آخر 10 مشاركات
132- كيف ينتهي الحلم - ليليان بيك - ع.ق. ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          اصديق (انت)ام عدو؟ (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          56 - الندم - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          309 - نهر الذكريات - مارى ويبرلى - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          317 – صدى الذكريات - فانيسا جرانت - روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          417 - لمن يسهر القمر - ماغي كوكس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-10-14, 01:26 AM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



» تعكس قلوبهم زرقة هدؤهم «



اركى برأسه على المكتب , يوم عمل متعب , و لكن ما زاد شقائه و تعبه الجسدي , تلك الافكار التي تجتاحه , و اكثرها وحشية ما تندرج تحت مسمى الطلاق , عندما يركز تفكيره و يحلل ما جرى لكلاهما , يدرك انه لم يحسن التصرف , و خاصة عندما قرر ان يثير غيرتها , لا بل كل ما قدمه لها سبب لتهرب و تبتعد عنه , يدرك الان انه لم تكن تجد سبب للطلاق , و هو بغبائه ساعدها لتجده , لكن يبقى الجواب هل يستطيع الابتعاد عنها ؟؟!! هل يستطيع اعطاها حريتها ؟؟!! ووعده لأبيه ؟؟!! لا يمكن ان يجعلها تواجه مصيرا مجهولا , على الاقل ان فضلت شخص اخر يجب ان يتأكد انه يستحقها , و لكن هل هي غبية ؟؟!! هل تتحمل مسمى مطلقة للمرة الثانية ؟؟!! الا يكفي ما حدث لأختها ؟؟!! لا , لا لن يدعها تتهور , لا يمكن ان يكون هو سبب بأحزانها ..

قطع افكاره صوت الهاتف الذي يرن بجانبه , رفعه بهدوء , و اجاب باتزانه المعتاد : الدكتور طارق معك , تفضل ..

اته صوت خشن من الجهة الاخر قائلا : معك الرائد علي , من قسم الجنايات , لو سمحت ممكن تشرفنا حالا ..

اتى صوت طارق مشبع بالقلق : خير ان شاء الله , يعني لشو طالبيني ؟؟

الرائد علي : تفضل عنا و رح تفهم كل شي ..

اجابه طارق بحزم : بس ممكن تعطيني فكره ؟؟

عم صمت , ثم اجابه الرائد بدبلوماسية : لو كان شي خطير كان شفتنا عندك حاليا , احنا بس محتاجينك لدقائق مو اكثر , بأجراء روتيني

تنهد طارق بهم , ثم قال بتساؤل : اله علاقة بهارون العواش ؟؟

اجابه الرائد بتردد : هيك شي ..

طارق بحزم : بس انا قاطع اي تواصل معنا ..

الرائد : بس اتوقع انه بهمك تعرف يلي بدنا نحكي لك اياه ..

اعتلى التجهم وجه طارق , ثم اجابه بهدوء : اي قسم ؟؟




» اسودت قلوبهم فهي اشد قسوة «




تعالى صوت عباس الغاضب : كيف تفشل العملية ؟؟!! كيـــــــــــــــــــــــ ـــــــف ؟؟!! انا مجند حمير ؟؟!! انا شو مستفيد منكم احكوا لي اها ؟؟!!!

اته صوت احد رجاله خائفا : و الله ما بنعرف كيف ؟ بس دخلنا لقينا عمار و ياسر مقتولين و هو و الارواق المهمة مختفين ..

ضرب عباس التحفة التي لديه بالجدار , للتساقط متناثرة على الارض , ثم بصوت راعد قال : جبولي الحيوان , اكيد هو يلي متفق معهم حتى يهربوا ..

اجابه صوت مساعده بهدوء غريب : مستحيل , لأنه هو هدفه الاساسي يتخلص منه حتى يكون مكانه , بدك ينبهه ؟؟!! طيب شو هدفه ؟؟!! هو اساسا وريثه هيك هيك , مو محتاج يحسن مكانه حتى يرقي هارون ... بس مو هون مشكلتي , مشكلتي بانه يكون هارون شك فينا , او عرف انه الجماعة يلي فوق رح تتخلص منه ..

بينما يتحدث , كان عباس يحدق اليه محللا , ثم سأله : و شو يعني اذا عرف ؟؟!!

مساعده بسخرية : لا ابدا سلامتك , بس الاورق يلي معه بوديني و بوديك و بودي الف شخص و شخص بداهية , و لا ناسي ؟؟!!

انهار عباس بتعب جالسا , ثم سأله بحيرة : و الحل ؟؟!!!

مساعده التفت نحو الرجلين الواقفين امامهما قائلا : فيكم تروحوا و تروقوا مع باقي الشباب تحت ..
بعدما خرجا , سأله عباس باستنكار : ما بدك نقتلهم ؟؟!!

اجابه : ليش نخلص من حد ؟!! هدول اساسا ضايعين , و خساره فيهم طلقه , عباس افهمني هدول مصيرهم واضح جرعة زايده او حادث و هم مو حاسيين بحالهم , مو مستاهلين نتعب حالنا فيهم , و بضلهم موجودين زي بيادق الشطرنج بأول حالة حرجة ممكن نضحي فيهم بسهوله , حاول توسع تفكيرك , كم مره رح احكي لك ؟؟!!

ابتسم عباس بسخرية , ثم سأله : و بخصوص هارون ؟؟!! شو رح نعمل ؟؟!!

المساعد بهدوء : و لا رح نعمل شي ... لأنه هو يلي رح يعمل ..

عباس بدهشة : كيف ؟؟!!

مساعده بسخرية : فكرك هارون رح يتعاون مع الشرطة لينتقم منا , و لا رح يحاول ينتقم لحاله منا ؟؟!!

عباس : اكيد لحاله ..

مساعده : اذا ما في داعي تخاف , مدامه خسر كثير من رجاله , و الاهم صار يشك بالباقي انه غادرينه , ما رح يقدر يعمل شي , و خاصه انه رح يضطر هالفترة يختفي من الساحة , بس بدنا ندور وراه بشويش ..

ابتسم عباس بسخرية , ثم قال بفخر : دايما بتعجبني جمال ..




» كلما اصفرت قلوبهم زاد بعدهم «




اجفل على صوت الكوب , الذي وضع امامه على طاولة , التي يستند اليها كريم , توجهت انظاره للواقف امامه , ثم سأله بتعب و هو يعدل من جلسته : مو كان لازم ترتاح اكثر , بلاش الجرح ينزف ..

اجابه هارون ببسمة جانبية : مو محرز , كله جرح خارجي ..

بعد صمت لا بأس به سأله كريم بفضول : زعلانه لأنه حد خانك ؟؟!! او قاعد بتفكر في مين هو ؟؟!

اجابه هارون بسخرية : لا هاد و لا هاد ... بجوز زعلان على يلي راحوا ...

نظر اليه كريم متفاجأ , فقال هارون مفسرا بسخرية : بجوز بشغلتنا ما في قلب , و بجوز دايما بنحط روحنا على كف عفريت , بس صدقني ما بحاول خاطر بأرواحهم , بحاول نلعب على الهدى , و بحاول ما تاجر برجالي , لهيك مقهور وين اوصلت اكثر مو مقهور من يلي خان ... بتعرف اساسا ما بكره يلي خان , ما انا بالأخر خنت , اه خنت , خنت اولادي , خنت حالي , حتى امي امي ماتت و هي غاضبه علي , ليش ازعل من يلي بخون ؟؟!! هاد تناقض ... هههههههههههههه , شكلي بلشت هستر , بس الصنف يلي ضربته شي من الاخر , ههههههههههه ..

نظر اليه كريم بعين حزينة , لا بل مشفقة , فالرجل الذي امامه لا يستحق الغضب بقدر الاشفاق , شخص اضاع دربه , و يتأرجح بين البينين ...



» تتورد قلوبهم خجلا «



اليوم و للأسف ليس كالأمس , فكل واحده منهن صلت بمفردها , لا بل كل منهن تتحاشى الاخرى , و بينما رجاء بالمطبخ دخلت عليها غيداء لتشرب الماء , تناولت كأسا و ارادت الخروج , و لكن يد رجاء منعتها من ذلك , فنظرت اليها مستغربة ..

قالت رجاء بعتاب : مو ملاحظه انك بتزيدها على الاء ؟؟!!

غيداء بنرفزة : لا بزيدها و لا شي , خليها تصحى على حالها , و بعدين انت مو على اساس ما تعطي نداء اللاب توب , و ما نخليها تقرأ ؟؟!!

رجاء بتبرير : ولك جننتني و هي تسأل , اضطرت اسأل دكتورتي و استشيرها بحالة نداء على التلفون , و طمنتني انه بالعكس يلي صار معها هاد دليل رفض جسمها مبدئيا للحقائق و مقاومتها , و غالبا انه ممكن حالة فقدان الذاكرة لهاد السبب , و من احدى الطرق المتبعة لاسترجاعها , انه ينصدم فيها على اجزاء , لهيك اقترحت نكمل معها بس بشرط انه بكرا نراجعها ..

توقفت عن الحديث , ثم سألت غيداء باستغراب : شو مالك مصدومة ؟؟!

غيداء بذهول : انت بتراجعي دكتوره نفسية ؟؟!!

عم صمت بالمطبخ , ثم قالت رجاء بفكاهة : بعد يلي صار معنا اليوم , لازم كلنا نشوف دكتوره نفسية ..
قالت ما قالته , ثم خرجت , بينما تغلبت غيداء على جمودها و لحقت بها , لتجدهن جالسات كلهن بالصالة , و لكن كل منهن مشغلة بشيء , الاء بالتلفاز , و رجاء ترتب قطع الملابس الناشفة , بينما نداء تمسك بكلت يديها اللاب توب ..

قطع صوت نداء المرتجف الصمت , قائلة : بعرف انكم متذايقين , و بعرف انه مو وقته تسمعوا شي يقهركم كمان , بس و الله حاولت اقرأ لحالي , بس خايفه , و مو عارفه ركز بكلمتين على بعض ..

اقترحت غيداء بمرح يغلف خوفها : هاتي انا بقرأ لك , و بوعدك اختمه و احكي لك الملخص ..

اجابتها نداء بود : هي هي هي هي , كثير بتضحكي , يا ويل ويلي بس انا .. بلا زناخه , انا بحكي جد .. اسمعوا شكله بحكي عن حفلة زواجي ..

تعالت صرخت الثلاثة , حتى الاء , التي لم تعرهن اهتماما منذ الصباح , و بصوت واحد قلن : شوووووووووووووو ؟؟!!

قالت نداء باستغراب : شو مالكن ؟؟!! ليش انبحتن فيّ ؟؟!!

ثم تعالت صوت ضحكاتهن , لا بل قهقهتن المستمرة , ثم قال غيداء و دمعة يتيمة سقطت على خدها من شدة الضحك : هاد يلي لازم نقرأه , هاد احلى شي صار معك صدقيني ..

نظرت اليها نداء بذهول , ثم قالت بتردد و ارتباك و هي تحك بطرف اظفرها خدها : شو القصة ؟؟!!

تمالكت رجاء نفسها و قالت : اقرأي و رح تشوفي ..

اجابت نداء بود : امري لربي ... استعن بالله ..

غيداء بمزاح : شو بتحرري فلسطين , اقرأ و خلصينا ..

قلصت نداء عينيها بوعيد , ثم قالت : طيب انشبي خليني اقرأ ... اليوم يستحق تدوين , لم اصدق نفسي عندما حددوا هذا اليوم , كنت اضن اني لن اقترب من انتقامي خطواه واحده , و لكن الان انا على اعتاب اول خطواته , اليوم لا يحق لي ان انتقم و اظهر كل حقدي , لا يحق لي الا ببعض الألاعيب , ربما يضنون من حولنا انها ليست الا امتداد لتلك الطفولة الضائعة , لا يهم ما يضنونه , فالاهم ان ابدأ بإثارته و الاهم ان اخرجه من طوره , فان لم اجعله يموت قهر , اجعله يجن حقد ..

قاطع قرأتها صوت غيدا قائلة بتبجح : و انقلب السحر على الساحر , مو قلت لك انه هو يلي جنن اختي ..

لم تقطع حديثها من نفسها , بل ضربة رجاء لها على كتفها هي من الجمتها , تغاضت نداء عن ذلك , ربما شعورها بان الله احبط مخططاتها و عاقبها كان من التأزم و التفاقم بحيث لا تريد اثارته اكثر , كل ما تريد معرفته الان لما وصلت الى هنا , و كيف تصلح ما افسدته , لذلك اكملت ..

تعالى صوت نداء متابعة القراءة : كل من حولي كان يعمل على ساق واحده , امي القلق استولى على قلبها , و بشائر الدموع بدأت تهل بمقلتيها , اما اخواتي العزيزات , فكن بكامل اناقتهن , و ما يدعو للسخرية حقا , انهن كن يحاولنا جميعهن بدون استثناء تهدئة اعصابي , يا له من موقف مضحك , ربما ادركن بعدها ان جهودهن ضاعت هباء , فختمن يومهن بالضحك بينما امي اشتعلت عيونها غضبا بدل الحزن , على الاقل لم اجعل لديهن سبب يمارسنا الطقوس المعتادة للأعراس , فما فعلته ببساطه اني ابتكرت عرسا يليق بزوجي العزيز ؛ فبعد ان جاءت الزفة لتأخذني انتقل من عرس تقليدي , الى عرس مبتكر ..





̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰




كانت افكارها تشتعل متوقدة , من فكره الى الاخرى تتنقل بلا سكينة , اشبه ما تكون بخلية نحل نشطة , كما كانت اخواتها و امها يعمل بالضبط , هن يخططن , و هي تخطط , ابتسمت بمكر عندما نظرت الى الجالس بجانبها بصمت , لم يحدثها و لا بكلمة , حتى مبروك لم تسمعها منه , على كلا لم تتوقع ذلك , فهي اجبرته , و هو اجبرها (باعتقاده) على زواج خلال شهر واحد , زادت ابتسامتها الماكرة اتساعا لم يعلم انها احست ان الشهر مدة طويلة ..

وقفت السيارة , و نزل منها و لم يبادر لمد يده لمساعدتها بالنزول من السيارة , و هذا ما كان لمصلحتها , فرفعت اطراف الفستان بيديها و مشت , و لكنها علمت بمكر ان اول اجزاء خطتها لاقت نجاحها , عندما رأت ردت فعل اخواتها و بنات العائلة المذهولة , مما استدعى من وسيم ان ينظر باتجاه نظرهن , بالتحديد نحو قدميها اللتان رفعت عنهما الفستان ..

اتجهت نحوها غيداء , التي لم تستطع الصبر لوصول نداء نحوها , فخاطبتها بعجلة خطواتها مزمجره : انت مجنونه ؟؟!! شو هاد ؟؟!! ليش لابسه تايت احمر تحت الفستان الابيض ؟؟!!!

اجابتها نداء ببلاهة متغافلة عن شزر نظراتها : شو بدك اطلع بلا شي يسترني من تحت ؟؟!!

اجابتها غيداء بعدم تصديق : ابيض , ابيض يا طوسه , العالم المتحضرة بتلبس ابيض او لحمي , ما في داعي ترفعي , خبي الفضايح ..

قالت جملتها الاخيرة و هي تكز على اسنانها , بينما امسك وسيم يدها بعنف , مما جعلها تتعثر بخطواتها و كادت تسقط , فعجلت غيداء بمساعدتها , و عندما وصلا بدأت الزفة , و ما ان دخلا و سارا قليلا , حتى سحبت يدها من يده بعنف , ثم اتجهت نحو حائط الصالة الداخلي و تحت انظار المدعوين المذهولة من ترك العروس ليد عريسها , و لك ما زاد ذهولهم ذهول انها وقفت على المرأة الموجودة و بدأت بتحسين من مظهرها , ثم التفت اليه ببسمة و اشارت بيدها له ليلحقها و توجهت سريعا نحو وسط الصالة , نحو ساحة التي اعدت للرقص , و لكن الان وضعت تورته الزواج , المكونة من سبعة طبقات .

نظرت نداء نحو زوجها شزرا , ثم قالت له بصوت مرتفع ليسمعها : يلاه , ليش واقف عندك ؟؟!! تعال مو مصدقة متى ناكل من الكيكة ..

توجه نحوها وسيم بقهر , ثم امسك بيدها جارا اياها بحزم بجانبه , كل ما علق بذهنه , انها تفتعل هذه الفضائح عمدا لتبدأ مسيرة انتقامها المشؤوم , نظر بطرف عينه نحو المدعوين , ولكن ما جذب نظره , وجه جدته الغاضبة , و وجه حماته المسكينة المتلومة بأفعال ابنتها , ثم عادت لتستقر على تلك الفتاة مصدر الكوارث , قال لها بحقد : انقلعي اهدي , احسن و الله ما بتفرق معي , بطقك كتله بنص الصالة ..

نظر اليه ببسمة , ثم قالت : عادي حبيبي , ضرب الحبيب مثل اكل الزبيب ..

لم يستنكر انها فعلا منتظره منه هذا الفعل , و لما لا , لكي تكتمل ليلة الفضائح و نشر الغسيل بفعلته تلك , نظر نحو عينيها بحقد , ثم امسك بيدها بحزم و هما يمسكان السيف لقطع التورتة , ما فاجئه حقا انها لم تقلبها عليهما , فهو توقع انها سوف تكون خطوتها التالية , و لكنها اما انها لم تفكر بذلك او لم تستطع لأنه امسكها بحزم , لم تدم فرحته بمرور هذا الحدث بخير كثير , فسرعا ما راها تمسك السكينة من يد العاملة لتقطع هي جزء من التورتة , جزء ليس كالمعتاد صغير و يكفي للقمتين له و لها , لا بل قطعة كبيرة , ثم بدأت بأكلها بيدها , و لم تكتفي بذلك , بل و تحت انظار الحاضرين بدأت بلعق اصابعا بعد الانتهاء ..

كل ما ساور وسيم بتلك اللحظة , هو شعور بالغثيان , كان واضحا مشعا على ملامحه , فطالبها قائلا : اذا خلصتي هبلك خلينا نروح و نقعد احسن لنا ..

فأشارت بيدها بما يعنيه انتظر , فما زال فمها مشغول بلوك الاجزاء المتبقية من التورتة , ثم امسكت بكأس العصير , الذي كان معدا لتشربه منه , و رشفتها مرة واحده من غير نفس , ثم ضربت على صدرها , و كأنها غصت ..

نظرت اليه بحقد و قالت : قول ما شاء الله , اسم الله علي , رحت ما اروح فيها , اذا بنفسك تأكل , مد ايدك ما تستحي , مو تقعد تتطلع للواحد بلقمته ..

امسكها هذه المرة بعنف اشد من سابقيه , و شدها معه بخطوات متعجلة , تعثرت بوقفتها و سقطت هذه المرة حقا , مظهرتً " التايت " الاحمر بوضوح , و رغم ذلك لم يمهلها , و لم يمهل اخواتها المصعوقات وقتا لنجدتها , جرها خلفه , كاد ان يخرج بها , لولا وجه امها الباكي الذي اصطدم به نظره , ثم وقفا مصعوقا ليدرك انها هذا ما كانت تسعى اليه , فتجمدت اوصاله , ثم عاد تفكيره الديناميكي ليحلل الوضع , فتقدم نحو اللوج بدلا من باب الخروج ..

جلس بعنف و اجلسها بجانبه , ثم التفت اليها مخاطبا بعنف : انشبي اقعدي هون , بس لو اسمع نفسك , خبرك لأقصه ..

فتحت فمها لتجيبه , فقال لها : اخرسي ..

مرت دقائق على الصالة لم يكن يحدث شي , سوى الموسيقى التي تعزف الحان و اناشيد , اما المدعون دون استثناء تعلق نظرهم بذلك الزوجيين الجالسان امامهم , فرغم جمال تلك العروس و البراءة التي تشع من حولها , فقد كانت افعالها السابقة لا تمت لمظهرها بشيء , اما العريس فتوجهت اليه الانظار بعين الشفقة و الحزن على نصيبه , الذي طرحه بجانب تلك العروس الحمقاء , فلا مظهره الرائع و الجذاب , و لا حتى سلوكه الراقي بتحمل اخطائها , كانا يستحقان ان تكون تلك العروس موازية له , ابدا ..

خرجت بعد تلك الدقائق , كلا من رجاء و غيداء من صدمتهما , فتوجهتا كلتاهم باندفاع نحو تلك الشريرة الصغيرة , فبعد التجهيز و التزين و تحضير لعرس اسطوري , تأتي لتهدم احلامهن بحركاتها و تصرفاتها الغبية ..

خاطبتها رجاء بغضب غير معتاد منها : قومي معي غير التايت ..

بينما قالت غيداء بغضب متجاهلة الرجل الجالس بجانب اختها : متخلفة انت شي ؟؟! جايبنك احنا من عند الغجر ؟؟!! شو متهيء لك مثلا حتى تتصرفي هيك ؟؟!!

نظرت اليهن ببراءة ثم اجابت رجاء : كيف بدي غيره ؟؟!! ما في غير هاد معي, بعدين ليش معصبين , انت بتعرفوا اني بحب الحلو ..

قالت رجاء بغضب : ما في داعي تلبسي شي , ما حد هون غير زوجك ..

تدخل وسيم بغضب مكبوت : ما في داعي تغيره , اصلا ما ضل حد و ما شافه ..

بينما قالت نداء ببلاهة مقصودة : اساسا ما بقدر اشلحه , ما انا مو منظفه ..

ثلاثة وجوه مصعوقة , و صرختان من الاختين قائلة : شوووووووووووووو ؟؟!!

ثم سألت رجاء غيداء : انت ما كنت معها لما نظفت ؟؟!!

بينما غيداء بررت بأنكار : لا انت يلي معها , هي حكت لي رجاء بدها تساعدني ..

قالت رجاء بفتور : و انا قالت لي انه انت بدك تساعديها ..

لم تستطيع رجاء ضبط اعصابها , فالتفت نحو نداء ووكزتها بيدها قائلة : والي ؟؟!! انت مجنونه شي ؟؟!! هسا مو دايما انت نظيفة ؟؟!! اش معنى هيا نسيت ؟؟!!

قالت نداء بقهر مفتعل و هي تحك يدها : ولك ايدي , ما انا ما لحقت شي بالشهر , كل شي تعالي و روحي و جيبي , و من يوم ليوم ..

وكزتها غيداء من يدها الاخرى قائلة : ولك بلا كذب , كان معك يومين قبل اليوم ..

قالت نداء بقهر : ولك مالكم علي , خلص بس اروح بنظف , ما انا كنت متوترة و متربطه ..

قالت رجاء بحقد : يربطوا عدوينك و نخلص منهم

بينما تمتم وسيم بسخرية : يربطوها هي , شو خص عدوينها ..

فضربته نداء بكوع يدها عند خاصرته بعنف , وقالت : خايف على حالك , ااااااااه ..

عضت غيداء قبضت يدها حنقا , ثم زجرتها قائلة : مجنونة في بعقلك شي اليوم ؟؟!! ولك في وحده بتضرب زوجها على اللوج ؟؟!!

بينما تأسفت رجاء من وسيم : وسيم بالله عليك لا تحط ببالك , و الله هاي مزحها ثقيل و حابه اليوم تخفف دمها , انت احسن لك تطلع شوي بلكي تفاهمت معها ..

اجابها وسيم بلهفة رافضا , بينما يضع يده على خاصرته تجنبا لأي ضربات اخرى : لاااااااااااا , مجنون اتركها و اطلع , هاي مو بعيده اطلع ارجع الاقيها ترقص على الطاولات او بتلاحق بالأولاد الصغار بالصالة ..

قالت رجاء بود مخففه عنه : لا يا زلمه مو لهدرجة ..

بينما قاطعتها نداء قالة بمكر مستتر : و الله فكره مو بطاله , انا نفسي ارقص على طاولة من زمان ..

نظرت اليها غيداء مذهولة , ثم قالت : انت بتتخوثي شي ؟؟!!

عندما نظرت اليها نداء ببلاهة , و قالت : ليش شو فيها ؟!! اليوم عرسي و بعمل يلي جاي ببالي ..

خاطبت غيداء وسيم قائلة : شو رأيك ترقص معها رقصة و تطلعوا , هيك بنخلص منها , و انت تفاهم معها على كيفك بعدين , و ما تقصر فيها بالله ..

قال وسيم بتردد : لازم نرقص ؟؟!!

قالت رجاء : مظاهر قدام العالم , حتى ما يفكروا انها جد مختله عقليا

وسيم باستنكار : ليش هو ضل مجال للإنكار ؟؟!!

ضحكت نداء بطريقة منفرة ثم قالت : يقطع شيطانكم شو نغشين .. هاا هاا هاهاها ..

خاطبها وسيم بحقد : مطول جنانك شي ؟؟!!

قالت له غيداء بحزم : فكك منها .. خليني احكي للمنسقة ..

ولكن قاطعتها رجاء قائلة : ييييييييي , و لك انسينا الذهب , متى رح يلبسها ..

نظرت اليهما نداء ببسمة بلاهة , بينما وسيم زفر بهم قائلا : لاااااااااا بالله عليكم بكفي اليوم مسخره , هاي لابق لها ذهب اساسا ؟؟!!

اغمضت عينيها رجاء بألم , بينما قالت غيداء بحزم : نداء بالله عليك بكفي هبل , و الله فضحتينا , حرام عليك حسي فينا احنا اخواتك ..

نظرت اليها نداء باستغراب مفتعل : انا شو عملت لكم ؟؟!!

تأففت غيداء بملل , فقالت رجاء بحزم : اقولك انا بروح بجيب الذهب و امي , و اتوقع قدام امي ما بتسترجي تتهبل , و انت احكي للمنسقة انها تحط الاغنية تاعت التلبيسة و الرقص ورا بعض ..

و فعلا حدث ما قالته رجاء , فما ان رأت نداء الالم بعيني والدتها بجانب الغضب , لم تستطع ان تكمل اجراء العابها و وقفت بصمت , قررت وقتها انه يكفيها ما تبقى خارج الصالة ليحدث , و لكن وسيم الملذوع من تصرفاتها لم يطمئن , و طوال الرقصة الصقه به مانع حركتها , بتلك اللحظة تغيرات دقات قلبها , و بقدر ما كرهت قربه , كرهت توترها ..

قالت له بينما كانت تحاول الابتعاد عنه : خنقتني ابعد ... ولك ابعد مو عارفه اتحرك و الفستان لف على رجلي ..

قال لها بحقد : بتستاهلي خليك عشان تتربي ..

قالت له بتهديد مرتبك : بدك تبعد و لا شو ؟؟!!

و عندما لم يجبها غرست اسنانها بكتفه , كبت صرخت الم , و عندما ارتخت يديه من حولها , ابتعدت قليلا بهدوء , و لم تكن مستعده لحركته المنتقمة , حيث انحنى و حملها بين يديه , فأصبحت مستلقيه على ساعديه , و لكي تحمي نفسها من سقوط , وجدت نفسها تتعلق برقبته , لم يمنعها خوفها و ذهولها و المشاعر الثائرة الاخرى من الشعور بخفقات قلبه من قربها ..

قلت له بخوف و قلق : نزلني ..

قال لها و هو يصحح وضعها على يديه : جنت على نفسها براقش ..

توجه نحو الخارج , فعادت و قالت له بحقد : نزلني ..

تعلقت انظار الجميع , و قد كانت تنطق قائلة " بانها ليلة و لا بالخيال " , لم يعر وسيم ذلك اي اهتمام سائر على القول " لا فات الفوت ما ينفع الصوت " ..




̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰




قالت نداء بذهول مصعوق : شوووووووووووو هاد ؟؟!!! اجنان ... معقول انا خربت عرسي بايدي ؟؟ و خليته مهزلة ؟؟!! ااااااااااااااااااااااااا ااااااااااه ..

بينما هي تشد بشعرها من القهر , نظرت الى اخواتها بذهول , فجميعهن يقهقن , فقالت لهن بحقد : انا نفسي افهم ليش كاينه مجنونه ؟!! وبعدين ليش بتضحكن اااااااااااه ؟!!!!

ثم وكزت الاء ,التي سقطت من شدة الضحك على الارض , برجلها قائلة : و انت يا لئيمة ليش ما تحركت و حاولت تستري فضايحي ..

قالت رجاء لها و هي تمسح دموعها : ولك هاي اذكى وحده فينا , كلنا حاولنا فيك الا هي , بس سألنها ليش ما تعقلي بأختك بدل ما انت هيك قاعده , حكت لنا و هي تضحك , اختك لو رح تعقل او ناوي نية خير ما لبست هالاحمر و اجت ..

قالت نداء بحقد و هي تضرب الاء بطرف قدمها : يا نــــــــــــــذله ...

بينما دافعت غيداء عنها و هي تحول كبت ضحكتها : هههههههه ولك لولاها كان جد فكروكي مجنونه , هههههههههههه ..

نظرت نداء بذهول نحوها , ثم قالت : ليش ؟؟!! شو عملت ؟!!

قالت رجاء ببسمة , حيث انها الوحيدة التي سيطرت على ضحكها : ابدا بس حكت لأكثر مره نمامة , انه انت اتحدتينا انك تعمل هيك بيوم عرسك , على شرط اذا عملت نعطيك مبلغ معين , و احنا ما كنا متخيلين انك رح تعمليها جد , بس لأنك عنيدة و ما بتحبي حد يطلع معك راس نفذتي كل الاشياء يلي حكيناها ... هههههههه , يعني ببساطه بدل ما ينبح صوتها معك و تحاول تعقلك , بكلمتين خلت كل الصالة بين مذهول من جراءتك و مستغرب من عقلك و تفكيرك و جزء كبير يضحك على موقف وسيم لما حملك و طلع من خرجك ..

قالت نداء بتباكي و هي تسقط على الكنبة تحرك قدميها و رجليها كالأطفال الصغار : لا لا لاااااااا , مو مصدقة اني مجنونه و خربت عرسي بغبائي ..

بينما قالت رجاء و هي تربت على رأسها : الله يجزيك الخير , ما عمري تذكرت عرسك الا و اضحكت ..

قالت الاء و هي تحاول السيطرة على ضحكتها : حتى انا ..

اما غيداء فقالت تسند نفسها : و الله و انا , حتى لو بقمة نكدي , ولك كل و لا الاحمر , ههههههههههههههه يا ويل حالي انا ..

قالت نداء بقهر : انت بدكم تجلطووووووووووني , خلص اخرسوا ..

قالت رجاء بتحليل : بس يختي بس افكر فيها , كأنه يومها مخبوطين على راسنا ؟؟!! بنسولف عن التنظيف قدام الزلمة ..

غيداء و هي تقلص من عينيها بوجه نداء : قولي هي الوقحة , بتحكي عن تنظيف قدام عريسها و على اللوج ,طاق شرش الحياء عندها ..

قالت نداء بحياء و هي تخفي وجهها بالكنبة : لاااااااااااااااااا , لا تذكروني , و الله اني متخلفة ..
استدعى كلامها بسمة الفتيات , ثم وقفت غيداء قائلة : و الله كان بودي نكمل قراءة , بس جد سطلت اليوم و حاسة مو قادره اجمع ..

امسكت الاء بيدها لتسحبها معها : خديني معك , و الله و انا كمان تعبانة , مع اني جد نفسي اعرف شو عمل فيها وسيم , اكيد ترفش ببطنها ..

قالت غيداء و هي تسحبها : قولي هي شو عملت , اكيد راحت تتخبى بشي جحر زي الفيران ... او بالك انتقم منها بهديك الشغلة ..

غمزتها ضاحكه , بينما رمتهما نداء بالوسائد التي بجانبهما قائلة : انخرسووووووووووووووووا يا حقيرات , يا الله شو بكرهكم .. وين اللاب توب , لازم اعرف شو صار ..

امسكته رجاء بحزم و اخذته معها وهي واقفة , ثم قالت : ما اتفقنا هيك .. قومي نامي , و بكرا بنقرأ مع بعض الباقي ... يلاه بدي اضب هدول و ارجع لباقي الغسيل القيك متلاشيه من هون ..












ما بعرف اذا رح استمر بتنزيل الفصول برمضان , لكن كلي امل ان تنتظروا جديدي و ارى تعليقكم على هذا الفصل و ردود افعالكم تجاه الاخوات و الاشخاص المجهوليين في روايتي , فهل مثلا
تبينتوا من هو وسيم و ماذا يفعل ؟؟
ما قصة بعد رجاء عن طارق ؟؟
و ما قصة بعد غيداء عن جعفر ؟؟
هل كل منهم لديها قصة تروى و تحمل من المأساة ما يستحق لتقول انها عانت ؟؟!!
ام كما قالت الاء , انه وحدها من ظلمت ؟؟!
نداء و اخر جنونها و انتقامها الى اين سوف يصل بها ؟؟!!
هل فعلا حطمت زواجها من اول ليلة و شيعت جثمانه بفقدان الذاكرة ؟؟

كل ذالك و اكثر انتظر منكم ان تناقشوه بردودكم البناءة صديقاتي .. لكم مني كل المحبة و الود ... استودعكم الله





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-14, 01:31 AM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


كل عام و انتم بخير و عساكم من عواده , كل عام و الامة الاسلامية بخير و سلام و ود , كل عام و نحن الى الله اقرب و عن شرور انفسنا ابعد , كل عام و نحن بالرقي و الطيبة و الحنان و الرأفة و التسامح نتزين و نتحلى


مهما بعدت بنا الاوقات و مهم قل اللقاء يبقى تواجدكم مسرة للقلب ... انقل لكم جزء جديد من روايتي ^_^






الفصل الخامس



هناك الكثير من الامور التي تتخذ بحياتنا مسلمات , لدرجة تصل بنا الاهمال و عدم مراعاتها او التدبر بوجودها بحياتنا , و احدى تلك المسلمات هي الاخوة , و لهذا يحدث غالبا التفكك بمجرد توفي الوالديين , لأنه تعاملنا مع تلك العلاقة باستهتار ..

هل تدبرت يوم بمشيئة الخالق بخلق الاخوة مختلفين بالشخصيات , حتى تكاد ان تقسم باستحالة معرفتهما ببعض , و ذلك بسبب اختلافهما بالطباع و الاخلاق ربما لدرجة التناقض ,فأحيانا قد تظن انك لو شاهدت اخاك المناقض لك خارج اسوار اسرتك لما تنازلت لتتعامل معه ؛ اذا ما الحكمة بان تبتلى باخ سيء او يناقضك بالحياة , هنالك عدة حكم منها , اولا تحت مسمى التعايش , اي انك لا بد ان تصادف بالحياة العملية مثلا مدير او زوجة او شريك بالعمل او الخ , من يخالفك او يناقضك , فوجود ذلك الاخ اعطاك قدرة و تكيف بحيث تتدرب او تتحمل الاشخاص خارج اسوار الاسرة , ثانيا المساندة و الاصلاح , ربما كل منكم يكمل الاخر فتتعلم منه بعض الصفات او يعاونك على بعض العادات , و ربما تكون انت اليد التي تحميه في حالة ضعفه , او ترشده بحالة ضلاله , فلو لم يكن اخاك و زرع الله بداخلك مشاعر الحمية له , لما كنت حريص على رضاه و نصحه , و لن تمله رغم عناده او قسوته , بل اضعف الافعال ان تدعو له بالهداية , و اخيرا و هو الاهم بنظري , يعلمك المنافسة و التحدي النزيه , فكلاكما تسعيان ان تثبت نفسكما و تكونا المميزين , و لكن اواصل المحبة موجوده , و تمني الخير و الافضل لأخيك قائم , تستنتج من ذلك , انك اذا اعددت ابنك بحيث يمتلك تلك المشاعر اتجاه اخوته و يطبقها , اذا اعددت شخص سليم يمارس حياة اجتماعية سوية , و ذلك تطبيقا للمقولة " ان لم يكن به خيرا لأهله لن يكن به خيرا لأحد " .

و خير مثال على سمو مشاعر الاخوة و انه افضل مساندة لك بالحياة , المؤاخاة التي طبقها الرسول عليه الصلاة و السلام بين المهاجرين و الانصار ليخلق مشاعر الالفة بذلك المجتمع المتباين , فهو لم يأمرهم بالتناسب عن الطريق الزواج , او ان يتصدقوا و يعطوا من اموالهم بدون مشاعر و تقارب , لم تكن تلك الحلول المناسبة ابدا لصنع مجتمع متماسك , بل التأخي بالله هو ما جعلهم قلب واحد , فحتى بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يضطربوا الا قليلا , فعادوا و بشكل سريع ليتماسكوا و يساندوا بعضهم البعض .

حتى الصديق ان اقترب منك لدرجة عظيمة قالوا عنه " ربّ اخ لك لم تلده امك " , فسر الاخوة انها علاقة مقدسة لا يجب التهاون و التخاذل معها .



̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰


تعالى صوت امرأة بأواخر العشرين ناهر : لا توسخوا مكانكم , هسا خلصت شطف ..

قالت رامبو بمرح : ماما ما رح نوسخ , احنا بس بنتشارك باكلتنا ..

كماشة : كل حد اشترى شي و رح ناكلهم مع بعض ..

تابعت المرأة بغضب موجه حديثها نحو غيداء : وجع .. انت مو صرت صبية ؟؟! ليش قاعده معهم ؟؟!! كم مره حكت لك بلا تصرفات الولدنه ..

كماشة بتململ : مامــــــــــــا ..

امها بغضب : غمه يا بعيد .. بلا دلع , شوفي اختك رجاء , اتعلمي من ركازتها شوي .. , ليش مو قاعده معها و مع صاحباتها ؟؟!!

كماشة بامتعاض : ما بحب صاحباتها و خاصة فدوى , لسا نرمين بتنطاق شوي ..

امها بحسرة و تأنيب : لا قعده مع الولاد الصغار احسن ؟؟!!

كماشة : بيني و بين نداء بس سنتين , و انا بحب العب معها , و بعدين ليش ما تحكي لها كمان هي تضل بالبيت مو بس انا ؟؟!!

ضربت رامبو كماشة على كتفها بعزم , ثم قالت بصراخ : انت ما دخلك في , و بعدين صح انت كبيرة لا تلعبي معنا ..

صرخت امهما لقطع شجارهما : و صغره منك لألها , هاي اختك دباره عن جدتك , و بعدين هاي اخر سنه الها تتسرمح بالشوارع , بكرا بتنقلع مرجوعها مثلك بالبيت ..

رامبو بغضب : ليش يعني ؟؟!! ليش الاولاد عادي يضلوا يلعبوا بالشارع و احنا كل شي حرام و عيب ؟؟!! و بعدين مين قالك رح ارد على تيته , طول الوقت بتبهدلني و لا عبرتها , قال شو اخاف منها ..

ضربتها امها بالوسادة التي بجانبها بعدما تركت ما كانت تخيطه , صارخة قائلة : يا قليلة التربية , هيك بتحكي عن جدتك , ما هي قدك و لا وحد من ولاد الحارة تحكي عنها هيك , مو الحق عليك الحق على الام يلي ربتك , خساره فيك تعبي ..

قالت نداء بملل و قهر : يووووووووووه علينا شو ما حكينا مو خالصين , بعدين هي ما بتحب الا وسيم و سناء , و انا بالذات بتكرهني , ليش احبها ؟!!

قالت امها بحزم : من ورا عمايلك , و بعدين ما حد حكى انها بتكره و ما بحبها غيرك , اسألي كل خواتك ...

تمتمت نداء بقهر : لا و الله من ورا وسيم , طول الوقت يحشي براسها علي ..

زجرتها امها و هي تعود للخياطة : شو بتقولي يا مقصوفة الرقبة ؟!!

نداء : سلامتك ..

تجاهلتها امها بينما همس لها زنبرك الذي يجلس بجانبها هو و الاء , قائلا : رامبو متى رح نروح على الحفلة ؟؟!!

اجابته رامبو : ما رح نروح , بنحضرها من فوق السطح , عمي احمد ما بخلينا نروح على الحفلات بخاف من الزعران اذا اجوا ..

الاء : طيب نداء و اذا اجى بابا ؟؟!! ما بنقدر نحضرها , ما بتخلينا ماما نطلع برا المطبخ ..

رامبو ببسمة : هسا بنقنعها نام فوق السطح و نسكر الباب علينا , بعدين بجوز بابا يقعد مع صاحبه بالحفلة ..

كماشة بأمل : يا رب , ان شاء الله ماما توافق نام فوق السطح و ان شاء الله بابا ما يروح علينا هو و صحابه ..

رامبو : زنبرك بتحضر اول الحفلة و بس يأذن العشا بتروح على دار جدي , بلاش يجي بابا و تنحشر عندنا , عارف شو بعمل فيك عمي احمد اذا ما روحت ..

عقد زنبرك حاجبيه بحزن و قهر , ثم قال : ليش ما تيجوا تسكنوا عنا , او عند تيته ...

قالت رامبو بسخرية : قال عند تيته قال ..

زنبرك : طيب عندنا ؟؟!!

رامبو : و نترك امي ؟؟!!

زنبرك : بتيجي معنا و بتسكن عندنا , و بتصير امي كمان ..

ضربته كماشة على رأسه قائلة : شوف الاهبل , ولك كيف تصير امك و هي متجوزه ابوي ..

ضربها زنبرك بقدمه قائلا : انت شو دخلك انا بحكي مع نداء ..

قالت رامبو : خلص زنبرك , و بعدين كماشة لا تتدخلي بينا ..

الاء : انا ما بحب كماشة , دايما بتضربني انا و وسام ..

كماشة : لأنكم بتستاهلوا , بعدين مين العصر خباكم عن وسيم لما كان بده يضربكم و انتو تلعبوا بربيش المي ؟؟!!

قطع حديثهم صوت سناء القادم من خلفهم : بلشت الحفلة , شو بدكم تيجوا تحضروها ؟؟!! احنا طالعين على السطح ..

سألتها كماشة : ليش مين جاي معك ؟؟!!

سناء بملل : حسين و زياد ..

كماشة باستغراب : دلوعه عندنا ؟؟!! كيف امه خلته يطلع من البيت هسا ..

سناء : انا شو بعرفني ؟؟!! ..

ثم قالت ببعض الخبث لرامبو : صحيح نداء , وسيم بقولك بده ياكي ضروري ..

رامبو باستغراب : انا ؟؟!! .. بس انا ما بحكي معه ؟؟!! شو بده مني ؟؟!

رفعت سناء كتفيها و انزلتهما دليلا على جاهلها , قائلة : بجوز عمي احمد حكى له , بعدين الحفلة بأولها ما في ناس و الزعران ما بيجوا الا باخرها ..

رامبو باستفسار : عمي احمد رجع ؟!!

سناء بقهر : يووووووووووه علينا , قد ما بتسألي , انت حره بدك تروحي روحي , لا تضلك تزني ..
ثم تركتهم و توجهت نحو الدرج , بينما وقفت رامبو حائرة , سألها زنبرك : نداء بدك تروحي ؟؟!! خديني معك ؟!!

نظرت اليه رامبو بمحبة , ثم قالت : انا ما رح طول , بشوف عمي و برجع لكم , بعدين ماما هسا بتعمل لنا بوشار و عصير ..

بينما قالت كماشة بقلق : رامبو لا تروحي , و الله تيته بتبهدلك بعدين , هاي حفلة شباب , و بجوز سناء تضحك عليك عشان تتبهدلي ..

قالت رامبو بثقة : ما تخافي بروح بسرعة و برجع بسرعة , بعدين ما رح اوقف و لا احكي مع حد , بدي اشوف وسيم شو بده و برجع ..

خرجت مسرعة قبل ان تسمع كلمات غيداء الاخيرة , او ربما سمعتها و تجاهلتها , كانت الاضواء بالشارع مقطوعة " و ذلك بفعل اصحاب الحفلة " , حيث لم تضاء الا منطقة السهرة , التي تبعد عن منزلهم بضع امتار , توجهت نحوهم بعزم , و لكن اوقفها صوت مألوف ...

ابراهيم : نداء .. نداء

توقف نداء , ثم خاطبته بقهر : خير شو بدك ؟؟!

نظر اليها ابراهيم بلوم و حزن , فبعد اخر موقف لهما و هي تتجنبه , ثم سألها : وين رايحه ؟؟!!

نداء : يعني على وين ؟؟!! على الحفلة ..

ابراهيم بحزم : لا ارجعي , ما في هناك الا شباب , و بعدين تفرجي على الدبكات من فوق السطح زي كل البنات ..

نداء : مين قال بدي شوف الدبكة ؟؟!! سناء حكت لي انه وسيم بده شي مني , و رايحه شوفه ..

ابراهيم باستغراب : وسيم ؟؟!! طيب خلص انا بسأله انت روحي ..

نداء : لا انا بروح بسأله و برجع , ما عليك انت ..

ما ان التفت نحو السهرة و توجهت اليها بخطواتها , حتى اصطدمت عينيها بالمعني بحديثهما , قطع سؤالها على شفتيها , صوت صراخ وسيم : انا حكيت ما حد ينزل , و نبهت على سناء تحكي لكم و بالذات انت , ليش جايه ؟؟!! انت ما بتستحي ؟!!

لجم لسانها , ربما من اثار الصدمة و ادراك لوقائع ما قيل , بينما لم يصمت ابراهيم , الذي حاول توضيح الوضع قائلا : بس يا وسيم نداء كانت بدها ..

قاطعه وسيم قائلا : انت اخرس , انا مو حكت لك ما الك علاقة ببنت عمي ؟؟!!

صرخت نداء : انت ليش نازل تصرخ علينا ؟؟!! مين مفكر حالك ؟؟!!

هددها وسيم بحقد : اقسم بالله يا نداء اذا ما بتنخرسي و تنقلعي على بيتكم ليصير فيك شي ما يعجبك ..
نداء بحقد : و ليش انت مسموح لك تضل بالحفلة و انا لا ؟؟!!

امسكها وسيم من يدها و جرها معه نحو بيتها قائلا بغضب : انا شب و انت بنت , و هاي حفلة شباب , و اليوم يلي بتشوفني في بعرس النسوان تعالي و اطردني , و بعدين انا مو فاضي للحفلات عندي بكرا مركز و بس جاي اخذ وسام و اروح ..

و ما ان وصلا لبيتها حتى دفعها ثم هزها بتأنيب قائلا : انت صدقتي حالك ؟!! مفكره انه اذا بتوقفي بوجه ابوكي و هو سكران و مو واعي عن الدنيا و بتدافعي عن امك , بتكوني قوية ؟؟!! تعايشتي مع الواقع لدرجة مفكريته طبيعي ؟!! و بعدين معك ؟؟!!

ابعدته عنها و دموعها تملئ وجهها : ليش دايما بتعايرني بابوي ؟!! ليش مفكر انه انا بحب وضعنا هاد ؟!! انا بس ابعد ابوي ما بكون قوية , لا انا بكون بس اكل الضرب عن امي المسكينة , بخاف تموت و نضل لحالنا معه ... و بعدين انت و سناء بس بدكم انضرب و اتبهدل , ان شاء الله اموت و اخلص منكم الثلاثة , لأني بكرهكم كلكم ...

ثم تركته و اندفعت داخل المنزل نحو مأمنهم الليلي , المطبخ ..



̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰



فتحت عينيها بانزعاج , ثم تنهدت بتعب , اغمضت عينيها من جديد محاولة النوم و لكنها لم تستطيع , ما زال الانزعاج من الكابوس الذي شاهدته يراودها و يقضي مضجعه , تأففت ثم قررت ان تذهب للمطبخ لتتناول كأس ماء بارد يطفئ لهيب قلبها المشتعل , و بينما هي بطريقها سمعت صوت نشيج صادر من اركان الصالة , تملكها الاستغراب و الدهشة , قادتها قدماها نحو الصوت و صدمت بنداء محتضنه نفسها و تأن بألم و دموع تغطي وجهها , جلست بجانبها سريعا و حركتها نحوها , لكن ما زاد ذهولها ان نداء متصلبة و كأنها دخلت عالم لا شعور و لا احساس الا لجروحها , ذلك زاد من اصرارها لتجعلها تعود الى عالمهم , بنما الافكار و تحليلات بدأت تهاجم عقلها , هل من المعقول ان نداء استعادت ذاكرتها , تلك الفكرة التي اخذت مجدها بكيانها و هزت وجدنها , بينما يديها لم تكفى عن هز نداء بل و تسارعت وتيرتهما مع تسارع و تلاحق افكارها المقلقة ..

دوامة و مستنقع يشدها اسفله , ارادت و بشدة تلك اللحظة ان تتلاشى بالهواء او ان تحال لجماد , لا تريد ان تعلم تلك الحقيقة عن نفسها , لا بل تجزم ان اي شخص عاقل واعي طبيعي لن يرغب قطعا بذلك , هل هي بذلك السوء ؟؟!! هل فقدان ذاكرتها فعلا هروب من واقعها و حقيقتها المقززة , بدأت تقين ان عدم عودتها افضل بكثير من ما تكتشفه مع الايام , لما فعلت ذلك , هو كل ما سيطر على شغاف روحها , لما كانت مجرمة بحق نفسها و من تحب ؟؟!! لما ؟؟!! ؛ و فجأة بين دوامة الخذلان و الذل و القهر الذي تعانيه , بدأ العالم يتضح و بدأ الغمام ينقشع و من زلزال روحي انتقلت لزلزال جسدي مادي اخرجها من صدمتها التي تلقتها قبل قليل , و صوت دافئ يطمئنها بقربه , لما تجد قوة لتسعفها لتبتعد و تتماسك , بل قوت لتلقي بذلك الجسد المنهك على صدر حنون يستقبل عجزها ..

بعد مدة من الوقت سمعت الصوت التي تربت صاحبته على رأسها بلطف قائلة : شو مالك ؟؟!! ليش كل هاد عاملته بحالك ؟؟!!

عم صمت مرة اخرى , ليشل انها لم تسمع سؤال الاء , بل لانها لا تعرف كيف تجيب عليه , طال الصمت الى ان قطعته بشهقات تترافق مع كلامها المتقطع : لما رحت على الدكتورة ... " شهقات " قالت انه بجوز كل يلي صار معي مو بسبب الغيبوبة يلي صارت معي , حكت بجوز صدمة او واقع ما قدرت اتحمله ...

تنهدت بهم ثم اكملت : بس طمنتني انه قرأتي لمذكراتي ممكن تكون اسلوب للمعالجه , خاصة اني ما بتعب بعده او بصير مع مضاعفات خطيرة , و قالت ما في مانع اكملهم , و انه احسن شي عملته , اني قرأته معكم ....

ثم بتردد قالت : ما بعرف شو صار معي الليلة , و لا اقولك بعرف , انا زي كل يوم بحلم او ... كيف احكي لك بكون زي حلم بس هو بكون صاحية غالبا , و بحس اول شي زي لمعة براسي او حالة .. مو عارفه اوصفها , زي ما تقولي تشويش .. بعدين بتذكر اشياء صارت مع اولاد صغار مرات بحس بتعنيني و مرات لا , بس بتذكرها , و الشي يلي بستغربه انه شو ما كانت الذكرى بحسها بتخنقني و بتضايق , و بحس بتعب بجسمي ...

عادت للبكاء و لكن بهدؤ , لم تقاطعها الاء طوال الوقت , و بينما هي على تلك الحالة دخلت كل من غيداء و رجاء , تعالت الدهشة على وجههما , ارادت غيداء اضاءة الصالة , و لكنها اشارت اليها الاء بهدوء لكي لا تفعل , ثم اشارة باصابعها بان يدخلا بهدوء , و اثناء جلوسهما عادت نداء للحديث ..

كانت تدفن عينيها بقوة بكتف الاء و كأنها تهرب من امر ما , و بصوت بكاي تحدثت : اليوم شفت حلم و تضايقت , حسيت اني بكره الحالة يلي انا فيها , ما بعرف الواقع من الحلم , و اذا يلي بشوفه صار او بتوهمه , فقلت لمتى بدي اهرب ....

تنهيدت هم خرجت من اعماق صدرها , جعلتها تقطع استرسالها , ثم اكملت : جبت اللاب و بلشت اقرأ ..

جملت جعلت من الوجوه الثلاثة الاخرى مشدوهة , بينما اكملت نداء : و يا ليت ما عملتها , كل يلي قرأته خلتني اتاكد اني ما بهرب من اي واقع , انا بهرب من واقعي انا , من حقيقتي المفزعة ...

ارادت الاء الحديث لتهدأت انفعالها , الذي بدأ بالتصاعد , و لكن قطعتها نداء مستبقت اقوالها : بعرف رح تحكي لي اني منيحه و كل الكلام يلي بتحكوا , بس يلي كاتب هاد الكلام مو اي حد , هاد انا كاتبته عن نفسي ..

ابعدتها الاء بحزم و نظرت اليها و هي تمسك ذراعيها بكلتا يديها , و قاطعت ما ارادت نداء قوله قائلة : انا ما رح اقول انك ما بتغلطي , و لا رح ابرر لك افعالك , لأ انا رح افرض انك اسواء خلق الله , بس شو يعني ؟؟!! نهاية العالم ؟؟!! بالعكس ربنا اعطاكي فرصة لتصلحي كل شي و تبدأي من اول و جديد , اقولك شي , انا اول ما حكت خلينا نحكي و نقول كل يلي بقلبنا و من هاد الكلام , بتعرف ليش عارضت ؟؟!!

سألتها نداء بشهقة بكاء : ليش ؟!!

الاء ببسمة : لأنه كنت هبله , و كنت مستحية من حالي و من افعالي , بس لما شفت كيف بتحكوا , و خاصة انت , و عادي عارفه انه الغلط منك , و مع هيك كملت , صرت احس انه ما في حد بالحياة كامل و بالعكس بنغلط لنتوب و نتعلم من اغلاطنا ..

قالت نداء بتردد : بس يلي قراته اليوم شي اكبر من يلي قبله بكثير ..

ضربتها الاء بلطف على وجهها بلطف , ثم قالت : عادي تخبيصك مو مع غريب , و لو عملت كارثة صدقيني ما في احسن من وسيم يستر عليك و يصحح لك ..

قالت نداء و دمعها يتيمة تودع مقلتها , و كأنها ما تبقى لديها من خزين : و هاد يلي بقهر , يعني على قد ما هو منيح معي و حنون , و رغم كل يلي بقرأه هسا , بس ما عمره عاملني بحقارة , و لك حتى لما رجعت لي الذاكره ما قدرت الا احبه على قد ما كان حنون معي , مو بس حبيته انا كنت احس اني قطعه منه و ما بقدر افارقه ..

قالت غيداء من خلفها بخبث : اووووووووووووووووه , و الله ما عرفتك يا قطعه منه , ههههههههههههههههههههه , صوت اجعيرك واصل لاخر الحارة , و انا متاكده كله بسبب قطعه منه , ولك هاد فرمت عقلك و رجع لنا اياكي متخلفه ..

اسكتها انقضاض نداء عليها , التي خرجت من صدمتها بوجود غيداء و رجاء , ثم انقضت على غيداء دون تردد , مما جعل صوت ضحك الفتيات يتعالى , بينما وعيد نداء يتردد بالأرجاء , و بعد ان هدين ..
سألتهن الاء : اذن الفجر ؟!!

اجابت رجاء بود : من زمان , كمان شوي بقيم الصلاة ..

الاء باستغراب : جد ؟!! ما حسيت فيه ..

غيداء بمزاح : طبيعي من صوت جعير ..

لم تستطع ان تكمل جملتها بسبب الوكزة التي تلقتها بخاصرتها من نداء , بينما قالت الاء ببسمة : طيب خلينا نقوم نصلي ..

وقفت رجاء بعزم : صبرك اصحي الاولاد ..

غيداء بسؤال مغايض لرجاء : و ان شاء الله بدك تخلي المفعوص يكون امام فينا ؟؟!!!

رجاء بترفع مضحك : طبعا , مو هو رجال البيت بقبرني , و احمدي ربك , لولا انه بخاف عليه كان خليته بالمسجد يصليها و ما نلت هاد الشرف ..

قالت غيداء بمزاح : يووووه , الواه الواه ..

قالت الاء بمزاح و هي تتجه لتتوضئ : مسلسل سوري على الفجر , الله لا يبلنا , هبل من على الصبح ..



» تتلألأ القلوب البنفسجية بالأمل «

جلس بتكبر على مقعده المعتاد بذلك النادي الليلي , فتلقاه ترحيب حار من النادل , الذي خاطبه بتودد قائلا : شو طلبك المعتاد ؟!!

سأله زبونه بملل : شو ما رح ادخل النادي يلي حكت لي عنه ؟؟!!

اتسعت ابتسامة النادل , ثم قال له بثقة : بالعكس , متى ما بدك احنا جاهزين , اذا بدك اليوم قبل بكرا , شو ؟؟!

هز كتفيه بعدم اكتراث قائلا : ليشل أ , يلا ..

خرج النادل من وراء بار المشروبا ثم تقدمه لمنطقة معتمة , واجهه رجل ضخم يسد الباب , سأله عن وجهته , ثم فتح له المصعد و حدد و جهته اوصلهما للطابق المطلوب , خرجا فتلقتهما انوار داكنة اكثر , و جو مشبوه و كريه بشكل اكبر , عندما اعتاد نظره على الاجواء تنقلت انظاره بالانحاء , وجوه غريبة و افعال اغرب , تجسد كلمة مجون بمصطلحها الفعلي امامه , و عندما اقترابهما من احدى الطاولة الفارغة , توقف نادل و ظهرت ابتسامته الماكره ..

قال النادل بفخر : خد راحتك , هون ما في حواجز كل شي على بالك اعمله ..

غادره النادل عائدا من وجهته , فاغمض غينيه و تنهد بغم كبير , ثم اجبر عنينه لتفتح و تتنقل بالارجاء , فالتقت نظراته باحدى السيدات , التي لا تكاد ترتدي شيء , و لكن ليس ذلك ما اثار حفيظته , بل شيء اخر حولها , شيء يملئ الجو من حولها و يجلب القشعريرة لجسده , و عندما تمعن بها اكثر ليكتشف ما هو ذلك الشيء , اصابته حيرة و دهشة اكبر , و سأل نفه , هل من المعقول ان يكون ذلك رجل لا سيده ؟؟!! نعم و لما لأ ؟؟!! و لكن لولا الفكرة المسبقة و التي خطرت لتوها على باله لكان انكر ذلك بشدة , ما اشد شبهه بالنساء , يا الهي ماذا فعل بنفسه ؟؟!! رفع نظره عنه مشمئزا , فهبط على مشهد اخر , لا مجال للشك فيه , فهما رجلا .. لم يكتمل الوصف او تكون حتى الصورة المقززة بعقله فساقته قدميه , ربما لمخرج , لم يكن ينظر حوله , ركز على الخروج دون ان يجرح نظره مرة اخرى بتلك المشاهد المقززه , و لكن ما قبله باب المرحاض , فساقته قدميه مسرعة نحو احدى المراحيض ليخرج ما بجوفه , فمنظر تلك الاشكال الرهيبة و الافعال الشنيعة نقلته لعالم كامل من الاشمئزاز , سقط بعدها على الارض منهكا و وجهه مصفر , ثم سقطت عينيه على قدمين تقفا بجانبه , ابتلع ريقه ثم رفعها نحو الزائر الغير مرغوب به , فوجد انه اقرب لزائرة من بزائر , رغم انه لا يرتدي ثياب السيدات ولكن اعتنائه بنفسه و تلك الهالة المحيط بك تنقل اليك ذلك الشعور , ثم ابتسم ذلك الغريب ..

قال الغريب بصوت ناعم : اول شي كنت شاك انه انت , بس هسا تأكدت انه انت .. شو بتعمل هون ؟؟!!

ظهرت ملامح الصدمة على وجهه و هو يحاول ان يقرن , الصورة التي لديه عن هذا الشخص , ما انقلب له حاله , فرغم انه كان يعلم انه اصبح من صنف الرجال هذا , اوه عذرا , ربما من صنف اللآدمين هذا , و لكنه صدم بالنتيجة , فهل فعلا هذا ما آل اليه حسين دلوعة ؟؟!!



» تشتعل القلوب فتحمر متوهجة «

تنهد بتعب و هو يمدد اجزائه , ثم سأل الشخص الاخر باهتمام : شو سر هاللقاء المفاجئ ؟؟!! بعرف انه ما بتقابلني الا مع عباس , ليش جاي اليوم ؟؟!!

نظر اليه الشخص الاخر بقهر : جعفر انا جاي على اعصابي , و انت جاي بكل برودة اعصاب تتمغط قدامي ؟!!

اسند جعفر نفسه ثم قال له بملل : ييييييييييييه على علينا , انت كمان بدك اقعد معك مجاملات و كذابه ..

نظر اليه الشخص الاخر بحقد : المشكله مو الحق عليك , الحق علي يلي بركض ورا شخص مثلك , عقله جوزتين بخرج ..

تعالت ضحكت جعفر : ههههههههههههههه , يا اخي بموت عليك و انت تبهدل , على قد ما بشوفك مروق و بتحمل و بتسمع مصايب و مع هيك رايق , انا بس تحكي مع كلمتين , بكون كلهم بنفتره و عصبية ..

قاطعه الشخص الاخر و هو يركله بقدمه على قصبة قدمه قائلا : اخلص , ناقصني تحليلك الغبي حاليا ..
نظر اليه جعفر بود , ثم قال : يا اخي باسلوبك هاد بتذكرني بغيداء ..

ضربه بزجاجة الماء البلاستيكيه التي امامه , ثم قال زاجرا : في حد بشبه زلمة لبنت ؟؟!!

جعفر ببسمة : شو اعملك , هي ما بتكون تحكي معي الا و هي مستنفرة و بس بدها تتهاوش , مثلك حاليا ..

نظر اليه الشخص الاخر بتأمل ثم قال : شو جعفر حبيبي , هو صح انا مو فاضي لغرامياتك المتخلفة و اخر انجازات الشجاعة غيداء , بس بحب اكد لك , انه اسلوب الاستنفار هو الاسلوب الوحيد المناسب لتعامل معك , و بعدين اظن ما حد بعامل باستنفار اكثر من وسيم ..

تصاعدت ضحكت جعفر من جديد , ثم قال : لا هداك مستعد يفتح سماعة يقول لي , يا حيوان و يسكر .. هههههههههههههههههههههههه ..

شاركه الشخص الاخر الضحك , ثم قال بصوت ضاحك : ولك اكثر مره ضحكتني فيها عليه , لما كان بده تدله على مكان كله بنات ليل , و بعته على حضانة للأطفال , هههههههههههههههههههههه , انا كله كوم , و انه انت بتعرف حضانة ليلية من وين ؟؟!!

اجابه جعفر ضاحكا : ههههههههههههههههههههههههه , ولك وحده من يلي كنت اطلع معها كان عندها طفل نمر عليهم و نحطه عندهم و نطلع ..

نظر اليه الشخص الاخر بيأس , ثم قال : انت ما بتعوف اي بنت ؟؟!! لا ارملة و لا مطلقة و لا بنت ؟؟!!

تنهد جعفر بالم : دا كان زمااااااااااااااااان , هسا اعتزلنا الغرام ...

اجابه الرجل بمزاح : مو بكيفك , الله يحفظهم يلي بخلوك تمشي على العجين ما تلخبطه .. بالله شو عمل فيك وسيم لما عرف انها حضانه مو زي ما هو متوقع ؟؟!!

جعفر بضحكه : هههههههههههههه شو بده يعمل , فتح خط , سب علي لشبع و بعدين سكر , ههههههههههههههه , ولك قهرني جاي يسألني عن كازينو بعد يومين من زواجه ؟؟!! ههههههههههههه كل الناس بتنهدي بعد الزواج , الا وسيم العكس , ههههههههههههههههه ..

قال الشخص الاخر بألم : بصراحة لما تعرف شو عامل رح تخاف اكثر عليه

قلص جعفر عينيه و زوى ما بين حاجبيه , ثمسأله : هسا شو كنت بدك مني ؟؟!!



» صفت قلوبهم فابيضت «


سألت غيداء بقلق : شو لسا نايمه ؟؟

اجابتها رجاء بتعب : اااااااااااااه , و الله حالتها بتقطع القلب ..

غيداء : يا ويلي عليها , ولك طلعت مو بس بتحب وسيم طلعت بتعشقه ..

اجابتها رجاء ببسمة : و مين ما بحب وسيم ؟؟!!

نظرة غيداء لرجاء بشك : انت بتحبي وسيم ؟؟




يتبع






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-14, 01:34 AM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


نظرة غيداء لرجاء بشك : انت بتحبي وسيم ؟؟

اجابتها رجاء بهدوء : طبعا , و ليش ما ..

قطعت كلامها و قد ادركت ما تقصده اختها , فالتفت اليها بغضب ثم قالت : ولك انت دايما نيتك عاطله , الله يعين جعفر عليك يا متخلفة , بحبه زي اخوي , زي قريبي , و بعدين بحياتي ما شفت من شي غلط , ليش ما احبه ..

القت غياء نفسها على الارض ضاحكة , فهي لم ترى رجاء بهذه الحالة الا قليلا , و كان الامر يستحق المجازفة بسؤالها و اثارت اعصابها , فطالما كانت تشك بوجود عواطف من نوع خاص تكنه اختها لديه , فلم تنسى يوما انها سمعتها تتحدث عنه مع فدوى ..

بعدما هدأت رجاء قالت لها بغيض : نفسي افهم من وين بتجيبي افكارك الغبية هاي ..

نظرت اليها غيداء باستخفاف و قالت بعدما مدت يديها على الارض فاتحتهما على اتساعهما : بدك الحق , هاد السؤال ببالي و قلبي من اسنين و ايام , كل مره بدي اسألك و بستحي ..

اعتلت معالم الدهشة وجه رجاء , ثم سألتها : و ليش كنت تشك اني بحبه ؟؟!!

ضحكت رجاء بهدوئها المعهود , ثم قالت بود : رح تنصدمي لو عرفتي الحقيقة ..

نظرت اليها غيداء بفضول و سألتها سريعا : ليش شو في ؟؟

تعمقت ضحكت رجاء ثم اجابتها : عادتك بدك تغيريها , بتذكري انه بعد ما كنا شلة انا و فدوى و نرمين تفرقنا ؟!!

اجابتها غيداء برأسها بالايجاب , و انتظرت من رجاء ان تكمل حديثها , و هذا ما حدث , اذ قالت لها : السبب و بساطة وسيم ..

تناوبت المشاعر الشفافة على وجه غيداء , ليستحلها اخيرا الاستغراب : كيف ؟! قصدي يعني ليش حبوا الثنتين مع سوى ؟!!

هزت رجاء كتفيها علامة جهل , ثم قالت : ما بعرف , كل يلي بعرفه انه حكت لي نرمين عنه , و حكت لي انها كانت تحبه من مده , و بعدها اجت فدوى و حكت لي انها بتحبه , فحكت لها تشيل القصة من بالها لانه نرمين بتحبه , و بتقدري تتخيلي شو صار , للاسف ..

نظرت اليها غيداء باستهزاء متعجب , ثم قالت باستهجان : انت مجنونه يا بنت ؟؟!! ليش حكت لفدوى هيك ؟؟!!

قالت رجاء بحزن : كنت مفكره رح تبعد عنه مجرد ما تعرف انه نرمين بتحبه , و ما اتوقعت ابدا تعمل يلي عملته بنرمين ..

سألتها غيداء بشك : بهدلتها ؟!!

رجاء بحزن : ما بعرف شو صار بالزبط , كل يلي بعرفه انه نرمين زعلت مني لاني حكت لفدوى عن سرها , و هاد عرفته من صاحبه النا , بتعرفي نرمين كانت محبوبه , و بعدها بلشت منافسة بين فدوى و نرمين عليه ..

نظرت اليها غيداء بالم , ثم سألتها : طيب ليش بعد ما عرفت فدوى و شو عملت معك ضلتك مصاحبتيها ؟!!

ظهر ندم على معالم وجه رجاء , لم تفهمه غيداء جيدا , بينما اجابتها رجاء قائلة : زعلت منها فترة , و سمعتها كلام , بس ضلت تعتذر مني , و انت بتعرفي ما كان حد يخلي بناته يختلطوا معنا و لا يزورونا الا اهل فدوى و نرمين , و الاهم من هيك , كنت دايما اشفق على فدوى و احس انه بدها حد جنبها ينبها و يدير باله عليها , كنت احس كأني ام الها ...

اجابتها غيداء بقهر : انت غبية و هبله , و طول عمرك كانت تستغلك فدوى و الكل عارف , بس عمرك ما بتتعلمي , اساسا انا مستغرب مو كابسه على نفسنا هالفترة ...

عندما دام الصمت , سألتها غيداء بتردد و شك : شو ؟؟!! ليش ما ردتي علي ؟؟! ليكونوا متزاعلات ؟؟!!
اجابتها رجاء بسخرية : بجوز تعلمت درسي ..

نظرت اليها غيداء بذهول , ثم قالت : شو !!!!!!!! .. ا ا ا , لأ قصدي .. مو فاهمه شي تصدقي ..

اجابتها رجاء بسخرية : انا رح احكي لك كلمتين و لا تسأليني ليش .. اكتشفت انه قربي من فدوى بخليها اسوء , و انه طالما ضامنه وجودي رح تتمادى و تستهتر بحقوق العالم و انا اولهم , لهيك اخذت قرار و بعدت عن حياتها و بعدتها عن حياتي ..

نظرت اليها غيداء بحيرة شديدة , فهي تعلم علم اليقين انه لا يمكن ان يكون الامر الذي جعل اختها ملكة الطيبة تقرر به ابعاد شخص من دائرة اهتمامها و عطفها ليس بصغير بل بالعكس , و لكنها لم ترد ان تضغط عليها , فلا بد ان يأتي يوم و تقول ما تكنه بنفسها ..

و كتغير للموضوع قالت رجاء بعد صمت : شفت مبارح قديش كانت الاء حنونه ؟؟!! صدمتني كيف احتوت نداء , حتى صرت احسها حابه تحكي عن يلي بقلبها و يلي مذايقها , صح ؟؟!

اجابتها غيداء و هي تحاول ان تركز بما تقوله رجاء و تخرج من دوامة حيرة سقطت بها : اه .. شكله بلشت تعرف انه كل البشر بيغلطوا مو بس هي ...

رشفة قهوة من فنجانها و سألت غيداء : شو متى راجعه لشغلك ؟!!

نظرت اليها غيداء بصمت , ثم اجابتها : ممممم مو عارفه , بس غالبا هاليومين , و انت ما بدك تدوري على شغل , صار لك مده ماخده شهادتك , ما فكرتي تقدمي على وظائف ..

اجابتها رجاء بنصف ابتسامة : حسب ..

سألتها غيداء باستغراب : حسب شو ؟؟

بعد برهة من الوقت , قالت رجاء : ما بعرف شو رح يصير بيني و بين طارق , و بصراحة اكبر , انا طالما عندي اطفال طارق رح اتفرغ لهم , و مستحيل اتركهم و اروح اشتغل ..

نظرت اليها غيداء بتأمل , ثم هزت رأسها بيأس و قالت : مفكره تربي اولاده لو انفصلتوا ؟؟!!

اخفضت رجاء رأسها , ثم قالت : شو يعني ؟!! بعدين انا بحسهم اولادي كمان , صح ما خلفتهم و ما شفت اول سنين حياتهم , بس ما بيمنع اني احس انهم اولادي و قطعه من قلبي ..

قالت لها غيداء بقهر : مجنونه شي ؟!! افرضي راح تزوج ؟!! انت تشقي و تتعبي مع اولاده و هو ماخذ راحته مع وحده تانيه ؟؟!! من وين لك كل هالغباء هاد ؟؟!!

اجابتها رجاء بهدوء مصطنع : احسن ما تربيهم وحده ما عندها قلب , انا لو اعرف شوكه غزتهم بموت من القهر , كيف لو وحده ذلتهم ؟؟!!

نظرت اليها غيداء بقهر و ذهول , لم يسعفها لسانها الا لقول : لا حول و لا قوة الا بالله ..

ثم سألتها بعد مده : اذا اجاكي انت حد و بدك تتزوجي , شو تعمل فيهم ؟؟!!

قالت رجاء بحسم : انا جربت مرتين و فشلت , ما عتدي استعداد اجرب من جديد ..

غيداء بغضب : لا بالله جد ؟!! لا حبيبتي مو على كيفك , لازم انت كمان يكون عندك اولاد من صلبك , و تكوني اسره ..

قاطعتها رجاء بالم : حتى لو كنت بقدر اعمل هيك و انا فعليا ما بقدر , مستحيل اتزوج او اترك اولاد طارق من دوني يعيشوا هالحياة , خليني اقوم اجهز الغداء احسن لي و احسن لك ..

قاطعتها قبل ان تستطيع غيداء استيعاب ما قالته و قبل ان تستطيع سؤالها التوضيح , و تركت غيداء بحيرة اكبر من سابقتها ..



» تعكس قلوبهم زرقة هدؤهم «




اتكئ برأسه منهك على مقود السيارة , ثم بدأت زفراته بالخروج بالتوالي من اركان صدره طليقة بعد طول احتجاز , لكن في تلك اللحظة لم يعلم سببها بالتحديد , فغمرت عقله المشوش اعصارا , و قلبه النازف الما , و جسده المنهك تعبا , لم يتألق له سوى وجهها بين تلك الضوضائيات , تخرجه من قاع المستنقع لترتقي به درج الامل , لم يستطع المماطلة اكثر او التعلق ببقايا جرح كبريائه الرجولي , لما يحرم نفسه من شيئا احبه , لما يجب ان يكون هو الحنون المراعي المتعاطف , لما عند اول انانية يعبر عنها و يواجهها بأسلوب البشر الملتوي يعاقب , لما هي دون البشر من تجعل الجريمة امرا يسير , لما هي دون النساء تجعل الغواية امرا مستهان , لما هي دون الاحياء جميعا تتساقط عنها مبادئ الحياة , رغم انها لم تطالبه يوما بشيء , و رغم انها الوحيدة التي ترفعت عن مساعدته , و رغم انها الوحيدة التي تنكرت الى اي حاجة يلبيها لها مسرورا , لأول مرة يواجه نفسه بها , انه مهما سعى للكمال و حاول وصول مراتب الشرف , هنالك النفس الامارة بالسوء , و هي التي تجعل الان و بهذه اللحظة و بدلا من الاقتناص من زياد اخيه و متابعة البحث عنه , يريد ان يذهب لذلك الحبيب و فارس الاحلام , الذي تغنت يوما بمحاسنه و حبه المسيطر على قلبها , ليزهق روحه , و يقول لها بكل فخر , و الان من لك احد غيري لتحبيه , و ان انكرت حقه ذلك لن يكون لديه اي ذرة تردد بالتخلص من رجال الارض جميعا لتسقط بين يديه ...

فتح عينيه بجحوظ ثم بدأ بضرب رأسه ضربات متتالية على المقود معنف نفسه , هو اين و الوضع المتأزم , الذي يحيط بيه من كل النواحي , و افكاره الغبية اين , هو يوما "بمشاعره المسالمة " لم يعرف ذلك الحب الارعن او ما قادته افكاره منذ قليل اليه , طبعه يحب السلام , ربما نتيجة الوضع الذي وجد نفسه به , و الكبت و الصبر الذي مارسه على نفسه , جعله متمرسا الهدوء , حتى عند اقصى لحظات حياته و اكثرهن احباطا يتعمد الصمت , صمت قاتل له قبل الجميع , و منذ زمن بعيد لم تقده افكاره للتصرف برعونة او طيش , الان فقط و من سنوات يجد نفسه بهذا الوضع ما السبب ؟؟!!
لكن الاهم من السبب , المسبب , اذا تطور تبلده و سلبيته بعلاج الامور لن يضمن تناغمه المعتاد , لا ربما فعلا يحط بعنف لم يسبق ان رأه احد ..

عند تلك اللحظة اخذ قراره و تحرك مقيدا لا مخيرا باتجاه اميرته , اميرة كانت امهر منه بفنون الصمت و البرود , امير علمته معنى الاستفزاز الذي كان اخواته يشهدون به له بنزق و غضب , الان فهم قلة صبرهم و صراخهم بوجهه بسبب هدوئه , لأول مره احدهم يحاربه بسلاحه , و الاسواء من ذلك انه يسقط في الاختبار معلنا فشله ..

توقف امام بيتهم و لم يتوانى لينزل من سيارته متوجها نحو الباب الانيق قارع الجرس و منتظرا بصبر كاد ان يفارقه , لم يبالي انه وقت العصر , و ربما هن خارجات او يأخذن قيلولة ما بعد الغداء , لم يبالي الا بنار احرقت قلبه و جوانب صدره , ليعلن انه ما عاد هناك من امل بالصبر ..

قطع مسار استغراقه صوت يجيبه قائلا : شوي هسا بفتح ..

فعلم انه مجنونة جعفر , بدأت يضرب براحة يده على فخذه منتظرا , الى فتح الباب , ثم خاطبته غيداء بابتسامة : طارق , يا هلا و الله , اتفضل ادخل , ولا بدك الاولاد ؟؟

هز رأسه رافضا قبل ان يجيب : لأ , انا ...

ثم بعزيمة نظر اليها و سأل مستفسرا : رجاء هون ؟!

حاولت غيداء اخفاء معالم التعجب من وجهها و اجابته بود معتاد : طيب ادخل , و اقعد بغرفة الضيوف و هسا بناديها ..

تطابقت افعاله مع اقوالها , و ما ان جلس حتى عادت يده لتربت على فخذه بحركة متوترة غير معتادة لديه , و كأنها تهدأ من بركان يموج بداخله مشتعلا , و تحاول اخماد ناره , عندما طال الوقت , اراد و بشدة الدخول اليها و يرى سبب تعطل وصولها اليه , و لكن منعه احترامه لحرمة ذلك المكان من فعل ما اراده , و بعد وقت ليس بقليل دخلت اليه بهدوئها المعتاد و ببسمة ارتباك تحتل وجهها , فأحال جسده لسائل رخوي لا يستطيع التحكم بأجزائه المتهدلة , و عاجله سؤال بداخله , هل يمكن لذلك الملاك الواقف امامه ان يثير بنفسه كل ذلك التوقد الشيطاني و الرغبة بالدمار و التحطيم ؟؟!!

قطع صمتهم يدها المدودة بسلامها البارد المعتاد , و لكن ليس طارق الحالي من يكتفي بذلك , فهو رغم زرقة قلبه الشبيهة بالبحر , فهو كالبحر ايضا لا بد ان تعصف به الاعاصير و تخرج منه ما بطن و تعم الفوضى ارجاء صفائه , فامسك يدها و حضنها الى صدره مكبلا اياه اليه , و رغم انها ارتجفت بين يديه التي لم تلمسها الا مرات معدودة , بعدد اقترابه الضئيل منها , الا انه لم يتركها , لم يستطع , فليس هو نفسه طارق المنضبط المراعي المحب الحنون , هو طارق الرجل الانسان الضعيف , محتاج لذراعين زوجته امرأته تحميه من شروره قبل شرور الاخرين , توقف ارتجافها , ربما ظاهريا و لكن ايقن انها استعاضت عنها بدموع تتدفق على قميصه , و مع ذلك انانيته الوليدة حديثا ابت ان يتركها , فمهما كانت تتعب من قربه و عازفت عن بعده , لن تكون و لو بمثقال ذرة تشابه مقدار حاجته و رغبته اليها ...

قال بصوت نازف : هارون مات ..

تصلبت بين يديه بعدما مر على عليها الخبر و استطاع ذهنها المشوش من قربه تحليله , و لكن اقسى ما استطاعته كرد فعل ان امسكت قميصه بيديها ..

ليعود صوته المرتجف الما و عذابا ليقول : مات يا رجاء ... مات و هو ما حاول يصلح اي غلط من اغلاطه .. مات و انا لسا ما سامحته ...

صمته مشبعا بدموع قاسية لم يذرفها , حتى لم يحاول ذرفها ..

ليقول اخيرا بألم : مات و انا لم اصاحبه بالدنيا معروفا ..

عند تلك اللحظة تشربت جميع حزنه , لتتدفق ينابيع حزنها دموعا , دموع تبكي المه قبل المها ..


» اسودت قلوبهم فهي اشد قسوة «



نظر عباس نحو جمال بوجوم , ثم قال مستفسرا : و معقول يكون خبر موته حقيقه ؟!

هز كتفيه جمال بجهل , و لكن قال بتحليل : و اذا ما كان ميت , و لنفرض الشرطة اعلنت خبر مغلوط , شو رح يستفيدوا ؟!! شو المصلحة من اخفاء هارون ؟؟!

قال عباس بجهل : ما بعرف , بس انت شفت و سمعت كل الرجال انكروا انه قتلوا او شافوا جثته , فكيف هيك تعلن الشرطة ؟؟!

قال جمال بهدوء : و لحد الان ما بين اي حركة او رد فعل لهارون , فممكن يكون كلامه صح , و لحتى نتاكد ما في امامنا الا نستنى و نشوف , لازم نصبر و نضل مترقبين اي حالة او تحرك من رجاله يلي ضايلين

تأفف عباس بملل و هو يركل الكرسي بقدمه مزمجرا , ثم قال بعنف : نفسي اقضي عليهم و ابيدهم و امحي اي اثر للحقير , بس كل خوفي انه الاوراق المختفية تكون وصلت للشرطة او بيد واحد من رجاله ...

تراخى جمال بمقعد , ثم قال بفتور : ما في خوف , و صدقني لو كان مع الشرطة ما كنا لسا قاعدين بمكاننا ... ما في حد من رجالنا يجيب خبر من الشرطة ؟؟!!!

نظر اليه عباس بوجوم , ثم قال : كمان شوي بصل زهير , هو خبير بهاي الامور ..

قال جمال مشككا : ما لحظت انه كان غريب اخر مره ؟؟

نظر اليه عباس بطرف عينيه و هو يسكب لنفسه كأس من النبيذ : قصدك لما حاول يغير قراري بضم الشاب من السلاح الجوي لنادي الشواذ ؟؟!!

عندما اشار جمال بالإيجاب , اجابه عباس بنصف ابتسامة قائلا : لا عاد ما تتفاجئ و لا تشك , اساسا لو اتصرف غير هيك كنت شكيت , زهير دائما بتعامل بعاطفية مع فتيان حيه و هو صغير , يعني ما يغرك حقارته و دناءة نفسه و تفكر انه متبلد المشاعر , اذا الميؤوس منه حسين كان ما بده يورطه , و هاد و هو عارف انه اخر شخص يتصف بالرجولة , و مع هيك دافع عن رجولته ... هسا ما علينا و اتركنا منه و من صاحبه , الاهم حاليا نعرف نكمل خططنا بمنتهى السرية قبل ان ننفضح و هي بأولها ..



» كلما اصفرت قلوبهم زاد بعدهم «



حرك بصمت و هو يحضر نفسه للخروج , و ما ان تناول حذائه ليرتديه , حتى قطع عليه صوتا ثخين استرساله قالا : وين بدك تتطلع ؟!!

نظر اليه بعد مدة من الصمت , محاولا سبر اغوار نفسه , و لكنه لم يستطع التيقن من نفس الرجل الاكبر عمرا , لذلك قال بتودد : كنت ناوي امشي شوي , بالمرة اشتري كم غرض للأكل

قال الرجل الاكبر ببسمة جانبية : ما في داعي , كمان شوي بيجيب ولد انا موصي هالاغراض , ما بدي نبين هاي الفترة ابدا ..

قال له الشاب بمواربة : انت معروف و شي طبيعي ما تطلع من هون , بس انا وجه غير معروف و ما في داعي تخاف يتعرفوا علي ..

قال له بعد فترة صمت بنفس البسمة : لأني متأكد انه خروجك ما رح يقدم و لا يأخر , و لأني عارف و متأكد انه وظيفتك بس تحميني و تضل معي , ما في داعي تعب حالك ..

لم يعلم الشاب بتلك اللحظة لما يشعر ان ذلك الكلام لم يكون كما بدى و كأنه يحوي معنى اخر غير الظاهر , فحدق به محللا مرة اخرى , الى ان باغته سؤال مفاجئ ..

سأله بود : ما رح تحكي لي سبب حزنك ..

ثم اشار لصدره و بالتحديد لقلبه : او لنحكي شو المشكلة هون ؟!

بهت و لم يجبه بشيء , نظر اليه طويل , ثم عاد ليقول : مو عارف عن شو
بتحكي ؟!!

حدق اليه الرجل الاخر بسخرية و قال : طيب زي ما بدك .. ممممم ..

نظر اليه بنظرة ذات مغزى ثم قال له من جديد : كريم .. بتعرف ...

ابتلع ريقه ليقول له من جديد : بتعرف تصلي ؟؟!! لأنه ... لأنه بفكر اصلي ..

تلك المقولة و برغم من انها متناقضة من كل النواحي , اولا من ناحية التفكير بفعل الواجب و التردد نحوه و الخجل من لفظه , و الاهم انه صدر من رجل اهم رؤوس العصابات , و ناحية اخرى انه يقوله و كأنه يفعل ما يريح به قلب رجل اخر لا قلبه , و عندما تلقى اجابة مترددة بالموافقة من كريم , قاطع ما كان سيقوله كريم مدعيا به السخرية من قول هارون , و محاولا بذلك ابعاد الشك عنه نحوه , فقال هارون اولا : يا ويلك يا كريم اذا حد عرف , اعتبر اخر يوم بحياتك ...

ثم وقف هارون مبتعدا و لم يدع يرى نظرة الهارون المتلاعبة و الحنونة ..



» تتورد قلوبهم خجلا «

تأففت الاء بملل و هي تجلس , ثم التفت بوجهها نحو غيداء سأله : شو مطول طارق جوا ؟؟!!

نظرت اليها غيداء بطرف عينيها و هي تتلاعب بالهاتف قائلة : يعني وحده مع زوجها , شو بدك فيهم ؟؟!!

صمتت الاء قليلا , ثم قالت بحزم : بصراحة انا كنت بدي اخذ اللاب توب تاع نداء من عندنها , بدي اعرف ليش انهارت نداء , جد كلي حرقة اشوف شو يلي قرأته ..

اوقفت غيداء اللعبة , ثم نظرت نحو الاء بصمت , و سرعان ما ارتسمت البسمة على محياها قائلة : بسيطة لا نستنا و لا بطيخ , قومي جيبي و تعالي ..

نظرت اليها الاء متفاجئة : عادي , طيب بلكي زعلت ؟؟!!

قالت غيداء بسخرية : خايفة من زعل رجاء و مو خايفة من زعل نداء اذا عرفت انه قرأنا شو كاتبه بدون اذن ؟!! روحي جيبي بلا هبل ..

و ما هي الا دقائق معدودة الا و كانتا تجلسان جنبا الى جنب , ثم فتحت الاء جهاز الحاسب المحمول للقراءة , فخاطبة الاء غيداء اثناء فتحها للجهاز : اسمعي روحي اعملي كاستين نسكافيه و تعالي , و الله جاي على بالي ..

اجابتها غيداء : بالله شو ؟؟!! ما دخلني , قبل شوي لسا عملت لكم قهوة , هسا دورك ..

وكزتها الاء قائلة : بالله عليك قومي , بلا زناخه , عارفه اني بحب النسكافيه يلي بتعملي ..

غيداء : بلا بتحبي بلا بطيخ , هسا دورك هاد يلي بعرفه ..

نظرت اليها الاء بحزن و كلها ملامح توسل , مما جعل غيداء ترضخ قائلة : ماشي , بس لا تقرأي الا لما اجي , و ألا يا ويلك ..

ما ان خرجت حتى بدأت الاء بالبحث عن الملف المراد , و عندما يأست قررت ان تبحث بملفات ال"وورد" المفتوحة مؤخر , و ما ان وجدته و فتحته حتى كانت غيداء بجانبها , فسألتها : شو لقتي ..

اجابتها الاء و هي تتناول كوبها : مممممم , تعالي يلا بدي بلش ..

جلست غيداء بجانبها و استغرقتا بالقراءة : بحكم خبرتي بالكتابة و قراءتي للكثير من الكتب و القصص , تولدت عندي بعض العبر و من اهمها , انه كل ممنوع مرغوب , و انه ما زاد التعب بنيله و الجهاد للوصوله كلما كان ذا اثر اطيب و اعز و اغلى للقلب , لذلك عندما ارى في احدى القصص تصف معناتها مع زوجها او احد الراغبين قائلة , انها حاربته او ملئة حياته شقاء و المته , او ان تقول انها اكرهته حياته , اتيقن انها بدأت اول الخطوات لتوقعه بمصيدة حبه , و ما اعلانه لحبها الا ايام معدودات , فالرجل الشرقي بشكل خاص , لا يجذبه الا المهر الاصيل العنيد الهائج , الذي يتحدى رجولته , فيصبح راغبا بامتطائه و اعتلائه متفاخرا رغبة اشد و اكثر توقا , فليس هناك اجمل من اثر العنفوان في نفوسهم , لذا و ببساطة قررت العكس , و اجتهدت لاكون اشد النساء سهولة و بغاء ..

صوت السعلة الشديدة و الشهقة المصاحبة لها , جعل غيداء تضرب على ظهر شقيتها و عينيها معلقتان بالشاشة لتصل لتلك الفقرة التي جلبت كل ذلك الفعل من شقيقتها , مما جعلها تماثلها ذهولا فتجمدت ملامحها , و لكن سرعان ما عدت للقراءة بنهم : خططت كثير لأقصف رجولته بالصميم , خطط لم تكن لتخطر على بال احد , اردت و بشدة ان اتركه مليئا بالشكوك متعذبا بسياط القهر بينما اشوك الخيانة و الغدر تحيط به , فما ان جرني عائد بي من ذلك الحفل الغبي , حتى ان كبحه لغضبه كان بأواخر اصفاده , فربما هاج بي قبل تحرري لتطبيق الجزء المقبل , و لكن الحظ كان بصفي وقتها , فما ان وصلنا لشقته بالقاعدة الجوية , لاغيا الحج الذي اعده له والده بالفندق , حتى قابلا احدى الضباط الزملاء له , فطلب مني بكل حزم ان اخذ المفتاح و اغادر قبله , و كأنه يتخذه حجة ليبتعد عني قليلا , و لم يعلم وقتها انه اعطاني ما ابتغي على طبق من فضة ..

بينما كلتاهم تقرأ ما كتبته تلك الحاقدة بذهول و حماس , كانت هي تان باحد اركان المنزل و بغرفة مجاورت لها , و عواصف تشويش تحيط بها , لتحي ذكرى ما قرأته سابقا ..



يتبع




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-14, 01:42 AM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


͂ تشويش ͂ ̴ ̰


وقفت هناك متجمدة لا بل متيبسة الاطراف , اكتسى جسدها قميص نوم احمر قصير جدا , يكشف اكثير بكثير مما يستر , بل هو بالكاد يستر شيئا , اخذت تزفر و تشهق بحدة , و كأنه شخص حكم عليه بالإعدام و يأخذ اخر انفاسه بالحياة , فيجتهد بنيلها و اعطائها , و لكنها ما ان سمعت صوت الباب يغلق و دخول احدهم , حتى صلبت عودها و وقفت بعزم , ارتجف جسدها بانهزام , و لكنها اغمضت عينيها بعزم و توجهت نحو باب الغرفة بكعبها العالي نحو الباب , فتحته بارتجاف يديها و خرجت بعدم شعرت بان روحها ازهقت ..

توجهت نظراتها بحثا عن هدفها , فوجدت ضالتها و هو منحنيا ينزع حذائه عند الباب , و ما ان اسند جسده , حتى تصلب بشكل واضح للعيان , نظر اليها بشكل فاصل , بعد نظرة الشهوة الصريحة التي قفزت لمعالم وجهها , عادت نظرة الشك لشاركها تلك الملامح , فظهر نظرت الحذر كحلا وسط بينهما ..

قطع استغراقه الفاحش بتقاطيعا صوتها الذي حاولت السيطرة عليه و تكيفه على هواها قائلة ببسمة اغراء ممتهنه : شو سنتين لتدخل , ازهقت و انا بستناك ..

تعالت معاير الحذر بوجهه منذرة بخطر قريب , بينما اكملت المغوية قائلة : يلا خلصني خلينا نفوت , مو مصدقة متى انام معك ..

عند تلك اللحظة فتح فمه بفجعة , ثم نظر اليها بحقد , ليس هذا ابدا ما يستطيع اي عاقل توقعه او انتظاره من زوجة شرقية اصيلة , بل ما ينافيه على الاكيد ..

بينما تقدمت تلك الفتاة منه و القت بجسدها عليه و بدأت بتقبيله بلهفة و عزم بأنحاء وجهه و رقبته , الا ان قاطعها بان ابعدها عنه بعزم و الصدمة ما زالت تحل باركان جسده , بينما قالت هي ملومة و متلوعة : يا شرير , حرام عليك تحرمني , انا ما صدقت ابل ريقي , و بعدين معك ..

لم يجد الا و يده تتحرك بشكل تلقائي لتغلق فمها , بينما هو ينظر بذهول نحو تلك الفتاة , وكأنه يقف امام احجيه يحاول تحليلها و ربط اجزائها من جديد ..

ابعد يده من جدي و كأنها نار تكويه , و ذلك تحت وطأة قبلاتها المتلاحقة على باطن يده , قالت له بمزاح مغوي مقيت : شكله رح اغتصبك ..

لم تكمل كلامها , لأنه يديها حالت دون ذلك بعدما قذفها بلكتا يديه مبعد اياه عنها , جعلها ذلك تتعثر متراجعة للخف لتسقط امامه , و لكنه ابعد وجهها و هو يحترق نارا ؛ عاد ينظر نحوها بحقد و هو يسيطر على نظراته الملتاعة مزمجرا غضبا : هاد مو لعبة يا نداء , اصحي , لحد هون و بس , انت ما بتنتقمي الا من حالك , مفكرة انه هي رح تخلني اشك ..

فقاطعت ببسمة بعدما مدت لسانها لتلعق شفتها قائلة : و مين قال اني حاليا بدي اشكك في ؟؟!! انا حققت انتقامي من زمان , بعد ما خليتك تتزوجي بضاعة مستعملة و منتهية من زمان ..

تحجرت نظراته و اقترب منها ببطئ , ثم انحنى عليها مفترسا يديها بيديه قائلا : انت عارفه انه و باقل من لحظت ممكن امسحك عن وجه الارض , انت عارفه انه كلامك سواء كذب و من باب الانتقام او حقيقة انه رح يجيب اجلك ؟؟!!

صرخ بجملته الاخيرة , بينما هي ضحكة متجاهلة الالم المتشقق من يديها , ثم اقتربت من اذنه لتهمس بصوت مستفز : شو رأيك تذوق شي ما عمرك ذقته , و تفكك من كلام الروايات و الهبل يلي بتحكي ؟؟!!

عند تلك اللحظة بدأ بهزها بعنف , الى ان استك فكها بشدة , ثم ابعدها عنه و كأنه يرمي قاذورات , ليقول بتهديد : انت عارفه باقل من لحظة ممكن اخليك ما بتسوي شي , و اثبت لك انه كل هاد يلي بتعمل و بتكذبي في ما اله فايده معي , فبلاش يا نداء تلعبي معي لعبتك الوسخة ..

فقالت بنتهيدة مع بسمة و هي تمرر يدها بطريقة مغرية على فخذها : انا مو عارفه شو يلي قاهرك بالزبط , انه فكرة قرابتك سمعتها تكون سيئة و لا زوجتك يلي بتحمل اسمك ؟!! ان بتنكرها من باب عدم التصديق او من باب الخوف من التصديق ؟؟!! ... طيب ليش مزعل حالك هيك ؟!! خلينا نمتع حالنا حاليا و بس تاخد موقف ممكن نتطلق و يا ..

لم تكمل قولها فصفعة وجهت اليها الجمتها , سقطت دمعة يتيمة من عينيها نتيجة حدة الصفعة على وجهها , و لكن تلك اليد التي توجت خدها باحمراره ابت ان تكتفي بذلك فامسك بخصلات شعرها ليشدها صرخ بحقد : انا بدي اعرف ليشب تعملي بحالك هيك ؟!! ليش بتسوء لحالك و اهلك و شرفك ؟؟!! ليش بتلذذي بطعن اعز الخلق على قلبك باستهتارك بسمعتك ؟؟!!

افلت شعرها بعنف لا يقل عن عنف امساكه , ليمسك كتفيها و يرفعها نحوه , ثم يقول بهسيس : انت عارفه شو عقوبة يلي بقذف المحصنات ؟؟!! انت عارفه شو عقوبة الافتراء ؟؟!! انت عارفة شو عقوبة التبجح المعصية ؟؟!! انت عارفة شو عقوبة كره الذات و الاستهتار بحقوقها ؟؟!! انت عارفه شي من هالحياة اساسا ؟؟!! لا تخلي حقدك يعميك عن غضب الله , اصحي قبل ما تكون سبب لمصائب تجعلك بالدرك الاسفل من نار ربك..

ثم قذفها مرة اخرى و هو ينظر اليها نظرة احتقار , ليقول باستهزاء : انا ما رح اقول انك ما انجحت بفعلتك , لا انت زرعت كل ذرة شك , لا تخافي خطتك ما فشلت بزرع الشك , بس فشلت بتوجيه الشك ليلي بدك اياه انت ..

نظرت اليه بحيرة , ابتلعت ريقها من بين العواصف التي المت بها , فرغم ما اردته و بشدة , ففي هذه اللحظة تشعر انها اهانت نفسها بطريقة مبتذلة لم تثمر الا ندوب بنفسها , و طريقته بالكلام لم تحقق لها السعادة التي كانت تتوقعها , بل بالعكس جعلتها خائفة من الغد , و خائفة ان تقابل ربها بضمير مرتاح , فكيف تصلي له بعدما حدث , ذلك جعلها بأشد الشوق لتبتعد عن وجهه و تحشر نفسها بتلك الغرفة التي خرجت منها , لتنهار بين يدي ربها داعية بالمغفرة لنفسها الظالمة



̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰



من زوبعة الى الاخرى , و من شهيق للأخر تناقلتها دوامات التشويش , فتلك دوامة اخرى تجذبها لأعماقها ..




̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰


جلست بركن غرفتها مسندة رأسها للحائط , رغم ما تشعر به من ذنب و رغم القهر الذي الم بها , الا انها لم تشأ ان تسلم الراية ببساطة , فذلك ما خططت له منذ اعوام و اعوام , لا يمكن ان تجعل بضع كلمات من حقير مثله تجعلها تستسلم , يجب ان تجعله يتجرع كأس المرارة و الشك , لا بل يجب يتجرع اقداحا منه , توجهت نحو الخزانة الملحة بغرفتها التي لم تغادره من اسبوع او ما يزيد , و طبعا قسرا و ليس اختيار , تناولت احد قمصان النوم الطويلة التي تحوي فتحت بطول القدم و جلست على حافة السرير مقابلة الباب , الذي اعتاد ان يفتحه مرتين يومين , ليضع الطعام و يغادر , و لكن اليوم لن تتجاهله لا بل سوف تريه انها ما ينكره و اكثر ..

و ما ان فتح الباب حتى صدمت عينيه بوجودها امامه , لترفع يدها ببطئ و تسحب الطبقة الشفافة عن قدمها و تبان فخذها من فتحة القميص , احتدت نظرته , توج الغضب افعاله , توجه نحو المنضدة و وضع عليها اطباق الطعام و خرج من دون ان يلقي بكلمة او ان ينطق بحرف , تركها ببساطة , و لكن ما زاد ذهولها انه ترك الباب مفتوحا من خلفه ..

تحررت من جمودها و لحقت به لخارج الغرفة , بحثت عنه بأرجاء الشقة و لم تجده , فسقطة على الكنبة بإجهاد الايام السابقة , و اغمضت عينيها بقهر تلك اللحظات ..



̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰


عاد التشويش و القاها بمرحلة اخرى و هي تمسك بيدها الهاتف , قائلة بمزاح : انت ليش معقد القصة ؟؟!!

اجابها الصوت هادرا : لا ابدا سلامتك , لما اسمع اخر مره حكيت فيها معي صوت اصراخك و ضرب و هاد بعد ما صعقتني بكلام غزل غريب عجيب , اكيد بدي اعقد كل حياتي مو بس حياتك , نداء بلا جنان و احكي لي شوب تخبصي قاعده ؟!!

قالت نداء بود : يعني شو الغلط لما اقولك حبيبي و مشتاقتلك ؟؟!

اجابه الصوت بحده : نداء لا تتهبلي انت حاليا مرة اخوي , و قبل هيك عمرك ما عملتيها الا مزح او بدون قصد , و انا حافظك و عارف متى انه عمرك بحياتك ما رح تصفي لاخوي ..

قاطعته نداء قائلة : وسام خلص ... مشان الله خلص , انت عارف قديش بتعز علي , و انت عارف اني بحترمك و بحبك , انت مو بس اخوي انت ابني كمان , و زي ما انا بفصل بعلاقتي معك علاقتي بيني و بين وسيم , انت كمان اعمل هيك , هاد اذا بتحبني طبعا ..

تنهد وسام بهم , ثم قال : و انت لو كنت بتحبني كمان , ما كنت اذتي حد بحيه , و انت عارفه انه وسيم اخوي , و صدقني انتقامك قبل ما يدمر وسيم رح يدمرك , حسي في , انتوا اغلى شخصيين على قلبي , انا بتقطع كل ما احس انه حد منك بتأذى ..

ابتسمت نداء بود ثم قالت : انا مني و علي ما انذيت ..

صمت ساد المكالمة , ليعيد وسام وتيرة الحديث متسألا : طيب لا توقفي جنانك , ماشي ما رح اعترض , بس ممكن تحكي لي شو عملت في وسيم ..

اكمل تحقيقه بعدما واجهه صمت نداء , ليقول : نداء اذا ما بتحكي لي رح احكي لوسيم ليش بتعملي في هيك , و كمان رح احكي لكل العيلة ..

قالت نداء بحزم : بس انت مستحيل تخوني و تخون ثقتي ...

قال وسام : مدامك عارفه , لكان احكي لي ..

احمر وجهها بصمت , ثم تنحنحت , فسألها بقهر : شو ما بدك تحكي , لهدرجة خايفه مني و ..

لكنها قالت مقاطعه له : لأ مو هيك , بس ... و الله مو عارفه شو احكي ...

قال وسام باستفسار : شكلك خبصتي كثير ؟؟!!

قالت نداء بحرج : هيك شي ؟!!

وسام بشك و حيرة : شو يعني ؟؟! شو بدك تكوني عامله ؟؟!!

عندما و اجهها الصمت , حلل الوقائع , و و خاصة عندما خاطبته و كأنه عشيق لها , ليسألها : شككتي انك بتخوني ؟؟!!

فقالت نداء بحرج و ضيق : هيك شي ..

فصرخ بها وسام هادرا : مجنونه شي ...

صرخة جعلتها تبعد السماعة عن اذنها , و لم تسمع بقية توبيخه لها , ثم اعادة السماعة عندما بدأت وتيرة انفاسه تهدأ لتجده يقول : ليش يا نداء ؟؟!! ليش بتقضي على حالك ؟؟!! ليش تخلي يصدق لما كان يقول انك عدوة نفسك الاولى ؟؟!!

قاطعته نداء بقهر لتقول : و الله ما حد عدوي غيره ..

قال وسام بعدما تنهيد : ما رح احكي معك من هون لتصحيحي الوضع , مستحيل ..

قاطعته قائلة : شو يعني بتعاقبني ؟؟!

اجابها وسام : لا بصلح وضعك , نداء لا تلعبي العاب ربنا يغضب عليك فيها ..

قالت نداء مزمجرة : و مين حكى اني بلعب ؟؟!! انا عارفه شو بعمل ..

قال لها وسام بسخرية : هيك انت مفكره , و بكرا الايام رح تخليك تعضي اصابعك ندم , و احكي وسام ما قال ..

قالت نداء مستفسرة : يعني بدك تتخلى عني ؟؟!

قال لها وسام : انت عارفه انه مستحيل اتخلى عنك لو شو ما صار , بس كمان مستحيل اقبل تضري حالك و اخوي و اسكت , لما تقرري تصير بنت عاقلة و تواجهي المشاكل بعقلانية و تحليها من اساسها رح وقف جنبك ..

قالت بسخرية : اه عشان اكون ميتة و مدفونة بجنبها , لا يسلمو يا وسام على النصيحة , بس انا مستغنية , دير بالك على حالك ...

و اغلقت الهاتف قبل تسمع ما ارد قوله ..



̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰


استيقظت من تلك الدوامة على صوت شهقات ظنتها صادره منها , و لكنها عندما استعادت تركيزها ادركت انها صادرة من شخص اخر ارتمى بجسده على السرير الذي بجانبها , و لم تكن تلك الا رجاء ..




انا كلي رغبة و شوق لاقرأ ردودكم و ارائكم و تعليقاتكم اكيد بانتظارها على احر من الجمر , لكم مني كل الود و التقدير , استودعكم الله






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-14, 01:44 AM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ

الرواية هاي الفصل بكون جدا طويل و بحتاج كثير وقت لهيك بتأخر و بنزل بعدم انتظام , و هاد و الله خارج ايدي , و اول ما اكمل شي بنزله بسرعه , شكرا لتشجيعكم و تواصلكم , قراءة ممتعة ان شاء الله ..





الفصل السادس



السلام , كلمة ليست كبيرة و حروفها قليلة , حتى انك ترددها دائما و لا تستشعر ابعادها على النفسة البشرية , هل يوم شعرت بأنها ترياق العلاج و خلاصة الحياة , تكاد تستهزئ من اقوالي , و لكن توقف لحظة و فكر ..

هي من الحروف نفسها المكونة لدين الحق و دين الانبياء جميعهم , اولهم سيدنا ابراهيم , نفس حروف "اسلام" , لا بل هي التحية الاكثر تفضيلا و الارفع شأن بين الترحيبات , هي الكلمة المفتاح التي تلقيها على من تقابله سواء تعرفه او كان اول لقاء , و كأنها كود او رمز تتعرف به النفوس , فتطلب منها السلام و رحمة بموجب ما شرعه الله , لا بل هي اعلان انك شخص تحمل المبادئ الاسلامية الحنيفة التي لا مجال للشك و المفاوضة بها , و ايضا عبير عذب يتدفق حولك ناشرا روح التسامح ملقيا بها لمن يحتاجه , و كأنه تقل له اعلن عن الامان من قبلي , لا بل هذه الكلمة الفيصل بين الراحة و السعادة و بين الظلم و القهر و الحزن , فلا تجد نفس بشرية تسعى الا للسكينة و السلام , و هي نقطة تكون الامجاد , فلا حضارة ازدهرت الا بظل السلام ..

و تحت هذا المبدأ قف دقائق تألق بها مع نفسك , اغمض عينيك و فكر , هل تشعر بالسلام , هل تشعر بالسكينة و عدم القلق , ان لم يكن ذلك ما سبب , هل ظلمت شخص , هل تشعر بالذنب لأنك لم تقوم بفعل شيء , حاول ان تصلحه , لنقل لا تصلحه بشكل دائما فقط تذوق لذة الراحة و السلام , و ستجد ان نفسك البشرية لم تذق شعورا بروعته من قبل , حاول ان تمد نفسك بتلك الطاقة الايجابية يوميا , و لا تبخل على اي شخص تحبه بها , حاول ان تتصفى مع محيطك و ابدأ بنفسك قبل ان تفكر بما يجب ان يفعله الاخرين ...



̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰

جذبت يد زنبرك و صعدت نحو السيارة المتسعة , التي استأجرها عمها ليسافروا بها نحو الشاطئ , كانت ممتلئة بالحماس و الفرحة , لا بل تتقافز الاثارة بداخلها , صعدت عازمةً ان تجلس بالمقعد الاخير هي و كماشة و زنبرك فقط , و لكنها ما ان استقرت و التفت نحو زنبرك تخاطبه , حتى قابلتها عينان ماكرتين ..

قالت بغضب : خير شو في ؟؟!!

اجابها بصوته المستفز : ابدا سلامتك , بس زيحي شوي حتى اركب ..

قالت بأسلوب التهديد : نعم .. نعم .. نعم ؟؟!! و ليش تقعد عندنا ؟؟!! اقعد جنب عمي او بالمقعد يلي بالنص ...

قال لها بهدوء : لا جدتي بدها تقعد جنب ابوي , و انا ناوي انام و اخذ راحتي , و ما في مانع تكون ركبتك مخدتي , يلا عيشي ..

قالت له بقهر : ما فشر , انا كرهت الكرسي الخلفي كله , انقلع بدي انزل ..

لم يسمح لها , بل دفعها لتحشر بجانب زنبرك , ثم دخل رمى بجسده على المقعد محاصرا اياها .

ارادت الاعتراض ولكن اطل رأس عمها ليقول بحنانه المعتاد : انت هون ؟؟!! خلصت تحميل الاغراض ؟؟!!

اجابه زورو : اه كل شي موجود ..

اجابه ابوه بود و هو ينظر نحو رامبو بتحذير : حلو , بس انت و اياها ما بدنا مشاكل , احنا طالعين نتسلى و ننبسط ..

اجابته رامبو بإصرار : طيب خلي يقعد بعيد عني ..

بتلك اللحظة اطلت سناء و هي تتألق بفستان صيف جميل و ساحر : انا بقعد جنبه اذا ما بدك ..

قاطع زورو اقتراحها قائلا : لأ , انت اقعدي جنب تيته , و بعدين هي بدها تقعد على الكرسي الخلفي و انا بدي اقعد جنبها , ليش مو عاجبها مو فاهم ..

خاطب ابوه بجملته الاخير , فخاطبها عمها احمد موبخا : خلص يا نداء , بلا دلع , شو يعني اذا قعدتوا جنب بعض ؟؟!!

اجابته رامبو بتبرير : بس هو بده ينام , و هيك ما بيضل لنا مكان ..

نظرت نحو زنبرك ليؤيد كلامها , فوجدته مندمجا بلعبة " الاتاري " , التي بيده و لا يعيرهم اي اهتمام , بينما تحدث زورو : انا طول الليل بدرس و ما نمت شي , و بعدين هي و زنبرك بس يلي بدهم يقعدوا هون , في مكان كبير حتى نام ..

نظر اليه ابيه بنظرة شك , و لكنه قال اخيرا محاول استرضاء ابنت اخيه المفضلة : ما فيها شي نداء , تحملي وسيم شوي , و بعدين انا دائما بحكي عنك العاقلة الفهمانة ..

و غادر دون ان ينتظر ردها , بينما خاطبت رامبو زورو بمكر : شفت قصده انك انت متخلف و انا عقلي اكبر من عقلك ..

انتظرت صوت صراخ على الاقل , او ان يتحكم به غضبه فيعاقبها بيده , و لكن خابت توقعاته و هي تراه يضحك بصوت مجلجل , و كأنه القت نكتة و لم تكن تشتمه ..

نظرت اليه مشدوهة , و لم تتمالك نفسها فتألقت نظرت الاعجاب على وجهها , فرغم الاحقاد المتأصلة بينهم , لا تنكر انه وسيم بشكل لا يطاق , نظر اليها بمرح ثم قال بصوت خافت : انا متخلف لأني بعبرك , و لأني بحب قربك مع اني متأكد انه ما بطيقيني ..

تعالت الدهشة البريئة على وجهها , ربما صغر سنها و محدودية عالمها , الذي لا تعرف بحدوده سوى الشجار و التحدي و شتم , لم تؤهلها لتستوعب ما يقوله ذلك الفتى الغريب , لما يقول انه يحب قربها ؟؟!! شعرت بخوف , خوف غريب يطرق ابواب قلبها , خائفة منه و من نفسها , في تلك اللحظة لم تعلم لما ادركت انه اصبح بنظرها الشاب وسيم و ليس الفتى زورو ..

لم يطول الوقت و الصمت الذي اقتحم المكان , اذ قطعته سناء غاضبة بقولها : بس انا ما بحب تقرب منك ..

نظر اليها وسيم مستغربا , ثم خاطبها : سناء بلا هبل , اطلعي هسا بتجي خالتي و تيته ..

نظرت اليه بحقد و قالت : انا ما بدي اروح معكم ..

قال وسيم بسخرية : بلش الدلع ..

قالت بصوت باكي : ليش بتحكي معي هيك ..

نظر اليها بصمت , ثم قال : لما تبطلي غنج رح احكي معك منيح ..

وقفت واجمة , وكأن عقلها لم يدرك ما يضيق به هو ذرعا , و لذلك لم تعرف كيف ترضيه ..

ثم سألته باستعطاف دالع : طيب بصير اركب جنبك ..

جابها بحزم و هو ينزل من جسده ليسترخي على المقعد رافعا ركبتيه و ساندهما لظهر المقعد الذي امامه : لأ ..

قطع اعتراضها وصول بقيت العائلة , و دفع جدتها لها لتركب بجانبها , و بعد الاستقرار قالت كماشة معترضة : ليش وسيم قاعد مكاني ..

لم يبالي وسيم بإجابتها , فهو تداعى النوم و كان يضع قبعته القماشية ذات " الكاسكيت او بيسبول " على وجهه , فتبرع عمها ليجيب : لا تخافي بس نرجع بتبدلوا مع بعض ..

بدأت السيارة تسرع بالطريق الطويل وخفت وتيرة الحديث , و بينما هي مندمجة مع زنبرك بالحديث وجدت رأس يميل ليستكين على كتفها , و قد سقطت القبعة عن رأسه بشكل تام فتساقط شعره الناعم على وجهه و كتفها , لأول مرة ترى وجهه من هذا القرب , لا بل هي لم تلاحظ يوما انه يمتلك ذلك الشعر الاملس , بدأت تفكر بطفولة , هل شعره اجمل ام شعرها , فهو يمتلك شعر اسود داكن , بينما هي بني فاتح , استدارت لتسأل زنبرك عن رأيه , فوجدته الاخر ينام ولكن رأسه يستند للنافذة , فعادت مرة اخر لتستكشف ذلك المتطفل على كتفها , فوجدت انه يملك بشرة سمراء سمرة بفعل الشمس , ابتسمت و هي تتذكر انه من محبي اللعب حتى لو كانت اشد اوقات الظهيرة , و هذا ما كانت تنزعج منه والدته رحمها الله , ولكن ما جذبها اكثر هو انفه , كان مستقيم بشكل جميل , لم يحتوي اي خطأ او اعوجاج , بل كانف النبلاء , تسألت بينها و بين نفسها , من اين جاءها هذا التعبير , هل ربما قرأته بإحدى قصص اختها رجاء , فهي مدمنه عليها و تعشق قرأت تلك الروايات السخيفة , لم تفهمها يوما و لم تفهم سر انجذابها اليها , توقفت افكارها , التي ثارت بداخلها عندما تحرك وسيم بتعب و تنهيدة , و كأنه يحاول جلب الراحة لنفسه بتحسين موضع رأسه على كتفها , ما به هذا الاحمق , هل يظن انها وسادته ؟؟!! ارادت وبشدة ايقاظه و توبيخه على استلقاه بهذا الشكل على كتفها , و لكن اصابعها تشنجت بحجرها , و كأنها ابت ان تحرر كتفها منه , هبط رأسها و دققت نظرها بأصابعها , لأول مره تشعر بالشفقة عليه , ثم تذكرت انهم طوال هذه العطلة لم يأخذ استراحة او يخرج للحارة , فهو انكب على الدراسة بشكل جاد , لا بل تكاد تقسم انها كانت تشعر بالقهر من دراسته , فهي حرمتها متعة الشجار و التحدي و حتى ضحك عندما تقوم بأحد مقالبها به , لدرجة ان الجلوس بالحارة لم يعد يستهويها و اصبحت تبقى ببيت جدتها كأخواتها , لما تشعر بالملل بغيابه , ارادت الشعور بشيء معاكس لذلك , و ربما ما كانت تبحث عنه او كانت تظن انها يجب ان تشعر به هو التحرر , و لكن مفهومها للحياة لم يسعفها , و لم تجد ما تعبر به عن شعورها به , الا بتزايد الامتعاض منه , نظرت نحوه بحيرة , فتلك اللحظة استفز بداخلها مشاعر اخرى غريبه عليها , فهي معه و كحالها دوما لا تفهم ما تريد او بما يتشكل داخلها , لذلك تجد نفسها تحاربه تغضب منه و بلا سبب محدد ..

لم تشعر بان سلطان النوم بدأ يستملكها هي الاخرى لتغفو مستكينه برأسها على رأسه , و لم تستيقظ الا على صوت دافئ يخرجها من نومها مناديا عليها و على وسيم و هي تسمي بالله لكي لا تجفلهما , استيقظت و هي ترمش بعينيها عدت رامشات , و كان هذا طبعها كلما استيقظت , ثم بدأ الادراك يتسلل رويدا رويدا , لتدرك ان امها توجه لها الكلام ..

خاطبتها بتأنيب : هيك بتخلي وسام يرتكي براسه للشباك ؟؟ يا ويلك بجوز هسا صار راسه مثل الطبل من قد ما رجت السيارة , كان خلتيه ينام على فخذتك ؟؟!!

قلصت عينيها رامبو و هي تحاول ان تدرك و تحاول فهم اقوال امها , حركت رأسها مبتعدة عن رأس وسيم و سألت بضيق : اااااااممم , شو ؟؟

قالت لها امها : سلامتك , بس انت و وسيم نايمين و مريحين حالكم و حاشرين الولد جنب الباب و راسه بطج على الشباك , كان خلتوا يرتاح بنومته ..

ثم نظرت و بضحكة ماكره لتستفز ابنتها البليدة : و الله انا شايفه عن ما عليك خلاف مع وسيم , هاد و انت بتكرهي و نايمه بجنبه كيف لو بطيقي ؟؟!!

تأهبت رامبو و بتأهبها و استنادها بشكل مستقيم , دفعت رأس وسيم ليبتعد عنها بعنف , ثم قالت بزمجرة : انا اساسا كنت نايمة و ما كنت حاسه على حالي , بعدين هو يلي مرتكي علي مو انا يلي ارتكيت ..

لم ترى بسمة وسيم بتلك اللحظة , و الا لادركت انه كان مستيقظ طوال حديث امها , و انا اخر اقوال امها اثار تلك البسمة , و لم تراها الا عندما قال : لا تصدقيها خالتي , هي يلي طول الوقت بتلاحقني و ما بحلالها عيشة الا اذا لزقت في زي ما انت شايفة ..

تعالت قهقهة والدتها و هي خارجة لتلحق ببقية العائلة , التي نزلت منذ مدة ليستكشفوا الشاليه المستأجر ..

قالت له رامبو و هو تدفعه من كتفه بعنف : ما ازنخك , روح انقلع انت و شكلك الاجرب ..

تعالت ضحكته و لم يتلطف عليها بالإجابة , لا بل ابعد الكرسي من امامه لينزل , ثم سمعته يقول و هو بالخارج : سناء ؟؟!! شو بتعملي هون ..

تلى ذلك صمت , ثم سمعت صوتها يقول : وسيم تعال خلينا نروح على البحر ..

لم تسمع اجابته , فصوت سناء بدأ بالخفوت مع سيرهما مبتعدان , و لكنها ارادت و بشدة ان تلحقهما و تشاركهما النزول للبحر , و لشدة استغرابها لم يكن ذلك بسبب شوقها للبحر , و انما لشعور اخر غريب لم تفهمه ايضا , لذلك هزت رأسها بعنف وكأنها تطرد ارواح شريرة سكنت اعماقها ...



̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰



هزت رأسها بعنف يماثل ما اختلط بداخلها من ذكرياتها , او ما تعتقد انه من ذكرياتها , ربما ليس هو الا نسيج من خيالها , الذي اعتاد حياكة الروايات و قصها , و لا وجود لذلك العالم الذي تغرق به كل فترة الا بأوهامها الحالمة ...

خرجت من دوامة انكارها بعدما استندت من كانت تربت على ظهرها بهدوء , تأملت برجاء التي ملئت الدموع وجهها , ثم ابتسمت لها بمواساة ..

تنهدت رجاء و ابتلعت ريقها , ثم قالت : ما كنت بدي ازعجك , بس غرفتك كانت بوجهي و ما كنت بدي الاولاد يشوفوني و انا هيك ..

سألتها نداء بصبر : طيب بدك تحكي لي ليش بتعيطي ؟؟!!

عم الصمت , ثم شهقت رجاء و سقطت دموعها مره اخرى , و لم تخرج معها سوى كلمة واحدة : تعبت .... و الله تعبت ...

تركتها نداء قليلا لتخرج من فيض تلك الدموع ثم حضنتها و سألت : من شو تعبتي ؟؟؟ و اكيد اي شخص بضل يكمت بقلبه و ما يحكي بده ينهار بالأخر ..

قالت لها رجاء من بين شهقاتها : بس انا كنت احكي , و ما اخلي شي بقلبي ..

قالت نداء و هي تبعدها و تنظر اليها : بجوز غلطتي باختيار الشخص , او يلي بتشكي له ما فهمك , شو رأيك تجربني انا ..

ابتسمت رجاء نصف بسمة , ثم قالت : انت فيك يلي مكفيك ..

نفت ذلك نداء قائلة : بالعكس انا اكثر شخص بحاجة اسمع مشاكل غيري حتى اخرج من دوامة و المعاناة يلي محاصره حالي فيها ..

انخفض رأس رجاء بصمت , و كأنها محتارة او مرتبكة و لا تعرف كيف تتحدث , فساعدتها نداء قائلة : شو رأيك تحكي لي ليش بتروحي على دكتورة نفسية ؟؟

اجابتها رجاء بخفوت : طارق بعثني عندها , هي زميلة اله ..

عادت نداء لتساءل : طيب ليش بعثك عندها ؟؟ شو المشكلة يلي بتعاني منها ؟؟

قالت رجاء بإقرار هامس : انا ما بقبل اي تواصل مع طارق ..

احتارت نداء بأمرها و لم تفهمها , ثم سألتها : مش فاهمه ؟؟ كيف يعني ما بتتواصلي مع طارق ..

ظهر التردد و الخجل على وجه رجاء , ثم قالت بارتباك : يعني ما بحب يلمسني او يقرب مني , و مره بس قرب اغمى علي و ما صحيت الا بعد كم ساعة ...

ظهرت معالم الذهول على وجه نداء , ثم ادركت انه لا بد ان تكون نتيجة الاضطهاد الذي عانته من زوجها السابق , فسألتها مجددا : يعني طارق لحد الان ما قرب منك ؟؟

هزت رأسها رجاء بنفي , و لم تقل شيئا , فعادت نداء بعد مده لتسألها : و هاد كان سبب طلبك للطلاق ؟؟!

قالت رجاء بخفوت : واحد من الاسباب ..

نظرت اليها نداء بتأمل و هي تركز نظرها على رأسها المنخفض , ثم سألتها : و شو في كمان شي مخبيته ؟؟!!

عم صمت , ثم قالت : انا ما بخلف يا نداء ..

صعقت نداء , ثم قالت : شوووووووووووووو ؟!! ... طيب ... طيب كيف عرفتي ؟؟!!

قالت رجاء بهمس : بعرف من ايام زواجي الاول ..

سكتت نداء و اعتلى الحزن ملامحها , ثم قالت : يعني طارق بدو اولاد ؟؟!!

اخرجت رجاء صوت مستهزئ من حالها : لا طارق بحاجة بالأول لزوجة , يا نداء انا الي 8 اشهر متزوجيته و لا قدر يقرب مني كأي زوجين طبيعيين ..

سألتها نداء : يعني هو اشتكى ؟!

قالت رجاء بتردد : هيك شي ..

نداء : كيف يعني ؟؟

رجاء : طارق جذاب و في بنات كثير نفسهم في , فليش اوقف بوجهه و بوجه سعادته , عمي احمد ما رح يقبل يكون لي ضره , لهيك بدي ننفصل و اتركه يعيش حياته ..

نظرت اليها باستغراب , ربما استفزها جدا الاستسلام و الانهزامية , التي تتحلى بها اختها , فقالت لها : و برأيك هيك انت حليتي اموره و خلتي ينبسط ؟!! انت ليش هيك حلولك ميؤوس منها و دائما انهزامية ؟؟!! ليش ما تحكي انه زوجي متفهم و بساعدني و بدور على راحتي , لدرجة ما بهمه ان زوجته بتتعالج نفسيا و كلام الناس , قد ما بهمه انك تكوني انسانه سليمة و تقدري تستمري معه , ليش ما تقولي انه شخص واعي و حنون لدرجة انه مأتمنك على اولاده ؟!! ليش ما تقولي ليش صابر عليك ؟!!! و رغم انك الك مفارقيته شهريين و ما حاول او جرب يرضخ لطلبك الطلاق ؟؟؟! هاي تصرفات شخص مشتريك و لا كارهك فهمني ؟؟!! ليش تخلي يدور اسباب سعادته بعيد عنك ؟؟ ليش ما تكوني انت الاسباب كلها ؟؟!! على فكره يلي انت في مو طيبة , هاد اسمه ضعف و انهزامية و ربنا ما بحب الاشخاص يلي ما بحبوا حالهم و بيكافحوا ليكون احسن , و المؤمن من اهم صفاته انه قوي , و انت مو اول وحده و لا اخر وحده بتتعرض لعنف اسري على يد مريض نفسي , و الحمد لله ربنا نجاكي و اكرمك و عوض تعبك بزواجك من طارق , فحاولي يا رجاء تصحي و لا تعملي زي و توصلي مواصلي , عاجبك الوضع يلي انا في , لا ماضي و لا حاضر , بدور حوالين حالي , صرت اترجى نظرة امان و كلمة حنان حتى اقدر اتحمل يلي عملته بحالي او عم اكتشفه عن حالي ..

صمتت نداء بغصة , و ادركت انها لن تتحمل اكثر من ذلك و ربما تنهار الان , لذلك وقفت و خرجت تاركة رجاء خلفها لتفكر بما قالته لها ..



» تتلألأ القلوب البنفسجية بالأمل «

تجعد جفنيه بانزعاج , و اصبح الصوت يصل لإدراكه بشكل اوضح , امسك هاتفه بطريقة تلقائية و اجاب على المتصل و عينيه ما زلت مغمضة , تعالى الصوت بأذنه متحدثا : وسيم , الو وسيم ..

ارتسمت شبة بسمة على شفتيه , تعاطفا مع قلق المتصل و قال : اهلا شيخي ..

اجابه الصوت بمرح : الحمد لله يلي تلطفت و رديت , يا ابن الحلال خلتنا نموت من القلق عليك ..

سأله وسيم باستفسار : انت و مين ؟؟!!

اجابه الصوت : انا و جعفر ...

فتح عينيه و سأل بقلق : ليش جعفر بيسأل علي عندك ؟؟!! المفروض الكل عارف اني بدورة للسلاح , انت حكت له شي نايف ؟!!

اجابه نايف بأسف : بالأول ما قبلت , و ضل مصر , و انت بتعرف جعفر , و بعدين اقبلت ارن عليك , و انت ما كنت ترد خفت عليك كثير , و خفت تكون اوقعت بمشكله معهم , فحكت له عن موقع شقتك ..

ضرب وسيم بقبضة يده الفراش بجنبه : يا ريتك ..

لم يكمل كلامه و الا صوت جرس الباب يتعالى ...

تأفف , ثم قال : بعدين بحكي معك نايف , اكيد جعفر ما كذب خبر و موجود على الباب ..

بينما قال نايف سريعا قبل ان يقفل : بس احكي لي , شو صار معك , قدرت تلاقي حد منهم ..

اجابه و سيم و هو بجانب الباب قبل ان يفتحه : اه لقيت و بعدين بحكي لك شو صار ..

ما ان فتح الباب حتى اندفع جعفر كالإعصار داخل الشقة , دافعا اياه بطريقة , بينما عينيه لم تكفا عن النظر بأرجاء المكان بشك و تحليل , تجاهله وسيم و عاد نحو السرير ليرتمي عليه , لحق به جعفر داخل الغرفة ..

ابتسم وسيم و هو يخفي وجهه بملاءة الفراش , و هو يعد تنازلي استعداد لسماع انفجار جعفر المنتظر , و كالعادة لم يخيب ظنه ..

زمجر جعفر قائلا : وسيم لا تحاول تتهرب من المواجهة ...

زادت ابتسامة وسيم , بينما حدث نفسه قائلا " اسلوب الحوار لديه معدوم كالعادة , مباشرة نحو التهديد , أشك احيانا انه يعرف الاسلوب الحضاري لتعامل , رغم انه اكثرنا اختلاطا بالناس " ..

سحب جعفر الملاءة , بينما لم يحاول وسيم التشبث بها , عاد جعفر ليقول بنفس النبرة : ممكن اعرف ليش مستأجر هاي الشقة ؟!! و الاهم ليش بتروح على كازينو ؟؟!

رفع وسيم ذراعه عن وجهه بذهول , و ثم تمالك نفسه , فالسؤال الاول متوقع , بينما ما دهش له سؤاله الاخر , فقال بسخرية بعدما استند : مو على اساس انهديت , و قطعت الكازينو و السهرات ؟؟!!

نظر اليه جعفر بعدما قلص عينيه قائلا : مع انه مو هاد موضوعنا , بس مو انا يلي شفتك يا حكيم زمانك , ناس بعرفهم و بعرفوك بلغوني , و يا ريت ما عرفت ..

نظر اليه وسيم بتأمل , ثم قال بهدوء : جعفر انا و رغم البلاوي الزرقة يلي كنت تعملها , و المصايب يلي بعرفوها اهلنا و يلي ما بعرفوها , انا عمري ما فقدت ثقتي فيك و كنت عارف انه هاد مو انت , و انت اكثر شخص عارف , و حاليا بدي تبادلني الثقة و ما تخاف ..

ما ان انهى كلامه وسيم حتى خرج من السرير متجها نحو المرحاض يغسل وجهه و يبعد قليلا مظاهر الاعياء , التي تملكته بعد ليلة مأساوية شنيعة ..

تبعه جعفر داخل المرحاض , فنظر اليه وسيم بعدما رفع حاجبيه , و لكن جعفر لم يبالي بل قال : يعني بدي اشوف اخوي بروح للنار برجليه و اسكت ؟؟!! بدي اشوفك مع ولاد الحرام و بمكان مشبوه و الله اعلم شو بصير معك , و احكي بسيطة وسيم بوثق في مو مشكله ؟؟!!

التفت اليه وسيم بعدما انهى وضوئه و قال بسخرية : و برأيك حد بكون منحرف رايح على الصلاة هسا ؟؟!!

قال جعفر بثبات : بعض العادات ما بتنقطع الا مع الوقت ..

نظر اليه وسيم , ثم تنهد : جعفر انت اعند من الثور , لو حتى حاولت احلف لك ايمان ما رح تفهمني او تقدر تثق في , فاحكي لي من الاخر شو بدك مني ؟؟!!

قال جعفر بتصميم : ترجع لشغلك و قصص الكازينو هاي تنساها ..

قال وسيم بثبات : و ما رح اعمل هيك , شو بدك تعمل ؟؟!!

نظر اليه جعفر بغضب , ثم قال له بتهديد : رح احكي لعمي احمد ..

بنصف ابتسامة اجابه وسيم : ما عادت تفرق , احكي للعالم كله ..

ظهر قهر جعفر بصراخه قائلا : و شو ذنب زوجتك المسكينة تعمل معها هيك , المسكينة ما بتعرف و لا شي , الشي الوحيد يلي تعلقت في انت , و بالأخير بدك تتركها ؟!! حرام عليك هاي مريضة ..

قال وسيم بضحكة سخرية : و الله ما عرفتك و انت حنون ... بس شو رأيك بدل ما تزعل على نداء تزعل شوي على غيداء و ترحمها من القهر يلي ذوقتها اياه ..

نظر اليه جعفر مصدوم , ثم قال بتهديد : يعني فكرك رح ضل ساكت عليك كثير , معك لحتى يرجع عمي و مرته , و صدقني مستحيل اخلي نداء تتهمش و تضيع اكثر , انت شخص مستغني و بايع حياتك , و بأسواء حالاتي ما قبلت غيداء تبعد عن نظري , و صدقني لولا اني خايف عليها و على البنات ما تركتها أبدا بعيده عني ..

ثم خرج كما دخل و لكن هذه المرة سفق الباب خلفه لترتج اجزاء الغرفة من عنفه ..

بينما سقطت الكأس من يد وسيم التي كان يتشاغل بشرب الماء منها عندما كان جعفر يتحدث , ليعلن سقوطها وقوع قلبه معه من جنون جعفر ...





يتبع





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-14, 01:45 AM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


ــــــــــــــــــــــــ

» تشتعل القلوب فتحمر متوهجة «

بعد عدة ساعات من التجول بالسيارة , تناول هاتفه و ابلغ الحراسة , التي تلاحقه ان تدع بينهم مسافة و ان لا يظهروا بشكل واضح , ثم هاتف رقما اخر ..

وصله الصوت الناعس : الو ..

تشتت بعضا من غضبه الاعمى مع صوتها : نايمة ؟؟!!

أجابته بأسلوبها المعتاد و ما زال سلطان النوم يستملكها : شو شايف ؟؟!!

ابتسم رغما عنه و اجابها : مو شايف شي , لهيك شو رأيك تطلعي تفرجني ..

تبع كلامه صمتا من جانبها , ثم سألته بشك , بعدما بدأت بوادر الاستيقاظ تتملكها : ليش وين انت ؟!!

اجابها بهدوء يعاكس روحه الهائجة : على باب بيتكم ..

اجابته بحزم : مش رح اشوفك , فروح احسن لك ..

اجابها بحزم اشد : اتوقع يا غيداء انك عارفتني منيح , و عارفه ما في شي بوقف بوجهي , فيا بتطلعي هسا و باردتك او رح تطلعي غصب عنك و بفضيحة , و ما حد رح يلومني مرتي و انا بدي اياها , ها شو قلتي ؟!!

تأففت ثم قالت : استنى نص ساعة بجهز و بطلع ...

اجابها بمرح مخفي : ربع ساعة و كثير عليك , يلي بسمع بصدق , و بفكرك بتنزلي على سنقة عشره ..

اجابته بحقد : سلام

ثم اغلت الهاتف دون سماع رده ...

اغلق عينيه و ارخى جسده على المقعد , زفر طويل , وكأنه صدره ضاق بما يحمل , لا يستطع الى الان ان يصدق انه ترك وسيم و لم يسحبه معه بالقوة , و كيف له ان يفعل ذلك , و مع من مع وسيم , وسيم الذي لم يفكر او يتخيل بأبشع تصوراته ان يحيد عن الطريق المستقيم , و لم يبتعد اي ابتعاد , بل كل الابتعاد ..

ضرب المقود بيده بعدما استفز من افكاره , ثم تمتم مزجرا : نادي للشواذ يا وسيم .. نادي للشواذ ؟!! .. مستحيل و لا بأي شكل ممكن يعملها وسيم , انا بعرفه , هو حتى سيجارة ما بشرب .. بس كيف , كيف ؟!!

قال جملته الاخيرة و هو يعبث بشعره , ثم تذكر نظرة وسيم الحادة , رغم انه لم يبرر فعلته الا ان نظرته قالت الكثير , و هو متيقن الان ان وسيم دخل هناك لهدف , و هو يجب ان يعرفه , و اليوم قبل غدا ..

قطع تفكير صوت الباب , فوقعت عينيه على حوريته المشتعلة الجميلة , و لم يدهشه انها ترتدي احدى جلابيبها الانيقة الجميلة , فهو ما توقعه عندما القى جملته المتهكمة من لباسها , فعنادها يسوقها و تعتقد انه يكره ذلك اللباس , و ايضا يسوقها لتصر على ارتدائه , و كأنها تقول له لا تظن انك تستطيع اجباري على شيء ...

حاد بعينيه عنها لتقع على ثلاثة اطفال , ليسوا بغربين عنه , و لكن لما هم متجهين نحو السيارة معها ؟؟!!

دخلت غيداء , ثم قالت : السلام عليكم ..

بينما قفزت لجين خلف مقعده قائلة : عمو جعفر ... هههههههه ..

بينما دخل كلا من كريم و شهد بهدوء , قال كريم بتهذيب : شكرا عمو , بابا اتصل اليوم و اعتذر لأنه ما بقدر يجي , و ما كنت بعرف انك رح تيجي مكانه حتى تطلعنا , اكيد انت عندك مشاغلك و احنا عطلناك ؟!!

ابتسم جعفر على تلك الدماثة التي تصاحب كريم , التي لم يرثها من بعيد , ثم اجابه : اهلا و سهلا , انا و أبوك واحد ..

ثم نظر نحو غيداء شزرا , و كانه يقول لها , " هل تضعيني تحت الامر الواقع " , بينما هي تشاغلت بحزام الامان , فتجاهلها و سأل شهد و هو يشغل السيارة : اه شهوده شو اخبارك ؟؟ ما في سلام لعمك ..

خجلت شهد , ثم قالت بخفوت : كيفك عمو ..

قالت لجين بضحكه : هههههه هي اساسا بتخاف منك ..

نهرتها شهد بغضب : لجين ..

ضحك جعفر و هو يقول : عن جد ؟؟ لا ما اتوقع , بس هي بنت كبيرة و مؤدبه مو واقفة على الكرسي و ممكن توقع هسا , هههههه ..

قالت لجين و هي تجلس : و حتى انا , شوف عمو ..

سألهم و هو ما زال يتجاهل غيداء : شو وين بدكم تروحوا ؟!!!!

اجابته لجين سريعا : على الملاهي ..

بينما قال كريم : على حدائق الحسين ..

و عندما لم تجيب شهد , حاول جعفر ان يشركها سائلا : وشهود وين بدها ..

اجابته بحيرة : مممممم , عادي اي مكان ..

خاطبها جعفر : لا لازم تحددي ..

قالت بتردد : على اي مول ..

نظر نحو غيداء و قال متحديا : و انت وين بدك ؟!!

اجابته و هي مغتاظه منه : عليهم كلهم ..

قالتها بأسلوب جعله يضحك بشده , ثم قال : طيب بنروح كلنا على الملاهي , و بعدين بنحط كريم بالحدائق و بنروح على شي مول , و بنرجع ناخده و بنتغدا بشي مطعم , شو رأيكم ؟!!

صراخ لجين , و تأييد كريم الصامت , و بسمة شهد الفرحة , و معالم الذهول على وجه غيداء , كانت مبتغى جعفر ...



» صفت قلوبهم فابيضت «


بينما كانت تحضر لنفسها كوب من النسكافية , دخلت عليها الاء قائلة : شو البيت هادي ؟؟ وين الاولاد ؟؟!!

اجابتها رجاء : طلعوا مع غيداء و جعفر ..

ابتسمت الاء بمكر و قالت : اووووووووه و الله الوضع متطور , طالعه مع جعفر , شو بتعملي ؟؟!!

اجابتها رجاء : نسكافيه , اعملك ؟؟!!

قالت نداء بمرح و هي تدخل المطبخ : و مو غلط تعملي لي كمان ..

ضحكت رجاء و قالت : من عيوني الثنتين احلى نسكافيه لأحلى خوات بالدنيا ..

ضحكت نداء و قالت : لو كانت غيداء موجوده و هي يلي بتعمل , كان قالت " هو الموضوع استغلال , بتستنوا الواحد يعمل و بتصيروا كلكم تتشهونوا , ما تعملوا لحالكم , غيداء اعملي و يا غيداء ساوي " , هههههههههههه

تعالت ضحكتهن بالمطبخ , ثم قالت الاء : بسيطة , بتتمسخري عليها و هي مو هون , بس تروح رح احكي لها شو علقتي عليها ..

قالت نداء بسخرية : ييييييييي , خايفه منك و لا منها , اعلى ما بخيلكم اركبوا ..

ناولتهن رجاء أكواب النسكافية و قالت : بكفي هبل , تعالوا نشربهم بالحوش ..

و ما ان استقرن , حتى نظرت نداء نحو الاء نظرة متمعنة , بينما الاء مشغولة برشف النسكافية و قضم البسكويت الذي جلبته رجاء معها , و بعد مدة كسر الصمت الذي ساد المكان بصوت نداء ..

نداء : الاء ..

الاء : مممممممم ..

نداء : الاء مين حكى معك مبارح ؟؟!! و ليش عصبتي ؟؟!!

تجمدت ملامح الاء , ثم رسمت بسمة صفراء قائلة : بنت من بنات الجامعة , رنت تشوف اذا بدي اداوم على بداية الفصل ..

سألتها نداء بإصرار : و ليش عصبتي ؟؟!!

تنهدت الاء , ثم اسندت ظهرها و نظرت نحو نداء , ثم قالت : بجوز انت بتتضايقي من احداث عم تقرأيها على ورق , بس انا بتضايق من احداث انحفرت بعقلي ..

استفسرت نداء : ما بدك تحكي لنا ؟؟

اشاحت الاء بنظرها نحو السماء , ثم استرسلت بالكلام قائلة : ما بعرف متى بدا معي شعور بالتهميش , و اني اخر اهتمامك , بس يلي بعرفه كنت انقهر كثير انه صوتي مش مسموع , و كلامي ما اله قيمة , و دائما شايفيني باستخفاف , بجوز هو شعور مبالغ في , بس كنت دايما احب تعتمدوا علي , ما تضلكم حاسيين اني الصغيرة يلي ما بتعرف شي او بتفهم شي , هههههههههه , و المشكلة اني ما كنت اغار و لا من وحده من خواتي بالعكس , كنت اغار من وسام ..

ثم نظرت اليهن , و تابعت بضحكة : ههههههههه , عادي لا تستغربوا , هو كان اكبر مني بشوي , و اقرب حد الي بالعمر , و مع هيك محبوب منكم كلكم , و الكل بس بده رضاه و ما حد يزعله ..

بررت رجاء بعطف : بس هو كان يتيم , ماتت امه و هي بتولده , لهيك دايما كنا نهتم في ..

نظرت اليها الاء و قالت بعدما تنهدت : احكي هالكلام للبنت يلي عمرها 6 سنين , لما كانت تشوف امها تحضنه و تطبطب عليه , او لما تشوف كل خواتها بدور عليه اول ما يقعدوا على سفره , او لما نداء ترفض تلعب معي لأنها زهقانه و فجاءة ترجع توافق بس لأنه وسام طلب منها , او انت لما تطردني من غرفتك ببيت تيته عشان ما نخرب كتبك و تخلي يخربش و يلون على دفاترك ..

صمتت و شهقت شهقة , و كأنها كانت بدوامة من مشاعر طفولية اختزلت بأعماقها , نظرت بخجل نحو اخواتها , و لكن ما قابلها , صوت نداء بهمس : يا الله شو كنا نذلات معك ..

دمعت عيني الاء و أشارت برأسها بالإيجاب , ثم قالت : و أكثر شي كان يزعلني , انه حتى اللحظات يلي المفروض نكون مع بعضنا فيها , كنت تخلوني عند تيته انا و ......

ابتلعت ريقها و اكملت : كنتوا تروحوا على البيت لحالكم , و تشوفوني اعيط و مع هيك ما تاخدوني , من جد كنت اكرهكم ..

اجابتها رجاء بود : كنا نخاف عليك ... بابا .. الله يرحمه , بس كان يجيب معه اصحابه على البيت , و امي تضطر تخلينا نام معها بالمطبخ , و لأنه المطبخ صغير , يا دوب يكفينا احنا الاربعة ..

نظرت اليها نداء بحيرة , ثم سألت : ليش بيتنا ما كان في الا غرفة و مطبخ ؟؟

نفت رجاء بهدوء : لا , بس المطبخ الغرفة الوحيدة يلي كان اله مفتاح ..

ظهرت علامات الفهم على الاء بينما عادت نداء للسؤال : طيب ليش المفتاح ؟؟

صمت عم المكان , ثم قالت الاء بحزم : بابا كان يجيب اصحابه و يسكر معهم ...

عم صمت , ثم قاطعته الاء بمرح : نرجع لطفولتي الغبية , هسا غيرتي ما كانت سيئة للأخر , هههههههههه يعني كنت احب أنافس وسام بكل شي , و ابين لكم انه مو احسن مني , فهو راح يدرس صيدلة ..

قالت لها رجاء ببسمة : فدرستي طب ..

الاء بضحكة : هههههههههه , عليك نور , انظم لنادي التنس و صار يفتخر بحاله ..

عادت رجاء لربط الامور , ثم قالت : رحت على نادي كرة اليد بالجامعة ..

الاء بفخر : طولي ساعدني , هههههههه , مع هيك ما كنت اقدر اكون زيه , ما بعرف كيف كان يلحق هالبني ادم يدرس و يتفوق و يمارس رياضة ..

رجاء باستغراب : المشكلة انه و لا مره حسيت انك بتغاري منه , او مقهورة من وسام , معقول غيداء بتعرف ؟!!

اشارت الاء بنفي و الابتسامة على شفتيها : لا ما حد كان معبرني اساسا , هههههه
سألتها نداء بمرح : و وسام ؟!!

ارتجفت اوصال الاء سأله : ماله وسام ؟؟!!

قالت نداء باستفسار : ما عمره حس انه انت بتغاري منه ..

قالت الاء بأسف : هو هاد بروح عليه شي , مو بس كان حاس , كان متأكد اني بغار منه و بنافسه , بس كان يحكي لي دائما انه عمري ما رح اتفوق عليه و رح اكون بالمركز ثاني شو ما عملت ..

استفزت نظرة وسام لالاء , فقالت نداء : ما انذله , عليم الله كلامه بسم البدن ..

ثم قالت بعدما حدقن بها اخواتها : ليش بتتطلعوا في هيك , انا بحكي جد , يعني انا ما بعرف ليش كنت اعزه زمان , بس باين انه مغرور ..

قالت رجاء بذهول : وساااااااااام !!! ... يا ويلك ابدا , بس بجوز عشان ينرفز الاء , ابدا ما بصدق انه قصده من الكلام التجريح ...

قالت نداء بإصرار : حتى و لو , ما بحق له يحكي هيك , انا ..

قاطعتها رجاء بنصف ابتسامة , فهي على يقين انه كلام بالهواء و ما ان تعود المياه لمجاريها , تعود مرتبة وسام لمكانها عند نداء , لذلك خاطبت الاء : طيب هاد شي منيح , يعني خلاكي تشتغلي على حالك , ليش كنت تحكي بهم بالبداية ؟؟!!

قالت الاء بنصف ابتسامة : الواحد بضل يحاول لحد يحس انه يأس , او انه ما في فايدة بمحاولاتي , فصرت بدي ابعد عنكم كلكم , بجوز لو ابعدت و كنت بوضع احسن رح تصيروا تشوفوني , و بالصدفة و في هاي المرحلة بحياتي تعرفت على بنات من عوائل غنية , بصراحة بالبداية كنت اتضايق من تصرفاتهن , و انهم منفتحات كثير ..

قالت رجاء بأسف : لما صرت تلبسي بنطلونات جينز و اواعي ضيقة ..

قالت الاء بسخرية : كنت افكر اشلح الإيشار وقتها كمان , اذا ما كنت عارفه ..

سألتها نداء : طيب ما دام كنت بالبداية تتضايقي منهم , ليش كملت معهن اساسا ؟!!

قالت الاء بحزن : ما هو للأسف اول مره العيلة صارت تهتم في , و بشو بلبس , و وين بروح , و ليش برجع متأخرة , و مين هالبنات يلي بوصلوني بسيارتهم , و اسئلة و استفسارات و قلق و اتصالات , كله من لما بلشت اعرفهم , بجوز عنادي وقتها صور لي انه خواتي بغاروا مني , و امي عايشه بغير عصرها , و عمي بس بده يفرض سيطرته , و كثير أشياء كنت اشوفها بمنظور تاني غير يلي هسا شايفه الامور منه ..

سألت نداء : شو يلي خلاكي تصحي ؟!!

قالت الاء بندم : ما صحيت الا بعد ما غصت في و اعلقت .. بعد ما انكشف حقيقة النفوس يلي كنت افكرهن صديقات .. للأسف ما صحيت قبل , صرت مثلهن , كلام مايع و حروف مقلوبه , صحوبية و طشات على الكوفي شوب مع الشلة ...

اصدرت صوت ساخر ثم قالت : شي الوحيد يلي ما قدرت اعمله , اني ادخن , مو لأنه ما جربت بالعكس حاولت ادخن ارجيلة , بس صدري ما استحمل , طلع عندي تحسس رباني و ضيق تنفس ...

تنهدت ثم غرست اصابعها بشعرها و هي تسند رأسها للمقعد : لحتى يوم تعرفت على اخو رهام , هو اكبر منا و بدرس بجامعة خاصة , لأنه المشاكل بالبيت كثرت , و صار بدي استقل , قررت انه رح اتزوج من مجدي ...

قالت نداء باستغراب و هي تحدق بالاء : و ليش هو بالذات ...

نظرت نحوها الاء كالمخدرة , و كأنها بتلك اللحظة ادركت وجودها , ثم قالت بهمس : أخترته لأني كنت بدي شخص يسمع مني ما اسمع منه ..

سألتها رجاء بعدم فهم : كيف يعني ؟؟!!

قالت الاء بنصف بسمة : اكثر صفة مميزة و ظاهرة بمجدي , انه شب مهزوز الشخصية , يعني طيب و حنون , بس امه مسيطرة على حياته و بسمع كلمتها , لدرجة انه حتى ما بناقش , و طبعا مش رح يكون مع امه و بس هيك , كان معنا كلنا , و هاد يلي لاحظته من اول لقاء بينا , من لما شفت اخته كيف بتعامله مع انها اصغر منه , حبيت كثير الشعور , و اتمنت اكون مكانها , لهيك قررت اتزوجه ...و فعلا اتزوجنا ..

ثم ضحكت سخرية و قالت : و كمان اطلقنا ثاني يوم ...

نظرت اليها كلا من نداء و رجاء بحزن , ثم سألنها : ليش اطلقتوا ؟؟!!

قالت الاء ساخرة : لأنه بعد ما وقعت الفأس بالراس , و بعد ما صرت رسميا بنتمي لهداك المجتمع , يلي بطلقوا عليه المجتمع المخملي , صار لازم اشلح الحجاب و البس قصير , و لازم احكي هيك , و اتصرف هيك , و ما أعمل هيك , و الاهم من هيك اسمع كلمة ماما مجدي , مو بكفي حنت علي انا بنت العيلة الشحادة ... هههههههه و الشي يلي بضحك , مع اني كنت اهدد امي و اتذمر من الحجاب , لقيت حالي بستقتل لحتى ما اشلحه , و العادات يلي طلقتها و تركتها و ابعدت عنها , صرت التزم فيها اكثر من قبل , ممنوع اللمس , ما حد يطلب مني اجامله و اسمح له يسلم علي باليد , و الخ من الامور , يلي كنت اشوفها تافهة , و اشوف انها حرية , كانت عند حماتي نواقص , ليوم طلبت من مجدي ما يروح على حفلة مختلطة , كان المفروض يرافق امه فيها , المسكين بلش يحبني و ما حب يكسر لي طلبي , و خاصة اني حكت له اني بغار , و انا ما عاد اقدر احضرهم , لأنه كل انواع الفسق بصير فيهم , و كانت هاي اللحظة يلي اعلنت امه فيها الحرب علي , ما قدرت تتخيل انه صار لي سلطة على ابنها اكبر من سلطتها , و قررت تحطمني ..

سألتها نداء بتوتر : شو عملت ؟؟!!

هزت الاء كتفيها , ثم قالت : و لا اشي خلتني انبسط بشهر الخطبة يلي ظل و لا حتى حسستني بشي غلط , و خلتني اوصل لمرحلة الزواج , و بكل بساطة صبرت لعدت ليلة دخلة , و دخلت بعديها الغرفة و بكل برودة اعصاب امرت مجدي يطلق ..

قالت نداء باستهجان : طيب كيف هيك قبل يطلق ؟!! شو ما بعرف انه هيك رح يدمر سمعتك ؟؟!!

قالت الاء بحزن بعدما استندت: اظن اني كنت اكثر من واضحة لما حكيت مجدي اضعف من الضعف , بس طيب , كان عارف بنوايا امه بس كان خايف منها , خايف تطرده و خايف و خايف , أشياء كثيره حكى لي عنها ليلة الدخلة , قبل ما يحكي لي انه ما رح يلمسني , و انه لو عليه كان ما طلقني , لأنه ما في شي بحبه بالحياة مثلي , بدكم الصراحة انا ابدا ما كرهته , بالعكس اكرهت كل شي الا هو , لأنه هو ما غشني , و انا كنت عارفة شخصيته من البداية , ما بعرف بعد فترة و بعد ما عشت معكم , بطلت حاقدة على حد , حسيت انه هاد يلي جنيته بأفعالي ..

قالت رجاء باستنكار : لا تقولي هيك ..

قالت الاء مزاح : و هيك و اكثر .. المهم هسا فكونا من تجربتي الغبية بعالم الزواج , و خلونا بتجربة اختكن يلي راحت مع زوجها , ما حكت وين بدها تروح معه ؟؟!!

نداء بملل : هي هاي بتفهمي شي عليها , زي المجنونة جهزت حالها و طلعت ..

قالت الاء بمكر و هي تنظر نحو نداء : معقول راحت تنفذ يلي مبارح حكت عنه ..

سألتها رجاء و هي تضع كوبها الفارغ على الطاولة الصغيرة : ليش شو حكت مبارح ؟؟!!

ضحكت الاء ثم قالت : حكت انه لو قالت لجعفر ..

غيرت من نبرتها لتشابه نبرة غيداء ناعمة : " شو رأيك اغتصبك ؟؟"

ثم قلدت لهجت جعفر و هو يرد على حديث غيداء الخيالي : بتتوقع انه ما يرد زي وسيم رح يقول , " يا هلا و الله , اوصلت اعملي .."

قطع استمرار الاء بحديثها صوت صراخ نداء و هي تلحقها لداخل المنزل , بعدما لاذت الاء بالفرار , صارخة : يا نذلااااااااااااااات , كاينات تقرأن مذكراتـــــــــــي ..

ثم امسكت بخفها و رمته على الاء التي وصلت باب غرفتهن و لكنها لم تصبها , بسبب الباب الذي حال دون ذلك , و كل ذلك حدث و الذهول مستولي على الشقيقة الكبرى ..



» تعكس قلوبهم زرقة هدؤهم «



تنهد بتعب بعدما رمى جسده على الكنبة في منزله , و فرك وجهه بإرهاق استحل اجزائه , قطع عليه محاولات استرخائه , صوت الجرس المتعالي , فوقف بتعب و اتجه نحو الباب , و هو يعتقد انه اما احد رجال الشرطة عادت لتسأل عن اخيه زياد , او انه مرسال من الرجل الذي طلب منه البحث عن اخيه ..

ما ان فتح الباب حتى ارتمى عليه جسد اخر بحالة اغماء و الدم ينضح من اجزاء جسده , فتعالى صوت طارق قائلا بصدمة : زيااااااااااد ؟؟!! مين عمل فيك هيك ؟؟ زيااد ..

تفحص نبضه بحكم عمله و طبيعته العملية , ليتأكد هل وصله حي ام اوصلوه فقط جثته , و لكن تنفس بارتياح بعدما وصله صوت النبض , ثم امسكه بحزم و اسنده ليصل به تحو الاريكة و بدا بخلع قميصه ليرى جروح بمختلف انحاء صدره , ثم تفحص ساقية فوجد عيارا ناريا بأحدهما ,فتوجه سريعا نحو حقيبته و بدأ بمهمته كطبيب , فكر كثير قبل ان يقرر ان يستمر بعلاجه و ليس فقط بإسعافه , و لكن ما حزم امره , انه لن يستطيع نقله للمشفى و الشرطة تبحث عنه , بينما المجرمين لا بد انهم يريدون إلحاقه بهارون ..



» اسودت قلوبهم فهي اشد قسوة «

دخل عليه احد رجاله صارخا بحماس : ظهر زياد سيد عباس ...

وقف عباس متأهبا : وين لقيتوا ؟؟

قال الرجل : شافوا عم يدخل على بيت اخو , بس كان جريح و بينزف دم , غالبا جراحه مو سهله , لأنه بعد ما رن الجرس اغمى عليه ..

قال عباس : لا تتحرك من قدام بيت اخوه , لازم نوصله قبل الشرطة ..

تردد الرجل , ثم قال : يعني نقتحم بيت اخوه ؟؟!!

صرخ به عباس : انت مجنون , عارف مين بكون طارق ؟؟!! هاد بمثابة اخوه لجعفر , بدك تهدم كل شغلنا , و بعدين زياد بدون هارون فستق فاضي , و هو مو اكثر من جندي استخدمنا بحربنا ... بس ما بيمنع نراقبه و نشوف على شو ناوي , و ين كاين مختفي , فاهم شو بدي منه ؟؟!!



» كلما اصفرت قلوبهم زاد بعدهم «


تعالى صوت التكبيرة الاخيرة من كريم قبل ان ينهض من سجوده , ليتبعه هارون بنهوضه , ثم تعالى صوت سلامه معلنا انتهائه من صلاة العشاء , التفت مبتسما نحو هارون ثم قال له بفرح : تقبل الله ..

فأجابه هارون بخجل , يصاحبه منذ الامس : منا و منك صالح الاعمال ....

ابتسم كريم و سأله : شو بدك عشا ؟؟!! احضر لك ؟!!

اجابه هارون و هو يربت على كتفه : اكيد ليش لأ ؟!!

دخل كريم ليقوم بتحضير عشاء خفيف يتناولانه , ولكن اثار فضوله صوت الهاتف المتصاعد من الغرفة المجاورة , فهو لا يملك واحد و كان يظن ان هارون ايضا لا يملك , و ذلك لأنه لم يستخدمه منذ اختبائهما هنا , و لكن سمع صوت هارون و هو يجيب عليه ثم يخرج نحو سلالم السطح ليتحدث , اثار ذلك حفيظة كريم , هل ما زال يشك به ؟؟!! لما لم يقل " انه يمتلك جهاز اتصال محمول " ؟؟!

قطع عليه تفكيره صوت هارون سألا : شو خلصت العشا ..

اجابه كريم : تقريبا ...

بعدما استقرا و بدآ يتناولان طعامهما , قال هارون بهدوء : رح اكلفك بمهمه ..

نظر اليه كريم متفاجأ , ولكن هارون اكمل : بتعرف زياد صح ؟؟! شفته عندي ؟

اجابه كريم بحذر : مره وحده بس ..

قال هارون: كثير منيح , هيك بكون احسن , لأنه بدي تراقب زياد و تحاول توصله ..

سأله كريم بحذر : ليش هو ظهر ؟؟!!

قال هارون بسخرية : هيك وصلني خبر قبل شوي ..

ارتاح قليلا كريم , و خاصة عندما تأكد ان هارون لا يخشاه , بل يطلب منه التجسس لصالحه , فسأله : و ليش ظهر ببيت اخوه طارق , بدي تحاول تعرف لي أي معلومة ..

اجابه كريم بحذر و هو يقول : انا بعرف طارق من قبل

تأمل به هارون قليلا , ثم سأله : و كيف بتعرف طارق ؟!!

اجابه كريم ببساطة : كنت زميله بالطب , بس انا بسبب ظروف عائلتي تركت الطب , و زي ما انت شايف , ما قدرت اصرف عليهم الا لما صرت من رجالك ..

اجابه هارون متفائلا : لكان هيك سهل تقدر تتواصل مع طارق , هو ما بيرفض يساعد حد , أطلب منه يرجع يتواسط لك لتكمل دراستك و حاول معه و تودد , و اسأله ليش تعبان , طارق دايما وجه بترجم حالته النفسية ...

كريم بتردد : بشوف .. طيب مو رجالنا مراقبين المكان ؟؟! ليش ما هم يحاولوا ؟!!

قال هارون بأسف : ما بقدروا يكملوا , لأنه رجال عباس حاليا بتنغل فيهم المنطقة , شكلهم عرفوا عن زياد , فطلبت منهم ما يقربوا ابدا من المنطقة , بتعرف عباس بس بده واحد منهم , اما انت وجه غريب عليهم فما رح حد يشك فيك , يعني ما في امل حد يقدر يقرب منهم من رجالنا غيرك , شو قلت ..

قالت كريم بعد مدة : خلص تمام , بس شو بدك تعرف ؟!!

قال هارون بسخرية : أول شي شوف لي اذا كانوا بخير , و طمني على احوالهم , و الاهم تعرف شو بده زياد من طارق ..

نظر اليه كريم بصدمة و سأله بذهول : بس هيك ؟؟!!

قال هارون : بتكون فضلت علي ..





يتبع







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-14, 01:47 AM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




» تتورد قلوبهم خجلا «


اضواء مغلقة , و نافذة مفتوحة , و اصوات شجية تتعالى بأرجاء الغرفة , ناقلة الثلاثة اخوات بأجواء شاديها الى عالم اخر ..

الوردة الزرقاء واقفة امام طاولة الكوي , و بينما تقلب بيدها الباس الرسمي المدرسي لشهد و تمسده بالمكوة بمهارة , تنقلت بها افكارها , و كان سلطانها ذلك الذي استولى على اركان روحها فجعلها حائرة بأمره , فقد ظنت انه سوف يتمسك بفرصة انفصالهما و يتشبث بها , و لكن ما حدث هو العكس , لم تعد معه تعرف ما تفعل , فهي عاجزة ضائعة بين رغباتها و رغباته و الواقع القاسي ..

أما الوردة الصفراء فهي جالسة تمسك المبرد بيدها تهذب من أظافرها , و لم يرحمها عقلها أيضا من التفكير , و لأول مره تجد الجراءة لتبوح و بصدق بنقصها و ضعفها و تتقبله , لطالما كان أكثر ما يمزقها و يضيق خناقه عليها هو " الفشل " , و الان ايقنت ان لا نجاح بدونه و بدون تقبل وجوده , لأول مره تشعر بالسلام , و ربما ما جعلها ترتاح ان من باحت لهن بمخاوفها لم يكن قاضي يحكم عليها و يدينها , لا بل كنا اكثر من متفهمات و عطوفات , و الاهم رأت فخرهن بها بأعينهن , و لأول مره منذ زمن تشعر بالخجل ..

اما الوردة البنفسجية فهي تجلس على حافة النافذة مرتكيه على ركبتها المثنية عند وجهها , بينما ساقها الاخر متدلية داخلا على الحائط , و كانت اكثرهن تفاعلا مع الاغنية , بأول العبارات التي صدح بها صوت عبدالله الرويشد قائلا ..


" اللي نساك انساه .."


حتى نزلت اول دموعها لتخط على خدها الوردي , و كأنها تخاف من تلك الكلمات و تخاف من تابعياتها , فأخذتها افكارها و صورت لها ان سبب بعد وسيم المريب و انقطاعه , لأنه قرر ان يكون حياته بعيدا عنها , و لما تلومه او تستنكر عليه ذلك , الم تقرأ الى الان ما يجعله يفعلها بضمير مرتاح , هل تستطيع ان تطبق ما تسمعه ؟؟!!


" اللي نساك انساه .. واللي هواك اهواه .. واللي قدر فرقاك .. تقدر على فرقاه

حال الهوى احوال .. كل يوم يجيك بحال

لو الصبر بك طال.. بكره الفرح تلقاه

لا تشتكي وتلوم.. عمره الحزن ما يدوم

والعمر فيه كم يوم .. حتى نعيشه بآآآه "



كيف تستطيع ذلك ؟!! و هو من علمها ابجدية الحب , لا بل ابجدية الحياة , فهو اقترن بداخلها بالأب و الام و الاخ و الصديق و الحبيب , كيف لا تندب افعالها و كيف لا تكره نفسها , كيف؟ و كيف؟؟ و كيف ؟؟!!!

بدأت دموعها بالانهمار بكثافة اكبر , و منعت شهقاتها من التصاعد عنما سمعت المقطع الاخير ...


" لو في كثير عيون .. تسأل تقول شلوووون

قووول الهوى مجنووون.. بحر وصعب مرساه

واكبر على الجراح.. وماراح عده راح

من في الهوى مرتاااااااح .. ويا اللي ذي يهوى "


بدأت اغنية اخرى تصدح بالأجواء ..


" غصب على عين جرحي اقبل اعذارك
واسامحك لو نهتني عزتي دونك

كثر الخطايا بحقي زاد مقدارك
مع كل هذا واخاف تخونك ظنونك

لا ترتبك لا تحاول تفضح اسرارك
اقراك كلك على بعضك من عيونك "


و ما ان بدأت الاغنية حتى قطعت الاء الصمت ببسمة : هسا افهمت ليش وسيم بحب هاي الاغنية , ههههههه ..

مسحت نداء دموعها و نظرت نحو اختها من مكانها على النافذة و سألتها : شو عرفك انه بحبها ؟؟!!

ضحكت الاء بخفوت و قالت : هو بحب كل اغاني عبدالله الرويشد و جننا فيها , بس و الله كذا مره بس تصدف نطلع معه و خاص من بعد زواجكم دايما يشغل هاي الاغنية , بصراحه انا كنت اكرها و اترجى يغيرها بس هو و لا يعبرني , يطلع بطرف عينه و ما يتلطف يرد حتى , هههههههه , سبحان الله كان نفسي اعرف شو عاجبه فيها ..

عضت شفتها نداء , ثم التفت نحو النافذة لتنظر نحو القمر , و تطاير السؤال الذي استملكها " هل من الممكن انه لا زال لهما امل معه ؟؟!!" , تطاير هو و ما تبعته من افكار وليدة اللحظة بدخول غيداء الناري ...

فتحت غيداء الباب بطريقة عنيفة صارخت : شوووووووووووو بشوف اجواء رومانسية من ورا ظهري , و الله ما عرفتكن !! شو هالرواق هاد ..

ضربتها نداء بفردة الخف الذي بقدمها فأصابها بكتفها , و صرخت عليها : انت دايما هيك نورية , شو يلي رجعك ؟؟!! ضليتك منقلعه كنا مرتاحين من خلقتك ..

ضحكت غيداء و سألت بمرح : شو مالها هاي ؟؟!! علمي تركتها مسالمة , لا و بتضرب بقلب قوي ..

قالت الاء بمرح : ههههههههههه , لا اليوم مستوحشه , حتى انا نالني من الحب جانب ..

بينما سألتها رجاء و هي تطفئ المكوى : وين الأولاد ؟؟!! ان شاء الله ما غلبوكوا ؟

قالت غيداء ببسمة : لا بالعكس , كثير انبسطنا ... كريم راح يغسل و ينام , و شهد بدها تحط لجين بالفراش , لأنها نامت و احنا راجعين ..

قالت رجاء و هي خارجة : لكان اروح اشوفهم و برجع ..

بينما سألت غيداء و هي تجلس بجانب الاء : شو ؟؟ ما حكت لي ليش الاخت مستنفره ؟!! هههههه ..

قالت الاء : لا بس حكت لها بجوز رحتي تطبقي مع جعفر افكار نداء ..

رفعت حاجبيها غيداء بتفكير , ثم سرحت مع بسمت و خرجت بأفكارها الوردة الحمراء لفجوة بالزمن ليست ببعيدة جدا ..



» فجوة زمن «



افلت يدها من يده , ثم مشت بخطوة اسرع لتلحق الاطفال المتجهين نحو المطعم , و لكن خابت توقعاتها بعدما امسكتها يده من ذراعها جذاب اليها و قائلا بهمس : انت شو قصتك ؟؟!! يعني طلبت نطلع جبتي لي اولاد طارق , بقعد جنبك بتحطي بينا لجين , بمسك ايدك بتسحبيها , من شو بالزبط خايفه ؟؟!! خايفه اغتصبك مثلا ؟؟!!

توقفت عن السير و قد عادت الذكرى لرأسها و هي تنظر نحوه ببسمة , ثم قالت : جعفر شو بكون رد فعلا لو انا حكت لك هاد الكلام ؟!!

قال جعفر باستغراب : أي كلام ؟؟!!

غيداء بعزم : الكلام يلي قلته قبل شوي ..

قال جعفر بتفكير : انه انت يلي بدك تقربي مني و تلمسني ؟؟!!

قالت غيداء بنصف ابتسامة : و اغتصبك ..

نظر اليها لدقيقة , ثم قال ببسمة مرحة : مجنونه و بتعمليها , بس ما عندي مانع , ما تفكري اني مثلك معقد و كلي خوف من الزواج , انا اخر حد ممكن يهرب من مسؤولياته ..

ابتسمت ابتسامة فاتنه و قالت له : لا قصدك انك وقح , و بعدين بدل ما تتذمر احمد ربك اني طالعه معك ..

قال جعفر ببسمة : طالعة معي و لا ماخذتني شوفير و دفتر شيكات معك ؟؟!!

قالت له و هي تخفي بسمتها و تتقدمه : ما حد جبرك توافق ..



» فجوة زمن «

اخرجها من ذكرياتها صوت الاء و هي تقول : شو نمت ؟؟!! صار لي ساعة بسألك ..

قالت لها غيداء ببسمة : عن شو ؟؟!!

ضحكت الاء و قالت : البنت شرتت , بقولك شو وين رحتوا ؟؟!!

اجابتها , ثم نهضت و هي تقول : بدي طلع لي اواعي , بدي اتحمم ..

أضاءت الغرفة , فرمشن بقهر و قالت كل من الاء و نداء بصوت واحد : عمتينا ..

قالت غيداء بمكر : شو اعمل لكم بدي اشوف اواعي ..

نزلت نداء من على النافذة و قالت : فعلا انك نكد ..

وقفت معها الاء و قالت : من جد هادمت اللذات هالبنت ..

سألتهن غيداء : وين رايحين ؟!!

قالت الاء بمكر : رايحين نقرأ مذكرات نداء ..

بينما صرخت غيداء : حراااااااام عليكم , بلا نذاله استنوني بس اتحمم ..

بينما قالت نداء : ما فشرتوا اقرأ معكم شي ..

فقالت الاء ببسمة , و هي تدخل خلفها للصالة : هسا بلا نذالة , انا اليوم حكت لكم بلاوي عني , فلا تقعدي تتزانخي و تعيشي الجو ..

نظرت اليها نداء , ثم رطبة شفتيها بلسانها , و قالت : ماشي بس لا تحكي لغيداء شي , هاي نذله ما حكت لنا شي ..

قالت الاء بمكر : اوك يلا ..

جلسن كلتاهما بعدما حضرت رجاء مع صحن من سلطة الفواكه , و فتحت نداء الحاسوب و بدأت القراءة : لطالما احتقرت ذلك الشعور من الضعف , الذي تمتاز به النساء , لا بل كنت اكره تفاخر النساء بذلك الضعف , فما المميز بان تكون انسان مهزوم او تحت سيادة شخص اخر , لما نفتخر و نصرخ قائلات " نحن ضلع منكسر " ؛ لا بل ان مقولة " أن ضعفها سر قوتها " , لم اكن اجدها الا ترهات , اردنا ان نعزي بها تخاذلنا , و بناءً على ذلك قررت , ان اكون اقوى من تلك المستضعفات بالأرض , ان اصنع نفسي , ان اكون موجودة بذاتي , لا احتاج ذلك التسلط الذكوري او السيادة الخائنة له , و اضحك جدا عندما اسمع بعض النساء يتحملن جور رجالهن تحت مبدأ " ظل رجل و لا ظل حيطه " , على الاقل الحيطة موثوقة , و اعلم انها لن تتحرك من مكانها راكضة كالجرو اللاهث على اخرى , كل تلك الافكار و اكثر كانت لدي , الى ان اتى هذا اليوم , لم اعلم انه في لحظة تجد المرأة ان وجودها ينتهي و يبدأ برغبة رجل , انه مهما تعالت و تسامت بتفكيرها و خططها يأتي رجل ارعن لا مكان له بوجودها , و يضع نقاط اخر السطور , منهيا شوطا من حياتها ببساطة , فقط كي يثبت انها مهما وصل بها المكر فمكرهم ادهى و اشد حدة و لاذعة , كم كانت حدود كرهي له لامتناهية و انا اكتب عنه في هذه اللحظة ...



̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰


مغمضة عينيها مستلقية على الكنبة بالصالة , لم تتخلف اليوم عن التأنق المغري , لكن اليوم و لأنه شديد الحرورة , اختارت ان تلبس فستان قصير جدا من الجينز , عندما القت نظرة نحو ما ارتدته على غير المعتاد لها , اي بدون سروال ملتصق " فيزون" او قميص , فكشف جزء كبير من صدرها و فخذيها , و رغم انها مستمرة بالتكشف امامه , الا انها ما زالت تشعر بالحياء من افعالها معه , و لكن لن تكل و سوف تقفز نحو الخطوة التالية , فالشك ما زال في المرحلة الاولى معه , و غدا سوف يكوى بأول شراراته , فليدعي ما يشاء الان من اللامبالاة و ليتجاهلها كما يشاء ...

قطع سلسة افكارها صوت المفتاح بالباب الخارجي , و انتظرت ان يمر بها و يتعداها لتفتح عينيها , و هذا ما كان , غريب اليوم تأخر عن المعتاد , ابتسمت قليلا و تركت فكرة مضايقته الان , و قررت تطبيقها عندما يتناول عشاءه , فلينعم بدقيقة راحة من محاولات اغرائها , اغمضت عينيها , و لم تدرك انها غفت قليلا , الا عندما انساب صوت الموسيقى لاذنيها و تركت الاغنية تأخذها بعيدا ..



" روحي تحبـّك غصب عنـّي تحبـّك
والمشكلة حبك بروحي جرحني
و إذا شكيت تقول إش كان ذنبك
ذنبي هويتك يوم حبـّك ذبحني "



لم تفتح عينيها الا عندما احست بإبهامه تتحسس شفتها السفلة , فأطلت نظرت الذهول عليها و لكنها استبدلتها بالسخرية , و رفعت عينيها نحو عينيه , و لكن تحولت نظرتها بالتقاء عينيهم من نظرة الثقة و السخرية الى الحيرة و التشتت , هناك امرا ما ..

قالت بنعومة و صوتها مشبع بالنعاس : شو ؟؟!! استسلمت ؟؟!!

ابتسم بمرح و سألها : بشو بالزبط استسلمت ؟!!

قالت بنصف ابتسامة : يعني .. ممممم بطل يفرق معك انه غيرك لمسني و ..

ماتت الكلمات على شفتيها من ضغط ابهامه , ثم قال بحزم و نظرة حادة : لا ... ما تجربي تلعبي العاب الكبار , صدقني يا صغيرة بتضيعي بين رجلين ...



" ونيت من قلبي تلوعت عقبك
سلبت لي قلبي و جرحك سرقني
أقول قلبي تقول وش عاد قلبك
وإن جيت أبخفي الحب جرحك فضحني "

حاولت ابعاد يده عن شفتيها , و لكن منعها بان امسك يدها , ثم نظر اليها مطولا , و بعدها انحنى و تلامست شفتيه بشفاهها برقة , ثم قال بسخرية : حاسه بدقات قلبك قديش صاروا ؟؟!! بدك تشوفي وجهك قديش احمر ؟؟!! و رجفت جسدك , شو بخصوصها ؟؟!! هاي لبنت مجربة و لا لبنت بريئة ؟؟!!
ذهلت عندما وجدت انه و ضع يدها و يده على قلبها , هل لهذه الدرجة خدرة بالأجواء المعتمة تلك و النظرة الساحرة الكريهة ؟؟!!



"أجيك أنا عاني أدوّر لقربك
تبعد كأن القلب ما قد عرفني
وإن رحت عنك تموج و الريح دربك
وتقول شفت اليوم قلبك تركني"

ما زالت الذهول يتملكها من افعاله و من ردود فعلها , و لكن عادت لتركيز معه بينما تزوي حاجبيها , لم تعلم لما تشعر بانه تلك العيون ترسل تدفق من المشاعر , لا تعلم سرها و لكن ترسلها ببحوره و تغوص معه و تنسى للحظة من هو و من هي , فقط التقاء ارواح متجردة ..



"يا قوّتك ترضى أجاريك لعبك
ترضى أهد الحب لو كنت تبني
إن كنت تهواني فأنا اليوم جنبك
سلمت لك أمري وحبك سكني"

همس بنعومة و هو ينزل بأصبعه ببطيء من رأس انفها حتى أرنبته ثم نزولنا على شفتيها و رقبتها : خلينا نبدأ من جديد , لا تخلي افكارك الصبيانية تتملكك , مستحيل نكون وسيم و نداء الاطفال , احنا وسيم و نداء الزوجين ..

دفعت يده بعنف , و قالت له بسخرية , بينما ما زالت مستلقية و هو منحني عليها : مشكلتك بتحمل الامور اكبر من حجمها , انا ..

ثم صمتت و هي تسمع صوتها مرتفع بدلا من الاغنية التي كانت تصدح قبل قليل , تملك الذهول من وجهها فهذه المكالمة التي أجرتها مع وسام , لا يمكن ذلك ..

حاولت النهوض و لكنه منعها و هو يثبتها من كتفيها , فصرخت و هي تحاول ان تركله بقدميها , فسقطا على الارض و لكنه لم يتركها , و ليمنع مقاومتها العنيفة قال لها بهدوء : اهدي نداء انا يلي نزلته على "السيدي" مع الاغنية , فيعني سامعها قبل ..

نظرت اليه منفجعة من هول الصدمة , و كأنها تنكر ما يقوله , و ما ان توقف التسجيل حتى قالت ببرودة اعصاب تحسد عليها نظرا لما يعتمل بصدرها : شو يعني , معقول اعترف لآخوك اني بنت مو منيحة , اكيد بدي اكذب و اخترع قصة , خاصة وسام عارفني منيح اني ما بطيقك ..

تجاهل اقوالها الهستيرية و قال : ليش بدك تنتقمي مني ؟؟!!

نظرت اليه بحدة , و أدركت الان ما سر تغيره المفاجئ , سألته : حكيت مع وسام ؟!!

ابتسم و قال ببرود : بهمك ؟!! شاكه في ؟!!

قالت بحزم : لا تبني امل اني بنت ..

قاطعها بسخرية : قصدك انه بدك تبعث لي صورك يلي مركبتها ؟؟!! بدك تخلي حد يتصل في و يحكي عنك ؟!! شو احكي لك كمان ؟!!

صرخت بهستيرية مرة أخرى , بينما كانت تحاول دفعه , و لكنه منعها بعدما استلقى بجانبها و كبل قدميها بقدميه : مين حكى ؟؟! انت شو بتحكي .. ابعد ... ابعد ..

و بعدما هدأت قليلا , و مع وتيرة تنفسها المرتفع نظرت اليه بقهر , و قالت بين لهاثها : بتجسس علي ؟؟! مركب كاميرات ؟!!

ضحك بخفة و قال : و اذا هاد يلي صار شو رح تعملي ؟؟!!

قالت بغل و نفس كالجمر : حقير ..

قال ببرود و نصف ابتسامة يمتاز بها , و تعلم يقينا انه يتقنها و يتفنن بها لتزيد سحره : لو فكرنا شوي , بنكتشف انه يلي بدها تشكك زوجها و بتخطط لتفضح حالها بس لتقهره , بنعرف وقتها مين الحقير ..

قالت له بنفس اللهجة : لما يكون زوجها بني ادم ..

قال لها بهدوء : و انا شو ؟!!

صرخت و قد عادت لدفعه : انت حيـــــــــــوان .. انت .....

و بعد وقت من الصراع و السباب من قبلها و صمته , هدأت و استكانت , قالت له بصوت مبحوح حازم بعد مدة : أبعد عني بدي قوم ..

و عندما واجهها بصمته , عادت لتقول بصوتها المبحوح : قلت لك ابعد ..

قال لها بسخرية : بطلتي تغريني ..

عات لتكيل له السباب , ثم قالت : انت واحد مجنون ...

تنفست بحدة و احتد نظرها و قالت : بدك تمشي عالم على خيالك , و مو متقبل الواقع , انا كنت واضحه معك انا ..

قاطعها بحزم و قال : انا فتحت اللاب توب تاعك , و شوفت الصور و برنامج تغير الأصوات يلي عندك يلي مسجله فيها كلام عنك , و عارف بالزبط كل شي فكرتي تعملي او ناوية تعملي , فلا تحاولي بقضية خسرانه ..

من شدة انفعالها و قهرها , لم تستطع الانتقام الا بعضه بكتفه القريب من فمها , بعدما خلص كتفه من فمها امسك شفتيها بين يده و شد عليهم مما جعلها تتألم و تتأوه من الوجع و هي تحاول الابتعاد عنه ..

قال لها بعدما ترك شفتيها بتهديد : هاد عشان تفكري مليون مره قبل ما تعضي مره ثانيه ..

حاولت لمس شفتيها المتورمة , و لك يده التي تحكم القبض على يديها منعتها , بينما عادة يده التي انزلت العقاب على شفتيها لتلمسهما , و كانه يحاول أزلت المها بلمساته , قال بحنان : أحيانا بكرهك بسبب الوحشية التي بتخليني اتعامل معك فيها , متخيلة بتصرفاتك هاي ممكن نوصل لنهاية سعيدة ؟؟!! لمتى بدك تضلي عايشة بحقدك ؟!!

قالت له و هي تبعد وجهها : ما تفكر و لا لحظة اني برتاح او بكون سعيدة و انت مرتاح , بالعكس ...

نظر اليها بألم , ثم قال : طيب أحكي ليش انتقامك , من حق المتهم يعرف تهمته ..

قالت بعنف و قهر و حزم : انت مو متهم , أنت مذنب ..

قال بنصف ابتسامة ساخرة : اوك ,انا شو ذنبي ..

طال الصمت و تواصلت الاعين , و ادرك انها لن تقول اكثر من ما قالت , لذلك حضنها الى صدره رغم ممانعتاها و قال : رح نام هون طالما مصرة ما تحكي ..

وبفعل كان ذلك ..



̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰


صرخت غيداء بحيوية : وااااااااااااااااااااااو , من جد مو طبيعي , و الله ما عرفته هالوسيم , طلع مو قليل ..

نظرت اليها نداء مجفلة : من متى و انت هون ؟؟!!

قالت غيداء بمرح و هي تغمز رجاء : يووووووووووه من زمان , بس انت بعالم غير عالمنا ...

ضحكت الاء و قالت : بس جد و الله قطع قلبي عليه , بلشت جد اكره نداء ..

ضحكت رجاء و قالت : بلا غباء , بجوز عم تحكي خيال و ما صار هاد الشي ..

قالت نداء بحزن : لا حقيقة ..

نظرن اليها باستغراب فتابعت : انا بس اقرأ او بعد فترة بتصيبني حالة زي تشويش و بتذكر هيك اشياء ..

قالت رجاء بقلق : حكت لدكتورة عن هاي الحالة !!

أشارت بالإيجاب و معالم الحزن مرتسمة على ملامحها , فقالت لها رجاء بحنان : عادي , بالعكس قصتكم حلوة , و أنت دايما كنت طيبة مستحيل تتصرفي هيك من دون سبب ..

ايدت الاء : اه و الله , جد لا تكبري الموضوع , و بعدين باين انه وسيم كثير حنون

غيداء : ههههههههههه هو مو حنون , حنون , ههههههههههه بس جد حتى لما قرص شفتك تمنيت لو صايره معي , يعني بتحسي ندمان و حزنان ...

قالت نداء بصرخة : يخرب فنك , ولك حسدتني على الوجع ؟!! , ههههههه يا بنت حاسدة و حاسدة اختاري شي محرز ....

ضحكن جميعا , فقالت غيداء : ههههههههه , انت بتحكي هيك , لأنك ما جربتي نار جعفر ..

فسألتها رجاء باهتمام : عمره مد ايده عليك ؟؟!!

نفت غيداء : ابدا ...

ضربتها الاء بالمخدة المجاورة لها : انطمي لكان ..

عندما صرخت غيداء و هي تتجنب المخدة , نهرتها رجاء قائلة : انكتمي , الدنيا ليل و الاولاد نايمين .. و يلاه بكرا بجوز تروح جدتي من عند دار عمي سعيد الها أسبوعين رايحة عندهم ..

قالت الاء : غريبة ليش راحت من الاساس , عاد لا بتحب لا عمي و لا مرته و لا بناته ..

قالت غيداء بفكاهة : مقهورة على و من دلوعتها يلي مو راضية تتطلع من البيت ..

قالت الاء بذهول : بالله جد مقهوره علي ؟؟!!

قالت رجاء : و ليش مستغربة ؟!! طول عمرها وجدتك بتحبك غير شكل , بس ما تسمعي منها , هي صح زعلانه منك شوي لأنك ما قبلت تتطلعي عليها اخر مرة , بس وحده من بنات عمك انخطبت لهيك راحت , بتعرفي تأدية واجب .. ما علينا , خلونا نروح نام هسا ..







تنويه : ذكر الاغاني ليس تشجيع على سماعها او الانشغال بها , و الاغاني مجرد كاشعار بقصدها اكثر من النغمات , يعني انا بحب الكلمة يلي بتنحكى , و جد بكون ادور عن كلمات لناس معروفين برواقهم , و ان شاء الله ربنا يهدينا و يهديهم ^_^

و بخصوص بعض الجراءة يلي بتطرحها روايتي , فانا اسفة بخصوص هاد شي , بس انا بحاول ما استخدم الا يلي بفيد النص و يوصل الفكرة ليس اكثر , طبعا ليترك انطباع عن الحدث , و بحاول قد ما اقدر اشذب الكلمات



اما ما انتظرهم منكم , فالاكيد الردود و ايضا تحليلاتكم

ما هي مشاعر الصغيرة نداء , و الفتى وسيم ؟؟!

حالة رجاء هل تستحق منها كل ذلك ؟؟ هل حديث نداء بموضعه ؟!!

ما رأيكم بافعال وسيم الشاب ؟؟!! و اسباب عدم تراجعه عن اخطائه ؟؟!!

جعفر و تصرفاته مع غيداء ؟؟!!

هل بعد وسيم نتيجة لكره لنداء ؟؟

هل تبقى رجاء مصرة على الانفصال ؟؟

هل الاء كانت عدوانية اتجاه نفسها ؟؟ هل ادراكها لاخطائها نتيجة وقوعها بمصيبة ؟؟ هل تصلح ما تفعل ؟؟!! هل مجدي محق بتصرفاته ؟؟ هل كما قالت كان عقاب ما حل بها ؟؟!!

بعدما فشلت خطة نداء الشابة هل تتوقف افعالها المنتقمة ؟!!

ما رأيكم بدهاء وسيم الشاب ؟؟!! هل ضبط الاعصاب و التصرف بحذر و صبر كما يفعل هو ما جعله يعرف ما تخطط له ؟؟!

احداث اخرى و مشوقة و مفاجآت تنتظركم بالفصل القادم , لكم مني كل الود و الحب ... استودعكم الله





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-14, 01:50 AM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


جمعة مباركة علينا و عليكم .. اعذروني على التأخير , و الله الفصل بكون طويل و شوية بده تركيز , اما الفترة الجاية ما رح اكون متواجدة بشكل منتظك لانه مسافره , ادعولي بالتوفيق , و ادعو لصديقه غاليه على قلبي بالشفاء كامل , احبكم بالله






الفصل السابع


الفطرة , و لكي تتماثل مع مسمياتنا الحالية , او ما استنبطه العلم و التطور من الام الطبيعة و ما يوازيها , هي كتيب التعليمات , اي ما اعد النفس و الجسد و الروح لأتعامل معه و تقبله , او ما لا يجوز و يخالف التكوين و يضر بها , و البديع بالخلق ان هذا الكتيب محفوظ و مصمم ليعمل و ينطق من اول لحظة لك على الارض , و لكن كثرت الاهمال و تكدس عليه الغبار , يجعله خارج المنظور و الفاعلية ...

و كما الكتيب , هناك تحذيرات عامة موجودة و مطبقة , فمثلا طبعة الشركة المصممة تتزين به , و لكن الفطرة تقودك اليه بالإضافة على خط اتصال تطلبه في الحالات الخطرة او التحسينات و التطويرات او بالثناء و المدح ؛ بالفطرة او الكتيب تعلم كيف تستخدم التطبيقات المرافقة و الاجهزة الملحقة و طرفيات , و تبدأ بتحسينها و تطويرها و تكيفيها بما يناسب وضعك , و ذلك الكتيب لا يخلو ايضا من الاخلاقيات كأي كتيب اخر , فتعلم بالفطرة ان السرقة او الكذب او الخ , غير جائز , فيبدأ جهاز الاحمر يشير اليك بذلك بصمت و لكن بإلحاح , و أيضا لا يخلو من جهاز تحذير لمراحل الشبع او الجوع او العطش او الحر او البرد او التعب , فهو كتيب متكامل , و لكن الاهم بأنه يحتوي ماديات و روحانيات , فهو ليس كأي جهاز اخر ممكن للعلم تكوينه , فلو استطاعوا اتقان الحواس , و هذا الى الان لم يحدث , لن يستطيعوا ان يطبقوا الروحانيات او الحدسيات ..

و من منطلق الفطرة هذه , عندما خلق الله , العالم بخلقه , زارع الفطرة فينا , سيدنا ادم عليه السلام و اسكنه جنته , خلق له بعدها زوجا , تشاركه الحياة و تعاشره و تكن مكملة له , فلم يخلقها من نفس الجنس , و مع ان الله قادر على ذلك , و لكن بيان ان الفطرة السوية تكمل بجنس اخر , و جعل تمام الحياة و انتظامها لا يستوي الا بتلك الطريقة , رجل و امرأه , و لا تتحقق السكينة الا بتلك الحالة , " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " 21 الرّوم , فلا تكاثر يتم و يكتمل الا باجتماعهما , و لا توازن الاسرة يتحقق الا باختلافهما , فلم يهيئ جسد الرجل برحم ليحمل او صدر ليرضع , و لم تهيء المرأة بأكتاف و جَلَد و قوة لتتحمل قسوة الحياة و الظروف و تأمين القوت , لم تكن يوما لتستمر بدون صخرة تستند عليها بتأرجح عواطفها ؛ فكيف الان نسمع يتبجحون بالمعصية و مناقضة الفطرة و ما يترتب عليها , فالله بمحكم تنزيله وازن المعصية مع العقاب , و لكل تجاوز منها كان عاقبة , و عاقبة من ماثل قوم لوط او ساندهم مثلهم , عقاب عجيب غريب و حاسم , فقوم لوط كان عقابهم صيحة و حجارة سجيل منضود و قلب عالي القرية سافلها , وذلك دلالة على سوء فعلهم و شناعته , فهم حرفوا الفطرة لدرجة النقيض و تحدوا الله بخلقه و حكمة خلق الازواج من النساء و الرجال , و منع التكاثر بالأرض بطريقة سوية سليمة ..


و كان ما سبق احدى الاعتداءات , التي يمارسها البشر بحق الفطرة و بحق انفسهم , و هناك الكثير و الكثير مما ارسله الله لنا لنتمتع به او نستخدمه , و اما ما تم منعه ليس سوى من باب المضرة قبل الابتلاء و اختبار الصبر و الثبات , الفطرة السوية كانت و ستكون من اجمل هدايا الخالق , فلا تهملها و تشوهها بمناقضتها باي طريقة كانت ..




̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰



على الشاطئ الجميل , و مع نسيم البحر العليل , تجلس فتاتان , احداهما محجبة و الصغرى تجلس مقابلها و تحني رأسها لتستطيع الكبرى تجديل لها شعرها ..

رجاء باستفسار : ليش ما خليتي امي تجدلك ؟!!

رامبو : امي قاعده عند تيته ..

رجاء : طيب شو يعني ؟؟!!

قالت رامبو مع محاولتها للابتعاد : اذا ما بدك تجدلي لي بلاش ..

ابتسمت رجاء و هي تعيدها : على اساس انك زعلتي ؟! طيب ازعلي كمان شوي , بس اخلص ..

قطع كلام رجاء صوت رامبوا , التي صرخت من الالم , و ذلك بسبب شد شعرها , فالتفت نحو رجاء قائلة : ليش ... انـــــــــــــت ؟؟!! ليش تشد شعري ؟؟!!

وسيم : حر , عندك مانع ؟!!!

نظرت اليه بعدما قلصت عينيها و عضت طرف شفتها , ثم ازاحت وجهها نحو الناحية الاخرى ..

فعاد وسيم لمضايقتها قائلا : شو زعلتي ؟؟!! هههههههههه , لا متغيره صايرة زي البنات ..

عادت للنظر اليه و مهاجمته : شو قصدك ؟؟!!

اجابها ببسمة : سلامتك و لا اشي ..

شعرت باختناق شديد و لم تعلم ما السبب , ثم قالت : وسيم لا تحكي معي احسن لك , انا اساسا وعدت عمي ما ادخل فيك و لا تدخل في , فحل عني ..

ابتسم و قال : انت حره اوعدي ما تتدخلي , بس انا ما بوعده ..

قالت له بغضب : بالله شو ؟؟!!

اخرج لسانه معاندا لها ثم ابتسم , بينما تدخلت رجاء مبتسمة : يلي بشوفك معها ما بيعرفك , انت مو ناوي تحل عنها ؟؟!! بحسك و انت تحكي معها عمرك 6 سنين ...

تعالت ضحكت وسيم بينما قالت رامبو : شو قصدك اني صغيره ؟؟!!

حدقت اليها رجاء بحنان , ثم ابتسمت قائلة : لا بس قصدي ما لازم هو يتعامل معك على انك صغيره ..

ضحك وسيم و قال : على فكره بتسايرك , عارفه اذا حكت لك انك طفلة رح تقلبيها مناحة ..

قالت لها رامبوا بعنف : اخرس ..

بينما تعالت ضحكة رجاء و وسيم , غادرتهم نداء بظفرتيها , توقفت على بعد منهما امام البحر , ثم ركلت بقدمها مياه البحر المترامية على الشاطئ , فتناثرت من حولها , و لم تمر سوى دقائق , ثم سمعت صوت طارق يصرخ عليها ..

التفتت و هتفت بحماس : طاااااااااااااااارق ..

اجابه بهدوئه المعتاد : شو وين العيلة ؟؟!!

اجابته بفرح : بالشاليه , انت كيف اجيت ؟؟!!

اجابها طارق ببسمة : جابنا هارون ..

قالت رامبو : ابوك ؟!! مو هو يلي رفض تروحوا معنا ؟؟!

قال بسخرية : غير رأيه ..

نظرت اليه و هي تزوي حاجبيها : اجا معكم ؟؟!!

قال طارق : بده يحطنا هون و يسافر , هسا دليني على عمي احمد ..

مشت معه نحو الشاليه , ثم توقفت عندما وجدت رجاء , خاطبتها رجاء بخجل : انت هون ؟؟ كنت ادور عليك ..

اجابها طارق بود : كيفك رجاء ؟؟!!

احمر خديها و اجابته : الحمدلله , كيفك انت ؟؟ و كيف زياد ؟؟

اجابها طارق : الحمدلله , زياد شاف سناء و احنا بالسيارة , وفر علينا وقت بدل ما ندور عليكم ..

قالت رامبو بملل : رجاء دلي طارق , بدي اشوف وين زنبرك و كماشة ..

و هي متلفته سمعت طارق يهمس ضاحكا : مو على اساس بتكره الجدايل ؟؟!!

تغاضت عنه و اكملت مسيرتها نحو الشاطئ , شد انتباهها شيء يلمع بمياه البحر , ربما زجاجة , او ربما كنز ؟؟!! , ثم ابتسمت مستنكر ان يطفو الكنز , و انحنت على المياه , و امسكت الزجاجة الفارغة بعدما تقدمت و تغطت قدميها بالمياه, ثم بدأت بتعبئتها بمياه البحر و افراغها , كانت تلعب بروح الطفولة التي تعشعش بها , و لكنها سرعا ما شهقت عندما تأرجحت ساقطه داخل مياه البحر , بعدما فقدت توازنها اثر دفعه من الخلف , صرخت خائفة , فهي لا تستطيع السباحة , تعالت حولها اصوات صارخة , لم تدركها , لكن احست بيدين تحيط خصرها و ترفعها , شهقت بخوف و عدم قدرة على الكلام , رغم انها لم تكون بذلك العمق من المياه و لم تمضي الا ثواني , الا ان المفاجأة كان لها دورها , تمالكت نفسها , ثم احست بيد تمسح وجهها , فتحت عينيها و نظرت نحوه منقضها , و ما ان ادركته حتى بكت فضمها يهدئ من روعها , ثم سحبها نحو الشاطئ , وقفت لثواني , لتدرك سريعا انها ترتدي قميص ابيض , ابتل والتصق بجسدها , و الى اول مره يدركها الخجل من جسدها و الخجل الانثوي من كشف انوثتها , فالتفت يديها حول صدرها و انحنى رأسها , ثم شعرت بقميص يدخل رأسها الى عنقها..

نظرت نحو وسيم , الذي كان عاري الصدر , بينما خاطبها : البسي بلوزتي , صح مبلولة بس لونها اسود و كبيرة بتغطيك ..

قال زياد بود : نداء انت منيحة ..

كماشة : راح زنبرك يحكي لماما , لا تخافي كلنا شفناها ..

لم تجبهم نداء و قالت لوسيم و دموعها تترقرق بعينيها : وسيم انا ما سبحت , حد دزني و ..

قاطعها ببسمة , بينما يمسك يدها الاخرى و يضعها بكم القميص : بعرف , انا شفت سناء بس دزتك ..

نظرت اليه متفاجأة , ثم قالت : سنااااااء ؟؟!! بس .. بس ..

ابتسم بعزاء لها : شفتك بترتجف , الوقت لسا بكير و شمس ما دفت المي , اكيد كانت بارده عليك , يلاه عشان تغيري اواعيك ..

قالت له بخوف : هسا ماما و تيته ببهدولني , بفكروا اني انزلت اسبح ..

ابتسم وسيم و قال : روحي مع كماشه و ما تخافي , اكيد زنبرك صار حكي لهم عن سناء ..

امسكت يدها كماشة بينما تبعهما زياد , و لكنها توقفت و نظرت نحو وسيم , الذي كان يحدق نحو الرمل , ثم قالت : وسيم ..

اكملت بعدما نظر اليها : بجوز انا زحلقت ..

ابتسم بيأس و اجابها : بجوز .. لا تفكري بالموضوع كثير ...

صرخ زياد الذي ابتعد خطوات عن رامبوا و كماشة : تتسابقوا ؟؟!! اخر واحد اغبى واحد ..

و لم تحتاج الفتاتان لأكثر من ذلك لتنطلقا , بينما ابتسم وسيم لمنظرهما ..




̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰




ابتسمت لجدتها بحنان , ثم حضنتها قائلة : تيته بدي روح اشوف غيداء عشان علينا الغدا اليوم , لا تحكي اي شي قبل ما ارجع , اوصلنا لما ابوك قصد في امك ..

ابتسمت جدتها و هي تبادلها الاحتضان : ما عليش , روحي و لما تعاودي اكملش , تراني جيعانه , و انا امش الدوا يجوعني ..

اجابتها بحماس : خسى الجوع , اجيب لك شي تمشي حالك في ..

بينما صححت الاء بود : يا جدة الدوا ما يجوع , مرض السكري يلي يجوع ..

اجابتها الجدة : ما علي انا من هذرك , اقولك يجوعني و انا اعلم بحالي ..

ضحكت الاء بينما توجهت نداء نحو غيداء , التي قابلتها بجملة ساخرة : سبحان مغير الحال ..

اجابتها نداء بمرح : و الله جننتوني , طول الوقت و انتوا تتمسخروا علي , انا مو متذكره كيف علاقتي كانت معها , بس جد مو متخيلة اني و لا باي حال من الاحوال اكون بكرهها ..

صححت غيداء : بتتناقروا , ما بتتفقوا , بس مو اعداء ..

قالت نداء منهية الحديث : ما علينا , المهم شو بتعملي ؟؟!!

اجابتها غيداء : أوزي ..

ابتسمت نداء : يم , بحبها ..

غيداء : لهيك انت رح تطبيخيها ..

نداء : و انت ؟؟!! شو رح تعملي ان شاء الله ؟؟!!

غيداء : على فكره سلقت الجاج و الرز منقوع ما في غير طبقيها ..

نداء : ما الي دخل , ما بتطلعي من هون الا رجلي على رجلك ..

غيداء : بالله شو ؟؟؟!! على فكره الك ساعة جوا , و انا هون بشتغل زي الملخومة ..

نداء : لا , لا , لا يا عمري ما حزرت , روحي حطي ل تيته شي خفيف تأكله لحتى نخلص و ارجعي ..

غيداء : ولك نفسي افهم كيف بطلت تنقهر من كلمة تيته , كنت كل ما تقوليها تبهدلك و يوصل صريخكم لأخر الحارة , و احلى بس تعصب تقولي لها يعني اناديك " صيته " احسن , هههههههههههههههههه , و هي تقول اه يا قليلة الادب , ودك تنادي جدتك باسمها , يا فضحتي يوم يسمعونش تنادين اسمي " , هههههههههه

قهقهت نداء ضاحكة : ههههههههههههههه , يخزي شيطانك , و الله لو تسمعك لتعصب منك ..

غيداء : لا بتحبني ما بتزعل مني , اساسا بالعيلة ما حد بسايرها و بحكي بلهجتها غيري , هي ما كانت تنقهر الا منك , بس هسا صرت من المقربين , لو تشوفي شكلها يا حرام لما عرفت انك بغيبوبة , راحت ما تنجلط , مسكينة ما كنت اعرف قديش غاليات عليها الا لما شفت خوفها عليكن ..

سألتها نداء و هي تتفقد الدجاج : و كيف ردت فعل بقية العيلة ؟؟!!

قالت غيداء بعدم اكترث و هي تضع الزيتون بالصحن : عادي زي اي عيلة بتعرف انه بنتها بحالة خطرة , الكل انفجع , من جدتي لحد وسام , هداك يا حرام انجن اكثر واحد , و يعني فيك تحكي اقل بشوي من وسيم , لأنه الثاني كان حالته بتنرحم , جد كان من اسواء الذكريات , بس بنظل نقول لعله خير ..

ابتسمت نداء بسمة صغيرة و هي تركز على وضع الرز و تقليبه : الحمدلله ..

غطت الطنجرة , ثم سألت : و كيف كان شعوركم بس صحيت ؟؟

قالت غيداء بمزاح و روح مداعبة : عادي زي اي عيلة بتعرف انه بنتها طلعت من حالة خطرة ..

ضحكت نداء و قالت : انت ما بينفع معك الا القمع , فاخرسي , و الحق علي يلي معتبرتك بني ادمه اتفاهم معها ..

ضحكت غيداء و سألتها : ولك بمزح معك ..

قالت نداء بسخرية : هي هي هي , ما ازنخك ! .. ما شاء الله على الاجوبة المفحمة , كلها عادي , وزي اي ناس , و ما بعرف شو ..

غيداء : هههههههههه , ما بنمزح معك , بس بتعرفي اهم رد فعل , و اتوقع لاحظتي , انبساط وسيم لما انكرت وسام و خفتي منه , يا حرام وسام انكسر خاطره , كان طاير من الفرحة ليشوفك , و بالأخر ما عرفتي , ما ركزت الا على وسيم , و الدكتور حكى وقتها , غالبا لأنه اول وجه شفتي بس صحيتي ..

قالت نداء بتفكير : و الله ناسية , مو متذكره انه وسام انقهر , لأنه بصراحة وقتها كنت خايفه من الكل , اما وسيم فأول ما صحيت , كنت مو مركزه و لا فكره ببالي , و ضليت فترة اتأمل بوجهه و هو نايم جنبي , حسيت اني حبيت وجهه و ما خفت , صحيته و انا ببتسم , كان ملامح الذهول بوجهه لما شافني , و بعدين حكيت اول شي ببالي ..

غيداء بشوق : شو هو ؟؟!!

نداء بسخرية : يعني شو بده يكون , وحده فاقده ذاكرتها , اساسا لسا ما لحقت اعرف اني فاقدتها , فكان لازم اسأل , " مين انت ؟؟"

غيداء : و هو شو حكى ؟؟

سرحت نداء بذاكرتها ثم قالت : ممممم , بالأول ضل يطلع , و حكى لي هو سؤال رائع , بظن ما حد بسرعة بديهة وسيم ..

غيداء بسخرية : بلشتي بقصيدة مدح ..

ضحكت نداء و قالت : حقه , كلك على بعضك حلو ...

غيداء بحيرة : بتتذكري اغاني كاظم ؟؟!!

رفعت نداء كتفيها بجهل و قالت : ما بعرف , هيك خطرت لي ..

غيداء بتأمل : في اشياء كثيره بستغرب كيف بتعمليها او بتعرفيها بدون ما تسألي , المهم شو قالك ..

نداء بنصف بسمة : سألني " طيب انت شو اسمك " , استغربت السؤال , و بعدين حاولت اعصر راسي , و ما لقيت جواب , فحكت له " ما بعرف , انت بتعرف مين انا ؟؟!!" , بعد فترة و لما ارجعت على البيت , سألته ليش سألني , فحكى لي كان في احتمال ضئيل انه افقد ذاكرتي نتيجة الغيبوبة , خاصه اني ما تنشقت كثير دخان , فهاد شي مستبعد , بس هو اول ما شاف نظرة عيوني حس انه في شي غلط , و ممكن اني لسا مو مركزه فسألني , بس يلي ذهله اكثر بعد فترة العلاج و من لما فقدت الذاكرة , اني كنت هادية و ابدا مو انفعالية , زي اي حد بحالتي ... ممممم بدك الحق و انا كمان استغربت ردت فعلي , و خاصة ..

قطع كلام نداء صوت رجاء : نداء جدتي بتسأل وين لقمة الاكل يلي طلبتها ؟؟!!

غيداء : يييييييييي نسينا حالنا , اسمعي بودي الاكل و راجعت لك ..

نداء بمزاح : قصدك راجعه للسلطة ..

سمعن صوت الجرس , فقالت رجاء : اكيد الاولاد روحوا , انا رح شوف مين على الباب , لا تتاخروا بالغداء اكيد جوعانين ..

نداء : ما ضل الا اشوي الجاج , و شوية شغلات ..



» تتلألأ القلوب البنفسجية بالأمل «



ابتسم بسخرية و هو يسمع صوت الجرس , وقف وفتح الباب بدون ان يسأل من على الباب , ثم قال بنبرة ثماثل بسمته : كنت عارف انك رح تشرفني , يعني بكفي غبت اكم يوم , لهيك اعملت حسابك بالغداء ..

قال جعفر بنبرة غضب : و هاد بس يلي عملت حسابه ؟؟!! ما عملت حساب شي ثاني ..

اجابه وسيم و هو يفتح الاكياس : شي مثل شو ؟؟!!

جلس جعفر بجانبه و قال : بخصوص الهبل يلي قاعد هون عشانه ..

اجابه وسيم بعدما بلع اللقمة : فكرت اكيد ..

جعفر بترقب : و شو طلع معك ؟؟

وسيم بسخرية : كل خير ..

قال جعفر بقهر : باين الخير يلي عايش في ...

ثم تنهد و قال : وسيم انت ما بتعرف بشو مورط حالك , مفكر هدول لسواد عيونك بفوتوك تنظيمات سرية ؟؟!! هدول يا اما شخص بيدفع او شخص اله نفوذ يستغلوا , و انت هون مو بتهدد بس حالك , انت بتهدد وظيفتك , انت مهندس طيران مو شي بسيط على فكرة ..

نظر اليه وسيم بتدقيق , ثم سأله بشكل مباشر : و انت من وين بتعرف كل هاد ؟؟!!!

صمت جعفر , فقال وسيم بسخرية : تورطت معهم ؟؟!!

جعفر : وسيم انت عارف لوين ممكن اوصل , و اكيد شي زي هيك مستحيل اعمله , انا ممكن اضر حالي , بس لما توصل لغيري انا بفضل اموت , لهيك انا بموت و انا عارف انك قريب منهم ..

قال وسيم ببسمة : لأكون معك واضح , انت مو وصي علي , و انا و انت قد بعض بالعمر , و غالبا انا يلي كنت الحق وراك و اطلعك من المشاكل , فحاس حاليا اني ضايع و انت تحكي معي هيك , يعني شوي غريبة انت تنصح و انا مذنب ..

جعفر بحسم : ما حد منزه عن الغلط , و اقلها بس كنت تنصح كنت اسمع و ما انفي الغلط عن حالي ..

وسيم بسخرية : بس ما كنت تنفذ ..

عند صمت جعفر اكمل وسيم بحزم : اسمع انا مو ناوي اساسا ارجع , رغم تدريبنا العسكري , و رغم كل سفراتي برا و الغربة , بس انا ما قدرت اتحمل اشوف المنظر البشع , يلي شوفته يومها ..

سأله جعفر : دخلت على اي نادي ؟؟!!

وسيم بسخرية : ليش كم نادي همه ؟؟!!

جعفر بسخرية : كل شي و تخصصه , دخلت شي بنفس المبنى او بمكان ثاني ..

وسيم : ليش ما تحكي لي دخلت نادي الشواذ و تخلص ؟؟!!

جعفر بتوضيح ساخر : لأنه في اكثر من نادي الهم كمان ..

وسيم بقرف : بالله عليك لا تذكرني , ليش في شي اسوء من يلي شفته ؟؟!! كيف بكون عندنا هيك شي و ساكتين ؟؟!! وين الشرطة عنهم ؟؟!! كنت رح بلغ عنهم لولا انه في حد شفته عندهم ..

جعفر بتركيز : ما تخاف هي مسألة وقت و كل شي رح ينتهي , بس مين يلي شفته ؟؟!!

وسيم بدهاء : ومين يلي حكى لك انها مسألة وقت ؟؟!! جعفر شو في شي مخبيه عني ؟؟!!

جعفر ببسمة : احكي لي من الشب ..

تنهد وسيم : شوف لو بدي طلع منك شي بطلعه , و انت عارف هاد الشي , بس عندي احساس انه بلشت تنعدل , لهيك تاركك , و بخصوص الشخص , بما انه ما رح اجازف و ارجع , و خاصه انه مو ضامن انه هاد الشخص يرضى يشوفني بعد ما ضربته ..

جعفر باستغراب : ضربته ؟؟!! ليش مين هو ؟؟!!

وسيم بنصف بسمة : مو عارف اذا لسا بنقدر نحكي عنه هو , ممكن هي ؟؟!! , حسين دلوعه بتتذكره ..

ضحك جعفر : هههههههههه يا زلمة , هو انت شفته ؟؟!! و ليش ضربته , هاد لو تسب عليه بكفي ليدمر نفسيا ..

وسيم : اسكت بالله بلا قرف , ولك شفته بحاله مقززة , ما تخيلت انه هاد الشخص يلي كان معنا و تربى بينا يصير هيك , و كنت لسا شايف اشياء بتقرف و عرفت انه منهم , ففرغت كل قرفي فيه ..

ضحك جعفر : ههههههههه شكلك مطلع كل قهرك في ....

وسيم بتأكيد : هيك شي ..

جعفر : طيب شو بدك ترجع على البيت ؟؟!! متى ناوي تشوف مرتك ؟؟!!

وسيم : من متى صاير توفق راسين بالحلال ؟؟!! هههههههههه , جد تغيرت بطلت اعرفك يا زلمة , على كلا مو راجع قبل ما حقق كل شي ببالي ..

نظر اليه جعفر : و يلي هو ؟؟!!

وسيم بمكر : و من وين عرفت انه النادي رح يتسكر ؟؟!!

صمت كلاهما بتحدي ,ثم عاد وسيم ليأكل , و شاركه جعفر , و بعدما جلسا قال جعفر : اليوم حكى معي طارق ..

وسيم : وشو الغريبة ؟!! دايما طارق بتفقدنا ...

جعفر بتأفف : انت دايما بس بدك تتمسخر علي , يا اخي بحسك ما بطيق لي كلمة ..

وسيم : هههههههههههههه , لا بكون خايف من يلي رح تحكي , و انك رح تقهرني بكلامك , فبحب اقهرك قبل , يعني مبدأ اتغدى فيك قبل ما تتعشى في ..

جعفر : ها ها ها , دمك خفيف , ما علينا , المهم يا حرام شكله ابوه انقتل ..

وسيم بذهول : هارون ؟!! اندفن ؟؟!!

جعفر باستغراب : علمي علمك , انا حكى لي بسرعة , و هو بالأساس حكى لي حتى ابعث له ممرضة من عندي , يعني حد ثقة ..

وسيم باستفسار : و ليش ؟؟!!

جعفر : بده ادوية من عندي من المستشفى و ممرضة تبقى مع اخوه يلي رجعه له مصاب ..

وقف وسيم على قدميه : زيااااااااااد ؟؟!! زياد انصاب ؟؟!!

جعفر بتأكيد مستغرب : اه مصاب ... و على ما يبدو اصابه مو كبيرة , بس محتاج مراقبة , و زي ما بتعرف طارق صعب يترك شغله و يتفرغ , و خاصة انه فاتح عيادة و بشتغل بمستشفى حكومي , و الله ما حد جايب التعب لحاله الا طارق , حكت له تعال و انا بشغلك بمستشفى عندنا , و بخليك مديرها كمان , بس كأنك بتنفخ بقربة مخزوقه ..

قطع وسيم حديث جعفر الناقد : يعني هسا زياد ببيت طارق ؟؟!!

جعفر : لا , راح على بيت جدتك ..

وسيم باستغراب : شو ؟؟! ليش ؟؟

جعفر : بحكي لك هارون مات , وزياد انصاب , اكيد الوضع مربك و ما في امان , لهيك نصحته , بدل ما نبعث ممرضة , رجاء بتساعده , حكى لي ما بتقبل تترك خواتها , فحكت له انقله من بيتك عند جدتك , و هو رح يكون معهم يومين ثلاث , حسب اجازته , بعدين برجع لبيته , و انا امنت نقلهم , اساسا هسا بتلاقي هناك ..

حرك وسيم رأسه , و كأنه يريد ان يفيق : يعني بدك تفهمني , انه زياد بالبيت مع جدتي و البنات , و يلي غالبا انه ملاحق من عصابه , و انت قاعد هون ؟!!

جعفر بتأكيد : اولا لعلمك العصابة لو بدها تتحرك , كان تحركت , لأنه صار له عند طارق كذا يوم , ثانيا انا طلبت من طارق يحطه هناك , لأنه البيت انا زارع حوله كتيبة حرس , و ثالثا انا رايح اليوم انام عندهم ...

توجه وسيم نحو الباب قائلا : مو لو كتيبة بس , لو اسطول جيش , هاد ولد عاش بعالم كله عصابات و مخدرات , يلي قدر يقتل هارون رغم كل رجاله , بيقتل الباقي بقلب ميت..

تبعه جعفر : شو ناوي تعمل ؟؟!! ... و بعدين مستحيل اترك طارق بمصيبة و ما اساعده , و مهما كان زياد عنده اخطاء , بضل اخو طارق , يعني الظفر ما بيطلع من اللحم ..

قال وسيم و هو يركب سيارته , بينما تبعه جعفر تاركا سيارته ليجلبها احد الحرس , الذين يتبعونه : كان بإمكانك تبعثه على اي مكان من طرفك ..

ابتلع جعفر ريقه , ثم تنهد خائبا : للأسف حاليا انا بورطة , و صدقني ما بثق بأي حد او اي شخص , ما بثق الا يلي من طرف عمي احمد , لهيك ما كان في سبيل الا بيته ..

اشتدت قبضة وسيم , ثم قال : ما بدك تحكي لي شو صار معك ؟؟

جعفر بثقة : كل شي بوقته حلو .. شو وين رايح ؟؟!!

وسيم ببسمة : على البيت ..

جعفر بذهول : بدك ترجع ؟!!








يتبع





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-14, 01:52 AM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



» تشتعل القلوب فتحمر متوهجة «



عاد ليرن الجرس مرة اخرى , ولكن لم يجبه احد , نظر نحو وسيم و قال : شكله طالعين ؟؟!!

لم يكمل جملته الا و الباب يفتح , دخل قبله وسيم , ثم انحنى ليقبل لجين , التي هتفت باسمه , ثم سألها : وين تيته ؟؟!!

اجابته بضحكة : جو بس نايمة ..

تقدم وسيم نحو الداخل : و بابا وينه ؟؟!!

لجين بتركيز : عند المريض ..

ابتسم على تعريف لجين لعمها : طيب فوتي و احكي لهم انه بدنا ندخل انا و عمه جعفر ..

انطلقت صارخة بينما قال جعفر : شكله جدتك قاعده ببيت البنات مو بيتها , غريبه , ما الها بالعادة ..

قطع حديث وسيم صرخت غيداء : وسيـــــــــــــــم ..

ضحك وسيم و قال : على فكره بسمعك بدون ما تصرخي ..

غيداء : فاتت لجين تحكي لنا بس ما صدقتها , انت مو حكيت انه رح ترجع كمان اسبوعين ؟؟!! على كلا الحمدلله , منيح ..

قطع سيل كلامها المتدفق يد جعفر التي اغلق بها فمها , ثم قال ناقدا : اول شي ابلعي ريقك و انت بتحكي , و سلمي مثل البشر , و على فكره انا زوجك و الأولى تحكي و تنبهر و تنبسطي بشوفتي ..

ضحك وسيم , بينما قالت غيداء : انت اساسا شو جابك , لسا قبل كم يوم كنت عندنا ..

اغلق جعفر عينيه بيأس , ثم قال بمزاح : و انا كمان مشتاقلك , تسلم لي على كلامك الرقيق ..

قاطع كلامه العابث صوت وسيم : على كلا في تطور , يعني تقريبا بس ثلاث ترباع كلامكم صراخ , لا بجد بحيكم , ههههههههههه غيداء الطريق سالك ؟؟!!

اجابته غيداء بحياء من تصرفاتها و قلة تهذيبها , التي تستفز عادة مع ذلك الارعن : اسفه وسيم , اكيد تعبان , انا وجعت لك راسك , فوت اتفضل البيت بيتك

دخلت بعد وسيم ثم اغلقت الباب خلفها , ليقفل بوجه جعفر , الذي دخل غاضبا , ثم شد غيداء , لتدخل معه غرفة الضيوف التي بجانب باب الاستقبال , بينما خاطبته معنفة : جعفر اترك ايدي , بدي اوصل وسيم عيب ..

جعفر بسخرية غاضبة : كثير بتفهمي بالعيب , بعدين يا غبية , انسيت انه بيت وسيم اساسا ؟!! ولا لأنه وسيم ذوق و بفهم بالأصول و ما دخل بدون استئذان , انسيت ؟؟!!

تأففت غيداء بقلة صبر : هسا انت شو بدك ؟؟!

نظر اليها جعفر بقلة صبر , ثم قال : افهم انا ليش انت هيك مزاجية ؟؟!!

غيداء بإنكار : انا ؟؟!!

جعفر : مو كنا متفقين و انبسطنا لما اطلعنا مع الاولاد ؟؟!! شو عدا ما بدا ؟؟!!

غيداء بتنهيدة ملل : مو شخص مثلك جاهل معدوم الاحساس من وين بده يفكر بانه التصرف امام الاطفال لازم يكون بمنتهى الرقة ..

نظر اليها جعفر محدقا , ثم رفع يده ليدعك على عينيه , تنهد ثم قال بمرح مفاجئ , و كأنه يحاول التخلص من الغضب المتقد لديه بهذه الطريقة : لكان اعتبريني طفل , و تصرفي قدامي بشوية تحضر ..

كبتت بسمتها , ثم قالت لتغيظه من جديد : قصدك اني نورية ؟؟!! و اني ما بعرف اتفاهم معك ؟؟!!

لمح المكر بعينيها لذلك سألها بدون مواربة : بدك تعتبرني طفل او لأ ؟؟ و من الاخر ؟؟!!

غيداء بتصميم : لأ ..

قال بثقة : اوك اتفقنا ..

ثم انحنى قاتلا الكلمات على شفتيها , و لم تصمد مقاومتها الا لثواني , حيث غرقت بعالم جعفر المتمرس , و لكن قطع عليهم صوت اقتراب اشخاص من الباب , مما جعلها تدفعه عنها و تلتفت لاهثا لتخرج ..



» صفت قلوبهم فابيضت «



صرخت الاء بفرحة : ماما ؟؟!! ..

ركضت اليها و عانقتها , بينما ضمتها امها بحنان : حبيبة امها كيف صارت ؟؟!!

سألتها الاء بفرح : متى وصلتوا ؟؟!! و وين عمو احمد ؟؟!!

قبل ان تجيبها تعال صوت رجاء صارخة : ماما ..

ضحكت امها: شو الكل هون بصرخ ؟؟!! ليش متفاجئات ؟؟!!

عانقتها رجاء بفرحة , ثم قالت : يا الله شو اشتقت لك , الحمدلله صحتك باين احسن , شكله عمو احمد ما قصر معك ..

خجلت امها ثم قالت : بنت , مو متعوده منك هيك ؟؟! يعني لو نداء او غيداء ممكن , بس انت ؟!

خجلت رجاء و قالت : و الله قصدي اعتنى فيك , الله يسامحك ..

ضحكت امها ثم سألتها : شو انت اليوم عند اختك ؟!!

رجاء قالت ببسمة : لأ كلنا , احنا من لما رحت كنا هون ..

معالم الذهول اعتلت وجه امها , ثم لتتبدل الى العتب , و قبل ان تقول شيء , تعال صوت غيداء , لتجاري اخواتها بالترحاب , و لكن لم يمحي الفرح معالم الخجل السابقة , ثم توالت الترحيبات , و خاصة بدخول عمهن , فانقلنا من عناق امهن الى عناق عمهن , و جارهن جعفر بترحيب بالعم و الام ...



» تعكس قلوبهم زرقة هدؤهم «



اكمل فحصها , ثم قال لوسيم القلق : ما تخاف , زي ما حكت لك , بجوز تعب , و خاصة على كلام رجاء مبارح مو نايمات منيح و خاصة هي , و اكيد منظر الدم يلي شافته من جرح زياد خوفها او ذكرها بالمشفى ..

قال وسيم بتأمل : بجوز , على كلا تعبناك معنا طارق , بس كنت بدي اسألك , هي اول ما شافت زياد انهارت ؟؟!!

طارق : دخلنا على الغرفة انا و رجاء و كانت واقعه بجنبه , ما بعرف شو صار بالزبط ...

ابتسم وسيم , ثم غير الموضوع : و زياد كيفه ؟؟ يعني حالته حاليا احسن ؟؟

طارق بتأكيد : لا تمام , بس كان في طلقه برجله و طلعتها و جروح بجسمه , و ان شاء الله شهر و بكون تمام التمام , بس هاي الفترة لازم نراقبه و نهمتم بالجرح عشان ما يلتهب ..

وسيم بتفكير : ما عرفت كيف صار معه هيك ؟؟!!

طارق : كان تعبان كثير , و اغلب الوقت نايم , حبيت اتركه لحتى يسترجع قوته , و بعدين زياد قبل فترة كان طالب مني اساعده , و انا للصراحة كنت متردد , بتعرف قبل فترة بعد ما املني انه رح يتوب و فجأة لقيته رجع و كانت بس كلها حركات حتى يحس هارون بقيمته , بس على ما يبدو انه هاي المرة تارك هارون من فترة , و ما اجاني زي ما كان ناوي .. بجوز لأنه حس اني متردد , على كلا لولا انه ترك هارون , غالبا ما كان لحد الان عايش ..

هز رأسه وسيم موافقا , ثم قال ببسمة : ان شاء الله بقوم لك بسلامه , و اكيد معك و مع وقفتك بجنبه ببطل يتأرج بين الصح و الغلط ..

طارق ببسمة : ان شاء الله , يلاه عن اذنك , بدي روح شوف الاولاد قبل ما يناموا ..

خرج طارق ليتفاجأ هو الاخر بعودة الزوجين , بعدما رحب بهما بحرارة , و خاصة الشخص الذي هو بمثابة اب له , و استغل انشغال اولاده مع جدهم احمد , فأشار لرجاء برأسه لتلحقه , دخلا غرفة التي ينام بها اطفالهما , جلس على احد الاسرة , بينما توجهت رجاء نحو المقعد و جلبته ليكون مقابلا لطارق , و رغم مرور الدقائق , الا ان كلاهما لم يتحدث , بينما رأس طارق منحني , كانت رجاء تدقق به , ابتسمت بحالمية لأفكارها الطفولية , قطع تركيزها صوت طارق ..

طارق : ما بعرف لوين وصلتي بالجلسات مع الدكتورة , و اساسا هي رفضت تناقشني بحالتك بشكل تفصيلي , و طلبت مني ما اصر عليها و انتظر منك التصرف , و رح يكون جزء من علاجك عدم معرفتي ... بس صدقني رجاء انا تعبت , حتى المرة الماضية و لما حضنك غصب عنك مو ندمان عليها ..

رفع عينيه بوجهها و قال : انا محتاج زوجتي رجاء ..

احتقن وجه رجاء و اجابته بتردد : انا حكت لك روح تزوج ..

طارق بحسم : ليش اتزوج و انا عندي زوجه ؟؟!!

اصاب بطن رجاء بعض الوعكات , و كأنها تتصارع دخلها بتصارع مشاعرها مع اقواله : بس انت حكيت انه رح تتزوج غيري ..

طارق : و حكيت انه بايدك توقفي هالشي ..

رجاء بخوف و الم : انا .. انا ..

طارق بحسم للموضوع و صوت حازم , يطلقه باتا , و لأول مره حسب رغباته لا رغبات من حوله : انسي شو حكيت , و انت عمره ما رح يكون لك خيار بحياتنا , انا متزوج يا رجاء , و مستحيل بحياتي اتركك , لهيك جهز حالك لحتى نرجع لبيتنا هالكم يوم , و افضلك و افضل لأطفالنا نكون بيتنا و مستقرين , و حطي ببالك انه بيتنا ما رح تنامي بغرفه لحالك , لأنه زياد رح يكون فيها ..

رجاء بخوف و رجفة لا شك فيها : بس انا ما بقدر ..

ابتلع طارق ريقه و اجابها بحسم و هو يقف و يدير ظهره ليجيبها : رح تنامي بس جنبي , و متى ما كنت قادرة تكوني كلك الي , رح تلاقيني جنبك , و هاد بقتل الجفى ..



» اسودت قلوبهم فهي اشد قسوة «



خاطب عباس من يجلس مقابله , بينما مساعده جمال يجلس بجانبه : زهير اظن اني واضح من البداية و حكت لك اني زياد ما رح اتركه قبل ما اخذ منه كل الورق ..

زهير بنصف ابتسامة :و انا ما اعترضت , بس بينت لك , انه جعفر ما رح يقبل تقتحم بيت اخوه , او من هو بمثابة اخوه , و تاخد حد بخصه كمان , و زياد زي ما رجالك حكوا , شبه منتهي , او منتهي , فيعني اقلها تصبر لحتى تعرف اذا لسا عايش او متى رح يصحى , انا بنصحك ما تتسرع , و الشغل يلي بمشي لك اياه جعفر مو قليل , لا تنسى مو بس بالمخدرات انت مستغله و كمان السلاح , انت باي تحرك منك رح تكشف حالك ..

تنهد عباس بغضب , ثم خاطبه : و ليش برأيك انا بدي الورق ؟!! حتى هاد الشغل يلي مو بس انا بكسب من وراه , يلي كلنا بنكسب من وراه , يدوم و يستمر , مفكر انه انا بس للانتقام بدي زياد , زياد عمره ما رح يكون اكثر من جندي بارض معركتي , و صدقني قبل ما اتفه لازم امص دمه ..

زهير : لا اعتراض , بس بدك تصبر , اكيد زياد اول ما يصحى ما رح يضل ساكت , الا يرجع للشغل , و صدقني اخر شي ممكن اخوه يتورط في او يقبل انه يحتوي شخص عنده متورط في , هو المخدرات ..

عباس : هيك رأيك ؟؟!!

زهير بقلة صبر مفتعلة : عباس حكت لك , انه ما في غير هيك , بعدين هاد اول تعامل النا مع بعض ؟؟!! مين يلي بطلع لك كل الاوراق و الوثائق , مو انا ؟؟! اذا هاي الاوراق رح تورطك , ما في اشطر مني ليطلعك ..

ابتسم جمال بسخرية , بينما ضرب عباس بقبضة يده المكتب : انت مو فاهم شي , الموضوع اكبر مني و منك يا زهير , و لا تخلي غرورك و ثقتك بحالك يعموا نظرك , ما حد مشى وثائقنا الا رجالهم , و انت مش اكثر من واجهة و صلت وصل مع رجال الاعمال يلي بنورطهم ..



» كلما اصفرت قلوبهم زاد بعدهم «

خاطبه سالم بمواساة : شكلك تعبان منتهي ..

اجابه بصوت حائر : يعني شي زي هيك ..

سأله سالم و هو يرتب اوراق على مكتبه : شو حكى لك اللواء سمير ؟؟

اجابه بسخرية : بعد التشكيك اني ممكن انكشفت , حكى لي ارجع بصورة طبيعية و بين حالك ..

سالم بحيرة : ليش تأكدوا من انه بيت طارق مو مراقب ؟!

قال ببرود : على ما يبدو , بس اللواء مشكلته انه مقهور ليش لحد الان ما وصلت لأي معلومات مفيدة ..

سالم بحيرة : و الورق و السيديات يلي جبته معك ...

هز كتفيه علامة استغراب : مشفر بطريقة غريبة عجيبة , بتدل قديش المعلومات مهمه و صعبه بنفس الوقت ..

سالم بمواساة : مو مهم , المهم انه اعملت يلي عليك , و هسا شو رح تعمل ؟؟!!

وقف و اتجه نحو المرآة : سلامتك , بس رح ارجع اظهر بحياة طارق , و اجيب معلومات من اخوه , لعله و عسى يكون مفتاح الشيفرة عنده ..

هز سالم رأسه بتفهم , ثم سأله بفضول : شو كان رد فعلك بس وصلك خبر منا انه ما النا دخل بتنفيذ العملية ببيت هارون ؟؟

نظر اليه و اجابه : اقل شي اعرفه , من نظرة الرجال و هم بصوبوا علي , انهم بدهم يقتلوني بلا تردد .. مممممم , احتجت اقل من ثانية حتى اعرف انه عدو ..

سالم بفخر : لا تنكر فضلي ..

ضحك بمرح و قال : هههههههههههه , انا متأكد هاد بحتاج شعور الفطرة و حب الحياة , و اكيد انت ما الك دخل , بتعرف انا شب بحب الحياة ..

ضحك سالم و قال بمزاح : جاحد للنعمة , آكل نكار ..

مازحه قائلا : و لا تنسى القلب المجروح و مغروس فيه سهم ..







يتبع






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-14, 01:55 AM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



» تتورد قلوبهم خجلا «



تنهدت متعبة , بينما معالم اليقظة بدأت بتسلل نحو جسدها , حركت رأسها ببطء كعادتها عندما تصحو من النوم , فوقع نظرها على وجه رجل كادت تموت شوقا لرؤيته , كان جالسا بجانب سريرها , بينما رأسه يستند ليديه , اللتين وضعهما على سريرها , ووجه متجها نحوها , و كأن اخر ما كان يفعله قبل استغراقه بالنوم , هو تأملها , ابتسمت بمرح و شوق و لهفة , لم تقاوم فكرة غبية , جعلتها تتسلل من سريرها بخفة , لتجلس جنبه و تقلد حركته بالنوم , و لكن وجهها متجه نحو وجه , ابتسمت بعدما حققت رغبتها الغبية , ثم بدأت بتأمل ذلك الوجه الذكوري فائق الجاذبية , لأول مره تدرك انه ابيض البشرة , رغم انه لديها شعور ان الرجال ذو البشرة الغامقة او السمراء اجمل , و لكنها واقعت و غارقتنا ببحر جماله , يعجبها هذا التناقض بين بشرته و لون شعره و جفونه و رموشه , فالسواد الفاحم طاغي عليهن , استغربت ان ما جال بذاكرتها عنه بصغره انه ذو بشرة داكنة اكثر , من ممكن لأنه كان يقضي الكثير من الوقت بالشمس , ابتسمت عندما ادركت انه يشابه بقية الوصف الذي تذكرته , لم يخطر ببالها قبلا انه سحرها منذ الصغر , رغم تلك اليوميات المشؤومة , لكم تتمنى لو كان هناك من يردعها عن تلك التصرفات الغبية , حركت رأسها و كأنها تطرد ذلك التفكير القاهر , لتعود و تركز بسارق قلبها , رغبة و بشدة ان تلمس وجهه , فربما هو حلم , ربما ليس ذلك هو السبب الحقيقي , و لكنها لن تحرم نفسها من تلك الامنية , سحبت احدى يديها من تحت خدها , و مدت اصبعها مقتربة من وجهه , و بأقل من ثانية , كانت عدة احداث حصلت , فتح عينيه بشكل مفاجئ , فأغلقت عينيها بتلقائية ,بينما تعالت حمرة الخجل على وجهها , ثم انزلت اصبعها , الذي كاد ان يلامس وجهه , ليسقط فوق ذراعه و لكن بصورة درامية مضحة , جلبت البسمة لشفتيه و خاصه ان جفنيها يرتجفان , رفع رأسه و اسنده لقبضة يده , بينما عينيه لم ينزعهما عنها ..

قطع وسيم الصمت هامسا بمرح : على فكره نفسك حامي حرق وجهي ..

ظهرت معالم الامتعاض على وجهها , بينما ما زالت تتدعي النوم , اكمل بمزاح : بتعرفي انك ممثلة فاشلة , و لا يوم عرفت تخدعني للأسف ..

شخرت بنعومة , فتابع مزاحه : على فكره انت ما بتشخري و انت نايمة ...

زاد الامتعاض , و امعانها بادعاء النوم , فاكمل بعدما ضحك : هههههههههههه , الاصرار ما منه فايدة , قضيتك فاشلة , و فوق هيك مكشوفه ..

قالت بعدما سحبت يدها من على ذراعه لتغطي وجهها : اصلا انا زعلانه , لا تحكي معي ..

قال بمرح و هو يتلمس شعرها الذي نزلت خصلات منه على وجهها : اوووووووووووف , و ليش عاد ؟؟ انا ما بهون لي تزعلي ..

قالت بمرح يغلف شوقها , فخرج صوتها دالع : ما حكيت معي و لا مكالمة من لما رحت على دورتك ..

قال بمواساة فاكهة : الحمدلله فكرت فقدت رقتك من عشرتك مع غيداء ..

رفعت يدها و استماتت بالدفاع عن اختها : حرام عليك , يلي بشوف غيداء ما بيشوف الا الرقة , ليش هيك بتحكي عن اختي ..

وسيم بمرح : الحمدلله رجعتي للهجة الطبيعية يلي بقدر اتفاهم معك فيها , و الاحلى من هيك , انه صار في تطور , مش بس تقبلتي خواتك , باين انه حبتيهم ..

اشارت برأسها بالإيجاب و هي تغرق ببحر عينيه : اممممممم , كثير طيوبات , حبيتهم , بس انت جد قهرتني لما ما اتصلت ..

قال برقة : كان لازم تتعودي انه مو انا بس بالحياة , و أي اتصال مني رح يخليك ترتبطي بمكالمتي و تنتظري بس انا يلي اتواصل معك , و انا كنت بدي تعرفي انه في ناس كثير بتحبك , مو زي ما انت كنت مفكره ..

نظرة اليه بحنان , بينما هو يعاتبها : ليش لساتك بتتعبي ؟؟ اليوم شو صار معك ؟؟ ليش لقوكي واقعه ..

نظرت اليه في البداية بعدم فهم , ثم ادركت انها سقطت , و لا بد انهم نقلوها هنا , ليعود اليها شعورها , ثم صرخت بحماس و هي تستند و تهمس شارحه بانفعال : وسيم , انا اليوم شفت حد بعرفه , قصدي .. مممممممم , ما بعرف , بس انا من لما فقدت الذاكرة لحد الان و لا وجه حسيته مألوف قده , حتى هسا حاسه اني جد مشتاقه لأشوفه ..

ثم امسكت يده لتقول باندفاع : تعال نشوفه ...

ظهرت معالم الخوف و التعجب و القلق على ملامح وسيم , فشعورها غريب من نوعه و ليس له تفسير , هل من المعقول انها فتنت بجمال زياد , هو لا ينكر انه جذاب , شعور بالقهر و نار حارقة , جعله يقاطعه قائلا : هاي مشاعر غبية , لا تفكري فيها ..

نظرت اليه بجهل و قالت : بس و الله وسيم انا حسيت اني بعرفه , ما بعرف شو الذكريات يلي صابتني , بس حسيت انه ضغط كبير حصل معي , و بعدين فقدت وعي ..

نظر اليها بقلة حيلة , و لكن عاد شعوره بالضيق الكاسح ليسيطر فقال : انسي الموضوع , بس شوي زياد يصير منيح ..

قطع كلامه و اعتراض نداء , صوت طرقات على الباب , ثم دخول غيداء , سألت بتأمل : شو صحيتي , بشوف زي القردة , قومي بلا دلع ..

نظرت اليها نداء بحقد , بينما قال وسيم ببسمة محرجا اياها : و انت كيف بتدخلي على ناس متزوجين هيك ؟؟

تلون وجه غيداء , و لكن ذلك لم يمنعها من التبرير : بس انا دقيت الباب ..

ضحك وسيم و قال متابعا احراجها : هههههه , صح , بس كمان ما سمعت منا كلمة اتفضلي ..

نظرت اليه و هي تدرك انه يحاول احراجها : ما ازنخك ..

اغلقت الباب خلفها بعزم بعدما قالت : امي و عمي بدهم يشوفوكم ..

قال بمزاح بعدما وقف : هي دايم بتزعجك ..

اجابة بحزن على غيداء المحرجة : شوي , بس ما تخاف ماخده حقي ..

قال لها بينما يمسك الباب : هاد المتوقع .. الحقيني بعد ما تلبسي شي ساتر , لأنه العائلة الكريمة كلها برا ..

خرج ثم توجه نحو الغرفة , التي يتواجد بها حاليا زياد , دخل و تأمل وجهه , عاد اليه ذلك الشعور الحارق , اراد و بشدة تهشيم ذلك الوجه الجميل , تنهد بتعب و قرف من افكاره , الى اين من الممكن ان تصل به تلك الطفلة , هل باع روحه لشيطان , لم يعد ذلك الشخص المتزن منذ فقدت تلك الذاكرة اللعينة , رغم تأكيد الاطباء ان لا رابط بين نقص الاكسجين و فقدانها لذاكرتها , و تأكيدهم انها سوف تعود بعد ايام من الحادث , الا ان ذلك لم يحدث , فقط عندما طرح فكرت الضغط النفسي و عدم الاستقرار , توجه الدكاترة بمعظمهم لتحليل انه هو السبب الاكثر اقناعا , و لكن ما رآه معها و ما حدث بالفترة الاخيرة , جعله اكيد من انه السبب الرئيسي لذلك , و الحادث ليس الا تحصيل حاصل , و ذلك ما جعله يخرج من طبعه ليسعى بطريقة و اخرى ان يفهم ما حدث و ما عانته , الى ان وصل لربط الامور و تحليلها , و لم يبقى الا ان يعرف من فعلها , من الذي هدم عائلة بأكملها , ربما ما يجعله متساهلا مع بنات عمه و خصوصا هي , طبيعة معرفته بحياتهن و خاصة تلك الفترة , و مهم تعاطف معهن , يبقى الواقع اسواء ..

عاد نظره ليسقط على طريح الفراش , و ظهر الحزن على ملامحه , و تذكر ان حال زياد ليس بأفضل , اب مروج و متعاطي , ام تركته بالصغر لتعود لبلادها , صديقة طفولة حطمه فقدانها , لم يكن ذو حال افضل ابدا , ربما هذا ما حرك مشاعر تلك المجنونة , و رغم ذلك لا يحل لها ان تستشعر و تتحمس لرؤية غيره , و لا يوجد هناك من يلومه على هذا , فهو زوجها , و يجب ان تحترم مشاعره , حتى هو لم تتذكره , لتتذكر هذا الابله ..

تأفف من نفسه , و ضاق نفسه , امسك يد الباب و فتحه ليهرب من افكاره و من الوضع السيء الذي وصل اليه , لكنه توقف متجمدا بالممر , وقد اقتحمت وجدانه فكرة غريبة , لا بل كريهة , هل من الممكن انها كانت تحب زياد ؟؟!! هل من ..

قطع افكاره صوت رجاء الهادئ : وسيم شو بتعمل هون ؟!! روح شوف امي بتسأل عنك , حتى عمي بسأل عنك , نداء حكت لهم انك نزلت قبلها , الحق شوف كيف بدللوا فيها , بجوز يكبر راسها , هههههههههه

ابتسم وسيم مجاملا لأرق بنات عمه قلبا , ثم قال : انا متأكد انه غيداء بالمرصاد ..

ضحكت رجاء موافقة على ما يقوله , دخلا الصالة , فتعالت الاصوات بالأجواء , منها المازح و منها المتسائل , ولكن قطع ذلك الهرج صوت الباب ..

قالت امهن بتعجب : مين بده يزورنا هسا ؟؟!!

وقفت الاء مبتسمة , ثم قالت : هاد اكيد جهاد ابن الجيران , امه تاركه البيت من اسبوع , و الولد مقيم عندنا تقريبا , هسا بروحه على البيت ,,

قطعت بسرعتها أي محاولة من الشباب منعها , بينما قالت غيداء بسخرية : تخيلوا يكون وسام يلي على الباب , عشان تكمل العائلة عن جد ..

قال طارق بهدوء : صعب , لأنه هو حكى انه ما رح يرجع الا بعد سنة او اقل شوي ..

قالت ابتسام " والدة الفتيات " : صار له 6 اشهر , معقول ما بقدر يأخذ اجازة ؟!!

اجابها صوت مازح : طبعا بيقدر , و خاصة انه اجمل ملاك بحياته بيسأل عنه ..

تراوحت ردود افعالهم , و لكنها جميعها كانت تعبر عن المفاجأة , توجهت الوالدة ابتسام نحوه , ثم حضنت ذلك الطفل الشقي , مدللها الذي لم تلده ..

قالت له بحنان : اشتقت لك , ليش طولت الغيبة ؟؟!!

انحنى على رأسها مقبلا : و الله مو بأيدي عارفه لو علي ما بترككم ..

ابتعدت عنه لترك مكان لوالده ليرحب به , الذي قطع حديثه مع الجدة و تحرك بشوق نحو ابنه الضال ..

بعدما رحب به الجميع , بينما نداء تنظر اليه ببسمة , و لأول مرة منذ فقدت ذاكرتها تمعن به , وجدته ذو وجه محبب , يشبه لحد كبير اخاه , ربما وسيم اطول قليلا , بشكل غير ظاهر , و وجه وسام اكثر نحولا , و لكن الباقي متشابهان به كثير , جلوسهما بجانب بعضهما , أكد لها على العلاقة المتينة التي يمتلكانها , شعرت بان وسيم يؤنبه , بينما وسام يتقبل ذلك بصدر رحب , لم تعلم لما شعرت ببعض الغيرة منه , ربما لأنه حاز على اهتمام وسيم كله ..

عند تلك اللحظة تذكرت الاء , بحثت بعينيها عنها بأركان الغرفة , لم تجدها , توجهت نحو المطبخ لربما كانت هناك , و فعلا كان ذلك ..

خاطبتها نداء : الاء ليش قاعده هون ؟!!

لحظات ثم التفت الاء بجسدها , و ما ان رأتها نداء حتى ادركت انها كانت تبكي , فسألتها بقلق : شو صار ؟!! ليش بتبكي ؟؟!!

نفت الاء ببسمة : لأ ما صار شي , بس كنت بغسل وجهي ..

عقدت نداء حاجبيها , ثم سألت بعدما حللت الامور : شو حكى معك وسام ؟؟!!

الاء بنصف ابتسامة : لا ما حكى ابدا أي شي , بس سألني اذا الكل جوا البيت و دخل ..

نداء باستفسار : طيب ؟!!

الاء بقهر : ما بعرف بس اول ما شفته في شي جوا قلبي تحرك , كنت متخيلة أي شي منه , الا انه يتصرف ببرودة و كأنه مو شايفني ..

نداء بتخفيف : شو بدك برد فعله , طنشي ..

الاء بحنق : يعني عادي تشوفي شخص دايما بحب اكون احسن منك , و هو بستحقرك ..

نداء بتعجب : استحقار ؟!!

الاء بينما دموعها عادت لتسيل : اكيد , يعني وحده اطلقت من يوم دخلتها , شو بده يكون شعوره ..

نداء بضيق : بلا هبل , و لا حد من العيلة بعاملك هيك , بالعكس كلهم فاهمينك و واثقين فيك , لا تقعدي توسوس ..

الاء : لا .. او قصدي بجوز هم متفهمين او مقهورين علي , بس اكيد مقهورين بسببي , و بجوز حاسيين اني جبت العار لعيلتنا ..

نظرت اليها نداء بذهول : هسا بهدول الدقيقتين حسيت هيك , ما طول اليوم , من لما وصلوا , و كانوا مبسوطين و انت كمان , و ابدا ما حسيت انه حد بعاملك باستحقار , فلا تخلي الشيطان يلعب فيك ... ليكون كل هاد بسبب وسام , الاء لا تحاولي تخدعي حالك , و تحكي انها مجرد حرب بينكم , انت كثير بتهتمي لوسام , صح ؟؟

سكوت عم , ثم قطعه دخول رجاء , قالت دون ان تدرك التوتر , الذي بالأجواء : شو انتوا هون ؟؟! يلاه تعالوا ساعدوني بدي جهز العشا للعيلة ..

قالت نداء ببسمة , بعدما اشارت لالاء لتنسى و تحاول ان تجاريها : شو بدك تعملي ؟؟!!

ما ان انهين تحضير العشا , حتى قالت نداء : رجاء ما بدي اتعشى , و انت راجعه جيب جهازي معك , بدي اقعد هون شوي ..

نظرت اليها رجاء بذهول : بدك تقرأي مذكراتك هسا ؟!!

قالت نداء بثبات : محتاجه اليوم قبل بكرا اعرف اشياء اكثر عن يلي عملته مع وسيم ..

قالت رجاء بيأس : زي ما بدك , و انت ست الاء بشوف كمان قعدتي ..

قالت الاء بمرح مفتعل : بدي ضل معها , هسا بعمل سندويشة الي و الها , و بعدين خليهم يأكلوا بسفرة وحده , بتعرفي ما برتاح بالجمعات ..

ابتسمت رجاء ثم قالت : طيب اعملوا لي سندويشه , جايه حتى اكل معكم ..

ابتسمن بتأمر , ثم خرجت رجاء , بينما قالت الاء بصوت هامس : نداء انا ..

قاطعتها نداء بود : انا مو جلاد او قاضي بدي اصدر عليك حكم , انا اخت و صديقه بتواجهك بحقائق او احتمالات , بجوز هاد يحل امورك و يخليك واضحه مع حالك و قادرة تتصرفي احسن ..

تنهدت بهم , ثم اكملت صنع السندويشات , دخلت عليهن غيداء قائلة : يا خاينات بدكن تتركوني مع معسكر الاعداء لحالي ؟؟!!

ضحكت الاء , بينما قالت نداء مستنكرة : امك و عمك و جدتك معسكر اعداء ؟؟!!

غيداء ببسمة و هي تخطف سندويشة : مجازيا ..

نداء بمزاح : يقطع مجازيا يلي بتعرفيها , بعدين انت اقعدي ارتاحي , ما بتعرفي تريحي حالك ؟؟!! بعدين لعلمك مو منيح تاكلي و انت واقفه ..

جلست غيداء و تنهدت بتعب : لعلمك و الله اني تعبانه , حتى رجلي اليوم ما ريحتها ..

نداء بحنان : ارحمي حالك , انا بحس ..

قطع قولها دخول رجاء : و هاي اللاب توب , وين سندويشتي ..

جلست الاء على الطاولة معهن , بعدما احضرت طبق السندويشات و اكواب الشاي لهن ..

بدأت نداء بفتح الحاسوب المحمول , ثم قالت : مين بده يقرأ ؟؟!!

هزت الاء كتفيها , ثم سألتها : و ليش ما تقرأي انت ؟؟!!

قالت نداء : حاسه عيوني مرهقة , و جاي على بالي اسمع ..

جذبت الاء الحاسوب و قالت : اوك , هاتي .. شعور بالإحباط يجرفني بدهاليزه , فلم اعد اشعر بشيء , فليمضي الوقت و تنتهي الحياة بأسرع ما يمكن , لأول مرة شعور الياس يتملكني , ربما لأني صدمت جدار الواقع , لا بل بجدار وسيم الصلب , بدأت بالاقتناع بأني لن اكون يوما ندا له , رغم انه احيانا لم تخلو نفسي من شعور القهر , الذي احاول كبته بقشرة البرودة , مقاومة سخريته بكل مرة يراني بها , الى ان استفزني و انقضني بنفس الوقت من دوامة الكأبة ..




̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰


تبحث باركان الغرفة بلا هوادة , هنا و ربما هناك , انحنت خلف الكنبة , مع استحالت وجودها هناك , و لكن لا مانع من التأكد من وجود اسلاك او شيء غريب , رفعت نظرها للأعلى لوهلة , و لكنها فزعت عندما وجدته مشرفا عليها من فوقها ..

قالت بخوف لنفسها : بسم الله الرحمن الرحيم ..

سألها بمرح : شو بتعملي عندك ؟؟!!ّ

اجابته بارتباك : كنت بدور على خاتمي ..

ضحك بسخرية : هههههههههه , و لما كنت راكبه فوق الكنباية و بتتفقدي الزاوية ؟؟!!

سألته بقهر : من متى و انت هون ؟؟!!

رفع حاجبيه مرتين و انزلهم , ثم قال : من لما خلصت تفتيش غرفتك و انتقلتي للصالة ..

نظرت اليه بحقد , ثم استندت على قدميها , خاطبته بعدم اكتراث : اذا زوجي مريض نفسي و زارع البيت كاميرات , فأنا من حقي اتخلص منهم حتى اقدر اخذ راحتي ..

قال بسخرية : و انا يلي كنت مفكرك بتدوري على خاتمك ..

نظرت اليه , و كأنها تقول له ما اسخفك , فقال ببراءة : شو ؟؟!! ليش هيك شكلك ؟؟!!

تجاهلته و توجهت نحو غرفتها , فلحقها و اقترب منها سائلا : شو ما في اليوم خطة , او شي من هون و لا هون ؟؟!!

توقفت و وضعت يديها على خصرها , ثم قالت ببرود : نعم خير ؟؟!! ليش لاحقني ؟؟!!

نظر الى ملابسها بشكل تفصيلي , من أعلاها الى اسفلها , فاليوم و بعكس الايام الماضية , كانت مهملة , بنطال جنز قديم و قميص واسع يغطي جسدها الى حد الركبة , اما شعرها فهو منفوش بسبب تمريرها المستمر ليدها بداخله ..

قلصت عينيها مع سؤاله المستفز, قال كلمته الاخيرة بنعومة : شو اليوم ما في "اغتصبك" ؟!!

صرخت به بعدما استوعبت ما يشير اليه : يا حقيـــــــــر

قال بسخرية من انفعالها : ليش معصبة ؟؟!! شو عدا ما بدا ؟؟!! انت هيك كنت تحكي لي ؟؟!!

نظرت اليه بطرف عينها , ثم عادت لتجاهله , فقال لها بمزاح : على فكرة اول مرة بعرف انك بتكتبي قصص ..

نظرت اليه بذهول , و سألته بلهفة : قرأت شي ؟؟!!

ضحك بسخرية : يعني شوية شغلات , بس كلها مكرر , و الاسواء انه عنف و قتل , ليكون بعلمك ما في شي مبتكر و جديد , يعني قتل و ذبح و البطل بكون منيح بعيون الناس بس هو الحقير , و الخ ..

قالت باستهزاء منه : على اساس انت بتفهم , او حتى ممكن تكون ناقد , انا متأكدة انك ما قرأت بعمرك كتاب حتى ..

ضحك بمرح حقيقي : هههههههههههه , على فكرة عشان اكمل دراستي كنت مضطر مو بس اقرأ , لا كمان احفظ كتب ..

قالت له بتفهم : شي طبيعي , زي ما بقوله مجبر اخاك , لا بطل ..

ضحك مجدد : بس بحياتي ما رح كون اخاك , ممممممممممم شي اكثر حماس ممكن , مممممم اقرب كمان , في ترابط من نوع مميز ..

اقترب منها ثم اكمل : لمعلوماتك انا بحب الادب العالمي و القصص البولسية , يعني مثلا اجاثا كرستي , آرثر كونان دويل , جورج سمينون , و غيرهم كثير ... انا اكثر شخص مدمن على الروايات البوليسية , مع اني بقرأ غيرهم كثير , مثلا الكاتب دان براون , بس البوليسي مدمن عليه , لهيك بحكي لك بحكم ما قرأته , انها بسيطة و تعتمد الحركات اكثر من الاحداث , اسلوبك رائع بس بنقصك انك دايما خايفة , بتوصلي لنقطة معينه بتكوني رح جد تكتبي العقدة , بس بتضيعي , ممممممممم , بدك شوي تتجرأي ...

نظرت اليه بحيرة , بينما ابتسم و قال لها : ممكن ساعدك ,مثلا اكتبي عن الرومانسية , بجوز تزبط معك اكثر , خاصة و انه افكارك مبتكره ..

كانت اشارة منه لما فعلته معه , فنظرت اليه بحقد , و لكن حاولت التحكم بغضبها , بينما قال لها و هو يقترب منها , اما هي فلم تتنازل و تظهر له خوفها من قربه , بل بقيت صامدة بوجهه , رغم التصاقه بها : على فكرة شخصية المحقق مو زابطه معك , زي شخصية البنت الخبرة , مع انه قبل كنت اشوف منظر حسن و ممتع اكثر , هههههههههههه ..

اقتربت يده من وجهها , ثم انطلق اصبع الإبهام , بعدما كان مستندا لمنصف السبابة نحو انفها ليضربها بخفة , و قال اثناء ذلك : ما تحاولي تعمل حالك قوية و ما بتفرق معك , لأنه وجهك احمر و رجفتك واضحة يا حلوة ..




̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰


دخل الى البيت متعبا , فواجهه المنظر المعتاد لها , تجلس على تلك الكنبة المفضلة لها , بينما تشاهد التلفاز , ابتسم نصف ابتسامة , ثم قرر انه لن يتركها بتلك العشوائية كثير ..

جلس بجانبها بعدما أزاح بعض الاوساخ التي تلقيها بجانبها , ثم جذب اهتمامه ما تشاهده على التلفاز , توسعت بسمته , عندما شاهد افلام الكرتون الشهير " توم و جيري " , فقال لها ممازحا : شو بشوف بتحضري توم و جيري ؟؟!!

عندما لم تجبه و تجاهلته اكمل : على فكرة رح ينفعك كثير , و ممكن تستنبطي افكار منه منيحه ..

شعر بها تزداد حنقا , و لكنه اكمل : مممم , و على فكرة رح يزبط معك اكثر , ولا انت وجه اغراء ؟؟!! يا بنت هيك شغلات بدها مقومات , انت وين و هي وين ..

قالت له بحقد : ما شاء الله خبرة ..

ضحك بخفة : هههه , ليكون مفكرة كم حركه شفتيهم او اسمعت عنهم رح تفيدك ؟؟!! مشكلتك عقلك محدود , فركزي على توم , بعجبني رغم كل فشله , لا يأس ..

قالت له بسخرية : مصيره ينتصر ..

اقترب منها و همس لها بأذنها : كيف رح يفوز ؟؟!!

ابتلعت ريقها , ثم حاولت ابعاده عنها , و لكنه لم يتزحزح : على فكرة وجعت كتفي ..

فقال لها ببساطة : عادي فيك تبعدي ..

قالت له ببسمة صفراء : شكلك مو شايف انك خانقني , بحيث مو قادرة اقوم ؟؟!!

قال لها بمزاح بعدما زاد ضغطه : ليش تزعلي ؟؟!! لما كنت تتلزقي في , ما كنت ازعل و لا اتذمر ؟؟!!

قالت له بسخرية : شكلك نسيت قديش عصبت و شوي كنت رح تحرق الاخضر و اليابس ..

قال لها و هو يركز على فتحة قميصها , التي تذكرت انها فتحت زر اخر لتمسح قطرات من الماء عندما سقطت عليها , ابتلعت ريقها بارتباك : مش متذكر ... ممممممم ..

حاولت دفعه , و لكنها لم تستطع منع شفتيه من الالتصاق بصدرها بسبب حركتها المرتبكة , فتجمدت و تجمد معها , يديها على ذراعيه , و يداه على اسفل ظهرها , بينما شفتيه على صدرها , نفسها الساخن جلب الرجفة لجسدها و جسده , ثم تعالى التوتر بينهما , انقباضات بقلبها , بينما هو رفع شفتيه بقبلات نحو شفتيها , توقف عند تلك اللحظة , و كانه لا يعلم كيف يقطف اول قبلة لهما , بينما هي نسيت كل شيء , الا انه بتلك اللحظة يغرسها بعالمه , اغمضت عينيها بخوف و توتر , لم تعلم ما تفعل ..

سمعت صوته بلهاث يقول : ليش بدك تخلي حياتنا جحيم ..

عند تلك اللحظة ادركت من هو و من هي , كرهت نفسها اكثر من ما تكره , دفعته عنها , ثم هربت نحو غرفتها مقفلة الباب خلفها بعنف ..



̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰

كانت الاء تقرأ و هن بنهم للالتهام الاحداث : عندما خرجت من دوامة القهر من عبثية تصرفاته , ادركت انه اوحى لي بأسلوب جديد بالانتقام , لم يعلم انه كان فعال و ملهم بشدة , نعم لم يكن يحتاج منها ذلك الا ...

ارتعدن جميعهن خوفا , بعدما تعالى صوت امهن باركان المطبخ موبخه : شو بتعملن كلكن هون ؟؟!! ازواجكم برا قاعدين و انتن هون ؟؟!! تاركينهم ؟!! و العشا النا ساعة مخلصينه ؟؟!!

قالت رجاء بتبرير : بس يا ماما , ما النا ربع ساعة هون ..

اجابتها امها :قال ربع ساعة قال , شوي و رح يصير لكن ساعة .. يلاه ثنتين يجهزن بيت جدتكم حتى يناموا الشباب في , و الثنتين الثانيات يرتبن مكان الاكل ... و لا تفكرن ان انسيت انكن تركات بيوت زواجكن , بس هسا ما في وقت حتى اتفاهم معكن , و الصباح رباح ..

توجهن سريعا لينفذ ما امرتهن به والدتهن , و هن قلقات من رد فعلها على تركهن لزواجهن , بينما تملك القلق و الخوف من رجاء و غيداء , بعدما كن قررن ذلك بشكل دائم , و ان فعلنها , ربما تسقط امهن من جديد متعبة بالمشفى , و ربما هذه المرة يحدث ما لا يحمد عقباه ..








بدي اعرف استنتاجاتكم كم هاد الفصل ؟؟ و اسئلة نفسكم تعرفوا جوابها ؟؟ و توقعاتكم لحالة نداء و اخواتها , و توقعاتكم لتطور الامور ..

بانتظار ردودكم على احر من الجمر

استودعكم الله






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:01 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.