آخر 10 مشاركات
لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          309 - نهر الذكريات - مارى ويبرلى - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          دموع بلا خطايا (91) للكاتبة: لين جراهام ....كاملة.. (الكاتـب : *ايمي* - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          كتاب رحلة الساق المعلقة من رأس العش إلى رأس الكوبرى (الكاتـب : ahmad2006771 - )           »          214 - العسل المر - لي ويلكنسون -حصـــــــــــرياً (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree82Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-11-14, 01:38 PM   #21

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجزء الثامن عشر

ليان








بعد عدة أيام سمعت طرقا قويا على باب المنزل وقفت خلفه وقلت " من هناك "

لم يجب أحد بل عاد للطرق من جديد ولكني بعد ما حدث لي مع شاهد لم أعد
أفتح الباب فقلت بصوت أعلى

" أجب من أنت أو لن أفتح "

نظرت تحت الباب فكانت هناك أصابع تحشر ورقة من تحته فعرفت صاحبها
أصابع بيضاء جدا ونظيفة ومقصوصة الأظافر بعناية ونظيفة أيضا إنه وسيم بلا شك

فتحت الورقة فكان فيها ( أنا وسيم إن كنتي في الداخل فافتحي لي )

فتحت الباب ونظرت له بابتسامة فقد أصبح هذا الشاب ندير خير بالنسبة لي أشار بأصبعه
للبيت المجاور للبيت المقابل لبيتنا ثم كتب لي في دفتره

( كنت ابحث عن منزل للإيجار منذ مدة وقد تحصلت على واحد هنا إن احتجت أي
شيء فلا تترددي في طلبه )

ابتسمت وتنهدت براحة وقلت " هل أصبحت جارا لنا يا وسيم الحمد لله على الأقل
سأشعر ببعض الأمان بقربك وإن كنت لا تسمع ما قد يجري "

أخرج هاتفا محمولا صغيرا من جيبه ومده لي مع الدفتر المكتوب فيه

( خبئي هذا لديك فيه رقم هاتفي اتصلي عند الخطر سأرى الرقم وأحضر حالا عديني بذلك يا ليان )

ابتسمت وكتبت له ( أعدك يا وسيم أنت رحمة الله لي من السماء )

ثم مد لي بكيس كبير مليء بالخضار والفواكه فأومأت رافضة وقلت

" غير ممكن فأنا هي ليان ولن أتغير ولن أقبل شيئا ولو مت جوعا "

كتب لي في الورقة ( سأغضب منك إن لم تأخذيها اعتبريها هدية من جار جديد لكم )

كتبت له ( ستكون هذه الأخيرة فهي ليست الأولى اتفقنا )

ابتسم وأومأ برأسه موافقا أخذت الكيس وشكرته دعوته للدخول ولكنه رفض

سأتصرف فيها ولكن لن آكلها لا أستطيع قبولها ولا أريد رده




















أديم





أعي أنني أصبحت أتصرف بجنون ولكني بعد حديثي مع صديقي خيري الذي أخبرني
أنه عليا إثبات تهديده لها وأن تشتكي عليه وأنه إن قام بتهديده لكونه ضابط مخابرات
فقد يستغل هذه النقطة لتحريض أشقائها عليها بتشكيكهم فيها أكثر والشرطة لا يمكنها
التدخل في المشاكل العائلية لذلك كان عليا التصرف وحدي
بعد يومين تحصلت على منزل هوا الأقرب لمنزلها واشتريت لها جهاز هاتف
محمول متواضع لأكون على دراية بما يجري معها , هذه الفتاة ترفض حتى
أخذ الحاجيات مني رغم عوزها وقلة مالها فسترفض أي مساعدة بالتأكيد
كنت أتجول طوال الليل في أوقات متفرقة لأراقب منزلها كي لا ينفذ ذلك
الحقير تهديده فقد لاحظت وجوده هنا ليلة الأمس , لم أتوقع أن أصير لما صرت
إليه وينتهي بي الأمر بالسكن هنا رغم أني لا أكون هنا إلا عند المساء حتى الفجر
ولكن لم أتخيل يوما هذا لو أني بقيت بعيدا عنها وعن مشاكلها لما تأزمت هكذا
فلو مسها ذاك الفاشل بأذى فسأكون أنا السبب , ترى ما تحمله لي الأيام القادمة
من مفاجئات أخرى


عند المساء ذهبت للمنزل دخلت وما إن وصلت للداخل حتى طرق أحدهم
الباب توجهت ناحيته وفتحت وكانت ليان وعمها مدت لي يديها التي تحمل
بهما طبقا من الطعام يبدوا أنها أعدته من الخضار والأرز الذي أحضرتهم لها
تلك المرة منذ أيام وأصرت على أن تكون الأخيرة دخلت وجلبت الدفتر وكتبت

( لن أقبلها ما لم تقبلي مساعدتي لك )

ناولتني الطبق وأخذت الدفتر وكتبت ( إنها منك على أي حال سأطهو لك العشاء دائما
وسأغسل لك ثيابك أيضا فقط أعطها لي لقد تحصلت على عمل بسيط فلا تقلق )

كتبت لها ( إن قبلتي حاجياتي أقبل طعامك لنعتبرها تبادل خدمات )


ابتسمت وأومأت برأسها دعوتهما للدخول فرفضت , معها حق فيكفيها ما جاءها
مني فقد هجم عليها شقيقها وضربها بسبب ما قاله له شاهد ولازالت أثار الضرب
على وجهها حتى الآن


بعد عدة أيام رن هاتفي فنظرت بصدمة لاسم ليان الظاهر على الشاشة نظرت
للساعة فكانت الثانية بعد منتصف الليل قفزت من السرير واقفا فتحت الخط رغم
أنني لن أتحدث ولن تكلمني وخرجت مسرعا سمعت صوتها تسحب عمها قائلة

" بسرعة يا عمي هيا فقد يكون وسيم نائما ولا يرى اتصالي فهوا لن يسمعه , بسرعة
قبل أن يقفز إلى هنا "

ركضت كالمجنون وكنت سأتهور وأصرخ بها سائلا عما يجري لولا أنني رأيت
باب بيتها يفتح وما أن رأتني حتى ابتسمت وركضت ناحيتي وأمسكت يدي قائلة

" حمدا لله ظننتك لن تأتي "

لم يكن لدي وقت ولا ورقة لتكتب لي ولأفهم فقد علمت أنه ثمة من يحاول القفز
لمنزلها دخلت راكضا للداخل فوجدت ذلك الحقير شاهد يقفز من السور الخلفي
للمنزل سحبته للأسفل وأوسعته ضربا حد الموت ثم سحبته للخارج ورميت
به تحت قدمي ليان المصدومة ثم توجهت لمنزلي جلبت الدفتر والقلم وكتبت
لها كلمتان وأريتها لها ففتحت فمها من شدة الصدمة لما قرأت

















جود









( تسير الحياة وتدور عجلة الأيام ولا شيء يتغير سوى أعمارنا وأحياننا أقدارنا , أشياء
قد تكون لغيرك لتتحول إليك وأشياء تكون لك وتراها تهرب لغيرك أمام عينيك وأشياء
لم تعد لك ولا تذهب لسواك هي فقط تسافر مع أمنيات الذين ودعوها بالدموع لأنها لن
تتحقق ولن تعود )


أغلقتُ الدفتر وتنهدت بحيرة رن هاتفي فنظرت إليه دون أن امسكه فكان أسم
’ الرجل الكئيب ’ ابتسمت بعفوية هذا الرجل أصبح جزءً من يومي تقريبا

قلت بابتسامة " لننظر ما الجديد "

فتحت الخط ففاجئني صوته اليوم كئيبا على غير عادته منذ فترة , فقد بدأت نفسيته
تتحسن كثيرا حتى أني فكرت أن أغير اسمه تنهد بحزن وقال

" لم تعلمي ما حدث معي اليوم بالتأكيد "

كدت أضحك في الهاتف فكيف سأعلم لو لم يخبرني , ثم تنهد من جديد وقال بحزن

" إنها الفتاة التي كنت أحب "

هل تزوجت يا ترى ذلك أفضل إنها لا تستحقه , تابع بعد صمت بذات الحزن

" لقد رأيتها تقف مع أخي بل توقفه هل تعلمي ما تقول له أنا أفهم ما تعنيه بكلماتها
جيدا إنها تحاول استمالته لقد كانت تحاول إيقاعه بشباكها , لا وتدعي أنها تنظف كتف
قميصه من الغبار "

ثم تابع بضيق " كيف كنت أحبها طوال تلك السنين ومنذ طفولتي وهي تخدعني وتراني
مجرد فرصة , هي لم تحبني هي كانت تراني أحد أبناء هذه العائلة فقط لا غير هل رأيت
كل هذه التعاسة سمني الرجل التعيس منذ اليوم "

خرجت مني الكلمات مندفعة دون شعور " ولما ذلك كنت سأغير اسمك ولكن ليس لتعيس
إنها لا تستحقك يا هذا لا تستحق منك أن تهدر اتجاهها كل تلك المشاعر انظر إليها كيف
تُغير أهدافها لما يتماشى مع رغباتها فغير أنت من حياتك لما فيه تطوير رغباتك واطمح
لها لتتغير حياتك "


ثم وضعت يدي على فمي بصدمة , هل جننت أنا أم ماذا ما إن ذكر تلك الحمقاء التي
أضاع عمره من أجلها حتى طارت الكلمات من جوفي , لاذ بالصمت ولم أعد استمع
إلا لأنفاسه وأنا لازلت تحت تأثير الصدمة وما هي إلا أجزاء من الثانية حتى سمعت
صرخة أمي فصرخت بدوري والهاتف بيدي

" أميييييييييييي "

ورميت الهاتف وركضت كالمجنونة وجدتها مرمية على الأرض وكما توقعتم تماما
والدي خارج من المنزل ركضت للأسفل بسرعة فصرختها لم تكن طبيعية توجهت
ناحيتها أمسكتها بين يداي فكانت غائبة عن الوعي تماما هززتها مرارا ولم تستجب
دخل حينها بحر وكان وجهه تعيسا ويبدوا عليه التعب والضيق والحزن وحتى الإحباط
كلها معا صرخت قائلة

" أمي يا بحر لقد قتلها إنها لا تتحرك "

خرج خلفه صارخا " سأريك يا جابر ستدفع ثمن كل تلك السنين "


ركضت اتجاهه لأمنعه فهوا على غير وعيه وعادته الهادئة ولكني لم أدركه
عدت لوالدتي وقمت بإسعافها واستفاقت أخيرا نقلتها لحجرتها وجلست بجانبها
أبكي حياتي وحياتها وبحر الذي منذ خرج قبل ساعتين ولم يعد , صعدت لغرفتي
لأتصل به فوجدت عدد خيالي من المكالمات وكلها من ’ الرجل الكئيب ’ ورسالة
كتب فيها

( ماذا حدث معك يا صديقتي لقد شغلتني )

تجاهلته وحاولت الاتصال مرارا ببحر ولكنه لم يجب ثم عاود ذاك الشاب الاتصال
من جديد ترددت كثيرا ثم فتحت الخط فجاءني صوته مباشرة

" أين أنتي لما لا تجيبي ما حدث لوالدتك هل أنتم بخير "

قلت ببكاء " لا لسنا بخير "

ثم أغلقت الخط ونزلت للأسفل مسرعة لسماعي جرس الباب فكان جارنا يخبرني أن أخي
بحر موقوف في مركز الشرطة لتشاجره مع أحد رفاق والدي بل أحد شلته الفاسدة












بحر










لقد كرهت بث همومي حتى للبحر وما عاد وجودي عند شاطئه يواسيني فقد أصبح
يذكرني بحزني وبألم السنين , فكل تلك الأوجاع التي كنت أرمي بها في حضنه
أصبح يرمي بها في وجهي مع زحف أمواجه, ولكن من لي غيرك يا بحر من
لي يسمع ولا يعاتب أو يذكرني بالواقع المرير

لما تحدثت معها لما زدت ألمي وألمها وها هي صريعة المرض والتعب بسببي يا بحر
, كم أحببتها يا بحر وخسرت نفسي وخسرتها يا بحر , أخبرني ما العمل فحتى هروبي
من هناك ما زادني إلا حنينا وحزنا وألما وما زادني إسكانها تلك اللحظات في حضني
إلا احتراقا ضننا مني أني سأواسي جراحي وجراحها وضنا مني أني بذلك سأعتذر
لها عن كل ما فعلت بحقي وحقها لأجد نفسي أرمي بنفسي للهلاك


تنهدت ثم وقفت وغادرت محرقة همومي تاركا خلفي شيء مثله أنا وهوا مثلي يسمونه
البحر , ركبت سيارتي هاربا من مشاكلي لمشاكلي ومن همومي لهمومي لأجد من أنفس
فيه غضبي وهوا والدي ذهبت لحيت يجتمع ورفاقه كالمجنون وقد هاج فيني البحر
الذي لم يعرف يوما إلا السكون لأجد أمامي سبب ضياعه وضياعهم جميعا سبب هلاك
كل تلك البيوت التي تعاني كبيت عائلتي فضربته حد الموت حد الهلاك ونفست فيه عن
غضب تلك السنين وكل هموم الماضي و أوجاع الحاضر المؤلمة كنت اركله بقدمي
وقد شل الشرب حركته وأصرخ بألم

" لو لم تكن موجودا لما ضاع والدي لما كنت ابن جابر الذي سقط في أعين الجميع والذي
بسببه خسرت أثمن ما لدي وأغلى ما تمنيت أن أملك ولما عانت عائلتي وحُرمت شقيقتي
من أن تكون زوجة وأم ومن أن تنهي دراستها كمن هم دون ذكاءها لو لم تكن موجودا
لما كنت الآن أحترق وما كنت الآن أتعذب ويعاني شقيقاي ووالدتهم "

كنت أرفعه وأرميه على الأرض حتى تجمعت الناس حولنا ووجدت نفسي في قسم الشرطة

لم أندم لحظة على ما فعلت ولو أعطوني فرصة أخرى لأوسعته ضربا من جديد , وصل
غيث والمحامي عارف سريعا فأخبره الضابط بمختصر الحديث

" وكيلك المدعو بحر جابر هذا لا ينطق سوى بجملة واحدة
( أنا من تهجم عليه ولست مخطئا أو نادما )
ولا يريد الإفصاح عن السبب "

ورغم كل المحاولات لم أزد على ما قلت حرفا واحدا فتم إيقافي عدة أيام ثم قام المحامي
وإخوتي بإخراجي ولم أعد من يومها للقصر كي لا أزيد همي وهم من لم أكن يوما
إلا سببا لهمومها












ميس









بعد أيام عاد المسمى ابن عمي جالبا معه كيس من الطعام بل أكياس من الأطعمة

قلت بحدة " ما كل هذا الطعام هل ستقيم حفلا "

قال بابتسامة " هل هكذا تستقبلين الضيوف عادتا "

قلت بضيق " عندما يكون هذا منزلي تكون أنت ضيفي ولو كان كذلك ما كنت استقبلتك فيه "

تجاهل ما قلت وقال بهدوء وهوا يضع الأكياس على الطاولة

" هذا الطعام لك ولي أنا جائع ولم آكل شيئا "

قلت ببرود " كله أنت فأنا لا أريد تم هوا يوشك أن يكفيك وحدك "

ضحك وقال " أجل فالعملاق عليه تناول الكثير "

نظرت له بضيق وقلت

" هل لي أن أعلم لما أنت مبسوط بما تفعل كل هذا الانبساط , أخرجني من هنا هيا "

قال وهوا يضع الطعام في الأطباق " تعالي وتناولي الطعام "

قلت بغيض أكبر " هلا شرحت لي ما يجري الآن "

قال بهدوء " أضع الطعام في الأطباق وأدعوك لتناوله "

صرخت وأنا أضرب بقدمي على الأرض وقلت " صهيييييب "

نظر لي في صمت نظرة لم أفهم مغزاها ثم قال بهدوء " نعم يا ميس "

قلت بهدوء مماثل " لما فعلت كل ذلك لما أحضرتني إلى هنا "

شتت نظره على الأطباق أمامه ثم قال " أخبرتك أن والدي كلفني بالمهمة "

قلت بضجر " ومتى ستنتهي "

نظر لي وقال " ليس بعد "

تنهدت بضيق وقلت " ولما تفعل كل هذا لما كلفك باختطافي "

سكت قليلا ثم قال " هوا لم يكلفني باختطافك "

قلت بحدة " وبما إذا "

تنهد وقال " تعالي تناولي الطعام وسنتحدث "

قلت بغيض " هل تراني طفلة تتحايل علي في كل مرة لآكل , ثم أنا لست زوجتك تفرش
الطاولة وأجلس أمامك نتبادل الأحاديث "

قال مبتسما " لو كنتي زوجتي لكنت علمت كيف أجعلك تأكلي "

قلت بغيظ " ما تعنيه بما تقول "

قال بضيق " أعني تعالي لتأكلي ولا تتعبيني معك أكثر يا ميس "

قلت ببرود " أنت من جلب لنفسه التعب أتركني أرحل وسترتاح "

نظر لي بحدة وقال بغضب

" ميس أنتي لم تري وجهي الحقيقي بعد أنا أحاول جاهدا التعامل معك بلين "

قلت بصراخ غاضب " لا تصرخ بي هكذا "

قال بحدة " تعالي وتناولي طعامك "

قلت ببرود " وتخبرني لما أتيت بي إلى هنا "

تأفف وقال " تعالي كلي وسأخبرك "

قلت بضيق " لا تتأفف مني يا صهيب "

نظر للأسفل ثم نظر لي وابتسم فقلت وأنا أتوجه نحو الطاولة

" لو أعرف فقط ما الذي يجعل مزاجك يتغير فجأة "

وتابعت دون توقف وأنا أجلس " تكون غاضبا تم تبتسم دون سبب وتغضب دون سابق إنذار
أنتم الرجال غريبين حقا يا لكم من معقدين حتى أنكم .... "

رفعت بصري إليه فكان ينظر لي بابتسامة فقلت بضيق

" هل لي أن أعلم سبب سعادتك بإغاظتي "

اكتفى بالصمت فنظرت للجانب الآخر بضيق ثم قلت

" هل لي أن أعلم لما تضحك علي "

قال بهدوء " ميس هل لي بسؤال "

نظرت له باستغراب وصمت فقال

" هل تكرهينني لأني ابن عمك أم لأني اختطفتك وتسببت بكل ما حدث "

قلت بحزن " كرهي لما فعلته بي لا يساوي شيئا أمام كرهي لكم لأنكم عائلة والدي "

بدت على وجهه ملامح غريبة لم أستطع تفسيرها ثم قال " حتى بعد ما قلته لك عن والدي "

ابتسمت بحزن وقلت " لم يمسح ذلك يوما بائسا من حياتي وسبق وقلت لك , أنت لم تعش ما
عشت فلن تشعر بما أشعر "

قال بهدوء " ولأجل هذا أحضرتك إلى هنا يا ميس "

نظرت له باستغراب وقلت " لم أفهم "

تنهد وقال " لأن لديك حق وعليك أن تأخذيه "

قلت بهدوء " حق ...... أنا لا أريد منكم شيئا "

قال بضيق " أنا لا أخيرك أنا ..... "

قاطعته بحدة " تجبرني أليس كذلك "

ثم قلت بغضب ودموعي بدأت بالنزول " أنا لا أريد شيئا قد حرمتم منه والدي , والدي
الذي أفنى عمره يعمل في سكك الحديد , أين كان مالكم آن ذاك بل أين كان وأنا ووالدتي
لا نجد عشاء ليلة , بل أين كنتم وأنا أعمل في تنظيف النوادي الرياضية لأكمل دراستي
وأجلب دواء والدتي وجئت أنت لتزيد الأمر سوءا وتدعي أنك ترجع لي حقي أي حق
هذا بالله عليك , وتسألني الآن لما أكرهكم ولما لا أريد منكم شيئا بل تغضب وتستاء
لما قلت لك "

وقف مبتعدا وموليا ظهره لي ثم مرر أصابعه في شعره الكثيف الناعم وكرر ذلك ثلاث
مرات ثم التفت لي وأنا أمسح دموعي وقال

" حسننا توقفي عن البكاء يا ميس لن نتحدث مزيدا في الأمر الآن "

وقفت وغادرت المكان دخلت الغرفة وأغلقت الباب خلفي












صهيب







يبدوا لي أن الأمور تزداد تعقيدا فأعمامي على موقفهم , وميس وآه من ميس لا تتناول
الطعام إلا بالحيلة وتنفث نيران غضبها كلها بي , خرجت من المنزل في حيرة من أمري
ومن مشاعري لما أجد نفسي هادئا أمامها وانتظر بلهفة أن تناديني باسمي وكم يسعدني
ذلك , دموعها كانت كالحريق في صدري

لا تقلها يا صهيب لا تقل ذلك .... رفعت هاتفي واتصلت ببحر أجاب من فوره قائلا

" ماذا هناك هل بك مكروه "

قلت بابتسامة " وهل اتصل إلا لمكروه "

ضحك ضحكته الهادئة وقال

" لا ولكنك لا ترد على اتصالاتنا فأن تتصل بي بنفسك يعني مكروها قد حدث "

تنهدت وقلت بهدوء " بحر هل لي بسؤال "

قال بحيرة " سؤال عن ماذا "

قلت بذات الهدوء " ما الذي تشعر به حين تناديك حور باسمك "

ضحك ضحكة خفيفة وقال " هل وقعت يا شقيقي "

قلت بضيق " بحر لا تجعلني أندم لسؤالي لك "

قال بحزن " تشعر أنك لأول مرة تسمعه وكأنه ليس أسمك الذي يناديك به
الجميع يبدوا مختلفا ورائعا "

ثم قلت " وبكاءها "

تابع بذات النبرة " إنها نار تحرق أحشائك يا صهيب وفكرة واحدة مجنونة تسيطر
عليك حينها وهي أن تضمها لصدرك بقوة وتخفي دموعها هناك "

تنهدت بضيق وقلت " إذا هوا الشعور ذاته "

قال باستغراب " عن أي شعور تتحدث ما قصتك يا صهيب "

قلت بهدوء " سنتحدث فيما بعد يا بحر وداعا الآن "

ركبت سيارتي وانطلقت لا أدري إلى أين , أيعقل أن تحبها يا صهيب لا لا لا قد
تكون مجرد شفقة لحالها أو .. أو ماذا يا صهيب ماذا هيا ابحث عن مبرر أخر
يقنعك إنها تكرهك تكرهك حد الموت عليك أن لا تنسى ذلك

بعد مرور أيام وقفت على محل لبيع المجلات فصعقت من الخبر الذي غزا كل
الصحف الجديدة المعلقة هناك

( اختطاف الفتاة ميس ابنة عائلة آل يعقوب المعروفة )

( تُختطف في ظروف غامضة ابنة عائلة آل يعقوب )

( ميس نبيل آل يعقوب مختطفة منذ أشهر والخاطفون مجهولون الهوية )


أمسكت الجريدة ونظرت لها عن قرب وكأني أريد تكذيب عيني ثم رميتها أرضا
وبدأت بسحبهم جميعا واحدة بعد الأخرى ورميهم على الأرض وأنا أدوسهم بغضب

" سحقا من فعل ذلك ... تبا لكم تبا "


حاول صاحب المحل إيقافي فرميت له نقوده وأخذت واحدة وركبت سيارتي وقدت
كالمجنون من فعل ذلك من , جهاد في السجن وحامد غادر البلاد ويستحيل أن يفعلها
أخوتي لن يضروا بسمعة الفتاة أنا أعرفهم جيدا و أعمامي ليس من مصلحتهم فعل
ذلك , ضربت على يد المقود بقوة وأنا اردد بغضب

" تبا لك يا صهيب أنت لم تجلب لها إلا المتاعب لقد أفلحت حقا فيما أوصاك والدك "

توجهت إلى حيث سجنتها دون منفعة أو نتيجة دخلت وضربت الباب بكل قوتي فوجدتها
واقفة عند باب الغرفة تنظر لي في حيرة من ملامحي ثم قالت بهدوء

" ما بك ماذا حدث "

تنهدت بضيق ورميت بالجريدة على الطاولة اقتربت وأمسكت بها نظرت لها مطولا ثم لي وقالت

" ما هذا الذي هنا "

قلت بغيض وأنا اضرب بقدمي على الكرسي " من فعل ذلك سحقا لهم "

قالت بحدة " ولما تصرخ بي ما ذنبي أنا أم أنك ستأخذني للطبيبة من جديد فلا حل لديك سواه "

صرخت بها قائلا " ميس لا تزيديني هما فوق همي هل تسمعي "

قالت بغضب

" هذا حصاد أفعالك هل رأيت ما آلت إليه الأمور أخبرتك منذ البداية أن تدعني وشأني "

توجهت ناحيتها أمسكتها من ذراعها وقلت بغيض

" ميس توقفي عن ذلك فأنتي لم تعرفي غضبي بعد "

ثم ابتعدت عنها موليا ظهري لها تنفست بقوة عدة مرات وقلت بكل ما استطعت جلبه من هدوء

" سنتزوج في الغد "

شهقت بقوة ثم قالت " ماذا !!! بما تهدي أنت , هل تحل كل مشاكلك بمشاكل أكبر منها "

نظرت لها وقلت " هذا آخر ما لدي ولا نقاش في الأمر "


ثم خرجت تاركا إياها في صدمة عجزت معها عن الكلام , أعلم أن هذا الأمر لن
توافقني عليه ولو قتلتها ولكن أنا من أفسد الأمور وأنا من يصلحها , رفعت هاتفي
واتصلت أولا بأم ميس ثم بغيث الذي أجاب من فوره قائلا

" هل من جديد يا سبب المشكلات "

قلت بضيق " الخبر وصل للجرائد إنه في كل مكان من فعل ذلك "

قال بضيق أكبر

" نعم علمت واسأل نفسك قبل أن تسألني عن الفاعل أجلب الفتاة يا صهيب فقد انتهى كل شيء "

صرخت بغضب " كيف انتهى وحق الفتاة وعمي "

تنهد بضيق ثم قال بهدوء " أجلبها ثم نرى ما سنفعل "

قلت بحدة " ليس قبل أن أعقد عليها "

قال بصراخ مجنون " هل أصاب عقلك شيء لا تتهور يا صهيب "

قلت " تهورت في كل شيء فلأكمل ما بدأت به "

قال بذات النبرة " فلنعلم أولا ما حدث للفتاة ثم .... "

قلت مقاطعا له " لم يحدث معها شيء واترك الموضوع لي "

قال بهدوء " صهيب هل الفتاة لديك أنت "

قلت بعد صمت " نعم "

قال بحدة " مجنون "

ثم أضاف " وهل توافق هي على ذلك "

قلت بهدوء " هي تكرهنا كرها جنونيا وبدون استثناء "

قال بحدة " وكيف ستتزوجها إذا "

قلت ببرود " رغما عنها لن أسمح للألسن أن تتقاذفها بسببي "

قال بحدة " وهل تراه حلا مناسبا ستدمر حياتك وحياتها "

قلت بعد صمت " ولكني أريدها زوجة لي "

صرخ بغضب " ولكنها لا تريد أليس كذلك فما ستجنيه غير التعب , ثم أين وليها هناك "

سحقا فآتتني هذه تنهدت بضيق ثم قلت

" غيث نحن قادمان في الغد وما قلته سأنفذه ولن أترك من فعل ذلك يهنأ به "


ثم أغلقت الخط ولم أترك له أي مجال للرد وضربت على المقود للمرة العاشرة
وعدت لميس من جديد













رنيم








لقد أمضيت بضعة أيام هنا عند والدتي مؤكد أنكم استغربتم الأمر , لا لم يطردني غيث
ولم نتشاجر وتركت القصر لقد جلبني إلى هنا بنفسه مؤكد تريدون معرفة التفاصيل

في الآونة الأخيرة أصبح الجو مشحونا جدا والتوتر يزداد ونفسيتي ساءت جدا بعد
تلك الليلة وما حدث فيها وبعد ما خلفته من مشكلات , كنت جالسة منذ أيام عند
الشرفة المطلة على الحديقة في هدوء حزين وصمت فكما أخبرتكم مزاجي أصبح
كالبارود كل من اقترب مني انفجر فيه فتجنبت الحديث مع الجميع حتى مع خالتي

سمعت صوت باب الجناح يفتح ثم توجهت تلك الخطوات الثقيلة التي أعلم
جيدا لمن تكون ووقفت خلفي

قلت بنبرة هادئة دون أن التفت إليه

" إن كنت تريد تعكير مزاجي فهوا سيء للغاية من دون عناء فارحمني أرجوك يا غيث "

تنهد بضيق ثم قال " رنيم هل لنا أن نتحدث "

قلت بهدوء حذر " لا شيء نتحدث عنه فلا تفتح مجالا للشجار "

قال ببرود " هل لي أن أعلم لما كل هذا المزاج السيئ ومنذ ذاك اليوم , رنيم أنتي
زوجتي فلا تشعريني أن ما فعلته جريمة بحقك "

خبأت وجهي تحت ذراعي وأنا متكئة بها على حافة الشرفة وقلت بحزن

" وهل هكذا يأخذ الزوج حقه هل بهذه الطريقة , لو طلبت ذلك ما كنت لأعترض
فأنا أعي جيدا أنني زوجتك وأن علي واجبات سوف أحاسب عليها ولكن ما دفعك
يومها لما فعلت لم يكن حقا تطالب به بل غضبا نفست عنه وحقدا جسدته في الواقع
وانتقاما أردت به أن أخسر وقد قلت ذلك بنفسك وفعلت أيضا "

قال بحدة " ولكني لم أرد يوما أن تخسري أو أن انتقم منك لقد كانت كلمات في ساعة غضب "

قلت ببرود " والغاضبون أكثر من يقولون الحقيقة ولا شيء أصدق من كلمات الغضب يا غيث "

قال بضيق " لماذا لا تريدين فهمي إلا كما تحبين أنا لم أرد ذلك اقسم لك فأنتي مثلي حاصرتك
وصية لا مخرج منها "

قلت ببكاء ودموعي وجدت لها مسلكا تعبر منه " لا لست مثلك فلو كان بإمكاني الخلاص
دون أن أؤدي أحدا لذهبت ولو كلفني ذلك أن أنام في الشارع فهوا أفضل مئة مرة من
الذل والمهانة التي رايتها منك حاولت دائما أن أتجنب الشجار معك لتمضي الأيام بيننا
بسلام حتى يجد كل منا سبيله ولكنك لم يكن يهنئ لك بال حتى تغيظني وتتعمد إثارة
غضبي والآن لم يعد ما تريد يعجبك أخبرني ما الذي تريده لأفعله يا غيث "

وضع يده على كتفي وقال

" توقفي عن البكاء يا رنيم فلن يجدي هذا نفعا ولنتحدث بروية ونتفاهم "

استويت جالسة ومسحت دموعي وقلت " وبما سنتفاهم "

جلس مقابلا لي وقال " نتفاهم على حل ولو لبعض مشاكلنا "

نظرت له بصمت فتابع قائلا " عليك ترك هذا الجناح والنوم في جناحنا أينما أحببتِ بغرفتنا
أو بإحدى الغرف رغم أنني أرى انه ما من داعي لتبتعدي فقد حدث ما حدث وانتهى, وعلى
كل واحد منا احترام الآخر في كل شيء في كلماته وتصرفاته وكل شيء "

قلت بهدوء " والخروج والهاتف والشكوك كلها ما سيحل بها "

نظر للأسفل وقال " اعذريني فذلك خارج عن إرادتي عليك تفهم الأمر رنيم "

تنهدت وقلت " ووالدتي إني أموت شوقا لرؤيتها خدني إليها ولو ليوم واحد وكن معي هناك "

قال بعد صمت " إن كان ذلك فقط فسنجد له حلا "

قلت بصوت هامس " إذا هي هدنة حتى حين "

قال وهوا يقف " نعم حتى تفصل الوصية بيننا أو نجد لنا رأيا آخر "


نظرت له باستغراب فخرج من فوره دون أن يضيف كلمة أخرى وفي مساء ذلك
اليوم أخذت حاجياتي وانتقلت لجناحنا الأصلي بعد ما فكرت في الأمر من كل
جوانبه فكانت الهدنة هي الحل الأنسب لكلينا وقفت في ردهة الجناح في حيرة
أين سأنام عليا أن أقرر الآن هوا من كسر الحاجز لم أره زوجا طوال الشهور
الماضية أما الآن ما له لي وبعد تردد توجهت لغرفة النوم فتحت الباب بهدوء
كانت مظلمة تماما سوى من ضوء الابجورة الصغيرة عند الجهة الفارغة من
السرير يبدوا أن غيث تركها متعمدا لأعلم أن هذه الجهة من السرير ستكون الشاغرة
في حال قررت النوم هنا فأنا أعرفه جيدا منذ نام بغرفتي في السابق يحب النوم في
الظلام الدامس توجهت ببطء إلى السرير ونمت عليه بهدوء أطفئت النور ونمت سريعا


مرت الأيام القليلة التي تليها بسلام كما اتفقنا كل واحد منا يحاول تجنب الآخر
قدر الإمكان إلا للضرورة وبكلمات مختصرة جدا وهدوء تام وجاهدت نفسي
أن لا أتحدث معه ببرود كي لا أتسبب بمشكلة جديدة واستمر الوضع ليلا بتسللي
لغرفة النوم لأنام هناك بصمت وهدوء سوى من بعض الكلمات الجانبية

( أوقظيني عند الثامنة , أعطني منديلا لقد انسكب الماء من القارورة , اخفض التدفئة قليلا )

وغيرها من الكلمات المبتورة والنادرة جدا حتى تلك الليلة التي نمت فيها بهدوء كالعادة
فشعرت بيد غيث تتسلل ناحيتي ثم أمسك بذراعي وسحبني نحوه ببطء وصمت كنت
أعلم أن هذا سيحدث وليس لرجل أن يقاوم امرأة تنام معه على سرير واحد مهما كان
ما بينهما لم أقاوم سحبه لي فأنا من قلت ذلك الكلام في الشرفة ولن استطيع فعل النقيض
الآن ولم يقل غيث شيئا سوى أنه همس في أذني قائلا

" لا نريد أبناء الآن حتى نرى ما سوف يؤل له الأمر "

لم أتلفظ بأي كلمة وانتهى الأمر في برود وصمت كما في الليالي التي تليها وبعد عدة
أيام أخبرني أنه سيأخذني لوالدتي لم اصدق ما سمعت أذناي سيأخذني لها وسيتركني
لأيام معها ووحدي أيضا لكني لم أظهر تلك الفرحة لأني أعلم إلى أين سيسافر به خياله
وقلت بتصنع

" يوما واحدا يكفي لذلك سأعود معك "

قال معترضا " لا لن يكفي لأنك ستحتاجين لمدة طويلة لتزوريها ثانيتا "

قلت بهدوء " لا بأس كما تريد "


ثم صعدت لغرفتنا كالبرق وجهزت ثيابي وسافرنا ذلك اليوم بالطائرة طبعا , النقود
تنفع أحيانا كثيرة فما أسهل السفر الآن عن السيارة لقد كنا عائلة ميسورة الحال نوعا
ما فقد ترك لنا والدي بعض الأملاك وزد عليه الراتب الذي كان يصرفه لنا والدي شامخ
ولكن السفر مجيئا وذهابا سيكون مكلفا جدا بسبب اعتماد الدولة على السياحة والحدود قريبة
بعض الشيء فكنا نستقل السيارة , كانت الرحلة هادئة والصمت سيد المكان طبعا كعادتنا
مؤخرا بعد وصولنا ركبنا السيارة متجهين لمنزل والدتي الذي يكون في المدينة المجاورة
وبعد صمت طويل تكلم غيث قائلا

" رنيم ليس علي إعادة ما سأقوله الآن "

قاطعته قائلة بهدوء

" أجل أعلم أقسم أنني لن أخرج ولن أتحدث بهاتف والدتي ويمكنك أخذه معك إن أحببت "

قال بحدة " وابن خالتك لن تقابليه أبدا "

تنهدت وقلت " لم أفكر في فعل ذلك من أساسه , غيث اسمعني جيدا اقسم لك برب السموات
أنه ليس بيني وبين ابن خالتي ما تضن ولم نتحدث يوما لوحدنا أو حتى نجلس ولم أفكر يوما
بالارتباط به لولا ظروفي وإلحاح والدتي علي حتى أن والدي شامخ كان يرفض الفكرة في حياته "

نظر لي باستغراب وقال " والدي كان على علم بالأمر "

قلت وأنا أنظر ليداي " نعم وقد ألزم علي أن لا أوافق إلا على من يوافق هوا عليه
ورحبت بالفكرة فقد كان كل همي هي دراستي ولم أكن أفكر في الزواج لا من أدهم
ولا غيره كانت كل أحلامي أن أتخرج وأعمل وأبني مستقبلي وأنضج وتنضج أفكاري
قبل أن أفكر في الارتباط بأحد ولكن الله أراد غير ذلك "

قال بهدوء " وبعد وفاة والدي ما كان رأيك "

قلت بعد صمت " لقد كان ثمة اتفاق بيني وبين والدك أن لا أتزوج إلا بعلمه وبمن
أراد ولو بعد موته لم أفهم شيئا من ذلك ولكن حين علمت بالوصية فهمت لما كان
يرمي بكلامه لكنني لم أتوقع أن يحدد بمن أتزوج كنت أتوقع أن يحررني من اتفاقنا
فقط ولم يخطر ذلك ببالي يوما فهوا يعلم جيدا رفضي للزواج قبل مرور سنوات "

تنهد بضيق ثم قال " إذا لا علاقة بينك وبين ابن خالتك "

قلت بعد صمت " لا ولا من أي نوع "

قال ببرود " ولكن الأمر مختلف بالنسبة له فلا تقابليه أبدا "

قلت بابتسامة " لو لم أكن أعلم مشاعرك اتجاهي لقلت أنك تغار علي "

ابتسم بسخرية وقال " وماذا إن كان كذلك "

قلت بعد ضحكة خفيفة " لن ارجع معك حينها أبدا لأنك لن تكون طبيعيا وثمة جن ما قد سكنك "


ضحك كثيرا وأنا أنظر له بصدمة واستغراب فلأول مرة يضحك لكلماتي ونحن وحدنا
أيضا يا لا العجب نظر لي وقال

" لما تنظري لي هكذا "

قلت بابتسامة " يبدوا أن الجن قد بدأ بالاقتراب منك "

ضحك من جديد , جيد يبدوا الوقت مناسبا لتفجير القنبلة انتظرت حتى سكت ثم نظر إلي فقلت

" غيث أنا حامل "

نظر لي مطولا دون استيعاب ثم قال " ماذا "

نظرت جهة النافذة وقلت " أنا حامل "

تجنبت النظر إليه خوفا من ردة فعله ولكن الصمت كان هوا رده الأول ثم قال

" الم نتفق على غير ذلك كيف حدث الأمر هذا مستحيل "

نظرت له بصدمة وقلت " ما تعني بذلك هل تتهمني يا غيث "

قال بضيق " ومن قال أنني أتهمك لا تفهمي ما أقول كما تريدي أنا أعلم أن الكثيرات يحملن
رغم حرص الرجل ولكنني نبهتك لذلك كان عليك أن تجدي لك وسيلة ما "

قلت بضيق أكبر " ما حدث تلك الليلة هوا كان السبب هل لي أن أحتاط يومها اعذرني فأنت
لم تعطني إنذارا قبلها "

نظر لي بصمت ثم قال " منذ متى حملتي "

قلت ونظري للأسفل " منذ شهرين "


ضغط بيديه على المقود بقوة ولم يتحدث فقلت بهدوء حزين

" أعلم أنك لا تريد ذلك ولكن لا دخل لي بما حدث ولم اعلم إلا بعد شهر "

قال بحدة " ولما لم تخبريني "

قلت بعد تردد " لم أجد وقتا مناسبا وخشيت أن تغضب مني لا أعلم لقد كنت محتارة ومترددة "

تنهد وقال " ومن يعلم بذلك "

قلت " لا أحد غيرك "

قال بعد صمت ومن بين أسنانه " وكأنه تنقصني مشاكل "


أمسكت نفسي بصعوبة عن قول أي كلمة كي لا تكبر المشكلة , سيتركني الآن هنا ويعود حتى يهدا
ويستوعب الأمر قليلا

وصلنا حينها للمنزل فقال لي " سأعود لأسلم على والدتك بلغيها أسفي فلدي أمر مهم هنا "

قلت بهدوء " حسننا "

ثم قال كلمة جعلتني أقف مكاني وأنا أوشك على النزول حين وصلني صوته قائلا

" اعتني بنفسك "

ولكن كرامتي كانت مجروحة منه حد الألم فقلت " أعلم فلا تنقصك مشكلات "


ثم نزلت متوجهة من فوري لباب المنزل ولم أره حتى عندما جاء ليرى والدتي
وها قد مرت عدة أيام على وجودي هنا وهوا يتصل بوالدتي مرتين يوميا أعلم لما
يفعل ذلك يدعي السؤال عني خشية أن تشك والدتي بالأمر , كان سيأتي في الغد
لإرجاعي ولكنه اتصل ليقول أن صهيب قادم في الغد وثمة أمور ستمنعه من المجيء
هوا يحمل هموم العائلة كلها لقد لاحظت ذلك كثيرا فهوا أشدهم عند الصعاب وأقواهم
عند الشدة لذلك أختاره والدي شامخ زوجا لي ليحميني كما يعتقد ولكنه حماني وأذاني

لم أخبر والدتي عن حملي إلا الأمس وقد فرحت بذلك كثيرا حتى حور سرها الخبر
عند اتصالها بي اليوم رغم أنها تعلم ما بيني وبين غيث الكل يبدوا لي مسرورا بذلك
إلا من يعنيهم الأمر


دخلت والدتي بعد بقائي لساعات مع همي وأفكاري لتخبرني أن غيث ينتظرني
في الأسفل ويريد رؤيتي

فقلت بفزع " قال أنه لن يأتي ماذا هناك هل حدث لهم مكروه يا ترى "

قالت بحيرة " لا اعلم ولا يبدوا لي بمزاج جيد يبدوا غاضبا جدا "


نزلت وكلي حيرة وخوف من ما ينتظرني منه فأنا أعرف غضبه جيدا









نهاية الجزء الثامن عشر


ما ينتظر رنيم وما سيكون مستقبل طفل بينهما وما سبب غضب غيث

أديم ما الكلمتان التي كتبهما لليان .... ههههه هذي حطيتها في الجزء السابق بالغلط

صهيب هل سيجبر ميس على الزواج به وهل سترضى هي بذلك وما سيواجه
ميس بعدما حدث ومن وراء الفضيحة


كل هذه وغيرها من الأحداث انتظروني لمعرفتها ولا تحرموني توقعاتكم التي
تسعدني وتخيفني دائما



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 25-11-14, 01:47 PM   #22

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء التاسع عشر والجزء العشرون


غيث








لا أعلم من أين تتقاذف عليا المشكلات لم أفكر للحظة أن يحدث ذلك ( حامل ) ولكني

لن أتخلى عن ابني ولن يكون سببا لربطنا بمصير مجهول لن يسعد كلينا سيكون معي

ولو نمنا في الشارع لكن زوجة امرأة هذا شيء لا يمكنني استحمال وجوده طويلا ولا

أريد أن تسيطر عليا الأفكار السوداء فرنيم لا تخرج ولا رجال يأتون هنا لا تشك في

أخوتك يا غيث أووووووف من أين تأتيني كل هذه الأفكار


" غيث ألن تذهب لجلب رنيم "

قلت بهدوء " لا أعلم كنت سأجلبها عند الغد لولا صهيب ومشاكله التي لا تنتهي "

قالت بحنان " ولكن قد تتأزم بعض الأمور هل ستتركها هناك "

قلت ببرود " أفكر في الذهاب اليوم لا حل أمامي "

قالت " هل أخبرتها بذهابك "

قلت بذات البرود " لا لقد أخبرتها أنني سأؤجل رحلتي , على كلن لا يحتاج الأمر أخبارها "

قالت بحيرة " ما بك يا بني أراك شارد الذهن كثيرا "

ثم أضافت بابتسامة " يبدوا لي غياب رنيم لم يكن فكرة جيدة "

نظرت لها ببرود وقلت " نحن ننتظر مولودا يا أمي "

سُرت أساريرها وكأنني أخبرتها أن والدي عاد للحياة من جديد وقالت بفرح

" حمدا لله مبارك عليكما يا غيث كم أسعدني هذا لقد كنت خائفة من هذا الموضوع "

نظرت لها بحيرة وقلت " خائفة من ماذا , أن لا ننجب مثلا "

قالت بهدوء " بل من أن تكون العلاقة بينكم وزوجاتكم سيئة لهذا الحد فأنتم متزوجون

منذ أشهر ليست بقليلة ولم تحمل لا حور ولا رنيم "

تنهدت بضيق وقلت " بقي لك زبير إذا ليشغل تفكيرك "

تنهدت بارتياح وقالت " يكفيني أن أرى ولو ابنك أنت فقط "

يالك من امرأة يا أمي رغم أني لست ابنك ولكن لم أشعر بذلك معك يوما

قاطعت أفكاري قائلة " هل أخبرك صهيب شيئا "

قلت بحدة

" لا يخبر ذاك إلا بالسوء الفتاة وصلت أخبارها لكل الصحف وهوا وجنونه لا يفترقان أبدا "

وضعت يدها على فمها بصدمة وقالت " ماذا الصحف هل انتشر خبر الاختطاف "

نظرت لها بحيرة وقلت " ألم يخبرك أحد بذلك "

قالت بحزن " ومن سيخبرني صهيب الذي لا يتحدث معي حتى بالهاتف أم أديم الذي

انقطعت أخباره ولم يحظر هذه الإجازة أم بحر الذي أصبح غير موجودا إلا بالاسم

فقط حتى زبير كثر سفره ولم نعد نراه "

قلت بضيق " أحدهم نقل الخبر للصحف وأصبح الموضوع على كل لسان ستأتيك

صديقات السوء لأخبارك في أي لحظة "

قالت بصوت دافئ وحزين " آه يا لها من مسكينة تلك الفتاة تعاني الاختطاف ثم الفضيحة الآن

اللوم على صهيب لما لم يخلصها منذ البداية هوا السبب فيما حدث لها "

تنهدت وقلت " لن يجدي إلقاء اللوم الآن شيئا لقد حدث ما حدث وانتهى "

قالت بهدوء " وما تفكرون به الآن هل سيجلبها هنا "

قلت بضيق " نعم قال أنه سيجلبها معه في الغد "

ثم وقفت وقلت " عليا المغادرة الآن الرحلة ستستلزم وقتا "

قالت بحيرة " هل ستذهب الآن"

قلت مغادرا " نعم فلا وقت لدي عليا أن أكون هنا عند المساء "

وصلت إلى هناك جوا ثم برا وما أن وصلت حتى رأيت مالم ولن يسرني رؤيته أبدا

كان أدهم مغادرا المنزل لقد شعرت بالأبخرة تتصاعد من رأسي ولو كانت

رنيم أمامي الآن لفصلت رأسها عن جسدها دخلت المنزل بغضب لو أخرجته

لفجر المكان فقابلتني والدتها في الخارج وكما يبدوا لي أنهم كانوا يجلسون

بالحديقة ألقيت التحية وعيناي تتجولان وتبحثان في كل مكان ثم قلت بضيق

" أين هي رنيم "

قالت بابتسامة " حمدا لله على سلامتك أولا , لما لم تخبرنا بقدومك "

قلت بهدوء مصطنع " سلمك الله يا خالة ولكن لم تجيبي عن سؤالي "

قالت بذات الابتسامة " إنها في الأعلى في غرفتها "

قلت بضيق " ألم تكن معكما هنا "

قالت بحيرة " معنا من نحن "

كادت عيناي تخرج من الصدمة ألا تعلم والدتها بمن خرج من هنا ويلك مني يا رنيم

قلت بضيق أكبر " هلا استدعيتها من فظلك بعد أن ندخل للداخل "

قالت باستغراب من نبرتي وغضبي " حسننا يا بني كما تريد "

دخلنا للداخل توجهت لمجلس الضيوف وبعد لحظات جاءت ودخلت الغرفة فقلت بحدة

" أغلقي الباب خلفك "

نظرت لي نظرة خوف لأول مرة أراها في عينيها ثم قالت " غيث ماذا هناك "

تنهدت بل زفرت نيرانا تخرج من جوفي وقلت بغضب

" أغلقي الباب يا رنيم فنهايتي أو نهايتك ستكون اليوم "

تراجعت خطوتين للوراء وقالت

" غيث أنت في حالة سيئة من الغضب لن نستطيع التحدث الآن "

توجهت ناحيتها وأمسكتها من يدها سحبتها للداخل وأغلقت الباب ثم قلت بغضب

" ماذا كان يفعل ابن خالتك هنا "

قالت بضيق " اسأل والدتي هي من تعلم ولست أنا "

قلت بغضب أكبر " والدتك لا تعلم بوجوده هنا يا رنيم "

صرخت بغيض " ما تعني بما تقول أنا لم أره أو أتحدث معه واسأل والدتي عن الأمر "

توجهت ناحيتها أمسكتها من ذراعها بقوة وقلت بصراخ

" أخبرتك أن والدتك لا تعلم تكلمي يا رنيم قبل أن ارتكب فيك جرما "

قالت ببكاء " توقف عن ذلك واترك يدي يا غيث أنت تؤلمني , رغم حلفي لك وتحدثي

معك ولكنك لا تكف عن اتهامي "

قلت وكل شياطين الأرض تقفز أمامي

" لن أتق بك ولا بأي امرأة يا رنيم هل تفهمي وها قد أتبتي لي ذلك "

دخلت حينها والدتها وقالت بخوف " ما بكما يا غيث لما كل هذا الصراخ "

صرخت و رنيم لازالت ذراعها بقبضتي " مع من كانت ابنتك قبل قليل "

قالت والدتها بدهشة " كانت في غرفتها "

ثم أضافت بهدوء

" غيث يا بني اهدأ فالأمور لا تحل بهذه الطريقة ولا تنسى أن بينكما طفلا "

قالت رنيم ببكاء " إنه طفلي هوا لم يرده أبدا "

ضغطت على ذراعها بقوة أكبر وقلت من بين أسناني

" لا تحلمي أن أترك ابني لخائنة لتربيه لن يتكرر ذلك فهمتي "

قالت بغضب " أنت مريض يا غيث مريض ولا أمل في الحياة معك وأقسم ولن أكون

رنيم لو لم تفكر أن هذا الطفل ليس ابنك "

نظرت لها بصمت ولم استطع الإنكار أو التحدث فكانت ردة الفعل من والدتها التي شهقت

بصدمة وقالت " ماذا ... ما الذي يحدث بينكما أنتي قلتي لي مرارا يا رنيم أن أمورك جيدة هناك

ما هذا الذي اسمعه منكما للتو "

قلت بغضب " اسألي ابنتك , اسأليها إن كان أد...... "

قاطعتني رنيم قائلة " انتظر فأنا من سيسألها لأني أعلم جيدا عقلك إلى أين سيحملك , أمي مع

من كنتي عند مجيء غيث "

نظرت لي ولها ثم قالت " كنت لوحدي "

نظرتُ لها فكانت الصدمة تعلوا وجهها كنت سأتحدث لولا أنها قالت

" أمي من كان معك قبل وصوله مباشرة وليس عند دخوله "

قالت والدتها بسرعة " كان معي أدهم أبن خالتك وخرج أمام عيني قبل دخول غيث بدقائق "

قالت رنيم ببكاء " وأين كانت ابنتك الخائنة هذه حين قدومه "

قالت بحيرة

" كنتي في غرفتك طلب رؤيتك ولكنك لم تنزلي ولما خائنة أنا من رباك وأعرفك جيدا "

قالت بألم " بل نتائج تربيتك كانت ابنة خائنة لا تستحق حتى الخروج أو التنفس "

أفلتت ذراعها وقلت بحدة " وماذا أراد منها , ماذا كان يريد "

قالت والدتها " لا أعلم أخبرني أنه يريد التحدث معها وعندما أخبرتها قالت أنها متعبة ولا

تريد النزول فطلب مني أن تحدثه بهاتفي ولكنها رفضت فتحججت له تجنبا للإحراج "

تنفست بغيض وضلوعي تكاد تتهشم من الاشتعال الذي كان بداخلي لقد تجنبت رنيم ذكر

اسمه لوالدتها كي لا أشك أنها لفقت الموضوع معي لتحمي ابنتها بقيت أتنهد بضيق وازفر

كالتنين في صمت نظرت لي رنيم وقالت بحدة

" أنا لن أذهب معك ولا أريدك ولا طفلي أيضا أخرج من حياتي يا غيث "

قلت بغضب وأنا ألوح بيدي في الهواء

" لا تحلمي أن اترك ابني ليربه ابن خالتك هذا ابني من حقي وأنتي

وهوا للجحيم "

ثم توجهت عند الباب وقلت " أنا انتظرك في الخارج "

قالت بحرقة " لن أذهب معك ولا مع ابن خالتي ولا أي رجل أكرهكم جميعا هل تسمع "

ضربت الباب بقبضة يدي وقلت بغضب " لا تعانديني يا رنيم لأنك وحدك من سيخسر "

وخرجت للخارج أنفت بقايا نيران غضبي , ذاك التافه ماذا يريد منها هل يعلم بأمر الوصية

يا ترى وينتظر فكاكها أم ماذا هناك , بعد بعض الوقت جاءتني والدتها وقالت بضيق

" أدخل معي للداخل يا غيث دعنا ننهي هذا الأمر "

قلت بضيق أكبر " الأمر انتهى وعليها الخروج الآن لنغادر فلا وقت لدي "

تنهدت وقالت " أدخل ولو احتراما لي رجاءا يا غيث "

وقفت وقلت " من أجلك فقط وكلامي لن اثنيه أبدا "

قالت بهدوء " أدخل ولنرى ما سنفعل "

دخلت اتبعها فوجدت رنيم تجلس بمكانها حيث تركتها وتبكي بشدة توجهت

والدتها ناحيتها أمسكتها من يدها وقالت

" توقفي عن البكاء يا رنيم وتعالي لتغسلي وجهك ونتحدث جميعنا "

قالت رنيم بغضب " لن أتحدث مع أحد فاتركاني وشأني "

صرخت والدتها بغيض وقالت " أنا أكبر منك ومن زوجك وعليكما احترامي وافعلي

ما أقول يا رنيم هذه ليست عادتك معي "

وقفت رنيم وقالت " آسفة يا أمي "

ثم خرجت وعادت بعد لحظه وجلست مكانها ووجهها شديد الحزن وخداها مشتعلتان من

الاحمرار تنظر للأرض في صمت فأمسكت والدتها بهاتفها وقالت

" سأتصل الآن بأدهم وستتحدثين معه أمام زوجك وتفهمي منه سبب زيارته "

اكتفيت بالصمت لغضب والدتها الشديد فما كنت لأسمح لها بالحديث معه لولا ذلك

اتصلت به ووضعت الهاتف أمامها وفتحت مكبر الصوت فقال أدهم

" مرحبا خالتي هل من مكروه "

قالت بهدوء " مرحبا يا أدهم هذه رنيم معك لتتحدث معها "

قال بعد صمت " مرحبا رنيم كيف أنتي قالت لي خالتي أنك متعبة "

نظرت لي بحزن واكتفت بالصمت جاء صوت ابن خالتها قائلا

" رنيم هل تسمعينني "

تنهدت وقالت ببرود " نعم أدهم أنا أسمعك , ماذا كنت تريد مني "

قال بلهجة غريبة " ماذا بك يا رنيم هل أنتي بخير علمت أن قدومك لأيام هنا ليس طبيعيا

وصوتك الآن أكد لي ذلك "

قالت بضيق " أدهم هل لهذا تريد الحديث معي منذ متى كنا نتحدث في الخصوصيات "

قال بهدوء " آسف يا رنيم لإزعاجي لك ولكن كما تعلمي كنا سنتزوج لولا ما حدث "

قالت رنيم بحدة

" ولكن لم يحدث ذلك فما تريد مني يا أدهم أنا متزوجة ولا أريد مشاكل مع زوجي "

تحولت لهجته للغضب وقال

" ولكني كما تعلمي رغبت بك كزوجة أعلم أنك لم تبادليني المشاعر يوما ولكن

أعلمي أن زواجك من ذاك لا يريحني وأشعر أن موضوعا ما وراء ذلك فإن أكدتِ

لي ذلك الآن فسأتصرف في الأمر بنفسي "

توجهت جهة الهاتف وأخذته من على الطاولة وضربته بالحائط فتحول لقطع ثم قلت بغيض

" رنيم ألم أطلب منك التحدث معه سابقا ألم نتفق على ذلك "

قالت بضيق " لقد فعلت فما ذنبي أنا إن لم يقتنع "

قلت بحدة " لأن فـــــ ..... "

قاطعتنا والدتها قائلة " توقفا كليكما عن هذا الجدال الغير المجدي , واجلس أنت يا

غيث هنا بجانب زوجتك واستمعا لما سأقول "

جلست أتنهد بضيق وأشاحت رنيم بنظرها جانبا فجلست والدتها أمامنا وقالت

" اسمعاني جيدا كليكما أنتم لستم صغارا على ما يجري الآن لتتصرفا كمراهقين "

قاطعتها رنيم تود الاعتراض على كلامها لكنها قالت بغيض

" رنيم لا تقاطعيني وأنا أتكلم "

سكتت متضايقة وتابعت والدتها قائلة " أعتقد أنكم ارشد من هذه التصرفات الصبيانية

وتعلمان جيدا أن مصير عائلة كاملة بين يديكم والتهور سيدفع ثمنه غيركما فلو كان

وحدكما المتضرران فذلك سيكون قراركما وعليكما تحمل نتائجه ولكن أن تدمرا تلك

العائلة فهذا ما لن أسمح أنا به , وأنت يا غيث تعلم أن من ربى رنيم هوا من رباك

والسهم الذي ترميه في مرمى تربيتي لها يصيبني كما يصيبك أنت ويصيب والدك

, و رنيم لم توافق يوما على الارتباط بأدهم واتهامك لها دون دليل شيء لن أرضاه

لي قبل ابنتي وأنتي يا رنيم لم أربك يوما على أن ترفعي صوتك في وجه زوجك

أو أن تخالفي أوامره , هذا الرجل الذي اختاره لك والدك الذي رباك وعصيانه

عصيان لوصيته ولتربيته وأن تتهمي زوجك باتهامه لك في شرفك ونسب طفله

لغيره دون أن يذكر هوا ذلك شيء لن أرضاه لغيث "

قالت رنيم بحدة " اسأليه يا أمي فليقسم أمامك أنه لم يفكر بذلك "

قلت بهدوء " أنا آسف يا خالتي لم أقصد إهانتك أو اتهامك في تربيتك لها "

تنهدت وقالت " أنت مدين باعتذار لرنيم أيضا وهي عليها طاعتك فيما تقرر وتقول , ومن

خالف ما أقول فلن يخاطب لساني لسانه أبداً ما حييت "

بعد صمت طويل ساد المكان نظرت جهة رنيم التي كانت تنظر للأرض بحزن وقلت

" أنا آسف يا رنيم "

ثم نظرت لوالدتها وقلت " ولكن عليكم أن تجدوا حلا لابن شقيقتك ذاك لأنني سأقتله "

قالت بهدوء " أنا من سأتفاهم معه وسينتهي الأمر ولكن هل ستنتهي المشكلات بذلك "

كان الجواب هوا الصمت فلن أعدها بما لا أستطيع ثم وقفت وقلت

" أنا انتظرك في السيارة يا رنيم فلا تتأخري "

بعد دقائق غادرنا البلاد في صمت موحش طوال الرحلة وكأنه لا يوجد

في السيارة أو الطائرة أحد













ليان










كانت هذه الليلة من أسوء ليالي حياتي التي بدأت منذ أيام بعد أن ضربني شقيقي حتى

تعب بعدما أخبره شاهد أنني على علاقة برجال وأخرج معهم , سمعت صوت خشخشة

عند السور الخلفي لمنزلي فأنا أتجول بحذر كل ليلة وابقي أذناي مفتوحتان طوال الليل

اقتربت من السور ووجدت أحدهم يحاول تسلقه فهوا كان مرتفعا بعض الشيء ركضت

لهاتفي السري واتصلت بوسيم ثم اتجهت من فوري لحجرة عمي لأخرجه معي فلن أطمئن

لبقائه بعدي وليس لدي مكان أذهب إليه سوى منزل وسيم رغم علمي أنه لو كان نائما

فلن يسمع طرقي على الباب ولكن كان يكفيني أن التصق بالباب لأشعر بالأمان ستقولون

عني مجنونة ولكنها الحقيقة فعندما لا يكون لك من تستند إليه وقت الشدة فستتعلق ولو

بالأوهام وليس بحقيقة موجودة وإن كانت خلف باب موصد فأنا أعلم ما يفكر به شاهد

فلو فعل بي أي شيء لن يصدقني أشقائي بسبب كذبه عليهم ولن ينصفوني في كل

الأحوال وما أن خرجت من المنزل حتى وجدت وسيم خارجا بسرعة من منزله

ركضت جهته دون شعور وكأنني حلمت حلما مستحيلا وتحقق فجأة فأمسكت

بيده وكل ما أخشى أن يكون خيالا وأردت التحقق منه اختفى داخل المنزل طويلا

ثم عاد يجر شاهد في يده وكأنه قطعة قماش ورماه أمام قدماي ثم غادر لمنزله وعاد

حاملا دفتره وما أن قرأت ما كتب حتى تجمدت من الصدمة فقد كتب لي

(هل تتزوجينني )

بقيت أنظر إليه بصدمة مطولا فكتب ( هل لأنني أخرس )

أومأت برأسي نفيا وقلت " لا لما تفهمني هكذا ولكن .... آه ياله من إحراج "

كتب ( أنا من سيقوم برعايتك وعمك وسأوفر لنا سكننا ولن تعملي عملك ذاك بعد اليوم

وسنعطي المنزل لأخوتك لنرتاح من مشاكلهم )

تنهدت وقلت " لقد فاجأتني حقا يا وسيم "

كتب ( ماذا تقولي فأنا لا أسمعك )

كتبت له ( وما تفعله بزوجة لا شيء لها حتى المنزل ستخسره ومعها عمها الضرير

لتزيدك هما فوق همومك )

كتب لي ( إن لم يكن خرسي هوا السبب فواقي يا ليان ليرتاح ضميري أرجوك )

نظرت له باستغراب ثم كتبت ( وما شأنك أنت ليؤنبك ضميرك )

كتب وفي عينيه نظرة ضيق

( لا تسأليني يا ليان قولي الآن رأيك لنجد حلا لهذا الملقى أرضا )

كتبت ( أعطني مهلة أفكر )

كتب ( إذا ترفضين عرضي )

أومأت برأسي نفيا فابتسم لي فابتسمت بخجل وقلت بهمس

" يا لي من حمقاء متسرعة حتى مع الذين لا يسمعون , هل استحق كل هذا يا ترى شابا

وسيما ومؤدبا وشهما وأنيقا حتى , وكأنه لا يمد للفقر بصلة "

كتبت له ( موافقة ولكن بشرط )

نظر لي باستغراب فكتبت ( لن أعود للعمل في الشركة )

ابتسم وأومأ برأسه موافقا ثم كتب

( وأنا لدي شرط , لا تسأليني عن عائلتي وماضيا شيئا مهما حدث )

نظرت له بتوجس وخوف فكتب لي

( لا تخافي فليس لي جرائم أو مطارد من الشرطة فقط أريدك بعيدة عن كل عالمي الحقيقي

وأن أكون دائما وسيم الذي عرفت فقط )

هززت رأسي بالموافقة ثم كتبت له ( وما نفعل بهذا المرمي تحتنا )

كتب لي

( دعيه سيستفيق وحده وأغلقي منزلك وتعالا لمنزلي عند الفجر سآخذ عمك للمحكمة لننهي الزواج )

وقفت مترددة ولكنه سحبني من يدي وأدخلني منزله ثم عاد وأخذ عمي إلى هناك أيضا

دخلت المنزل كان شبه فارغ من الأثاث نظر من حوله ثم كتب

( تعاليا معي لغرفتي فهي الوحيدة المفروشة هنا )

دخلنا الغرفة كانت بخشب جديد وراقي بعض الشيء وتبدوا لي باهظة الثمن الثياب كانت

في كل مكان والفوضى تعم الغرفة حك وسيم رأسه بخجل وكتب

( هذا مؤقت فقط عند الصباح سنستأجر غيره )

كتبت له ( لا بأس سأقوم بترتيبها )

خرج خارجا لا أعلم إلى أين وبدأت بترتيب غرفته كانت ثيابه قليلة وكأنه يقضي وقتا

قصيرا هنا أو أنه لا يملك غيرها رتبت قدر المستطاع وفي أسرع وقت ثم ذهبت للمطبخ

فلم يكن أقل منها فوضى تنهدت وقلت " آه ليت منزلك مرتب مثلك يا وسيم "

أحسست بشيء ما خلفي فابتعدت مفزوعة ثم قلت " آه لقد أفزعتني "

كتب لي مبتسما

( لا تتعبي نفسك في تنظيف هذا فسننتقل من هنا عند الغد , يمكنك النوم بغرفتي )

قلت بهدوء " وتحسبني وقحة لهذا الحد لا ينقص إلا أن أسحبك معي لها "

كتبت له ( عليا جمع أغراضنا من منزلي )

كتب لي

( لن تعودي إلى هناك سنجلب أوراق المنزل وأوراقكم الضرورية فقط والباقي سنشتريه )

نظرت له بصدمة ثم كتبت ( ولكن لما نشتري سيكلفك ذلك كثيرا )

كتب لي ( ليان عليك أن تتعلمي شيئا وهوا أن لا تناقشيني فيما أقرر راتبي جيد وليس لدي

أحد وسنشتري الثياب والحاجيات لك ولعمك وانتهى الأمر )

ابتسمت وقلت " يالك من رجل يا وسيم للجحيم كل الرجال الذين بألسنتهم "

ثم كتبت له ( لو لم تصبح زوجي ما قبلت منك ذلك ولو حفيت )

كتب لي متبسما ( من الغد فصاعدا ستطلبين مني كل ما تحتاجينه وإلا ضربتك فهمتي )

ضحكت لما كتب وكتبت ( تضرني من أول يوم )

كتب ( وأكسر رأسك أيضا فليان القديمة ستبقى هناك في منزلها القديم )

تنهدت وقلت

" بل كل ذكرياتي الجميلة ستبقى مع منزلي هنا والدتي وطفولتي وصباي وكل شيء "

نزلت من عيني دمعة مسحتها لتلحق بها الأخرى رفع وسيم وجهي بأصابعه ومسح

دموعي بإبهامه ثم ابتسم سمعنا صوت جلبة ثم أحدهم قال

" ليان أين ذهبتي وتركتني يا ابنتي فأنا لا أعرف السير في هذا المكان "

ركضت بسرعة باتجاه عمي وأعدته للغرفة وطلبت منه النوم هناك وبقيت بجانبه

حتى الصباح كم أتمنى أن لا أكون تسرعت في هذا فأنا لا أعرف عنه شيئا

سوى اسمه فقد يكون متزوجا وتهجم عليا زوجته يوما وتحطم لي وجهي

آه ولكن من لي بعد الله غيره الآن فلن يتركني شاهد وشأني خصوصا بعد

ضرب وسيم له وقد يؤديه هوا أيضا لا بأس يا ليان على الأقل وسيم ليس

غنيا كصاحب الxxxxات ولا صعلوكا كشاهد وشقيق شروق هوا شهم ومؤدب

وفقير كما أريد












أُديم











أعلم أنه قرار مجنون ولكني لم أتسرع في اتخاذه أبدا فهذه الفتاة لن يتركها شاهد وشأنها

أبدا فلم يعد هدفه الزواج بها وما حدث الليلة أكبر دليل على ذلك وكل هذا وغيره بسببي

أنا فمنذ البداية لعبت معها لعبة من الذي يثبت غروره ويكسر الآخر ولم أفكر في مصير

هذه المسكينة وأنها ليست ندا لي

على كل حال فأنا أحاول النظر للجانب المشرق في الأمر فهي فتاة محترمة وطيبة قلب

وجميلة وماذا أيضا يا أديم حاول أن لا تتراجع أو تغير رأيك على كل حال هي ستعيش

هنا وأنا لن أتركها حتى بعد اقتسام الميراث وانتهاء مهمتي هنا وسأنقلها هناك فيما بعد

ولن يعلم بها أحد ويمكنني الزواج بغيرها متى أردت لتكون تلك زوجتي أمام الناس .


كنت جالسا بجوار غرفة نومي والأفكار تسافر بي وتعود حتى طلع أول خيوط الفجر

فخرجت ليان ووجدتني هناك ابتسمت وقالت

" هاهي المتاعب بدأت تنهال عليك من الليلة "

أشرت لها بأصبعي للحمام وشعرت بارتباكها وخجلها فوقفت مغادرا للخارج هذه

الفتاة غريبة بالفعل لما لا تنظر لعيوبي لا أنني أخرس ولا مجهول الهوية ولا

فقير وبلا منزل حتى , هي لا تفكر بذلك بل رأت أني ورطت نفسي بها

عدت بعد فترة دخلت الحمام وتوضأت وصليت الفجر ثم سمعت صوت جلبة

عند المطبخ توجهت إلى هناك فكانت كما توقعت ليان تحاول إيجاد شيء ينفع

كإفطار لنا جلبت الدفتر وكتبت لها

( سأجلب شيئا نأكله فلا تتعبي نفسك في هذا )

ابتسمت وخرجت من المطبخ متوجهة لعمها في صمت خرجت بعد ذلك بوقت

وجدت لنا منزلا مناسبا في حي متواضع لكنه جيد والمنزل كان حديثا وجديدا

بعض الشيء جعلته يكون الأقرب للبساطة لكي لا تشك ليان بالأمر , أسهل شيء

تجده هنا هي الإيجارات فالأغلب يترك الجنوب قاصدا العاصمة وما حولها

من مدن عدت لهم بالطعام واستأذنت للخروج برفقة عمها لنكمل باقي الترتيبات

وجلبنا من منزل ليان جميع أوراقهم حاولت ليان أخذ بعض الحاجيات ولكني

اكتفيت بالنظر لها بضيق فتركتها وأخذت تذكارا واحدا فقط لوالدتها

خرجت بالعم سيرا على الأقدام حتى مسافة قريبة ثم أخذته بسيارتي التي لو

رآها لما ركبها لشكه أني سرقتها من أحد الأغنياء بعد وقت نظرت ناحية

الجالس بجواري في السيارة وقلت بهدوء " عم سعيد "

تلفت حوله كثيرا ثم قال " هل من شخص هنا هل ناداني أحدهم "

قلت بذات الهدوء " هذا أنا وسيم أتكلم معك "

قال بصدمة " وسيم الأخرس "

قلت بابتسامة " نعم وسيم الأخرس زميل ليان ومن سيكون زوجها "

قال باستغراب " كيف ... هل أنت لست بأخرس "

قلت " نعم وأسمي ليس وسيم أيضا ولكن عليك أن لا تخبر ليان بشيء "

بدت على ملامح العجوز القلق فقلت مطمئنا

" لا تخشى يا عم فلن يمس ليان سوء مادمت على قيد الحياة وأنت وهي في رعايتي "

قال بعد صمت " ولما تخفي حقيقتك وحقيقة اسمك لما لا تخبرها بالحقيقة "

تنهدت وقلت " عم سعيد إن حكيت لك كل شيء هل تساعدني وتتكتم على الأمر "

قال بابتسامة " لقد أحببت شهامتك مع ابنة أخي ولن أخذلك أبدا "

حكيت له عن كل شيء عن أسمي وعائلتي ووصية والدي وحتى ما جرى لي مع

ليان وهوا يستمع بصمت ودون مقاطعة فكبار السن يستمتعون بلباقة يفتقدها الكثير

من الشباب وبعد أن انتهيت قال بهدوء

" حكايتك غريبة جدا يا بني أرجوك يا من كنت تكون وسيم أو الآخر لا تظلم ابنتي

إنها حياتي المتبقية وعيناي التي أرى بهما كل شيء "

قلت بهدوء مماثل " لا تقلق يا عم ستكونان بأحسن حال فقط لا تذكر اسمي أمامها لأنه

سوف يجن جنونها لو علمت وستأخذك وتغادر من حينها ولا تتكلم عن مركزي فهي تكره

الأغنياء حد الجنون "

ضحك وقال " أعرف ليان جيدا فلا يحتاج أن تحكي لي لو تعلم أنها ستتزوج من صاحب

ثروة كثروتكم فستختار الموت من وقتها على الموافقة فليكن الله في عونك لو علمت "

ضحكت وقلت " ولما تعلم فلن نتحدث عن ذلك بعد الآن , فقط كان عليا إخبارك كي ننهي

أمور الزواج في المحكمة فأنت وليها وستعلم باسمي وإن لم أتكلم ولكي تتصرف لو أصابني

مكروه فأنت الآن تعرف عائلتي فالجأ إليهم من فورك لمساندتكم "

قال بابتسامة " على بركة الله على الأقل سيطمئن قلبي على المسكينة اليتيمة التي لم أستطع

حمايتها يوما ولم أجلب لها إلا المتاعب "

بعد أن انتهينا من عقد الزواج توجهت والعم للسوق واشتريت له من أرقى الثياب هناك هوا

لن يراها ولكنه يستحقها فلقد تعلمت شيئا مهما عن الفقر والفقراء ثم وقفت عند محلات النساء

حائرا كيف سأجد مقاسها لا يمكنني تحديد ذلك تحدث مع البائعة فسألتني أسئلة عديدة لتساعدني

ثم قالت بنفاذ صبر

" لما لا تتصل بها لتسألها عن المقاسات سيساعدنا ذلك كثيرا "

خرجت خارجا واتصلت بليان فأجابت بعد فترة ثم أغلقتُ الخط وكتبت لها رسالة فيها

( أرسلي لي مقاسات ثيابك جميعها )

أرسلت لي ( لما لا نخرج فيما بعد للشراء )

أرسلت لها ( لا أرسليها الآن وسأجلبها لك )

كنت أعلم أن خروجها معي سيكون أفضل ولكن حينها لن أتمكن من شراء هذه

الماركات الراقية من الثياب أرسلت لي بمقاسها فأرسلت لها

( وغيره هيا يا ليان لا تتعبيني معك لقد أصبحنا زوجين الآن )

بعدها اتصلت بحور فهي من ستساعدني فرنيم لا تملك هاتفا سألتها عن ألوان الموضة

النسائية وآخر ما ترتدي النساء بعد أن أخبرتها أنني أود مساعدة صديق لي ليشتري

لزوجته وكان العم سعيد يتحدث بجواري لذلك لم تشك اشتريت ثيابا متنوعة وعديدة

لها دون أن أطلب مساعدة البائعة لأني أعرف جيدا طرق تسويقهم للبضائع النائمة

والقديمة لديهم ثم خرجت بكل الحاجيات ونزعت منها ماركة شركاتها وذهبت بالعم

والأغراض للمنزل الجديد ثم عدت لليان أخذتها لشقيقيها أولا لتتنازل لهم عن المنزل

واصطحبت العم معي ليؤكد لهم زواجي بها دون أن يروا ورقة الزواج , لم يترددوا

لحظة أو يسألوا حتى من أكون وكيف ستعيش معي وأين بل كان كل همهم المنزل

يا لهم من جشعين ولكن صبرك يا ليان فسيكون لك منزل أفضل منه مئة مرة وباسمك

أيضا نظر لها شقيقها ونحن نغادر وقال بابتسامة جانبية

" لا تعودي إلينا في الغد بعد أن يعلم حقيقتك "

كانت ليان ستتكلم ولكني أمسكت يدها وسحبتها معي للخارج وتوجهنا لمنزلنا الجديد

وحياتي الجديدة التي الله وحده يعلم كيف ستكون فها أنا أغوص شيئا فشيئا في هذا العالم

الذي اخترت الابتعاد عنه قدر الإمكان ولست أعلم إن كانت هذه هي النهاية أم ثمة جديد

سيكون أكبر من هذا ولكن بعدما رأيت من أخوتها اليوم فلن أتخلى عن مساندتها ما حييت










زبير








( خائنة هي الحروف وخائنة بعض الكلمات تلتف حول قلوبنا وتنسج مكائدها لتعبر

شرايين أجسادنا ثم تتناثر على ضفاف ألسنتنا لتقفز هاربة وتكشف سترنا من خلف

حجاب الصمت لتنسج عبارات تحكي ما ليس يفترض به أن يُحكى فيتحول الصمت

لمعاني وتخرج الأنفاس تُلقي حديثا يعجز عن قوله لسان الحال, فأعذر صمتي أيها

الطيف البعيد وأعذر كلماتي أيها الرجل الغريب ولا تحملني وزر النوايا كما يفعل الجميع )





أغلقت هاتفي بعد أن قرأت رسالتها هذه لعشرات بل ألاف المرات وفي كل مرة أقرأها

فيها أفهم منها معنا جديدا ويولد حينها شعورا غريبا وجديدا أيضا , كانت هذه الرسالة

هي ردها على اتصالاتي المتواصلة وإلحاحي معرفة ما حل بها وما قالته لي ردا على

حديثي الأخير لقد أصبحت هذه الفتاة لغزا محيرا وغموضا غريبا ومحادثتها شيئا أساسيا

في جدول يومي وحتى تفكيري


" هل أخبرك صهيب في أي وقت سيأتي "


صدق بحر عندما قال لا تسافر بخيالك وأنت في القصر لأن والدتي لديها نقاط

تفتيش لا يمكنك اجتيازها وستلقي القبض عليك وتعيدك من حيث بدأت

ابتسمت وقلت " أمي هل يسعدك حقا أن توقظي شارد الذهن مما هوا فيه "

نظرت لي مطولا باستغراب ثم قالت " لن تشعروا بشعور الأم أبدا لأنكم لم ولن تجربوه "

قلت بهدوء

" لذلك لن يكلف صهيب نفسه أبدا عناء أخبارك متى سيأتي وليس لدي الجواب الذي تريدي "

قالت بضيق " وأديم لم يأتي عطلة نهاية الأسبوع ولم يكلف نفسه عناء طمأنتي وغيث

يبدوا لي يعاني مشاكل مع زوجته ولا يرحمني بشرح الأمر لي وبحر يتعذب في صمت

من ماذا لا أدري وأنت وحور أحوالكم لا تزداد إلا سوءا والفتاة لا تزيد إلا وهنا ومرضا

وكلكم ضائعون ولا تكترثوا لشعور الأم التي يحترق قلبها عليكم كل حين "

قلت بهدوء " أمي لما ترفعين هم الجميع دائما أجزم أن الأمهات ليسوا جميعهن هكذا

بالنسبة لبحر فهوا متكتم عن كل ما بداخله منذ صغره وأديم تحدث مع غيث وأخبره أنه

لن يأتي وصهيب سيأتي اليوم ونحدد ما سنفعل بشأن الفتاة أما أنا وغيث فأنتي أدرى

منا بحالنا وبسببه وبأن كل ما يجمعنا بزوجاتنا وصية منتهية المفعول في أي حين "



قالت بحدة " بما تهدي يا زبير أخبرني هل ستجد أنت أو غيث أفضل مما لديكما

ثم غيث ينتظر مولودا فهل سيحكمان عليه بالتشتت والضياع "

قلت بابتسامة " حقا ما تقولي هل سيصبح غيث أبا "

هههههه لقد فعلها ذلك المجرم

تنهدت وقالت " نعم وننتظر دورك أنت أيضا "

قلت ببرود وبعد صمت " لا تنتظري كي لا تتعبي وها قد أخبرتك "

قالت بحدة

" زبير لابد أن عقلك قد أصابه شيء أخبرني ما في حور لا يعجبك أم أن زمرد

أفضل منها في شيء "

وقفت وقلت بضيق " أمي أنا لم أقل أن حور يعيبها شيء وزمرد لن أتزوج بها ولا بعد

ألف عام كوني مطمئنة فهي لم تعد تعنيني "


غادرت متضايقا وتوجهت لحديقة القصر جربت الاتصال بصديقتي التي أصبح الحديث

معها ولو من طرف واحد إدمانا لا يمكنني العيش بدونه ولكنها لم تجب أرسلت لها رسالتي

العاشرة أو ما يزيد ولكني هذه المرة كتبت فيها

( ليس من العدل أن يقطع قاسي القلب عن الظامئ المحروم منبع قطرات الماء التي ترويه )

ففوجئت بها تتصل بي ومن صدمتي لم أجب إلا بعد حين فتحت الخط وانتظرت

في صمت فجاءني صوتها عذبا هادئا وهي تقول

" هل ستنقلب الأدوار وستنتظرني لأبث همومي لك "

قلت بابتسامة " بل انتظر أن أعلم أن من أتحدث معه كائن موجود حقا "

قالت بذات الصوت الناعم

" ماذا عن الفتاة كيف أصبحت وشقيقك هل هوا بخير عليكم البحث عنه "

ضحكت ضحكة خفيفة وقلت " يبدوا لي أن همهم يشغلك أكثر مني "

قالت بصوت مبتسم " هل أقول لك شيئا ولا تغضب مني "

قلت مباشرة " أغضب منك , لا لن يحدث ذلك أبدا "

قالت بهدوء " أشعر أنني أشاهد مسلسلا وأرغب معرفة نهايته "

ضحكت وقلت " وأنا الراوي والممثل الوحيد وكاتب السيناريو والمخرج أيضا "

ضحكت وقالت " هذا لأنني المشاهد الوحيد "

قلت بعد صمت " ألن تسأليني عن شيء آخر "

ساد صمت غريب فقلت " أين أنتي "

قالت " عن ماذا مثلا "

قلت " عن التي كانت حبيبتي وليتها لم تكن "

قالت بهدوء " هل تقابلتم أو تحدثت معها "

قلت " لا ولن يكون ذلك بعد اليوم "

قالت مباشرة " ذلك أفضل "

قلت بابتسامة " لا أستغرب الآن أن يكرهها الجميع فحتى أنتي التي لا تعرفينها قد كرهتها "

قالت بهدوء " أنا آسفة لم أقصد ذلك ولكن الحب شيء ثمين والبعض لا يستحقه "

قلت " وهل جربتِ الحب يوما "

قالت بعد صمت طويل " لا ولا أتمنى ذلك "

قلت مباشرة " ولما "

قالت بحزن " لأنه كما أخبرتك هوا شيء ثمين ويستنزف منك الكثير من المشاعر والبعض

لا يستحق ذلك فلن تجني سوى الألم وأنت أعلم مني بذلك وها هوا شقيقك يعاني "

قلت بابتسامة " ولكن من لا يحاول لا يحصل على ما يريد والفشل أفضل طريق للنجاح "

قالت بذات الحزن " يكفيني ما فقدت حتى الآن لقد خسرت الكثير "

ثم قالت " والدتي تناديني عليا النزول إليها وداعا "

قلت باندفاع " هيه انتظري أنا لم اصدق أن أجبتي على اتصالي هل سنتحدث ثانيتا "

قالت " فلندعها للظروف وداعا الآن "


وأغلقتِ الخط وتركتني في حيرة من كلماتها أكثر من صمتها











ميس






لقد جن ذاك المغفل بالتأكيد ما هذه السخافة التي رماني بها كالقذيفة وخرج أنا أتزوج

بابن تلك العائلة وليس أي ابن من اختطفني وعرض حياتي للضياع مرات عديدة واتهمني

في شرفي أيضا بعد وقت انفتح الباب ثم دخل وأنا كنت واقفة مستندة بكتفي عند حافة

باب الغرفة مكتفة يداي لصدري نظرت له بضيق وقلت

" خرجت بقرار مجنون فبما عدت "

قال بابتسامة تحدي " عدت بنفس القرار "

قلت بغضب " ولما هل لي أن أعلم "

قال " لعدة أسباب "

قلت بنفاذ صبر " وهي "

قال ببرود " لن يهمك الأمر فلما أقول "

قلت بضيق " إن كان من أجل الناس وما يقولون فللجحيم جميعا سأعود لوالدتي ولن

يلحقوني هناك وحتى إن حدث فلن أهتم فلا تدعي الشهامة لتصلح ما تسببت أنت به "

نظر لي مطولا بصمت ثم قال " سنغادر عند الغد هذا المكان وسنذهب لقصر عائلتي

وسنتحدث في الموضوع فيما بعد "

قلت بغضب " ليس لدي ما أقول غير الذي قلت ولن أكون زوجة لأبن لتلك العائلة ولو

قتلتموني ولن أذهب لهم أبدا "

قال بضيق " ميس أنا لا آخذ رأيك فهمتي "

قلت بأسى

" ما الذي تريده مني أتركني وشأني أنا لا أريد منكم شيئا دعوني أرحل في سلام "

قال بغضب " ميس والدك لديه حق علينا استرجاعه أحببتي ذلك أم كرهتي "

قلت بحرقة " والدي مات وحقه لم يعد يعنيه الآن ولا يعنيني أنا أيضا "

قال بحدة " بل يعنيك ويعنيه ويعنيني كما عنى والدي الذي سعى لتحقيقه وأنا جلبتك هنا

لأضغط عليهم لكي يحققوا ما أردت ولكن أحدهم أفسد كل شيء وأوصل الخبر للصحف "

نظرت له مطوا في حيرة ثم قلت " وها قد فشل الأمر فأعدني لوالدتي حالا "

تنهد بضيق وقال بأمر " ستعودين معي للقصر يا ميس وغدا صباحا "

قلت بتحدي " لا "

ابتسم وقال " تذهبي معي أو تزوجنا عند الصباح ودون تأجيل "

قلت بحدة " ما بك أنت كيف تتزوج من فتاة لا توافق على الزواج بك "

قال بهدوء " لن أدع حقك وحق عمي يضيع ولو كان الثمن حياتي فهمتي "

قلت بغيض " وما دخل ذاك بالزواج أم أن أحد الحقوق أن تتزوجني "

هز رأسه بيأس وقال " ميس أنتي متعِبة جدا والتفاهم معك أمر مستحيل "

قلت بسخرية " هنيئا لك بمثل هذه الزوجة "

قال بمكر " وما المانع إن روضتها فيما بعد "

ضربت بقدمي على الأرض وقلت بغضب

" أنا لست حيوانا لتروضني ولن أتزوج بك فهمت "

تنهد بضيق وقال " دعينا نذهب في الغد إلى هناك ولندع كل شيء لوقته "

قلت ببرود " وهل لي أن أعرف سبب أخذي إلى هناك أم أن لقصركم سجننا ستضعني فيه "

قال بغضب " ميس أنتي لا تريدي أن تفهمي أبدا والدك كان متهما باختلاس أموال من شركة

جدي ثم سافر بعدها على الفور ولبسته تهمة أخرى هناك ومشابهة لها وسجن بعدها فعلينا معرفة

الحقيقة وتبرئة والدك الذي هوا عمي وإرجاع حقكم إليكم "

نظرت له بصدمة مما سمعت ثم قلت بهدوء يشابه الهمس

" ماذا .... اختلاس وسجن مستحيل "

تنهد وقال " تلك هي الحقيقة لذلك أنا أخبرت جدي وأعمامي أنك مختطفة وأني لن أتفاوض مع

الخاطفين حتى يحققوا شروطي بإعطائك ووالدتك حقك من الميراث وتبرئة عمي من التهمة "

ثم ضرب بقبضة يده على الجدار وقال بغيض

" ولكن أحدهم أفسد كل شيء لابد أنه من كان وراء تلك التهم "

قلت بصدمة " وما قالوه لك "

نظر للجانب الأخر بضيق وقال

" أعمامي رفضوا بشدة وقالوا أن لا حق له لدينا أما جدي فاكتفى بالصمت "

ابتسمت بسخرية وقلت " لم يخب ظني بكم يوما "

قال بحدة " ميس لا تضعي الجميع في نفس الكفة "

قلت بسخرية " وهل تسمي ما فعلته معي حتى الآن شيئا مختلفا عنهم "

قال بنفاذ صبر " قد أكون أخطأت في بعض الأمور ولكن قصدي لم يكن سيئا أبدا "

قلت بأسى

" لن أسامحكم ما حييت يا آل يعقوب فكرهي لكم كان بحجم الكون وها هوا الآن يتضاعف كثيرا "

ثم قلت بحزن " والدي مختلس وخريج سجون مستحيل لن اصدق ذلك أبدا لقد كان رجلا شريفا

ونزيها دائما في عمله كيف يجتمع النقيضان كيف "

قال بهدوء " وهذا ما علينا معرفته "

قلت بضيق " ولم تجد إلا هذه الطريقة لقد كدت تتسبب بهلاكي عدة مرات لتتهمني بجريمة

لم ارتكبها وأنت السبب فيها يالك من متهور "

قال بهدوء " آسف يا ميس أعلم أنني عرضتك وحياتك للخطر ولكني .... "

قاطعته قائلة وأنا أدخل الغرفة " لن أستغرب ذلك منكم "

ثم أغلقت الباب خلفي بكل قوة وارتميت على السرير ببكاء مرير وحقد في قلبي يزداد في

كل دقة من دقاته أمسكت اللحاف بقبضة يدي وقلت ببكاء وصراخ غاضب

" سحقا لكم من عائلة سحقا لهم من والد وأخوة ليس في قلوبهم أي رحمة "












صهيب






يا لها من شرسة و عنيدة صدقت والدتها عندما قالت جرب صبرك على تكسير الحجارة

أولا لتصبر على عنادها وشراستها , يبدوا أنني سأتعب كثيرا مع هذه الفتاة

كان صوت بكائها يصلني بوضوح وكبتي لمشاعري يحرق أضلاعي أكثر , لما لا أحتمل

بكائها لما , توجهت لباب الغرفة وطرقته وقلت

" ميس توقفي عن البكاء "

لم تجدي محاولتي نفعا فطرقت مرة أخرى وقلت

" ميس إن لم تتوقفي فتحت الباب ودخلت "

قالت بصراخ " دعني وشأني يا صهيب أرجوك "

لقد قالت كلمة السحر التي لا أسمعها منها إلا ناذرا لذلك ابتعدت وجلست قريبا من الباب

أفرقع أصابعي واضرب بقدمي بتوتر , لا اعلم أي يوم ينتظرنا في الغد هذه الفتاة تكره

الجميع وإقناعها بتقبلهم سيكون صعبا للغاية ألم تجد لك حفرة أيسر من هذه توقع قلبك

فيها يا صهيب

استمرت في بكائها لوقت طويل ثم هدئت اتجهت لإحدى الغرف جربت النوم فيها ولكن

دون فائدة ولم أنم إلا بعد صلاة الفجر

عند الصباح استيقظت باكرا خرجت من الغرفة ووجدت ميس تجلس في المطبخ تحتسي

كوبا من القهوة وقفت عند الباب وقلت

" جهزي نفسك يا ميس علينا المغادرة "

قالت بهدوء وعيناها على الكوب " كيف غادر والدي البلاد متهما بتلك التهمة "

قلت بذات الهدوء " بعض الأمور لا تزال غامضة عني حتى الآن "

قالت " أريد التحدث مع والدتي "

قلت مباشرة " علينا أن نذهب الآن وستتحدثين مع من تريدي "

نظرت لي وقالت بحدة " لن اذهب قبل التحدث معها "

تنهدت بقلة حيلة فعليا تنفيذ ذلك فلن أخذ منها شيئا إلا بالحيلة مددت لها بهاتفي فقالت

" وأين هاتفي "

قلت " في السيارة هيا خذي هاتفي وتحدثي كما شئتي "

أخذت الهاتف واتصلت بوالدتها التي أجابت على الفور

" ...... "

ميس بضيق " هذه أنا أمي هذه أنا , منذ متى أصبح هذا ابنك "

" ................"

" أمي أنتي حقا طيبة قلب ماذا سأتوقع منك "

" ........ "
" حسننا حسننا أمي أخبريني ما تعرفيه عن سجن والدي والقضية "

" ....... "

" نعم لقد علمت هل كنتي تريدين إخفاء الأمر عني طوال العمر "

" ........ "

كانت ميس تستمع بصمت ثم امتلأت عيناها بالدموع دون نزول وقالت بأسى

" يستحيل ذلك "

" ....... "

" ومن كان وراء تلك القضية هل تعلمي "

" ......... "

" هل سيكون لديه شيء "

" ....... "

" نعم أنا أذكره جيدا "

" ....... "

" حسننا وداعا أمي "

" ........ "

" أجل أمي اطمئني فلن يحدث لي أكثر مما حدث "

أنهت المكالمة وتركت الهاتف على الطاولة وغادرت المطبخ لغرفتها بعد قليل

خرجت تحمل حقيبتها التي أحضرتها معها عند وصولها وخرجنا من المنزل في

صمت متوجهين للعاصمة ولأن المدينة قريبة فلم تأخذ منا وقتا طويلا وعند وصولنا

القصر وقفت ميس تنظر له بشيء من التردد وضعت ذراعي على كتفيها أحثها

على السير وقلت

" ادخلي يا ميس الجميع هنا ينتظرون قدومك "

نظرت لي في صمت ثم قالت " لا تكذب علي لأنني لن أصدقك "

ابتسمت وقلت " ستصدقين عندما تعرفينهم "

دخل كلينا للداخل فكان هناك غيث وزبير ووالدتي و رنيم اقتربت والدتي وسلمت على

ميس بحضن كبير وقالت بحب

" مرحبا بالفتاة الجميلة "

لقد حمدت الله أنها لم تمنعها من ذلك وتجرح مشاعرها

ثم تقدمت رنيم وصافحتها بابتسامة قائلة " مرحبا بك معنا يا ميس "

أجابتها ميس " شكرا لك "

كانت ملامح ميس تتسم بالبرود التام وهذا لا أستغربه أبدا بل وأتوقع الأسوأ

قالت أمي بابتسامة " لقد جهزنا لك غرفتك الخاصة أتمنى أن تجدي الراحة هنا "

ابتسمت ابتسامة باهتة وقالت " شكرا لك سيدتي "

ابتسمت أمي وقالت " أعلم أنك تعتبي كثيرا علينا ومعك كل الحق ولكن يا حبذا لو نديتني

خالتي فأنا زوجة عمك ولست بغريبة عنك "

أكتفت ميس بالبرود والصمت دون إجابة ثم قالت والدتي

" أُعرفك يا ميس هذه رنيم زوجة غيث ابن عمك الواقف هناك وهذا زبير وزوجته في

الأعلى فهي متعبة بعض الشيء ولا زال هناك أديم وأبني من زوجي الأول واسمه بحر "

نظرت للجميع واحدا واحدا ثم ابتسمت بسخرية وقالت

" يبدوا أنكم العائلة الوحيدة التي في استقبالي "

نظروا جميعهم لبعض في صمت ثم قالت والدتي " أعمامك كلن له منزله "

قالت ميس بحدة " لا تقولي أعمامك من فضلك "

عاد الجميع لنظرات الاستغراب والصدمة التي تتقاذف بينهم كالكرة أما أنا فلم استغرب

ذلك أبدا فهي لم تعترف حتى بخالها فكيف بمن هنا

وقف غيث وقال " وجدي هنا هل تريدي رؤيته "

نظرت له ببرود وقالت " هل أبنائه أيضا هنا "

قال بهدوء " نعم وينتظرون قدومك إنهم في المكتب ألحقي بي "

غادر غيث وهي تتبعه نظرتُ للبقية وقلت " وأنا ذاهب أيضا "

قال زبير " ولما تذهب أنت "

قلت بابتسامة

" لن أفوت هذا الحدث أبدا إن أردت أن ترى شيئا لن يتكرر في حياتك دائما فتعال "

قال بحماس " إذا سأكون معكم أيضا "











ليان





بعد أن خرجنا من عند إخوتي أخذنا وسيم في سيارة أجرة لمنزل كان رائعا وجميلا جدا

كنت أنظر في كل اتجاه وسرور العالم كله يعتريني والابتسامة لا تفارق ثغري نظر لي

وسيم بابتسامة ثم كتب لي

( هل يعجبك المنزل )

كتبت ( وكيف لا يعجبني )

كتب لي ( اصبري قليلا وسيكون ملكا لك ما هوا أحسن منه )

تجول بي في جميع الغرف كان يتكون من طابق واحد به مجلس جميل ومرتب للضيوف

وصالة جانبية وممر يحوي ثلاثة غرف وحمام وغرفة نوم بحمامها الخاص كان المنزل

بسيطا وجميلا ويبدوا جديدا بعد أن انهينا الجولة عدنا حيث كان عمي وجلب وسيم

الكثير من الأكياس واراني بعض الفساتين والبنطلونات وتنانير وبيجامات وأشياء كثيرة

رائعة بل مبهرة وكادت عيناي تخرج من مكانها من المفاجئة كنت أراها قطعة قطعة

وأقول بسعادة

" هذه الثياب لم أحلم بها يوما كم أنت رائع يا وسيم أنا سعيدة بك حقا "

ثم كتبت له ( كم كلفك هذا تبدوا راقية جدا )

كتب لي ( أنتي تستحقي أفضل من ذلك , واطمئني الثياب تقليد عن الأصل فهي ليست باهظة

الثمن كثيرا ثم أنتي عروس ومن حقك أن يكون لديك ثياب جديدة وجميلة )

كنت منهمكة في تقليبها وتفتيشها فأقترب وجلس بجانبي وكتب لي

( هل أنتي متأكدة أن عمك لا يرى )

ضحكت وكتبت ( كل التأكيد لما هل تريد أن تختبره )

ابتسم وكتب لي ( أجل وفي الحال )

رفعت عيني من على الدفتر بحيرة فقبلني بعمق مطولا ثم قام وغادر جهة المطبخ

شعرت بأنني سأذوب من الخجل والإحراج وشعرت وكأن عمي كان يرانا , ما أسعدني

بما أنا فيه لقد أعطاني الله فوق ما أتمنى زوج يرعاني وعمي وأنهى مشاكلي ومنزل

وثياب كثيرة ورائعة رجل لم أحلم به يوما شهما ورقيقا ووسيما أيضا وحتى قبلته شيء

آخر , أمسكت خداي بيداي في خجل ثم جلست بجوار عمي وقلت

" انظر يا عمي ما جلب لي وسيم من ثياب كلها جديدة وجميلة "

ابتسم عمي وقال " ليسعدك الله يا بنتي إنه شاب رائع لقد اشترى لي أيضا ثيابا كثيرة "

ثم توجهت للكيس الذي لم يرني وسيم إياه فتحته فكان يحوي ملابس داخلية وقطع لقمصان

نوم لففت الكيس بسرعة ورميته قبل أن يراني خرج وسيم من المطبخ سحبني من يدي

لداخله ثم خرج وجلب عمي كان قد جهز الأكل في الأطباق ووضع العصير وكل شيء

نظرت للطعام بسرور وقلت

" يا لك من رائع يا وسيم لم أحلم يوما بزوج ولا حياة كهذه "

خرج مجددا وعاد بدفتره وكتب ( آسف لأني تزوجتك دون حفل زفاف )

كتبت له ( لا عليك فأنا لم أفكر في الأمر أساسا فلا عائلة لي ولا لك فمع من سنحتفل

يكفيني كل هذا إنه أروع من أي حفل )

انهينا طعامنا ووقف بعدها عمي وقال " خذيني لغرفتي يا ابنتي لأنام قليلا "

وقفت وقلت " بالتأكيد وحالا فأنت لم تنم منذ صليت الفجر "

أخذته لغرفته ولحق بنا وسيم وعند خروجي من غرفة عمي سحبني من يدي باتجاه

غرفة النوم شعرت بالخوف والخجل أمسكت يده وكتبت له فيها بإصبعي كلمة عليا

ثم كلمة تنظيف ثم المطبخ فابتسم وقبلني على خدي ثم حملني للغرفة دون أي رد

ومرت بي الأيام معه كان يخرج منذ الصباح لعمله ولكنه لم يكن يرجع إلا عند المساء

ويقضي الليل كله معنا كان يحيرني كثيرا أمره لما يغادر كل هذا الوقت وأيام الإجازة

الأسبوعية يقضيها بعيدا عنا كنت أود سؤاله عن كل هذا وعن عائلته ولكنني لم أرد

إغضابه فقد اشترط عليا ذلك منذ البداية وليس علي سؤاله عن خصوصياته وكنت

أعلم ما ستكون النتيجة فستبدأ بسؤال عفوي ثم ستتحول لشجار وتكثر شجاراتنا وأتسبب

حينها بتدمير حياتي

" ما بك يا ليان صامتة طوال اليوم هل يشغل بالك شيء "

تنهدت وقلت " نعم يا عمي يشغلني أمر وسيم "

قال بحنان " وما في أمر وسيم يشغلك هل تشاجرتما "

قلت نافية " لا لم يحدث ذلك يوما ولكن الغموض الذي يلفه يحيرني يتغيب عن البيت أغلب

اليوم وحتى الإجازات أيضا , وعائلته لا نعرف عنها شيئا ولا يمكنني سؤاله فهوا اشترط

علي أن لا أسأله وأنا وافقت "

قال عمي بهدوء " لا تجعلي الأفكار والهواجس تفسد عليك حياتك هوا لا يُنقص علينا شيئا

فأحسني الظن بزوجك وثقي به "

أجل وسيم رائع جدا معي رغم قلة رؤيتي له حتى أنه جلب لي سلسالا ذهبيا منذ أيام كان

بسيطا ولكني لم امتلك مثله يوما فعليا أن لا أفسد على نفسي ذلك

قلت بهدوء " كل ما أخشاه أن يصاب وسيم بمكروه لا قدر الله فمن سيكون لنا ولم يعد لدينا

منزل وهذا المنزل إيجار فقط "

قال مطمئنا

" لا تقلقي يا ابنتي فالله لن ينسانا ولا تخافي فحتى لو أصابه مكروه فلن تضيعي بعده "

تنهدت وقلت " أتمنى أن لا يصيبه أي مكروه وأن يتركني نحسي أعيش باقي حياتي سعيدة "





















نهاية الجزء




لقد عشتم تطور الأحداث مع الجميع فما ستئول له الأمور


غيث و رنيم هل سيستمران في الهدنة المقررة سابقا أم ستسوء الأمور أكثر

أديم كيف ستكون حياته مع ليان وهوا لم يحسب حساب أن تعلم حقيقته وهي تكره الأغنياء

بجنون وخصوصا أديم وهل سيخفي أمرها عنهم حقا وحتى متى

ميس كيف سيكون لقائها بجدها وأعمامها وكيف ستتقبل عائلة شامخ وصهيب تحديدا وكيف سيقنعها

بالزواج به

زبير وتطور الأحداث معه وما ستكون نهاية علاقة مجهولة الطرفين وما مصير جود من كل هذا




أحداث وتطورات كثيرة بانتظاركم فكونوا بالقرب دائما

غدا إن شاء الله موعدي معكم وجزء جديد ...... دمتم بعافية





التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 27-11-14 الساعة 11:23 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 27-11-14, 11:30 AM   #23

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء الواحد والعشرون


صهيب








كنت أعلم أن مواجهة ميس بالعائلة لن يكون أمرا سهلا وحمدا لله أنها لم تجرح والدتي أو

رنيم بكلمة من كلامها الناري غادرت ميس تتبع غيث للمكتب وغادرنا أنا وزبير خلفهم

متوجهين لمكتب والدي القديم دخلت ميس خلف غيث الذي جلس على الأريكة بينما اكتفت

هي بالوقوف مكتوفة اليدين وترسل بنظراتها الحادة للجميع ووقفت أنا وزبير جهة الباب

نراقب في صمت نظر لها عمي عاصم من أعلى لأسفل ثم قال

" أين كنتي "

ابتسمت بسخرية وقالت " كان يجدر بك أن تسأل مع من كنتي لتأخذ بالحق منهم وليس

أين كنت ولا تسألني ما فعلوا بك لأني أعلم أنه السؤال القادم ولن أجيب "

قال بحدة " احترمي أعمامك وجدك ولا تتواقحي "

قالت بذات السخرية " عندما تكونوا أعمامي سيكون عليا احترامكم "

وقف عمي جسار وقال " زني كلماتك يا ابنة نبيل "

قالت بحدة " أجل ابنة نبيل الغصن الطيب الذي نبت في التربة الخبيثة فرفضته لأنه لا يليق بها "

وكزني زبير وقال بهمس " ما هذه النارية "

ابتسمت وقلت بذات الهمس " لم ترى شيئا بعد"

قال عمي عاصم ببرود " من الذين اختطفوك وماذا حدث معك "

نظرت له بكبرياء وقالت " لن أقول ولن يهمك الأمر ولا سمعتي حتى فأنا لست ابنتكم على أية حال "

قال عمي جسار بحدة " سكتنا عن طول لسانك كثيرا فألزمي حدودك خيرا لك "

قالت بغضب " لا ترفع صوتك علي يا هذا ولا أحد له الحق علي ولا أريد من قمامتكم مليما ولكن حق

والدي سيخرج من بين عظامكم واقسم أن الفاعل سيندم حتى الموت "

قال عمي جسار بسخرية " وما سنتوقع من تربية الغرب ومختلسي الأموال "

كانت تلك هي الجملة التي ضربت قلب البركان فثارت ميس قائلة بصراخ تقذف

حممها عليهم

" بل اشرف وأنبل منك وممن ربيت ولست تساوي نعال والدي وإن لم تترجى وتتعذر

لابنة مختلس الأموال هذه فلن أكون ابنة نبيل الرجل الذي أفنى عمره يغرف دراهم

الحلال بأظافره وينام على الأرض ويأكل الماء والخبز ليكون شرفا وعزا لي ما حييت "

توجه عمي جسار ناحيتها بغضب وصراخ رافعا يده عليها

" وقحة ولم تجدي من يقوم بتربيتك التي ستكون على يدي "

ركضت جهته وأمسكت يده بقوة وقلت بغيض " لن تلمس شعرة منها ما دمت حيا "

سحب يده مني وقال بغضب

" رائع وتدافع عن سلاطة لسانها مع أعمامها و من هم في عمر والدها أيضا ولم تحترم حتى جدها "

قالت بغضب " لستم أعمامي وهوا ليس جدي وإن ضربتني أقسم أننا سنجتمع الليلة في قسم الشرطة "

قال بصراخ " بل سأكسر عظامك وأرني ما ستفعلينه "

قلت بحدة وأنا أقف بينهما " إن كنت ستضربها فعليك قتلي أولا "

قال بغيض " وبأي حق فأنا الأقرب لها منك وأضربك واضربها "

قلت بغضب " بحق أنها ابنة عمي الذي حرمتمونا من رؤيته وبحق أنها ستكون زوجتي ومن يمسها

بسوء فلن يسلم مني أبدا "

قال عمي عاصم بسخرية " انتقيت جيدا يا ابن أخي تليقان ببعض حقا "

ثم قال عمي جسار بغيض

" لا تعتقدي أن هذا الطفل يحميك مني وأقسم إن لم تحترميني ثانيتا كسرت رأسك "

قالت بسخرية " أنا لا أخاف منك ولا أحتاج لمن يحميني وإن كان بيننا حق فالقانون يحسمه وإن

لم يكن فلست أعرفك ولا أعترف بك "

وقف جدي وقال أخيرا " أنتهي الحديث في الأمر غادرا الآن "

نظر له عمي جسار بحدة وقال " هذا بدل أن تؤدبها وتوبخها يا أبي "

قال جدي بحدة " كل واحد منكم أخذ حقه بلسانه فلا ظالم ولا مظلوم هنا "

غادر عمي جسار غاضبا ثم قال عمي عصام

" لقد شوهتِ سمعتنا وسمعة بناتي يا مجتلبة المصائب "

قالت بسخرية " إن كان لشقيقك ذاك أبناء فزوجهن إياهم صاحبات السمو الآتي لم تدخل

عليهن تربية الغرب والمختلسين واتركوا عديمة الشرف والعفة هذه لكلام الناس الذي لا

يجد وزنا إلا في عقولكم "

خرج حينها عمي عاصم يهدد ويتوعد وغادر جدي في صمت دون أن يضيف كلمة وقال

حينها زبير

" اقسم أنه لن ينام أي منهما الليلة هههههه "

قال غيث " لن يسكتا أعرفهما جيدا قد تؤذي نفسك يا ميس "

قالت ببرود " لا يهم ولست بخائفة من أي منهم فلن أخسر أكثر مما خسرت والدي وسمعته

وحياتي وعملي ودراستي ثم سمعتي فما تبقى شيء أخاف عليه "

ثم نظرت لي ويداها في وسط جسدها وقالت بحدة

" هذا ما كنت تود جلبي إليه إهانتي واهنة والدي , لقد آذيتني حقا وبما فيه الكفاية يا ابن العائلة المبجلة "

ثم غادرت ونظر إليا زبير وقال " هل ستتزوجها حقا "

قلت " نعم ورغما عن أنفها فأنا من تسبب بما شاع عنها "

قال غيث " وهل تجد هذا حلا , لقد رأيت بنفسك إنها شرسة وحادة الطباع وتكرهنا جميعا ستتحول

حياتك لجحيم يا صهيب "

قلت بتصميم " لن أعود في كلامي وسيكون ذلك ولو بعد حين "

نظر زبير لغيث وقال " حمدا لله أن والدي لم يشترط زواجي بها في وصيته لقد نجونا حقا "

ضحك غيث وقال " لو كانت رنيم مثلها لتحول القصر لحطام بالتأكيد "

نظر لي زبير وقال " البنزين والنار لا يجتمعا يا أخي إنها تشبهك كثيرا لن ينجح الأمر اقسم لك "

ابتسمت بسخرية وقلت مغادرا

" وهل نجح معكما إنكما تتوجان زواجكما بالفشل كل يوم رغم اختلافهما عن ميس "

خرجت متوجها لحيت والدتي وقلت " أين هي ميس "

قالت " سألتني عن مكان غرفتها فدللتها عليه ماذا حدث هناك "

ابتسمت وقلت " حرب طاحنة خرجنا منها بأقل خسائر والحمد لله "

تنهدت بحزن وقالت " تبدوا لي هذه الفتاة ناقمة على الجميع هنا "

قلت بهدوء

" علينا بالصبر يا أمي فما مرت به ووالدتها في حياتهم ليس سهلا وستغير رأيها بنا حتما "

قالت بذات الحزن " أتمنى ذلك إني أرأف لحالها حقا لقد خسرت الكثير وأخرهم سمعتها "

قلت بعد صمت " أمي أنا المذنب وأنا من عليه إصلاح ذلك "

نظرت لي بصدمة وقالت " ما تعني بذلك يا صهيب "

قلت بتصميم " أعني ما فهمتي والفتاة لم يمسسها أحد فلا تقلقي "

تنهدت وقالت بأسى " ستتعب كثيرا قبل إقناعها "

قلت مغادرا " لا يهم وإن فشلت فسأجبرها "

وكان الأمر كما توقعت فقد سجنت نفسها في غرفتها ولم تخرج منها












رنيم









لولا والدتي وإصرارها ما كنت لأرجع معه وليصنع ما بدا له وليتصرفوا في مشاكل وصيتهم

أنا ينعتني بالخائنة أمامها ويقول أنه لن يترك ابنه لخائنة مثلي تربيه , ابنه الذي لم يصفه إلا بالمشكلة

لقد توسعت الفجوة بسببه حتى أنني توقفت عن الحديث معه حتى الكلمات القليلة المبتورة لم تعد تخرج

مني وأصبح هوا أيضا يتعمد ذلك فأنقطع الكلام بيننا وتحولت لشبة بكماء طوال فترة وجوده كنت أنوي

النوم في حجرة مستقلة عنه ولكني تراجعت كي لا يظن أني أمنعه من نفسي عقابا له

علينا اليوم زيارة الطبيبة لمتابعة حملي كم أكره الخروج برفقته رغم أنه سيكون متنفسي الوحيد فحتى

عند زيارتي لوالدتي لم أخرج أبدا ولم أجني خيرا أيضا فلو أني خرجت لكان أفضل

لقد تحسنت حالة حور شيئا فشيئا وها هي عادت لتعمل معي في هذا المطبخ الضخم الذي لا تنتهي أعماله

فليس سوانا وخالتي وهما يصران على تخفيف الأعمال عني بحجة حملي ولكني لازلت في البداية وعليا

مساعدتهما فابنة عمهم الجديدة تلك لا نراها إلا نادرا وتبدوا كارهة للجميع ومجبرة على البقاء أنا لا

ألومها فلو كنت مكانها وظهرت لي عائلة الآن لأكتشف أنها تخلت عني وعن مشاكلي كل تلك السنين

فسأفجرهم تفجيرا

" رنيم يبدوا لي حملك قد أفسد مزاجك أكثر من السابق "

نظرت لها بابتسامة وقلت " نعم يا رفيقتي في المطبخ "

ضحكت وقالت " رفيقة غير دائمة أنا آسفة لتركي لك وحيدة "

قلت بهدوء " لا عليك يا حور المهم أن تكوني بخير وبصحة جيدة "

أحوال حور غريبة جدا فشيء ما يسبب لها كل هذا الحزن والتعب

قالت بابتسامة " لما أنتي منزعجة من حملك يا رنيم فالأمومة شيء جميل جدا "

تنهدت وقلت " ولكن في وضعي أنا هي شيء في غير وقته "

قالت بذات الابتسامة " ظننت أن كل منكما ينام في جناح كما في السابق يبدوا أن الأمور قد تطورت "

قلت بحسرة " تطور سيء جدا لا أتمناه لك "

قالت بهدوء " إنه طفلك يا رنيم وعليك أن تكوني سعيدة به ولا تهتمي لشيء فما أن تريه

ستنسي كل همومك "

قلت بأسى " كل ما أفكر فيه هوا مستقبل هذا الطفل مع أبوين لم يحدد مستقبلهما بعد "

قالت " لابد أن وجوده سيغير ذلك "

قلت ببرود " لا أعتقد ولن يحصل أبداً "

قالت بهدوء " ولما التشاؤم يا رنيم كم من أبناء غيروا حياة أبائهم "

قلت بألم " ما بيني وبين غيث لا يغيره أبن أبدا ولا حتى عشرة إنه يحتاج لمعجزة ألاهية "

نظرت لي وهي تقف على المغسلة وقالت بابتسامة

" إذا انتظري المعجزات الإلهية ولا تيئسي "

ثم سقط الصحن من يد حور على الأرض وماتت ابتسامتها خلف حزنها المعتاد

وكل ذلك حدث بنظرة واحدة لشيء ما خلفي التفتت للخلف فوجدت بحر واقفا عند

الباب نظرت لحور فكانت منشغلة بجمع الزجاج عن الأرض

فقال بصوته الهادئ وعيناه على حور

" آسف لقد ظننت أن والدتي هنا هل تعرفان أين أجدها "

وما هي إلا أجزاء من الثانية وكانت خالتي تقف خلفه وقالت بحب

" مرحبا يا بحر مرحبا بني لما كل هذا الانقطاع عنا "

التفت ناحيتها وغادرا يتابعان حديثهما , توجهت ناحية حور لمساعدتها في تنظيف

الزجاج وقلت بهمس هادئ

" حور هل تعرفين بحر قبل مجيئك إلى هنا هل بينكما شيء ما "

لم يبدر منها أي ردة فعل لا صدمة من كلامي ولا إنكار لما قلت ولا شيء سوى أنها توجهت

للكرسي بخطى متثاقلة وجلست عليه فجلست بجانبها ووضعت يدي على يدها وقلت

" ما بك يا حور أخبريني "

شدت على يدي بقوة ونزلت من عينيها دمعتان سقطتا على الطاولة مباشرة ودون كلام

حضنتها وقلت " لا تقوليها يا حور لا تقولي ذلك أرجوك "

قالت بألم " لم أعد احتمل يا رنيم لم أعد أحتمل هذا "

كنت امسح على ظهرها بصمت يا لها من مصيبة التي أنتي فيها يا حور لهذا كانت

متعبة ومريضة وحزينة طوال الوقت يبدوا أنني لست الأتعس هنا كما اعتقدت كيف

لإنسان أن يكون بهذه التعاسة مجتمعة , زواج إجباري من شخص لا يحبها وحب لشقيقه

يا لا الكارثة

قلت بحنان " توقفي عن البكاء يا حور سوف تمرضي من جديد "

ثم قلت بابتسامة " من سيساعدني في المطبخ حينها "

رفعت رأسها وابتسمت ابتسامة حزينة فقلت لها " هل كنتِ تعرفينه في السابق "

قالت بحزن " بل كنت أحبه بجنون "

قلت بأسى " يا إلهي ويبدوا لي أنه هوا أيضا كذلك "

قالت بذات الحزن " كان .. كل شيء كان وانتهى "

قلت بهدوء " قد يكون كان ولكنه لم ينتهي على ما يبدوا لي فلما وافقت يا حور وهوا شقيقه لما

أوقعتي نفسك في هذه المصيبة "

قالت ودموعها بدأت بالنزول من جديد " أنتي تعلمي أني لم أوافق ولم يطلبوا موافقتي حتى ولم أكن

أعلم أنه شقيقه فليس لهما نفس الاسم لقد علمت بعد وصولي إلى هنا "

قلت بدهشة " يا إلهي لقد كانت صدمة كبيرة لك بالتأكيد "

قالت بابتسامة حزينة " بل كدت أفقد عقلي يومها "

قلت بحزن

" نعم أذكر ما مررت به بعد وصولك لم أتصور أن الأمر كذلك ولكن لما افترقتما ما الذي حدث "

قالت وهي تمسح دموعها " لقد رفضه عمي عند خطبته لي ولم أره من حينها قبل أربعة سنين "

تنهدت بألم وقلت

" سحقا لها من وصية كم حطمت من قلوب وأبكت من عيون كل يوم اكتشف سؤها أكثر "

قالت بضيق " لقد أصبحت أكره حرف الواو وحرف الصاد والياء والتاء المربوطة أيضا "

ضحكت من بين حزني وقلت " وحرف الواو أحد حروف اسمك والياء من أسمي "

ابتسمت بحزن وقالت " حمدا لله أنه لا يوجد باسمي حرفا آخر منها "

قلت بابتسامة

" هل سيكون هناك أسوء مما أنتي فيه ليزيده الحرف فحرف واحد قد دمر كل شيء "

ثم تابعتُ قائلة " وميس أيضا تملك حرفا لا بد أن الوصية سبب جلبها إلى هنا "

قالت بابتسامة " لقد سمعت زبير وصهيب يتحدثان عن ذلك "

ضحكت وقلت " شر البلية ما يضحك , بقي أديم لابد أن يحظر واحدة تحمل أحد الحروف

والكثير من التعاسة أيضا "

وقف حينها غيث عند باب المطبخ وقال " أين هي أمي "

تمنيت أن تجيبه حور ولكن ما باليد حيلة فالأفضل أن لا تتحدث هي عن بحر فقلت بهدوء

" لقد وصل بحر للتو وهما معا "

قال وهوا يغادر " جهزي نفسك لأخذكم للعيادة النسائية "

تنهدت وقلت بهمس " سيكون اليوم من أتعس أيام حياتي بالتأكيد "

ثم وقفت مغادرة لجناحنا لأجهز نفسي ولولا إصرار خالتي لما ذهبت فليولد أو يموت أو

يحدث ما يحدث له فكله بمشيئة الله










غيث








كانت هذه أول مرة نتبادل فيها الكلمات منذ ذلك اليوم لقد تحولت رنيم لعالم من الصمت

فلما أنا المذنب فيما حدث كيف أكون ملاما وقد رأيت ابن خالتها بعيني يخرج من منزلهم

وأنكرت والدتها وجوده هناك

لقد أصبحت رنيم تفهمني جيدا فلو أنها تركتني أسال والدتها عنه باسمه لبقيت شاكا طوال

الوقت أنها قد كذبت علي لتغطي على ابنتها ولو لم يقل أدهم بلسانه أنه لا يعلم سبب هذا

الزواج لبقيت على ضني بأنهما على اتفاق لتتخلص مني وتتزوجه بمجرد فتح باقي

الوصية , دائما ما أفكر بأشياء اتجاهها وأكتشف فيما بعد أني مخطئ ولكن ما بيدي حيلة

لا أستطيع أن أتق بامرأة كانت من تكون لا استطيع

توجهت لحيت كانت والدتي فوجدتها هي وزبير ألقيت التحية وقلت

" أين هوا بحر أليس هنا "

قالت " كان هنا وغادر وصهيب "

تنهدت وقلت " هيا يا أمي عليك مرافقتنا للطبيبة "

قالت بهدوء " ولما عليا الذهاب معكما "

قلت بذات الهدوء " لتكوني معها إنها أمور تخصكم أنتم النساء وقد تنفعينها بشيء أنا ما علاقتي "

وقفت وقالت " أمري لله الأبناء متعبين مهما كبروا "

قال زبير بابتسامة " لازال هناك تربيته ستكون عليك المساعدة فيها أيضا وكل من يليه "

ضحكت وقالت " أرجوكم لا تكثروا العدد من أجل صحتي "

ضحك وقال " لديك خمسة أبناء لو أنجب كل واحد منهم أثنين فقط فسيكونون عشرة "

قالت مغادرة بابتسامة " عشرة ولم نرى منهم إلا واحدا بعد قرابة العام "

خرجت خلفها وتوجهت للسيارة في انتظارهم وبعد وقت جاءت رنيم وحدها وركبت

بجانبي فنظرت لها باستغراب وقلت " أين أمي "

قالت بهدوء وعيناها للأسفل " قالت أن ابنة عمها قادمة الآن لزيارتها "

اجزم أنها خططت لذلك كي لا تأتي معنا انطلقنا في صمتنا المعتاد الذي أصبح كثيرا وموحشا

وصلنا لمجمع حديث للعيادات الخاصة دخلنا ووقفنا ننتظر دورنا فقلت بضيق

" أليس من المفترض بنا لو ذهبنا لعيادة خاصة خارجية على الأقل ستكون غير مزدحمة

وهناك صالة انتظار أو جعل طبيبة نسائية خاصة للعائلة "

قالت بعد صمت " سألت خالتي عنهم كثيرا فأغلبهم أطباء رجال أو طبيبات سيئات هي

من اختارت هذه "

كنت واقفا على أدق عصب من أعصابي هي المرة الأولى التي أخرج فيها مع رنيم وكلما

مر أحد الرجال نظرت باتجاهها لا شعوريا وكأني متأكد من أنها ستنظر إليه أو ستأشر له

ببعض الإشارات وكانت في كل مرة على حالها شاردة الذهن تنظر للأرض وتبدوا في

عالم آخر تماما وقف شابان مقابلان لنا كنت سأطلب منها تغيير مكاننا لولا خروج السيدة

التي كانت بالداخل فقلت

" إنه دورك "

فلم تتحرك نظرت لها وقلت " رنيم لقد حان دورك "

نظرت لي بعد أن عادت من شرودها وقالت " ألن تدخل معي "

قلت ببرود " ما من داعي لذلك أنتي من ستكشف عليها وليس أنا "

قالت بإصرار " بل عليك الدخول معي "

ثم ابتسمت بسخرية وقالت " قد تتحدث مع إحداهن وأنا بالداخل "

نظرت لها بضيق فقالت " آسفة نسيت أننا في هدنة "

ثم أمسكت بيدي وسحبتني معها للداخل ولا أعلم لما كل هذا الإصرار على دخولي

جلسنا أمام الطبيبة أخذت أسماءنا وبياناتنا وقالت " ما المشكلة التي تعانيانها "

قالت رنيم " أنا في بداية حملي وستكونين المشرفة عليه "

ابتسمت وقالت " زوجك معك ظننت أنها مشاكل في الإنجاب "

قالت رنيم " لا ولكني من أصر على وجوده معي "

ثم بدأت تطرح عليها الكثير من الأسئلة الروتينية وقامت بفحص الجنين ثم طلبت منها

رنيم طلبا غريبا وقالت

" هلا حددتِ لي وقت حملي بدقة رجاءا "

ها قد علمت الآن لما أدخلتني معها كانت تريدني أن أسمع منها هذا الجواب بالتحديد كتبت

الطبيبة بعض الأرقام والتواريخ التي سألتها عنها سابقا وبدأت تحسب ثم رفعت عينيها وقالت

" الحمل حدث في الأيام من السابع إلى العاشر من شهر محرم "

وكان بالفعل ذاك اليوم احد هذه الأيام ثم وقفت رنيم وشكرتها وأخذت منها مواعيد زيارتها

التي أصرت كثيرا أن تكون اقل ما يمكن وفي أبعد وقت ثم خرجنا فقلت بضيق

" ما معنى ما فعلته الآن "

قالت بهدوء " آسفة يا غيث أعلم أنك لم تقل أو تطلب ذلك ولكن لكي ترتاح وأرتاح

لأني سأظن بشكك بي دائما وإن لم يحدث "

لم أحب إطالة التحدث في الأمر خصوصا بعد كلامها الأخير ركبنا السيارة وغادرنا

ففكرت لوقت في مكان ليس به أحد وينفع للذهاب إليه فكرت وفكرت ودون جدوى في

النهاية قلت

" هل تريدي الذهاب لأي مكان "

نظرت لي باستغراب لوقت طويل ثم قالت بهدوء وهي تعيد نظرها للأسفل

" شكرا لا أريد فلنعد للقصر "

قلت بذات الهدوء " رنيم لما لا تعطيني الفرصة كلما حاولت إصلاح الأمور "

قالت بعد صمت " لأن الأمر سيفشل صدقني سيفشل مادامت أفكارك لم تتغير "

قبضت على المقود بقوة وقلت بضيق

" لهذا لم أرد الزواج ولم أكن سأتزوج أبدا كي لا أظلم امرأة معي فأتعب وأتعبها "

نظرت لي وقالت " لماذا يا غيث ما السبب "

لقد كانت المرة الأولى التي تسألني هذا السؤال فقلت

" لأنهن خائنات كريهات وأكرههن جميعا "

قالت بأسى " ألست تحب والدتك وتعامل حور وحتى ابنة عمك بلطف ألم تنجبك

امرأة وربتك ورعتك هل هي خائنة أيضا "

قلت بغضب " بل خائنة سمعتي خائنة وجميعهن كذلك الكثيرات كن خائنات "

نظرت لي بصدمة فتذكرتُ فجأة أنني خرجت عن السيطرة في كلامي فقلت بضيق

" أغلقي هذا الموضوع يا رنيم "

ثم وصلنا للقصر فنزلت هي في صمت وغادرت أنا













أُديم








الآن قد ارتاح ضميري مادامت مشاكل ليان قد انتهت لم أتخيل يوما الزواج من فتاة

دون طبقتي وليس أي دون ولكن ما يعجبني أن حياتي معها هادئة جدا لا تسألني أين

كنت ولا لما تأخرت ولا أين تذهب أيام الإجازة حتى أنها لا تتذمر أمامي رغم ظنها

أني لا أسمع , تُرى إن كانت زوجة من الغنيات هل كانت ستكون هكذا

كنت أقضي يومي بعد العودة من الشركة في شقتي حيث عالمي الحقيقي

الرقي والفخامة وجهازي المحمول أتحدث عبره وعبر الهاتف والتقي

بصديقي ونتحدث ونمزح طويلا وعند المساء أذهب لعالمي الجديد المنزل

المتواضع والصمت التام والزوجة الجميلة المبتسمة والعم الطيب كنت

أجلس أستمع لحديثها المطول وعمها الحياة هناك شيء مختلف وكأنني

أعيش عالم غير عالمي وكأنني منهم أشعر أنني لست أديم بل وسيم الشخصية

الجديدة التي كرهتها عندما اضطررت لعيشها حتى أن ذاك المنزل والحياة

بدأت تشدني وأصبحت أرغب أحيانا في ترك شقتي والذهاب إليها قبل المساء

بكثير , كانت فرحتها لا تضاهى كلما اشتريت لها شيئا وأخذته لها ولو كان شيئا

بسيطا لو كانت من الغنيات ما فرحت بذاك السلسال الذهبي الذي لم يكلفني شيئا

لقد كانت وكأنها امتلكت طقما ألماسي

لا أعرف لما أتصرف هكذا كنت أتخيل لو أنني تزوجت من فتاة فقيرة ومعدومة كليان

فلن أعاملها إلا بتكبر ولن ألمسها حتى اللمس لو تزوجتها قبل أن أعيش هنا وأعرفها

وأعرف عالمها ما كنت لأعيش معها هكذا فالبساطة والطيبة والمحبة وأشياء كثيرة

توجد فيها وتفتقدها بنات طبقتي المترفة لقد طلبت منها اليوم أن نخرج للعشاء فهي لم

تخرج من المنزل أبدا منذ تزوجنا كنت جالسا في سيارة متواضعة قد استأجرتها لساعات

لنذهب فيها

خرجت بعد قليل وركبت السيارة تجولنا طويلا ثم توجهنا لمطعم مميز للعشاء وقد دفعت

لهم مسبقا كي لا يجلبوا الفاتورة أمامها تناولنا العشاء في صمت وأنا أراقب كل حركاتها

وعيناي لا تفارق وجهها كم تمنيت كسر حاجز هذا الصمت لنتبادل الأحاديث معا وأستمتع

بمزاحها وضحكاتها التي لا أسمعهم إلا مع الغير

انظروا ما حل بي فحتى ثرثرتها أصبحت شيئا يجذبني لامتلاكه نظرت لي وابتسمت فأمسكت

يدها وقبلتها بعمق فهذا كل ما أستطيع تقديمه لها الآن وغير ذلك ستكون عواقبه وخيمة

ولن تسامحني عليه

بعد مرور عدة أيام كنت جالسا في الشركة في مكتبي المعتاد طبعا وبعد ساعات من

العمل جلست أقلب هاتفي المحمول لأتواصل مع أحد فشدني حنيني لسيدة مسائي الجميلة

ليان فأرسلت لها رسالة كتبت فيها

( أجمل ابتسامة هي عندما تبتسم لشخص ليس موجودا من حولك ولكنه خطر على بالك )

كانت أول رسالة أعبر فيها عن مشاعري أرسلها إليها فأرسلت بعد قليل

( لا تنسى إحضار ثيابك )

ابتسمت وهذا ما توقعته فليان تخجل من الحديث معي عن مشاعرها بسبب خرسي الوهمي

فنحن لا نتحدث هذه الأحاديث ولا حتى على الورق فأرسلت لها

( بعض الرسائل تكفينا وإن كانت فارغة وكأن أحدهم يقول لك أنا أذكرك )

أرسلت بعد قليل ( لا تنسى أن تحظر كل الأغراض التي كتبتها لك )

هههه يبدوا أنها تتعمد فعل ذلك أرسلت لها

( ألا يوجد لديك شيء ترسليه غير الطلبات )

أرسلت على الفور ( بلى ...... عمي يسلم عليك )

ضحكت بصوت مرتفع فنظرت لي شروق باستغراب فتناولت الدفتر وكتبت لها

( هل ترغبي في رؤية ليان )

ابتسمت بلهفة ما أن قرأت المكتوب وأومأت برأسها إيجابا فكتبت لها

( إذا أعطني عنوانك لأحظرها إليك )

كتبت لي بسرعة ( كيف تحظرها لم أفهم )

كتبت لها ( ليان أصبحت زوجتي منذ فترة )

شهقت شروق شهقة كبيرة من الصدمة وقالت " تبا لتلك المحتالة تزوجتك إذا سأريها "

ثم كتبت لي ( هلا اتصلت لي بها لأكلمها أنا مشتاقة لها كثيرا )

كتبت ( حسننا ولكن هاتفي يعاني عطلا بسيطا ولا يتحدث إلا بواسطة مكبر الصوت ولأني

كما تعلمي لا أتحدث به فلم أصلحه )

قالت بلهفة وهي تهز رأسها لي إيجابا " موافقة "

وقد فاتها أن تطلب مني رقم هاتفها والحمد لله , اتصلت بها وفتحت مكبر الصوت لأسمع كل

ما يدور بينهما وما أن فتحت ليان الخط حتى صرخت بها شروق

" محتالة لقد تزوجتي بوسيمك إذا لقد شككت بأمره منذ البداية "

ضحكت ليان وقالت " مرحبا شروق كيف حالك لقد اشتقت لك كثيرا "

قالت شروق ببرود مصطنع

" ها اشتقتي لي يا كاذبة لابد أن هذا الوسيم أنساك كل شيء "

قالت ليان " لم أنساك يوما يا صديقتي "

قالت شروق بغضب " ولما لم تزوريني يا كاذبة مادمت مشتاقة إلي ولم تفكري حتى

في طلب ذلك من زوجك أو أن تحدثيني عبر هاتفه "

قالت ليان بهدوء " خفت أنه لا يريد قول ذلك لأحد فلم أشأ مضايقته أو إحراجه "

قالت شروق " نعم نعم ياقلبي على الذين يخافون على مشاعر أزواجهم "

قالت ليان " وسيم هوا كل دنياي وسعادتي يا شروق لقد تغيرت حياتي كلها منذ

ارتبطت به وفارقني النحس أخيرا "

( أسمعوا المحتالة لما لا تخبرني بكل هذا الكلام )

قالت شروق بابتسامة

" أتمنى لك السعادة حقا يا ليان لقد سرني ما علمت رغم أن شقيقي لازال ينتظر موافقتك "

ضحكت ليان وقالت " احتفظي بشقيقك لنفسك "

قالت شروق بحدة " ليس لأنه غير وسيم يعني أن تسخري منه "

قالت ليان " أنا لم أقس الأمر بشكله أبدا وليس لأن وسيم جميلا اخترته ولكن ما يمتلكه وسيم

لم يمتلكه أحد ممن تقدموا لخطبتي ولا حتى صاحب الxxxxات ذاك "

قالت شروق ببرود " نعم ولكنه يفتقد لسانا وأذنين "

قالت ليان بضيق " لم أتوقع منك هذا يا شروق لقد فعل وسيم من أجلي أشياء لم يفعلها الذين

بألسنتهم جميعا ولم أرى ذلك عيبا فيه ولا للحظة فلا تجعليني أغضب منك ولا تعيدي ذلك "

قالت شروق بضحكة " حسننا حسننا لا تغضبي مني لن أهين حبيب القلب ثانيتا , أخبريني

ألن تقرري العودة إلى هنا "

قالت ليان بضيق " أبدا ولو شنقوني وها قد أصبح لدي زوج يوفر لي كل ما أحتاج ودون

سؤال حتى , فما أصنع بعملهم الذي لم أجني منه سوى الذل والمهانة فليهنأ سيدكم أديم

بحياته بعد أن خرجت المستهترة الفاشلة من شركته "

ضحكت شروق وقالت " توقفي عن قول ذلك كي لا يسمعك ويذهب لك بنفسه "

قالت بغيض " آخر ما أتمنى في حياتي أن أراه أو أسمع صوته حتى "

ثم قالت بحزن

" لقد أهانني ذاك كما لم يهينني أحد من قبل أقسم أنه جرحني في كرامتي جرحا لم أنساه يوما "

( آه اعذريني يا ليان ماذا لو علمت أنك زوجته الآن )

قالت شروق

" لقد أخبرني وسيم أنه سيجلبك لزيارتي سأعطيه العنوان وسأنتظرك على أحر من الجمر "

قالت ليان بحدة " ولما تتحدثي مع زوجي ها , قومي بعملك ولا تحدثيه ثانيتا "

شهقت شروق وقالت " ليان هل جننتي هل تغارين على زوجك مني ومن كانت تناديه طوال

الوقت بالوسيم أليس أنتي "

ضحكت ليان وقالت " أمزح معك ولكن حاذري أن تقترب منه إحدى الموظفات كوني مستيقظة "

ضحكت شروق وقالت " وما ستفعلين لها "

قالت ليان " سأقتلع عينيها بالطبع وداعا الآن يا صديقتي قبل أن يفصلك سيدك بسببي "

ناولتني شروق هاتفي وكتبت لي عنوانها في ورقة وعادت لمكتبها وبعد ساعة أرسلت

لي ليان رسالة كتبت فيها

( لقد غمرتني دائما بهداياك واليوم اشتريت لك أنا هدية لأقدمها إليك ما أن تأتي مساء اليوم )

وهل سأنتظر حتى المساء بالتأكيد لا , بعدها بقليل وصلت منها رسالة أخرى كتبت فيها

( أحبك )

لقد كانت مفاجأة لم أتوقعها أبدا ابتسمت بحب ولم استطع إبعاد عينيا عنها ثم قررت الانتقام

منها لما فعلت بي عندما راسلتها فأرسلت لها

( لا تنسي غسل قميصي الأزرق )

أرسلت لي ( من عيني )

ضحكت وخبأت هاتفي في جيبي فقد فشلت في النيل منها , لقد أصبحت ليان شيئا

مهما في حياتي

بعد انتهاء الدوام ذهبت من فوري لمنزلي وليان ولم أذهب للشقة ما أن دخلت حتى

نظرت لي بصدمة وقالت

" لو أعلم أن الهدية ستأتي بك باكرا لجلبت لك واحدة كل يوم "

المحتالة إذا تشتاقي لوجودي ولا تخبريني , اقتربت منها وحضنتها بحب وقبلتها

كم كنت أود أن أخبرها عن كل ما في قلبي اتجاهها بأن تسمعها من لساني وهي

تنظر لعيناي وليس لورق الدفتر حملتها للغرفة بين ذراعي وضعتها على السرير وكتبت

( أي هدية اشتريت لي وأنتي لا تخرجي من المنزل هل خرجت دون أذني )

كتبت ( لا لم أخرج ولن أخرج دون مرافقتك لي )

كتبت ( إذا ما هي وكيف اشتريتها )

كتبت ( لم اشترها لقد أعطوها لي لأقدمها لك )

كتبت لها ( ومن هذا الذي أعطاها لك سأقتلك يا ليان )

ضحكت وكتبت ( من يحبني كثيرا ويعطيني بغير حساب )

كتبت مستاء ( من )

كتبت ( الله )

نظرت لها باستغراب فكتبت ( أنا حامل )







ليان







كنت خائفة كثيرا من ردة فعل وسيم لو علم بحملي هوا لم يخبرني سابقا إن كان يريد

طفلا أو إن كان علينا تأجيل الأمر ولكن اطمئن بالي حينما رأيت الفرحة في عينيه

ثم قام باحتضاني بشدة وكتب لي

( أريد فتاة جميلة مثلك )

ضحكت وكتبت له ( وكيف تكون جميلة ومثلي يعني ذلك أن تكون مثلك )

كتب لي ( ومن قال أنك لستِ جميلة )

تنهدت وقلت " مهما كنت جميلة فأمامك سأكون الأقبح "

ثم كتبت له ( ولكني لا أريد فتاة أريد مولودا ذكرا )

كتب وعلى ملامحه الضيق ( بل فتاة )

كتبت ( بل فتى لأني أحتاج للذكور في حياتي كثيرا )

كتب بضيق ( لو أنجبت ولدا فسأضربك )

رميت الدفتر بعدما أخذته منه وارتميت في حضنه وقلت

" كلهم منك رائعون إن فتاة أو صبي أو حتى الاثنين معا "

مسح على شعري وقبل رأسي ثم وقف وناولني عباءتي وحجابي ففرحت حد الجنون

لأنه على ما يبدوا سنخرج معا وبالفعل خرجنا على الفور وتنزهنا كثيرا على قدمينا

وفي السيارة كان يوما رائعا ومن أجمل أيام حياتي وقد اشترى لي وسيم هدية جميلة

لم أتخيلها أبدا كنت أتمنى فقط أن يسعده خبر حملي ولم أفكر أن يفعل كل هذا من أجلي

وأصبحت زيارات وسيم لنا بمرور الأيام تزداد شيئا فشيئا فأصبح يتناول وجبة الغداء

معنا أيضا وأحيانا يمضي اليوم كله بالمنزل أخبرني أنه يعمل عملا إضافيا لذلك

هوا يتغيب كثيرا لا استغرب الآن سبب توفيره لنا لكل ما نحتاج حتى أنه بدأ بجلب

ملابس المولود قبل أوانه بكثير وكانت كلها ملابس فتيات هههه يبدوا مصرا جدا






فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 27-11-14, 11:35 AM   #24

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء الثاني والعشرون

بحر









لقد كان هذا العام من أسوء أعوام حياتي لم أجني منه سوى الألم والحسرة والهروب

عليا اليوم زيارة والدتي فقد أصبحت تلومني على كثرة غيابي وهي لا تعلم أنه أكثر

عذابا من وجودي معهم , دخلت وكلي خوف من لقاء من كنت أهرب منها وأحترق

شوقا لرؤيتها لو أني فقط أتوقف عن حبها عن الشوق لها عن النظر إليها والحلم

بها كل ليلة , لو أنها فقط تختفي كما اختفى الماضي والأمل والكثير من السعادة

جلست مع والدتي وانظم إلينا صهيب وزبير فقالت بعتب

" لما كل هذا الغياب يا بحر هل يضايقك شيء هنا "

قلت بهدوء " لا شيء يضايقني إنه عملي يا أمي يأخذ أغلب وقتي "

قالت بضيق " أخوتك جميعهم يعملون لما لا يتغيبون مثلك "

تنهدت وقلت " وما تصنعونه بي تعاستكم حضرتها معكم والأخبار السعيدة

لم تعد لها وجود بهذا القصر "

قالت بابتسامة " وما أدراك أنه لا أخبار سعيدة هنا "

نظرت لها مطولا في حيرة ثم قلت " هل من جديد "

قالت بفرح " أجل فحور حامل "

صفعتني تلك الكلمات وضربتني بالجدار ثم أعادتني حيث أنا , كنت أريد

الصراخ بهم جميعهم لولا

أن الحروف خانتني حاولت أخراجها بكل قواي ودون جدوى وددت لو صرخت وقلت

( يكفيييييييييييييي ) فيكفيني ألما وهما وحزنا , لقد ضاعت منك يا بحر ضاعت تماما

ولن تعود كنت أحملق بها وعيناي تكادان تخرجان من الصدمة

فتكلم زبير قائلا " ماذا حور حامل يا أمي من قال ذلك "

قالت أمي باستغراب " ومن قال أن حور الحامل "

قال صهيب بضيق " أنتي قلتها للتو يا أمي "

رمشت بعينيها قليلا في صمت قاتل يذبحني في كل حين تكلمي يا أمي ارحميني أرجوك

قولي أنها كذبة قالت أخيرا ورأفت بي

" هل قلت حور يبدوا أنني أخطأت رنيم وغيث هم من ينتظرون مولودا "

الخبر كان سعيدا يا أمي ولكنك جردته من كل معاني السعادة ورميتني به

ثم قالت بابتسامة " وها نحن ننتظر أن يفاجئنا زبير وحور أيضا ويسعداننا أكثر "

نظر زبير للجانب الآخر وقال بضيق

" أمي قلت لك أن تنسي الأمر فلا تتعبي رأسي "

تأففت والدتي ثم نظرت لي وقالت

" وأنت أيضا يا بحر ما إن يتقسم الميراث سنخطب لك "

قلت بهدوء حزين " لا يهم فأنا لا أريد الزواج "

قالت بحيرة " ولماذا ألم تخبرني فيما سبق أن ثمة فتاة تريد الارتباط بها "

قلت بأسى " قلت وكان ولم يعد ذلك موجودا "

قالت بصدمة " لماذا "

نظرت لها وقلت بحرقة " لأنها تزوجت يا أمي تزوجت وانتهى كل شيء "

وقفت حينها مغادرا فيكفيني أوجاع لقد جئت لأتلقى نصيبي منها ككل مرة وقد

كانت هذه المرة الأقسى على الإطلاق وفور خروجي تقابلت وحور وقفت مستندة

بالجدار وتنظر للأسفل لتفسح لي المجال للمرور ولكنني وقفت أمامها وأسندت

يدي للجدار بجانب رأسها وضربت بها عليه بقوة وأنا أشير بسبابة يدي الأخرى

حيث زبير والبقية وقلت بألم

" اتركيه يا حور انفصلي عنه في الحال فهمتي "

قالت ببكاء ورأسها للأسفل " أرحمني يا بحر أرجوك "

قلت بذات الألم وأنا أضرب بقبضة يدي على صدري

" وأنا من يرحمني من , تكلمي يا حور"

خرج حينها صهيب نظرت له بضيق وخرجت مغادرا وهوا يتبعني اقتربت

من سيارتي وهوا ينادي

" أنتظر يا بحر هل جننت "

أمسكني من كتفي وأدار وجهي إليه وقال بدهشة

" تبكي يا أخي !!! لقد كنت قويا دائما أمام الصعاب هل تبكي الآن "

رميت بيده عني وقلت " لا شيء لي سواه فهل سأحرم نفسي منه أيضا "

ثم ركبت السيارة وغادرت المكان كله من جديد وككل مرة












ميس










منذ وصولي هنا وأنا سجينة هذه الغرفة لا أريد أن أرى ولا أتحدث مع أحد كنت

انزل لوجبات الطعام بشكل متقطع ومجبرة إما بإلحاح من والدتهم أو صهيب

أشعر بمزاجي سيء للغاية منذ أتيت بسبب ما علمته عما عانى والدي وما اتهموه به

ولازال ما قاله المدعوين أعمامهم يدوي في رأسي كل حين فسحقا لهم من أعمام

يبدوا لي أنهم وهذه العائلة ليسوا على وفاق فقد تشاجرا مع صهيب حين دافع عني

وحتى أخويه لم ينهيانه أو يوبخاني لما قلت بل أن المدعو زبير كان سعيدا بذلك

آه لو أني أعود من حيث أتيت ولكن ليس قبل أن آخذ بحق والدي من الفاعل

سمعت طرقا على الباب وأنا أجلس أمام النافذة وأتكئ بيدي عليها موليه ظهري

إياه فقلت ببرود

" تفضل "

لابد أنها والدتهم جاءت لتلح عليا بالنزول كالعادة سمعت الباب يفتح والخطوات

تقترب حتى جاءني صوت ليس لها بل لصهيب قائلا

" لماذا تسجني نفسك هكذا يا ميس "

قلت ببرود " وفيما يضركم ذلك "

قال " لا يضرنا ولكن يضرك أنتي لما لا تنزلي وتشاركي العائلة حياتها لترفهي

عن نفسك وتري الضيوف وتتعرفي عليهم "

ابتسمت بسخرية وقلت " أتعرف عليهم أم يتعرفوا هم على الفتاة التي اختطفتها العصابة

أعلم جيدا لما يسألون عني "

قال بضيق " ميس ليس عليك أن تأخذي الأمور بهذا الشكل قد يكونوا يريدون حقا رؤيتك

ومن سيمسك بكلمة أقسم أنني أنا من سيطرده "

قلت بحزن " وفر على نفسك ووالدتك الإحراج فأنا لن أنزل لرؤية أحد كي لا أخطئ في حق

ضيوفكم فتوقعوا مني الكثير "

ضحك وقال " من قال لك شيئا سيستحق منك ما سيأتيه "

ثم أضاف بهدوء " ميس لا تحملي هم ذلك وما أن نتزوج سينتهي كل الأمر "

قلت بضيق " ألن تتوقف عن هذه الأوهام "

قال بابتسامة " لا ليس بعد "

التفت إليه وقلت " وحتى متى "

قال بذات الابتسامة " حتى تصبح الأوهام حقيقة "

عدت أنظر للنافذة وقلت " إذا ستنتظر كثيرا "

قال مباشرة " لا بأس "

قلت بهدوء " أريد الذهاب لأيرلندا "

قال " لا شيء لتذهبي له هناك ووالدتك ستنتقل للعيش معك هنا "

وقفت وقابلته وقلت " ولما تتفضلون علينا بالمأوى نحن لا نحتاجكم "

قال بحدة " ميس توقفي عن العناد أنتم عائلتنا وعلينا حمايتكم وتلبية حاجياتكم جميعها فهمتي "

قلت بأسى " ليس لنا لديكم شيء فبأي حق ستتكفلون بنا "

قال بحدة " بلى لكم وليس لدينا فقط بل لدى جميع أعمامي إنه حقكم يا ميس وليس

لأحد أن يمن عليكم به "

قلت بحزن " وحدك من يقول ذلك "

قال بهدوء " وإخوتي جميعا من رأيي "

قلت ببرود " وأعمامك وجدك "

قال بجدية " سيعترفون بذلك رغما عنهم "

ابتسمت ابتسامة حزينة وقلت " أنت تهدر وقتك فقط فأنا لا أريد إلا براءة والدي "

اقترب مني أمسك كتفاي وقال بجدية " سأقتلعها من الجاني اقتلاعا كوني أكيدة من ذلك "

ثم أمسك وجهي بيده وقال بهدوء " وبالنسبة للمال وإن لم توافقي على ما لدينا فستكونين

زوجتي ومالي هوا مالك "

نظرت له مطولا في صمت ثم أبعدت يده وتنهدت بضيق وقلت

" إن كنت ترى في زواجك بي تكفيرا لما حدث فأنا أخبرك أني أحللك من ذلك فلا

تصلح الخطأ بخطأ أكبر "

قال وهوا يشد بأصبعيه على خدي ويقرصه " ولكن ضميري لن يرتاح "

قلت بألم " آآآي إنك تؤلمني يا صهيب "

ابتسم وقال " من أجل هذه الكلمة فقط سوف آخذك لأيرلندا ولكن أخبريني لما "

نظرت له بحيرة وقلت " من أجل أي كلمة "

ابتعد وجلس على الكرسي وقال " أخبرتك سابقا أنك لن تفهمي ذلك ولن يهمك "

قلت بلا مبالاة " كما تريد , ولكن لن تذهب معي سأذهب لوحدي "

قال بحدة " لن تتوجهي لأي مكان بدوني يا ميس "

وضعت يداي في وسط جسدي وقلت بضيق " هل ستتحكم بي بأي حق "

نظر لي بحدة وقال " لن تذهبي بدوني يا ميس أو لن تذهبي أبدا وها قد خيرتك "

تنهدت بضيق وقلت " لقد كنتُ حياتي كلها وحيدة وحتى المجيء إلى هنا جئت

لوحدي فما سيتغير الآن "

نظر لي مطولا ثم قال " ولما تريدي أن تذهبي لوحدك من ستقابلين هناك "

قلت بغضب " ما تضنني يا هذا وما رأيك أن تأخذني للطبيبة بعد عودتي "

وقف وصرخ غاضبا " ميس لا تقللي من احترامي "

نظرت للجانب الآخر بلا مبالاة وفي صمت تام

تنفس كثيرا بضيق ثم قال ببعض الهدوء " قولي إلى أين ستذهبين وسوف آخذك "

قلت بضيق " إلى ضابط في الشرطة كان يعرف والدي وهوا من يعرف عن قضية

سجنه هناك هل ارتحت الآن "

قال وهوا يغادر " إذا سنذهب معا ونحظر والدتك معنا , هيا أنزلي معي لنتناول الغداء مع البقية "

قلت ببرود " لا أريد "

عاد للداخل وقال " ميس لا تتصرفي كالأطفال أنتي تعلمي جيدا أن الجميع هنا يحبونك

ويرغبون ببقائك ووالدتك معنا فلما كل هذا "

قلت بضيق " أنا لا أريد أحدا "

تنهد وقال " وإن قلت من أجلي هذه المرة "

نظرت له وابتسمت بسخرية وقلت " وما الذي فعلته لي لأفعل شيئا من أجلك "

أحسست من تغير ملامح وجهه أن كلماتي جرحته كثيرا فقلت بهدوء ونظري للأرض

" أنا آسفة "

قال " لن أقبل أسفك ما لم تنزلي لتناول الطعام "

تنهدت وقلت " حسننا ولكن ليس لأجلك فلتكن على علم "

ضحك وقال " موافق وليس لأجلي "

نزلنا معا توجهنا لغرفة الطعام وكان هناك زبير وزوجة غيث ووالدتهم فقط

جيد أن الجد ليس موجودا لكنت عدت أدراجي للأعلى وعلى الفور , وصلنا الطاولة

فقالت والدتهم بابتسامة " لو كنت أعلم أنك ستجعلها تنزل لأرسلتك لها كل وجبة طعام "

قال صهيب بابتسامة وهوا يجلس

" لا تعلمي كم أتعبني إقناعها حتى كدت أنزلها على كتفي "

نظرت له بحدة وقلت " وهل ستجبرني على هذا أيضا "

ابتسم بمكر وقال " وعلى ماذا أجبرتك سابقا "

قلت بضيق " على الكثير ولازال لديك المزيد "

قالت صاحبة البشرة ناصعة البياض المدعوة رنيم

" لا تزعجوها كثيرا فنحن لا نريد أن تتركنا "

جلست أتناول الطعام في صمت وهم يتبادل بعض الأحاديث حتى قال صهيب

" سنسافر أنا وميس ونجلب والدتها وبعض أوراقها من أجل الدراسة "

نظرت له بصدمة وقلت " ومن قال أنني سأدرس هنا "

قال بهدوء " وأين ستدرسين إذا "

قلت بضيق " نحن لم نتحدث في هذا فلما تقرر وحدك "

قال وهوا يتناول الطعام " لا نقاش في أمر كهذا "

ما يضن نفسه ليتحكم بي هكذا فهوا ليس حتى الابن الأكبر للعائلة لا أحد له هذا الحق

وقفت وغادرت وأنا لم آكل شيئا يذكر وصعدت لغرفتي تجنبا لمشكلات مع أي منهم














رنيم










فور عودتي من العيادة صعدت لجناحنا بكيت هناك وحدي بحرقة ومرارة بكيت

ما ضاع مني وما سيضيع لما لا يتوقف عن ذلك لما يلومني على عدم إعطائه

الفرصة وهوا من يؤكد أن نظرته لي لن تتغير وشكوكه لن تتوقف بل كيف أنسى

نعته لي بالخائنة على الدوام, ما ذنبي أنا إن صرت زوجته مرغمة وما دخل والدته

بالأمر يا ترى لما نعتها بالخائنة وقال أن الكثيرات كن مثلها ما عناه بذلك ومن هن

وما فعلن له , آه ولما أدفع أنا ثمن أخطاء غيري

بعد ساعات من الوحدة والبكاء نزلت للأسفل ساعدت خالتي في تحضير الغداء الشبه

جاهز وقالت لي أن حور لم تخرج من جناحها منذ الصباح مسكينة هذه الفتاة كنت

أرى معاناتها والآن بعدما علمت أصبحت اشعر بها صعدت للاطمئنان عليها طرقت

الباب فخرج لي زبير وقال أنها قالت تريد النوم وأنها بخير لابد وأن زبير لا يريد

أن يقول أنها تسجن نفسها في غرفة لوحدها كي لا أعلم أنهما لا ينامان معا

لم يحظر غيث وجبة الغداء ولم يعد للقصر ولم يتناول حتى وجبة العشاء فبدأت

شكوك خالتي وخوفها يزداد ما أعظم هذه السيدة من يراها يظن أنه ابنها الذي

أنجبته وليس ابن زوجها حاولت الاتصال به ولا يجيب قامت بالتحدث مع أبنائها

ليتصلوا به ودون جدوى لقد كان مستاء جدا عندما أوصلني صباح اليوم ترى هل

ما حدث بيننا سبب اختفائه لا أعتقد أن كلامي سيجعل غيث يغضب ويبتعد هكذا

لابد وأنها كلماته التي قالها كانت السبب وليس كلماتي لقد كان غاضبا وتحدث

دون وعي منه , سمعت طرقا على باب الجناح فتحت الباب وكانت خالتي فقالت

لي بحزن

" رنيم هلا اتصلتِ به من هاتفي قد يجيب عليك أخاف أن مكروها أصابه "

قلت بعد صمت " إنه هاتفك فما يدريه أنها أنا "

قالت " أرسلي له رسالة رجاء يا ابنتي "

أدخلتها للداخل وقلت لها بحنان ويدي على كتفها

" لا تترجيني يا خالتي أنتي تأمريني فقط "

جلسنا معا أخذت هاتفها وأرسلت له رسالة كتبت فيها

( غيث إن كنت بخير فأجب على اتصالاتنا لنطمئن عليك أرجوك ..... رنيم )

وجلست وخالتي ننتظر في صمت بعد أن تحول الانشغال منها لي فمهما كان

بيننا هوا زوجي ووالد ابني ومن يقوم بحمايتي من أولئك المتوحشين وبعد ساعة

من الانتظار اتصل غيث أخيرا فقالت خالتي بفرح

" حمدا لله لو كنت أعلم لطلبت منك ذلك منذ النهار "

آه لو كنتي تعلمي ما دار بيننا ما كنتي طلبتي ذلك من أساسه

ثم فاجأتني وهي تمد لي بالهاتف وتقول

" خدي يا رنيم أجيبي أنتي فهوا يريد طمأنتك بالتأكيد "

قلت بتوتر " لا يا خالتي أنتي من كان يحترق انشغالا منذ الصباح فتكلمي معه "

ولكنها لم تعطني أي فرصة لتستمع لما أقول ففتحت الخط وناولتني الهاتف أمسكته

بتردد ثم أجبت قائلة " مرحبا غيث هل أنت يخير "

جاء صوته هادئا " أنا بخير اطمئنوا "

تنهدت وقلت " حمدا لله لقد شغلتنا عليك وزوجة والدك تكاد تُجن "

قال بذات الهدوء " أنا قادم بعد قليل لا تقلقوا "

قلت بهمس " حسننا وداعا "

أعطيتها الهاتف وقلت " قال أنه بخير وسيصل بعد قليل "

تنهدت براحة وقالت " حمدا لله ظننت أن مكروها أصابه سوف أتصل بصهيب

لأنه خرج للبحث عنه "

ثم غادرت الجناح عدت لغرفتي ودخلت السرير وبعد ساعة عاد غيث لم

أتحرك ولم أتحدث معه ولابد أنه يظن بأني نائمة استحم وغير ثيابه ولم

يشغل النور يبدوا لكي لا يزعج نومي ثم نام في صمت قلت بهمس هادئ

" غيث ما بك هل أنت غاضب من كلامي اليوم "

قال ببرود " لا فهي ليست المرة الأولى فما سيتغير "

انقلبت للجانب الآخر وتركته سحقا له ولي , الحق علي أني سألته يبدوا مستاءً

من الأمر بالفعل بعدها بقليل أحسست بيده تسحبني إليه , هكذا هم الرجال إذا

غضبوا أو حزنوا فرغوا شحناتهم عند النساء وكأنها مجرد آلة لا تشعر ولا تحس


نام بعد ذلك بوقت أمضاه في التنهد بضيق والتأفف من حين لآخر ودون سبب

لقد فارق النوم عيني تلك الليلة استحممت وأضجعت على السرير وعيناي

مفتوحتان يشغلني أمر حور وما أصابها وما علمته اليوم عنها وأمر غيث وما يخفيه

بعد وقت طويل بدأت أسمع أنينا خفيفا مصدره صدر غيث جلست وشغلت النور الخفيف

بجواري فكان نائما ويتنفس بقوة وأنين صدره يزداد شيئا فشيئا ثم بدأ يقبض بيديه على \

اللحاف بقوة ويشده , شعرت بالذعر لما أصابه فقلت بخوف

" غيث "

قال من بين نومه " ابتعدي عني يا امرأة ماذا تريدي ابتعدي آه ابتعدي "

ثم أن قليلا وبعدها قال

" أمي لا أريدك لا أريد البقاء ولا أريدها أبعدوها حسام لا تبكي أرجوك لا تبكي "

كنت أنظر له بصدمة ثم هززته بيدي بقوة وأنا أقول " غيث ما بك استيقظ يا غيث "

ولكنه لم يستيقظ بل مد يده وكأنه يمسك شيئا وقال " خائنات إنهن .... لا تبكي يا حسام "

أمسكت يده وحضنتها وبكيت قائلة " انهض يا غيث أرجوك ما حل بك "

ثم أخذت قارورة الماء من جانبي وسكبت بعضا منها في يدي ومسحت بها على وجهه

ففتح عينيه وجلس مفزوعا فقلت

" غيث هل أنت بخير هل كنت ترى حلما "

مسح وجهه بيده وتنفس بضيق وقال " إنه كابوس "

سكبت له الماء في الكوب وقلت " خذ اشرب بعض الماء "

أخذه مني وشربه كله ثم عاد واستلقى في مكانه ينظر للسقف وصدره يعلوا ويهبط

بشدة من قوة تنفسه وضعت يدي على صدره وبدأت بقراءة آيات من القرآن حتى

عاد تنفسه لطبيعته ثم أغمض عينيه ببطء ونام أضجعت وأمسكت يده وبقيت أقرأ

القرآن حتى غفيت دون شعور وبعد نوم طويل سمعت صوته في حلمي يناديني

استيقظت وكان الصوت حقيقتا لغيث وهوا يوقظني من النوم

" رنيم .... رنيم "

فتحت عيناي فقال مبتسما " هيا استيقظي واتركي يدي أريد الذهاب لعملي "

نظرت ليدي فكانت لازالت تمسك يده بقوة أفلتها وضممتها لصدري بخجل وقلت

" هل أنت بخير الآن "

قال وهوا يقف " نعم أنا بخير لم تأتيني تلك الكوابيس منذ مدة طويلة لا تخافي

إنها شيء عادي "

جلست وقلت " ولكنك كنت تئن كثيرا وتهدي ولم تستيقظ رغم هزي لك بقوة "

فتح الخزانة أخذ منشف وقال " آسف على إزعاجي لك "

وغادر للحمام ثم لغرفة الملابس ثم خرج صلى الفجر ونزل مباشرة دون كلام يبدوا

أنه لا يريد التحدث في الأمر , نزلت بعده بقليل توجهت للمطبخ وكان جالسا هناك

يحتسي القهوة دخلت خالتي بعدي مباشرة وقالت

" صباح الخير "

قلنا معا " صباح الخير "

جلست تتحدث مع غيث عن ميس وموضوع سفرها ووالدتها والكثير من الأمور

أخذت أنا فنجان قهوة وجلست أنظر لغيث المنشغل بالنظر للأوراق أمامه ويستمع

لحديث زوجة والده ورحلت بي الأفكار ما سبب تلك الكوابيس التي تحدث عنها

يا ترى ومن تلك التي كان يطلب منها الابتعاد ووالدته وحسام والخائنات ما الرابط

بينهم جميعا ما الذي تخفيه يا غيث أفقت من سرحاني فوجدته ينظر إليا بحيرة

أخفضت نظري للأسفل ثم وقفت وغادرت المطبخ





جود



( ما أجمل السفر مع الأميات عندما لا تكون إلا جميلة وغير مستحيلة عندما تكون أرق من

النسيم وأنقى من عطر الزهور كم نهفو لتلك الأشياء وكم نتمنى أن لا تزول وإن لم تتحقق )

أغلقت دفتري بعدما نثرت على صفحاته جزءا جديدا من حبر قلمي ورميت به على السرير أمسكت

بهاتفي وفتحت الرسالة التي قرأتها اليوم عدد دقائق الساعات

( غريب أمر بعض البشر فمهما تحدث إليه تشعر وكأنك لم تقل شيئا ولم تتحدث مع أحد من

قبل فبعض القلوب الطيبة حديثها مطر وصمتها مطر فكيف لا نزهوا بقربها.... الرجل الكئيب )

ابتسمت وأغلقتها وقلت

" ويكتب أسمه أيضا تحت الرسالة هل يحب هذا الاسم رغم أنه ليس جميلا "

نحن لم نتحدث منذ ذاك اليوم ولم يتصل بي وكأنه يحترم رغبتي حال لم أشاء الحديث

وأرسل لي بهذه الرسالة فجر اليوم التي لازلت أترجم معانيها حتى الآن , بعد قليل رن

هاتفي فكان كما توقعتم الرجل الكئيب لابد وأنه يريد الاطمئنان على رسالته إن وصلت

بسلام أجبت بعد لحظات فجاء صوته قائلا

" مساء الخير يا بلسم "

ضحكت وقلت " هل أصبح لي اسما جديدا ولا أدري "

قال بصوت مبتسم " وما أفعل في رأيك فأنا لا أعرف اسمك هل تخبريني به "

قلت " لا أستطيع "

قال بهدوء " إذا أنتي بلسم إن لم يعجبك فسأغيره "

قلت بابتسامة " بلى يعجبني فهوا أجمل من اسمك لدي "

ضحك وقال " ومن قال أنه ليس جميلا يكفي أنك من اختاره "

ساد الصمت للحظات ثم قال " بلسم أين ذهبتي "

قلت بهدوء " نعم أسمعك "

قال " اعذريني إن كان ما قلت أزعجك "

قلت بصوت مبتسم " لا أبداً وشكرا لتقديرك لما أختار "

قال " هل أزعجك اتصالي أخاف أن لا يكون الوقت مناسبا "

قلت مباشرة " لا أبدا لم أكن أفعل شيئا مهما "

قال " وما كنتي تفعلي "

قلت بعد صمت " أكتب في دفتري "

قال " أمممم أنتي لا تدرسي فما تكتبيه إذا في الدفتر "

قلت بخجل " بعض الكلمات التي تخطر ببالي "

قال بصوت دافئ " إذا أنا أنتظر منك أن ترسلي لي شيئا منها ما أن ننهي اتصالنا موافقة "

قلت بهمس " موافقة "

قال بهدوء " ما هي أخبارك وكيف تسير أموركم "

قلت بأسى " جيدة أحيانا وسيئة أحيانا أخرى "

قال بصوت حنون " حدثني عما يضايقك يا بلسم أو حتى أطلبي ما شئتي لمساعدتك "

قلت بحزن " شكرا لكرمك معي ولكن لا يمكنك مساعدتي في شيء لقد تحطمت كل أحلامي ولا

يمكن إعادة ما تحطم "

قال بحدة " ما هذا الذي تقولينه أنتي من علمني الوقوف بوجه ألمي ومشاكلي كيف تقولي هكذا "

قلت " الأمر معي مختلفا جدا صدقني , أخبرني ما هي أخبارك أنت "

تنهد وقال " لازال وضع شقيقي يشغلني كثيرا يبدوا لي الأمور تزداد تعقيدا عليا التصرف والتخلي

عن نصيبي من الإرث ومخالفة أوامر والدي لأتركها له , كنت أود التحدث معك في الأمر "

قلت بصدمة " تتحدث معي أنا "

قال بجدية " نعم وقد أفعل ما تشوري به علي "

قلت بحيرة " لما تضعني بهذا الموقف ماذا لو عمِلتَ بما أقول وفشل الأمر "

قال مباشرة " لا يهم ولا أعتقد أن ما تقولينه سيكون دون نفع "

قلت بهدوء " أعفني من ذلك أرجوك وكل ما يمكنني قوله لك أن ما تفكر به قد لا يكون

حلا مناسبا فسيكون على شقيقك أيضا أن يتخلى عن نصيبه وقد لا يفعل ذلك لو كان محتاجا

للمال فتذهب الفتاة لرجل آخر لا يمكنه حينها استرجاعها منه "

قال بحيرة " أخاف أن باقي الوصية لا يفك ارتباطي بها وتستمر المأساة لا استطيع مخالفة

أوامر والدي لا أستطيع "

تنهدت وقلت " ليس أمامكم إلا الصبر إنكم في مأزق حقيقي إلا إن كنت ترغب في تركها

لتتزوج بحبيبيك السابقة "

قال بحدة " بلسم "

قلت بتوجس " ماذا ... هل قلت شيئا أزعجك "

قال بضيق " بلى قلتي , أنا لم أعد أفكر في الزواج منها أبدا وأنتي تعلمي ذلك "

قلت براحة " ذلك أفضل كنت أود اختبارك لما انزعجت "

قال بحيرة " ولما تختبرينني "

قلت بعد صمت " لأرى إن تجاوزت أزمتك أم عدت من حيث بدأت أنا آسفة فلا تغضب مني "

قال بهدوء " أنتي آخر من قد أغضب منه , اعتني بنفسك جيدا ولا تنسي الرسالة وداعا "

قلت بابتسامة " وداعا "

ثم فتحت دفتري فتشت فيه وكتبت له رسالة وأرسلتها له

















زبير








ما أن أنهيت الاتصال معها حتى بدأت الدقائق تمر ساعات منتظرا رسالتها لما لم يجعلوا

لساعة الانتظار مفتاحا لتقديم الوقت , لا أعلم لما هذه الفتاة تأخذ كل هذا الحيز من تفكيري

هل هوا الغموض حولها أم ماذا , وصلت رسالتها أخيرا ففتحتها وكان فيها

( بعض الحاضرين من البشر حكاية ولكن بعض الغائبين حكاية أخرى تماما فبالرغم

من أنك لم تعرف ملامحهم يوما إلا أنك تراهم في كل تفاصيل الأشياء من حولك لتجد

صورهم حتى على الجدران الملساء )

كانت عيناي تنسخ كل حرف فيها مجيئا وذهابا وكأني أزرعها في دماغي وفجأة تغيرت

الصورة في شاشة هاتفي لاتصال من أحدهم فقلت

" آآآآخ منك هل هذا وقتك "

ثم فتحت الخط وقلت " ألا تخبرني ما صلة القرابة بينك وبين والدتي "

ضحك وقال " لا قرابة بالتأكيد فلما تسأل "

قلت بتذمر " كلاكما تظهران في الوقت الغير مناسب لتقطعا حبل الأفكار "

ضحك وقال " إذا أحمد الله أنني لا أقرب لها "

ضحكنا سويا ثم قلت " ما هي الأخبار لديك يا جبير "

تنهد وقال " على حالها يا صديقي ما أخبارك أنت "

قلت بهدوء " جيدة قبل أن تتصل بي وتفسدها هههه "

قال متبسما " لابد أنك كنت مع زوجتك آسف أعلم أن الوقت غير مناسب "

قلت " لا عليك فلم أكن معها , ها قل لي ما قررت بشأن ذاك الأمر "

قال بضيق " لا شيء جديد ولن أتزوجها مادامت لا تريد شقيقاي معي "

تنهدت وقلت " أعانك الله يا جبير أنت في مأزق حقيقي ولكن لا تدع قلبك يحكم بما

يريد ويدمر مستقبل أخوتك "

قال بعد صمت " وهذا ما يشغل تفكيري لذلك سأبحث عن غيرها فما يهمني الآن أخوتي

وليس أنا ولا هي , حسننا يا زبير وداعا الآن واعذرني لإزعاجي لك "

قلت بهدوء " لا عليك يا صديقي اتصل متى شئت وداعا "

عدت للرسالة أتفحص حروفها من جديد وأول شيء فعلته عند الفجر وفور نهوضي

أن قادتني أصابعي لإرسال واحدة لها فأرسلت

( مازال في القلب بقايا أمية أخاف أن يقتلها الفشل )

فجاءني الرد سريعا

( أحيانا الأشياء الجميلة التي تحدث مصادفة أكثر جمالا من التي طال انتظارها )

بالفعل صدقتي يا بلسم فمعرفتي لك بالمصادفة كان أكثر جمالا من حبي لزمرد الذي

عاش في قلبي لسنوات ولكني لازلت أخاف أن تموتي كباقي أمنياتي الفاشلة

ومرت بعدها أيام لم أتحدث فيها معها أو أرغمت نفسي على ذلك فقد أصبح هاتفي يشدني

كالمغنطيس إليها كلما أمسكته , أخبريني ما فعلتِه بي يا فتاة



وبعد مرور أيام أخرى وصلتني رسالة منها وقت الفجر تفاجئت أن تبادر هي بمراسلتي

ففتحتها بلهفة فكان فيها

( هذا الصباح قرعت أجراس قلبي أغمضت عيناي وتمنيت أن يكون غائبي بخير )

فاتصلت بها من فوري فجاء ردها سريعا قائلة

" صباح الخير أعذرني على إزعاجي لك ولكني ضننت أن مكروها أصابك "

قلت بهدوء " ولما ضننتِ ذلك "

قالت بعد صمت " لأنك لم تتصل من مدة و.... لا أعلم انشغل بالي عليك "

قلت بابتسامة " شكرا لك يا بلسم على كل شيء "

قالت بحنان " على ماذا أنا لم افعل شيئا يستحق "

قلت مباشرة " بلى فعلتي الكثير وأكثر مما يُحكى "

ساد الصمت قليلا فقلت " هل لي أن أسألك سؤالا "

قالت " وهل عليا الإجابة في كل الأحوال "

قلت " لا "

قالت بصوت مبتسم " إذا لا بأس اسأل ما تريد "

قلت بتردد " بلسم ما الذي أعنيه لك "

ساد الصمت من طرفها فقلت " إذا لا جواب "

قالت بهدوء " لا أعلم حقا أنا في حيرة من أمري فهلا أجبتني أنت عن مثيله "

قلت مباشرة " نعم ولكن انتظري قليلا "

ثم قلت " ماذا عن دراستك إلى أين درستي "

قالت بصوت حزين " أنهيت الثانوية للتو وبعد عناء وكدت أخسرها أيضا وبعدها لم

أدرس أبدا لقد خسرتها للأبد "

قلت بصدمة " أنتي صغيرة في العمر إذا "

قالت بذات الحزن " لا أعلم أحيانا أشعر أنني عجوز "

ضحكت وقلت " لو تسمعك العجائز فلن تقول إحداهن عن عمرها الحقيقي أبدا "

ضحكت وقالت " هل تظن ذلك "

ثم قالت " وكم عمرك أنت "

قلت " أمممم قريبا الخامسة والعشرون "

قالت بصدمة " حقا !!! توقعتك أكبر أنت صغير على ما حملك والدك وعلى ما عانيت "

ضحكت وقلت " لو سمعتك أمي لوبختك وقالت أي صغير هذا فمن هم في عمره

لديهم خمسة أبناء "

ضحكت في صمت ولم تتكلم فقلت " وماذا بشأن الزواج لما يمنعك والدك "

تنهدت وقالت " والدي لا يمنعني ولكنه يقطعه تماما لقد كرهت أن أتزوج بسبب ما يُقال عنه "

قلت بإلحاح " ماذا عن سؤالي ألن تجيبي عليه "

قالت بصوت مبتسم " هيا عليك أن تلحق صلاة الفجر إنه وقتها وداعا "

قلت بنفاد صبر " حسننا سأنتظر منك الجواب أعتني بنفسك جيدا , وداعا "

أنهيت المكالمة وبعد أن صليت الفجر أرسلت لها رسالة فيها جوابي عن نفس

السؤال , وأتمنى أن لا تكسريني أنت أيضا أيتها الغريبة







نهاية الجزء الثاني والعشرون





أتمنى يكونوا عند حسن ظنكم وأنا في انتظار ردودكم الغالية على قلبي



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 27-11-14, 11:39 AM   #25

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء الثالث والعشرون

رنيم










كل شيء في ليلة البارحة كان غريبا ترى أين كان غيث طوال يوم الأمس وما

سر ذاك الكابوس فلازلت أحاول إيجاد تفسيرا لذلك

لم أرى غيث منذ خرجه فجرا كالعادة وعند الغداء كنا نجلس على طاولة الطعام الموجودين

في العادة والغائبين ككل مرة بحر وأديم والجد

" رنيم هلا ناولتني العصير "

كان هذا صوت غيث الذي وصلني بهدوء تجمدت في مكاني للحظات فمنذ فترة ليست

بقليلة كل منا يتجنب الآخر ناولته كوبا بعد أن سكبت له عصيره المفضل وبعد قليل قال

" رنيم هلا ناولتني طبق السلطة أمامك "

لاااااااااااا الأمر لا يبدوا لي طبيعيا اليوم لابد وأن كابوس البارحة قد أثر فيه ناولته إياه

فقال زبير " حور هلا سكبت لي الأرز في صحني "

ثم ضحك وضحكنا جميعا وقال زبير " من الرائع أن تكون لك زوجة تخدمك "

قال صهيب من بين ضحكاته " نعم كان سيقول لك بعد قليل رنيم هلا أطعمتني بالملعقة "

قال غيث بضيق " لما تفسدان علي زوجتي يا لكما من شقيقان "

قالت خالتي بابتسامة " إنهما يحسدانك فقط "

قال زبير " على ماذا سأحسده لدي واحدة أيضا في خدمتي صهيب ممكن أن يكون كذلك "

قال صهيب بضيق " ما تعنيه بما تقول قريبا ستكون لي زوجة فلما أحسده "

قالت ميس ببرود وعيناها على الطعام " هل تتزوجون النساء ليخدموكم "

قال صهيب وعينيه عليها " كلن له مهامه الزوج والزوجة "

ابتسمت بسخرية وقالت " أنا لا أرى ذلك إنهما يقضيان جل اليوم في المطبخ "

قلت بهدوء " وهل نترك خالتي تخدمنا جميعا لما نحن زوجات أبنائها إن لم تجد منا يد العون "

قالت ببرودها ذاته " ولما يوجد أناس اسمهم خدم وشيء اسمه نقود "

شعرت الآن بإحساس غيث عندما كان يغضب من برودي يا له من سلاح فتاك

قال غيث بهدوء " لن يكون هناك خدم هنا رضي من رضي وكره من كره وبعد

موتي اصنعوا ما يحلوا لكم "

شعرت بانقباض في صدري لتلك الفكرة وهي أن يموت غيث لا أعرف لما شعرت بذلك

قد يكون لأني أحتاج حمايته أو أن ما علمته ليلة البارحة أحدث أشياء لا أعرف ما تكون

قالت خالتي بهدوء " أطال الله في عمرك بني لما تذكر الموت الآن "

قال ببرود " يبدوا أني مصدر هموم كثيرة فما نفع وجودي "

لا يبدوا لي غيث طبيعيا أبدا اليوم لو أعلم فقط ما حدث معه وهل للخدم علاقة بالأمر أم لا

قالت خالتي " لديك زوجة وابن تنتظرانه لقد أصبحت مسئولا عن عائلة وهي تحتاجك "

رفعت بصري فوجدته ينظر إلي فأرخيت نظري للأسفل وقلت بهدوء

" يكفيني ما أخد الموت مني لا تقل ذلك يا غيث أرجوك "

ساد المكان صمت غريب وموحش أنهى فيه الجميع طعامهم وغادر كل لحال سبيله وأنا

وحور للمطبخ طبعا بعد قليل جاءت ميس وقفت وقالت

" هل أساعدكما "

نظرنا لبعضنا باستغراب ثم لها فقالت " لما أنتما مستغربتان هكذا لا تعتقدا أني كسولة

ومدللة لقد كنت أعمل لسنوات في تنظيف النوادي لأجني المال "

قالت حور بصدمة " تنظيف النوادي "

اقتربت ميس وبدأت بترتيب الأغراض معنا وقالت " نعم فلم أعش حياة مترفة كنت فتاة من

عائلة بسيطة يعمل والدي في سكك الحديد ومات ولم يترك لنا شيئا سوى منزل هوا لوالدتي "

ابتسمت وقلت " معك حق في أن تكرهي العائلة كلها أنا كنت دائما أعذرك على ما تشعري "

قالت حور " ولكن هذه العائلة مختلفة تماما صدقيني "

تنهدت ميس وقالت " لن أنسى أن الجميع تخلا عنا وعن والدي قبلنا لن أنسى ذلك "

" ولكن ثمة أشخاص عذرهم معهم يا ميس "

نظرنا جميعنا لمصدر الصوت فكان صهيب متكأ على حافة الباب مكتفا يديه

لصدره ونظره على ميس , تنهدت ميس وقالت

" ليس عليكم الهروب من الحقيقة فما من مذنب يعترف بخطئه فحتى أعمامك نكروا حق والدي "

قال بهدوء " ولكننا لم ننكره ولن ننكره أبدا وما كنا نعلم عنكم "

قالت بضيق " ولكن والدكم كان يعلم أليس كذلك "

أجاب صهيب " لقد شرحت لك سابقا ولكنك ترفضين فهم ذلك لقد بحث عنه والدي ثم عنكم لسنوات "

تركت ميس ما في يدها وغادرت المطبخ مستاءة فقال لنا صهيب

" جربا تليين دماغها فيبدوا أنها ألفتكما ولا تراكما من العائلة "

نظرنا لبعضنا ثم قلت " قد تكرهنا أيضا إن أصررنا عليها "

قال مغادرا " حاولا ولو لمرة واحدة فقط "

نظرت لحور وقلت " هل تفهمين شيئا "

هزت رأسها نفيا ثم قالت بابتسامة " هل افهم نفسي لأفهم غيري "

ضحكت وقلت " وأنا لم أعد أفهم نفسي أيضا يبدوا أنها تعويده وليست وصية "

ضحكت حور فقلت لها بهدوء " لما لا تطلبي من زبير العيش بعيدا عن هنا "

تنهدت وقالت " كيف أطلب طلبا كهذا لن يبتعد عن عائلته ولن أجني شيئا فما

في القلب سيرحل معي "

قلت بهدوء " على الأقل ستتوقفين عن رؤيته "

عادت للتنظيف وقالت " هوا شبه تارك للقصر فليس عليا فعل ذلك "

عدنا للعمل في صمت حتى انتهينا فضحكت وقلت

" كنا سنحصل على بعض المساعدة اليوم لولا أن صهيب أفسد علينا ذلك "

ضحكنا معا ثم غادرنا نمضي الوقت في الأحاديث كعادتنا بعد الظهيرة وقد دعونا ميس

لمشاركتنا أيضا

عند المساء وبعد انتهائنا من أعمال المطبخ صعدت لجناحنا دخلت الغرفة فكان غيث نائما

استحممت ونمت على السرير فجاءني صوته هادئا يقول

" رنيم ما الذي قلته البارحة "

قلت بعد صمت " لا أعلم لم تقل شيئا معيننا وواضحا لقد كنت تتحدث عن أشخاص

دون أسماء لقد كنت فزعة عليك ولم أركز "

قال بعد صمت طويل " هل خفتي عليا حقا "

فاجأني سؤاله حتى أنني عجزت عن الرد فنظر جهتي وتابع قائلا بهدوء

" كنت أشعر بيدك تمسك يدي وأنتي تقرئين القرآن طوال الليل ظننتك تكرهينني يا رنيم "

قلت بذات الهدوء " لا , لا أكرهك فكلنا ضحايا لأشياء خارجة عن إرادتنا أعلم أنك لا تريد

التحدث عن الأمر ولكني متأكدة من أنك تحمل سببا بداخلك يرغمك على أن تكون كذلك "

أمسك يدي قبل كفها بعمق ثم أعطاني ظهره ونام في صمت وتركني جامدة كالتمثال من الصدمة












جود










لم أتوقع منه هذا السؤال وفي هذا الوقت تحديدا ترى ما يعني بسؤاله هذا الآن , آه لا تكوني

حمقاء يا جود ولا تنسي ابنة من تكونين وأنه رهن وصية تتحكم في مصيره يا إلهي ما العمل

أتمنى أن لا توقعني مشاعري في مأزق , وما هي إلا لحظات ووصلتني منه رسالة مكتوب فيها



( أحببتك رغم أني لا أحتضنك , ولا أراك أبدا , أحببتك لأني كتبت بك ! وقرأت لك وضحكت

من أجلك ! وتغيرت لأجلك "حتى وأنت بعيد " ................. هذا جواب السؤال يا بلسم )

احتضنت الهاتف بحب وكدت أطير فرحا ثم أرسل بعد وقت

( هيا أين جوابك )

حرت في أمري ماذا أفعل هل أبوح بمشاعري أم أصمت يا إلهي ماذا أفعل

وصلت رسالة أخرى منه وفيها

( لا تلعبي بأعصابي قولي جوابك أيا كان )

أمسكت هاتفي وأرسلت

( شخص يوصيني بأن أنتبه لنفسي كثيرا , أريده أن يعلم أنني أفقد نفسي عندما يغيب )

وما هي إلا لحظات ورن هاتفي وكان المتصل الرجل الكئيب ترددت كثيرا يا إلهي ماذا

حدث له كيف سأجيب بعد رسالتي تلك وبعد إصرار منه أجبت فجاءني صوته مندفعا

" هل حقيقة ما قرأت هل أنا في حلم "

قلت بخجل " بل في مسلسل أم نسيت "

ضحك وقال " لا لم أنسى وها أنتي صرتي جزءا منه , هل ستنتظرينني "

قلت بهمس " حتى آخر العمر "

قال بسرور " أنتي أجمل ما حدث لي في حياتي يا .... "

قطع حديثه وقال " ألن تخبريني الآن باسمك أريد أن أعرفه وأن أراك وكل شيء "

ما أن فتحت فمي لأتحدث حتى سمعت الصوت الذي يعيدني دائما لواقعي بعد إخراجي

من أحلامي الجميلة التي لن تبقى سوى أحلام فقلت بخوف

" يا إلهي ليس من جديد "

ورميت بالهاتف وركضت مسرعة للأسفل فكان والدي يصرخ مناديا لي وأمي تحاول

منعه من الصعود وما أن رآني حتى رمى بأمي أرضا وصعد لي وجرني من يدي جرا

وأنا أحاول منعه والإمساك بكل ما هوا أمامي وأصرخ وهوا يصرخ ويقول

" أمامي الآن فالرجل في انتظارنا "

قلت ببكاء " إلى أين تأخذني إلى أين "

قربني من وجهه وقال " آخذك لمن ننتفع منه , خير لك من بقائك هنا دون نفع "

كنت أصرخ وأصرخ وأنادي باسم بحر وأنا على يقين أنه لن يأتي ولن ينقذني فنحن

وقت الفجر وقد غادر لرؤية والدته منذ الأمس











أديم









رغم إخفائي خبر زواجي بليان إلا أنني سررت كثيرا أنها تحمل طفلي الطفل الذي طالما

تمنيت امتلاكه لحبي الشديد للأطفال فسيكون من ليان تحديدا , كدت أصرخ فرحا حينما

أخبرتني فلكم أن تتوقعوا صعوبة كبت مشاعرك وعدم الإفصاح عنها حينما تندفع بقوة

للخارج

كنت سأجلب الدنيا واضعها بين يديها حتى أنني أخذتها لشروق وزارتها لقد أصبح أمرها

شغلي الشاغل ترى هل سأبقيها سرا كما خططت وأعيش عالمي وحياتي وأتزوج بغيرها

واعزلها عن الجميع ترى هل سأقدر على فعل ذلك

لقد أصبحت جزءا مني فكيف سأفصلها عني بسهولة كيف لي أن أهملها وكيف لي أن أضمها

لعالمي وهي تكره الغنى والأغنياء وأديم خصوصا وأنا السبب في ذلك طبعا

ثم أنا لازلت على اعتقادي أن الفقراء سيتعرضون للذل حال زواجهم بالأغنياء وقد تواجه

ليان الكثير من ذلك كما سأتعرض أنا لسخرية البعض منها وهذا رأي ليان دائما

كشف حقيقتي لها يخيفني كما أني ارغب في وجودها دائما معي , أنا حقا في حيرة

من أمري فلن يرحمني أصدقائي لو علموا بمن تزوجت وأنا من كان ينفخ رؤوسهم

دائما بمعتقداته حتى أنني لم أكن أصادق الفقراء أبدا

طردت كل تلك الأفكار من رأسي وأمسكت هاتفي وأرسلت لها

( كيف هي ابنتي الآن )

أرسلت من فورها ( وماذا عن أمها )

ابتسمت وأرسلت ( إنها حبيبتي وأم ابنتي )

كنت أتمنى أن يكون المولود فتاة لأننا حرمنا دائما منهم فلم يكن لدينا إلا الذكور

فحتى أشقائي من والدي ووالدتي ذكور أيضا

أرسلت لي بعد قليل ( ابنتك تريد شيئا )

أرسلت لها ( فلتأمر وأنا أنفذ )

أرسلت ( تريد أن تراك سريعا فهي تشتاق إليك كثيرا )

قفزت من على الأريكة حملت مفتاح سيارتي وخرجت من الشقة متوجها إليها

لقد أصبح بقائي في الجنوب اقل مللا فقد تغير في حياتي الكثير منذ زواجنا

ويبدوا أنه في القريب ستصبح الإجازات التي أقضيها مع عائلتي هي المملة


بعد عدة أيام اتصلت بي ليان وأنا في الشركة استغربت من ذلك وتذكرت يوم

حاول شاهد القفز لبيتها فخرجت من فوري تاركا عملي وسرت بسرعة جنونية

إلى هناك وما أن دخلت المنزل وجدتها جالسة على الأرض ومتكئة على حافة

الكرسي وتبكي بشدة توجهت ناحيتها وحضنتها بقوة فقالت من بين شهقاتها

" لقد مات عمي يا وسيم مات وتركني "

زدت من احتضاني لها أكثر ونزلت من عيني دموع لم تسألني إن كنت آذن لها

بذلك أم لا , نزلت حزننا على الرجل الطيب الذي عشت معه لأشهر من حفظ

سري حتى مات معه , وها هي ليان بقيت في هذا العالم لا أحد لها بعد الله غيري

فبأي قلب ومشاعر سأتخلى عنها

بعد وقت طويل من بكائها في حضني ساعدتها على الوقوف وأدخلتها غرفة نومنا

وتوجهت لغرفة العم سعيد الذي كان ممدا على السرير دون حراك اقتربت منه

قبلت جبينه وعينيه ذكرني هذا بيوم وفاة والدي فدائما الطيبون هم من يرحلون

سريعا وهم من يتركون فراغا بحجم الكون

غطيت له جسده ووجهه باللحاف بعدما وجهته جهة القبلة وخرجت توجهت لليان

لأتفقدها ثم غادرت وجلبت معي من يساعدني على نقله وفي اليوم التالي قمنا بدفنه


لم يحظر العزاء أحد فلا أهل لليان غيره وأشقائها ما كانوا ليكترثوا لأمرها ولعمها

ولا من أهلي أحد بالطبع فقد حرمتها حتى من أن يكون لها عائلة زوج تقف بجانبها

فلو كان أحد الأغنياء لجاءت الناس من كل البلاد لتقديم التعازي رغم سوء خلقه

ودناءة أصله ولكن هذا العجوز الطيب لأنه لا يملك شيئا لم يأتي أحد ليعزي ابنة

شقيقه فيه

أما ليان فقد حضرت شروق لتعزيتها وقضت معها بعض الوقت حمدا لله أنه زارها

ولو شخص واحد لقد عاشت ليان بعدها أيام حزن كنت بجانبها خلالها قدر الإمكان

فلم يعد هناك من يبقى معها غيري وأصبحت فيما بعد مُطرا للبقاء معها باقي اليوم

وحتى الإجازات لم أعد اذهب خلالها لعائلتي فلم يكن بإمكاني تركها وحيدة ليومين

أو ثلاث بعد وفاة عمها فلن اطمئن لنومها في المنزل لوحدها وخاصة أنها في الأشهر

الأولى المتعبة من حملها فقد تتعب في أي وقت وتحتاج لزيارة المستشفى , ودخلت

في دوامة سؤال أهلي المُلح دائما عن عدم سفري إليهم وعدم مقدرتي على ترك ليان

لوحدها














صهيب







الأمور تزداد سوءا والألسن تلتهم ميس التهاما وعنادها يفوق ذلك ولا شيء ا?بر منه

إلا كرهها لنا

" صهيب حالك لا يعجبني منذ عدت من سفرك "

تنهدت وقلت " لا تشغل بالك يا عوف "

أمسك حجرا ورماه وقال " هل هوا موضوع ابنة عمنا الجديدة "

قلت بضيق " إنه في تأزم مستمر "

قال بهدوء " الكلام لا يتوقف عنها "

اتكأت للخلف ونظرت للسماء وقلت " عليا التصرف سريعا "

نظر إلي وقال " وما ستفعل حيال ذلك "

قلت بهدوء " سأتزوجها "

قال بصدمة " ماذا .... تتزوجها "

قلت بذات الهدوء " نعم ألا تسمع جيدا "

قال باندهاش " ولكنها ...... "

قلت بحدة " ولكنها ماذا يا عوف تكلم "

تنهد وقال " أنت تعلم ما أعني الفتاة كانت مختطفة لمدة طويلة وما يدريك قد تكون .... "

قاطعته بغضب وأنا استوي جالسا " عوف هل جننت أنت أيضا فلن ألوم الآخرين بعد اليوم "

قال بحدة " اسمع يا صهيب من الطبيعي أن يفكر أي شخص بما أفكر وحتى أنت , هل تعلم

ما حل بها وهل تري زواجك منها حلا , فسيقول الجميع أنك تسترت عليها لأنها ابنة عمك "

صرخت به قائلا " بل الجميع يفكر ?ما تفكر ها أنت ابن عمها هل فكرت بالتستر عليها لقد

كنت ترميها بظنونك للتو , الناس يعلمون جيدا أنه لا أحد يتستر علي هذه الأمور ولا حتى

أبناء العم وأنت من قلت لي بعظمة لسانك سابقا أنها قد تكون علي اتفاق مع من قاموا

باختطافها , فزواجي بها وحده ما سيحل الموضوع "

قال ببرود " وماذا لو أ?تشفت أنهم فعلوا بها شيئا "

قلت ببرود مماثل " الطب تطور وقد أ?تشفت سلامتها بنفسي "

قال بهدوء " ولما أنت تحديدا من عليه التضحية "

قلت ببرود " لأني المتسبب بذلك "

قال بعد صمت " ولما وضعت نفسك بذلك الموقف "

قلت بشرود " أحياننا تحاول إصلاح الأمور فتفسدها "

تنهد وقال " وهل زواجك سيصلحها أم يفسدها أيضا "

قلت بذات النبرة " قد يصلح ولو جزئا بسيطا ثم من سيفعل ذلك أنت مثلا "

ابتسم بخبث وقال " ولما لا مادمت تأكدت من الأمر ووالدتها أيرلندية فلابد أنها رائعة الجمال "

قلت بضيق " أري ?لامك تغير فجأة "

قال بابتسامة " أردت الأجر فقط "

قلت بغضب " لن تنالها ولا في منامك سمعت "

نظر لي بصدمة ثم قال بدهشة " صهيب تبدوا لي وقعت غريقا "

عدت للإضجاع علي الأرض وقلت " إنها تكره الجميع ?ره العمى "

ابتسم وقال " أذا سأحاول أنا "

نظرت له بحدة فضحك وقال " امزح يا رجل فما هوا لك مُحرم علي "

نظرت للسماء وقلت " من الجيد أنك عقلت في الوقت المناسب ثم يكفيك علياء "

تنهد وقال بضيق " أتعلم ما قال لي والدي بالأمس "

ثم ابتسم بسخرية وقال " لقد قال أن عمي يوافق على تزويجها بي "

جلست وقلت " جيد أليس هذا ما كنت تريد "

قال بسخرية " الآن صار مرغوبا بي من والدها بعد الذي شاع عن ميس وتصور

أنه قال إن كان أحد من أخوتي يريد الزواج بزمرد فهوا موافق أيضا يا لا السخافة "

قلت بضيق " يفكر في ابنتيه ولا يهتم لأمر ابنة شقيقه "

قال بابتسامة " ولما يتعب نفسه بذلك فهناك من يفكر بأمرها نيابة عن الجميع "

تجاهلته وقلت " حسننا وما المانع من زواجك بابنته لقد كنت تريدها دائما "

قال بحزن " أريدها ولكن ليس مكرهة علي فهي لم تفكر بي يوما ولقد غضضت

النظر عن الأمر منذ زمن "

وقفت وقلت " هيا علينا المغادرة ?ي نصل قبل حلول الظلام "

قال باستغراب " ألن نقوم برحلة صيد جديدة في الغد "

قلت متوجها للسيارة " لا سنرجع في يوم آخر هيا لنجمع الأغراض "

قطعت رحلتي عائدا للقصر وفور دخولي سمعت أصوات في الحديقة اقتربت منهم

فكانت رنيم وحور وميس معهم أيضا

قلت بابتسامة " هل تهربون من أعمال المطبخ يا كسولات "

ضحكت رنيم وقالت " لا ولكن زبير قرر إعفائنا اليوم وسيحظر طعاما من الخارج "

قلت بابتسامة " ويل له من غيث إذا , فهوا يكره طعام المطاعم "

ثم قلت بخبث " عليك أن لا تتركي زوجك بدون عشاء يا رنيم فزبير يفكر في راحة

زوجته وإفساد ليلتك بمشكلة مع غيث "

وقفت حينها ميس تنوي المغادرة فقلت " انتظري يا ميس علينا التحدث "

قالت وهي تتابع سيرها " لا أريد "

وانصرفت ونظري يتبعها فقالت رنيم " اصبروا عليها إنها تعاني مما أصابها "

نظرت لها بحيرة وقلت " ماذا حدث "

تنهدت وقالت " لقد تقابلت مع إحداهن اليوم بالمصادفة وحدثت مشادة ?لامية بينهما "

قلت بضيق " ماذا قالت لها "

قالت بحزن " سألتها تلك السيدة هل أنتي الفتاة التي اغتصبها الرجال يالك من مسكينة "

قلت " وما كان جواب ميس "

قالت " لقد قالت لها : إن كان لديك بنات فجهزي نفسك فسيصيبهم ما رميتني به فقالت

لها بغضب : بناتي عفيفات شريفات لهن من يرعاهن , يا لها من سليطة لسان "

قلت بغضب " و?يف لأمي أن تستقبل هكذا سيدات "

قالت حور " لن يلومها أحد فليست وحدها من يتحدث غير أن البعض لا يتكلمون في وجهها "

غادرتهما مستاءً وتوجهت لغرفتها قرعت الباب عدة مرات ولم تجب قلت بعدها مناديا

" ميس افتحي الباب لنتحدث أو سأدخل "

قالت بحدة " لا أريد التحدث مع أحد "

تنهدت وقلت " إن لم تفتحي دخلت الآن "

فتحت الباب وتوجهت للداخل ووقفت عند النافذة مولية إياي ظهرها فقلت بهدوء

" ميس أنا آسف لكل ما يجري سأخبر الجميع أنني من قام باختطافك إن كان سيصلح الأمر "

قالت باستياء " ما الذي ستصلحه من ماذا الآن لقد فات الأوان "

اقتربت منها وقلت " ميس لنتزوج وننهي الأمر "

التفتت إليا وقالت بألم " وهل سينتهي ذلك بزواجنا برأيك , إلى متى سأعاني بسببكم هل أنا

النجسة الدنيئة والفتيات الأخريات بكل عيوبهن الشريفات العفيفات هل بضنك لو تزوجتني

سيتغير الأمر , سأبقى أنا هي ذاتها "

ثم التفت للنافذة وقالت بحزن

" وتريد مني أن أدرس هنا يالك من حالم لقد أضعتها علي كما كل شيء "

قلت بحدة " إن كنتي لا تريدين الدراسة فلن تدرسي أما موضوع الزواج فلا نقاش

فيه ووالدتك موافقة أيضا "

نظرت لي بصدمة وقالت " والدتي ... هل تحدثت معها في الأمر "

قلت بهدوء " نعم لم أخبرها ما حدث ولكني صارحتها برغبتي في الزواج بك "

قالت بضيق " لن يحدث ذلك أبدا لن تتزوجني لتغطي الفضيحة أنا لست لعبة بيدك فهمت "

قلت بعد صمت " وماذا لو أخبرتك أني أريد ذلك حقا "

قالت بحدة " كاذب ولن أصدق ذلك أبدا "

قلت بهدوء " لك أن تصدقي أو لا تصدقي ولكنها الحقيقة "

ثم قلت مغادرا " سنسافر في الغد فكوني جاهزة "




نهاية الجزء


اتمنى يكون نال إعجابكم دمتم بفض الله وغدا موعدنا إن شاء الله



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 27-11-14, 11:19 PM   #26

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 29-11-14, 11:56 PM   #27

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء الرابع والعشرون









جود





أي قسوة هذه وأي جبروت تموت معها المشاعر والقلوب فتجعل الأب يبيع ابنته ثمننا

للمال , لقد جرني جرا كالشاة وهم يسوقونها ليذبحوها ولا يحق لها أن تعترض وما

أن وصلنا للباب حتى كان بحر راكضا باتجاهنا فياله من ربيع يزهر على أرضنا

القاحلة عندما يظهر بحر في الوقت المناسب سحبني منه بقوة وقال

" إلى أين تأخذها هل جننت "

قلت وأنا ارتجف خلفه ببكاء " يريد أن يبيعني يا بحر يريد بيعي لأحدهم "

صرخ والدي قائلا " لا دخل لك بابنتي فأنا والدها ابتعد أو حطمت رأسك "

صرخ به بحر قائلا " لن تأخذها إلا على جثثي سمعت وإن لم تبتعد عنها الآن أوسعتك

ضربا كما فعلت بالإمعة شبيهك ذاك اليوم "

قال والدي بغضب وهوا يؤشر بإصبعه لي " لن ينقدك مني دائما سمعتي وسيحدث

ما أريد رغما عنك وعنه ولن أخافه ثانيتا لأنني سأفعل ذلك بالقانون "

ثم خرج من المنزل ونزلت أنا على الأرض أبكي بمرارة شديدة احتضنني بحر وهوا

يطمئنني قائلا " لا تبكي يا جود لن يفعل لك شيئا ما دمت حيا "

قلت بين بكائي وشهقاتي

" لقد سمعت ما قال سوف يدمر الباقي مني سوف يدمرني تماما يا بحر "

أمسكني وقال " هيا قفي يا جود سنغادر المنزل فورا "

نظرت له بصدمة وقلت " نغادر ولكن أين "

قال بجدية " هيا قفي ستغادرين معي الآن لن أبقيك له لحظة أخرى فلن يكون بإمكاني

حمايتك منه دائما هنا , وحمدا لله أنني جئت في الوقت المناسب "

أوقفني وسار بي جهة السلالم وقال " أجمعي كل أغراضك سنغادر الآن "

قلت بحيرة " وأمي ومازن "

قال " سيبقيان هنا , عليا الآن أبعادك فهما لن يؤديهما مثلك "

قلت معترضة " سيضرب والدتي إن لم يجدني "

قالت والدتي من خلف بحر " فليضرب كما شاء فلن يستفيد مني في شيء المهم أنتي يا

جود فكري في نفسك الآن فلو بقيتي هنا سيعود لأخذك وقد لا يتمكن حتى بحر من منعه "

صعدت السلالم ببطء وكل درجة منه تشهد على جريان دموعي فوقها وصلت لغرفتي وبدأت

بجمع أغراضي ووالدتي تساعدني ثم قالت

" جود هاتفك لا يتوقف عن الرنين أنظري من المتصل "

قلت بألم " دعيه يا أمي فأمثالنا ليس لهم الحق حتى أن يحلموا أحلاما جميلة "

أنهيت جمع أغراضي ثم أخذته ووضعته على الوضع الصامت ودسسته في حقيبتي فما كان

علي أن أسافر بمشاعري كثيرا وأنسى واقعي المرير, بعد أن انتهيت احتضنت والدتي بشدة

وبكيت بكاء لم أعرفه في حياتي وقلت

" أمي لا أريد الابتعاد عنكم لا أريد لا تغيبوا عني طويلا "

قالت وهي تمسح على شعري

" اطمئني يا ابنتي فطالما أنتي مع بحر لن تكوني إلا بخير وسنتقابل يوما بالتأكيد "

قلت وأنا أزيد من حضني لها " أخشى أن يكون بعيدا أبعد مما نتصور "

أبعدتني عنها وقالت " لا تفقدي إيمانك بالله واحمديه أنك مغادرة الآن مع شقيقك وليس

مع والدك حيث الله وحده يعلم أين "

مسحت دموعي بيدي وقلت " حمدا لله على كل حال , أمي أعتني بنفسك جيدا وبمازن

وأخبريه أني أحبه كثيرا "

ونزلت دموعي من جديد تبكي على بكائي ومأساتي

نزلتُ للأسفل حيث كان بحر وغادرنا سويا لحيت لا أدري أين المهم بعيدا عن والدي حاليا













بحر









غادرت القصر ككل مرة وكما دخلته بحطام حلم ونزيف قلب غادرت لا أعلم إلى أين

ولكنني جلت كل الأماكن وأنا لا أرى أمامي شيئا وعند المساء دخلت مدينة عائلتي

ذهبت لصديق لي هناك لعلي أجد من يسليني قليلا فأخذنا الوقت حتى مقربة الفجر

ثم غادرت متوجها لمنزل والدي كي أزورهم قبل سفري لأيام من أجل العمل

وما أن اقتربت من الباب حتى سمعت صراخ جود وهي تستنجد بي

الصراخ الذي زلزل كل ما بداخلي صوت شقيقتي التي لا أحزن لدي من سماع

بكائها فكيف بصراخها هكذا وهي تناديني

ركضت كالمجنون باتجاه المنزل ودخلت لأجد المأساة تنتظرني هناك , كيف لهذا

الرجل أن يفعل بابنته هكذا أين قلبه أين إنسانيته كنت في صغري ألوم والدتي على

طلاقها وتركها لي مشردا بينهما ولكني الآن أعذرها فرجل كوالدي لا يستحق

الزوجة والأبناء أبدا

كان عليا أخذها من هنا قبل أن يُضيع باقي مستقبلها بجنونه عليا إبعادها لأي مكان



جمعت كل أغراضها وغادرنا كانت تبكي طوال الطريق في صمت حاولت مواساتها

إسكاتها وطمأنتها ولكن دون جدوى سافرت آخذا إياها معي حيث كنت سأذهب

أقمنا في فندق لأيام واتصلت بعدها بغيث فأجابني من فوره قائلا

" مرحبا يا بحر هل الأمور على ما يرام "

قلت بهدوء " نعم لقد قمت بكل شيء اطمئن "

قال بسرور " رائع أنا أعتمد عليك "

قلت بعد صمت " غيث أنا أعاني مشكلة تخصني هل لك بمساعدتي "

قال مباشرة " بالتأكيد ماذا هناك يا بحر هل من مكروه "

حكيت لغيث عن كل ما حدث منذ دخولي منزل والدي حتى الآن فقال بحزن

" يا إلهي كيف له أن يكون بهذه القسوة إنها ابنته يا رجل "

قلت بألم " لم يعتبرها كذلك يوما "

قال بهدوء " بما أساعدك يا أخي أنا في الخدمة "

قلت بعد صمت " أريد مكانا تكون فيه محمية عن والدي ولا أطر للبقاء معها دائما وأكون

مطمئننا عليها فلم أجد غير قصر العائلة "

قال من فوره " لك ذلك يا بحر ومن دون إذني هوا قصرك كما لنا جميعا وسأتحدث مع

والدتي عن قدومها ومع المحامي عارف سنرفع قضية تلغي أي سلطة له عليها وستكون

أنت وليها "

قلت بامتنان " شكرا لك يا غيث لن أنسى لك ذلك "

قال " هذا ليس تفضلا منا عليك أنت واحد منا يا بحر أم نسيت "

قلت بهدوء " لا لم أنسى ولكن ليس أن أجلب باقي عائلتي "

قال بذات الهدوء

" كن مطمئنا فهي ستكون بخير هناك ولن يصل إليها والدك أبدا حتى لو علم بمكانها "

قلت بجدية " غيث لا أريد أن يعلم أحد بما حدث أخبر والدتي فقط إن أطر الأمر "

قال مؤكدا " لا تقلق ودع الأمر لي ووالدتك لن تعلم أيضا حسننا "

قلت براحة " لقد حملت عني عبئا ثقيلا شكرا لك يا أخي ووداعا الآن "










رنيم







بعد تلك الليلة الغريبة رمادية اللون سوداء الملامح بيضاء الخيوط وكأنها ليلة صيفية

هطل فيها المطر فجأة وهبت رياح البرد وجمدت كل شيء ليعود الحر من جديد , الليلة

التي بقيتُ طوال ساعاتها أقلب كف يدي في حيرة وكأنه ليس لي وأتساءل ترى هل ما

حدث حقيقة أم خيال هل يعي حقا أنها يدي التي قبلها بعمق وحنان أم أنه كان يضنها

شيئا آخر , كان ما حدث سيكون شيئا عاديا بين أي زوجين أما معنا فهوا حدث يجب

أن تتناقله الصحف ونشرات الأخبار

وبعد تلك الليلة التي لم تشبه أي ليلة قضيتها معه خلال كل هذا العام مرت الأيام بيني

وبين غيث هادئة ساكنة خالية من كل أنواع المشكلات وانزاح ذاك البرود والصمت

لم يتطور الأمر كثيرا ولكننا عدنا نتبادل بعض الكلمات القليلة ومزاج كلينا عاد لطبيعته

علمت اليوم من صهيب أن غيث لا يأكل أكل المطاعم وبما أن عشائنا اليوم من الخارج

فقررت طهوا الطعام له وحده وأعددت أكثر من طبق من أطباق دولتي وعند العشاء كانت

أطباقه لوحده جهة كرسيه ووقف صهيب وزبير أمام الكرسي يتناقشان من سيجلس هناك

ليأكل الطعام الذي أعددته وأنا وحور وخالتي نضحك لشجارهما حينها دخل غيث قائلا

" ما بكما أصواتكم تصل للخارج "

نظرت له خالتي وقالت ضاحكة

" تعالى وانقد عشائك قبل أن لا تجد منه إلا الأطباق الفارغة "

اقترب مستغربا وقال " ولما عشائي تحديدا "

ثم نظر للطعام أمامنا وقال بصدمة

" هل جلبتم الطعام من الخارج من صاحب هذه الجريمة "

ثم نظر للجميع باحثا عن الجاني فأشار لي زبير وقال " إنها زوجتك "

شهقت بصدمة وقلت " أنا لا لم يحدث "

ضحك الجميع ثم قالت خالتي " زبير صاحب الجريمة ويستحق العقاب أيضا "

قال زبير بضيق " هل الكل ضدي الآن لم أرى منكم اعتراضا حين قررت جلب الطعام "


كل هذا ولم يلحظ غيث وجود أطباق مختلفة عما لدينا فقال بضيق

" ولما سأنقد عشائي إن كنت لن آكله "

قال زبير بحماس " ها سمعتم قال لن يأكله هوا من نصيبي إذا "

ضحكت خالتي وقالت " ولما جلبت الطعام إن كنت لا تريده "

قال بتذمر " أردت أن ترتاحوا من أعمال المطبخ ولو لنصف يوم ولم أكن أعلم أن

رنيم ستخوننا وتطهوا لزوجها طعاما مخصصا وغريبا عن أطباقنا المعتادة "

نظر غيث لطعامه ثم لي مطولا ولم أفهم ما كان مغزى تلك النظرة ثم نظر لهما وقال

" هيا ابتعدا كليكما عن طعامي "

قال صهيب وهوا يجلس على كرسيه

" هذا ليس عدلا أبدا هل لأنه ليس لي زوجة يعني أن آكل من هذا وأنت لا "

قال زبير مازحا " حور سأطلقك الليلة "

ضحكت حور وقالت " وكيف لي أن أطهوا طعاما لا أعرفه ثم أنت من جلب الطعام "

وقف غيث عند كرسيه وأشار بأصبعه للكرسي المجاور له وقال

" رنيم تعالي واجلسي هنا سنأكل نحن من هذا وهم يأكلون طعامهم "

وقف صهيب بيننا وقال معترضا " لن أسمح لهذا أن يحدث وإن لم آكل منه فسأقلب

الطاولة رأساً على عقب "

قال زبير " وأنا كذلك "

تنهد غيث بضيق وقال " رنيم لمن أعددت الطعام "

قلت بابتسامة " لك أنت "

نظر لهما ثم لي وقال " وهل يأكلان منه "

نظرت لهما بخبث وقلت " لا "

قال مبتسما وهوا يجلس

" إذا قضي الأمر وعندما أشبع كلا ما تبقى هيا تعالي يا رنيم واجلسي "

نظر لي زبير وقال " لم أتوقعها منك يا رنيم لقد صدمتني بك "

ضحكت وقلت " تلك هي الحقيقة هل تريدني أن أكذب "

قال صهيب " على الأقل كنتي سمحت لنا بالأكل معه يا لكما من أنانيان "

ضحك غيث وقال " إذا سأكله كله ولو قتلني الليلة "

كنت أنظر له خلال حديثه مع أخوته باستغراب فلم أكن أتصور أن شيئا بسيطا مني كهذا

قد يسعده, يبدوا أن خالتي كانت على حق فكان علي أن لا أساعد في تكبير الفجوة بيننا

قد أحتاج وقتا طويلا لتغيير نظرة غيث لي ولكن ما علمته عن ماضيه وإن كان غير

واضح جعلني أتحمس لمحاولة البدء من جديد فإما أن أنجح وأنا الكاسبة في ذلك أو أن

أفشل وحينها لن أخسر شيء , وبعد أن أنهينا العشاء وقد سمح لهما غيث بتناول القليل

معه مع كثرة ما أعددت له توجهنا أنا وحور للمطبخ لتأدية تقوسنا المعتادة بعد كل

وجبة عشاء فقالت حور مبتسمة

" لقد ضحكت الليلة كما لم أضحك هنا من قبل "

قلت مبادلة لها الابتسامة " أجل فزبير صاحب ضل خفيف جدا "

قالت لي بهدوء " يبدوا لي أن الأمور تحسنت كثيرا بينكما أنتي وغيث "

قلت بعد صمت " أتمنى ذلك فأنا حقا سأحاول تقليص المسافة بيننا رغم صعوبة المهمة "

قالت بابتسامة " ستنجين يا رنيم ما لم يجد اليأس لك طريقا "

قلت بهدوء " وأنتي يا حور ألن تفكري في تغيير حياتك "

خيم الحزن فجأة على ملامحها وقالت " كيف ذلك يا رنيم كيف "

قلت بإصرار " حاولي التأقلم مع وضعك الجديد ونسيان الماضي "

تسللت دمعة من عينها وعبرت طريق أنفها لتنتهي في حوض المغسلة وقالت

" مستحيل , هذا أشبه بالمستحيل فحتى الليلة كنت أفتقد وجوده معنا على طاولة الطعام

فكل مكان هنا أراه خاليا بدونه حتى غرفتي أشعر أنها تفتقده أكثر من أي شيء آخر رغم

أنها لم تعرفه يوما "

قلت بحزن " ولكن هذا لن يجدي بشيء يا حور "

قالت بابتسامة حزينة

" يبدوا أنك لم تجربي الحب يوما فلو جربته ما كنتي لتقولي ذلك "

قلت بأسى " إن كان كذلك فأتمنى حقا أن لا أجربه "

قالت بذات الحزن " إذا أحبي زوجك قدر الإمكان فعلى الأقل هوا ملكٌ لك "

ابتسمت بسخرية وقلت " وما نفع ذلك إن لم يحبني هوا فالأمران سيان "

انهينا أعمالنا وصعدت لجناحنا استحممت وجلست في ردهة الجناح متجنبة الدخول

لغرفتنا , لا أعلم لما ولكنني كنت أريده أن ينام قبل دخولي ولا تسألوا عن السبب

فحتى أنا لا أملك الجواب

شغلت التلفاز وجلست والنوم يسحبني إليه سحبا ولا أدري عن ما يعرض على الشاشة

شيئا , بعد قليل انفتح باب الغرفة نظرت باتجاهه فكان غيث واقفا أمامه وقال بهدوء

" رنيم ألن تنامي "

قلت بتوتر وكأني أنام معه للمرة الأولى " ليس بعد "

قال بذات الهدوء " مؤكد أنك متعبة وهذه ليست عادتك هيا تعالي "

قلت وعينيا للأرض " حسننا قليلا فقط "

توجه ناحيتي أغلق التلفاز ثم سحبني من يدي وقال " بل الآن ما بك الليلة "

دخلنا الغرفة أقفل الباب وأخذني للسرير أجلسني جهة نومه وجلس بجانبي وأبعد

خصلات شعري عن وجهي ثم وجهه ناحيته وقال

" شكرا لك يا رنيم على كل ما فعلته لأجلي اليوم "

نظرت للأسفل بخجل وقلت " هذا واجبي اتجاهك يا غيث لما الشكر "

قال بهمس " رنيم انظري إلي "

رفعت عيناي لعينيه فقبلني على شفتي بحنان وقال بهدوء

" أريد الليلة مختلفة عن كل سابقاتها أريدها الأروع حسننا "

نظرت للأسفل وقلت بخجل " سأحاول "

وكانت بالفعل مختلفة عن كل الليالي السابقة أحسست فيها معه أنني أنثى للمرة الأولى









ميس










هل جن هذا أم ما أسمعه خيالا كيف يريد إقناعي بأنه يرغب بالزواج بي رغبتا منه وليس تكفيرا

عن أفعاله أو رحمتا بي إنه مخادع ويحاول خداعي ونيل ما يريد بالحيلة كما يفعل دائما فسيتزوجني

ليرتاح ضميره ومن تم سيرمي بي ليتزوج بأخرى يريدها , عائلة مخادعة فاشلة في كل شيء

لم أنزل بعد ذلك من غرفتي ولا حتى لتناول العشاء لقد كانت رنيم وحور يحاولان تعديل مزاجي

طوال النهار بعدما حدث وجاء هوا ليفسده كله لقد أخبرتني والدته أنه في رحلة صيد فما الذي جاء

به فجأة لا أعلم

نمت تلك الليلة كالريشة التي سكنت الريح لتريحها من عناء سفرها ولا تعلم متى ستعصف لتحملها من

جديد استيقظت صباحا على صوت رنين هاتفي نظرت للمتصل فكان صهيب فقلت بتأفف

" ما أجمل هذا الصباح "

أجبت بعد حين فقال " هل كنتي نائمة آسف لإزعاجي لك "

تنهدت وقلت " تسرق نومي وتوقظني منه يالك من مصدر للسعادة "

قال بصوت مبتسم " لم أعلم أنك قضيتي الليل تفكرين بي حتى غاب النوم عن عينيك لكنت

شاركتك سهرتك "

قلت بضيق " يالك من واهم لا تفسر الأمور كما تريد "

ضحك وقال " صباح الخير إذا "

قلت ببرود " يفترض أن تقولها في بداية المكالمة وليس نهايتها "

قال بضحكة " ومن قال أنها انتهت ثم أنتي أيضا لم تفكري في قولها لي "

قلت بضيق " لأني لست خيرا على أحد يصبح بي ولا من أصبح به "

قال بهدوء " إهانة مقبولة منك يا ابنة عمي "

قلت ببرود " ألا ترى أننا منحوسان حقا , لما اجتمعنا لا أعلم "

قال بصوت يشبه الهمس " بل هذا أجمل ما حدث لي "

ياله من وقح لقد صدق نفسه وكلامه البارحة لم يكن إلا القطرة التي يبدأ بها المطر الغزير

قلت بعد صمت " لا تكذب على نفسك فهي أيضا لن تصدقك "

قال بعد صمت طويل " ميس هلا تحدثنا بجدية "

قلت بحدة " أنا لم أمزح معك يوما "

تنهد وقال " حسننا دعينا من ذلك الآن ستكون رحلتنا عند الواحدة ظهرا فكوني جاهزة حسننا "

قلت ببرود " شكرا لك وداعا "

ضحك وقال " ما أكبر كرهك لي يا ميس , حسننا وداعا الآن "


عند الظهيرة غادرنا سويا أرض الوطن الذي لطالما كرهت العودة إليه متمنية أن تكون رحلتي

الأولى والأخيرة , ركبنا الطائرة ونمت من فوري طوال الرحلة وكأنني لم أنم من قبل حتى استيقظت

على صوت صهيب يقول " ميس استيقظي هيا ما كل هذا النوم "

قلت بنعاس " اتركني أنام ماذا تريد مني "

قال بحدة " هيا يا ميس عليك ربط الحزام لقد وصلنا "

تأففت واعتدلت في جلستي أفرك عيناي من النوم مد يديه وأمسك بالحزام وقال بنفاذ صبر

" على هذا الحال لن تربطيه إلا بعد هبوط الطائرة "

قلت بضيق " إذا لماذا توقضني إن كنت ستفعل ذلك بنفسك "

اقترب مني فصار وجهه مقابل وجهي وقال

" ميس لا تحاولي إكراهي فيك بما تفعليه فلن أكرهك أبدا سمعتي "

قلت بسخرية وعينيا في عينيه " أنا لا أتعمد ذلك ولا يحتاج الأمر أن أفعل فأنت لا تحبني "

قال بابتسامة " هل تختبرينني بكلامك "

دفعته بعيدا وقلت " ولما أختبرك فأنا لا أشك في الأمر لأتأكد ولا يهمني معرفة الحقيقة "

نزلنا من الطائرة وهوا يضحك طوال الوقت لا أعلم ما أصاب عقل هذا الفتى غادرنا المطار

متوجهين لمنزل صديقتي جيسي وما أن وصلنا حتى نزلتُ ركضا وطرقت الباب ففتحت

لي واحتضنتها بحب ثم قلت بلهفة " أين هي والدتي "

قالت " في الداخل هيا أدخلي "

ثم نظرت خلفي وهمست " هل هذا هوا خطيبك كم يبدوا أنيقا ووسيما ومميزا "

ضربتها على كتفها وقلت " حمقاء هيا ابتعدي عن طريقي "

دخلنا للداخل فخرجت والدتي من إحدى الغرف ارتميت في حضنها كالغريب الذي وجد وطنه بل من

هذا الذي قال أن الوطن أم فالأم هي كل الأوطان متجمعة بكيت في حضنها كثيرا بكيت كل ما مررت

به من يوم ذهابي وتركي لهذا الحضن

مسحت على رأسي وقالت بحنان " ميس حبيبتي توقفي عن البكاء واتركيني اسلم على ابن عمك "

قال صهيب مبتسما " دعيها فهي تخزن كل هذا منذ شهور "

ابتعدت عنها فسلمت على صهيب ودعتنا جيسي للجلوس لكنني قلت رافضة

" سنذهب لمنزلنا فيكفي ما بقيته معك وأعدك أن أسدد كل ما دفعتي "

ابتسمت وقالت وهي تنظر لصهيب " لا عليك فخطيبك من كان يدفع وليس أنا "

نظرت له بصدمة ثم لها ثم لأمي وقلت " هل صحيح ما سمعت يا أمي "

قالت بهدوء " نعم يا ابنتي صحيح إنـــ ..... "

قاطعتها قائلة بحدة " لماذا يا أمي لماذا هل أنقصت عليك شيئا من قبل لتطلبيه منهم "

قالت بدهشة " بنيتي أنا لم أطلب منه شيئا هوا من قـــ ..... "

قلت بغضب " أمي لما لا تشعري بما أشعر ألا يهمك أمر والدي أبدا ألا يهمك ما عانينا طوال حياتنا "

ثم خرجت مغادرة للمنزل بغضب وسرت في الشارع على قدماي وصهيب يتبعني قائلا

" ميس عودي الآن ما بك أنا لم أفعل شيئا يستدعي منك كل هذا الغضب "

وقفت وقلت ببكاء مرير " أخرجوا من حياتنا أخرجوا الآن "

شدني إليه وحضنني وقال " أصمتي يا حمقاء أصمتي هيا هل كنتي ترضين أن تصرف عليها

صديقتك ونحن عائلتكم نتفرج أقسم أني ما كنت لأرضاها "

قلت من بين دموعي " أكرهكم لما لا تتركوننا وشأننا "

زاد من احتضاني وقال " حسننا تكرهيننا وتتمنين زوالنا من هذا العالم ولكن توقفي عن البكاء

يا ميس فبكائك يؤلمني كثيرا "

ابتعدت وقلت " كاذب "

ابتسم وقال وهوا يشدني من يدي عائدا بي لمنزل جيسي " وكاذب أيضا هل يريحك ذلك "

دخلنا المنزل فقلت بضيق " سأنتظر في الخارج "

قالت والدتي " لن أخرج من هنا مادمت ِغاضبة مني "

تنهدت وقلت " أمي لست غاضبة هيا لنرحل "

قالت بهدوء " بل غاضبة وبدون سبب أيضا "

نظرت لها بصدمة فقالت بحدة " هل لك أن تخبريني ما ذنب هذا الشاب لتعامليه هكذا لقد دفع

لي أموالا كثيرة وفوق ما أحتاج ليساعدني وشرح لي كيف علم بأمرنا وكم بحثوا عنا , هيا توقفي

عن جنونك يا ميس "

قلت بضيق " أمي لا تجعليني أغضب منك بالفعل هذه المرة "

دخلت أمي الغرفة دون كلام لتجمع أغراضها فنظرت لي جيسي وقالت

" أنتي فتاة متعبة جدا يا ميس ووالدتك لن تعيش طويلا بسببك "

قلت بغضب " لما الجميع على صواب ووحدي المخطئة ضعوا أنفسكم في مكاني ولو

لدقيقة وأقسم أنكم لن تستحملوا الأمر "

وضع صهيب يده على كتفي وقال

" هيا لنغادر للخارج يا ميس أقسم أننا نشعر بك ولكن ليس لأحد أن يغير الماضي فدعينا

نحاول إصلاح ما بقي منه "

خرجت مستاءة وجلست في السيارة وبعد وقت خرج الجميع ركبوا السيارة واقتربت

جسي من نافذة صهيب وقالت لي

" قومي بزيارتي قبل أن تعودي لدولتك يا ميسي "

نظرت للجانب الآخر بضيق ولم أجب فضحكت وقالت

" لا أحسدك على خطيبتك هذه فلا تتزوجها وانجوا بنفسك "

قال صهيب بضحكة " لن أتزوج غيرها أبدا وبكل عيوبها "

غادرنا في صمت من جانبي ووالدتي تصف له مكان منزلنا , عند وصولنا دخلنا جميعا

ثم استأذن صهيب للذهاب فقالت والدتي

" ابقى بضيافتنا يا بني لما تريد المغادرة "

قال بابتسامة " شكرا على كرمك يا خالة سأذهب للفندق إن احتجتما أي شيء فأخبراني فقط

وسأجلب لكما الطعام حالا ولا تتعبا نفسيكما في التنظيف اجمعا الأغراض الخفيفة فقط وسنسافر

في أقرب وقت "


ثم نظر لي وقال " في الصباح سأمر بك لنزور الرجل الذي أخبرتني عنه حسننا "

لذت بالصمت وأنا أنظر لعينيه دون كلام فابتسم لي وخرج مغادرا






فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-11-14, 12:02 AM   #28

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء الخامس والعشرون











رنيم











كانت ليلة البارحة غريبة ومميزة ولا أعرف ما أقول غير أنني لم أعد أفهم غيث

ولا نفسي أيضا, عند الصباح استيقظت ولم يكن غيث موجودا نزلت للأسفل فقابلت

خالتي وتوجهنا للجلوس معا وتبادلنا الأحاديث المختلفة ثم قالت

" رنيم في أي شهر أنتي الآن "

قلت بعد برهة " في منتصف الخامس "

قالت بابتسامة " ظننتك أكثر من ذلك "

نظرت لجسمي وقلت " نعم يبدوا لي أن بطني ينتفخ بسرعة هل هذا غير طبيعي "

" هذا ليكون رجلا قويا فاتركا ابني ينموا كما يريد "

نظرنا كلينا لمصدر الصوت الذي كان صاحبه غيث بالتأكيد فقالت خالتي

" قد يكون فتاة فما يدريك "

جلس وقال بابتسامة " بل رجلا قويا لقد اتصلت بالطبيبة وأخبرتني "

نظرت لي خالتي بصدمة وقالت " هل علمتما بذلك "

قلت بصدمة " لا أنا لا علم لي إلا الآن "

نظرت لغيث وقالت بضيق " محتال لما طلبت منها أخبارك ألم أنهاكما عن ذلك "

قال بذات الابتسامة " لم استطع الانتظار "

قالت بضيق " أنتم الرجال هكذا دائما تصابون بالجنون إن لم تعلموا إن كان ذكرا أم لا "

قال بهدوء " المهم أن يسلم كليهما كان ما يكون "


آه ما هذه الهدية الصباحية الرائعة , آخ لقد أصبحت مدعاة للضحك فأتفه الأشياء تشعرني

بالسرور لقد صدق من قال أن أطيب وجبات الطعام تلك التي تأكلها على جوع

وقف غيث وقال " هل توصيان شيئا "

قالت خالتي بحب " سلامتك فقط بني "

ثم قال مغادرا " رنيم هلا لحقتِ بي أريدك في أمر "

وقفت وغادرت خلفه تقودني عدة أشياء قدماي ليست منهم إطلاقا , دخل المكتب

ودخلت خلفه وأغلقت الباب ثم وقف ووقفت مقابلة له فقال بعد صمت

" أحد اللذان يهددانك سابقا أقحمته في قضية ودخل السجن والآخر تحت التهديد حاليا

وهم يطالبونني أن أعفوا عن السجين فاشترطت عليهم أن يوقعوا تعاهدا على عدم الاقتراب

منك ووالدتك أو أدخل الأخر معه ووافقوا "

نظرت له بصدمة ثم تحولت لابتسامة وقلت " حقا هل صحيح ما تقول أَقسم على ذلك "

قال بابتسامة " صحيح وسنسافر لإتمام الأمر "

لم أشعر بنفسي إلا وأنا أحتضنه وأتمسك بعنقه بقوة وأبكي فرحا وأقول

" حمدا لله لقد كان بالي منشغلا على والدتي ومستقبلنا كثيرا شكرا لك يا غيث "

مسح على ظهري وقال " لما البكاء الآن يا رنيم "

ابتعدت عنه وقلت وأنا أمسح دموعي " أنت لا تعلم ما يعنيه الأمر لي لقد أسكنوا الرعب

في داخلي طويلا وحتى والدي شامخ رحمه الله لم يوافقوا على عرضه للتفاوض فكان

يهددهم فقط وهم خافوا من مركزه "

قال بهدوء " هذا لأن والدي لم يكن يريد استخدام القوة معهم أما أنا فلم أجد حلا غيره إنهم

ممن يخافوا ولا يستحوا "

قلت بذات الهدوء " هل عليا السفر هناك لهم أنا لا أريد ذلك أذهب أنت وزوج خالتي "

قبلني على خدي وقال مغادرا " عليك أن تكوني معنا لتوقعي على التعاهد معهم "

غادر المكتب وتركني كصورة في تلفاز انقطع عنها الإرسال لتتجمد على آخر

حركة فعلتها ثم مررت أصابع يدي على خدي ونظرت لهم وكأنني أريد التأكد

مما حدت بل وكأنني سأجد قبلته لازالت عاقة على خدي مكانها وستسحبها أصابعي

لأتأكد منها بعيني












جود









( بعض المشاعر تبدوا غريبة حقا لا ننتمي إلى أصحابها ولكننا نعيشها أحياننا وبكل

تفاصيلها هل جربت يوما ذلك .... هل جربت أن تمشي وسط الأحياء ولكنك لا تشعر

بالانتماء لهم وكأنك مجرد جثة تمشي علي قدمين ثابتتين... عينان يكسوهما صمت

غريب ... ابتسامتك ميتة وكلماتك تخرج محترقة بالرغم من أن أنفاسك باردة كالجليد

كبرودة جسدك المتهالك ... لا تسمع سوي الفراغ ولا تري سوي الظلام ولا تستنشق

إلا رائحة التراب تماما كالأموات , ويرونك جميعهم ولكنك لست معهم لا تراهم لا

تسمعهم ولا تشعر إلا بالوحدة والسكون .... إنهم مثلك تماما أحياء ولكنك لست

مثلهم فأنت بلا حياة وبلا مستقبل ولا أمل تماما كأولئك الذين بكتهم العيون وفقدهم

الأحباب وتركوا هذا العالم للآبد

هل جربت يوما هذا الشعور إنه حقا شعور قاسي ومؤلم ولكنه أحيانا يبدو مريحا للغاية )


أغلقت دفتري بعدما دونت فيه حكاية جديدة من حكايا ألمي في كلمات علها تكون شيئا يعبر

عن جزء منه , أغلقته واحتضنته وأنا أبكي ألما وحزنا وفقدا ودسسته في ظلمات حقيبتي

ليروي لها مالم تسمعه اليوم لقد خرجت يومها من منزلي كالحافي الذي يبحث عن حدائه

في قدميه رغم علمه أنه ليس موجودا وأنه لم يمتلكه يوما وكأنه يخبر الجميع أنه لديه حداء

ولكنه لا يعلم أين , فخرجت كذلك مجردة من كل أمياتي مخلفة خلفي أهلي الذين عشت حياتي

معهم وحلم ولد تلك الليلة ليموت فيها خرجت محرومة منهم وأبحث عنهم بين ثنايا أملي وأنا

أوقن أنهم رحلوا ولست أنا من رحلت , أمضيت أيام عديدة هنا سجينة هذه الغرفة كان الفندق

فخما وراقيا للغاية لكنني كرهت حتى التجول فيه , بحر كان يقضي أغلب يومه خارجا فهوا

جاء من أجل العمل ويعود منهكا ومتعبا يحاول إقناعي بالخروج سويا ولكني أرحم حاله وأعلم

بحالي فلا رغبة لي إلا في الموت , حاول ذاك الشاب الاتصال بي كثيرا يومها ولم اجب

فليس لدي ما أقول فالأمر يخجل لساني من ذكره وعقلي من تذكره, بعدها أغلقت

هاتفي ولم افتحه إلا اليوم لأتحدث مع والدتي فوصلتني رسالة معلقة منه منذ البارحة كتب فيها

( تبا لمكالمة هاتفية ننتظرها كل ليلة ونحن متأكدون أنها لن تأتي أبدا )

ثم بعدها وعلى الفور أرسل رسالة فيها

( إن كنت أعني لقلبك ولو كذبة صغيرة أجيبي على اتصالاتي )

بكيت كثيرا بحرقة وألم ثم أرسلت له


( لا أستطيع مهاتفتك حاليا أعذرني فظروفي لا تسمح بذلك )

وصلت منه رسالة فيها ( إذا عديني أنك ستتصلين بي قريبا )

لم أجب فأرسل بعد وقت

( عديني الآن ولا تنسي عهدك القديم بانتظاري عديني يا بلسم )

أرسلت له ( أعدك ما لم تمنعني الظروف في كلا العهدين )

ثم عدت وأغلقت هاتفي من جديد لعلي أغلق معه بابا يطرقه هذا الغريب كل حين

ليشعل بداخلي أملا جديدا في الحياة ويرمي في حجرات قلبي أزهارا من صنع يديه

وخيوط خيالي , ما كان عليك أن تحبيه يا جود فأمثالك ليسوا للحب وليس الحب لهم

أمثالك ليس عليهم التعلق بشيء إلا الموت



في اليوم التالي أخبرني بحر أننا سنعود للوطن وأني سأقيم في قصر عائلة والدته حتى

حين ولا أعلم ما عناه بذلك الحين ومتى سيكون يا لي من مصيبة حلت على رأسك يا

بحر وجعلتك تلجأ لهم لحملها معك حاولت الاعتراض ولكن هل من حل غيره



أخبرني أنهم لن يعلموا بحقيقة الأمر وذلك أفضل لي وله وقد أخبرهم أني في

فترة للعلاج هناك في إحدى المستشفيات لا أعلم أي مرض هذا الذي سأخترعه

ليصدقه الجميع فلا شيء يؤلمني سوى قلبي المكسور وحلمي الضائع وشبابي

المسافر مع الريح

في اليوم التالي غادرت وبحر للقصر وما أن وقفت أمامه حتى أبهرني جمال ما

رأيت إنهم عائلة مترفة لابد وأن أمانيهم وأحلامهم كقصرهم جميلة وتتحقق بسهولة

وما أن اقتربنا من باب القصر حتى خرج شابا وسيما ببنية جسدية قوية بني الشعر

بعينان عسليتان واسعتان ولحية خفيفة محددة بإتقان وكأنها رُسمت على وجهه رسما

وابتسامة رقيقة قابل بها أخي بحر قائلا

" مرحبا يا بحر متى عدت "

قال بحر مرحبا " مرحبا زبير لقد عدت للتو كيف هي أمورك "

يبدوا لي أنه أحد أخوته من ترحيبه به , قال بهدوء " جيدة وأنت "

ثم نظر لي وقال هامسا لبحر بابتسامة " من هذه يا بحر هل تزوجت "

قال بحر بعد ضحكة هادئة " وهل أتزوج شبيهة لي ألا ترى الشبه بيننا "

نظر لي ذاك الشاب بتركيز حتى أشعرني بالخجل ثم قال بذات الهمس متبسما

" يا رجل إنها أجمل منك بكثير "

ثم ضحك وبعدها قال " قل صراحة من هذه يا بحر "

قال بحر " إنها شقيقتي جود "

نظر لي بصدمة ثم لبحر وقال

" شقيقتك , أَقسم بذلك لقد ظننتها صغيرة فنحن لم نرها يوما "

ياله من قليل ذوق هل يضنني لا أكبر أبدا

قال بحر " وهل يبقى الصغير صغيرا دائما إنها في التاسعة عشرة الآن "

نظر لي وقال بابتسامة " عذرا منك يا جود ومرحبا بك عندنا , أعذراني عليا المغادرة "

وغادر ودخلنا القصر غاب بحر قليلا ثم جاء برفقة سيدة تشبه شقيقه ذاك أو بالتأكيد

هوا من يشبهها فهي من أنجبته احتضنتني بحب وقالت

" مرحبا بك في بيتك يا جود لقد سرني التعرف عليك كثيرا "

لقد كدت أبكي في حضنها فقد ذكرتني بوالدتي كثيرا غير أن هذه السيدة تخلصت

من والدي وأمي لازالت تعاني ويلاته حتى اليوم

ثم أعتذر بحر مغادرا وهوا لم يصل إلا الآن وكأنه يهرب من جدران هذا القصر

وتركني خلفه في مكان مجهول وعائلة غريبة عني لم أرها يوما , عرفتني السيدة

على زوجات أبنائها كن لطيفات للغاية وجميلات خصوصا تلك زوجة الذي قابلنا

عند الباب وحدثتني عن جميع أبنائها الحاضرين منهم والغائبين فأحدهم يعمل في بلدة

أخرى والأخر سافر مع ابنة عمه التي هي أحدى سكان هذا القصر والأكبر زوج

اللطيفة المسماة رنيم وكانوا هم هؤلاء أربعة أبناء من غير بحر ثم أخذوني لجناح

الضيوف لأقيم فيه أيامي الغير معلومة هنا , كان كبيرا وفخما للغاية نمت فيه

من شدة تعبي لساعات طويلة وتعمدت عدم الخروج كي لا أضايق أحدا وبعد

الغروب جاءت رنيم وحور لتفقدي وجلسا معي لعلمهما بتعمدي عدم الخروج

محاولتان تبديد وحدتي فقلت مستفسرة

"رنيم تبدين لي حاملا صحيح "

ابتسمت وقالت " نعم وسأكون قريبا في الشهر السادس "

قلت بابتسامة مماثلة " أتمنى لك ولجنينك السلامة "

قالت بحنان " سلمك الله يا جود "

ثم سألتني قائلة " هل أنتي شقيقة بحر الوحيدة "

قلت بهدوء " لا لديه مازن أيضا وهوا أصغر مني بسبع سنين "

حمدا لله أنه لم يسألني أحد عن طبيعة مرضي الوهمي واكتفوا بسؤالهم إن كان

خطيرا أم لا تحدثنا كثيرا ثم وقفت حور وقالت

" هيا يا رنيم سنتأخر عن تحضير العشاء "

نظرت لهم بحيرة وقلت " هل أنتم من يطبخ الطعام هنا "

قالت رنيم بابتسامة " نعم وسيعجبك أكلنا بالتأكيد "

قلت بحيرة أكبر " ألا يوجد خادمات هنا "

أجابت حور مباشرة " في المطبخ لا ليس غيرنا وباقي القصر تتولاه شركة تنظيف "

قلت باستغراب " ولما "


ضحكت حور وقالت " زوج هذه الحامل يمنع الخادمات هنا "

نظرت رنيم لحور بضيق وقالت " ولما لم يجبره زوجك على تغيير رأيه "

قالت حور بابتسامة " وهل يمكن لأحد كسر كلمته هوا لم يفكر حتى بزوجته الحامل "

نظرت لها رنيم بنصف عين وقالت " أتحداك أن تقولي هذا له "

ضحكتُ وقلت " يكفيكما فستتشاجران ويبقى الجميع بدون عشاء الليلة "

ثم قلت " هل أساعدكما "

قالت رنيم " لا فأنت ضيفتنا يا جود "

قلت بهدوء " ولكني ضيفة سيطول بقائها فدعاني أساعدكم أفضل من تمضية الوقت وحدي "


قمنا سويا بتحضير العشاء وتناولت عشائي وحدي بعد إصرار كبير مني على ذلك

ففوجئت ببحر يدخل الجناح ليشاركني العشاء ثم أضجعت على السرير وقادني الحنين أو

هوا الجنون أم غربة المشاعر لفتح هاتفي والاتصال بذاك الشاب فأجاب من فوره وكأنه

كان جالسا داخل الهاتف وقال

" لما أنتي قاسية هكذا أيعجبك ما فعلته بي "

نزلت دموعي رغما عني وأجهشت في البكاء فقال بلهفة

" بلسم ما بك لما البكاء هكذا حبيبتي توقفي أرجوك "

فزدت بكاء على بكائي وأغلقت الخط وبعد لحظات موجعة كجمال كلماته والعشرات

من محاولات الاتصال بي أجبت على اتصاله فقال معاتبا

" ارحميني بالله عليك وقولي ما بك أرجوك "

قلت بحزن " لا شيء مهم أو لا شيء جديد "

قال بهدوء " هل هوا والدك "

قلت بذات الحزن " كان يريد بيعي لأحدهم تخيل يريد المتاجرة بي من أجل جني المال "

وعدت للبكاء من جديد فقال بحسرة

" سحقا لي ... لولا هذه الوصية الرعناء لتزوجتك على الفور ودفعت له كل ما

يريد يا لي من عديم نفع "

قلت من بين شهقاتي " علمت الآن معنى كلماتك حين قلت لي لم أعد أرغب في الحياة "

قال بحدة " إياك والتفكير بذلك ولا تنسي ما أرسلته لي حين قلت ذلك , بلسم لا

تفعلي ذلك بي أرجوك "

ثم تنهد وقال " وكيف حللتم الأمر "

قلت بحزن " وجدنا له حلا مؤقتا ولا أعلم ما النهاية "

قال بجدية " هل أساعد في شيء هل يمكنني ذلك "

قلت بهدوء " لا , فلديك ما يكفيك "

قال بعد صمت " ألن تخبريني ما اسمك على الأقل "

قلت بألم " ليس الآن اتركها للزمن "

قال " إذا هل تريدي معرفة اسمي "

قلت بحزن " لا فلنتركهما يخرجان للنور معا أو يموتان كالحلم معا "

قال بجدية " بل سيخرجان للنور يوما فأبقي على الوعد وانتظريني وحاربي

كل شيء من أجل ذلك "

قلت بأسى " سأحاول قدر استطاعتي وأتمنى أن لا يفشل الأمر فالواقع أقسى مما تتصور "

ثم قلت " وداعا الآن تمنى لي حضا سعيدا "

قال بحنان " أتمنى أن أجدك يوما أمام عينيا حقيقتا , أعتني بنفسك جيدا حبيبتي وداعا "















ميس










قضيت ووالدتي الليل في الشجار والجدال وتنظف غرفتينا والمطبخ لا أعلم هل هي

طيبتها الزائدة من تجعلها كذلك أم أنها لا تهتم لما حدث لوالدي , حتى حكيت لها

ما قالاه شقيقاه عنه فنزلت الدموع الغالية من عينيها الواحدة تركض خلف الأخرى

فحضنتها بحب وقلت

" لا تبكي يا أمي أرجوك لو كنت أعلم أن هذا ما سيحدث ما قلت لك ذلك "

مسحت دموعها وقالت " رحمك الله يا نبيل لا تستحق كل ما قيل عنك "

قلت بحزن " أقسم أن يرجع حقه ومكانته كما كانت وستتحدث الناس جميعهم

عن براءته من علم ومن لم يعلم بما حدث في الماضي "

مسحت والدتي على شعري وقالت

" وافقي على ابن عمك يا ميس كي يرتاح قلبي يا ابنتي "

تأففت وقلت " أمي هل يرتاح قلبك بتعبي أنا "

تنهدت وقالت " لو تفعلين مرة واحدة ما أقول لك "

قلت بضيق " بلى يا أمي فقد فعلت ما قلتي وذهبت إلى هناك وما جنيت إلا المآسي والمعاناة "

نظرت لي باستغراب وقالت " عن أي مآسي ومعاناة تتحدثين "

تنهدت وقلت " أمي لن أطيل الحديث في الأمر لأنه لن يكفيني الليل بطوله لأحكي لك ما

عانيت ولكن ما عليك معرفته أنهم لم يستدعوني ولم يرد جدهم رؤيتي كلها كانت كذبة

من صهيب ليجبرهم على ذلك "

نظرت لي بصدمة ودون كلام للحظات ثم قالت

" كانت لعبة من صهيب ولم يستدعك الجد "

قلت بحزن " ولم يفكر بي أبدا ولا بك وحده عمي شامخ من بحث عنا طويلا وقد

تأكدت من ذلك من السيد جيمس وقد كلف صهيب أن يكمل ذلك أما البقية فلا يرونه

إلا مختلسا سرق أموالهم ولا حق لنا لديهم وحدهم أخوة صهيب من اعترفوا بحقنا "

قالت بحزن " لا حق يضيع مهما طالت السنين يا ابنتي "

قلت بغيض " على الفاعل أن ينال ما يستحق ويقاسي كما قاسى والدي "

ثم قلت بجدية " أمي يكفيك هذا لقد تعبتِ كثيرا وستمرضين "

ابتسمت وقالت " وما فعلته أنا فأنتي من فعل كل شيء "

أمضينا الوقت على ذلك الحال حتى انتهينا ثم نمت من شدة التعب وصحوت صباحا

على صوت رنين الهاتف طبعا , فأجبت وعينيا مغمضتين وقلت بهمس ونعاس

" جيسي ما بك هكذا مزعجة أنا لم أنم البارحة "

جاءني صوت رجولي قائلا " هل بسبب التفكير بي أيضا "

قلت بضيق " أهذا أنت "

ضحك وقال " ما كل هذا النوم لا أريد زوجتي أن تكون كسولة "

تأففت وقلت " صهيب ألن ترحمني من هذا "

قال بهدوء " ألن ترحميني أنتي من هذه الكلمة إما قوليها دائما لأعتادها وإما لا تقوليها أبدا "

قلت بحيرة " عن أي كلمة تتحدث "

ضحك وقال " هيا انهضي بسرعة يا كسولة ورائنا مشوار أم أنك نسيتي "

أغلقت الهاتف في وجهه ورميت به وعدت للنوم ثم وصلتني رسالة بعد قليل فتحتها

فكانت منه وكان فيها " إن أغلقت الخط في وجهي ثانيتا سيكون حسابي معك عسيرا

فهمتي أنا خارج من الفندق الآن كوني جاهزة "

أرسلت له " دعني أنام قليلا أرجوك فأنا لم أنم حقا "

اتصل وعاد الهاتف للرنين المزعج وضعت الوسادة على رأسي وقلت بضيق

" ما هذا المزعج لما هوا مستعجل هكذا "

أجبت فقال من فوره بحدة " لما أغلقت الهاتف في وجهي "

قلت ببرود " لأن المكالمة انتهت "

قال بغضب " أنا من بدأها وأنا من ينهيها وفي كل الأحوال كان عليك احترامي

أم تريني طفلا أمامك "

تنهدت وقلت " حسننا آسفة أيها السيد هلا تركتني أنام قليلا "

قال بحدة " لا "

قلت من فوري "هل هوا والدك أم والدي ما كل هذا النشاط "

قال " لن تعلمي أبدا ولن تفهمي ما يعنيه الأمر لي أقسم أن أدمر من فعل به ذلك

شر تدمير ولو كان شقيقي "

بقيت صامتة طويلا لما سمعت منه فقال " هيه ميس هل عدتي للنوم "

قلت بسخرية " نعم وأحلم حلما جميلا أيضا "

قال بغيض " هل تسخرين من كلامي يا ميس "

قلت بحدة " لما تفهم كل ما أقول بشكل سيء هل أنا سيئة لهذا الحد كي لا تتوقع

مني إلا السخرية منك "

قال بحدة أكبر " وما معنى ما قلتيه الآن "

تأففت وقلت " لم أعني ما فهمت أقسم لك بذلك "

قال بضيق " إذا هيا قومي فأنا سأصل قريبا "

تنهدت وجلست وقلت " حسننا ها قد قمت هل أنت مبسوط الآن "

ضحك وقال " ليس بعد حتى توافقي على الزواج بي "

قلت بضيق " لو اعلم فقط كيف يتبدل مزاجك فجئه , هيا وداعا ولا تقل

أني أغلقت الخط في وجهك "

قال بهدوء " حسننا وداعا حتى دقائق فقط "

أغلقت الهاتف وقلت " متى سأتخلص منك لا أعلم "

بعد نصف ساعة نزلت للأسفل وكان هوا ووالدتي منسجمان في الحديث تماما لما لا يتزوجها

ويريحني ضحكت للفكرة وتابعت نزولي للأسفل نظرا إلي كليهما ثم قال صهيب مبتسما

" لو كنت أعلم أنك قضيتي الليل كله في التنظيف لما كنت أيقظتك باكرا وأجلنا ذلك للغد "

نظرت لوالدتي بضيق وقلت " يبدوا أنه كان عليا وضعك على الصامت البارحة "

ضحكا فقالت والدتي " لقد سألني وأجبت ما المشكلة في ذلك "

تنهدت وقلت " هل لي أن أتناول إفطاري أم ممنوع أيضا "

وقف وقال " سنتناوله خارجا هيا علينا الذهاب "

قلت برجاء " ولا حتى كوب قهوة "

جلس وقال مبتسما " حسننا بسرعة كلي ولا تتأخري كالاستيقاظ "

قلت بتذمر " آه أنا لست كسولة فقط كنت متعبة يا لك من قاسي قلب "

ضحكت والدتي وقالت " انظروا من يتحدث عن قسوة القلب "

نظرت لها وقلت بضيق

" لو سأسمع رأيك فسأحضن عائلة والدي بحب جميعهم واحدا واحدا "

نظر لي صهيب بنصف عين وقال " ومن سيسمح لك بذلك "

قلت بابتسامة وأنا أغادر " من سيكون غير الذي كذب كذبة وصدقها بالطبع "

قال لوالدتي بهدوء " ابنتك هذه ستصيبني بالجنون هي لا تعترف بي في كل قواميسها "

ضحكت والدتي وقالت " أخبرتك بذلك منذ البداية "

عدت خطوتين للوراء وقلت " لقد سمعتكما وستريان "

قال صهيب " اسمعي يا ميس إن كنتي عنيدة فأنا أعند منك "

وضعت يداي وسط جسدي وقلت " وإن كنت زوجة سيئة "

قال بابتسامة " أنا أسوء منك "

قلت بمكر " وإن كنت أكرهك "

ضحك وقال " أنا أكثر منك ...... أحبك "

قلت بغيض " معتوه وواهم هيا لنخرج قبل أن تغسل دماغ والدتي أكثر "

قال ضاحكا " والإفطار "
قلت متوجهة ناحية باب البيت " لم أعد أريده "
















زبير








( قد نسافر ونحن لا ننوي السفر بدون تذكرة ولا طائرة ولا موعد للهبوط , نسافر

بأفكارنا بخيالاتنا بأمانينا التائهة التي تنتظر فرصة للتحقق بل نسافر حتى في منامنا

ونزور من لن تأتي بهم الصدف ولا السنين مهما طالت إنه السفر الذي لا يعترف

بحدود ولا يجلب إلا الحنين )

كنت جالسا أقلب هاتفي الذي أصبح لا يفارق عيناي لحظة أقلبه كما أقلب ما فيه أنظر

إليه من جميع الاتجاهات لتخترق عيناي كل تفاصيله من الداخل وكأن ثمة شيء يوجد

هناك وسيخرج في أي حين وكأنها تسكن بداخله ولن أصل إليها إلا من خلاله فكما يقولون

’’ نحن لا ندمن هواتفنا نحن ندمن أشخاص لا يجمعنا بهم سواها ’’

لو لم تتحدث معي يومها لكنت سأصاب بالجنون كيف لها أن تختفي فجأة لتتركني

معلقا بين متاهاتي وظنوني ياله من قاسي ذاك الوالد الذي لا يقدر قيمة ما لديه تنهدت

للمرة الواحد بعد المائة ثم أرسلت لها رسالة كتبت فيها

( كيف هي حبيبتي اليوم )

أرسلت بعد قليل ( بخير مادمت بخير )

كم أتمنى أن تظهري أمامي الآن لكي أشعر أنني فعلا بخير

" مرحبا بحر هل بـــ ..... "

نظر بحر كما نظرت أنا لصاحب الكلمات المبتورة الواقف عند الباب ثم ابتسم وقال

" مرحبا يا جود لقد بحثت عنك لنذهب لزيارة الطبيب ولم أجدك فطلبت من والدتي البحث عنك "

هذه كانت جود شقيقة بحر فما أن رأتني حتى بترت جملتها لتكملها بهمس كم هي رقيقة

هذه الفتاة ولا أستغرب ذلك من شقيقة بحر وهوا الرجل لا تكاد تشعر بوجوده معك كيف

بها هي قالت وعيناها أرضا

" لقد كنت مع حور و رنيم في الحديقة سأجهز نفسي حالا "

وغادرت كالنسيم كما دخلت أستغرب أن فتاة بجمالها ورقتها لم تتزوج بعد صحيح

أنها ما تزال صغيرة ولكن لما فوت الكثيرين فتاة مثلها نظرت لبحر وقلت

" مما تشكوا شقيقتك هل من مكروه ما "

قال بهدوء " لا هوا شيء بسيط جدا ولكنه يحتاج لفترة من العلاج "

ابتسمت وقلت " أسأل الله لها العافية ولك الأجر "

بحر شاب تحاصره الظروف من كل جانب ولا تراه إلا صامتا حتى أنني لم أعرف عمر

شقيقته إلا الآن ولا أعرف عن حياته هناك سوى أن والده أهمل عائلته وهوا من يهتم

بشؤونهم , لما لا تتزوج شقيقته ويرتاح قليلا , بعد قليل غادر بحر فأمسكت بهاتفي

واتصلت بأديم فأجاب بعد وقت فقلت مباشرة

" من أين أتتك هذه المرة أجبت دون أن ترسل رسالة بأنك ستتصل بي فيما بعد "

ضحك وقال " ما لديك من الآخر "

قلت ببرود " يالك من شقيق متحجر القلب , على كلن لدي لك عروس "

ضحك وقال " منذ متى اشتغلت خاطبا "

ضحكت وقلت " منذ الآن , إنها لا تُفوّت يا رجل جميلة ورقيقة كأنها نسمة هواء عليلة "

ضحك أكثر وقال " ومنذ متى صرت شاعرا "

قلت بابتسامة " منذ رافقت الشعراء , المهم ما رأيك "

قال " ما رأيي في ماذا يا رجل هل أنت جاد اعتقدت أنك تمزح "

قلت بحدة " وهل هناك مزاح في هذه الأمور "

قال بصوت مبتسم " ومن تكون هذه الأسطورية "

ضحكت وقلت " شقيقة بحر التي اسمها جود "

قال باستغراب " شقيقة من !! ولكن من أين عرفتها "

قلت " إنها في القصر الآن المهم ها ما رأيك فأنت وحيد هناك وأعزب لما

لا ترفع الحمل عن شقيقك "

ضحك وقال " ومنذ متى اشتغلت بجمعية حقوق الإنسان "

قلت بلهجة جافة " ليس بعد , في القريب ممكن "

قال بهدوء " زبير ابتعد عن عالم الفقراء فإن حاولت إصلاح أمر لهم أفسدت كل شيء "

قلت باستغراب " أديم قل شيئا مفهوما من فضلك "

تنهد بضيق وقال " عالمهم لا يعرفه ويفهمه أحد سواهم فلا تفسده بمحاولة إصلاحه "

قلت بلامبالاة " أسمع أسمع أتركنا من الغموض والألغاز فعائلة بحر ليسوا فقراء صحيح

أن والدهم شبه متخلي عنهم ولكن بحر يوفر لهم حياة مترفة كما نعلم جميعا "

قال بتذمر " أخرجني من دماغك يا زبير وحاذر أن تدخل الفكرة في رأس أمي , أمامك صهيب

لما لا تجرب معه فبحر المفضل لديه بين الجميع "

قلت ببرود " الحق علي لقد كان في بالي عريس آخر ولكني فضلت أخي أولا , أنت ترفس

النعيم بقدميك وستندم فيما بعد , وما كنت سأفوتها على صهيب لو كان مناسبا , وداعا

الآن فلا نفع من هذه المكالمة "

أديم الغبي لقد ضيعها منه سوف أتصل بجبير لأعرض عليه هذه الماسة















أُديم













تحولت إقامتي من شقتي لمنزلي وليان ومن قضاء الإجازات مع عائلتي لقضائها معها

اشتريت لنا تلفازا نقضي عليه بعض وقتنا رغم إصرار ليان أن أعود لعملي الإضافي

الذي كنت أعمله وأن أعود لحياتي الطبيعية ولكني ما كنت لأطمئن لذلك وأكون هناك

وبالي معها هنا , لقد حكيت لصديقي خيري عنها في حال أصابني أي مكروه خصوصا

بعد وفاة عمها الذي كان وحده من يعلم بالأمر كنت أقضي الساعات الطوال جالسا

بمنزلنا وهي في حضني تتحدث أحيانا كثيرة معي وكأنني أسمعها رغم أني كنت أسمعها

فعلا وأستمتع بحديثها وهذيانها كالأم وهي تستمع لثرثرة صغيرها الغير مرتبطة ببعضها

بحب وسرور وكأنه لم يتحدث شخصٌ قبله, أنا أفهمها فهي تعاني الوحدة بعد وفاة عمها

الذي كان الشخص الوحيد الذي تتحدث معه كنت أحتضنها بحب وأقبل رأسها كل حين

وأحيانا لأغامر وجهي فيه لأكتم ضحكتي عندما تقول شيئا مضحكا وحتى مشاعرها

اتجاهي كانت تبوح لي بها دائما وهي تنام على صدري عوضا عن الحبر على بياض

الورق وكأنها اختارت نقشها هنا على ضلوعي لتعيش للأبد بدلا من أن تُرمى مع بقايا

الأوراق والدفاتر رغم أن ليان لا ترمي منها شيئا وتحافظ عليهم وكأنهم أحد كنوزها حتى

أنها يوما أحضرتهم لي لنقوم بقراءتهم ونسترجع كل ما كتبنا وضحكنا كثيرا على بعض

الكلمات

ما تزال ليان في شهور حملها الأولى ولكن بطنها بدأ بالانتفاخ قليلا إنها ابنتي تخترق صغر

حجمها لتكبر كالزهرة رويدا رويدا كنت أجلس محتضننا لها كعادتي نشاهد التلفاز عندما جلست

ليان وكتبت لي

( ابنتك تريد عنبا أسودا )

ضحكت وكتبت لها ( ألم يكفيها الأخضر )

ابتسمت وأومأت برأسها نفيا فوقفت لأغادر وأجلبه فوقفت معي وأمسكت بيدي وابتسمت

آه الخبيثة تريد الخروج معي إذا

كتبت لها ( هل ابنتي تريد العنب أم أن والدتها تريد الخروج )

ابتسمت وأخذت الدفتر وكتبت ( بلى هي تريد العنب وأنا أريد الخروج )

أشرت لها بأصبعي على وجهها بمعنى أرتدي حجابك فانطلقت مسرعة وارتدت

عباءتها وحجابها وخرجنا معا ولففت بها الأماكن على قدمينا حتى أنهكها التعب

وأصبحت تترجاني لنعود وكانت أيامي تمضي معها هكذا حتى ذاك اليوم الذي

اتصلت بي وأنا في الشركة فقفزت كالمجنون لعلمي أن اتصالها لن يكون إلا

لأمر طارئ فهكذا اتفقنا وعندما وصلت للمنزل وجدت بعض الرجال في الخارج

اقتربت فكان صوت صراخ ليان يخرج من المنزل تستنجد بالناس عدت لسيارتي

أخذت مسدسي الخاص ركضت باتجاههم فكانوا يصرخون ويتناقشون لكسر الباب

يا لهم من حمقى وما ينتظروا فصرخت بهم قائلا

" ابتعدوا إنه منزلي وزوجتي في الداخل "

ابتعَدوا عن الباب ففتحته ودخلت ولم أرى شيئا أمامي سوى الظلام والحقد والغضب

وأنا أرى شاهد يصفع ليان على وجهها بعدما أخرجها من الغرفة التي يبدوا لي أنها

كانت مختبئة فيها فرفعت مسدسي ورميته بالرصاص

كانت ذاتها اللحظة التي دخلت فيها الشرطة ويبدوا أن من كانوا في الخارج هم من

أبلغوهم وذاتها اللحظة التي سقطت فيها ليان مغشيا عليها ركضت ناحيتها حضنتها وقلت

" ليان ما بك حبيبتي استيقظي أرجوك هيا استيقظي "

أمسك بي الشرطي بعدما أخذوا المسدس مني ووضعوه في كيس بلاستيكي وبدئوا

بسحبي وأنا اصرخ بهم

" اتركوني اطمئن على زوجتي أولا فليس لديها أحد أتركوني "

ولكن ما من فائدة ولا من مجيب سحبوني وأنا أناديها وهي كالجثة الهامدة لا أعرف

إن كانت على قيد الحياة أم لا وما هي إلا لحظات حتى كنت في سيارة الشرطة ثم في

مركزهم ثم في الزنزانة وها هي جرتني الأحداث لأكون ما كنت عليه الآن

بعد يوم كامل لم يروني فيه ولا يتفقدوني وكأني نسيا منسيا أجلس على الأرض بين

اللصوص والمجرمين أخرجوني للتحقيق فطلبت منهم الاتصال بشقيقي غيث وبالمحامي

عارف اللذان وصلا في وقت قياسي جدا وما أن دخلا حتى أمسكت بغيث من يديه وقلت

" أخرجاني من هنا يا غيث "

قال بأسى " ما الذي دفعك لذلك يا أديم لما فعلت ما فعلت "

طلب المحامي الاستفراد بي لأني موكله فوافقوا وجلسنا ثلاثتنا فقال

" أحكي لي ما حدث يا أديم لنرى ما سنفعل "

نظرت لهما وقلت " ليان إنها هناك ولا أحد لها إنها حامل ومغمى عليها إنها .... "

ثم أمست براسي وقلت " آه ما حل بها يا ترى "

قال غيث بصدمة " من ليان هذه "

قلت بحزن " زوجتي وتحمل طفلي لم يتركوني أطمئن عليها لا أعلم إن كانت حية أم ميتة "

زادت الصدمة على ملامحه حتى كاد تنفسه يتوقف وقال

" ماذا ... زوجتك ولكن كيف ومتى "

تنهدت وقلت " تلك قصة طويلة "

قال عارف " وما علاقتها بما حدث "

قلت بغيض " النجس الحقير لقد هجم عليها وأنا غير موجود ولم تكن الأولى فقتلته "

قال عارف بعد صمت " وهل هناك شهود غيرها على ما حدث "

قلت " وجدت بعض الرجال خارج المنزل وهم من استدعوا الشرطة "

قال بهدوء " جيد فلدينا زوجتك والشهود قد يكونوا من الجيران والمسدس مرخص قد

يساعدنا ذلك هل زواجك بها شرعي وموثق "

قلت " نعم شرعي وفي المحكمة أيضا "

قال " جيد وماذا عن المرة الأخرى التي تهجم فيها عليها هل من شاهد "

قلت بألم " لا أحد غير عمها الضرير وقد توفي منذ شهور قليلة "

قال غيث بضيق " وما الذي دفعك للزواج في السر يا أديم لماذا "

تنهدت وقلت " أخبرتك أنها قصة طويلة وأحداث متعاقبة وما حدث قد حدث "

هز رأسه وقال " لا أصدق ما يجري وكأنني في حلم كيف لأخي أن يقتل رجلا "

قلت بغضب " لو كنت مكاني ما فعلت وأنت تصل منزلك لتسمع صراخ زوجتك من هي

قطعة من قلبك وتحمل طفلك تستنجد بالناس وتصرخ ثم تدخل لتجد دنيئا حقيرا سخر منك

ودخل منزلك في غيابك وتهجم عليها ماذا ستفعل "

قال " علينا البحث عنها وأخذها أعطني العنوان يا أديم "

قلت باستغراب " ألن أخرج من هنا "

قال عارف " ليس الأمر كما تتصور يا أديم سيحتاج لوقت سينهون التحقيق ثم يحولون

القضية للمحكمة وعلينا فتح ملف لها وجمع الشهود والمعلومات والتحدث مع أهل المقتول

أيضا الضابط المسئول هنا يشتكي منه الجميع ولن تنفع الوساطة لإخراجك حتى ننقلك

للعاصمة لصدور الحكم لقد حاولنا كثيرا "

أمسكت به وقلت

" ولكنه المذنب هوا من فعل ما فعل كيف سأبقى هنا أنت لم ترى المكان كيف يبدوا "

قال غيث بجدية " كن قويا يا أديم سينتهي كل شيء قريبا وسنفعل ما في وسعنا "

مسحت قفا عنقي بيدي وقلت

" غيث أذهب لها وخذها من هناك ولكن لا تخبرها عني شيئا ولا أي شيء "

قال بحيرة " لم أفهم ما تعني "

قلت بجدية " هي لا تعلم من أكون ومن أين أتيت أخبرها أنك شقيقي فقط ولا تأخذها

للقصر حتى أتحدث معها حسننا عدني بذلك يا غيث "

تنهد وقال " أنا حقا في شيء لا يشبه الواقع أبدا "


غادرا بعد حين وأعادوني لتلك الزنزانة المقرفة أنا أديم أكون هنا هذا ما لم أتخيله أبد كي

لا أتمناه , وفي اليوم التالي عاد غيث لزيارتي جلست وقلت باندفاع

" هل هي بخير هل جنينها بخير أخبرني يا غيث "

نظر لي نظرة غريبة في صمت تام وكأنه يقول لي مت يا أديم مت شيئا فشيئا










نهاية الجزء الخامس والعشرون


تطورت الأحداث بين أبطالنا فما ينتظرهم جميعا وما الذي تردد غيث في إخبار أديم عنه

زبير هل سيزوج جود من جبير حقا وكيف ستكون حياة جود مع تلك العائلة ومع زبير تحديدا

ومن منهما سيكتشف حقيقة الآخر

ه أختكم المحبة لكم دائما ...... بــــ المشاعر ـــرد



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-11-14, 12:32 AM   #29

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء السادس والعشرون













أديم











كل ما حدث كان كالكابوس وها قد سحبني ذاك العالم لحيت أنا الآن لا بل يبدوا أنه سرق

مني ليان أيضا كما أهداها لي نظرت لغيث نظرة خوف وتوجس وحيرة بقدر ما تمنيته

أن يتكلم تمنيت أن لا يقول شيئا فهل كان سؤالي يحتاج منه كل هذا الجهد لإخراج الجواب


جمعت شتاتي وقلت " قل شيئا يا غيث لا تقتلني بصمتك أرجوك "

تنهد وقال " لم أجدها هناك لقد اختفت "

قلت بصدمة " اختفت ولكن كيف "

قال بهدوء " هذا ما حدث يا أديم وحتى من كانوا هناك قالوا أنها غادرت سيرا على

قدميها ولم تتحدث مع أحد "

قلت باندفاع " ولكن ليس لها أحد غيري لا أحد "

ثم قلت " أشقائها أو شروق وحدهم من تعرفهم ليان أذهب للسؤال عنها هناك "

قال " حسننا أعطني عناوينهم وسأذهب فورا وسأتردد على المنزل دائما فقد تعود إليه "

قلت " عد لأخباري اليوم يا غيث أرجوك "

قال بقلة حيلة " لا أستطيع فالزيارات ممنوعة وعارف وصديقك فعلا كل ما بوسعهم ليسمحوا

لي برؤيتك وهذا الضابط متعب جدا ولم تجدي حتى الأوامر التي جاءته من مركز العاصمة "

تنهدت وقلت " لا تتأخر عني إذا "

قال بعد صمت " خلال الأيام القادمة سينقلونك لسجن العاصمة "

قلت بصدمة " سجن العاصمة .... هل صرت مجرما حقيقيا هل سيعلم الجميع بما حدث "

ربت على كتفي وقال " لا تخف يا أديم إن صرت هناك أخرجناك على الفور حتى صدور

الحكم وكثر مروا بنفس القضية وخرجوا منها ووالد رنيم أحدهم كما تعلم "

قلت بأسى " بعد كم من السنين سيكون ذلك "

قال " لن يكون سنينا أبد اطمئن فأنت تعرف المحامي عارف جيدا وسنحاول التفاوض مع أهله "

قلت بيأس " لابد أنها نهايتي هناك في السجن هذا ما أراده والدي لنا "

قال بغيض " بما تهدي يا أديم فوالدي لم يطلب منك قتله إنها مشيئة الله يا رجل "

قلت بحرقة " بلى هوا من أدخلني هذا العالم الغريب عني وأقحمني فيه هوا من وضع ليان في طريقي "

وقف وقال " لا تدع الشيطان يستغل ضعفك الآن يا أديم وأخبرتك أن الأمور تجري

لصالحنا فقد وجدنا كل من كانوا موجودين يوم الحادث وسيشهدون لصالحك "

ثم غادر وتركني كالغريق الذي مدوا له بعصا وأمسك بها فلا هم رفعوه وأخرجوه

ولا هم تركوه يغرق فبقي يعيش على الأمل الكاذب

بعد يومين عاد غيث ليزيد ناري اشتعالا وهوا يخبرني أن ليان غير موجودة عند أخوتها

وأنهم لم يروها منذ تزوجت وشروق قد رحلت من المدينة قبل الحادث وحتى هاتف ليان

وجده محطما في المنزل ولم تأخذه معها ولم تعد حتى الآن أخبرته أن يُبقي البيت مستأجرا

ومفتوحاً أيضا ويترك لها رسالة تجدها حين تأتي فلا مكان لليان غيره فقد سأل عنها حتى

في الحي الذي كانت تسكنه وذهب لبيتها القديم ووجده قد تم بيعه ولم يرى ساكني المنزل

الجدد أي واحدة بمواصفاتها

أين ذهبتِ وتركتني يا ليان وكيف فعلتي ذلك بي , ترى ما جرى لك وأين أنتي الآن فحتى

المستشفيات جابها غيث وسأل عنها وبلا فائدة




حور



كان ينقصني من الحنين إليه أن تكون شقيقته التي تشبهه في كل ملامحه أمامي كل حين

ليزداد الحديث عنه والشوق إليه , حتى أنه يتناول أغلب وجبات الغداء والعشاء هنا ليكون

معها بجناحها ولا تأكل وحيدة هي لا تتوقف عن الحديث عنه وعن ما يعني لها ولعائلتها

وكأن أحدهم أخبرها أن هناك شخص هنا يموت شوقا إليه فلا تدعيه ينساه وزيدي شوقه

شوقا , لقد طلب مني زبير أن أكون معها في وجبات الطعام التي تكون فيها وحيدة فقررنا

أنا وهي اليوم أن يكون غدائنا مميزا فطهوناه بطريقة مختلفة وأعددنا الأطباق وكأننا في

مطعم فخم جدا ومرحنا كثيرا في إعداده وجلست معها في جناحها لنتناوله وما أن بدأنا حتى

انفتح الباب ودخل من لم أتمنى دخوله اقترب منا وقال بهدوء وابتسامة وهوا ينظر لجود

" ما كل هذا هل تحتفلين بعدم وجودي معك اليوم "

قالت بذات الابتسامة " بل أرفه عن نفسي لأنسى غيابك عن طاولتي "

نظرت لها بضيق وقلت " تقولينها في وجهي يا جود "

ضحكت وقالت " لا لا لم أقصد ذلك , آه ياله من مأزق "

وقفت وقلت مبتسمة " استأذن منكما فخدا راحتكما في الطعام "

قال بحر معترضا " لا فأنتم من جهز كل هذا إن خرجتِ فلن آكل "

قالت جود برجاء " ابقي برفقتنا يا حور رجاءً "


آه منك يا جود ومن شقيقك هل تعلمين ما صنعتي بي , جيد أن زبير غير موجود على

الغداء اليوم كي لا يسألني سؤال ليس له جواب لدي , جلسنا ثلاثتنا نتناول وجبة الغداء

في صمت حين كسرت جود ذلك الصمت بحجارة كلماتها وقالت

" حور هل درستِ بالجامعة هنا هل هي كالتي هناك أنا لم أرهما يوما "

قلت بعد صمت " درست ثلاث سنين هناك وواحدة هنا "

قالت مباشرة " وأيهما كانت الأفضل "

قلت بحزن " المكان لا يحدد جمال الأيام التي تقضينها فيه بل هم الأشخاص والأشياء

الجميلة التي تعيشيها هناك تجعله جميلا أو سيئا "

قالت بهدوء " إذا لابد وأن ثمة سنة كانت أجمل "

ابتسمت بحزن وقلت " نعم كانت تلك التي تحولت بعدها جميع السنين لخراب وجميع الأماكن

لمنفى للذكريات كانت واحدة جميلة وأخرى تعيسة حد التعاسة واثنتين لم يساويا عندي شيئا "

قال بحر بصوته الهادئ " هناك من لازال يزور خراب الذكريات ذاك حتى اليوم لعلها


السنين تعود ليتغير فيها الكثير "

قلت بحزن كادت تتفجر معه عيناي دموعا

" لا شيء تعيده الذكريات وأماكنها إلا الوجع والحنين "

قال بألم " والكثير من الندم أيضا "

قالت جود بحيرة " فيما تتحدثان أنا لا أفهم شيئا "

وقف بحر وقال " فيما تحدثتِ أنتي فيه لكن يبدوا أنك شاردة الذهن اليوم "

ثم غادر وقالت لي " هلا شرحتِ لي شيئا "

ابتسمت ابتسامة تعصرني ألما وأحاربها جاهدة لتكون طبيعية وقلت

" عن الدراسة والسنين لا شيء مهم "

انهينا طعامنا الذي لم أتذوق منه طعما ولم أرى له شكلا غير أشياء تدخل جوفي

وتسافر فيه خرجت وصادفت زبير داخلا فقال " حور ما بك تبدي متعبة "

قلت " لا شيء ألم تعدني أن تأخذني اليوم لمنزل عمي "

قال مبتسما " وأنا عند الوعد هيا جهزي نفسك "



رنيم



لقد سافرت منذ فترة برفقة غيث ووقعنا ورقة التعاهد التي سوف تحميني منهم مدى

الحياة لقد كان من أهم الإحداث في حياتي وأخيرا انزاح الهم الذي عاش معي منذ

صغري وعشت في رعب وخوف دائمين بسببه , لم أرى أدهم الذي اختفى منذ

وصولي هناك وقمت بزيارة والدتي أيضا لقد صنع لي غيث معروفا لن أنساه أبدا

بدأت أحاول تقليص المسافة قدر الإمكان رغم علمي بمشاعر غيث اتجاهي وأصبح

الحديث بيننا يأخذ مناحي أخرى ولكن لن يتغير شيء مادام غيث لا يسمح لي بالخروج

أو اقتناء هاتفا خاص بي لقد تغيرت نظرتي للأمر قليلا وصرت أعذر تصرفاته

" رنيم لحظة من فضلك "

التفتت لمصدر الصوت فكان غيث ويبدوا على وجهه بعض التعب والشحوب

وقفت وقلت " عن إذنك يا جود قليلا "

قالت بابتسامة " خدي راحتك يا رنيم "

سار وسرت خلفه ولا أشعر بالاطمئنان أبدا فهوا خرج من العصمة منذ يومين

واتصل وقال أنه لن يعود مبكرا وقفنا في طرف الحديقة تنهد بضيق فقلت

" غيث ما بك يبدوا لي أمراً سيئا قد حدث "

مرر أصابعه في شعره الأسود الكثيف وقال " أديم في السجن "

شهقت ووضعت يدي على فمي ثم قلت " ماذا حدث "

تنهد بضيق وقال " قتل رجلا في الجنوب "

أحسست بالأرض تدور من تحتي وأنني أفقد توازني فأمسكني وقال

" رنيم ما بك أردتك أن تسانديني لا أن أساندك "

وقفت على طولي وقلت " يا إلهي ما هذه المصيبة يا غيث هل أخبرت خالتي "

قال بضيق " لا لذلك أردت الحديث معك علينا أن نرى كيف سنخبرها "

قلت " ولما فعل ذلك "

قال " دفاع عن العرض "

قلت بحيرة " عن عرض من "

قال بعد صمت " زوجته "

كادت عيناي تخرج من الصدمة وقلت بنفس متقطع

" غيث أرحمني أنت تعلم أني متعبة من الحمل خفف الصفعات عني "

أشاح بوجهه وقال بضيق " مع من سأتحدث إذا مع زوجة زبير أم مع شقيقة بحر "

أمسكت يده بكلى يداي وقلت بحنان

" أنا آسفة لم أقصد ذلك ولكن الخبرين مفجعان وغير متوقعان "

تنهد وقال " علينا أن نجد طريقة لنخبر والدته "

قلت بحزن " من علم من إخوتك "

قال " لا أحد حتى الآن لا أعلم ما سأفعل وعليا العودة إليه والبحث عن زوجته

التي اختفت منذ يوم الحادث "

قلت وأنا أمسح بيدي على ظهره وكتفه " عليك أخبارهم لمساندتك لا تحمل

كل هذا لوحدك يا غيث فستشعر بالراحة لوجودهم بقربك "


قال " شكرا لك يا رنيم جدي لنا حلا لنخبرها أرجوك "

قلت بهدوء " اترك الأمر لي فقط كن قريبا تحسبا لأي طارئ "

قال في حيرة " أخاف من وقع الخبر عليها قد نخسرها بسبب ذلك "

قلت " لما لا تخفوا الأمر عنها إذا حتى تجدوا حلا للقضية "

تنهد وقال " لن يجدي ذلك وستعلم إن منا أو من غيرنا "

قلت بهدوء " زبير موجود هنا يمكنك المغادرة الآن وسأطلب منه أن لا يخرج في

حال احتجناه وما أن تغادر ضيفة خالتي سأتحدث معها بطريقتي "

وضع يده على كتفي وقال " اتصلي بي لو حدث أي شيء حسننا وأنا سأذهب للشركة

وعليا زيارة المحامي والتحدث مع بحر وصهيب أيضا إن اطر الأمر "

أمسكت يده بقوة وقلت " أعانك الله يا غيث كن قويا كما عرفتك دائما "

قبلني على خدي وغادر في صمت سرت بخطوات ثقيلة كأن ساقاي مقيدة بالسلاسل

وصلت عند جود ولاحظت خروج ضيفة خالتي فقلت لها

" جود هلا أسديتِ لي معروفا "

قالت بحيرة " ما بك يا رنيم تبدين لي شاحبة جدا هل قال لك غيث شيئا "

تنهدت وقلت " سنتحدث فيما بعد قومي الآن فقط بالبحث عن زبير وأخبريه أن لا يخرج من

القصر ولا من مكانه حتى أطلب منه ذلك والحقي بي عند خالتي فساقاي بالكاد تحملانني "

وقفت جود وغادرت من فورها وتوجهتُ أنا حيث كانت خالتي دخلت فنظرت لي بابتسامة وقالت

" مرحبا برنيم يبدوا لي أن حملك أصبح متعبا لك جدا "

جلست بجانبها وقلت " لي صديقة لديها مشكلة هي من تتعبني "

قالت بتوجس " خيرا يا رنيم ماذا حدث "

تنهدت وقلت " ابنها مسجون في قضية قتل لكن خروجه منها يبدوا قريبا "

قالت بحنان " حمدا لله فهوا على الأقل سيخرج منها سالما ولتحمد الله أنه لم

يمت فالموتى وحدهم من لا يعودون "

قلت لها بهدوء " لو خيروك بين موت أحد أبناءك لا قدر الله أو سجنه ما كنتي ستختارين "

قالت " لا أتمنى كليهما لأبنائي ولكن قضاء الله لا راد له وسجنه عشرين عاما ويعود إلي

أرحم عندي من موته "

أمسكت يدها وقلت " خالتي أنت هي صديقتي وأديم هوا أبنها "

شهقت بقوة ووقفت على طولها فوقفت معها وقلت

" خالتي أذكري الله واحمديه أنه لم يمت وقضيته سيخرج منها قريبا "

قالت والدموع بدأت تنزل من عينيها

" حمدا لك يا رب على كل حال وويل قلبي عليك يا بني "

أجلستها وأعطيتها كوب ماء وقلت

" كوني قوية يا خالتي من أجل أبنائك أرجوك وسيعود لك قريبا إن شاء الله "

قالت بحزن " من قتل ولما وكيف "

قلت بهدوء وأنا أحتضن كتفيها " دعي غيث يحكي لك فهوا من يعلم كل شيء فقط

أعلمي أنه ليس ظالما في قتله له والقانون يقف في صفه "

تنهدت وقالت " علمت أن كثرة غيابه لم تكن أمرا طبيعيا فلم نره منذ شهور , كله من

وصيتك يا شامخ انظر ما فعلت بابني "

قلت وأنا أربت عل كتفها " قدر الله وما شاء فعل يا خالتي لا تستمعي لكلام نفسك والشيطان "

قالت بهمس " استغفر الله استغفر الله "

قلت بحنان " هل تشعرين بشيء يا خالتي "

قالت بتعب " لا , أحظري لي عسلا فقط "

نهضت من فوري توجهت للمطبخ فدخل زبير وقال بانفعال

" ماذا هناك يا رنيم ماذا حدث "

تنهدت وقلت " أديم في السجن وكان عليا أخبار خالتي وأردتك أن تبقى

هنا في حال حدث لها مكروه "

قال بصدمة " في السجن لماذا "

قلت مغادرة " تكلم مع غيث وافهم منه , عليا العودة لها حالا وعدم

تركها ولا تخرج من القصر رجاء يا زبير "

عدت لها فكانت تمسك رأسها بيديها ناولتها ملعقة من العسل وأخذتها لغرفتها

لترتاح هناك بعد عناد طويل منها وبقيت ممسكة بيدها أحاول تثبيتها بكلماتي

وأقرأ على مسمعها آيات من القرآن ثم اتصل غيث بهاتفها أجبت فجاء صوته

مباشرة قائلا " ماذا حدث معك يا رنيم "

قلت بهمس " كل الأمور بخير وهي ستنام الآن "

قال " ما كان ردة فعلها هل تعبت "

قلت بذات الهمس " لا والحمد لله لقد بسطت لها الأمر "

قال " هل أخبرتها بكل شيء "

قلت " أخبرتها أنه في السجن وأنه قتل شخصا ولم أخبرها عن السبب أو زوجته "

تنهد وقال " لقد أزحتِ عن عاتقي حملا ثقيلا يا رنيم "

قلت بهدوء " وما نفعي إن لم تجدني لمثل هذا الوقت سأكون بجانبها وإن حدث شيء

سأتصل بك فكن مطمئنا "

قال " حسننا أنا أعتمد عليك فلا تتركيها أبدا حتى أعود للتحدث معها "

قلت بهدوء " حسننا وداعا الآن "

قال بهدوء " وداعا وشكرا لك "

لازمت خالتي طوال الوقت وزبير كان يطمئن عليها كل حين وجود المسكينة هي

من قامت بتحضير العشاء لوحدها فحور في بيت عمها منذ الظهيرة , كانت خالتي

تلح عليا طوال الوقت لتتحدث مع غيث ولكني كنت أمانع ذلك فيكفيه ما هوا فيه الآن

وبعد أن أتعبتني معها خرجت واتصلت به فقال بتوجس

" ما بك يا رنيم هل من مكروه "

قلت مطمئنة " لا كل شيء على ما يرام فقط هي خالتي حاولت معها جهدي ولكنها تصر

على الحديث معك أعلم أنك مشغول الآن ولكن عليك طمأنتها بنفسك لتصدق "

قال " هل أنتي بجانبها الآن "

قلت " لا لقد خرجت لأكلمك وحدي وفي حال رفضت لن تصر علي لتأخذ مني الهاتف "

قال بهدوء " حسننا دعيني أكلمها "

جود

لا تقلقوا فلن أنسى أن أحكي لكم ما حدث طلبت مني رنيم أن ابحث عن زبير

فجلت القصر كثيرا ثم وجدته نازلا من السلالم فقلت له بحياء

" زبير "

وقف ونظر لي مطولا ثم قال " نعم يا جود هل من مكروه "

قلت وعينيا أرضا

" أوصتني رنيم أن أبحث عنك وأخبرك أن لا تخرج من القصر وتكون قريبا "


قال بحيرة " لماذا ما الذي حدث "

نظرت له ثم أخفضت عينيا مجددا وقلت

" لا أعلم لقد ناداها زوجها وتحدثا ثم طلبت مني أن أخبرك بذلك "

قال بتوجس " ماذا قال لها وماذا قالت لك "

رفعت كتفاي وقلت " لا أعلم ولكنها لم تكن بخير "

قال بحيرة " وأين هي الآن "

قلت " مع والدتك "

قال " أين "

قلت " لا أعلم "

قال بضيق " لا أعلم لا أعلم ألا يوجد لديك شيئا غيرها "

قلت ودموعي بدأت بالنزول

" لأنني حقيقتا لا علم لي ولا يحق لي أن أتدخل فيما لا يعنيني "

وغادرت راكضة نزولا وتوجهت لجناحي الحالي دخلت إلى هناك وارتميت على

السرير وبكيت كثيرا ولم أخرج يومها إلا وقت تخضير العشاء فلا أحد غيري رنيم

مع والدة بحر ولا أعلم لما ولم اسأل وحور غير موجودة



بعد لحظات دخل المدعو زبير كان يتحدث عبر الهاتف مع أحدهم وما فهمت من

الأمر أن أحد أخوته يواجه مشكلة خطيرة خفت جدا وخشيت أن يكون بحر ولكني

لن أساله أبدا هذا الفض قليل الدوق



أنهى مكالمته ثم اتصل بزوجته وأخبرها أنه لن يذهب اليوم لإرجاعها ثم اتصل

ببحر فحمدت الله أنه بخير ولكن انشغل بالي على شقيق بحر كان من يكون



ألم يجد هذا مكانا غير المطبخ ليتحدث فيه , ثم أخد قارورة ماء وغادر ولم يعتذر

حتى عن فظاظته معي لابد وأنه يرى أني أنا المخطئة في حقه

وعند العشاء لم تجلس لا رنيم ولا الخالة لتناول العشاء فقد رفضتا ذلك وضعت عشاء

زبير على الطاولة وغادرت لجناحي فليأكل أو ليمت جوعا فلن أخبره عنه



ميس



غادرنا صباح اليوم متوجهان لمنزل السيد جيمس هوا ضابط شرطة وقد اتفق معنا على

أن نزوره باكرا قبل ذهابه لعمله وخلال الطريق كان صهيب يتحدث عبر الهاتف مطولا

لقد أتته مجموعة من الاتصالات كان غاضبا ويتحدث معهم بحدة وغضب يبدوا لي مختلفا

جدا ويبدوا أنه كان صادقا عندما قال أنني لم أرى وجهه الحقيقي بعد

صرخ بالرجل كثيرا ثم رمى بالهاتف وقال

" عديمو النفع وكأنني أشرح للجدار "

نظرت له باستغراب فنظر لي وقال بضيق " هل ترينني للمرة الأولى "

قلت بعد صمت " نعم بكل تأكيد "

تنهد بضيق وقال " أنظري إذا لنظرة الناس لك "

قلت بصدمة " لي أنا "

قال " نعم فهل تعلمين ما قال أخي يوم لقائك بأعمامي قال لي إنها تشبهك تماما "

قلت بصدمة " حقا قال ذلك "

ثم ابتسمت وقلت " تبدوا لي رائعا وجذابا وأسلوبك راقي جدا ومميز "

ضحك وقال " هل تغيرت نظرتك لي الآن يالك من محتالة "

وصلنا حينها فنزلت وأنا أقول

" لا لم يتغير رأيي بك ولكن الصفات التي تشبهني فيها رائعة جدا "

أغلق باب السيارة وقال " إذا لما لا تتزوجين بي "

قلت وأنا أتوجه للمنزل " لأني لا أريد زوجا رائعا أريد واحدا سيئا جدا "

ضحك وقال وهوا يتبعني " آه شكرا هل ترينني رائعا "

وقفت واستدرت نحوه وقلت بحدة " صهيب لننهي الأمر "

قال بابتسامة " أوامرك سيدتي فقد قلتي شيئا سحريا "

هززت رأسي بيأس وقلت " لو أفهم ألألغاز التي تقولها فقط "

قال ونحن نقف أمام الباب " أخبرتك سابقا لن تفهمي ولن تهتمي "

استقبلنا السيد جيمس بالترحيب فهوا كان أحد أصدقاء والدي المقربين وبعد وفاته لم ينقطع

عن السؤال عنا , دخلنا ثلاثتنا لمكتبه الخاص جلست وصهيب مقابلين له فقال

" نعم يا ميس عما تريدي التحدث معي في موضوع والدك "

قلت بهدوء " كل ما تعرفه عن قضية سجنه والقضية الأخرى في دولته "

وقف وجلب ملفا بحث عنه لبعض الوقت ثم عاد للجلوس وقلب الورق كثيرا ثم قال

" لقد أتهم والدك باختلاس أموال من من شركة تأمين عمل بها هنا وكانت القضية كبيرة

جدا وملفقة أيضا حكم عليه بالسجن خلالها عشرون عاما لتظهر براءته بعد أربعة سنين

على يد محامي أسمه جورج جيلاس وخرج من السجن بعدها وأعاقت يد خفية كل تحركاته

للحصول على فرصة عمل جيدة من جديد للعمل بالشركات مما أطره للعمل بعيدا عن شهادته

وتخصصه أما القضية الأخرى فلم يكن يتحدث عنها مطلقا وأعتقد أن المتسبب فيهما واحد "

قلت باستفسار " ومن وراء ذلك "

هز رأسه نفيا وقال " لا أعلم "

قال صهيب " وكيف أثبت المحامي براءته أي من كان المذنب الحقيقي لابد وأنه يعلم "

قال وعيناه على الملف " المحامي أيضا كان من طرف شخص مجهول عني ويبدوا لي أن

السيد نبيل كان يعرف من يكون ذاك الشخص جيدا وباقي تفاصيل القضية قد ينفعكم هوا بها "

قال صهيب " هل يعيش هنا في دبلن "

قال " أجل أعتقد ذلك سأجلب لكم المعلومات عنه فانتظرا حتى الغد فقط "

وقفت ووقف صهيب بعدي مباشرة فقال السيد جيمس

" هل أنفعكما بشيء آخر إن احتجتما شيئا فأعلماني "

قال صهيب مصافحا له " شكرا جزيلا لك سأكون عندك في الغد من أجل المعلومات "

نظر لصهيب باستغراب ويده لا تزال تصافحه وقال

" هل تقرب للسيد نبيل أيها الشاب "

قال صهيب " أجل أنا ابن شقيقه شامخ "

قال بابتسامة " حقا هل أنت ابن شامخ "

قال بذات الابتسامة " نعم وهل تعرف والدي "

قال جيمس " نعم فأنا من أخبره عن وفاة نبيل لأنه هوا من طلب مني ذلك وقد اتصل بي

قبل عامين أيضا وهوا يحاول البحث عن عائلته فكيف هوا الآن لقد كان متعبا قليلا "

قال صهيب بحزن " لقد توفي منذ العامين ذاتهما قبل أن يوفق في الوصول إلى هنا "

قال بحزن " ليرحمه الرب هوا الشخص الوحيد الذي حكا لي عنه نبيل لقد كان يحبه على ما يبدوا "

قال صهيب " وكيف علمت أنني أقربه "

قال جيمس بابتسامة " من طريقة مصافحتك لي إنها واحدة نبيل وشامخ وأنت الآن "

نظرت باستغراب فأنا لم ألحظ ذلك أبدا وقلت بابتسامة

" يفترض بهم أن يجعلوك محققا وليس ضابطا "

ضحك وقال " بعد كل هذا العمر يا صغيرة , المحققين عملهم يحتاج لعقل لازال صغيرا "

صافحته وشكرته ثم غادرنا عائدين للمنزل وفي الطريق نظر لي صهيب وقال

" يوجد هنا شارع يسمى بشارع قرانفتون إنه من الشوارع الأشهر بأوروبا وبه

محلات راقية جدا ما رأيك أن نقوم بالتجول فيه ونشتري بعض الأغراض "

نظرت للنافذة وقلت " لا أريد "

تنهد وقال بضيق " ألا يوجد لديك جملة غيرها أبدا "

قلت ببرود " بلى لدي "

قال بذات الضيق " إذا غيريها بها من فضلك "

نظرت له وقلت " أخرج من حياتي "

ضحك وقال " لا لا أتركي الأولى أفضل "

نظرت للأسفل وقلت بصوت هادئ يشبه الهمس " صهيب "

نظر لي مطولا وقال بهدوء " نعم يا ميس "

طال صمتي فقال " ما بك يا ميس هل كنت تنوين قول شيء "

نظرت للنافدة وقلت " لا لاشيء "

قال بعد صمت " ميس "

نظرت له وقلت " نعم "
قال مبتسما " لا شيء " ثم ضحك

ضربته بحقيبتي على كتفه وقلت " تبا لك هل تحسبني طفلة لتعاملني هكذا "

قال من بين ضحكاته " بلى فأنتي تتصرفين كالأطفال "

نظرت جهة النافذة وقلت بضيق " يا لك من عديم ذوق هل تقول هكذا لفتاة "

قال مبتسما " وهل يوجد من هم أجمل وألطف من الأطفال فالجميع يحبونهم "

عدت للصمت وأكملنا طريقنا عليه , ترى لما يعاملني عكس طبعه لا يحبني بالتأكيد ولن

أصدق ذلك أبدا , نظرت له وقلت

" هل الشفقة علي ما يجعلك تعاملني بلين عكس طبعك "

قال بهدوء " لا قطعا "

قلت " ولما إذا "

تم هددته بسبابتي وقلت

" لا تقل لن تفهمي ولن يهمك ذلك قم بتغيير هذه الجملة فهمت "

نظر لي ثم للطريق وقال " وهل ستفهمين حقا إن أخبرتك "

وصلنا حينها للمنزل فقلت وأنا افتح باب السيارة

" لا تقل لي ذلك كان ما سيكون فأنت مخادع ومحتال دائما ومراوغ فلن أصدقك "

قال بصوت مبتسم " تعرفين الجواب إذا وترفضين تصديقه "

نظرت له من النافذة وقلت " لأنك كاذب وليس لأني أرفض التصديق "

ثم غادرت ودخلت المنزل









نهاية الجزء السادس والعشرون



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 30-11-14, 12:35 AM   #30

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء السابع والعشرون















غيث














ظننت أنني تقدمت خطوة للأمام في حل مشاكلي بعد أن تحسنت الأحوال بيني وبين

رنيم ولو بعض الشيء فلم نعد نتشاجر ولا نتحاشى الحديث مع بعض وقد أصبحت

أصارع نفسي حد الموت كي لا أشك أو أتهمها بشي

وبعد عناء كبير قلت مشاكلنا كثيرا ولكن ها قد ظهرت مشكلة جديدة أسوء من كل المشكلات

الماضية المحامي يطمئنني كثيرا ولكن لن يطمئن بالي قبل أن يخرج أديم من هناك فقد أصبح

شغلي الشاغل أخراجه وحركت كل نفوذنا وسيخرج قريبا ولكن زوجته لم تظهر حتى الآن

ولا أعلم ما سر اختفائها وأين ذهبت لقد حركت كل من في شركة الجنوب للبحث عنها ودون

جدوى حتى الآن

إن كانت ليست ميتة ولا في المستشفيات ولا أقسام الشرطة ولا مع من تعرفهم فأين تكون فلم

يبقى سوى أمر واحد وهوا أن تكون مختطفة وهذا ما لا أتمناه أبدا , أديم لا يتوقف عن السؤال

عنها ولا جواب لدي على ذلك , دخلت القصر مثقلا بالهموم كما خرجت منه فقابلتني والدتي قائلة

" ماذا حدث معك يا غيث فلم نرك منذ يومين "

قلت بتعب " كنت في الجنوب وعدت للتو أديم سيخرج قريبا اطمئني "

قالت بحزن " هل من أخبار عن زوجته "

قلت بهدوء " لا فلا جديد حتى الآن "

توجهت لغرفتي وارتميت على السرير دخلت رنيم وتوجهت نحوي جلست

بجانبي وقالت وهي تمسح على شعري

" حمدا لله على سلامتك تبدوا متعبا جدا هل وجدت شيئا "

قلت وأنا أمسك جبهتي بأصابعي " لا لم أجدها "

قالت بحزن " مسكينة تلك الفتاة أين تكون يا ترى "

ثم توجهت عند قدماي نزعت حدائي وجواربي وفتحت أزرار قميصي وقالت

" عليك أن ترتدي شيئا مريحا لتنام فيه "

جلبت لي ملابس النوم وساعدتني في ارتدائها جالسا بإصرار منها حتى أنها هي من

غطتني باللحاف وأغلقت الأنوار وقبلت جبيني وخرجت , آه كم كنت أحتاج

لكل هذا منك يا رنيم نمت مباشرة من شدة التعب ولساعات طويلة واستيقظت على

همس غير مفهوم ففتحت عيناي ووجدت رنيم تجلس بجانبي ابتسمت وقالت

" استيقظ يا غيث لقد أقترب وقت صلاة المغرب وأنت لم تصلي العصر حتى الآن "

جلست بصعوبة من التعب في عظامي فأنا لم أنم منذ أيام فأمسكت بيدي تسحبني قائلة

" هيا ولا تتكاسل فلا وقت أمامك "

ابتسمت وقلت " هل تختطفينني "

ضحكت وقالت

" وهل هناك من تختطف زوجها وهل تراني في وضع يساعد على اختطاف أحد "

وضعت يدي على بطنها وقلت " آسف يا بني فلم آخذك لصديقتك هذا الموعد "

وضعت يدها على يدي وقالت " إن كان يحبك فسيعذرك حتما "

نظرت لها وقلت " وماذا عن والدته "

شدت يدي وقالت بابتسامة

" يبدوا أنك تنوي الهروب من الصلاة تحرك بسرعة هيا "


















جود











رن هاتفي بين يداي نظرت لشاشته فوجدته ذاك الشاب أجبت فقال مباشرة

" إن لم اتصل أنا فلا تسألين أبدا "

قلت بابتسامة " يالك من محتال اتصلت بك كثيرا يومها ولم تجب لقد خفت أن مكروها أصابك "

قال بهدوء " اعذريني فلقد كنت منشغلا قليلا بمشاكلي التي لا تنتهي "

قلت " هل هي الوصية مجددا "

قال بضيق " وهل يوجد لدينا مصيبة غيرها تجلب كل المشاكل المتعددة "

قلت بحيرة " هل من جديد "

قال " هل سنقضي العمر نتحدث عن همومنا دعينا منها الآن وأخبريني متى

سأراك أكاد أجن يا قاسية "

ضحكت وقلت " فلأختبر حبك لي أكثر "

قال بعتب " كل هذا وتختبرينني حقا أنك بلا قلب "

قلت بهدوء " أنت من أجمل الأشياء في حياتي ولا أريد أن أخسرك حقا "

قال " وهل فيما طلبت ما يجعلك تخسرينني "

قلت بحزن " أنت رهن المجهول فما يجدي لقائنا قبل أن تتحرر من الوصية "

قال بضيق " الوصية الوصية ألا تنسينها مرة واحدة فقط وترحميني من الشوق لرؤيتك

يبدوا أنك أنتي لا تريدي ذلك "

قلت " بلى وبشدة وأتمنى أن ألمحك ولو من بعيد ولكن ليس الآن فظروفي لا تسمح بذلك أبدا "

تنهد وقال " أمري لله فقدري أن أحب فتاة قاسية "

ضحكت وقلت " وقدري أن أحب رجلا مسجون في قفص حديدي بلا باب لا أعلم إن

كان سيخرج منه يوما ويتحرر ويطير إليا أم لا , فلك أن تتخيل موقفي "

قال بجدية " سيطير تأكدي ولو كلف الأمر أن أفجره وأخسر كل شيء "

قلت بدهشة " وتصير إلى الشارع "

ضحك وقال " لا تخافي سنبني مستقبلنا شيئا فشيئا "

ضحكت وقلت " نعم فلن أخاف من شيء بقربك "

قال بهدوء " متى ذلك يا ترى متى أراك ولو للحظة "

تنهدت وقلت " لا أعلم قد يكون اليوم وقد يكون غدا وقد لا يكون أبدا "

قال بحدة " يا لك من متشائمة لما تقولين ذلك "

ضحكت وقلت " حسننا سيكون الآن ما رأيك "

قال " نعم هكذا أريدك فما يدريك قد نتقابل في الشارع بعد قليل ولا ندري "

قلت بابتسامة " لا أعتقد ذلك فأنا لن أخرج اليوم "

قال بضيق " عدنا للتشاؤم من جديد ألا توجد أشياء اسمها أمور طارئة تجعلك تخرجي "

ضحكت ثم قلت " أحدهم يطرق باب غرفتي أعذرني الآن , وداعا "

تنهد وقال بضيق " حسننا وداعا "

انفتح الباب فكان بحر هوا الطارق قال مبتسما " ظننتك نائمة جيد أنك لم تنامي بعد "

عدلت جلستي وقلت " وإن كنت نائمة فأيقظني , أين أنت يا بحر فلم أعد أراك "

جلس بجواري وقال " أنتي تعلمي ظروف عملي ومسألة أديم تشغل ألجميع "

قلت بحزن " أتمنى أن يفرج الله همه وهمكم هل من جديد في الأمر "

قال بهدوء " سيتم الإفراج عنه قريبا وقبل الحكم "

ابتسمت وقلت " حمدا لله إنه خبر سار حقا "

قال " لو كنتي تخرجين من الغرفة لسمعتي به ما بك تسجنين نفسك هنا "

قلت بعد صمت

" الكل مجتمعين هنا هذه الأيام وأعصابهم مشدودة لا أريد أن أزعج أحد "

قال بعد صمت " هنالك موضوع أردت التحدث معك فيه "

قلت بخوف " عسا أن يكون خيرا "

ابتسم وقال" لما خفتي هكذا خيرا بالتأكيد "

ابتسمت وقلت " والدي لم يترك لذلك مجالا أبدا "

قال مبتسما " لا حيلة لديه الآن بعد أن فقد الوصاية عليكما فأنتما الآن في نظر القانون

لستما ابنيه إلا بالاسم فقط وأنا وكيلكما في كل شيء "

ثم غير في جلسته وقال " أسمعي يا جود ثمة أمر تحدث فيه معي زبير بخصوصك والرأي

الأول والأخير لك طبعا وإياك أن تجبري نفسك على شيء من أجلي "

قلت بحيرة " زبير وموضوع يخصني , أنا لا أفهم شيئا "

قال بهدوء " لقد تحدث معي مند فترة عن صديق له يبحث عن زوجة ولديه شقيقان

يعيشان معه وهوا أختارك أنتي وعرض عليه الأمر فوافق لقد تحدث معي زبير

ولكن موضوع أديم أخر الحديث معك فيه أنا أخبرك لأخذ رأيك فكري جيدا وقرري

ولا تجبري نفسك على شيء اتفقنا "

قلت بصدمة " ولما يفعل ذلك "

قال بعد صمت " قال أنه رأى فيك الفتاة المناسبة له وهوا يمدحه كثيرا "

قلت بضيق " قد يكون تغير رأيه بي الآن "

قال بتساؤل " ماذا هناك يا جود ماذا حدث "

قلت ببكاء " لا شيء يا بحر لا شيء "

أمسكني من كتفاي وقال " ماذا حدث بينك وبين زبير يا جود أخبريني الآن "

قلت بألم " لقد صرخ في وجهي لأني أخبرته أني لا أعلم عما يحدث شيئا يوم علموا

بسجن شقيقه ولكنني كنت لا أعلم فعلا , وحتى أنه لم يفكر بالاعتذار عما قال "

وقف بحر وقال بضيق " لن أسمح لأحد هنا أن يهينك يا جود كان من يكون "

أمسكت بيده وقلت " بحر لا تدخل في مشكلة معه بسببي أرجوك إنسا ما حدث

ولا أريد منه عريسا ولا شيئا "

تنهد بضيق فقلت " أرجوك يا بحر لا تجعلني أندم لإخباري لك عن ما حدث "

جلس وقال " ألهذا السبب فقط ترفضينه "

نظرت للأسفل وقلت " بل لعدة أسباب منها هذا ووالدي "

قال " وما علاقة والدي بالأمر "

قلت بحزن " لن أسمح لهم بإهانتي بسببه يوما وأنت تعلم ما أعني "

قال بجدية " جود عليك أن ترفعي هذه الأفكار من رأسك ولا تجعليها عائقا أمام مستقبلك "

قلت بحزن " إن كنت أنت تريد ذلك فأنا موافقة "

قال بهدوء " جود إياك أن تفكري يوما أني أريد التخلص منك وأقسم أني لن أزوجك

إلا ممن تقتنعين به وتوافقي عليه وأسأل عنه بنفسي ألف مرة لأتأكد "

حضنته بحب وقلت " أنت كل ما لدي يا بحر ليحفظك الله من أجلي "

أبعدني عن حضنه وقال " ولكنني سأتحدث مع زبير عما حدث فإن كان ثمة من

يتضايق من وجودك فسأخرجك من هنا على الفور "

قلت برجاء " لا تتشاجر معه بسببي يا بحر أرجوك "

قال وهوا يقف مغادرا " لا تقلقي سنتحدث فقط "















صهيب
















تحصلت على عنوان المحامي من السيد جيمس وقمت بزيارته وكادت ميس تأكلني

لأني لم أصطحبها معي وقد علمت منه أسم المذنب الحقيقي وراء تلفيق التهمة وكان

عليا البحث عنه مطولا لنجده وعلمت أيضا أن والدي من كان وراء إمساك هذا

المحامي قضية عمي نبيل ولم ترتاح ميس حتى أخذتها إليه

وبعد أيام وبحث طويل ها أنا تحصلت على عنوان ذاك الرجل المدعو أندريانوا

وينادونه أندري وكان عليا اصطحاب ميس معي طبعا كي لا يصيبني ما أصابني منها


المرة السابقة وصلنا لحي شعبي مزدحم وأطفال يتراكضون بكل مكان وأشخاص

يتجولون وكأننا في شارع من شوارع فقراء أمريكيا الجنوز وبعد وقت وصلنا للعنوان

طرقت الباب فخرج طفل أشقر صغير ابتسم وقال

" مرحبا من أنتما "

قلت بابتسامة " هل والدك موجود "

ابتسم وقال " لا هوا في الخارج ضرب والدتي وغادر "

أمسكت يد بالطفل وسحبته للداخل ثم نظرت لنا سيدة من نصف الباب وقالت

" من أنتما وماذا تريدان "

قالت ميس " مرحبا سيدتي كنا نود مقابلة السيد أندري هل هوا موجود "

" ماذا تريدان مني "

كان هذا الصوت الرجولي الغاضب الذي جاء من خلفنا فالتفتنا إليه وقلت

" هل أنت السيد أندريانوا "

قال بضيق " نعم هل من مشكلة "

وكزتني ميس ثم قالت " جئنا لك في موضوع مهم يخص حياتك "

نظر لنا باستغراب ثم قال " وهل تعرفانني من قبل "

قالت " نعم وجيدا أيضا ولكنك لا تعرفنا "

أدخلنا للداخل جلس وقال " تفضلا واختصرا رجاءا "

جلسنا فقالت ميس " شركة ( ..... ) للتأمين مؤكد أنك تذكرها والسيد نبيل يعقوب والمحامي

جورج جيلاس وقضية الاختلاس سوف يورطوك بها من جديد "

قال بصدمة " كيف يورطوني أنا قضيت محكوميتي وانتهى الأمر فلم أكن سوى طرفا فيها "

قالت بثقة " ولكن قضاياهم لا تنتهي ويريدون توريطك لأنك تسترت عنهم أنت

لا تعرف العرب جيدا "

قال بغضب " سحقا لهم ولمايكل ذاك سأريه "

قالت بتبات " يا غبي لا تورط نفسك منذ الآن بالتحدث معه "

نظر لنا بحيرة وقال " ولما تخبراني بذلك "

قالت بنبرة واثقة وجدية " لأنهم ورطوا نبيل يعقوب قبلك في عدة أمور لأنه تستر

عليهم وهم يطاردون ابنيه ويهددانهم وعليك أن تحافظ على حياتك من أجل ابنك

الصغير ذاك كي لا يدمروا مستقبلك ومستقبله "

نظر إلينا بتشتت ثم قال " هل أهرب من هنا "

قالت " لا فهم سيجدونك أعطني أسم ذاك الرجل فقط سنتخلص منهم ونخلصك

أيضا في أسرع وقت "

نظر لها بتشكك فقالت " إن مسك سوء فواجهني علينا بتر تلك اليد قبل أن تطال الجميع "

صمت طويلا ثم بدأ يسرد الأحداث كالشريط المبرمج وقال أن الرجل المدعو مايكل هدد

حياته إن هوا تكلم ولكن الرجل العربي الذي وراء الأمر لم نعرف منه سوى اسمه الأول

فقط ولقب من رائه في جرائمهم فهم يلقبونه بالتنين ولا يعرف لما , ثم غادرنا بعد أن أكد

لنا أنه لن يخبر مايكل ذاك فقالت ميس

" سيخل بوعده بالتأكيد وسيخبره "

قلت بجدية " إذا ما العمل "

قالت " علينا التصرف بسرعة ومقابلة مايكل ذاك "

ولكن يبدوا أن آندري كان أسرع منا فلم نجد له أثرا أبدا تنهدت وقلت

" يبدوا لي أنك تسرعتِ بذلك "

قالت بحدة " وكيف كنا سنخرج بالمعلومات ها أخبرني , ذاك الرجل ما كان ليتكلم

إلا بتلك الطريقة فأنا اعرفهم جيدا وعشت معهم كل حياتي "

قلت بضيق " لقد اختفى هوا أيضا يبدوا أنه أخافه معه "

قالت بهدوء " سنجده فلا تخف "

قلت " وكيف خطر ببالك أن تخبريه أن رجلا عربيا وراء ذلك "

قالت بغيض " لأنه من المستحيل أن يكون وراء قضية الاختلاس الأولى هناك رجلا

أيرلنديا إنه شخص من دولتنا ولكن من "

واصلنا البحث في الأيام التالية حتى جاءني اتصال من غيث وأنا في السيارة فقلت

" ماذا كيف حدث ذلك , حسننا سنعود في الفور "

ثم أغلقت الخط فقالت ميس " ماذا حدث يبدوا لي أن مكروها حدث هناك "

قلت بضيق " أديم يواجه مشكلة كبيرة وعلينا العودة "

قالت بصدمة " نعود , وماذا عن .... "

قاطعتها بحدة " ليس وقته الآن يا ميس أخي في السجن وتريدين مني البقاء هنا هم

يحتاجونني هناك "

قالت بضيق " ولما تصرخ بي هكذا سافر وحدك واتركني "

صرخت بغضب " ألا مشاعر لديك يا ميس يالك من متحجرة "

قالت بصراخ أكبر " وهل عليا أن أبكي لأجله الآن لأكون بمشاعر وقلب "

أوقفت السيارة بقوة حتى ضرب رأسها أماما وقلت بغضب

" سنعود على أقرب رحلة أحببتِ ذلك أم كرهتي تسمعين "

تأففت بغيض ونظرت جهة النافدة فأوصلتها للمنزل وذهبت للحجز على أقرب رحلة















زبير
















كنت جالسا في حديقة القصر جربت الاتصال كثيرا ببلسم ولكنها لا تجيب بالأمس

اتصلت بي فما بها اليوم هذه الشحيحة عليا الانتظار طويلا قبل أن تعطيني مجالا

لأتصل بها أرسلت لها رسالة كتبت فيها

( يا لك من متحجرة يا بلسم لو كنت متسولا أمام بيتك لعطفت علي )

أرسلت بعد وقت

(يالك من طماع فلو كنت متسولا لاكتفيت , أخي كان معي ولم أستطع أن أجيب )

اتصلت بها فأجابت من فورها فقلت

" ألا يفارقك شقيقك أبدا كلما اتصلت كان معك أو دخل عليك "

ضحكت وقالت " أنت تتصل وقت وجوده ما سأفعل لك "

قلت بجدية " اسمعي يا بلسم سوف اتصل بك كل صباح وكل مساء

وعليك أن تجيبي إما على إحداهما أو كليهما "

شهقت وقالت " صباحا ومساءا ما سنقول في كل هذا "

ضحكت وقلت " حقا أنتي غريبة جدا ألا تعلمي كم يتكلم العشاق في هواتفهم بالساعات الطوال "

قالت بدهشة " وما يقولون كل هذا يا لهم من مستهترين ولا شيء يشغلهم "

ضحكت وقلت " يقولون كلاما غراميا طوال الوقت يا شحيحة "

ضحكت وقالت " وهل عليا فعل ذلك أنت تهدي بالتأكيد "

تنهدت وقلت " لا بالطبع يكفيني شحك ولو قليلا خيرا من لا شيء "

قالت بهدوء " ما حل بمشكلتك لم تخبرني عنها "

قلت " حمدا لله شارفت على أن تفرج أخبريني عنك أنتي "

قالت بعد صمت " لا جديد مهم عريس فقط ورفضته "

قلت بحدة " إياك أن تخلفي وعدك لي يا بلسم لا تفعلي هذا بي أرجوك "

قالت بصوت مبتسم " وها أنا أحاول أتمنى أن لا يطول حالنا هكذا "

رأيت بحر قادما نحوي من بعيد فقلت

" ها قد جاء من سيفسد صفونا وداعا الآن حبيبتي وسأكلمك مساء اتفقنا "

قالت بهدوء " حسننا وداعا "

اقترب بحر وجلس أمامي وقال " لقد تحدث بالأمس مع جود فيما حدثني عنه "

قلت بابتسامة " وهل وافقت إنه ينتظر ردها "

قال بنبرة غريبة " لا وأنا أيضا لم أعد موافقا "

نظرت له بدهشة وقلت " هل من خطب يا بحر ما بك "

قال بضيق " أسمع يا زبير إن كان وجود شقيقتي يضايق أحدا هنا خرجت بها

الآن واستأجرت لنا منزلا "

قلت بصدمة " ما الذي تقوله يا بحر من قال أنني متضايق من وجودها أنا

لم أقصد ذلك بما فعلت "

قال بضيقه ذاته " أنا لا أتحدث عن موضوع الزواج "

قلت بحيرة " وعن ماذا إذا "

قال بعد صمت " أنت تعلم عن ماذا أتحدث "

قلت بهدوء " لا لا أعلم هلا أخبرتني "

قال بحدة " عن صراخك بها يوم علمتم بسجن أديم إنها تسجن نفسها في غرفتها من

يومها كي لا تضايق أحدا ولا يتضايق منها أي منكم وتبكي أيضا , أليس لك مشاعر

يا رجل حتى أنك لم تعتذر لها عما قلت "

قلت بصدمة " ولكن .... "

قاطعني بحدة " أسمع يا زبير جود ليست كما تتصور إنها أرق من رأيت على ظهر الأرض

إن تنفست في وجهها نفسا واحدا غير طبيعي جرحتها بشدة وقد رفضت عريسك فأخبره بذلك "

قلت بضيق " ولما ترفضه , هل لأنه من طرفي أنا إنه شاب رائع يا بحر أخبرها أنني سأخرج

من الموضوع وسأطلب منه أن يتفاهم معك "

وقف وقال مغادرا " لديها عدة أسباب هذا أحدها فقط فأنهي الموضوع معه , وشقيقتي

سأجد لها حلا يرضيك ويرضيني "

لحقت به وأمسكته من ذراعه وقلت " بحر بما تهدي أنت إن كنتم ترفضون جبير فهذا

حقكم ولكن أن تفهم أنني متضايق من وجودها هنا فهذا ما لن أسمح به أبدا سمعت "

تنهد وقال " أتركني وشأني يا زبير فأنا لا أريد التشاجر معك "

لففته ناحيتي بقوة وقلت بحدة " لا لن أدعك وشأنك ولن نتشاجر يا أخي وإن أخرجت

شقيقتك من القصر فلن أبقى فيه يوما واحدا بعده سمعت "

تنهد في صمت وأشاح بوجهه عني فقلت " ما بك يا بحر لا تسمم عقلك بهذه الأفكار أنا

آسف لما حدث إن ضايقك ذلك وسأخبر جبير أن ينسى الموضوع برمته "

قال بهدوء " زبير لا تجرح شقيقتي رجاءا "

قلت بجدية " لم أقصد أن أجرحها صدقني فأنت تعلم ما كنا عليه ذاك اليوم "

غادر وتركني واقفا مكاني معقول أن تلك الكلمات قد جرحتها كل هذا القدر , يبدوا أني

كنت قاسيا معها فما ذنبها إن كانت لا تتدخل في شؤون العائلة ولا تعلم ما يجري ولكني

كنت مشدود الأعصاب ومتوترا ولم أعي ما فعلت ظننته شيئا عاديا

توجهت للداخل ووجدتها و رنيم في المطبخ فقلت مخاطبا إياها

" آسف يا جود إن جرحك كلامي فلا ترفضي جبير لهذا السبب فهوا شاب رائع ومهذب "

اكتفت بالصمت وعيناها على الصحن أمامها فقلت " آنسة جود "

قالت بحزن " عذرا منك ولكن لا أريد "

قلت بضيق " ولما "

قالت " وهل عليا الإجابة "

تنهدت وقلت " ما اخترت ترشيحك له إلا لأني رأيت فيك فتاة مميزة تستحق شابا مثله "

وقفت وقالت بحدة وهي تغادر " لا أريد منك شيئا ولا تتحدث مع بحر عنه ثانيتا من فضلك "

وخرجت وتركتني مصدوما مما قالت نظرت لرنيم ووجدتها لا تقل عني صدمة ثم

خرجت من فوري







فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:53 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.