آخر 10 مشاركات
1022 - ألعاب النخبة - دايانا هاميلتون - د.ن (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          هائمون في مضمار العشق (2) .. سلسلة النهاية * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          1018 -الحب المستحيل - بني جوردان - عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          1017-درب الفردوس شيرلي كمب - عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          1015- بعد شهر العسل - الكسندرا سكوت- عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          1014 - معا إلى الأبد - ليز فيلدينغ . د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          98 - امرأة في حصار - بيني جوردان ( اعادة تنزيل ) (الكاتـب : حنا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree82Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-14, 01:32 AM   #11

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




الماضي



كنت واقفة عند لوحة الإعلانات أبحث عن أسمي عندما سمعت صوتا رجوليا عذبني وذوبني
لأشهر وهوا يقول بدفء وهدوء

" حور "

التفت إليه وكان واقفا خلفي تماما وعلى مقربة مني وكان بادٍ عليه التوتر تحمحم قليلا ثم قال

" إنها نهاية العام الدراسي وهي سنتي الأخيرة هنا "

قلت بحزن " إذا ستذهب ولن تعود "

قال بابتسامة " حور أنا أود خطبتك من عمك هل توافقي علي "

شعرت بالخجل والارتباك وكل المشاعر الغريبة والمحرجة فلذت بالصمت

تابع قائلا " لقد كنتي دائما في نظري قطعة القماش البيضاء التي لم تلطخها الأيدي فرفضت
أن ألطخها حتى بيدي , لتبقى دائما بيضاء نقية وعفيفة لذلك لم أتحدث معك لا عن مشاعري
ولا أي شيء رغم موتي تلهفا للحديث معك وسماع صوتك , سأطلبك زوجة لي فهل
توافقي هل تكوني لي لوحدي "

أنزلت رأسي للأرض خوفا من أن يرى سعادتي وموتي فرحا بما أسمع

قال بهمس " حوريتي قولي شيئا أي شيء أرجوك "

رفعت نظري إليه وقلت بابتسامة خجولة " موافقة أجل موافقة "


ثم ركضت مبتعدة عنه تنفست بقوة محاولة تهدئة دقات قلبي التي كادت تحطم المكان كله كانت
تلك المرة الثانية والأخيرة التي يتحدث معي فيها كما كانت المرة الأخيرة التي أراه فيها أيضا




[COLOR="rgb(25, 25, 112)"]الحــاضر


نزلت دمعة حارقة من عيني لتجرح خدي ثم تسقط على جسدي كالجمرة المتوهجة التي تحرق
وتخترق كل ما تمر به في طريقها ارتميت على السرير وصرخت ببكاء

" لماذا خذلتني لماذا رحلت ولم تعد , لماذا لا أنساك أخبرني لماذا "


بكيت مطولا وتألمت كثيرا ثم مسحت دموعي ودعوت الله أن لا ألتقية في حياتي مجددا ولا حتى
بالمصادفة بعد أن صرت زوجة لغيره مثلما تمنيت دوما أن ألتقي به ولو عن طريق الصدفة

طرقت مرام الباب ودخلت تتبعها شادن وزوجة عمي شادية

قالت مرام " ألم تجهزي بعد "

قلت بضيق " جاهزة "

وضعت شادن يديها في وسط جسدها وقالت " وما الجاهز فيك أنتي لم ترتدي الفستان الذي
أحضرنا لك إنه بسيط جدا كما أردتي وأين الماكياج وتسريحة الشعر كيف لعروس أن لا تتجهز
في يوم كهذا "

تنهدت بضيق واكتفيت بالصمت فقفزت مرام بجواري وقالت

" كيف لمن تتزوج بابن شااااامخ آل يعقوب أن يراها هكذا "

قالت زوجة عمي آمرة لبناتها " أخرجا واتركاني مع حور قليلا "

تذمرتا قليلا ثم خرجتا جلست شادية بجواري ومسحت على رأسي وقالت

" ما بك يا حور عمك قال أنك وافقتي فلما كل هذا الحزن "

أحسست أنني أحتاج لوالدتي حينها لتمسح هكذا على رأسي وأرتمي في حضنها وأبكي
ولكني بلعت عبرتي وقلت

" لا شيء أنا فقط تذكرت والداي كم كنت أتمنى أن يكونا معي في هذا اليوم "

قالت وهي تربت على كتفي " نحن عائلتك يا حور وإن احتجت لشيء أو ضايقك شيء فأخبريني "

هززت رأسي بنعم فقالت

" هيا عليك أن تتجهزي ستصل مصففة الشعر والمتخصصة بالماكياج في أي لحظة "


وقفت وتحركت كالدمية التي تعمل بالبطارية شيء ما يحركني لا يمد للرغبة في التحرك
بصلة تجهزت أو جهزوني لا أعلم ولا يهم بعدها طُرق أحدهم الباب وكان عمي هوا الطارق
ما إن رأيته حتى نزلت دموعي مباشرة وكأن رؤيته تخبرني أن كل شيء انتهى وأني صرت
زوجتا لذاك

اقترب مني حضنني وقال " مبارك يا ابنتي مبارك يا حور لقد كبرتِ وأصبحت عروسا "


اكتفيت بالصمت والبكاء , لم أشاء لدموعي أن تنزل أمام الرجل الذي رباني وهوا من اختاره
زوجا لي ولو كان بسبب العهد بين والدي ووالده ولكن ما اجتاحني من مشاعر كان شيء فوق
رغبتي واحتمالي

أبعدني عنه وقال " لما البكاء يا حور أنا لا أفهمك حقا "

قلت بحزن " تذكرت والدي أنا أحتاجه , أحتاج أمي لا أريد أن أكون اليوم من دونهما "

قال بهدوء " هل هذا حقا ما يبكيك صارحيني يا حور "


اكتفيت بالصمت فأي كلمات يمكنها أن تعبر عما بداخلي وأي كلمات يمكنني أطلاق سراحها لتخرج
من جوفي المحترق وتطفئ ما فيه من حريق أمسكني عمي من كتفي وقال بنيرة هادئة وغامضة

" قد لا يدرك الإنسان كل ما يتمناه يا حور ولكن يبقى ثمة شيء يسمونه لا يأس من رحمة الله وما
كان الله ليختار لنا إلا ما فيه الخير , سامحيني يا ابنتي لأني كنت جزءا ممن تحكموا في مصيرك
واتخذوا القرار عنك وارجوا أن تعذريني يوما "


احتضنته من جديد وشكرته على كل شيء قدمه لي وكل شيء فعله من أجلي وخرجت معه قدمي
الأولى تجر الأخرى دخلت لمجلس الضيوف حيث المدعو زوجي , لم أرفع رأسي له ولم انظر
إليه ولم أرغب في ذاك حقا ما ذنبه فهوا أيضا ضحية عهد قديم ووصية لا أعلم ما فيها وما أحدثت
فيه فقد يكون يحب أخرى أيضا وقد كسروا قلبه وقلبها


تحدث مع عمي ولا أعلم فيما كانا يتحدثان ثم وضع يده على كتفي وغطى لي وجهي وخرج
يساعدني على السير معه دون أن يتحدث معي أن يلبسني خاتما وحليا ويقبل جبيني كما يفعل
الجميع أخذني هكذا كالجاني وكالمحكوم عليه بالإعدام يسوقونه سوقا دون مقدمات , سرت
في سيارة سرت في طريق وشوارع سرت على قدماي صعدنا سلالم ودخلنا من أبواب كلها
أمور حدثت ولم تحدث ولم نتحدث أيضا ولم أرى هناك أحدا


رفع الغطاء عن وجهي لأجد نفسي في مكان آخر ليس بيتي وليست غرفتي ورجل ليس عمي
ولا والدي ابتعد ووقف أمام باب أحدى الغرف وقال


" اسمعي يا حور أنا لن أظلمك معي لن أعاملك بقسوة ولن أضايقك يوما فقط عليك أن تنفذي
ما سأطلبه منك حتى يجد الله لنا سبيلا يرضيه ويرضينا , لذلك عليك أن تعلمي أن الخروج
ممنوع والاجتماعات العائلية والحفلات حضورها ممنوع أيضا , لبس ملابس النوم المغرية
ممنوع وسؤالي عن أي شيء يخصني ممنوع بتاتا, تلك غرفتك هناك وهذه غرفتي ولتعلمي
جيدا أني لن أرضى لأحد أن يضايقك أو يخطأ في حقك أو يلمسك بأذى مادمت على قيد الحياة "


تم دخل غرفته وأغلق الباب وأنا متسمرة بمكاني فها قد أضاف شيئا جديدا للائحة , فما أسعدني
من عروس وما أجمله من حفل زفاف وما أروعه من زوج , دخلت ما تسمى بغرفتي ارتميت
على السرير وبكيت وبكيت حتى سأمني البكاء وكرهتني الدموع دخلت الحمام استحممت غيرت
ثيابي وصليت ودعوت الله كثيرا ثم نمت
ولا أعلم كيف ولا متى









رنيم




ها قد بدأت مأساتي فزوج خالتي ينتظرني في الأسفل ليأخذني هناك حيث منفاي ومقبرتي بالتأكيد
فلا أعتقد أن قاسي النظرات ذاك سيعيشني في سعادة وهناء أتمنى أن لا أندم يوما على هذا القرار الذي
لا مفر لي منه

لم أنم البارحة لأحدد لكم وقت استيقاظي اليوم ارتديت جاكتة شتوية تصل لنصف الفخذ حمراء
اللون وبنطلون من الجينز الأسود وحجاب أسود اللون بحواف حمراء وحداء أحمر , ليست ملابس
عروس أعلم ولكنني لست عروسا على كل حال وليس هناك عريس لأرتدي له شيئا جميلا ومميزا
نزلت للأسفل ودعت والدتي ببكاء بل بنحيب وهي تحاول تهدئتي ثم أبعدتني عنها وقالت


" اعتني بنفسك يا رنيم وأطيعي زوجك فبالرغم من كل شيء هوا سيصبح زوجك الآن وعليك طاعته "

تنهدت وقلت " أتمنى ذلك يا أمي ولكني أراه صعبا جدا "

قالت بابتسامة حزينة " هوا مجبر مثلك عليكما مراعاة بعضكما "

قلت بأسى " إن راعاني فلن أكون أقل منه ولكن هل تعتقدي أنه سيفعل "

قالت بقلق " رنيم ما بك ما الذي دار بينكما من حديث "

قلت بهدوء " لا شيء أمي أنا فقط متخوفة من الأمر "

قالت بهدوء " هوا تربية شامخ وهذا ما يطمئنني "


آه يا أمي لو سمعتي أحاديثه معي التي لم تخلوا جميعها من التجريح لشككتي أن والدي شامخ هوا
من رباه سحبت حقيبتي خلفي خرجت للسيارة وقفت أمامها ثم التفتت لوالدتي ونظرت لها نظرة
مودع وكأنني لن أراها بعد اليوم وقفت أنظر إليها بدموع وهي تلوح لي بيدها مبتسمة , آه يا أمي
كم أحتاج أن أبقى معك هنا مالي ومال الثروة والوصايا والزواج الذي لم يكن يوما ضمن مخططاتي
الحالية ترى هل سأعود يوما لبيتي ودولتي وعالمي فحتى وضيفتي في دار النشر كانت تنتظرني
قبل أن أتخرج


" هيا يا رنيم سوف نتأخر "

كان هذا صوت زوج خالتي الذي هوا عمي من الرضاعة نظرت للأسفل فلم أجد حقيبتي التي
يبدوا أنه قد وضعها في السيارة صعدت السيارة وتوجهنا حيث محكمة تلك الدولة وسفارة دولتنا
فيها فها هوا لم يكلف نفسه عناء أخذي من هنا وحمدا لله أنه لم يفعلها


في الطريق تعرضت لتحقيق مطول من زوج خالتي عن سبب هذا الزواج وتوقيته وعلاقته
بالوصية وأنا أتهرب وأتحجج وألفق القصص وحمدا لله أنه لم يستجوب والدتي لكنا تناقضنا في
سرد الأحداث

قال بعد أن يأس مني " رنيم يا ابنتي أنا لا أفهم شيئا من كل ما يجري ولكن ما أعرفه جيدا
أن شامخ رحمه الله كان له أفضال كبيرة عليك ووالدتك وحتى عليا أنا شخصيا لذلك وافقتكم
على هذا رغم عدم اقتناعي "

قلت بهدوء " لا تقلق يا عمي فلن أكون إلا بخير بينهم "

قال بذات الهدوء " أتمنى ذلك "

ثم تنهد وقال

" لقد سبب هذا لنا بمشكلة مع ابني أدهم فهوا لم يستوعب حتى الآن أنك لن تتزوجي به "

قلت ببرود " لا يأخذ المرء إلا نصيبه سيجد من هي أفضل مني "

قال " أتمنى له ولك السعادة دائما ولا تنسي يا رنيم إن حدث لك أي شيء فاتصلي بي
وسأعيدك لبيتك حالا "

قلت بهدوء " بالتأكيد سأتصل بك على الفور "

آه ليته بإمكاني ذلك فأي رجوع سيكون قبل أن أتحرر من تلك الوصية التي أكرهتني في نفسي
ترى ما سألقى هناك وما ستكون نهاية كل هذا

























نهاية الجزء السابع




ما بحط تساؤلات ولا توقعات لأنه .................................... مفاجأة الجزء الثامن بيكون
بين يديكم الآن عشان يمكن تمنعني ظروفي الأيام القادمة من وضعه قرائة ممنعة للجميع





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 03-11-14, 01:34 AM   #12

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء الثامن
















غيث




" أمي أين هوا بحر لم أره منذ أيام "

أجاب صهيب من فوره " إنه مع عائلة والده وسيعود بعد الغد "

قلت بابتسامة جانبية " هل يتحرك بحر حركة لا تعلم بها يا صهيب "

ابتسم وقال " بلى عندما يدخل الحمام هههههه "

قالت أمي بصوت هادئ يشبه الهمس

" أحوال بحر لا تعجبني صهيب أنت الأقرب إليه هل تعلم شيئا "


نظر صهيب لها ثم لي ثم أنزل رأسه في صمت , كلام أمي صحيح يبدوا بحر وكأنه تلقى
الصفعة الأعنف من والدي رغم بساطة ما طلب منه , ليته طلبه مني لوافقت بكل سرور

قلت بسخط محدثا صهيب " أين أنت طوال اليومين الماضيين دون علم أحد "

قال بضيق " هل تراني طفلا لقد كنت خارج العاصمة لدي مهمة سأعود الليلة لإكمالها
ولن آتي لوقت إن احتجت شيء بخصوص الأعمال اتصل بي "

قلت بحدة " أي مهمة هذه تعلم أنه عليكم تولي المسؤولية منذ الآن فعليك أن تكون هنا "

قال بلامبالاة " أخبرتك أني مستعد لفعل أي شيء فقط اتصل بي "

قلت بضيق " لنرى نهاية هذا كله "

قال مغيراً مجرى الحديث " أين هوا زبير علينا المغادرة فورا "

ضحكت وقلت " يبدوا أن الفتاة أعجبته وأنسته زمرد واسمه أيضا "


لاحظت وجه صهيب قد أكفهر وكأن كلامي لم يرق له فقاطعت والدتي الحديث قائلة

" إلى أين ستذهبان هوا تزوج بالأمس فقط "

قال صهيب ببرود " هوا من يصر على العمل لا دخل لي بذلك "

دخل حينها زبير قبل رأسها وجلس فقالت أمي متسائلة

" أين هي عروسك يا زبير لما لم تنزل معك "

قال ببرود " في الأعلى أين ستكون لو أرادت النزول لنزلت "

نظرت لي ولزبير بضيق ثم قالت

" الله الله في اليتيمتان يا ولداي لا تظلموهما فالظلم ظلمات يوم القيامة "

قلت بضيق " لما لا توصيهما هما ليرأفا بنا "

قال زبير معقبا

" كنت أسمع أن الأم تحب زوجة ابنها أكثر منه ولم أصدق , أما الآن فأنا آمنت بذلك حقا "

ابتسم صهيب وقال " إذا لن أتزوج أبدا "

قال زبير ضاحكا " هل أصبح الجميع يتمنى مكان بحر "

تنهد صهيب وقال " لا تتمنى مكانه لأنك لن تقدر على تحمل ما يتحمل "


فاجأني ما قال صهيب أنا حقا لا أفهم شيئا يبدوا لي ثمة أمور غامضة وغائبة عن
الجميع زبير أيضا خسر الكثير يبدوا صهيب أفضلنا حالا

نظرت لي والدتي وقالت ما لا أحب سماعه

" غيث ماذا عن عروسك ألن تذهب لإحضارها "

قلت بعبوس " ستأتي مع زوج خالتها هوا عمها من الرضاعة ووكيلها وسيصلان اليوم "

قالت بحدة " ولما لم تذهب أنت لتحضرها فهذا لا يجوز "

قلت بضيق " ولما عليا فعل ذلك هل علينا أن نكبر رأسها ثم هوا قادم معها على أية حال
فهم لا يريدون إتمام الزواج لديهم هناك "

قالت بضيق أكبر

" إن كانت لك شقيقة أو ابنة هل كنت ترضى أن تتزوج هكذا , تأخذها أنت لزوجها "

نظرت للجانب الأخر ولم أتحدث فقالت بحدة " قم وأذهب لها واحضرها "

قلت بغضب " أمي ارحميني أرجوك من الأفضل لي ولها أن لا أفعل "

وكزني زبير بمرفقه وقال بهمس " ما قصدك بذلك ألن تصبر حتى تصلا "

نظرت له بغيض وأنا أضغط فكاي بقوة فرمش بعينيه ثم قال

" أمزح يا رجل ما بك "

قالت أمي بنبرة استياء " هل كان عليكما أن تتزوجا بدون حفل زواج هما فتاتان صغيرتان
ولم يسبق لهما الزواج لما تحرمانهم وأنفسكم من ذلك يكفي أن زبير أحضرها البارحة
كالمخطوفة ولم أرها حتى "

قال زبير بضيق

" أمي والدي مضى على وفاته سنة واحدة انتهت للتو كيف سنحتفل بزواجنا "

قالت بعصبية " لو كانتا غيرهما لاحتفلتما سبعة أيام بلياليها فالفتاتين لا ذنب لهما مثلكما تماما "

تنهد صهيب وقال " أقيمي حفلا كبيرا متى شئتي وقدميهما للجميع الكثيرين يفعلون ذلك "


وقفت وغادرت للخارج وتركتهم جميعا أخرجت هاتفي المحمول وأعدته لجيبي أكثر من مرة
ثم رفعته واتصلت بزوج خالتها واستفسرت منه عن وصولهم , حمدا لله فقد قال أنهما
خرجا منذ ساعات وسيصلان قريبا ليس عليا الذهاب لجلبهم , ركبت سيارتي وتوجهت لحيت
سنتقابل ( عند باب السفارة بالطبع )


وصل بعد وقت فنزل من السيارة وتصافحنا , كان رجلا مهذبا وراقي الأسلوب في الكلام
رنيم كانت جالسة في السيارة وتشيح بنظرها عني للجانب الآخر , لا يبدوا لي أننا سنتعاشر
ولا ليوم واحد لا وتطلب مني أمي أن أذهب لإحضارها أقسم أننا ما كنا لنصل إلا للمستشفى


دخلنا السفارة وأتممنا الزواج ثم توجهنا للمحكمة وأغلقنا الوصية بموافقة الجميع على
شروطها ولن تفتح مجددا حتى يتم تقسيم الإرث في الوصية الجديدة أو حين يتنازل
أحد منا عن شرطه ويترك العائلة ونصيبه , باركا لي على المصيبة التي حلت بي
ثم خرجنا برفقة المحامي عارف قلت مخاطبا زوج خالتها ( هاشم )

" هيا رافقنا فالغداء لدينا اليوم ولتستريح من عناء السفر "

قال متعذرا " باركك الله , لي صديق هنا ينتظرني وعليا الذهاب إليه خذ عروسك وغادرا
على بركة الله ولا أوصيك يا غيث كن كوالدك شامخ عطوفا معها "

قلت بابتسامة " لنأمل من عند الله خيرا "

أعذرني فلا أعذك بما هوا فوق استطاعتي


توجه عمها ناحية سيارته وفتح لها باب السيارة ونزلت تحدثا معا حديثا لم أسمعه ثم
احتضنته مطولا وبدأت تمسح دموعها ثم اقترب إلينا وهي تتبعه ودعني هوا والمحامي
عارف ثم غادر كليهما فلم يتبقى غيري أنا واللعنة التي حلت بي , فتحت لها باب السيارة
من باب الذوق فركبتها بصمت وضعت حقيبتها فيها وركبت وانطلقنا متوجهين للقصر
ساد الصمت طويلا ثم كسرته قائلة

" هل وافق الجميع على شرط الوصية "

قلت مختصرا " نعم "

قالت ببرود " حمدا لله "

نظرت إليها وقلت " هل كنتي تخشين أن تضحي من أجل لا شيء "

قالت بذات البرود " بل خشيت أن أضحي من أجلك أنت فقط "

قلت بغيض " رنيم لا تتعمدي استفزازي لأنك وحدك من ستكون الخاسرة "

نظرت جهة النافذة وقالت بهدوء " أنت من بدأ أولا وفسرت الأمور كما تحب "

قلت بسخرية " وما هوا التفسير الصحيح لسؤالك "

نظرت لي بغيض وقالت بحدة

" أنا فكرت جديا في أخوتك وخشيت أن يتهور أحدهم ويفترق عنكم ماذا تظنني بلا قلب ولا مشاعر "

قلت بسخرية " جيد يبدوا لي أن قالب الثلج يسخن قليلا أحيانا "


ضحكت بسخرية وعادت تنظر جهة النافذة من جديد يا لا برود هذه الإنسانة عليك أن
تحترق في داخلك ألف مرة لتستفزها وتغيظها مرة واحدة , عدنا للصمت من جديد فهوا
الحل الأنسب لكلينا

وصلنا للقصر نزلتُ أولا وتبعتني هي للداخل كانت والدتي باستقبالنا فاستقبلتها بحب
وحرارة أنا أستغرب كيف كرهت أمي زمرد أنا أشك أنها تحب كل نساء الأرض


توجهت لجناحي في الأعلى وبعد قليل دخلت رنيم أشرت لها برأسي وقلت

" جناحك المجاور لجناحي "

نظرت لي بصدمة ثم باستهجان وقالت " بما تهدي ما سيقولونه عائلتك عندما يعلمون بذالك
الغرف هنا كثر سآخذ واحدة لي فأنا مازلت على اتفاقنا "

قلت ببرود " هذا الطابق ليس به سوانا وزبير وزوجته جناحهما بالجانب الآخر فاطمئني "

نظرت لي بسخرية وقالت

" لا اعتقد أنك تخشى سحري عليك فأنت تكرهني حد الموت ولن يضر بقائي هنا بشيء "

اقتربت إليها وأمسكت ذراعها بيدي وقربت وجهها من وجهي وقلت بغل

" حتى لو لم أكن أكرهك وأكره بنات جنسك جميعا فما كنتي لتسحريني وما رف لي جفن "

أمسكت بيدي ورمتها جانبا ثم أخذت حقيبتها لتخرج من الجناح دون كلمة , هنيئا لها بكل
هذا الصبر على الكلام ولكن من الجيد أن إهانتي استفزتها لتغادر تذكرت شيئا فقلت

" هيه انتظري قليلا "

التفتت إلي دون كلام أخذت هاتفها وقلت

" هذا الشيء ممنوع والخروج كذلك منعا باتا ودون نقاش "

قالت بحدة " ولما "

قلت ببرود " لأنه لا يؤتمن لكن جانب "

ثم دخلت غرفتي وتركتها استحممت وغيرت ثيابي ثم خرجت قاصدا الشركة








رنيم






ياله من وقح وقليل دوق لقد أهانني في أنوثتي ذاك المريض يكره كل النساء , هه وهل
تتشرف النساء بحبه لهن لقد أخذ هاتفي ويريد سجني هنا أي ورطة هذه التي ورطتني
فيها يا والدي شامخ


دخلت الجناح المجاور لجناحه كان فخما وراقيا يحوي غرفة نوم واحدة وردهة تفتح عليها
شرفة كبيرة وحمام وغرفة ملابس توجهت للغرفة استحممت وغيرت ثيابي ونمت من شدة
التعب بعد ساعات استيقظت صليت وغيرت ثيابي ونزلت للأسفل وجدت خالتي تجلس مع
فتاة رائعة بل فاتنة الجمال سلمت عليهما وجلست

فقالت خالتي بابتسامة " هذه حور زوجة زبير يا رنيم وهذه رنيم زوجة غيث "

قلت بابتسامة " سرني التعرف إليك يا حور أتمنى أن نكون على وفاق "

ابتسمت ابتسامة عذبة مثلها وقالت " وأنا أتمنى ذلك أيضا "

قالت الخالة " لقد كنت أتحدث للتو مع حور عن الأعمال في القصر فالخادمات لدينا غير
ثابتات يأتي فريق من شركة للتنظيف وينظف كل شيء وسنشرف على عمله وسنستلم
أعمال المطبخ مع خادمة واحدة تعمل لساعات معينة هنا وتغادر , أعذراني يا ابنتاي أعلم
أنكما عروستان والحديث عن هذا سابق لأوانه ولكنني وحيدة والأمر متعب لي كثيرا لقد
كنت أنتظر أن يتزوج أبنائي بفارغ الصبر لتساعدني زوجاتهم "

قلت بابتسامة " لا عليك يا خالتي معك حق هذا سيكون واجبنا اتجاهك "

قالت حور " ولما لا خادمات هنا "

تنهدت وقالت " غيث من يرفض ذلك وبشدة وحتى الخدم غير ثابتين أيضا يأتي من
يهتم بالحديقة وتقليم الأشجار في ساعات وأوقات معينة وتحت إشرافه أيضا "

تنهدت بحزن آه ياله من رجل غريب أطوار و يالك من محضوضة بالزواج به يا رنيم

قالت حور " هل غيث هوا ابنك الأكبر "

قالت خالتي بابتسامة " لا هوا ابن زوجي ابني الأكبر أسمه أديم وهوا يعمل في الجنوب ولدي
ابن آخر أكبر من زبير وابن من زوجي الأول "

أمضينا أغلب اليوم نتنقل بين أجزاء القصر ثلاثتنا وأعددنا العشاء أيضا بمساعدة الخادمة الوحيدة
كانت حور فتاة رقيقة جدا ومهذبة يبدوا أننا سننسجم كثيرا مع بعضنا نظرت لها وقلت

" حور هل لديك أخوة "

قالت بابتسامة حزينة

" لا فلقد توفي والدي بعد ولادتي مباشرة وتوفيت أمي وعمري أربعة أعوام "

قلت بحزن " أنا آسفة إن أحزنك سؤالي "

قالت بحب " لا بأس عليك يا رنيم فأنتي لا تعلمي بذلك "

ابتسمتُ وقلت " أنا أيضا ليس لي أشقاء والدي توفي وعمري أشهر فقط في الحرب التي دارت
جنوب هذه البلاد ولم تتزوج أمي بعده وكرست حياتها لتربيتي هي كل ما لدي من هذه الحياة "

قالت بابتسامة " يحفظها الله لك يا رنيم , والدي أيضا توفي في الحرب هذا غريب حقا "

قلت بابتسامة

" ليس غريبا فوالدي شامخ توفي له أصدقاء في الحرب لا استغرب أن تكوني ابنة أحدهم "

دخلت خالتي وقالت " سيأتي ضيوف اليوم وعلينا استقبالهم ليتعرفوا بكما كما أننا سنقيم
حفلا خلال الأيام القادمة لكما أيضا عوضا عن حفلة الزفاف "

قالت حور وعيناها أرضا

" اعذريني خالتي أشعر أنني متعبة قليلا قد لا استطيع استقبالهم معكم "

ظهرت علامات الاستغراب على وجهها وقالت

" هل تشعرين بشيء يا ابنتي هل من مكروه أصابك "

بدا على حور التوتر ثم قالت " لا شيء إنه مجرد إرهاق بسيط "


عند المساء جلسنا جميعا على مائدة الطعام ماعدا الغير متواجدان في المدينة وهما بحر
وأديم جلست بجانب حور وخالتي تجنبا للجلوس بجانب غيث وكان الكرسي الموجود
أمامي شاغرا تماما استأذنت حور بسرعة وصعدت للأعلى نظرت خالتي جهة زبير وقالت

" حور تبدوا متعبة حتى أنها لم تتواجد مع الضيوف اليوم وقضت أغلب اليوم في غرفتها
أصعد لرؤيتها يا زبير "

قال زبير وهوا يتناول قطعة اللحم

" أنا من طلب منها أن لا تحضر الاجتماعات العائلية هنا ولا الحفلات أيضا "

نظر له الجميع بدهشة ثم قالت خالتي " ولما "

قال وعينيه على صحنه " لسبب لا أريد قوله لن تحضر وكفى "

قالت بغيض " ولكن هذا لا يجوز هل ستسجن الفتاة يا زبير "

رمى بالشوكة في صحنه بغيض وقال

" زوجتي ولا أريدها أن تكون معهم فلا تعاندوني في الأمر يا أمي "

وقفت وقالت " وماذا بشأن الحفل وما سنقول للناس , لا يمكنكم رؤية زوجة ابننا "

قال وهوا يقف مغادرا

" قولي ما تريدين وقولي أنني اسجنها إن أردتي المهم أنها لن تتواجد أمام أي أحد "

ثم غادر ونظرت خالتي لباقي أبنائها وقالت

" هل يعجبكم ما سمعتموه هل جن هذا الولد أم ماذا "

قال صهيب ببرود " زوجته وسيتفاهم معها , ماذا لو تحدثنا وهي كانت توافقه الأمر أي شيء
قد نناقشه فيه إلا خصوصياته يا أمي إن اشتكت زوجته فحينها سيكون لكل حادث حديث "

غادرت خالتي مستاءة وتوجهت لجناها الموجود بالطابق الأرضي

نظر غيث باتجاهي وقال

" لا يحق لنا التدخل زوجته وإن ضربها أمام أعيننا فقد تكون تستحق التأديب "


حتى الحيوانات لهم جمعية تسمى جمعية الرفق بالحيوان أيها المتحجر , أعرف لما تقول
ذلك ولكن علاجك عندي فتابعت الأكل دون كلام

بعد صمت قال صهيب " هذا في حال لم تشتكي من تصرفه لكن لو تحدثت بحرف واحد
أمامي فلن أقف مكتوف اليدين فلتعلما ذلك فلن أرضى أن تُظلم إحدى زوجاتكم أمامي وتستنجد
بي وأقف أتفرج فكلنا نعلم الظروف التي تزوجاكما بها "

قال غيث باستياء " و أليس هذا تدخلا في الخصوصيات الذي كنت تتحدث عنه "

نظر له صهيب بحدة وقال

" لا ... إلا الظلم يا غيث لو لم تكن زوجته موافقة على ما يفعل فسأمنعه من ذلك بنفسي "

اقسم أنك رجل لم تنجبه كل النساء يا صهيب يكفي كلمتك هذه ولو لم تطبقها

نهض غيث من على الطاولة وقال بتذمر

" انهض هيا أليست لديك مهمة وتريد مغادرة العاصمة "

ثم غادر وصعد لجناحه في الأعلى هممت بالوقوف لحمل الأطباق حينما أوقفني صوت

صهيب قائلا " اصبري على غيث يا رنيم إنه أفضلنا جميعا "

صمتت لبرهة ثم قلت بابتسامة " كل واحد منكم يرى الآخر أفضلكم , رحم الله والدي شامخ
فقد رباكم كما يجب أن تكون التربية ولكن ما بيني وبين غيث أكبر من ذلك بكثير "


ثم غادرت متوجهة للمطبخ













صهيب





كان عليا البقاء مع الفتاة ليلا لست مطمئنا لذالكم الصعلوكان ولكن لا خيار أمامي فلن يوافق
شابان جيدا التربية على هذا, ولا خيار أمامي سوى المستودع الذي وفره لي سالم لوضعها فيه
مؤقتا كي أبتعد عن الشوشرة ولا يكتشف أحد الأمر وما أخفي حتى يوفر لي المنزل المناسب


توجهت للمستودع برفقة حامد وكل منا في سيارة لتبقى السيارة معي فالمكان مقطوع تماما ولن
أضمن عودتهما إلي, كما أنني لا أترك لهما سيارة هنا كي لا يهرب أحدهم بالفتاة , لدى كل
واحد منهما مشاكل قانونية وشيكات بحوزتي من دون رصيد فمصيرهما بين يدي وصلنا إلى
هناك ثم خرجت وشريكاي للخارج فسألتهما مستفسرا

" ماذا حدث معكما هل قالت شيئا هل بكت هل نامت "

قال حامد " لا ... أمامي لم تنم ولم تبكي كانت تقاوم النوم طوال الوقت يبدوا لي أنها خائفة "

ثم قال جهاد " ولا اليوم أيضا كانت ترتجف من البرد فقط لا كلام ولا طعام ولا نوم "

قلت بحدة " ومن يأكل الطعام و أنت موجود يالك من جشع "

نظر لي بضيق وقال " كانت مرة واحدة فقط وهي لم ترغب به كنا سنرميه على أية حال "

صرخت به قائلا " أصمت الآن "

ثم قلت بحزم " عليكما العودة غدا صباحا مفهوم فلا يمكنني البقاء أكثر هيا غادرا "


دخلت المستودع وجلست كالعادة على أحدى الأعمدة على الجدار المقابل لها أما هي
فتلحفت بالبطانية في صمت وهدوء كنت أنظر لها متسائلا تبدوا صغيرة وأصغر حتى
من سنها لما لا تبكي وتنحب كباقي الفتيات فتاة أخرى غيرها يختطفها شبان كانت ستقلب
الدنيا على رؤؤسنا من البكاء والصراخ أتمنى أن يكون ما أفعله صوابا, ولكن لا حل أمامي
سوى تهديدهم لأني أعرفهم جيدا

بعد وقت لاحظت أن الفتاة أضجعت على الفراش ونامت , غريب هي لا تنام بوجود حامد أو جهاد
فلما تنام في وجودي هل فعلا شيئا أخافها يا ترى هل أطمئنت لوجودي معها , أنا لا أفهم حقا

بعد مرور ساعات وردني اتصال من غيث كان غاضبا ويصرخ

" هل جننت يا صهيب ما هذا الذي قلته لجدي وأعمامي "

قلت ببرود" ما سمعته "

قال بغضب أشد " وهل تري ما قلته شيء يمكن سماعه أو حتى تصديقه "

قلت بغيظ " بلي صدق ذلك فأوراق الفتاة معي ولن تتفاوضوا مع الخاطفين لدفع الفدية
قبل تنفيذ الشروط وليس لدي ?لام غيره "

ثم أغلقت الخط واتكأت برأسي علي الجدار مغمضا عينيا فجاءني صوتها هادئا حزينا وهي تقول

" لا تتعب نفسك هم لن يدفعوا لك شيئا أقسم علي ذلك فدعني اذهب أرجوك "

فتحت عيناي ونظرت إليها ثم نظرت للأعلى بصمت

جلست وقالت " إن اختطفتموني طلبا للفدية فأنا اخبر?م أنكم لن تحصلوا عليها هم لن يدفعوا
من اجلي شيئا وأنا ووالدتي لا نملك المال فأنت تضيع وقتك لا أ?ثر "

قلت مقاطعا لها " اسكتي يا ميس فأنتي لا تعلمي شيئا "

قالت بحدة " من أين تعرفني وتعرف اسمي وعائلة والدي تلك وما الذي تريده مني "

قلت بحدة مماثلة " لا شأن لك بذلك فعودي للنوم "

قالت بصراخ غاضب بعدما أومأت بأصبعها في الهواء

" إن كنت تتأمل فيما لديهم فأعلم بأنك تتوهم فهم لا يحبونني ولم يريدوني يوما ولم يسألوا عني
طوال تلك السنين حتى مجرد السؤال , فلا تتعب نفسك وتتعبني معك واعدني من حيث جئت
بي وابحث لك عن رهينة أخري "

ثم قالت بنبرة حزينة

" كنت أعلم ذلك , أعلم أنهم لم يفكروا بي يوما ولولا إصرار والدتي ما أتيت "

ثم ابتسمت بسخرية وتابعت

" هه قالت هم من سيكونون سندا لي بعدها فلتأتي وتنظر عن أي سند تتحدث "

قلت بهدوء " وما أدراك بهم لعلهم .... "

قاطعتني بحدة " بلي أعرفهم وأعرفهم جيدا أيضا فمن لم يسأل عنك وعما تعاني لسنوات
لا يهتم لأمرك بالتأكيد سحقا لهم ?م أكرههم جميعهم "

ما كان مني إلا أني تنهدت بأسي ولدت بالصمت فليس لدي ما أقول , معك حق في ?ل
ما قلتي يا ميس

نظرت لها مطولا فقالت بحدة

" ما بك تنظر إليا هكذا هل ترأف لحالي , اتركني اذهب إذا "

اكتفيت بالصمت وبعد لحظات قالت " أريد هاتفا لأتحدث مع والدتي "

قلت ببرود " ممنوع "

قالت بأسي " والدتي مريضة وشقيقها ذاك لن يعتني بها عليا تدبر الأمر مادُمت لا تفكر
بإطلاق سراحي و يمكنك سماع ?ل ما سأقول اقسم أنني لن أخبرها شيئا أرجوك "

أخرجت هاتفها من جيبي وتوجهت ناحيتها اتصلت لها بوالدتها وفتحت مكبر الصوت
ووضعت الهاتف أمام وجهها بعد وقت جاء صوت والدتها قائلة

" مرحبا ميس مرحبا يا ابنتي أين أنتي لم تتصلي ولم تعودي "

أجابتها بحزن " اعذريني يا أمي ولا تقلقي علي أنا بخير"

قالت والدتها " حمدا لله يا ابنتي و?يف هوا جدك وعائلة والدك "

ابتسمت بسخرية وقالت " إنهم رائعون واستقبلوني أروع استقبال "

ثم قالت بجدية " اسمعي يا أمي عليك الانتقال من عند شقيقك ذاك فقد أتأخر قليلا وأعرفه
جيدا فهوا لن يهتم بك ولا بعلاجك وسيأخذ ما لديك من مال , فعليك مغادرة منزله "

أجابتها بنبرة هادئة متسائلة

" وأين سأذهب يا ابنتي فليس لدي بعدك غيره وليس بمقدوري البقاء وحدي بمنزلنا "

قالت ميس ببرود

" إنه عديم نفع وبقائك معه لن يجلب لك سوي المتاعب أعرف جيدا شقيقك ذاك "

تنهدت والدتها بحزن وقالت " ألن تناديه خالي أبدا , لما لا تعترفي به "

أجابتها بحدة " لأنه ليس خالي وليس لي أقارب سواك بعد والدي فلن أعترف بأحد "

قالت والدتها بيأس

" لا فائدة ترجي من الحديث معك أعلم أنه سيء ولكن لا خيار أمامي غيره "

قالت ميس بجدية " سأتحدث مع جسيكا لتأخذك عندها حتى أعود "

أجابت والدتها " وما علاقة صديقتك بنا وما ذنبها لتتحملني "

قالت ميس بحدة آمرة لها

" لن تبقي مع شقيقك ذاك يا أمي سوف يقتلك بإهماله قبل أوانك "

قالت والدتها بيأس " لا يموت أحد قبل وقته , حسننا سأفعل ما تريدين فقط توقفي عن
الصراخ والغضب أيتها الشرسة "

تنهدت بضيق وقالت " أمي ألن تكفي عن قول ذلك دائما , حسننا وداعا الآن "

رفعت الهاتف إلي وجهي وأنهيت الاتصال فنظرت أليا وقالت

" أريد التحدث مع صديقتي "

قلت بهدوء " حسننا "

وبدأت بالبحث عن أسمها فجاءني صوتها حادا

" لما لا تعطيه لي لأتحدث وأنا أمسكه بدلا من وقوفك فوق رأسي هكذا ممسكا به , أطمئن فلن
آ?له وسأبقي مكبر الصوت مفتوحا "

قلت بحدة مماثلة " ميس لا تلعبي بأعصابي فأنتي لم تري وجهي الحقيقي بعد "

قالت بلا مبالاة " آه جيد أنك أخبرتني "

تأففت بضيق ممسكا أعصابي عنها قدر الإمكان , هذا ولم تعرف أنني ابن عمها فكيف
لو علمت بذلك اتصلت برقم صديقتها ومددت يدي لتأخذه مني فأخذته من يدي بقوة وغيض
وأمسكت به أمام وجهها وتحدثت مع صديقتها قائلة

" مرحبا جسي "

قالت الأخرى " مرحبا ميسي هل أنتي بخير "

قالت ميس بغيض " أسمي ميس يا جاهلة ولست ميسي فلا تنادينني باسم ذاك "

ضحكت صديقتها وقالت " ?م أتمني أن تحبي شخصا غيري أنا ووالدتك في هذا الوجود "

قالت بضيق " لا يا مغفلة أزيحي نفسك من القائمة أيضا يالك من مغرورة "

قالت ضاحكة " اعلم أنك تحبينني , ما هي أخبار عائلة والدك "

أجابتها بغيض " سيؤن للغاية أكرههم وأكره ?ل شيء يخصهم , اسمعي عليك أخذ
والدتي من بيت شقيقها السكير ذاك , دعيها في منزلك حتى أعود "

قالت الأخرى بمرح " وماذا لو لم تعودي "

أحابتها ميس بسخرية " ضعيها في دار المسنين يا متحجرة القلب فليس لها بعد الله غيري "

قالت جسيكا بحدة " كنت أمزح معك ميس ما بك سيئة المزاج اليوم هكذا , وشي‌ء آخر
تعلمي أن أدوية والدتك كثيرة وتحتاج للمال وليس معي ما يكفي "

قالت مَيس بجدية " تصرفي يا جيسي وما أن أعود فسأدفع لك "

ضحكت صديقتها وقالت

" من أين لك يا معدومة فحتى عملك المتدني ذاك ستخسرينه بسبب تغيبك عنه "

أجابتها بنفاد صبر " سأبحث عن غيره و‌أدفع لك أيتها الجشعة "

قالت بمكر " لما لا تطلبي المال من عائلة والدك أو تزوجي من أحدهم لتنحل المشكلة هههه "

صرخت بها بغيض " جيسي توقفي عن قول الحماقات فلن أخذ منهم مليما واحدا لي أو لوالدتي
ولن أتزوج منهم ولو بقيت عزباء ?ل حياتي "

قالت بهدوء " حسننا حسننا لا تغضبي هكذا سأجلب والدتك لدي "

قالت ميس بحدة " اليوم "

قالت صديقتها " حاضر اليوم "

تم تابعت بضيق " ولكنك ستدفعين لي ?ل مليم سمعتي , ثمنا لصراخك بي "

أغلقت ميس الهاتف في وجهها ومدت به إلي فقلت " هل تريدي شيئا غيره "

قالت بهدوء وهي تنظر للأرض

" أريد أن أعلم مواقيت الصلاة هنا وأريد كتيب الأذكار الموجود بحقيبتي "


خرجت للسيارة اتصلت أولا بصديقتها وأخبرتها أنني سأرسل لها المال من أجل والدة ميس
وأن تُبقي الأمر سرا بيننا ثم أخذت ورقة وقلم ودونت مواقيت الصلاة فيها وأخذت كتيبها الذي
طلبت من حقيبتها وأخذتهم إليها وعدت حيث كنت أجلس متكأ على أحد الأعمدة فغلبني النعاس
بلا شعور مني لأني كنت مسافرا منذ الفجر من أجل العمل لأعود ذات اليوم فنمت طويلا
حتى أحسست بأشياء صغيرة وقاسية تصطدم بعنقي وكتفي فتحت عيني فوجدت ميس ترميني
بقطع الحجارة الصغيرة نظرت إليها عاقدا حاجبي وقلت بغيض

" هيه توقفي ما الذي تفعليه الآن "

قالت بابتسامة " إنه وقت صلاة الفجر يكاد يخرج وأنت نائم ولم تصلي "

وقفت ووضعت يداي في وسط جسدي وقلت

" وهكذا يقوم البشر بإيقاظ بعضهم للصلاة "

رفعت كتفيها بلا مبالاة وقالت بذات الابتسامة

" وما كنت تريد مني أن أفعل , أهمس في أذنك باسمك الذي لا أعرفه "

هززت رأسي بيأس مبتسما وقلت " يالك من فتاة , حسننا شكرا لك على أية حال "

توضأت وصليت ثم عدت للجلوس مجددا نظرت ناحيتها فوجدتها عادت للإضجاع ويبدوا
أنها تريد النوم فقلت بهدوء

" ميس "

أجابت بضيق " نعم "

قلت " لم تنامي طوال الأمس والليلة السابقة له لما ... هل ضايقك الشابان في شيء "

قالت بهمس " وهل يهمك الأمر "

قلت بتأكيد " نعم , هل قالا أو فعلا لك شيئا "

قالت بهدوء " لا ولكنني كنت خائفة منهما "

قلت باستغراب " لما , ألست خائفة مني أيضا "

أغمضت عينيها وقالت " هما لا يصليان أبدا أما أنت فكنت تصلي فلم أخف منك "


ثم غطت وجهها بالبطانية وتركتني أنظر لمكانه بدهشة وحيرة بعد ساعات عاد حامد
وجهاد دخلا فوقفت ووقفت ميس أيضا

قلت وأنا أغادر المكان " جيد لم تتأخرا إنه دورك يا حامد سنغادر الآن "

وخرجت وجهاد وكانت ميس واقفة ولم تتحدث بكلمة











حور






لا أعلم إن مرت عدة أيام أو أسابيع على وجودي هنا ولم أغادر غرفتي إلا نادرا لمساعدة
رنيم وخالتي وفي صمت تام ولم أرى خلالها زبير إلا على طاولة الطعام أنا حقا لا افهمه ,
هوا يتحدث معي باحترام أمامهم جميعا ولا تعتب قدمه عتبة باب غرفتي ولا يدخل الجناح إلا
فيما نذر , يبدوا أنه يحب فتاة أخرى وحرموه من الزواج بها فهوا يبدوا مجبرا على الزواج بي



سامحك الله يا والدي لما تحددون مصير أطفال لم يكبروا بعد ولم تحسبوا حسابا لتغير
أمانيهم وأحلامهم مستقبلا كنت واقفة على حوض الغسيل أغسل بعض الأطباق وأصُفها
فوق بعضها ودهني غائب عني تماما عندما شعرت بأحدهم يقف عند الباب نظرت باتجاهه
فتسمرت قدماي وعيناي ولساني وكل شيء , أحسست بخلايا جسدي جميعها تتفكك عن بعضها
لقد شعرت بالهواء لا يدخل رئتي وتنفسي وقف حينها تماما من هول ما رأت عيناي, فتحت شفتاي
بصعوبة وكأنني أزيح جبلين عن بعضهما وقلت بهمس مخنوق وعيناي تمتلئان بالدموع

" بحر "

أبتسم بحزن وقال " أجل ... بحر "

هززت رأسي نفيا وقلت بألم " لا يمكن ... لا يمكن هذا "


توجه جهة الثلاجة حمل قارورة ماء وخرج من فوره شعرت حينها لأول مرة بدوران
الأرض شعرت وكأنه تم ضربي بسيف قسم جسدي لنصفين , كانت الأشياء جميعها
تدور وتدور ورأسي يلف معها حاولت أن أمسك بأي شيء لأتمسك به ولكن يدي
اصطدمت بالأطباق المصفوفة فوق بعضها وسقطت كلها وسقطتُ معها أرضا ولم
استيقظ إلا في غرفة غريبة عني نظرت مطولا لتتضح لي الصورة فكانت خالتي
تجلس بجواري وتقول

" حور هل أنتي بخير يا ابنتي هل تسمعينني "

هززت رأسي بنعم فمسحت على رأسي وقالت " حمدا لله بنيتي لقد أخفتنا عليك "

قلت بحيرة بين الواقع والحلم " ماذا حدث لي "

قالت بحنان

" لقد أغمي عليك بالمطبخ وسقطتي أنتي والأطباق جميعها أرضا حمدا لله أنها لم تؤذيك "


يا الهي يبدوا أنه كان حلما أو وهما قولي أنه كذلك يا خالتي أرجوك ثم سألتها بتردد

" ومن حملني إلى هنا "

صمتت قليلا ثم قالت " لم يكن أحدا هنا إلا بحر لذلك حملك هوا إلى هنا "


كانت تلك الضربة القاضية التي وجهتها إلي كانت كلماتها كالنار اشتعلت بداخلي فلم استطع
تمالك نفسي وبدأت بالشيق وبدون بكاء , لقد كنت أشهق بكاءً بدون دموع كمن غرق في البحر
وأخرجوه وهوا لا يتنفس سوى ذرات من الهواء احتضنتني خالتي وقالت

" ما بك يا حور سلامتك يا ابنتي ما حل بك , بسم الله عليك "


لم أتمالك نفسي وبدأت بالبكاء بل بالصراخ باكية وخالتي تهدئ من روعي في حيرة مما
أصابني وما كان لأحد حينها ليسكب الماء على النار المشتعلة بصدري ما كان لأحد في
كل هذا الكوكب ليتمكن من ردع الصدع في ضلوعي وجمع أجزاء قلبي المتناثرة كنت
ابكي وأبكي دون توقف وتحول بكائي لشهقات مكتومة حينما سمعت طرقا على الباب
وأحدهم ينادي من الخارج خرجت خالتي قليلا ثم عادت وجلست بجانبي محاولة تهدئتي

فقلت بهمس " من هناك عند الباب "

قالت بابتسامة " إنه بحر يسأل إن كنت تحتاجين لطبيب أو ننقلك للمستشفى "

نزلت دموعي من جديد ودون شعور مني ثم قلت بذات الهمس

" هل هوا أبنك هل يعيش هنا "

قالت بذات الابتسامة " نعم هوا ابني من زوجي الأول ويقيم أغلب الوقت معي "


ليتك لم تقوليها يا خالتي ليتك قلتي أي شيء إلا هذه كيف أتمنى لسنوات أن أراه ولو من بعيد
وحينما أدعوا الله أن لا التقي به أجده أمامي وبهذا الوقت وفي هذا المكان تحديدا

قالت بخوف من صمتي " هل أنتي بخير يا حور "

قلت بألم " لا لست بخير "

قالت بتوجس " هل نحظر الطبيب أم أتصل بزبير أم نأخذك أنا وبحر للمستشفى "


لا تقولي أسمه أمامي أرجوك فأنا أريد تكذيب الحقيقة فلما لا تساعديني على ذلك

قلت مندفعة " لا لا ... سأكون بخير فلا تقلقي علي "


أحدهم طرق الباب فخرجت خالتي وتركتني , تركتني لألمي وعذابي وتركت دموعي
تحكي للوسادة كل حكايتي تركت الألم يزداد ألما والنار تزداد اشتعالا حتى أحترق كل
شيء بداخلي كان ثمة زلزال يضرب قلبي وضلوعي دون توقف , حضنت الوسادة بكل
قوتي وكتمت فيها صرخاتي الموجعة وأنا أتلوى وهي تتلوى وتتألم معي أدفن فيها وجهي
أدفن فيها عبراتي وصراخي ووجعي حتى سمعت خطوات راكضة تقترب مني وأيدي تحاول
أبعادي وأنا أرفض الفكاك وأبعاد وجهي عنها كانت أصوات كثيرة تتحدث ولكني لم أكن
أسمع منها شيئا لم أكن أسمع إلا عبراتي وشهقاتي وبقيت على هذا الحال لوقت طويل حتى
هدأت شيئا فشيئا وبدأت يداي ترتخيان عنها ووجهي لا يزال مدفونا فيها قامت حينها يد بسحب
الوسادة مني ثم مسحت على شعري ووجهي رفعت بصري فكان زبير يجلس بجواري وتقف
معه خالتي و رنيم قال بخوف

" حور هل أنتي بخير سيأتي الطبيب حالا "

قلت بصوت متعب " أنا بخير لا أريد أي طبيب لا أريده أرجوك "

قال بهدوء " حسننا ارتاحي أنتي الآن هل تريدين الصعود لجناحنا "

قلت باعتراض " لا لا أريد أتركني هنا أنا متعبة قليلا "


بل لا أريد أن أراه الآن , ضربة موجعة أخرى وسأموت بالتأكيد

وقف وقال " إذا سنتركك ترتاحي قليلا حسننا "


هززت رأسي بالموافقة وخرجوا ثلاثتهم تنهدت بألم وأنا استغفر الله كثيرا ثم غطيت
وجهي باللحاف وعدت للبكاء ولكن بصمت ولا ادري من أين كانت تأتي كل هذه الدموع
ولا إلى متى ستستمر بالنزول لماذا أنا حظي هكذا لما أنا الأتعس بين نساء الأرض











بحر





كنت اعلم أنه لا جدوى من هروبي ومهما رحلت فسأعود ومهما هربت فسترمي بي أقداري
إلى هنا فعدت لأواجه الواقع رغم كل قسوته , دخلت القصر فكان الصمت القاتل يعم المكان
سمعت بعدها بعض الأصوات تأتي من المطبخ لابد أنها أمي فحياتها كلها هناك والعروسان
لن تعملا من الآن بالتأكيد , آه عروس هل أصبحتي عروسا يا حور ولمن لأخي


اقتربت من باب المطبخ فصعقت لرؤيتي من بداخله , كانت حور كانت حوريتي التي لم
تغيرها السنين لا بل زادتها حسننا وجمالا تغسل الأطباق ويبدوا عليها الشرود وقفت أتأملها
أتأمل طيفا حرمت من رؤيته لعامين كاملين التفتت فجأة ناحيتي لترمي بحسن عينيها كالقذيفة
في قلبي وتجمدت في مكانها حتى ظننتها تحولت لتمثال حجري ثم حركت شفتيها بصعوبة
ونطقت حروف اسمي


اسمي الذي اسمعه للمرة الأولى من شفتيها أسمي الذي لم أعرفه رائعا وحارقا هكذا من قبل
, فابتسمتُ بألم رغما عني من وقوفي هذا الموقف الذي لم أتوقعه في حياتي توجهت مسرعا
للثلاجة وأخذت قارورة ماء صغيرة وخرجت , لم أكن أريد الماء ولا جئت لأخذه ولا أدري
كيف أمسكت يدي بها دوننا عن أي شيء وما هي إلا لحظات حتى سمعت صوت سقوط قوي
وأطباق تتحطم على الأرض ركضت مسرعا للمطبخ فوجدت حور ملقاة أرضا وقطع الزجاج
تتناثر حولها في كل جانب ركضت مسرعا إليها هززتها حاولت إيقاظها ولم يجدي ما فعلت نفعا


كانت تئن أنينا أوجع كل درة في قلبي تمنيت لو أحضنها لصدري وابكي تمنيت لو أضمها
لأطفئ وجع السنين ولكن الأميات لا تبقى إلا أميات , ركضت مسرعا للخارج أصرخ باسم أمي
فجاءتني مسرعة بخوف وقالت

" ما بك يا بحر ماذا هناك ومتى عدت "

قلت بفزع " أسرعي يا أمي حــ و ... ثمة فتاة مغمى عليها بالمطبخ "

ركضت أمي أمامي مسرعة وهي تصرخ " حور ما بها يا ترى "


دخلت المطبخ وأنا خلفها وكانت على حالها التي تركتها عليه اقتربت أمي منها وحينما
رأت الزجاج المتناثر بكثافة حولها وتحتها قالت

" علينا نقلها من هنا بحذر فالزجاج في كل مكان "

قلت بفزع " قومي بنقلها يا أمي "

قالت بقلة حيلة " لا يمكنني فعل ذلك لن استطيع حملها وزبير ليس هنا "


ما كان أمامي من خيار توجهت نحوها وحملتها بين ذراعي بحذر وقطع الزجاج
تخترق أصابعي وأنا أمرر يداي تحتها, حملتها برفق كما تحمل الأم رضيعها الذي
أنجبته بعد عناء سنين ووضعتها برفق على السرير في جناح الضيوف وخرجت
لخارج الغرفة , بعد عدة دقائق بل شهور وسنين سمعت أمي تحاول الحديث معها ثم
سمعت شهقاتها وبكائها بل وصراخها المتألم , توقفي عن ذلك يا حور ولا تزيدي ألمي
ألما توقفي ولا تسكبي وقود دموعك وعبراتك على نار القلبي المشتعل


كنت أدور في ردهة الجناح كالأسد المسجون وعقلي يكاد يجن توجهت للباب وطرقته
مناديا أمي فتوقف حينها صوت صراخها الباكي وشهقاتها وخرجت أمي إلي لم أعرف
ما أقول فقلت بعد صمت

" هل تريدون الطبيب "

نظرت لأصابعي المغطاة بالدماء وأنا أمسك مناديل ورقية محاولا وقف النزيف وقالت بخوف

" بحر يداك تنزفان بني "

قلت " لا عيك أمي مجرد جروح بسيطة ما هوا حال الفتاة "

هزت رأسها وقالت بحيرة " لا أعلم فالفتاة تكاد تجن من الصراخ والبكاء تبدو في حالة
هستيرية شديدة لا أعلم ما حل بها "

قلت بخوف " إذا سأحضر الطبيب أو لنأخذها للمستشفى فورا "

قالت وهي تدخل الغرفة " دعني اسألها أولا "


ثم دخلت وتركتني أسوء مما أتتني انتظرت طويلا ولم تخرج فطرقت الباب ثانيتا
فخرجت لتخبرني أنها أصبحت بحال أفضل ثم قالت

" علينا الاتصال بـــ "


وما كانت تنهي جملتها إلا وسمعنا صوت حور بصراخ مكتوما ومتألم بشدة تكسر الحجر
فكيف بقلب البشر وكيف بقلبي أنا , ركضت دون شعور لداخل الغرفة ووالدتي تركض
خلفي كانت تغمر وجهها في الوسادة وتعصرها بيديها بقوة وتصرخ وتتلوى , من صدمتي لما
رأيت وقفت عاجزا أمامها كانت ملامح وجهي متوقفة عن أي تعبير ويداي ساقطتان جانبا دون
حراك , اقتربت منها أمي وبدأت تهزها وتحاول نزع الوسادة منها ولكن دون جدوى فلم تكن تعي
ما يدور حولها ولم يكن يظهر منها سوى شعرها البني المخصل بخصلات ذهبية متناثرا حول
أطراف الوسادة وظهرها وكتفيها مغطيا لنصف جسدها العلوي بالكامل ركضت أمي خارجة
من الغرفة وهي تصرخ

" عليا الاتصال بزبير الفتاة سوف تجن يا بحر سوف تجن "


( سوف تجن يا بحر سوف تجن , سوف تجن يا بحر سوف تجن ) كانت تلك الجملة التي
قالتها أمي بمثابة مفتاح التشغيل الذي قام بتحريكي جلست على السرير وأمسكتها من كتفيها
وبدأت أهزها بقوة وأصرخ

" توقفي يا حور توقفي عن ذلك فلا ذنب لك ولا لي فيما حدث , حور ارأفي بحالي وتوقفي
حور توقفي أرجوك "


ولم تفلح محاولاتي في شيء فلم تكن تعي أو تسمع مني شيئا , كم كرهت نفسي حينها لما سببته
لها من ألم كان عليا أن أتحدث معها منذ سنين لأخبرها أنني خطبتها من عمها وأنني لم أنسها
يوما وأني لازلت أحبها ولكن فيما سيجدي الندم الآن , كل ذلك لأنني مغفل دائما ولا أعي
لأخطائي حتى أتلقى صفعة توقظني من غفلتي , صدقت يا والدي شامخ , صدقت حين قلت
أنني لا أعرف قيمة الأشياء إلا حينما أخسرها

بعد لحظات عادت أمي وقالت " زبير في طريقه إلى هنا "


عندها وقفت ونظرت لحور نظرة مودع فلا يحق لي البقاء بجوارها ولا يحق لي أن اقترب
منها ولا أريد رؤية زبير هنا معها يحضنها بين ذراعيه , فخرجت وغادرت القصر نهائيا









أُديم


مرت عدة أيام على وجودي هنا ولو قلت الموت أفضل من حالي الآن لما عبرت عما أشعر
به , على أخوتي أن لا يتهوروا ويختاروا خرق الوصية والمغادرة فهذه الحياة التي تعتبر
مرفهة عند الفقراء تشعرني بأنني أدنى البشر منزلة فكيف لو كنت بلا منزل ولا عمل ولا نقود
, يا رب إلى متى سأتحمل هذا


وصلت للشركة متذمرا من كل شيء وأشعر بالملل والوحدة حتى أني صرت أتمنى أن
تثرثر تلك المدعوة ليان ليمضي الوقت , إنهما يعملان لساعات دون توقف أو كلل أو
كلام لقد سئمت العمل وسئمت كل شيء دخلت المكتب فوجدت شروق وحدها تجلس
بالداخل توجهت لمكتبي في صمت كالعادة وجلست أقلب حاسوبي المحمول بعد لحظات
دخلت ليان قائلة

" صباح الخير شروق "

ثم نظرت باتجاهي وقالت متبسمة "صباح الخير أيها الوسيم "

وتوجهت لمكتبها

قالت شروق ضاحكة " هل ستعاملين الشاب كصديقتك القديمة إنه لا يسمعك يا ليان "

قالت بضيق " وما شأنك أنتي أنا ألقيت عليه التحية فقط هل لأنه لا يسمع لن يكون علينا
أن نحييه فهوا أخرس وليس ميت ولا حجر لا يشعر "

قالت شروق بابتسامة

" هل ستفعلين كموظفات الشركة منذ وصل وهن يزرننا لأسباب تافهة فقط ليرينه "

قالت ليان بضيق إنهن سخيفات هل تضعين عقلي من عقولهن "

قالت شروق بمكر " طبعا سأعذرهن كما أعذرك لمناداته بالوسيم "

تجاهلتها ليان وجلست قائلة بضيق " لابد أن مصيبة أخرى في طريقها إلي "

نظرت لها شروق وقالت "وهل هناك أولى لتكون هناك أخرى "

تنهدت بضيق وقالت " إنه ثامر لقد نجوت منه بأعجوبة "

قالت شروق " هل عادوا لذلك مجددا , لذلك إذا تأخرتي "

تنهدت وقالت " لن ينتهي الأمر أبدا أعلم بذلك "

قالت شروق بأسى " كيف لهم أن يتصرفوا معك هكذا "

قالت ليان بذات الأسى " هم لا يروني أستحق إلا ذلك سحقا لهم من بشر "

نظرت لها بحيرة وقالت " ألا يوجد لديك أحدا يساندك ويخلصك من شرهم "

ضحكت ليان بسخرية وقالت

" أي سند هذا إن لم يكن أخوتي سندا لي فمن سيكون , هل لديك أنتي من يردع زوجك وشره عنك "

قالت شروق بألم " لا تسأليني كي لا أبكي لك "

نظرت لها ليان بمكر وقالت " ما رأيك أن نقتلهم جميعهم ونهرب هههههه "

قالت شروق بتذمر " وما الفائدة مادمنا سنهرب "

رن الهاتف حينها فأجابت شروق ثم قالت " ليان مدير القسم يطلبك "

تنهدت وقالت " ألم أقل لك ذلك أعرف نفسي منذ طفولتي لا تحصل لي مصيبة إلا وتبعتها الأخرى "

ثم وقفت وغادرت , دفعني فضولي أو لست أعلم ما يكون لمعرفة ما جرى فأمسكت بالورقة والقلم
وكتبت لشروق

( ما بها صديقتك متضايقة هل من مشكلة )

كتبت لي ( أخوتها من والدتها يطاردونها يريدون أخراجها من منزلها )

رميت بالورقة على المكتب وقلت لنفسي ( ما علاقتي بها وبهم , يبدوا أنني حقا أشعر بالملل )

بعد لحظات عادت ليان وجلست تردد بتذمر " تأخرت لدقائق فقط هل هذا عذر لخصم راتبي "

قالت شروق مازحة " هذا حق أخوك الذي هربتِ منه هههههه "

قالت بضيق " ما أسعدني بك من صديقة هل تناصرينه علي "

ضحكت شروق وقالت " الحق عليك لما لم تتزوجي من ذلك الرجل صاحب الxxxxات "

نظرت لها باشمئزاز وقالت " من ... أنا أتزوج من رجل لديه مال كثير الموت أهون علي
من ذلك لكي يتبجح وأهلة علي ويعايروني بفقري , حتى مشيتي حينها لن تعجبهم وسيقولون
أنها مشية فقراء معدومين لن أتزوج بثري مغرور ولو بقيت عانسا كل حياتي "

قالت شروق " حسننا تزوجي فقيرا مثلك إذا عله يكف شرهم عنك "

ضحكت وقالت " ومنذ متى كانوا الفقراء يستطيعون شيئا سنصبح في مشكلتين حينها
فسيتشاجرون معه وسيرملونني في أقرب فرصة "

قالت لها شروق بضيق " لا ذاك يعجبك ولا هذا يعجبك فبمن ستتزوجين إذا "

نظرت للأوراق أمامها وقالت

" لن أتزوج من أحد سأبقى هكذا وحيدة طوال حياتي يكفيني وجود عمي معي "

قالت شروق بحدة " عمك الشيخ الكبير الضرير فيما سينفعك , الحياة مليئة بالمخاطر يا ليان
فلا تستهيني بها أنتي بحاجة لمن تستندي إليه "

نظرت لها بنصف عين وقالت " شقيقك خريج السجون ذاك لن أتزوجه فهمتي "

قالت بضيق " وما به شقيقي ألا يعجبك , هوا أفضل لك من الوحدة والهروب من أشقائق في الشوارع "

رمت بيدها ناحية شروق وقالت " لو كان ذا نفع لأوقف زوجك عند حده من ضربه لك دائما ,
شروق أنا وأنتي كما الكثيرين غيرنا ليس لنا إلا الله فلن ننتظر العون من أحد "

قالت لها بضيق " فقط الحمقاء من تضيع فرصة كالتي أتتك يا غبية "

قالت ببرود

" بل أنتي الغبية إن تزوج الفقير من الغني فسيكون قد رمى بنفسه للهلاك والعكس صحيح "


( أجل حقا صدقتي يا فتاة فالغني إن تزوج بفقيرة فسيصبح عرضة للسخرية والهجوم من
الجميع والغنية كذلك إن تزوجت بفقير, أما الفقير إن تزوج بغنية فسيشعر بالذل والمهانة
وسيرى الاستصغار من قيمته في أعين وكلام الجميع والفقيرة كذلك , هذا ما كنت أحاول
دائما أن يفهمه الجميع مني , ولكني لم أعتقد أن الفقراء أيضا يفكروا بهذا التفكير )


ثم وجدت نفسي لا شعوريا أنظر إليها ودهني غادر بعيدا

( لو أني أحمل ما يحملان من هموم كيف كنت سأتصرف وكيف لهم أن يضحكوا ويمزحوا
وهم يحملون كل هذا البؤس في قلوبهم , أنا لم تعرف الابتسامة شفاهي من أسابيع ولست
أحمل نصف ما يحملان )

أعادني من شرودي صوت شروق الهامس وهي تقول

" هيه ليان أسمعي الفتى الأخرس ينظر إليك منذ مدة لما لا تتزوجيه هوا هههههه "

نظرت إليا ثم لشروق ثم قالت مالم أتوقع أبدا

" ههههه تبدوا فكرة جيدة فلن يتشاجر مع أشقائي ولن يسمعهم سوف يصرخوا ويصرخوا
وهوا يمشي أمامهم مغادرا وفي عالم أخر بعيد عنهم هههههه سيموتون غيضا "

ثم نظرت لشروق بغيض وقالت

" سخيفة ... كيف تفكرين هكذا ماذا لو فهم أننا نتحدث عنه الآن "

ابتسمت شروق بمكر وقالت

" وما يدريه فهوا لا يسمعنا , تخيلي فقط أنك زوجة له ألست تنادينه بالوسيم "

قالت ليان بغضب

" إن لم تصمتي الآن كتبت له في الورقة أنك قلتي أنه معجب بك وينظر إليك وأنك تحبينه "

ضحكت شروق وقالت

" لن يصدق ذلك أبدا فأنا أكبر منه بكثير ولكن إن قلت له أنا ذلك عنك فسيصدقني بالتأكيد هههههه "


( هاتان الغبيتان تسخران مني وتتسليان بي ) أمسكت الورقة وكتبت فيها

( لما لا تعملان وتمضيان الوقت في التحدث وتنظرا لي وتضحكان هل بي ما يضحك )

نظرتا لبعضهما بصدمة ثم قالت ليان لشروق

" هل رأيتي , أنتي السبب لقد لاحظ أننا نتحدث عنه صحيح أنه أخرس ولكن ليس بغبي "

قالت شروق بهدوء " هيا أعملي بصمت قبل أن يهددنا بأن يخبر المدير "


( لو تعلما أني من مالكي الشركة فما ستفعلان ولكن حسابي معكما عسير على سخريتكما مني )


بعد ساعات كتبت في الورقة ( هل تريدان القهوة ) ورفعتها لهما فكتبت كل منهما
كيف تريد قهوتها غادرت للخارج ثم اتصلت بالمدير التنفيذي للشركة أجاب من فوره
مرحبا بي فطلبت منه تحويلي لمكتب الموظفين ولحسن الحظ أجابت ليان فقلت ببرود

" هل هذه مكاتب القسم الأرضي لموظفي الشركة هل أنتي أحدهم "

قالت بهدوء " نعم سيدي أنا ليان سعد عبد القادر أحدى الموظفين هنا "

صرخت بها قائلا " بل أحدى المستهترين هناك "

توترت نبرة صوتها وقالت " ماذا .. أنا لا ..... "

صرخت مقاطعا لها " الجميع يشتكي من الإهمال في المواقيت وكثرة الأصوات لديكم وتضييع
الوقت انتم في شركة محترمة لها سمعتها ولستم في سوق خضار أو في مزبلة حيكم "

سكتت مطولا ثم قالت " ولكن الكلام شيء مشروع للجميع "

قلت بغضب " وهل ستناقشينني فيما أقول أم ترينني أتبلى عليك "

قالت بنبرة حزينة وهادئة " آسفة أيها السيد لم أكن أقصد ولن تتكرر الأخطاء ثانيتا "

قلت بحدة " أرجوا ذلك فلوا تكرر الأمر فسيكون عقابي لكم عسيرا فهمتم "

قالت ببرود " فهمت "

قلت بذات الحدة " أرى كلامي لم يعجبك "

قالت بأسى " وما فعلت أنا لتوبخني كل هذا , أنا بشر مثلك وكلنا خطاءون وقد اعتذرت "

قلت بسخرية " حقا ما هذا الإبداع , صحيح أننا بشر ولكني لست مثلك "


يبدوا أن الصدمة من كلماتي ألجمتها فلم تضف حرفا واحدا فأغلقت الهاتف في وجهها
لأني لا أريد جرح كرامة أي أحد بكلماتي وها قد جرحت كرامتها

عدت مسرعا للمكتب لأرى نتائج انتصاري ولم آخذ لهم أي القهوة فهذا ما ينقص أن أعمل
على خدمتهم فصعقت عندما رأيتها جالسة على مكتبها تبكي وشروق تحاول تهدءتها وفهم
ما جرى معها جلست بمكتبي ظننتها أقوى من ذلك ولم أتخيل أن تبكيها كلماتي

قالت شروق وهي تمسح على ظهر ليان " اهدئي يا ليان ماذا قال لك مالك الشركة ليبكيك هكذا
ثم لما يتصل بنا هوا وليس بالمدير التنفيذي أو حتى مدير القسم "

بعد مدة هدأت ليان ومسحت دموعها ثم قالت " كم أكره الأغنياء المغرورين المتكبرين
هم هكذا دائما يستضعفون من هوا أضعف منهم لأنه محتاج لهم وللعمل لديهم ويعايرونهم
بفقرهم وحياتهم "


( يالك من سليطة لسان لقد رأفت لحالك منذ قليل وكاد يؤنبني ضميري ولكنك لم تتعلمي
الدرس على ما يبدوا)


ثم عادتا للعمل في صمت وشهقات ليان الشيء الوحيد الذي نسمعه بين الفينة
والأخرى يبدوا أنني أخطأت في حقها فعلا , لا لم أخطأ زودت العيار قليلا ولكن لم
أخطأ هذا لتتعلم أن لا تسخر مني هي وصديقتها, ثم كتبت في الورقة أسالها عن سبب
بكائها كي لا يشكا بأمري قرأتها ليان وابتسمت قائلة

" آه شكرا لاهتمامك أيها الوسيم, نحن حقا غبيتان ونستحق الضرب نسخر منك وأنت تهتم لأمورنا "

كتبت ليان في ورقة لديها ورفعتها لي وكان فيها

( لا شيء مهم شكرا لاهتمامك وأعذرني على خطئي بحقك ولا تسألني لما أرجوك )

ابتسمت لها مجاملا وعدت لعملي , على الأقل تعلمت الدرس جيدا ولن تكررها ثانية لأني
سأريها حينها
















نهاية الجزء الثامن

ما يواجه ميس ولما قام صهيب باختطافها ولما ينكر ذلك ويخفيه عن الجميع وما الشروط التي تحدث عنها

أديم وعالمه الجديد هل سيبقى أخرسا عنهم دائما ومبتعدا أم ستجذبه الأحداث وتطورها

بحر وحور ما سيكون حال كل منهما وكيف سيواجه واقعه

غيث و رنيم وتأزم الأمور بينهما وإلى ما ستئول

كل هذه الأسئلة إجابتها عما قريب فكونوا بالقرب





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-11-14, 07:52 AM   #13

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء التاسع











زبير





كيف لي أن أتخلص من كل همومي ومشاكلي , بدأت أرى الصدع الذي أحدثه والدي يكبر
شيئا فشيئا , حور طريحة الفراش منذ أيام وقد حكم علينا قدرها وقدري أن تكون بهذا المكان
وزمرد ازدادت أموري معها سوءً ولا تسمح لي بالتحدث معها

كنت جالسا بتململ أتنهد بضيق ولا أتوقف عن تغيير جلستي بين الحين والآخر متضايقا وبحر
يجلس مقابلا لي لا تفارقني عيناه أبدا ويرصد كل تحركاتي

نظرت ليديه وقلت " ما حل بأصابعك لما كل هذا الشاش هل جرحت "

نظر لهما وقال " لاشيء , بعض ما خبأه لي الزمن "

ثم نظر لي وقال

" يبدوا أنك لن تتمكن من السفر للشركة الجديدة سأذهب أنا مكانك ماذا قلت "

نظرت له مطولا ثم قلت " لا بل سأذهب أنا أنت آخر من تفقد العمل هناك علينا الأشراف
على بعض المشاريع إننا في تقدم ولا نريد التأخر عنها , شكرا لاهتمامك يا أخي "

نظر للأرض مطولا ثم قال " ولكن زوجـ.... "

ثم سكت لبرهة وعاد قائلا " ولكن ظروفك لا تسمح بذلك قد يحتاجونك هنا "

قلت بلا مبالاة " سأذهب فلا حاجة لهم بي الأمور ستكون على ما يرام "

حينها اقتربت منا والدتي وقالت " هل ستسافر يا زبير "

قلت وعينيا أرضا " نعم فعليا السفر الأمر ضروري "

قالت بضيق " ولكن زوجتك ما تزال مريضة ماذا لو تعبت أكثر وأنت غير موجود فلا سائقين
لدينا وأديم وصهيب خارج المدينة وقد يكون باقي أخوتك بعيدين كيف سنتصرف حينها "

قلت بتململ " وهل سأبقى ملاصقا لها طوال الوقت , بحر هنا فليبقى حتى عودتي "

قال بحر بهدوء " أنا سأسافر الليلة لأخوتي لا تعتمدوا علي "

قالت أمي بضيق " هي زوجتك وليست زوجة بحر ليبقى بقربها "


وقف حينها بحر وغادر دون أي حرف ووقفت مغادرا بعده ركبت سيارتي وغادرت
كل ذلك المكان الذي لم يصبح إلا محرقة للمشاعر والأحلام تجولت كثيرا وأنا أحاول
التفكير في كل ما حل بي وبالجميع جربت الاتصال مرارا بزمرد ولكن دون جدوى ,
مرت الساعات وأنا أتنقل من مكان لآخر حتى حل الظلام أرسلت رسالة لزمرد وكتبت فيها

( إن كنت أعني لك شيئا ولو بسيطا فأجيبي على اتصالي يا زمرد )

بعد وقت طويل أرسلت لي رسالة فيها

( لو كنت أعني لك شيئا ولو بسيطا ما كنت تزوجت بغيري وتركتني )

جربت الاتصال بها مرارا ولكن لا أمل فأرسلت لها ( كنت مجبرا )

أرسلت لي ( تزوجني إذا )

آه يالا كبر حجم مصيبتي ليتك تعلمي بذلك , أرسلت لها

( ليتني أستطيع فالأمر ليس بيدي أصبري معي قليلا , قليلا فقط يا زمرد )

أرسلت ( كم من الوقت أو من العمر , يكفي ما ضيعته حتى الآن وأنا أنتظر سرابك يا زبير )

ثم وصلت رسالة أخرى كتبت فيها ( لا ترسل رسائل أخرى لأنني لن أجيب )


رميت بالهاتف وأوقفت سيارتي أسندت رأسي للخلف وأغمضت عيناي , كنت أشعر
بالضيق والحاجة لأن أتحدث مع أحدهم مع شخص يفهمني ويمكنني قول ما أريد له
أمسكت بهاتفي ضغطت الأرقام الأولى الرئيسية ثم ضغطت أرقام اخترتها بعشوائية
وضغطت على زر الاتصال رن الهاتف مطولا ثم فتح الطرف الآخر الخط في صمت
تحدث دون توقف وقمت ببث كل همومي له ثم أغلقت الهاتف دون أن يتحدث معي ولا
أن أعرف من يكون ولم يكن يهمني ذلك المهم أنني أحسست ببعض الراحة فشغلت سيارتي
وعدت للقصر وهذا أنا لم أسافر حتى لوجهتي التي كنت أريد








حور







مرت أيام كنت فيها طريحة الفراش وكم تمنيت أن لا أنهض منه إلا لقبري ولكن الحياة
لازالت تتمسك بي رغم رفضي لها , لقد اعتنى بي زبير كما عمتي و رنيم فلم تفارقاني
لحضه حتى تحسنت حالتي علمت أن بحر غادر منذ أيام لزيارة أخوته فقررت العودة
للتحرك في القصر فلست أخشى من شيء أكثر من مواجهته فليس لي قلب يتحمل ذلك
هل علمتم الآن ما كنت أعنيه سابقا بمعادلة الحظ والجمال فها أنتم رئيتم ذلك بأم أعينكم
ولازال هناك المزيد , نزلت للأسفل فوجدت خالتي تجلس مع ... لا , لا تقولوها ,
كان بحر نظرت لي والدته بابتسامة وقالت

" حمدا لله ها أنتي صرتي أحسن تعالي يا حور ما بك يا ابنتي "


جلت بعيناي في صمت حتى وفقعتا على العينان الخضراء اللتان تنظران لي ثم سرعان
ما أنزل نظره للأرض في حزن شعرت بالعبرة ستخرج مني فقلت بصوت مبحوح
يكاد يختنق

" لا شيء يا خالتي بعض التعب فقط "

تنهدت وقالت " يبدوا أنهم فاجئوك بزواجك بزبير أو أجبروك عليه "

قلت بحزن " لقد اعتدت ذلك , كل حياتي كانت مفاجأات لم أتوقعها يوما "

وقف حينها بحر ليغادر فقالت والدته " أين يا بحر أنا لم أرك منذ مدة وأنت لم تصل إلا الآن "

قال مغادرا ومارا بجانبي

" عليا السفر من أجل العمل عليك أن تعتادي غيابي يا أمي فما أحد منا يختار واقعه "


أغمضت عيناي بألم محاولة إمساك دموعي كي لا تنزل فآخر ما كنت أتوقع بل أكثر ما كنت
أتمنى كل حياتي أن أقترب منه أن أعلم واقعه وعالمه وأعيشه , كيف يأكل كيف ينام عن
ماذا يتحدث ماذا يحب وماذا يكره كان كاللغز بالنسبة لي وها قد حدث ذلك ولكن بالطريقة
التي لا أتوقعها و لم أتمناها يوما










رنيم







ها هي الأيام تمضي بي هنا ولا شيء سوى أعمال المطبخ والإشراف على عاملات
شركة النظافة حور المسكينة ورفيقة وحدتي الوحيدة انهارت أعصابها حتى كادت تجن
وكل أفراد هذه العائلة يبدون كالتائهين لا أعلم هل هذه العائلة مشتتة وضائعة منذ البداية أم
أن اللعنة المسماة وصية هي السبب فمن يرى القصر من الخارج ويرى أملاك هذه العائلة
وأسمها الذي يصل لنا نحن في الدول المجاورة لا يتخيل أنه لا خدم في هذا المكان
لا أعلم كم يحمل هذا الرجل من عقد لم أكتشفها بعد , دخل حينها غيث يزمجر غاضبا
في هاتفه أنا لا أحسد من يتحدث إليه الآن

قال بحدة " وما الذي سأفعله له هل أقتله مثلا تعالوا لنتفاهم ونجد حلا للأمر "

أخذ كأسا وقال لمن يخاطبه مغادرا " شقيقي أجل اعلم ولكن من له سلطة عليه هوا ليس
طفل لأضربه وآمره, وكأنه ليس لدي مصيبة تكفيني ليأتيني بأخرى , لا اعلم من أين
تتقاذف علينا كل هذه المشاكل "


لا مصيبة على وجه الأرض أكبر من وجودك فيها هل أصبحت أنا مصيبة حلت عليك فما
الذي سأقوله أنا عنك حمدا لله الذي خلق لي أعصابا باردة حيال الكلمات المتطايرة كالقذائف
وإلا ما كنت لأبقى هنا يوما واحدا فإما سأكون قتله أو قتلني












غيث







جلست في المكتب مع جدي وأعمامي الذين حظروا للتو بعدما اتصلوا بي , كنت
أضرب بقدمي على الأرض بضيق وعمي عاصم يصرخ بغضب

" علينا إيقاف ذلك المجنون صهيب ماذا لو أنتشر الخبر وعلمت الصحف والناس
فلن نتدارك الفضيحة ابنة آل يعقوب مختطفة منذ فترة ستكون كارثة فلدينا سمعتنا
ومكانتنا بين الجميع وأنا لدي بنات لم يفكر بهم أحد غيري ولن يفكر أحد بالزواج
منهم بعد تلك الفضيحة "

قال عمي جسار غاضبا " ليس بإمكاننا حتى أن نشتكي للشرطة لست أعلم كيف
وجدها الخاطفون ومن أين علموا بمكانها وكيف لذاك المعتوه صهيب أن يضع
تلك الشروط الغبية ليتفاوض مع الخاطفين "

قلت مقاطعا " هل لكم أن تشرحوا لي ما حدث في الماضي لكي أفهم على الأقل "


سكت كليهما ونظرا لجدي الصامت منذ بداية الحديث ثم غادر عمي عاصم وقال
عمي جسار مغادراً خلفه

" عليكم أن تجدوا حلا لجنون شقيكم ذاك يا غيث قبل أن يفوت الأوان كنت أعلم أنه
لن يجلب لنا إلا المشاكل " وخرج غاضبا ,

نظرت لجدي وقلت " هم لم يحبونا يوما على كل حال , فما تقول أنت "

قال بعد صمت " ليس لدي ما أقول "

قلت بضيق " ومن يقول إذا ومن لديه الجواب , كيف تكون لنا ابنة عم لا نعرف عنها
شيئا فكل ما أعرفه أن عمي نبيل مات وليس لديه أبناء "

وقف جدي مغادرا أيضا يستند على عكازه فقلت بيأس

" يبدوا أنكم تخفون أمرا لن نعلمه أبدا "


وقفت غاضبا مغتاظا وتوجهت باحثا عن والدتي ولكني لم أجدها في غرفتها ولا في
المطبخ بل وجدت من سيكون متنفسا لغضبي فيه ( رنيم )

نظرت لها بحدة وقلت " أين هي أمي "

قالت ببرود " لا أعلم "

صرخت بها غاضبا " أليس لديك شيء غير لا أعلم , أليس لديك مشاعر غير الجليد والبرود "

صرخت غاضبة " وما الذي قلته أنا لتصرخ بي أنا لا أعلم أين تكون حقا "


توجهت ناحيتها والغضب يسري في عروقي كالنار أمسكت بذقنها بيدي بقوة حتى
كاد يتهشم بين أصابعي وقلت بغضب ومن بين أسناني

" أقسم إن استفززتني بكلماتك الباردة مجددا فسأحطم لك وجهك هذا "


نزلت من عينيها دمعتان عبرتا طريقهما للأسفل أرخيت من قبضتي ثم تركتها وخرجت
وجدت أمي تدخل من باب القصر فقلت مخاطبا لها بضيق

" أمي أريد التحدث إليك قليلا "


ثم توجهت لمكتبي ولحقت هي بي جلست على الأريكة وجلست مقابلة لي فقلت بهدوء

" أمي هلا حكيت لي ما تعرفيه عن عمي نبيل رحمه الله وعن زوجته "

نظرت لي بصمت فقلت " أمي أرجوك قولي لي أي شيء تعرفينه لا تسكتي كالجميع "

قالت " بسبب هذا الموضوع إذا خرج أعمامك غاضبون من هنا "

قلت متسائلا " يبدوا أن هناك شيء ما وعليا معرفته منك "

هزت والدتي رأسها وقالت " لا أعتقد أنني سأفيدك بشيء "

قلت " قولي كل ما تعرفيه مهما كان غير مهما "

قالت بهدوء " ألن تقول لي ما الذي يجري أولا "

قلت بنفاذ صبر " سأقول لك كل شيء فقط أريحي لي عقلي "

تنهدت وقالت " عندما تزوجت والدك شامخ كان عمك نبيل ما يزال أعزبا وفي عمر العشرين
تقريبا وفي عمر الخامسة والعشرين سافر خارج البلاد ولم يكن متزوجا أيضا بعدها بخمسة عشر
سنة سمعنا خبر وفاته ولم نره منذ سفره "

نظرت لها بصدمة وقلت " إذا كنت أنا في نهاية العشرين من العمر عندما توفي كيف
لم نعلم بذلك لما قالوا أنه ميت "

قالت والدتي بحيرة " لا أعلم فثمة مشكلة كبيرة حدثت بينه وبين أعمامك وجدك
عندما كانوا يعملون مع جدك في شركته بعدها سافر وكان والدك على اتصال دائم به وبعد
عام من سفره دخل السجن بأيرلندا وبعد أربع سنوات خرج منه ولم يجده والدك رغم بحثه
الطويل عنه حتى يئس من وجوده بعد ذلك بسنين جاءنا خبر وفاته مع أوراق تثبت هويته
ويوم وفاته وبدأ والدك بالبحت عن زوجة له , قال والدك أنه تزوجها هناك بعد خروجه من
السجن لعله يكون لديه أبناء منها ولم يتوصل لنتيجة هذا كل ما أعلمه يا غيث "

تنهدت وقلت " إذا ما قاله صهيب صحيح مثلما أكده أعمامي ولكن كيف علموا بوجودها "

نظرت لي بحيرة وقالت " وما الذي قاله صهيب وقالوه أعمامك "

قلت بهدوء " عمي نبيل لديه ابنة وهي هنا ومختطفة أيضا والخاطفون يطالبون بالفدية
وصهيب وحده من يعلم طريق التفاوض معهم "

شهقت أمي بدهشة وقالت " معقول ... ابنة وخاطفين وفدية هل نحن في فيلم أم في واقع "

قلت " بل في واقع وأعمامي سيجن جنونهم مخافة الفضيحة "

قالت بهدوء " ولما لا تدفعوا الفدية وتحرروها "

قلت بضيق " وهنا المشكلة فمنذ أن علم صهيب وهوا رافض للتفاوض معهم حتى نحقق
شروطه وأنتي تعرفي صهيب جيدا وشراسته وعناده "

قالت بصدمة " شروط , عن أي شروط تتحدث يا بني "

قلت بضيق " يشترط أن نقتسم عليها ثروة جدي من جديد وبما حققته من أرباح لأنها من
حقها وثمنا لسنين فقرها واحتياجها ووالدتها وأن نثبت براءة عمي من التهم الموجهة إليه
هنا وفي ايرلندا ولا أفهم ما عنى بهذه "

كانت عينا أمي ستخرج من مكانها من الصدمة لما سمعت ثم قالت " وماذا قررتم "

قلت بضيق " لا شيء حتى الآن , أعمامي غاضبون ورافضين وبشدة وجدي يكتفي بالصمت
لا أبرد منه إلا الجبل الجليدي الذي لدي "

قالت بتساؤل " وماذا عنكم أنتم أبناء شامخ "

قلت بحيرة " لا اعلم فأخوتي لا يعلمون بالأمر حتى الآن والتركة لا يمكننا التصرف
فيها قبل التقسيم ولو كان لها حق لدينا فستأخذه كاملا دون نقصان "

ابتسمت وقالت لي " بارك الله فيك وفي من رباك يا غيث , إذا تحدثت مع صهيب عليه
إحضارها ووالدتها إلى هنا "

قلت بقلة حيلة " أخبرتك أنه يضع شروطا نعجز عن تحقيقها وحدنا , وتعرفي أعمامي جيدا "

ثم وقفت مغادرا فقالت لي " وما الحل يا غيث هل ستبقون الفتاة لديهم الله وحده يعلم ما
فعلوا بها إنها فتاة وأنت تفهم ما أعني جيدا "

قلت مغادرا " لا اعلم ما سنفعل حتى يقرر أعمامي وجدي أولا لقد ورطنا ابنك في مصيبة
جديدة وكأنه ينقصنا مصائب "

عند وصولي للباب التفتت إليها وقلت " أين هوا بحر قد يتمكن من إقناعه فهوا المقرب إليه "

قالت " قال أنه سيسافر اليوم لزيارة أخوته تحدث معه عبر الهاتف أو انتظره حتى يعود "

قلت بضيق " وزبير لم يسافر اليوم للشركة الجديدة ولم يخبرني إلا بعد ذهاب بحر لا أعلم
متى سينتهي كل هذا "


خرجت وتوجهت لجناحي بالأعلى وقفت أمام الباب ثم تقدمت جهة الجناح المجاور لي
وهوا جناح رنيم عليا أن أراها فقد تتهور وتفعل شيئا بنفسها فلا ينقصني مصائب أخرى
وأعلم كيف تفكر النساء عند الحزن واليأس الخائنات عديمات المشاعر , لقد فجرت بها
كل غضبي هي تستحق ذلك بسبب برودها القاتل فكيف للنار والجليد أن يجتمعا كيف
دخلت الجناح دون أن أطرق الباب وتوجهت للغرفة التي تنام فيها كانت تجلس باكية
وأثار أصابعي لا تزال على ذقنها










رنيم





ذلك القاسي المتحجر عديم الإحساس ما الذي فعلته له ليفعل بي هذا
كنت أنظر للمرآة ودموعي على خدي أتلمس أثار أصابعه على ذقني فلم يتجرأ أحد قبله
على لمسي بأذى سامحك الله يا والدي شامخ , آه كم سأقولها مرة لقد تجاوزت الألف بكثير


توجهت للسرير جلست هناك وتابعت مسيرة بكائي حين سمعت صوت الباب يفتح تساءلت
في نفسي من هذا فلا أحد يصعد إلى هنا أتمنى أن لا تكون خالتي فتكتشف أمرنا ولكن للمفاجأة
لم تكن هي بل كان أبن زوجها المتحجر جاء ليكمل ما بدءه منذ قليل ولكني لك يا غيث فأنت لم
تعرف عنادي بعد وقف أمام الباب ينظر إلى مكان جريمته بصمت وقفت ووضعت ظهر كفي على
ذقني وقلت

" ماذا تريد هل جئت لتنهي ما فعلته بي "

قال ببرود " أنتي من استفزني "

ابتسمت بسخرية وقلت " حقا لقد صدقتك , لا تكذب على نفسك يا غيث أنت تعتبرني أداة
لتفجر بها غضبك وكرهك للنساء , أتمنى فقط بعد أن تقضي عليا نهائيا أن ترتاح ويموت
كرهك لبنات جنسي "

أستند بيده على الباب وقال بذات السخرية

" بعد أن أقضي عليك نهائيا كما قلتي فسأرى ما سأفعل بعد ذلك "

قلت ببرود " وماذا تريد مني الآن هل جئت تبرد على قلبك برؤيتي هكذا "

اقترب مني وامسك بذقني من جديد وأصبح وجهي أمام وجهه مباشرة فقلت بألم

" يكفي يا غيث هل تريد تحطيمه لقد حطمته بالفعل "

قال بغيض " حذرتك من استفزازي ببرودك يا رنيم"

قلت بحدة " هذه أنا ولن أتغير فهل لك أن تغير قسوتك وتحجرك وكرهك لي "

قال بغيض " وإن كنتي هكذا فعليك أن تتغيري "

قلت ببرود " لا أريد ولن تجبرني على ذلك "

ضغط على ذقني أكثر وقال " إذاً أنا من سيغيرك "

قلت بابتسامة سخرية " جرب ولن تخسر شيئا "


قرب وجهي له أكثر ثم قبلني على شفتاي بقوة وهوا يضغط على ذقني حتى شعرت
به سيتحطم بين أصابعه وبشفتي ستتمزق حاولت الفكاك منه فلم أقدر ثم رمى بي على
السرير وقال مغادرا

" كريهة كبنات جنسك الخائنات "

مسحت فمي بظهر يدي بتقزز فالتفت إلي ورأى ما فعلت فابتسم بسخرية وقال

" هذا هوا عقابك هذه المرة "


ثم خرج ذلك الكريه القاسي المقزز مسحت شفتاي بيدي بقوة حتى نزفتا محاولة إزالة
أثر قبلته الكريهة من نفسي, كيف لي أن أعيش مع رجل يكره كل النساء وهوا لا يتوقف
عن نعتي بالخائنة يمنعني من الخروج ومن التحدث عبر الهاتف أيضا وحتى من التنفس
لو بيده , رغم معاملته الحسنة للجميع فما ذنبي أنا إن خانته إحداهن لما لا يكون لطيفا
معي كزبير مع حور واضح أن العلاقة بينهما تعاني فتورا كبيرا ولكنه على الأقل يحترمها
ويعاملها بلطف أمام الجميع حتى يقضي الله أمره , ليس كهذا القاسي كم أكرهه ... أكرهك
يا غيث ومنايا الفكاك منك في أقرب وقت










جود






كنت أجلس مع أخي مازن بغرفته لأساعده في حل مسائل الرياضيات عندما سمعت
صراخ والدتي الغاضب نزلت ركضا من السلالم فرأيت والدي يقف في منتصف البيت
يضع يديه بوسط جسده وأمي تصرخ به قائلة

" يكفيك ما أخذت يا جابر لن اسمح لك بأخذ هذه إنها تخصني هي ذكرى من والدتي ولن أعطيها لك
ولو قتلتني "


هجم عليها كالغول وبدأ يضربها بقسوة ركضت وخلفي مازن محاولان أبعاده عنها
ونلنا من الضرب نصيبنا حينها انفتح الباب ودخل أخي بحر منه راكضا باتجاهنا وكان
كالحلم الذي تحول لحقيقة , كالمعجزة التي جاءت في وقتها, أمسك بيدا والدي ولفهما
خلف ظهره وهوا يصرخ بغضب

" يكفيك إجرام يا أبي يكفي ذلك "


ثم تبته على الأرض ملقيا إياه على بطنه وخده على السجادة وبحر جالس فوق ظهره مثبتا له بقوة

قال والدي بغضب " أبتعد عني يا قذر أبتعد عني يا أبن شامخ وسماح وأخرج من هنا وأترك عائلتي "

صرخ بحر

" عن أي عائلة تتحدث يا جابر عن أي عائلة , أنت لا تستحق أن يكون لك لا زوجة ولا أبناء "

ثم نظر إلينا بحر بغضب وقال " ألم أقل لكم ألا تمنعوه كي لا يضربها "

قالت والدتي بصراخ مؤلم " أراد السوار الذهبي الذي تركته لي والدتي ولن أفرط فيه ما
حييت هوا الذكرى الوحيدة منها فليقتلني أولا قبل أن يأخذها "

صرخ بنا بحر " اذهبوا للأعلى جميعا هيا "

صعدنا ثلاثتنا وكنت أراقبهم من هناك , ابتعد بحر من فوق والدي ثم أخرج محفظته
وأخرج منها نقودا كثيرة ورماها على والدي وقال

" هذه أكثر من ثمن السوار فخدها وأرحل هيا "

جمع والدي المال بكل برود وخرج ثم وقف عند الباب وقال

" ابن والدتك حقا يا بحر , إن لم أبعدك عن أبنائي فلن أكون أنا "


ثم خرج فأغلق بحر الباب خلفه بقوة وغادرت راكضة جهة غرفتي التي كان فيها أمي
ومازن بعد قليل دخل علينا بحر فارتميت ومازن في حضنه ببكاء مسح على رأسينا وقال

" يكفي يا مدللان ألم تعتادا على ذلك بعد "

ثم نظر لأمي وقال " خالتي عليك أعطائي السوار لأخفيه عنه فسيأتي مجددا للبحث عنه بالتأكيد "

ثم أبعدنا عنه وقال " عليا الخروج قليلا وسأعود "

أمسكت به وقلت " إلى أين ستذهب يا بحر "

قال وهوا يخلص نفسه مني مبتعدا " سأذهب قليلا وأعود أطمئنوا "

صرخت به قائلة " لا تذهب خلف والدي يا بحر قد يكونوا مجموعة ويؤذونك "

قال بهدوء وهوا يقف عند الباب " لا تخافي سأعلم شيئا ضروريا وأعود قريبا "


ثم خرج وخرجت اركض خلفه فسبقني وخرج من المنزل , بقيت أنتظره وحدي
في الأسفل لساعات وانتصف الليل ولم يأتي كنت منشغلة عليه حد الجنون ثم رن
هاتفي فركضت مسرعة ناحيته فكان رقما غريبا يتصل بي نظرت له بحيرة كنت
سأتركه دون الرد عليه ولكني خفت أن يكون شقيق بحر أو أنه حدث مع بحر شيء
شعرت بالخوف الشديد والتوتر ثم فتحت الخط ووضعت الهاتف على أذني بصمت
تام أنتظر لأعرف من على الطرف الآخر فجاءني صوت رجولي غريب ليس صوت
بحر ولا شقيقه صهيب كان صوتا رجوليا حزينا قال

" لا تغلق الخط في وجهي أرجوك فأنا أريد أن أتحدث مع أحد أريد أن يسمعني شخص
ما لا تتحدث فلستَ مجبرا على الحديث معي فقط استمع إلى "


ثم سكت عن الكلام ومن صدمتي لم أتحرك من مكاني حتى أنني لم أرمش بعيني بعد صمتي الطويل قال

" حسننا أنت موافق على الاستماع إلي إذاً , شكرا لك يا صديقي , سأبث لك همي وحزني
هل أنت مستعد أن تحمله معي , آه أكاد أتحطم وأنا اكتمه في صدري هل جربت يوما ذلك
هل جربت أن تموت أمانيك وأن تقتل أماني غيرك في وقت واحد , أن يموت الحلم ليعيش
الواقع أن تحترق مشاعرك وتحرق مشاعر غيرك , لقد حرموني الفتاة التي أحب يا صديقي
وأجبروني على أن أكون زوجا للفتاة التي يحبها أخي أرى ذلك في عينيه في حزنه في صمته
وحتى في كلماته وما بيدي حيلة غير أن أزيد ناره نارا وألمه ألما وأنا لست بأقل منه توجعا بعد
أن فقدت كل شيء حتى حبيبة طفولتي لأسأل بحيرة لما يحدث معي ومعه هذا وما من مجيب
ليثني لم أعرف بذلك , ليثني لم ألمح والحظ ذلك في عينيه تبا لي ولوصايا الأموات التي تقتل الأحياء "


ثم تنهد بألم وقال " شكرا لك يا صديقي أنا فعلا ممتن لك على استماعك لي , وداعا "


ثم أغلق الخط وتركني واقفة كالتمثال والهاتف لازال على أذني أبعدته ونظرت له
بحيرة مستغربة من حال هذا الرجل يحكي لي همه وأنا تكاد همومي تكسر ظهري
حمدا لله فلسنا وحدنا نعاني

سمعت صوت الباب يفتح فرميت الهاتف من يدي وكل ما حدث من راسي
وتوجهت راكضة جهته قائلة

" بحر ... هل عدت يا أخي لماذا تأخرت لقد شغلتني عليك "

أقترب مني وقال " لما أنتي مستيقظة حتى هذا الوقت يا جود ألم أقل لك أنني
سأكون بخير هيا اصعدي لتنامي "

قلت بابتسامة " هل أعد لك الطعام فأنت لم تأكل شيئا "

قال بابتسامة مماثلة " لا رغبة لي في الأكل يا جود سأصعد لأنام قليلا "


ثم تركني وصعد للأعلى حملت هاتفي وصعدت لغرفتي غيرت ثيابي ونمت بعد
أن اطمأننت على أخي الغالي









صهيب





وصلت المستودع برفقة حامد عند الغروب ليأخذ معه جهاد وأبقى أنا هنا وما أن
وصلنا خرج جهاد لنا خارج المستودع فقلت متسائلا

" لما خرجت "

قال " ولما لا أخرج ها أنتم وصلتم وسأغادر "

قلت بحدة

" وإن لم نكون نحن من وصل هل تريد إعلام المارة أن هناك أناسا هنا , بكل بساطة هيا تعالوا وخذونا "

قال بضيق " من يمر من هنا لم أرى أحدا طوال فترة بقائنا ثم لما يأخذونا وما يصنعوا بنا "

قلت بغضب " بك أنت لن يصنعوا طبعا ولن يأخذوك ولو وضعنا معك مالا لأخذك أما الفتاة لا يا غبي "

تأفف وأشاح بوجهه عني فقلت بغيض " إن كررتها ثانيتا قطعت رأسك غادرا هيا "

غادرا المكان ودخلت أنا المستودع ووجدت ميس تضرب بقدمها الأرض بغضب وتنظر لمكان قدمها

نظرت لها بحيرة وقلت بتساؤل " ما بك "

نظرت لي بحدة وقالت " الصراصير إنها تخرج لي دائما "

قلت بهدوء متوجها لمكان جلوسي " هذا لأنك لا تأكلين كل الطعام الذي احضره لك وهي تخرج له "

نظرت باتجاهي وقالت بغضب " ولما لا ترحمني من سجني ما فعلت لك لتفعل بي كل هذا "

قلت باستياء " ميس كنتي هادئة طوال الأيام الماضية ما بك اليوم "

قالت بصراخ " هادئة ..... ما رأيك أن تقول مبسوطة بوجودي معكم هنا "

نظرت للأعلى متكأ على العمود في صمت فقالت بأسى

" لما لا تطلق سراحي ما الذي ستستفيد به مني "

لم أجب فقالت بهدوء " لو اختطف أحدهم شقيقتك أو زوجتك هل كنت ترضى بذلك "

قلت بهدوء مماثل " لا طبعا "

قالت بحدة " لما تفعلها معي إذا هل لأنه ليس لي أب ولا شقيق تختطفني بدم بارد "

تأففت بضيق ولم أتحدث فقالت بغضب " أنا من يحق له التأفف والتذمر وليس أنت "

ثم قالت بحزن " والدتي مريضة وستموت إن أهملوها هناك وأهملوا أدويتها لا تخسروني
آخر ما تبقى لدي في هذه الحياة "

نظرت لها وقلت بهدوء " لن أتركك تذهبي يا ميس فلا تتعبيني معك "

قالت بغيض " لما ومن تكون أنت وهل أنت من أرسل لي تلك الرسالة لما لا تجيبني
عن كل هذه الأسئلة وما الذي تريده بالمال لتطالب بالفدية فثيابك ورائحة عطرك لا تدل
على أنك ممن يحتاجون المال فلما اختطفتني "

يبدوا أنها ترغب في السهر الليلة أغمضت عينيا متظاهرا بالنوم فجاء صوتها غاضبا

" هل تدعي النوم أقسم لو خرج لي صرصور آخر سأحمله وأرميه عليك وارني أي نوم تنام حينها "


لم أستطع تمالك نفسي فضحكت وعيناي مغمضتان ثم قلت

" ميس يبدوا أنك تريدين النوم صباح الغد أو أنك نمت في الصباح لهذا لم تنامي
فور وصولي كعادتك "

قالت بسخرية " حقا ياله من استنتاج رائع ويا لك من ذكي "


توقفت بعدها عن الكلام فتحت عيناي ونظرت جهتها فكانت نائمة على الفراش
ووجهها مغطى بالبطانية آه أتمنى أن أنجح في هذا ولا تجني هذه الفتاة بسببي
متاعب جديدة على ما رأته في حياتها









فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-11-14, 08:03 AM   #14

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء العاشر









زمرد







أنا يا زبير , أنا تتلاعب بي وتخدعني كل تلك السنوات وتتحجج الآن بالحجج الواهية
وتريد مني تصديقك ككل مرة , ذاك الغبي يتأمل أن أستمر معه كالسابق يضنني لعبة
بين يديه يتزوج بغيري ويلهوا معي

"زمرد ما بك هلا أخبرتني "

قلت بضيق " لا شيء أمي لا شيء , أين هي علياء سأذهب أنا وهي لزيارة جدي "

بدا الضيق واضحا على وجهها وقالت
" جدك كان معنا منذ أيام , زمرد أحفظي كرامتك فالرجل قد تزوج "

نظرت لها بصدمة مما قالت ثم قلت

" ومن قال أنني سأذهب لأهدر كرامتي هناك , لم تلده أمه من أذل نفسي له "

وقفت وقالت مغادرة " إذا ما من داعي لذهابك لمنزل تلك العائلة "

صرخت قائلة لتسمعني " بلى سأذهب لرؤية جدي وليس لهم "

ثم وقفت وصعدت للبحث عن علياء ووجدتها أخيرا , نظرت إليا وقالت بتذمر

" خيرا إن شاء الله ما الذي جعلك تشرفينني بزيارتك "

قلت بغيض " يا لك من متعجرفة هيا لنذهب ونزور جدي "

ضحكت وقالت " تلك قوليها لأمي وليس لي "

قلت بلا مبالاة " افهميها كما تريدي المهم هيا بنا "

نظرت لي بضيق وقالت " من أجل زبير "

قلت بغضب " يخسأ ذاك الخائن الكذاب أن أنظر إليه حتى "

قالت وهي توليني ظهرها " لا أريد الذهاب أذهبي لوحدك "

نظرت لها بضيق وقلت " ولا من أجل أديم "

قالت ببرود " ولا من أجل أي أحد لست مستعدة لأن أتلقى صفعة موجعة منه إن
كان زبير الذي أرادك دائما وبعلم الجميع تصرف هكذا فكيف بمن لم أعني له
شيئا لقد صرفت النظر عن الموضوع برمته "

نظرت لها بنصف عين وقلت " هل هذا هوا السبب حقا أم لأنه غادر المدينة "

قالت بحدة " بل السبب الذي ذكرته "

قلت بغيض " ومن قال لك أني حزنت لفراق زبير ذاك فالحياة لم تتوقف عليه وحده وليس
هوا الوحيد من تلك العائلة "

نظرت لي بدهشة وقالت " ماذا تعني بذلك "

قلت بلا مبالاة " ما فهمتي "

تنهدت بضيق وقالت " غيث متزوج وبحر ليس ابن عمي وأديم ليس هنا كما قلتي
وصهيب والدي يكرهه ضعف كرهه للجميع كما إسياف كذلك , فأريحي نفسك
يا زمرد وغيري هذا التفكير الذي شوه لك عقلك "

قلت بإصرار " بلى سأفعل ذلك فلازال أمامي صهيب فإن لم يجدي الأمر فهناك أديم
ما دمتِ قد أعلنتِ انهزامك وخسرت الحرب "

نظرت للجانب الآخر وقالت " أنا لم ادخل الحرب كي أنهزم فيها أخبرتك مرارا
أني لا أفكر مثلك فقد أحببت أديم باختياري وأزحت الفكرة الآن باختياري ولا أفكر
بغيره من أبناء عمي شامخ "

شددتها من يدها وقلت " إذا ستأتي معي شئتي أم أبيتي "

تأففت كثيرا ثم وقفت لتأخذ عباءتها وحجابها

ذهبت وإياها لقصر عمي شامخ فهوا لا يبعد كثيرا عنا كما منزل عمي جسار دخلنا
القصر فوجدنا زوجة عمي استقبلتنا وأدخلتنا حيث يوجد جدي ولكنه لحسن الحظ كان
نائما فاقترحت عليهم أن ننتظره قليلا ونتعرف على زوجات أبنائها لأكسب الوقت


جاءتنا أولا فتاة شديدة البياض وكأنها قطعة من الجبن وشديدة سواد العينين تبدو
كالحوريات صافحتنا بابتسامة وجلست قالت عمتي سماح

" هذه رنيم زوجة غيث وهاتان هما زمرد وعلياء بنات عاصم عم أبنائي "

قالت بابتسامة " تشرفت بالتعرف إليكما "

قالت علياء " ونحن كذلك "


أما أنا فاكتفيت بالصمت والتفكير في ضالتي الآن وهوا صهيب طبعا مضى بعض
الوقت وعلياء التافهة تتحدث بثرثرة توجع الرأس مع المدعوة رنيم وتشاركهم العمة
أحياننا أما أنا فكنت أكتفي بالابتسامات الباردة وبعض التعليقات الجانبية , بعد ذلك دخلت
فتاة باهرة الجمال وذات حسن خرافي توجهت ناحيتنا مبتسمة وكان يبدوا على وجهها
أثار بعض التعب سلمت علينا وجلست قالت عمتي طبعا

" هذه حور زوجة ابني زبير وهاتان بنات عم زوجك يا حور "


كم هي فاتنة هل كل هذا الحسن في زوجته ويراسلني ويصر على مكالمتي يا لكم من
جشعين معشر الرجال ضننت أنه لا أجمل من زوجة غيث حين رأيتها لكن هذه كسرت
القاعدة , تحدثنا بعض الوقت ثم قالت

علياء بابتسامة " تبدين شاحبة يا حور هل أنتي متعبة "

ابتسمت بسخرية وقلت " قد تكون تشاجرت مع زبير "

تغير وجهها من الصدمة ولم أفكر في خطورة ما قلت إلا حينها , سحقا لي سأفسد
الأمور على نفسي فقلت متداركة للأمر

" عفوا منك يا حور أنا لم أقصد ذلك فاعذريني "

قالت ببرود وهي تقف " لا بأس عليك سأذهب لجلب العصير عن أذنكم "

ثم خرجت فوجدت عمتي تنظر لي بضيق بسبب ما قلت لكني لم أعر الأمر اهتماما

قلت بعد قليل " كيف هم أديم وصهيب لم نرهم من مدة "

قالت عمتي بعد صمت " بخير وهما خارج البلاد "

قلت مدعية السذاجة " هل صهيب أيضا نقل عمله من هنا "

قالت بنفاذ صبر " لا هوا في مهمة وسيعود "


( أصنعي ما شئتي ما أن أرمي بشباكي عليه فلن أعيرك أي اهتمام ) بعد وقت قصير
عادت حور تلك تحمل العصير والكعك وكان وجهها مكفهرا وعيناها تكادا تتفجران دموعا
ثم استأذنت وغادرت من فورها شربت القليل من العصير ثم وقفت فوقفت علياء أيضا فقالت
رنيم مبتسمة وهي تقف معنا

" ما بكما لا زال الوقت مبكرا "

غبية ما حاجتي بك لقد جئت لشيء لم أجده فلن يعنيني رأيك قلت بابتسامة مصطنعة

" علينا الذهاب فوالدتي تنتظرنا "

نظرت لعلياء بحب وقالت " عودي لزيارتنا قريبا يا علياء "


حقيرة وهل تضنيني أموت لهفة عليك , خرجت وعلياء فقابلنا زبير خارجا من
جهة المطبخ نظر لي بابتسامة وكأنه يريد قول شيئا أو يلقي التحية فأشحت بوجهي
عنه بضيق وخرجت مسرعة ياله من عديم دوق أتكون لديه كل تلك الملاك ويبتسم لي
يالك من خائن تافه وعدت أدراجي لمنزلنا أجر ذيول الخيبة ولكن ليس اليأس








حور








ليته بإمكاني سجن نفسي في هذه الغرفة ولا أخرج منها أبدا لكي أرتاح سمعت طرقا على
باب الجناح ففتحت الباب وكانت خالتي وقالت أن بنات عم زبير هنا ويريدون رؤيتنا كنت
أريد الرفض خشية أن يكون بحر قد عاد فلا يمكنني السؤال عنه , ولكن ما باليد حيلة فكان
عليا النزول لهم ولو قليلا ثم عليا مساعدة خالتي و رنيم ولن أسجن نفسي طوال الوقت
واتركهما خصوصا أن خالتي سعيدة كثيرا بتخفيفنا للحمل عنها نزلت وتوجهت لمجلس
الضيوف وجلست معهم , علياء كانت تبدوا لي لطيفة وبشوشة الوجه أما زمرد تلك فلم
ارتح لها ولا لبرودها وجفاف معاملتها للجميع وقد زادت الطين بله بجملتها التي ألقتها
كالقذيفة على وجهي يا لها من وقحة ما الذي تعنيه بذلك ولكن ما خفف الأمر نبرة الاعتذار
الواضحة التي بدرت منها فقررت بعدها أن أخرج متعذرة بجلب العصير والكعك للضيوف
لأبتعد بعض الوقت , توجهت للمطبخ وبدأت بإعداد الضيافة للفتاتين بعد دقائق قليلة سمعت
أصوات لشخصين يقتربا من المطبخ ويتحدثان مع بعضهما كنت منشغلة بأعداد الكعك
عندما سمعت سحبا لكراسي الطاولة وصوت أحدهم يقول لي

" هلا أعطيتني بعض العصير يا حور "

كان ذلك الصوت ... نعم أعرفه جيدا ومنغرسا في قلبي منذ سنين وهل تخطئ
الشجرة أوراقها اليابسة على الأرض مهما كثرت الأوراق , التفتت لمصدره
وشعرت بأحشائي تسقط أرضا عندما رأيت بحر يجلس مع زبير وينظر إلي

قلت بتوتر " حسننا "

كنت أشعر بأن قدماي تيبستا وأنا أقترب منه وعيناه تأكلان ملامحي أكلا ,وضعت
العصير أمامه وأنا أنظر لأصابعه المليئة بآثار الجروح التي لم تشفى بعد بل كانت
أثار ذلك اليوم المدمر الذي لم ولن تشفى أثار صدمته من قلبي ما حييت , ياله من
شعور لا يصفه أي وصف وأنت تُحرم من شيء هوا النور والهواء بالنسبة إليك , تراه
أمامك وليس لك ومعك ولست له , كنت أتمنى أن تأتي أي قوة لتعيد الزمن للوراء بضع
دقائق كي لا أخرج من عند الضيوف أو لا أخرج من غرفتي بتاتا كنت أموت من الحنين
إليه ومن الحسرة والألم بسبب خذلانه لي ونقضه لعهده , عدت لترتيب أطباق الكعك
برجفة وتوتر حتى أنها كانت تكاد تقع من يدي

أتاني صوت زبير قائلا " هل لي بواحد أيضا يا حور "

نظرت إليه وقلت بعد صمت " هل تريده بالثلج أو بدونه "

لأني علمت من خالتي خلال أعدادنا لمائدة الطعام أن زبير يفضل الثلج مع العصير طوال العام

قال متبسما " لا بدون ثلج "

وضعت أمامه كوبا فوقف حينها بحر وقال بضيق واضح وهوا يغادر

" أنا لم أعد أريد العصير ليشربه غيري "

تسمرت في مكاني غير واعية لما يجري ثم نظرت لزبير الذي كان ينظر لي فأشحت
بنظري للأرض لماذا يفعل ذلك وفيما أنا أخطأت هل كان عليا سؤاله أيضا لكن الجو
بارد فما الداعي للسؤال وإن يكن كذلك ما كان عليه أن يتضايق هكذا وبشكل ملحوظ ,
حملت الصينية وتوجهت بها لحيت يجلس الجميع وضعتها في صمت وأنا أسير على شيء
لا يشبه الأرض يبدوا لي قطعة قماش تطير في الريح أو موج بحر هائج وآه من هذه الكلمة
ومنك يا بحر


كانت عيناي ستسكبان كل ما فيهما من دموع لو لم أستأذن وأخرج مسرعة , صعدت
السلالم بخطوات سريعة وأنا أمسح دموعي التي وجدت لها طريقا تعبر خلاله وبغزارة
حينها أوقفني جسد يقف أمامي مباشرة عرفته من ثيابه لا بل من رائحة عطره التي لم
تتغير منذ سنين لا بل عرفه قلبي قبل أن ترى جسده عيناي ابتعدت من أمامه ونظري
في الأرض لأعبر من جانبه فوضع يده على حافة السلالم موصدا بها الطريق أمامي
وقال بصوته الهادئ كما كان دائما

" لما تبكي يا حور "


عادت بي حينها السنين إلى الوراء بل عادت بي هذه الجملة إلى ما وراء السنين
( لما تبكي يا حور ) ولكن المكان كان غير المكان والزمان غير الزمان وحتى
الظروف كانت أجمل من الآن بكثيرلم أجبه بل لم أتحرك ولم أتنفس حتى التنفس
فرفع يده من أمامي وقال

" لا تغضبي مني فلقد خانني لساني " ثم نزل


ركضت مسرعة للأعلى دخلت غرفتي وارتميت على السرير ابكي بحرقة وألم ولم
أنزل ولم افتح الباب لأحد بحجة أنني اشعر ببعض التعب وأريد النوم .. لا لم تكن حجة فقد
كنت أشعر فعلا بكل تعب الدنيا وكل وجع العالم يطبق على قلبي حتى كاد يتفجر











غيث







قررت اليوم الاجتماع بأعمامي من جديد لنناقش القضية الجديدة التي ظهرت لنا ولكن لم
أكن وحدي هذه المرة فزبير معي والكل لازال عند رأيه أعمامي يرفضون الأمر برمته
وجدي على صمته المعتاد من المفترض بوالدي أن زوج في وصيته رنيم بجدي وليس
أنا إنهما يليقان ببعض تماما غير أن رنيم تغضب أحيانا

تكلم زبير محاولا تليين رأس أعمامي فقال

" للفتاة حقان لدينا أن نحميها ونخلصها منهم وأن تأخذ حقها كالبقية "

صرخ عمي عاصم كعادته " ليس لديها شيئا عندنا "

فصرخ الزبير الذي وصل حده منهم

" بل لديها هي ابنة شقيقكم أم نسيتم لو كانت أحدى بناتك هل رضيت لها هذا "

صرخ عمي عاصم أكثر وقال بعصبية " ليس لنبيل شيء من هذا "

قال زبير " ولما "

قال عمي جسار بحدة " لأنه أختلس أموالنا "

صُدمنا كلينا مما قال وسكتنا إلا عن التنفس هنا نطق الحجر وقال جدي بحدة

" جساااااار "

صرخ عمي جسار قائلا " دعهما يعلمان لكي يريحانا وشقيقهم المجنون ذاك من هذه القضية "

قلت بصدمة " أختلس أموالا ... متى "

أجاب عمي عاصم " قبل رحيله وفي أيرلندا أيضا لذلك سجنوه هناك "

وقفت من صدمتي بالخبر وقلت " ماذا "

قال جدي بحدة " أنهوا هذا الموضوع هيا "

قلت " كيف ننهي الموضوع ولم نفهم شيئا "

وقف جدي وغادر كعادته وتبعه عمي جسار فقلت لعمي عاصم

" أريد أن افهم ما حدث "

وقف وقال مغادرا " اسأل شقيقك البطل الهمام وسبب مشاكلنا "

ثم خرج من فوره فنظرت لزبير وقلت " ما رأيك فيما سمعت "

هز رأسه وقال " وكأني في حلم , أتصل بصهيب وأسأله كما قال فيبدوا أنه يعلم شيئا "

قلت بضيق " هوا لا يجيب على اتصالاتي ولا أعلم لما يتهرب منا "

تنهد وقال " سأجرب أنا معه "

اتصل به فلم يجب قلت بيأس " لا نتيجة "

قال بضيق " لم يجب ولكن تذكر ما اشترطه صهيب بأن نبرئ عمي من التهمتين يعني
أنه يعلم شيئا وأن التهمة الأولى مرتبطة بالثانية "



تنهدت بضيق وغادرت المكتب خارجا وتمنيت من قلبي ألا ألتقي برنيم لأني
سأقتلها هذه المرة لو استفزتني كالعادة ولكن من قابلته لم يكن هي بل بحر هذا
الشاب يجعلك تشعر بالهدوء وأنت في غمرة ثورانك بسبب هدوءه , نظر لي
مطولا ثم قال بصوته الهادئ

" ما بكم تصرخون مع أعمامكم هل من مشكلة "

قلت بضيق " نعم مشكلة وستجر مشاكل عديدة سنتحدث على طاولة العشاء أمام الجميع "

توجهت لجناحي وجلست أفكر في حل لهذه المصيبة بعد قليل سمعت طرقات خفيفة على
الباب وبعدها بدقائق فتحت رنيم الباب ودخلت , آه هذا ما كان ينقصني الآن , هي لم تزرني
من قبل هل استحلت ذلك اليوم بالذات وقفت وقالت ببرودها القاتل

" هل لي أن أتحدث معك قليلا "

قلت بضيق " ليس الآن في وقت آخر "


بدا على وجهها الاستياء ولكنها لم تتكلم كتمت ما بداخلها خلف صمتها الدائم
وخرجت , بعد ساعتين نزلت لتناول العشاء مع البقية كان الجميع حاضرا اليوم
فيما عدا حور وصهيب فأديم وقت إجازته وبحر الذي عاد من سفره اليوم
فقد أصبحت أحرك أخوتي في ممتلكاتنا أكثر من السابق جلست بجانب جدي الذي
لا يتناول الطعام معنا إلا نادرا كان الجميع يأكل بصمت كسرت الصمت قائلا

" هناك ما عليكم معرفته جميعا "

نظر الجميع لي فقلت

" لعمي نبيل ابنة وتواجه مشكلة ما أن تُحل المشكلة قد تأتي للعيش هنا معنا "

نظر لي أديم بصدمة وقال " ابنة عم لنا نحن "

قلت بهدوء " نعم عمي نبيل رحمه الله لقد كان متزوجا بأيرلندية ولديه منها ابنة "

قال بحر " متى , لقد توفي وأنا في السادسة أذكره جيدا ولم يكن لديه زوجة "

ابتسمت بسخرية وقلت

" هذا ما كنا نظنه جميعا ولكنه توفي وأنت في منتصف العشرين من عمرك يا بحر "

قال " وما المشكلة التي تعانيها "

صمتت مطولا ثم قلت " مشكلة معقدة ولا تزداد إلا تعقيدا وكأنه تنقصني مشاكل "

قالت رنيم ببرود " المشكلة دائما تجلب خلفها مشكلات اسألني أنا "

كان الجميع ينظر للمشاحنة التي بدأت للتو فاكتفيت بالصمت فحسابي معها فيما بعد
وقف جدي مغادرا وقال أديم

" أنا لم أفهم شيئا مما قلت "

قلت بهدوء " سنتحدث فيما بعد "

وقف قائلا " إذا أنا أنتظرك في غرفة المكتب حسننا "

قلت " حسننا "

ووقف بحر وزبير مغادران لغرفة الجلوس فوقفت أمي وغادرت فلم يبقى سوانا أنا
و رنيم , نظرت لها ونظرت إلي ثم أنزلت عينيها وقالت

" متى يمكننا التحدث "

وقفت وقلت ببرود " عندما أرى الوقت مناسبا سأسألك بنفسي "

قالت " ولكن .... "

فقلت بحدة " انتهى "


وغادرت غرفة الطعام متوجها للمكتب ولم أرها بعد ذلك ولم أكن أعلم أنها كانت تخبأ لي
مفاجئة حتى فاجأتني بها لاحقا












أُديم





أكذب لو قلت أنني اعتدت الوضع هنا فغيابي عن أهلي زاد الأمر سوءا ويومي الإجازة
لا يبردان على الخاطر شيئا أحاول فقط أن أقنع نفسي لعلي أتأقلم مع الوضع الجديد لأنه
مصيري حتى متى لا أعلم, هذه الثرثارة توقفت عن الكلام يبدوا أنها تلقت درسا جيدا فلا
تتحدثان إلا نادرا وبشبه همس , أحيانا يشعرانني بالملل وأحيان كثيرة يطردانه عني , مواضيع
النساء سخيفة جدا ثياب بيت أولاد موضى قصص وأحداث لنساء أخريات , ولكن ليس
غيرهما يسليني في ساعاتي الطويلة هنا حتى أنهما يتحدثان عن أمور لو علما أنني اسمع لما
تحدثا عنها وكأني لست بموجود فلولا إلقاء ليان التحية علي عند دخولها ومغادرتها
( صباح الخير أيها الوسيم , وداعا أيها الوسيم ) لظننت أنني تحولت لقطعة أثاث هنا وبالرغم
من ذلك لم أسلم منها ومن لسانها أذكر جيدا يوم استلمتني وبدأت باستجوابي
( ما هوا اسمي أين أعيش من عائلتي من أنا )
فلم أجد خيارا أمامي سوى تضليلها عن الإجابة وأخبرتها أن أسمي وسيم كما كانت تناديني
ولكم أن تتصوروا ردة فعلها عندما علمت فقالت أسم على مسمى هههههه لو تعلم أنني أسمعها
لانتحرت من فورها بالتأكيد , هذه الفتاة تجعلني أنظر للمرآة مطولا عند عودتي للشقة كل يوم
وأنا أحاول رؤية نفسي من خلال عينيها ستتسبب لي بالتخمة من الغرور


عالم الفقراء غريب حقا لم احتك بهم يوما ولكن لم أتصورهم هكذا ينظرون للفقر ببساطة
ويكرهون الغنى والأغنياء كهذه الفتاة مثلا, لم أتخيل يوما أن ادخل عالمهم ولو عن بعد
وأتمنى أن لا أغرق فيه أكثر

" هيه ليان " كان هذا صوت شروق الهامس

قالت ليان بتذمر " نعم ما بك يا شروق "

قالت بابتسامة " الفتى وسيم ينظر إليك مجددا "

قالت لها بضيق دون أن تنظر إليا ولا إليها " تابعي عملك واتركي الشاب في حاله تذكرين
المرة الماضية ما ألت إليه عندما سخرنا منه يبدوا لي أن الله يحميه ويأخذ له بحقه "

ابتسمت شروق وقالت " صحيح ليان أخبريني َمن من مالكي الشركة الذي تغزل بك يومها "

نظرت لها بنصف عين وقالت " هل أعتبر ما قلتي مراعاة لمشاعري أم هي سخرية مني "

ضحكت وقالت " أنا أسخر منك حاشا لله "

قالت لها بضيق " اتركيني وشأني يا شروق وإلا حولتك لغروب الآن "

ضحكت الأخرى وقالت " وكيف ستعودين لبيتك في الظلام "


أوقعت قلمي وادعيت أنني أجلبه من تحت الطاولة لأني لم أستطع إمساك نفسي عن
الضحك وهذه الخطة التي أتبعها دائما

تأففت ليان بضيق فقالت شروق "هيا أخبريني يا ليان "

قالت بحدة " شروق بالله عليك تتركيني وشأني كم أكره الأغنياء وسيرتهم "

قالت شروق بهدوء " قالوا أن أولاد السيد شامخ رحمه الله خمسة وبعضهم يقول أربعة
آه رحمك الله يا سيد شامخ لقد كان الجميع يحبه حتى أن هذه الشركة أسسها هنا في الجنوب
من أجل أهل المدينة ومجاوراتها بعد أن دمرتها الحرب منذ سنوات "

تنهدت ليان وقالت " صدق من قال أن الخير يلد شرا دائما "

( ها قد عادت لإهانتي وفي وجهي أيضا )

قالت شروق " كانوا يتحدثون كثيرا عن ابنه الأكبر الذي كان يأتي هنا من حين لآخر اسمه
أعتقد غيث هل هوا من تحدث معك "

قالت بضيق " لا هوا أسمعه أديم هكذا قال المدير أتمنى أن لا أسمع صوته ثانية ولا أراه في حياتي "

ضحكت شروق وقالت "ليس كل ما يتمناه المرء يدركه يا ليان "

قالت ليان بنفاد صبر " شروق أنهي هذا الموضوع فلقد أنكسر كعب حدائي اليوم في طريقي
إلى هنا ولازلت أنتظر المصيبة الثانية فلا تتسببي أنتي بها لي "


وما هي إلا لحظات حتى دخل شاب مكفهر الوجه قاسي الملامح يقدح من عينيه الكره
والغضب وما أن رأته ليان حتى وقفت على طولها وقالت

" قيس ماذا تريد مني وما جاء بك إلى هنا "

صرخ بها قائلا " أخرجي أمامي الآن أو ضيعتك "

صرخت به " لن أخرج هذا عملي ولن أسمح لك أن تتسبب بخسارتي له "

أقترب منها وأمسكها من ذراعها وقال بغيض " ستخرجين أو تعطينا المنزل حالا "

قالت بحدة " أبتعد عني يا قيس ولنتفاهم خارج هذا المكان ولا تتسبب لي بالمشكلات "

قال بذات الحدة " بل الآن ستعيدين لنا منزل والدتي أيتها الحقيرة يا ابنة الخائن "

قالت بغيض " لا أسمح لك بإهانة والدي أنت هوا الحقير الخائن أيها الفاشل "


صفعها على وجهها حتى سقطت أرضا ممسكة بطاولة مكتبها حينها خرجت أنا عن
السيطرة على نفسي فلم أرد التدخل بدايتا في مشاكل عائلية لا دخل لي بها ثم أني
ارفض الاحتكاك بأي من الموجودين هنا ولكن شهامتي وما تربيت عليه لا يسمح
لي بذلك ركضت ناحيته وأوسعته ضربا لأن الفارق في أجسادنا كبير حتى تجمع
حولنا الموظفين وفكوا العراك وأخذوا شقيقها خارج الشركة وجلست هي تبكي طوال
الوقت ثم استدعاها مدير القسم ولم يستدعني طبعا لأني خارج حدود كل الشركة هنا


بعدها جاءت وجلست بمكانها ترفض التحدث حتى مع شروق مكتفية بالصمت والبكاء
وفي نهاية الدوام غادرت بصمت وحزن حتى أنها لم تلقي عليا التحية كعادتها ولا حتى
على شروق يبدوا أنها تلقت توبيخا من المدير أو خصموا لها من راتبها , يبدوا أنه ما كان
عليا التدخل فقد تسببت لها بمشكلة في اليوم التالي لم تأتي ليان ولا الذي بعده ولا بعده لم
أكترث للأمر فهذا قدرها تواجهه وحدها وفي اليوم الرابع أنبني ضميري لأني جزء مما
ممكن نقلها أو فصلت لمدة معينة أو أشقائها منعوها أو قتلوها فهي لا تعلم شيئا عنها
حدث هنا فكتبت لشروق أسألها عنها فكتبت أنهم قرروا فصلها أو سألتها عن رقم هاتفها
فكتبت أنها لا تملك واحدا بسبب مشاكل أخوتها سألتها إن كانت زارتها في بيتها فقالت أن
زوجها يمنعها من الخروج فتهورت وطلبت عنوان بيتها فأنا السبب لما حل بها وعليا
إصلاح الأمر












ميس








لابد وأنكم نسيتم أنني لازلت سجينة ذلك المستودع إنهم يتبادلون حراستي وكأنه
بإمكاني الهروب من هذا المكان المقطوع الموحش فلو تركوني لوحدي ما فكرت
بالهرب منه , جاء وقت المغيب فحظر جهاد والشاب بني الشعر الذي لم يذكروا
أسمه أمامي حتى الآن قال وهوا ينظر لجهاد

" ستبقى أنت والفتاة هنا الليلة "


وكانت المرة الأولى التي لا يكون هوا فيها هنا ليلا يعني لا نوم الليلة حيث أنني
كنت أنام طيلة بقائه هنا حتى مغادرته فجرا نظر جهاد لي ثم له وقال بهمس ولكني
كنت اسمعه جيدا

" لا تتركاني معها ولا ليلة فلن أضمن لكم نفسي "

نظر له بنظرة حارقة كالنار وقال بحدة " هل هي حجة أم حقيقة ما سمعته الآن "

توتر جهاد فيبدوا أنه كان سيلقى عقابا منه عليها لو كان صادقا فقال بخوف

" بل حجة يا رجل فأنا كنت هنا بالأمس ولا يجوز أن أبقى اليوم أيضا "

نظر له نظرة تشكك ثم قال " إذا ليبقى حامد "

صرخ حامد قائلا " لا لن يحدث ذلك فقد كنت هنا طوال اليوم هذا ليس عدلا "

نظر لهما ثم لي وتقدم ناحيتي وقال " انتقلي هناك عند نهاية المستودع "

قلت بذعر " لا تتركني معه لا أريد "

قال بحزم " لا يمكنني البقاء الليلة الأمر خارج عن إرادتي "

قلت بابتسامة سخرية " لن يضر الأمر لو لم تنم مع زوجتك الليلة "

قال بغيض مكتوم " لقد حذرتك من استفزازي يا ميس لا تجعليني أخطأ معك "

قلت بغضب " وما الذي لم تخطئه معي حتى الآن اتركوني هنا وحدي فلن أهرب "

نظر جهاد وحامد لبعضهما فيبدوا أنهما فهما كلامي على مزاجهما

أشار بأصبعه للزاوية وقال بغيض " أجلسي هناك في الزاوية يا ميس قلت لك "


أخذت الفراش والبطانية ورميتهما حيث قال ووقفت بغيض , وقف بالمقربة مني
وأشار بأصبعه لخط في أرضية المستودع الإسمنتية وقال موجها كلامه لجهاد

" إن تجاوزت هذا الخط فلن ينقدك مني إلا الموت فهمت "

ثم وجه حديثه لي وقال " إن تجاوز هذا فأخبريني في الغد "

نظرت للجانب الآخر بضيق وقلت " هذا إن كان ثمة غد "


نظر لي مطولا ثم أخد معه حامد وغادر , جلست بالزاوية حيث أشار مبتعدة عن جهاد
أبعد حد وبدأ يغني كعادته لا أعلم من هذا الذي أخبره أن صوته جميل لابد وأنها زوجته


فكرت أن أفضل طريقة للتخلص من هذه العصابة هوا الإيقاع بينهم وهذا البدين يبدوا
أحد طباعا من الآخر فسيكون هوا ضحيتي بعد ساعات طويلة عاد للغناء من جديد
فصرخت به قائلة

" لما لا توقف هذا النشاز المقرف لقد أقرفتني "

وضع يده بوسطه وقال " هل تعجبك مرافقة ذاك لك في الليل حتى أصبح الآن فقط صوتي نشازا "


سحقا لك من حقير علمت أنهم فكروا بذلك منذ حديثي معه عندما كان هنا بداية المساء

قلت بغضب " تعلم كيف تنتقي كلماتك أيها الصعلوك المغفل فأنا أشرف منك ومن أمثالك "

ضحك بسخرية وقال " لم أكن أعلم أن فراقه لك ليلة واحدة سيصيبك بالجنون هكذا , أسمعي
سيرميك فيما بعد وأنا من سيحتفظ بك وسأتزوجك ما قلتي "

صرخت به غضبا " يالك من منحط ووضيع أيضا "

ضحك وقال " الحق علي سأتستر عليك "

قلت بغيض " سأخبره بكل ما قلته الآن وسترى "

وقف مغتاظا وقال " هل تضني أني أخاف منه أو أن تهديده ذاك يخيفني "

قلت بسخرية " بلى تخاف منه "

اقترب مني بضع خطوات وقال " إن أعدتي ما قلته للتو فستندمين على ذلك "

قلت ببرود " تخاف منه اعترفت أم لم تعترف "


أقترب مني وأمسكني من ذراعي وشدها بقوة حتى شعرت بأظافره تنغرس فيها من فوق
القماش وأن عظامها ستتكسر بين أصابعه وقال

" هل تعي ما تقولينه يا رخيصة "

نظرت له بصدمة لما قال وقلت بغيض

" أقسم أن أخبره بكل هذا وبأنك تجاوزت الخط الذي حدده أيضا "

نظر للأسفل بدهشة وكأنه استيقظ من موجة غضبه وقال بغيض

" إن أخبرته أريتك ما لم تريه من قبل وأعلمي أنه لن يصدقك وأعرف كيف أتبت عكس ما قلتي "


ثم رماني على الأرض وعاد حيث كان بعد سعتين كان وقت الفجر قد حان دخلت الحمام
توضأت وصليت وما أن أشرقت الشمس حتى جاء الآخران وما إن دخل وأقترب مني حتى
ركضت مخبئتا خلفه وأنظر جهة جهاد أمسكني من ذراعي وقابلني لوجهه وهوا يؤشر بأصبعه
جهة ذاك الإمعة وعينيه تقدح شررا وقال بغيض

" هل فعل لك شيئا ماذا حدث تكلمي "

نظرت جهة جهاد ثم إليه ولم أتحدث فقال بصراخ غاضب " قولي يا ميس ماذا حدث "

قلت وأنا أهز رأسي نفيا بصراخ " لا أستطيع لقد هددني "


أكفهر وجهه وتحول من البياض للون الأحمر القاتم ومرر أصابعه في شعره الكثيف الناعم
المتدرج ثم توجه جهة جهاد أمسكه من ياقة قميصه وقال بغضب

" ما فعلت يا أحمق "

قال بصوت مخنوق " لم أفعل شيئا إنها تكذب كي توقع بي لقد طلبت مني التأمر معها
وإخراجها ولكني رفضت فلفقت لي هذه الكذبة "

صرخت به بعنف " كااااااذب لقد قال أنك سترمي بي بعد أن تشبع مني وهوا من سيأخذني
بعدك ونعتني بالرخيصة كما أنه تجاوز الخط الذي حددته له "


زاد من شده على رقبته حتى ضننت أنه سيموت على يديه لولا أن حامد هدئه قليلا ليتركه
سعل جهاد كثيرا ثم قال

" هل تصدقها وتكذبني لا دليل لديها على كل ما تقول "


اقتربت منهم وكشفت عن ذراعي فظهرت آثار أصابعه التي كانت لا تزال فيها ومكان أظافرة
قد انسلخ الجلد عنها وقلت

" هذا هوا الدليل أم أنك ستقول أنني من قام بهذا لأنه يستحيل أن تكون آثار أصابعي متوجهة
للداخل هكذا ولا حجم أصابعي كأصابعك "


سحبه الشاب حينها حتى ألصقه بالحائط وانهال عليه بالضرب ولم يستطع حتى حامد إيقافه بسبب
بنيته الجسدية وقوة غضبه فضربه حتى تعب ثم صرخ به قائلا

" ستندم على ما فعلت يا جهاد وحسابك معي ليس هنا بل في السجن وتعلم جيدا ما أعني
أغرب عن وجهي الآن "

نهض بعدها جهاد وخرج خارجا وسمعت صوت سيارة تغادر نظر لي وأمسكني
من كتفاي وقال بحدة

" ماذا فعل لك ماذا حدث أيضا "

قلت مشيحة بوجهي عنه " لاشيء غير ذلك "

نظر لحامد وقال

" ابق هنا وسأعود بعد ساعة أو ساعتين لو كررت ما فعله ذاك فحسابك سيكون أشد منه تفهم "

كان الصمت جواب حامد فخرج وركب سيارته وغادر وبعد نصف ساعة سمعت صوت
سيارة ولكنها لم تكن لذاك الشاب بل لجهاد دخل ونظر لي بحدة ثم لحامد فقال له بغيض

" لما عدت يا جهاد سيسجنك ويسجنني يا مغفل اذهب هيا "

قال بعصبية " أنا لم اذهب لأعود "

ثم نظر باتجاهي وقال " جئت لأتحدث معك يا حامد ولكن في الخارج "


خرجا كليهما وبعد وقت طويل عادا وأخداني معهما مرغمة لا أعلم ما حشا به جهاد رأس
حامد ليوافقه وما سيفعلانه بي ولكنه بالتأكيد سينتقم مني لما فعلت , سحباني سحبا وأنا
أقاومهم كم تمنيت حينها أن يأتي ذاك الشاب لينقدني منهم وإن كان مجرد مختطِف مثلهم
ولكنه ارحم منهما

ولكن الأماني لا يمكن أن تتحقق ويبدوا أنه كالشرطة في الأفلام لا يأتي إلا متأخرا , اركباني
السيارة وغادرا بي في طريق غير الذي جئنا منه وإلى أين لا أعلم كل ما أعلمه أنني أصبحت
مختطفة للمرة الثانية



نهاية الجزء العاشر


التطورات أصبحت تجر الأبطال فإلى أين تأخدهم

ميس أين سيكون مصيرها القادم وما سيفعله صهيب وهل سيستعيدها منهم

أديم هل سيزور ليان بالفعل وهل ستكون الأخيرة

زبير ومفترق الطرق الذي أصبح يقف فيه فأيهم سيعبر خصوصا بعد علمه بمشاعر أخيه اتجاه زوجته

غيث ورنيم حور وبحر والمزيد من الأحداث كونوا معي فيها


ولا تحرموني توقعاتكم وتعليقاتكم







فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-11-14, 08:10 AM   #15

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء الحادي عشر










صهيب










ما كان عليا أن أتق بذلك الصعلوك ولا بالذي معه ما كان عليا تركها معه بعد الذي قاله
ماذا لو مسها بأذى ركبت سيارتي ومضيت لأنظر ما فعل صديقي سالم في أمر المنزل
الذي سأنقلها إليه فلا تكون إلا تحت رعايتي وحدي فساعدني في استئجار منزل مناسب
لذلك , ثم عدت لأخذها من هناك وعندما وصلت فوجئت بباب المستودع مفتوحا فقفزت
قفزا من السيارة ودخلت للداخل فلم أجد أحدا لا ميس ولا حامد ولا أي شيء أمسكت
رأسي بيداي من الصدمة وأنا أصرخ مناديا باسمها ثم خرجت كالمجنون أركض حول
المكان مناديا لها وكأنها ستخرج لي من هناك صرخت وصرخت وناديت وناديت ولكن
دون فائدة ركبت السيارة وانطلقت بسرعة جنونية وأنا أصرخ قائلا

" ما كان عليك أن تتق بأحد يا صهيب ولو كان مصيره بيدك لقد أضعتها وأضعت
وصية والدك لك "

ضربت على المقود بيدي وقلت بغيض

" لقد خذلت والدك الذي وتق بك وحملك هذه الأمانة دون الجميع خذلته يا صهيب وسيحاسبك
عليها يوم يلقاك عند الله "


كنت لا أرى أمامي إلا السواد اتصلت بهما مرارا ولم يجيبا أرسلت لهم رسائل أتوعدهم
فيها وبدون فائدة جلت كل الأماكن لأسأل عن مكان يعيشان فيه ولكن دون جدوى وبقيت
على ذاك الحال حتى حل الظلام

في صباح اليوم التالي اتصل بي جهاد صرخت به مباشرة ما إن فتحت الخط قائلا

" أعد الفتاة أيها القذر أو رأيت ما لم تره "

ضحك وقال " مهلك قليلا ولا تخف على معشوقتك "

قلت بغضب " هي أشرف منك يا نذل , إن لم ترجعها سليمة كما أخذتها وأنت تفهم ما أقول
فستكون اليوم في السجن لا بل من الأموات "

قال بسخرية " إن صرت في السجن فستنسى أن هذه الفتاة موجودة "

ثم أغلق الخط في وجهي اتصلت به فأجاب بتذمر " نعم ماذا تريد "

قلت بغيض " الفتاة "

قال ببرود " والمقابل "

قلت " لا شيء ستحضرها رغما عنك "


أغلق الخط مجددا في وجهي مرت عدة أيام وأنا أبحث بكل الطرق ودون جدوى ثم
تمكنت من معرفة عنوان بيته ذهبت له مباشرة فوجدته فارغا ولكن من ملاحظتي له كان
يبدوا أن ثمة من كان هنا اليوم جلست أنتظر وبعد ساعات دخلت ضالتي التي كانت جهاد
أمسكته بكل قوتي وضربته حتى الموت وأنا أصرخ به

" أين هي وإلا قتلتك تكلم الآن"

قال بصوت متألم " ليست معي "

صرخت به بحدة " كاذب أين هي يا جهاد "

صرخ متألما " ليست معي لقد أخذها حامد من هنا وغادر , بحثت عنه ولم أجده لقد أخدها
اليوم أثناء غيابي وذهب "

ضربته أشد من ضربي السابق له ثم رفعت وجهه المغطى بالدماء وقلت

" إن كنت كاذبا قتلتك يا جهاد سمعت قتلتك "

ثم رميت به بإحدى الغرف وأغلقتها عليه بالمفتاح كما أغلقت البيت وغادرت جاءني
حينها اتصال من غيث فتحت الخط وقلت بضيق

" نعم "

جاء صوته حادا " أين أنت يا صهيب ولما لا تجيب على اتصالاتي "

قلت بنفاذ صبر " ماذا تريد "

صرخ قائلا " ماذا أريد برأيك , هل تسأل سؤالا كهذا "

دخل على المكالمة حينها رقم حامد فقلت بعجل

" وداعا الآن يا غيث سنتحدث فيما بعد "

أنهيت الاتصال منه وهوا لا زال يتحدث وفتحت الخط لحامد وقلت بغضب

" كن عاقلا يا حامد وأعد الفتاة وإلا "

قال بجدية " الفتاة هي من لا تريد العودة وإنسا أمرها نهائيا "

صرخت قائلا " ما الذي تهدي به الآن "

قال ببرود " ما سمعت لن تراها بعد اليوم ولن يهمني ما ستفعل بي ولدي الطريقة التي
أتخلص بها من الشيكات "

ثم أغلق الخط في وجهي وتركني ضائعا في طريقي وتائها في تفكيري , ما الذي
حدث وأين أخذها ورحل سحقا لي ولحلولي الفاشلة بعد كل ما فعلته مع جدي وأعمامي
ها أنا أعود من حيث بدأت وها هي رحلة بحثي عنها لم تنتهي بل تطول أكثر











حور








سجنت نفسي في غرفتي لا أخرج ولا أتوقف عن البكاء سمعت طرقات على الباب ثم
جاءني صوت زبير قائلا

" حور هل لي بالدخول "

قلت بهدوء " أنا متعبة يا زبير ولا رغبة لي في الحديث أرجوك "

قال بذات الهدوء " حسننا أنزلي لتناول الطعام فالعشاء جاهز وأمي لن ترحمني إن لم
تنزلي معي أفعلي ذلك من أجلي حسننا "

تنهدت وقلت بقلة حيلة " حسننا من أجلك فقط فلا رغبة لي بالأكل "


لبست حجابي وخرجت ولم أجد زبير في جناحنا نزلت للأسفل وكان الجميع هناك عدا
صهيب وأديم طبعا هممت بالجلوس بجوار خالتي فقالت مبتسمة

" ما تفعليه بهذه العجوز أجلسي بجانب زوجك هناك "


نظرت لزبير ثم للطاولة ياله من موقف سيء ومحرج , سمعت حينها صوت ملعقة تضرب
الصحن بقوة وكأن أحدهم رماها فيه رميا , نظرت باتجاه الصوت وكان بحر من قام بذلك ,
لم أرى تعبيرا على وجهه فقد كان مطأطأ برأسه للأسفل

جاءني صوت خالتي من جديد " اجلسي هناك يا حور ما بك يا ابنتي "


توجهت بخطوات ثقيلة كالجبال سحبت الكرسي المجاور لزبير والذي كان يجلس
بجواره غيث ويفصله عن بحر فوقف بحر وغادر من فوره بصمت وبخطوات ثقيلة
غاضبة وسريعة

قالت خالتي منادية " بحر ما بك أنت لم تأكل شيئا "


ولكنه لم يجب ولم يتوقف حتى وخرج خارج غرفة الطعام بل وخارج القصر كله
لأن صوت بابه الضخم كاد يزلزل الجدران من شدة ضربته له وهوا يغلقه
خلفه , كنت أنظر جهة الباب كالمخدرة دون حراك

" أجلسي يا حور "


كان هذا صوت زبير الذي أوقظ عقلي من توقفه جلست بهدوء وبدأت أقلب الطعام
ولم آكل إلا اليسير ثم نظرت لصحن بحر الذي لم يأكل منه شيء رغم بدئهم الطعام
قبل وصولي بوقت وحتى زبير لم يأكل إلا بعض اللقيمات على ما يبدوا و رنيم وغيث
كذلك يبدوا لي أن الجميع ليسوا بخير هنا , وقفت واعتذرت عن الطعام وتوجهت للمطبخ
أنتظر أن تلحق بي رنيم لنغسل الأطباق والأواني فالخادمة غادرت منذ وقت وما هي
إلا لحظات حتى دخل زبير وقف بجواري وقال

" ما بك يا حور لا تبدين بخير "

تنهدت وقلت " متعبة قليلا وسأكون أفضل عند الغد "

غادر بصمت ولم يضف حرفا واحدا , أجل حالي لا يسر أحداً فماذا أقول عن حالي
لما لا تساعدني يا بحر لما تزيد من همومي , لماذا يفعل بي ذلك ما ذنبي أنا ما ذنبي
إن رحل وتركني منذ سنين ما ذنبي إن زوجني والدي وعمي دون رأيي ما ذنبي إن كان
زوجي شقيقه من بين كل البشر لقد أحرقوني وحكموا عليا بأن أموت كل دقيقة





جاءت رنيم بعد وقت لتخبرني أنهم أنهوا الطعام طلبت مني أن أترك لها العمل وحدها
ولكني رفضت فما ذنبها هي فيما يحصل لي وهل ستبقى تعمل هنا وحدها دائما
تعاونا على تنظيف الأطباق وغسلها والصمت يغلف المكان فيما عدا صوت الماء

قلت بهدوء " رنيم لا يبدوا لي أن أحوالك وغيث جيدة "

سكتت لوقت ثم قالت " ولا أنتي وزبير أليس كذلك "


كانت الإجابة أصعب من أن أخرجها ومما تخيلت فعلمت حينها أن سؤالي كان غبيا فقلت

" أنا آسفة حقا يا رنيم إن كان سؤالي غبيا ومحرجا "

ابتسمت وقالت

" ولما الأسف هذا هوا الواقع فكلنا هنا ضحايا وصية حكمت على الجميع بالموت "

قلت مستغربة " هل حكمت على البقية أيضا أنا لا أفهم "

تنهدت وقالت " بلى فكلن له نصيبه منها "

قلت بحيرة " هل سيزوجهم جميعا هكذا "

هزت رأسها وقالت " لا بل إنه حكم على بحر أن لا يترك العائلة حتى اقتسام الميراث وأن لا
يقرر قرارا يخصه وعلى أديم العمل في الجنوب صهيب وحده من نجا منها "

قلت بأسى " هذه ليست وصية إنها مذبحة

ضحكت وقالت " هوا أفضل وصف سمعته لها حتى الآن "

قلت " ولما يريدون أمرها سريا "

قالت بهدوء " بسبب الألسن أنتي تعلمي ألسن الناس لا ترحم "

قلت بعد صمت " ولما يمنع بحر من الرحيل "

قالت بحيرة " أنا لا أعلم ولا أفهمه حقا ما فهمته من خالتي أن بحر كان يتمنى دائما
أن يكون مستقلا ويبني نفسه بنفسه فكما تعلمي هوا ليس ابن هذه العائلة قد يكون
يعتبر نفسه مجرد منسوب لها فهوا لا يريده أن ينفصل عن العائلة "

قلت بهدوء " ونحن لا يمكننا الانفصال عنهم حتى الله وحده يعلم متى , هذا إن كان هناك انفصال "

قالت بضيق " أحمدي الله أن زبير يعاملك معاملة حسنة على الأقل "

قلت بحزن " نعم ولكنه ليس سعيدا معي هوا لا يعاملني كزوجة وكل منا ينام في غرفة لوحده
نحن كالأشقاء منذ تزوجنا "



سمعت حينها صوت مفاتيح تقع أرضا التفتت للخلف فكان بحر منحني للأسفل يرفع مفاتيحه
عن الأرض نظرت له فنظر إلي بصمت ثم غادر فنظرت لرنيم ويبدوا أنها كانت منشغلة ولم
تنتبه للصوت حيث أنها ضحكت قائلة

" إن كان كل منكما في غرفة فكل منا في جناح ونحن كالأعداء من قبل أن نتزوج "


وأنهينا باقي أعمالنا في صمت وقد غادرت رنيم في اليوم التالي لدولتها من أجل والدتها يبدوا
أنها تواجه مشاكل هناك وكأنه ينقصها هموم













غيث







كانت رنيم تلح بالتحدث معي في أمر ما ولكني ما كنت بمزاج يسمح حتى برؤيتها
أمامي , في صباح اليوم التالي سألت عنها أمي فأخبرتني أن زوج خالتها جاء لاصطحابها
فصرخت قائلا بغضب

" تغادر دون أذني من تراني هنا قطعة أثاث "

قالت أمي " ضننت أنها أخبرتك لقد قالت لي بالأمس أنها ستتحدث معك لتأخذها "

قلت بغضب " ولما تصر على اليوم ألم يكن بإمكانها تأجيل ذلك "

قالت بهدوء " أتصل بهما وأعلم ما الأمر قد يكون ظرفا طارئا "


تركتها وخرجت غاضبا اتصلت بزوج خالتها فأجاب من فوره وأخبرني أنهم
خرجوا من البلاد وهم الآن في الطريق طلبت منه أن يعطيني رنيم لأتحدث
معها فقال أنها نائمة , أعلم أنها تتعمد فعل ذلك وتعلم مدى فداحة خطئها شديدة
العناد باردة المشاعر تلك

" مرحبا غيث "

رفعت نظري عن هاتفي للداخل حينها وقلت

" مرحبا أديم جيد أنه لديك أيام إجازة لكنا نسينا رؤيتك تماما "

قال بضيق وعبوس

" لا يزيد همي إلا أيام الإجازات لو أبقى طوال عمري هناك سيكون أفضل فقد أعتاد على
وضعي الجديد "

قلت " هيا تعال للداخل وأخبرني ما صنعت هناك "

جلس وقال " لا أصنع شيئا سوى الجلوس والخروج وقد تشاجرت مع أحدهم أيضا وكنت
سأتسبب بطرد غيره "

ضحكت وقلت " هل فعلت كل هذا يبدوا أنك بدأت تستكشف مساوئ موظفينا هناك "

تنهد وقال " هي ليست مساوئ أكثر من كونها مشاكل ذلك العالم يجعلك تشعر بالانفصام "

قلت بتساؤل " عالم الفقراء تقصد "

قال بهدوء " نعم فالغوص فيه أمر يتعب الروح والبدن ولا تجد نفسك إلا منغمسا في مشاكلهم لما
فعل بي والدي هذا "

قلت بضيق " والدي ظلم الجميع دون رحمة ولا استثناء حتى أنه سحب بنات أصدقائه معنا "


وردني حينها اتصال من شخص استغربت أن يفعلها الآن فأجبت على الفور












بحر







كنت وزبير نتناقش في موضوع صهيب وأن عليا التحدث معه دخلنا للمطبخ فكانت
حور هناك طلب منها زبير سكب القهوة لنا فبدأت بذلك على الفور وفي صمت ثم التفتت
نحوي نظرت لعيناي ثم أخفضت بصرها وقالت

" كيف تريد السكر "

قلت بعد صمت وأنا أتأملها " معتدلة لو سمحتي "

ثم نظرت لزبير وقالت " وماذا عنك "

ابتسم وقال " ألا تعرفي قهوتي إنها حلوة "

قالت بتوتر " نعم ... لا ... يبدوا أنني نسيت "


والتفتت لتنهي تحضيرها ووضعتها أمامنا وعادت لعملها , كنت أعلم لما سألت
زبير عن ذلك فهي خشيت أن يتكرر موقف العصير , هي تعلم جيدا قهوة زبير
فهي من تعدها له , آه لو أني فقط أستطيع التحكم في أفكاري وتصرفاتي لو أني
أسيطر على نفسي عندما أرى اهتماما منها لشيء يخص زبير ولو أني أوقف
رغبتي الجامحة لتأملها كلما كانت أمامي

لما لا أقتنع أنها أصبحت ملكا لغيري وانتهى الأمر , حتى لو أنه ليس سعيدا معها
ولم يلمسها حتى الآن فهي زوجته ملكه وستئول له آجلا , آه ما أقسى الواقع وما أقسى
هذه الجمل التي تكوي قلبي بنارها كلما رأيتهما معا في مكان واحد , ولكن ما يضع عقلي في
كفي هوا كيف لزبير أن لا يقربها حتى الآن , فتاة بكل هذا القدر من الجمال كيف يمنع نفسه
عنها هل يعقل أنه يحب زمرد كل هذا الحب ولكن حور كفيلة بأن تنسيه عشرة من أمثالها

" قهوتك بردت يا بحر ألن تشربها "

كان هذا صوت زبير الذي أعادني إلى الواقع ابتسمت وقلت " بالتأكيد "

قال بهدوء " ما فعلت بشأن والدك "

قلت بالهدوء ذاته " لاشيء حتى الآن عليا محاولة أبعاده عن شلة الفاسدين تلك لأنه سيدمر
حياة أخوتي ووالدتهم فأنا من يمسك شره عنهم ويعيلهم الآن فماذا لو مت من سيكون لهم "

سمعنا حينها صوت تكسر زجاج على الأرض وحور واقفة تنظر له بصدمة ويدها على قلبها
وقف زبير وتوجه ناحيتها وقال

" ما بك يا حور هل أنتي بخير "

نزلت تجمع الزجاج المتكسر في صمت ثم وقفت وقالت

" زبير أريد زيارة منزل عمي اليوم هلا اصطحبتني إليهم "

عاد للجلوس بجواري وقال " أنا مشغول اليوم في وقت آخر "

قالت بحزن " ولكني لم أخرج منذ أكثر من شهرين لقد اشتقت لهم فهم عائلتي "

تنهد بضيق وقال " بحر الست من سيصطحب والدتي لزيارة ابنة عمها , خذ حور في طريقك "

قالت بضيق " أأنت زوجي أم بحر "

ثم خرجت مستاءة تلك الكلمة ضربتني كالرصاصة وشقت قلبي لنصفين
( زوجتك وليست زوجة بحر ) ما أبغضها من كلمة فهي من تذكرني بالواقع المرير
, لما هم متفقون علي لما يحبون تكرارها أمامي قلت لزبير بهدوء يشابه الهمس

" لا تضايقها يا زبير فلن تعرف قيمة ما لديك حتى تخسره "

ووقفت مغادرا حين استوقفني صوته قائلا " أنت تقولها يا بحر غريب حقا "

نظرت له وقلت " وما الغريب في الأمر "

قال وهوا ينظر لفنجان قهوته

" طوال حياتك تستهتر بقيمة الأشياء وتكره أن نقول لك تلك العبارة "

ابتسمت بحزن وقلت

" بعض الضربات تكون أقسى من الموت يا زبير وبعض الأشياء فقدانها ليس بالهين "

نظر لي نظرة غريبة لم أفهمها وقال

" لا تقلق يا بحر فأنا لن أعاملها إلا بالحسنى فهي وصية والدي لي "


خرجت بحثا عن والدتي وطلبت منها أن تلح على حور لتأتي معنا لنأخذها لمنزل عمها
وبعد جهد وافقت على أن تأتي بصحبتنا أردت بذلك أن أفعل شيئا يريحها ولكني لا أجلب إلا
التعب دائما لكلينا














زبير

خرج بحر وتركني كصخرة تضربني أمواجه العاتية التي تعلو وتسقط بعنف رغم
هدوءه سامحني يا بحر سامحني يا شقيقي فلو تعلم ما فعلت بك وما أنا فاعل فستكرهني
بالتأكيد فالأمر خارج عن إرادتي


خرجت لخارج القصر جلست بالحديقة واتصلت بصديقي الذي يستمع لكل أنواع همومي فتح
لي الخط بعد طول انتظار فقلت بحزن

" مرحبا يا صديقي هل تعلم ما كنت أفعل منذ قليل كنت أشاهد شقيقي يحترق أمامي وأنا
أحاول أن لا أسكب الوقود على ناره , لما يحصل معي ذلك لما أنا وليس غيري لما أنا
من حكم عليا والدي بهذا الجرم منذ أثنين وعشرون عاما , تصور أن يتحول حلمك
لسراب ثم أنت تحول حلم غيرك للشيء الذي أنت تعانيه , لم أعد أرغب في الحياة لم
أعد أريدها "

ثم أغلقت الخط دون أن أشكره أو أودعه كما في السابق وما هي إلا لحظات حتى وصلتني
رسالة من رقمه مكتوب فيها

( قال النبي صلى الله عليه وسلم
( كان برجل جراح فقتل نفسه , فقال الله بدرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة )

استغفرت الله كثيرا لما قلت وما فكرت , ثم ابتسمت لأني أحسست أن من أتحدث معه
دائما هوا مخلوق حي وموجود يستمع إلي وخاف على مصيري وأراد ردعي عن التهور
, خرجت وصادفت غيث يتبعه أديم خارجا فاليوم إجازته و كان على ما يبدوا لي مستعجلان
نظر غيث باتجاهي وقال

" زبير ألحق بنا فورا "

وركبا سيارة غيث وغادرا وأنا خلفهما ولا أفهم شيئا
















رنيم








كان عليا الذهاب اليوم لوالدتي فأولئك الأنذال يهددونها ويطالبون بمقابلتي والتفاهم
معي لأني أنا ابنة غريمهم كما يقولون لذلك كان عليا الذهاب لأرى ما لديهم من جديد ,
فكرت فكرة غبية أن لي زوجا أختاره والدي شامخ ليكون معينا لي ولكن يا لا سخافة
أفكاري وسذاجتي فهوا لم يكلف نفسه حتى عناء الاستماع لي وصرخ بي وكأني متسول
يتسول أمام بابه , يبدوا أنه لا حل لما بيننا لا حل

وصلنا بعد ساعات من السفر نزلت ركضا أبحث عن والدتي وما أن وجدتها ارتميت
في حضنها وبكيت بكاء مرا طويلا بطول عذابي كل تلك الأسابيع مسحت والدتي على
رأسي محاولة مواساتي ثم جلسنا سويا فأمسكت بيدي وقالت

" ما بك يا ابنتي لما كل هذا البكاء "

قلت بحزن " لاشيء يا أمي هوا الاشتياق لك والخوف عليك فقط "

ربتت على يدي وقالت " لا تخافي عليا يا رنيم المهم أنك بخير "

قلت بابتسامة ميتة مثلي " بخير أمي لا تقلقي "

تناولنا الغداء ثم جلسنا نتحدث ونقلب المواضيع وكأنني لم أرها منذ أعوام وبعد
العصر حظر زوج خالتي وابنه أدهم قال زوج خالتي

" هم قادمون بعد قليل كانوا يصرون على ذهابنا نحن هناك ولكننا تحججنا بمرض
والدتك فلن آمن مكرهم "

نظرت لوالدتي وقلت " إن فتحوا موضوع زواجي فلن نخبرهم زوجي من يكون حسننا "

قالت أمي باستغراب " ولما "

قلت بضيق " لأني لن أعتمد عليه في ذلك "

قال أدهم بغضب " ولما زوجوك له إذا "

صرخ والده قائلا " أدهم لقد انتهى الكلام في ذلك الأمر "

صمت أدهم بضيق ونظر للجانب الآخر مغتاظا وقال زوج خالتي

" هل أخبرتي زوجك عن قدومك "

قلت بضيق " لا لم أخبره "

قال بصدمة " لماذا "


نظرت لوالدتي ثم لأدهم ثم له و أخفضت بصري في صمت ففهم أنني لا أريد ذكر السبب
فتأفف أدهم مانعا نفسه من الحديث بعد قليل وصل الضيوف الغير مرغوب بهم طبعا
توجهت ووالدتي وزوج خالتي وابنه جميعنا لغرفة الضيوف حيث استقبلهم أدهم ووالده
كانوا أثنين وهما أكثر أفراد عائلتهم شرا وهي عائلة كبيرة ومعروفة هنا تكلم الأول قائلا
ما أن رآني

" أين هربت من دفع الحساب يا ابنة حيان "

قلت ببرود " لا حساب بيننا بعد حكم القانون "

صرخ الآخر " بلى بيننا حساب ولم نصفه بعد "

قلت بذات البرود " ها هي ذي أنا أمامكم فاقتلوني "

قال الأول بسخرية " نعم ولن يردعنا عنك أحد "

" بل هناك من يردعكم ويكسر رؤؤسكم أيضا "

التفتنا جميعا لمصدر الصوت الغاضب فكان غيث واقفا أمام الباب خلفه زبير وأديم
نظرت لهم بصدمة كيف وصلوا بهذه السرعة بل منذ متى وهم هنا

قال أحد الشابين " ومن أنت لتردعنا "

نظر له غيث نظرة حادة وقال

" زوجها والمسئول عنها وعن والدتها ولن يلمس أحد شعرة من رأسها مادمت على قيد الحياة "

نظر لي الأخر وقال بغضب " هل صحيح ما يقول "

قلت ببرود " ولما عليا أن أصحح لك فلا علاقة لك بالأمر "

صرخ قائلا " اسمعي يا كثلة البرود لديك حساب عليك دفعه لنا وزواجك منه يعني نهايتك ونهايته "

اقترب منه غيث امسكه من قميصه وقال بغيض " إن رفعت صوتك عليها ثانيتا حطمت
لك وجهك فحديثك معي وليس معها وأقسم وأنا أبن شامخ آل يعقوب أنني سأجرجركم
في المحاكم حتى تعلموا أن الله حق وسأرميكم للفقر والشارع إن لم تكفوا أذاكم عنهما "

ثم تقدم أديم من الأخر وأمسكه من قميصه أيضا وقال " أحمدا الله أن شقيقنا صهيب ليس معنا
الآن لأنكما حينها لن تناما الليلة إلا في المستشفى وها أنا أعاود تحذيركم بعد أخي أن مصير
من يقترب منهما سيكون السجن أو الموت "

قال زبير حينها " هل أتدخل أم لا حاجة لذلك الآن "

نظر لي أديم وقال " ما نفعل بهما يا رنيم قرري وسننفذ على الفور "

لقد شعرت حينها بالنشوة الغامرة بل شعرت أنني سأرقص فرحا من كلماته وأحسست
حينها أن والدي شامخ عاد للحياة من جديد فقلت بابتسامة نصر وأنا أنظر لهما

" إن عاهداكم على عدم تهديدي ووالدتي اخلوا سبيلهما حاليا "

نظر له أديم بحدة وزاد من شده على قميصه وقال بغيض " ها ما قلت "

قال الشاب " حسننا اتركونا نذهب "

تركه من يده كما فعل غيث كذلك ثم قال غيث " لا تفكرا أنكما ما أن تخرجا من هنا ستفعلان
ما يحلوا لكما فنحن ما تركناكم الآن إلا لأننا نستطيع اللحاق بكم ولو في آخر الأرض "

نظرا له بغيض وخرجا في صمت أعرفهما جيدا فهما لن يعودا لتهديدنا بعد اليوم لأنهما
جبانان ولا يستقويان إلا على الضعفاء

تنهدت براحة وقلت " الحمد لله تخلصنا منهم أخيرا "

نظر لي غيث وقال " رنيم هل لنا أن نتحدث قليلا "

نظرت له وللجميع ثم قلت " حسننا "

صرخ أدهم قائلا " لا تؤذيها يا هذا لأنك ستندم "

ابتسم غيث بسخرية وقال " ومن أنت لتتدخل في شئوني "

قال زوج خالتي بحدة " أدهم هل جننت "

صرخ ادهم " لا لم أجن ولكن عليه أن يعلم أنها ليست وحيدة فلا يتطاول عليها يكفي
أنه تركها تأتي معك عوضا عن الوقوف بجانبها "

قال غيث بغيض

" ولما لم تبرز كل هذه العضلات أمام من كانا هنا للتو بدلا من ترك الفتاة تتحدث معهم "

قال أدهم بغضب " لا تمن علينا بما فعلت يا هذا "

صرخت بهما قائلة " يكفي الآن "

قال ادهم " لا لم نكتفي بعد وعلى زوجك أن يعلم أنه ليس الحامي المنقذ الذي انتشلك
وحده من مشاكلك فأنا كنت سأتزوجك وأسافر بك لأحميك منهم فليس لأننا لا نملك
النفوذ والمال مثلهم يعني أننا نقف مكتوفي الأيدي عن حمايتك "

بدأ الشرر يتطاير من عيني غيث كالقذائف وهوا ينظر لي وقال بصراخ غاضب

" ما يفعله هذا هنا الآن "

أحسست برجفة الخوف تسري في كل أنحاء جسمي ولدت بالصمت فنظر لزوج خالتي وقال بغيض

" أخرج ابنك من هنا قبل أن اخطأ بحقك وحقه "


أخذ زوج خالتي ادهم الغاضب وغادرا , بعدها أمسكني غيث من يدي وسحبني للخارج
ثم صعد بي لأحد الغرف أدخلني وأغلق الباب رفع يدي التي يمسكها من جهة الرسغ وقال
بصراخ غاضب

" هل لي أن أعرف لما أتيتي بدون أذني "

صرخت بحرقة " حاولت أخبارك مرارا ولكنك لم تكن تكترث لأمري ولا أهمك في شيء "

صرخ بقوة أكبر قائلا

" وإن يكن فلا تخرجي بغير إذني هل تريني طفلا أمامك أم نسيتي أني زوجك "

قلت وأنا أسحب يدي من يده " ولما تنسى أنت أنني زوجتك , أمي كانت تواجه الخطر هنا
وهم هددوها إن لم أحضر اليوم فسيؤذونها , هل كنت تتوقع مني أن أنتظر حتى ترأف
لحالي وتتحرك إنسانيتك لتسمع ما سأقول "

تنهد بضيق ثم بدأ يتنفس بقوة وكأنه يحاول تهدئة نفسه ثم قال بغيض

" مادام لديك من يترجل ويحميك فما حاجتك بي "

قلت والدموع تسقط من عيناي " لو كان لي به حاجة لما طلبت منك مرتين أن أتحدث معك
رغم معرفتي لكرهك لي ولسماع حديثي "

نظر لي مطولا بصدمة ثم قال بهدوء " أنا لا أكرهك يا رنيم "

قلت ببكاء " بلى تكرهني وتحملني أثم ذنوب أنا لم أرتكبها أصابع يديك ليست متساوية يا غيث "

قال بحدة " كرهي للنساء شيء وأن أكرهك كزوجة شيء آخر "

ابتسمت بسخرية وقلت " لو اخترت قدري ما كنت اخترتك يوما "

عبارتي كانت جارحة له ولكنه أراد أن يرى شيئا غير البرود فليجرب إذا

قال بتحدي " ولو اخترت قدري ما اخترت أي امرأة على وجه الأرض كانت من تكون "

قلت بهدوء " غيث لا نفع مما نقول دعنا ننهي هذا أرجوك "

قال بحدة " وخروجك دون إذني "

قلت بضيق " لن يتكرر "

قال بذات الحدة " وابن خالتك "

قلت باستياء " وما به ابن خالتي "

قال بغضب " لا يتدخل بشؤوننا ولا بك فأنا لا تنقصني مشاكل "

قلت " هذا شيء تطلبه منه وليس مني "

قال بحدة " بل عليه أن يسمعه منك لكي يقتنع بأن لا شيء له عندي "

ابتسمت بسخرية وقلت " ألم تقل سابقا أنه إن كان لدي شخص أحبه فعلي أخباره أن ينتظرني "

نظر لي بصدمة وقال " وهل تنتظري الفكاك مني لتتزوجي به "

قلت بألم " لن أتزوج به ولا بغيره طوال حياتي لقد أصبحت مثلك يا غيث لقد أكرهتني في الرجال "

ثم قلت بحزن " غيث أرجوك أن ترحمني أنا متعبة ولا رغبة لي في الشجار أكثر "

قال بضيق " لم تجيبي وابن خالتك "

قلت بنفاد صبر " سأتحدث معه "

















الجزء الثاني عشر










بحر






بعدما ألححت على والدتي أن تصر على حور لتأتي معنا لأخذها لبيت عمها في
طريقنا ووافقت حور بصعوبة ركبتُ السيارة في انتظارهم ثم جاءت هي وأمي
ركبت في المقعد الخلفي خلف والدتي مباشرة فانطلقت جهة منزل عمها أولا فهوا
لا يبعد كثيرا

تصوروا أنها كانت هنا بقربي طوال الوقت ولم أعلم , لولا استهتاري لكنت سألت
وعلمت لكنت انتشلتها منذ أربع سنوات من منزل عمها انتشالا لتصير لي , لكنت
نمت تحت نوافذ منزلهم وأضربت عن الطعام والشراب وفعلت كل ما فعله العشاق
لأفوز بها أو أموت بدلا من الوقوف والنظر لها من بعيد .

عند منتصف الطريق وجدنا ازدحاما بسبب حادث مروري فسلكت طريقا آخر ساحلي
بعيد قليلا فاتكأت حور برأسها على النافذة تشاهد البحر في صمت خففت السرعة لأني
أعلم أنها تحتاج للخروج بعد كل ذلك السجن حتى أنها ممنوعة من حضور كل الاجتماعات
النسائية التي تأتي لوالدتي

كانت لا تحرك نظرها عن عرض البحر وعيناي لا تتوقف عن رصدها في كل
لحظة خرجت حينها أمي من صمتها وقالت

" ما بك يا بحر لما خففت السرعة لن نصل على هذا الحال "

انتظرت حور أن تعترض أو توافق لأعمل بما ستقول ولكنها اختارت الصمت فتابعت
على ذات السرعة غير مكترث بكلامها وصلنا بعد وقت فقلت لها وهي تهم بالنزول

" متى تريدي العودة يا حور "


سقطت من عينها دمعة لم تغفلها عيناي فهي قد سقطت في قلبي ومزقت أحشائي
كالحجر الذي يهوي في عمق البئر ويخبره من الأعلى عن هول وصوله للقاع

قالت بحزن " متى ما عدت بوالدتك "

ثم اختفت عني خلف باب منزل عمها كما تختفي عني كل حين خلف الأبواب الموصدة













حور





لا مهرب ولا منجى لي من ذاك الكابوس والمكان برمته إلا منزل عمي أشعر
بالاختناق وأحتاج للتنفس ولو قليلا أحتاج للهروب من أي مكان بحر يوجد فيه
أو حتى كان فيه رغم أنه غير موجود أغلب الوقت إلا أنني أشعر بالمرارة
إن كان بقربي أو بعيدا عني وحتى لبيت عمي كان قدري أن يوصلني هوا
إلى هناك أن أركب سيارته أن اشتم عطره واستمع لأنفاسه , لما حُكم عليا
بالعذاب لما أنت شقيق زبير يا بحر لما التقيت بك في حياتي

" ما بك يا بحر لما خففت السرعة لن نصل على هذا الحال "

كان صوت خالتي الذي كسر الصمت الموحش تمنيت أن لا يستمع لكلامها
تمنيت أن يشعر بقلبي وهوا يخبره أنني أريد بث همومي للبحر ولو في صمت
, للمكان الوحيد الذي كان يذكرني به طوال تلك السنين وحمدت الله كثيرا أن قلبي
أوصل له رسالتي

عند وصولي وأنا أهم بالنزول استوقفتني كلماته لا بل صوته وهوا يسألني متى أريد
العودة بل قل متى تنتهي مأساتنا متى نستفيق من هذا العذاب لنجده مجرد كابوس
ليثني كنت أنا من استطاع أن يسأله ولكن ليس بكلمة متى بل بكلمة لما , لما فعلت
ذلك لما تركتني ورحلت

ولكن ما نفع السؤال لو كانت الإجابة لن تغير شيئا نزلت دمعة أحسست بحرارتها
وهي تعبر من قلبي ثم عروقي ثم أحرقت جفوني لتنهي مسيرتها متكسرة على صفحات
كف يدي , دخلت منزل عمي وأنا أريد الهروب من كل شيء قد تركته خلفي بل كل ما
تركته من ذكريات ورائي , طرقت الباب فكانت ولحسن حظي مرام هي من فتح لي
وليس الخادمة فارتميت في حضنها أبكي مرارتي بل أواصل بكائي الذي بدأ منذ دخلت
من الباب الخارجي للمنزل فقالت وهي تمسح على ظهري

" حور حبيبتي ما بك ستموتين من شدة البكاء توقفي أرجوك "

" ما بكما ما بها حور "

كان هذا صوت زوجة عمي شادية وهي تتوجه مسرعة نحونا ارتميت بحضنها وتابعت
مسيرة بكائي أبعدتني عنها وقالت بخوف

" ماذا حصل يا حور هل زوجك به مكروه أم هم أهله "

آه أنا التي بي كل مكروه مسحت دموعي وقلت

" لا هم بخير ولكني اشتقت لكم فأنا لم أفارقكم منذ سنين "

سحبتني مرام من يدي وهي تقول " أفزعتنا عليك أيتها الطفلة كل هذا شوق لنا فقط "

دخلنا جميعنا لغرفة الجلوس وحضرت شادن بعد قليل وحضنتني بحب لأول مرة
أعرفه منها لم تكن علاقتي بشادن سيئة أبدا ولكنها كانت علاقة سطحية جدا
بسبب اختلاف أفكارنا وطبائعنا وأعمارنا جلسنا نتحدث لوقت طويل ولم يتوقفن
بنات عمي عن استجوابي عن حياتي في قصر العائلة حتى قالت مرام

" متى سيأتي زوجك لأخذك هل ستقضي اليوم معنا "

تيبس لساني عن الجواب فما سأقول هوا لم يحظرني بل ولن يأتي لاصطحابي

وكزتني بمرفقها وقالت " هيه حور أين ذهبتي كنت أسألك "

قلت بتردد

" لا أعلم , عندما سيقوم شقيقه بإرجاع خالتي من عند قريبتها سيمران بي ولم أسأل متى "

قالت شادن بصدمة " ولما لا يأتي زوجك لأخذك "

قلت بهدوء " هوا مشغول كثيرا اليوم وشقيقه سيعود بوالدته على كل حال "

قفزت شادن بجواري وقالت بلهفة

" من هوا شقيقه هذا وما أسمه وهل يفكرون في عروس له "


عاد لساني للتيبس من جديد , من يكون ما اسمه كيف أقولها ويتزوج وعروس يستحيل
ذلك فسأموت من حينها , ولكني تزوجت أيضا

" هيا حور أجيبي ما بك "

تنهدت وقلت " بحر ... اسمه بحر "

شهقت مرام شهقة قوية خرجت رغما عنها كما يبدوا ثم نظرت لشادن بصدمة
والتي كانت تبادلها ذات النظرة ثم قالت بتوتر

" أأأ هل هل يسمون مثل هذا الاسم غريب "

ثم نظرت لي نظرة تسأل فيها عينيها عيناي إن كان ما تظن صحيحا وكأنها تتمنى أن
يكون الجواب مغايرا لتوقعاتها فابتسمت ابتسامة حزينة وأنزلت نظري للأسفل ولم اشعر
حينها إلا بيدها تسحبني من يدي وتخرج بي من الغرفة وتصعد بي السلالم للأعلى
وصوت شادن الغاضب يتبعنا وهي تقول

" غبيتان لما تذهبان وتتركاني "

ولكن مرام لم تتوقف بل أدخلتني غرفتها وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح وقالت

" بحر يا حور هل هوا بحر ذاته "

ارتميت في حضنها أبكي بحرقة وقلت

" ما أتعسني من فتاة يا مرام لما تلاحقني تعاستي منذ صغري لما يحدث معي هذا أخبريني أرجوك "

قالت مرام بصوت مصدوم " كيف يكون شقيقه وليس لهما نفس الاسم "

ابتعدت عنها وتوجهت جهة السرير جلست على طرفه وعينيا في الأرض وقلت بحزن

" هوا شقيقه من والدته ويعيش معهم أيضا "

ثم نظرت لها وقلت ببكاء " هل رأيتِ ما ألت إليه , أنظري لحجم تعاستي يا مرام "

جلست بجواري وقالت بضيق " ولكنه تخلى عنك يا حور تركك ورحل لما تبكي عليه الآن لما "

قلت بحزن وأنا أهز رأسي نفيا

" لا أستطيع يا مرام كيف أقتل قلبي كيف , كيف اجبره على مالا يريد أنا أتعذب فلا تزيدي من عذابي "

صرخت بي قائلة" غبية .. غبية يا حور هوا لم يهتم لأمرك كل تلك السنين "

غطيت وجهي بيداي وقلت ببكاء " لم استطع , ما أن رأيته أمامي حتى تحولت لهباء تذروه
الرياح , ما إن رأيته أمامي حتى عاد الماضي وعادت الأشياء التي لم تمت يوما "

حضنتني وقالت بدموع

" أفهمك يا حور وأشعر بك ولكن عليك أن تستفيقي للواقع فأنت زوجة شقيقه الآن "

تنهدت تنهيدة طويلة بألم وابتعدت عن حضنها وقلت " لما شقيقه , لما هوا تحديدا لما أنا لا أفهم "

ربتت على كتفي وقالت " هوني عليك يا حور هذا قدرك وقدر الإنسان لا مفر له منه "

قلت بألم " ما أقساه يا مرام , ما أقسى ذلك إنه أشبه بالموت "

رفعت وجهي إليها وقالت " هل تحدثما يا حور هل سألته لما فعل ذلك "

أخفضت رأسي للأسفل وقلت " لا لم نتحدث , وما نفع الحديث الآن فما من داعي لذلك "

قالت بصوت هادئ يشبه الهمس " وماذا عنه هوا "

هززت رأسي وقلت بأسى " لا أعلم ولم أعد أفهم شيئا نظراته التي لا تفارقني كلما كنا في ذات
المكان تضايقه من أي شيء أفعله لزبير رغم أنه شيء عادي وتافه , ولكني لا اعلم ولا أفهمه "

قالت بإصرار " عليك أن تسأليه لما فعل ذلك يا حور "

ابتسمت بحزن وقلت " وما نفع السؤال الآن وما سيغير الجواب من الواقع "

تنهدت بحزن وقالت

" معك حق فما كان قد انتهى ولا فرصة للرجوع مهما كانت مشاعركما اتجاه بعض "

سكتت قليلا ثم سألتني قائلة " وماذا عن زوجك كيف هي علاقتك به "

قلت بهدوء حزين " جيدة وسيئة في آن واحد "

نظرت لي باستغراب وقالت " لم أفهم "

قلت بحزن " هوا يعاملني معاملة حسنة جدا ولكن ليس كزوجة إنه لا يتحدث معي إلا للضرورة
حتى أننا لا ننام في ذات الغرفة "

انفتحت عيناها من شدة الصدمة وقالت " ولكن لماذا , هل يعلم بما كان بينك وبين شقيقه "

نظرت لها بجزع وقلت " لا لا تقولي ذلك "

قالت مطمئنة " ما بك يا حور أنا سألتك عن ذلك ولم أخبرك للعلم بالشيء "

تنهدت وقلت " يبدوا أنه كان يحب فتاة أخرى ويريد الزواج بها هذا ما فهمته "

قالت بأسى " إذا القلوب المحطمة كثيرة هناك "

هززت رأسي بنعم وقلت " يبدوا ذلك "

استوت في جلستها وقالت " احكي لي كل ما حدث معك يا حور "

حكيت لها ما مررت به وأنا أبكي ثارة وأشهق بألم ثارة أخرى حتى أفرغت كل ما كان
في قلبي وأكبته منذ أسابيع

تنهدت وقالت بحزن " كم قاسيتي يا حور "

طرق أحمد أبن عمي الباب ليخبرني أن بحر في انتظاري خارجا

فقفزت مرام لجهة النافذة وقالت

" أريد أن أراه , أن أرى من سلب عقل وقلب ابنة عمي الجميلة "


توجهت خلفها ناحية النافدة كان بحر يقف خارج السيارة مستندا بطوله عليها يكتف يديه
لصدره وينظر جهة باب منزلنا وكزتني مرام وقالت

" يبدوا وسيما وهادئا كاسمه "

ابتسمت بحزن ثم توجهت لعباءتي وحجابي لبستهما وودعت عائلة عمي بالدموع
كما قابلتهم وخرجت , ما أن عبرت البوابة الخارجية وكان رأسي أرضا حتى ركب
بحر السيارة ركبت بالمقعد الخلفي لمقعده وعيناي على يداي المتشابكتان مع بعضهما
وكلي توتر فخالتي لم تكن معنا انطلق بالسيارة فقلت بعد صمت

" هل عادت خالتي للقصر "

رفع نظره للمرآة فالتقت عينانا فأنزلت رأسي للأسفل فقال بهدوء

" سنمر بها الآن فمنزل عمك هوا الأقرب "

عدنا للصمت من جديد ثم قال " لما كنتي تبكي يا حور "

آه من هذا السؤال ومن السائل أيضا فما سأقول لك , كنت أبكي بسببك كنت أبكي
لأجلك أم ابكي لأنني لم أتوقف عن حبك رغم ما فعلت بي , فلم أجد إجابة أفضل
من الصمت لأن الحقيقة لا تقبل إلا الكتمان ساد الصمت من جديد حتى وصلنا ثلاثتنا
للقصر





















أديم









لا تقلقوا سأحكي لكم باقي ما حدث ذاك اليوم

بعد خروجي من الشركة توجهت لمنزلها قبل حتى أن أتحدث مع المدير لأتأكد أولا
إن كان هوا من فصلها كي لا يشك بسؤالي المفاجئ عنها وصلت إلى شوارع ضيقة
جدا ومنازل متراصة وقديمة عبرت الشوارع وعيناي تتجولان في كل مكان كيف
لهم أن يعيشوا هنا وصلت لبيت بباب حديدي أسود اللون وكان البيت مطلي بالأبيض
فوق الطوب مباشرة وعلى الباب رقم كالرقم المدون لدي في العنوان كحال باقي البيوت
فكلها مرقمة نظرت للبيت بتفحص واستغربت أن يطمعوا فيه فهوا لا يساوي شيئا طرقت
الباب وبعد مدة فتحت ليان الباب قليلا تنظر من فتحة ضيقة من يكون الطارق ويبدوا
أنها تخاف قدوم أخوتها عندما رأتني ابتسمت وفتحت الباب قليلا بعد وقالت

" وسيم هل هذا أنت "

ثم دخلت قليلا وعادت فتحت لي الباب وأشارت أن أتفضل كتبت لها في الدفتر
الذي كنت أحمله معي

( هل يوجد أحد معك )

ابتسمت وأخذت مني الدفتر وكتبت ( نعم فعمي بالداخل هيا ادخل لتتعرف إليه )


دخلت خلفها كان منزلا ضيقا مفتوح من الأعلى تفتح على المكان مجموعة من
الأبواب أدخلتني إحدى الغرف وكان بها صالونا متواضعا ونظيفا جلست هناك وبعد
لحظات جاءت تقود شيخا كبيرا وضريرا أدخلته معها وقالت

" عمي هذا وسيم هنا إنه زميلي في الشركة "

ابتسم العم وقال " مرحبا بك يا بني "

قالت ليان بحزن " عمي هوا أخرس إنه لا يسمعك "

ضحك عمها وقال " وكيف لأعمى أن يتفاهم مع أخرس "

ابتسمت وقالت "وما افعله أنا هنا هات مد يدك لتسلم عليه "

مد العجوز يده فصافحته وجلسنا قال عمها

" ليان ما به جاء لزيارتك فلم يزرك زملاء لك من قبل "

ابتسمت وقالت " لابد أنه يريد شيئا بخصوص العمل "

يبدوا أنها لم تخبره عما حدث هناك وعن فصلها أو طردها كتبت لها

( لما لم تعودي تحضري للشركة أنا أسف يبدوا أنني تسببت لك بمشكلة )

أخذت الدفتر وكتبت ( لا عليك يا وسيم كان ذلك الأمر سيحدث إن عاجل أم آجل )

كتبت لها ( هل فصلوك من العمل )

كتبت ( لا أعلم المدير طلب مني أن لا أحضر حتى أنهي مشاكلي مع أخوتي ولم يتحدث
عن قرار فصلي قال أن الشركة لها سمعتها ويرفضون الشوشرة أنا أستغرب أنهم لم يفصلوني )

كتبت لها ( ولما لا تعطيهم المنزل هوا لا يساوي شيئا على أية حال )

كتبت ( وأين أذهب )

كتبت أنا ( إن كان ثمة من يريدك تزوجي وأريحي رأسك )

كتبت ( ومن يقبل بعمي فأنا لن أتخلى عنه ما حييت والمعدومين أمثالي لن يتزوجوا بي إلا من
أجل البيت ليعشوا فيه معي )

كتبت لها ( أنا آسف يا ليان لي قريب صديق لأبن مالك الشركة الأكبر وهوا من توسط لي لأعمل
هناك سأتحدث معه بشأنك )

كتبت لي ( لا تجلب المشاكل لنفسك بسببي يا وسيم فقد يفصلونك يكفي أنا )

كتبت لها ( ولكني تسببت لك بمشكلة وأنتي الآن بلا مُعيل فمن أين ستأتي بالمال )

ابتسمت وكتبت ( لا يأس من رحمة الله معي القليل الآن وسأبحث عن عمل )

ثم غادرت وعادت وقد جلبت لي القهوة نظرت للكوب مطولا فوضعته أمامي وتناولت
الدفتر وكتبت لي

( إنه كوب نظيف والماء مقطر لاحظتك لا تشرب من قهوة الشركة يبدوا أنك موسوس نظافة )
ابتسمت لها ثم رفعت الكوب وشربت القهوة كلها ثم وقفت مغادرا وكتبت لها

( آسف على إزعاجي لك ولكني أردت الاطمئنان عليك خشية أن يكونوا أخوتك قد ضروك بسببي )


ثم غادرت بعدما شكرتني وأوصلتني حتى الباب وما إن خرجت اتصلت بمدير الشركة
وطلبت منه أن يتحدث معهم بشأنها وطلبت أن يعيدوها بعد يومين كي لا تشك بالأمر


وها أنا وزبير الآن سنغادر دولة رنيم بعدما حللنا مشكلتها مع أولئك وعليا مباشرة عملي
عند الغد والسفر للجنوب من اليوم













ميس








لابد وأنكم تساءلتم عن مصيري سأحكي لكم كل ما حدث

لقد أخذني أولائك الصعلوكان معهما سألت كثيرا وحاولت فهم شيء ودون جدوى كانا شبه
يتشاجران ولكل منهما رأي جهاد يريد أخذي كرهينة حتى يسلم لهما ذاك الشاب الشيكات
الموجودة لديه , حامد كان يعارضه ويقول أني لا أعني له شيئا ليفعل ذلك من أجل
استعادتي وكنت أنا أستمع إليهما ككيس الخضار الذي يتناقشون أيبيعونه
أم يقايضوا به أم يأكلوه فقلت في محاولة أخيرة يائسة

" يا غبيان أنا لا أعني لذاك شيئا ليخسر من أجلي كل تلك النقود لما لا تطلقا سراحي
وتخبراه أنني هربت منكما ولم تجداني ولم ترياني منذ كنا في المستودع "

قال جهاد بغضب " وهل تضنينه غبيا ليصدق هذه القصة الغبية "


أحمق ما يعنيه بذلك هل أنا غبية ,لذت بالصمت وتركتهما يقرران مصيري الذي لم يعد
بيدي منذ أيام كثيرة لقد كان يتصل بهما ذاك الشاب طوال الوقت وهما لا يجيبان
, ماذا يريده بي هذا هل أنا أساوي كل هذه الثروة لديه وحتى إن كنت كذلك فعند تلك
العائلة أنا لا أساوي شيئا وهوا الأكيد وصلنا بعد وقت لمنزل صغير أدخلاني هناك
توقعته فارغا ولكنه كان غير ذلك ما إن دخلنا قابلتنا سيدة صغيرة في السن تحمل
طفلة في يديها نظرت لهما وقالت

" هل هذه هي نتيجة عملكما المستمر طوال الأسابيع الماضية يا لها من ثروة هل اختطفتماها "

صرخ بها جهاد " أخرسي وإلا قطعت لسانك "

صرخ به حامد " هل تصرخ بها في حضوري يا جهاد أنا لم أوافق تزويجك بشقيقتي لتهينها "

دفع بي جهاد للداخل وقال " أبقي هنا حتى نعود "

وخرجا وأغلقا الباب خلفهما بالمفتاح بعد أن أخد هاتف زوجته طبعا , وقف كلينا تنظر للأخرى مطولا
ثم قالت

" من أنتي وما علاقتك بزوجي وشقيقي "

تنهدت وقلت " قولي ما علاقتهما بي , أنا لا أريد من أحد شيئا ليتركوني أرحل بسلام "

قالت " كيف وجداك إذا "

تأففت وقلت " لقد اختطفوني من أجل الفدية ثم قاما هما باختطافي من زعيمهم لأجل ماذا
لا افهم وهذا كل شيء "

نظرت لي قليلا ثم قالت " يبدوا شكلك غريبا عن أهل هذه البلاد "

قلت بضيق " نعم أمي أيرلندية "


تذكرت حينها والدتي وأني لم أعد أعلم عنها شيئا منذ اتصلت بها أول مرة , آه ومدرستي
التي لم أذهب لها منذ وقت طويل نظرت لها وقلت

" أريد الحمام "

أشارت لي عن مكانه فذهبتُ إليه وعندما خرجت وجدتها تقف عند الباب فقالت لي

" يمكنك النوم في غرفة حامد إنها هناك "


توجهت لحيت قالت ونمت من التعب رغم صغر مساحة السرير والحجرة أيضا استيقظت
بعد ساعات وخرجت من الغرفة وجدت الطفلة وحدها في سريرها هناك جلست بجوارها
وبدأت ألاعبها كانت ناعمة وجميلة ليست كوالدها إطلاقا خرجت والدتها فنظرت لها وقلت
بابتسامة

" ما اسمها "

قالت متبسمة " شذى "

قلت " هل لي بحملها "

قالت مرحبة " بالتأكيد "


أمسكتها ولاعبتها كثيرا , الأطفال رائعون وليسوا أشرارا كريهين كالكبار لا
أتصور كيف لهؤلاء الناس أنهم كانوا يوما ببراءة الأطفال , مر باقي اليوم
تعرفت فيه على زوجة جهاد تبدوا لي محبطة وحزينة ولكن معها حق إن كان
زوجها وشقيقها هما هذان الاثنان

في صباح اليوم التالي عاد جهاد وما أن دخل حتى قالت له بحدة

" أين كنتما ولما تختطفان هذه الفتاة عليكم أعادتها من حيث جاءت "

صرخ بها جهاد قائلا " لا شأن لك بها واعلمي أنني لو أعدتها فسأسجن لسنوات هي
وسيلتي لاسترجاع الشيكات الموقعة بدون رصيد "


استمر الشجار بينهما فبدءا بالحديث عن أمور أخرى وكأنهما وجدا الفرصة للتنفيس
عن أنفسهما وكل منهما يفرغ ما في قلبه تركتهما وعدت للغرفة ولم أخرج منها إلا
للحمام حتى حل الليل ومر بي يوم آخر يتبعه آخر والكثير ولا شيء هنا سوى الشجار
والنقاش وبلا فائدة

في صباح أحد الأيام جاء حامد في وقت مبكر جدا طلب مني ومن شقيقته أن نجهز أنفسنا
للذهاب , لم أفهم شيئا مما قال ولكن لا شيء أمامي سوى الانصياع له فمصيري بيده الآن
خرجنا الأربعة أنا وحامد وشقيقته وابنتها وصلنا لمكان ما أنزل فيه شقيقته والطفلة وتركني
أنا معه فصرخت به قائلة

" إلى أين تأخذني "

قال بغيض " اصمتي يا فتاة ولا تتعبي رأسي "


لذت بالصمت ولعنت اليوم الذي طاوعت فيه أمي للمجيء إلى هنا وها هي أنا ذي
قد تم اختطافي للمرة الثالثة سحقا لكم آل يعقوب حتى بعض النقود استخسرتموها
لتحريري منهم وسحقا لذاك الشاب الذي جاء بي إلى هنا ورماني كالكرة بين أقدام
الصعاليك








نهاية الجزء

أتمنى يكونوا عند حسن ظنكم بروايتي ولا تحرموني تعليقاتكم الجميلة


بــــــــــــــ المشاعر ـــــــرد



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-11-14, 12:09 PM   #16

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجزء الثالث عشر








غيث





لو أني أجد حلا لمشكلة واحدة من مشاكلنا فقط , صهيب وأعمامي ابنة عمي الجديدة
زبير وزوجته أنا و رنيم وكل المشاكل في كفة ومشكلتي و رنيم في كفة أخرى

وها هي ترفض العودة معي وتريد البقاء مع والدتها لأيام إنها تهدي بالتأكيد هل
تتخيل أنني سأبقيها هنا وحدها لتتسلى مع ابن خالتها , النساء لا يؤتمن لهن جانب
لابد أنها تفكر في الاحتفاظ به لوقت الضرورة فهي تعلم جيدا أننا لن نستمر مع بعضنا

" نعم ماذا تريد "


كان هذا صوتها البارد الجليدي الذي أكرهه علمت الآن بما كانت تحارب طالبي
الثأر أولئك إنه سلاحها الفتاك البرود القاتل ولكني علمت ما يشعله وسأريك يا رنيم

قلت بذات البرود

" سنغادر الآن طائرتنا تنتظرنا لقد أجلت رحلتي بعد إخوتي يوما كاملا ألم يكفيك "

قالت بنبرة رجاء " أرجوك يا غيث أتركني هنا بضعة أيام لترتاح أعصابي وأعصابك "

قلت بضيق " لن ترتاح أعصابي لو بقيتي هنا "

قالت ببرود " ولما , فلا أعتقد أن قربي يهمك "

قلت بذات البرود " ولكن ابتعادك لا يريحني "

نظرت لي باستغراب وقالت " لابد وأنني في حلم أو أن شيئا ما أصاب عقلك "

وقفت واتجهت ناحيتها وقلت " بل كابوس أسمه الخيانة "

تنهدت وهزت رأسها بيأس وقالت

" لا أمل يرجى منك أبدا وسأبقى في عينك خائنة مهما كنت "

مسحت بأصبعي على خدها وقلت بهمس" وهل ستنكرين ذلك "

رمت بيدي بعيدا وقالت بضيق " لا تتوهم أشياء وتلصقها بي "

جيد هذه اللمسة الأولى أظهرت مفعولها لقد وقعتي يا رنيم وسأكسر برودك القاتل
أمسكتها من خصرها وشددتها إلي وغمرت وجهي بعنقها وشعرها وقلت بهمس

" أعرف نوع عطرك هذا وأميزه في كل مكان رائحة الخائنات "

قالت بغضب وهي تحاول تخليص نفسها

" ولما تقترب من رائحة الخائنات لتستنشقها ابتعد عني الآن "

شددت على خصرها أكثر وأنا أنظر لها بابتسامة سخرية فازدادت غيضا وبدأت
بضربي بقبضة يدها وهي تردد

" ابتعد هل جننت أم نسيت أين نحن ابتعد عني يا غيث "

قلت ببرود

" وما المشكلة زوجتي وأفعل ما أريد وحيثما أريد , قرري هل سترافقيننا أم افعل المزيد "

طرق أحدهم الباب فأفلتها ثم فتحته والدتها ودخلت بابتسامة رقيقة

نظرتُ لرنيم فوجدت وجهها يتلون غضبا وضيقا , رائع دوقي معنى ثوران الأعصاب
الذي تفتقدينه بشدة اقتربت والدتها مبتسمة وقالت وهي تنظر إلي

" هل قررت المغادرة "

قلت مبادلا لها الابتسامة " نعم و رنيم كذلك "

نظرت لرنيم وقالت باستغراب " حقا هل غيرتي رأيك "

نظرت لي بحدة فاقتربت من أذنها وهمست

" وإلا أكملت بعضا مما بدأته منذ قليل هنا والآن والبقية بغرفتك الليلة "


خرجت بخطوات سريعة تدل على الغضب والاستياء , كم يشعرني هذا بنشوة الانتصار
انصهر هيا انصهر يا جبل الجليد

بعد عدة دقائق عادت بحقيبتها وقالت " لا يحق لك منعي من البقاء مع والدتي "

قلت بابتسامة جافة " أنا لم أمنعك أنا خيرتك "

قالت بضيق " ألست من اشترط أن يكون زواجنا شكليا فقط ما يعجبك في الخائنة الآن "

قلت ببرود " غيرت رأيي هل لديك مانع "

قالت بحدة " نعم ولا تقترب مني ثانيتا "

قلت وأنا احمل حقيبتها لإخراجها " ذلك حسب مزاجي "

وخرجت وهي تتبعني وتتمتم بغيض

" خائنة خائنة ثم تحلوا في عينه فجأة , يا لا سخافة الرجال "


كنت استمع لها بسرور فغضبها موسيقى هادئة بالنسبة لي , ثم ركبنا السيارة وغادرنا للمطار










جود








" أمي انسي الكلام في الأمر لا أريده يعني لا أريده ولن أوافق عليه أبدا "

قالت بضيق " أعرف علاجك جيدا "

قلت بلهجة تحذير " حاذري أن تخبري بحر بالأمر فأنا أعلم فيما تفكري جيدا "

تجاهلتني وسكتت عن الموضوع وما هي إلا دقائق وسمعنا صوت جرس الباب نظرت لأمي وقلت

"سأرى من يكون "

نظرت من عين الباب ثم التفتت ناحية والدتي التي جاءت خلفي وقلت بهمس

" إنه والدي "

نظرنا لبعضنا مطولا ثم قلت " لن نفتح له "

قالت " سيفضحنا مع الجيران بصراخه يا جود يكفينا ما لدينا "

قلت بضيق " وهل الباب سيمسك صراخه عنهم هم يستمعون لنا حتى بالداخل "

قالت بضيق أكبر " يسمعنا واحد ولا عشرة ثم بحر سيغضب لو حدثت شوشرة في الحي "

تنهدت وقلت " ولكنه لن يأخذ مليما ولو على جثثي "

فتحت الباب فأندفع للداخل كالصاروخ وقف بمنتصف المكان وبدأ يصرخ مطالبا بالمال
أغلقت الباب وتوجهت ناحيته وقلت

" لقد نفد المال ولم يتبقى لنا شيء وبحر لم يأتي منذ مدة "

صرخ بغضب " تكذبين علي أيتها الوضيعة أعلم أن لديكم الكثير هاتي المال هيا "

صرخت بغضب أفجر به كل ما أكتم بداخلي

" لن تأخذ شيئا ولن نأخذ شيئا من بحر بعد اليوم وسنعيش عالة على الناس مثلك "

هجم عليا وبدأ بضربي فتدخلت والدتي محاولة أبعاده وبعد أن أخذ كفايته مني
توجه ناحيتها وصرخ بها

" أحظري المال أو لقيت نفس مصيرها "

ذهبت أمي كعادتها وجلبت له النقود ثم بصق علي وخرج فصرخت بأمي " لما أعطيته إياه "

صرخت بغضب " كان سيأخذه على أية حال ولن نستفيد شيئا إلا الضرب "


وقفت متألمة وصعدت لغرفتي أبكي بحرقة وألم ووجعي ليس في جسدي بل في روحي
وقلبي جلست على سريري أبكي ضياع حياتي رن حينها هاتفي نظرت للمتصل فوجدت أسم

( الرجل الكئيب )

رميت الهاتف بضيق وقلت " لما لا يتركني وشأني هل يرى أنه الوحيد الذي يحمل
هموما يصدع راسي بها ويحكي لي أمور لا تخصني ولا أفهمها وصية وزوجة وأخ
أنا حقا إنسانة ساذجة "

عاد الرقم للاتصال مرات ومرات ودون توقف ففتحت الخط بغضب وقلت

" ماذا تريد مني يا هذا هل تعتقد أنك وحدك من يحمل هما لقد ضربني والدي للتو
حد الموت ومنعني من دراستي ويضرب والدتي وأخوتي ويأخذ مالنا وحرمني من
الزواج كل هذا وأكثر فهل تريد معرفة المزيد أم تكتفي بهذا , دعني وشأني ولا تتصل
بي فهمت "


وأغلقت الخط دون أن أسمع منه ردا مضى الوقت ولم يعاود الاتصال , بعد ساعات
شعرت بالذنب فأنا كنت متنفسه الوحيد ليحكي لي ما لا يتحدث به مع غيري ولم
يطالبني يوما أن أرد عليه أو أتصل به ويستأذنني كل مرة ليتكلم معي ويشكرني
دائما لاستماعي , لقد أفرغت غضبي فيه وهوا لا ذنب له لابد وأنه كان يشعر بالضيق
ويريد التحدث

أووووف ولكنه أوجع رأسي بهموم لا حل لها ولا أستطيع فعل شيء حيالها
ولا ينقصني هم مع همي أمسكت هاتفي بعد صراع طويل مع نفسي وأرسلت
له رسالة كتبت فيها

( أنا آسفة لم يكن قصدي قول ذلك , أرجوك لا تتصل بي ثانيتا أتمنى من الله أن يفرج كل همومك )

عاد للاتصال من جديد ولكني لم أجب فلن اكلمه بعد اليوم بعدما علم أنني فتاة
وما هي إلا لحظات ووصلت منه رسالة كتب فيها

( لا داعي للاعتذار يا آنسة فأنا لم أغضب منك فكلنا له هموم يتمنى دائما تفجيرها في أي
كان , لقد استمعتِ لي كثيرا فلن يضرني أن تتحدثي لي عن همومك مرة واحدة فقط )

وبعدها لم يعاود الاتصال بي












ميس









هل سبق ورأيتم هذا اختطفني ثلاثة ثم قام اثنين باختطافي من الثالث ثم واحد من
الثاني ثم الله اعلم ما سيكون , وقفنا عند منزل قديم جدا نزلنا هناك طرق حامد
على الباب فشعرت بالذعر ترى هل جلبني لرجل أو لرجال لا أعلم حقا , بعد
وقت فتحت الباب عجوز كبيرة في السن لا تكاد ترى أو تسمع فصرخ حامد قائلا

" مرحبا يا خالة أنا حامد صديق عزام "

قالت بعد وقت " حامد مرحبا بك هيا تفضل "

دخلنا المنزل فصرخ حامد كثيرا لتفهم منه العجوز أنه يريد إبقائي لديها حتى حين
وفهمت أن ابنها غير موجود هنا ثم قال لي

" أبقي هنا ولا تخرجي يا ميس إن كنتي تريدين العودة لمنزلك "

ثم خرج وتركني دون أن اسأل ولا يجيب كيف أبقى هنا لأعود لمنزلي آه يا رب
رحمتك بي نظرت للعجوز مطولا ترى هل سأصبح يوما ما مثلها هكذا آه ميس
يالك من سخيفة كم عمرك الآن آخ اشعر أنني كبرت أربعين سنة عن الأربعين التي
بعد وفاة والدي على عمري الأصلي والناتج سأكون أكبر من هذه العجوز قالت بعد
صمت وهي ترمش بعينيها المجعدتان محاولة رؤيتي

" من أنتي "

آه يبدوا أن ذاكرتها ضعيفة أيضا قلت بضيق " ميس "

قالت بصراخ " ماذا ارفعي صوتك "

قلت بصراخ أشد " ميس ميس يا جدة ألم يخبرك حامد من أكون "

قالت " حامل ..... من هي الحامل أي مصيبة جئتي بها "

آآآآه ربي رحمتك أرجوا , قلت بصراخ " حامد حامد "

قالت " زوجة حامد من أين وجد واحدة مثلك أحضري لي الماء هيا "

تأففت وجلبت لها الماء وجلست أنتظر المجهول

بعد يومين آخرين جاء حامد وجلب لنا الطعام وقال

" اسمعي يا ميس أنا أريد إطلاق سراحك علمت أن قريبا لك في هذه المنطقة وسأوصلك
له ومن ثم هوا من يعيدك من حيث آتيتي فأنا لا أملك المال كما تعلمي "

شعرت بالسرور ومن سعادتي قلت " حقا هل صحيح ما تقول "

قال بجدية " نعم صحيح ولقد أخبرت ذاك الشاب أنك لا تريدي العودة إليه وأنك
ستعودين لعائلتك لكي يدعني وشأني ولا يبحث عني "

قلت بسرور " كما تريد فقط أخلي سبيلي "

قال بهدوء " في الغد سأتحدث لابن عمك ليأخذك فقط أنا أريد منك خدمة "

قلت باستغراب " خدمة مني أنا "

قال " نعم إنها الشيكات أريد أن تخلصيني من أمرها لكي أغادر المدينة أنا وشقيقتي "

قالت بحيرة " وكيف سأساعدك "

قال " ابن عمك من عائلة معروفة جدا هوا من قد يساعدني "

قلت بضيق " أنا لا أريد أن أطلب منهم شيئا ولكن من أجلك سأفعل أعدك فأعطني اسمك كاملا "

قال بابتسامة " كيف وجدتي العجوز "

قلت بضيق " رقبتي تكاد تتمزق من الصراخ وحتى الآن لم تفهم ما أقول "

ضحك كثيرا ثم غادر وفي صباح اليوم التالي جاء حامد واتصل بذاك الشاب المدعو
ابن عمي واتفق معه على تسليمي له , وأخيرا يبدوا أنه آن الأوان لكيس الخضار أن
يستقر عند مشتري معين












صهيب








بعد بضعة أيام أخرى من البحث متجنبا أبلاغ الشرطة كي لا أضرها بذلك أتصل
حامد والغريب أنه أتصل على رقمي الأساسي وليس الذي أكلمهم منه وهوا لا يعرفه

قلت بصوت هادئ لكي لا يكتشف صوتي " نعم من معي "

قال بهدوء مماثل " هل أنت صهيب شامخ آل يعقوب "

قلت ببرود " نعم هل من شيء "

قال " وابنة عمك اسمها ميس نبيل آل يعقوب "

قلت " نعم وهل تعرف عنها شيئا "

قال " إنها معي الآن وأريد أن التقي بك لتأخذها "

قلت ببرود مصطنع وأنا أغلي كالبركان في الداخل " وما تفعله لديك "

قال بصوت مصدوم " ألا تعلم أنها مختطفة منذ مدة "

قلت " نعم ونحن نبحث عنها هل لي أن أتحدث معها "

قال "بالتأكيد "

جاءني صوتها قائلا بضيق " نعم "

قلت بضيق " يبدوا انك مستمتعة بوجودك هناك "

قالت بغيض أكبر " ما تقصد بما تقول "

قلت بغيض مماثل " ولما تحدثيني بضيق نفس إن كنتي تنتظري من يأتي لإنقاذك "

صرخت قائلة " تعالى لترجعني لوالدتي ولا أريد منك شيئا "

شعرت بالبركان تحول لزلزال وفجر كل صبري على الصمت ما أقوى هذه الفتاة
رغم كل ما تمر به ورغم صغر سنها فلسانها يلتف حول عنقها عشرين مرة

تمالكت نفسي كي لا افسد كل شيء وقلت " حسننا سأفعل ما تريدين أعطني الشاب "

اتفقت معه على مكان ألتقي به فيه لآخذها منه بعد أن تحركت فيه النخوة والشهامة ليعيدها
ولكن حسابي معه ومع الآخر عسير

أغلقت منه الخط وتوجهت لمنزل جهاد وضربته من جديد حد الموت لأفرغ ما بداخلي
من غضب ثم أمسكته وصرخت

" ما فعلتماه بالفتاة تكلم الآن "

ابتسم بسخرية وقال " وما رأيك أنت "

عدت لضربه أقوى من السابق بيداي وقدماي حتى انهارت قواي ثم عدت لمكاني
فجلس بصعوبة وقال

" لا تستاء لذلك فهي منتهية الصلاحية قبل أن تأتي إلينا "


نظرت له نظرة قادحة كالنار وسؤال واحد يجول في خاطري هل يقول ذلك لإغاظتي
أم هوا صحيح ما يقول ولكن لو كان يكذب فما أدراه أنني لم أقترب إليها أو ألمسها
وما مصلحته ليكذب وهوا لا يعلم أنها ابنة عمي توجهت ناحيته وأمسكته من جديد وقلت

" ما تعني بذلك "

قال بابتسامته الكريهة " أعني لا تخدعك بألاعيبها لتفهمك أننا من قام بذلك "

ثم ابتسم بمكر وقال " ولكنها ألذ مما تصورت "


صرخت حينها صرخة أعتقد أنها حطمت كل شيء وخرجت من عنده كالمجنون
يبحث عمن يفرغ جنونه فيه فاتصلت بحامد وأصررت عليه أن يحضرها الآن
واتصلت بصديقي سالم واتفقت معه على أن يستلمها منه ويأخذها للمنزل الذي
استأجرته الأيام الماضية











سماح







حال أبنائي لا يعجبني أبدا رنيم وغيث أعلم أنهما لن يتفقا منذ البداية لكن زبير وحور
لم أتوقع أن يؤولان لذات المصير رغم انعدام المشاكل بينهما إلا أن الفتور واضح في
علاقتهما والفتاة تنهار شيئا فشيئا, لقد أغمي عليها بالأمس من جديد فجأة والطبيب
يقول أنها تعاني فقر الدم وهبوطا في السكر وحتى في ضغط الدم لقد خسرت الكثير
من وزنها منذ جاءت إلى هنا ويزيدها سجن زبير لها بغرفتها هماً على همها وبحر
الكتوم الصامت الهادئ دائما لا يمكن لأحد أن يفهمه أديم لا نعلم عن حاله هناك
ولا يتحدث عن شيء وصهيب وآه من صهيب فلم يرجع حتى الآن ولا يرد على
اتصالاتنا


نظرت لبحر الجالس معي حينها في صمت يقلب هاتفه المحمول وقد ازداد صمته وشروده
في الآونة الأخيرة وحتى غيابه عن القصر أصبح كثيرا وملحوظا ولولا أنه اليوم لا يوجد
أحد سواه في المدينة لما بقي معنا فأنا كنت أخشى أن تمرض حور من جديد أو يغمى عليها
ولا أجد من يكون معي منهم , مرت حينها حور بالقرب منا متجهة للمطبخ فناديتها قائلة

" حور هلا أتيت قليلا أود التحدث معك "

نظرت لي ثم لبحر الذي لم يرفع رأسه عن هاتفه ثم أقترب وجلست بجواري فقلت لها بهدوء

" حور يا ابنتي هل تريدي أن أتحدث مع زبير بشأن استقبال الضيوف وحضور الحفلات
معهم لا يجوز أن تبقي سجينة غرفتك هكذا "

قالت بذات الهدوء " لا داعي لذلك خالتي شكرا لك "

قلت بجدية " لن أخبره أنني تحدثت معك عن الأمر "

ابتسمت ابتسامتها الجميلة مثلها وقالت " أنا حقا لا أرغب في ذلك وليس من أجل زبير فقط "

نظرت لها باستغراب وقلت " ولما لا ترغبي بذلك هذا غريب عنا نحن النساء وشابة بجمالك
وروعتك من المفترض أنها تعشق ذلك "

صمتت قليلا وكأنها تتمنى الهرب من الإجابة ثم قالت

" لأنني ومنذ طفولتي لا أحب الاجتماعات وكثرة الضيوف "

ثم سكتت قليلا وقالت " هي حالة يسمونها الانطوائية وسببها نفسي "

رفع عندها بحر رأسه ونظر لي بصدمة لا تقل عن صدمتي ثم قال

" ولما فهذا لا يكون بغير سبب "

لاحظت ارتباك حور الواضح من سؤال بحر تبدوا لي هذه الفتاة خجولة جدا سكتت
طويلا وكلانا ينظر لها منتظرا الجواب ثم قالت بحزن

" لأني كنت اسجن لساعات في الظلام عند طفولتي "

وقف حينها بحر على طوله مفجوعا وتوقفت الكلمات على لساني من الصدمة فقال
بحدة على غير العادة

" هل هم عائلة عمك راجي "

وقفت وقالت بانفعال وعيناها في الأرض " لا ليسوا هم إنه أمر حدث عند طفولتي
وانتهى فلا تسألوني المزيد عن الأمر أرجوكم "

وتركتنا وغادرت باتجاه المطبخ

نظر بحر لي وقال " هل لاحظتم شيئا آخر عليها "

قلت نافية " لا إنها طبيعية جدا "


عاد وجلس ينظر للأرض في شرود من جديد فوقفت وتوجهت لغرفتي ففي كل
يوم يزداد حالنا تقهقرا للوراء لقد أصبحت أكره الحديث مع الجميع فالمشاكل تتوالى
علينا كلما جلسنا نتحدث











حور








لقد أصبحت اكره هذا المكان , نفسيتي تسوء جدا وحتى حالتي الصحية وها أنا
الآن سأصبح بنظرهم مجنونة, بحر أصبح يتعمد الغياب عن القصر دائما وحتى
في وجوده يتجنبني كثيرا قربه يتعبني وبعده أيضا ينخر صحتي ويوهن روحي
فلم أعد أفهم حتى نفسي , زبير رغم مرحه الدائم يبدوا لي حزينا وتائها كم أتمنى
أن يتغير كل هذا وأن يعود بي الزمن للوراء وأعود لمنزل عمي وأنسى كل شيء
لا بل تعود بي السنين وارجع طفلة سأتحمل كل الضرب والسب والسجن ولا أذهب
مع عمي راجي ولا أتعرف ببحر

"ماذا بك يا حور "

وقع الصحن الذي أمسكه من وقت تحت صنبور الماء دون حراك من يدي في المغسلة
عندما أخرجني الصوت الهادئ الحزين من شرودي فرفعت الطبق من جديد وعينيا
لازالت عليه وقلت

" لاشيء أنا لست مجنونة "

ساد الصمت للحظات ثم قال " ومن قال بأنك مجنونة "

قلت بضيق " أعلم بما فكرتم "

اقترب بضع خطوات وقال بصوت هادئ " حور لا.... "

قاطعته بألم ودموعي بدأت بالسقوط من عيناي مباشرة في حوض الغسيل

" يكفي يا بحر فأنا لم أعد احتمل "

تنهد تنهيدة طويلة ومتألمة وقال " توقفي عن البكاء يا حور , أنا لا احتمل ذلك "

نظرت له وقلت بحسرة " كيف لا تحتمل بكائي وأنت السبب فيه يا بحر كيف , لماذا
رحلت وتركتني لماذا أخلفت بوعدك لي "

ابتسم بحزن وقال " لأنني كنت غبيا "

ابتسمت بسخرية وقلت " وهل اكتشفت ذلك الآن فقط هل كان يلزمك كل هذا لتكتشف "

أشاح بوجهه عني وقال بألم " لقد رفضني عمك "

قلت بأسى وبكاء " ولما لم تخبرني لما لم تتحدث معي عن ذلك , كل ما فعلته أنك اختفيت "

خرجت مني شهقة متألمة ثم تابعت " لماذا ظهرت في حياتي من جديد وأنت لا تريدني لماذا "

نظر لي بصدمة وقال " أنا لا أريدك !!! "

قلت بألم " أجل لا تريدني اختفيت لأربع سنوات وكنت ستختفي لعشرة أو عشرين
أو لكل العمر لولا قدري الذي لم يبتسم لي يوما هوا من وضعني في طريقك "

أقترب مني وقال " حور أنا .... "

أغلقت أذناي بيداي وأنا أتراجع للوراء ورأسي للأسفل وقلت

" يكفي , لا أريد أن أسمع المزيد يكفي يا بحر "

التفت للخلف وقال بصوت حزين

" كنت أعلم أنني خسرتك ولكن لم أتوقع أني خسرتك لهذا الحد "


ثم غادر حاملا معه كل شيء أحلامي التي ماتت من سنين ذكرياتي المتوجعة وحتى
أحرف كلماتنا المتناثرة على الأرض غادرت خلفه وتركتني , جلست على الطاولة
متكئة على ذراعي أخفي وجهي وابكي بألم شعرت بيد تمسح على ظهري وصوت دافئ
حنون يقول لي

" توقفي يا حور سوف تمرضي "

ولم يزدني صوتها إلا ألما وبكاءً فقلت

" أريد أمي لماذا ليس لي أم لماذا رحلت وتركتني لقد احتجتها في كل وقت أنا أريدها الآن "


استمرت في المسح على ظهري وهي ترتل آيات من القرآن حتى هدأت شهقاتي وتوقفت عن البكاء










ليان




وأخيرا جاء دوري لأحكي لكم حكاياتي الجميلة

لقد أرسلوا لي من الشركة رسولا لإخباري أنه بإمكاني مباشرة العمل منذ الغد وأن
راتبي بالنسبة للأيام التي لم أعمل فيها هناك لن يتم خصمه يبدوا أن ذاك الوسيم
الأخرس قد قام بشيء لم أتوقعه فلم أتصور أنه سيتمكن من فعل ذلك فلأول مرة
يبتسم لي الحظ هكذا وتنتهي مشكلة في حياتي على خير

لقد توفيت والدتي منذ عامين ومنذ ذلك الحين وأنا أعاني الأمرين من أشقائي من
والدتي لأن المنزل كان ملكا لها وهم يطالبون به ويقولون أنه لا حق لي فيه كيف
يكون ذلك فهي والدتي أنا أيضا ثم هم لديهم منازل وعائلات وأنا ليس لي ولعمي
الضرير سوى هذا المنزل وحتى لو قمنا ببيعه وأعطوني حصتي فلن تكفي لشراء
منزل لقد توفي والدي وأنا في الثالثة وعشت طفولتي وشبابي معها , آه كم كنت
سعيدة بوجودها في هذه الحياة فلم أشعر في قربها يوما بالبؤس واليتم رغم
فقرنا الشديد ولم يكونوا أبناءها يزورونها أبدا ولم أرهم يوما إلا بعد وفاتها


ارتديت ملابسي بعد أن أعددت إفطار عمي وغادرت المنزل للشركة ما إن دخلت
المكتب حتى استقبلتني شروق بالأحضان نظرت لوسيم بسرور وقلت

" آه شكرا لك أيها الوسيم "

ثم كتبت له ( شكرا لفعلك ذلك من أجلي )

فكتب لي ( ولكني لم أتحدث مع صديقي بعد فهوا غير موجود في المدينة الآن )

نظرت له بصدمة ثم قلت دون كتابة " لا بأس فأنت فكرت في فعل ذلك لأجلي وإن لم يحدث "

وكتبت له ( شكرا على أي حال )

ثم جلست بمكتبي فسألتني شروق مباشرة " من قام بإرجاعك يا ليان "

قلت بحيرة " لا أعلم وحتى أنهم لم يخصموا من راتبي "

قالت شروق بدهشة " حقا ... لابد وأنك تمزحي "

قلت بابتسامة " بلى لقــ .... "

وقطع كلامي رنين هاتف المكتب فنظرت شروق لي وقالت

" أجيبي يا ليان قد يكون مدير القسم يريد التحدث معك عن الأمر "

أمسكت يداي عند صدري وقلت " لا أريد لقد أصبحت أتشاءم من هذا الهاتف "

قالت شروق ببرود " وأنا لن أجيب فالأمر لا يخصني "

بلعت ريقي ورفعت سماعة الهاتف ببطء ثم أجبت واطمأن قلبي عندما أتاني صوت
مدير قسمنا قائلا

" مرحبا هل الآنسة ليان معي "

قلت براحة " نعم أنا هي ليان "

قال " هلا زرتني في مكتبي يا آنسة "

قلت بتوجس " حسننا في الحال "

ثم أقفلت السماعة وقلت بتوتر

" المدير يريدني إن كانت مصيبة فسيكون عليا انتظار الأخرى لباقي اليوم "

ضحكت شروق وقالت " لم أرى شخصا يقوم بعد المصائب وانتظارها غيرك قد يكون
شيء روتيني ونحن معتادون على ذلك فلما كل هذا الخوف "

قلت بضيق وأنا أشير بأصبعي للهاتف " منذ سمعت صوت ذاك الرجل على هذا الهاتف وأنا
اشعر أنه لن يجلب لي إلا المصائب منه , علينا تغييره من اللون الأبيض للأسود فالأسود يليق به "

ضحكت شروق وقالت "ولما نغير لونه "

قلت بضيق " ليصبح الصندوق الأسود "

ثم غادرت باتجاه مكتب المدير دخلت وألقيت التحية ووقفت نظر لي مطولا ثم قال

" السيد أديم طلب إعادتك إلى هنا وألزم عليا تحذيرك من تكرار ما حدث في السابق أو
سيتم فصلك نهائيا هل وصلت الرسالة "

قلت بضيق " وصلت الرسالة , هل يمكنني المغادرة "

قال وهوا ينظر للأوراق أمامه " أجل فهذا كل شيء "


هوا كل شيء حقا فلم يترك سيدك شيء لك لتقوله تنهدت بضيق وغادرت عائدة
لمكتبنا دخلت وجلست في صمت فقالت شروق مباشره

" ما بك عابسة هكذا ما الذي قاله لك "

قلت بضيق " لم يقل شيئا لقد أوصل رسالة لي فقط "

نظرت لي بصدمة وقالت " رسالة مِمَن "

قلت باستياء وحروف ممطوطة " من السيد أدييييييييييييم "

ضحكت بصوت عالي وقالت " لو يسمعك الآن لكسر لك أسنانك "

قلت بلا مبالاة " لقد كسر كرامتي التي هي أهم من أسناني فلن يضرني ذلك "

قالت بابتسامة " وما في الرسالة "

نظرت لها وقلت بحدة " رسالة حب وغرام وأشواق ماذا فيها برأيك "

قالت بذات الابتسامة " وأي غرام هذا الذي يجعلك بكل هذا السوء "

قلت بضيق " يبدوا أنك تسخرين مني أو تتسلي بي كعادتك "

ضحكت وقالت " تخيلي فقط أن السيد مغرم بك "

قلت بغضب " سأقتل نفسي حينها , قال يغرم بي قال وهوا يكرهني دون أن يراني "

قالت بذات الضحكة " وما من حب إلا بعد عداوة "

قلت بتهديد " شروق إن لم تغلقي هذا الموضوع الآن فقأت لك عينك "

وضعت يدها على عينها وقالت " حسننا حسننا أتركي لي عيني لأرى بها وجه السيد عندما
سيأتي لطردك هههههه "

نظرت للأوراق أمامي وقلت " ذاك المغرور يأتي هنا إنه يترفع حتى عن التحدث
معي بلطف قاسي ومتحجر وبلا إحساس "



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-11-14, 12:12 PM   #17

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجزء الرابع عشر








زبير






لم اتصل بصديقي آه لا بل بصديقتي منذ ذاك اليوم لم أتخيل للحظة أنها فتاة بل يبدوا
أنني لم أكن أهتم لجنسه مطلقا أو من يكون , لقد كانت تحمل كل تلك الهموم وتستمع
لهمومي في صمت وصبر حتى أفرغ ما في قلبي , هذا وهي فتاة تحملت كل ذلك
وأنا الرجل أنهرت في لحظة فوالدي لم يضربني يوما ولم يأخذ مالي بل يعطيني إياه
ولم يحرمني دراستي, فقط حرمني الزواج بمن أردت يعني أنني حملت هم واحد من
همومها المتعددة ولم أحتمله , لقد تعلمت منك درسا مهما يا صديقتي

" .....الرجاء ربط الأحزمة ..... "

كانت هذه الجملة الوحيدة التي استطاعت أذني التقاطها فها قد نزلت أرض
الوطن بعد أن انتهت مهمتي هناك توجهت للقصر ودخلت للداخل وجدت
أمي شاحبة الوجه وحزينة سلمت عليها ثم قلت باستغراب

" أمي ما بك مكفهرة الوجه هكذا هل من مكروه "

تنهدت وقالت " إنها حور "

قلت بقلق " ما بها حور يا أمي "

قالت بحزن " تسجن نفسها بغرفة من غرف جناحكما لقد وجدتها تبكي بالمطبخ صباح
اليوم سنخسر هذه الفتاة يا زبير أخشى أن يغمى عليها بالداخل "

نظرت من حولي وقلت " وأين هوا بحر "

قالت بحزن " غادر عند الصباح اتصلت به ليأتي ولكننا لم نفلح في شيء فخرج من جديد
اذهب وحاول معها أو افتح الباب بسرعة "

صرخت بضيق وأنا أصعد " ولما لم يكسر الباب قد يكون مكروها أصابها "

قالت " لقد أخبرها أنه سيكسر الباب فقالت أنا بخير أتركوني وحدي "

تنهدت بضيق وصعدت للأعلى توجهت لجناحنا وطرقت باب غرفتها وقلت

" حور افتحي الباب هل أنتي بخير "

فتحت الباب وكان وجهها شاحبا وعيناها حمراوان من شدة البكاء ارتمت في حضني
باكية وكأنها تبحث عن الحنان فيه طوقتها بذراعاي وحاولت تهدءتها ببعض الكلمات فقالت

" زبير أريد الذهاب لبيت عمي لبعض الوقت أرجوك "

قلت وأنا أمسح على شعرها بحنان " حسننا يا حور سوف آخذك الآن فقط توقفي عن البكاء "

ابتعدت عني دخلت الغرفة أخذت عباءتها وحجابها وحقيبة يدها وخرجت فقلت متبسما

" بهذه السرعة هل تكرهين وجودك معنا لهذا الحد "

أنزلت عينيها في خجل وقالت " لا ولكني أريد الذهاب أرجوك زبير "

قلت بهدوء " حسننا أرتدي عباءتك والحقي بي سيارتي بالأسفل "

أخذتها لبيت عمها كان عليها الابتعاد عن هنا قبل أن تذبل وتذبل حتى تموت وردني
اتصال من بحر فأجبت

" نعم يا بحر "

قال بهدوء " هل عدت يا زبير "

قلت " نعم لقد عدت "

قال بقلق " زوجتك لا تبدوا بخير هل فتحت الباب "

قلت بهدوء " أجل لقد فتحت الباب إنها بخير شكرا لاهتمامك يا أخي "

أغلقت الخط ونظرت لحور فكانت تتكئ على النافدة وتنظر للطريق بحزن فقلت

" ما بك يا حور ألن تجيبي عن هذا السؤال أبدا "

قالت بعد صمت " لا أملك إجابة تريحني وتطمئنك "

قلت بهدوء " هل كنتي تحبين شخصا وحُرمتي منه بسبب الوصية "

قالت بهدوء مماثل " وهل كنت أنت كذلك "

قلت " نعم "

ابتسمت بحزن وقالت " أما أنا فلا أحب أحد وليس لدي أحد ولن يكون لدي "

إذا كما توقعت ثمة حديث ما دار بينهما ويبدوا أنهما تشاجرا أو ما شابه عدت
للصمت حتى وصلنا قلت لها وهي تنزل " متى أردتي العودة اتصلي بي وإن
احتجت أي شيء فلا تترددي في طلبه حسننا "

ابتسمت لي وقالت " شكرا لك يا زبير "

ونزلت متوجهة للداخل كم أتمنى لو بيدي شيء أفعله لها ولكن فاقد الشيء لا يعطيه
فأنا أكثر من يحتاج للحلول لمشاكله














غيث









وضعت يدي عل مقبض باب جناحي ثم نظرت جهة جناح رنيم تنهدت بضيق
عليا الذهاب لها الآن فلا حل أمامي توجهت لجناحها فتحت الباب بهدوء ودخلت
غرفتها ووقفت عند الباب أتأمل الواقفة أمام باب الخزانة ترتدي شورت لنصف
الفخذ الشديد البياض رصاصي اللون وقميص أحمر قطني قصير ضيق ملتصق
بجسمها وبدون أكمام ترفع شعرها الحريري الأسود القصير للأعلى وتقف على
رؤوس أصابعها تحاول جلب شيء ما من أعلى رفوف الخزانة وقفت أتأملها
في صمت من أعلى لأسفل ثم صعودا من الأسفل للأعلى دون سيطرة على
نظراتي كنت أرى فتيات في السابق ليس بهذا اللباس المظهر لأجسادهن هكذا
ولكني ما كنت آبه للنظر لهن ليس لأنهن لا يحللن لي وهذه زوجتي ولكني كنت
أقرف من وجودهن أما الآن لا أعلم لما أريد النظر لهذا الجسد المتناسق رشيق
القوام اقتربت منها حتى أصبحت خلفها تماما وشعرت بوجودي فالتفتت مفزوعة
مني تنظر إليا في صمت وصدمة مددت يدي وأنزلت العلبة التي كانت تحاول
إنزالها فصار جسدي ملاصقا لجسدها ووجهها عند صدري مباشرة لا تستطيع
الرجوع للخلف لأنها ستسقط داخل الخزانة تراجعت خطوة للوراء وأعطيتها
إياها في صمت فأخذتها في صمت أيضا وعيناها أرضا تحاول سحب ملابسها
للأسفل لتستر جسدها رفعت يدي مررتها على ذراعها بطوله حتى الأصابع
ثم أمسكتهم بيدي وعيناي على وجهها

لا يا غيث لا تضعف ما بك سوف تكسر الحاجز الذي فرضته عليها لا تفسد
ما تخطط له فهذه الفتاة ليست لك ولست لها ولست لأي واحدة أخرى غيرها
هي مثلهن تماما لا تضعف أمام سحرها لا تنسى أن كل غرضك استفزازها
لتشعر بالغيظ الذي تسببه لك , أبعدت يدي بسرعة وأوليها ظهري وقلت بجفاف

" لما ترتدي هذه الثياب في جو بارد كهذا لا تنقصني زيارات للمستشفيات "

قالت بضيق " إذا مرضت فاتركني هنا حتى أموت وترتاح مني "

غرييييب أين البرود في كلامها يبدوا أن شيئا ما جرحها بعنف هل هوا تأثير اللمسة
أم الكلمات فرقعت أصابعي وابتعد جهة الباب دون أن التفت إليها وقلت

" كنت أود سؤالك عن أمر طالبي الثأر أولئك "

قالت ببرودها المعتاد

" الخوف لن يتركهم يقتربوا مني أعرفهم جيدا هكذا كان يتصرف معهم والدك "

قلت مغادرا " ولكنه لم يكن حلا أبدا علينا أن نجد حلا لذلك "


وخرجت من ذاك المكان قبل أن أتهور في أحد شيئين النوم معها الليلة أو تحطيم وجهها
بسبب هذا البرود
















ميس











غادر حامد وبعد ساعات عاد وأخبرني أنه سيأخذني له الآن نظرت له بتشكك فقال

" لا تخافي مني يا ميس أقسم أنني لن أؤذيك وسوف أخذك له "

قلت بقلق " أنا خائفة منه أيضا فأنا لا أعرف كيف يكون "

قال مطمئنا " لا تقلقي لقد علمت من صديقي أنه شاب حسن السلوك "

تنهدت وقلت " أمري لله يبدوا أن مأساتي لن تنتهي "

رافقته لمكان مقطوع نزل شاب من السيارة تقدم ناحيتنا وقال " هل أنت حامد "

قال حامد " نعم "

قال الشاب " وهذه ميس "

قال حامد " نعم وهل لي أن أتأكد من اسمك "

رفع الشاب هاتفه وأجرى مكالمة سكت قليلا ثم قال

" مرحبا صهيب الشاب يريد التأكد من هوية المستلم "

ثم ضحك وقال " أجل يبدوا ذلك "


آه أسمه صهيب إذا تشرفنا يا ابن العائلة الكريمة

ثم مد بالهاتف لحامد تكلم معه ثم قال لي " اذهبي معه يا ميس سيأخذك لابن عمك "

قلت بخوف " لا أريد لما لم يأتي بنفسه "

تنهد الشاب بضيق وقال " إنه مشغول يا آنسة تعالي معي سوف أخذك ولن أبقى معك لا تخافي "

نظرت لحامد وقلت " تعالى معنا إذا "

قال لي حامد " لا أستطيع أذهبي فلن يؤذيك "


ذهبت اتبع الشاب وانظر للخلف حيث حامد فابتسم وهز برأسه مشجعا لي
أخذني ذاك الشاب بسيارته وكل ما كنت أخشاه أن أصبح مختطفة للمرة الرابعة
أوصلني لمنزل في مكان يبدوا لا ساكنين فيه فأغلب البيوت

هنا غير مكتملة أو على الطوب فقط , نزل وقال لي " هيا انزلي "

نظرت له بخوف ولم أتحرك من السيارة تأفف ثم أخرج هاتفه وأجرى مكالمة بعيدا
عني ثم اقترب ومد لي بالهاتف أخذته منه فتحدث الطرف الآخر مباشرة قائلا

" أنزلي معه يا ميس ولا تخافي ستكونين لوحدك في المنزل أنا قادم بعد قليل "

قلت باندفاع " ولما لم تأتي أنت لتأخذني ولما ستضعونني هنا "

قال بضيق

" لأن قصر عائلتي ليس في هذه المدينة وأنا منشغل قليلا انزلي وانتظريني هناك يا ميس "

تنهدت بضيق وفتحت باب السيارة وقلت للشاب والهاتف بيدي

"سوف أدخل وتغلق خلفي الباب مباشرة ولن أعطيك هاتفك قبل ذلك ولن أغلق الخط أيضا "

قال بنفاذ صبر " حسننا ولكن كيف ستعطيه لي "

قلت بحدة " ولما تخاطبني هكذا أنا لم أطلب منك تحمل مسؤولية إحضاري "

تنهد وقال بهمس " أعانك الله عليها "

قلت بغضب " ماذا تقول "

قال " لا شيء كيف ستعطينني الهاتف "

قلت ببرود وأنا أدخل " من النافذة "

دخلت وأغلقت الباب من الداخل بالأريكة الموجودة بالصالة ثم أعطيته هاتفه كما
اتفقنا بعد وقت سمعت صوت سيارة وأحدهم فتح باب المنزل الذي وضعني فيه
ذاك الشاب ويحاول سحب الأريكة ليفتحه فركضت جهة الحمام وسجنت نفسي
فيه أنتظر باقي المفاجأات التي لم ألتقي بها بعد


















صهيب










كانت النار تأكل أحشائي والغضب يدمر ما تبقيه لقد كان عليا لقاء حامد ولكن لا صبر
لدي لأتحدث معها وافهم منها , اتصل بي صديقي للتو وقال أن حامد معه وينتظراني
ضنا منه أني لست الشاب ذاك نفسه الذي اختطفوا منه الفتاة لقد عمل صالحا بإعادتها
ولكن عليا أن أفهم ما حدث هناك فكلمات جهاد وكلماتها لازالت تتردد في أذني دون توقف

(لا تستاء لذلك فهي منتهية الصلاحية قبل أن تأتي إلينا , ولكنها ألذ مما تصورت )

(سوف أدخل وتغلق خلفي الباب مباشرة ولن أعطيك هاتفك قبل ذلك ولن أغلق الخط أيضا )

لو كانت كما قال جهاد فلما تخاف من سالم ولما لم تحاول استمالتي سابقا لأطلق
سراحها ولكن كيف لي أن اهدأ أكاد أجن , وصلت المنزل نزلت بخطوات سريعة
فتحت الباب ويبدوا لي أنه كان شيء ما خلفه يعيق فتحه دفعت بقوة فانفتح الباب
وكانت أريكة كبيرة محشورة خلفه تعجبت كيف تمكنت من سحبها وهي بهذا
الوزن دخلت ولم أجدها توجهت للمطبخ ثم الغرف واحدة واحدة وصلت للحمام
وكان مغلقا طرقت على الباب فجاءني صوتها يردده الصدى
" من أنت "

لما كل هذا الخوف هل قال لها سالم شيئا يا ترى ولكني أعرف سالم جيدا يبدوا
أنني أصبت بالوسوسة بسبب

هذه الفتاة فقلت بهدوء " افتحي يا ميس "

قالت " من أنت "

قلت بنفاذ صبر " أبن عمك من سأكون برأيك "

قالت بضيق " ولما تتأفف هكذا يا هذا قل ما أسمك واسم والدك ووالدي ووالدتي لأتأكد
فيكفيني اختطاف حتى الآن "

يبدوا أن هذه الفتاة صار الاختطاف لديها كابوسا مرعبا قلت بهدوء ممزوج ببعض الضيق

" أسمي صهيب شامخ وأنتي ميس نبيل ووالدتك لا أعرف اسمها لأني لم أعرفها أو أرها يوما
فافتحي الباب أو كسرته "

فتحت الباب ببطء وخرجت وما أن رأتني حتى شهقت شهقة قوية وعادت للداخل وأغلقت
الباب وقالت بصراخ

" ماذا تريد مني وكيف علمت أنني هنا "

قلت بغضب " أفتحي يا ميس ولا تتعبي لي رأسي أكثر فكل شياطين الأرض تقفز أمام وجهي "

فتحت الباب وقفت أمامي وقالت بصدمة " أنت .. هل أنت إذا ... يعني أنك "

قلت " نعم أنا ابن عمك شامخ "

صرخت بغضب " ما أسعدني بك من ابن عم "

أمسكتها من ذراعها وسحبتها معي وقلت بغيض " توقفي عن ذلك وأخبريني الآن ما أريد
قبل أن أرتكب فيك جرما "

رميتها على الكرسي ووضعت يدي عليه واقتربت من وجهها وصرخت

" ما فعلاه بك ماذا حدث هناك يا ميس قولي الآن "

قالت بصراخ مماثل " هل جننت أنت وما يهمك في الأمر إن كنت أنت لم تهتم لسلامتي
فهل ستنتظر ذلك من الغرباء "

ضربت بيدي بقوة على ظهر الكرسي حتى ظننته سينكسر وهي نظرت ليدي بصدمة ثم قلت بغضب

" إذا ما قاله صحيح يا ميس صحيح يا ابنة عمي "

نظرت لي بصدمة وقالت " ما تعني بما تقول وعما تتحدث "

قلت بصراخ " أعني ما فهمته جيدا "

قالت بصراخ أكبر " لا لم أفهم عما تتحدث لما لا تكون صريحا فيما تقول "

أمسكتها من ذراعها مجددا وسحبتها لأحدى الغرف رميتها على السرير وقلت

" ما الذي حدث بينك وبين جهاد وحامد ما فعلاه "

قالت بصدمة " ماذا .... ما الذي أخبراك به "

قلت بصراخ " لا أريد ما أخبراني أريد أن أعرف منك "

صرخت قائلة " لا شيء لم يحدث شيء "

اقتربت منها ممسكا بكتفيها ووجهي قريب من وجهها وقلت

" إن كان ما قاله صحيح فلن ينقدك وينقدهم مني إلا الموت يا ميس سمعتي "

ابتسمت بسخرية وقالت " إن كان ثمة من يستحق الموت فهوا أنت فكل شيء كان قد يحدث
لي فبسببك ولكن الله كان أرحم بي منكم يا عائلة والدي "

ابتعدت عنها وقلت بحدة " إن لم أعلم الحقيقة منهما فسأتأكد من ذلك بنفسي سمعتي بنفسي "

جلست وقالت بغضب " ماذا تعني بذلك "

قلت مغادرا " ما فهمته "

وخرجت من ذاك المنزل أسوأ حالا من ذي قبل وتوجهت لحيت حامد وسالم وما أن دخلت الشقة
حتى وقف حامد بصدمة وقال

" أهذا أنت ... هل هوا أنت ابن عمها "

اقتربت منه وأمسكته من قميصه سحبته لغرفة أخرى وقلت بغيض وأنا أهزه

" ما فعلتماه بالفتاة أو بالأحرى ما فعلتماه معها يا حامد "

صرخ قائلا

" لم نفعل لها شيء وبإمكانك أخذها لطبيبة لتتأكد , تم ما كنت لأعيدها لك لو أني لمستها بسوء "

شددت على قميصه أكثر وقلت " ولكن ما يقوله شريكك أمر مختلف تماما "

قال بحدة " كاذب لقد كنا سويا طوال الوقت ولم يستفرد بها لحظة ثم نحن وضعناها مع
زوجته التي هي شقيقتي ثم سرقتها منه وأخذتها لوالدة صديقي أقسم أنها الحقيقة ويمكنك
سؤالها عن ذلك "

سحبته معي وأركبته السيارة أخذني لشقيقته لأتأكد مما قال ثم لعجوز صماء صرخ كثيرا حتى

قالت " آه الفتاة لقد كانت هنا أين ذهبت لقد كانت تقوم بخدمتي "

مررت أصابع يدي في شعري ثم أمسكته من الخلف بقوة وكأنني أريد تقطيعه من منابته ثم قلت

" سنذهب الآن لجهاد فلن يهدأ لي بال حتى أسمع ذلك منه "

قال حامد بهدوء " إنها الحقيقة يا هذا فلا تجعل جهاد يلعب بعقلك أنت بقيت مع الفتاة لأسابيع
وتعرف جيدا من أي نوع هي وفي الأيام الماضية لم يقترب منها كن متأكدا "

صرخت به قائلا " اخرس "

ثم ركبنا السيارة وتوجهنا لبيت جهاد دخلت وبرفقتي حامد أخرجت مسدسي وقلت

" سأقتلكما الآن إن لم تخبراني بالحقيقة "

صرخ حامد بجهاد قائلا " لماذا كذبت عليه يا جهاد أنا أعلم جيدا كما تعلم أنت أن ذلك لم يحدث "

ابتسم جهاد بخبث وقال " أنا لم أكذب "

صرخ حامد " بلى تكذب فأنت لم تستفرد بها لحظة "

قال جهاد بذات الابتسامة " وما يدريك بذلك , أنا لم أخف من مسدسه مثلك يا حامد "

حينها تفجرت الدماء في راسي ولم أعد أرى شيئا أمامي رفعت المسدس موجها إياه لجهاد وقلت

" إذا سأقتلكما واقتلها "













أُديم









لقد عادت هذه الفتاة للسخرية مني من جديد هوا يومها الأول بعد شبه طردها ولسانها لم
يزدد إلا طولا يبدوا أنها تحتاج لدرس آخر يعلمها احترامي


بعد مرور عدة أيام وبينما كان الصمت سائدا في المكتب كعادتهم أغلب الأحيان تنهدت شروق وقالت

" هذا الأمر لا يمكن الخروج منه بنتيجة أبدا "

نظرت لها ليان وقالت " أي أمر هل تواجهك مشكلة في الحسابات "

قالت بضيق " لو كانت كذلك لما كانت مشكلة لأنك سوف تحلينها بسهولة فلدينا عبقرية دفعتها هنا "

قالت ليان " وماذا هناك إذا "

قالت شروق بعبوس " إنه مصروف هذا الشهر منذ ساعة وأنا أحاول تقسيمه ودون جدوى مرض
ابني هذا خل بالميزانية كلها "

قالت ليان بصدمة " هل كنتي تحسبين ميزانية مصروفك وتتركين العمل "

رمت شروق بيدها أمامها وقالت " كلها بضع دقائق بماذا ستؤثر "

قالت لها بغيض " قلتي بنفسك أنك منذ ساعة تحاولي , يالك من مستهترة "


( توبخها وكأنها لا تضيع الكثير من الوقت إذا زارها مرض الثرثرة )

قالت شروق بلا مبالاة " هيا ليان ساعديني في حل لهذا الأمر "

قالت ليان بضيق " دعيني وشأني ولا تتسببي لي بمشكلة فأنا أنتظر واحدة في أي لحظة "

( انتظري قليلا إنها في طريقها إليك )

ضحكت شروق وقالت " ماذا حدث اليوم معك "

قالت ليان بغيض " ذاك الإمعة المدعو شاهد "

قالت شروق " ومن يكون هذا , هوا ليس من أخوتك أليس كذلك "

قالت بضيق " لا إنه حليفهم الجديد هوا يسكن ببداية الشارع طلب من أخي تزويجي له ذاك
الصعلوك الفاشل السكير "

قالت شروق بصدمة " ولما يوافقون عليه وهوا بهذه الصفات "

قالت ليان " هم لا يهمهم ما سيكون مصيري وما سوف أؤل إليه كل ما يهمهم هوا التخلص مني "

قالت شروق بحيرة " وما فعله شاهد ذاك لك اليوم "

قالت باشمئزاز وهي تقلد صوته وحركاته " صباح الخير يا آنسة ليان هلا تحدتنا قليلا عن أمر مهم "

ثم قالت بضيق " ما يضنني ذاك المغفل هل يراني ممن يقفون مع أي كان في الشارع كدت أضربه
من شدة غضبي والوقح جاء البارحة منتصف الليل يطرق باب بيتي وبكل وقاحة يريد الدخول "

قالت شروق بخوف " ليان عليك إيجاد حل لمشاكلك يبدوا الأمر خطيرا جدا "

تنهدت ليان وقالت " لا حل لدي ولن أتزوجه ولو قتلوني "

قالت شروق بهدوء " قد يفكر في أمر آخر غير الزواج "

نظرت لها ليان في صمت ثم قالت " وهذا ما أخشاه أيضا نظرات ذاك القذر لا تعجبني "

قالت شروق "هل ستستمر مشاكلك هكذا "

قالت ليان بحزن " منذ توفيت والدتي وأنا أعاني الأمرين أخوتي ومشاكلهم التي لا تنتهي حتى
يتسببوا بضياعي ورميي في الشارع , لقد كانت حياتي مختلفة بوجودها معي رغم أننا كنا نعاني
الفقر ونصنع الأشغال اليدوية لنبيعها ونأكل منها إلا أننا كنا مرتاحي البال "

نظرت لها شروق بصدمة وقالت " هل كنتم تعملون ذلك لتأكلوا "

قالت بذات حزنها " نعم وعملت بمحل لبيع الأقمشة أيضا لأتابع دراستي ولم نمد يدنا يوما
لأحد وكنت أرفض بشدة حد الموت مساعدة أي كان لنا "

( عجيب أمر هذه الفتاة أيعقل أن ترى كل ذلك الفقر والتقشف راحة بال وترفض العون من
أي أحد أيضا وأنا أرى الناس تأخذ النقود من أي كان وتخبأها لتقول أنها لا تملك شيئا )

في تلك الأثناء رن هاتف المكتب فأجابت شروق ثم أغلقته وقالت " ليان المدير يريدك "

قالت ليان بهدوء " لابد وأنه يريد الملف "

قالت شروق " ليس مدير القسم إنه مدير الشركة "

شهقت ليان بصدمة وقالت " مدير الشركة ماذا يريد , آآآآه ألم أقل لك ذلك ألم أقل أن ثمة مصيبة
أخرى في انتظاري "







فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-11-14, 12:14 PM   #18

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجزء الخامس عشر













صهيب








صعدت كل الشياطين لرأسي حين سمعت كلام جهاد وبدأت بضغط زناد مسدسي
لأقتلهما وأقتلها بعدهم وما أوقفني إلا صرخ حامد مبعدا له وقال بصراخ

" هل جننت أنت , يمكنك التأكد من ذلك كما أخبرتك إنه يستفزك فقط "

أغلقت عليهما الباب وخرجت وكأني بركان يقذف حممه في كل مكان عدت لميس دخلت
كالمجنون سحبتها من يدها وخرجت بها من فوري لمن يملك جوابا سيريحني وقفت أضرب
بقدمي وأصابعي وحتى برأسي على الجدار بتوتر وأنا أتمنى أن أخترق الباب وأعرف لما
كل هذا التأخير ولم يهدأ لي بال حتى خرجت الطبيبة بالنتيجة وبأوراق قد وقعت عليها بنفسها
أيضا لتبرأ ذمتها

تنهدت براحة وشعرت أن جبلا أنزاح من على عاتقي خرجت بعدها ميس وهي تتجنب النظر إلي
وقالت بضيق موشحه بوجهها عني للجانب الآخر

" أعدني لوالدتي والآن "

نظرت لها في صمت دون كلام فصرخت قائلة

" ألا تسمع أعدني لوالدتي فأنا لا أريدكم وأكرهكم جميعا فهمت "

أمسكتها من يدها وسحبتها معي للخارج وأركبتها السيارة وعدت بها للمنزل أغلقت الباب
ودخلت خلفها وقفت بالمنتصف ووضعت يديها بوسط جسدها وقالت بغضب

" أخبرتك أنني أريد العودة لوالدتي أم أنك استحليت سجني واختطافي "

تنهدت بضيق وجلست على الكرسي فصرخت وهي تضرب بقدمها على الأرض

" هل يعجبك هذا هل ارتحت بعد أن جعلتني فأر اختبارات "

قلت بحدة " يكفي يا ميس يكفي , ما كنت تتوقعين أن أفعل "

صرخت قائلة " كنت أتوقع أن تصدقني بدل أن تصدق صعلوكان كاذبان "

تنهدت ونظرت للجانب الآخر ثم لها وقلت " توقفي عن الصراخ أنا آسف وكفى "

ابتسمت بسخرية وقالت " آسف ... آسف على ماذا يا ابن العائلة المبجلة , على اختطافك لي
أم على تركي لأسابيع مع مجرمان لا يعرفان حتى الصلاة أم على اختطافهم لي منك أم على
شكك بي وبأخلاقي وحتى صدقي أم على أخذي لطبيبة نسائية ورؤيتي للممرضات وهن يتهامسن
وينظرن إلي أم على .... "

صرخت بها قائلا " وما كنتي تريدي مني أن أفعل لم يكن أمامي سوى حلين إما أن أرغمك
على الزواج بي لأتأكد بنفسي أو آخذك لها ولم أشأ إرغامك على الزواج "

قالت بغضب " ليتك فعلت ذلك ولم تأخذني هناك "

نظرت لها بصدمة فتابعت بذات الغضب " أجل هوا أهون علي من أن يصبح أسمي مدونا عندهم
وأوراق دليل عفتي هناك ونظرة الجميع هنالك لي هل تعلم ما قالت لي الطبيبة قبل فحصي "

ثم ابتسمت بألم وتابعت " قالت ما كان عليك الزواج به وأنتي تعلمي ما بك جيدا "

بقيت انظر لها بصدمة دون كلام فقالت بغضب " كان ثمة حل ثالث أمامك وهوا أن تصدقني فأنا
لم أهرب معهما وأنت تعلم جيدا ما حدث فكيف تتهمني هذا الاتهام أنتم لا تفلحون في شيء سوى
خذلاني بكم يا عائلة والدي, كيف تفعل كل ما فعلته بي وأنت ابن عمي وحامد الذي لا يعرفني
ولا يقرب لي رأف بحالي وأراد إرجاعي لوالدتي لرؤيته لما حل بي "


تابعت صمتي ونظري لها لتفرغ كل ما في قلبها ولو ضربتني ما كنت لأمنعها ثم صرخت قائلة

" لما تنظر إليا هكذا أعدني من حيث جئت بي أو أرحل واتركني لوحدي "

قلت بهدوء " هل تكرهينني لهذا الحد "

أشارت بأصبعها لي وقالت بغيض " وأكثر مما تتصور فما الذي تتوقعه مني أن أحبك مثلا "

وقفت وهممت بالخروج حين استوقفني صوتها قائلة

" أترك حامد وشأنه فقد طلب مني أن أتحدث معكم لأنه سيغادر المدينة وشقيقته "

ابتسمت بسخرية وقلت " يبدوا أنكم عقدتم صداقة متينة "

قالت بغيض " هل ستعيد الخطأ ذاته يا صهيب "

كانت هذه المرة الأولى التي تنطق فيها باسمي لقد شعرت بشيء غريب لم أشعر به من قبل
ولا أعرف معناه شيء يشبه الرغبة في الابتسامة ثم خرجت في صمت وحيرة بل هروب مما حل بي


رن هاتفي فكان بحر المتصل تجاهلت الأمر وركبت سيارتي بعد قليل وصلتني رسالة منه كتب فيها

( إن لم تجب علي الآن فسأرمي بنفسي في البحر )

صرخت قائلا " مجنون هل يفعل بكم الحب كل هذا سحقا لكم وله "

أجبت على اتصاله بصراخ " هل جننت يا بحر هل جننت "

قال بصوته الهادئ " لم أجد طريقة غيرها لتجيب على اتصالي "

تنهدت براحة وقلت " لقد أفزعتني يا رجل "

قال بحزن " وهل باعتقادك أنها لو كانت ستريحني ما كنت لأفعلها "

قلت بهدوء " بحر لا تتهور يا شقيقي لا تجعل اليأس والشيطان يتغلبان عليك "

ضحك ضحكة حزينة وقال " إنها تكرهني يا صهيب لم تعد تحبني لقد خسرتها للأبد "

قلت بحيرة " وما يدريك "

قال بهدوء " لا يهم كيف المهم أنني علمت "

سكتت فلا كلام لدي قد يواسيه , هي زوجة شقيقه وعليه أن يدرك ذلك عاجلا أم آجلا مع
أني أجزم أنها تحبه ولكن لا نفع من قولي له هذا الكلام


تكلم كثيرا وبث همومه وأحزانه وأنا أستمع في صمت فليس لدي سوى الاستماع ثم أغلق الهاتف
دون أن يودعني كعادته عندما يكون حزينا عليا العودة إلى هناك بسرعة قدر الإمكان لأكون بجانبه

















رنيم












مرت أيام منذ عودتي وحور في منزل عمها ولا أحد يتحدث معي فخالتي إما عند إحدى
صديقاتها أو لديها ضيوف, أنا أحسد حور فبالرغم مما تعانيه إلا أن زبير يعاملها بلطف
وتركها في بيت عمها لترجع متى أرادت ذلك , أما أنا فقد حرمني ذلك المتوحش من البقاء
مع والدتي ويرفض حتى جلب خادمات لنرتاح من هذا العناء بدلا من تلك العجوز الوحيدة
التي تأتي لساعات معينة فقط يبدوا أن زوجي العزيز هذا مليء بالعقد والأمراض لقد سأمت
السجن وسوء المعاملة فمنذ أن عدنا وأنا وغيث لا نتقابل إلا عند مائدة الطعام عدا زيارته
الرائعة تلك لجناحي حين طعنني في أنوثتي وسخر من ملابسي هل طلبت منه الدخول أم أن
يتكفل بي لو مرضت ثم الجناح به تكييف أم هوا تجريح لي كالعادة فقط فأنا منذ تزوجنا أتجنب
الحديث معه رغم تعمده إهانتي من حين لآخر بشكل غير مباشر , لو أفهم فقط لما يحب استفزازي
رغم تجنبي له لما لا يترك كل منا الآخر وشأنه حتى يقضي الله لنا أمرا أنهيت عملي وتوجهت
للأعلى قاصدة جناحي لأنام دخلت لغرفتي وفجعت مما رأيت بقيت واقفة لدقائق أحملق بصدمة

ماذا يفعل هذا هنا في غرفتي وعلى سريري ويغط في النوم أيضا ما يقصده بذلك هل يطردني من
جناحه ليلحقني لجناحي هل ضاق به المكان المتسع هناك ليزاحمني الغرفة الوحيدة هنا , خرجت
بضيق توجهت لجناحه فوجدته مقفلا ضربت الباب بقدمي وقلت

" تبا له يغلق جناحه وينام عندي "

عدت لغرفتي أخذت ثيابي ولحافا من الخزانة وضربت بابها بقوة وخرجت من الغرفة بعدما
تركت نورها مفتوحا وأطفأت التدفئة أيضا وأغلقت الباب فليتجمد بردا توجهت للحمام استحممت
وارتديت ثياب النوم ونمت على الأريكة الغير مريحة بعد كل ذلك التعب نظرت جهة الغرفة
فكان النور مطفأ ذلك المتوحش لقد كان مستيقظا إذا , صحوت عند الفجر اشعر بعظامي متيبسة
وكأني نمت على حجر نظرت للغرفة فكان بابها مفتوحا دخلت فوجدته غير موجود هناك وثيابه
مرمية على السرير وأحذيته وحاجياته والفوضى تعم المكان جمعتها كلها ورميتها له أمام باب
جناحه ونزلت للأسفل دخلت المطبخ ووجدته على غير العادة يجلس مع زوجة والده التي كانت
تعد القهوة نظرت لي مبتسمة وقالت

" صباح الخير يا ابنتي لقد استيقظت مبكرة هذا اليوم "

نظرت اتجاهه بغيض وقلت " هذا بسبب النومة المريحة بالأمس "

نظر لي بابتسامة ماكرة وقال " سبل الراحة والتعب متوفرة هنا ولكلن اختياره "

قلت بسخرية " ومن يختار التعب إلا إذا كان كارها لإزعاجات الراحة "

دخل حينها بحر بهدوء وصمته المعتاد هذا الشاب لولا أنني أنظر لكان يخرج ويدخل دون
أن اشعر به فحتى خطواته لا تكاد تُسمع جلس وقال

" صباح الخير أين هوا زبير علينا المغادرة مبكرا "

جلست خالتي وقالت " ومتى أتيت أنت لتغادر "

نظر غيث لوالدته وقال " هل عادت زوجته من منزل عمها "

قالت بهدوء " لا لم تعد بعد "

نظر لي ببرود وقال " عليه ألا يدعها على حل شعرها فالنساء لا يُعطى لهن وجه "

جاء الرد من بحر قائلا " دع شقيقك وشأنه يكفي سجنك لزوجتك "

هذا الشاب لو كان أصغر مني سننا لقبلت رأسه على الدرر التي يلقيها دائما , خرجت
من المطبخ وتركته له بما يحوي وعدت لغرفتي سمعت خطوات تقترب فالتفتت
للخلف وكان غيث حاملا أغراضه دخل ورماها على السرير وقال

" من سمح لك برميها خارجا "

قلت ببرود " ومن سمح لك بجلبها إلى هنا "

قال بحدة " لي الحرية أفعل ما أشاء وحيث أشاء "

قلت بتحدي " وأنا لي ما لك وأرمي ما أشاء وحيث ما أشاء "

قال " ومن أعطاك هذا الحق "

قلت بذات النبرة " أنا أعطيته لنفسي ألستُ الآن جزئا من هذه العائلة "

ابتسم بسخرية وقال " سنرى "

قلت بأبرد ما لدي " يدك وما تطال "

امتقع لون وجهه غيضا وامسكني من خصري وشدني إليه ووجهي في وجهه قرب أنفه
حتى التصق بأنفي وقال بابتسامة

" ما رأيك لو غيرنا مزاج هذا الصباح "

خلصت نفسي منه قائلة بضيق " لا بارك الله في صباح كهذا يالك من مزاجي متقلب "

أمسكني من ذقني بيده وابتسم بمكر فقلت بغيض

" إن فعلتها ثانيتا الآن كما في السابق حولت صباحك هذا لجحيم "

ويبدوا أن المسألة كانت كتحدي بالنسبة أليه أو هكذا أعتبرها ففعلها وقبلني بقوة ورمى بي على
السرير كما في المرة السابقة وخرج ضاحكا وهوا يقول

" هذا ما طالته يدي هذه المرة "

قلت بصراخ غاضب ليصله كلامي " مقزز أتعلم ذلك وأكرهك أيضا "


ما به هذا يغضب ويتلون وجهه فجأة ثم يضحك فجأة ياله من متحجر قاسي ومزاجي أيضا
أمضيت ذلك النهار بمزاج سيء جدا لم أحتمل فيه حتى نفسي , وعند العشاء كنت أرفض تناوله
معهم لولا إصرار خالتي , كنا على طاولة العشاء أنا وخالتي وغيث فقط فقد سافر بحر وزبير
صباح اليوم والجد لدى أحد أبنائه ,جلست أتنهد بضيق كل فترة والأخرى ومزاج غيث في أحسن
ما يكون , جيد ضننت أنه لا يعرف شيء اسمه ابتسامة وأخيرا تصدق عليا برؤية أسنانه

" رنيم لما لا تأكلي هل تشعرين بشيء "

كان هذا صوت خالتي بالطبع فهي ذات قلب كبير يفكر في الجميع

قلت بابتسامة مغصوبة " لا أشعر بالجوع "

قال السيد غيث " يبدوا أنها تأكل في المطبخ هكذا هم النساء لا يصبرون على شيء "

كانت هذه الشعلة التي وضعت على الفتيل نظرت إليه وقلت بغيض

" النساء يأكلون في المطبخ والرجال يأكلونها وهم في السوق لذلك أجسادهم كالجبال "

ضحك بصوت عالي وقال " لقد اكتشفت شيئا جديدا في زوجتي اليوم يا أمي إنها تجيد المزاح "

وقفت خالتي قائلة " لا تثقلا من هذا كي لا تتشاجرا "

وتركتنا وغادرت , هي أكثر من يفهم ما يجري هنا وتعلم فيما يفكر هذا المتوحش , نظرت له
بحدة وقلت

" وأنا اكتشفت اليوم أن لي زوجا مزاجيا مقرفا يجبر الناس على مالا يريدون "

ابتسم بمكر وقال " قولي أنها كانت رائعة لما الخجل "

وقفت ونظرت له باشمئزاز وقلت بغيض " يالك من واهم ما تظن نفسك "

قال بابتسامة " هل تعلمي أنك تبدين رائعة اليوم "

نظرت له بصدمة وعيناي مفتوحتان على اتساعهما وقلت

" تبدوا لي بحاجة لزيارة طبيب نفسي وفي أسرع وقت "

قال مبتسما بهدوء " بل اليوم بالذات لا أحتاجه "

تركته وجنونه هذا وصعدت لغرفتي وما هي إلا لحظات حتى لحق بي ووقف عند الباب

نظرت له بغيض وقلت " ماذا تريد ألم تطردني من جناحك في السابق "

دخل وقال " قلت لك سابقا لي الحرية هنا وافعل ما أشاء "

قلت بحدة " وأي حرية هذه التي تجعلك تمنعني من النوم بالغرفة الوحيدة هنا "

بدأ بفتح أزرار قميصه وخلعه قائلا " أنا لم أمنعك من ذلك أنتي من منعتي نفسك "

نظرت له بصدمة وقلت " وما هذا الذي تفعله "

قال ببرود " كما ترين أغير ثيابي لأنام "

ثم نظر لي بابتسامة جانبية وقال " ألن تنامي أنتي أيضا "


رميته بالمنشفة التي كانت في يدي على وجهه وخرجت مغتاظة على صوت ضحكاته ونزلت
للمطبخ لأنهي التنظيف مع خالتي

دخلت وبدأت مباشرة في ترتيب الأشياء معها بصمت فقالت " هل تشاجرتما "

تنهدت بضيق وقلت " لا أعلم لا يبدوا ذلك "

نظرت لي وقالت بهدوء " لما لا تحاولي كسبه يا رنيم بدلا من تكبير الفجوة بينكما "

قلت بضيق " أكسبه .. وهل يمكن لامرأة في العالم أن تكسب رجلا كغيث "

ابتسمت بحب وقالت " أنتي قلتها بنفسك رجل وكل الرجال متشابهون مهما اختلفت طباعهم فقط إن
أرادت المرأة ذلك فستنجح وبسهولة "

نظرت لها بتعجب وقلت " إلا غيث أعرفه جيدا "

قالت بهدوء " مهما عرفته فلن تعرفيه مثلي لاحظي اليوم تغير مزاجه رغم تعكر مزاجك أنتي
على غير العادة يعني أنه شيئا ما فيك كان يريد أن يتغير أو يظهر وأنتي أعلم مني يا رنيم "


تبا له هل يفكر هكذا يا لي من غبية هل كنت أحتاج لخالتي لتوضح لي ذلك هوا يحب أغاضتي
إذا ويفعل ما يفعل ليثير غضبي لذلك هوا مستمتع كثيرا بفعل ذلك سأريك يا غيث سأريك

قالت خالتي بعد صمت " فكري في كلامي جيدا يا رنيم "

قلت وأنا أفتح رف الخزانة " أعلم بما تشعري يا خالتي فأنتي أم وتريدين لأبنائك الحياة السعيدة
رغم أن غيث ليس ابنك ولكن ما بيني وبينه يصعب التفكير فيه "

تنهدت وقالت " أنا أحببتك يا رنيم ولا أريد زوجة غيرك له وأتمنى أن تغيرا من حياتكما معا "

قلت بهدوء " لا أعتقد ذلك فأنتي تعلمي جيدا كرهه للنساء "

قالت بحزن " أعلم وليتني أعلم السبب فقط فطفولة غيث أمر مبهم عن الجميع حتى عن والده "

نظرت لها بحيرة وقلت " طفولته "

قالت " نعم فقد قضى عشر سنين مع والدته خمس منها قبل أن يطلقها شامخ وخمس قبل وفاتها "


عدنا للصمت كلينا فلن يكون هناك أي جواب لأي سؤال قد أسأله فهي لا تعلم عنه شيئا
بعد أن انتهينا صعدت لغرفتي ووجدته نائما على السرير طبعا ولكني سأريه والصباح موعدنا
أخذت ثيابي ولحافي وخرجت لأنام نومتي القاسية الجديدة , لا بأس ستكون هي المرة الأخيرة
















جود











لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة تحدث فيها ذاك الشاب معي ترى ما حدث معه ومع شقيقه ماذا
عن الفتاة والغبية ابنة عمه تلك إنها تضيعه من بين يديها , غريب حقا ما يحدث معي أشعر وكأنني
أشاهد مسلسلا وأريد معرفة نهايته , ما كان عليا أن أتهور وأتحدث معه يومها لو بقيت على صمتي
لعلمت نهاية القصة ولكني كنت منهارة وغاضبة وهوا زاد من غضبي باتصاله رن حينها الهاتف
ويا لا العجب لقد كان الرجل الكئيب يتصل ولكن لن أجيب أبدا بعد أن علم بي أستمر في المحاولة
مرات ومرات ثم أرسل رسالة فيها


( أجيبي أرجوك يا آنسة وحدك من يستمع لي وأتحدث معه دون قيود لا تتكلمي معي فقط استمعي
إلي أعتبري أنني لم أعرف أنك فتاة حسننا )

ترددت كثيرا ثم فتحت الخط فقال بصوت هادئ

" شكرا فأنا ممتن لك حقا "

وبدأ ببث همومه كالسابق الاختلاف فقط انه كان يخاطبني على أني رجل أما الآن فيخاطبني
كفتاة ها قد علمت الآن أن الفتاة في بيت عمها منذ أيام وشقيقه شبه تارك للمنزل الأحوال إذا
لم تتغير وقريبته تلك لم يعد يحاول التحدث معها جيد فهي لا تستحق حبه لها , بعد أن فرغ من
بث همومه قال

" شكرا لك يا آنسة لقد تعلمت منك شيئا مهما لم أتعلمه من قبل "

فاجئني بما قال كنت أود أن أقول ’ما هوا ’ ولكني لا استطيع ولحسن الحظ تابع قائلا

" همي أنا واحد فقط من همومك الكثيرة وأنتي تستحملي وتستمعي لي أما أنا الرجل فقد انهارت
قواي لمشكلة واحدة ولو تشعبت , لقد تعلمت منك الوقوف بقوة لمواجهة قدري لذلك لم أعد أحاول
التكلم مع الفتاة التي كنت أحب قد يكون لديك أنتي من يستمع لهمومك أما أنا فلا يمكنني بثها لأحد
سواك أشكرك من كل قلبي وداعا الآن "


نظرت بصدمة للهاتف وأنا أرمش بعيناي وأفكر فيما قال , جيد فتهوري في الحديث تلك المرة أحدث
مفعوله فيه وجاء بفائدة رغم خطئي بفعلتي تلك , وقد قال الفتاة التي كنت أحب فلم تعد الفتاة التي أحب
يبدوا لي ثمة تطورات جديدة رميت بالهاتف وخرجت من غرفتي بحثا عن والدتي وأشعر بالراحة لأني
اطمأننت على أحواله لا اعلم لما قد تكون شفقه أو لا أعلم لماذا

















حور







لقد أمضيت بضع أيام في منزل عمي شعرت خلالها بالراحة وحتى صحتي تحسنت رغم
شعور الفقد الذي يجتاحني كل حين فهناك رغم عذابي إلا أنني أسمع اسمه دائما منهم وأخباره
أراه من وقت لوقت بعيد أتعذب نعم ولكنه بقربي على الأقل , ما أصعب أن تبتعد عمن تحب
وما أصعب أن تتعذب بقربه, عليا أن أنسى كل ذلك فأنا متزوجة الآن وزوجي يعاملني بلطف
وإن كنت لست أحبه ولا يحبني ترى هل رفض عمي بحر حقا لا أستغرب ذلك فعمي يرفض
زواجنا قبل إتمام الدراسة وقد كنت صغيرة حينها ولكن الحق عليه لما لم يتحدث معي عن
ذلك قد يكون عمي أهانه وجرح كرامته بسبب والده

آه هل تبحثين عن الحجج له يا حور

" حور زوجك ينتظرك في الخارج "

تنهدت وقلت " حسننا قادمة "


لقد طلبت من زبير المجيء لإعادتي للقصر فليس بإمكاني البقاء أكثر من ذلك فتساؤلات
عمي وزوجة عمي عن بقائي كل هذه المدة واتصال خالتي الدائم للسؤال عني ومتى سأعود
كلها تجبرني على العودة هناك كي لا تكبر شكوكهم حول الأمر ولكن من الجيد أن زبير
كان يتصل بي يوميا أمامهم ليطمأن على صحتي وإن كنت أحتاج شيئا , زبير شاب رائع
ولكن لست أنا الفتاة التي يستحق فمشاعري وقلبي أغبياء لا يعرفان في أي اتجاه يتحركان

ودعت عائلة عمي وخرجت خارجا كان زبير يقف خارج السيارة فقلت له بابتسامة

" مرحبا زبير كيف حالك "

ابتسم وقال " بخير , تبدين لي أفضل من السابق بكثير "

قلت وأنا اقترب من باب السيارة " نعم أصبحت أفضل "

فتح لي الباب الأمامي ركبت وغادرنا ولا شيء غير الصمت وكأنه يتجنب سؤالي مثلما أخشى
أنا من السؤال ثم قلت بهدوء

" لما يمانع غيث وجود الخادمات في القصر "

قال بذات الهدوء " هل يتعبك العمل هناك "

قلت نافية " لا لم أقصد ذلك ولكن الأمر متعب لنا جميعا "

نظر لي وقال " يبدوا أنك لا تريدي النزول من جناحنا يا حور إن أردتي ذلك فلا تنزلي "

نظرت له بصمت ثم قلت " لن أترك خالتي و رنيم يعملان وحدهما هذه تسمى أنانية لما لا
تجلبوا خادمات ليرتاح الجميع "

نظر لي بابتسامة وقال " سأتحدث مع غيث ونرى ما يجري "

ساد الصمت من جديد وكل منا سافر لعالمه قلت له ونحن نقترب من القصر

" زبير هل لي بسؤال "

قال بحيرة " نعم بالتأكيد "

نظرت للأسفل وقلت " أمازلت على علاقة بالفتاة التي تحب "

قال بعد صمت جاهلة لأثر السؤال عليه " ولما تسألي عن ذلك يا حور "

قلت بارتباك " لأني لا أريد أن تخسر علاقتك بها بسببي "

قال بتعجب " لماذا , هل تقول زوجة لزوجها هذا الكلام "

ابتسمت بسخرية وقلت " ذلك عندما تكون زوجة فعلا , أنا يا زبير مجرد جسد بلا روح فلا
تخسر شيء لأجله "

ابتسم وقال " وأنا جسد سيحميك من كل خطر وبلا روح تكون بقربك نحن متعادلان إذا "

نظرت له باستغراب وقلت " ألا يغضبك كلامي "

قال " لا لم يغضبني أعلم بمشاعرك اتجاهي يا حور "

عدت بنظري للأسفل وقلت " قد يتغير كل شيء يوما حتى مشاعرنا فلندعها للزمن "

قال بابتسامة حزينة " أجل فلندعها للزمن "

وصلنا القصر هممت بالنزول فقال زبير " مهلك فوالدتي تظن أنك حامل "


ضحكت وضحك معي على الكلمة بل على تعاستنا وواقعنا المرير وخرجنا من السيارة على
ذلك الحال ففوجئت ببحر يقف عند باب القصر وينظر لنا بنظرة غريبة لبس بعدها نظارة سوداء
وغادر من أمامنا في هدوء وصمت


ومنذ ذلك اليوم أو ذلك الموقف زاد غياب بحر عن القصر أكثر وتجنبه لي أكثر وأكثر حتى أنه
أصبح يخرج إن دخلت وكأنه يلومني على ما حدث وكأننا حبيبان وأنا خنته















نهاية الجزء







ما مصير ميس بعد علمها بمن اختطفها وما سيفعل صهيب مع جده وأعمامه

ليان أي عقاب يخبئه لها أديم وما ستكون ردة فعلها وهل سيؤدبها أم سيفسد الأمور كعادته

حور وبحر والموقف الأخير ولما يحاسبها عليه

زبير وجود هل ستتطور العلاقة بينهما وأين موقع زمرد من كل هذا

رنيم ما تخطط له وكيف ستنتقم من استفزاز غيث لها وما ستحصد من ذلك



الأجزاء القادمة تحمل كل الإجابات فكونوا بالقرب دائما





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 25-11-14, 01:29 PM   #19

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء السادس عشر

زبير









هل جربتم سؤال رجل عن شعوره وهوا تسأله زوجته التي تحب غيره وتصارحه
أنها لا تحبه وأن عليه أن يتمسك بحبيبته السابقة هل سألتموه, أنا لم اشعر بما شعر به
ولا أتمنى أن تتغير مشاعر حور اتجاهي هي تحترمني كرجل وأنا أعاملها بلطف
كامرأة وهذا يكفي , رجل غيري ما كان ليقاوم حسنها ورقتها ولكن أنا يستحيل ذلك
قد يطول الأمر لسنين ولكن المهم أن يكون بالي وضميري مرتاحا وكما قالت حور قد
تتغير مشاعرنا يوما فلنتركها للزمن وهل برأيكم سيحدث ذلك وهل يجوز ذلك


وها قد عدت للاتصال بصديقتي حاملة همومي لقد قبلت أخيرا الاستماع لي واليوم
سأبلغها عن كل الجديد رفعت الهاتف واتصلت بها فتحت الخط بعد حين واستمعت
بصمت أخبرتها أني أعدت حور للقصر وما قالته لي وعن موقف بحر وكل شيء
مهم وغير مهم ودون ذكر للأسماء طبعا لقد أصبحت تنتابني دائما رغبة في أن ترد
على كلامي ولو بكلمة واحدة حتى إن كانت مرحبا أو وداعا أردت أن أعرف ما تفعله
اتجاه مشاكلها كيف تواجهها لقد أصبحت قدوتي في الصبر والصمود أمام الصعاب
وتغيرت نفسيتي بعض الشيء بفضلها وعدت زبير المرح شيئا فشيئا

زمرد تزداد تجنبا لي فأصبحت أتجنبها أيضا رغم مشاعري التي لم تمت نهائيا اتجاهها فكم
مرة منعت نفسي من محاولة الاتصال بها وكم تمنيت أحيانا أن تتصل بي من تلقاء نفسها
تحدثت بعد أيام مع صديقتي وتكلمت نهاية الحديث عن مشاعري اتجاه زمرد وما يجتاحني
وما أصارع من أفكار وبعد أن أنهيت المكالمة فوجئت بها ترسل لي رسالة كتبت فيها


( علينا أن لا ننظر للماضي إن كنا نريد أن نصبح جزئا من المستقبل فالماضي ليس
إلا مقبرة للأموات وكل من تعلق به أصبح مجرد جثة وخسر المضي مع الماضين
للمستقبل عليك أن تدفن الماضي الذي دفنك وتخلى عنك يا صديقي حتى وإن كان
على حساب مشاعرك )


ابتسمت وأنا اقرأ كلماتها وأحسست بوجودها أمامي تخاطبني , فعلا عليا أن ادفن الماضي
الذي دفنني ولكن ترى هل التطبيق سهلا كالكلام أرسلت لها

( هل تعرفي ما اسميك في هاتفي ’بلسم جروحي ’ وأنتي كذلك بالفعل )

أرسلت لي

( أنت فعلا رفيع دوق لتسميني هكذا أما أنا فلم أكن مثلك أعذرني فأسمك لدي ’ الرجل الكئيب ’ )

ابتسمت لما كتبت لا بل ضحكت وضحكت كثيرا أيضا دخلت القصر فقابلتني حور بابتسامة وقالت

" ما الذي يضحكك هكذا "

قلت بضحك " أحدهم يسميني في هاتفه بالرجل الكئيب هل تريني هكذا "

ضحكت لما قلت وقالت

" على العكس هوا لم يوفيك حقك يفترض به أن يسميك الرجل العبوس "


ضحكنا كلينا نظرت للأعلى وكان بحر ينزل من السلالم نظر لنا نظرة حملت معاني
كثيرة منها اللوم ومنها الحزن ومنها الغضب أيضا وخرج مارا من بيننا وكأنه يخبرنا
بأنه الحد الفاصل بيننا وأن علينا أن لا ننسى ذلك نظرت لحور فوجدتها تنظر للأرض
بحزن والدموع تكاد تتفجر من عينيها بحر يعاملها بقسوة وجفاء رغم أني أرى اللهفة
في عينيه كلما حضر بعد غياب إنها حقا مأساة ما نمر بها جميعنا














ليان








هل علمتم الآن أن ما أقوله صحيح والمصيبة تجر لي بعدها واحدة أخرى خرجت
من المكتب صعدت بالمصعد متوجهة للأعلى وقلبي يهوي للأسفل , لما يطلبني المدير
الأمر لن يكون خيرا أبدا خرجت من المصعد وتوجهت لمكتب المدير طلب لي السكرتير
إذنا ثم دخلت وقفت في صمت فقال

" أنتي ليان سعد عبد القادر "

قلت بتوجس " نعم إنها أنا "

توجه للنافدة وقال وهوا ينظر للخارج ويديه خلف ظهره

" هناك شكوى من البعض عن تحدتك بسوء وسخرية عن أحد مالكي الشركة "

قلت بصدمة " أنا من قال "

التفت إليا وقال صارخا " السيد أديم تكلم معي شخصيا عن الأمر فالموظفون يتنقلون
في الشركة ويسمعون كل شيء يا آنسة لقد تسببت لنا بمشكلة ونحن نحاول تحسين
صورة عملنا "

بدأت دموعي بالنزول وقلت ببكاء " ولما أنا فقط من .... "

قاطعني قائلا بحدة

" السيد يرسل لك تحذيرا وقال أنه ليس الأول كما أحذرك أنا من الاستهتار أكثر "

قلت بغضب وعبره " بل أنا من ستترك لكم المكان بما فيه ففقر مع عزة النفس ولا نقودكم
والمدله وها ذي أنا أطلب الاستقالة وأخذ مستحقاتي وشهادة نهاية الخدمة "

قال ببرود " الطلب مرفوض وليس الأمر بيدي ولو كان كذلك لقبلتها بكل سرور "

قلت بغيض " لن أبقى هنا يوما واحدا قبلتموها أم لم تقبلوا والمستحقات لا أريدها "

خرجت من عنده ولا كلام إلا بين عينيا وكف يدي هي تتحدث دمعا وهوا يستمع لها عن قرب

دخلت مكتبنا وبدأت بجمع أغراضي وقفت شروق وقالت " ما بك يا ليان ماذا حدث "

قلت ببكاء وأنا أجمع الأغراض في الحقيبة

" سأترك هذه الشركة ومن فيها فليهنأ الأستاذ أديم بحياته بعد خروجي من شركته يكفيه مننا عليا
بأفضاله , الشارع ارحم لي من مذلتي بسببه ولم يكتفي بذلك بل أعطى المدير الفرصة لإهانتي "

اقتربت مني وأمسكت بذراعي وقالت بحدة

" هل طلبتي منه الاستقالة من العمل يا ليان هل جننتي "

قلت بألم " أجل وقال أنه طلب مرفوض ولو بيده لكان قبله هم لا يتصدقون علي
حتى بمستحقاتي وشهادة تساعدني للعمل بمكان آخر "

قالت شروق وهي تشد ذراعي " توقفي عن الجنون يا ليان ولا تنسي ما أنتي فيه "

قلت ببكاء " للجحيم هم وشركتهم لقد كنت على قيد الحياة قبل أن أدخلها ولم يقتلني الجوع
الله وحده من يرزق عباده بلا دل ولا مهانة ولا يمن حتى رغم أنه الأحق بذلك "

هممت بالخروج حين استوقفني جسد وسيم الذي ملأ الباب وفي عينيه نظرة تستفسر سبب خروجي

ابتسمت بحزن وقلت " أنت أحق منهم ومن ألسنتهم لأن تكون مالكا لهذه الشركة "


ثم تجاوزته وعبرت الباب خارجة من المكان برمته وتوجهت لمنزلي سيرا على
الأقدام رغم بعد المسافة ولا يخيم فوق راسي إلا الحزن والدموع لا تفارق أجفاني
حتى وصلت دخلت المنزل استحممت وغيرت ثيابي ونمت من شدة التعب والإنهاك













ميس







بقيت سجينة الغرفة لأيام وأيام أسمع صوت الباب وخطواته يدخل لبعض الوقت ثم يغادر
وها هوا اليوم أطال البقاء على غير عادته يبدوا أنه نام , لما لا يتركني وشأني لا أفهم
فلا يأخذني لتلك العائلة المبجلة ولا يدعني أذهب في حال سبيلي يسجنني هنا ويتفقدني كل
حين سمعت خطواته تقترب من الحجرة شيئا فشيئا ثم طرق الباب فلم أجب طرق ثانيتا وبقوة
أكبر وقال

" ميس أفتحي الباب لما تسجني نفسك "

قلت بغيض " لا أريد أن أفتحه أتركني وشأني "

تنهد وقال " لن تضري إلا نفسك يا ميس "

قلت بغضب " لا شأن لك بي ولن أفتح ولن أخرج وسأموت هنا جوعا "

قال بهدوء " ميس لما تفعلي كل هذا "

قلت بحزن " أتركني وشأني لا أريدكم أتفهم "

سكت قليلا ثم قال " ولكننا نريدك "

قلت بصراخ " كاااااذب "

قال بهدوء " لست كاذبا "

قلت بضيق " وإن يكن ذلك فلا يهمني ولا أريدكم "

قال بضيق " ميس "

قلت بأسى " لا تقل ميس لا تنادني باسمي أكرهك وأكرههم "

قال بحدة " ولماذا تكرهين الجميع هل تعرفت إليهم هل تعلمين إن كان يهمهم أمرك "

قلت بغضب " الأمر واضح جدا فأنتم لم تريدونا يوما ولم تسألوا عنا لا أعرف كم لي عم
وعمة لي جد وجدة أم لا, أي عائلة أنتم لم نعرفكم وقت الشدة وقت الحاجة ويوم أن أرسلوا
في طلبي كانت مجرد كذبة ومسرحية لتثبت لي أكثر أنكم بلا مشاعر ولا قلوب "

قال بحدة " ليس صحيحا لقد بحث والدي عنكم كثيرا لقد كان على اتصال دائم بعمي نبيل
حتى دخل الـ ..... "

بثر كلمته ثم تابع " ومنذ ذلك وهوا يبحث عنه ودون جدوى وبعد وفاته بحث عن عائلته
ليعلم إن كان له أبناء لقد أخبرني بذلك بنفسه ولم يمنعه عنكم إلا الموت فكلفني بالمهمة "

ضحكت بسخرية وقلت " هل كلفك باختطافي ورميي في مستودع مع شابان لا خلق
ولا دين لهما هل كلفك أن تتهمني في شرفي وتخترع الطرق لاكتشاف الحقيقة هل كلفك
أن تأخذني رهينة و.... "

قاطعني باستياء " يكفي يا ميس يكفي فأنتي لا تفهمين شيئا "

قلت بأسى " لا ليس يكفي فلما ترفض سماع الحقيقة لما تسجنني هنا أتركني وشأني "

سكت كلينا لبعض الوقت ثم قال بهدوء " ميس "

قلت بضيق " ماذا تريد "

تنهد وقال " افتحي الباب دعينا نتحدث "

قلت بهدوء " لقد تحدثنا وانتهى أعدني لوالدتي أرجوك عليا أن أكون بقربها "

قال بهدوء مماثل " والدتك بخير أنا أطمئن عليها يوميا وبنفسي "

قلت بأمر " أريد التكلم معها "

قال " موافق إن خرجتي وتناولتي الطعام تركتك تتكلمي معها كيف شئتي "


فتحت الباب بهدوء وخرجت















صهيب







ما أعند هذه الفتاة إنها تسجن نفسها منذ أيام دون طعام وكلما دخلت المنزل تفقدت
الحمام إن كانت أرضيته مبللة أو جافة لأتأكد أنها تخرج من الغرفة وأنها لازالت
على قيد الحياة قررت اليوم التحدث معها وإقناعها بالخروج ولو كسرت الباب
عليها ولم يزد الحديث الأمر إلا سوءا فما كان أمامي إلا أن أستغل مسألة والدتها
فهي الشخص الوحيد الذي تهتم لأمره ففتحت الباب أخيرا وخرجت منه ببطء
تلك العينين الزرقاء الواسعة والملامح الغربية الطفولية يبدوا أنني , آه لقد اكتشفت
الآن السر أنا كنت أفتقد وجودها الأيام الماضية

وقفت مستاءة وقالت " هيا أعطني الهاتف لأكلمها "

قلت بابتسامة " ليس قبل أن تأكلي "

تنهدت بضيق وقالت " لا رغبة لي بالطعام "

قلت بهدوء " إذا لن تتحدثي معها "

تأففت وقالت " حسننا لنرى نهاية هذا الأمر "

جلبت كيس الطعام وضعته على الطاولة وقلت " كليه كله "

وضعت يديها في وسط جسدها وقالت

" ماذا كله ,هل تريدني أن أموت أم تضنني عملاقة مثلك "

ضحكت كثيرا ثم قلت " هل هذا رأيك بي هل تريني عملاقا "

قالت بحدة " نعم عملاق وشعرك ليس جميلا ولحيتك غريبة الشكل وثيابك لا تمد للأناقة بصلة "

ضحكت أكثر وقلت " حقا أنا ابدوا هكذا ظننت أنني وسيما وأعجب الفتيات "

ابتسمت بسخرية وقالت " إنهن يخدعنك ليأخذن نقودك فقط "

تم توجهت للطاولة أكلت القليل وقالت " ها قد أكلت اتصل لي بوالدتي فورا "

جلست مقابلا لها وقلت " قليلا بعد "

تأففت وعادت للأكل ببطء وعيناي كانت ترصد كل حركة من حركاتها رفعت عيناها
ونظرت لي وقالت

" ألم ترى شخصا يأكل من قبل "

قلت بابتسامة " بلى "

قالت بضيق " إذا لما تنظر إلي "

قلت بهدوء " لا أعلم أخبريني أنتي لما "

قالت بضيق " لأنك ابن العائلة المبجلة التي لا أستغرب منها شيئا "

قلت " هل ترينا سيئين لهذه الدرجة "

قالت بحزن وعيناها على الكيس " هذا لأنك لا تعرف ما أشعر به فأنت لم تجربه "

لذت بالصمت فالكلام في الأمر لن يجدي نفعا وعدت للنظر إليها بتمعن لا أعلم لما لا أستطيع
السيطرة على عيناي ولا منعهما من ذلك

نظرت لي بضيق وقالت " لقد انتهيت فهل انتهيت أنت "

قلت بحيرة " انتهيت مما "

قالت بحدة " من النظر لي بشفقة أو بسخرية أنت الأعلم "

ابتسمت وقلت " لما لا تظني بي ظننا حسنا أبدا "

نظرت لي بحيرة وكأنها تحاول تفسير كلماتي فأخرجت هاتفي واتصلت بوالدتها وشغلت
مكبر الصوت ووضعته على الطاولة فجاء صوت والدتها قائلة

" مرحبا يا صهيب كيف حالك بني "

نظرت لي ميس بغضب ثم قالت مخاطبة والدتها " هذه أنا يا أمي "

أجابتها بحب " مرحبا بنيتي كيف حالك يا ميس لما تقاطعينني هكذا ما كل هذا الغياب الطويل "

نزلت دمعتان من عيني ميس وقالت بعبرة

" لقد اشتقت لك أمي كل ما أريده هوا النوم في حضنك الآن "

وتتابع سيل الدموع التي أراها للمرة الأولى تنزل من عينيها رغم كل ما مرت به , لقد
علمت الآن ما يعنيه بحر حين كان يقول دموعها شيء لا يمكنني تحمله أعانك الله على
ما أصابك يا أخي

آه توقف عن هذا يا صهيب هل جننت أتريد أن تنتهي لما انتهى له بحر وزبير وزد عليه أنها
تكرهك بشدة

بعد أن أنهت مكالمتها أخذت الهاتف وأعدته لجيبي فنظرت لي وقالت

" متى ستفرج عني "

قلت بهدوء " ليس بعد "

قالت بضيق " ومتى إذا ما الذي تريده مني يا صهيب "

أخيرا عادت لذكر اسمي من جديد نظرت لها بابتسامة فقالت بضيق

" هل قلت شيئا يدعوا للسعادة "

قلت بهدوء " نعم "

قالت بضيق أكبر " وما هوا هذا لعلي أسعد معك "

قلت بابتسامة " شيء لن تفهميه ولن يسعدك أبدا "

وقفت مستاءة ودخلت الغرفة وأغلقت الباب ثم فتحته وقالت بغضب

" أين المفتاح هل أخذته "

وقفت وقلت مغادرا " نعم أخذتهم جميعها كي لا تعودي لفعلتك "

ثم خرجت من المنزل قاصدا السفر للعاصمة بعد أن تناولت ميس الطعام لا أريد تركها
هنا لوحدها ولكني مطر لذلك ولن أتأخر















رنيم








يبدوا أنه لا أسلوب للتعامل معك يا غيث سوى الند بالند إذا تتعمد إغاظتي ويسعدك ذلك
سنرى جلسنا على الغداء وكنت هادئة تماما كعادتي حين قالت خالتي موجهة حديثها لغيث

" متى قال لك صهيب أنه قادم "

أجاب بعد برهة " عند صباح الغد وسيغادر ذات اليوم "

تنهدت خالتي وقالت " هذا الفتى سيصيبني بالجنون "

ضحك زبير وقال " كم واحدا منا سيصيبك بالجنون ولم تُجني حتى الآن يا أمي "

نظرت له خالتي بضيق وقالت " يبدوا لي مزاجك قد تحسن كثيرا هذه الأيام "

قال بلا مبالاة " لأني اكتشفت أني أخسر نفسي من أجل شيء لن تغيره إلا قدرة الله "

ثم ابتسم وقال "عليا أن لا أدفن نفسي في مقبرة الماضي وأتفرج على المسافرين للمستقبل "


نظرنا جميعا له بحيرة من تبدل حاله فرغم مرحه الدائم إلا أن كلماته كانت لا تخلو من
اليأس والإحباط, ترى هل تحسنت الأمور بينه وبين حور نظرت لها بتساؤل فرفعت
كتفيها علامة عدم الفهم فقال غيث

" قد يكون الماضي بمقابره أجمل من الحاضر أو حتى المستقبل الذي سيكون
محرقة وليس مقبرة "

نظرت له ببرود قاتل وعدت لتناول الطعام وبعد أن انتهى الجميع من الأكل قامت خالتي
وحور بتنظيف طاولة الطعام وتوجهت أنا للمطبخ ولحق بي السيد غيث طبعا فهوا لم يبرد
قلبه بإغاظتي اليوم وقف بجانبي عند المغسل وقال

" أسكبي لي فنجان قهوة "

فقلت ببرود

" القهوة جاهزة في آلة تحضير القهوة وقهوتك لا تحتاج لسكر كنت وحدك
تأخذها دائما فما الجديد "

قال بحدة " ولما تزوجتك هل لأتفرج عليك "

قلت بذات البرود " بل تنفيذا لوصية والدك "

تغيرت أنفاسه دليل الغضب ثم قال " لا أمر من قهوتي إلا حياتي التي دخلتها أنتي "

ثم خرج ولم أضف كلمة ولا نفس أعلم أنه سيحاول جعلي أدفع ثمن هذا ولكني لن أعطيه المجال

بعد أن انتهينا من أعمالنا جلست وحور نتبادل الأحاديث ونمضي الوقت فكلانا لا تنام بعد
الظهيرة وكلانا طبعا لا زوج لها يفتقدها عند هذا الوقت وأمضيت يومي كالعادة وعند
المساء وبعد صراع طويل مع أعمال المطبخ التي لا تنتهي صعدت لغرفتي وكما توقعتم
زوجي العزيز هناك ولكن ما لم يكن هناك هي الأريكة التي كنت أنام عليها أحسست
بالأبخرة تتصاعد من رأسي , ما يريده هذا المتوحش مني ولكني تمالكت نفسي فلن
أعطيه الفرصة للعب بأعصابي توجهت للغرفة فوجدته مضجعا على السرير ومتكأ
على يده ومستيقظ طبعا ليشاهد نتائج انتصاره ابتسمت له ابتسامة باردة وقلت

" هل أصبحت الأرائك تهرب منك أيضا "

قال ببرود " يبدوا ذلك فما افعل في نفسي فالكل يكرهني ويهرب مني حتى زوجتي "

ابتسمت بسخرية وتوجهت للخزانة أخذت ثيابي وخرجت فاستوقفني صوته قائلا

" إلى أين "

قلت ببرود " لجناح الضيوف "

قال بحدة " وماذا ستقولين لوالدتي "

قلت " سأطلب منها أن تسألك وقل لها ما يعجبك "

نهض من السرير وتوجه ناحيتي وأمسكني من ذراعي وقال بمكر

" بل ستنامين هنا شئتي أم أبيتي "

نظرت لعينيه وقلت بجدية

" لا تفعل شيء لست نده يا غيث كي لا تندم وتلقي باللوم علي فلا تلعب لعبة لا تعلم نتائجها "

أمسك بذقني وقال بابتسامة جانبية " لما لا نجرب لعبها فقد تعجبنا "

ابتسمت بسخرية وقلت " قد لا يعجبك اللعب مع الخائنات "

قرب وجهي من وجهه وقال " ما رأيك بواحدة رائعة كتلك "

قلت بسخرية " بل لما لا تكون أروع "

قبلني بقوة فلم أقاومه ولم أتفاعل معه في ذلك ثم أفلتني فقلت ببرود

" لم أكن أعلم أن القبلات الكريهة مثلي أصبحت رائعة لما لا تجرب مرة أخرى أم أنك
لا تملك الشجاعة أو ليس لديك الــ ........ "


نظر لي بغضب ويبدوا أن ردة فعلي قد فاجأته فأمسكني ورمى بي على السرير قبل أن
انهي كلامي وتبتني عليه وبدأ بخلع قميصه وهوا يردد بغيض

"ستري من الخاسر يا رنيم وسأريك أي شجاعة أملك وما أستطيع فعله "

صرخت به قائلة " ابتعد عني يا غيث ماذا ستفعل هل جننت "

أمسكني من كتفاي وقال بغيض " لن أكون غيث لو لم أدفعك ثمن ما قلتي "

حاولت الخلاص منه حاولت الصراخ فكتم صراخي أعماه غضبه واخسرني تحديا له
وعنادي ما تبقى لدي وانتهى كل شيء













غيث





سحقا لها من فتاة ما الذي فعلته يا غيث كله بسببها وبسبب برودها لقد قمتَ بكسر الحاجز
الذي كان بيننا ودمرت كل شيء , كنت جالسا على طرف السرير معطيا إياها ظهري
ومطأطأ برأسي للأسفل وصوت بكائها لا يتوقف عن الوصول فصرخت بغيض

" توقفي عن البكاء "

قالت بألم " لا شأن لك بي ماذا تريد مني بعد , لديك جناحك ولن أضايقك فيه "

وقفت ونظرت إليها وهي جالسة على السرير تحضن ساقيها وقلت بغضب

" أنتي السبب فقد حذرتك مرارا من استفزازي ببرودك يا رنيم "

قالت ببكاء " أخبرتك منذ البداية أن لا تلقي باللوم علي وأن نتائج لعبتك لن ترضيك ثم
ما يزعجك في الأمر وأنا وحدي الخاسرة "

قلت بحدة " ما هذا الذي تقولينه نحن متزوجان وأنا لم أغتصبك لتقولي ذلك "

قالت بغيض

" وأي متزوجان نحن , قل لي أي متزوجان هؤلاء المعلق زواجهما حتى وقت قد يكون قريبا "

ابتسمت بسخرية وقلت " لا تخافي فابن خالتك لن يرفضك لهذا "

قالت بصراخ " هل هذا كل ما تفكر فيه يالك من مريض يا غيث "

اقتربت منها أمسكتها من ذراعها وقلت " لا تتواقحي يا رنيم كي لا أكرر ما فعلته للتو "

قالت بألم " أفعل ما شئت فلم يعد هناك فرق "


فكنت هذه المرة عند تهديدي وكررت ما فعلته منذ قليل ولكن هذه المرة لم يكن
الغضب الأعمى هوا السبب بل شيء لا أفهم ما هوا ثم قلت مغادرا

" هذا ما سيحدث كلما حاولتي استفزازي "


غادرت الجناح ودخلت جناحي استحممت وارتميت على السرير بضيق فها قد ظهرت
نتيجة عنادنا كنت أود فقط إغاظتها وكانت تتعمد استفزازي وهذه هي النتيجة , يكفي
هيا توقف يا غيث فأنتما متزوجان ومن الطبيعي أن يحدث ذلك ومنذ شهور






فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 25-11-14, 01:32 PM   #20

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء السابع عشر


ليان








ها قد عدت للصفر من جديد ولكن صفر هذه المرة يحمل في طياته العديد من المشكلات
ما سأفعل يا ترى, إن سلمتهم المنزل فسأبقى وعمي في الشارع خصوصا بعدما خسرت
عملي , وما ادخرته من مال لن يكفيني ولن أعود إلى هناك ولو أكلت العشب ونمت
على الرصيف , لا حل لما أنا فيه فمشكلتي مع أخوتي لا حل لها وشاهد ذاك الزواج
منه أسوء من نومة الشارع ووحدي من سيدفع ثمنها لأني سأصبح مطلقة مرمية بالشارع
فبالتأكيد هوا على اتفاق معهما لأخذ المنزل يا إلهي لقد ضاقت ومنك الفرج عليا أن أبدأ
بالبحث عن عمل أي كان ومنذ الغد وسأعود لمهنتي الأساسية التي لن يمن علي أو يطردني
منها أحد وهي الأشغال اليدوية لتساعدني قليلا قبل أن أجد عملا , آه أتمنى أن تنام قرير
العين مرتاح البال الآن يا أديم باشا


وصلت المنزل مثقلة بالهموم وصفر اليدين ككل يوم فمنذ أيام وأنا ابحث عن عمل ودون
جدوى والنقود التي لدي بدأت بالنفاذ سيكون علينا العودة لحياة التقشف تلك من جديد
وجدت عمي يقف في منتصف البيت توجهت ناحيته وقلت بحنان

" عمي ما الذي يوقفك هنا الجو بارد وستمرض هيا تعالى معي للداخل "

قال بابتسامة " لقد جاء أحدهم وترك لك هذه الورقة كنت أود إعطائها لك عند عودتك "

قلت بحيرة " من هذا الذي جاء "

قال " لا أعلم من يكون يبدوا لي من الشركة ألم تكوني هناك "


تنهدت وأخذت منه الورقة وكانت بالفعل خطاب من الشركة لأعود لعملي ما بهم
يتمسكون بي هكذا ألم يشبعوا من إذلالي بعد , أمسكت يده ودخلت به للداخل قائلة

" عمي لو جاء هذا مرة أخرى فلا تأخذ منه شيئا حسننا "

قال بعد صمت " ولما يا ابنتي هل من مكروه "

قلت بهدوء " لا تأخذ منهم شيئا أرجوك يا عمي وهيا ادخل لتدفأ وترتاح وسأعد لك الغداء حالا "


بعد أيام من البحث تحصلت ليس على عمل بل على وعد من زميلة لي أيام الدراسة للحصول
على عمل بمدرسة خاصة تقوم بالتدريس فيها وستتحدث مع مديرة المدرسة بشأن ذلك الأمر
الحمد لله يبدوا أنها قد تُفرج قريبا دخلت المنزل ككل مرة مثقلة بالتعب والهموم وتوجهت
من فوري لتفقد عمي ثم للمطبخ فتحت الخزانة الصغيرة الموجودة فيه وكانت شبه فارغة
ارتديت معطفي وحجابي وأخذت ما تبقى من نقود لأجلب شيئا يؤكل ولو من أجل عمي فأنا
قد أتحمل الجوع لأيام

خرجت أسير ببطء وشعرت بحركة ما خلفي التفتت للوراء ولم أجد شيئا , منذ أيام وأنا اشعر
بأحدهم يلاحقني لابد وأنه شاهد وسينال مني ما يستحق عدت بخطوات سريعة للخلف ووقفت
عند فتحة الشارع الفرعي فشهقت بصدمة وقلت

" وسيم ما الذي تفعله هنا "

حك مؤخرة شعره وهوا يبتسم بخجل نظرت له بحيرة فرفع يديه فارغتين أي أنه لا
يملك دفترا ثم أمسك بيدي وكتب بأصبعه في كفي كلمة لقد ثم كلمة أضعت ثم عنوان
ثم منزلك

ابتسمت له وقلت " كم أنت شاب مهذب يا وسيم لو كنت غنيا ما كنت هكذا "

أمسكت بيده وكتبت له كلمة شكرا ثم كلمة لك , سحبت بعدها يداي بسرعة وشعرت
بالخجل وقلت

" يا لي من حمقاء ما هذا الذي فعلته "

ثم نظرت له بابتسامة وأشرت له بيدي أن يأتي معي لمنزلنا ثم ضربت بيدي على جبهتي وقلت

" آه طعام عمي لقد نسيت كيف سأفهمه ذلك الآن "

أخرجت نقودا من جيبي وأشرت له بيدي جهة آخر الشارع حيث يوجد دكان صغير وأشرت
له بيدي ذهابا وعودة وقلت

" أفهمني وسيم أرجوك "


ابتسم وهز برأسه موافقا ثم سحبني من يدي لأفهم أنه سيرافقني إلى هناك دخلنا الدكان فأخذ
وسيم كيسا وبدأ بجمع حاجيات متنوعة وكثيرة حتى كاد لا يبقي نوعا لم يأخذ منه ودفع
الحساب من جيبه اعترضت ولكنه لم يرضى إلا أن يدفع فقلت بهمس كي لا يسمعني صاحب
الدكان

" أنا أساسا لا أملك ثمن كل هذا يالك من رحمة أرسلت إلي اليوم يا وسيم لو لم تكن أخرس ولا
تعلم بحالي ما كنت لآخذها منك "

التفت ونظر إلي بحيرة حتى أنني شككت أنه قد فهم ما قلت ثم ابتسم وأخذ الدفتر من صاحب الدكان
وكتب لي

( خدي أي شيء يلزمك يا ليان )

أشرت برأسي نفيا وقلت " يكفي هذا يا وسيم أنت لا تعلم أي خدمة أسديت إلي "

ثم غادرنا متوجهين للمنزل ولكن وسيم رفض الدخول وغادر بعد إيصالي حمدا لله الذي وضعك
في طريقي اليوم , دخلت المنزل أعددت غداء عمي ونمت مرتاحة البال ولو اليوم فقط
















أُديم











يبدوا أنني لن أتوقف عن التسبب بالمشاكل لهذه الفتاة أردت معاقبتها علي سلاطة لسانها فقط
ولكي تتوقف عن اهانتي ولم أتصور أنه سيتسبب لها بكل هذا , هل لعزة نفسها أن تخسرها
عملها يا لها من فتاة لقد مرت عدة أيام علي تر?ها للعمل ولا يبدوا لي أنها تفكر في العودة
طلبت من المدير إرسال خطاب لها ولكن دون جدوى يبدوا أن ?لامها ذاك لم يكن مجرد
ساعة غضب

سألت شروق إن قامت ليان بزيارتها أو طلبت منها شيئا ولكن جوابها كان النفي كما
توقعت فتلك الفتاة عزيزة نفس ولن ترضي بذلك خطرت ببالي فكرة مجنونة ونفذتها
علي الفور وبدأت بمراقبتها وهي تجول الأماكن بحثا عن عمل وتأخذ مشغولاتها اليدوية
للمحلات لعرضها عليهم هل ترضي بكل هذا التعب علي أن تعود للشر?ة غريب أمرها حقا

شعرت بخيبة أمل حين ا?تشفت أمري وأنني أراقبها أوقات خروجي من العمل ولكن يبدوا أن
الأمر جاء بنتيجة فقد ?فرت عن البعض من ذنبي وساعدتها قليلا

ذهبت اليوم محاولا إقناعها بالعودة لعملها تقابلنا عند منتصف الشارع ويبدوا أنها
كانت مغادرة لمكان ما حاولت إقناعها أن تعود للشر?ة ولكن دون نتيجة ?تبت لها

( هل يعجبك أن تبقي هكذا )

كتبت لي ( هوا أشرف لي ألف مرة )

?تبت لها ( عودي وإن تم مضايقتك ثانيتا فارحلي )


أومأت برأسها رفضا يا لها من عنيدة هل تلتصق في الفقر هكذا , تنهدت بضيق ونظرت
لها فوجدتها تنظر بحدة لشخص ما يبدوا أنه خلفي التفتت فكان ?ما توقعت شاب علي
ملامحه الغضب هل هوا شقيقها الآخر يا تري

قالت ليان بحدة " ماذا تريد "

نظر لي من أعلي لأسفل ثم قال بابتسامة جانبية " أريد ما يريده هذا الشاب "

صرخت به ليان

" لا شأن لك به و بي إنه يعمل معي في الشر?ة ?ما أنه أخرس فهوا ليس من نوعك المتدني "

امسك ذراعها وقال بغيظ

" أتدعين العفة وترفضي التحدث معي وتسمحي لهذا , أنا الأولي باللهو معي منه يا رخيصة "


أمسكت بذراعها الآخر وسحبتها منه ونظرت له بغل وقبضت يدي الأخرى ولكمته بها حتى
هوي أرضا وكنت سألقنه درسا غير أن ليان منعتي فوقف وصرخ قائلا

" حسابي ليس معك يا ليان حسابي مع إخوتك "

صرخت به قائلة " لن أتزوج بك يا شاهد ولو قتلوني "

قال بابتسامة سخرية " ومن قال أني لازلت أريد زوجة من أمثالك رخيصة تصادق الرجال
ولكن عليك دفع ثمن ?ل مليم دفعته لأخوتك إرضاء لهم ليرضوا بي وأنا أعلم جيدا ?يف
آخذه منك فلينفعك أخرسك هذا "

ثم غادر غاضبا , وضعت ليان يدها على رأسها وقالت

" وكأنه ينقصني مصائب ما الذي ينوي فعله بي "

تنهدت بضيق فأنا من يعلم جيدا ما ينوي كتبت لها ( أنا آسف كل مشاكلك بسببي )

ابتسمت بحزن وكتبت

( لا ليست بسببك فلست من حرض أخوتي ولست من طردني من عملي ولا من تطاول بلسانه علي )

بل أنا السبب حتى هذه اللحظة أنا السبب , كتبت لها

( خذي حذرك منه يا ليان يبدوا لي رجلا سيئا ولا تفتحي باب بيتك لأي كان )

ابتسمت وقالت " ليث الجميع مثلك يا وسيم ما نفع ألسنتهم التي أنت أحق بها "

كتبت لي ( شكرا لاهتمامك وأعتذر عن كل ما سببته لك من مشكلات )

ثم غادرت بحزن


عليا إصلاح ما أفسدته , هي تراني نذير خير ولست سوى نذير شؤم حل بشؤمه عليها ,
عليا أن أزور صديقي الوحيد هنا لمساعدتي يجب أن أحمي هذه الفتاة فلن يرتاح ضميري
لو تسببت لها بأذى

















بحر









وحدي بين الجميع من تحولت حياته لجحيم فلم أجد حلا لي سوى الهروب الدائم ومنذ أشهر
وأنا أتجنب البقاء رغم مرارة البعد فلم يعد بإمكاني احتمال رؤيتها وزبير يتبادلان الحديث
والضحك ووحدي من يبكي على مواجعه هناك , أبتعد وأبتعد لأعود متلهفا لرؤيتها رغما
عني فيصفعانني بكف الواقع المرير الذي أحاول تجاهله دائما , دخلت القصر بعد منتصف
الليل كعادتي والكل نيام توجهت للمطبخ فاكتشفت بأنه قد خانتني توقعاتي فقد وجدت حور
هناك نظرت لي ونظرت لها في صمت موحش ونظراتنا تتحدث بألم ولهفة وشوق لا بل
بتعاسة وحرقة وخيبة أمل

بعد وقت طويل من لقاء العينين قلت بهدوء يشبه الهمس " خائنة "

امتلأت عينا حور بالدموع حينها وعلى الفور وكأنها كانت تنتظر الإشارة للخروج ثم ابتسمت
بحزن وقالت

" نعم معك حق فأنا من رحلت وتركتك وأنا من لم تكلف نفسها عناء أخبارك أنها لن تعود لكي
تتوقف عن انتظاري بالسنين بل أنا من حكمت عليك بالموت حين علمتُ أنك ستكون لغيري
ووقفت أتفرج "

ابتسمتُ بسخرية وقلت

" لا داعي لأن تلقي بلومك علي لتبرئي نفسك قولي أنك سعيدة بحياتك مع غيري "

صرخت قائلة ببكاء " لا يلزمني أن أبرأ نفسي أمامك ولا لأشرح شيئا فلم تأتي أنت منذ سنين
إلي لتشرح لي سبب خذلانك لي , أرحمني من عذابي يا بحر يكفي معاملتك القاسية لي وكأنني
السبب في كل شيء وهجرانك للقصر لأنني فيه وكأني صرت وباء تخشى الاقتراب منه "

قلت بألم " لم أحتمل لا يمكنني احتمال رؤيتك تتبادلين الضحكات والأحاديث مع شقيقي , أنا
بشر يا حور بشر ولست جثة ميتة لا تشعر "

قالت ببكاء أكثر " وأنا ماذا حجر , أنا أيضا اشعر وأتعذب فلست وحدك من تعاني فتوقف عن لومي
واتهامي أعدك أنني لن أترك جناحي طوال فترة بقائك هنا ولكن توقف عن معاملتي بهذا الشكل "

ضغطت قبضة يداي بقوة وقلت بأسى " يكفي بكاء يا حور يكفي "

قالت بألم " لا ليس يكفي فليس لي إلا البكاء أبكي وحدي كل ليلة ولا أحد يمسح لي دموعي
ويواسيني لا أم لا أب ولا عائلة ولا أهل ولا حتى زوج , ليس لي إلا الجدران والأشباح
والظلام وبعد كل هذا أكون الخائنة, ما ذنبي إن تزوجني شقيقك إن زوجوني به الأموات
ليرسلوا روحي معهم حيث ذهبوا وأعيش بجسد وروح ميتة , يكفيني ما خسرت حتى
الآن يا بحر أرجوك "


توجهت ناحيتها قربت ظهر أصابعي من خدها ومسحت دموعها ثم لففت يدي حول رأسها
وشددتها لحظني بقوة وشددت بقبضة يدي على ثيابها بكل قواي وكأني أعصر ألم السنين
ووجع اليوم والأمس شددتها لصدري بكل قوة وكأني أريد سجنها فيه لتموت شهقاتها هنا
وتختفي ولا أسمعها , طوقتها بيدي الأخرى وقلت بهمس متألم

" أخبريني ما العمل يا حور ما العمل "

قالت بوجع " لماذا يحدث معي كل هذا لماذا أنا لست لك أنت ... لماذا "

قلت بحسرة " لأنني غبي ولا أستحقك ولأنني أبن جابر ولست ابن شامخ لأنه ليس لي إلا
العذاب والحرمان والألم "


ابتعدت عني وركضت مسرعة خارج المطبخ واختفت عن ناظري ككل مرة ولكنها تركت
ما لم تتركه في كل المرات تركت ألما في قلبي ونارا تشتعل وسط ضلوعي وعينان تسكب
دموعا ليس لها غيرها فخرجت من القصر أتعثر حتى بحبات الغبار ركبت سيارتي وغادرت
إلى حيث قد لا أعود













حور










خرجت مسرعة من ذاك المكان لا بل هربت من حضنه قبل أن أتهور وأطاوع رغبتي
في أن ألف يداي حول جسده وأشد من احتضانه أكثر من شده لي دخلت غرفتي وبكيت
بصراخ وبألم بكيت ما ضاع مني ولن يعود بكيت هروبي من حضنه وأنا أحوج البشر
إليه سمعت طرقا على الباب وصوت زبير يناديني فصرخت بألم

" دعوني وحدي أتركوني وشأني "

وصلني صوته غاضبا " أفتحي الباب يا حور وإلا كسرته الآن "

وقفت وتوجهت جهة الباب وصرخت غاضبة

" أعيدوني من حيث جئتم بي أتركوني أعيش في سلام لماذا أحضرتموني إلى هنا لماذا "

ثم التصقت بالباب وقلت بأسى " أكرهك يا والدي أكرهك يا عمي شامخ أكرههم لقد دمروني "

قال زبير بهدوء " حور افتحي الباب أرجوك هيا "

فتحت الباب وشعرت بأنني أبتعد عن كل شيء أمسكت الباب بقوة ورأيت يده تمتد لي ثم
ابتعد كل شيء وأظلمت الصورة أمام عيني ولم أشعر بنفسي إلا على سريري ولم تكن
تلك البداية فقد لازمت السرير من جديد لعدة أيام ولم أعلم عن بحر إلا أنه تم إيقافه
بمركز الشرطة ولم أستطع السؤال عن التفاصيل فلا يحق لي ذلك ولا حجة لدي


















زبير









عادت أحوال حور الصحية للتدهور من جديد لقد أغمي عليها وهي طريحة الفراش
من حينها بكائها لم يكن طبيعيا قبلها , هذه الفتاة إما سوف تجن قريبا أو ستموت ليته
بإمكاني خرق تلك الوصية

" مرحبا بالأخ العزيز "

وقفت ملتفتا للوراء حيث صاحب الصوت وصافحته بقوة قائلا

" مرحبا صهيب أين أنت يا رجل فلم نعد نراك "

قال مغادرا حيث مكتب والدي " جئت لبعض الوقت وسأغادر هل تأتي معي "

ضحكت وقلت وأنا أتبعة " وهل أفوت شيئا يعكر المزاج كهذا "

دخلنا الغرفة حيث كان جدي وأعمامي وغيث وها هي تكتمل بوجود صهيب والحرب ستكون
ضروسا بالتأكيد وما إن دخلنا حتى قال عمي عصام

" ها قد شرفتنا برؤيتك أخيرا "

قال صهيب بابتسامة سخرية " حضوري من عدمه لن يغير في رأيي شيئا "

قال عمي عاصم " عليك إيقاف هذه المهزلة يا صهيب سندفع ثمن الفدية وينتهي الأمر "

جلس صهيب وقال ببرود " والشروط "

قال عمي جسار بغيض " أخبرنا أخوتك سابقا أنه لا حق لها لدينا فقد أخذ والدها حقه "

صرخ صهيب " والدها يسمى شقيقكم فالأولى بك أن تقول أخي والحق حقها أحببت أم كرهت
وعمي نبيل لم يأخذ شيئا وبراءته ستظهر وعليكم تدارك الأمر قبل فوات الأوان "

صرخ عمي جسار قائلا " أحترم أعمامك أو من هم أكبر منك إن كنت لا ترانا أعماما لو كان
والدك على قيد الحياة ما تركك تفعل هذا "

ضحك صهيب وقال " والدي , ومنذ متى أحببتموه وقدرتم قدره ليفعل ذلك "

قال حينها جدي بحدة " صهيب يكفي الآن هل ستدفع لهم الفدية أم لا "

قال صهيب ببرود " قبل الشروط ... لا "

وقف حينها جدي وقال " إذا ما من داعي لبقائي "

وخرج مغادرا ثم وقف عمي جسار قائلا

" ستندم يا صهيب وقت لن ينفعك الندم فأنت تلعب بسمعة الفتاة قبل سمعة العائلة "

ابتسم صهيب بسخرية وقال

" لو مس سمعة الفتاة شيء فستكون زوجتي في اليوم التالي أي أنها لن تخسر شيئا "

نظر له بصدمة كحال الجميع ثم قال " وبنات عمك وسمعة العائلة "

قال صهيب ببرود " فليفكر بهم والدهم لو كانوا يهمونه وفكروا بسمعتكم لو كانت تهمكم أما أنا
فالفتاة وحدها مسئوليتي "

صرخ عمي عاصم " هل ابنة الغرب والله وحده يعلم من تكون هي ابنة عمك ومسئوليتك وبناتي
الشريفات لا تهتم لأمرهم هل على هذا رباك والدك "

حينها ثار صهيب كالبركان وقال

" لو لم يهتم والدهم لأمرهم فللجحيم والفتاة أشرف وأنزه منك ومنهم "

رفع حينها يده فأمسكها صهيب وقال بغيض

" زمن الضرب والمهانة قد ولى يا عمي العزيز فلم نعد صغارا ولا تعتقد أن الأطفال ينسوا طفولتهم "

سحب عمي يده منه ثم قال

" إن كان شقيقك الأكبر يجلس كالجبل ولا يردعك فما من رادع لك ولكن لعلمك ستدفع
الثمن غاليا يا صهيب "

ابتسم صهيب بسخرية وقال " ليس بيني وبينك مال لأختلسه وترميني في السجن "

خرج حينها كليهما فنظرت لغيث وقلت " غريب لما كل هذا الصمت "

قال غيث " وما الغريب فلو للفتاة حق فعليه أن يظهر فقد يكون عمي نبيل بريئا وسيكون
لها حقها لدينا جميعا "

قلت بحدة " ولكن قد يؤذوا شقيقك ولن ينفع الندم حينها يا غيث "

خرج صهيب قائلا

" هذه الزيارة قد انتهت فليس لها نفع على ما يبدوا ولوا غيروا رأيهم فليتصلوا بي "

تنهدت بضيق وقلت " كل ما أخشاه أن تتعقد الأمور أكثر "

نظر لي غيث وقال " وهل ستتعقد أكثر من ذلك , أخبرني كيف هي زوجتك "

قلت ببرود " لازالت على حالها قد آخذها لمنزل عمها لبعض الوقت ما أن تتحسن "

قال بحيرة " هل الأمور سيئة بينكما لهذا الحد "

قلت بهدوء " لا أعلم أنا لا أقسوا عليها كما ترى ولكن ثمة أمر يخصها هوا سبب ما هي فيه
وأنت تعلم كيف تزوجنا "

نظر لي مطولا بصمت ثم قال " هل تعني أنها كانت تريد شخصا "

قلت ببرود " لا أستبعد ذلك , أخبرني أنت ما هي أمورك مع رنيم "

قال ببرود " لا أعلم ما أقول "

نظرت له بحيرة وقلت " كنت دائما تعلم بما تجيب فما تغير الآن "

اكتفى بالصمت فلم أحب الضغط عليه أكثر فقلت مغادرا

" جرب أن تنظر للموضوع من جانب آخر فقد يكون مختلفا "

خرجت خارجا ورأيت ما لم تتمنى عيني رؤيته لا بل سمعت ما تمنيت أن أصم قبل
سماعه فقلت بصدمة

" زمرد "

نظرت لي بضيق ثم غادرت التفت لي صهيب وقال

" جيد أنك جئت لإنقاذها مني لأني كنت سألكمها بعد قليل , يبدوا أن نظرة والدتي لم تخب أبدا "

ثم انصرف وتركني واقفا كالتمثال














غيث








منذ تلك الليلة و رنيم تحول مزاجها لبراكين طوال الوقت , وكأن ما حدث كان ما فجر
كل تلك البرودة التي تسد فوهته وأصبحت متضايقة دائما ولكن الغريب أنني لم أكن
مستمتعا بذلك وهذا ما لم أتوقعه وصرت من يتعمد تجنب الاحتكاك بها كي لا نثير
المشكلات بعد أن كان ما يجري هوا العكس وعدت للنوم في جناحي بالطبع

لو فقط تتغير نظرتي للنساء لعل حياتي تتبدل ولكن كيف أنسى كل ذلك كيف إنه
يعشش في رأسي حتى أنني كلما رأيت رنيم شاردة الذهن فكرت أنها تخونني بتفكيرها
وكلما غابت قليلا أول ما أفكر فيه أنها مع أحد ما

" غيث هل تأخذني للسوق "

كان هذا صوت أمي الذي عاد بي للواقع فقلت بهدوء " حسننا "

أنا أعلم جيدا أن والدتي لا تذهب إلا لحاجة وليس للتسكع فقط ثم أضافت قائلة

" وأريد لرنيم أن تذهب معي "

نظرت لها باستغراب وقلت " هل طلبت هي ذلك "

قالت نافية " لا أنا من يريد ذلك "

قلت بضيق " لماذا إذا وأنتي تعلمي أني أمانع "

قالت بضيق " لأن الفتاة لم تخرج منذ شهور عديدة بل منذ تزوجتم هي بشر وتحتاج
لأن تخرج وتشتري ما يلزمها , لو أفهم فقط ما تنوي وشقيقك فعله باليتيمتين "

ثم تنهدت بحزن وقالت

" ظن شامخ أنه يفعل خيرا بتزويجهما بكما ولكنه أخطئ خطأً كبيرا جدا "

قلت بضيق " هل ستكونين في صفهم علينا نحن أبناءك فحتى إن استثنيتني أنا فزبير ابنك "

قالت بحدة " لا فرق عندي بينك وبينه يا غيث أنت أبني وهوا أبني وزوجاتكم في مقام بناتي
والظلم لا يرضاه أحد "

قلت بنفاذ صبر " حسننا من أجلك هذه المرة فقط لكن لا تلوميني على ما قد يحدث "

تأففت ووقفت مغادرة فقلت " أنتظركما في السيارة فلا تتأخري "

جلست في السيارة أفكر بما قاله زبير( انظر للموضوع من جانب آخر فقد يكون مختلفا )
أعلم أنه لا حل لذلك ولا أعرف لما ورطني والدي في هذا , بعد لحظات جاءت والدتي
ركبت السيارة فقلت

" أين هي رنيم "

تنهدت وقالت " رفضت المجيء "

لقد فعلت خيرا وجنبتنا مشاكل نحن في غنى عنها انطلقت بالسيارة فنظرت لي والدتي وقالت

" غيث عليكما أن تجدا حلا لهذا يجب أن تغيرا من طريقة تفكيركم وإن كانت رنيم لا تزال
صغيرة فأنت شاب ناضج وتعلم أن ما يحدث بينكم لن يأتي بنتيجة "

قلت ببرود " أنا لم أطلب زوجة ولم أرد ذلك فلا يلمني أحد على هذا "

تنهدت وقالت " والنهاية "

قلت بهدوء " كلن في حال سبيله "

قالت بصدمة " تطلقها "

قلت بحدة " لكي أرتاح وترتاح هي , لأرحمها مني يا أمي فكلما استمرت معي كلما كانت
في جحيم أكبر "

قالت أمي بأسى " وما ذنبها هي يا غيث إنها ضحية مثلك "

قلت بغضب خرجت فيه عن السيطرة " إنهن خائنات كلهن هكذا ولا تستحق إلا هذا "

هزت رأسها بيأس وقالت " أخشى أن تندم وقت لن ينفع الندم "

ثم عدنا للصمت فلا حل لدي سواه حاليا

عند المساء صعدت رنيم فصعدت خلفها متوجهين لجناحينا وعندما وصلت جناحها ناديتها

" رنيم "

التفتت إليا في صمت فقلت ببرود " يمكنك النوم في جناحنا فما من داعي لتعيشي هناك "

أشاحت بوجهها عني وقالت " وما الذي تغير في الأمر "

قلت بهدوء " لم يتغير شيء ولكن قد يحدث ذلك مع الوقت "

نظرت لي وابتسمت بسخرية وقالت " ونظرتك لي كإحدى النساء "

قلت بعد صمت " قد تتغير أيضا ولكن ليس الآن "

قالت وهي تفتح باب جناحها وتدخل " إذا لا فائدة من شيء والخائنة ستبقى خائنة "

ثم أغلقت الباب بقوة تنهدت بضيق ودخلت جناحي , هي تعلم كما أعلم جيدا أن الأمر
سيفشل وبعد الآن عليها ألا تلقي باللوم علي



نهاية الجزء


أكيد ما حدث لرنيم لم تتوقعوه ما مصيرها القادم


بحر ما سبب إيقافه وما حدث معه

أديم ما الكلمتين التي كتبهم لليان

صهيب وميس ما ينتظارهم أكثر


أنتظروا الجزء القادم وفيه أغلب الإجابات


ولا تحرموني ردودكم وتعليقاتكم وأكثر توقعاتكم



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:29 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.