع : هي أنت أنا جائعة اجلب لي الطعام ..
رفع بصره قليلا دون أن يتفوه بكلمة وبعدها عاد إلى هاتفه المحمول الذي يعبث به ..

أنا لا أتناول هنا إلا وجبتين ، وجبة الفطور والعشاء ، ولا يوجد ما آكله في الغداء ..
وطعامي عبارة عن القليل من الحساء والخبز الناشف وكأس ماء ، يبدو أنهم يرغبون في أن أتبع الحمية رغما عني ..

نظرت إلى الحارس مجددا وأنا مصرة في أن أسمع صوته ، قلت محاولة إستفزازه : أيها الأصلع لماذا لا ترتدي شعرا مستعارا ؟؟
لم يجبني ولم ينظر إلي حتى ..
أردفت بعدها : هل تعلم أن سيدك حكيم للغاية ، فلو أنك حرستني في الصباع لعكس رأسك الأصلع أشعة الشمس وآذت بصري ، أنا ممتنة له كثيرا ، أوصل سلامي إليه وقل أنني أحبه حقا ..

لم يجبني إلا الصمت ، يبدو أنه لا أمل من أن يتحدث ..

لكنني لست باللتي تيأس سريعا لذلك قلت مرة أخرى : لدي سؤال هل لديك عائلة ؟؟ وهل صلعك هذا وراثي ؟؟
هل سخر أحد منك قبلا ؟؟ أم أنني أول من سخرت منك ؟؟ لا تأخذ فكرة خاطئة عني فأنا لا أسخر منك ، نيتي حسنة لذا لا تغضب .
حتى لو غضبت فليس لك الحق في ذلك فكل ما قلته واقعا ولم يكن من خيالي .
ماذا يوجد في هاتفك حتى تُبقي عينيك ثابتا عليه وتتجاهلني ؟؟ أريد أن أرى ما تفعله أرجوك ..


على الرغم من كل هذه الثرثرة إلا أنه لا يزال صامتا ، ولم يكلف نفسه عناء النظر إلي حتى ..

عندها فضلت الصمت أنا الأخرى ، لأنه لا فائدة من كل ما أقوم به ..
مر الوقت ببطء شديد قطع هذا الصمت القاتل صوت صرير باب الغرفة ..
نظرت نحو الباب لأجد رجلا يُقبل نحو زنزانتي ويحمل بين يديه إمرأة لم أستطع تمييز ملامحها ..

فتح الأصلع باب الزنزانة ليلقي ذلك الرجل تلك المرأة أرضا ويقفل الزنزانة بعدها .

توجهت نحو المرأة وأنا غاضبة منهم كثيرا ، كيف لهم أن يعاملوا أنثى بهذا الشكل القاسي !!

وضعت رأس تلك الأنثى فذ حضني ، وأبعدت خصلات شعرها من وجهها ، ليتضح لي بعدها ملامحها ، وأدركت مباشرة أنها ممرضة المدرسة ..

أخذت أضرب وجنتيها بخفة محاولك إيقاظها بعد أن أدركت أنها لا تزال حية من صوت نفسها ..
كنت أرغب في سؤال الأصلع عن سبب جلبهم الممرضة إلى هنا ، لكني متأكدة أنه لن يرد علي ، لذا لن أضيع وقتي في سؤاله ..

بعد دقائق أخذت الممرضة بفتح عينيها شيئا فشيئا ..
قلت بإبتسامة : الحمد لله أنك بخير ..
جلست بسرعة وأخذت تتلفت يمينا وشمالا وهي تقول : أين أنا ؟؟ ومن أنت ؟؟ ومن جلبني إلى هنا ..
- أنا جوليا يا آنسة يومي وأنا طالبة في المدرسة التي تعملين فيها ..
- وأين أنا الآن ؟؟

قلت لها : ألا تتذكرين ما حصل معك ؟؟
- كل ما أتذكره أنني كنت عيادة المدرسة وشعرت بأحد ما يغطي أنفي بمنشفة ، وبعدها لا أتذكر ما حصل ..

إذا فقد تم إختطافها بالطريقة ذاتها ، لكن لماذا نحن الإثنتان ؟؟
وقفت الآنسة يومي وأمسكت بالقضبان المعدنية وأخذت تقول للحارس : أيها السيد الجالس هناك أخبرنا أين نحن ؟؟ ولماذا تحبسوننا هنا ؟؟

لم يجبها وظل صامتا ، قلت لها : آنسة يومي لاا تحاولي ، فيبدو أنه أخرس لا يستطيع الكلام ..

إلتفت إلي قائلة : إذا هل تعرفين أين نحن يا جوليا ؟؟
أجبت عليها : في الواقع أنا لا أعلن أين نحن ، كل ما أعرفه أنه قد تم إختطافنا ..

بدأ الخوف يتسرب إلى قلبها ، وهذا كان ظاهرا على وجهها ..
قات محاولة تطمأنتها : أرجوك يا آنسة يومي لا تقلقي ، فأنا متأكدة من أن أحدا ما سينقذنا ..

قالت والدموع متحجرة في عينيها : هل أنت واثقة ؟؟
قلت بإبتسامة عريضة : كل الثقة ..

رفعت يدها إلى عنقها وأخذت تتلمس عنقها وكأنها تبحث عن شيء ما ، بعدها أصدرت شهقة عالية وهي تقول : قلادتي !! أين قلادتي ؟؟
بدأت تبحث عنها على الأرض ، وهي تتمتم بطريقة هسترية : قلادتي أين هي ، يجب أن أجد القلادة ....

قررت مساعدتها في البحث ، لكننا لم نجد شيئا ، إنفجرت الآنسة يومي بالنحيب عاليا ، يبدو أن قلادتها ثمين حقاً ..
نظرت إلى الحارس قائلة : أيها الأصلع إبحث عن قلادة الآنسة أرجوك ..
لم يعرني إهتماما وهذا أغضبني ، إلتفت إلى الآنسة يومي وأخذت أحاول تهدئتها لكن دون جدوى ..

بعد دقائق فُتح باب الغرفة مجددا ، ودخل منها حارس الصباح ، وقام بفتح الزنزانة ليقول لي : جوليا تعالي معي ..
لا أعلم لمَ ، لكنني شعرت بالتوتر والقلق ، خرجت من الزنزانة برفقته وهو خلفي ..

قلت له : لم يحل الصباح بعد لماذا أتيت ؟؟ هل إشتقت إلي ؟؟
لم يجبني وخرجنا من الغرفة ، لأجد نفسي في ممر ضيق ، أشار إلي بالدخول إلى الغرفة المجاورة ، وعند دخولي كانت الغرفة خالية تماما ، وفي منتصفها كرسي حجري ..

قال لي الحارس : إجلسي هنا ..
جلست عليها وأنا أترقب ما سيفعله ، رأيته يربطني بالمقعد حتى لا أستطيع الحركة ، وربط يدي في مكان وضع اليدين ، بعدها أغلق عيناي بقطعة قماش ..

قلت والخوف يتسرب إلى داخلي : ماذا ستفعل أيها الأحمق ؟؟
قال لي : أنا لا أكرهك لكنها أوامر السيد ..


شعرت به يمسك بكفي الأيمن ، وما هي إلا ثواني معدودة حتى أطلقت صرخة تردد صداها في أرجاء الغرفة ..
لقد قام بخلع ظفر إبهامي ، شعرت وكأن روحي قد انترعت معه ..
أخذت ألهث ألما ، لكن لم أستطع إستيعاب الأمر إلا وشعرت به يخلع ظفري الآخر ..

وبعدها تلتها جميع أظافر يدي ظفرا ظفرا ..

مع كل ظفر يقلعه كنت أصرخ متألمة ، وألتوي ألما في مكاني ، لكن ولأنني مثبتة على هذا المقعد الحجري لا يسعني الحركة جيدا ..

أخذت جميع أصابع يدي بالألم ، كنت أحاول جاهدة كبت دموعي ، لن أبكي أبدا ولن أضعف ..

ثواني شعرت بأن أصابعي تحرقني بشدة ، هذه المرة أطلقت صرخة أعلى من سابقتها ، وأخذت أتلوى بألم أكبر ..
قمت بعض شفتي السفلي من شدة الألم ، وبعدها بدأت أحس بطعم الدم في فمي ، يبدو أنني قد قمت بعضها حتى جرحتها ..
لكن الألم الذي أشعر به في أطراف اصابعي كانت أكبر ، كانت تحرقني بشدة ، يبدو أنهم قد وضعو كلتا يداي في حامض الليمون ، فهذا الشعور هو ذاته الشعور عندما أجرح في يدي ثم أعصر الليمون ..

لا أعلم لماذا يفعلون هذا بي ، لماذا يرغبون في تعذيبي ؟؟

بعد دقائق أحسست بذلك الحارس يقوم بفك وثاقي حتى أصبحت قادرة على الوقوف والتحرر من المقعد ..
لكنه قام بربط يداي إلى الخلف مجددا ، وحتى الآن أنا لازلت لا أرى شيئا ..
لكن ما أعلمه أن االتعذيب لم ينتهي حتى الآن ..

بقيت واقفة في مكاني أترقب ما سيأتيني من مفاجئات ..
دقائق وشعرت به يسكب شيئا على رأسي ، لكنه لم يكن ماءً أو أي مائع ، لقد كان شيئا غريبا ، لم أعرف ما هو ..


ثواني وشعرت بشيء يسير على قدمي ، وآخر على يدي ووجهي ..
إنتفضت من مكاني ، وبدأت الركض كالمجنونة ، شعرت أنه مجموعة من الحشرات المقززة ..
أخذت أدور حول الغرفة وأنا لا أرى سوى الظلام ، وأتخبط بالجدار ، شعرت بغيظ شديد ، وددت حقا أن أقتل المسؤول عن هذا ..


سرت بخطوات مترددة نحو الأمام وأنا أشعر بحركات غريبة عند قدمي ، لم أنتبه إلا عندما تعثرت وسقطت على رأسي بقوة ..
أدركت أنني تعثرت بذلك المقعد الحجري لذا سقطت أرضا ..
رفعت رأسي وأنا أتأوه بألم ، وشعرت بسائل يسير على وجهي ، أدركت أن رأسي ينزف أثر السقوط ..

لم يعد لدي المزيد من الطاقة ، ولا جدوى من الركض فأنا بهذا أوذي نفسي لا غير ..
وقفت ساكنة في مكاني وعندما أشعر بشيء يتسلق قدمي ما علي إلا نفض قدمي ..

بعد فترة ليست بالطويلة سمعت صرير الباب ، أخيرا جاء الفرج على ما أظن ..
سمعت صوت الحارس يقول : هيا تعالي إلى هنا يا جوليا ..
تمتمت غاضبة : أنا لا أستطيع الرؤية لذا لا أعلم أين أنت ..

سمعت صوت تأففه علامة الضجر ، وشعرت به يقترب مني ويمسكني ، ثم سرنا معا وأنا واثقة أنه سيعيدني الآن للزنزانة ..

وعندما سمعت صوت قفل باب الزنزانة تأكدت من ذلك ..
سمعت صوت الآنسة يومي تقول بقلق : جوليا ماذا حل بك ؟؟

نزعت الآنسة يومي العصبة التي تغطي عيني ، نظرت إليها مبتسمة وأنا أقول : لا تشغلي بالك يا آنسة يومي ، أنا بخير ..
قالت بحدة : كفاك كذبا ، إن رأسك ينزف وأنت تقولين أنك بخير !!


وقفت بعدها خلفي محاولة فك الحبال التي تقيدني ، لكنها شهقت عاليا بشكل أرعبني ..
قلت لها : آنسة يومي ماذا بك ؟؟

قالت وهي تنظر إلي برعب : أظافرك !! ماذا حل بها ؟؟
زفرت بضيق قائلة : آنسة يومي فكي وثاقي فهذه الحبال بدأت تؤلمني ..


قطعت الآنسة يومي الحبال ، وعندما نظرت إلى أصابعي كانت مفزعة حقا ..
أعادت الآنسة يومي السؤال : جوليا من فعل هذا بك ؟؟
قلت لها بإبتسامة هادئة : يجب أن أوقف نزيف رأسي أولا ..
- اوه صحيح ، تعالي معي ..

توجهنا إلى دورة المياه الضيقة والقذرة ، وأخذت الآنسة يومي بغسل رأسي وبعدها ربطت مكان الجرح بقطعة قماش مزقته من ملابسها جهة الأكمام ..


بعدها خرجنا وجلست كلتانا على الأرض ، وأنا مدركة تماما لنظرات الآنسة يومي ، لكني كنت أتجاهلها عن عمد ..

بقينا صامتتين لدقائق وكلتانا تفكر في أمر مختلف ، أنا كنت أفكر عن سبب تعذيبهم لي بهذا الشكل ؟؟ لماذا قاموا بذلك يا ترى ؟؟

قطع حبل أفكاري صوت الآنسة يومي المرتعش وهي تقول : هل سيحصل لي مثل ما حصل لك ؟؟ هل سيقومون بتعذيبي أيضا ؟؟

إحتضنتها بحنان محاولة تطمأنتها ، وهمست في أذنها بصوت خافت : لا تخافي يا آنسة يومي لن أسمح لهم بالإقتراب منك ، ثقي بي ..
لكنها قالت بصوت باكي : لن تستطيعي عمل شيء يا جوليا فأنت لست سوى فتاة في الثانوية ، لن تستطيعي منعهم ، سيعذبونني بكل تأكيد ..


مسحت ظهرها بكفي بحنان ، علِّي أشعرها بقليل من الأمان ، وأنا أقطع على نفسي عهدا أن لا أسمح لهم بالإقتراب منها مهما كلف الأمر ..


ليس الأمر وكأنني كنت أعرفها منذ مدة طويلة لذلك أحاول تطمأنتها ، وليس الأمر وكأننا كنا صديقتين مقربتين حتى أحميها ، لكني وبعد أن ذقت هذا العذاب أيقنت أن المسؤول عن اختطافنا شخص عديم الرحمة ، وأي أنثى لا يمكنها تحمل مثل هذا الألم ..
والآنسة يومي لن تتحمل هذا أبدا ، لذا سأحاول جاهدة منعهم من الإقتراب منها ..


نظرت إليها لأدرك أنها قد غطت في النوم على حضني ، يبدو أنها متعبة كثيرا ..

- ألا يجدر لهذه المرأة أن تقوم بتهدأتك ، لا أنت التي تهدئينها ..
رفعت بصري نحو الحارس الأصلع ، لقد تحدث نعم تحدث !! من يصدق ذلك ؟!!
أملت فمي بسخرية وقلت : ظننتك أخرسا أيها الأصلع ..

قال وهو يحدق فيني بغموض : ألا يجدر بك البكاء والنحيب ؟؟ أم أن هذا التعذيب لم يؤثر فيك وتريدين عذابا أشد؟؟

أشحت ببصري بعيدا قائلة : لا شأن لك ، لكن أخبر رئيسك أنني لن أدعه يفلت بفعلته هذه ..
لم يرد على ما قلته ، وأنا لم أقل شيئا بعدها ، وغرقت بعدها في النوم متمنية أن يكون ما حصل ليس سوى حلم مزعج ..


_________________________________________________


~ روز ~

يوم جديد وجوليا لا أثر لها ، جلست على مقعدي بملل ، حتى سوبارو لم يأتي بما أنه تم فصله لأسبوع ..
إذا سأظل اليوم وحيدة !!

في الواقع ليست هذه المرة الأولى التي أكون فيها وحيدة ، ففي المرحلة الإعدادية من السنة الأولى والثانية كنت كذلك ، لأن جوليا كانت قد انتقلت إلى مدينة أخرى مع عائلتها ، لكنها في السنة الثالثة عادت إلى هذه المدينة مجدداً ..

تذكرت أن أتصفح درج طاولتي ، علي أجد شيئا من المختطف ..
وبالفعل كنت قد وجدت قرصا بالإضافة إلى رسالة ..

فتحت الرسالة كان فيها (( لا تلوموني بل لوموا أنفسكم لمخالفتكم أمري ، إذا خافتموني ثانيةً فسيكون العقاب أشد من هذا ، استمتعوا بمشاهدة القرص ))

قطبت حاجباي بإستغراب ، هل يمكن أن يكون قد علم بأننا ذهبنا إلى منزل جوليا وخالفنا أوامره ؟؟
لا هذا مستحيل ، فنحن قد تسللنا خلسة ولم يرنا أحد ..

طوال اليوم المدرسي وأنا أفكر في مقصده ، وكلي فضول لمعرفة ما يوجد في القرص ..
لكن المشكلة تكمن في أنني لا أمتلك حاسوبا ، إذا كيف سأشاهد محتواه ؟؟


في الحصة الرابعة كانت المعلمة راي لدينا ، وطوال الوقت أشعر بأنها تنظر إلي ، لكنني كنت أتجاهلها ، شيء ما يرعبني فيها ، إنها تذكرني بأحد ما لكن لا أعلم من يكون ، كما أنها تذكرني بذلك اليوم السيء ..


نفضت الأفكار من رأسي ، لا أريد تذكر شيء حتى لا أضعف ..
بعد إنتهاء الدوام ، وضعت القرص في حقيبتي ، وتوجهت خارج المدرسة ..


تفاجأت حين رأيت سوبارو الواقف بإنتظاري عند البوابة الرئيسية للمدرسة ، كان مستندا بجسده إلى الجدار ..

وقفت أمامه وقلت بسعادة ممزوج بالتساؤل : سوبارو !! ماذا تفعل هنا ؟؟
قال سوبارو : أردت أن أعرف ما إن حصل أي أمر جديد يخص موضوع جوليا ..
قلت وأنا أتدكر القرص والرسالة : صحيح لقد وصلتني رسالة بالإضافة إلى قرص مدمج ..

قمت بإخراج الرسالة والقرص ومددتها إليه ، أخذ مني الرسالة وعندما قرأه قطب حواجبه بضيق ..

قلت بتوتر : هل تظن أن المختطف قد رآنا ونحن متوجهون إلى منزل جوليا ؟؟ أنا قلقة عليها حقا ..
قال لي سوبارو : سآخذ هذا القرص لأشاهد مافيه و بعدها سأخبرك ..
خبأت القرص خلفي وقلت : لا سنشاهده معا ..
- إذا لنذهبت إلى منزلك ونشاهده ..

قلت محرجة : أن لا أمتلك حاسوبا ، لم لا نذهب إلى منزلك ؟؟
أجابني بصرامة : مستحيل ..

نظرت إليه متسائلة ، بالتفكير في الأمر نحن لم نزر منزله قبلا ، ولا نعلم عنوانه حتى ..
إنه شخص غامض حقا !!



توقفت سيارة سوداء فخمة أمامنا ، وفُتحت النافذة الخلفية ليظهر منها ياماتو وهو يقول : اصعدا هناك شيء يجب أن نشاهده ..

أيقنت أن القرص قد أُرسل إليه كذلك ، لذا صعدنا السيارة دون أن نقول شيئا ..

قال ياماتو وهو يمسك بحاسوبه : لقد وجدت قرصا في درج طاولتي ، وبعدها طلبت من السائق أن يحضر حاسوبي عند مجيئه ، حتى نشاهده معا ..


أدخل القرص في الحاسوب واتضح لنا أن فيها فيديو واحد فقط ..
لا أعلم لماذا لكنني شعرت بالخوف والقلق ، فتح ياماتو مقطع الفيديو ، لتظهر لنا جوليا وهي مربطة على مقعد حجري ، وهناك رجل يقف بجانبها ..

قلت بذعر : إنها جوليا ماذا سيفعلون بها يا ترى ؟؟
ياماتو : سنعرف الآن ..

جلس الرجل على ركبتيه وأمسك كف جوليا اليمنى ، وكان في يده شيئا لم أعرف ما هو لأن الصورة لم تكن واضحة ، فجأة علت صرخة جوليا ..

قلت بخوف : ماذا حصل لها ؟؟ لماذا تصرخ ؟؟
سمعتها بعدها صرخة أخرى ، أعدت السؤال وأنا أكاد أبكي خوفا عليها ..
سمعت سوبارو يقول : ذلك الرجل اللعين إنه يقوم بقلع أظافرها ..


شهقت بخوف وأخذت أدقق في الرجل وبالفعل ، كما قال سوبارو ، إنه يقتلع أظافرها بوحشية ، ومع كل ظفر يقتلعها كانت جوليا تصرخ بشدة ..

لم أستطع الإحتمال أكثر وأخذت أبكي بشدة ، لم أستطع تحمل سماع صريخها أكثر ..
أغلقت أذناي محاولة عدم سماع صراخها ، بمجرد التخيل في الألم الذي تشعر به فهذا يؤلمني بحق ..



أخذت أشهق بصوت عالي ودموعي كنهر جاري يأبى التوقف ، فجأة هدأت صرخاتها ، وأيقنت أن عذابها قد انتهى ..
نظرت لأرى ماذا حل بها ، وجدتها ساكنة لم تبكي حتى ، رأيت الرجل يقرب سطلين متوسطين الحجم وفيها سائل ما ، وبعدها غمر فكفيها فيه لتصرخ جوليا عااليا ، وهي تنتفض في مكانه وتتلوى ألما ..

قلت وسط دموعي بهستيرية: ما بها ؟؟ ماذا فعل بها ؟؟
قال ياماتو ويبدو على ملامحه الألم : يبدو أنه قد غمر يدها بحامض الليومون فكما تعلمين هذا يزيد من الحرقة ..


صرخت بغضب وأنا أضرب باب السيارة بقبضتي : متوحشون متوحشوون لن أسامحهم على فعلتهم أبدا ..
سمعت سوبارو يقول بغيظ : أنظروا لا أظن أنه قد انتهى إلى هذا الحد لا زال هنالك المزيد ..

همست متألمة : المزيد !! ألم يكفهم هذا ؟؟
مسحت دموعي وعدت أنظر لشاشة الحاسوب ، رأيت الرجل يحمل سطلا كبيرا له أشياء لم أعرف ما هو ..

وبعدها سكبه على رأس جوليا الساكنة في مكانها ، شهق ثلاثتنا معا عندما علمنا أنه سكب مجموعة من الحشرات على رأسها ..

سرت قشعريرة على جسدي من شدة إشمئزازي ، نظرت إلى جوليا المسكينة والتي بدأت تتخبط هنا وهناك والحشرات من حولها ..
كان هنالك العديد من العناكب والصراصير الكبيرة الطائرة ، بالإضافة إلى مجموعة من الوزغ ، كان الأمر مقززا للغاية ، جوليا المسكينة عانت كل هذا بسببنا ..

أخذت أشهق بصوت عالي ، لماذا يفعلون بها هذا ؟؟ لماذا يجب أن تعاني ؟؟ نحن من خالفنا أوامره وليست جوليا ، نعم جوليا لا شأن لها أبدا..


لم أظن أبدا أنني سأراها تتعذب وليس بيدي أي شيء سوى النظر والبكاء ..
بعد دقائق شعرت بيدين حانيتين تلتف حولي ، لأدرك بعد ثواني أنني في أحضان ياماتو ، عادت إلي تلك الذكرى ، لأدفع ياماتو بعيدا وأقول بخوف : لا تقترب مني ..


أخذ الإثنان ينظران إلي بإستغراب ، قلت وأنا أشير إلى سوبارو وسط دموعي : سوبارو أنت السبب فيما حل لها ، لو أنك لم تقترح علينا فكرة الذهاب إلى منزل جوليا لما حصل لها هذا ..

ياماتو : روز أعلم أنك حزينة بسبب ما حصل لجوليا ، لكن لا تلومي سوبارو وحده ، ونحن جميعا السبب ..
سوبارو بهدوء : روز محقة يا ياماتو أنا السبب ، ظننت أننا لو تأكدنا من خلو المكان من المارة سنستطيع دخول منزلها من دون لفت الإنتباه ، لكنني أخطأت ..
ثم صمت لبرهة وأكمل بنبرة متألمة : وجوليا من دفعت ثمن خطإي ..


نهاية الجزء .






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 08:27 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

..( 17 )..

~ يومي ~

فتحت عيناي بصعوبة ، وأنا أشعر بألم شديد في ظهري ، لاحظت أنني نائمة في حضن جوليا ، ابتعدت بسرعة ووجدتها تبتسم في وجهي ..

جوليا : صباح الخير يا آنسة يومي أرجو أن تكوني قد نمتي جيدا ..
قلت بإحراج : هل كنت في حضنك طوال الليل ؟؟

أومأت رأسها بإيجابية لأقول بخجل : أنا آسفة حقا ..
- لم تعتذرين ؟؟
- لأنك لم ترتاحي أثناء نومك ..
- لا بأس حقا ..


نظرت إلى جوليا بهدوء ، على الرغم من كل ما حصل لها ليلة البارحة إلا أنها لا زالت تبتسم في وجهي ..
قلت وأنا أكسر هذا الصمت : كيف حال أصابعك الآن ؟؟

نظرت إلى أناملها لثواني وقالت مبتسمة : لا بأس ، لم تعد تؤلمني ..
بعدها عدنا إلى الصمت ، ويبدو على جوليا الشرود ..


صحيح .. حتى الآن لا أعلم كيف أتت إلى هنا !! ولا حتى عن سبب تواجدها في هذا المكان ، ولا حتى المدة التي مكثت فيه ..

: جوليا منذ متى وأنت في هذا المكان ؟؟ وكيف تم أخذك إلى هنا؟؟

تأملت عيناي بهدوء وقالت بعدها : هذا هو اليوم الرابع لي في هذا المكان ، وهم قاموا بخطفي أمام باب منزلي بالطريقة ذاتها ..
- ماذا فعلت في أول يوم لك هنا ؟؟ ثم ألم تشعري بالخوف ؟؟


أجابت بإبتسامتها المعهودة : بالطبع سأشعر بالخوف ..
بعدها إلتفتت إلى الحارس الموجود على المقعد الموجود خلف الطاولة : لكن هذا الرجل كان معي ، لذا لم أخف كثيراً ، لقد خفف من وحدتي ..

رفع الرجل ببصره إليها ، وعلى شفتيه إبتسامة ساخرة وقال : خففت من وحدتك !! هه لا تضحكيني ، لو أن سيدي لم يأمرني بحراستك لما كنت لأبقى معك أيتها الفتاة المزعجة ..

قالت جوليا بطريقة مسرحية مضحكة : يا أميري الوسيم كم أنت خجول ، لا بأس في أن تعترف بالحقيقة ..
- حقيقة ماذا ؟؟ >> قالها الحارس ساخراً

أخذت جوليا ترمش بعينيها بشكل سريع ومتواصل : بأنك هنا لحمايتي لأنك معجب بي ..


إنفجر الحارس ضاحكا ، وصوت ضحكاته قد دوت في أرجاء المكان ..
وبعد أن توقف عن الضحك قال بإبتسامة : أنت فتاة حالمة حقا ..

بعدها تحولت نظراته إلى نظرات ماكرة وقال : ثم إذا كنت معجب بك كما تقولين لماذا إذا قمت بتعذيبك بيداي هاتان ؟؟


شعرت بالغيظ منه ، وكدت أن أصرخ في وجهه ، لكن جوليا وضعت يدها أمامي مانعة تدخلي ..
ثم قالت له بإبتسامة : لأنك وبكل بساطة شخص ضعيف لا رأي له ، لم يكن أمامك خيار سوى إطاعة أوامر سيدك ، مع أن قلبك كان يعتصر ألما من رؤيتك لي بهذا الشكل ، أليس كذلك ؟؟


إحتدت ملامحه ، وأيقنت أن جوليا قد نجحت في إغاظته ، كما فعل بنا ..
أشاح بوجهه بعيدا دون أن يقول شيئا ، عندها قلت لجوليا ضاحكة : لقد نجحت في إسكاته حقا ، يالك من فتاة ..


أشارت جوليا بسبابتها خلفي قائلة : آنسة يومي تناولي فطورك ، أنا متأكدة من أنك جائعة ..
إلتفت خلفي لأجد طبق حساء ورغيف خبز وكأس ماء ، لم يكن لدي الوقت لأعلق عليه ، فقد كنت جائعة كثيرا ولم آكل منذ البارحة ..


أخذت آكل بنهم ، وبعد أن أنهيته تذكرت وجود جوليا ..
رفعت رأسي ببطء لأجدها شاردة الذهن ، ويبدو أنها لم تنتبه لي ، ولطريقتي الهمجية في الأكل ..


: يالك من امرأة أنانية حقاً ..
رفعت رأسي إلى مصدر الصوت لقد كان هذا صوت الحارس ..
قلت بحدة : ماذا تقصد بقولك هذا ؟؟

أجابني الحارس : لقد قامت جوليا بترك هذا الفطور الذي كان لها في الأصل ، وفضلت إعطائك على الرغم من أنها جائعة أكثر منك ، أما أنتِ ..............


: كف عن الثرثرة أيها الأحمق ..
كان هذا ما هتفت به جوليا بصوت عالي وبنبرة حادة ، وكان هو السبب في مقاطعة الحارس ..
ثم أردفت بإبتسامة هادئة : من الأفضل لك عدم التدخل فيما لا يعنيك ، ثم إنني لم أشكي لك جوعي ..
هز الحارس بكتفيه وقال : إنه أمر بديهي ، لأنك يوم أمس لم تتناولي سوى وجبة الفطور والتي كانت لا تُشبع عصفوراً حتى ..
- إذا كنتم تعلمون أن طعامكم لن يشبع عصفورا حتى ، فلماذا تقدمونه لنا ؟؟ أليس بإمكانكم زيادة كمية الطعام ؟؟



قاطعت حوارهما مخاطبة جوليا : هل ما قاله هذا الرجل كان حقيقة ؟؟
جوليا : ما رأيك أنت ؟؟ بما أنك رأيت كمية الطعام للتو ؟؟

نظرت إليها غاضبة ، إنها مراوغة حقا ..
: لماذا تنظرين إلي هكذا ؟؟ لقد أجبت على سؤالك ، أم أن جوابي لم يقنعك ؟؟ إذا سأجيب بشكل آخر ، الطعام قليل حقا ، وهو كان محقا في قوله بأنها لا تُشبع عصفوراً حتى ..

قلت غاضبة : جوليا كفاك تغابياً ، أنا لم أقصد هذا ، قصدت عندما قال أنك لم تتناولي شيئاً و أبقيت لي الطعام على الرغم من أنك جائعة ..
- حسنا لقد كان الحارس صادقا في نقطة وكاذبا في نقطة أخرى ..
- ماذا تعنين ؟؟ وضحي أكثر ..
- صحيح أنني أبقيت الطعام لك ولم أتناوله ، لكنني لم أكن جائعة كما قال ..



أخذت أتأمل تقاسيم وجهها الهادئ ، والتي تبث الطمأنينة والراحة لناظريها ..
لا أستطيع حقا فهم تصرفاتها ، ولا حتى أن أكشف ما تخفيه خلف تلك الإبتسامة التي ترسمها على شفتيها دائما ، رغم الظروف الصعبة التي نمر بها ..
أطلقت تنهيدة عالية ، لأقول بعدها : جوليا في المرة القادمة فكري في نفسك قبلي ، فأنا امرأة كبيرة أستطيع تحمل الظروف ، وأنت لست سوى فتاة في السابعة عشرة من العمر ، هل فهمت ؟؟
- حسنا كما تريدين يا آنسة يومي ..


قلت بصوت خافت لجوليا : صحيح أنت وهذا الحارس تبدوان مقربين جدا ، على نقيض الحارس السابق ..
ضحكت جوليا بخفة وقالت : في الواقع هذا الحارس شخص يُسهل التعامل معه ، وليس كالحارس الأصلع ، لذا أنا أرتاح معه كثيراً ..

قلت بإستغراب : لكن أليس هو ذاته الذي قام بتعذيبك ؟؟ ألم تكرهيه ؟؟
- أنا لم أحبه حتى أكرهه ، لكن إن رغبت في كره أحد فأنا سأكره الشخص الذي أمرهم بهذا ، لكنني ممتنة لأنه لم يقم بأخذ صديقتي روز ..
- هل تقصدين روز الفتاة التي زارتني في العيادة ؟؟
نعم هي ذاتها ،فعلى الرغم من أنها تتظاهر بالقوة إلا أنها في الواقع ليست إلا فتاة ضعيفة سريعة البكاء ..


صمت قليلا وأنا انظر إليها ، بما أنها تعرف روز فأنا واثقة من أنها قد تعرف ذلك السارق سوبارو ..
قلت بتردد : جوليا هل تعرفين سوبارو الفتى الذي يلف وجهه بالضمادات ؟؟
أجابتني : نعم أعرفه ، لكن لمَ تسألين عنه ؟؟

قلت بكره وأنا أتذكره : ذلك الفتى اللعين هل تعلمين ماذا فعل ؟؟ لقد قام بسرقة قلادتي الثمينة ، ولو أننا لم نقم بتفتيش الفصول لما وجدته ..
نظرت إلي جوليا متفاجئة وقالت : متى حصل هذا ؟؟ وهل أنت واثقة من أن سوبارو هو من فعلها ؟؟

قلت لها : كان هذا يوم أمس ، ثم أنه أقر بفعلته الشنيعة تلك أمامي وأمام المدير ، إنه فتى سيء حقا ..
- قد لا يكون الفاعل يا آنسة يومي ، لا تسيئي الظن به ..
- قلت لك أنه قد اعترف بذلك بنفسه ، ألا تفهمين ؟؟ >> هتفت بها غاضبة ..


صمتت جوليا ولم تقل شيئاً ، ويبدو أنها قد سرحت بعيداً من جديد ..


_________________________________________

~ جودي ~

لم أذهب إلى المدرسة اليوم كذلك ، كما أن حرارتي قد انخفضت ، وعلى الرغم من أنني أكره الإعتراف بذلك إلا أن هذا بفضل زاك الأحمق ..

فبعدما أغمي علي من شدة التعب ، كان هو من قد اعتنى بي ، وعندما أفقت ورأيته أخذت أصرخ في وجهه بدلا من شكره ، لقد كنت فظيعة حقا !!


بعد دقائق سمعت صوت جرس الباب تلتها طرقات مزعجة على الباب ..
وقفت غاضبة ، من ذا الذي يأتي في هذا الوقت المبكر من الصباح ؟؟ ويطرق الباب بهذا الشكل ؟؟

فتحت الباب لأهتف غاضبة : ما كل هذا الإزعا..................
بترت عبارتي عندما رأيت وجه امرأة مسنة ، يبدو على تقاسيم وجهها الشدة والصرامة ، على الرغم من تلك التجاعيد التي قد خط وجهها ، وبين يديها عصا بنية طويلة تستند عليها ..
وبجانبها رجل في الثلاثين من العمر يرتدي ملابس الخدم الرسمية ..

قلت بتوتر : جدتي ماذا تفعلين هنا ؟؟
هتفت بحزم وصرامة : هل سأبقى هنا طويلا ؟؟ ألن تدخليني ؟؟

أشرت بيدي إلى الداخل وقلت بإرتباك : المعذرة ، تفضلي بالدخول يا جدتي ..

دخلت جدتي إلى المنزل وأغلقت الباب خلفها ، جلست على الأريكة وبجانبها خادمها ..
لأجلس أنا على الأريكة المفردة والمواجهة لهم وبيننا طاولة زجاجية مستطيلة الشكل ..

قلت لأكسر الصمت : جدتي لماذا أنت هنا ؟؟
قالت وهي ترمقني بنظرات نارية : لماذا لم تخبروني بما حصل مع جوليا ؟؟ لماذا أخفيتم الأمر عني ؟؟
أجبت عليها بإرتباك : لم نرد أن نقلقك يا جدتي ..


ضربت الأرض بتلك العصا قائلة بغضب : هذا ليس عذرا أبداً ..
قلت محاولة تهدئتها : جدتي أرجوك أخفضي صوتك قليلاً ، فوالدتي مريضة وأنا لا أريدها أن تستيقظ ..


عندها أخذت جدتي تتمتم بغضب : تلك المرأة عديمة النفع ، فبدلا من أن تبحث عن ابنتها تبقى مستلقية على السرير متظاهرة بالمرض ؟؟ سأذهب لأوقظها ..

وقفت وقد ضقت ذرعا بها ، لأصرخ بحدة : لا لن تذهبي إليها ، لن أدعك تزعجينها بلسانك السليط هذا ، وإذا لم يكن لديك شيء مهم تقولينه فغادرِ المنزل حالا ..

قطبت حاجبيها وضيقت عينيها بغضب ، وقالت بعصبية : من أنت حتى تطردينني من منزل ابني ؟؟ يالك من فتاة عديمة التربية تماما كوالدتك ..
قلت بذات النبرة : منزل إبنك ؟؟ لا تضحكيني آرجوك ، لو كنت تعتبرينه إبنا لكِ لما طردته من منزلك أيتها العجوز الشمطاء ..


تمتمت بصوت خافت : عجوز شمطاء !!
ثم أردفت وقد بدأ صوتها يعلو تدريجيا : أنا عجوز شمطاء !! سأريك ما بإمكان هذه العجوز الشمطاء فعله ..

وقفت من على الأريكة بمساعدة العكاز الذي تحمله ، وأخذت تقترب مني بخطوات بطيئة ، ويديها المليئتان بالتجاعيد ترتعشان من شدة الغضب ، وعينها مثبتتان نحوي والشرر يتطاير منهما ..


وقف الخادم أخيرا وتوجه ناحية جدتي وبدأ يتهدئتها قائلا : سيدتي لا تغضبي ، فهذا سيأثر على صحتك كثيرا ..
صاحت جدتي في وجهه : وكيف لي أن أهدأ بعد ماقلته هذه الفتاة الفظة ؟؟


إلتفت إلي الخادم قائلا : آنستي أرجوك لا تغضبي السيدة أكثر ، فهي وكما تعلمين قد تم تنويمها في المشفى قبلاً، ولم تخرج إلا قبل عدة أيام ، لذا أي أنفعال سيؤثر على صحتها سلبياً ..

قلت وأنا أشير إلى باب المنزل : إذا فلتأخذها خارجا قبل أن أثقل عليها بالكلام ، وإلا جعلتها نومة مؤبدة لا تستيقظ منها أبدا ..



صاحت جدتي مجدداً بغضب : أيتها الحقيرة هل تتمنين موتي ؟
لم أرد عليها عندما رأيت الخادم يقوم بسحبها خارجا بلطف ، وعندما غادرا أقفلت الباب وأطلقت تنهيدة وأنا أسند ظهري إلى الباب ..


جدتي على الرغم من كبر سنهاا إلا أن هناك هالة تحيطها تجعل كل من يراها يرهبها ويحترمها ، هي إنسانة صارمة وكلمتها لا تُثنى أبدا ..


العلاقة بيننا متوترة جدا و شبه منقطعة ، والسبب يعود إلى الماضي ، عندما رغب أبي بالزواج من أمي ، رفضت جدتي ذلك رفضا قاطعاً ، فقد كانت تكرهها من كرهها لوالدة والدتي ..


لكن أبي كان مصراً عليها ، لذا طردته جدتي من المنزل ، ومرت السنوات ولاا زالت جدتي منقطعة عنا تماما ، على الرغم من أن أبي يزورها بين الحين و الآخر إلا أنها تطرده وتأبى مقابلته ..

أنا وأمي وأبي قد استسلمنا تماماً ، وفقدنا الأمل في إصلاح علاقتنا ، لكن الوحيدة التي لا تزال مثابرة هي جوليا ..

فعلى الرغم من كل تلك الإهانات التي تسمعها من جدتي إلا أنها لم تيأس أبدا ، وظلت تزورها وتقدم لهاا لهدايا بإستمرار ..







زفرت بضيق مجدداً من ذكرى جوليا ، هي فتاة لها أثر كبير علينا ، ولو أنها كانت موجودة اليوم لعاقبتني بشدة على ما قلته لجدتي ..
أغمضت عيناي بألم وأخذت أهمس : جوليا أين أنت الآن ؟؟ أرجوكِ كوني بخير من أجلنا ..


________________________________________________


~ روز ~

عندما رن جرس المدرسة معلناً عن بدأ الإستراحة ، تحلق طلاب الصف حولي جميعا ..
وانهالوا جميعا بالأسئلة المتعلقة بجوليا ، فقد أصبح الجميع يعلم بأمر اختطافها ، لأن الأمر قد انتشر في الصحف والأخبار ..


كنت مطأطأة الرأس ، وأشد على قبضتي بغضب وألم ..
قاطعتهم بهدوء : جوليا لم تختطف ، وإنما هربت من المنزل ..

علت الدهشة محياهم ، وبدأ الجميع بسيل من الآسئلة الجديدة ..

وقفت وأنا أحاول التماسك ، ما سأقوله سيكون مؤلماً لي ولها ، لكني يجب أن أفعلها من أجل ألا تُعذب جوليا مجدداً ..


قلت وشفتاي ترتعشان مما سأقوله : لقد هربت من المنزل لأن في أحشائها طفل غير شرعي ، ولكن عائلتها ظنوا أنها قد اختطفت ، لذا أرجوكم ابقوا الأمر سراً عن الجميع ..


انهيت جملتي وركضت هاربة ، وأحاول جاهدة كبت دموعي ، لكنها لم تأبى إلا النزول ..
خرجت من المبنى ، وجلست بجانب شجرة موجودة في حديقة المدرسة ، وبدأت النحيب عالياً ..



ما قلته كان إتبعاً لأوامر الخاطف ، وهو من كتب تلك الكذبة لأقولها لزملائنا في الصف ..

لقد زرعت في أذهانهم لتوي فكرة سيئة عن أعز صديقة لدي ، لكن لم يكن أمامي خيار آخر ..
لا أريد أن يتم تعذيبها كما حصل سابقاً ، و الشيء المؤلم أكثر هو أنه لا أحد بجانبي الآن ، آه كم هو مؤلم هذا الشعور ..




أخشى أن يصل هذه الكذبة إلى مسامع المعلمين ، وعندها ستكون جوليا في خطر عند عودتها ..

وقفت بسرعة من مكاني ، لا وقت للبكاء ..
الخاطف لم يأمرني بإخبار المعلمين ، فقط طلاب صفنا ، لذا سأحرص ألا يصل هذا إلى مسامع المعلمين ..


ركضت عائدة إلى الصف ، وعند دخولي قلت عالياً : فلتعيروني انتباهكم قليلاً ، أرجو أن يكون ما سمعتموه للتو سراً بيننا ..



نظر الجميع إلي بإستخفاف وقال أحد الفتيان : لقد تأخرت كثيراً ، فجوليا مكروهة من قبل طالبات الصف ، لذا هن ذهبن لنشر الأخبار للمدرسة بأكملها ..


تيبست في مكاني ، إذا فقد كان المختطف يعلم مسبقاً أن الكذبة ستنتشر سريعا ، ياله من شخص حقييير ..



انتهى الدوام المدرسي ، وأنا طوال الوقت أشعر بالضيق ، لو كانت جوليا في مكاني ماذا كانت ستفعل يا ترى ؟؟




عندما انتهيت من جمع أغراضي وخرجت من الصف ، تفاجأت حين رأيت مجموعة من الطلبة من الصفوف الأخرى في انتظاري ..

قلت بإرتباك وأنا أتراجع إلى الخلف بضع خطوات : ماذا تريدون ؟؟
اقتربت مني فتاة جميلة تدعى هانا ، وهي أشهر فتاة في المدرسة وقالت : روز هل حقا ما سمعناه كان حقيقة ؟؟

اجبت وأنا أتظاهر بالقوة : وما شأنك أنت والبقية ؟؟

تقدم شاب ما ووقف بجانب هانا قائلا : لا تتحدثي مع أميرتنا بهذا الشكل وإلا ..
ثم تابع بإبتسامة ساخرة : ألحقنا بك العار وهربتِ كصديقتك العاهرة ..


أغمضت عيناي بألم عندما علت ضحكتهم الساخرة ، كم أكره أن يتحدثوا عنها بسوء ،لكن لو أنكرت ذلك فجوليا ستدفع الثمن مجدداً ، أي عذاب هذا !!
صرخت وسط دموعي التي خانتني أمامهم : أنتم لا تفهمون شيئاً مطلقا ، اللعنة !!



دفعتهم بعيداً ومررت من خلالهم ، وأخذت أركض وأركض ودموع تأبى التوقف ..


سمعت أحدهم يناديني ، لكني لم أتوقف ، لكن الصوت بدأ يقترب مني شيئاً فشيئاً ، بعدها شعرت بيد ضخمة تمسك بمعصمي ..
وسمعته يقول : روز ماذا بك ؟ ماذا حصل في المدرسة ؟؟


عندما علمت صاحب هذا الصوت ، إلتفت إليه وقلت بصوت باكي : أنا فتاة سيئة حقا ..
- ولماذا !! >> قالها سوبارو متفاجئاً ..


رويت له ما حصل معي بشكل مختصر وما إن انتهيت حتى ضرب بقبضته الجدار الموجود بجانبنا ..
وتمتمت بغيظ : تبا !! لقد تمادى كثيراً ، لن أسامحه مطلقاً عندما أراه ..


قلت بحزن : هل ما فعته كان صواباً ؟؟
إلتفت إلي ووضع كفه الضخم على رأسي وقال بحنان : نعم يا روز ، فلو لم تفعلي هذا لما كنا لنعلم ماذا سيحصل لجوليا ، لذا لا تلومي نفسك ..


همست بصوت باكي : لكني جعلت الجميع يظنون أنها فتاة سيئة ..
قال بإبتسامة مطمئنة : لا بأس يا روز ، فعندما تعود جوليا سنسوي الأمر ..




بعد أن هدأت بفضل كلمات سوبارو ، أخذت أتلفت يميناً وشمالاً ، لأقول بإستغراب بعدها : أين ياماتو ؟؟ ألم يقل أنه سيقابلنا دائماً بعد انتهاء المدرسة ؟؟



هز سوبارو كتفيه قائلاً : لربما كان مشغولاً في أمر ما ، ولم يستطع القدوم إلى هنا اليوم ..
- أنت محق ..


عرض علي سوبارو مرافقتي إلى المنزل ، وأنا لم أعارض الأمر ، ففي الواقع أنا أصبحت خائفة دائما من أن يحصل لي مثل ما أصابني سابقاً ، أو مثل ما أصاب جوليا الآن ..


في الطريق كان الصمت هو الجو السائد ، و لم ينطق كلانا بأي كلمة ، وعند وصولنا إلتفت إليه قائلة بإبتسامة : شكرا لك يا سوبارو ..
أجابني مبتسما : العفو ..
ثم أردف بعدها وهو يخرج هاتفه المحمول : روز هل لي أن آخذ رقم هاتفك ؟
قلت بتوتر : ولماذا ؟؟
- حتى يُسهل علينا التواصل مع بعضنا البعض ..

خجلت من أن أخبره بأن لا هاتف لدي ، لأن أخي الأحمق يرفض ذلك ، لذلك قلت : لا أظن أن هذا ضروري حقاً ، فأنت ستعود إلى المدرسة الأسبوع المقبل .

أخذ يحدق في وجهي طويلا ، حتى شعرت بالتوتر من نظر اته ، وبعد أن ضقت ذرعا صحت غاضبة : إلام تنظر أيها الغبي ؟؟

قال بهدوء : روز صارحيني القول ، هل تمتلكين هاتفا محمولا ؟؟
قلت وأنا أشيح بوجهي بعيداً : نعم بالطبع لدي ، من الأحمق الذي لا يمتلك هاتفا ؟؟


أمال سوبارو شفتيه ساخراً وهو يقول : إذا أنت لا تمتلكين واحدة ..
ثم أكمل حديثه وهو يمد لي الهاتف : خذي هذا الهاتف فأنت أمتلك واحدة غيرها ..
قلت بعزة نفس : شكراً لكني لست بحاجة إليه ..
روز هذا ليس وقت عنادك ، عندما ينتهي كل شيء يمكنك أن تعيدي الهاتف ..
فكرت ملياً ، وبعدها أخذت الهاتف من يده ثم شكرته ودخلت منزلي ..


تفاجأت حين رأيت ماركو أمامي ، بلعت ريقي بخوف حين لاحظت نظراته المصوبة نحوي ..
يبدو أنه رآني حينما كنت مع سوبارو ..
لكن الغريب أنه ابتسم لي بغموض ثم ابتعد عني ، يا ترى على ماذا ينوي عليه هذا اللعين ؟؟





_________________________________________



~ ياماتو ~

خرجت من السيارة بغضب و تجاهلت الخدم الذين يحيونني كالعادة ..
قابلت آلبرت أمامي لأقول له بحدة : آلبرت أين أبي ؟؟
أجابني ببرود : إنه في مكتبه يا سيدي الصغير ..


صعدت السلالم بخطوات سريعة ، وما إن وصلت إلى مكتب أبي حتى اقتحمته بقوة ..
رفع أبي ببصره إلي وقال بصرامة : ياماتو ألم تتعلم أن تطرق الباب قبل الدخول ؟؟

تجاهلت ما قاله وتوجهت إليه بخطوات واسعة لأصل أمام مكتبه البني ، ضربت المكتب بقبضتي قائلاً بغضب : إلى متى ستظل تتحكم بي يا أبي ؟؟
نزع والدي نظارته التي يرتديها من أجل العمل وقال وهو ينظر إلي بنظرة باردة : حتى تعقل يا ياماتو وتعرف كيف تختار أصدقائك ..


قلت وأنا أنظر إليه بغضب : أبي لا تتدخل في حياتي ، وأنا حر في إختيار أصدقائي ..
صاح أبي في وجهي : لست حراً يا ياماتو ، لقد نقلتك إلى مدرسة أخرى حتى تختار أصدقاء مناسبين لمكانتنا ، لكنك لازلت تذهب إلى مدرستك القديمة بعد انتهاء الدوام وتقابل غريبي الأطوار الذين تدعوهم بأصدقائك ..
- لهذا منعت السائق من إيصالي إلى هناك ؟؟
- نعم ، فأنا لا أريدك أن تقابلهم مجدداً ..



لم أعد أستطيع الصبر أكثر ، أنا أحترمه لأنه والدي ، لكني لا أريده أن يتحكم بي هكذا ..
قلت وأنا أشد بقبضتي محاولا السيطرة على نفسي : أبي سأفارقهم لكن ليس الآن فهناك شيء مهم يحدث الآن ، ويجب أن أكون معهم خطوة بخطوة ..


أجابني بنبرة غير قابلة للنقاش : ستفارقهم رغما عن أنفك منذ هذه اللحظة ..
أغمضت عيناي بقوة ياله من أب عنيد ، قلت وأنا أتوسل إليه عله يغير من رأيه : أبي أرجوك سأفعل أي شيء لكن لا تحرمني منهم ..

أشار بسبابته نحو الباب قائلاً : مهما حاولت فأنا لن أغير رأيي ، لذا غادر حالاً فأنا لدي الكثير من الأعمال ..




غادرت المكتب وأنا أغلي من الداخل ، لو أنه لم يكن أبي كنت لأرغمه ولو اضطررت إلى استخدام القوة ، لكن وللأسف إنه أبي وأنا لست معتادا على الجدال معه بكثرة و فأنا أحترمه كثيراً ..

لكن هذا لا يعني بأنني سأنصاع لأوامره دائماً ، لذا سأحاول غداً الإلتقاء بروز وسوبارو ..



في طريقي إلى غرفتي تلاقيت مع زوجة أبي راي ، تجاهلتها كالعادة وأكملت طريقي لكني سمعتها تقول : هل تعلم ماذا حصل مع الفتاة التي تدعى جوليا ؟؟

وقفت في مكاني وأجبت عليها دون أن ألتفت إليها : نعم أعلم لا داعي لإخباري ، فقد انتشرت الأخبار في الصحف والأخبار ..

كنت لأكمل طريقي لكن ما قالته استوقفني ..
: جوليا حقاً فتاة عاهرة ..

إلتفت إليها بغضب واقتربت منها قائلا بتهديد : ماذا تقولين ؟؟ إياك وتكرار ما قلته و إلا .......
قاطعتني وهي تتراجع إلى الخلف : على رسلك يا ياماتو فلست أنا من قال هذا عنها ، المدرسة بأكملها تتحدث عن هذا الموضوع ..


قلت بحدة : ولماذا تقولون عنها هذا ؟؟
لقد قالوا أن طلاب الصف حين سألوا روز عن موضوع الإختطاف أخبرتهم أن جوليا لم تختطف ، وإنما هربت من المنزل بملئ إرادتها لأنها تحمل في أحشائها طفل غير شرعي ..


تفاجأت كثيراً مما قالته ، قلت بشك : هل أنت واثقة ؟؟ لو أن الحقيقة ليست كذلك فستدفعين الثمن ..
قالت بإبتسامة واثقة : كل الثقة ، إسأل جميع الطلبة والمعلمون وسيخبرونك بما قلته لك حرفياً ..





إنتابني غضب شديد ، لماذا فعلت روز شيئاً كهذا ؟؟ جوليا من أعز صديقاتها ، إذا لماذا تقول شيء فظيع كهذا ؟؟


لحظة !! هل يمكن أن تكون هذه إحدى أوامر الخاطف ؟؟ هل يمكن أن روز قد أُجبرت على هذا ؟؟

إذا كان هذا صحيحاً فأنا واثق من أن الأمر كان صعباً عليها ، روز المسكينة ، لكم تمنيت أن أكون معها ..

عندها عزمت أمري وقررت مقابلتها غداً بأي وسيلة كانت ..


_________________________________________


~ جوليا ~

حل المساء وذهب حارس الصباح لينوب عنه حارس المساء الأصلع ، كنت أتضور جوعاً ، وأنتظر وجبة العشاء _ بما أنهم لا يقدمون لنا الغداء _ بفارغ الصبر ..

ولم أكن الوحيدة الجائعة هنا ، فقد كانت الآنسة يومي كذلك ، فوجبة الفطور لم يكن كافياً لها ..



كانت تتذمر طوال الوقت وأنا حزينة من أجلها كثيراً ، الحياة هنا لا تطاق أبداً ..
بعد دقائق عاد حارس الصباح ، وعندما رأيته أدركت أن أمرا غير سار سيحصل ، فعندما أراه في وقت غير الصباح فهذا يعني أن التعذيب قادم ..


كان حدسي في مكانه ، فقد رأيته يفتح قفل الزنزانة ، نظرت يومي إلي بقلق حين وقفت ، لكنني سمعت الحارس يقول : لست أنت من نريدها ، فلقد أحسن أصدقائك التصرف ..

لم أفهم الجزء الآخر من جملته ، ولا وقت لدي لأسأله عن مقصده ، لكن ما فهمته أنهم يريدون الآنسة يومي ..


إلتصقت الآنسة يومي بي بخوف ، ودموعها ملأ وجهها ، أخذت تنظر إلي مستنجدة ..



وضعت يدي حولها وجذبتها نحوي بقوة وأنا أقول للحارس : فلتأخذني عوضاً عنها ..
هز رأسه نافياً وقال : لم نؤمر بأخذك ، وإنما تلك المرأة ، لذا لا تتدخلي فيما لا يعنيك ..

قلت و أنا أشد من احتضان الآنسة يومي : لن أسمح لكم بلمسها أبداً ، ولا إلحاق الضرر بها ..



قال الحارس مخاطباً يومي : قفي بسرعة وتعالي معنا ، قبل أن نضطر لإستخدام العنف معك ..


غضبت كثيراً من تجاهله لي ، همست في أذن الآنسة يومي : اتركيني قليلاً ، لن أسمح لهم بالإقتراب منك ، سأذهب لألقنه درساً ..
هزت رأسها برفض ، وزاد صوت نحيبها أكثر وأكثر ، مما جعلني مصممة على ألا أدعهم يقربون منها ..

رفعت ببصري إليه وقلت : ماذا يجب علي أن أفعل لأكون بديلة للآنسة يومي ؟؟
قال وقد احتدت معالم وجهه : لا نريدك ألا تفهمين ذلك ؟؟

في هذه اللحظة وقف الحارس الأصلع وتوجه إلى حارس الصباح ، ووضع يده على كتفه قائلا بمكر : دعها يا كيتورا فأنا واثق من أنها حين ترى التعذيب ستغير رأيها ..


أطلق الحارس كيتورا تنهيدة طويلة وأخذ يتمتم : فتاة عنيدة ..
ابتسمت في وجهه ووقفت متوجهة إليهم بعد أن تركتني الآنسة يومي ..

لكني سمعت كيتورا يقول للأصلع : أنت رافق المدعوه يومي ..
صحت غاضبة : قلت أنني سأذعب عوضاً عنها ، لذا لا تفكرا بالإقتراب منها ..

قال الأصلع : سنجلبها معنا في حين إذا غيرت رأيك ..

فردت بذراعاي مانعة من مرور الأصلع ، وقلت بثقة : أنا لن أغير رأيي مهما كانت الظروف ، لذا هي ليست بحاجة إلى القدوم معنا ..


إبتسم الأصلع ساخراً ، وأخذ الحارسان ينظران إلى بعضهما ، ثم قالا بعد تفكير : سنأخذها معنا سواءً قبلت بذلك أم لم ترضي ..
أمسكني الحارس كيتورا بينما أمسك الحارس الأصلع بالآنسة يومي التي تحاول مقاومته ولكن عبثاً ..

سمعت الحارس كيتورا يهمس في أذني : جوليا من الأفضل لك أن تغيري رأيك ، فأنا واثق من أنك لن تتحملي التعذيب أبداً..


تجاهلته وفضلت الصمت على الكلام ، إن كنت أنا لن أتحمله فالآنسة يومي لن تتحمله كذلك ..

عاد الحاس يهمس في أذني مجدداً : لا يجب عليك تحمل ذنب ارتكبته تلك المرأة ..
توقفت في مكاني ليتوقف هو كذلك بما أنني أمامه ، قلت دون النظر إليه : وما الذنب التي اقترفته الآنسة يومي ؟؟


دفعني بيده بخفة وقال بهمس : اخفضي صوتك أيتها الحمقاء ، لا أريده أن يسمعنا ..
لم نكمل حوارنا لأننا دخلنا إلى غرفة أخرى غير التي كنت بها في الأمس ..

وكان يوجد منضدة مستطيلة عليها قدر كبير مليء بالزيت ، ويبدو ساخناً جددا بسبب الدخان المتصاعد أعلاه ، وبجانبه جمرات مشتعلة قد تحول سوادها إلى احمرار من شدة الحرارة ..

قال الأصلع بإبتسامة خبيثة : بما أننا طيبون جداً ، فقد أتحنا الخيار لكم ، إما أن تغمسي يدك في الزيت الحار أو أن تمسكي بالجمرة مدة من الزمن ، ماذا ستختارين يا جوليا ؟؟ أم أنك ستغيرين رأيك بعد أن علمت بالعقاب ؟؟


نظرت إليه متفاجئة ، إنهم مجانين حقاً ، ما عانيته في الأمس لا يساوي شيئاً مقارنة بهذا التعذيب ..
حتى أقوى الرجال لن يتحملوا مثل هذا العذاب ، فما بالكم بإناث ضعاف مثلنا ؟؟

سمعت الحارس كيتورا يقول : صمتك هذا يعني أنك قد غيرت رأيك ، هذا جيد ، تعالي معي لنعود الآن إلى الزنزانة ..

(: نهاية الجزء





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 08:29 PM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


..( ١٨ )..

~ يومي ~

نظرت إلى جوليا بخوف حين رأيت الحارس يقوم بأخذها خارجاً ..

صرخت بجزع وبنبرة متوسلة : جوليا لا تغادري أرجوك ، لا أريد أن أُعذب ، ساعديني أرجوك ..


أعلم أن ما أقوم به هو تصرف أناني ، لكني خائفة كثيراً ، خائفة حتى الموت ، لن أتحمل أبداً مثل هذا النوع من التعذيب ..

شعرت بالأمل حين رأيتها قد توقفت في مكانها ، وبعدها استدارت إلي وقالت مبتسمة : وهل ظننتِ حقاً أنني سأتركك ؟؟ قلت أنني سأحميك يا آنسة يومي و أنا لا أغير رأيي أبداً ..


شعرت بقليل من الراحة لكن تأنيب الضمير يقتلني ، كيف لي أن أحتمي خلف فتاة ضعيفة وصغيرة مثل جوليا ؟؟ أنا الأكبر سناً هنا ، إذاً أنا من يجب أن أحميها ، لا العكس ..


سمعت الحارس كيتورا يقول مخاطباً جوليا بإنفعال : هل أنت جادة أيتها الحمقاء ؟؟ ألا زلت مصرة على حمايتها على الرغم من أنك علمت طبيعة التعذيب ؟؟

أجابت جوليا عليه : وما شأنك أنت ؟؟

لم يرد عليها الحارس وأخذ يتمتم بكلمات غاضبة ، كنت أنظر إلى جوليا بقلق ممزوج بالحزن ، أنا حقيرة فعلاً ، لقد ورطتها في أمر لا يعنيها ..


وبالرغم من ذلك لا أملك الشجاعة الكافية لأتحمل هذا التعذيب كجوليا ..


سمعت جوليا تقول للحارس الأصلع : أعد الخيارات المتاحة أرجوك بشكل مفصل ..

رفع الحارس الأصلع أصبعيه السبابة و الوسطى ، ثم قال : لديك خياران ، الأول أن تغمسي يدك في هذا الزيت والمدة ستكون أربع دقائق تحديداً ، بعدها تخرجين يدك ، الثاني أن تقومي بإمساك جمرة مشتعلة وتبقي محتضنة له في كفك لمدة خمس دقائق ، ماذا ستختارين إذاً ؟؟



وضعت جوليا سبابتها على شفتها السفلي علامة التفكير ، ونحن ننظر إليها بترقب ، ماذا ستختار ؟؟

بعد ثواني من الصمت قالت مبتسمة : إذاً سأختار الخيار الثالث ..
احتدت ملامح الأصلع وصاح غاضباً : هل تمزحين معنا ؟؟


قال الحارس كيتورا بعده : لربما قصدت بالخيار الثالث هو الإنسحاب ..

هزت رأسها نافية وقالت : لا لم أقصد ذلك لكن الخيار الثالث هو أن تقوما أنتما بذلك ، ومن ثم سأختار لأرى أيهما أقل ألماً ..


: كفاك عبثاً ، إن لم تريدي الإختيار فسآخذ هذه المرأة و أختار لها ما شئت ..
هذا ما صاح به الحارس الأصلع ، وبعدها قام بسحبي نحو القدر المليء بالزيت ، صحت بذعر و خوف ..
وأخذت أبكي خوفاً ، كان يحاول سحب ذراعي الأيمن ، وأنا أقاومه بكل ما أوتيت من قوة ..
كنت أصرخ طالبة النجدة ودموعي قد بلل وجهي بأكمله ، ولم أعد أستطيع الرؤية جيداً بسبب الدموع التي تملأ عيناي ..

بدوت كالمجنونة حقاً ، لكن هذا لا يهم ، الأهم الآن هو أن لا أسمح له بالإمساك بذراعي ، وإلا أصبحت مقلية لا محالة ..



شعرت بأحدهم يجذبني إلى الوراء بقوة ، وبعدها تعالت صرخة الحارس الأصلع ..
مسحت دموعي بكفي بقوة لأستطيع الرؤية جيداً ، وما رأيته أذهلني ..


كان الحارس الأصلع يتلوى ألماً وصراخه قد ملأ المكان ، وكفيه تغطيان وجهه ، ويبدو أن الحارس كيتورا قد سكب الزيت الحار على وجهه ..

تيبست في مكاني بذهول ، ما أراه الآن مفجع حقاً ، ولم أعتد على رؤية منظر كهذا ..


شعرت بيد جوليا تجرني خارجا ، ولم أعد أستطيع تمييز ما يحدث جيداً ، وبقيت في حالة صدمة ..



________________________________________________


~ كيتورا ~

عندما أمسك الحارس الآخر المرأة المدعوة بيومي ، وحاول سحب يدها لوضعها في الزيت المغلي ، جن جنون جوليا ، وإخذت تحاول الإفلات مني لمساعدة يومي ..


كنت واثقاً من أنني إذا ما تركتها فقد تُدخل يدها في الزيت مباشرة لإنقاذ تلك المرأة ..
وأنا لا أريدها أن تؤذي نفسها ، لكن هذه المجنونة لن تهتم بنفسها ..

قلت وأنا أمسكها بإحكام : إسمعيني عندما أفلتك قومي أنت بإنقاذ تلك المرأة وأنا سأتكفل بأمر الحارس .

بعدما انهيت جملتي فلت يدها لتسرع هي إلى الآنسة يومي وتجذبها نحو حضنها ، لأقوم أن بسكب الزيت الحار على الحارس ..



عندها أخذ الحارس يصرخ بألم وهو يتلوى على الأرض من الألم ..
قلت مخاطباً جوليا بسرعة : لنخرج من هنا حالاً ..
خرجنا من تلك الغرفة تاركين ذلك الحارس في الخلف ، وكنا نسير في ذلك الممر الضيق ..
كنت أنا أسير في المقدمة وخلفي جوليا التي تجر تلك المرأة المتيبسة في مكانها ..



كنت أركض بسرعة وبين حين وآخر ألتفت للوراء لأرى ما إذا كانت جوليا لا تزال خلفي ..
وعندما وصلت أخيراً إلى الباب المؤدي إلى الخارج ، إلتف قائلاً لجوليا : جوليا خلف هذا الباب منزل فخم مليء بالخدم لذا لتتوخي الحذر ، ولنتسلل بخفة ..
سألتني جوليا : أين نحن الآن ؟؟

أجبت عليها وأنا أمسك مقبض الباب : نحن في قبو منزل السيد ..

قبل أن أدير مقبض الباب فُتح الباب من تلقاء نفسه ، ليظهر خلفه وجه سيدي وعلى شفتيه تلك الإبتسامة الساخرة ..
ليقول بعدها وهو يحدق فيني : كما توقعت تماماً ، ستحاول إنقاذ هذه الفتاة المدعوة جوليا ..


توترت كثيراً وشعرت بالقلق ، خصوصاً بعد أن نقل بصره إلى جوليا ..

ترجعت إلى الوراء خوفاً من أن يقوم بإيذائها ، وقع عيني على يده الأيمن لأدرك أنه يحمل مسدساً في كفه ، بلعت ريقي وأنا أشعر بالإختناق ، لقد أقدمت على شيء جنوني حقاً ..


قلت بصوت مرتعش : سيدي أنا لم أقصد .......

بتر عبارتي وهو يصوب مسدسه بإتجاهي قائلاً بحزم : أصمت آيها الخائن ، ألا زلت تريد الإنكار وقد أمسكت بك متلبساً ..


لم يكن هناك خيار أمامي سوى التوسل عله يغفر لي ..

انحنيت راكعاً بإذلال وأنا أقول : سيدي سامحني أرجوك ، أعدك أنني لن أكرر فعلتي ..

صاح سيدي : وهل تظنني سأسامحك على خيانتك لي بمجرد أنك ركعت أمامي ؟؟ لا وألف لا ..

جثوت على ركبتاي أمامه وأقبلت أقبل قدمه فقد يشفق على حالي ويسامحني ، لا بأس في أن أذل نفسي أمامه من أجل البقاء حياً ، فلو قتلني الآن أختي ستكون وحيدة ومشردة ، وربما قد يقتلها سيدي أيضاً ..


قلت وأنا أنهال على قدمه بالقبلات بصورة مثيرة للشفقة : أرجوك يا سيدي سامحني ، سأوافق على أي أمر تطلبه مني ، حتى لو طلبت مني أن أتصرف ككلب لك ، لكن أبقي على حياتي أرجوك ..



ركلني السيد بعيداً ليتبعها رصاصة استقرت على كتفي الأيسر ، صرخت متألما وأنا أضع يدي مكان الرصاصة والدماء تنزف دون توقف ..

بدأت دموعي بالإنهمار بغزارة وأنا أفكر بأختي الوحيدة شينا ، انتبهت لوجود جوليا بجواري وأخذت تقول بغضب موجهة خطابها إلى السيد : أيها السافل لماذا أطلقت لنار عليه حتى بعد أن ذل نفسه ؟؟


قلت وأنا أحاول دفعها بضعف : ابتعدي أيتها الشيطانة فأنت السبب فيما يحصل لي ..

نظرت إلي جوليا متفاجئة ، لم تعلم أنني منذ حضورها وأنا لا أفكر بأحد سواها ، أعجبني هدوئها وصبرها ، كما أن أسلوبها قد جذبني إليها ، وروح الفكاهة التي تتحلى بها رغم صعوبة الظروف حببني إليها ..


تلك الصفات الفريدة التي كانت تتحلى بها جعلني أرغب حقاً في إنقاذها ، وفي النهاية أدركت أن قلبي قد تعلق بها ، وسرت خلف ما يمليه علي قلبي دون أن أفكر بالعواقب ، والآن حان الوقت لأدفع الثمن ..


_________________________________________


~ جوليا ~

أخذت أتأمل الحارس كيتورا ، وأنا لا أفهم في ماذا يفكر ..

انتبهت على الرجل الذي رفع مسدسه مصوباً على الحارس كيتورا ، ليطلق بعدها رصاصة أخرى استقرت على كتفه الأيمن ..

ذعرت كثيراً وأنا أسمع صرخات الحارس المتألمة ، وفي الوقت ذاته ابتعدت عنه خشية أن يصيبني الرصاص ، لا أريد أن أموت الآن تاركة الآنسة يومي خلفي ..


عندما تراجعت أطلق عدة رصاصات أيضا استقرت على عدة مناطق من جسد الحارس كيتورا ..



قلت بصوت موتعش : توقف يا هذا ، أليس في قلبك أي رحمة ؟؟

أوقف الرجل إطلاق النار ، ونقل ببصره إلي ليقول بإبتسامة عريضة : نعم أنا رجل بلا رحمة ، هل لديك أي مشكلة ؟؟


أغاظني رده كثيراً مع تلك الإبتسامة التي يرسمها على شفتيه ، فجأة قطع نظراتنا صوت سعال الحارس كيتورا ، إلتفت إليه لأراه يسعل دماً ، ويبدو متألماً كثيراً ..

حزنت عليه كثيراً ، منظره وهو ملقى على الأرض وملابسه الغارقة في الدماء ، ووجهه الشاحب وصوت آهاته كل هذا يفطر القلب ..



رأيت الرجل يتقدم نحو الحارس وبعدها رفع قدمه ليضعها على صدر الحارس ويضغط عليه بقوة ، ليصدح صوت صراخه الذي يعبر عن مدى ألمه ..


قال الرجل للحارس وهو يزيد من الضغط على صدره بقدمه القذرة : هذا ما تستحقه لأنك فكرت في خيانتي ..
قال الحارس كيتورا بصعوبة وصوت مبحوح : سيدي ... أرجوك ... لا تؤذي أختي ..


انطلق من ذلك الرجل صوت قهقهة عالية ، ليردف بعد أن هدأ قليلا : ولماذا يجب أن أستمع إليك وأنفذ ما تقوله ؟؟ أنا حر فيما أفعله بها ..


انفجرت البراكين في داخلي ، والغضب قد أعماني ، لم أعد قادرة على السيطرة على نفسي أكثر من هذا ..
تسللت نحوه بخفة لأمسك بيده التي يحمل فيها المسدس وألويها إلى الخلف ، ثم طرحته أرضا بضرب المنطقة الموجودة خلف الركبة لأجعله يفقد توازنه بسهولة ، وبعده جعلته ممدداً على الأرض وكلتا يديه ملويتان إلى الخلف ، وقدمي اليسرى موضوعة على ظهره ..


قلت بنبرة غاضبة : أيها اللعين السافل ، أنت تغضبني كثيراً بتصرفاتك ، سأقتلك هنا لأرتاح منك ..
قال وهو يحاول مقاومتي : اتركيني أيتها اللقيطة ..


سحبت يديه إلى الخلف قليلا وقلت بنبرة تهديدية : لا تتحرك وإلا خلعت كلتا كتفيك ، ابقى ساكناً..

هدأ قليلا بعد ان اطلق تلك الصرخة القصيرة التي عبرت عن ألمه ، أكملت كلامي : اسمعني إن أردت النجاة فأجب على اسئلتي بصراحة ، لماذا قمت بإختطافي أنا والآنسة يومي ؟؟

أجاب بفظاظة : ولماذا قد أخاف من تهديد فتاة صغيرة مثلك ؟؟

جوابه استفزني كثيرا، زدت من سحب يده ليطلق صرخة أعلى من سابقتها ، ثم قلت : هذه الفتاة التي تظن أنها صغيرة ستجبرك على الإجابة ، لكن ليس الآن بعد أن نخرج من هنا ..

قلت هذا بعد أن تذكرت حالة الحارس كيتورا ، التأخير ليس من صالحنا أبداً ، ولكن لأضمن عدم حرية هذا السافل ، ضغطت على ظهره بقدمي وجذبت كلتا يديه بقوة حتى سمعت صوت خلع كفتيه ..


لم آبه إلى صوت صراخه ، الأمر ليس وكأنني عديمة الرحمة ، لكن هذا الرجل يستحق هذا و أكثر ..

ثم أنه وبعد أن خلعت كلتا كتفيه اصبحت مطمئنة من أنه لن يشكل تهديداً لي ، وسأستطيع أخذه كرهينة لأستطيع الخروج من هنا دون أن يقرب مني أحد ..


التقطت المسدس الملقى على الأرض وتفحصته لألاحظ أنه قد بقي رصاصتان فقط ، إذا يجب أن أكون حذرة عند استعماله ، مع أنني أرجو أن لا اضطر إلى إستخدامه أبداً ، ليس لأنني لا أتقن استخدامه ، بل أنا بارعة كثيراً في استخدام الأسلحة وماهرة في التصويب ، لأن والدي قد علمني هذا مذ أن كنت طفلة ، لكنني لا أحب إيذاء الآخرين أبداً ..


إلتفت إلى الآنسة يومي والتي كانت تحاول إيقاف نزيف الحارس ، قلت لها : آنسة يومي سنغادر المكان ، هل الحارس بخير ؟؟
لقد فقد الكثير من الدماء ، حالته سيئة للغاية ..
هل تستطيعين إسناده ومساعدته في المشي ؟؟
- نعم استطيع فأنا معتادة عى هذا ..

بينما كانت الآنسة يومي تقوم بمساعدة الحارس ، أمسكت الرجل من ياقة قميصه وجذبته نحوي بعنف ، سمعته يشتمني بغضب لكنني تجاهلته ..


لاحظت أن الآنسة يومي تعاني مثيراً ، فالحارس لا يستطيع حتى الوقوف على قدميه ، والآنسة يومي لن تستطيع حمله ..

سمعته يقول بصوت ضعيف : لا بأس فلتذهبوا من دوني ، فأنا أشعر أن أجلي قد حان ..
ثم صمت قليلاً ودموعه تسيل بغزارة ، ليكمل بعدها : لكن أرجوكم اعتنوا بأختي شينا جيداً ، فهي ستكون وحيدة بعد موتي ..


قلت محاولة بث الأمل في قلبه : لا تقل هذا فأنت ستنجو بلا شك ، اصبر قليلاً فقط ..

هز رأسه نافياً بضعف وقال بصوت متدهرج : لا أظن ذلك ، لذا لا تنسيا أن تعتنيا ................


توقف فجأة عن الكلام وتهاوى جسده ، خشيت أن يكون قد مات ، شعرت بالدوار بمجرد التفكير في هذا ..



- لقد توفي الحارس يا جوليا ماذا سنفعل ؟؟
كان هذا صوت يومي التي انتشلني من شرودي ، أغمضت عيناي متألمة لما حصل له ..

أدخلت يدي في شعر الرجل وقلت بغضب وأنا أجر شعره : تبا لك ، أنت السبب في موته ..

سمعته يقول : صحيح أنني قتلته ، ولكنني لم أكن لأفعل ذلك لو أنه لم يفكر بخيانتي ويحاول إنقاذكما ، إذاً فأنتما السبب في موته ..


جثوت على الأرض عندما انتابني صداع فظيع ، أمسكت رأسي بكفاي وأنا أضغط عليهما ، هل أنا السبب حقاً في موت الحارس ؟؟
هززت رأسي محاولة نفي هذا من رأسي ، لا يمكن أن أكون السبب ..

لكن صوت في داخلي يقول لي أنني السبب ، لقد مات شخص آخر بسببي ..

إنه ثاني شخص يموت بسببي ، سحقاً لي ،لماذا لا أموت فقط ؟؟
آه يا رأسي إنها تؤلمني كثيراً ..

كنت إسمع صوت الآنسة يومي لكني لم أميز ما كانت تقوله ، وبعدها لم أعد أستطيع رؤية أي شيء ً وسقطت في ظلام دامس ، ولا زالت كلمات هذا الرجل يتردد كالصدى ..


______________________________________________

( في اليوم التالي )

~ سوبارو ~

كنت أنتظر أمام بوابة المدرسة خروج روز ، أرجوأن ينقضي هذا الأسبوع سريعاً ، فأنا أرغب في العودة إلى المدرسة ..

روز تواجه أوامر المختطف وحيدة ، وأنا أريد أن أكون معها ..

انتبهت لوجود طالب في المرحلة الإعدادية من زيه المدرسي ، قال وهو يحدق فيني طويلاً : تعال معي قليلا ، أريد أن أخبرك شيئاً مهما ..


نظرت إليه بإستغراب ، ماذا يريد مني طالب في المرحلة الإعدادية ؟؟
قلت بهدوء : وماذا تريد مني ..

قال راسماً على شفتيه إبتسامة غريبة : تعال معي فالأمر سيهمك وأنا واثق من هذا ..


إبتسامته لم ترحني مطلقاً ، ولا حتى طريقته في الحديث ، وشعرت بالقلق قليلاً مما سيقوله ..
هل يا تراه قد علم بأمري ؟؟


هززت رأسي نافياً هذه الفكرة ، من المستحيل أن يكتشف من أنا ، ولا أظن أن أحداً بإمكانه إكتشافي ..

تبعته والأفكار تتخبط في عقلي ، وفي النهاية توقفنا عند زقاقة ضيقة ..


قلت محاولا إخفاء توتري : ماذا تريد ؟؟
قال بإبتسامة ماكرة : الموضوع يتعلق بروز ..


شعرت براحة كبيرة عندما قال هذا ، إذاً الموضوع لم يكن متعلقاً بي وإنما بروز ..

لحظة !!
قلت بإستغراب : روز !! ماذا بها روز ..
قال الفتى : دعني أعرفك بنفسي أولاً ، أنا أدعى ماركو وأنا شقيق روز الأصغر ..


بعدها وضع كفه الإيمن في جيب بنطاله وأخرج منه هاتفاً خلوياً ..
قلت متفاجئاً : هذا هو الهاتف الذي أعطيته لروز ..

قال ماركو : نعم أعلم ذلك ، وقد سرقته منها صباح هذا اليوم ..

إذاً لهذا لم تجب علي عندما اتصلت بها ، هذا يفسر الأمر ،لكن ماذا يريد مني ماركو ؟؟ هل يريد إعادة الهاتف إلي ؟؟ أم أن هناك سبباً آخر ؟؟

تابع ماركو حديثه : أخبرني ماهي علاقتك بروز ؟؟ هل أنت حبيبها أم ماذا ؟؟
قلت بهدوء : نحن أصدقاء ..

صمت ماركو لثواني ليقول بعدها : اسمعني يا شبيه المومياء ، إذا كنت مهتم بسلامة أختي فمن الأفضل أن توافق على ما سأقوله الآن ..


قلت بملل : لا وقت لدي لأضيعه معك أيها المزعج ..

كنت سأدير ظهري عائداً إلى بوابة المدرسة ، لكن ما قاله أوقفني : إذا أيجب علي ضربها كما فعلت سابقاً !!


قلت بحدة : ماذا تقصد بكلامك أيها الفتى ؟؟
قال بمكر : قبل عدة أسابيع تعرضت روز لضرب مبرح من قبل أمي لأكمل أنا الضرب بعدها ، لقد كانت الآثار واضحة جدا ، حتى أنني قمت بحرقها قليلاً ..


تذكرت حين كانت روز تضع كمامة تخفي خلفها وجهها ، الآن عرفت لماذا لم تخبرنا عن السبب ..

قلت بغضب : ولماذا قمتم بضربها ؟؟
أجابني بنبرة باردة : لأنها فتاة وقحة وعاقة ، وأمي تكرهها كثيراً ، لكن إن أردت مني إنقاذ أختي من الضرب فيجب أن تدفع لي اسبوعياً ، وسأقسم أنني لن أدع أمي تقرب منها ..


لم أحبذ فكرة الجدال معه ، لذا قررت الموافقة ، وبعدها اتفقنا على المبلغ الذي يجب أن أعطيه اسبوعياً ..

بعد أن انتهينا من عقد الصفقة قال لي مبتسماً : من كان ليظن أن لدى أختي شخص يحميها ، على العموم لقد قمت بالخيار الصحيح ، سنلتقي هنا كل أسبرع لأستلم النقود ..
قلت بحدة : لإن لمست شعرة من روز فالصفقة ملغية ..
- لا تقلق من المستحيل أن ألغي صفقة رابحة كهذه ، وداعا يا شبيه المومياء ..



غادر ماركو والسعادة بادية على وجهه ، كيف لا وهو سيستلم مني اسبوعياً مبغاً ليس بهين أبداً ، لكن هذا لا يهم المهم هو سلامة روز ..

لم أكن لأظن أن روز تعيش وسط عائلة كتلك ، أم تعامل ابنتها بقسوة وأخ يحرض الأم على ضرب اخته ، إنها حياة صعبة حقاً ..

أصدرت فجأة ضحكة قصيرة وساخرة ، أنا آخر من يجب أن يتفاجأ ، فحياتي معقدة كذلك ..


انتبهت إلى روز الواقفة أمام بوابة المدرسة الرئيسية ، ومن الواضح أنها تبحث عني فهي تتلفت يميناً وشمالاً ..
اقتربت منها قائلاً : روز ماذا حصل اليوم ؟؟

نظرت إلي روز قائلة : لم أجد أي رسالة في درج طاولتي ..
قلت متفاجئاً : إذاً لم يطلب الخاطف أي أمر ، هذا غريب حقا !!

قالت روز : بل هو أمر جيد ..
قلت لها : روز لماذا لم تردي على الهاتف ؟؟ لقد كنت قلقاً عليك كثيراً ..

قالت بإبتسامة متوترة : في الواقع لقد أضعته صباح هذا اليوم أنا آسفة حقاً ..
نظرت في عينيها بعمق وقلت بهدوء : روز هل تذكرين ذلك اليوم الذي أتيت فيه إلى المدرسة ،ووجهك كان ممتلئ بالكدمات والجروح ، من هو السبب في هذا يا ترى ..


نظرت إلي متفاجئة ، يبدو أنها لم تتوقع أن أسئلها بشأن موضوع قديم ، وبعدها أخذت تشتت أنظارها هنا وهناك ..
قلت متظاهراً بأنني لا أعلم الفاعل : روز تحدثي أرجوك ، فقد يفيدنا هذا ..
قالت وهي ترخي عينها إلى الأرض : لا أظن ذلك ، لذا أرجوك لا تُعد السؤال ..


كنت أرغب حقاً في أن تتحدث معي قليلاً ، وتخرج ما في قلبها ، لا أريدها أن تكبت الحزن والهم ، فهذا سيؤثر عليها بصورة سلبية ..

لكن في الوقت ذاته لا أريد إجبارها ، فلو أرادت أن تفرغ عن ما في داخلها لشكت إلى جوليا ، فهي صديقتها المقربة ..

سرنا معاً على الطريق وكلانا لم ينطق بكلمة ، فجأة وقف أمامنا شاب بشعر أشعث ، يرتدي نظارات ضخمة ودائرية تغطي معظم ملامح وجهه ، ولديه شاربان مضحكان ..


كان ينظر إلينا ويحرك يديه هنا وهناك بطريقة كوميدية ، كانت روز تسخر منه وتحاول المرور لكنه يعترض طريقها ، لفت نظري زيه المدرسي والذي كان مختلفاً عنا ، وينتمي إلى مدرسة مرموقة ..


سمعت روز تقول لي بغضب : سوبارو انظر إلى هذا المغفل ، إنه لا يسمح لي بالمرور ..
قلت مبتسما : يبدو أنه معجب بك ..

احتقن وجهها وقالت بصوت عاالي : ماذا !!! أشخص كهذا يعرف كيف يعجب بالآخرين ، لا تضحكني أيها الأحمق ..

قام هذا الشخص بسحبنا بعيداً بعد أن جذبت روز أنظار الجميع بصراخها ، وبعدها دخلنا إلى الزقاقة ذاتها التي كنت فيها أنا وماركو ..


قالت روز وهي تحاول إفلات يدها من قبضة يده : دعني أيها المعتوه يا شبيه المهرجين اتركني ..
تركها الرجل لأقول لها : روز ألم تتعرفي إليه بعد ؟؟

قالت بغرور وهي تشير بسبابتها إلى الشخص الواقف أمامنا : وكيف لي أن أعرف معتوهاً مثله ؟؟ يبدو أنه قد هرب من مستشفى الأمراض العقلية ..



نزع الشاب الشعر المستعار وخلع تلك النظارة الكبيرة ، ويظهر وجه ياماتو السيم وهو يقول بإبتسامة : إنه أنا أيتها الحمقاء ..

نظرت إليه روز متفاجئة وقالت : ياماتو !! ولكن لماذا تتنكر بهذالشكل المضحك ؟؟

قال ياماتو وهو ينزع الشاربان المزيفان : فعلت هذا لأتسلل إلى هنا ..
ثم التفت إلي قائلا : ولكن كيف عرفت أنني ياماتو ؟؟ على الرغم من أن تنكري كان متقناً ، وسائقي لم يعرفني حتى ..


أجبت ببساطة : عرفت هذا فور رؤية زيك المدرسي ..
وأردفت بإستفسار : ولماذا يجب أن تخفي نفسك حتى تحضر إلى هنا ؟؟


قال بنبرة حزينة ممزوجة بقليل من الغضب : أبي منعني من مقابلتكما ، لذا لم أستطع القدوم يوم أمس ..
ثم صمت قليلا ليكمل بعدها وهو يحتضن روز : روز آسف لأنني لم .......


لم يكمل ماكان سيقوله لأن صوت صراخ روز العالي قاطعه ..

كانت تصرخ بطريقة هستيرية كالتي حصل معها سابقاً ، لتقع أرضاً وهي تتمتم بكلمات متقطعة ..
روز : اتركني ... ابتعدوا عني ... لن أسامحكم ... ساعدوني ... لم أضربه .. لم أقصد فعل ذلك ...

كان ياماتو ينظر إليها بصدمة وهي تلتوي على الأرض ودموعها لم تتوقف عن النزول ..

نزلت إليها وأخذت أحاول تهدئتها ، لكن من دون جدوى ..
هي ليست بوعيها ، جذبها ياماتو إلى حضنه وهو يمسح على ظهرها ، ويطمئنها بكلمات رقيقة ، لكن حركته هذه لم يهدئها ، وإنما زاد من رعشتها وصوت بكائها وصراخها ..

ظننت أن ياماتو سيدعها لكنني تفاجأت حين رأيته يزيد من احتضانها ، بعد دقائق هدأت روز واسترخت في حضن ياماتو ..

نظر ياماتو إليها وقال : لقد فقدت الوعي ..


وقال وهو ينظر إلي : سوبارو هل لديك فكرة عن ما يحصل لها ؟؟

حدقت في وجهها طويلاً لأقول بعدها : لا أعلم ..
ثم أردفت بصوت منخفض : لكنني أعرف شخصاً قد يعلم ما بها ..

ياماتو : هل قلت شيئاً ؟؟
- لا لاشيء لا تشغل بالك ..


حاول ياماتو إيقاظها ، وبعد فترة قصيرة استعادت وعيها ، وبقينا نحن الثلاثة نتحدث معاً ..

ياماتو : روز أريد أن أعلم ، هل الإشاعة التي تقول أن جوليا قد هربت قد صدر منك ؟؟

طأطأت روز رأسها ولم تقل شيئاً ، لأجيب أنا عليه عوضاً عنها : لقد كانت روز تنفذ أوامر الخاطف ..
ثم أردفت بأستفسار : ولكن من أخبرك بالأمر ؟؟


شعرت بأن سؤالي قد وتره قليلاً ، وكان هذا واضحاً على وجهه ..
في النهاية قال : أمم لقد سمعت من إحدى الفتيات ..

علمت أنه يكذب لكني لم أقل شيئاً بينما أردف وهو ينظر إلى روز : أعلم أن الأمر كان صعباً عليك وخصوصاً أنك كنت لوحدة ..


آشاحت روز بوجهها قائلة : لم أكن بحاجة إليكما في الأصل ..

كانت روز تكابر وهذا واضح كالشمس ، ولكننا لم نعلق عليها ، فالمكابرة جزء لا يتجزأ من شخصيتها ..

قلت بهدوء : روز هل الوصلت الإشاعات إلى مسامع والدي جوليا ؟؟
هزت رأسها نافية وقالت : حتى الآن لا أظن أنهما قد سمعا شيئاً بشأن هذا ، لكن ما هي إلا مسألة وقت حتى يعلموا ..


ياماتو : وهل حصل شيء جديد هذا اليوم ؟؟
أجابت روز : لا لم يحصل أي شيء ، لأن الخاطف لم يرسل أي شيء اليوم ..
- هذا جيد ..



بعدها قررنا العودة إلى منازلنا فلا فائدة من البقاء معاً في هذا الزقاق الضيق ، ووعدنا ياماتو أنه سيأتي لمقابلتنا غداً كذلك ..
عندما كدنا أن نفترق سمعنا روز تقول : صحيح نسيت إخباركما بأمر مهم ..

إلتفت كلانا إليها وقلنا في آن معاً : وما هو ؟؟
قالت روز : سمعت أن الممرضة التي تعمل في مدرستنا قد اختطفت هذا الأسبوع ، فهي لم تأتي إلى المدرسة إلا اليوم الأول من هذا الأسبوع ..

نظر إلي ياماتو وقال وهو مقطب الجبين : هل تظن أن هذا من عمل الخاطف ذاته ؟؟
حركت كفتاي قائلا : لا أعلم ، قد يكون هو وقد لايكون ، ما رأيك أن نتحرى بهذا الشأن ؟؟
- أنا أفكر في ذلك أيضا ..

بعدها افترقنا جميعاً وكل منا سلك طريقاً مختلفاً عن الآخر ..
أثناء الطريق ، أخرجت هاتفي من جيب بنطالي ، أخذت أتأمل رقم أحدهم ، لم أظن أنني سأحتاج إليه مجدداً ..

زفرت بضيق وضغطت على زر الإتصال ، وبعد دقائق أتاني صوته الساخر : أوه لم أتوقع أن تتصل بي ..

قلت وأنا أحاول التظاهر بالبرود : إسمعني سأعود لعمل معكم ..
- أوه حقا !! لكننا قررنا الإستغناء عنك ..
قلت بغضب : عندما لم أرغب بالعمل معكم كنتم تلاحقونني كالكلاب ، وعندما أردت العودة تستغنون عني ؟؟ هل تمازحني ؟؟
- أيها الطفل لا تصرخ في وجهي ، وسأفكر ملياً بشأنك ..

هذا البغيض إنه يتلاعب بأعصابي ، لكنني لن أسمح له بذلك ..
قلت بنبرة باردة : خذ وقتك ، لكن يبدو أنني مضطر إلى البحث عن شخص آخر غيرك ، لذا وداعا ..


نظرت إلى السماء الملونة بألوان الغروب ،لأتمتم بعدها بحزن : نونا آنا آسف لأنني مضطر للإخلاف بوعدي ..
أغمضت عيناي متألماً ، أنا خائن حقاً ، ولا أستحق ما فعلته هي من أجلي ..

عندما شعرت بأن دموعي ستخونني وتبدأ بالنزول غطست في النهر ، وأخذت أرش الماء على وجهي ، وقلبي ينزف ألماً من جديد ..

نونا لن أنساك أبداً .. ستظلين في ذاكرتي دائماً وقلبي سيكون ملكك أنت فقط ..


______________________________________________


~ ياماتو ~

استقليت سيارة أجرة وطلبت منه التوقف أمام البوابة الرئيسية للقصر ..
نزلت من السيارة بعد أن دفعت له ، ما إن رآني الحرس حتى فتح الباب لي ..

دخلت إلى حديقة القصر وأنا خائف قليلاً من ردة فعل والدي ، لا أظن أنه سيتغاضى عن الأمر ..
رأيت آلبرت يقف أمامي فور رؤيته لي أدخل القصر ..

تشائمت من رؤيته ، هذا الشخص لا يحمل سوى الأخبار السيئة ، وبالفعل كنت مصيباً ..
فقد سمعته يقول لي : والدك في إنتظارك يا ياماتو ..

قلت بإكتئاب : آلبرت ألا تستطيع أن تخفي أمر عودتي ..
قال بجدية : السيد في إنتظارك ..

زفرت بضيق ، لا فائدة من التحدث مع هذا المزعج ..
صعدت السلالم متوجهاً إلى مكتب والدي ، وقلبي يخفق بقوة من شدة التوتر ..


ماذا سيفعل بي ؟؟ أيمكن أنه سيقتلني ؟؟؟ لا لا أظن أن الأمر سيصل إلى هذا الحد ..
لربما سيصرخ في وجهي قليلاً ، وبعدها يغضب مني لأيام عدة ، ثم سنعود كما نحن ، على الرغم من أن علاقتنا ليست عميقة كثيراً ..


نفضت تلك الأفكار من رأسي عندما وقفت أمام مكتب والدي ..
أخذت نفساً عمييييقاً قبل أن أفتح الباب ، وأطل برأسي قائلا : سمعت أنك تريد رؤيتي ..


رفع أبي رأسه وأخذ ينظر إلي بهدوء ، أهذا ما يُسمى بالهدوء الذي يسبق العاصفة ؟؟


انتفض جسدي عندما ضرب الطاولة بقبضته الضخمة ، ويقف بعدها متوجهاً نحوي بسرعة كالثور الهائج ..


وبعدها قام برفع يديه عالياً ليصفعني على خدي بأقوى ما لديه ، وقال أخيراً بعد صمت : كيف تجرؤ على عصياني ومخالفتي ؟؟

لم أرد عليه ففي النهاية لا أستطيع إخباره بأن صديقتي جوليا مختطفة ، وأن هذه لن تكون المرة الأخيرة التي أعصي فيها أوامره ، لذا فضلت الصمت ..
بينما أردف أبي بذات النبرة الغاضبة : إسمعني أمامك عشر دقائق لتجمع أغراضك المهمة وتغادر المنزل ، فأنا لا أريد رؤيتك هنا مرة أخرى ..


نظرت إليه متفاجئاً ، لم أصدق ما سمعته ، هل قام أبي بطردي من المنزل ؟؟ هل هو جاد ؟؟



قلت وأنا مشوش الذهن و على شفتاي إبتسامة بلهاء : هلّا أعدت ما قلته ؟؟
أجابني بحدة : قلت اجمع أغراضك واخرج من المنزل حالاً ، فأنا أكره أن يتم عصيان أوامري ..

قلت بتوتر : لكن ، ماذا عن المدرسة ؟؟ هل ستحرمني منها أيضاً ؟؟

قال بهدوء : كنت سأفعل هذا بسبب عصيانك ، لكنك إبني الوحيد وأنت من سيخلفني من بعدي ، لذا يجب عليك أن تدرس جيداً ، لكن يجب أن تبحث عن مكان تعيش فيه ، وطريقة لتكسب بها قوت يومك ، فأنا لن أعطيك قرشاً واحداً ..
ثم أكمل وعلى شفتيه إبتسامة ساخرة : فلتدع أصدقائك الحمقى يساعدونك بما أنهم السبب في عقوبتك ..



نظرت إليه بغضب ، لكنني لم أقل شيئاً ، لا فائدة من الإعتراض عليه ، كل ما يجب علي فعله هو الإنصياع لأوامره ، هذا هو خياري الوحيد ..
وإلا زاد أبي من العقاب ..



جمعت حاجياتي الضرورية في حقيبة سفر متوسطة الحجم ، ونزلت إلى الأسفل وأنا أرى الخادمات ينظرن إلي بعينين حزينتين ..

قلت مبتسماً وأنا أخاطب الخادمات المتجمعات جميعاً أمامي : ماذا تفعلن هنا. ؟؟ هل جميعكن هنا لتوديعي ؟؟


تقدمت مدبرة المنزل التي تبلغ الأربعين من العمر ،وقالت وهي تمسح دموعها : سيدي الصغير جميع الخادمات سيشتقن إليك كثيراً ، وأنا أولهن ..

ضحكت بمرح قائلاً : سيدة ماكوندا لا تتصرفي وكأنني سأغادر البلاد ، سأعود لذا لا تقلقوا جميعاً ..
أخذت السيدة ماكوندا تلقي محاضرة طويلة عن الأمور التي يجب علي فعلها، والأمور التي لا يجب علي فعلها ، وتوصيني بأمور عدة ومتنوعة ..


السيدة ماكوندا كانت مدبرة المنزل مذ أن كنت طفلاً ، وكانت تعتني بي جيداً ، لذا أنا أحترمها كثيراً ..
ودعتهم جميعاً وخرجت من القصر لأجد الحراس والسائق يودعونني كذلك ، وقد كان الحارس يعتذر كثيراً ظناً من أنه السبب في طردي ..
أخبرتهم أنني سأعود حالما يهدأ أبي قليلا ، لذا لا داعي للقلق ..

بعدها خرجت من البوابة الرئيسية ، وأنا لا أعلم أين يجب أن أذهب ..


لقد سعدت كثيراً عندما رأيت الجميع يودعني ، شعرت بأنهم كالعائلة لي ، أنا أحبهم كثيراً ، وممتن لهم على خدمتهم لي وإعتنائهم بي ..


لكن هناك شخص واحد لم أره ، إنه رئيس الخدم آلبرت ..
هو الوحيد الذي شعرت بأنه يبغضني كثيراً ، رغم محاولاتي في تكوين صداقة معه ، عدم رؤيتي له اليوم يؤكد لي هذا ..


زفرت بضيق وأنا أنظر إلى الطريق بضياع ، إلى أين يجب أن أتوجه الآن ؟؟
فجأة سمعت صوتاً من خلفي يقول : تعال معي ..


^^ نهاية الجزء ^^












لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 08:31 PM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

..( ١٩)..

~ ياماتو ~

إلتفت ببطء بإتجاه الصوت ، وأنا مندهش كثيراً ..
ما إن وقع عيني على آلبرت حتى هرولت إليه فارداً بذراعاي لأحتضنه ..

لكنه رفع يده ويقول بحزم : لا تقترب مني ..

شعرت بإحباط شديد حين قال هذا ، لذا أنزلت ذراعاي قائلا بغيظ : يبدو أنك سعيد برؤيتي مطروداً من القصر ..


قال وهو يدير ظهره : إلحق بي يا سيدي الصغير ..

بدأت أسير خلفه وأنا أسأله عن وجهتنا ، لكنه لم يجبني بكلمة واحدة ، لذا استسلمت وتابعت السير بصمت ..


لاحظت أننا بدأنا بالمشي في الأحياء المتواضعة ، وبعدها وقفنا أمام منزل بباب بني اللون مصنوع من الحديد ..
أخرج آلبرت مفتاحاً من جيبه وفتح الباب و هو يقول لي : تفضل ..

دخلت إلى ذلك المنزل التواضع لأسمع صوت خطوات قادمة ، وتظهر بعدها فتاة صغيرة تركض بأقصى سرعتها ثم تستقر بين أحضان آلبرت ..


قلت متسائلاً : أهذه الفتاة الصغيرة هي إبنتك ؟؟ لم أعرف أنك متزوج ..
قال آلبرت وهو يمسح على رأس الفتاة الصغيرة : ليست إبنتي ، وأنا لست متزوجاً حتى ..

عبثت بشعري قائلا : إذاً هي أختك الصغرى ..
هز رأسه نافياً وقال : إنها ابنة أخي المتوفى ..


قاطعنا صوت إمرأة مسنة تقول : بني من هذا الشخص الذي معك ؟؟
إلتفت إلى تلك المرأة الطاعنة في السن ، لأسمع آلبرت يقول : أمي إنه سيدي الصغير الذي أحدثك عنه ، وسيمكث هنا لفترة ..


نظرت إليه وأنا متفاجئ لأسمعه يقول موجهاً خطابه إلي : سيدي الصغير تستطيع المكوث في منزلي لفترة ، أعلم أنه لا مكان لديك لتلجأ إليه ..

إحتضنته بقوة وأنا أقول بسعادة : شكراً لك يا آلبرت ، أنا متأثر حقاً ..

دفعني بعيداً وهو يقول : لا تقترب مني وإلا ألقيت بك خارجاً..
تمتمت بغيظ : أنت لا تتغير أبداً ..


سمعت والدة آلبرت تقول : يسعدنا تواجدك يا بني في منزلنا المتواضع ..
إلتفت إليها لأقول بإبتسامة : شكراً لك يا سيدتي على استضافتكم لي أنا ممتن لك ولإبنك كثيراً ..


سمعت آلبرت يقول لوالدته : أمي حضري بعض الطعام فالسيد الصغير لابد وأنه جائع كثيراً ..
- حسناً ، سيكون جاهزاً بعد ساعة ..


عندما غادرت والدته لإعداد الطعام قلت له : آلبرت أنا سعيد حقاً حقاً ، وأكاد أبكي من شدة السعادة ، لقد حزنت قليلاً عندما لم تودعني كالبقية ، وظننت أنك تكرهني ، لكن يبدو أن...................


قاطعني آلبرت بنبرة باردة وهو يحمل تلك الفتاة الصغيرة : لا تظن أبداً أنني أحبك ، لكنني أقوم بهذا لأجعلك مديناً لي ليس إلا ..

إبتسمت دون أن أقول شيئاً ، أنا واثق أن آلبرت لا يكرهني ، وهو خجول فقط من الإعتراف بهذا ..


_______________________________________


~ روز ~

عندما وصلت إلى منزلي رأيت والد جوليا يقف بالقرب من المنزل ، توجهت إليه لأسأله ما إذا كان هناك أي جديد ..

لكنني توقفت حين تذكرت أن الخاطف قد منعنا من التحدث مع عائلتها ، لذا تراجعت إلى الوراء محاولة الإختباء ، فأنا لا أريده أن يراني ..

عندما انعطفت في الإتجاه المعاكس ، إصطدمت خطئاً بفتاة ، وهذه الفتاة لم تكن سوى جودي أخت جوليا ..


نظرت إلى وجهها وعيناها المتورمتان ، يبدو أنها كانت تبكي ، وبجانبها الشاب الذي يدعى زاك ..

كنت سأعبر من جانبها لأهرب من والدها ، لكنها أمسكت برسغي وقالت بحدة : أيتها الحقيرة أنا لن أسامحك أبداً ..

حدقت في وجهها بدهشة ، ما الذي تعنيه جودي بذلك ؟؟
سمعت زاك يقول مخاطباً جودي : جودي لا تقولي هذا عنها ، فنحن لسنا متأكدين من أنها هي من نشرت تلك الإشاعة ..


قالت بنبرة غاضبة : بلى إنها هي ، الجميع شاهدون على هذا ..
قلت وأنا أرمش بغير إستيعاب لما يحصل : ماذا تقصدين يا جودي ؟؟


أمسكتني جودي من شعري وأخذت تجره بعنف وهي تقول بصوت عالي ودموعها تنهمر من عينيها : لا تتظاهري بالغباء ، أنت من أخبر الجميع بأن جوليا قد هربت من المنزل وفي أحشائها طفل غير شرعي ، لن أسامحك أبداً أيتها الحقيرة ..

أمسكت يدها محاولة إبعاد يدها عن شعري وأنا أقول بصوت متألم : جودي دعيني أنت تؤلمينني ..

قال زاك وهو يحاول إبعادها عني : جودي إهدئي قليلاً ، لا يجب أن تتصرفي بهذه الطريقة ..

صرخت جودي في وجهه : ألم تسمع ما قاله معظم الطلبة ؟؟ هذه الفتاة اللعينة هي السبب ، سألقنها درسا لن تنساه في حياتها ..



فجأة أتى شخص ما وحررني من يد جودي ، نظرت إليه لأدرك أنه والد جوليا ..
قال والد جوليا بحزم مخاطباً إبنته : جودي لماذا تتصرفين بهذه الطريقة مع فتاة أكبر منك ؟؟ أهذا ما علمتك ؟؟

ردت وقد احتقن وجهها من شدة الغيظ : لكن يا أبي هي فعلت شيئاً لا يُغتفر أبداً بحق جوليا ..


ثم صمتت قليلاً وهي تكتم عبراتها وقالت بصوت مبحوح ينذر ببكائها : لقد لفقت كذبة صدقها الجميع ، وهي السبب في تدنيس سمعة جوليا ..


ما إن أنهت جملتها حتى إنهمر الدموع من عينيها ، شعرت بالألم يعتصر قلبي ، أنا السبب الآن في بكائها ..


إحتضنها والدها بحنية وهو يقول : عزيزتي نحن لسنا متأكدين بعد من أنها هي من نشرت هذه الإشاعة ، يجب أن نتأكد منها أولاً قبل أن نقدم على أي تصرف أحمق ..


ثم أردف وهو ينظر إلي : روز نحتاج لأن نتحدث معك قليلاً ..

تراجعت إلى الوراء بضع خطوات وأنا أقول بخوف : لا وقت لدي لذلك ، أرجو المعذرة ..
قال بنبرة صارمة : الموضوع مهم جداً لذا أرجو أن تكوني متعاونة معي ..


نبرته الصارمة جعلتني أرجف في مكاني من شدة الخوف ، والد جوليا ضابط شرطة وبارع في الإستجواب ، وإرغام الطرف الآخر على الإعتراف ..


أخذ يرمقني بنظرات مرعبة جعلتني أتيبس في مكاني ، وأعجز عن الرفض ..
فجأة شعرت بيد توضع على كتفي ، وصوت من خلفي يقول : ماذا تريد من روز يا سيد روك ؟؟


عرفت صاحب الصوت من دون الإلتفات ، إنه أخي ماركو بلا شك ..
رد عليه السيد روك : أريد أن أتحدث معها بشأن موضوع جوليا ..

أمال ماركو شفتيه قليلاً وقال ساخراً : إذا تريد أن تتناقش معها بشأن موضوع إبنتك الهاربة ..

صرخ السيد روك وجودي في الوقت ذاته معاً : هي لم تهرب ، إنها مجرد إشاعة ..
قال أخي وهو يهز كتفيه ببرود : الإشاعة يمكن أن تكون الحقيقة ..

ردت عليه جودي بغضب : أصمت أيها الجورب العفن ، ولا تتحدث عن أختي بسوء وإلا ..
قال بسخرية وهو يشير بسبابته إليها : وهل تظنين أنك سترعبينني ياصاحبة الفم الكريه ؟؟ ثم أنني لست الوحيد الذي يقول هذا ، الجميع يتحدثون بهذا الشأن ..


كانت جودي سترد عليه لكن والدها أشار لها بأن تصمت ، لكن زاك تدخل قائلاً : لا تنادي جودي بصاحبة الفم الكريه ، هل فهمت يا ماركو ..

أجاب عليه ماركو بذات النبرة الساخرة : وهل تم توكيلك محامياً لها يا متصنع المثالية ؟؟


قاطع السيد روك شجارهم وهو يقول بنبرة مرتفعة : يا أطفال كفاكم شجاراً ، وأنت يا روز ستأتين معي شئت أم أبيت ..
وقف ماكو أمامي وهو يقول : لا يمكنك أن تجبر روز على شيء لا تريده ..
- لا تتدخل فيما لا يعنيك يا ماركو ..
- روز أختي وأنا لن أسمح لك بإجبارها لا شيء لا تريده ..


نظرت إليه وأنا متفاجئة ، هل الشخص الواقف أمامي الآن هو أخي ماركو الذي يكرهني ؟؟ لماذا يقوم بحمايتي ؟؟ هذا غريب حقاً !!


رأيت أنهم عادوا إلى الشجار مجدداً ، ويبدو أنهم لن يتوقفوا أبداً ، لذا استغليت هذه الفرصة وركضت مسرعة نحو المنزل ، متجاهلة نداء السيد روك ..


دخلت إلى غرفتي وأقفلت الباب ، وأنا أتنفس بصعوبة ، أغمضت عيناي بقوة وأنا أرغب حقاً في أن يكون ياماتو وسوبارو معي الآن ..
لا أستطيع مواجهة السيد روك وحدي ، أحتاج إلى أحد يجانبي ..



بعد فترة ليست بطويلة سمعت صوت طرقات متتالية على باب غرفتي ، يتبعها صوت أمي الغاضب : إفتحي الباب حالاً يا روز ، وأخبريني أي مصيبة قد أقحمت نفسك فيه هذه المرة ..


تقوقعت على نفسي فوق السرير محتضنة نفسي بذراعاي محاولة إطمئنان نفسي بنفسي ، وعيناي مثبتتان نحو الباب خوفاً من أن تكسر أمي باب الغرفة وتضربني بقسوة ..


دموعي تنهمر بصمت وضعف ، وجسدي لم يتوقف عن الإرتعاش ، دقات قلبي تنبض بسرعة ..



جسدي قد اعتاد على الضرب ، إذاً لماذا أخاف من أمي ؟؟ ألا يجب أن أكون قد اعتدت على ضربها وقسوتها ؟؟ لماذا لا أستطيع إستجماع قوتي والوقوف ضدها ؟؟


بالتفكير في الأمر أنا لست سوى فتاة ضعيفة ترتدي قناع القوة ، أنا أجبن فتاة على وجه الأرض ، لذا لا يمكنني ردع كل من أمي وأخي ..


انتشلني صوت تكسر الباب من سلسلة أفكاري ، لأجد كل من السيد روك وأمي وماركو يدخلون إلى غرفتي بعد أن كسروا قفل الباب ..



________________________________________


~ روك ~


عندما قمت بكسر الباب واقتحمت غرفة روز ،تفاجأت كثيراً من منظرها ، كانت ثانية ركبتيها وتحتضن نفسها بذراعيها ، والدموع يسيل من عينيها من دون صوت ، وشعرها مبعثر وغير مرتب، حتى أنها لازالت بزيها المدرسي ..

كانت تبدو بحال يرثى لها ، لم أكن أريد أن أكسر الباب وأقتحم غرفتها بهذه الطريقة ، لكن والدتها من أشارت إلي بهذا ..


قلت مخاطباً والدة روز وأخيها : أخرجا من هنا ، أريد أن أتحدث معها على انفراد ..

رمقتني والدة روز بنظرة غرور قائلة : أنت في منزلي لذا لا يمكنك طردنا ..
قلت بقليل من الحدة : سيدة توسان أنا أقوم بعملي وأنت يجب عليك إطاعتي مهما كان السبب ..

ضربت الباب بقبضتها قائلة بنبرة عالية : روز لا شأن لها بإبنتك العاهرة التي هربت من المنزل ..


صرخت غاضباً بعد أن عجزت عن كبت غضبي أكثر : سيدة توسان لا تقولي عن إبنتي أنها عاهرة ، فهذه مجرد إشاعة ، والآن غادري حالاً وإلاا ألقيت القبض عليك بتهمة عرقلة التحقيق ..

إحتقن وجهها ويبدو عليها الغضب ، لكنها لم ترد علي بكلمة ، إنها سيدة جبانة بعد كل شيء ..


في هذه اللحظة تحدث ماركو : سيد روك إذا أردت أن تتحدث مع روز فأنا. لن أمانع لكن أسرع ..
بعدها غادر ماركو وهو يمسك بيد والدته وغادرا الغرفة ..



إلتفت إلى روز مجدداً ، وكانت كما هي ولم تغير وضعية جلوسها ..
أخذت كرسي خشبي موجود في غرفتها ، وقربته من سريرها وقلت بنبرة حانية : روز إمسحي دموعك ، فجوليا لن تكون سعيدة إذا ما علمت أنك تبكين ..


حدقت فيها منتظراً أي ردة فعل ، لكنها بقيت ساكنة كما هي ..
زفرت قائلاً : روز سمعت الإشاعة التي كانت تدور حول جوليا ، وغضبت كثيراً عند سماعي له ، وقررت البحث عن مصدر الإشاعة ، في النهاية توصلت لشيء ..


صمت قليلاً لأتيح لها فرصة التحدث ، لكنها بقيت صامتة لذا أكملت ما كنت أقوله : لقد قالوا أن الإشاعة إبتدأت من مدرستك ، وحين كثفت التحقيق علمت أنك من أصدر هذه الكذبة ..

: لست أنا ، لا لست أنا من قالها ، هذا كذب ..
هذا ما صاحت به روز أخيرا، وهي تهز رأسها بالنفي ، بعدها رفعت كفها ممسكة رأسها وهي تتمتم بهسترية : بلى أنا من قلتها ، أنا من نشر تلك الإشاعة ..

ثم بدأت تجر شعرها وهي تصرخ : لم أكن أنا ، لقد كنت مجبرة ، لا يجب أن تلوموني ، أنا فعلت هذا من أجل جوليا ، أنا لم أذنب ، نعم لم أذنب ..



كنت أراقب تصرفاتها عن كثب ، وأحاول ترجمة ما تقوله ، لكنها تقول أموراً متناقضة ، تارة تعترف بأنها هي الفاعلة ، وتارة تنكر ذلك..
لكنني فهمت من عبارتها ( لقد كنت مجبرة ) أن هناك من أرغمها ، لكن من أرغمها يا ترى ؟؟ وماذا تقصد بأنها فعلتها من أجل إبنتي ؟؟

أمسكت بها محاولا تهدئتها : روز إهدئي قليلا وتحدثي جيداً حتى أفهمك ..
لكن روز دفعت يدي بعيداً ، والخوف بادٍ على محياها ..


أدركت أنها تخفي الكثير ، لكنها لن تبوح لي أبداً وهي بهذه الحالة ، وأنا لم أحبذ فكرة إجبارها ، وسأتحدث إليها لاحقا ..
وقفت بعد أن ودعتها وأخبرتها أني سأعود في وقت لاحق ، وبعدها غادرت منزل السيدة ، لتقفز جودي في وجهي وهي تقول : ماذا حصل يا أبي ؟؟ هل إعترفت تلك اللعينة بفعلتها ؟؟

قلت بصرامة : جودي من الأفضل أن تبقي بعيدة عن روز وإياك والإقتراب منها أو قول أي شيء لها ، هل فهمت ؟؟

قالت وهي مقطبة الجبين : ولماذا؟؟ لو أنك فقط لم تمنعني عن الدخول للقنت تلك المنحطة درساً لن تنساه ..

ثم أردفت وجسدها يرتعش من شدة الغضب ، وعيناها بدأتا بذرف الدموع : لماذا تقول شيئاً كهذا عن جوليا التي كانت تعزها كثيراً ؟؟ لماذا أصدرت مثل تلك الإشاعة عنها ؟؟ أولم يكونا صديقتين ؟؟ أهكذا يفعل الأصدقاء ببعضهم ؟؟




أحطتها بكلتا ذراعاي قائلاً بنبرة حنونة : جودي نحن لسنا متأكدين من أنها هي ................
قاطعتني جودي وهي تبتعد عني بغضب : بلى إنها هي يا أبي أقسم لك يا أبي ..
ثم إلتفتت إلى الفتى الذي معها والذي كان يدعى زاك لتقول : زاك لقد كانت هناك فتاة لديها أخت كبرى في صف روز ، وقد أكدت لنا أن روز هي من أخبرتهم بهذا ، أليس كذلك ؟؟

هز رأسه بإيجابية دون أن يقول شيئاً ، بينما قلت لها : لربما كانت تلك الفتاة وأختها متآمرتين على روز ، لذا لا يجب أن نصدق أي شيء نسمعه ..


___________________________________________


~ جوليا ~

فتحت عيناي ببطء شديد ، لأرى مباشرة الآنسة يومي التي قالت فور رؤيتها لي : جوليا الحمد لله أنك بخير ، لقد قلقت عليك كثيراً فقد كنت مغماة لوقت طويل ..

جلست بمساعدة الآنسة وقلت وأنا أتلفت يميناً وشمالاً : لماذا عدنا إلى الزنزانة ذاتها ؟؟ ماذا حصل بعد أن أغمي علي ؟؟


أسندت الآنسة يومي بظهرها إلى الجدار ، وقالت وهي مطأطئة الرأس : بعد أن سقطت أرضاً خفت كثيراً، ولم أعرف كيف سأتصرف ، لقد كنت خائفة كثيراً ، لذا لم أتصرف بالطريقة الصحيحة ، كل ما قمت به هو البكاء من شدة الخوف ..

عندها بدأت الآنسة يومي تجهش بالبكاء ، وتتمتم بالإعتذار ..


صحيح أنني غاضبة قليلاً لأننا أضعنا الفرصة للهرب ، لكن اللوم يقع علي أيضاً ، فلو لم يُغشى علي لاستطعنا الخروج ..
قلت بإبتسامة هادئة : لا داعي للإعتذار يا آنسة يومي ، في النهاية النساء ضعيفات دائماً وليس بوسعنا القيام بشيء لأشخاص مثلهم ..


ظننت أن ما قلته سيهدئها قليلاً ، لكن ما حصل هو أن نحيبها قد ارتفع أكثر من قبل ..


زفرت بضيق وأنا في حيرة من أمري ، كيف أجعلها تصمت يا ترى ؟؟

فجأة سمعت صوت غليظ من خارج الزنزانة يقول : توقفي عن الصراخ أيتها المرأة المزعجة وإلا نزعت حنجرتك وقطعت حبالك الصوتية ..

كردة فعل قامت الآنسة يومي بوضع كلتا يديها على فمها محاولة منع شهقاتها من الخروج ..

كنت أدير ظهري إلى الحارس الموجود خلف الزنزانة ، لذا لم أرى من هو الذي صرخ ..
إلتفت ببطء لأتفاجأ بشخص يجلس على ذلك الكرسي ووجهه مغى بالضمادات ، حدقت فيه بذهول ، لا يمكن أن يكون هو الأصلع ذاته ، وهو مربط الآن بالضمادات بسبب أن الحارس كيتورا قد سكب الزيت الحار على وجهه ..



رفع الحارس عينه لتلتقي نظراتنا ببعض ، ليقف بعدها بثواني متجهاً نحو الزنزانة ..
لم أتحرك من مكاني خطوة واحدة ، لو أراد قتلي فأنا لن أمانع أبداً ، ففي النهاية أنا فعلت شيئاً فظيعا للغاية ..

وقف أمام باب الزنزانة ولازالت نظراتنا متصلة ببعضها ، لا هو أبعد عينيه عني ولا أنا قمت بذلك ..


بقينا على هذا الحال لفترة ، أستطيع قراءة ما يخفيه من خلال عينيه ، من الواضح جداً أنه يحتقرني ويرغب في قتلي ، ويحمل حقداً كبيراً في داخله علي ..



قطع نظراتنا صوت باب الغرفة لتتوجه أبصارنا جميعاً نحو الباب ونرى الخادمة تدخل وفي يدها صينية الطعام ..
أدخلته من خلال القضبان قائلة : تناولي هذا يا آنسة جودي ، الطعام لك ..
نظرت إلى صحن الحساء ورغيف الخبز وكأس العصير لأقول بعدها : سيدتي ألا ترين أن هناك سجينتين هنا وليست واحدة ؟؟ ألم أخبركم قبلا، أن تحضروا للآنسة يومي الطعام أيضاً ..


أجابتني الخادمة : إنها أوامر السيد ، هو لم يخبرنا بإحضار الطعام لها ، وإنما أمرنا بإحضارها لك فقط ..




إنه الجواب ذاته الذي سمعته في صباح الأمس، زفرت بضيق حين رأيت الخادمة تغادر المكان ، ويعود الحارس الأصلع إلى مكانه ..

قربت الطعام من الآنسك يومي وقلت : تستطيعين تناول الطعام ، أنا لست بحاجة إليها ..

هزت الآنسة يومي رأسها قائلة : لا يا جوليا أنت من يجب عليك تناول الطعام ، فأنت تبدين جائعة أكثر مني ..

بدأت أنقل ببصري من الطعام إليها ، في النهاية أمسكت رغيف الخبز الصغير وقسمته لنصفين ثم قلت : هكذا سنتناول كلتانا الطعام ..



قالت يومي ويبدو عليها التأثر : جوليا لقد قمت بالكثير من أجلي وأنا لا أستحق ذلك ، أنا أكبر منك سناً ، لكن كل ما أقوم به هو البكاء والإختباء خلفك ، لذا فلتأكلي لوحدك يا جوليا ..

وضعت رغيف الخبز بين يديها دون أن أقول شيئاً ، صحيح أنني قدمت الكثير من أجلها ، إلا أنني قمت بالكثير من الأمور السيئة للحارس كيتورا والحارس الأصلع وشيبا من قبلهم ..


وضعت في فمي لقمة صغيرة ، صحيح أنني جائعة لكن شهيتي مغلقة ، ولا أرغب في تناول أي شيء ، وربما بسبب أن ضميري يؤنبني كثيراً ..


أطلقت زفيراً طويلاً سمعتها الآنسة يومي التي قالت بقلق : ما بك يا جوليا ؟؟
قلت بإبتسامة باهتة : لا لاشيء ، تستطيعين أخذ حصتي من الطعام ، فأنا حقاً لا أشتهيه ..


إقتربت الآنسة يومي ووضعت يدها على جبيني لتقيس درجة حرارتي ، قالت بإستغراب بعدها : درجة حرارتك طبيعية وليس بك حمى ، لكن لماذا تبدين شاحبة على غير العادة ؟؟


إبتسمت ساخرة من سؤالها ، كيف لشخص يمر بموقف كالذي مررنا به ولا يتأثر ؟؟

لكنني لم أكن لأجيب عليها بهذه الطريقة أبداً ، جل ما فعلته هو أن أسندت برأسي إلى الجدار وأغمضت عيناي متمتمة : لا شيء ، كل ما هنالك أنني مرهقة قليلاً ..


بقيت ساكنة في مكاني لأغرق في ذكريات الماضي ، تلك الذكرى التي غيرتني تماماً ، بدأ ذلك عندما أنتقلت أنا وعائلتي من هذه المدينة إلى مدينة أخرى بسبب عمل والدي ..

كنت في ذلك الوقت في السنة الأخيرة من المرحلة الإعدادية ، ومرت تلك السنة على ما يرام ، لكن في السنة الأولى من المرحلة الثانوية كانت هي بداية المأساة ..


وبعد تلك الحادثة قرر والدي العودة إلى هذه المدينة ، فقد أصبح الجميع ينظرون إلي بإحتقار ، ولم يعد يطيقني أحد ..
كما أنه حاول أن يسيني ما اقترفته ، لكنني لم ولن أنسى ما فعلته ، أنا السبب في موته ، لذا بعد عودتي إلى هذه المدينة قررت أن أغير من نفسي ، وأرتدي قناع الضعف والجبن ..

القوة والشجاعة التي كنت أتصف بها سابقاً هما السبب الرئيسي في موت شيبا ، لذا لن أسامح نفسي إطلاقاً ..



فتحت عيناي لأجد أن الآنسة يومي قد غطت في النوم ، نظرت إلى الفتحة الصغيرة الموجودة في أعلى الحائط لأجد أن ظلام الليل قد بدأ بالتبدد ، وشعاع الشمس يخترق الغطاء الأسود في السماء ..

لقد غرقت في التفكير لدرجة أنني لم ألاحظ كم من الوقت بقيت أفكر ..



شق هذا الصمت والسكون صوت صرير الباب ، الذي فُتح ليظهر خلفه رجل كلتا يديه معلقتان على رقبته ..

فور رؤيتي له علمت أنه المسؤول عن إختطافنا ، ولازلت أجهل إسمه حتى الآن ..

دخل هو ليغادر الأصلع ، وأخذ الرجل يقترب من زنزانتي بطء وهو يقول بهدوء : لا تزالين مستيقظة إذا ..

ضيقت عيناي محاولة تمييز ملامح وجهه ، إنه مألووف لدي كثيراً ، أشعر بأنني رأيت هذا الوجه سابقاً ، لكن أين يا ترى ؟؟
سمعته يقول : لماذا تحدقين في وجهي ؟؟

قلت بشك : هل قابلتك من قبل ؟؟
أما شفتيه بإبتسامة وقال بغموض : لم تقابليني لكن لربما قابلتي نصفي الأنثوي ..
لم أفهم ما قاله كثيراً ، وأنا لا زلت أحاول تذكر وجهه ، لكن يبدو أن محاولاتي باءت بالفشل ..


وقف أمام باب الزنزانة مباشرة وهو يقول : يجب أن تكوني ممتنة لأنني لم أعاقبك على ما فعلته بي أيتها الفتاة ..

أجبت ساخرة : ممتنة !! لا تضحكني أيها العجوز ، على ماذا أكون ممتنة ؟؟ أعلى إختطافك لي أم على قلع أظافري وسكب الحشرات على رأسي ؟؟

قال بنبرة حادة : لا تسميني بالعجوز أيتها الفتاة الحقيرة ، فأنا لا زلت في التاسعة والعشرين من العمر ..
قلت وأنا أتصنع التفكير : أوه صحيح لقد ظلمتك حين أسميتك بالعجوز ، فلقب العجوز قليلة بحقك وبحق عمرك ، سأحاولا التفكير في تسمية تناسبك وتناسب عمرك الذي تعدى مرحلة الشيخوخة ..



قال وهو ينظر إلي : لم أتوقع أن تكوني هكذا أبداً ، فقد سمعت أنك لست سوى فتاة جبانة وضعيفة ، لكن ما أراه الآن ينفي ما سمعته تماماً ، لقد جلبت الكثير من المشكلات وهم من سيدفعون الثمن ..

قلت بإستغراب : من تقصد بهم ؟؟ أهم عائلتي ؟؟
فكر قايلاً ليقول بعدها : لن أجيب عليك ، ستشاهدين ما يحصل في العالم الخارجي قريباً ..



___________________________________________

في صباح اليوم التالي
~ كازوما ~

حركت نظارتي وأنا أقول مخاطباً الشخص الواقف أمامي : إذا تريد أن احقق مع طلاب صفها جميعاً ..
أجابني بصوته الغليظ : نعم فالأمر مهم كما تعلم ..

قلت له : كما تشاء يا سيد روك ، تعال معي إذا حتى أدلك على الصف ..
خرجت أنا برفقة السيد روك والد جوليا ، الذي أتى إلى المدرسة للقيام بالتحقيقات حول الإشاعة التي انتشرت مؤخراً عن جوليا ..


طرقت باب الصف وأدخل بعدها ، وقد كانت المعلمة رين هي من عليهم في الحصة الأولى ..
قلت مخاطباً الجميع : إسمعوني جميعاً أمامكما لآن السيد روك والد جوليا و المسؤول عن قضية إختطافها ، وهو هنا ليطرح بعض الأسئلة لذا فلتكونوا متعاونين معه ..

بدأ صوت همساتهم تعلوا أكثر فأكثر ، والإضطراب قد طغى على المكان ..

وحتى أسيطر على الوضع ضربت بقبضتي الطاولة بقوة ، وأقول بعدها : أرجو من الجميع إلتزام الهدوء ، والتنصتوا لما سيقولها السيد روك ..

تقدم السيد روك وقال بهدوء وهو يوزع نظراته عليهم : سيتم إستجوابكم جميعاً على انفراد ، لذا كونوا متعاونين جميعاً ..

رفع أحد الفتية يدهم ليقف بعدها قائلاً : سيدي لماذا تظن أن ابنتك قد اختطفت ؟؟ هل تحدث معك الخاطف ؟؟ لماذا لا تكون قد هربت بملئ إرادتها ..



تغيرت ملامح السيد روك ، ويبدو أنه ستحدث كارثة إذا لم أتدخل ، لكن قبل أن أتكلم قال صوت أنثوي : أيها الفتى ليس من الجيد أن تتحدث عن زميلة لك بهذه الصورة، حتى لو أن صديقتها المقربة هي من أصدرت هذه الإشاعة الغريبة ..

إلتفت إلى الآنسة راي التي من تفوهت بتلك الكلمات ، لأقول بإبتسامة : هيا جميعاً سيتم إستجوابكم بالترتيب ، لذا فليستعد الجميع ..

كنت آركز ببصري نحو روز التي بدى على محياها الخوف والإرتباك ، ومن الواضح كثيراً أنهاعلى وشك البكاء ، والمحزن أنه ا أحد حولها لمساندتها ..

لاحظتا لآنسة رين وهي تشير إلي بالإقتراب منها ، فعلت ما طلتبه لأسمعها تهمس : لماذا سمحت له بالقدوم إلى هنا والإستجواب ؟؟
قلت بنفس النبرة الهامسة : لو أنني رفضت فسيبدو الأمر غريباً ..

صمتت قليلا لتقول بعدها : أنت تعرف أنك لا تستطيع التفكير في خيانتنا أليس كذلك ..
قلت بإبتسامة واثقة : بالطبع أنا لا أفكر بذلك ، ثقي بي ..




نهاية الجزء ..










لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 08:33 PM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

( 20 )

~ ياماتو ~

أثناء الحصة الرابعة ، قام المدير بإستدعائي للذهاب إلى مكتبه ..
سمح لي المعلم بالذهاب ، طرقت باب مكتب المدير قليلاً لأسمع صوت من الداخل يقول : فلتتفضل ..

فتحت الباب لألاحظ وجود شخص آخر في مكتب المدير ، لم أعره إهتماماً ، وقلت مخاطباً المدير : لماذا استدعيتني يا حضرة المدير ؟؟

قال بتلك النبرة المغرورة التي أكرهها : لقد طلب مني هذا السيد أن أستدعيك ، فلديه شيء مهم يقوله لك ..

نقلت ببصري إليه ، لم أره في حياتي قط ، وما الشيء الذي يريده مني ؟؟


تقدم الرجل إلي قائلاً : أنا السيد روك وأنا ضابط شرطة ، وقد توليت قضية إختطاف جوليا ..
نظرت إليه بتفاجؤ ، إذا الموضوع يتعلق بجوليا ..
بلعت ريقي بتوتر قائلاً : وماذا تريد مني بالضبط ؟؟

قال السيد روك : قبل أن أسألك أي شيء أحببت أن أوضح أنني والد جوليا ، وقد علمت من خلال التحقيق أنك تُعتبر أحد أصدقاء إبنتي ، أليس كذلك ؟؟

حين علمت أنه والد جوليا بدأت أتصبب عرقاً ، لقم نهينا عن الإقتراب من أحد إفراد عائلتها ، وها هو والدها يقف أمامي محاولاً إستجوابي ..


سمعته يقول : ياماتو ما بك ؟؟ أجب على سؤالي ..
قلت بإبتسامة متوترة لم أستطع إخفاءه : احم نعم أنا صديقها ، لكني لست مقرباً إليها كثيراً ..

قال وعيناه تتفحصانني عن كثب : لكن ما سمعته كان عكس ما قلته ، فالجميع قالوا أنك كنت تندمج معها كثيراً ، والفتيات قالوا أنك قد بدوت مهتماً بها كثيراً ، أليس هذا صحيحاً ؟؟

قلت وأنا أحك مؤخرة رأسي : أنا صديقها لكني لا أعرف الكثير عنها ، فأنا لم أقابلها إلا قبل عدة أسابيع ..
لقد سمعت أنك فور قدومك إلى المدرسة بدوت وأنك قد قابلت جوليا من قبل ، على الرغم من أنها لم تدرس في تلك المدرسة السنة الأولى ..
هذا صحيح لأنني رؤيتها من قبل أمام المستشفى الذي كنت فيه ..


صمت الرجل لثواني ، لكن عيناه لا تزال مثبتتان نحوي ، يبدو أنه يشك في أمري ، كيف لا وأنا أتصبب عرقاً ، ويبدو على ملامحي التوتر ..


تحدث السيد روك مجدداً : لقد أخبرني تلاميذ صفك في المدرسة القديمة أن جوليا قد قامت بخنقك ذات مرة ، وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها أحد ما بمثل هذه التصرفات للطالب الأكثر غنى وشهرة ..

ضيقت عيناي قائلاً بهدوء : سيد روك أنت تتحدث كما لو أنك تشك في أمري ..
قال بذات نبرتي : ليس الأمر وكأنني أشك في أمرك ، لكن لم يصلنا أي مكالمة أو رسالة من الخاطف ، لذا لا أظن أن المال هو مراده ، لذا فالفرضية الأرجح هو أن دافعه الإنتقام ..
قلت وقد احتقن وجهي من شدة الغضب : إذا أنت تظن أنني سأفعلها بمجرد أنها قامت بخنقي قليلاً ، لا تضحكني ، جوليا صديقتي ومن غير المعقول أن أقوم بإيذائها ..

رد علي بنبرة غامضة : إذا لم تكن السبب في إختطافها لماذا تتصبب عرقاً إذا ؟؟
مسحت جبيني بتوتر قائلا : كل ما هنالك أنني لم أعتد على أن يقوم أحد بإستجوابي ، هذا كل شيء ..


اقترب مني كثيراً لدرجة أنه لم يفصل بيننا إلا مسافة قصيرة ، ثم قرب وجهه لوجهي قائلا بفحيح أشبه بفحيح الأفحى : لقد استجوبت عدداً كبيراً من الناس ، حتى اكتسبت خبرة في تمييز الصادق من الكاذب ..


قلت محاولا إخفاء توتري : وماذا تظن بشأني ؟؟
أجابني بهدوء : أشعر أنك تخفي شيئاً ، ردة فعلك هذه شبيهة بردة فعل روز ، وكلاكما يخفي شيئاً ما أنا واثق ..


شعرت أنني إذا ما استمريت في التوتر والإرتباك فهذا سيجعله يشك في أمري أكثر ، وربما ستتحمل جوليا العواقب ..

لذا يجب علي التماسك قليلاً ، أخذت نفساً عميقاً وأنا أقول بقوة ونبرة واثقة : سيد روك لا تورطني في القضية ، لا شأن لي بإبنتك ، وأمرها لا يهمني ..
ثم أعدت شعري الموجود في مقدمة رأسي إلى الوراء بغرور وأنا أكمل : ثم أنني يا سيد روك إبن السيد كودو كما تعلم ، لذا لا تحاول أن تشك بي وإلا ندمت بعدد شعرات رأسك ..


قبل أن يقول أي شيء ، خرجت من المكتب بسرعة لكن بخطى واثقة تدل على غروري ، وحين أغلقت الباب تنفست الصعداء ..

لا أحب أن أبدو بمظهر الفتى المغرور والمدلل بسبب مكانة أبيه ، لكن في مواقف كهذه يجب أن أبدو كذلك ..


________________________________

~ روز ~

في موعد الإستراحة ، كنت جالسة في مكاني ، وعقلي مضطرب كثيراً ، لقد وُكل إلي مهمة جديدة هذا اليوم ، ولكنني خائفة كثيراً ..

ما طُلب مني هذا اليوم هو أن أختلق شجاراً مع هانا ، الفتاة الأشهر في المدرسة ..
كما أنه يريد أن يكون هناك اشتباكات جسدية بيننا ، أي أن الشجار لن يكون مجرد شجار بالألسن ، بالإضافة أنه يريد مني تسديد ثلاث لكمات قوية على وجهها ..

أنا لست خائفة من هانا ، لكنني واثقة من أن الفتيان لن يتركونني وشأني إذا ما آذيتها، ففي النهاية هي محبوبة الجميع ..



هززت رأسي محاولة طرد الوساوس ، يجب أن أفعلها من أجل جوليا ، لا يجب أن أتراجع ..
وقفت وقد حزمت أمري ، سأفعلها نعم يجب أن أفعلها ..

سرت خارج الفصل وسألت البعض عن مكان هانا ، ليتجاهلني البعض ولا يعيرونني أي انتباه ، والبعض الآخر يسخرون مني ومن جوليا ..



ليست هذه المرة الأولى التي يحصل فيها مثل هذه الأمور ، فالجميع الآن سمع بتلك الإشاعة وأخذوا يتجنبونني ويحتقروني أكثر من السابق ..
شعرت بالضعف وأنا أسمعهم يتهامسون فيما بينهم وأنظارهم تلاحقني ، لهذا كنت أكره التجوال في الأرجاء ..


فجألة لمحتها وهي جالسة على الكرسي الخشبي الموجود في فناء المدرسة وحولها مجموعة من الشبان والفتيات ..
أخذت أقترب منها بخطوات ثقيلة ، وعندما اقتربت منهم قليلاً إلتفت الجميع إلي ، وهانا من ضمنهم ..

توقفت في مكاني بخوف ، لماذا ينظرون إلي جميعاً ؟؟ هل علموا بنواياي يا ترى ؟؟
وقفت هانا وبدأت السير متوجهة نحوي ، وعلى شفتيها إبتسامة لم أفهم مغزاها ..

وعندما وصلت إلي قالت : سمعت أنك تبحثين عني ، ماذا تريدين مني ؟؟

إذا فقد علمت إني أبحث عنها فقط،. ولم تعلم بشيء آخر ، نظرت إليها وهي تترقب جواباً مني ..
شعرت أنها الفرصة المناسبة لأهجم عليها بما أنها أتت إلي وحدها والبقية كاانو يرقبون من الخلف ..


رفعت يدي نحو شعرها وأخذت إجره بقوة ، لتبدأ هي بالصراخ عاليا محاولة مقاومتي ..
فكرت في أنني يجب أن أوجه لها الضربات القوية حالاً قبل أن يُقبل أصدقائها إلينا ..

وبالفعل أسقطتها أرضاً ، ورفعت قبضتي محاولة لكم وجهها ، لكنني لم أستطع القيام بذلك ، أخذ يدي بالإرتعاش بخوف ، وأنا لم أقوى على ضربها ..

لم أعتد على لكم أحد ، فكيف لي أن ألكم فتاة الآن ؟؟
انتشلني من أفكاري شخص ما قد أدخل يده في شعري وسحبني مبتعدة عن هانا ، صرخت متألمة وشعرت كما لو أنه قد قطع شعري بأكمله ..
أخذ الفتى يصرخ في وجهي وهو لا يزال يجر شعري بعنف : أيتها الفتاة الحقيرة كيف تجرؤين على فعل هذا بهانا ؟؟

وسمعت آخر يقول : أنت فتاة حقيرة حقاً لا تستحقين العيش ..
وبعدها
ألقاني أرضاً بعد أن أخذوا هانا بعيداً ، ووضع قدمه على رأسي قائلاً : لن نتهاون معك بمجرد أنك فتاة ، ستنالين عقاباً قاسياً ..


ركلني أحدهم بقوة على بطني ليتبعها مجموعة من الركلات والشتائم ، ودموعي قد شقت طريقها على وجهي ..
مع كل ضربة أتلقها أصرخ متألمة ، لماذا يجب أن أعاني وحيدة هكذا ؟؟ لماذا لا يكون بجواري أي أحد يساندني ؟؟


فجأة سمعت صوت صراخ عاالي لصوت مألوف يقول : توقفوا عن ضربها حالاً ..

رفعت رأسي قليلاً محاولة أن أرى الشخص الذي أنقذني ، لكن ولأن الفتيان كانوا متحلقين حولي فأنا لم أستطع رؤية شيء سواهم ..

وبعد ثواني شعرت بأنني أرتفع من على الأرض ، لأن أحدهم قام بحملي ..
أغمضت عيناي بتعب ، وأنا لم أرى وجه المنقذ بعد ، لأسمع صوتاً رجولياً يغمره الحنان يقول : روز هل أنت بخير ؟؟


حين سمعت الصوت مجدداً علمت صاحبها ، وطوقت ذراعاي حول رقبته وأدفن وجهي في صدره وأبدأ بالنحيب عاالياً ..
سمعت صوته القلق يقول : لا تبكي يا روز أرجوك ..


قلت وسط شهقاتي : لماذا تتركونني وحيدة هكذا ؟؟
قام ياماتو بإحتضاني دون أن يقول شيئاً ، وبعد دقائق قليلة ، شعرت به وهو يبعدني عنه قليلاً ، لكنني تشبثت به ، لا أريده أن يدعني ، إريد أن يحملني هكذا دوماً ..

سمعته يقول : روز يجب أن تستريحي على السرير ..

بتردد تركته ليضعني على السرير بعد أن أدركت أننا في غرفة العيادة ..

بعدها أخذ يعقم الخدوش التي على وجهي ويدي ورجلي ، وأنا صامتة إنظر إليه ، ودموعي لم تتوقف عن الهطول ..


بعد أن انتهى وضع المعقم والقطن جانباً ، ورفع يده إلى وجهي وهو يمسح دموعي قائلاً بحنية : روز إهدئي قليلاً واروي لي ما حصل معك ..


قلت وشفتياي ترتعشان : لقد تلقيت أمراً من الخاطف وكان طلبه لهذا اليوم هو أن أوجه لهانا ثلاث لكمات على وجهها ، وعندما حاولت ذلك هجم علي الفتيان مدافعين عنها ..
تمتم ياماتو بغيظ : ذلك اللعين ماذا يريد من طلب كهذا ؟؟

بعدها رفع بصره نحوي وقال : استريحي الآن يا روز ، وأنا. سأحاول تنفيذ طلبه ..


صمت لثواني ، وعندما لاحظت زيه المدرسي قلت متسائلة : أوه صحيح ، ماذا تفعل هنا يا ياماتو ؟؟ وكيف دخلت إلى المدرسة ؟؟
لقد زارنا اليوم والد جوليا، وإخذ يحقق معي قليلاً ، بعدها قلقت عليك بعد أن علمت أنه قد قام بالتحقيق معك أنت والبقية ، لذا هربت من المدرسة لأطمئن عليك ، وقد تسلقت سور المدرسة للدخول إليها ..


قلت وقد تجمعت الدموع في عيني ثانية : أنا سعيدة حقاً لأنك أتيت ، كم كان الأمر مؤلماً حين كنت وحيدة ..
وضع يده على رأسي وخلخل أصابعه في شعري وهو يقول : لن تكوني وحيدة بعد الآن يا روز ، سأكون معك دائماً ..


كلماته جعلت دقات قلبي تتسارع ، وانتابني شعور غريب ..
أشحت بوجهي بعيداً عنه ، وأنا لا أعلم لماذا شعرت بالخجل ..
قلت بتوتر ووجنتاي محمرتان : لا تقل شيئاً لست قادر على فعلها ، لا شك أنهم سيطردوك خارجاً بعد قليل ..

أنهيت جملتي لأسمع صوت باب العيادة الذي فُتح بقوة ، إلتفت أنا وياماتو لنجد أحد المعلمين واقف أمامنا وخلفه مجموعة من الطلبة ..


صرخ المعلم بغضب وهو يتوجه إلى ياماتو : ماذا تفعل هنا أيها الفتى ؟؟ وكيف استطعت الدخول إلى المدرسة ؟؟
وقفت أمام ياماتو قائلة : معلمي أرجوك لا تفعل شيئاً له ..
دفعني المعلم ليمسك بي ياماتو بذراعه ً وقال للمعلم : أنا آسف لإقتحامي المدرسة ، لكن دعني أتحدث مع المدير من فضلك ..

قال معترضاً : لن تراه فهو مشغول حالياً ، والآن غادر المدرسة بسرعة أيها الفتى ..

نظرت إلى الفتيان الواقفين عند الباب وعلى شفتهم إبتسمة نصر ، أدركت أنهم من وشوا به ، وهم نفسهم الذين كانوا يرافقون هانا ..

أخذ المعلم يدفع ياماتو محاولا طرده ، لكن ياماتو ظل يلح عليه بمقابلة المدير ..
وبعد أن ملل المعلم منه وافق مرغما، وتوجهت أنا وياماتو والمعلم خلفنا إلى مكتب المدير ..


أنا واثقة أن المدير سيسمح له بالبقاء ، فهو شخص طيب على الرغم من أنه غريب أطوار ..

طرق المعلم الباب وشرح له ما حصل ، ليطلب منه المدير المغادرة ليتولى هو الأمر ..

بعد أن أغلق المعلم الباب قال المدير بحزم : ياماتو لماذا هربت من مدرستك وتسللت إلى مدرستنا ؟؟
حك ياماتو مؤخرة رأسه قائلاً : سيدي أرجوك دعني أبقى هنا اليوم ..
ضرب بقبضته الطاولة وهو يقول بنبرة يتخللها بعض الغضب : سؤالي واضح جداً ، لماذا أنت هنا ؟؟ أجب علي ولا تحاول المراوغة ..

اندهشت كثيراً من نبرته ، نظرت إلى ياماتو لأراه مندهشاً مثلي ..
هل تغير أسلوبه أم أنني أتخيل ذلك ؟؟
المدير الذي أعرفه هو رجل متفهم ، ولا يغضب بسرعة ..


قلت بشك : حضرة المدير هل أنت بخير ؟؟
نزع نظارته ليظهر ملامحه الوسيمة ، ورمقني بعدها بنظرة مرعبة وهو يقول : أنت غادري المكان حالاً ، فلا فائدة من وجودك هنا ..


اختبأت خلف ياماتو لا إرادياً ، نظراته أرعبتني بحق ، فأنا لم أعتد على رؤيته هكذا قبلاً ..
سمعت ياماتو يقول مخاطباً المدير : سيدي لقد أتيت إلى هنا لأنني اشتقت إلى أصدقائي وزملائي ، لذا دعني أبقى أرجوك ..

رد المدير بنبرة صارمة : إذا أردت رؤيتهم فقابلهم بعد المدرسة ، أما أن تهرب من مدرستك وتتسلل إلى هنا فهذا ليس بالتصرف الجيد ..

بدأ ياماتو بالتوسل إلى المدير ، لكن المدير لم يُغير رأيه ويتحدث مع ياماتو بكل جفاء ..

لم أستطع أن أتمالك نفسي أكثر ، وانفجرت في وجهه غاضبة : لماذا أنت عنيد كثيراً ؟؟ لن تخسر شيئاً إذا بقي هنا ..



عندها وقف المدير والشرر. يتطاير من عينيه ، ويبدو أنه متوجه نحوي ..
دفنت وجهي في ظهر ياماتو من شدة الخوف ، وتمسكت به من قميصه ، طالبة مساعدته وحمايته ..

عندها قال ياماتو : سيد كازوما أرجو أن تسامح روز ، فهي كما تعلم فتاة حمقاء ، لذا أعذرها أرجوك ..
نظرت إليه قائلة بغيظ : أنت الأحمق ولست أنا ..

وضع يده على رأسي وهو يتمتم : أصمتي أيتها البلهاء ..


قاطع حوارنا صوت المدير وهو يقول بحزم : ياماتو غادر المدرسة فوراً ، وأنت يا روز ستعاقبين بسبب لسانك الطويل هذا ..

قلت بإستنكار : ماذا !! هل قلت أنني معاقبة ؟؟ لكنني لم أفعل شيئاً ..

صرخ المدير عالياً : لا تعارضيني وإلا طردتك من المدرسة ..

خفت كثيراً من صراخه ، لهذا إلتزمت الصمت ، وأنا غير مصدقة أن الشخص الموجود أمامي هو المدير ذاته ..


بعدها قام المدير بطرد ياماتو من المدرسة ، ومحاولات ياماتو باءت بالفشل ، لذا خرجنا من مكتب المدير بإنكسار ..

وأمام بوابة المدرسة كان المعلم ينتظر خروجه ، وأنا أنظر إلى ياماتو بحزن ، لا أريده أن يغادر ، فنحن لم ننفذ طلب الخاطف بعد ..

فجأة جذبني ياماتو نحوه وهو يحتضنني قائلا بهمس : سأعود يا روز لذا لا تقلقي علي ..
قلت وأنا على وشك البكاء : هل تعدني بذلك ؟؟
نعم أعدك يا روز ، لكن خذي حذرك من الفتيان حتى لا يضروك مجدداً ..


صرخ المعلم بنفاذ صبر : هيا أيها الفتى غادر المدرسة حالاً ..
ابتعد ياماتو عني وغادر المدرسة ، أطلقت زفيراً عاليا حين أغلق المعلم البوابة ..

إلتفت إلى الخلف لأجد الفتيان يرمقونني بنظرات غاضبة ، بلعت ريقي بخوف ، ماذا يمكن أن أفعل الآن ؟؟

إلتفت محاولة الهرب ، لكن صوت المعلم أوقفني : إلى أين تظنين نفسك ذاهبة ؟؟
قلت بإبتسامة باهتة : ماذا تريد مني ؟؟

قال بحزم : طلب مني المدير إحضارك إلى مكتبه ، لذا تعالي معي ..

رفرف قلبي من شدة السعادة ، أفضل مكان أبقى فيه هي مكتب المدير ..
سرت برقة المعلم والسعادة واضحة على وجهي ، حتى أن المعلم لاحظ ذلك وقال بسخرية : هل زيارة مكتب المدير مفرح للغاية ؟؟
قلت بإبتسامة بلهاء : هاا ، ومن قال أنني سعيدة ؟؟

أطلق المعلم زفيراً خافتاً دون أن يقول شيئاً ، وعندما وصلنا لمكتب المدير غادر المعلم وبقيت لوحدي مع المدير كازوما ..

قال المدير : كما تعلمين يا روز أنت يجب أن تعاقبي صحيح ؟؟
قلت بملل : ماذا سيكون عقابي ؟؟

قال بعد صمت دام لثواني : ستضطرين إلى تنظيف صفك والصف المجاور لكم أيضاً لمدة شهر كامل ..

قلت معارضة : لا بأس في تنظيف صفي ، لكن لماذا أنا مضطرة إلى تنظيف الصف المجاور كذلك ؟؟ أنا لا أريد ذلك ..

صرخ بصرامة : إذا سمعت أي معارضة فستنظفين الصفوف كلها ..

صمت وأنا أغلي في داخلي ، كم أكرهه الآن ، لماذا أصبح قاسياً هكذا فجأة ؟؟
إلتفت لأغادر مكتبه لكنه أوقفني قائلاً : ستبقين هنا حتى تنتهي الإستراحة ، وذلك لأضمن أنك لن تقومي بعمل أخرق ..


لم أمانع أبداً ، ففي النهاية هذا لمصلحتي ، فإذا خرجت الآن فمعجبي هانا بإنتظاري ..
جلست على الأريكة السوداء ، بينما انشغل المدير بمجموعة من الأوراق التي أمامه ..

انتهى موعد إستراحة الغداء ، عدت إلى الصف بسلام ، لكن موضوع هانا يقلقني كثيراً ، يجب أن أفعل ما أمر به الخاطف قبل إنتهاء الدوام ، لكن كيف أقوم بذلك ؟؟

بينما كنت غارقة في دوامة التفكير ، دوى صوت صفارات الإنذار أرجاء المدرسة ، وسبب في اضطراب الجميع ..

اندفعنا جميعاً نحو الباب بهلع ، كل منا يرغب في النجاة بنفسه ..
أخذنا ندفع بعضنا البعض ، والرعب مسيطر على الجميع ..

لم أستطع تمالك نفسي ، ودموعي تشق طريقها على وجنتاي ، شعرت بأحدهم يدفعني لأسقط أرضاً ، والجميع يندفعون دون أن ينتبهوا إلي ..



شعرت بالضعف وأنا على الأرض ، لم يهتم أحد بي ، ولا أحد حولي ..
أغمضت عيناي بإستسلام ، لا يهمني إن مت أو بقيت ، لا أحد سيكترث لأمري ، وأمي ستكون سعيدة بموتي ، فلن أمنعها عن الزواج بعد الآن ..


فجأة شعرت بأحدهم ييساعدني على النهوض ، وصوت مألوف يقول لي : لماذا أنت منبطحة على الأرض هكذا ؟؟ هذا ليس وقت النوم ..

فتحت عيناي ببطء لأجد سوبارو جاثياً على ركبتيه بالقرب مني ..
قلت منصدمة : سوبارو ماذا تفعل في المدرسة ؟؟
وقف وهو يقول : سأخبرك بما يحصل لاحقاً ، لكن الآن يجب علي المغادرة ..

كنت سأوقفه لكنه ركض مبتعداً .. وقفت وإنا أتوجه نحو بوابة الخروج ، لكنني رأيت الجميع يعود أدراجه وهم متذمرين ..

سمعت أحدهم يقول لصديق له : لقد كان إنذاراً كاذباً في نهاية الأمر ، هذا ممل حقاً ..

أدركت أنه لا يوجد حريق ، لذا عدت إلى الصف مشغولة البال ، ماذا يفعل سوبارو في المدرسة يا ترى ؟؟


__________________________________

~ ياماتو ~

بعد أن تم طردي ، اتصلت بسوبارو الذي قمت بأخذ رقمه سابقاً ، وطلبت منه إحضار ملابس لي وأدوات للتنكر ..

بعد أن حضر بدلت ملابسي بتلك التي أحضرها سوبارو ، وارتديت على رأسي قبعة ، وارتديت نظارة شمسية وكمامة على وجهي ..

قلت بإبتسامة : هل أبدو كياماتو ؟؟
أجابني ببرود : لا أعلم ، المهم ما الخطة التي وضعتها ؟؟

قلت له : في البداية سنتسلق أسوار المدرسة للدخول ، بعدها ستقوم أنت بضغط زر الإنذار ، وأنا سأنتظر بجوار صف هانا ، وفي وسط الفوضى سآخذها لأفعل كما أُمرنا ..

هز سوبارو رأسه وهو يقول : حسناً لكن إحرص ألا يراك أحد ، وأن تسرع أيضاً في لكمها وإياك والتردد ، فلا تنسى أن سلامة جوليا أهم ..

لم أستطع أن أجيب عليه ، ولأكون صريحاً أنا متردد كثيراً ..


قمنا بعدها بتنفيذ الخطة بحذافيرها ، واستطعت سحب هانا ، وأبقيتها في الصف بعد أن غادر الجميع ..

كانت تنظر إلي بعينين مليئتان بالخوف ، ولكنها لم تستطع الصراخ لأنني أكتم فمها بيدي ..
قلت بتهديد : إسمعيني سأتركك لكن عديني أنك لن تصرخي ..

هزت رأسها بإيجابية راضخة لي ،أبعدت يدي عنها بتوتر ومن الجيد أنها وفت بوعدها ..


شددت على قبضتي وأنا أتذكر أنني يجب أن ألكمها على وجهها ، لكنني لا أستطيع ذلك قطعاً ..
أنا في حياتي كلها لم أوجه لكمة قوية إلى أحد الفتيان ، فكيف لي أن افعلها لفتاة ؟؟


تبادر إلى ذهني ما قاله سوبارو حول أن سلامة جوليا أهم ، أعلم أن ماقاله صحيح ، لكن لا يعني هذا إلحاق الضرر لفتاة أخرى ..

أغلقت عيناي بقوة ، لماذا لا أستطيع إتخاذ القرار ؟؟ لماذا لا أفعلها فقط من أجل جوليا ؟؟

فتحت عيناي مجدداً لألاحظ أن الفتاة قد فرت هاربة ، وسمعت أصوات تقترب من هنا ، إذا فقد أدركوا أن الإنذار كان كاذباً ..

وإذا لم أهرب الآن فسيُلقى القبض علي ..

وليت هارباً ولم يرني أحد ، وبعد أن خرجت من أسوار المدرسة رأيت سوبارو واقفاً أمامي ..

قال سوبارو عاقداً ذراعيه : هل فعلتها ؟؟
شتت أنظاري في كل إتجاه ، ماعساي أقول له الآن ؟؟
أأخبره بأنني جبنت ولم أقدر على فعلها ؟؟ أم أختلق كذبة أخفي خلفها الحقيقة ؟؟

عندما أطلت السكوت أعاد سوبارو سؤاله ، وهو يرمقني بنظرات الشك ..

أدركت أنه لا مفر من قول الحقيقة ، لذلك طأطأت رأسي بإنكسار وأنا أقول بضعف : أنا آسف يا سوبارو لكنني لم أستطع فعلها ، لم أستطع ضربها يا سوبارو ..

كنت أنتظر منه أن يصرخ في وجهي ، أو أن يضربني ، لكنني لم أتلقى أي منها ..
وإنما شعرت بيده التي وُضعت على كتفي الأيسر وهو يقول : لا بأس أنا أتفهمك ..

رفعت رأسي إليه وأنا غير مصدق ، لقد سامحني سوبارو ، هذا غير معقول !!
فبعد تلك المتاعب التي تكبدناها معاً ، أضعف في الثواني الأخيرة ..

قلت وأنا أشد من قبضتي : سوبارو إذا كنت غاضباً فلا بأس بأن تفرغه فيني ..
لكن سوبارو قال : ولماذا أغضب ؟؟ ضرب فتاة أمر ليس بالسهل ، وخصوصاً ضرب وجهها ، ففي النهاية الإناث مخلوقات ضعيفة والرجال الحقيقيون لا يفكرون في إيذائهن أبداً ..

هززت رأسي بتأييد وقلت بكراهية وحقد : أنت محق لكن الخاطف شخص متبلد الأحاسيس ، والرجل الذي كان يعذب جوليا ليس برجل ، كيف يجرؤ على فعل هذا لفتاة ؟؟ ما إن أجده سأقطع أحشائه ..


أطلق سوبارو زفيراً طويلاً وهو يقول : دعنا الآن نفكر في خطة أخرى لنفعلها ، لكن هذه المرة أنا من سيقوم بها ..

نظرت إليه بإستغراب ، هل هو قادر على فعلها حقاً ؟؟


_________________________________

~ جوليا ~
نظرت من خلال الفتحة الموجودة في الجدار إلى السماء ، الشمس قارب على الغروب ..
نقلت ببصري نحو ذلك الرجل الجالس على الكرسي بملل ..

لازلت أجهل أين رأيته ، لكنه مألوف كثيراً ..
ضربت رأسي بالحائط لعله ينعش ذاكرتي قليلاً ، لكن دون جدوى ، فلا زلت لا أتذكر ..

كسر هذا الصمت صوت صرير الباب ، لأنظر إلى الداخل بفضول ، لكن ما رأيته جعلني أُصدم كثيراً ..


وقفت فجأة وتقدمت نحو القضبان قائلة بإندفاع وأنا غير مصدقة لما أرى : ل.. لماذا أنتما هنا ؟؟ آنسة راي وسيد كازوما ؟؟

إلتفتت إلي المعلمة راي وقالت بإبتسامة : أوه مرحباً بطالبتي المجتهدة جوليا ، هل تشعرين بالراحة هنا ؟؟
بينما قال السيد كازوما بعد أن نزع نظارته : لم أرك منذ وقت طويل ، تبدين هزيلة عن آخر مرة رأيتك فيه ..


شددت على قبضتي الممسكة بالقضبان الحديدية ، وقلت بقليل من الغضب : هل أنتما متآمرآن مع .......

بترت عبارتي حين لاحظت الشبه الكبير بين المعلمة راي وبين الرجل ، قلت غير مصدقة وقد توسعت عيناي : هل يمكن أن تكونا توأمين ؟؟


إتسعت إبتسامة الرجل و هو يقول : هل أدركت ذلك أخيراً ؟؟ نعم أنا توأم راي وأدعى ساي ..


نظرت إلى السيد كازوما بحدة : ماذا يفعل مدير مدرستي هنا ؟؟ وماذا ينوي أن يفعل بطالبته ؟؟

إقترب مني السيد كازوما وهو يرسم على شفتيه إبتسامة هادئة قائلاً : أنت لم ترتكبي أي ذنب ، لكنك ثمينة لدى أضخاص نرغب في الإنتقام منهم ..

وعندما اقترب مني مددت ذراعي نحوه واستطعت إمساك ياقة قميصه ، وجذبته نحوي بعنف ، حتى اصطدم وجهه بالقضبان الحديدية ، وقلت بنبرة مرعبة : ماذ تقصد بذلك أيها المخادع ؟؟

أمسك بيدي الممسكة بياقته ، وغرز أظافره فيه بكل وحشية ، وعلى الرغم من أنني تألمت ، إلا أنني لم أحب أن أوضح هذا ، لذا كسوت وجهي بالجمود ..

لكن عندما شعرت به يضغط على يدي أقوى من قبل ، وأدركت أنني سأُهزم ، كورت قبضتي الحرة ، وسددت لكمة قوية على بطنه ، جعلته ينحني من شدة الألم ..

إبتسمت بإنتصار بعد أن رأيته يتراجع إلى الوراء ..

بينما سمعت الآنسة راي تقول : واو أنت فتاة مذهلة حقاً ، وأنا التي كنت أظن أنك فتاة مملة وضعيفة ..
ليكمل ساي من بعدها : هذا ما نتوقعه من إبنة شرطي بارع ..


قلت بإستفسار : إذا أنتم تكنون الكراهية لأبي ، لذا أخذتموني كرهينة لتقوموا بإبتزازه ..
هز ساي رأسه نافياً ما قلته وقال : لا ليس لهذا السبب ..

فكرت قليلاً لثواني لأقول بعدها : إذا أيمكن أن تكونوا أحد المستهدفين لثروة جدتي ؟؟

تكلم السيد كازوما : لم تصيبي أيضاً يا جوليا ..
قلت بكره : أنت أصمت ، فأنا لا أريد سماع صوتك ..
قال السيد كازوما متفاجئاً : ولماذا ؟؟

لم أرد على سؤاله ، فأنا أكاد أنفجر غيضاً منه ، أنا متفاجئة أنه متواطئ مع هذا القذر وهذه اللعينة ..
لم أظن ولو قليلاً أنه شخص سيء ، ولكنه كان عكس توقعاتي ..

لكنني لست متفاجئة كثيراً من الآنسة راي ، فأنا مذ أن رأيتها لم أشعر بالراحة تجاهها إطلاقاً ..

سمعت ساي يقول : سنضطر للذهاب الآن ، لكن سنعود لك قريباً ..
لا أعلم لماذا لم أرتح لنبرته ، ماذا يعني بقوله سنعود لك قريباً ؟؟

غادر الثلاثة المكان بعد أن عاد الرجل الأصلع والمغطى بالضمادات ..

نقلت ببصري نحو الآنسة يومي والتي لا تزال نائمة حتى الآن ، أنا لا ألومها على كثرة نومها ، فالمكان هنا ممل جداً وليس بوسعنا عمل أي شيء إلا النوم ..

________________________________

~ راي ~

غادنا ذلك القبو القذر ، وتوجهنا إلى إحدى الغرف الفاخرة التي كانت من ذوقي ..
جلس ثلاثتنا على تلك الأريكة العنابية ذات الوسائد البيضاء ، ليبدأ أخي ساي الكلام : هل فعلوها إذاً ؟؟

أجبت عليه بغيظ : الحمقى لم يستطيعوا ذلك ، مع أنني كنت أرغب في أن يفعلوها كثيراً ، فتلك الفتاة تغضبني كثيراً ..

حينها سمعت صوت كازوما الساخر وهو يقول : لأنها جميلة أليس كذلك ؟؟
صرخت غاضبة : لا شأن لك هل فهمت ؟؟ أنت تعلم أنك مجرد ..........

قاطعني أخي ساي قائلاً بحزم : يكفي يا راي ، فحتى أنا لم أكن راضياً بذلك الطلب السخيف ..
قلت بغضب ممزوج بالسخرية : إذا كان طلبي سخيفاً فماذا أقول عن طلباتك التي لا فائدة منها ؟؟


أجابني ساي : ومن قال أن ما فعلته كان بلا فائدة ؟؟ بل العكس سيفيدني كثيراً ..

قلت ببرود : لا يهمني ما تسعى إليه ، لكن
ثم أكملت بتهديد : إياك وأن تضر عزيزي ياماتو ..

قال أخي بلامبالاة : أنا لا أرغب في ذلك أصلاً ، فأنا لا أكن له بأي نوع من الكراهية ، لذا لا تقلقي ..


قلت بإستفسار : صحيح يا ساي بما أنهم لم ينفذوا ما طُلب منهم ، ماذا ستفعل بجوليا ؟؟
قال ساي : أنا لا زلت أفكر في هذا ..

تحدث كازوما : ما رأيكم أن نقوم ب..........
قاطععه ساي بسرعة : لقد وجدتها وجدتها ..
قال كازوما بغيظ : تباً لماذا تقاطعني ؟؟ كنت سأقترح عليكم شيئاً مذهلاً ..

رد أخي : إحتفظ به لنفسك ، فقد خطر في بالي فكرة أعظم ..
قلت بفضول : وما هو ؟؟

إبتسم أخي إبتسامة ماكرة ، وقال وهو ينظر إلى الأعلى وكأنه يتذكر شيئا : قبل ثلاث سنوات حصل لي موقف لن أنساه أبداً في حياتي ، بينما كنت أعاقب تلك المزعجة بسبب أنها سكبت العصير على ملابسي ، أتى ذلك الفتى وأنقذها وجعلني أسقط أرضاً ، بعدها حشى فمي بالوحل القذر ، وفر هارباً معها، وأنا اليوم سأفعل بجوليا كما فعل بي ..

قلت متفاجئة : إذا أستطعمها الوحل كما فعل ؟؟
هز رأسه نافياً وعلى شفتيه إبتسامة خبيثة : بل أسوء من ذلك بكثير ..

بعدها وقف مناديا الخادمات ، وبعد أن أتو أمرهم بإعداد مجموعة من الوجبات الشهية ..

قلت بإستغراب بعد أن غادرن الخادمات : لمن ستعد الطعام ؟؟
أجاب ساي : لجوليا طبعاً ..
قلت بإستغراب : ماذا ؟؟؟؟؟؟

( نهاية الجزء )










لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 08:46 PM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

>> 21 <<

~ جوليا ~
مرت ساعتان على مغادرة ساي والبقية ، وحتى الآن لم يحدث شيء ..
يبدو أنني كنت قلقة من اللا شيء ، سمعت الآنسة يومي تقول : ما بك يا جوليا تبدين شاردة الذهن ؟؟

قلت بإبتسامة باهتة : لا لاشيء ..
قالت غير مصدقة لما قلته : منذ أن استيقظت وأنت لا تبدين طبيعية ، هل حصل شيء بينما كنت نائمة ؟؟


لم أجب عليها وأنا لا أزال غير مصدقة بأن السيد كازوما متآمر مع خاطفي ، أنا الحمقاء التي ظننت أنه طيب القلب ..
أفزعني صوت الآنسة يومي وهي تصرخ في وجهي : جولياااااا أنا أتحدث إليك ..


قلت وأنا أبتسم ببلاهة : هاا ماذا قلت ؟؟
هزت رأسها بيأس قائلة : لا فائدة من التحدث معك ، يبدو أنك مشغولة البال كثيراً ، وهناك شيء ما يشغل تفكيرك ..

لم أرد عليها حين سمعت صوت صرير الباب ، ليظهر منها كل من السيد كازوما والمعلمة راي ..
تسارعت نبضات قلبي حين رأيتهم ، حدسي كان في مكانه ، هناك شيء غير سار سيحصل لي ..

تقدم الإثنان بإتجاهي ، والرعب يتسلل إلى قلبي ..
قالت الآنسة يومي وهي تشهق عالياً: هي أنت ألست معلمة الكيمياء ؟؟ ماذا تفعلين هنا ؟؟ هل أنت هنا لإنقاذنا ؟؟

أطلقت المعلمة راي ضحكة عاالية ، لتسألني الآنسة يومي : جوليا أليست هذه معلمة في مدرستك ؟؟ لقد رأيتها قبلاً ..
قلت بإبتسامة ساخرة : بلى هي معلمة في مدرستنا ، لكنها ليست هنا لإنقاذنا كما تظنين ..


تحدثت المعلمة راي بعد أن هدأت قليلاً : جوليا محقة ، فكيف لي أن أنقذك وأنا التي أمرت أخي بإختطافك ؟؟

قالت الآنسة يومي بصدمة : ماذا ؟؟ إذا أنت سبب إختطافي ، لكن لماذا ؟؟

لم تجب راي عليها وأخذت تفتح قفل الباب ، وبعد أن دخلت توجهت نحو الآنسة يومي ، ورفعت يدها عالياً لتصفعها على وجهها بقوة ..

وقالت بنبرة مليئة بالكراهية : هل عرفت لماذا الآن ؟؟

إندفعت نحوها بسرعة وغضب ، ووجهت نحوها لكمة على وجهها ، جعلها تسقط أرضاً..


قلت بنبرة حادة وأنا أرمقها بنظرات مرعبة : على الرغم من أنني لم أعتد على ضرب الإناث إلا أنك تستحقين ذلك ..
وأكملت بنبرة تحذيرية : ثم إياك وأن تمسي شعرة من الآنسة يومي ، وإلا دفعت الثمن غالياً ..


وقفت الآنسة راي بمساعدة السيد كازوما ، ويبدو أنها لم تستوعب ما حصل لها ، قالت وهي تنظر إلي بصدمة : ماذا فعلتي للتو ؟؟

إبتسمت في وجهها بكل براءة ، كما لو أنني لم أفعل شيئاً ، وأنا أرمقها بنظرات غبية ، جعلها تستشيط غضباً ..
وصرخت عالياً : كيف تجرؤين على لكمي أيتها الحقيرة ؟؟

بعدها إندفعت نحوي بسرعة رغبة في الإنتقام مني ، لكنني لم أتزحزح ولو قليلاً ..
فلو أرادت ضربي فلا مانع عندي ..

أنا ضربتها لأنها آذت الآنسة يومي ، ولن أمنعها من ضربي إن أرادت ذلك ، فلا أظن أن الأمر سيكون مؤلمما ..


لكن السيد كازوما أمسكها وهو يقول : راي إهدئي قليلاً ، لا تنسي أننا هنا لإصطحابها معنا ، والسيد ساي هو من سيأخذ بثأرك ..

قالت بغضب عارم وهي تحاول الإفلاات من قبضة السيد كازوما : دعني لن أتركها وشأنها ، كيف تجرؤ على لكم وجهي الجميل ؟؟


قال السيد كازوما بحزم : يكفي يا راي ، فالسيد ساي سيغضب حقاً ، وأنت تعلمين ما سيحصل إذا ما غضب ..

هدأت الآنسة راي قليلاً لكنها لم تقل شيئاً ، ويبدو أن كلاهما يخشيان ذلك المدعو ساي ..
بينما نظر إلي السيد كازوما وقال : تعالي معنا يا جوليا ..

بلعت ريقي بخوف ، وسرت معهما على الرغم من معارضة الآنسة يومي،. لكنني وعدتها بأني سأحاول أن أعود إليها سالمة ، وغادرنا المكان تاركين الآنسة يومي غارقة في دموعها ..


كنت أسير معهما ووجهي مكسو بالبرود ، وتصرفاتي هادئة كثيراً ، على الرغم من أنني أكاد أموت خوفاً ، ولكنني لا إحب إبراز الجانب الضعيف مني ..

صرخت المعلمة راي فجأة : لماذا أنت صامتة ؟؟ هل تظنين أننا قد استدعيناك لنحررك ؟؟ توسلي إلينا واطلبي الرحمة والعفو ..
وقفت فجأة ، والتفت إلى الخلف حيث السيد كازوما والآنسة راي يسيران خلفي ..

شبكت أصابعي ببعضها ووضعتها أسفل ذقني وقلت وأنا أسبل عيني برقة ، وأقول بصوت ناعم : أرجوكما حرراني أتوسل إليكما ..

دفعتني المعلمة راي وقالت بغضب : هل تحاولين السخرية أم ماذا ؟؟

وقفت وأنا أقول ضاحكة : لا لم أقصد السخرية أبداً ، لكنني كنت ألبي رغبتك ، لماذا أنت غاضبة ؟؟

إلتفتت المعلمة راي إلى السيد كازوم وقالت وهي تشير إلي : هذه الفتاة لا تطاق ، إنها تدفعني للجنون ..

رمقني السيد كازوما بنظرة غاضبة وقال بحزم : جوليا لا تتصرفي بطريقة مزعجة ، والتزمي الهدوء ..

قلت بصوت خافت لكن مسموع : تباً عندما كنت هادئة لا يعجبهم الأمر ، وعندما أتذمر لا يعجبهم كذلك ..
أتاني صوت السيد كازوما من الخلف : كفاك تذمراً أيتها المزعجة ..



إلتزمت الصمت بعدها ، ودهشا كثيراً حين قادوني خارج القبو ، لأجد نفسي في منزل كبير أشبه ما يكون بقصر ياماتو ..
سرت وأنا أنظر إلى الخدم الذين ينظفون المكان ، وهم ينظرون إلي بإستغراب ..

توقفنا أمام باب غرفة بنية اللون ، فتحها لنا رجل مسن وانحنى لندخل إليها ..
وجدت أمامي منضدة طعام طويلة ، مليئة بكل ما لذ وطاب من الطعام ، وفي رأس الطاولة كان يجلس هناك ساي الذي ينظر إلي مبتسماً بغرابة ..


وقف ساي حين رآني وقال وهو يشير إلى المقعد المجاور له برأسه : مرحباً جوليا ، تعالي هنا وكلي ما شئت من الطعام ..

لم أرتح إطلاقاً ، وشعرت كما لو أن هناك فخاً أو خدعة ما ..
قلت مبتسمة : لا شكراً ، أنا لست جائعة أبداً ..

عندما أنهيت عبارتي تغيرت ملامح وجهه ، وانمحت تلك الإبتسامة التي كان يرسمها على وجهه ..

وقال بنبرة آمرة : قلت تعالي يا جوليا ، ولا مجال للرفض وإلا أرغمتك على ذلك ..

قررت مجاراته فيما يقوله ، لأرى مايهدف إليه ..
جلست حيث أشار ليعود هو بالجلوس في مكانه وتلك الإبتسامة الغريبة قد عادت إليه ..

قال لي مبتسماً : هيا تفضلي بتناول الطعام ، لقد أعددت كل هذا لك ..

إلتفت إليه وقلت مبتسمة : هل أنت من أعدها حقاً ؟؟ يبدو أنك بارع في الطبخ ، ولكن كيف فعلتها وأنت لا تستطيع تحريكهما بسبب أني خلعت كتفيك ؟؟.

أجابني : لا لم أقصد بأنني من أعددتها ، أقصد أنني أمرت الخدم بذلك ..

هززت رأسي بإيجابية وإنا أتمتم : هكذاً إذا ..



ثم وجهت ببصري نحو المعلمة راي والسيد كازوما وقلت : لماذا أنتما واقفان ؟؟ تفضلا بالجلوس وكُلا معي ، فالطعام يكفينا جميعاً إلا إذا ..
ثم صمت لثواني وأكملت بعدها بمكر : وضعتم شيئاً في الطعام ..


قال ساي لي : لا تقلقي فنحن لا نرغب بقتلك الآن ..
تمتمت ساخرة : إذا ستقتلونني لاحقاً ..

قال ساي بنفاذ صبر : جوليا كلي بسرعة وإلا حشوت الطعام في فمك بالقوة ..

نظرت إلى الطعام بتردد ، وأمسكت بعود الطعام ، والجميع ينظرون إلي بترقب ..

إلتقطت قطعة من السوشي وأخذت أتأمله ، أخشى أن يكون الطعام مسموماً ..
إرتعبت حين سمعته يصرخ بغضب : تناوليه بسرعة ..

إبتسمت بتوتر وأنا أقول : حسناً حسناً لا تغضب ..

وضعت قطعة السوشي في فمي ، وبدأت أمضغه ببطء ، ويبدو أنه لم يحتوي على السم كما كنت أظن ..

تناولت نوع آخر من الطعام ، ولم يكن هناك شيء غريب في الطعام ..
مع كل لقمة أتناولها تتسع إبتسامة ساي أكثر فأكثر ، والآنسة راي تنظر إلي بحدة وهي عاقدة الحاجبين ، أما السيد كازوما فكان ينظر إلي بجمود ..


لم أرتح للوضع أبداً ، لذا تركت ما في يدي وقلت : لقد شبعت ..
حينها قال ساي : يجب أن تتناولي الطعام كله ، فلن أدعك تذهبين قبل أن تنهيه ..

قلت له : لكن الفتيات يتناولن كمية قليلة من الطعام للحفاظ على رشاقتهن ، لذا لا أستطيع تناول الطعام أكثر من هذا ..

فجأة إنقض علي ساي ، وركلني بقدمه لأسقط أرضاً وقال والشرر يتطاير من عينيه : لماذا تحبين إستفزازي ؟؟ أنظنين أنني لا أعلم أنك تماطلينني دائماً بردودك السخيفة هذه ، ثم أن الإبتسامة السخيفة التي ترسمينها على وجهك دائماً تهدفين بها إلى إغضابي ، أليس كذلك ؟؟ أنت إنسانة لا تطاق أبداً ، لقد بدأت تثيرين أعصابي كثيراً بحركاتك هذه ..


قفزت جالسة بكل رشاقة ، وبما أن كلتا ذراعيه مصابتان ، أمسكت رأسه بكلتا يداي ، وضربت وجهه بركبتي عدة مرات حتى نزف أنفه ..


شعرت بأحدهم يجذبني إلى الوراء وهو يطوق كلتا يداي إلى الخلف ، ولم يكن ذلك سوى السيد كازوما ..
بينما هرعت المعلمة راي إلى أخيها الذي كان ينزف من أنفه جراء ضربي له ..

شعرت أنه الوقت المناسب للفرار ، أعدت بجسدي إلى الوراء حيث إقترب جسدي منه حتى كدت ألتصق به ، وبعدها ضربت معدته بمرفقي ، واستطعت الفرار منه ..
وبعدها أمسكته من ياقة قميصه وقلبته أرضاً بإحدى حركات الكاراتيه التي أتقنها ..

ركضت نحو الباب بسرعة وأنا أسمع الآنسة راي تقول بغضب : توقفي مكانك أيتها اللعينة ، لن نسمح لك بالفرار ..

لم أعرها أي إهتمام ، فهي لا تشكل خطراً علي ، وعندما خرجت من غرفة المائدة قابلت رجلاً عجوزاً أمامي ، يرتدي الزي الرسمي للخدم ..
وبين يديه قنينة زجاجية صغيرة كالعطر ، وجهها نحوي ، وبعدها رش القليل من السائل في وجهي جعلني أصاب بالدوار وأسقط أرضاً غارقة في الظلام ، مدركة أنه لم يكن سوى مخدر ..







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:32 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.