آخر 10 مشاركات
❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          7 ـ جرح السنين ليليان كيد كنوز أحلام قديمة (كتابة / كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          334 - ليلة مع العدو - بيني جوردان - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة )* (الكاتـب : عيناك عنواني - )           »          أجمل الأفلام القصيرة..«خاسب الدبابه يا غبى منك ليه».. (الكاتـب : اسفة - )           »          6 - خذني - روبين دونالد - ق.ع.ق (الكاتـب : حنا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree28Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-10-14, 07:58 AM   #21

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجزء الثامن



نزلت آنين السلالم وهي ترتدي ملابس الخروج وتغطي رأسها

الخالة : آنين هل تريدي الخروج

آنين : نعم عليا مقابلة صديقتاي

الخالة : هذا جيد فأنتي لم تخرجي من مدة ... بلغيهم سلامي و أطلبي منهم زيارتنا لقد اشتقت لهم كثيرا

آنين وهي تغادر : حسننا

الخالة : انتظري يا آنين لدي شيء عليك أخذه للين

آنين : ما هوا

العمة : خذي هذا إنه هاتف لين لقد تركته عندي حتى تعود لقد حرصت على جعله مفتوحا طوال السنة الماضية

قدر الإمكان لتجد كل ما يرد لها فيه

آخذت آنين الهاتف من خالتها وخرجت نظرت له بحب وقالت : و أخيرا يا لين سأراك أخيرا ... كم اشتقت لكما يا

صديقتاي كم اشتقت لتلك الأيام التي عشناها بفرح وبدون هموم أتمنى أن تكونا أفضل حضا مني سأكون المنكوبة

الوحيدة ولكن لا بأس

وصلت آنين للمقهى وجلست على ذات الطاولة

آنين : يا لكم من بائسين سنة ولم تغيروا شيئا هنا حتى المزهرية نفسها والزهرة لا زالت واحدة

.... : هل تطلبين شيئا يا آنسة

رفعت آنين رأسها قائلة : قهوة منــ ...

ثم قفزت وهي تصرخ : لين ..... هذه أنت يا محتالة

احتضنتا بعضهما بقوة وحب ودموعهما كالأمطار الغزيرة

آنين : اشتقت لك يا لين اشتقت لك يا حبيبتي .... خفت أن مسخ القصر قد أكلك .... هههه

لين وهي تبعدها عن حضنها وتمسح دموعها : وهل هناك مسخ يقدر علي

حينها أمسكت يدان بكتفيهما بقوة وصراخ

لجين : مخادعتان لقد سبقتماني إلى هنا أحتضن ثلاثتهم بعضا في شهقات وبكاء مستمر

آنين وهي تضرب لجين على كتفها : من أين لك بكل هذه الدموع يا متحجرة ... حتى في طفولتنا لم تبكي ولا

من شدة الضرب

لين : لم تريها يوم خدعتنا وهربتي دون أن تودعينا لقد بكت لفراقك كثيرا

آنين وهي تتنهد بحزن : آه يا صديقتاي لقد بكيت كثيرا هذه السنة بكيت لشهور متواصلة لم أكن أعلم من أين

تأتي كل تلك الدموع

لين : آه آنين يا حبيبتي ظننت أني وحدي من قاسى هذا العام شككت أنني سأتكسر جفافا من كثرة ما بكيت

نظر كليها للجين الصامتة

آنين : لا تقولي أنك أيضا كنتي تعاني لا تقوليها يا لجين لتكن واحدة منا سعيدة على الأقل

تنهدت لجين وقالت : لقد عشت كل معاني السعادة ودرست ونجحت وسعدت جدا

لين : كاذبة .... عيناك الحزينة لا تقول ذلك

لجين : وما تظنان هل تتعسان أنتما وأسعد أنا ... كنا نتشارك دائما في كل شيء فما الذي سيختلف الآن لقد

واجهت الكثير من الصعاب بقوة ولكنني أنهرت في النهاية وبكيت ما لم أبكه لسنوات .. شهرين مرا وأنا أبكي

فقده وحرماني منه

وكزتها لين بمرفقها وقالت بمكر : من هذا ها ... من يكون


لجين : ماذا بك ... إنه زوجي يا غبية

قفزت لين وأمسكت بكتفي لجين : تزوجتي ... تزوجتي يا لجين

لجين بأسى : نعم تزوجت ولم أتزوج

ثم نظرت لأنين وقالت : و أنتي أيتها المحتالة الأخرى هل تزوجتي أيضا

آنين : آآآآه أجل أنا أيضا تزوجت ولم أتزوج

لين بحزن : إذا أنا التي كسرت القاعدة هذه المرة .... لما لم يتزوجني ذلك الأحمق

آنين : لا تقولي أنه سيد القصر المسخ

لين : لا تقولي عنه مسخ لو رأيته لذهبتي في رحلة حول العالم تبحثي لك عن مسخ آخر

لجين : يبدوا أننا نحمل الكثير من المفاجآت لنتحدث بها ... هيا دعونا نجلس


لين : آنين هل تزوجتي أحد أبناء عمك

آنين : نعم بل باثنين منهما

لين بشهقة : أثنين وخلال سنة واحدة

آنين : بل وفي ذات الوقت .... إياد وشاكر تزوجتهما معا

لجين : آنين هل تمزحي معنا

آنين : أنا لا أمزح إنها قصة طويلة سأحكيها لكما ... ولكن أخبرينا أنتي من تزوجتي يا لجين

لجين : ذهبت لأنتقم من أحدهم فتزوجته ثم اكتشفت أنني متزوجة من أبن أخيه كنت معه لمدة طويلة ولم أرى

وجهه إلا مرة واحدة

لين : هل هذه قصة خيالية أم ماذا

لجين : بل هي حقيقة

آنين : هل تزوجته وأحببته ولم تري وجهه

لجين : نعم

آنين : أصدقك لأني أحببت شخصا لم أعرف ملامحه بالرغم من أني كنت أراه مرارا لأكتشف أنه كان أمامي

دائما.... تزوجت بغيره و أنا أبكي فقده وهوا كان زوجي طوال الوقت

لجين : ما هذه الأحجية الغريبة

لين : هههههه

آنين : لا تضحكي على حالنا لا تشمتي كي لا يصيبك ما أصابنا


لين : ومن قال لك أني أضحك شامته في حالكما

لجين : ولما تضحكي إذا ... من السعادة التي نحن فيها

لين : بل أضحك لأننا نتشارك في كل شيء .... لقد أحببت شخصا لم أره أيضا وهوا أمامي ثم أصبحت عقابا

يعاقب به نفسه وقد حرّمني علي نفسه ليكمل العقاب

آنين : لين قولي شيئا واقعيا

لين : وهل ما تقولاه أنتما واقعيا .... إنها الحقيقة لقد سجنني في قصره وجعلني أعمل خادمة لديه لن تصدقا لقد

عملت في حظائر الحيوانات لشهور مع العشرات من العمال الرجال

لجين : ألم نحذرك يا لين لما فعلتي هذا بنفسك

لين : لا تلوميني لو كنتي مكاني ماذا كنتي ستفعلين

آنين : ولما كان يفعل بك كل هذا

لين : ليعذب والدي .... عليا أن أجده لأعرف منه الحقيقة

لجين : ولكن والدك ميت

لين : لا هوا ليس ميتا

آنين : كيف

لين : القصة طويلة و سأسردها عليكم لأكون أول مراحل البؤساء

حكت لين لهما كل ما مرت به من خروجها من المدينة وحتى اللحظة ولجين و آنين في دهشة مما يسمعان ولم

يتكلما بكلمة طوال حديثها

لين : والآن أنا جئت لأبحث عنه لأعرف الحقيقة و أنقد روح مما هوا فيه ساجن إن أصاب ذاك المغفل مكروه

آنين التي غاب عن ذهنها ما حكاه لها صابر : هل مررتي بكل هذا يا لين يالك من مسكينة و ياله من مسخ مسكين

لين بضيق : لا تقولي عنه مسخ يا آنين أيعجبك زوجك القبيح

آنين : ومن قال لك أن زوجي قبيح هل رأيته لتحكمي عليه .... حسننا لن أقول ذلك عن حبيب القلب مرة أخرى

تجاهلتها لين ونظرت باتجاه لجين : و أنتي يا لجين ما هي قصة الانتقام و الطلاسم التي ذكرتها ولم أفهم منها شيئا

حكت لهم لجين رحلتها المأساوية الطويلة وهي تسكتهما كلما حاولت أحداهما مقاطعتها

لجين : وهوا مختفي في أفريقيا منذ شهرين ولا اعلم عنه شيئا والمخابرات تخطط الخطط الفاشلة للقبض على

العصابة ولا تزال تؤجل كل شيء والمنظمات الدولية وعود بلا فائدة

لين وهي تخنق لجين بيديها : لن نسامحك يا كاذبة كيف تخفي الأمر عنا لسنوات ثم تذهبي هناك وحدك كيف

لجين وهي تبعد يدي لين : لأني كنت أعلم أنكما لن تسمحا لي بالذهاب وحدي وما كنت سأعرضكما لكل ذلك

الخطر

آنين التي لا تزال تعيش الصدمة مما سمعت : لجين لقد خرجتي من عين الموت مرات عديدة .... ياله من بطل

زوجك هذا

لجين : آه نعم بطل .... ولكنني خسرته للأبد ... حمدا لله أنني عبرت له عن مشاعري في آخر لحظة و إلا كنت

سأعيش الحسرة الأكبر فوق حسرتي طوال العمر

لين وهي تنظر لأنين : بقيتي أنتي البائسة الثالثة

آنين : أسمعا ما كان يفعل بي ذاك المحتال

حكت لهما آنين كل حكايتها ودموعها لا تفارق خديها

وقفت لين وتوجهت لها و احتضنتها : آنين يا حبيبتي ماكنتي لتستحملي كل ذاك العناء يا مدللة

آنين : هل عرفتي الآن من سبب تدليلي

لجين : وهل تريدي الانفصال عنه بالفعل

آنين : أحبه يا لجين أحبه بشدة ولكني لا أريد العيش معه على أنه شخص آخر أمام الجميع ولا أرضى منه


أن يكون قد فكر بي ذلك التفكير السيئ

لجين : يا لها من مآسي كل واحدة فيها أسوء من الأخرى

جلست لين من جديد على الطاولة مدت يدها فوقها وقالت : لنتعاهد جميعا على حل مشاكلنا وتحسين ماضينا

المشئوم وحاضرنا البائس

أمسك ثلاثتهن بأيدي بعض كعهد على البدء معا ويد واحدة هذه المرة

آنين : آه لين لقد تذكرت .... لقد أعطتني خالتي هذا الهاتف

لين : شكرا يا آنين لقد تركته لديها لنكمل اتفاقنا الغبي ذاك

فتحت لين الهاتف فوجدت عدد خيالي من المكالمات من رقم مجهول

لين وهي تمسك قلبها : لابد و أنها روز هل حدث مكروه لروح يا ترى

لجين : لما لا تتصلي بها لتعلمي

اتصلت لين ويداها ترتجفان بخوف رن الهاتف طويلا ثم أتاها صوت رجولي واضح

لين ( ليس مخنوقا هوا ليس روح ولكن قد يكون بسبب الهاتف ) : روح

.... : لا لست روح أنا عمه من أنتي

لين : أعطني روز أين هي

أمجد : هل أنتي لين

لين : أجل هل من مكروه أصاب روح أين هوا

أمجد : حسننا حسننا انتظري قليلا يا روز .... خدي وأريحيني

روز ببكاء : لين أين أنتي السيد مريض إنه يموت يا لين

لين وهي تقف وعيناها بدأت تمتلئ بالدموع : ما به روح ما الذي حصل له وما تعني بأنه يموت

وقفتا لجين و آنين بخوف وترقب

روز : لقد سقط بعد ذهابك بأيام وجدته مرميا أرضا في عرفته لقد أحضرت الطبيب ثم اتصلت بك كثيرا

ولكنك لم تكوني تجيبي وجدت رقما لشقيقه فكان مقفلا طوال الوقت وجدت رقم عمه أمجد فاتصلت به وهوا

منذ ذلك الوقت معه هنا


لين : أعطني روح أريد التكلم معه

روز : هذا مستحيل إنه لا يتكلم معنا هوا غائب عنا تماما وكأنه نائم في غيبوبة لا نعرف حتى إن كان يسمعنا

الطبيب قال أنه لن يعيش مادام يرفض الحياة إنه يموت شيئا فشيئا ولن يشفى إلا إن أراد هوا ذلك الكهرباء اثرث

في جسمه كثيرا ... تعالي يا لين فلن ينقذ الأمر أحد غيرك لقد وجدت رسالتك مهترئة من كثرة ما قرأها تعالي

بسرعة أرجوك


أغلقت لين الهاتف واحتضنتها آنين فانهارت باكية

لين : سيموت يا آنين سيموت ويتركني وحيدة


آنين بكت وكأنها هي المعنية بالأمر : مغفل يا لين هل يكون لديه واحدة بجمالك ورقتك ويرفض الحياة

لجين : هذا ليس وقت البكاء أنتما ... علينا أن نتصرف بسرعة

لين : عليا زيارة ذلك العجوز لأعرف مكان والدي

أمسكتها آنين وهي تفكر ( لين صابر والعم صابر وفتاة مسجونة ) ثم صرخت : لين وجدته لقد وجدت والدك

لين : أين في حقيبتك

آنين : أنا لا أمزح يا حمقاء والدك يعمل في القصر لدينا لقد حدثني مرة عن ابنة له قام شخص بسجنها لتعمل

لديه انتقاما منه وأسمه صابر أيضا .... لدي رقم هاتفه سأتصل به حالا


اتصلت به أنين وجاءها رده سريعا

آنين باندفاع ودون أي مقدمات : وجدتها ياعم وجدتها

: ........

آنين : ما اسم ابنتك هل هوا لين

: ......

آنين : إنها هنا أمامي .... أقسم بذلك ... لا تبكي يا عم لا تبكي سأحضرها لك قريبا أقسم

أغلقت آنين الخط ودموعها لا تتوقف عن النزول : يا له من مسكين لم يتوقف عن البكاء أبدا .... ما أقسى

دموع الرجال

لين ودمعتين على خدها ( كن بريئا ... كن بريئا من أجلي أرجوك عد إليا يا والدي )

لجين : إذا سنبدأ من عند لين

لين : بل آنين ألا تري أننا سنذهب هناك

آنين بحزن : إنسيا أمري .... في الوقت الحاضر على الأقل

لجين : متى سنغادر


لين : سنتكفل نحن بالأمر يا لجين أبقي هنا حتى نعود

لجين : بل قدمي على قدميكما ألم نتعاهد .... فقد تحتاجان لأن أضرب لكما أحدا هناك .... هههههه

لين : آنين أعلم أني مصيبة قد حلت على رأسك ولكن لا مكان لي سوى بيت خالتك لأكون معك حتى نرى

إلى ما ستئول الأمور

آنين وهي تحتضنها بقوة : بل في عيني وقلبي وستنامين معي في غرفتي أيضا

لين بابتسامة حزينة : لا لقد جربت النوم معك سابقا أنتي لا تنامي حتى تتقلبي مئة مرة وكأنك في مقلاة .... أنا

أرأف بحال زوجك

آنين وهي تضربها : حمقاء الحق علي

توجهت لين مع آنين لمنزل خالتها التي رحبت بها كثيرا أستاذنت آنين منهما لتجري مكالمة صعدت لغرفتها


واتصلت بإياد الذي أجاب في الفور

إياد : أخيرا قررتي أن ترأفي بحالي

آنين : لا

إياد : وهل يعجبك ما نحن فيه يا آنين

آنين : ما نحن فيه أنت اخترته الست من أختار الانفصال يا شاكر

إياد : إياد ولست شاكر

آنين : بل شاكر مادمت تختبئ خلف شخصيته ... هل ستعود إياد لأناديك باسمه

إياد : لا يريدونه يا آنين هم لا يريدونه
آنين : أنا أريده


إياد : ولنكن آنين وإياد معا ولا نهتم بالبقية
آنين : لا .... هل أناديك أمام الجميع شاكر و أبنائي من شاكر زوجة شاكر ... وإياد لا يمكنني ذكر أسمه أمام


الجميع و ذكرياتنا يا إياد كل تلك الذكريات الجميلة ألن نتحدث عنها حتى لأبنائنا .... وكل هذا شيء وشكك
بأخلاقي شيء آخر


إياد : دعيني أشرح لك يا آنين أعطني فرصة

آنين : لا

إياد : لماذا أتصلتي بي إذا هل تريدي تعذيبي بعد أن قتلتني
آنين : لأنني سأعود في أول رحلة إلى هناك

إياد : هل ضايقك أحد هل فعل أحد أبناء خالتك شيء

آنين : هذا فقط ما تفكر فيه


إياد : وماذا تتوقعي مني ... أكاد أجن و أنتي في بيتهم وتعيشين معهم

آنين : سآتي برفقة صديقتاي لبعض الوقت

إياد : سأذهب لأحظاركم

آنين : لا داعي لذلك زوج خالتي سيوصلنا

إياد : إذا سأكون في استقبالكم شئتي أم أبيتي

بعد يومين نزلت الطائرة بالصديقات الثلاث مطار دولتهم جميعا

لين : أين هوا زوجك ذاك يبدوا أنه لن يأتي

آنين : ها هوا يدخل من هناك

لجين : ما كل هذا الحضور المميز والجسد الرياضي ... الوسيم الأسمر هذا لك يا آنين

وكزتها لين بمرفقها : وكأنك لست متزوجة احترمي غياب زوجك
تقدمت أنين بضع خطوات منه وهوا قادم نحوها احتضنها بقوة دون أي كلمة ولم يطاوعها لتفلت منه


آنين : إياد أبتعد عني ألا ترى أين نحن

إياد : مشتاق إليك أيتها القاسية التي لا تعرف الاشتياق

لين وهي تضرب لجين التي كانت تعدل حدائها : لجين يا حمقاء انظري ... سيفوتك المشهد الرومانسي

لجين وقفت وقالت : لا تتدخلي بشئون الغير ... زوجان يلتقيان بعد مدة كيف سيكون الأمر

افلت إياد آنين عندما قرر هوا ذلك ثم اقتربا من الاثنتين

آنين : هذه لجين وتلك لين وهذا زوجي شــ شاكر

لين بابتسامة : لقد عرفناه من الاستقبال المميز

إياد : مرحبا بكما ضيوف لدينا كيفما شئتم ... أنتم بمثابة أفراد العائلة لأنكم شقيقات آنين

لين وهي تهمس للجين : أنظري للأسلوب الراقي وعيناه التي لا تفارق آنين لحظة لما ليس لدي حبيب

طفولة ليحبني هكذا .... و أنظري لهذه الغبية التي لا تنظر إليه حتى

أمسكت لجين بيدها وسحبتها وهم مغادرين وقالت : أخبرتك ألا تتدخلي في شئون الآخرين

لين : لم أتدخل لقد كنت أتمنى فقط

لجين : أليس لديك شخصا يحبك ... لا تكوني طماعة
لين : آه أي حب هذا وهوا يريد الموت


وصل الجميع للقصر أمسكت آنين بيد لين وركضت بها في اتجاه الحديقة ولجين وإياد يتبعانهم

آنين : عم صابر ها هي
وقف صابر والدموع تتساقط من عينيه وهوا ينظر لها بشوق وحب ركضت لين وارتمت في حضنه ( اقسم أنه


بريء هذه الملامح ليست لمجرم )

صابر : بنيتي حمدا لله أن مد في عمري حتى رئيتك حمدا لله

لين ببكاء : قل أنك بريء يا أبي قل أنك لم تفعل شيئا

صابر : اقسم أنني لم اقتل كريم لست أنا يا لين

لين : وصبا

صابر : هي أيضا بريء مما أصابها هي مثل أبنتي كيف أفعل ذلك

لجين و إياد كانا يشاهدان من بعيد ودموع لجين لا تتوقف

إياد : جربا الحديث مع صديقتكم العنيده تلك لترجع إلي

لجين : لا أعلم إنها غاضبة منك كثيرا .... هي تحبك ولن يستطيع أحد التأثير عليها غيرك أنت

وقف صابر غادر قليلا ثم عاد يحمل بيده ظرف ورقي أبيض اللون جلس بجوار لين وفتحه ثم أخرج


منه مجموعة من الصور

صابر : هذا ما أخفيته كل هذه الأعوام إنها صور لصبا وكريم لقد اكتشفت تلك الليلة أنه على علاقة بها ويلتقيا

في حديقة منزلي تعاركنا وضربته وأخذت الفتاة وأدخلتها منزلنا كانت تبكي وتتحدث عن صور يهددها كريم بها

وعدتها أن أساعدها و أخرجتها لتعود لقصرهم وراقبتها حتى وصلت ... شقيقها ظن ما ظنه بلعبة من كريم

في اليوم التالي ذهبت لمنزل كريم لآخذ منه الصور وجدته مقتولا فتشت عن الصور حتى وجدتها و علمت فيما

بعد أنني المتهم ... فما كان مني إلا الهرب لعلي أجد الحقيقة وفي النهاية سلمت نفسي بنفسي فأنا متهم على كل

حال ضحيت بنفسي لأنقد سمعة الرجل الذي كان له عليا الكثير من الأفضال وهوا والد صبا اعترفت أنني قتلته

وأن الفتاة بريئة من كل شيء ولم أكن أعلم أنني بتلك التضحية أخسر زوجتي و ابنتي التي رزقت بها على كبر

بعد أن يئست أن يكون لي أطفال هي ثلاث سنوات فقط التي رأيتك فيها تكبرين أمامي تمشين أولى خطواتك

و تلفظين أولى كلماتك ثم خسرت كل شيء خرجت من السجن بعد ثماني سنين بمساعدة شاكر لأنه كان حفيد

الجد وهوا صديق قديم لي فخرجت بريئا من تهمة قتل كريم الذي تبين أن أبن الرجل الذي أخدك أنتي و أمك

هوا من قتله ومحتمي بالهرب في الخارج

لين : إذا لهذا كان يخاف من والدتي .... ولكن لما لم تجدنا لما لم تبحث عنك والدتي

صابر : لا أعلم يبدوا أنه قد أخفى أمري عنكم لقد أنتقل بكم ولم أتمكن من إيجادكم

حضنته لين بقوة : أبي .... حمدا لله أنك بريء لن أتركك بعد الآن أبدا

قضت لين ليلتها مع والدها أما لجين ففي غرفة من جناح آنين

دخلت آنين غرفتها التي حملت كل ذكرياتها الجميلة والحزينة فتحت الخزانة فوجدت دميتها هناك و أزهارا بعدد

الأيام التي غابتها عن القصر أمسكت بالدمية وحضنتها بحب ودموعها تكاد تنهمر شعرت بهواء الشرفة يحرك

شعرها المنساب على كتفيها الشيء الذي افتقدته وقت بقائها مع خالتها

التفتت للخلف ووجدت إياد يرتدي الملابس السوداء والعمامة ولكنها كانت تغطي رأسه ورقبته وذقنه فقط وباقي

وجهه مكشوف يكتف يديه لصدره وينظر إليها أنزلت آنين رأسها للأسفل ودموعها تتقاطر على الأرض أقترب

منها و شدها لحضنه

إياد : ألا يكفي بكاء يا أنيني ... ألا يكفي فراق .... أتذكري يوم قدومك للقصر عندما رأيتك تقفين مع زياد وعمتي

لم يحتج الأمر أن يخبرني أنها أنتي عرفتك بمجرد النظر إليك ... آنين الطفلة ذات الأعوام العشر التي سرقوها

مني ليأخذوها للبعيد تقف أمامي بعد ثماني سنوات من البعد والشوق والحنين ... قطعة مني وجدتها أخيرا

كنت لحظتها ساجن و أجدبك من يدك و أحضنك بقوة لقد أمسكت نفسي بشق الأنفس عن فعل ذلك

عندما طلبتي مني أن تتناولي الطعام مع جدي رفضت لأنني لا أريدك أن تغيبي عن ناظري وأن تكوني أمامي

وعندما رأيت الحزن في عينيك لم أستطع إلا أن أوافق ... كنتي كلما طلبتي شيئا أنفذه على الفور إن قلتي

" أرجوك يا شاكر " أصبحت خاتما بين يديك ... في الأيام التي قضتها خالتك وعائلتها هنا بعد أن خطبك

زوجها لأبنه لم أتذوق طعم النوم ... كنت سأحارب الجميع لأجل أن تكوني لي ...لوحدي ... عندما رأيت التعاسة

في عينيك و أنتي زوجة لي على أني شاكر قررت أن ننفصل لتعودي لإياد لتعودي لي لأني كنت سأخسرك

بكليهما ... كنتي ستذبلي كالزهرة حتى تموتي ولكنك فهمتي قصدي بشكل خاطئ ولم تعطني مجالا للتوضيح .

آنين اكتفت بالبكاء والصمت

إياد : آنين أسمعيني صوتك ... قولي شيئا ... قولي أي شيء

آنين : عندما سألتني عمتي اليوم من أحضرك من المطار قلت شاكر عندما تحدث العم صابر عن الذي ساعده

ليخرج من السجن قال شاكر .... آنين زوجة من ...شاكر .... شركة من .... شاكر .... والأموال بناها شاكر

الأبناء سيكونون لشاكر .... أريد إياد أريدك أنت وليس شاكر

إياد وهوا يشدها لحظنه بقوة : سيحصل كل ما تريدين ... فقط لا تحزني وتوقفي عن البكاء ... و لا تحرميني منك

مجددا يكفيني حرمان ... لأجلك فقط ... يا حبيبة إياد ... وزوجة إياد .... وأم أبناء إياد

ابتعدت آنين عنه وقالت : صحيح ..... ستعود... ستكون إياد

إياد أمسك وجهها بيديه وقبلها ثم قال : سأكون زياد إن أردتي

آنين وهي ترتمي في حضنه : لا ... إلا زياد الفاشل ذاك

إياد : ما رأيك أن أقضي الليلة معك

آنين : محتال ليس قبل أن تقيم لي حفل زفاف يكفي أنك حرمتني فرحة الزواج بك في السابق

إياد : سيكون علي إنهاء بعض الإجراءات قبل أن أغير أوراقي سأحتاج لأيام ومن ثم سنحتفل

بزفافنا .... ها ما قلتي

آنين وهي تبتعد عنه وتجلس على السرير : عليا مساعدة صديقتاي أولا لقد تعاهدنا على ذلك

جلس بجانبها أمسك بيدها وقبلها ثم وضعها على قلبه وقال : ولمن تتركي هذا

آنين : أرجوك يا إياد لا تمنعني من مساعدتهم كما ساعدوني الآن ... أنت لا تعرف من يكونوا بالنسبة لي

إياد : وهل ستغيبين طويلا

آنين : بالتأكيد لا ... و سنكون على اتصال

إياد : لن نخبر الجميع عن ما قررت حتى حينها ... أريد أن أفهم لما فعلوا ذلك

في اليوم التالي نزلت آنين ووجدت زياد وإياد بالأسفل توجهت جهة إياد وجلست بجانبه

زياد بابتسامة ماكرة : يبدوا أن ثمة تطورات حدثت هنا

أمسك إياد آنين من كتفها وقبلها على رأسها

زياد : هل تصالحتما أخيرا .... كدتِ تصيبين الرجل بالجنون يا فتاة

دخل ياسر وناداه زياد : هيه ياسر تعال هناك أمر مهم

ياسر وهوا يتجه نحوهم : كل الأمور مهمة بالنسبة لك

زياد : آنين أحضرت صديقاتها معها لما لا نخترهما أنا وأنت عروسين

آنين : هههههه ومن منهما سترضى بك

زياد : لا تفسدي الأمر من أوله ..... شاكر هل هما جميلتان كزوجتك

إياد : هههههه أخاف أن تغضب مني آنين

زياد : إذا قضي الأمر

آنين : واحدة متزوجة والأخرى على وشك الزواج فلا تتعب نفسك

ياسر : هههههه ..... انتظر بناتهم

ضحك الجميع ثم وقفت آنين قائلة : علينا المغادرة يا .... هيا لتوصلنا للمطار

إياد بابتسامة : حاضر لخدمتك وصديقاتك

ثم همس في أذنها : هل صرتي تكرهي الاسم لهذا الحد

ابتسمت له آنين وقالت : لا تتصور كم

وصلت الصديقات مطار المغادرة

لين : لجين هذا الرجل متى سيترك آنين منذ ساعة وهما واقفان وهوا لم يحتضنها مودعا بعد

يعني ساعة أخرى

لجين : ألن تتوقفي عن التدخل

لين : لما أنا سيئة الحظ بينكم لم أحضي حتى بحضن صغير

لجين : هههههه كان عليك أن تكوني أذكى لتجعليه يتزوجك

لين : هوا لم يحبني إلا بالعافية كيف سيتزوجني .....



آنين : أجل حبيبي فهمت ... أقسم فهمت ... لن أفعل شيئا حتى أخبرك ... وسأعتني بصحتي ... و أذهب

للطبيب وكل شيء قلته .... حسننا

إياد : لأني أعرفك جيدا يا مدللتي العنيدة

احتضنته بقوة ثم غادرت جهة صديقاتها

لين : ضننا أنكي ستعودين معه .... تمنيت أن لي حبيب طفولة مثلك ولكني الآن غيرت رأيي

آنين : هههههه لا أنصحك بذلك .... لأنه سيكون عليك الاقتناع أنك ملك خاص له وحده

اتصلت لين بروز فور وصولها وأخبرتها أنها ستكون هناك في الغد

في صباح اليوم التالي

لين : أين هي تلك الكسولة لجين سنتأخر عن القطار


آنين : كان عليك أن تأخذي برأيها لنسافر بسيارتها .... كيف سننتقل من القرية للقصر

لين : سنزور العم مايكل وهوا من سيقلنا

آنين : وكيف ستتسع لنا سيارته

لين : اصمتي هيا ... ها قد غادر القطار


آنين ( لقد نجحت الخطة ) : علينا السفر بالسيارة أو سننتظر بضعة أيام

دقائق وحضرت لجين : آسفة على التأخير ولكن سيارتي في الخارج سنسافر فيها

لين : لن تكونا صديقتاي إن لم تكونا من رتب للأمر

غادر ثلاثتهن ووصلوا لأرض الريف بعد ساعات


آنين : ما أجمل هذا المكان ... هل علينا زيارة عمك مايكل ذاك

لين : لن تعي أنتي يا مدللة إياد ما قدمه لي العم مايكل

آنين : آه كنت مدللة فقط والآن صرت منسوبة للسبب أيضا

لجين : هههه هي تحسدك فقط

لين : بائستان لما سأحسدها

وصلوا القصر عند قرابة المساء بعدما زاروا مايكل في طريقهما ووجدوا باب القصر مفتوحا دخلت السيارة


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 08:00 AM   #22

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



فأوقفها أحد الحراس نظر لهم ثم قال : الآنسة لين ... اعذريني لم أعرفك ... انتظروا قليلا لأتصل بجميع
الحراس كي لا يوقفكم أحد

دخلت لين وصديقتاها القصر بعد غياب لتجد نفسها أمام كل تلك الذكريات الجميلة والحزينة ثم شعرت بشيء


يقع عليها

روز : مرحبا بالمشاغبة الصغيرة ظننت أنك لن تعودي أبدا

احتضنتها لين ودموعها تنهال بغزارة : روز لقد اشتقت لك كثيرا أخبرتك أنني سأعود وها أنا قد عدت

روز : السيد مرض كثيرا ما كان عليك الذهاب

لين : بل كان يجب أن أذهب فهوا كان سيمرض على أية حال وبقائي ما كان سيغير شيئا

روز : بلى سيغير الكثير فلم يمرض السيد طيلة تلك السنين ... آه أعذراني يا صغيرتاي من فرحتي بلين

لم أنتبه لكما هل أنتما صديقتا لين لقد أخبرتني عنكما كثيرا

آنين : أنا آنين وهذه لجين لقد سعدنا بلقائك

روز : تعاليا معي لأريكما غرفتيكما و أنتي يا لين عليكي أن تصعدي للأعلى فالسيد أمجد ليس هنا

صعدت لين تحملها كل تلك الذكريات تتذكر كل مرة صعدت فيها هذه السلالم وخوفها يزداد من أن تفقد

النائم في الأعلى إلى الأبد


وصلت الجناح كان مفتوحا دخلت وتوجهت لغرفة نومه المكان الذي لم تزره يوما ... دخلت ووقع بصرها على

النائم على سريره بغير حراك

نزلت دموعها مباشرة ثم ركضت ناحيته واحتضنته بقوة وهي تبكي بمرارة : روح لقد عدت يا روح عدت كما

وعدتك ... فلما لم تنتظرني

سمعت صوته مخنوقا هامسا : لين ... لييييين

لين : نعم هذه أنا لين ... لما تفعل كل هذا بي و بك ... لما يا روح

روح : لأنني لا أستحق الحياة

لين وهي تفتح الظرف بعدما أخرجته من حقيبتها وتخرج الصور : أنظر يا روح أفتح عينيك وانظر ....ما كنت

أريد لك أن ترى هذا ولكن عليك أن تعلم .... أنظر يا روح لقد كانت شقيقتك على علاقة بكريم أنت لم تظلمها لقد

أعترف والدي بذنب لم يقترفه لكي ينقذ سمعة والدك ... لم يقتل ولم ينصب على صبا ... هي من ذهبت بمحط

إرادتها لمقابلة كريم ووالدي وعدها أن يساعدها لترجع الصور منه... روح أنت لم تذنب في حقها لقد قتلتها خطأً


لقد ظلمت نفسك وظلمت والدي

روح : لييييين .... لين

لين : قم يا روح قم أرجوك من أجلي ...

بقت لين بجواره لساعات وهوا لا يزال مغمض العينين وبلا حراك وليس على شفتيه سوى أسمها

في صباح اليوم التالي

لجين : أين هي تلك الحمقاء لين لم نرها منذ وصلنا بالأمس

آنين : لنسأل روز قد تكون اشتاقت للعمل مع العمال

خرجت روز قائلة : لين عند السيد منذ الأمس

لجين : الم يستيقض من غفلته

روز : لا يبدوا ذلك

لجين وهي تصعد السلالم : تعالي يا آنين ألحقيني

آنين : إلى أين


لجين : لنوقف هذه المهزلة

دخلا للجناح وتوجها فورا للغرفة كانت لين تنام على طرف السرير ويدها تمسك يده بقوة

آنين بدهشة : أنظري لهذا السحر النائم هل هوا من البشر ... لا ألوم لين على نومها هنا لو كنت مكانها ما غادرت

القصر لحظة

تقدمت لجين من لين دون كلام أمسكتها من يدها وهي تسحبها


لجين بغضب وصوت مرتفع : قومي يا لين هيا ... سنذهب من هنا فهذا الميت لا يستحقك دعيه وجنونه هذا
سأزوجك من ذاك الرجل المتيم بك على الأقل هوا يقدر قيمتك ... هذا ميت ولو كان يريدك ما كان أختار الموت

ستخرجي الآن معي ولن تعودي هنا إلا على جتتي

كانت تسحبها لتخلص يده من يدها الممسكة به وتصرخ : دعيه ... دعيه للموت فهوا أولى به

.....: ليييين لا تتركيني يا لين

كان هذا صوت روح وهوا يشد على يدها وعينيه شبه مفتوحة أفلتت لين يدها من قبضة لجين وأمسكت بها يده

لجين ( رائع لقد نجحت الخطة لو لم يستفيق كنت سأخرجها ولن أعيدها )

لين وهي تغمر وجهها في السرير ممسكة بيده : روح لقد عدت لي .. أنت بخير يا روح .. لا تفعل هذا بنا مجددا

وضع يده على رأسها وقال وهوا مغمضا عينيه : لين حبيبتي ... لقد تأخرتي


لين : لن أتركك أبدا يا روح ... لن أتركك مجددا

آنين وهي تمسح دموعها : هذه الحمقاء كم شخصا ستعده أنها لن تتركه مجددا

لجين : هيا لننزل وندعهما

آنين : لا أريد ... دعيني أشاهد الوسيمان وهما يلتقيان بعد غياب

لجين بحدة : لو سمعك زوجك لقطع لسانك

آنين بابتسامة : وهل سينكر أن هذا الملاك أجمل منه ...لو فقط يفتح عينيه لنرى كيف سيبدو

لجين بحدة : آنين أنتي متزوجة وهذا سيكون زوج صديقتك فاحترمي زوجك ولين أيتها المجنونة


سحبتها وخرجت بها خارجا
لين وهي تمسك يد روح : لماذا يا روح لما تفعل كل هذا بنفسك لقد عذبتها لسنوات وهي بريئة من الجرم

الذي نسبته لها


روح : يبدوا أنني لا أنفع في شيء إلا التعذيب عذبت شقيقتي و إن كانت هي الجانية ثم والدك وهوا بريء
وأنتي التي لا ذنب لك ما الذي ستفعله بي الحياة ... لا رغبة لي بها لولا وجودك فيها


لين : سنكون معا سنصلح كل ما هدمه الماضي ... والدي لا يعتب عليك كان يود زيارتك معي ولكني رفضت

ووعدته أني سأعود إليه ولن يحرم مني من جديد

روح : لا يا لين لا تذهبي وتتركيني
لين : لن أتركك ولن أترك والدي كل واحد منكما شرطي للبقاء مع الآخر


روح : سنتزوج يا لين سأتزوجك في الحال و أجلبي كل من تريدي للعيش معي سأعوضك عن كل ما

قاسيته ووالدك بسببي

لين : أجل ... سنكون سويا ولكن تعافى أولا
روح : هل سامحتني يا لين


لين : ما هذا السؤال الغبي ... أنا لم أكن غاضبة منك لأسامحك لو كنت مكانك ما كنت أضمن نفسي أن لا أفعل

ما فعلت بي

بعد مرور أيام ... ولين واقفة عند نافدة القصر المطلة على الحظائر شعرت بيدي روح تلتف حول خصرها

روح بصوته المخنوق : ماذا تفعلي هنا يا جميلتي

لين وهي تمسك يديه التي تحتضناها : ما الذي جعلك تنهض من السرير أنت لم تتعافى بعد

روح : أنا بخير مادمنا معا لقد تعبت من النوم عليه طوال الوقت .... ما كان عليكي أن تتركينا نتزوج

هكذا دون حفل زفاف ... أنتي سيدة كل هذا المكان فكيف تدخليه عروسا هكذا

لين وهي تتكئ برأسها للخلف على كتفه : هل كنا سنقيم حفل زفاف و أنت على السرير لو كنت صبرت قليلا
لأقمنا حفلا كبيرا


روح وهوا يضمها أكثر و يقبلها على جبينها : ما كنت لأصبر يوما بعد.... لم تقولي لي فيما كنتي تفكري

و أنتي تنظري هناك

لين : في الحظائر

روح : هههههه هل تريدي العودة إليها

لين : بل أن تختفي عن الوجود

روح : إن كانت تضايقك مسحتها عن أرض هذا القصر
لين : لا مستحيل ... والعمال وكل تلك الجمعيات التي تعطيهم ثمن البضائع


روح : إذا سنجعل سورا بيننا وبينها ما رأيك

لين : رائع فأنا لا أطمأن للعمال بعدما رأيته بعيني .... ماذا بشأن عماد
روح : عماد رفض بشدة كل عرض أقدمه له لذلك جعلته مع رشدي ومايكل مشرفا على كل الأعمال في القصر

لين : هذا الفتى رائع وسيكون رجلا مميزا في المستقبل

روح وهوا يوجه لين جهته : هل فكرتي في الأمر يا لين


لين : أنت ما تزال متعبا يا روح وستحتاج لفترة علاج لنؤجل الموضوع قليلا

قبلها على شفتيها بخفة وقال : أنتي من ستحمل وتنجب فما علاقتي بالأمر

لين : لا أريد أن أنشغل عنك فأنا أعلم ما تقاسيه النساء و منذ الشهور الأولى ... سيكون لدينا فريقا كاملا من
الأبناء فلا تستعجل


روح : أريد واحدا الآن و أجلي الفريق
لين : أريد زيارة صديقتاي ولنرى ما سنفعل من أجل لجين


روح بحدة : لين لن تعرضي نفسك للخطر من أجل أحد أتفهمي

لين : هما من ساعداني وصرنا لما صرنا فيه بعد فضل الله بمساعدتهما ونحن قد تعاهدنا ولن أخلف

وعدي لهما .... ثم أنا أخبرتك سابقا أن هناك أشخاص أنا على استعداد للموت من أجلهم

روح وهوا يحتضنها : لا أريد أن أخسرك يا لين لا أريد

لين : سأعود يا روح كلها بضعة أيام فلا تفعل بي كما فعل زوج آنين بها عندما علم بالأمر إنها لا تزال

تترجاه حتى الآن ... لقد تركت حتى بلادي وبلاد والدي و أقنعته بعد عناء ليكون معي وجئت للعيش معك هنا
روح : متى ستذهبي لزيارتهم

لين : في الغد ... لقد اتفقنا على أن نتقابل عند خالة آنين

في اليوم التالي

آنين : لقد أبتلعك ذاك الوسيم ولم نعد نراك

لين : أنتي تعلمي أن روح ما يزال متعبا وعليا البقاء بجانبه ..... ماذا بشأن زوجك هل أقنعته ... روح يبدوا

أنه سيوافق

آنين : لم أتحدث معه منذ أيام .... أنا غير مطمئنة كلما تحدثت معه تحجج بأنه مشغول

لجين : لما تصران كل هذا الإصرار لقد أصبح لديكما عائلة ولن يرضى زوجيكما أبدا و هذه المهمة ليست

بالسهلة

لين : لا لن يحدث ذلك أبدا يا لجين وأحذرك من خداعنا كما في السابق

آنين : كان من المفترض بنا أن نقوم بحل مشكلتك أولا أنتي لا يؤتمن لكي جانب يا لجين

رن هاتف آنين : غريب هذا ياسر ترى ما الأمر

آنين : مرحبا ياسر

ياسر : مرحبا آنين آسف على إزعاجي لك

آنين : لا بأس يمكنك الاتصال متى شئت

ياسر : هناك أمر عليا التحدث معك به ولكن ليس عبر الهاتف أنا قادم في طائرة الغد

آنين بقلق : ماذا هناك يا ياسر هل إياد به مكروه إنه لا يرد على اتصالاتي أم هوا جدي

ياسر : لم يصب أحد منهم مكروه لا تقلقي ... سأراك في الغد حسننا

آنين : حسننا وداعا

لجين : ما الأمر يا آنين ... لما تغير وجهك هكذا

آنين : لا أعلم ..... ياسر يقول أنه سيصل عند الغد وثمة أمر لديه

لين : أتمنى أن يكون خيرا ..... عليا المغادرة

ودعن بعضهن وغادرتا

روز استقبلت لين عند الباب

روز : سيدة لين كــ ..

لين بحدة : كم مرة أخبرتك أن لا تناديني سيدة سأغضب منك يا روز أنا كما كنت لين فقط

روز : حسننا

لين : وشيء آخر لا تعملي مع الخادمات يا روز أنتي مثلي أنا وروح هنا فهمتي

روز : حسننا لا تقسي علي فأنا عجوز

لين وهي تحتضنها بحب : وأجمل عجوز رأتها عيني

روح وهوا ينزل من السلالم بالعكاز: و أنا أين نصيبي من كل هذا الحضن

لين نظرت له بغيض ويداها في وسطها : روح لما تنزل ... يا لك من عنيد

روح وهوا يحضنها بقوة : أنا بخير لا تستمعي للأطباء كثيرا .... روز هل رايتي جميلتي ما تفعل بي هي

لا تريد طفلا الآن

لين وهي تبتعد من حضنه : روح هل تشتكيني للآخرين

روح : أجل ولوالدك أيضا وقد غضب وقال أنه يريد حفيدا

لين وهي تصعد للأعلى غاضبة : لما لا تفهمونني .... حسننا سأنجب لكم مخلوقا لتريحوني

روز : ما بها غاضبة

روح : ستهدأ بعد قليل أنتي تعرفينها

روز : سيدي لا تغضبها كثيرا إنها أروع من عرفت

روح : لي تقولي هذا يا روز ... لين هي الحياة بالنسبة إلي هي من أعادت الحياة لعروقي

روز : حسننا ... أجلا موضوع الأبناء إذاً ما دامت لا تريد ذلك

روح : أمري لله فأنا لا أقدر على زعل جميلتي



في ذلك الوقت لجين كانت تتحدث عبر الهاتف : أجل يا نادر ألم تتوصل لشيء حتى الآن

نادر : قد نحتاج لبعض الوقت إننا نتقدم كثيرا

لجين : جيد .... أعلمني بكل جديد

نادر : أجل سيدتي فكله بمساعدتك

لجين : أتمنى أن نعلم مكانه قريبا

نادر : أنا متفائل جدا

لجين : لا تنسى الاتصال بي دائما .... وداعا

نادر : وداعا سيدتي



في اليوم التالي ... وفي بيت خالة آنين


ياسر : آنين عليك أن تعرفي أمرا يخص إياد

آنين وهي تمسك يدها على قلبها : ماذا هناك يا ياسر

ياسر : إياد يود العودة لشخصيته الحقيقية ويغير كل أوراقه التبوتية

آنين : أجل أعلم بذلك

ياسر : ولكن ثمة أمر لا تعلمينه و إياد لا يريد أخبارك به

آنين : ماذا هناك يا ياسر لا تقتلني بالبطيء أرجوك

ياسر : الأمر متعلق بيوم الحادث الذي مات فيه شاكر شهادة العمال ذلك اليوم أنهم رأوا إياد يتجه

ناحية الجرف الكبير في أرض القصر ليلحق بشاكر وقد كان إياد غاضبا ويتوعده بالويلات فسجل الحادث

على أنه قد قتل إياد شاكر بإسقاطه ثم سقط معه وهما ينحدران من الأعلى فمات إياد لذلك قام أعمامي ووالدي

بإخفاء حقيقة أن إياد لا يزال على قيد الحياة لكي لا يخسرونهما الاثنين لأنه كان سيسجن حينها بتهمة التسبب

بموت شاكر لقد علمنا من عمتي الحقيقة في الأيام الماضية عندما تكلم إياد معها وواجهها بالحقيقة لتخبره

لما فعلوا ذلك ... وإياد الآن يصر على العودة لشخصيته الحقيقية مع علمه بأنه قد يسجن لسنوات طوال ...

القضية فتحت من جديد بعدما تقدم إياد للمحكمة بطلب أتبات هويته على أنه إياد ليلغى أسم شاكر من كل

أوراقه التبوتية

آنين ودموعها بدأت بالتساقط : أنا السبب في ذلك ... أنا من أصر أن يعود إياد لحقيقته

ياسر : علينا أن نوقفه قبل أن يفعل ذلك

آنين : سأسافر معك للحديث معه



بعد ذلك ورد اتصالا للجين من آنين


لجين : ما بك يا آنين

آنين : عليا العودة لقصر جدي حالا

لجين : ماذا هناك يا آنين ماذا حدث

آنين بصوت باكي : إياد يا لجين سوف يسجن

لجين : لماذا

آنين انخرطت في نوبة بكاء ولم تستطع أكمال حديثها

لجين أنهت المكالمة واتصلت بلين

لين : ما بك يا لجين .... ما الذي حدث

لجين : آنين تعاني مشكلة ولم أستطع فهم شيء منها لأنها تبكي

لين : أنتضريني سآتي حالا

لجين : أي حالا هذه ستحتاجين لساعات للقدوم سأذهب والحقي بي

لين : حسننا وداعا .... روح أبتعد عني لما تشد شعري بهذه الطريقة إنك تؤلمني ... كم تحب مضايقتي

و أنا أتحدث عبر الهاتف

شدها إليه روح فسقطت فوق كتفه وهوا متكئ على السرير ضمها وقال : لأنك ما إن تتحدثي مع إحدى

صديقاتك حتى تنسي الدنيا وما فيها و حتى أنا

لين : يالك من محتال ... كل هذا الدلال وتغار من صديقتاي ... كيف تريد مني أن أنجب طفلا سوف أكون

منشغلة به طوال الوقت

روح : هههههه كم أنتي بارعة في اختراع الحجج كي لا تحملي ... ستربيه روز بالتأكيد

لين وهي تجلس وتضع يديها في وسطها : وما ذنب روز ... هل هي خادمتك أم خادمتك

روح وهوا يشدها له ثانية ويحضنها بقوة : لا مثيل لهذه الفاتنة يا عالم ... وحدي فقط من تحصل عليها



عند المساء .... وفي منزل خالة آنين

لجين : سنسافر معك

آنين : لا بل سأسافر وحدي

لجين : رحلة البحث عن يزيد لازالت تحتاج بعض الوقت لذلك عليك العودة لزوجك على

أي حال وعلينا حل الأمر معا

لين : علينا إيقافه عن هذا الجنون

آنين ببكاء : أنا من أشترط عليه ذلك لأعود له ... ولكني لم أكن أعلم الحقيقة وما كان عليه الاستمرار في الأمر


بعدما علم

حضنتها لين ودموعها على خديها : آنين حبيبتي لا تبكي سوف تمرضي ... ستحل الأمور إن شاء الله

آنين : سوف يسجن لسنوات ... سيأخذونه مني يا لين

لجين بحدة : ومن التي كانت تريد الانفصال .... ومن التي لم ترحم ذاك المسكين رغم رجاءاته لتعود إليه ...

كل ذلك ليفعل ما يفعله الآن ... ثم تندبي حضك هكذا .... يالك من مدللة يا آنين

آنين وهي تزداد بكاء : توقفي عن لومي ... لم أكن أعلم أن هذا ما سيحدث

لين : لا تقسي عليها يا لجين لقد حدث الأمر و انتهى


لجين : لا لم ينتهي و عليها أن توقف هذه الكارثة



بعد يومين وعند منتصف الليل ... في المطار

لجين : لين هل كان عليك إحضار وسيمك ذاك معنا
لين بضيق : أنا لم احضره هوا كان مسافرا على أية حال ليرى أمجد بشأن يزيد ... ثم هوا جالس هناك


بعيدا طوال الوقت فيما يضايقك
لجين بمكر : ستري ما إن نصل هناك ما ستفعل الفتيات له


لين : سأقتل من تقترب منه

لجين : هههههه أنتي الملامة ... هل كان عليك أن تتزوجي به
لين بتنهيده : وما عساي أفعل لقلبي لقد أحبه قبل أن أرى وجهه هذا ... ثم زوجك يزيد وسيم أيضا


لجين : كنت أظن ذلك ولكنه بجانب هذا الذي هناك ليس وسيما أبدا

لين : لو يسمعك يزيد يتزوج عليك افريقية من هناك لتتأدبي

لجين : هههههه من كان يصدق أننا سنتزوج من شقيقين

لين : و آنين كان يفترض بها أن تتزوج من أمجد لنصبح عائلة

لجين : لو يسمعك زوجها فسينهي علاقتها بك للأبد

لين : لا لا لا لقد تراجعت عن أقوالي

لجين : آنين ما بك صامتة طوال الوقت


آنين وهي تقف : الطائرة ستقلع بعد خمس دقائق هيا تحركا و أنهيا هذه الثرثرة


وصلوا جميعهم للقصر لكن آنين رفضت الانتظار تركتهم بضيافة عمتها وغادرت للشركة لترى إياد


كان إياد يجلس في مكتب الشركة و أمامه أكوام من الأوراق وملفات تحتاج المراجعة وكل تفكيره منحصر
بأمر القضية


دخل السكرتير : سيدي هناك فتاة قادمة بدون موعد وترفض الإفصاح عن اسمها وتصر على الدخول

إياد : اصرفها حالا لا أريد رؤيتها
عند ذلك فتحت آنين الباب الشبه مقفل ودخلت قائلة : لو أنك طلبت منه إدخالي على الفور لغضبت منك


لآخر العمر .... ثم ركضت باتجاهه وبدوره استقبلها في حضنه
إياد : ما هذه المفاجئة .. لقد اشتقت لك يا أميرتي


ثم نظر للسكرتير الواقف بدهشة وفم مفتوح و قال : إلى ما تنظر هذه زوجتي... غادر حالا ... ولا تقوم
بإدخال أحد


السكرتير : آسف سيدي لقد استغربت الأمر لأنها ليست عادتك .... آسف ..... وغادر خارجا
إياد : لما لم تقولي أنك قادمة

آنين وهي تكاد تمزق قميصه بين أصابعها من شدة احتضانها له ودموعها بدأت بالنزول : إياد لا تتركني ....

لا تتركني أرجوك

إياد وهوا يضحك ويمسح على رأسها : آنين ستبللين القميص كيف سأغادر به

آنين وهي تزداد بكاء وشدا من حضنه وتهز رأسها نفيا : لا لن ابتعد ولن أتوقف عن البكاء ... لا تتركني لا تعد

لإياد ... أبقى شاكر أنا موافقة

إياد : ما بك يا أنيني


آنين : لا تذهب للسجن يا إياد لا تفعل هذا بي أرجوك ... أرجوك يا إياد

إياد وهوا يلف يديه حولها بقوة : لا تقولي أرجوك لا تترجيني ... ألم أخبرك بذلك سابقا
ابتعدت آنين عن حضنه وقالت : أبقى شاكر ولكن لا تبتعد عني


إياد وهوا يمسك وجهها بيديه ويقبلها قبلات متفرقة في وجهها : ما أسعدني بهذا اليوم هل تكون زيارتك الأولى

لي هنا هكذا كلها دموع في دموع
آنين عادت لاحتضانه بذات القوة : ستتراجع عن الأمر .... قل ذلك


إياد : آنين ستمزقين قميصي

آنين : لن أتركك ترحل عني لن افعل
إياد : حسننا أنين ابتعدي قليلا

آنين : لا

إياد بضحكة خفيفة : ابتعدي لنتحدث فقط يا فراشتي .. لن تستفيدي شيء بإمساكي هكذا


ابتعدت عنه أجلسها على الأريكة وجلس بجانبها وشدها لحضنه
آنين : إياد أنت تحبني أليس كذلك

إياد : أحبك فقط .... أنتي لستي عادلة بحقي


آنين : إذا قم بإلغاء القضية... لا تبتعد عني لا تتركني وحيدة

إياد : لن أتراجع يا آنين لن أكون إلا إياد خاصة بعدما علمت الحقيقة
آنين : و تتركني وترحل للأبد

إياد وهوا يمسح على رأسها : لقد وكلت محاميا وسنعرض للمحكمة كل ما حدث


آنين : والشهود .... ماذا ستستفيد وليس لديك شهود

إياد : لن ابقي شاكر بعد اليوم .... آنين ألن تسعدي بذلك

آنين : لا أريد

إياد : وهل ستكوني زوجة شاكر وأبنائك من شاكر

آنين : نعم أنا راضية

إياد وهوا يزيد من احتضانها : هههههه يالك من مدللة

آنين من بين الدموع التي لم تتوقف : حتى أنت يا إياد تقول ذلك

إياد : مدللة ومدللتي و أروع مدللة في الوجود ... هيا لنعد للقصر وسننهي الحديث هناك حسننا

آنين هزت رأسها بالموافقة و وقفت

إياد وهوا يفتح ذراعيه : أنظري ما فعلته بقميصي كيف سأخرج به الآن

ثم عاد واحتضنها من جديد وغادرا للقصر



في القصر

دخل إياد بصحبة آنين وجدا العمة جالسة بحزن

آنين : عمتي أين هما صديقتاي

العمة : واحدة جاء زوجها واصطحبها معه والأخرى في جناحك

آنين : سأذهب لرؤية جدي

ذهبت آنين وجلس إياد بجانب عمته

العمة : ألن تغير رأيك يا بني

إياد : لا لن أفعل ذلك

العمة : إذا حتى آنين لم تؤثر بك .... كنت أبني أمالا كبيرة عليها

إياد : هل أنتي من أخبرها إذا

العمة : لا ياسر من فعل ذلك ... كان علينا إيقافك

إياد بحدة : عمتي ما كان عليكم فعل ذلك تعرفون أنها قد تمرض .. لن أسامحكم إن حدث لها مكروه

العمة : هي ستعلم على أية حال

إياد : هل أخبرتها كل شيء يا عمتي لن أغفر لك ذلك .... أنتي تعلمين أنها ستجبر عقلها على تذكر ما حدث

العمة : لا لم أفعل ما تضنني يا إياد أنا لن أعرض آنين للخطر

خرجت حينها آنين وجدها الجالس في كرسيه المتحرك

آنين : عليا الخروج للتنزه بجدي قليلا هل ترافقني

إياد : عليا العودة للشركة حبيبتي فلدي أعمال كثيرة ما تزال معلقة

آنين : ألن نتحدث ... أخبرتني أننا سنتحدث هنا

إياد وهوا يتوجه ناحيتها ويحتضنها : سنتحدث لاحقا أعدك بذلك ... لقد رايتي بنفسك أكوام الملفات التي

تنتظرني هناك

آنين بهدوء : حسننا كما تريد



في ذلك الوقت وفي جناح آنين كانت لجين تتحدث عبر الهاتف

لجين : لقد أخرجت المعلومات من عمتها بصعوبة

لين : بما تفكري

لجين : بشيء قد يحل المشكلة

لين : لم أفهم

لجين : على آنين أن تتذكر دون أن تجبر عقلها على ذلك

لين : و كيف


لجين : مآبك يا لين يبدوا أن الزواج أفقدك ذكائك ذاك

لين : هل تفكري بعمل شيء يجعلها تتذكر دون أن تعلم أن عليها التذكر

لجين : ها قد عدتي لين العبقرية


لين : أتمنى أن ينجح الأمر

لجين : سينجح بالتأكيد فلا حل غيره


لين : ألن ننتظر حتى يصدر الحكم قد يكسب القضية ولا يسجن

لجين : سنرى ما سيجري ...لين يا محتالة تركتني هنا وذهبتي للتسكع مع زوجك

لين بضيق : آه لا تحسديني يا لجين لقد كدنا نتشاجر عدة مرات


لجين : ولما ... ما الذي حدث

لين : كلما لحقتنا مجموعة من الشباب أو همز أحدهم بكلمة تشاجر معه ثم عاد ليتشاجر معي أيضا وكأنني المذنبة

.... وأنا ضحية عصبيته الزائدة اليوم .. وكأن الفتيات لا تكاد أعينهن تلتصق به و أنا كنت أشتعل ولم أستطع

التحدث لأنه كان غاضبا جدا ... ما أجمل التنزه والتسوق هناك فلا مشكلات ... لقد كنت أشك كل مرة أنه

سيضربني بعكازه

لجين : ههههههه جربي ما كنت أقول لك


لين بضيق : سأريك

لجين : هههههه ... و أين أنتي الآن

لين : في القصر و سأطلب منه أخدي لكم حالا

لجين : لا .. عليك أصلاح الأمر معه كي لا تكبر المشكلة أنا سأغادر لبضعة أيام لرؤية خالي ولندع

آنين تستفرد بعائلتها وزوجها قليلا .... وسنقوم بزيارتها في الغد

لين : حسننا كما تشائين ... وداعا



عند المساء وفي قصر راشد

راشد : ماذا قررتي يا لجين

لجين : لا جديد سأذهب للبحث عنه لن أنتظر هنا مكتوفة اليدين أنتظر المنظمات والمخابرات


راشد : ستعرضين نفسك للخطر بنيتي يكفي ما حدث في السابق

لجين : لا حل أمامي إما أن أعود به أو أبقى معه هناك

راشد : لا فائدة ترجى منك إن لم يستطع جدك إقناعك فما سأفعله أنا

لجين : لا تقلق علي سأكون بخير

راشد : كيف وجدتي زوجتي وبناتي لقد كن متشوقات جدا للقائك

لجين : إنهن رائعات كمن رباهن .... كنت أتمنى أن أبقى معهم أكثر ولكن عليا العودة قريبا

راشد : بعد أن يعود زوجك بالسلامة لن أقبل أي أعذار

لجين : بالتأكيد

في قصر عائلة آنين

وصل إياد وأخبرته عمته أن آنين لم تخرج من غرفتها طوال اليوم ولم تفتح لها الباب أو تجبها فركض


مسرعا للأعلى

العمة بابتسامة رقيقة : ما كل هذا الحب والخوف لو يعلم ما تخبئ له ما صعد كالمصعوق هكذا

طرق الباب بقوة وناداها فلم تجب توجه لغرفتها من الباب السري الذي كان يدخل منه لغرفتها مباشرة

وجدها تقف في منتصف الغرفة ترتدي فستاننا أخضر اللون كلون عينيها تماما يصل لنصف الفخذ يرسم كل

تفاصيل جسدها ولا يمسكه من الأعلى شيء سوى سيرين رقيقين من الإكسسوار ألكريستالي .. شعرها منسدل

على ظهرها و أكتافها العارية وترفعه من الأمام بمشبك كريستالي أخضر على غير العادة

وقف مندهشا ولا تتوقف عينيه عن التنقل بين تفاصيل جسدها


آنين بابتسامة وهي ترفع شعرها لخلف أذنها : ها قد علمت الآن من أين كنت تدخل في الماضي دون أن اشعر بك

اقترب منها في صمت ودون أن يجيب بكلمة أمسكها من خصرها وغمر وجهه في شعرها يستنشق عبيره


بقوة ويزيد من الشد بيديه

آنين : ألم تطلب سابقا النوم في غرفتي الطلب مقبول الآن

إياد كان لا يزال غارقا في تنشق شعرها وعنقها وخدها


آنين : إياد ما بك هل نمت

إياد : هممم

آنين : كنت أتكلم معك

إياد بهمس : وماذا بشأن حفل الزواج


آنين وهي تبعد يديه وتجلس على السرير ونظرها للأسف في خجل : عليا مراعاة صديقتاي فهما لم يقيما حفل


زفاف و زوج لجين ما يزال مفقودا ... لذلك ما من داعي للحفل ... ها ما رأيك بهذه المفاجأة


أتجه عندها قام بإيقافها من جديد واحتضنها بقوة وقال : الآن تشرحي الأسباب أم لا تشرحي فلن أبرح غرفتك

الليلة يا فاتنة ... ما كل هذا الجمال

آنين بخجل : إياد أصبرا عليا قليلا .... إنها ليلتنا الأولى لا تنسى ذلك

إياد بهمس : أشششششششش .... و أتركي الأمر لي ... حسننا




عند الصباح

لين : لقد وصلنا منذ ساعة وتلك الغبية لم تستيقظ بعد ما كل هذا النوم تلك ليست عادة آنين

لجين : عمتها قالت أنها بخير وستنزل في أي وقت ... لكن الغريب في الأمر أنها طلبت منا أن لا نصعد لإيقاظها


لين : إذا ليس علينا إلا الانتظار




وفي نفس الوقت في غرفة آنين

آنين : إياد ابعد يديك عني عليا أن أقوم ... أنا لم أنم جيدا طوال الليل لما تمسك بي هكذا

إياد : أنا لا أعرف النوم إلا هكذا فعليك أن تعتادي

آنين : أتركنتي يا إياد ... هيا ابعد يديك عني .... عليا النزول لصديقاتي
أفلتها إياد بعد عناء ... استحمت ونزلت للأسفل



لين : لما كل هذا النوم حسبتك نائمة في جناح إياد


آنين بابتسامة : بل هوا من نام في جناحي

لجين بدهشة : حقا وبلا حفل زفاف .... لماذا يا آنين

آنين : لن أكون أفضل حضا منكما علينا أن نتعادل .... ألن تباركا لي يا لكم من صديقات

احتضنتاها بحب وجلسوا يتبادلون الحديث فيما بينهم

لين : لابد أن ليلة إياد كانت سيئة ... أنا أعرف جيدا عادتك وتقوسك التي تقومين بها قبل النوم



آنين بحسرة : بل ارأفي بحالي أنا ... فلم أنم جيدا بسببه

لجين : هههههه حقا ولما


آنين بضيق : كي تشمتا بي ... لا لن أخبركما أطلاقا

دخلت عليهم العمة توجهت لأنين و احتضنتها : مبارك يا بنيتي أنا سعيدة جدا لأجلكما أتمنى من قلبي لكما السعادة

آنين : شكرا لك يا عمتي

ثم أجلستها وجلست بجانبها وقالت بابتسامة : لقد صادفت إياد ينزل السلالم منذ قليل وكاد وجهه يشتعل وأنا أوجه

له الأسئلة ... لم تأخرت عن الشركة حتى الآن ... لما تنزل من جهة جناح آنين ... لما تبدوا مختلفا ومشرقا اليوم


هههههه لقد كان سيتحول لرماد من الإحراج

آنين : هههههه و ماذا فعل

العمة : كان سيهرب مني ولكني أمسكته و احتضنته رغما عنه وباركت له هههههه ... ياله من رجل كما كان

في طفولته لم يتغير أبدا

آنين بدت على ملامحها علامات الحزن ( ما أروع أن تتحدث عنه على أنه إياد وعن طفولته أيضا ولكن

الفرحة لا يمكن أن تدوم )




بعد مرور أسبوع ....
آنين في غرفتها تتحدث عبر الهاتف

آنين : لجين هل قررتي المغادرة

لجين : نعم ما يزال ورائنا بعض الوقت للسفر عليا العودة لجدي

آنين : لين أيضا قررت الذهاب و محاكمة إياد ستبدأ في الغد أنا أحتاج لوجودكما بقربي

لجين: لين لم يرق لها الجو هنا إنها في مشاحنات مستمرة مع زوجها علينا أن نقدر ما تمر به سأزورك


اليوم و أحاول جلبها معي حسننا
آنين : سأكون سعيدة بذلك سأنتظركما ... وداعا

لجين : وداعا

في تلك الأثناء دخل إياد توجه لها عند السرير جلس بجانبها ومسح بطرف أصبعه دمعة تنزل من طرف

عينها ثم رفع رأسها بأصابعه من ذقنها

إياد : لما كل هذا الحزن فراشتي

آنين : صديقتاي ستغادران اليوم ومحاكمتك تبدأ غدا ... هل سأسعد

قبلها على شفتيها وقال : سنكون معا يا آنين لا تقلقي

آنين : لا تكذب عليا يا إياد أعلم خطورة الأمر

احتضنها بقوة وقال : حبيبتي لما كل هذا البؤس أسبوع و أنتي على هذا الحال رفضتي حتى الانتقال

لجناحي رغم كل الترتيبات التي جهزتها في الجناح

آنين بهمس حزين : إياد

إياد : عيني إياد التي يرى بهما

آنين وهي تتمسك به أكثر وببكاء : أميري أنت يا إياد لا أريد أن أخسرك

إياد : وفراشتي الجميلة متى ستبتسم لي

رن هاتف إياد فأجاب بعد فترة بسيطة وهوا يمسح على شعر آنين النائمة على كتفه

إياد : نعم هل من جديد

: .......


إياد : نعم .... نعم أسمعك

: .......

إياد : انتظرني سأتحدث معك بعد قليل ... حسننا

: .....

إياد : أجل وداعا

آنين وهي تجلس مقابلة له : ماذا هناك يا إياد ما بك ... هل هوا المحامي

إياد وقد بدا التغير واضحا لأنين على وجهه : لا شيء حبيبتي بعض الإجراءات القانونية لا تقلقي

قبلها على خدها وغادر في صمت ... تركها وخرج وهي في بكائها المستمر بعد فترة رن الهاتف

آنين : نعم لجين هل من خطب ما

لجين : ألحقي بي يا آنين بسرعة

آنين بفزع وهي تقف على طولها : لجين ما بك هل من مكروه

لجين بصوت متقطع الأنفاس بسبب الركض : ألحقيني يا آنين أنا هنا في مزرعتكم أحدهم يلحق بي ... بسرعة

لأنني أتجه خارج الأشجار المحيطة بالحديقة من جهة اليمين أرى الإسطبلات خلفي بعيدة جدا

آنين بصراخ : لجين أبتعدي عن هناك لقد ابتعدتي كثيرا ستصلين للجرف ... أنا قادمة

نزلت آنين تركض مسرعة نادت على إياد بأعلى صوتها وهي تركض في كل مكان نادت زياد أيضا

ولكن ما من مجيب

العمة : آنين ما بك بنيتي ما الأمر لقد أفزعتني

آنين : لجين في الخارج و أحدهم يطاردها إنها تقترب من الجرف ولا أحد هنا سألحق بها أتصلي بإياد

وخرجت تركض مسرعة باتجاه الإسطبلات ركبت حصانا و انطلقت مسرعة جهة الجرف وصلت هناك


ولم تجد أحدا



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 08:03 AM   #23

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل التاسع
العمة : آنين ما بك بنيتي ما الأمر لقد أفزعتني
آنين : لجين في الخارج و أحدهم يطاردها إنها تقترب من الجرف ولا أحد هنا سألحق بها أتصلي بإياد
وخرجت تركض مسرعة باتجاه الإسطبلات ركبت حصانا و انطلقت مسرعة جهة الجرف وصلت هناك
ولم تجد أحدا

آنين : يا إلهي هل سقطت لجين .... لا لا تفعلي هذا بي يا صديقتي
نزلت من على ضهر الحصان و اقتربت من الجرف شيئا فشيئا حتى بدا لها واضحا شعرت ببعض الدوار
وهي تقترب من حافته
آنين : ما بي لما ... أنا لم أعد أقدر على السير
شعرت بيدين تمسكها من كتفيها من الخلف وتدفعها جهة حافة الجرف وهي تصرخ بكلمات و أسماء
آنين : لا شاكر لا ... نعم إياد سأبتعد ... إنه يمسك بي لا أستطيع
وصلت عند الحافة ونظرت للأسفل وهي تصرخ باسم إياد أن ينقدها
كان في الأسفل شاب يرتدي قميصا أسود وبنطال أبيض اللون بخطوط سوداء رقيقة ومتداخلة وجهه مغطى
بالدماء وثيابه ممزقة والدماء تغطي أغلبها
آنين بصراخ وهي تنظر للأسفل : إيااااد لا تمت يا إيااااد لا تمت
الماضي قبل تسع سنوات
فتى في التاسعة عشر من العمر ينادي من بعيد : آنين تعالي قليلا
آنين طفلة في العاشرة : نعم ماذا تريد يا شاكر أنا لم أفعل لك شيء إن ضربتني فسأخبر إياد
شاكر ( أنا لا أخاف من إيادك ذاك و سألقنه دروسا أحدها ليتعلم أن لا يضربني من أجل طفلة ) : تعالي سأريك
شيئا غريبا بسرعة
آنين : حقا
وقبل ذلك بقليل ....
إياد : شاكر أبتعد عن طريقي وتوقف عن إثارة المشاكل لي ما الذي فعلته لك
شاكر : سترى إن لم أدمر حياتك يا أبن العائلة المثالي ( أعلم ما الذي سيكسرك للأبد يا متعجرف )
إياد : لست أنا من أخبر والدي أنك تدخن ولا عن مشاكل المدرسة .... أنت تعلم ذلك جيدا
شاكر : لا يهمني والدك المتخلف ذاك .. الذي ليس لديه سوى عبارة " لما لا تكن كتوأمك إياد " ... أنا أكون مثلك
أنت يا معقد
إياد بغضب : توقف عن إهانة والدنا يا شاكر ... قل عني أنا ما تريد ولكن لا تشتم والدك إنه يخاف على مصلحتك
شاكر وهوا يغادر : سأريك و أريه
إياد وهوا يهز رأسه بيأس : لا فائدة ترجى منه ... عليا أن أبحث عن تلك المشاكسة آنين لأعطيها دميتها بعد
أن قمت بإصلاحها ... سأبحث طويلا لأجد قطرة الزئبق تلك
بعد البحث لفترة قصيرة وجد زياد
زياد في الثانية عشر عاما :هل تبحث عن آنين ...لقد رأيت شاكر يناديها قبل قليل
إياد وهوا يركض مبتعدا : تبا لك يا شاكر منذ متى تتكلم مع آنين ما الذي تفكر فيه ... إن كان هذا ما ستنتقم
مني به فقد أصبتني في المقتل
ركض بكل قوته وقابل مجموعة من العمال
إياد : أين هوا شاكر أين أخذ آنين
العامل وهوا يؤشر بأصبعه : ذهب هناك باتجاه الجرف
إياد وهوا يركض من أمامهم صارخا : سأقتلك يا شاكر سأسحقك إن فعلتها
وفي مكان ليس ببعيد عند حافة الجرف
شاكر : أنظري من هنا إنها هنا يا آنين تعالي ولا تخافي
آنين : لا ... أنا خائفة سيغضب مني إياد إن اقتربت ... لقد حذرني كثيرا من هذا المكان
شاكر ( لن يدمر شيء ذاك المتعجرف غير فقدانك ) : تعالي لن يوبخك فأنا معك
اقتربت ببطء وقف خلفا وقرب يديه من كتفيها شيئا فشيئا
آنين : أين هوا لا أرى شيئا
إياد يصرخ راكضا : آنييييييين أبتعدي عن هناك يا آنييييين أهربي بسرعة
ألتفت شاكر ووجد إياد يركض مقتربا منهم
التفتت آنين عند سماع الصوت وهي تصرخ لتبتعد وشاكر يمسكها من يدها ويدفعها بقوة باتجاه الحافة
آنين بصراخ وهي تمد يدها الأخرى له : إياد لا استطيع إنه يمسك بي .... أنقدني يا إياااااد
وصل إياد و أمسك آنين من ذراعها وبدأ بسحبها منه ... وشاكر يسحبها ناحية الجرف المؤدية للسقوط
ثم سحبها إياد بكل قوته ورماها خلفه ساقطة على الأرض ... تقدم منها شاكر فأمسكه ودخلا في عراك شديد
حتى أقتربا من ناحية الجرف انزلقت قدم شاكر من فوق الصخرة ليهوي ساقطا فأمسك بأياد من ساقه
وأسقطه معه
ركضت آنين باتجاه الجرف ونظرت من الأعلى وكان إياد بقميصه الأسود و بنطاله الابيض هوا من
رأته ... لأن شاكر كان تحته والدماء تشكل بقعة كبيرة حوله
صرخت بكل قواها : إيااااد لا تمت يا إياد ... لا ترحل
وصل والدهم وزوج عمتهم للمكان وجدوا آنين في حالة هستيرية من الصراخ وتكرر أن إياد قد مات
ولا تعي شيئا من حولها

الحاضر
آنين بصراخ متفطع : إياد .. لقد أسقطه ..... شاكر أسقط إياد
ثم وقعت مغمى عليها
لجين بصراخ : لين قومي هيا أنتهى دورك هل نمتي في الأسفل .... آنين مغمى عليها تعالي بسرعة
كان هذا صوت لجين التي كانت تصرخ من أعلى الجرف

قبل ذلك في مكتب محامي إياد
إياد : إذاً فالمسالة معقدة جدا
المحامي : ليس علينا أن نيأس ما يزال الغد بعيدا وما سيجري فيه الله وحده من يعلمه
إياد : يبدوا أننا سنفشل وفي كل لأحوال أنا لن أندم على ما فعلت
المحامي : لو لدينا شاهد فقط ... شاهدك الوحيد لن نستفيد منه
إياد : لن أعرض آنين للخطر و إن فقدت عمري كله وليس بضع سنين
المحامي : قد لا تكون بضع سنين
إياد :وإن يكن ... آنين خط أحمر لن اسمح بالأقتراب منه ولا حتى لنفسي
رن هاتف إياد
إياد ( هذه عمتي غريب كنت معها للتو ) : مرحبا عمتي هل من خطب ما
العمة بهستيرية : تعالى بسرعة يا إياد ... لجين ضائعة ومطاردة جهة الجرف و آنين لحقت بها أخشى أن مكروها
قد يصيبهما ... بسرعة ... لقد أتصلت بزياد وقال أنــ ..... إياد أين أنت ما بك ..... تبا لقد أغلق الخط ولم أنهي
كلامي بعد ... ما إن يسمع اسم آنين حتى يصاب بالجنون

وعند الجرف ....
لين بصوت متقطع من الركض : ما بها آنين يا لجين
لجين : لقد تذكرت كل شيء و بعدها أغمى عليها أنا أحاول من مدة إيقاضها ودون جدوى
لين : ترى هل ستعود لحالتها الهستيرية تلك
لجين : لا أتمنى ذلك سيُقطعني زوجها إربا إن حدث
لين بذعر : لجين أنظري سيارة إياد قادمة إلى هنا بسرعة جنونية عليا الهرب قبل أن يراني بهذه الثياب
سيكتشف الأمر و سيقتلني بالتأكيد .... لفقي أنتي الموضوع حتى نرى ما سيجري
انطلقت لين مسرعة مبتعدة عن المكان وما هي إلا لحظات حتى وصل إياد نزل من السيارة متجها نحوهما
تاركا الباب مفتوحا
إياد وهوا يسحبها من بين يدي لجين : آنين ما بك حبيبتي أجيبي أرجوك
ثم نظر للجين بغيض وقال بصراخ غاضب : ماذا حدث ما الذي جاء بها إلى هنا
لجين وقد اختفى الماء من وجهها ( لو يعلم الحقيقة فسيرمي بي للأسفل بالتأكيد ) أجابت بارتباك : لقد .... لقد
ضننت أن شخصا يلاحقني فجئت مسرعة لهذه الناحية اتصلت بأنين فلحقت بي وعند وصولها هنا يبدوا أنها
بدأت تتذكر حادثا أو ما شابه ... كانت تصرخ وتناديك من أعلى الجرف وبعدها أغمى عليها
إياد وهوا يحتضنها بقوة : آنين استيقظي لا تفعلي هذا بي قومي هيا ... فراشتي لا ترحلي و تتركيني ... لن
استحمل ذلك مرة أخرى
لجين : علينا أخذها للمستشفى لن يجدي ما تفعله نفعا
حملها بين ذراعيه وضعها في السيارة وغادر مسرعا
لجين : قليل الدوق لم يسألني حتى إن كنت أريد مرافقتهم ... آه إنه معذور حقا ... أتمنى أن تكون بخير

في القصر
كانت العمة جالسة تفرك يديها بتوتر عندها خرجت الممرضة بالجد بكرسيه المتحرك
العمة : لما أخرجته يا أشواق
أشواق : لقد كان يضرب بظهره على السرير مصرا على الخروج
العمة : أعيديــــ...
دخل عندها إياد حاملا آنين بين ذراعيه
العمة بصراخ : آنين ... ما بها آنين يا إياد
الجد سمع اسم إياد فمد يده له وتكلم بصوت متقطع ولكنه مسموع : إياااااد حفيدي إيااااااااد
ثم سقط أرضا وهوا يحاول الوقوف
إياد الذي اختلطت عليه الأمور : جدي ما بـ ... احملوه لغرفته سأضع آنين في الأعلى و أتصل بالطبيب
ركض إياد مسرعا لجناح آنين وحملت العمة وأشواق الجد لغرفته
نزل إياد عند غرفة الجد
إياد : هل هوا بخير
أشواق : نعم لقد بدأ بتلفظ بضع كلمات إنه يتحدث ولكن بصعوبة ... أعطيته حقنة مهدئة بعدما استشرت
طبيبه وهوا نائم الآن
إياد : حسننا فعلتي عليا جلب الطبيب لآنين
العمة : ما الذي حدث يا إياد
إياد وهوا خارج : فيما بعد عمتي فيما بعد
وصلتا لين و لجين للقصر و إياد خارج مسرعا لسيارته
لين : إنها نهايتنا بكل تأكيد
لجين : ولما نهايتنا نحن أردنا المساعدة فقط
لين : أنتي تعلمي ما تعنيه آنين لإياد هوا لن يرحم كل من يؤديها
لجين : نحن نحب آنين أيضا وما كنا لنتعمد أذيتها
لين : هيا بسرعة للداخل قبل أن يسمعنا أحد
أحضر إياد الطبيب ونصحهم بنقلها للمستشفى لتكون تحت رعاية متخصصين بمثل حالتها
قاموا بنقلها للمستشفى ورفض إياد المغادرة من هناك وكذلك لين ولجين
لجين : ماذا قال لهم الطبيب الآن
لين : حالتها مستقرة ونبضها منتظم ولكنها لم تستيقظ بعد .. علينا أن ننتظر حتى تمر الأربع وعشرون
ساعة قد تستفيق خلالها وبعد ذلك ستكون دخلت في غيبوبة
لجين : ألن يسمحوا لنا بزيارتها
لين : لا زوجها فقط .. وبصعوبة تركوه يبقى بقربها لأنه في الغد سيتم إيقافه
لجين : ياله من مسكين .... لين لما لا ترحمي زوجك وتعودي معه للمنزل
لين : ليرحم هوا نفسه ... أخبرته أن يتركني معك ويغادر
لجين : أمازلتما على خلاف
لين : المشكلة تتكرر دائما .... عليه أن يتوقف عن لومي لمضايقات الشباب لي
لجين : لن تصلا لحل هكذا
لين : كل أمورنا تسير على أفضل ما يرام ... هي فقط هذه المسألة تفسد كل شيء دائما .. إنه يصاب بالجنون
من هذه الأمور
لجين : يبدوا أنه يغار كثيرا .... لما لا يتق بنفسه وهوا بكل هذه الوسامة
لين : هوا يكره شكله بشدة منذ أحداث الماضي ثم المسألة ليست مسألة انعدام ثقة لا بنفسه ولا بي ... كل الرجال
إن أحبوا شيئا يشعرون بالتملك ناحيته ... سيرجع زوجك و ستعرفين معنى ما أقول
لجين : آه معك حق لقد جربت شيئا من ذلك هناك
وفي الداخل كان إياد يجلس بجوار آنين ممسكا يدها وهي في عالم آخر تماما ولا تعي شيئا مما يحدث
إياد : آنين حبيبتي استفيقي من أجلي .... أرجوك لا تفعلي كل هذا بي ... آنين سوف أموت إن رحلتي وتركتني
مضت بضع ساعات وهوا على حاله وحل الليل و حال الجميع لم يتغير
لجين : عليا إيقاظها ... هذه كزوجك تماما تحتاج لصفعة قوية لتقوم
لين : ولكنهم يمنعون عنها الزيارة
لجين : وما يفعل ذلك بالداخل مرابطا لديها منذ ساعات ودون جدوى
فتحت لجين الباب ودخلت دون مقدمات أو إذن تقدمت من آنين وأمسكتها من كتفيها وبدأت بهزها
لجين : آنين افتحي عينيك استيقظي ... سوف يأخذوا زوجك بعد قليل سوف يأخذوا إياد بعيدا عنك .. أتسمعينني
سوف يذهب من بين يديك ... عليك أن تنقديه يا آنين ... وحدك من يمكنه فعل ذلك
أنت آنين أنات بسيطة ولكنها لم تنهض
إياد وهوا يسحبها منها ويتكلم بغيض وغضب : توقفي يا سيدة لجين ... آنين مرضها مختلف عما تتخيلي قد
تؤديها بما تفعلي ابتعدي عنها من فضلك .... قد تتسببي بمسح حتى نفسك من ذاكرتها
خرجت لجين بضيق وهي تتمتم : يالك من رجل ... كاد يُحرق وجهي بصراخه الغاضب ... لم يفسد الأمور دائما
إلا تدليلك لها
لين : ماذا هناك
لجين : هناك من هوا أسوأ من الأطباء في الداخل ... لقد كدت أجعلها تستفيق
لين : لا تورطي نفسك معه يا لجين يكفي ما فعلناه هناك ... كل ما يجري الآن بسببنا
لجين بضيق : لما لا تأخذي زوجك وترحلي
لين وهي تضع يداها في وسط جسدها : وما الذي فعله زوجي لك .. كلما تضاقتي رميتي بضيقك عليه ... إنه لا
يتحدث معك حتى الحديث وكأنك لست زوجة شقيقه .. ويجلس بعيدا دائما
لجين : لين حلفتك بالله أن تتركيني وشأني
لين بضيق : معك حق كان عليا البقاء بجانبه وهوا يمضي الساعات هنا معي
توجهت ناحية روح الجالس بعيدا في وحدة وصمت وعيناه للأرض وجلست بجانبه رفع بصره لها و ابتسم
روح وهوا يمسك يدها بقوة بين يديه : ما بك حبيبتي هل من مكروه أصاب صديقتك بالداخل
لين وهي تمسح دموعها : أنا من لست بخير لا أشعر أنني بخير
حضنها روح من كتفها مواسيا لها دون كلام وهوا يمسح بيده دموعها
لجين وهي تنظر ناحيتهم بنظرة جانبية وتهمس : قولي أن هذا ما كنتي تريديه منذ البداية ... آه لو كان يزيد هنا
ما فعلت أقل من ذلك ... لما تتركني وحدي يا يزيد لما
وفي مكان آخر وبلاد بعيدة جدا ... رجل يجلس على الأرض ويتكأ برأسه على يديه
يزيد : لقد اشتقت لك حبيبتي ... لأول مرة اسجن وحيدا هنا بدونك .... أنا لا أنتظر المخابرات ولا أي شيء
غيرهم لينقدني ... أنا أنتظر حبيبتي القوية المشاكسة لتأتي و تبحث عني.... لأني أعلم جيدا أنك لن تتركيني
هنا فما كنا لنبقى أكثر من يوم لو كنتي معي.... لجين أين أنتي الآن يا ترى

بدأت آنين بالتنفس بصعوبة ثم أنت كثيرا
إياد وهوا يحضنها إليه : آنين لا تعودي لتلك الحالة أرجوك لا تبدئي بالهذيان ... لا ترحلي عني لتنسيني مجددا
آنين بهمس متعب : إياااااد أهذا أنت
إياد وهوا يزيد من احتضانها : نعم فراشتي هذا أنا هل أنتي بخير هل تتحدثي معي حقا ... أنا لا أصدق
آنين : إياد لا تتركني لا ...
قاطعها وهوا يضمها لصدره بقوة حتى اختفت كلماتها : آنين لا تتحدثي سأكون معك وسأفعل ما تريدي ولكن
اصمتي لترتاحي أرجوك
آنين : هوا ... شاكر ... لقد تذكرت كل شيء
إياد : نعم حبيبتي أعلم ... أنا بخير ولم أمت
خرج راكضا لينادي الطبيب
لجين وهي تركض خلفه : ما بها آنين هل من مكروه ... أرجوك أخبرني
إياد : لقد استفاقت و تحدثت معي أيضا
دخل لها الطبيب وتوجهت لجين ناحية لين التي وقفت متجهة ناحيتهم احتضنتها و دخلا في بكاء طويل
أمسك روح بكتف لين فارتمت في حضنه : لين حبيبتي اهدئي حمدا لله أنها بخير لما كل هذا البكاء ... لين أنا
لا أحتمل رؤية دموعك توقفي هيا من اجلي
ابتعدت لجين عنهم مستندة بالحائط : لماذا أخدها مني ... مع من سأبكي أنا الآن مع الجدار
خرج إياد وتوجهوا جميعا نحوه : إنها بخير والحمد لله لقد حقنوها بالمهدئ وستستفيق صباحا ... يمكنكم
المغادرة لقد تعبتم معنا كثيرا
لجين : أنا لن أذهب حتى أراها
لين : و أنــــ ..... ثم نظرت لروح و رأفت لحاله تنهدت وقالت : حسننا سنرحل ونعود في الغد
روح : لين حبيبتي يمكننا البقاء إن أردتي
لين : لا ... أنت متعب يا روح يكفيك الساعات التي جلستها ... كنا سنغادر على أية حال
استفاقت آنين بعد مضي ساعات الصباح الأولى وأول كلمة نطقت بها : إياد
لجين : إياد بخير ... آنين هيا قومي من أجله
فتحت عينيها : عمتي أين هوا إياد
العمة وهي تجلس بجانبها وتحضن يدها لصدرها : آنين لا تقلقي هوا بخير ... كان معك حتى الصباح ولم
يفارقك لحظه ... آنين إنه يحتاج إليك وهوا يرفض ذهابك و أنت متعبة إياد يضحي بسلامته لأجل سلامتك
آنين وهي تجلس بصعوبة : المحكمة هل أوقفوه .. هل ذهب للمحكمة
العمة : آنين عليك أن ترتاحي
آنين : بل سأذهب حالا سيطلبون الشهود ... إياد لا شاهد لديه غيري
لين : علينا أخذ تقرير عودة ذاكرتك من الطبيب وسنغادر حالا
العمة : ولكن إياد سيغضب منا
لجين : هيا بسرعة لن نضيع مزيدا من الوقت لو استمعنا لكلام إياد ذاك فلن نجني شيئا
العمة : لن تنتهي القضية في جلسة واحدة
لجين : قد تنتهي بجلسة ... فلا شهود ولا جديد في الموضوع و الاستئناف بعدها قد يأخذ وقتا
وصلوا المحكمة وهم يسندونها على أيديهم ... دخلوا على صوت القاضي يطلب الشهود من طرف محامي
إياد بعدما استمع للمدعي العام وشهود الحادث الذين أقروا بمغادرة شاكر و آنين ثم تبعهم إياد يتوعده
صرخت لجين : الشاهد هنا سيدي ... وها هي أوراق تؤكد صحة أقوالها
ومضت ساعات المحاكمة الأخرى على أعصاب الجميع بعدما رفعت الجلسة لبعض الوقت .. ثم صدر الحكم
ببراءة إياد و أتبات شخصيته الحقيقية ليعود كما كان " إياد " في نظر القانون
ركض إياد ناحيتها بعد صدور الحكم و أحتضنها لصدره بقوة : آنين ما كان عليك القدوم و أنتي متعبة هكذا
كل شيء كان يمكن تأجيله ... كنا سنتحدث مع القاضي عن حالتك ليؤجل النطق في الحكم
آنين بصوت متعب وباكي : كيف سأعيش و أنت خلف القطبان بعيدا عني كيف سأنتظر حتى
الجلسة القادمة بعد أشهر
إياد : توقفي عن ذرف اللآليء من عينيك يا آنين .... أنا بخير فلا تبكي
آنين بهمس : إيااااد .... ثم سقطت بين يديه مغمى عليها
بعد مرور شهر
إياد : آنين حبيبتي لا تصعدي هكذا للأعلى هل نسيتي أنك حامل
آنين بضيق وهي تصعد الكرسي لتصل لأعلى الخزانة : إياد لما لا ترحمني ... كل فترة حملي خمسة أسابيع
فقط ... لما كل هذا الخوف
إياد : أخبريني عن أي شيء تريديه من الأعلى أو إحدى الخادمات فهمتي ... لن أكرر ما قلته دائما
آنين بضيق : حسننا
امسكها من خصرها بيديه لتنزل ثم أحتضنها بقوة : فراشتي الفاتنة ستلد لي فراشة صغيرة ... لا أصدق أن كل
هذا يصبح ملكي أنا إياد فقط
آنين بصوت تمثيلي مخنوق : ابتعد يا إياد ستقتل الجنين
إياد : هههههه يالك من محتالة صغيرة و جميلة
آنين وهي تبتعد عنه : هيا أنزل لي صندوق والدتي من هناك في الأعلى
إياد : بالتأكيد سأفعل ذلك ... فقط أنتي أريحي نفسك قليلا
آنين بسعادة : ستقوم الخادمات بإنهاء التنظيف قريبا .. سيعود كل القصر كما كان .. غرفنا وغرفة والداي
وجميع الغرف هنا ستعود
إياد : وماذا سنفعل بكل هذه الغرف والأجنحة
آنين : سننجب الكثير من الأبناء و سيعيش فيها جميع أبنائنا و أبناء زياد و ياسر أيضا ... سنكون عائلة كبيرة
و جميلة من جديد
إياد وهوا يحتضنها ويقبل خدها بحب : إذا عليك إنجاب أبناء بعدد الغرف
آنين بضحكة رقيقة : ماذا تضنني طابعة ورق
إياد : لا دخل لي بذلك
آنين : سأفعل ما في وسعي أنا أيضا أريد الكثير من الأبناء منك
أدخل كلتا يديه في شعرها وقرب وجهها من وجهه قبلها قبلة عميقة وطويلة ثم همس فوق شفتيها : انتظرك
في جناحنا ... لا تتأخري
أنين وهي تضع ذراعيها فوق كتفيه معانقة لرقبته وتقبله قبلات خفيفة على شفتيه : ألن تضر بالجنين
إياد : هههههه لا ... أنا بالتحديد لن أفعل ذلك
أنهت آنين ترتيب الصندوق وضعته في الخزانة ثم توجهت لغرفة جدها
آنين ( سأريك ... انتظرني حتى تيأس ) : جدي الحبيب كيف أنت اليوم
الجد بابتسامة : بخير حبيبتي الصغيرة تعالي و أجلسي بجانبي
آنين وهي تجلس بجانبه : جدي سأصبح أما عما قريب ولازلت تناديني بالصغيرة
الجد : هههه حتى ذلك الوقت سنرى ما سنغير في الأمر ... أين كنتي طيلة النهار ولم تزوريني
آنين : في جناح والداي لقد قمت بترتيب بعض العلب و الصناديق الخاصة بوالدتي
الجد : صغيرتي لا تتعبي نفسك كثيرا وضعك لا يستحمل كل ذاك التعب
آنين : آه جدي لا تكن كإياد سيصيبني بالاختناق وكأنه لم تحمل غيري
الجد : هههههه لا أستغرب ذلك منه لقد كان يعاملك كقطعة الزجاج الهشة عند طفولتك ... لقد تعرض جميع أبناء
العائلة حتى من زارنا لمرات معدودة للضرب من إياد لأجلك ظالما كان أم مظلوما .... كان الكل يخاف من
إيذائك حتى عن طرق الخطأ ... لقد غضب مني مرة ولم يكلمني لأيام لأنني ضربتك بقسوة ... كان طوال
حياته يرى أنك ملكه .. أنا استغرب كيف أمضى كل تلك السنوات وأنتي بعيدة ولا يعرف مكانك
آنين : تلك السنوات كانت صعبة علينا جميعا وعلى إياد بالتحديد إنه لا يتوقف عن التلميح بالأمر وبألم
وحسرة كبيرين
الجد : عليكي أن تعوضيه عن كل ما فات يا صغيرتي لقد خسر وعانى من الجميع
احتضنته آنين بحب وقالت : و أنت أيضا عانيت ما لم يعانه أحد
الجد : فقدي لإياد ولك كان شيئا فوق احتمالي و أنا بهذا السن .. ولم تعد لي الحياة إلا بعودتك ومن ثم عودته
آنين وهي تزيد من حضنها له : لا ينقصنا شيء إلا أن تعود لتقف على قدميك ... الطبيب قال أنك تستجيب
للتمارين والعلاج وستشفى قريبا
دخل عندها إياد وقف واضعا يديه في وسط جسده
إياد : و أنا أتساءل أين تذهب كل هذه الأحضان وتتركني أنتظر ... إنها توزع هنا بالمجان
آنين بخجل وهي تغمر وجهها في ذراع جدها : عن ماذا تتحدث ... أنا لا أفهمك
أقترب منها حملها بين ذراعيه وقال : جدي أعذرني عليا أخذ هذا الشيء معي
الجد : هههههه حسننا فقط لا توقعه إنه كنز يحمل كنزا
آنين بهمس : إياد أنزلني ألا تخجل من جدي ..... وما هذا الذي قلته ياله من إحراج
إياد بذات الهمس : كي لا تعيدي ما فعلته الآن يا محتالة
آنين : أنزلني هيا ... وإلا نزلت وحدي
إياد : إن نزلتي فسأقوم بتقبيلك هنا أمامه
آنين : لن تفعلها
إياد بابتسامة خبث : هل تجربي
تمسكت به بقوة وقالت : محتال سأريك
ضحك بصوت مرتفع و توجه بها ناحية الباب وصعد بها لجناحهما
عند المساء على السرير في جناحهما
آنين : إياد .... كيف رأيتك سابقا من شرفة مكتبك و أنت أمامي متى ستجيبني عن هذا السؤال يبدوا أنك
تخدعني ولست إياد
إياد وهوا يلعب بخصلة طويلة من شعرها بين أصابعه : ذاك كان ياسر .... طلبت منه ذلك ولكنه رفض
ويبدوا أنه تراجع في قراره
آنين : إذاً كنتم مجموعة
إياد : والعم صابر أيضا
آنين بصدمة : هل ظهر لي هوا أيضا
إياد : لا ... لكنه كان يساعدني دائما
آنين : يا لكم من محتالين وحدي فقط من لم أكن أعلم....لذلك أجابني عن كل شيء بخصوص الزهرة
إياد : فراشة الربيع ... أتعلمي لما هي بالذات
آنين : بلى ..... لأنك كنت تناديني باسمها دائما
إياد : أجل .... كنتي دائما فراشتي
آنين وهي تسحب خصلة الشعر من أصابعه : اتركها إنها لا تخصك يا وقح ... لقد أحرجتني أمام جدي اليوم ...
كيف سأقابله بعد الآن
إياد وهوا يشدها لحظنه بالقوة : بل هي ملكي مثل كل شيء فيك .... سمعتي ملكي .... ولم تري الإحراج أمامه
بعد إن أعدتي ما فعلته اليوم
آنين : أتركني هيا
إياد : لا ... فأنا أريد النوم اهدئي الآن
آنين بضيق : إياد لما لا تغير هذه الطريقة السيئة في النوم
إياد : أشششششش .... إن كان لديك كلمة جميلة قوليها أو أصمتي
آنين : لما لا تشعر بي ... أنا لم استطع الاعتياد على هذا
إياد : ......
آنين : إيااااد
إياد : آنين إن لم تصمتي وتنامي ....
قاطعته قائلة : علينا أن نجد حلا للأمر أنا لا يمــ ...
عضها من خدها بقوة فصرخت بألم ثم قال : لقد حذرتك .... هيا نامي
آنين ( لكل شيء ضريبة ويبدوا أن هذه ضريبة زواجي بمن أحب )
ثم قالت باستسلام : تصبح على خير
إياد بنعاس : تصبحين على خير أميرتي
في اليوم التالي .... ورد لآنين اتصال
آنين باندفاع : مخادعة ..... أين أنتي أيتها المجرمة لما كل هذا الانقطاع
لجين : مرحبا أنين كيف حالك
آنين : لما تتهربي من الإجابة
لجين : لقد كنت منشغلة بأمر يزيد أنتي تعلمي ذلك
آنين : والأخرى .... إنها لا تتكلم معي إلا بالحيلة .... ذاك الوسيم يسرقها منا
لجين : لقد زرتها منذ أيام إنها بخير و مشتاقة لك كثيرا
آنين : آه يا صديقتاي كم اشتاق لكم .... إياد رفض سفري لرؤيتكم يخشى على هذه البيضة بداخلي أن تتكسر
لجين : هههههه هذا ثمن حب الطفولة
آنين بحزن : لما لا يعجبكم شيء من طفولتي
لجين : لدي مفاجأة لك .... سنكون لديك أنا و لين في غضون أيام
آنين بصراخ : حقا .... أقسمي أنك لا تمزحي معي
لجين : هههههه كلها شهر واحد و اشتقتي لنا هكذا
آنين بحزن : حتى يوم واحد يبعدكم عني أشتاق لكم فيه
لجين : كنت سآتي لوحدي ... ولكن لين تلك لم تجد ممن تتزوج إلا من شقيق زوجي
آنين : هههههه وما علاقة زوجها بالأمر
لجين : هوا يصر على المجيء لمتابعة قضية يزيد بنفسه ومن ثم سيجلب معه تلك الجميلة وعلى نفس رحلتي
آنين : أنا أحسدكما على وجودكما بقرب بعض
لجين : أصمتي وإلا سمعك زوجك
آنين : آه يا لجين لا أعلم لما يتضايق كلما قلت ذلك ... يحسبني لا أريد البقاء بقربه
لجين : هههه .... يبدوا أنه ليست لين وحدها من تعاني .... حسننا وداعا يا مدللة إياد
آنين بضيق : إن قلتها مرة أخرى فسأغضب منك
لجين : هههههه هل ستنكرين هذا .. لقد رأيت ذلك بعيني ... حسننا وداعا

في قصر روح
لين : أبي لا تتعبني معك ... لما تقوم بذلك ... العمال سيقومون به لوحدهم
صابر : بنيتي أنا معتاد على كثرة الحركة كيف سأعيش دون عمل ... أنا مستمتع بذلك فاتركيني ... تقليم
الأشجار ليس بالعمل الصعب
لين : آه أبي أنت و روز ستصيبانني بالجنون في أقرب وقت
روح وهوا يتوجه ناحيتهم بخطوات متثاقلة بصعوبة بعكازه لعند الطاولة في الحديقة : من هذا غيري الذي
سيصيبك بالجنون
لين بضيق : كلكم متفقون علي .... سأركب مكوكا فضائيا و أترككم هنا وحدكم لأعيش بالمريخ
روح وهوا يضمها بيديه من الخلف وهي تجلس على الكرسي : شاهدي الأخبار هناك إذاً لأنك سترينني
فيها " الرجل الذي دمر نصف العالم بسبب فقده لزوجته الفاتنة "
ثم قال وهوا يجلس على الكرسي وينظر لصابر نظرة مكر : هل سمعت الخبر الجميل يا عمي .... آنين
صديقة أبنتك تنتظر مولودا
صابر بابتسامة مكتومة : رائع ... ألم تشعر بالغيرة منهم يا روح ألن تغير رأيك وتلين من رأسك الصلب
روح وهوا ينظر للين بنصف عين : بالتأكيد .. نحن تزوجنا قبلهم علينا مجاراتهم في ذلك
قامت لين وتركتهم دون كلمة
صابر : هههههه هذه الحرب خاسرة دائما
روح : عمي لا حل أمامي سوى إجبارها على ذلك بالقوة
صابر : أصبر عليها يا بني كل ما تفعله لين من أجلك فقط
روح : أنا أستغني عن ذلك يا عمي أريد طفلا أو سأجن
صابر : هههههه تزوج عليها إذاً لتنجب لك الأخرى
روح : كل نساء الأرض لن يغنوني عن لين .... إن لم يكن منها فلا أريده
صابر : إذاً ليس لدينا إلا الصبر
روح : لا أعلم لما كل هذا العناد أنا مستعد أن أجلب له بدل المربية عشرة فقط توافق أبنتك قاسية الرأس تلك
صابر : إن لم يؤثر فيها حمل صديقتها فلن يؤثر فيها شيء
روح وهوا يقف مغادرا : سنسافر لزيارتها قريبا فلنأمل خيرا
تركه روح ودخل متوجها لغرفتهم التي أصبحت في الطابق الأرضي وجدها تجلس على السرير وتبكي
أقترب منها جلس بجانبها وحضنها وقال مستغربا : لين حبيبتي ما بك ... ما الذي يبكي فاتنتي الجميلة
لين : أبتعد عني يا روح ودعني وشأني لا أريد التشاجر معك
روح وهوا يقبل رأسها : لا .. لن أدعك و شأنك .... هل أغضبك ما قلنا للتو .. حبيبتي لا تغضبي مني حسننا
لين : لما لا تفهمونني ... لما تلقون باللوم علي دائما و كأني أفعل ذلك من أجل نفسي
روح : حبيبتي أنا لست مثلك لم تبلغي العشرين عاما بعد ... أنا في الخامسة والثلاثين الآن و عشت سنين كثيرة
من عمري وحيدا ... أريد أن أكون أبا قبل فوات الأوان
لين : هل تعتقد أني لا أريد ذلك .... بل أكثر منك أيضا ولكني لن أكون أنانية و أفكر في نفسي فقط ... روح
أرحمني قلت ليس الآن يعني ليس الآن
روح : حسننا فقط كفي عن البكاء
لين : في كل مرة نتفق على ذلك ولكن الأمر يتكرر دائماً
روح : أقسم أنه انتهى ولن أتكلم في ذلك و سأنتظرك حتى ترحمي قلبي حسننا هل أنتي راضية الآن
لين : أجل
روح وهوا يزيد من احتضانها : سأحمل أنا و أمري لله
لين : هههه وقم بتربيته أنت أيضا
روح : نعم ولن أسمح لك بالاقتراب منه أو حتى لمسه
لين : حسننا موافقة
روح : أتعلمي ما أقترح علي والدك .... هههههه قال تزوج من أخرى لتنجب لك
ابتعدت لين عن حضنه وقالت بضيق : والدي قال ذلك ... أسمع يا روح أنا مستعدة لفعل ما تريدون ولكن
لا تلقي باللوم علي حينها
روح : موافق
وقفت ووضعت يديها في وسطها و قالت : روح لما تزوجتني
روح : لأني أحبك و أعشقك ولا أستطيع العيش بدونك
لين : بل لأنجب لك أطفالا
روح : لا ليس كذلك
لين بضيق : بلى ... أنت تريدني آلة لصنع الأطفال فقط
روح : حبيبتي الكل هكذا يريدون الزواج بمن أحبوا و يريدون أبناء منهم تلك هي فطرة البشر
لين : إن فرضنا أنه لا يمكنني أنجاب أبناء ماذا ستفعل
روح : لا أريدهم .... إما منك أو لا أريد
لين : إذاً اعتبرني كذلك
روح وهوا يقف ويمسك وجهها بيديه ويقبلها : حاضر فاتنتي فقط لا تغضبي
احتضنته بحب وقالت : اعذرني يا روح ستعلم يوما ما أعنيه بهذا ... أقسم لن أحرمك من الأبناء طويلا ولكن
صبرك علي فقط
روح وهوا يمسح على شعرها : أنتي حياتي كلها يا لين .. لولاك بعد الله ما رغبت بالعيش ولا الزواج ولا
الأبناء حتى

بعد مرور يومين وفي صالة الركاب بالمطار
لجين الجالسة على الكرسي وحيده تنظر للبعيد حيث لين وروح جالسان وهوا يمسك بيدها ويلعب بأصابعها بين
أصابعه
لجين وهي تتمتم بغيض : هذه المرة الثانية التي تفعلها فيها لين منذ يوم المستشفى ذاك ... ما تعنيه بما تفعله الآن
سأريها
روح : لين لما تتركي صديقتك وحدها هناك هل تشاجرتما
لين : لا لم نتشاجر ولكن عليها أن تتأدب
روح وهوا يمسح على خدها بطرف سبابته : لين حبيبتي لا يجوز أن تتركيها هناك ونجلس أنا وأنتي سويا
.... زوجها مفقود وهي وحيدة هنا .... ليس علينا فعل ذلك
لين ( لو أنها تحمل نصف طيبتك اتجاهها .. تلك المتحجرة القاسية ) : حسننا سأفعل ذلك من أجلك
قامت وتوجهت ناحية لجين وجلست بجانبها
لجين بضيق : جيد أنك تذكرتي وجودي ... أم أنكما تشاجرتما
لين : روح من أصر على قدومي .. لكي تتعلمي ألا تتضايقي من وجوده مرة أخرى وهوا يهتم كثيرا لأمرك
لجين : ستفسدينه بقلبك الأسود .. لن يدوم ذلك طويلا
لين : حمقاء
لجين : بائسة
لين : هههههه .... ذكرتني بأيام المدرسة الإعدادية
لجين : هههههه كم كنتي سيئة
لين : بل أنتي السيئة يا وقحة
لجين : هههههه لما أحضرتي ذاك الوسيم معنا
لين : سأقتلك إن أعدتي هذا
لجين : هههههه لم تتغيري أبدا .... ستقتلين الجميع إن سمحوا لك
وتبادلا الأحاديث والضحكات
وصلوا بعد ساعات السفر الطويلة وكانت آنين وإياد في استقبالهم
آنين ببكاء : اشتقت لكما كثيرا
لين وهي تؤشر بعينيها ناحية إياد الواقف بعيدا مع روح : توقفي عن البكاء يا آنين كي لا يغرق طفلك
ويموت هههههه
لجين : هههههه سيحرمنا من رؤيتك حينها حتى تلدي في كل مرة
آنين بضيق : لما تسخران دائما من اهتمام إياد ... يا لكم من صديقات
لين : هذا ليس اهتماما .... آنين ألا تشعري بالاختناق
آنين : لا ... لأني أعرف جيدا أطباع إياد وما عانى من الفقد والحرمان .... أذكر جيدا عندما كنت طفلة
كان الجميع يقول " لا تبحثوا عن آنين إن كنتم تعرفون مكان إياد " حتى لصالون الحلاقة كان يأخذني معه
... ليجدني فجأة مختفية عن ناظره لسنوات ... كيف تريدوا أن يكون الآن
لين : آآآآه وهذا ما يجعلني أتحسر .... روح كان يعرفني منذ كنت طفلة سألته مرارا " تذكر يا روح هل
كنت تحبني حينها " هههههه
لجين : هههههه وماذا قال
لين بحزن : لا فائدة ترجى منه , قال "أنا كنت في العشرين عندما كنتي في الثالثة كيف سأحبك كنتي فقط طفلة "
وعندما رأى الحزن في ملامحي قال " ولكنك كنتي جميلة بل و أجمل طفلة رأيتها " هذا ما تحصلت عليه فقط
ضحك ثلاثتهم ثم اقترب منهم إياد فسارت آنين باتجاهه
إياد : حبيبتي هل نغادر لقد وافق روح على بقائهم في ضيافتنا اليوم
آنين : رائع ... علمت أنك ستقنعه
إياد : لقد وافق بعد عناء ... كانوا يريدون زيارتنا لبعض الوقت فقط
آنين : هيا لنغادر إذاً ... سأخبر صديقتاي
عند المساء في جناح آنين ... دخلت عليهما وكانتا في نوبة من الضحك
آنين وهي تضع يدها في وسطها : ما الذي يضحككما في الشريط
لين وهي تتنفس بصعوبة من الضحك : تعالي و أنظري كيف تبدين في يوم عقد قرانك و إياد
لجين : هههههه لو كنت مكانه لفسخت العقد .... ما هذه الزوجة العابسة
آنين وهي تتجه جهة التلفاز وتوقف شريط الفيديو : توقفا عن هذا هيا ... ألم تجدا غير هذا الشريط لتشاهدانه
لين : والرائع في الأمر أنه كان يعلم هههه ... لقد كنتي غاية في الجمال و السحر ... عيناه كانت ستأكلك أكلا ...
.. وحضنك ولم يفكر بإفلاتك على ما يبدوا... كنتي كالحلم الذي تحقق بالنسبة إليه
آنين : إياد المحتال ذاك كان يستمتع باللحظة وأنا أتعذب .... والأسوأ من ذلك أنه يحب مشاهدة هذا الشريط
دائما ليسخر مني مثلكما
لجين : لقد شاهدنا أشرطة طفولتكم ... لقد فهمت الآن ما قلته في المطار لا أستغرب أن يخاف عليك هكذا
لين بضيق : آه آنين لقد سببتِ مشكلة كبيرة لي ... منذ حملتي والحرب تزداد علي
آنين وهي تجلس : ولما لا تحملي يا لين ... روح من حقه أن ينزعج
لين : روح ما يزال يتحرك بصعوبة .. وفي بعض الأوقات أساعده لينزل من السرير أو ليصعد بعض الدرجات
ولديه أدوية كثيرة تحتاج للمتابعة .... لقد أخبرتني أمي سابقا ما عانته عند حملها بي وقالت أن جدتي كانت
كذلك وأن والدتها وحتى جدتها ذات الشيء أي أنها متوارثة لدينا ... فمن سيهتم به حينها الخادمات أم روز أم
والدي ... سأحتاج حينها لمن يعتني بي لأشهر
لجين : لما لا تخبريه إذا ليتفهم
لين : لن يتفهم الأمر أعرفه جيدا .. إنه يُبسِط كل الأمور التي قد تعيق الحمل ... فلينتظر قليلا لن يخسر شيئا
.... لو أجلت آنين الأمر قليلا فقط
آنين : لا تلقي باللوم علي لقد حملت مباشرة ولم أقرر ذلك ... كنت أود أن أدرس هذا الفصل أولا وأعاند
إياد ولكنه محضوض على ما يبدوا
لين : كنتي ستجني على نفسك حينها اسأليني أنا ... سيصاب بجنون أسمه طفل
لجين : أحمدا الله على ما أتاكم أيعجبكما حالي
آنين : معك حق يا لجين ... عندما فكرت فقط أن إياد سيسجن كدت أصاب بالجنون
لين : لجين لا تنسي أعطائي جميع المعلومات والبيانات أنتي تعديني دائما بلا تنفيذ
لجين : كنت أود التأكد من كل شيء وجميع المعلومات وجمعها سليمة سأعطيها لك في الغد
بعد مرور عدة أيام في منزل خال لجين
لين : هل كان عليك قبول الدعوة هنا .... نحن لم نزر خالك قبلا و آنين المغفلة تلك لم تأتي حتى الآن
لجين : خالي وزوجته وحتى بناته هم من أصروا على قدومكم .. لقد طلبوا مني دعوتكم منذ أيام
دخلت آنين سلمت عليهما وجلست بجوار لين
لين : أين أنتي نحن هنا منذ ساعة
آنين : إياد كان مشغولا جدا هوا يصر على اصطحابي لأي مكان بنفسه
لين : أين السيارة التي سيشتريها لك لتقوديها ... يبدوا أنه كان يخدعك
آنين : آه كان ذلك قبل أن أحمل أما الآن فيستحيل ذلك قبل ولادتي
لين : زوجك هذا سيجعلني أكره الحمل والإنجاب حتى
دخلت عندها زوجة الخال .. سيدة في الأربعين من العمر ذات ثياب راقية و أنيقة وشعر أسود كثيف وحريري
وعينان سوداء واسعة وبشرة حنطيه تميل للبياض
لجين : خالتي هذه صديقتي آنين
سلمت عليها بحب وترحيب وجلسوا يتبادلون الأحاديث ثم دخلت فتاة في الثانية والعشرين من العمر ذات ملامح
جميلة تشبه والدتها في سواد شعرها ونعومته ولون العينين وأتساعها و ببشرة بيضاء كوالدها
سوار : مرحبا بصديقات لجين ... ثلاثي العيون الخضراء الجميلات .. توقعتكن جميلات ولكنكن أجمل من
توقعاتي
لجين : هذه ابنة خالي المشاكسة الحالمة سوار لديها شقيقة متزوجة ولديها أبن وعدتنا بالحضور اليوم و لكن يبدوا
أنها ستخلف وعدها
رحبت بالجميع وتبادلوا التحايا والقبل
غادرت الخالة للأشراف على الغداء وجلست آنين وسوار منفردتين تتحدثان عن هوايتهما المحببة الروايات
والقصص والقراءة المستمرة .... لجين ولين كانتا في بحر آخر
لين : لقد أطلعت على جميع الأوراق التي أعطيتني إياها
لجين : وإلى ما توصلت
لين : يبدوا أنه لدى شخص يعرف أنه يزيد وينتظر شخصا ليأتي لأجله وذلك الشخص سيكون غافر أو أنتي....
يستحيل أن يكون لدى خاطفين طلبا للفدية لأن جوازه باسم يزيد ولن يكون لدى العصابة التي كانوا سيستلمونكم
يوم هروبك منهم لأنهم لم يكونوا سيسلمونكم لها يومها ولم تكونا الصفقة التي عقدت ذلك الحين .... ما أنا متأكدة
منه إنه لدى العصابة التي قامت بنقلكم لمقرها ... طريقة الاختطاف المكان والتوقيت جعلني أستبعد أن يكون
الخاطفين ممن يطلبون فدية ولو كان كذلك لاتصلوا وليس الملف أيضا لأنهم كانوا سيطلبونه من أمجد أو منك
لكي يأتيهم به .... هم يريدوا لشخص أن يلحق به لإرجاعه... شخص يعرفونه ويعرفهم جيدا غافر أو أنتي
لجين : هل أكون أنا المطلوب
لين : يحتمل ذلك لأنهم وجدوك معه ثم هربتما معا ... ثم أنهم سيستفيدون منك أكثر من غافر
لجين : لما لم يطلبوا حضوري إذاً
لين : هذا ما يخططون له بدهاء ذهابك لوحدك يعني لهم الكثير
لجين : لم أفهم
لين : أنتي حفيدة ريتشارد في نظرهم وتساوين ثروة يبدوا أنهم سيقايضون بك لأمر يفوق مخيلتنا جميعا
لجين : إذاً أنا المطلوب ويزيد الطُعم .... ولكن لما كانوا يودوا تسليمنا ذاك اليوم
لين : أخبرتك أنكم لم تكونوا بضاعة التسليم يومها يبدوا أنهم كانوا سيمكرون بهم لن يسلموك مقابل صفقة
سلاح .... يستحيل ذلك
لجين : لم أتوقع كل هذا مطلقا
لين : تحركاتك القادمة يجب ألا تعلم بها المخابرات أيا كانت
لجين : لما ... فهم سيساعدون في الكثير
لين : لجين يا حمقاء كل ما أصابكم بسبب المخابرات .... تذكري كيف عرفوا مكان يزيد في المستشفى بعد
أن وجدك رجال جدك ثم علموا بوجهتكم بعدما غادرتم .... العصابة لديها من يعطيهم المعلومات عنكم أعتقد
مخابرات هذه الدولة ... لاحظي فشل ثالث محاولة للإيقاع بهم بذات الطريقة وكأنه سيناريو يتكرر
لجين : أنا أعلم أين يكون وكرهم ... من الجيد أنني لم أخبرهم به .... لأني كنت أراهم مجرد فاشلين
و سيعرضون حياة يزيد للخطر إن كان هناك ... لو علموا عن المكان متحججين بأنهم سيمسكون بهم ...إن
كانوا مجرد كمين للتسليم فشلوا فيه فكيف بوكرهم ... ولكن لم أتخيل أن الجواسيس هم السبب
لين : كيف تعلمي بذلك
لجين : لقد سرقت من ذاك الأفريقي ما في جيبه كانت قداحة وقلم حبر ثم رسمت في ساعدي الطريق عن طريق
الخريطة الموجودة في السيارة أولائك المغفلون فاتهم ذلك لأنه مكان بعيد ومتشعب فضنوا أننا يستحيل أن
نحفظه خاصة أن أسم المدن والقرى أفريقية
لين : رائع .... إذاً أبعدي الجميع إلا من تثقين بهم ... لابد و أنهم يعلمون بكل تحركاتك الآن و أنك تجمعين
المعلومات عن مكان يزيد لتبحثي عنه وما أن تكوني هناك حتى يمسكوا بك لأنهم سيكونون على علم بمكانك
جيدا ... فهمتي يا لجين
لجين : لقد ساعدتني حقا يا لين ... خالي وجدي لن يعلما بعد الآن شيئا حتى نقرر ما سنصنع
لين : جيد ... و أنا سأضع الخطة للدخول ... هل أنتي مستعدة للمغامرة بحياتك يا لجين
لجين : بالتأكيد ... هل عليا أن أخبرهم أنني غيرت رأيي فيما كنت أخطط
لين : لا ... حاذري من فعل ذلك يا لجين سيشكون بالأمر ويغيروا مخططاتهم ... فقط قومي بتأجيل الأمر
لمدة قصيرة و سأخبرك ما سنفعل بعدها ... والآن أشرحي لي كل ما رأيته داخل وكرهم بالتفصيل ... أو لدي
اقتراح أفضل أرسمي لي تخطيطيا كل ما رايتي مند دخولك ودوني لي الملاحظات هذا سيكون أفضل
لجين : حسننا ... سأفعل كل ما طلبتي
التفتت لين جهة آنين وسوار وقالت بابتسامة : أين وصلت بكما خيالاتكم الواسعة
سوار : طلبت من آنين أن تحدثني عن طريقة زواجها .... واااااااو لقد عاشت قصة من الخيال ... كم كنت
أتمنى أن أتزوج بطريق مماثلة رومانسية و مشوقة
لجين : هههههه سوار من بحث عن شيء لا يجده ... علمت الآن لما كنتي ترفضين كل عروض الزواج
سوار : لن أتزوج إلا من رجل يبكيني ليالي ويفعل كل شيء ليتزوج بي
لجين : هههههه هل هناك من يتمنى البكاء والدموع .... أسالي آنين هذه كم بكت وعانت
آنين : آه لا تسأليني عن ذلك أرجوك ... وكأنها لم تكن أشهر بل سنوات أنا لا أحسد من يتعذب بسبب ذلك لسنين
لين بضحكة خفيفة : اسألي زوجك عن ذلك هوا من عرف معنى ما تقولين
آنين بحزن وصوت أشبه بالهمس : إياد لا يحب التحدث عن الأمر كثيرا لقد لاحظت ذلك مرارا .. ولكن الأسى
والضيق كان يبدوا واضحا وجليا على ملامحه كلما تحدث عن ذلك
لجين بذات النبرة والحزن : أسألوني أنا عن معنى ذلك حرمت من زوجي شهور ... أعلم جيدا ما عاناه إياد
آنين : لقد قال لي مرة وهوا ينظر للسماء بحزن " لا شيء أسوء من الحرمان ممن تحب إلا كتمانك لوجعك ذاك
في صدرك لأنك لا تستطيع الإفصاح عنه لأحد "
سوار : آه كم أتمنى أن أجد شخصا يحبني كثيرا و يتزوجني ويسافر بي كل بلدان العالم
لجين : هههههه ويبكيك كثيرا أيضا أم أنك نسيتي
آنين :هههههه لا أحد يناسب هذه المهمة أكثر من ياسر
سوار : من ياسر
آنين : إنه أبن عمي وشقيق زوجي أنا أسميه بساط الريح من كثرة سفره نحن لا نكاد نراه
لين : أيهما أكبر سننا زوجك أم شقيقه
آنين : بل ياسر إنه يكبر إياد بأربعة أعوام
لجين بحيرة : ولما يستلم إياد كل شئون العائلة ... هل شقيقه فاشل لهذا الحد
آنين : لا أبدا ... ياسر يتولى الأعمال في الخارج إنه شاب رائع وحده من عارض والده وزوج عمته فيما
فعلاه بشأن إياد تصوروا أنه توقف عن الكلام لسنوات رفضا للكذبة التي عاش فيها إياد وبعد وفاة عمي
وزج عمتي أصبح يتحدث كلمات تعد على الأصابع لقد كان مستاء جدا لخطبة إياد لي على أنه شاكر وغضب
منه كثيرا ... حتى أنه كان يوبخه بعنف لأجلي حينها
لين : آه ياله من شاب رائع هل هوا متزوج هناك
آنين : لا ... كان خاطبا لقريبة والدي ثم فسخ خطوبته منها هذا العام
لجين بحيرة : لماذا ... لابد أنه يحبها مادامت قريبته
آنين : لا أعتقد ذلك لقد قالت بنفسها أنه لم يكن يزورهم ولا يتكلم معها عبر الهاتف إلا ناذرا تصوروا أنه
فسخ خطبته منها لأنها تعمدت أهناتي عندما زارتنا في القصر قاصدة مقابلته ... علاقتي بها منذ الطفولة
كانت متوترة ويبدوا أنها تغار على ياسر مني
لين : لقد تصرف بحكمة هوا يعي جيدا معنى أن تعيشي وإياها في ذات القصر ستكون حياته مليئة بالمشاكل
آنين : ولكنه قرر السفر بعد الزواج و الاستقرار هناك لقد قالت عمتي ذلك على لسانه
لين : وإن يكن لا أحد يعلم ما ستئول له الظروف ... سيزوركم دائما وقد يطر يوما للعيش معكم ... لقد تصرف
بعقل راجح يدل على الحكمة
سوار : لقد أزاحت فقط مكاننا لغيرها .... سيتزوج من غيرها لتسعد بذاك الشهم الذي سيسافر بها كثيرا كم
هي محظوظة
لجين : هههههه آنين لما لا تزوجوها له
سوار بخجل : لجين ما بك أنا لم أقصد ذلك
آنين بابتسامة : هوا لم يوافق كل شروطها على أي حال
لجين : تنازلي عنها فورا يا سوار كي لا يضيع العريس من بين يديك
سوار : أبدا حتى آخر يوم في عمري
ضحكوا جميعا لتعليقها وأنهوا وقتهم في الحديث وتناول الطعام
عند خروجهم من منزل الخال همست لين لآنين : آنين أريدك في أمر
آنين بتوتر : هل من شيء ما
لين : لا لا تقلقي هوا شيء عادى سأتحدث معك عبر الهاتف ما إن أصل كوني بعيدة عن إياد
آنين بحيرة : حسننا كما تريدين
وصلت آنين القصر وتوجهت لجناحها سابقا قبل أن تنتقل لجناح إياد راقبته من الشرفة حتى خرج
آنين : لأنني لا أتق بك بعد ما كنت تفعله ... إنك تخرج حتى من الجدران
اتجهت لهاتفها المحمول واتصلت بلين
لين : مرحبا آنين هل غادر زوجك
آنين : نعم أوصلته بعيني حتى البوابة
لين : هههههه يالك من مطيعة
آنين : ماذا هناك لقد شغلتني ... هل ستتحدثين الآن أم أن زوجك موجود
لين : لا ... روح يستحم إنه لا يفارق الحمام عند الاستحمام قبل وقت طويل
آنين : حسننا قولي إذا
لين : آنين لما كل هذا التوجس أخبرتك أنه أمرا عادي .... إنه بشأن ياسر
آنين بحيرة : ياسر .... ما به
لين : نحتاج لشخص موثوق به وبعيد عن أقارب لجين و يزيد .. من أجل أمر في مهمتنا القادمة
آنين : و إياد يمكنك الاعتماد عليه ياسر مسافر دائما
لين : أعلم ذلك لا يعني كلامي أنني لا أتق بزوجك ولكن لا أريد لزوجينا استلام ذلك الأمر لأنهما سيفسدان
كل شيء ... أما ياسر وبعدما عرفته منك اليوم عنه فسيكون يد العون فليس لديه زوجة معنا قد تشوش أفكاره
ليتهور
آنين : أنا لا أفهم شيئا
لين : سأشرح لك كل شيء حينها ... فقط أخبريني هل فيه كتم السر هل نعتمد عليه
آنين : بالتأكيد لقد تكتم عن أمور عدة ولسنوات ويمكنك الاعتماد عليه جيدا أنا أعرف من يكون ياسر
لين : جيد ... أفهمي منه إن كان يوافق على مساعدتنا
آنين : بدون أن يعلم ما عليه فعله .... ماذا سأقول له
لين : اسأليه فقط إن كان سيساعدنا وعندما تصله الإشارة منا يجب عليه أعطاء ما سنترك بحوزته وسأخبرك
فيما بعد
آنين : حسننا ما إن يعود سأتكلم معه ... أو أحدثه عبر الهاتف إن كان ذلك طارئا
لين : لا ليس بعد دعيه حتى يعود حسننا
آنين : حسننا
لين : يبدوا أن روح سيخرج هيا وداعا
آنين : وداعا
أغلقت آنين الهاتف في حيرة : يبدوا أن الرحلة اقتربت لقد بدأ الرأس المدبر بالتحرك ... آه عليا أقناع إياد
حينها ... كم ستكون تلك مهمة صعبة
عند المساء و آنين نائمة تعطي ظهرها لإياد
آنين بهمس : إياد
إياد : نعم فراشتي
آنين : هل لي بسؤال
إياد : بالتأكيد حبيبتي وهل تطلبي الإذن
آنين : كيف لم تعلم كل تلك السنوات عن مكان وجودي و أنت من كان يدير شئون العائلة
سكت إياد لوقت ثم قال : لأني بنظر الجميع كنت فاقدا للذاكرة لم يكن عليا السؤال عن شيء لا أذكره و انتهزت
أول فرصة ذكر فيها أسمك أمامي بعد سنوات للسؤال عنك و تعمدت التحدث مطولا في الأمر و أصررت على
استرجاعك ولكنني صعقت عندما علمت أنك نسيتي كل شيء وأننا وباء عليه الابتعاد عنك حتى لا تمرضي.
ثم شد يديه المطوقة لخصرها بقوة وبلا شعور وهوا يتابع : لقد عشت في كابوس سيء لسنوات أسمه لماذا أبعدوا
عني آنين ... لأجد نفسي في كابوس أسوأ وهوا أن آنين قد نستني تماما
آنين بصوت مبحوح : إياد إنك تؤلمني
إياد وهوا يرخي قبضة ذراعيه عنها : آسف حبيبتي .... اعذريني فلم أنتبه ..... آنين لا تتحدثي عن الأمر مجددا
أرجوك
آنين : أنا آسفة
إياد : لا تغضبي مني فراشتي
آنين : لا بالتأكيد .... ولكن هل لي بسؤال ليس له علاقة بذلك
إياد : نعم أسمعك آنين
أنين : كيف كنت تنام قبل أن نتزوج ... ماذا كنت تحتضن هكذا
ضحك إياد ضحكة خفيفة وطويلة وهوا يدس وجهه في شعرها المنسدل خلف رأسها وقال : كنت أحتضن
طيفك كل ليلة
آنين بصدمة : طــ ... طــــيفي
إياد : نعم ... لم تكن لي في غيابك إلا الأطياف أحتضنها و أنام خوفا من أن أفقدها هي الأخرى .... وبعدما
عدتي إلى هنا كنت أزورك كل ليلة وأجلس بجوارك لساعات و أنتي نائمة ما كنت لأدع ليلة تمضي دون أن
أراك فيها لأتأكد أنك هنا ولن أفقدك في الصباح للأبد
آنين بكلمات هادئة هامسة : هل تخشى الآن ذلك ... هل تتمسك بي هكذا لتتأكد أنني سأكون هنا وأنت نائم
إياد وهوا يقبل رأسها : أجل .... اعتبريه جنونا ... اعتبريه مرضا أو أي شيء ولكنه الواقع ... إنه أبسط
حقوقي التي سلبت مني
آنين وهي تقبض بيديها على ذراعيه بقوة ( لن أتذمر من هذا ثانيتا أقسم بذلك ) : أحبك إياد ... أحبك أكثر
من أي شيء
إياد وهوا يغمر رأسه بشعرها مجددا : من يقول أنه أسعد رجل في الكون ... ليأتي وينظر قليلا فأنا أسعد
منه بكثير
وفي مكان ليس ببعيد وغرفة أخرى وسرير يحمل قلبين آخرين
روح : لين هل أنتي مستيقظة
لين : نعم
روح : لما لم تنامي بعد حبيبتي إنك تتقلبي كثيرا يبدوا أنك قلقة من شيء
لين : آه إنها لجين
روح : ما بها
لين : العصابة تنتظرها .... هي الشخص المطلوب
روح وهوا يسند نفسه بمرفقه رافعا جدعه عن السرير وهوا ينظر للين التي تشيح بنظرها للسقف : كيف علمتي
لين : لقد أطلعت على جميع المعلومات والبيانات واستنتجت ذلك
روح : ولما لم يتصلوا بها لتحظر
لين : هذا ما لم أستطع فك رموزه للآن ..... هل يريدوا أن تأتي بمفردها بسبب جدها أم ...... لا أدري حقا
ولكنني متأكدة من ذلك
روح : ولما يريدونها من أجل غافر لما ستذهب إليه
لين وهي تومئ برأسها نفيا : لا ليس لأجل غافر بل يزيد
روح : هل عرفوا من يكون ..... لو كان غيرك من قال كل هذا لقلت أنه يتوهم ولكني أعرفك جيدا
لين وهي توجه نظرها إليه : هم يدبروا لأمر ولو علمت المخابرات بما علمنا ووصلنا إليه فستعلم العصابة
بالأمر ... روح لا تقل شيئا لأحد أرجوك
روح وهوا يشد يدها إليه ويقبلها : بالتأكيد حبيبتي فلن أعرض أيا منا جميعا للخطر ... ولكن ما دخل
المخابرات هل يعطونهم المعلومات
لين : هذا ما يبدوا .... لديهم جواسيس
روح : يبدوا الأمر أخطر مما توقعنا جميعا... لين أمازلتِ مصرة على الذهاب
لين : أجل
روح وهوا يجلس مستويا : وبعد كل ما أستنتجتي تقولين هذا
لين : من سينقده إذا .... المخابرات أم ننتظر ليرأفوا بحاله
روح بحدة : لن يكون ذلك يا لين لن تعرضي نفسك للخطر سمعتي .... دعي الأمر لنا
لين وهي تجلس مباشرة : روح لقد أخبرتك سابقا أنني لن أتراجع ولو استلزم الأمر مخالفة أوامرك ووصل
بنا ذلك للطلاق
روح بعصبية : بماذا تهدي يا لين هل تخيري نفسك بيني وبين الأشياء لتختاريها علي ..... لين هل
تضحي بي من أجل هذا
لين بدهشة من عصبيته : روح أنا لم أقصد ذلك
روح بعصبية أكبر : بل قصدتي يا لين .... تطلبي أن نترككم نحن الرجال لتغامروا هذه المغامرة ونقف نتفرج
وتهددينني بأن طلاقك مني لا يعني شيئا أمام ذلك
لين بتوتر وضيق : روح لا تفهم الأمور كما يحلوا لك
وقف روح من فوره وتوجه للشرفة فتحها بعصبية بضربة من يده ووقف في الخارج ووقفت لين متوجهة
إلى الشرفة
روح : دعيني وحدي يا لين
لين وهي تستند بباب الشرفة : روح دعنا نتحدث بعقلانية
روح بنفاد صبر : من العقلانية أن تبتعدي عني الآن يا لين كي لا تكبر المشكلة على كبرها
لين وهي تعود للسرير ( آه لقد أفسدت الأمر ما كان علي أن أقول ذلك )
بعد فترة طويلة عاد روح وأضجع على السرير بجوار لين النائمة عليه
لين : روح أنا آسفة لم أقصد قول ذلك
روح : .......
لين : روح أقسم أنني لم أعنـ ....
قاطعها روح بحدة : كنت أضن أنك تحبينني يا لين
لين بحزن : وهوا كذلك
روح : مطلقا لم يحدث ذلك
لين : روح لجين فعلت الكثير لأجلنا و لأجل آنين لن يكفيني الوقت حتى الصباح لأحكي لك عن ذلك ونحن
تعاهدنا ثلاثتنا على الوقوف معا في وجه أي صعاب وها قد جاء دور لجين هل نتخلى عنها ونخذلها الآن .
روح لم ينطق بأي كلمة .... أعطاها ظهره و اكتفى بالتنفس بعصبية
لين : روح أنا أتحدث إليك
روح بحزم : لين إن لم تسكتي وتنهي الموضوع حالا فسأخرج وأترك لك الغرفة
كان الجواب من لين هوا الصمت التام ومضت الليلة ولم يتذوق أي منهما طعم النوم كما لم يتحدث للآخر
في اليوم التالي وفي قصر آنين ... كانت تجلس مع عمتها فدخل عليهم زياد
زياد : ما هذا ... جميلات القصر مجتمعات هنا كم رائع هوا هذا اليوم
آنين بنظرة تشكك : ماذا لديك يا زياد لما لا تقول من الآخر
زياد وهوا يجلس بجوار والدته : وما الذي يجلسك هنا أنتي ... أين زوجك عنك
آنين : ها قد ظهرت على حقيقتك
ورد لأنين اتصالا فتحت الخط وهي تغادر : مرحبا لين
العمة : زياد لما لا تدع آنين وشأنها ألم ترى كيف تضايق إياد من كلامك بالأمس
زياد : أمي أنا أمزح معها دائما ثم هي أيضا لا تترك شيء في قلبها و لا تقله لي ... لما سيتضايق إياد
العمة : ولكنك زودتها كثيرا بني ... راعي مشاعر الآخرين
زياد بضيق : أوف ما الذي فعلته له .... إن كان هناك من سيتضايق كانت آنين
العمة بحدة : لم يسلم منك هوا أيضا يا زياد وإن كانت المعنية آنين .... أنت تعلم جيدا مدى تأثر إياد
بأنين فدعها وشأنها أمامه على الأقل
زياد وهوا يقف مغادرا و مستاءً : حسننا لا تخافوا على مشاعره كثيرا ... اعتقدت أن إياد من دلل
آنين كثيرا وليس العكس
العمة وهي تهز رأسها بيأس : لا فائدة ترجى من هذا الفتى أتمنى أن لا تتأزم الأمور بينهما بهذا الشأن
وفي مكان آخر من القصر
آنين : هل أنتي متأكدة مما توصلت إليه
لين : كل التأكيد
آنين : ومتى ستبدأ المهمة
لين : قليلا بعد .... هل ستتحدثين مع زوجك بالأمر
آنين : لا أعلم أنا حقا أشعر بالحيرة
لين : لا أنصحك بذلك الآن .. لكي لا تلقي مصيري
آنين بقلق : ماذا حدث معك ... هل تحدثت مع روح
لين بضيق : آه وليتني لم أتحدث ... لقد تشاجرنا
آنين : هل رفض
لين : أبدا رفضه ثم أستاء من ردي كثيرا إنه غاضب مني منذ البارحة ولا يتكلم معي
أنين بدهشة : هل وصلتم لهذا الحد
لين : لقد توقف عند جملة واحدة وحاسبني عليها حسابا عسيرا ولم تجدي كل اعتذاراتي .. لقد قال بأنني لا أحبه
آنين : آه هذا حقا سيء ... ماذا سيحدث معي إذا .. بالتأكيد إياد سوف يجن ويضربني
لين : لن نتحدث في الأمر أمام لجين كي لا تستغفلنا وتذهب لوحدها حسننا
آنين : لولا مرض روح لكنا بدأنا المهمة بلجين أولا .... كنت أعرف أنها ستكون هذه النتيجة ... لين
حاولي أصلاح الأمور سريعا معه
لين : سأحاول وداعا آنين
آنين : وداعا ... وفقك الله صديقتي
شعرت آنين بذراعين تتسللا من الخلف وتطوقانها بلطف
إياد بهمس : مع من كنتي تتحدثي مبتعدة إلى هنا
آنين : إنه سر .... متى أتيت
إياد : إن كان شابا فسأقتلع أذنيه من رأسه
آنين : هههه وما ستفعل بي هل ستقطع لساني
إياد : ليتها تطاوعني نفسي .... سأصفح عنك بالتأكيد
آنين وهي تلتف بين يديه وتواجهه : إذا سأفكر في الأمر قد أجرب يوما
إياد وهوا يبعد يديه ليضعهما في وسط جسده : أتقولينها هكذا بكل جرأة أمامي .. على الأقل كنتي راعي مشاعري
آنين وهي تحضنه بقوة وتبتسم : لم أفعلها قبل أن أحضر هنا لأفعلها الآن وزوجي حبيب طفولتي وطفله يكبر
بداخلي
إياد وهوا يطوقها بيديه : يالك من محتالة
وفي مكان آخر كانت الأجواء المشحونة لا تزال مطربة
لين : روح هل لنا أن نتحدث قليلا
روح ولا تزال عينيه على الجريدة : إن كان الموضوع ذاته فلا تفتحيه
لين : روح حبيبي ما الذي يضايقك مني لهذا الحد أقسم لم أقصد ما فهمت
روح وهوا ينضر إليها بحدة : هل تسألي هذا السؤال يا لين ثم ما الذي تريديني أن أفهمه من كلامك .... أخبرتك
منذ البداية أن تغلقي الموضوع
لين ودموعها بدأت بالنزول : لما لا تدع مجالا للنقاش عن المشكلات التي تواجهنا ... أنت دائما تعالج
الأمر بصرف النظر عن الحديث فيه ليبقى معلقا و يسبب المزيد من المشاكل لاحقا
روح وهوا يضع الجريدة من يديه وبنبرة حاول جاهدا أن يجعلها هادئة : لين لما تبكي الآن ما الداعي للبكاء
لين : أنظر كم مرة اعتذرت إليك و توسلتك أن ترضى ولكنك تقسوا علي كثيرا ولا تعير اعتذاري أي اهتمام
توجه ناحيتها جالسا بجوارها وضمها إليه برفق وقال : حبيبتي هيا توقفي عن البكاء ... أنتي أهنتني
كثيرا بما قلته .... لما ليس عليك أن تشعري بي أنت أيضا
لين : أنا آسفة ولن يتكرر الأمر ثانيتا أقسم بذلك ... هل يكفي هذا
روح : لا ... لا يكفي هذا
لين وهي تبتعد عنه : ماذا إذا
روح بابتسامة : نخرج في نزهة
لين وهي تهز رأسها اعتراضا : لا ... كل شيء إلا هذا لن نخرج من مشكلة لندخل بغيرها
روح وهوا يمسك وجهها بيديه : فاتنتي هل سنقضي كل الأيام هنا هكذا أود الخروج و التنزه معك
لين : بربك روح أتسمي تلك نزهات ... إنها جحيم
روح : اللوم ليس علي ... لما يتركون كل النساء ويلحقون بك
لين : ومن قال أنهم يتركونهم ... روح أنت رجل وتعرف جيدا كيف يفكر الشباب .. فمن ينظر لواحدة ينظر
للأخريات مهما كانت صفاتهن ... ثم هاهن الفتيات يحملقن بك في كل مكان لما لا أنزعج ... ووحدي من
يبتلع النار في صدره
روح : حسننا .... سأحاول أن لا أتضايق هذه المرة
لين : لا تحاول بل أفعل ذلك فعلا أو لن نخرج
روح : إذا لم نخرج سويا فلن أرضى عنك
لين : إذا أطلب شيئا غيره
روح بنظرة ماكرة : أيا كان ما سأطلب
لين بتحذير : إلا الطفل
روح : هههههه إذا سنخرج للتنزه في الغد
لين : أمري لله ... ولكن إن تكرر ما في السابق فستكون هذه الأخيرة
حضنته بحب وقالت : هل صفحت عني الآن
روح وهوا يمسح على شعرها : وهل استطيع غير ذلك ..... لكن إن سمحتي لأي شيء أن يكون ذا أولوية
من بقائنا سويا فلن أرضى عنك حتى الموت
لين : لن يحدث فقط لا تغضب


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 08:06 AM   #24

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجزء العاشر



بعد مرور شهر على لجين و لين في بحث وتشاور مستمرين قررا بدأ المهمة الأصعب .... وهما جالستان
في ذات المقهى الذي جمعهم سويا لأعوام
لين : هل سنبدأ هل أنتي مستعدة
لجين : كل الاستعداد ... ماذا عن آنين هل تحدثي معها
لين : ليس بعد ولم أناقش الموضوع مع روح أيضا
لجين : لا أعتقد أن إيادها ذاك سيتركها تذهب معنا
لين : إن كنتي أنتي لا تعتقدي فأنا متأكدة أنه لن يوافق .... سنرى ما سيجري معها ... إن أصر سنتركها
ونذهب وحدنا لن نجبر كسر لنكسر الآخر
لجين : ماذا إن روح رفض .... القانون سيسري عليك أيضا
لين : وضعي مختلف عن آنين أولا أنا من خطط لكل شيء فعلي أن أحضر التنفيذ و ثانيا روح شقيق يزيد
ويعنيه الأمر أكثر حتى مني وثالثا والأهم تعلق إياد بأنين أمر مختلف تماما
لجين : وهل تعتقدي أن روح ليس متعلقا بك
لين : لم اقصد ذلك ولكن ثمة اختلاف بينهما أنتي تعي جيدا ما أقول
لجين : آه أجل أنا من يعي ذلك جيدا ... لقد صرخ بي مرتين لأجلها كادت فيها ملامحي أن تتشوه
لين : هههههه حذرتك في كل مرة من العبث معه
لجين : لو لم أفعل ما فعلت لكان الآن في السجن
لين : هل علم بالأمر
لجين : لا ... لقد شددت على آنين أن تجعل الأمر سرا .... إذا علم فسننسى أن هناك فتاة تدعى آنين في حياتنا
لين : سأتحدث معها لاحقا دعي الأمر لي
لجين : ما هي الخطوة الأولى
لين : هل جهز نادر كل شيء كما طلبت
لجين : نعم كل شيء جاهز وسنقوم بشحنه فورا
لين : جيد ... إذا سنبدأ من عند ياسر شقيق إياد
لجين بحيرة : ياسر ...!!! وما علاقته بالأمر
لين : سيساعدنا في شيء بخصوص خروجنا من هناك
لجين : لم أفهم وضحي لي
لين : لدي الخطة للدخول ولكن الخروج من هناك سيكون صعبا ... لذلك سنستغل المخابرات لتصنع لنا
شوشرة هناك بما أنها لا تجدي نفعا إلا في ذلك ككل مرة ... ونادر من سيقوم بنقلنا عند خروجنا من هناك
لجين بحزن : هل تعتقدي أن يزيد لازال على قيد الحياة لقد صرت أخشى ذلك كلما اقتربنا من الحقيقة أكثر
لين وهي تربت على كتفها : فلنأمل خيرا يا لجين
وقفت لين وحملت حقيبة يدها على كتفها
لجين : هل أنتي مغادرة
لين : نعم لكي أصل مبكرا تعلمي المسافة
لجين : من الجيد أن زوجك أقتنى لك سيارة سيسهل الأمر قدومك متى شئتي
لين : نعم كانت فكرة جيدة .... أراك قريبا سنكون على أتطال
احتضنتا بعضهما بحب مودعتان لبعض وغادرتا كلن في سبيل ... وصلت لين للقصر
لين : مرحبا روز
روز : مرحبا لين كيف هوا حال صديقتك
لين : بخير لقد سألت عنك لو كنتي وافقتني و ذهبتِ معي كنا سنتنزه قليلا سوف تموتي من السجن هنا
روز : لا عليك يا لين أنا معتادة وسعيدة بذلك أيضا ... لما لا تنجبي لنا طفلا سأتسلى حينها كثيرا هههه
لين بضيق : هل أصابتك العدوى أيضا يا روز .... أتمنى أن لا يكون روح من طلب منك ذلك
روز : لا لا لا السيد لم يتكلم معي مطلقا لا توقعيني في مشكلة معه
لين : هههههه أمازلت تخافي منه يا روز ... روح يحبك كثيرا
روز : ذلك لأني أكن له كل الحب و الاحترام فلا أريده أن يغضب مني ... إنه صاحب أفضال كثيرة علي
لين : أين هوا الآن هل رأيته
روز : ذهب منذ قليل جهة الحظائر يبدوا أنه يتفقد العمل هناك
لين : حسننا أنا ذاهبة إليه هل ترافقيني
روز : لا بالطبع بعد هذا السور الضخم الذي بناه السيد أصبح الذهاب إلى هناك أشد صعوبة من السابق
لين : هههههه يالك من كسولة يا روز أنتي لا تتغيري أبدا سأقلك بالسيارة فما رأيك
روز : لا أذهبي أنتي وحدك قد تفكري بالتنزه مع زوجك في الحقول
لين : حسننا كما تريدي ... أردت فقط أن ترفهي عن نفسك قليلا
ثم غادرت لين القصر و روز تتابعها بنظرها بحب : لم أرى يوما مثلك يا لين ... ليسعدك الله والسيد إنكما
تستحقان كل الخير والسعادة
وصلت لين عند الحظائر وكان روح يقف ومقابلا له العم رشدي وعوني يتحدثون في شئون العمال وبعض
الأعمال ..... نظر رشدي بأتجاهها و ابتسم فالتفت روح الذي كان موليا ظهره لها وابتسم هوا الآخر ومد يده
لها وغادر عوني من فوره
روح : تعالي حبيبتي ... ما هذه المفاجأة الجميلة متى عدتي
لين وهي تمد يدها وتمسك يده : لقد عدت للتو .... مرحبا عم رشدي كيف هوا الحال وكيف هم الأهل جميعا
رشدي : بخير سيدتي ... جميعنا بخير والفضل بعد الله يعود لكما
لين : عم رشدي لما توقفت عن مناداتي بنيتي أنا أحب ذلك منك كثيرا
رشدي : لا يصح ذلك من أجل مقامك هنا بين الجميع
لين : كما تريد ولاكني أفضل ذلك حقا .... ما هي أخبار عماد أنا لم أعد أراه أبدا لقد توقف عن زيارتنا هناك
رشدي : إنه منشغل كثيرا بالدراسة التحضيرية فهوا يستغل فترة العطلة لذلك
لين : أتمنى له التوفيق إنه فتى رائع ويستحق الكثير مني ولكنه يصر دائما على عدم مساعدتنا له
رشدي : إنه يحبك ويحترمك كثيرا ولا يتوقف عن الحديث عنك أنتي القدوة بالنسبة له لقد تعلم منك الكثير في
تلك الفترة ... لقد كان قبل تعرفه عليك يتصرف كالأطفال يبكي ويتذمر ولكن منذ أن تعرف إليك تغير كثيرا لقد
أصبحت لديه طموحات و أحلام كبيرة وكل أمله تحقيقها
روح : لو أنه فقط قبل عرضنا ليعود لبلاده ويدرس هناك ويكون قرب عائلته وكنا سنتكفل بكل ما يحتاجونه
رشدي : عماد أصبح تفكيره ناضجا جدا لقد قرر إكمال دراسته هنا لأن الدراسة هنا ستفيده كثيرا
روح : أتمنى له التوفيق .. إن احتجتما أي شيء فلا تترددا أبدا ولا تتوقفا عن زيارتنا نحن سنسعد بذلك
رشدي : بالتأكيد سيدي
غادر رشدي ونظر روح للين بابتسامة وقال : هيا حبيبتي ما رأيك بنزهة جهة الحقول
لين بابتسامة تشكيك : هل هي نزهة أم لكي تتفقد العمل هناك
روح وهوا يلف يده على خصرها وهي بجانبه : بل نزهة لقد كنت هناك منذ ساعة
لين : حسننا إذا ... سيكون ذلك رائعا فلدي ما أحدثك عنه
وصلا الحقول وبدءا بالتنقل فيها يتبادلون الأحاديث حولها وما يخطط من أجل تطويرها وبعض التغيير فيها
ثم صمتا قليلا
روح : ما بك فاتنتي هل من أمر تبدين قلقة بعض الشيء
لين : ستبدأ مهمة إفريقيا قريبا
وقف روح فجأة وقد بدا عليه الاستياء
لين ( ها قد بدأت المهمة منذ الآن ) : روح عزيزي لن نضيع المزيد من الوقت أنا تعمدت عدم الحديث عن
الأمر طيلة المدة الماضية لكي لا تنزعج ومن ثم نتشاجر ... أرجوك روح لا تحرمني من مساعدة صديقتي
نظر روح للجانب الآخر بضيق ثم نظر إليها وقال : سأذهب معكم
لين باعتراض : روح أنت لا تزال متعبا وتجد بعض الصعوبة في السير بسرعة ولا يمكنك حتى الركض
ستعرض نفسك وتعرضنا للخطر
روح : إذا لن تذهبي ..... أم أنك ستنفذين تهديدك ذاك
لين : آه روح لما لا تنسى ذلك أبدا حبيبي ...... أرجوك روح أرجوك لأجلي
روح : بشرط
لين : نعم عرفت ما سيكون
روح : إذا
لين : موافقة
روح : ما أن تعودي من هناك فورا
لين بضيق : حسننا وستتحمل معي النتائج ليكن ذلك في علمك
روح : من سيرافقكم
لين : بعض الحرس الخاص وأمجد ومدير أعمال شقيقك يزيد
روح بضيق : ولما أمجد وأنا لا
لين : أمجد يصر على ذلك سيذهب في رحلة غير رحلتنا ستكون بعدها بفترة وغيرها لن يشارك بشيء
روح : إذا أطلعيني على كل مخططك
لين : روح كم شرط هم أليس واحدا
روح : ما الذي تخبئينه عني
لين : لا ... أقسم لا شيء حسننا هيا بنا سأحكي لك خلال عودتنا
وصلا للقصر وكان جليا للين استياء روح من الأمر كله وموافقته لها مجبرا ... ما إن دخلا حتى صعد
لجناحهما مباشرة
روز : لين ما به السيد يبدوا منزعجا جدا
لين : لا تكترثي للأمر فسيطول ذلك بعض الشيء
روز : هل هوا الموضوع ذاته
لين : لا ولكننا وجدنا له حلا أيضا لكي أرتاح ويرتاح الجميع
روز بابتسامة : حقا هل قررت ذلك أخيرا
لين بضيق : ماذا بكم جميعا وكأنني سأنجبه لكم وليس لروح
روز : لا تتصوري كم أنا متلهفة لذلك سيكونون أبنائي الذين لم أرهم ولن أراهم أبدا
لين وهي تحتضن روز بحب : كم أحبك يا روز ولن أجد من تشاركني تربيتهم مثلك
روز وهي تمسح دموعها : حسننا هيا ماذا تنتظري اصعدي خلف زوجك فورا وتداركي الأمر سريعا
ولا تضيعي الوقت أكثر
لين : هههههه روز لما كل هذا الاستعجال سنحتاج للقليل من الوقت بعد حتى أسافر و أعود
روز : ليوفقك الله بنيتي
لين : روز هل صرت ابنتك الآن
روز : أجل فلو تزوجت مبكرا لكانت أبنتي في سنك تقريبا
لين : آه حقا شكرا يا ماما ههههه
روز : غبية هل صدقتي نفسك
لين : هههههه كم اشتقت لروز القديمة ها هي بدأت بالظهور من جديد
روز استفاقت لنفسها ولما قالت : آه اعذريني لم أقصد ذلك يا لي من حمقاء
لين : ومن قال أنني غاضبة منك روز ... هيا هيا تعالي لنعد طبقا لذيذا للعشاء
بعد يومين في قصر عائلة آنين .... كان الجميع يجلسون و آنين في عالم بعيد عنهم تماما
آنين وهي تنظر لإياد بدهن شارد ( اعلم أنه سيرفض الأمر كيف لي أن أقنعه ... وهذه البيضة التي أحملها لم
يكن هذا وقتها إطلاقا ... يا الهي كيف لي أن أساعد لجين ولا اغضب إياد مني أو أخالف أمره )
نظر لها إياد و ابتسم فابتسمت ثم أشار لها بأصبعه إشارة تفهمها أنين جيدا بمعنى ما بك ولكنها أكتفت
بالابتسامة فقط
الجد : هناك شخص ليس معنا اليوم ترى أين سافر ذهنه عنا بعيدا .... تعالي صغيرتي الحبيبة واجلسي بجانبي
توجهت آنين جهة جدها وجلست بجانبه فأحتضن كتفها بحب
زياد بضيق مصطنع : لماذا تأخذ آنين كل هذا الحيز عليكم أن تكونوا عادلين ولو بعض الشيء ... أم عليا أن
أتغيب عنكم ثماني سنين لتشعروا بي
ياسر : هههههه قد نستاء لعودتك حينها
زياد بضيق : لا أستغرب ذلك منكم
ضحك الجميع فقال الجد : آنين الفتاة الوحيدة لعائلتي والصغرى أيضا كيف نقارنها بك
نظرت آنين لزياد نظرة شامتة وابتسمت بمكر
زياد : لا تفرحي بذلك كثيرا ... ثم أنا أخذت غايتي فيك عند صغري
آنين : آه نعم أنا أذكر ذلك جيدا لقد كنت تتعمد إيذائي وتسخر مني دائما
زياد : هههه ظننتك نسيتي جيد أنك تذكري ذلك
العمة بابتسامة : ولكنكِ لم تضيعي حقك أبدا ... تستنجدي عل الفور بإياد وكان له بالمرصاد
نظر زياد لإياد نظرة جانبية وقال بضيق : آه نعم لن أنسى لك أبدا سجنك لي دائما لساعات طويلة بسببها
إياد : هههههه هل تذكر ذلك ... جيد ظننتك نسيت
زياد بضيق : تبا لك ولزوجتك .... ولكن صبركم علي سيكون لديكم أطفالا و سآخذ بحقي منكم
إياد : سأدربهم جيدا على الركل والقفز والعض ... وحاذر لأنهم سيكونون كثر هههههه
ضحك الجميع لذلك ثم وقف إياد واستأذنهم ليذهب لمكتبه الخاص و أشار لآنين لتلحق به
دخلت آنين المكتب ووجدته عند رفوف المكتبة فأستقبلها بحضن كبير
إياد : ما بها فراشتي اليوم لا تعجبني أبدا
آنين : كنت أفكر في لجين إنها تشغل بالي كثيرا
إياد : هل حان وقت الذهاب
آنين وهي تبتعد عن حضنه وتنظر لعينيه : نعم ... ما رأيك إياد أنــ...
قاطعها مبتسما : لا بأس حبيبتي يمكنك الذهاب
آنين بصدمة : حقا .... ألا تمانع ذلك
إياد : لا ... لا أمانع
احتضنته آنين بقوة وقالت : شكرا لك إياد لا تعلم كم أسعدني ذلك
إياد : ولتعلم صديقتاك إن أصابك مكروه فلن أرحمهما أبداً

بعد أسبوع اجتمعت الصديقات الثلاث للبدء في رحلة جديدة إلى المجهول
لين : هل أنتي متأكدة يا آنين من موافقته ... أقسمي لي أنك لم تهربي منه
آنين : هههههه أعلم أنكما لم تصدقا ذلك وأنا أيضا صُعقت لموافقته دون أي اعتراض أو سؤال
لجين : ألم يقل شيئا أبدا
آنين : بلى ... قال إن أصابني مكروه فلن يرحمكما .... هذا فقط ما قاله
لين : آه ليثه قال كل شيء إلا هذا ... إنه تهديد صريح ... أسمعي يا لجين لو أصاب أنين مكروه لا سمح الله
فلن أعود معك سأبقى باقي عمري بأفريقيا
لجين : هههههه وهل عليا تحمل النتائج وحدي سيذبحني إياد ويقطع روح جثثي إربا ليرميها للكلاب
ضحكن جميعهن ثم قالت آنين : هل ستكون رحلتك لوحدك يا لجين ألم يتغير شيء
لجين : نعم وستكون رحلتكما تمويهية ومختلفة عني ... هذه أوامر لين
آنين : وتسافري باسم جولي ... قد يكون الأمر خطرا عليك صديقتي
لجين : المهمة كلها خطرة يا آنين ..... لين أنظري ألا تلاحظي أن وزن آنين أزداد قليلا يبدوا أنها تأكل
كل شيء هههه
آنين بضيق ويداها في وسطها : هل نسيتي أنني أوشك على نهاية الشهر الثالث من الحمل ذلك فقط السبب
لين : أقسم أن زوجك ليس طبيعيا ليترككِ تذهبي وليس وحدك وطفله أيضا أنا أشك أنك ستنزلين إفريقيا وأتوقع
في أي لحظه أننا لن نجدك لأنه أعادك للمنزل
آنين : هيه لين لما لا تتركي أمر إياد قليلا .... أنتي أيضا لديك زوج وقد سمح لك بالمجيء
لين : لم تري الاستياء البادئ على وجهه ... وقد قالها صراحةً أنه غير راض عما أفعل
لجين : عليا المغادرة أراكما بعد أيام هناك وداعا
لين : وداعا لجين أعتني بنفسك جيدا ولا تنسي أن تكوني على اتصال دائم بنا
لجين : بالتأكيد أراكما قريبا
غادرت لجين لتبدأ أولى خطوات الرحلة
لين : هل حدثي ياسر عن كل شيء يا آنين كما طلبت
آنين : أجل وقد وعدني أنه لن يسافر طيلة هذه الفترة وسيقوم بزيارة خال لجين قريبا قبل المهمة الموكلة إليه
لين : جيد عليه أن يفهم منه أولا أو سنقوم بتوكيل جد لجين بذلك بدلا عن الخال
آنين : سيكون ياسر عند ظننا به ستري ذلك ... لقد قال أنه سيقوم بالأمر بنفسه لو لم يجد منه تجاوبا
لين : لا أعتقد أن خال لجين سيقصر في ذلك ولكنها بادرة طيبة من ياسر إنه رائع كان عليك الزواج منه
لا من شقيقه هههههه
آنين بضيق : لن أستبدل إياد بأي كان فهمتي ... أنتي لم تعرفيه جيدا
لين : هههههه فقط لأنه حبيب القلب والطفولة
آنين غادرت أمامها بضيق وهي تردد : لا أعلم لما لا تحبانه إنكما أسوء صديقتان في الوجود
لين وهي تتبعها : هههه حسننا آنين فقط لا تغضبي إنه رائع أقسم بذلك
بعد أيام قليلة وصلت لجين إفريقيا برفقة الحرس الخاص ونادر كما خططت لين ونزلوا أرض المطار
بينما دخلت لين و آنين برا من دولة أخرى ليتوجه كل من الفريقين لمدينة معينة كانت الأقرب لوكر
العصابة بالنسبة للين و آنين بينما توجهت لجين للعاصمة
ورد لين اتصال من لجين عند ساعات الصباح الباكر
لين : هل من جديد يا لجين
لجين : نعم لقد أحظر لي أحد موظفي الفندق ورقة صغيرة وقال أن أحدهم أعطاها له ليسلمها لي
لين : ماذا في الورقة
لجين : مكتوب فيها مرحبا بك جولي البضاعة في انتظارك
لين : جيد كما توقعت إنهم يعلمون بوصولك
لجين : هل كنتي تتوقعي ذلك
لين : بل ومتأكدة ..... لقد بدءنا الآن ..... تابعي كما خططنا حسننا
لجين : حسننا ... يبدوا أنهم يحتجزون يزيد وينتظرونني كما كنت تتوقعين يا لين ...ما هي الأخبار لديكما
لين : كل شيء جيد نحن لسنا مراقبتان والعصابة لا تعلم بوجودنا
لجين : جيد وداعا الآن
لين : وداعا سنلتقي قريبا ...
آنين : ماذا حدث
لين : العصابة تعلم بوجودها لقد راسلوها و ينتظرون قدومها
آنين بحماس : رائع ستبدأ المغامرة إذا
لين : هههههه لم تتغيري يا آنين حتى بعد أن أصبح لديك عائلة
آنين : إنه شيء يسري بدمائي منذ الصغر .... متى سنغادر
لين : بعد الغد إن شاء الله
بعد يومين انتقلت كل من لين و آنين إلى البلدة المجاورة حيث انتقت لجين لها بسرية وراقبا من بعيد
دون الاقتراب منها
آنين وهي تشاهد المكان من بين الشجيرات الطويلة التي يختبئان خلفها : لين إلى متى سننتظر هنا
لين الواقفة بجوارها وتنظر بمنظار مكبر للجهة الأخرى عن يسار آنين : قليلا بعد وسنعطيهم الإشارة
شعرت آنين بشيء يتحرك يمينها ثم يد تلمسها من عند كثفها فصرخت بذعر وهي تنظر يمينا
آنين : ياااااااااااآآآآآآآاااااا
لين بصراخ : ما بك لقد أفزعـــ .... ووقفت بجمود وصدمة مما ترى
ثم بدأت آنين تضرب بيدها من عن يمينها بذعر : إياد تبا لك .... ما الذي جاء بك هنا لقد أفزعتني
إياد وهوا يضع يديه بوسط جسده : وهل ظننتِ أنني سأتركك تذهبي هكذا لوحدك .... أنتي تهدين بالتأكيد
لين ( ما الذي جاء به .. هذا ما لم أحسب حسابه ) : كنت متأكدة أن تركك لها تأتي بسهولة ليس أمرا طبيعيا
آنين بضيق واضح : إياد ماذا تفعل هنا ... أنا لست طفلة لتلحق بي وترافقني
إياد : انتهى الأمر إما أن أكون معكما أو ترجعي معي حالا ... ولا خيارات أخرى
لين : لا مكان لك بمخططي كيف ستكون معنا
إياد : أضيفي بعض التغييرات عليه ... لن يحدث شيء
لين بضيق وعصبية : أي تغييرات الآن ... هل تعي ما تقوله المكان لا يتسع لثلاثتنا ما العمل أخبرني
إياد : إذا سأرجع بأنين و خذي أنتي المكان كله
آنين : لن أعود بعدما صرت هنا
إياد : لن يكون الحل بأبعادي لا تفكرا بذلك مطلقا
لين : يا لها من ورطة لم أحسب لها حساباً
آنين بضيق : لين لا تقولي عن زوجي ورطة
لين بعصبية : إذا خذيه وغادري مادمتِ تخافين على مشاعره هكذا
إياد وهوا يمسك يدها : نعم ... هيا آنين لنغادر
آنين بغضب : لن أفعل ولن أترك لجين ولو على جثثي
إياد بضيق : آنين ما دخل الجثث الآن لما تشبهي بالموت على نفسك .... توقفي عن ذلك
آنين : لن أعود يعني لن أعود
لين بنفاذ صبر : أففففففففف لما لا تؤجلا كل هذا وتصمتا قليلا وتتركاني أفكر في حل لهذه المشكلة
اتصلت لين بلجين
لين : هيا اقتربي من الناحية الموجود بها لافتة وانتظري قليلا حتى المغيب فقد بقي نصف ساعة عليه نحن
نراقب المكان جيدا
وبعد ساعة تحرك ثلاثتهم ناحية السيارة تسللا بين الأشجار وعندما وصلوا صرخت لجين بصدمة
: إياااااد متى أتيت
إياد بابتسامة مصطنعة : منذ غادرا معا .... مفاجئة جميلة أليس كذلك
لجين : آه لا .... ستفسد علينا كل شيء
إياد : ولما سأفسد الأمر قد أساعدكم ... لن تندموا أبدا صدقوني
لجين بنصف عين : هل جئت لتساعدنا حقا
إياد : هل تتصوري أن أترك آنين تأتي هنا من دوني ... أنا لم أجن بعد
لجين بنظرة تشكك وجهتها لآنين : هل أنتما متفقان اعترفي هيا
آنين : لا ... أقسم أنني لا أعلم لقد فوجئت بظهوره لنا فجأة
لين : لن يجدي الكلام نفعا الآن .... اسمع ستجلس بالسيارة لا مكان لك معنا إنه اختيارك
آنين باعتراض وغضب : لين هل جننتِ .... هل تعرضي إياد للخطر لأنه صمم على المجيء معنا ...إن
كان لا يعنيك أمره فإنه يعنيني بشدة
لين بغيض : وما سأفعل له أخبريني الآن
إياد : موافق ولكن لن أترك آنين وحدها
آنين وهي تمسك يده وتوجهه نحوها بغيض : إياد أتعي ما تقول .. سنتوجه بالسيارة لوكر العصابة سيقبضون
عليك والله أعلم يسجنوك لديهم أو يقتلونك بدم بارد
لجين : والحل الآن
آنين : سأركب أنا في الأمام
لين بحدة وهي ترمي بيدها في الهواء : سنرجع جميعا لن يكون هناك أي عملية
إياد : إذا فلنرجع .... تركي لأنين هنا بدوني أمر لن أقبله أبدا
لجين : بعد كل هذا .... لن أتراجع ولو ذهبت وحدي
ابتعدت لين عنهم منزعجة تحاول الهدوء والتفكير
آنين : إياد لقد سببت لنا مشكلة أتعي ذلك
إياد : لا يهم .... ولا تتسببي بمشكلة بيني وبينك يا آنين ... لقد انتهى النقاش في الأمر
بعد مدة رجعت لين ناحيتهم
لجين : هل توصلتِ لحل
لين : هناك حل واحد على إياد تحمل الصعاب فيه
ركبت لجين السيارة وكانت أكبر سيارة وجدتها والأكثر ارتفاعا بين سيارات الدفع الرباعي العادية
آنين ولين كانتا تحت السيارة بمكان سرقت لين فكرته من السائقين الذين كانوا يسرقون من المزرعة
أما إياد فقد قاموا بتثبيته معهم بالأسفل بحبال مطاطية .. على فكه عند منتصف الليل لبعض الوقت ووضعوا
معه قارورة ماء موصلة بأنبوب رفيع وطويل للشرب .... وسارت لجين باتجاه الهدف المنشود
بعد وقت طويل من السير
آنين : لين المكان خانق جدا هنا أكاد أموت
لين : آنين لا تتذمري فليس وقته يا مدللة ... ما سيقوله زوجك مما يعاني الآن
آنين : لين حرام عليك ... لما فعلتي به هذا
لين : وما سأفعله باعتقادك ... لا حل أمامي غيره
ضربت لين بقبضة يدها على السيارة فتوقفت لجين ونزلت متوجهة لهم
لجين : هل من خطب ما
لين : تفقدي إياد
توجهت لجن للجانب الآخر : هل أنت بخير
إياد : نعم أنا بخير تابعي سيرك
لجين : حسننا لقد قطعنا نصف المسافة تقريبا سنقوم بفكك لترتاح بعد قليل
إياد : لا ... تابعي سيرك لا تضيعوا الوقت لأجلى
توجهت لجين جهة الفتاتين وأخبرتهم أنها لن تتوقف وستتابع السير
آنين وهي تهز رأسها باعتراض : لا لن تفعلا هذا بإياد أليس لديكم قلب
لجين : هوا من طلب ذلك يا آنين
آنين وقد بدأت بالبكاء : فعل ذلك لكي لا تتذمروا من وقوفكم بسببه أعرفه جيدا
لين بتذمر : ها قد بدأت المشاكل التي لن تنتهي ... كنت أعلم أننا سنصل لهذه النتيجة
آنين : لا دخل لي بكما عليكم فكه ليرتاح قليلا كما اتفقنا ... أنا لست مستغنية عنه
لين بضيق : هيا يا لجين لن نضيع المزيد من الوقت وتوقفي كما اتفقنا سابقا
بعد فترة ليست بقليلة توقفت لجين ونزلوا جميعهم وفكوا الحبال عن إياد
آنين بعد أن ابتعدت وزوجها قليلا : إياد هل أنت بخير
أياد وهوا يشدها لحضنه : أجل حبيبتي بخير لا تقلقي علي
لين : انظري لؤلئك الأحمقان هل هوا وقت الغراميات الآن
لجين : لما أنتي مستاءة لهذا الحد ... لقد حدث الأمر وانتهى يا لين
لين : أتمنى أن لا نندم على جلبه معنا
لجين : لما لا تركبوا السيارة حتى نقترب من وكرهم بذل كل هذا العناء
لين : علينا توخي الحذر فقد يخرجوا لنا في أي لحظة ويمسكوا بنا عندها سيفشل كل ما خططنا له
لجين : لم يتبقى الكثير ... كنا وصلنا منذ مدة لولا تخفيف السرعة لتقليل اهتزاز السيارة من أجل إياد
ثم صرخت منادية : هيا يا آنين علينا المغادرة سنصل قريبا
غادروا متوجهين لذات وجهتهم التي لم يتبقى لهم سوى ربع المسافة للوصول إليها
وصلوا لمبنى ذو سور عالي جدا ويمتد لمسافة كبيرة و أسلاك شائكة ولا حرس بالخارج
توجهت لجين جهة البوابة و أطلقت صوت منبه سيارتها ثلاث مرات كما شهدت ذلك سابقا ففتحت البوابة
وخرج منها رجلان أجنبيان مسلحان و اقتربا من السيارة
لجين : أود مقابلة زعيمكم هوا في انتظاري
نظر إليها بسخرية ثم قال : حقا ... إنها مزحة رائعة ... كيف وصلتي هنا يا طفلة
رمت لجين له ببطاقتها وقالت : أره هذه
نظر الرجل للبطاقة ثم للرجل الآخر بدهشة بعدها أبتعد قليلا وأجرى مكالمة قصيرة ثم عاد إليهم ... خرج
رجلان آخران من البوابة و بدءا بتفتيش السيارة ولجين تدعوا بقلبها كما الجميع أن لا يريا إياد
نزل أحدهم بمصباحه لينظر أسفل السيارة ولكنه لم يتمكن من رؤيته لأنه بالجهة الأخرى من المكان الذي
تختبئ به الفتاتان
سمحوا للجين بالدخول فتوجهت عنوةً لأبعد مكان مظلم ثم نزلت
الرجل : من هنا الزعيم بانتظارك
سارت لجين دون أن يقترب منها أحدهم ( جيد هم لازالوا يضنون أنني وباء قاتل )
نزلت لين بحذر و اختبأت خلف إطار السيارة وبدأت بالمراقبة
لين ( إنهم كثر و أكثر مما تصورت ويبدوا أنهم يتمركزون هناك بكثرة سأضع آلة التصوير في أقرب نقطة
أصل إليها )
تسللت لين وحدها بحذر شديد تبتت آلة التصوير وعادت ثم طرقت بخفة على باب السيارة فنزلت آنين و أنزلت
معها حقيبة لين وحقيبة أخرى أصرت آنين على إحضارها معها
آنين بهمس : وماذا عن إياد
لين : قليلا بعد سنفك الحبال بحذر أنه في الجهة المقابلة لهم
آنين : نحن في الظلام ثم أنهم قد يقتربوا من السيارة في أي لحظة ألم تقل لجين أنه أعطى سيارتها لأحدهم
في المرة السابقة .... سأتسلل أنا من تحتها حسننا
لين : لن يكون الأمر سهلا
آنين : لا عليك سأنجح في ذلك لن أفرض في إياد مهما حدث
فتحت آنين حقيبتها و أخرجت سكيننا حادا وقطعتين من الفلين ومقص كبير
لين : آنين ما تخبئي في هذه الحقيبة من أشياء
آنين بابتسامة : كل ما لا يخطر لك على بال
زحفت آنين تحت السيارة حتى وصلت لمكان إياد أخرجت قطع الفلين من جيبها وقامت بتثبيتها بين جسده
والحبل وبدأت بقصها بالسكين وعند وصولها لنهاية الحبل استخدمت المقص لقص آخر جزء فيه حتى انتهت
ثم تسلل كلاهما زحفا من تحت السيارة
إياد وهوا يمسك خد آنين بأصبعيه السبابة و الإبهام : شكرا حبيبتي لقد كدت أعلق هناك للأبد
آنين : وهل كنت تظنني سأتركك لهم ... سأموت إن أصابوك بأذى
لين : هيه أنتما أجلا ذلك قليلا .... بسرعة علينا التوجه لتلك الناحية إنها الأقل خطرا
تسلل ثلاثتهم خلف أحد المباني
لين : انتظرا سأرى من هناك .... آنين راقبي تلك الجهة بالمنظار ووافني بكل شيء
آنين : ثلاثة منهم يقفــ ... آه لقد غادرا
لين : علينا تثبيت آلة التصوير للمراقبة هناك أيضا
آنين : أنا سأفعل ذلك
إياد : لا آنين سأذهب أنا
آنين : إياد لا تُعقد الأمور ... دعني أعمل براحتي أنا سأكون أفضل للتسلل هناك
انطلقت آنين و إياد يراقبها : إن أصابها مكروه فلن أرحم أحدا
شعرت لين بالضيق ولكنها لم تتكلم تجنباً للمشكلات فلا وقت لها الآن
تسللت آنين ببطء خلف أحد المستودعات ثم انتقلت لجانبه الآخر تسلقت حافته ووضعت آلة التصوير بحذر
وقفزت للأسفل
إياد : أين اختفت لقد تأخرت كثيرا عليا اللحاق بها
لين : لا ... لن نخسر عضوين منا لا تتصرف بغباء آنين تعرف كيف تنجوا من ذلك
إياد : و....
لين : ها هي ذي قادمة .... رائع كما كانت دائما أحسنتي آنين
وصلت آنين بأنفاس متقطعة من الركض : لقد وضعتها عند الواجهة وفي الأعلى أيضا
لين : جيد بل رائع .... يبدوا أنك لم تفقدي مهاراتك
آنين : هذا عمل سهل جدا لين
إياد اكتفى بالصمت وهوا ينظر إليها بدهشة
لين : سننتقل الآن لتلك الجهة آلة تصوير واحدة فقط هناك ثم نبتعد عن المكان
توجهوا للجانب الثالث من المباني وقامت آنين بالمهمة كما في المرة الأولى وعادت
آنين : كادوا يمسكوا بي نجوت بصعوبة إنهم كثر ويتحركون بعشوائية
لين : سنبتعد الآن المكان كبير جدا هنا سنختبئ بعيدا لنراقب تحركاتهم بالجهاز المحمول
انتقلوا لأبعد جهة يمكنهم الوصول إليها وتخفوا خلف الشجيرات أخرجت لين جهازا محمولا من حقيبتها
موصلا بآلات المراقبة شغلته وقامت بتشغيلهم عن طريقه وبدأت بالمراقبة الدقيقة لكل الجهات
لين : جلبت بطاريات سوف تكفينا لنراقبهم حتى الأربع وعشرون ساعة القادمة ثم سينتهي شحن الجهاز
وسيتوقف وبعدها سنبدأ بالتحرك
آنين : ماذا عن لجين ما سيحل بها
لين : سنعرف بعد قليل
حمل كل من إياد و آنين منظاران يدويان وقاما بمراقبة الأماكن القريبة منهم
إياد وهوا ينظر لجهة مخالفة لجهة آنين لمراقبتهم : آنين كيف أنجزتِ المهمة دون أن يروك إنهم
كثيرين هناك
آنين : تلك مهارتي المفضلة لقد كنت أفعل ذلك بسهولة في المدرسة لم أفشل يوما بمهمة
إياد وهوا يبعد المنظار وينظر إليها : آه علمت الآن لما كنتي في صغرك تصعدين تلك الأمكنة وتبدئي
بالبكاء فأقوم بإنزالك .... كنتي تتعمدين فعل ذلك إذا أيتها المشاغبة
آنين بابتسامة صغيرة : عندما كنت تنشغل عني أفعل ذلك
إياد : يالك من محتالة
وفي المبنى الرئيسي لتلك المباني الموزعة بعشوائية دخلت لجين بكل ثقة وخطوات ثابتة حيث تعلم
جيدا أنه سيكون زعيمهم هناك
وقف لدى دخولها وقال بابتسامة ماكرة : جولي ريتشارد ها هي أنتي أخيرا .... إنك أخطر مما توقعنا
كيف وصلتي إلى هنا
لجين بثقة وابتسامة مماثلة لابتسامته : عليكم تغيير وكركم الآن قد أكون وشيت بمكانكم
الزعيم : هههههه لا ... أعلم أنهم لا يعلمون
لجين : إذا كما توقعت لديكم أعوانكم هناك
الزعيم : كل شيء يشترى بالمال حتى الذمم المزيفة
لجين : ها قد أتيتكم بنفسي وبمفردي علينا أكمال الصفقة
الزعيم : أي صفقة
لجين : أنا مقابل الشاب المحتجز لديكم فلا حاجة لكم به
الزعيم : إذا تعلمي أنه ليس غافر
لجين : أجل
الزعيم : هل تريدي أقناعي أنك أتيتِ و ستسلمين نفسك لتخرجيه.... مع من تظني أنك تتعاملي
لجين : مع رجل ذكي طبعا .... مؤكد أنك تعلم أنه زوجي وأنه ابن شقيق غافر وانه خدعني ليتزوج بي وزور
جواز سفري وجلبني إلى هنا ... عليه أن يخبرني لما فعل ذلك
الزعيم : حسننا فعلتي ستكونين بضيافتنا لبعض الوقت و سنعطيك أجمل فرصة لتنتقمي منه بنفسك
لجين ( لما يخطط هل سيطلبون مني قتله ) : إن كنتم تريدوا قتله فافعلوا ذلك بأنفسكم لن ألطخ يدي بدم أحد
انتقامي له طعم آخر غير الدماء
الزعيم : إن أردنا قتله لقتلناه منذ زمن
لجين : والمطلوب مني الآن
الزعيم : هههههه ياله من سؤال جميل مثلك
لجين : وأين الإجابة الجميلة مثلي أيضا
الزعيم : لا إجابات جميلة هنا كلها قبيحة
لجين : أتحفني بها أيا كانت
أشار بأصبعيه لمجموعة تقف بعيدا فحظر اثنين منهم ثم قال بحزم : خذاها
لجين : إلى أين ستأخذني
الزعيم : ستكونين أثمن رهينة تحصلنا عليها لأكبر صفقة قد مرت على تاريخنا ... أما ذاك الشاب
فمقابل الملف والقرص ومادام غافر حيا فسيأتي بهم بالتأكيد
لجين : غافر ميت والملف احترق أمام عيني
أشار لرجاله بيده فأخذوها معهم وخرجوا
في أحد تلك المستودعات كان يزيد يجلس جلسته ذاتها ويجلس اثنين آخرين بجانبه مبتعدين تماما عن جهة
مدخل المستودع فسمعوا صوت الباب يُفتح .... كان كل تفكير الثلاثة أنهم جاءوا لأخذ أحدهم فليس هذا بوقت
الطعام المعتاد سمعوا صوت فتاة لا تغفله أذنا يزيد أبداً وهي تقول بغيض
: قذران ... يا لكم من حثالة
ثم أغلق الباب وقف يزيد قافزا على استقامته وكأنه يتمنى أن لا يكون ما سمعه خطأ وتوجه ناحية الباب ليجد
أمامه الشخص الذي انتظره لشهور كي يأتي .... لجين بفستانها الزهري المذهب الأطراف وشعرها الملفوف
بلفاته المدهشة العيون الخضراء الناعسة ذاتها والبشرة شديدة البياض
فتح يزيد فمه وعينيه من الدهشة : لـ ... لجين
ثم فتح ذراعيه لها على اتساعهم فابتسمت بدورها ابتسامة رقيقة وركضت نحوه وارتمت في حضنه باكية
لجين : يزيد أخيرا رأيتك من جديد ... هذا أنت على قيد الحياة لقد خفت أن لا أجدك هنا
يزيد وهوا يزيد من احتضانها في كل لحظة أكثر : لجين حبيبتي لقد تأخرتِ .... انتظرتك كل يوم لتأتي
وتخرجيني من هنا ... وحدك من كنت انتظر
لجين وهي تزيد من حضنه أكثر حتى تكاد تخترق ضلوعه : كنت طوال تلك المدة أعد العدة للمجيء
لكي أخراجك من هنا .... اشتقت لك يزيد لن تعرف كم يكون ذلك .... اشتقت لك حد الجنون
أيبعد وجهها عن حضنه وأمسكه بيديه وعيناه تتجول في كل تقاسيم وجهها من عينيها لشفتيها لكل
جزء فيه ثم اقترب منه حتى أصبحت أنفاسهما تختلط ببعضها وقرب شفتيه لشفتيها ببطء ليقبلهما
فابتعدت لجين فجأة ... نظر لها باستغراب فارتمت في حضنه وكأنها تريد الاختباء عن احدهم ثم
قالت بهمس: يزيد يا أحمق ألا ترى من يوجد هنا
التفت يزيد فوجد الرجلين رفيقاه في سجنه هناك يقفان وينظران لهما في حيرة
قال أحدهم : هل هذا من كنت تنتظر وتُأملنا أنه سيخرجنا .... بالله عليك يا رجل ظنناها أحدى المنظمات
أو المخابرات
يزيد : بل هي من تصنع ما لم يصنعوه هم
لجين وهي تبتعد عن حضنه : لو بقيتم تنتظرونهم فستمضون كل عمركم هنا فلا أمل يرجى منهم
سحب يزيد لجين لجهة بعيدة ثم أمسك بخصرها وتخللت أصابعه شعرها لتمسك برأسها وقبلها بعمق
لجين وهي تخلص نفسها منه : يزيد ما حل بك اصبر قليلا لنخرج ... ما سيظنه أولئك الرجلين بنا
يزيد : مجنونان بالطبع .... بل كنت سوف أجن إن انتظرت قليلا بعد
ضمها لحضنه مجددا وقال : ما أسعدني بك يا ملاكي كم اشتقت حتى لشتمك وسبك لي
جلس أرضا مستندا بأحد الأعمدة الإسمنتية الضخمة و أجلسها بجانبه ثم شدها لحضنه من جديد
يزيد : اخبريني كيف أتيتي ومتى ومن معك ... اخبريني كل شيء عنك منذ أن افترقنا وحتى اللحظة
.. تحدثي حبيبتي أريد الاستماع لك فقط
لجين : جئت لأفريقيا برفقة أمجد و نادر أما إلى هنا فبرفقة صديقتاي وزوج أحداهن
يزيد : إلى هنا .. هنا ..
لجين : نعم إنهم في الخارج وسيعملون على أخراجنا كنت أنا الوسيلة لإدخالهم
يزيد : و أمجد أين هوا
لجين : لم نسمح له بالاقتراب ... و لولا إصراره على المجيء ما كنا لنصطحبه معنا من أجل سلامته كما
تعلم و حتى روح كان يريد المجيء
يزيد وهوا يبعدها عن حضنه : روح .... هل أنتي أكيدة
لجين : بل كل التأكيد ... فزوجته أحدى اللتين هنا
يزيد بابتسامة ممزوجة بالدهشة : زوجته .... هل تزوج ... أقسمي بذلك
لجين : أقسم أنه تزوج و خرج من حالته تلك أيضا
يزيد بسعادة : من .... هل هي لين
لجين بابتسامة : نعم لين لا سواها
يزيد : هههههه علمت أن تلك الفتاة ستفعلها و ستُخرج روح مما هوا فيه
عاد لاحتضانها من جديد وقال وهوا يمسح على شعرها بحب : ما أسعدني بكل هذا روح عاد لنا من جديد
لقد ضننت لسنين أننا فقدناه للأبد
لجين : كان عليه أن يسجن لين لديه من سنوات
يزيد : لو كنت أعلم لجلبتها عنده بنفسي .... لقد أحبها إذا ذاك المغفل
لجين : أجل وبجنون .... هل كنت تضنه سيقاوم تلك الجميلة
ثم ابتعدت عنه فأمسك وجهها بيديه ليقبلها من جديد
لجين وهي تبعد يديه عن وجهها : يزيد توقف عن ذلك دعني أشبع عينيا بالنظر إليك أنا لم أرك إلا مرة
واحدة في حياتي
يزيد وهوا يضع يديه خلف رأسه متشابكتان ويرفع رأسه وينظر إليها بشموخ : حسننا هيا تمتعي بالوجه
الوسيم الصبوح
لجين وهي تضربه على صدره بقبضتها: يا لك من متعجرف ... هل صدقت نفسك
ضحك يزيد بصوت مرتفع ثم وقف متوجها للرجلين
أحمد : هيه يزيد أين أخذت تلك الفتاة الجميلة واختفيت .... ألن نفهم ما يجري هنا
يزيد : تلك زوجتي يا معتوه ما تظن بها
أحمد : هههههه حقا ظننتها حبيبتك ... هل أنت متزوج من أجنبية لم تخبرنا بذلك
يزيد : بل هي عربية ... ستكون هناك دائما لا تقتربا
خالد : هل تخبأها عنا لقد كانت مع أفراد العصابة للتو
يزيد بغيض ومن بين أسنانه : لا تتحدث عنها هكذا لا تجعلني أتصرف معك بسوء
أحمد : أهدئ يا يزيد معك حق لن يتكرر ذلك ... ونظر لخالد نظرة تحذير
غادر يزيد جهة لجين فنظر خالد لأحمد قائلا : لما نظرت لي بتلك النظرة أنا لم أقل أي خطأً
أحمد : مغفل ... إن افتعلت معه المشاكل فلن يخرجنا عند خروجه
خالد : هه وهل تظنه سيخرج ... هذا وكر أحدى كبرى العصابات أتعي ذلك
أما في الخارج كانت قد مرت عدة ساعات على الفريق وهم في مراقبة متواصلة
لين لا ترفع عيناها عن جهازها المحمول و آنين و إياد يراقبان المكان من كل جانب
آنين وهي تقترب من لين وبهمس : لين ماذا حدث معك اقترب وقت الفجر هل توصلت لشيء
لين التي كانت ترسم مخططا على الورقة للمكان من خلال ما رأت وما تراقب الآن : ليس بعد ما يزال أمامنا
وقت طويل
وصلت إشارة من هاتف لجين الذي خبأته لتدخله معها وكانت هواتفهم تعمل بواسطة الأقمار الاصطناعية ثم
تلتها إشارة أخرى بعدها مباشرة
لين : رائع لقد وصلت لجين عند يزيد سننتظر الثالثة
وما أن أنهت جملتها حتى وصلت الإشارة الثالثة لها
لين : جيد إنهم في أحدى المستودعات هنا
آنين : كل شيء على ما يرام إذاً هذا رائع .... ماذا سنفعل بعد
لين وهي تؤشر بعينيها جهة إياد : اذهبي وتفقدي زوجك قد يكون مشغولا برؤية إحداهن منذ زمن
نظرت آنين جهته بتشكك ثم توجهت نحوه سحبت منه المنظار ونظرت حيث كان ينظر فوجدت فتاة تقف هناك
آنين وهي تضربه بقبضتها على كتفه وتهمس بغيض : إياد أيها الخائن لما كنت تنظر إليها ومنذ وقت
إياد بدهشة : ما هي ... أنا لا أفهم شيئا
آنين وهي تؤشر بإصبعها للمكان : هناك ... الفتاة الواقفة هناك لم أكن أضن أن دوقك رديء لهذا الحد هل
استبدلتني بتلك ... يالك من خائن
إياد برجاء : لم أرى أي فتاة ... أقسم لك بذلك
آنين ببكاء مخنوق : ومن تكون التي رايتها للتو ... هل هي جنية
سحب إياد منها المنظار ونظر للجهة ذاتها تم نظر لآنين وقال : يبدوا أنها ظهرت للتو أقسم أنها لم تكن
هناك ... آنين ما بك هل سأنظر لتك كيف تظنين بي ذلك ... توقفي عن البكاء حبيبتي أرجوك
تركته آنين مبتعدة عنه بغيض : لا تقل حبيبتي ولا تتحدث معي بعد الآن
لين بضيق ( يا الهي سيتسببان بكشفنا بالتأكيد ... هل كان عليا أن أبعدها عني بتلك الخطة الفاشلة )
أما في الداخل فكانت لجين تجلس بحضن يزيد وهوا يمسك بيدها ملاعبا لأصابعها بين يده يتحدثا عن كل ما
مرا به فترة انقطاعهما عن بعض ومرت بهم الساعات على تلك الحال حتى الصباح
اتصلت لين بلجين وحدثتها بهمس : لجين يا غبية هل استحليتي حضن زوجك ونسيتي أن تتحدثي معي
لجين : هههه يبدوا ذلك
لين : حمقاء ... هيا أخبريني ماذا حدث معك
حكت لجين بسرعة للين كل شيء
لين : إذا كما توقعت هم يدبرون لكارثة علينا أن نتصرف سريعا عند الليل سنكمل باقي المهمة ... اسمعي
إذا طرقنا جدار مستودعكم فردي الطرقة بمثيلتها حسننا
لجين : حسننا
وأمضت لين باقي ساعات النهار تراقب وترصد تحركاتهم وتشرح لآنين كل شيء عما ترى
لين : لا يزال ينقصني بعض الأمكنة في الخريطة التوضيحية هل أنتي مستعدة للتسلل ناحيتها ليلا
وتدوينها لي
آنين : بالتأكيد
لين وهي تنظر جهة إياد المضجع على الأرض : هل نام ... إنه بلا نفع حقا
آنين بضيق : لما تقولي ذلك عنه لقد كان يراقب تلك الجهة طوال الليل
لين بنصف عين : ظننتك غاضبة منه .... لما تدافعين عنه الآن ها
آنين : لا لست غاضبة أعلم أنه يستحيل أن ينظر لتلك ... ذلك فقط لكي لا يفعلها مستقبلا
لين : أسمعي يا آنين لا نعلم ما سيحدث خلال الساعات القادمة لذلك سأنسخ بواسطة الكربون نسخة لك
من هذه الخريطة وكل البيانات وسنضع إشارة عند المستودع الذي توجد فيه لجين إن أمسكوا بي فالإشارات
كالتالي ... واحدة أمسكوا بي و الثانية أنا مع لجين فهمتي
آنين : نعم .... ولكن ماذا لو أخذوا منك الجهاز قبل الإشارة
لين : لا عليك فكرت بذلك أيضا ستصل الإشارة فور فتحهم للجهاز وستسمعين ما يدور بينهم ... المشكلة
في زوجك لا جهاز لديه إن افترق عنا لن نعلم عنه شيئا
آنين : إذاً عليه أن يكون مع إحدانا دائما
لين : نعم فالإشارة الثالثة إياد معي ... فهمتي
آنين : نعم بكل تأكيد
لين : أنا أعتمد عليك يا آنين ... من وقعت منا في شراكهم عليها أن تُعلم الأخرى لتحاول هي إنجاز باقي المهمة

وفي بلاد بعيدة كل البعد عن بطلاتنا الثلاثة كان ياسر يقف أمام بوابة قصر راشد خال لجين متوجها للداخل
أما في الداخل فكانت سوار ترفع بنطالها الجينز حتى الركبتين وكمي قميصها المربوط من الأمام مرتفعان
حتى المرفقين تربط شعرها للأعلى وتمسك خصرها بغضب في الجزء الجانبي من القصر
سوار : أمي هل علينا فعل ذلك حقا ... لما كل هذا المال لدينا إذاً... الخدم كثر أعفيني من هذا أرجوك
الوالدة ( وداد ) : احملي هذا في صمت لن نعيد ذات الكلام كل سنة
سوار وهي ترفع صندوقا مليئا بقشور الثمار بتذمر وتسير به جهة القصر : أوففففف ما أتعسني من فتاة لما
عليا فعل هذا ... أمي لن تتخلى عن هذه الهواية الموسمية السيئة بتاتا وتعلمني إياها أيضا ... من قال أنني
أريد تعلمها
كانت تسير وتتمتم بغيض عندما اصطدمت بأحدهم قرب باب القصر الداخلي
ياسر : آسف يا ......
سوار بتذمر وهي تنظر للصندوق بعد أن تناثرت منه القشور بكل مكان ولم ترفع عينيها بياسر ضننا منها أنه
أحد الخدم وهي تضرب قدمها بالأرض وتقول : سحقا ... سحقا ... سحقا ... لقد تعبت في جمعها سأعيد العمل
مجددا يا لي من بائسة وقليلة حظ
ياسر بارتباك : عذرا هل أساعدك في جمعها أنا آسف
سوار وهي تلوح له بيدها ورأسها لا يزال في الأرض وبصوت غاضب : أذهب أذهب لا أريد منك شيئا
ياسر ( خادمة سليطة لسان ينبغي عليهم طردها ) قال بغيض : لقد اعتذرت و تحدثت معك بأدب لما تخاطبيني
بهذه الطريقة
رفعت سوار رأسها ونظرت إليه بصدمة اندهش ياسر من جمالها كخادمة ثم قال بحدة : يبدوا أنك أحدى
الخادمات هنا ... هل لي أن أقابل السيد راشد هل هوا موجود
امتلأت عينا سوار بالدموع لإحساسها بالإهانة منه ونعته لها بالخادمة ثم غادرت راكضة بكل سرعتها
للداخل صعدت السلالم وتوجهت لجناحها
ياسر كان واقفا تعلوه الدهشة ( إنها غريبة أطوار حقا ما قلته لها لتهرب باكية )
تقدمت والدة سوار منه وقالت وهي تنظف يديها بمنديل وشكلها كان مرتبا جدا على خلاف ابنتها : مرحبا بني
هل أخدمك بشيء
ثم نظرت للصندوق تحت قدميه وقالت باستياء : سوار ... أنتي لا تنفعين لشيء أبدا وميئوس منك أيضا
ياسر : عذرا سيدتي هل لي بمقابلة السيد راشد
وداد : بالتأكيد أدخل وسأطلب من إحدى الخادمات أن تعطيه خبرا وسيوافيك في الفور
ياسر ( يا لهم من عائلة متواضعة ) : شكرا لك سيدتي
دخل ياسر واستقبله راشد في مكتبه عرف عن نفسه و استفسر عن بعض الأمور منه بحجة العمل كما طلبت
منه لين وكما أنه من استلم كل الأعمال حاليا بعد غياب إياد ... ثم غادر بعدما ودعه راشد بحرارة وطلب
منه زيارتهم مجددا وأرسل بعدها بإشارة للين لتعلم أن الجزء الأول من المهمة قد أنجز بنجاح
أما في غرفة سوار فكانت الأحوال الجوية سيئة والأمطار تهطل بغزارة و بعد نوبة البكاء الشديدة وقفت
وتوجهت للمرآة نظرت لملابسها الغير مرتبة ثم لوجهها وقالت : حسننا ثيابي لا بأس أن يعتقد أنها لخادمة
ولكن هل شكلي يشبه الخادمات فعلا ... يا له من وقح وقليل دوق أيضا
ثم عادت للبكاء بألم وحرارة مجددا ولم يتوقف الأمر هنا فكلما نظرت للمرآة ذلك اليوم بكت من جديد ضننا
منها أنها تشبه الخادمات
وبالعودة لفريق المهمات الصعبة حيث كان الوقت مساءً بعد أن تبادلوا المراقبة والنوم لسعات قليلة جدا خلال
النهار ليستطيعوا العمل ليلا بنشاط
آنين : أعطني الورقة يا لين سأدون ما نقص منها
لين : عليك أن تكوني حذرة يا آنين المهمة ليست بالسهلة
إياد : سأرافقك
آنين : لا ... أبقى هنا ... يمسكوا بواحد أفضل من أثنين
إياد : وما سأفعله أنا غير المراقبة
آنين وهي تضع يديها في وسطها : هل تريد الاقتراب من الفتيات هناك ... قل الحقيقة
إياد : حبيبتي ما بك لما كل هذه الظنون لم تكوني هكذا سابقا
آنين : لأني لم أعرفك على حقيقتك
نظر إياد للجانب الآخر باستياء غاضبا منها ... ابتسمت آنين للين بمعنى نجحت في تركه هنا بادلتها لين
الابتسامة و أشارت لها برأسها لتبدأ مهمتها
تسللت آنين بين المباني بحذر وهي تراقب الخريطة بعدما شرحتها لها لين جيدا على جهاز الحاسوب
وصلت بالمقربة من البوابة وبدأت من هناك تتنقل من مكان لآخر معتمدة على الصناديق وبعض الأخشاب
المرصوفة فوق بعض ولجأت حتى للزحف أرضا في الأماكن الخالية
آنين : هنا مستودع لكن هذا ليس مبنى إذا المكان خاطئ ... ولكنه يلي ذاك هل أخطأت لين يا ترى عليا البدء
من الجهة الأخرى والعودة هنا من جديد وسأكتشف اللبس في الأمر .... جيد أكاد أنتهي

عادت آنين من حيث بدأت وسلكت الاتجاه الآخر حتى أنهت كل شيء ثم عادت للين
آنين : آه لقد كان الأمر صعبا والظلام صعب المهمة لكن المغفلين أولئك لا يشكون بشيء يبدوا أنهم مطمئنين
لخلو المكان من المتسللين
لين : كيف علمتِ بذلك
آنين : لاحظت أنهم لا ينتبهون للحركة الغريبة الصادرة من أي اتجاه حتى أنني تعمدت تحريك صندوق ليصدر
صوتا فلم يعر أحدهم الأمر انتباها
لين : جيد ..... وهل دونتِ كل شيء
آنين : نعم باستثناء هذا ... إنه مستودع ولكن ما بجانبه ليس مستودعا آخر كهذا ... إنه مبنى يشبه الكوخ الحجري
لين : هل أنتي متأكدة
آنين : كل التأكيد لقد لففت جميع الاتجاهات ... كلها صحيحة فيما عدا هذا
لين : لقد قمتي بعمل رائع
ثم أشارت لها بعينيها جهة إياد الذي كان يبدوا عليه الاستياء
آنين بهمس : لا عليك منه أعرف كيف أتصرف في الأمر
لين : إنه دوري الآن سأقوم بالبحث عن المستودع الذي به لجين ويزيد
آنين : هل ستذهبين لوحدك
لين : لا يمكننا الذهاب معا أنا وأنتي تعلمي ذلك مسبقا
آنين : إياد هل ترافقها
إياد بغيض : لا
لين : لا بأس ... وحدي أفضل
آنين : اعتني بنفسك لين
لين : حسننا ... سأعود قريبا
كانت لين تتنقل بين المباني وكلما وصلت مستودعا طرقت على جدرانه الحديدية وهي تتبع الخريطة حتى
وصلها الجواب من أحداها فعلمت أنهم بالداخل اتصلت بلجين و أكدت لها أنهم هناك وضعت لين إشارة حمراء
على الخريطة حيث مكانهم وعادت أدراجها من حيث بدأت
آنين : إياد هلا نظرت باتجاهي أنا أحدثك منذ زمن
إياد : لا حديث بيننا
آنين : لماذا
إياد : لن أتحدث مع من تظن بي كل تلك الظنون السيئة ... أنا يا آنين ... أنا تظني بي ذلك و أنتي تعلمي مقدار
حبي لك
آنين وهي تحضن ذراعه بحب : كنت أمزح إياد أقسم وربي يشهد أنه ما كان من قلبي فأنا أعرفك جيدا
نظر إليها مطولا فقالت برجاء : لا تغضب مني أقسم أنها الحقيقة
إياد : سأرضى على أن لا تعيديها ثانيتا
آنين : حسننا موافقة
وصلت لين ركضا ناحيتهم
آنين : ماذا حدث معك يا لين
لين : لقد نجحت إنهم هنا في هذا المستودع....لقد تحدث مع لجين وأكدت لي ذلك ... دونيه لديك يا آنين
آنين : جيد ما الخطوة التالية
لين : أخبرتني لجين أنهم يجلبون لهم وجبتين يوميا عند الرابعة عصرا والعاشرة ليلا
آنين : إنهم يدللونهم إذاً
لين : راقبتهم وكانوا شخصين و الذي سيدخل لهم في هاذين الوقتين هوا من يحمل المفتاح قالت
أن الشخص يتغير دائما
آنين : مشكلة ... إذا هدفنا ليس معيننا
لين : أجل لذلك سنضع خطة للأمر والمستودع المجاور له يحرسه احدهم بشكل دائم تقريبا
آنين : يبدوا الأمر صعبا للغاية هل سننجح يا ترى
لين : لنأمل ذلك .... إياد دورك أصبح قريبا
إياد : جيد أنكما تذكرتما وجودي .... ولكني لن أفترق عن آنين
لين همست لآنين : ماذا حدث ... هل تصالحتما
آنين بابتسامة : نعم منذ قليل
لين : بهذه السرعة ..!!! إنه حقا متيم بك
إياد : فيما تتهامسان
آنين : لا شيء أميري .... لين ما سيفعل إياد
لين : سنبعد الواقف أمام المستودع الآخر و إياد سيكون البديل عنه حتى نقوم بإخراجهم .... في الصباح
سأعطي الإشارة لياسر ليقوم بالجزء الثاني من المهمة
نظرت آنين لإياد ثم للين وقالت : ألن يكون إياد في خطر .... لين لا تفقديني زوجي لازلت أحتاج إليه
لين : هوا الحل الوحيد أمامنا إن كان رافضا عليه القول فقط
إياد : لا بأس على الرغم من أني لم آتي إلا لتكون آنين أمام عيني ولكن سأشارككم بالمهام

أما لجين ويزيد فلم تكفيهما كل تلك الساعات لينتهي الشوق والأحاديث
لجين : طوال الخمسة أشهر الماضية كنت أشغل تفكيري بالبحث عنك ... الآن بعدما صرت أمامي شعرت
بالحزن أن غافر ليس مجودا ولا يمكنني أخد حقي منه
حضنها يزيد بحب وقال : حبيبتي ألن تتوقفي عن الحقد .... لا تفكري في الأمر مجددا لقد انتهى .. غافر انتهى
لجين ببكاء مرير : كيف لي أن أنسى وأعيش حياتي ... لقد مرت عليا ليالي لا يعلم شدتها إلا الله لو كنت مكاني
هل كنت تنسى ... أخبرني
يزيد : يكفي ملاكي يكفي .... أخبريني ما بيدي أنا الآن ... أقسم إن كنت استطيع فعل شيء لفعلته
لجين وهي تشده إليها بقوة : أعلم حبيبي أعلم أنك لا تملك من الأمر شيئا ولكنك تذكرني به لقد عشت معك لفترة
طويلة على أنك غافر الأمر ليس بيدي
يزيد : ثروته تلك كلها لك لجين كلها ملكك ألا يكفي هذا
لجين : لا ... لا أريدها ولن آخذ منها فلسا ... شركة والدي هي من حقي ومنزل عائلتي كذلك والباقي لن
آخذ منه شيئا ولا أريد من ذاك المجرم أي شيء حيا كان أو ميتا
يزيد : حبيبتي تلك وصيته لي فلا تضعيني بهذا الموقف
لجين : خذها لا أريدها
يزيد : هههههه ولكنك زوجتي أم نسيتي ... إن أخذتها فستكون لنا سويا
لجين : إذا تبرع بها أو أحرقها أنا لا أريدها ... يزيد افهمني أرجوك
يزيد : هل هناك من يرفض الثروة
لجين وهي تبتعد عن حضنه : لأنك لا تشعر بما أشعر ولم تجرب ما مررت به لكنت عذرتني
مسح بيده على خدها بحنان ثم قبلها قبلة خفيفة على شفتيها وقال : بل أنا أكثر من يشعر بك ملاكي ولكن عليا
مواساتك لا أن أزيد همومك
لجين وهي تنزل رأسها للأسفل وعيناها في الأرض : لقد احتجتك بقربي دائما ... لقد مرت بي موافق عدة كنت
أحتاجك فيها بشدة وأنت هنا ... أنا حقا أحتاج لوجودك بحياتي يزيد
حضنها وقال بلهفة : لن نفترق مجددا لجين لن أتركك بعد الآن تأكدي من ذلك

أما في الخارج فقد كان التشاور متواصلا بين لين و آنين
آنين : حسننا دونت هذه على خريطتي أيضا
لين : هنا أكبر تمركز لهم حيث النقاط السوداء الكثيرة .... هذه الجهة وجودهم فيها متقطع أما هذه وتلك
ففارغة نسبيا وهنا وهنالك لا وجود لهم
آنين : نعم .... أعطني القلم الأخضر عليا الإشارة هنا بما قلتي مؤخرا
إياد كان عليه مراقبة جميع الجهات وقت انشغالهم بالتخطيط والمشاورات وقد انسجم في تأدية مهمته الجديدة
آنين : إياد إلى ما تنظر
أزاح إياد المنظار عن عينيه وقال بضيق : آنين لا تقوليها ... أقسم سأغضب منك بشدة
آنين : هههه لا لن أقولها ... كنت أمزح معك فقط ... أشك في نفسي ولا أشك فيك أميري
ضمها إياد لحضنه وقال : أقسم لك فراشتي أنه لن تعنيني كل نساء الأرض غيرك أنتي
لين بتنهيدة أسى ( شعرت الآن بإحساس لجين سابقا ... كم كانت تقاسي تلك المسكينة .... لما لا يتوقفا عن
قهري هذان العاشقان )
طلعت شمس الصباح وكان على الفريق أخد راحة انتظاراً للمساء مع التناوب للمراقبة



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-10-14, 08:09 AM   #25

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,436
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء الحادي عشر

أما سوار فمأساتها لم تنتهي بعد ... توجهت لشركة والدها و كانت تصعد متوجهة لمكتبه وتفكر
( إن اتصلت به لأخباره فلن يستقبلني بالتأكيد وسيتحجج بانشغاله ككل مرة عليا أن أكون هنا لأنتهز
أول فرصة لرؤيته ... يجب أن أتحدث معه بعيدا عن عيني والدتي والخادمات )
وصلت لمكتب السكرتير فلم تجده ( غريب هوا لم يغادر مكتبه يوما كيف سأدخل الآن ... سأرى دفتر
المواعيد قد يكون لدى والدي شخص بالداخل سيكون موقفا محرجا حينها ولن يغفره لي أبدا )
في ذلك الوقت دخل ياسر بعدما وصلت إليه إشارة لين الثانية عند الصباح توقف لبضع ثواني ينظر لسوار
باستغراب فقد تلبس عليه الأمر لأنها كانت ترتدي حجابا وبملابس أنيقة مرتبة ... وكانت منشغلة بالدفتر
أمامها ولم تلحظ وجوده
ياسر ( أليست هذه تلك الخادمة أم شُبه لي ... يستحيل أن تكون هي ما الذي سيأتي بها هنا )
تحمحم قليلا فرفعت سوار عينيها لتفاجأ بوجوده أمامها
ياسر : عذرا يا آنسة أنا على موعد مع السيد راشد هل لي بمقابلته الآن
نظر لعلامات الاستغراب والصدمة على وجهها فقال بارتباك : عذرا ألست السكرتيرة
شعرت سوار بالغضب الشديد فقد تراكمت همومها بسببه فقالت بغيض : بالأمس خادمة واليوم سكرتيرة ماذا
سأكون في الغد ... بوابة
ياسر كان في دهشة مما يجري أمامه فقال بحدة : ماذا كنت سأضن بك إذا ... من تكون التي تقف خلف طاولة
السكرتيرة هنا غير السكرتيرة .... لم أكن أعلم أن الفوضى عنوان لهذه الشركة
تركته سوار وخرجت غاضبة تردد : يا لك من فض قليل دوق ولا تراعي مشاعر البشر أبدا
وقف ياسر متعجبا بعض الوقت وعيناه على مكان خروجها
..... : ماذا يحصل هنا يا .....
التفت ياسر لمصدر الصوت فقال مبتسما : مرحبا سيد راشد لقد حضرت حسب الموعد ولكني لم أجد أحدا
راشد : سمعت أصوات في الخارج ضننت أن ثمة شجار هنا أين ذهب السكرتير
ياسر باستغراب ( إذا هي حقا ليست سكرتيرة هنا ) : لم أجد أي رجل هنا عند دخولي
راشد : غريب لم يفعلها سابقا
دخل حينها شاب بزي رسمي : أعذرني سيدي لقد اضطررت للذهاب قليلا
راشد : لا بأس أرجوا أن لا يتكرر الأمر فقط لأنها المرة الأولى ..... تعال يا ياسر تفضل يا بني
دخلا لمكتبه وبدأ ياسر بسرد الأحداث على راشد الذي لم ينبس ببنت شفه من الدهشة
راشد : هل كل هذا حدث دون علمي .... لجين المحتالة تلك
ياسر : يجب أن لا تبلغ المخابرات قبل الوقت المناسب كي لا نؤذي أيا منهم فكما تعلم صديقاتها هناك
واحدهن ابنة عمي وحتى شقيقي معهم فعلينا أن نعمل بحذر الإشارة القادمة تعني بداية مهمتك يا سيد راشد
راشد : سأكون رهن إشارتك
ياسر : جيد هذا كان ظننا جميعا بك ... إنهم يعتمدون علينا في الخروج من هناك أرواحهم معلقة بأيدينا بعد
مشيئة الله ... لدي صديق سيساعدنا وسنقوم بكشف الخلية الجاسوسية في المخابرات سنكون يدا واحدة
لنضرب عصفورين بحجر واحد ... ماذا قلت
راشد : أنا في الخدمة ... بارك الله فيك من رجل شهم
ياسر : لست شيئا أمامك فهذا واجبي فقط .... كن حذرا سيد راشد أرجوك
راشد : بالتأكيد كن مطمئننا
وقف ياسر مغادرا وقال : إذا سنكون على لقاء
راشد : وافني مساءً للقصر سيكون أمامنا الكثير ولا وقت لدينا
ياسر : حسننا أراك مساء اليوم إذا
خرج ياسر وتوجه جهة السكرتير
ياسر : عذرا أيها المحترم هل لي بسؤال
السكرتير : هل أخدمك بشيء
ياسر : كانت هناك فتاة على طاولتك عندما كنت غير موجودا هنا .. هل هي أحد موظفي الشركة
نظر السكرتير بدهشة وقال بعد صمت طويل : فتاة ..!! لا علم لي بما تقول فلم أترك أحدا هنا و الموظفين
ليسوا بهذا الطابق
ياسر وقف واجما قليلا ثم قال : شكرا لك .... وداعا
خرج من الشركة بدهن شارد ركب سيارته وغادر عائدا لقصرهم
( ترى من تكون تلك الفتاة ليست سكرتيرة فهل هي خادمة يا ترى ما تفعله هناك إذا في الشركة وأناقتها لا
توحي بذلك وحتى جمالها الشرقي الواضح ذاك ... آه ياسر لقد صرت تهذي كثيرا لما لا تخرجها من دماغك
الذي يفكر بها منذ الأمس )
عند المساء وفي وكر العصابة
لين : سوف نبدأ الآن
عند التاسعة والنصف توجه ثلاثتهم جهة المستودع
لين : ها هوا هناك علينا أبعاده فورا ستأخذ يا إياد مكانه ثم قف نهاية المستودع لكي لا يريا وجهك
لنوقع بالاثنين اللذين سيجلبان الطعام وما أن نفتح لهم الباب حتى نعطي الإشارة لياسر ليبدءوا العمل
آنين : سأذهب أنا لذلك الجانب ... من الخطأ أن نكون ثلاثتنا هنا ماذا لو أمسكوا بنا سيفشل كل شيء
إياد : سأذهب معك
آنين : ومن سيأخذ مكان الرجل ... عليك أن تنجز المهمة مع لين ضربتك ستكون أقوى
ابتعدت عنهم آنين وبقيا هم الاثنين
لين : ها هوا يقترب كن مستعدا
إياد كان ينظر بحذر ثم قال: أبعدي يدك ... لما تمسكي بي هكذا
.... : ماذا تفعلان هنا .... من أنتما
نظر إياد للخلف بدهشة كانت لين تحت قبضة أحدهم وقد قام بإغلاق فمها بيده
كانت آنين ترى ما يجري عن بعد وتغلق بفمها بيدها ودموعها وجدت طريقها للنزول
( يا الهي لقد امسكوا بهما من أين خرج هذان ... تلك المنطقة كانت خالية تماما طوال اليومين
الماضيين .... عليا أن أبتعد فور ذهابهم قد يبحثا عن آخرين متوقعين وجود المزيد )
الرجل : اتصل بالزعيم لنرى ما سنفعل بهما
..... : نعم سيدي لقد وجدناهم
.....
....: لا أثنين فقط .... حتى المكان يتسع لأثنين لا أعتقد يوجد غيرهم
......
...... : حاضر سيدي
لين ( سحقا لقد اكتشفونا من السيارة ولكن كيف عرفوا بالأمر إنه لا يخطر على بال أحد ... آنين كوني
حذرة وابتعدي أرجوك إننا نعتمد عليك )
أخذوا كل من لين و إياد للمستودع ذاته حيت البقية
سلك الرجلين الطريق مارين بالقرب من آنين
..... : ماذا سنفعل بهم
..... : سنبقيهم هنا حتى يأتي الزعيم غدا ليرى ما سيفعل بهم تلك هي الأوامر ... لن ينجوا من
العقاب بالتأكيد
خرجت لجين راكضة جهة لين واحتضنتها : لين حبيبتي هل انتم بخير كيف امسكوا بكم
لين : الأوغاد يبدوا أنهم اكتشفوا المكان في السيارة فعلموا أن ثمة أثنين هنا وجاءوا بحثا عنا
لجين : و آنين
لين : لم يمسكوا بها ولا يعلموا بوجودها .... سحقا كنا سننجح لولا هذه المشكلة يومان ونحن نعمل
ونخطط ونراقب كان كل شيء يسير على ما يرام
نظرت لجين جهة إياد ثم قالت بهمس : لين لا يبدوا لي زوجها بخير يبدوا كالمصدوم
لين : إنه قنبلة موقوتة انتظري فستنفجر بعد قليل
اقترب منهم يزيد : مرحبا لين ها قد التقينا مجددا
لين : نعم
يزيد : مبارك يا زوجة أخي الحبيب علمت أنك ستفعلين ما عجزت عنه لسنوات
لين : لو كنت تسلحت بالعزيمة ما كنت لتفشل أبدا
يزيد : لا ... فأنتي تحركت مشاعره اتجاهك هذا شيء لن يحدث معي
لين : كلا حتى مشاعره اتجاهي ما زادته إلا إصرارا على دفن نفسه بالحياة هي وحدها العزيمة والإصرار
أقترب منهم إياد وقال : لين
التفتت لين وهي تعلم ما ينتظرها ( ها قد بدأت المشكلة ) : نعم ..... أعلم عما تريد الحديث
إياد : هل أفهم أن آنين أصبحت وحدها بالخارج ... هل ضاعت مني
لين : لا بالتأكيد آنين أشجع من ذلك وقد أفهمــ
قاطعها صارخا : وما أفعله أنا هنا أليس لأحميها وأكون بجانبها ..... أعيدوها إلي الآن كما جلبتموها إلى هنا
أو تحملوا ما سأفعله
لين بحدة : يا سيد إياد لا حيلة لدي كما لا حيلة لك ... هي اختارت الابتعاد عنا كما رأيت
إياد : ماذا إن أخرجونا من هنا ومن ثم امسكوا بها ما الذي سيحل بها
أمسكت لين هاتفها وأرسلت الإشارات الثلاث لآنين كما اتفقوا
إياد : اتصلي بها حالا
لين : لا يمكن هي من ستتصل عند أي طارئ هكذا اتفقنا ... قد افسد كل شيء باتصالي
إياد بحدة : وهل ستعتمدون على آنين في إخراجنا من هنا
لين : لا حل لنا سواها
ابتعد عنهم وبدأ بضرب الجدار بقبضة يده وبكل قوته
لجين : يا الهي ها قد حانت نهايتنا
يزيد : ماذا هناك لم أفهم شيئا ليفهمني أحدكم ما يجري
لجين : آنين بقيت بالخارج وهذا زوجها هناك
يزيد : ولما ستكون نهايتكم ما ذنبكم في ذلك
لين : انتظر قليلا وسترى
لجين : إنه متعلق بها حد الجنون جاء معنا مكرهين رافضا تركها وحدها أو إغضابها بمنعها من المجيء

في الخارج كانت آنين قد عادت لمكانهم الأول : جيد الإشارة تذل على أنهم سويا ..... مؤكد يعتمدون علي الآن
أنا سبيلهم الوحيد للنجاة سأكمل المهمة مهما حدث عليا أن أتصرف بحكمة وروية
انتظرت آنين حتى مرت بضع ساعات ثم قررت أن تبدأ الحركة
أما في الداخل فكان إياد يركل الباب بقدمه ويصرخ : أندال تعالوا و أخرجوني أو أجلبوا زوجتي لي
لين بصراخ : إياد لن يجدي ما تفعله نفعا سوف يمسكوا بها
إياد : لا يهم فإما أن يجلبوها لي أو يتركوني أذهب إليها أو يقتلوني لأرتاح
لجين : لا فائدة يا لين لن يتوقف أبدا
لين : علمت أن إحضار أي من زوجينا سيعقد الأمور

كان ياسر في ذلك الوقت في قصر خال لجين
راشد : إذا سننتظر الإشارة
ياسر : نعم فكل شيء جاهز ما إن تصل إشارتهم حتى نتحرك ... علينا أن ننهي الأمر خلال ساعات
راشد : بالتأكيد فكل شيء جاهز والإشارة هي نقطة البداية عندها ستعلم المخابرات وهنالك مربط الفرس
ياسر : أجل وستنكشف خلية الجواسيس أيضا سيكون عملا جيدا
راشد : هل تكلمت مع نادر
ياسر : نعم أنا على اتصال دائم به إنه بالقرب منهم وينتظر الإشارة مني
رن هاتف راشد فأجاب فورا
راشد : نعم يا وداد هل من مكروه
......
راشد : ما بها سوار
......
راشد : ما تعني بأنها تسجن نفسها بغرفتها منذ الظهيرة ... لابد من سبب
.....
راشد : حسننا حسننا .... تحدثي مع وجدي إنها تحبه كثيرا وسيفهم منها الأمر
.....
راشد بضيق : تصرفي يا وداد أنتي أدرى بابنتك مني
ياسر كان يجمع البيانات في رأسه مما يسمعه وكأنه حاسوب دخله خلل ما ( سوار أسم تلك الفتاة وابنتهم سوار
وتسجن نفسها بغرفتها اليوم بالذات .... ما هذه الورطة )
راشد : ياسر بني هل من مكروه
ياسر : هاه ..... أعذرني فقد شردت قليلا

أما في وكر العصابة فقد بدأت آنين أولى خطوات ليلتها العصيبة تحركت باتجاه المستودع بخفة راقبت
المكان عن كثب ثم حملت حصى صغيرة وبدأت برميها جهة الرجل الذي كان يحرس المستودع المجاور
انتبه للأمر بعد عدد من الحصا وتوجه عند نهاية المستودع
آنين : و أخيرا لقد ظننتك أصم
ما إن أقترب حتى غرست آنين بفخذه حقنة مخدر قوي بعدما ضربته على وجهه بقبضة ملاكم وضعتها بيدها
لكي تكتم صرخاته ... تلك بعض الأشياء التي كانت تحملها آنين في حقيبتها السرية كان المخدر قوي فسقط
مغشيا عليه فورا
آنين : هههههه مخدر الحيوانات هذا مجدي جدا إنه الأقوى بينها
قامت بسحبه بصعوبة بسبب الفارق في الجسدين حشرته في إحدى الزوايا وربطت يديه وقدميه وساقيه وحتى
فخديه ربطتهم ببعض و فمه أيضا
عادت بعدها جهة المستودع : سحقا ... كيف سآخذ منهم المفتاح الآن لن يأتوا حتى الصباح ما كنت استطيع
الانتظار سيأتي زعيمهم وسيفرقونهم عن بعض
اتصلت آنين بلين
لين : آنين هل أنتي بخير
آنين بهمس : أجل أنا بالقرب من المستودع لقد تخلصت من حارس المستودع الآخر ولكن لا سبيل لإخراجكم
لين : رائع ... اسمعي سنحدث جلبة هنا قد يأتي أحدهم
آنين : ماذا إن كانوا كثر ..... سأراقب من يكون معه المفتاح هل سينجح ذلك
لين : جيد قد ينجح الأمر .... زوجك يكاد يجن هل أخبره لتتحدثي معه إنه يسبب لنا مشكلة
آنين : لا ... اخبريه فقط انك تكلمت معي و أنني بخير حسننا
لين : حسننا ... اعتني بنفسك
قاموا بأحداث جلبة كبيرة كما اتفقوا فكانوا هم الستة يضربون الباب وحديد الجدران بأرجلهم وأيديهم وقد
نجح الأمر بالفعل جاءهم رجلان فتح احدهم الباب ودخل بسلاحه مهددا لهم فهدءوا جميعا ثم بدئوا بشغله
مناقشين إياه وبقي الآخر بالخارج فكان مصيره كالسابق بحقنة مخدرة من آنين استغلت خلالها الأصوات
المرتفعة بالداخل ... سحبته بعيدا ثم عادت فخرج الآخر نظر يمينا ويسارا بتساؤل حتى سمع بعض الأصوات
التي كانت تصدرها آنين خلف المستودع أغلق الباب وتوجه هناك فكان فريستها الثالثة قامت بسحبهما بصعوبة
وربطهما جيدا أخذت المفتاح أرسلت إشارتها لياسر وانطلقت جهة المستودع
كانوا في الداخل ينتظرون بقلق وترقب وخوف
إياد : أتصلي بها يا لين اتصلي الآن .... لقد تأخرت
لين : علينا انتظار اتصالها ... قد نعرضها للخطر
بعد قليل فُتح الباب والكل ينظر إليه بصمت وجمود دخلت آنين وصرخت بصوت منخفض مبتسمة
: لقد نجحنا يا رفاق
ركض إياد ناحيتها وحضنها بقوة وهوا يردد : الحمد لله أنك بخير ... كدت أجن
اقتربت لين وسحبتها من حضنه : آنين ماذا حل بالرجلين
آنين : ثلاثتهم في نوم عميق لن يستفيقوا منه قبل ساعات ومربوطين بإحكام أيضا هيا لنغادر جميعا ونختبئ
لقد أعطيت الإشارة لياسر علينا المغادرة فورا
خرجوا جميعهم وسحبوا الرجال للمستودع و أغلقوا الباب عليهم وتوجهوا لمكانهم ذاته منتظرين فرصة الخروج
لين وهي تؤشر بيدها على الخريطة : علينا الانتقال إلى هذا المكان إنه الأكثر أمنا بين الأماكن الأقرب للبوابة
ليسهُل علينا الخروج .... نادر في انتظارنا وكلها بضع دقائق ويصل خبر قدوم المخابرات لزعيمهم سيحتاج
وصولهم لساعتين سنستغل الجلبة التي ستحدث حين علمهم بالأمر ونخرج ... كونوا معا وحاذروا التفرق اتفقنا
همس الجميع : اتفقنا
توجهوا للمكان الذي اختارته لين وما هي إلا دقائق قليلة حتى بدءوا يسمعون أصوات صراخهم يأمرون بعضهم
البعض وأصوات ركضهم وتشغيل السيارات
لين : لابد أنهم سيبحثون عنا سنخرج حالا عند فتح البوابة ... ضرب إياد مصباحي الإنارة عند البوابة بالمسدس
الكاتم للصوت الذي أخذته آنين من الرجل لأنه الأمهر بينهم في الرماية فأصبحت معتمة تماما ولم يلحظ
أحد ذلك بسبب الفوضى انفتحت البوابة وانطلقوا جميعهم بإشارة من لين بعد مرور السيارتين قبل أن تأتي
البقية ويكتشفونهم بسبب الأضواء في السيارات وأصبحوا في الخارج
ساروا ركضا يسار جدار البوابة ... ركضوا مطولا والتقوا نادر بسيارتين وركب الجميع لينطلقوا
مسرعين سالكين الاتجاه المعاكس للوكر
في قصر راشد
ياسر محدثا لإياد عبر الهاتف : رائع ... حمدا لله على سلامتكم جميعا .... عليكم مغادرة البلاد فورا
......
ياسر : بقائكم قد يكون خطرا عليكم لقد رتبت كل شيء مع نادر ستخرجون برا و تذاكر سفركم جاهزة
......
ياسر : حسننا في حفظ الله

راشد : لقد نجح الأمر على ما يبدوا
ياسر بابتسامة : أجل إنهم في طريقهم للخروج جميعا لقد فعلوها أولئك الأبطال
راشد : بل قل البطلات هههه
ياسر : هههههه بالفعل .... أعرف آنين جيدا إن كانت الأخيرتين مثلها فتوقع منهم الكثير
راشد : أما أنا فأعرف لجين وأتوقع منها ذلك
ياسر : لقد حدثني صديقي منذ قليل وقالوا أنهم اكتشفوا الجواسيس ويتم القبض عليهم حالا لقد كان عملا رائعا
راشد : كنت أتمنى أن تقع العصابة في قبضتهم أيضا
ياسر : سيقعون بالتأكيد وستتفادى المخابرات كل هذه الأخطاء في المستقبل لقد أعلمني أنهم سيغيرون
جميع المدراء ورئيس المخابرات أيضا فالضرر على ما يبدوا أكبر مما تصورنا
راشد بدهشة : هل أفهم من كلامك أن الأمر قد وصل لأحد الوزراء
ياسر : أو لرئيس الدولة
راشد : ياسر يبدوا أنك أهم مما كنت أتصور
ياسر بابتسامة : لا تخلوا الحياة من المفاجئات
راشد : فيما تعمل أنت بالتحديد
ياسر : لا تسبب لي مشكلة أرجوك تستر على ما سمعت وتوقف عن سؤالي
راشد : آآآآه علمت الآن المخابرات الدولية إذا .... لم يخطر ببالي ذلك لهذا تم الأمر كما تريد هل كنت
تموه عن نفسك أمامهم بي
ياسر : إننا نعمل حول دول العالم أنا أعمل ضمن خلية لجمع المعلومات ولا شأن لي بعمليات القبض
أو حتى حمل السلاح .... هل فيك ما سيكتم السر أو ستعرضني للخطر
راشد : كن مطمئنا ... إن لم يكن من أجلك فمن أجل الوطن
ياسر : بارك الله فيك من رجل
راشد : بل بارك فيك أنت من شهم يا ياسر .... من يعلم عنك من عائلتك أو المقربين
ياسر : لا أحد .... والآن أنت فقط
راشد : لما لم تلقوا القبض عليهم إذا
ياسر : راقبنا المكان عن بعد كان علينا تنفيذ مخطط الفتاة لكي لا يتعرضوا للخطر إنهم في عملية للقبض
عليهم حاليا لقد انتهى أمرهم
راشد : إذا هي اختارت الرجل المناسب لمهمتها ... أمتأكد أنها لم تكن تعلم بأمرك
ياسر : كانت مصادفة ومن المصادفات ما يأتي بالعجب
وقف ياسر وقال ماداً يده لمصافحة راشد : عليا المغادرة الآن أعذرني على إزعاجي لك كل هذا الوقت
راشد وهوا يصافحه بقوة : لقد كان لي الشرف للتعرف على مثلك يا بني
ياسر : بل أنا من تشرفت بمعرفة رجل بتواضعك وطيب أصلك
راشد : لا تتوقف عن زيارتي هل تعدني بذلك
ياسر : لي الشرف بذلك .... وداعا
رافقه راشد حتى الباب وودعه بعينين يملئها الإعجاب وقال محدثا نفسه ( يالك من شاب يفخر بك الجميع
لو علموا من تكون .... محظوظ هوا من ستكون صهرا له )
في اليوم التالي وصل الجميع بعد رحلة طويلة دامت لساعات بين البر والجو وقد أصر إياد عل استقبالهم
في قصر عائلته
في جناح آنين سابقا
آنين : آه اشعر أنني لم استحم منذ عام لا أصدق أننا عدنا أحياء
لين : هههه أخبريني فقط كيف نومتِ أولئك الرجال
آنين : إنها حقيبتي السرية وضعت فيها حقننا مخدرة خاصة بالحيوانات
لجين بدهشة : الحيوانات ... ألن تكون مضرة
آنين : آه لجين هل سترأفين بحال عصابة من عصابات متاجرة السلاح
لين : الحمد لله ... المهم أننا نجونا وعدنا بيزيد وهذا الأهم
لجين بابتسامة : أجل ... لا تتصوري مقدار سعادتي بعودته لقد كنت أعاني في بعده كثيرا
آنين : هههههه لا تقولي أنك سترحلين برفقته الآن
لين : ستفعلها بالتأكيد ... أو سنجده بعد قليل هنا هههههه
آنين : قال إياد أن يزيد رفض بقائهم الليلة هنا بشدة ... لقد كان مستاء للغاية ويود أخدك والذهاب لقصره
لجين : توقفا عن ذلك هيا .... يا لكم من سخيفتان
جلست آنين على السرير بجوار لين ونظرت لها بنظرة جانبية وقالت : زوجك أيضا في طريقه إلى هنا
أليس كذلك
لين بصدمة : حقا......كيف علمتي
آنين بابتسامة ماكرة : من إياد طبعا
لين : ذلك الجاسوس إنه لا يبقي في سره شيئا
آنين وهي تهجم عليها وتضربها بيديها : توقفي عن نعت زوجي بذلك أو قتلتك
لين وهي تخبأ رأسها بين يديها : أبتعدي عني يا آنين أو أفقدتك جنينك
آنين : هههه خلصي نفسك من إياد حينها
دفعتها لين لتسقط على ظهرها فوق السرير ضاحكة أمسكتها من رقبتها وقالت : إيادك ذاك سبب لنا الكثير
من المشكلات لا يعقل أن يحبك بهذا الشكل الجنوني .... لابد أنك قمتي بسحره بسحرٍ ما
آنين باختناق تمثيلي : اتركيني يا لين ستقتلينني
وفي مكان قريب جدا وبل في ذات القصر كان هناك من أكلت الأفكار كل رأسه
ياسر وهوا مضجع فوق سريره ( معقول هي ابنة راشد ... ياله من موقف محرج بل موقفين يا ياسر كان
عليا أن الحظ الشبه بينها وبين والدتها .... ومن وجدي ذاك يا ترى هل هوا خطيبها .... آه ما بك يا ياسر هل
جننت ما الذي فعلته بك تلك الفتاة )
أما الحال عند سوار فكان مختلف تماما فلم تتوقف عن البكاء الذي ينتابها بين الفينة والأخرى
وداد : ما بك بنيتي لما لا تخبريني ما الذي يبكيك
سوار بغيض : أمي لقد فتحت الباب لك كما طلبتي فارحميني أرجوك
وداد : لما لا ترحميني أنتي ... كيف أتركك بهذا الحال
سوار وهي تؤشر لوجهها بإصبعها : أمي أنظري لوجهي هل أنا أشبه الخادمات هل أبدوا كذلك
وداد : بنيتي أنتي فتاة جميلة بل ورائعة الجمال .... من قال ذلك يكذب عليك حتما
سوار وهي تخبأ وجهها بين يديها باكية : بلى أبدوا كخادمة
وداد : أخبريني فقط من ملأ رأسك بهذه الفكرة الغبية
سوار وهي تنام على سريرها وتغطي وجهها باللحاف : لا أحد أمي لا أحد اتركيني وشأني أرجوك
بعد يومين في قصر عائلة يزيد
لجين وهي تضع يديها في وسط جسدها : أخبرني بالحقيقة الآن يا يزيد
يزيد : أقسم أنها الحقيقة ... وإن كنتي لا تريدي العيش فيه اشتريت لنا منزلا فخما
لجين : أليس القصر لغافر ... لن أغفر لك إن اكتشفت ذلك يوما
يزيد وهوا يمسك وجهها بيديه ويقبلها على شفتيها بخفة عدة قبلات : أقسم أنه قصر عائلتي هوا قصر
والدي صدقي ذلك يا لجين
لجين : لا أسمح لك أن تصرف علي قرشا واحدا من ماله
يزيد وهوا يحضنها بحب : لن يحدث ذلك حبيبتي اطمئني
لجين : ولن تأخذ نصيبك من ورثه أيضا
يزيد : حسننا لن أفعل فلدي ما يكفيني ويكفيك لآخر العمر
لجين : حتى إن كنا سوف نتسول في الشوارع فلن نأخذ منها شيئا
يزيد : حاضر أيتها الحقودة ... يا أجمل وأرق وأروع حقودة عرفتها بحياتي
لجين وهي تشد يديها في حضنه بقوة : وما الذي جعلك تتزوج من هذه الحقودة
يزيد : إنه الحب ... فما عسايا أفعل معه
لجين : ماذا عن شركة والدي
يزيد : ستكون باسمك خلال أيام
لجين : هل ستتولى إدارتها هي أيضا .... أفعل ذلك من أجلي
يزيد : حبيبتي إنها ملكك ... أنتي عليك القيام بذلك ستنجحين بسهولة
لجين : عليا الدراسة أولا ثم أنت وحياة جديدة وأطفال سأحتاج لبعض الوقت لأستلمها ولا أريد
أن تضيع مني كما ضاع منزل عائلتي
يزيد : إن كان مؤقتا فلا بأس ... لجين حبيبتي ألن نحتفل بزواجنا ألن تغيري رأيك
لجين : لا لن أفعل شيئا قد يُشعر صديقتاي بالحزن هما لم تحتفلا بزواجهما وأنا أعرف جيدا معنى
ذلك اليوم بالنسبة للفتيات
يزيد وهوا يحملها بين ذراعيه : إذا وبما أنه لا حفل زواج عليك مرافقتي لغرفتي الآن
لجين وهي تتمسك به بقوة وتصرخ : يزيد أنتظر قليلا ليس الآن
يزيد وهوا يصعد بها للأعلى : ولا ثانية أخرى بعد

بعد عدة أيام كانت لجين في زيارة لخالها كما وعدته سابقا
راشد : لن تتهربي هذه المرة ستكونين وزوجك في ضيافتنا
لجين : تحدث مع يزيد إذا إنه يصر على أن نسافر شهرا للتنزه
راشد : دعي الأمر لي وستسافران لا حقا ألا يكفي أنني لم أحتفل بزواجك
لجين : ستحتفل بزواج سوار وابنك رضا أيضا
سوار : أنا مثلك لن أحتفل بزواجي سوف أقلدك هههههه
وداد : لما لا تقلديها وتتزوجي إذا
سوار لوت شفتيها باستياء : أمي هل عدنا لهذا الموضوع
راشد : هههه لا تخافي بنيتي أنا عند وعدي لك لن تتزوجي إلا ممن توافقين عليه بنفسك
وداد : وهل ستبقى ترفض كل من ترفضهم ابنتك سوف يجري بها العمر .... ستندمين يوما يا سوار هذه
لجين أصغر منك وتزوجت
سوار : آه لجين ما هذا الذي فعلته بي .... منذ أن تزوجتي وأنا أعاني
لجين : هههه تزوجي إذا وأريحيها
سوار وهي تؤشر بأصبعها لرأسها : لا .... ليس قبل أن أجد من يدخل مزاجي هذا
راشد : هههه أتمنى أن يكون موجودا بكوكب الأرض
لجين : خالي ما حل بالعصابة هل صحيح ما تداولت الأخبار ... كنت سأتصل بجدي لأعلم منه
راشد : نعم صحيح لقد أخبرني ياسر بنفسه والمعلومات أكيدة
لجين : وما علاقة ياسر
راشد : لقد ساعد في الأمر كثيرا صديقه ذو مركز مرموق
لجين : لم تخطأ لين باختيار ياسر للمهمة
راشد : بالفعل فياسر شاب رائع لم أصادف مثله في حياتي كلها ... لقد أعجبني حقا
لجين : أجل فقد أثنت عليه آنين كثيرا
راشد : لا لن يوافيه أحدا حقه هوا أعظم من ذلك بكثير
سوار : هل هوا شقيق زوج صديقتك تلك يا لجين
لجين : نعم هوا ابن عم آنين التي تحدثت عنه سابقا هنا في منزلكم
سوار ( آه لما لا أحضا بواحد مثله كم أتمنى أن أراه ولو عن بعد .... لو أنه يغرم بي يوما فقط .... آآآآه
من هي سعيدة الحظ تلك التي سيحبها ويتزوجها )

في اليوم التالي كان الجميع مدعوين عند آنين وقد أصرت على عائلة خال لجين بالمجيء
آنين بهمس : لين ما بك ... تبدين لي لست على ما يرام
لين : يبدوا أنني حامل يا آنين
آنين بصدمة : متى .... لم نعد من إفريقيا إلا من أيام
لين : كان ذلك قبل ذهابنا لقد تجاوزت الثلاثة أسابيع الآن
آنين : كيف .... ألم تكوني رافضة للفكرة
لين : لقد ضيقوا الخناق علي كان ذلك قرارا في وقت غضب
آنين : أنا سعيدة لأجلك يا لين سيكون لنا مولودان في نفس العمر تقريبا
لين : أجل بقيت لجين عليها أن تلحق بركبنا
آنين : تلك الحمقاء لم تحتفل بزواجها إنها تحسدنا حتى على المفقودات
لين : إنها تراعي مشاعرنا كما فعلتي أنتي سابقا
آنين بصدمة : كيف علمتي بذلك
لين : لن يخفى عني مثل هذا الأمر يا آنين
آنين : آه لين يالك من خطيرة وعلينا الحذر منك دائما .... هل علم روح بحملك لابد أنه يكاد يموت من
السعادة الآن
لين : لا ليس بعد
آنين : ولما تخفين عنه أمرا كهذا
لين : لم أجد وقتا مناسبا في الأيام الماضية سأخبره الليلة .... آه آنين لا تعلمي بما أشعر به الآن أكاد أموت كانت
والدتي على حق ولن يتوقف الأمر على هذا فسيزداد سوءاً
آنين : هل تريدين المغادرة يا لين
لين : لن تغضبي مني
آنين : لا بالتأكيد
لين : إذا أريد الصعود لجناحك بالأعلى أنا لم أعد أحتمل قرب روح مني
آنين : سأرافقك في الحال .... سيكره روح الحمل كليا وسترين هههه
لين بصوت متعب : لا أعتقد ذلك ... هيا يا آنين فأنا أشعر بالغثيان
صعدت لين برفقتها للأعلى ثم عادت آنين لهم مجددا في صالة استقبال الضيوف
لجين : ما بها لين هل غادرت
آنين : قالت أنها متعبة قليلا وصعدت للأعلى
وداد : هل هي بخير
آنين : نعم لا تقلقوا
تابعوا جميعا سهرتهم في تبادل الأحاديث ... العمة ووداد اللتان انسجمتا مع بعضهما كثيرا
و آنين و سوار صاحبتا الهواية المشتركة والمفضلة لديهما أما لجين فكانت كل حين والآخر تتلقى
اتصالا من يزيد
آنين : لما لا تعودي للقصر يا لجين وتريحي زوجك هههه
لجين بضيق : اصمتي أو كسرت بيضتك هذه
آنين : ألا تجدون شيئا تهددونني به غير طفلي
لجين : هههه نعم زوجك
آنين : لا أرجوك الطفل أحمل بغيره لكن إياد أين سأجد غيره
لجين : هههههه ياسر طبعا فلا تضيعي ذاك الفارس من يديك
آنين بغيض : حمقاء إننا كالأشقاء كيف تفكري بذلك
لجين : أنا طرحت لك البديل فقط ألست من مدحه كثيرا أم أنك تكذبي علينا
آنين : أجل هوا رائع حقا ولكن ليس كزوج لي فهمتي
سوار : ألا يفكر في الزواج أبدا
لجين : هههههه هل تريديه يا سوار آنين ستتوسط لك
سوار : حمقاء إنه مجرد سؤال عفوي وتعرفي شروطي جيدا
لجين : نعم عليه أن يحبك ويبكيك كثيرا أولا
سوار تجاهلتها ونظرت جهة آنين : آنين أين هي لين لقد تأخرت أليس كذلك
آنين : نعم هلا تفقدتها من فضلك
سوار بصدمة : أنا ..... ولكن قد أصادف أحدا
آنين : إياد غير موجود وزياد نائم منذ ساعة ولن يستيقظ قبل الفجر وياسر رأيته يحمل حقيبته منذ وقت
لابد أنه في المطار الآن فاطمئني
سوار ( آه لا نصيب لي في رؤية الشاب الذي سلب عقول الجميع ) : حسننا ولكن كيف أجدها
آنين : ما إن تصلي للأعلى اتجهي يمينا إنه أول باب أمامك تلك الغرفة ستجدينها فيها
صعدت سوار للأعلى ثم وقفت في حيرة ( هل قالت اليمين أم اليسار .... يا الهي يا لك من حمقاء يا سوار
كيف لم تنتبهي )
حينها ظهر لسوار ما لم تكن تتوقع ... سمعت خطوات تصعد للأعلى فالتفتت مباشرة ضننا منها أنها
آنين قد لحقت بها
فتحت عينيها من الصدمة ( ماذا جاء بهذا هنا .... زوج آنين يا ورطتي أم أبن عمتها .... من قال أنني أريد
مقابلة ابن عمها ذاك ... أنا أتراجع )
ياسر كان يتنقل بنظره بين ملامحها وكأنه يراها للمرة الأولى
سوار شعرت بالضيق من نظراته فقالت بحدة : هلا ابتعدت عن طريقي يا هذا ... لما تنظر إليا هكذا هل
ستعطيني وضيفة جديدة
ياسر : أنا أردت أن ....
ولكن سوار لم تعطه المجال ليكمل حديثه نزلت مسرعة دافعتا إياه من أمامها ودموعها تنزل بغزارة
دخلت غرفة الضيوف كانت آنين غير موجودة ووالدتها وعمة آنين منشغلتان تماما جلست بجوار لجين
تمسح دموعها وتبلع عبراتها كي لا يلحظها أحد
لجين : سوار ما بك
سوار : إنه هنا ... هوا هنا يا لجين
لجين باستغراب : من ... من هذا الذي هنا
سوار : الشاب الذي أخبرتك عنه .... ذاك الذي أهانني
لجين : معـ معقول هل هوا من عائلة آنين
سوار : أجل .... قد يكون زوجها لقد فقدت أعصابي وصرخت بوجهه
لجين : لماذا ...؟؟؟
سوار : لا أعلم ... ما إن رأيته ينظر لوجهي بتفحص أعماني الغضب وتذكرت إهانته لي ثم حدث ما حدث
لجين : ولكن زوجها كان معنا هناك
سوار : إذا هوا ابن عمتها .... عليا المغادرة فورا
لجين : هذه حقا مشكلة
سوار : أمي هيا علينا المغادرة
وداد : ماذا حدث هل من مكروه بنيتي
سوار : لا ... لاشيء ولكن لدي أمر مهم سأفعله هيا أمي أرجوك
العمة : لازال الوقت مبكرا بنيتي لما الاستعجال
سوار : سنزوركم ثانيتا في وقت آخر أعذرينا أرجوك
وقفت وداد وودعتهما وابنتها
سوار : بلغي تحياتي لآنين و أخبريها أنني لم أذهب للين عليها تفقدها
لجين : حسننا وسألحق بكم فيما بعد أراك على خير
خرجت سوار بصحبة والدتها هربا من المكان الذي يوجد فيه ياسر لتجده يقف خارجا مستندا عل سيارته
وقد كان في انتظارهم ... تقدم ناحيتهم نظرت سوار لوالدتها ثم له ثم أنزلت رأسها للأسفل
وقف ياسر أمامهم مباشرة وقال : اعذريني يا آنسة عن كل ما بدر مني سابقا لقد كان لبس في الأمور كنت
مخطأ جدا في حقك أتمنى منك العذر
سوار لم ترفع رأسها ولم تتحدث بكلمة كانت دموعها تنزل رغما عنها من عينيها مباشرة للأرض
ياسر : أنا آسف ... حقا آسف
وداد : ماذا هناك .... ألست أنت من رأيتك سابقا في قصرنا
ياسر : أجل أنا هوا
وداد : هل أنت من عائلة آنين يا بني أآنت إياد زوجها
ياسر : لا ... أنا ابن عمها ياسر
رفعت سوار حينها عينيها إليه بدهشة فالتقت نظراتهم مطولا ثم توجهت لسيارتها ركبت السيارة وأغلقت
الباب خلفها في صمت وهدوء
وداد : اعذرني بني عليا المغادرة كانت فرصة سعيدة أن تعرفت بك
ياسر : على الرحب والسعة أتمنى أن لا تكون الآنسة سوار غاضبة مني بلغيها اعتذاري مجددا
وداد : أنا لا أفهم شيئا ولكنني سأفعل ذلك
ركبت والدتها السيارة وانطلقت سوار مباشرة تاركة ياسر يتبعهم بعينيه حتى اختفت
وداد : ماذا هناك يا سوار من أين تعرفي ياسر لقد ناداك باسمك
سوار نظرت لوالدتها بصدمة : أسمي
وداد : نعم وقال لي أن اعتذر لك نيابة عنه .... هلا شرحت لي ما يجري وسبب كل هذه الدموع
صمتت سوار لصدمتها أن ذاك الشاب هوا ذاته ياسر أم لأنه يعرفها جيدا ويعرف اسمها أم لا تدري لما
وداد بضيق : كم أكره الصمت الذي ليس له مبرر ولا وقت ولا سبب أيضا
سوار كانت في عالم آخر تماما ( معقول .... ياسر من كنت أحسد الفتاة التي سترتبط به وتمنيت أن يحبني
ويتزوجني شخص مثله .. هوا من ضن أنني خادمة ... هوا يرى أنني أشبه الخادمات .... لماذا أنا سيئة الحظ
هكذا ... لما التقيت به في حياتي لماذا ) وباشرت دموعها في النزول من جديد
وداد بصراخ غاضب : سواااااار
سوار وهي تمسح دموعها بيدها : نعم أمي لقد أفزعتني
وداد : ألن تخبريني ما بك وما بينك وبين ياسر
سوار : لاشيء أمي لاشيء ... مجرد سوء تفاهم بسيط
وداد بيأس : أتمنى ذلك
بعد مرور ساعة وصل روح لقصر عائلة آنين ليرجع بلين التي أبلغته أنها متعبة وتريد المغادرة
وصلا لقصر عائلته نزلت وهوا يتبعها حتى وصلا الجناح المخصص لهما
روح : لين ما بك حبيبتي
لين : متعبة قليلا
روح : مما ... هل تشعرين بشيء معين
وضعت يدها أسفل معدتها وقالت بابتسامة متعبة : نعم إنه ابنك ... هوا يتعبني كثيرا
روح فتح فمه وكذلك عينيه على اتساعهما من الصدمة وقال مبتسما : حـاااـاااامل .... هل أنتي حامل
لين : أجل لترتاحوا الآن وترحموني
احتضنها روح بشدة ثم رفعها عن الأرض بيديه ودار بها حول نفسه وهوا يردد بسعادة : يا لها من
مفاجئة رائعة وأخيرا فاتنتي ... كنت مترددا في فتح الموضوع معك ظننتك لن توافقي
لين : روح لا توقف أرجوك أنا اشعر بالغثيان
توقف وتركها من يديه فركضت مسرعة ناحية الحمام ... خرجت بعد لحظات وكان روح واقفا بانتظارها
روح : حبيبتي هل أنتي بخير
لين توجهت جهة السرير وجلست عليه وقالت : لا لست بخير اشعر أنني سأموت
توجه ناحيتها وجلس بجوارها واضعا يده على جبينها
لين : لا روح ابتعد أرجوك .... ثم أمسكت فمها بيدها وركضت جهة الحمام من جديد
خرجت من الحمام لوحت بيدها في وجهه وهي تضع يدها الأخرى على فمها وأنفها وقالت : ابتعد عني أرجوك
لا يمكنني الاحتمال
روح وهوا يضع يديه بوسط جسده : هل لي أن أفهم ما يجري الآن .... لقد لاحظت منذ أيام تجنبك لي حتى
أنك قضيتي اليومين الماضيين نائمة وقلتي أنك متعبة
لين : لقد أخبرتك سابقا أن الحمل له متاعب كبيرة وأن عليك تحمل النتائج
روح : هل كل النساء هكذا ... لما صديقتك لم تكن كذلك لقد سافرت معكم وعادت وهي حامل
لين : ليست كل النساء ولكنني من أسوء نوع قد يحمل فيهن
روح : لم افهم
لين : لا استطيع أن أتحمل قربك مني يا روح .... حملي سيكون صعبا ومرهقا جدا لك لأشهر معدودة و أيضا
لي طوال أشهر الحمل
روح : لم أفهم أيضا
لين بضيق : روح هذا الأمر متوارث لدينا من جدة جدتي وحتى والدتي يمكنك أن تفهم من والدي إن
أحببت .... فأبقى بعيدا عني أرجوك
خرج روح مستاءً واتصل من فوره بوالد لين الذي شرح له ما مرت به والدتها وقت حملها بها
رجع للغرفة وقال : اسمعي يا لين إن كان هذا المولود ذكرا سننجب أنثى وكفى والعكس بالعكس اثنان
يكفيان أنا لست على استعداد أن أخسرك من أجل الأطفال
لين وهي تتراجع بضع خطوات للوراء : حسننا فقط لا تقترب
روح باستياء : لين بربك هل تعني ما تقولين حقا
لين : عليك التحمل لشهرين فقط ... ألم تكن تريد الأبناء تحمل الآن .... كم مرة قلت لي أنك على استعداد
لاستحمال أي شيء فقط أن أنجب طفلا
روح : نعم قلت ولكن ليس هذا ... كيف تريدين مني أن ابتعد عنك هكذا ... لا يمكنني تحمل بعدك يا لين هل
تفهمي ذلك ... هذه اسمها مأساة
لين : إن كان الشهرين مأساة بالنسبة إليك فمأساتي أنا لن تنتهي قبل أن ألد طفلي
روح : أمتأكدة أنك ستمرين بما مرت به والدتك
لين : نعم
روح وهوا يرفع سبابته أمام وجهه : إذا هوا طفل واحد .... سيكون الأول والأخير فهمتي
لين : روح كيف تمنعني من إنجاب الأبناء إنه حقي أنا أيضا
روح وهوا يغادر الغرفة مستاءً : انتهى الكلام في الموضوع
جلست لين على السرير ممسكة رأسها بيدها وقالت : خرجنا من مشكلة أحملي دخلنا في مشكلة لا تحملي
أما سوار في تلك الساعة فكانت في بكائها المتواصل منذ عادت
لجين : سوار لما كل هذا ... الم تقولي أنه اعتذر منك
سوار ببكاء مرير : خادمة ... ألم يجد شيئا أفضل ... اقسم أنني ما عدت أتقبل شكلي أصبحت أرى
الجميع ينظر إلي على أني أشبه الخادمات وأبكي كلما رأيت وجهي في المرآة
لجين : سوار لا تجعلي ما حدث يسبب لك عقدة من شكلك ستكونين وحدك الخاسرة ... لقد رآك بتلك
الثياب المبهدلة هل تريدي منه أن يقول لك أنت جميلة ولكن ثيابك كالخادمات فهل أنت خادمة أم سيدة
بربك سوار هل كان يجوز أن يقول ذلك
سوار وهي تضرب بقبضة يدها على السرير : لما هوا بالذات لما
لجين وهي تضع يدها في وسطها : إن كان غيره فلا بأس ... هل هذا ما تعنينه
سوار : لجين اتركني وشأني أرجوك
لجين : لا ... وإن لم تشرحي لي الأمر فسأتصل بأنين لتعطيني ياسر لأكلمه
قفزت سوار واقفة وأمسكت بيد لجين وقالت : لا لجين ما هذا الذي ستفعلينه هل جننتِ ما سيظنه بي
لجين : إذا
سوار : لم يحصل إلا ما أخبرتك به أقسم بذلك ولم أره في حياتي قبل ذلك
لجين : وإذا
سوار : وإذا لا شيء ... من كثرة حديث والدي عنه و آنين أيضا تمنيت يوما رؤيته أو أن .... يكفي
لجين يكفي ارحميني واتركيني وشأني حلفتك بالله
لجين : حسننا ولكن سأعود لك فيما بعد فتوقفي عن البكاء حالا
سوار : لن أبكي ولكن أخبري والدتي أنني بخير وأني لا أعرفه سابقا لأنها لن تتوقف عن إزعاجي بالأسئلة
لجين وهي تغادر الغرفة : حسننا فقط أرحمي نفسك قليلا

أما ياسر فقد كان الأمر مختلفا لديه فلم يتوقف عن التفكير بها تلك الليلة وطيلة الليالي التالية
وبعد مرور شهرين وفي قصر عائلته نزل من الأعلى متوجها حيث كانت تجلس آنين وجلس
بجانبها
ياسر : مرحبا آنين كيف حالك وكيف تسير الدراسة
آنين : بخير .... لا تقل أنك تنوي السفر من جديد
ياسر : هههههه جيد أنك لستِ زوجتي
آنين : لو كنت زوجتك لقتلت نفسي بسببك
ياسر : هههه هل تفعلينها حقا ... إذا عليا البحث عن زوجة تحب السفر مثلي
آنين : إذا ليس أمامك سوى سوار ابنة خال لجين
ياسر ( رائع ها قد سهلتِ عليا الأمر يا آنين ) : وهل سوار هذه تحب السفر
آنين : أجل وتتمنى الزواج من رجل يسافر بها كل مكان وطوال الوقت
ياسر : وما تتمنى فيه أيضا
آنين بنظرة تشكك : ياسر ما الأمر لم تسألني عن فتاة هكذا من قبل
ياسر تحمحم قليلا ثم قال : اممم ... أنا كنت أريد أن أسألك عنها قبل أن تتحدثي
آنين بصدمة : هل تعرف سوار مسبقا
ياسر : لقد قابلتها مرات قليلة فقط بالمصادفة فما رأيك بها ... وأنا لا أعلم إن كانت مرتبطة
آنين بابتسامة واسعة وسعادة : حقا ياسر هل تفكر بالزواج منها
ياسر : لما كل هذا الانفعال هل يسعدك خبر رغبتي بالزواج أم رغبتي الزواج منها
آنين : الاثنين معا ... كم هذا أمر رائع ياسر
ياسر : إذا الفتاة تعجبك
آنين : بالتأكيد إنها فتاة رائعة وتعجبني كثيرا ووالدتها كذلك هم عائلة متواضعة وطيبون جميعهم
ياسر : إذا هلا سألتها إن كانت توافق
آنين بنصف عين : ليس قبل أن تحكي لي ما حدث بينكما
ياسر : آنين هل عليك أن تتطلعي على خصوصياتي لتسدي لي معروفا
آنين : أخبرني ياسر أرجوك أنا اعتبرك شقيقي الذي لم أره يوما
تنهد ياسر بضيق ثم حكا لها ما حدث معه وسوار
آنين : هههههه يا لها من حكاية غريبة
ياسر : لو كنت أعلم أنك ستسخري مني ما حكيت لك ما حدث
آنين : آسفة ياسر ولكنه موقف بل مواقف مضحكة حقا .... ألا ترى أن موقفك ضعيف قد تكون
تكرهك بسبب ما حدث
ياسر : آه آنين لا تعقدي الأمر أرجوك عليا أن أتزوج بها لا سواها وعليك أن تساعديني
آنين : لقد وقعت يا ياسر هههههه
ياسر بضيق : هل ستساعدينني أم أنسى الموضوع
آنين ( ولكن سوار تريد الزواج من شخص تضع له شروطا معينة وقد تكون تكره ياسر إنها
مشكلة حقيقية وعليا المساعدة قدر المستطاع )
ياسر : آنين أين ذهبتي
آنين : هههههه ذهبت لأسألها
ياسر : يا لي من أحمق هل كان عليا اللجوء إليك
آنين : لما لا تتحدث مع والدها مباشرة إنه يحبك ويثني عليك كثيرا .... لقد علمت سابقا أن سوار
رفضت الكثير من الخطاب
ياسر : لا أريد لوالدها أن يجبرها علي أريد أخد الموافقة منها أولا
آنين : حسننا سأرى ما يمكنني فعله أعدك أني سأساعدك بكل جهدي
ياسر : جيد أنا أعتمد عليك
دخل حينها إياد توجه جهة آنين جلس بجانبها ووضع يده على كتفها وقال : ما سر هذا الاجتماع المغلق
آنين بسعادة : ياسر يفكر بالزواج أخيرا
إياد بصدمة : حقا .... ياله من خبر سار
ياسر : آه آنين أنتي لا تعرفي الصبر أبدا
آنين : كيف لي أن أخفي سعادتي بذلك
إياد : ومن العروس
آنين غمزت لياسر وقالت : ليس بعد الأمر لا يزال تحت النقاش
إياد : أعلموني عندما ينتهي الأمر أم لن أكون حاضرا وقت الخطبة
ياسر : بالتأكيد من لي غيرك شقيقي
ثم قال وهوا يقف مغادرا : آنين لا تنسي فيما تحدثنا ولا تؤجلي الأمر كثيرا
آنين : نعم بالتأكيد... فقط على بساط الريح أن يؤجل سفره قليلا
ياسر وهوا يبتعد : هههههه حسننا سأفعل
آنين : إياد أريد أن أزور لجين الليلة
إياد وهوا يقبل خدها : بالتأكيد حبيبتي أنا في الخدمة

عند المساء قامت آنين بزيارة لجين في قصر عائلة يزيد الذي يقيمان فيه
آنين : هاهي انقلبت الموازين لقد أصبحنا أنا وأنتي بالقرب من بعضنا ولين وحدها هناك
لجين : اجل ولكني كنت أتمنى أن أكون قربها الآن إنها متعبة كثيرا
آنين : لقد كانت تعلم ذلك ... من الجيد أنها لم تحمل سابقا كانت محقة فيما تقول .... ولكن
لا تقلقي فروز ستقوم بكل الواجب إنها رائعة حقا ثم أن روح قد تعافى تماما
لجين : حمدا لله أنها موجودة معهم
آنين : لجين أود التحدث معك في أمر مهم
لجين : ماذا هناك هل من مشكلة
آنين : لا .... الأمر يخص سوار
لجين بحيرة : سوار ما بها
آنين : ياسر يريد أخذ موافقتها على الزواج منه
لجين بدهشة : ياسر .... ابن عمك نفسه
آنين : وهل لدي ياسر غيره نعم هوا
لجين : وهوا من طلب سؤالها
آنين : نعم ومصر عليها أيضا ... قال هي ولا سواها يريدها زوجة
لجين : متأكدة
آنين : ما بك لجين لقد نقلت لك كلامه حرفيا وهوا يستعجل سماع جوابها... لكن ما أخشاه أن ترفضه فيبدوا
أنها قد كسرت حواجز قلبه
لجين : أتعني أنه ....
آنين : يبدوا ذلك هوا مصر عليها جدا .... أخشى أن ترفضه تعلمي أن لديها شروطا ..... لقد طلبت منه
أن يذهب لوالدها مباشرة فهوا يحبه ومعجب به كثيرا فرفض وأصر على أن تكون هيا موافقة أولا .... لجين
قومي بالواجب
لجين : لقد فاجأتني حقا .... أعدك أن أفعل ما بوسعي
آنين : جيد فقط لا تتأخري .... لجين ألا يوجد لديك شيء هناك
لجين بحيرة : أين ومثل ماذا
آنين : هههههه شيء يشبه البيض ويتكسر بسهولة في نظر زوجك
لجين : هههههه فهمت الآن .... يبدوا ذلك فأنا لم أتأكد بعد
آنين : رائع ..... يبدوا أننا سننجب بذات السنة
لجين : أي سنة إنك في شهرك السادس الآن
آنين : وإن يكن ليس بكثير
بعد يومين زارت لجين منزل خالها لتتحدث مع سوار فصعدت لغرفتها فورا
لجين : مرحبااااااا
سوار قفزت وحضنتها : مرحبا أيتها المحتالة أين أنتي عني من مدة
لجين : مادمت مشتاقة إلى هكذا لما لم تزوريني هناك
سوار وهي تجلس : لا أريد إزعاجك وزوجك أنتما متزوجان حديثا
لجين وهي تتوجه للجلوس بجانبها : أي حديثا نحن متزوجان منذ ثمانية أشهر
سوار : وهل تسمي تلك الفترة زواجا
لجين : أحمل لك خبرا مغلفاً بغلاف قنبلة
سوار : الخبر الذي داخل القنبلة سار أم لا
لجين : بالنسبة لي أنا سار ... أنتي لا أعلم
سوار بسعادة : هل أنتي حامل
لجين : وهل هذا الخبر سيكون مغلفا بقنبلة
سوار : وما أدراني لا جواب لدي
لجين : إنه ياسر
سوار ألجمتها الصدمة قليلا ثم قالت : ما به ياسر ولما تأتين بذكره
لجين : سيتزوج
سوار بضيق : وما دخلي بذلك .... لما تنقلي لي مثل هذا الخبر
لجين بنصف عين : لأنه ينتظر موافقة العروس
سوار اكتفت بالصمت وتدور فوق رأسها علامة استفهام كبيرة
لجين : ها ما قلتي
سوار باستغراب : فيما
لجين : لم أكن أعتقد أنك غبية لهذا الحد ... رأيك في الزواج به طبعا فأنتي العروس
وقفت سوار بصدمة وهي تنظر للجين : أنا
لجين بابتسامة : نعم فيبدوا أنك سلبت عقل الرجل وهوا مستعجل لمعرفة رأيك أيضا
سوار : مستحيل .... لا لن أوافق
لجين : سوار هل جننتي ألم يكن يعجبك حديثهم عنه ثم ها هوا ذا وافق شروطك فقد أحبك ويريد
الزواج بك .... هههههه وأبكاك كثيرا أيضا
سوار : لا
لجين : ولما لا ... هوا رفض فتح الموضوع مع والدك مباشرة رغبتا منه بمعرفة موافقتك
سوار : وهل يتزوج من خادمة
لجين : آه سوار لو كنتي بنظره هكذا ما كان تقدم لخطبتك
سوار : ليســــ
قاطعتها لجين : لن أعتبر ما قلته ردا ... فكري بالأمر مليا ولا تستعجلي يا سوار
تنهدت سوار بضيق واكتفت بالصمت
مر أسبوعين ولجين على اتصال دائم بسوار إما تقنعها بكل الطرق أو لتسألها إن كانت موافقة ... أما
الرفض فكان ممنوعا لدى لجين قبل مدة كافية من التفكير
كانت سوار لا تتوقف عن التفكير المتواصل ( لا أعلم ما أقول لقد تعبت من التفكير ... هوا حقا شاب
رائع ولكن كيف لي أن أقبل ما قاله عني .... ولكنه يصر على رأيي وموافقتي أيضا وقد أعتذر لي عما
قال ..... آه يا الهي ما العمل )
أما ياسر فقد قرر أخيرا التحدث مع راشد بعد أن يئس من قبولها أو رفضها ... لكي يأخذ منه قرارها
النهائي فتوجه من فوره بصحبة إياد للتحدث معه فكان الرضا والقبول لا وبل السرور بما سمع هوا رد
راشد ولكنه طلب منهم سؤال ابنته أولا .... وعند المساء طرق باب غرفتها بخفة
سوار : تفضل
دخل راشد مبتسما : مرحبا بابنتي الحبيبة
سوار : مرحبا أبي لو كنت فقط اتصلت بي لوافيتك على الفور لما تأتي بنفسك لغرفتي
راشد : الموضوع مهم وعليا التحدث معك فيه
سوار : آه لقد خمنت ما سيكون
راشد : الرأي الأول والأخير لك بنيتي ولكن من تقدم لخطبتك هذه المرة شخص لا يمكن رده
سوار : آه أبي هذا رأيكم في الجميع
راشد توجه ناحيتها جلس بجانبها وقال : بنيتي إن كان يهمك رضاي فلا ترفضي هذه المرة ... أنت لا تعني
كم يهمني الأمر وكم تمنيت ذلك ولكني لا زلت عند كلمتي فالرأي لك نهايتاً
سوار ( يا الهي والدي لم يصر على أحد هكذا سابقا .... ولكن ياسر .... ألست أنت من ماطل في
الموضوع تحملي النتائج إذا )
راشد : سوار أين ذهبتي
سوار : إنها المرة الأولى التي تطلب فيها مني أمرا ثمنه رضاك ... أنا لن أردك مكسور الخاطر يا أبي
راشد : باركك الله من ابنة يا سوار
سوار ( يبدوا أن نصيبي أن أتنازل عن كل شروطي في النهاية وقد أضعت ياسر أيضا )
راشد : سوار ما قصتك بنيتي إن كنت غير راضية فلن يتم الأمر
سوار : بل موافقة
راشد : الحمد لله لقد أرحتي قلبي يا سوار لن اطمئن عليك إلا مع ياسر فليسعدكما الله
سوار بصدمة : من .... ياسر
راشد : هل تعرفين ياسر يا سوار
سوار بارتباك : لـ لقد سمعتك تتحدث عنه مرارا
راشد : أجل وكم كنت أحسد من سيكون زوجا لأبنته لم أتخيل يوما أن يكون ذاك أنا ... لقد جاء اليوم
لخطبتك هوا وشقيقه إياد
سوار من دهشتها فقدت القدرة على التحكم حتى بيديها ورفضت الكلمات الخروج من شفتيها
راشد : هل أخبرهم بموافقتك هل أنتي راضية يا بنيتي
سوار : أ أجـــ أجل
راشد : إذا على بركة الله غدا سأعلمهم بالأمر

بعد يومين اتصلت آنين بسوار
سوار ( غريب هذه آنين ما تريد يا ترى لابد وأن أبي قد أعلمهم بموافقتي فاتصلت لتبارك لي )
فتحت الخط ولكن ما جاءها لم يكن صوت آنين بل صوت رجولي عميق
ياسر : مرحبا سوار هذا أنا ياسر
سوار ألجمتها الصدمة فلم ترد بكلمة
ياسر : سوار هل أنتي معي
سوار : نــ نعم
ياسر : آسف على مفاجئتي لك بهذا الشكل ولكني أردت سماع رأيك بي لأني خفت أن والدك قد ضغط
عليك لتوافقي .... انتظرت ردك طوال المدة الماضية ولكنك لم تجيبي وتريحيني
سوار : ......
ياسر : سوار هل تسمعينني
سوار : ألا تراني أشبه الخادمات هل هذا رأيك بي أخبرني أرجوك
ياسر : مطلقا لقد التبس علي الأمر بسبب مظهرك وما كنتي تحملين يومها لقد كان خطأ مني ... كيف
لخادمة أن تكون بهذا الجمال
شعرت سوار بالخجل الشديد وتوقفت الحروف فوق شفتيها
ياسر : ها سوار ما هوا جوابك
سوار بخجل وارتباك كبيرين : رأيي من رأي والدي لن أخالفه أبدا
ياسر : شكرا لك سوار أتمنى أن لا تندمي يوما على ارتباطك بي تأكدي أني سأسعى جاهدا لإسعادك
سوار : ......
ياسر : أنا آسف على ما يحدث الآن .... أعلم أنني أسبب لك الكثير من الإحراج ولكنك ما تركتي لي إلا
هذه الطريقة .... وداعا الآن
سوار : وداعا
أغلقت سوار الهاتف وسقطت من فورها على السرير وخداها متوهجان من الإحراج والخجل
بعد أشهر أحتفل الجميع بعقد قران ياسر وسوار اللذان كانا سيسافران من فورهما في اليوم التالي ...كانت
آنين حينها تحمل طفلها حديث الولادة بين يديها ولجين ما تزال في شهرها الرابع وتنتظر بفارغ الصابر أن
تحمله أيضا كأنين أما لين فلم تحضر بالطبع فهي لازالت تعاني ويلات حملها
آنين : سوار لما كل هذا الارتباك
سوار : لا أعلم أشعر أنه سيغمى علي هل شعرتي بذلك حين تزوجتي ... أخبريني كيف أتصرف
آنين : آه لا تذكريني فحين عقدنا قراني وإياد لم أشعر إلا بالحزن والإحباط الشديدين اسألي لجين قد تفيدك
لجين : هههههه أنا لم أشعر حينها إلا بالكره والاشمئزاز.... لو كانت لين هنا لأفادتك بشيء
سوار : هل عليه الدخول هنا حقا .... لا أرى ضرورة لذلك
آنين : ما بك سوار هذا أمر روتيني ثم أنتم مسافران غدا ما الغريب في الأمر
سوار : غدا يبقى لغد .... لما عليا مواجهة الموقف يومين متتاليين
لجنين : هههههه وكأنها لم تتزوج غيرك ... الأمر رائع صدقيني
آنين : لجين ألا تخجلي من قول ذلك علنا
لجين : أردت طمأنتها فقط
بعد ساعتين دخل ياسر حيث كانت سوار ووالدتها وعمته و آنين أقترب بخطوات ثابتة فاقتربت منه
عمته وحضنته مباركتا له ثم سحبته من يده
العمة : تعال هيا لا تخجل منا وألبس عروسك ما جلبت لها
تقدم منها ياسر والبسها العقد والأساور والخاتم فلاحظ ارتباكها فوق الطبيعي ... قبل جبينها وهمس في أذنها
قائلا : مبارك لنا يا سوار
لم تجب سوار بحرف من ارتباكها وعيناها لم تغادرا الأرض همس ياسر لأنين فابتسمت
وقالت : هيا دعونا نترك العروسين قليلا
نظرت لها سوار نظرت خوف وكأنها تترجاها أن لا تفعل ذلك
غمزت لها أنين وهمست مبتسمة : زوجك من أراد ذلك لا تلقي باللوم علي
غادر الجميع اقترب ياسر منها ورفع وجهها بأصابعه وقال مبتسما : خفت أن لا تكوني لي
اكتفت سوار بالتنقل ببصرها بين تقاسيم وجهه في صمت ولم تشعر إلا بشفتيه تقبل شفتيها قبلة سريعة
فطأطأت برأسها خجلا ضمها ياسر وقال مبتسما : أعجبتني فيك أشياء كثيرة سأضيف إليها الآن كثرة الخجل
طرقت عليهم آنين الباب ودخلت : هيا هيا يكفيك ذلك أخرج فورا
ياسر : من أين خرجتي لنا أنتي
آنين وهي تسحبه للخارج : يكفيك ذلك غدا ستكون معك ... لدينا الكثير من الأعمال لنقوم بها هنا
خرج ياسر وتوجهت آنين لسوار عانقتها بحب وقالت : كم أنا سعيدة أنك ستكونين من عائلتنا ...ياسر لا مثيل
له صدقيني غير أنه رحال
سوار بابتسامة : بل هذه أحد مميزاته
آنين : هههههه محظوظ ياسر لأنه وجد واحدة تشاركه هوايته المتعبة
وانتهى الحفل وغادر الجميع بعد ليلة طويلة من المرح تحملهم سعادتهم وأمنيهم للغد المنشود

وبعد مرور خمسة أعوام وفي حديقة قصر روح و لين
كن ثلاثتهن يجلسن بالخارج وأزواجهن في الخلف على مسافة قريبة منهن
جاءت طفلة تركض باكية في عمر الثلاثة أعوام ذات جمال فائق وشعر بني فاتح وكأنها دمية تتحرك و
توجهت من فورها للين
لين : حبيبتي أنوار ما بك بنيتي
أنوار ببكاء : إنهما يتشاجران من جديد لما لا يتوقفان
نظرت لين لصديقتيها بضيق : لما لا تتصرفا مع ابنيكما
آنين كانت تمسك طفلا صغيرة في عمر العامين في حجرها وتحمل مولودا في أحشائها أيضا لم يتجاوز
الشهرين صرخت منادية : إياد انهض واحضر ابنك إنه يتشاجر مع أبن يزيد مجددا
إياد : إنهم أطفال سيعودان للعب مجددا مع بعضهما
آنين : لين ألم تجدي ما تفعلي سوى أنجاب طفلة كهذه ما الذي سيُنهي المشكلات الآن
لين : وماذا كنتي تريدي مني ... أن أسرق واحدة من الشارع مثلا ... هذه ابنتي
لجين : ما ستتوقعين قد يخرج من بيضة والداها لين و روح
آنين : دجاجة هههههه
لين : لا تسخري من أبنتي هل تعجبك دجاجتك هذه
آنين : ما بها إنها ملاك سوف تزحفوا على وجوهكم لنزوجكم إياها
لين : لا ... ليحتفظ كل منا بأبنائه إن كانوا صغارا وهذه النتيجة فكيف في المستقبل
لجين : ابنتك يا لين لن تكون إلا لأبن عمها هوا الأحق بها أما أبن آنين فعليه أن يتزوج بابنة عمه
آنين : بل عليكم تحسين السلالة ولن تجدوا كابني أبدا فوالده إياد
لين بتذمر : لن تكون لكليهما ابنتي محجوزة
لجين : هذه خيانة لمن ستزوجينها غير ابن عمها
لين : هههههه ستعرفين في المستقبل

نهضت لجين تمشي خطواتها بصعوبة بسبب حملها و توجهت مبتعدة ثم عادت تسحب طفلا في الخامسة بيدها
عائدة لكرسيها
لجين بغضب : ألم أقل لك أن لا تتشاجر معه مجددا لقد حذرتك من ذلك قبل مجيئنا ... لن أمضي اليوم
بطوله اركض خلفك أتفهم
عامر: أمي هوا من بدأ لا يريد الابتعاد عن أنوار سوف يوقعها
أعطت أنين طفلتها لوالدها ليمسكها كي لا تبتعد وغادرت لذات المكان وعادت أيضا بطفل في الخامسة تسحبه
من إذنه وهوا يصرخ : آي أمي آآآآآآآي
آنين بحدة : ستبقى هنا بجانبي كي لا تثير المزيد من المشكلات
قصي : هوا لا يريدني أن ألعب معها كان يدفعني
آنين : اصمت واجلس هنا بجواري
لين : آنين عليك أن تتوقفي عن إنجاب الأبناء إنهم متعبين
آنين : أبدا سأنجب أكبر عدد ممكن و إياد يوافقني على ذلك
مر حينها شاب في العشرين من العمر سالكا الطريق بعيدا عنهم قليلا وعيناه في الأرض قفزت أنوار من
حضن لين راكضة باتجاهه وهي تنادي : عمااااااااد
استقبلها عماد بين ذراعيه وحملها ثم مسح بقايا دمعة على خدها وهوا يقول : ما بها صغيرتي الجميلة من
يبكيها هكذا
أنوار : هيا عماد خدني للدجاجات
عماد : هههههه اسمه دجاج صغيرتي وليس دجاجات
أنوار : خدني هيا خدني
نظر عماد جهة لين وعيناه في الأرض وقال : سيدتي هل آخذها معي
لين بابتسامة : بالتأكيد ... ولن أوصيك عليها فأنا مطمئنة مادامت معك
عماد وعيناه لازالت في الأرض : إنها في عينيا سيدة لين
لين : مُر بروح لتخبره أنها معك كي لا يبحث عنها ولتأخذ أبني عادل معكم
عماد : حسننا
قصي : أمي هل أذهب أيضا
آنين : اذهب ولكن لا تتعب الشاب معك فهمت
عامر : أنا أيضا
لجين : أذهبوا وأريحونا .... عماد لا تمسك يدك عنهم إن سببا لك أيا مشكلة أضربهم فورا
عماد وهوا يغادر : هيا تعاليا سنزور الحظائر كلها
أنوار وهي تحضنه بقوة : هييييييييه كم أحبك يا عماد
لين كانت تنظر ناحيتهم بابتسامة ثم قالت : هذا هوا عريس ابنتي هل عرفتموه الآن
لجين : من .... إنه يكبرها بكثير وهوا عامل لديكم
لين بضيق : ليس عيبا أن يكون عاملا لدينا أنتي لا تعرفي عماد جيدا ... ثم روح كان في مثل سنه عندما
كنت أنا في الثالثة وها نحن الآن زوجان وسعيدان أيضا ... وأنوار متعلقة به كثيرا
لجين :لما كل هذا الغضب لقد كنت امزح ولم أعلم أنك جادة في الأمر يا لين
لين : كل الجد وما أن تبلغ أنوار السابعة عشرة فستتزوجه رغما عنها
آنين : إنهم أطفال والكلام في الأمر سابق لأوانه

ترى هل المسألة بالفعل لا تتعدى كونهم أطفال وستتغير الأمور ما إن يكبروا ... أم ستكبر كل هذه الأشياء
معهم لتبني حواجز وجسور للواقع فتهدم كل الأحلام والأميات وتورث الأم والقلوب المكسورة
هذا ما لن نعرف إجابته أبدا ........ لأن الرواية قد انتهت


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 31-12-14, 11:45 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-15, 04:49 PM   #27

صفاء القمر
alkap ~
 
الصورة الرمزية صفاء القمر

? العضوٌ??? » 275665
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 477
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » صفاء القمر has a reputation beyond reputeصفاء القمر has a reputation beyond reputeصفاء القمر has a reputation beyond reputeصفاء القمر has a reputation beyond reputeصفاء القمر has a reputation beyond reputeصفاء القمر has a reputation beyond reputeصفاء القمر has a reputation beyond reputeصفاء القمر has a reputation beyond reputeصفاء القمر has a reputation beyond reputeصفاء القمر has a reputation beyond reputeصفاء القمر has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكررررررررررررررررررررررا

صفاء القمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-15, 11:12 PM   #28

hidaya 2

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية hidaya 2

? العضوٌ??? » 107776
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,552
?  نُقآطِيْ » hidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

hidaya 2 غير متواجد حالياً  
التوقيع

( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )
رد مع اقتباس
قديم 24-08-15, 11:37 AM   #29

almaas muhamed
 
الصورة الرمزية almaas muhamed

? العضوٌ??? » 347408
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 548
?  نُقآطِيْ » almaas muhamed has a reputation beyond reputealmaas muhamed has a reputation beyond reputealmaas muhamed has a reputation beyond reputealmaas muhamed has a reputation beyond reputealmaas muhamed has a reputation beyond reputealmaas muhamed has a reputation beyond reputealmaas muhamed has a reputation beyond reputealmaas muhamed has a reputation beyond reputealmaas muhamed has a reputation beyond reputealmaas muhamed has a reputation beyond reputealmaas muhamed has a reputation beyond repute
افتراضي

روايه رائعه الكتيير مشكوره والله

almaas muhamed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-15, 12:59 AM   #30

nagah elsayed

? العضوٌ??? » 266456
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 922
?  نُقآطِيْ » nagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم جميلة جدا تسلم ايديك

nagah elsayed متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:45 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.