شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   قسم ارشيف الروايات المنقولة (https://www.rewity.com/forum/f490/)
-   -   قلوب مشتعلة تعانق طفولة ضائعة / للكاتبة رياحين الورد (https://www.rewity.com/forum/t310187.html)

لامارا 30-10-14 11:25 PM

قلوب مشتعلة تعانق طفولة ضائعة / للكاتبة رياحين الورد
 

https://upload.rewity.com/upfiles/RZx88645.png

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
قلوب مشتعلة تعانق طفولة ضائعة
للكاتبة / رياحين الورد



قراءة ممتعة لكم......
،

لامارا 31-10-14 12:10 AM

بعدما نقلت لكم الرواية الاولى عبير اثرها , الذي امل ان تعد من الروايات الناجحة الهادفة , انتقل لزهره اخرى من بستان خيالي , ناقلت لكم اجواء و اهداف جديدة , تتلالئ بامل النجاح و التألق , ربما يخالط خطواتي الخوف و ربما تؤل للفشل , و لكن كل ايمان باني ابتغي بها جميل الصنع و الاثر الطيب , الذي يؤدي بها لتكون خالصة النية لله تعالى , اكتب للامتاع و لكن لا تخلو من هدف الاسمى نقل و بلورة منظوري للحياة , املة ان اترك لو كلمة تفرح قلوبكم و تنعش عقولكم ,,, و هانا مره اخرى العب خيالي و انعشه و اضع بين ايدكم مولوده جديده تشتاق لرؤية بصيص نور





مقدمة بسيطة
ملتقانا كل يوم جمعة باذن الله







رواية قلوب مشتعلة تعانق طفولة ضائعة


https://up.graaam.com/img/5fabc7258f7...e25778db65.png

ربما نتوه بذلك العالم العظيم
ربما ننتقل بين دهاليزه خائفين
ربما خوفنا يجعلنا نخطأ
ربما نظلم و نستكبر بأخطائنا
ربما الكبت ينقلنا لطريق لا عوده منه
ربما تحملنا اخطائنا اوزارا اكبر من ان نحملها
ربما نهرب من انفسا لكرهنا لها
ربما لحظة خوف اخرى تعيدنا لطريق السوي
ربما من ظلمنهم ينصفوننا
ربما اخطائنا تتبرأ منا و تنسانا
ربما , و لما لا يمكن , كله ممكن
لأنه و ببساطه " يا هم لنا رب كبير"




» تتلألأ القلوب البنفسجية بالأمل «





تعالت الاصوات , و انهال الصراخ من كل مكان , بين الدخان و النيران المشتعلة , تعلقت انظاره منصدمة , قادته قدماه نحوها , و بدأت وتيرة سرعته تتعالى عندما بدأت تنقشع غشاوة ادراكه , تعالى صراخه باسمها , قفزت دقات قلبه مع قفزات خطواته , تجاوز زملائه من الجيش , تخطى العقبات جميعها الى ان وصل للباب المقصود , صدم عندما وجده مفتوح , ركض كالمجنون بالأنحاء يبحث يمينا و يسارا ينادي عليها , عاجلته افكاره , فظن انها ربما خرجت , قادته مجددا قدماه خارجا , و اثناء صراعه مع بعض الركام تعالى صوت استغاثة من المصعد , لا يعلم لما اتاه يقين انها هي , لا بد ان تكون هي , هو اعلم بها و بتصرفها غير المسؤول , زاد لهاثه و هو يتجه نحو المصعد , صرخ باسمها بأعلى ما يملك , لم تأتيه الا تمتمات تأكد لخلجات قلبه زيادة سرعتها , حاول فتح ذلك الباب اللعين , لم يفلح , اولا الباب زادت درجة حرارته و الاهم انه مطبق افواهه بأحكام على مليكة قلبه , قاده عقله و وجه للعودة نحو الشقة , توجه سريعا نحو المطبخ بحثا عن مطرقة او عتلة لتحطيم ذلك اللعين , وجد ضالته , عاد بأسرع ما يملك , حاول بدأ نفسه يضيق , و لكنه لم يتخاذل , ثم بدأ الشق يتسع , استغنى عن العتلة و اكمل فتحه بجسده , توجهت انظاره لتلك المنزوية على نفسها , حملها بأسرع ما يملك , كل ما سمعه تمتمات بين ..

فتاة شبه مغمى عليها كانت تقول بين صوت سعلاتها و سعلاته, ربما عدم تركيزه و ذهوله و التشتت المسبب له من الدخان, لم يكن يفيق لتلك الكلمات: ليش تركتني... انا هون .. هي راحت .. انا حكت لها لا تروحي .. ما بدي اتركها ... ليش وسيم, ليش ؟؟!! هي بتحبك ... ليش هي راحت.. انا شفته و الله شفته ... هو قتلها, هي ما وقعت.. ما حد صدقني .. انا ما بكذب ... بس انا ما تركتها , انا ضليت اتذكرها , ما بقدر اقتله ... بس مو هو , لا انت وسيم , هي زعلت منك انت , مو منه .. بس لا غلط.. كل شي غلط.. انت كنت تحبها , هو غلط , هو غلـ-----ـط ..


تلقتهما ايدي المسعفين , و فقط لحظتها ترك جسده ليرتخي ..



» تتلألأ القلوب البنفسجية بالأمل «




بعد عدت ساعات , استيقظ مدراك لما حوله , اسنده الممرض , ثم ارتشف من يده بعضا من الماء , ما ان زالت الغشاوة عنه , حتى سأل ..

الشاب : زوجتي ,, كح كح , زوجتي شو صار عليها ..

الممرض : ارتاح انت و كمان شوي بتشوفها ..

لم يستمع له , ازال المغذي و قادته قدماه خارجا , تعال صوت الممرض مؤنباً و زاجرا , و لكن لم يعره اي اهتمام بشخصيته العسكرية الثابتة , و رغم تعبه الجسدي , الا انه لم يضعف و استمر يبحث عن احد الاطباء ليسأله , و عندما عجز توجه للاستقبال سأل بضعف عنها , و كانت المفاجأة , دخلت غيبوبة و حالة غير معروفة من الان الى 24 ساعة ...


لامارا 31-10-14 12:12 AM




البارت الاول .. اتمنى ان ينال اعجابكم .. ههههههه بس بجوز تضيعوا شوي في .. كل شي بتوضح بالبارتات الجاي




الفصل الاول



الجزء الاول

تتوالى علينا مراحل الحياة , فنتأرجح متنقلين بين ازقتها , تتسارع بنا لتوصلنا للختام , و كأن وجودنا اثقل كاهلها , رغم انه لا معيار موجود لمدة الرحلة , و لكن هنالك معايير لجودتها , فترى بعض الفترات بعمرك متفاخرة متباهية بمرورك فيها , و تركها بنفسك اثرها , و لكن يبقى السؤال هل لكل مرحلة سمه خاصة بها ؟؟!! هل البراءة للطفولة عنوان ؟ و هل للثورة الرعناء على المراهقة سلطان ؟؟ ام هل جرس الحيوية و الطاقة المتفجرة بروح الشباب صوت رنان ؟؟ !! و بالنهاية يلتقي الاستقرار و الحكمة و يتولد لنا انسان ..

تلك المراحل قد تتراقص طرب بمرورك فيها او تتلفظك كارهة خارجها , أنت و جميل اثرك يحدد قوة جاذبيتك لها , فسلبيتك تولد نفورها , و العكس صحيح , هنا يتقافز سؤالا اخر , يطرح نفسه بأرض النقاش مثبتا وجوده مستعجبا , حتى جذور الاصل تتنكر من نبتتها ؟؟!! هل تستنكر الطفولة وجودنا ؟؟!! تبتعد عنا مشمئزة كارهة معرفتنا ؟؟!! لما نتعجب او نستنكر فعلها , أولم نقرأ محكم التنزيل ؟؟!! فهو طرح الطفولة الخبيثة بأبشع صورها , فأصبح موته صغيرا اكثر رحمة على اهله من كبره , روايتي تتناول طفولة ابطالنا , منها المشوه و منها ما حاولوا تشويه و منها ما تم تشويهه باحتراف , و الاهم تلك التي صنعت رجالا رغم قسوة ظروفها , اتنقل بكم بمرحلة طاقتهم و لكن عاكسة شقاوة و جنون طفولتهم بين سراديب ارواحهم ..




» تتلألأ القلوب البنفسجية بالأمل «


تجلس دافنة رأسها داخل التجويف , الذي صنعه انحناء ركبتيها للأعلى , و قد احاطتهما بيديها , استرسل شعرها الاسود الداكن محيطا بها , و كان انعزالها عن البشر لا يكفي , فقررت انعزالها عن الوجود , طرقات على الباب تخرجها من شتات فكرها , فتنظر له محدقة , و كأن لسانها اعتزل الكلام و ترك لغة الحوار للعيون , ما زال نظرها معلق بالباب و كأنها تستعد لموجة جديدة من التحدي , لم يطل انتظارها كثير , فقد اطل وجه طفلة صغيرة تبتسم بمرح منتظرة منها مبادلتها الابتسام , و لكن ما بادلتها به هو بسمة جانبية ..

خاطبتها بهدؤ : خير شو في ؟؟ انت ما بتملي ؟؟ كم مره طردتك ؟؟

الفتاة الصغيره بمرح , تخرج لسانها : عادي اطرديني , ماما حكت لي ما نتركك ..-

نظرت لها مدققة , ثم قالت : روحي عند خالتك احسن لك ..

فتاة : بس انا بدي ظل عند عمتو ..

سألتها باستغراب : مين عمتك ؟؟

الفتاة ببسمة : مو انت مو خالتي ؟! انا سألت خالتو غيداء شو يعني , حكت لي يعني انت عمتو ..

نظرة لها ببلاهة , ثم قالت بسخرية : انا متأكد شهر زمان و رح تكوني مضرب مثال بالغباء ... هسا حلي عن خلقتي و روحي عند خالتك غيداء , خليها تنعم عليك بنعيمها ..

صوت مرح قادم من الخلف : شو بشوف مو عاجبتك غيداء ؟؟!! ولك يصحلك تكوني مثلي ..

تجاهلتها و ادارت وجهها للحائط بينما خاطبت غيداء الفتاة الصغيرة قائلة : حبيبتي لجين , روحي و نادي الكل , و قولي لهم يلا مطولين , بدنا نبلش العلاج ..

نظرت الفتاة الاخرى لها بحقد قائلة : انتوا ما بدكم تحلوا عني ؟؟!! انا عاجبني وضعي , و حكت الف مره ما بدي ضل هون ..

ابتسمت غيداء بود قائلة : اول مره بشوف حد بوضعك و بكون هيك ؟!!

الفتاة بذكاء : و كم حد شفتي بوضعي اصلا ؟؟!!

تعالت ضحكت غيداء , ثم اجابت : الشي الاكيد انه ذكائك ما اختفى ..

تجاهلتها مره اخرى مما استدعى من غيداء النداء عليها بهدؤ : نداء .. نداء .. شوفي نداء انا ما بعرف ليش تصرفاتك عدوانية و ..

قاطعتها نداء : حكت من اول شي , انا ما بدي ضل هون , بس انتوا يلي اصريتوا و جبرتوني ..

غيداء بالم : يعني عاجبك وضعك ؟؟!!

نداء بأختصار : الحمدلله ..

غيداء : ما بدك تعرفي حد ؟؟!!

نداء بثقة : زوجي بكفيني ..

غيداء : بس هو ما رح يقدر يضل معك على طول , محتاجه تعتمدي على غيره , و ترجعي هويتك ..

نداء : لو هويتي عاجبتني ما كنت استنكرتها ..

ابتسمت غيداء بالم مره اخرى , ثم جادلتها قائلة و هي تجلس بجانبها على السرير : بس انا محتاجتها , و مو بس انا كل يلي بعرفوكي و بتعزي عليهم محتاجينك , و شو ما تعملي ما رح نتخلى عنك .. بجوز هسا انا ما بعني لك شي , بس انت جزء لا يتجزء مني , و مستحيل اخليك تنكريني ..

حاولت امساك يد نداء , و لكنها تملصت منها و سحبت يدها , فسألتها غيداء بعزيمة : انت شو بدك هسا ؟؟

نداء بثقة : بدي ارجع عند زوجي ..

ابتسمت غيداء بمرح : بس جوزك حاليا مسافر , و ما بقدر ياخدك معه , يعني ما في امل الا احنا ..

نداء باستسلام : طيب اتركوني لحالي ..

غيداء بمكر : بس انت قاعده عندنا , و متكفلين فيك من كل النواحي اكل و شرب و عناية و تنظيم .. بدنا مقابل هاد كله اجره ..

نداء بارتباك : بس انتوا حكيتوا ..

قاطعتها غيداء : بس انت منكريتنا ..

نداء بثقة : بتصل بزوجي و برجعني ..

غيداء : اوك يلاه اتصلي ..

تذكرت نداء كلام زوجها عندما قال بحنية : نداء انا ما رح اقدر اتواصل معك هالفترة , و لو انه مضطر كان ما تركتك , بس اتذكري اني بحبك و كل ما يصح لي اجي لاشوفك رح اجي ..

عادت لتركيز بعيني غيداء و بكل عزيمة سألتها : شو بدك مني ؟؟!!

غيدا ببسمة : ما في شي صعب , بس تقعدي معنا , تسمعي حديثنا و اذا ما بدك تشاركينا ماشي ما في مانع ..

نداء ببسمة سخرية : اوك ..



» تتلألأ القلوب البنفسجية بالأمل «



ركن سيارته جانبا و اجاب على الهاتف بهدؤ : نعم سيدي

ثم قال بنبرة اعتذار : بس سيدي انا قدمت الاجازه و حطيت اسبابي فيها .. سيدي , فيصل كان موجود و ما حكى شي .. بعرف انه فيصل برتبتي , بس سيدي انت ما كنت موجود و انا كنت مضطر ..

ارتفعت وتيرة صوته : سيدي ما رح اقدر ارجع , انت عارف بوضعي و انت كنت موجود يوم الحريق , و انا مضطر للاجازه ..

بنبرة استعطاف : سيدي بس شهرين ..

بابتسامة راحة : خلص سيدي , شهر و نص , الحمدلله , و الله كنت بدي اترمج و لا اتنازل عن الاجازه ... لهدرجة سيدي و اكثر ... الله يعطيك العافية سيدي ..

تنهد براحة و اغمض عينيه مستندا لمقعده , ثم تناول هاتفه من جديد , و اجرى مكالمته من جديد ..

خاطب من على الهاتف قائلا : شو طلع معك ؟؟

ثم ببسمة اكمل : بعرف انه وضع صعب .. هههههههههههه , مو لهدرجة يا زلمه ..

بعد مده قال بضيق : يعني ما في الا ابراهيم ؟؟!! عارف اني ما بطيقه و لا بطيقني ..

تنهد و قال : طيب خلص ما تخاف انا بوصلهم , يعني انا الي زميل و طلبت منه هالمعلومات و رح يرد علي اليوم ..

اجابه ببسمة : لا تضل تخاف , انا مصمم على رأي و ما في شي بخليني اتراجع , بس انت دعي لي شيخي ..



» صفت قلوبهم فابيضت «



تنهدت غيداء تعبة : رجاء خدي قرودك من خلقتي , بدنا نقعد قعده رايقه ..

نظر اليها اوسطهم بترفع : لو سمحتي خالتو , انا مو قرد , بعدين شهد قعدت مكاني , خليها تقوم و انا بسكت ..

ابتسمت رجاء قائله : يسلم لي الرجال , ولك غيداء ما القرد غيرك , شو بدك منهم ؟؟!! شهد ليش قعدتي مكانه ؟؟!!

شهد ببرأة مفتعلة : هو قام من مكانه , شو اعمله ؟؟!! مطوب باسمه شي المكان ؟؟!!

غيدا بقهر : يا الله ما اقل عقلك , يعني انت ليش مكيوده ؟؟!!

رجاء بقهر : و الله انت يلي قليلة عقل , ليش تتدخلي فيهم ؟؟!!

غيداء : عاجبك تصرفاتهم ؟؟!!

رجاء بحكمة نظرت لشهد : هو صح مو مطوب , بس كمان الحمدلله الاماكن متوفره , بعرفك عاقله و دايما بتحتوي الامور , لا تخلي حد يقلل من ركازتك ..

ابتسمت شهد باستحياء : انا بس كنت بدي اكون جنبك ...

ثم وقفت قائلة : خذ سيد كريم اقعد و ارتاح ..

رجاء بغمزه : كلكم بقلبي وين ما تقعدو ..

غيداء بمزاح : اااااااااااااع ..

التفت غيداء تنظر لبقية الجالسين , الذين التزموا الصمت و تراوحت ردودهم بين البرود و البسمة الهادئة , و كلتاهما استفزتها , فقررت ان تستمر بخطتها ..

غيداء : خلص قعدنا ؟؟!! ارتحنا ؟؟!!

قبلت رأس لجين التي بحضنها , ثم خاطبة كريم و شهد : بدك تعرفوا قصص طفولتنا ؟؟!!

ابتسم كريم و اكتفى بهز رأسه بإيجاب , بينما سألت شهد بحماسة : جد خالتو غيداء و الله نفسي اعرف , كيف ماما رجاء كانت ؟؟

غيدا ببسمة : كانت و هي صغيره هبله و شعرها منفوش يعني كشه و ..

قاطعتها الوسادة الصغيرة التي تلقتها من رجاء , فتعالت ضحكتها : هههههههههههههه ..

شهد بيأس مازح : خالتو بلا مزح .. جد كيف كانت ؟؟!!

غيداء ببسمة : ببساطه زي الاميرات بالقصص , سنوايت ؟؟!! بتشبها ناعمه و رقيقه و حنونه ..

ابتسمت شهد بود : هاد المتوقع , طيب خالتو الاء ؟؟

الاء بود : بلش تشويه السمعه ..

غيداء : هاد مو تشويه سمعة , هاي حقائق مريره , هههههههه

الاء : ما في شي تحكي , طفولتي كانت هاديه

غيداء : ألا لما يجي وسام , ساعتها سلسلة حكايات توم و جيري ..

الاء بقهر مازح : هاد يلي طلع معك ؟؟!! رجاء سنوايت و انا توم و جيري ؟؟!!

رجاء بضحكة : طبعا الاء توم ..

شاركتها غيداء الضحك و اكتفت الاء ببسمة جانبية ..

سألها كريم الذي اعجبه الوضع : و انت خالتي شو كانت طفولتك ؟؟!!

تحمست رجاء قائلة : توم سير هههههههههههههههه

كريم بتسؤل : تو سير ؟؟!!

غيداء : ههههههههه حرام عليك , انا توم سير ؟؟!!

رجاء : شوفي ممكن فيونا , هاد اذا عدلناها ..

التفت الاعين جميعها نحو العنصر الاخير , فتسألت شهد بتردد : و كيف كانت خالتو .. قصدي عمتو نداء ؟؟!!

حاولت ان تكمل نداء تظاهرها بالبرود , رغم الفضول الذي استبد بها , بينما ابتسمت غيداء بخبث قائله : بتعرفي قصة جميلة و الوحش ؟؟

شهد ببسمة : اااااااااااه

غيداء بحماس : هي الوحش ..

نداء بذهول : شوووووووووووووووووو ؟؟

التفتت الوجوه اليها مذهولة , فبعد اول فترة لها معهم , التي كانت مفعمة بالغضب و الصراخ , اصابها البرود و الصمت , فلذلك كانت ردت فعلها تلك مدعى للذهول .

اجابتها رجاء ببسمة : اتحملي , اتحملي , ما كنت انت و هي مصدر الشر الدائم هههههههههههه , ليش متفاجأه منها ..

نظرت اليها نداء و بحيرة , بينما قالت غيداء بود : يا الله شو كنا ننبسط ايامها ..

رجاء : ما كان حد منا مسايرها على مصايبها غيرك ..

غيداء : ههههههههه , بس و الله كانت زعيمة الحارة ..

رجاء : بس بلاااااااااااش , و وسيم شو كان ؟؟

غيداء : ههههههههههههههههه ذكرتيني بطوشاتهم ..

الاء : انا بتذكر انهم قسموا الحاره حزبين , بس هاد يلي متذكرته ..

غيداء : ههههههههه يخرب بيت فنهم , بس لحد الان مو عارفه شو كان سبب بداية صراعهم ..

رجاء بود : وسام ..

سألتها غيداء بحيرة : وسام ؟؟!!

بينما زاد تركيز الاء بتلك اللحظة , اما نداء فقد اصابها التشتت , و حاولت تجميع قطع الاحجية ..

رجاء : وسيم ما كان يرضى يلعب وسام معه , و ايامها نداء راسها و الف سيف الا يلعبه , و منه كلمه و منها كلمه , و هو مو متعود بالحارة حد يعانده , بتتذكري ؟!

غيداء ببسمة : اااااااااااااااه بتذكر , ههههههههههه , يخرب بيت شيطانه وسيم , جد كان عليه قصص , ولك انا عمري ما شفت حد بشره , بتتذكري لما جنن جارتنا يلي كانت تربي كلب ؟؟

تعالت ضحكات الاء و رجاء , بينما بقية الوجوه اعتلتها الذهول , سأل كريم ببسمة : ليش شو عمل عمو وسيم ؟؟

تمالكت غيداء نفسها و اجابتها : هاد كان عندنا جاره بتربي كلب , و الله ما انا عارفه ليش , المهم عمك وسيم كان متسلط عليه , كل يوم برمي عليه حجاره ..

رجاء ببسمة : من يوم يومه الاذى بدمه ..

اكملت غيداء : المهم تطلع الجاره و بتقوله بصراخ " سيبوووووووووا , يا ولد سيبوووووووووووا " , و عمك وسيم بخفة دم , قصدي بزناخة دم , برد عليها و بقولها , ما تخافي هسا بصيبوا , يرمي حجاره اكثر .. هههههههههههه , تنجلطت المره يا حرام و هي تصرخ عليه من الطابق الثاني , و لا حياة لمن تنادي , وسيم نازل رجم بالكلب ..

شهد : ههههههه يا ويله من ربنا ..

كريم بتساؤل : يعني هو كان فاهم عليها ؟؟

رجاء : هههههههههه , هاد وسيم بدك ما يفهم ..

شهد : طيب ليش بعمل هيك ؟؟!!

رجاء ببسمة : اذى بعيد عنك ..





̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰




فتاة صغيره بجديلتيها تقترب من فتى يلعب الكره , تضربه بباطن يدها على ظهره , مما استرعى انتباهه , يلتفت اليها سائلا : خير " رامبو " شو بدك ؟؟

رامبو بكبرياء : انت طردت " زنبرك " من اللعبة ؟؟

يجيب الفتى بملل : اه طردته , عندك شي ؟؟!! يلا روحي عند البنات العبي , و ما تدخلي بقصص الاولاد ..

وضعت رامبو يدها على خصرها : لا يا ماما خوفتني .. شوف " زورو " ما تفكر خايفة من شكلك , و اذا ما بتلعبوا و الله الا اقول لعمي ..

زورو باستهزاء : اسمعي خنفساء , انقلعي من هون , احسن ما اسلخك كف , هاد الضايل خوفتني ..

رامبو بغضب : لا تقول خنفساء , طيب عادي لا تلعبه , بس يكون بعلمك " يا لعيب يا خريب " ..

زورو : خربي لاشوف , صدقي لاكسر اسنانك و تصير زي اختك كماشه ..

ابتعدت رامبو , ثم جمعت الصبية و الفتيات الذين تلعب معهم , و اعطت اوامرها , بدؤوا برمي الحجارة على " زورو " و من يلعب معهم , مما استدعى قيام حرب بالحجارة بين المجموعتين ..




̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰



يمسك بيديها و يسحبها على طول الشارع , مما ادى لجروح بيديها و قدميها , بينما يحاولان صغيران اخران منعه من سحبها , و فجأة شعر بعضه بقدمه فصرخ الما ..

زورو : ولك مجنوووووووووووووووووووونه , جد زي الكلب المسعور , شوفي رجلي كيف كلها دم ..
الفتاة الواقعه على الارض : بتستاهل مين قالك تسحبني على الشارع ؟؟!! هاي كل رجلي جروح شوف ..

زورو : شوفي رامبو انا سكت لك كثير , انقلعي من خلقتي احسن لك ..

امسكتها الفتاة , التي كانت تحاول منعه , و بدأت بمساعدتها لتقف و فض الغبار , الذي علق بثيابها , و أحال لون ثيابها للأبيض المغبر , رغم ان حالها الدائم هذا و فوضويتها التي تمتاز بها تلك الفتاة ..

بينما قال الفتى الاخر باكيا : زورو خلينا نلعب , الله يخليك , انت روح بأخر الحارة و احنا هون , بتعرف ام رامبو ما بتخليها ..

تبجحت رامبو قائله : اذا مو خاوه ما بدي ..

ضحك زورو : بالله ؟؟!! و كيف خاوه هاي ؟؟!!!

رامبو بثقة : نلعب فريقين , و الفريق الفايز هو يلي بياخذ المنطقه ..

تصاعدت مره اخرى ضحكة زورو , ثم قال باستهزاء : و مين بدك تلعبي , كماشة و زنبرك ؟؟!!

اجابته رامبو بابتسامة مكر : انت وافق و ما عليك , بلعب يلي بدي اياه ..

زورو بثقة : خلص على الساعة اربعة العصر بنلعب .. يعني مين بده يلعب معك , حسين دلوعه , و لا زهير كوسه , هههههههه معروفين العاهات يلي بلعبوا معك ..

رامبو بقهر : بنشوووووووووف ..

توجهت رامبو بجسارة , لفتى يكبرها بالسن كثيرا , لا يشاركهم العابهم الصبيانية , و خاطبته : ابراهيم ..

التفت ابراهيم بموده : شو رامبو ؟؟

ثم فوجئ بجروح يدها , و خاطبها بجزع : ولك مين عامل فيك هيك ؟؟!! لا تقولي لي واقعه من فوق الشجره ..

التفت الفتى الذي بجانبه سائلا : ولك رامبو يا ويلك من امك بس تشوفك ..

رامبو بوداعة : هاد زورو شحطني بالشارع كله , حتى اسأل كماشه و زنبرك ..

الفتى باستفسار : و انت شو عملتي له ؟!

ابراهيم بقهر : طارق شو بتقول !! حتى لو عامله شو ما عامله , هيك بيعمل بالبنت ؟!!

طارق ببسمة : ولك انت بدك تغشمني عن رامبو , بعرفها شيبه ما بتخلى حد من شرها ..

رامبو بأسى : طارق , انت دايما هيك , كل شي بقوله زورو صح , و انا يلي بتبلى عليه ..

طارق ببسمة : هسا قولي لي شو بدك , و من الاخر ..

رامبو ببسمة : هاد زورو و شلته ما بخلونا نلعب , و بدهم ايانا نروح على اخر الحارة , و ماما ما بتخليني , لهيك اليوم بدنا نلعب معهم مباراة ..

طارق بود : و المطلوب ؟؟!!

ابراهيم بحنيه : بدك نلعب معك ؟؟

اكتفت رامبو ببسمة , بينما قال طارق باستهزاء : متأكده انك بصف رابع ؟!!!

رامبو بود : ترفيع خامس , شو المشكله ؟؟!!





يتبع






لامارا 31-10-14 12:14 AM



الفصل الاول



الجزء الثاني




» اسودت قلوبهم فهي اشد قسوة «


داخل احدى غرف التحقيق بقسم الشرطة , يجلس رجل كبير بالسن تكتسي ملامحه بالجمود و البرود , يواجه مجموعة من الاسئلة التي تتسم بالاستفزاز و ربما القليل من التجريح , و رغم هذا لم تخترق بروده , الى ان قال الضابط بمواجهة له ..

الضابط : هارون مو من مصلحتك انكار التهم هاي ..

هارون ببرود : انا ما بنكر شي , و اساسا انتوا ما عندكم حق حتى بتوجيه هاي التهم , مو لأنه واحد كنت مشغله عندي انمسك بتهمة تعاطي تستدعوني و توجهوا الي التهم , يلي ما الها مكان من الصحة ..

الضابط بسخرية : اولا مو شخص واحد و ثانيا مو تعاطي ..

هارون باستهزاء : و اذا ؟؟!! انا شو دخلني ؟؟!!

الضابط : يعني بتنكر اي مسؤولية الك عن المجموعات يلي مسكناهم ؟؟!!

هارون : اكيد ..

الضابط : و دفعة الادوية يلي دخلت ؟؟!!

زوى هارون بين حاجبيه باستغراب : دفعة ؟؟!!

الضابط بسخرية : انكر كمان انه انت ما الك دخل بدفعة الاضافية من الأدوية يلي دخلت البلد , و ما اتجمرك و توزع على الصيدليات إلا اقل من ربعها ..

صمت هارون , و لمعت عينيه بتحليل ما ينقل له من حديث , ثم قال : و اذا فات هيك شي او صار هاد الشي , انا شو دخلني ؟؟!! انا تجارتي لا من قريب و لا بعيد الها بالأدوية , انا مدير سلسلة مطاعم مو اكثر ..

الضابط باستفزاز : يعني ما اشتريت مورفين منهم ؟؟

قبض هارون يديه مجيبا : حكت لك انا ما الي علاقة بالقصة , و ليش بتسألني عن شغلكم ؟؟ و اذا صار هيك شي و مر من الجمرك , كيف عرفت انه صار هاد شي ؟؟!!

الضابط بنصف ابتسامة : للأسف انه كان تلاعب صح و ذكي , ما اكتشفنا إلا من بعد ما وصلت كراجاتهم ..

ابتلع ريقه هارون : يعني ما دام بتعرفوا كرجاتهم ليش ما وقفتوهم ؟؟!!

الضابط بهدؤ : فكرك بدنا يلي توزع لهم و لا يلي وزع عليهم ..

بعد ما عم الصمت قليلا , سأله هارون بذكاء : و انا ليش بتحكي لي هاد الكلام ؟؟!!

الضابط بهدؤ : بس بدي اعرف شو علاقتك فيهم ..

هارون بنصف ابتسامة دهاء : يعني مو لتوصل لي خبر بهاي العملية ..

الضابط باستنكار : ليش انت بهمك هيك اخبار ؟؟ انت تجارتك غير شكل , بكلامك هاد خليتني ارجع اعيد حساباتي ..


خلف الزجاج , الذي يتواجد بالكثير من تلك الجلسات المغلقة من التحقيق , يقف شخصان , احدهم فتي ينظر بتعمق ثم سأل الاخر الذي لا يكبره كثيرا بالعمر : ليش وليد قاعد بحكي له عن هاي العملية ..

المحلل النفسي الواقف , نظر اليه بطرف عينه , ثم اجابه : المفروض انك مزروع عندهم من فترة , و تكون عارف انه ما اله علاقة بهاد التهريب ..

الشاب : مو لأنه بعرف بسأل , يعني هاي اسرار شغلنا ليش بحكيها ؟؟!!

المحلل النفسي : اول شي , لازم نتأكد من المعلومة هاي ..

الشاب بتأكيد : و طلع ما اله علاقة صح ؟؟!!

المحلل : اها ..

الشاب : و الشي التاني ؟؟!!

المحلل بمكر : لحتى يعرف انه بلشوا يستغنوا عنه , و انه بشتغلوا من ورا ظهره ..

الشاب : طيب مدام عارفين و متأكدين انهم ناويين يصفوا , ليش انا مزروع عنده .؟؟!!

نظر اليه المحلل : اتوقع سمير بيك حكى لك انه تراقب انفعالاته اكثر و تحاول تتعود على طريقة تصرفه , و هو رح يحكي لك الخطوات الباقية كمان شوي ..

الشاب باستفسار : سالم , انا بدي اعرف على الاقل شو مطلوب مني , و الهدف من وجودي بينهم , الي شهرين مختفي و لحد الان ما طلبتوا مني شي , و حتى انا ما بعرف ليش انا بين المروجين , جد مو عارف شي ؟!!

صوت من الخلف اتى ليجيب تساؤلاته و ينهيها : لانه هسا اجى وقتك , انت زي الجوكر ..

التفت اليه الشابان و ضربا تحية لمن هو اعلى رتبه , بينما ابتسم اللواء سمير مكملا : حاليا رح يبلش شغلك , هو صار متعود تكون معهم و موجود بينهم , فلو رتبنا محاولة اغتيال اله , رح يحاول يتواصل بيلي برا و يترك حذره يلي معروف عنه , و انت رح تكون اقرب مقرب اله , حتى تعرف هاي المعلومات ..

الشاب باستغراب : محاولة اغتيال ؟!!

رئيسة بالعمل , اللواء سمير : ما رح نقتله , بس بدنا يصير يثق فيك , حاليا رح اعطيك تفاصيل تحركاتك , بس ما رح احكي موعد العملية و لا شو احتمال نعمل , بس لازم تعمل المستحيل , حتى اطلاق النار لا تتردد فيه ..

الشاب بتفاجئ : اقتل زملائي ..

ابتسم اللواء : يعني بتدريبك ما تعلمت تضرب من غير ما تقتل ؟!!

الشاب بتردد : بس رح ينضروا ..

اللواء بثقة : ان شاء الله ما بتوصل لهاي المرحلة , بس احنا لازم نخلي يثق فيك و يشكك بكل يلي حواليه , و مو بس شركائه حتى ولاده .. اساسا هو عنده خيانه و هو عارف هاد الشي , احنا بس بنغذي هاي الفجوة حتى ندخل بينهم ..

ثم التفت اللواء لما يدور بغرفة التحقيق و تسأل بصوت مسموع : هو وليد ما بطل عادت اللعب بالاعصاب ؟؟!!

ابتسم المحلل : بس هارون مو قليل , كأنه ماخذ دورة بتحكم بالاعصاب و البرود ..

ابتسم اللواء و قال بصيغة التقرير : مو بعيده , ليش مستنكر الموضوع ..

التفت اليه سالم المحلل النفسي بذهول : معقول ؟؟!! كيف ؟؟!!

اللواء باستهزاء : مشكلتكم انكم بتفكروا عم تتلاعبوا مع رجل بسيط و مهرب عادي , بس لازم تعرفوا انه عاش مغترب فترة و رجع بصورة جديده و كون شبكة معقده من العلاقة المشبوه و بطريقة ذكية , و من دون اي دليل ادانة , بتتخيل انه هاد اعتباطي ؟!!!



» تشتعل القلوب فتحمر متوهجة «


ارتفع صوته بالأرجاء : ناااااااااااااادين ..

بهتت و جف ريقها , هذا حالها , رغم التكرار الدائم لحالته العصبية , الا انها لم تتخلص من حالة الخوف التي تصيبها بسببه , تمالكت نفسها و وقفت , ثم خطت متجه اليه , دخلت مكتبه بعدما طرقت الباب المفتوح , ثم خاطبته بثقة مصطنعة : نعم سيد جعفر , في شي ؟؟!!

جعفر بغضب : وين ملف صفقة شركة الادوية ؟؟

نادين بارتباك : اي صفقة ؟!! انا ما بعرف عن هاد الشي ؟؟!!

جعفر بنبرة مرتفعة : و الله انا اسف , الحق علي ما بلغت حضرت جنابك ..

ارتفعت نبرته اكثر و بصراخ قال : انا بقول وين الملف يا نـــــــــــادين ..

ارتجفت نادين و تجمدت في مكانها , و كأنها تقر بموعد موتها , فهي لم تراه يوما غاضب كما تراه اليوم , رغم ان نوبات غضبه كثيرة , بينما تتجهز لتستقبل موجة اخرى من غضبه و تهديداته , ازدادت خفقات قلبها , و لكنها تعلقت و تجمدت فجأة مع ارتفاع صوت الهاتف المحمول , التفت اليه جعفر ثم عقد حاجبيه , اخذ الهاتف و توجه نحو قاعة الاجتماعات الملحقة بمكتبه بينما هو يخاطبها بحزم : دوري عليه و بس ارجع بدي القي , و إلا رح يكون اخر يوم بعمرك ..

التفت نادين مسرعه نحو مكتبها و بخطوات سريعة توجهت اليه و قفزت نحو درج مكتبها الاول فأخرجت ملف منه و عادت نحو مكتب رئيسها , توجه نظرها القلق نحو غرفة الاجتماعات و تأكدت من انشغاله بالهاتف , القت الملف اسفل المقاعد القريبة من المكتب , ثم تظاهرت بالبحث عن الملف , دام عملها لدقائق قبل ان يدخل جعفر ..

تسأل بحزم : لقتي ؟؟

نادين بارتباك : ما بعرف عنه , طيب هو شو لون الملف ؟؟

نظر اليها جعفر بحزم : ملف زيه زي باقي ملفات المكتب ..

نادين : طيب بجوز حطيته مع باقي الملفات ؟؟

جعفر : انا ما طلعته من مكتبي , و ما بدي ابدا يختلط مع باقي الملفات , لهيك ممكن اعرف كيف يختفي من مكتبي ؟؟!!

تظاهرت بالارتباك و نقل عيونها على ارض المكتب , ثم ضيقت حدقي عينيها و تسألت بحذر : شو هاد يلي على الارض ؟؟

توجهت نظرات جعفر معها نحو ارضيت المكتب , ثم انحنى و تناوله , واجهها قائلا : و شو يلي وصله لهون ؟؟!!

نادين بارتباك : انا شو بعرفني ؟؟!! بجوز الفراش بس كان يرتب مكتبك ؟؟!!

جعفر : هيك رأيك ؟؟!!

نادين : اكيد ..

جعفر بحزم : فيك تطلعي و تسكري الباب وراكي ..

و ما ان خرجت حتى ذهب نحو خزانه سرية , و اخرج منها هاتف و ارسل رسالة مضمونها " تأكد من سكرتيرتي الخاصة , غالبا هي العميل السري " ..



» تعكس قلوبهم زرقة هدؤهم «



يحرك اصابعه على جبهته بحركة دائرية , ربما يغادره الصداع , الذي يراوده عادة عند الارهاق و كثرت التفكير , و لكن هيهات ان يغادره و مسببة صداعه تتجاهل مكالماته , رغم انه يعتقد ان لا يوجد سبب مبرر لغضبها , فهو كان صريح معها , لا بل يجب ان تدعمه ؛ رغم انه اتفق معها ان تغادر منزلهم ألا انه اشتاق لها , يجب ان تحل الامور و تعود الى نصابها الصحيح , و ان انزعجت من تصرفه هو على استعداد لتصحيح الوضع ؛ راودته الكثير من الافكار و كلها تنتهي بها , و لكن لا حل او مبرر لما تفعله , قطع عليه تلك الافكار صوت الصادرة من جهاز التواصل مع سكرتيرته ..

السكرتيره : دكتور طارق ..

طارق : نعم ..

السكرتيره : السيدة فدوى هون , بتقدر تقابلها قبل ما تطلع ؟!!

طارق بتنهيدات تعب : اوكي رهام , دخليها ..

دخلت عليه فدوى ببسمة , ثم خاطبته بعد السلام : حابه اسألك اذا قبلت رجاء تتواصل معك ؟؟

حرك طارق رأسه نافي الموضوع : لأ , و انت ؟؟

فدوى باسف : حتى انا , شو بدك تعمل ؟؟

طارق : ما رح اعمل شي قبل ما اتفاهم معها ..

فدوى : انا برأي تتركها على راحتها هالفتره , اكيد هي بتعيد ترتيب امورها , و بتعرف بجوز مشغوله بمشاكل خواتها كمان ..

طارق : خير ان شاء الله , انت ماره بدك شي ؟؟

فدوى ببسمة : لا بس حبيت اطمن على الوضع ..

طارق : ااااااااه , يسلمو فدوى , بس حاولي تزبطي امورك , لأنه انا ما بضمن حالي و حكت لك انا مستعد اتقبل اي طلب من رجاء و انفذه ..

فدوى بتأكيد : اكيـــــــــــــد و انا مع هاد الموضوع , المهم انه تستقر الامور ..



» تتورد قلوبهم خجلا «



اتاها صوت يخرجها من دوامة غرقت بها يهز كتفها قائلا : مالك عمتو في شي ؟؟

نظرت اليه نداء بتشتت , مما استدعى من كريم ان يلتفت نحو رجاء قائلا : شوفي ماما عمتو فيها شي ..

رجاء التي كانت تخاطب لجين لتبتعد عن غيداء لكي لا تؤذيها , التفت على كريم مستغربه : نداء فيها شي ؟؟

خاطبت نداء بقلق , و قد تعلقت جميع الانظار عليهم : نداء شو مالك ؟؟ تعبانه شي ؟؟!!

نداء : لا مو تعبانه , بس في شوية تشويش ..

غيداء باستغراب : تشويش ؟؟!!

رجاء ببسمة : الحمدلله , شو بخطر لك ؟؟




̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰




فتاة صغيرة تلاحق الفتى المسمى زورو , و تناديه : زورو ..

يجيبها زورو بملل : سناء حكت لك ما في تلعبي ..

سناء : طيب ليش رامبو رح تلعب ؟؟!!

تحدث زورو بسخرية : رامبو مسميتها بنت , هاي حسن صبي , بعدين انت بتعرفيني ... انا ما بحب توقعي او يصير فيك شي , فخلص روحي العبي مع البنات ..

سناء ببسمة بريئة : طيب انا بدي شجعك زي ما كاترين بتشجع رابح ضد اخوها ..

تعالت ضحكت زورو , ثم قال : ماشي , بس لو تسمعك رامبو لتقتلك , خلتيها جوليان ..

سناء : مو مهم , عادي اذا ضربتني انت بتضربها , صح ؟

زورو : سناء انت ليش ما بتلعبي مع رامبو ؟!!

سناء : لانها ما بتحبك و ما بتلعب معك ..

زورو : بس هي تؤامك , و انت بتشبهوا بعض , لازم تلعبي معها , صح ؟؟

سناء بقلق : بس هي بتلعب اشياء صعبه , زي كماشة , و انا ما بحب اتوسخ , وكمان هي دايما بتحكي لك اني ما بفهم و هبله ... و كمان تيته حكت لي ما اصير مثل رامبو , بتحكي انها مشاغبة و قليلة ترباية ..

زورو : هههههههههههههههه هيك تيته حكت ؟؟

سناء بتأكيد : و الله ..

قاطع ما اراد زورو قوله صرخة من بعيد , و التي تدعوه لينظم لمجموعة الفتية الذين تجهزوا للعبة ...
التفت و توجه اليهم و تفاجأ من تواجد سعد و طارق , فتسأل : شو بدكم تلعبوا ؟؟

اتاه صوت من خلفه مؤكد بنبرة شيطانية : شفت فريقي انجان جو ؟؟!!

زورو بقهر خاطبها بعدما التفت : شوفي رامبو انا ساكت لك من زمان , هسا بطقك كتله بخليك تعرفي تسوالفي , فانخرسي احسن لك ..


̰

̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰


صراخ يتعالى شل حركت جميع الفتيان , الذين يلعبون , مع صوت صرير السيارة على الشارع , بعد ضغط السائق على الاسفلت , صدر ذلك الصوت بشكل مخيف , سقطت رامبو من الرهبة , بينما تجمد زورو متفاجأ ..

صرخ طارق الهادئ عادة : انتوا اغبياء ؟؟!!

على صوته استيقظ كلاهما , بينما السائق لم ينزل من سيارته , بل غادر مع ارتفع صوته مؤنبا لهم , تجاهلت ذلك كله رامبو و خطفت الكره بعجله لتكمل اللعبة , ولكن ما لم تحسب حسبانه , فقد واجهها زورو و ناورها على الكرة ثم حصل عليها , بينما تعالت اصوات الدهشة من الجميع , و لكن ذلك لم يمنع زورو من تسديد الكره على الهدف و اعلان تفوقه بمرح ..

ابراهيم بغضب : انت مجنوووووووون شي ؟!! البنت كان ماتت و انت بتكمل لعبه ؟!!

زورو بقهر : و انت ليش معصب علي ؟؟!! هي يلي بلشت , و كانت بدها تجيب هدف حتى تفوز , انت ليش زعلان مش فاهم ؟؟!!

ابراهيم : انت غبي شي ؟؟!! بقولك بنت كانت رح تموت عشان لعبه , و انت ما همك شي ؟؟!!

زرور بغضب اشد و تحدي اكبر , رغم انه يصغره عمرا : لا ما بهمني , لانه انا مثلي مثلها , كانت السيارة رح تدعسنا مع سوا ..

قطع غضبهما صوت بكاء , لا بل نحيب , فالتفت زورو متفاجأ نحو سناء , التي تقف بجانبه , ولكن من خاطبها بلهفة , رامبو : سناء شو في ليش بتعيطي ؟!!

سألت سناء زورو ببكاء : زورو ... انـ---ـا خـ---ـوفت ..

زورو بملل : سناء مو قلت لك العبي بالساحة مع البنات ؟؟!!!

كماشة : سناء ما صار شي , كانت سيارة و مسرعه و راحت ..

تقدمت نحوهم فتاة جميلة , ثم تسألت بهدؤ : شو في ؟؟!! ليش سناء بتبكي ؟؟!

خاطبتها كماشه : رجاء ما في شي , بس خافت من صوت السيارة ..

ابتسمت رجاء بود : طيب تعالوا كلكم عامله كيكه ..

رامبو بتفاجأ : رحت على البيت ؟؟!!

رجاء ببسمة : لا عند تيته , بدكم تيجوا ؟؟!!

زورو ببسمة : اكيد انا الي حصتين ..

رامبو بانكار : ليش حصتين , و ليش تيجي اساسا ؟؟!!

دفعها زورو و تقدم نحو رجاء : انت ما الك دخل , هاد بيت جدتي كمان , و بعدين انا و رجاء متفقين من اول , فما الك دخل ..

رامبو باندفاع سألت رجاء : جد ؟؟!!

رجاء ببسمة : جد ..

رامبوا بقهر : ليش كلكم بتعطوا اكثر منا ؟؟!!

ضحكت رجاء ثم نظرت نحو ابراهيم و قالت : اذا بدك في كمان , تعال ..

ثم خاطبت طارق بخجل : طارق تيته بتسأل عنك , بتقول الك فتره ما زرتها ..

سألت رامبو رجاء : صحى زنبرك ولا لسا نايم ؟؟!!

رجاء : صحى و هو يلي خلاني اروح ادور عليك ..

توجه جميعهم الى منزل الجدة , و كان اخر اثنان رامبو و زورو , التفت زورو و خاطبها : مو تنسي بكرا و تيجي تلعبي بالحارة ..

رامبو بقهر : ما فزت الا بالغش ..

زورو : شوف مين بحكي , متخلفة ...

رامبو : سكر حلقك انت المتخلف ..

قاطع شجارهما ابراهيم : زورو فعلا انك قليل عقل ..

امسك يد رامبو و تقدما الى المنزل , بينما تبعتهما نظرت الحقد من زورو ..





̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰




اتاها صوت من بعيد يخرجها من غياهيب الظلمات : نداء ... نداء ... نداء شو حاسه ؟؟!! بدك نروح على الدكتور ؟؟!! حاسه انك تعبانه ؟؟!!

نظرت بغير تركيز الى الوجه الحنون المليء بالقلق الذي تحيط كفيه بوجهها , ثم تنفست بعمق , و لم تعلم لما اردت بشدة اراحت قلقها فقالت لرجاء بعد رسم ابتسامة مفتعلة : لا الحمدلله , بس شوية دوخه و راحت ...

اتاها صوت اخر يخاطبها , يحمل مكنوناته خوف لا شك به , التفتت نحو غيداء : نداء اذا تعبانه قومي نامي على السرير , و احنا بنصحيك على صلاة المغرب ..

اكتفت برسم الابتسامة , لا تعلم لما بدأت بالتحرر من جمودها , و لما تريد التفاعل معهم , لكن ما تعلمه يقينا انها تريد ان تكمل و تستمر بالتفاعل معهم , فهذا قد ادى مفعوله عليها , و الصمت بدا يتعبها ...

نداء بتردد : بس بدي كاسة مي ..

ابتسمت رجاء و قالت : من عيوني , كم ندوش عندنا ..

وقفت و ذهبت لتجلب كوب ماء , بينما اقتربت لجين من نداء و سحبت طرف قميصها : عمتو .. عمتو ..
نظرت اليها نداء , ثم سألتها : شو بدك ؟؟

لجين ببسمة : انت مريضه لانه قعدتي عندنا ؟!!!

نظرت اليها نداء بالم , ثم نزلت اليها و ارتكت على ركبتيها , ثم حضنتها بشدة و انفجرت دموعها لتبكي بحرقه , شهقات متوالية و متلاحقة , صدرت منها فجمدت كل من حولها , ما سبب هذه الدموع لا تعلم , كل ما تشعر به اختناق يجتاحها منذ مده , استمر بالتعاظم الى درجة لم تعد تستطيع كبحه , و مع احتكاكهم اليوم بها و ما مر بها قبل قليل , جعله يخرج على شكل دموع ..

بينما نداء تائهة بدنياها , زاد خوف الاطفال , و اعترى القلق كل من غيداء و رجاء , التي عادت من المطبخ سريعا بعدما سمعت بكاء نداء , بينما حافظة الاء على هدؤها , حاولت رجاء الحديث و اخراج نداء من دوامة دموعها , و لكن قطعها صوت الاء : خليها ..

التفت اليها غيداء بذهول : نخليها ؟؟!!

الاء ببسمة الم : من متى ما بكيت ؟؟!! متى اخر مره شفت نداء ضعيفة ؟؟!! بكفيها كبت , و خاصه انها حاسه حالها تايها , خليها تطلعه , صدقيني الكبت هو سبب يلي صار معها ..

ابتلعت رجاء ريقها بألم و قالت : مو قادره شوفها بتتألم و ما اعمل شي , حاسه اني انا يلي بتوجع ..

غيداء بحزن : مو قادره استوعب يلي خلاها في هاي الحالة , انا بعرف نداء , و بعرف انها اقوى منا كلنا , و اكيد صدمة كبيرة ..

الاء : كلنا بدنا نعرف , بس غيداء لا تشتطحي بخيالك كثير , او تتصرفي نتيجة افكارك ..

غيداء باستغراب : افكاري ؟؟!!

نظرت اليها الاء بنصف ابتسامة : اه افكارك ..

غيداء بإنكار : انت شو عرفك اساسا بشو بفكر !!

ظهرت ابتسامة على محيى الاء , رغم لمعة الحزن بعينيها التي تناقض معالم ما ارتسم على شفتيها , ثم قالت : المشكله انك اكثر وحده فينا دايما مكشوفة , و ما عمرك عرفت تخفي شي من رغباتك او حتى افكارك ..

ابتسمت رجاء بقليل من الراحة , فرغم ما تشعر به من الم , ألا انهم عادوا ليتفاعلوا كما بالسابق , ثم قاطعت جدالهن بقولها : نداء بلشت تسكت , خديها غيداء لتحت , و خليني اروح اجهز العشا لتيته و الاولاد ...

ثم التفت الى الاء بتردد و طلبت منها : شو رأيك تساعديني ؟؟!! و بالمره تاخدي معي الاكل لتيته ؟!! .. هي كثير مشتاقة لك و الله ..

ارادت الاء بشده ان ترفض , و لكنها بنفس الوقت حاولت المحافظه على مشاعر اختها الرقيقة , لذلك اجابت بهدؤ : انا رح ساعدك بالعشا , بس انت ودي الاكل لتيته و انا بتأكد من انه الاولاد ياكلوا ..
تنهدت رجاء بيأس : اوك على راحتك ..







بانتظار تعليقاتكم و اسألتكم ...



من هي نداء ؟؟ ما علاقتها مع الفتايات الاخريات ؟؟
من هو زوجها ؟؟
ما تصورك لكل شخص ؟؟



استودعكم الله




لامارا 31-10-14 12:16 AM


ان شاء الله تكون اجازه جميلة لكم ... اسعدتني ردودكم جميعا .. اتطلع بشوق لردودكم







الفصل الثاني




الجزء الاول


" أَفَلاَ تَعْقِلُونَ " {البقرة 44}, " لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" {البقرة 73} , "وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ" {البقرة 269} , " لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ" {أل عمران 190} ...

العقل , الألباب , و غيرها من المصطلحات , التي تحث على التفكير و تحث المسلم على استخدام عقله و تدبر بآيات خالقهم , كلمات وردت بتكرار كبير , و كلما شدد على موضوع معين دل ذلك على اهميته , فما بالك ان يكون ذلك التشديد بين وصايا الله لعبيده ..

كلما علا شأن شي , ارتفع , ولذلك من حكمة الله سبحانه و تعالى , ان كان العقل اعلى جزء بتكوين اجسادنا , ذلك دلالة على علو مكانة العقل , و على هذا زاد مكانة العلماء و كانوا من المقربين لله ؛ بعد هذه الدلالات يبقى التنفيذ , فلهو علينا حق , و انا لا انكر ان لسائر جسدنا علينا حق , و لكن الان ما اتحدث عنه هو العقل , و من اهم حقوقه ان لا ندنسه بما يسيئه و يحط من قدره , فلا يصف بخبث المكر , و لا يتعطل فيلتصق به الغباء , و لا نتعصب فيقف متجمدا على افكاره , و لا نستعجل عمله فيصبح متهورا , و لا نرهقه فيضيع بين دهاليز افكاره , و يخرجنا من واقعنا لعالم خيالي ..


̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰


يقف الولد الملقب بزنبرك اسفل الشجره , بينما تتعلق الفتاة الملقبة برامبو بشكل مقلوب على احدى -اغصان الشجر , خاطبها زنبرك قائلا : رامبو يلاه انزلي , صار دوري ..

خاطبته رامبو بينما هي تحاول اسناد نفسها , لتصبح جالسة على الغصن : زنبرك حكت لك انت لسا -صغير ..

زنبرك بانزعاج : لا تقولي صغير , انا كبير صرت صف ثاني , و بس اكبر رح اتزوجك .. رااااااااااااااااامبو

اختل توازنها و هي تجلس مما ادى لسقوطها و انقطاع حديث زنبرك و صراخه , الصوت المتعالي من كلاهما استرعى اهتمام من يجلسون بالقرب منهم , فتقافز كلهم نحوهم بخوف , و لكن كان اسرعهم ذلك الشاب المسمى زورو ..

زورو بلهفة و خوف : شو في ؟؟!!! زنبرك شو صار ؟؟!!

زنبرك بصوت باكي : وقعت رامبو , كانت تلعب على الشجره و .. و ..

بينما يروي زنبرك ما حدث , كان زورو يجلس بجانب رامبو سائلا : رامبو .. رامبوا سامعتني ؟!!

وصلت سناء و زياد و حسين دلوعه , فسألت سناء بقلق : شو في ؟؟!! شو صاير ؟؟!!

تجاهلها زورو , بينما تحركت رامبو بقلق سائله : شو في ؟؟!!

تجمد زورو برهبة , ثم وضع يده خلف رأسها ليرى ان كانت تنزف , و فعلا وجد بعض الدم على يده , فصرخ على زنبرك بقوة : روووووووووح جيب بسرعه قهوة و كاسة مي ..

عادت سناء لسؤال : زورو شو صاير ؟!!

اجابها زورو بعصبية : سناء مشان الله اخرسي ..

تلمست رامبو الجرح الذي يمسكه رامبو بيده, ثم قالت بخوف و قلق : في دم ؟؟!! ... حاسه راسي بوجعني و دايخه ..

اعادها زورو لتجلس و شد بيده على رأسها فصرخت بألم ثم قالت : بتوجعني ..

زورو : احسن بتستاهلي , خليك قاعده لحتى توقف الدوخه , و اقدر اغسل الجرح و بحط عليه قهوه و بتوقفه ..

ابتسم زياد بود قائلا : رامبو ما تخافي , ما في كثير دم , و بعدين اذا وقفتي بتوقعي ..

وصل زنبرك فتناول منه زورو زجاجة الماء و بدأ بغسيل رأس رامبو بعدما ابعد خصلات شعرها القصيرة , ثم وضع بيده بعضا من مسحوق القهوة الاسود بكف يده و ضغط به على الجرح , بينما تابع الصبية الحدث بصمت ..

تألمت رامبو قائلة : اااااااااااخ ... شو بتعمل , بعد ايدك عني ..

زورو بقهر : خليك بتستاهلي , عشان ثاني مره تنتبهي و ما تتهوري , ليش طالعه على الشجره اه , فعلا حسن صبي , بتشوفي اذا ما حكيت لجدتي ..

دفعته رامبو بقسوة و قالت بصراخ : انت ليش بتتدخل بكل شي ؟؟!!

سناء بالم : زورو اتركها , اساسا هي ما بتحبك ..

تجاهلها زورو و اقترب من رامبو , امسك رأسها بهدوء و قال بقهر : اسكتي خليني اشوف الجرح بطل ينزف او لأ ..

رامبو بمكابرة رغم الم : ما الك دخل , حكت لك ابعد عني ..

حاولت ابعاده و لكنه لم يمنحها فرصة لتبعده و امسكها بحزم , بينما هي خارت قواها فالدوّار شتت تركيزها , بعدما وجد زورو بعض قطرات الدم , مسحها بطرف قميصه المفضل , ثم وضع ما تبقى من مسحوق القهوة بكفه و اعاد يده رأسها , بعد ما وضع يده , شعرت رامبو بالإرهاق , و ربما الاجهاد تملك منها , فتنازلت عن المقاومة و ارتخى جسدها ليستريح رأسها على صدره , تفاجأ زورو و زادت دقات قلبه بصمت , بينما تفاجئ الجميع ..

قالت سناء مغتاظة : زورو ما فيها شي , ليش ما تخليها تروح على البيت ؟؟!!

حافظ زورو على صمته , بينما اجابها زياد : سناء لا تزعلي , بعدين انت عارفه انه تيته اذا شافتهم رح تبهدل رامبو , تعالي خلينا نروح نشوف افلام كرتون ..

سناء بغضب دفعت يد زياد قائلة : روح انت , انا ما بدي احضر ..

بصوت خافت تحدثت رامبو : لا تصرخوا , و الله راسي بوجعني ..

اقترب منها زنبرك بحزن : رامبـــو

قاطعه زورو بحنان قائلا : زنبرك ما تخاف , هي شوي تعبانه و هسا بتروق , بس روح احضر تلفزيون , هسا بلش كابتن رابح ..

ثم التفت نحو سناء و حدق بها بغضب , ثم قال بهدؤ لكن حمل صوته الكثير من الغضب و تهديد : سناء بكفي دلع , روحي مع زياد على بيت جدتي و بكفي مسخره ..

نظرت اليه سناء بغضب , ثم توجه نظرها نحو رامبو بكره , و ركضت مبتعدة عنهما , ينما نظر نحوها زياد بيأس و اسف , اما زورو توجه نظره نحو تلك التي تستكين بهدؤ بين يديه , و بعد مده خاطبته بصوت خافت : زورو ..

اجابها بصوت منخفض : شو ؟؟!!

بينما رامبو تبعد رأسها عن صدره : بتعرف شو , ما تعمل حالك حنون و منيح , بعرف انك لئيم و نذل , و ما تفكر بيوم رح اقدر اطيقك , انا جد بكرهك ..

نظر اليها زورو بذهول , ثم قال بحزم : و مين قالك اني انا يلي بطيقك , شو بدي ببنت مشرتحه و شكلها بقرف , اساسا اشك انك بنت , و ما تصدقي حالك لاني بس ساعدتك و انت مجروحه اني بطيقك , انا بس بدرب لاني بدي صير دكتور ..

امسكت رامبو مكان الجرح , ثم خاطبته هي الاخر بغضب : احسن صير دكتور , عشان اكرهك اكثر , و ثاني مره لا تقرب مني حتى لو بموت فاهم ..

زورو بغضب : لا مو فاهم , و رح قرب متى ما بدي , و انت ما الك علاقة فاهمه , انا بعمل يلي بدي اياه .. و يلاه روح انقلعي من هون ..

استندت بيدها للشجرة المجاورة لها حتى تستطيع الوقوف , نظرت له بقهر , بينما هو يتمالك نفسه لكي لا يمسكها و يساعدها , ثم خاطبته : ما بعرف ليش سناء بطيقك ...

ثم بتعدت عنه بخطوات بطيئة معوجة , تظهر جليا تعبها و عدم توازنها ..


̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰


عادت نحو واقعها , و نظرت ببسمة نحو البقية , و استرعى انتباهها سؤال كريم : ماما بابا بده يجي اليوم ؟؟

اجابته رجاء بهدوء : لأ , ليش بدك تروح على البيت ؟؟

شهد باستفسار قلق : رح نروح كلنا على البيت ؟؟!!

رجاء بصبر : انا ما بقدر اروح يا شهوده ..

شهد برجاء : ليش ؟؟!!

رجاء بصبر : شهد حكينا من قبل عن الموضوع , اذا بدكم تروح كم يوم عند بابا و ترجعوا مو مشكله , بالعطله الاسبوع بتروحوا عنده , هو ما بقدر يقعد معكم الا بالاجازه ..

خاطبت الاء غيداء : مال رجلك ؟؟!! ليش بتفكيها ؟؟!!

غيداء بتنهيده : لا ما في اشي , بس بدي ريحها , هسا ما رح اقوم و اتحرك , لهيك بدي فكها ..

نظرت نداء بألم لقدم غيداء المبتور منها نصف الساق , و انتابها الذهول من طبع غيداء , فرغم ما تعانيه من نقص الا ان البسمة لا تفارق وجهها , لا بل تتحرك بسهولة و حيوية , و كأنها لا تواجه أي نقص , التقت نظرتها بنظرة غيداء المستفسرة , فابتلعت ريقها ثم خاطبتها بحنان : بتوجعك ؟؟!!

ابتسمت غيداء بثقة و راحة , فبعد اسبوع من جلوس نداء معهن تغيرت طباعها بشكل ملحوظ , و اصبحت توجه لهن الحديث , و هذه المرة زادت من تفاعلها , بحيث اظهرت اهتمامها , اجابتها بصبر : ابدا , بس مو ضروري اركبها و انا قاعده ...

نظرت اليها نداء بإعجاب , بينما وجهت رجاء حديثها نحو شهد : شهوده خدي كريم و لجين و حطيهم بفرشتهم و احكي لهم قصة ما قبل النوم , و تأكدي انه لجين تغسل اسنانها قبل ما تنام ..

وقفت شهد بصبر , ثم قالت : طيب ماما , يلاه جوجو ..

بينما قال كريم : ماما انا بعرف اقرأ لحالي , و عندي كتاب القصص يلي اعطيتني اياه ..

ابتسمت رجاء بود , ثم قالت : طيب بس اليوم قصة سيدنا ايوب عليه السلام , ما بدك تسمعها ؟؟!!

كريم بتبرير : هسا شهد بتقعد تقرأ و بتزهقني , و بعدين انا ما بفهم منها شي ..

شهد بقهر : و مين حكى لك بدي اقرأ لك ؟؟!!

غيداء بملل : صدقي قهرتني انت و ولادك و صرعتي راسي , روحي نيميهم و احكي انت القصة و بعدين تعالي ..

شهد : اه ماما احسن و الله لجين بتغلبني لترضى تنام بفراشها ..

رجاء ببسمة : لجين يلي بتغلب ولا انت يلي بدك تسمعي القصة مو تقرأيها ..

ضحكت شهد بود بينما ابتسم كريم , ثم قال : انا رايح فرشي اسناني قبل , مو تجننوني ..

بعد ذهاب كريم خاطبت غيداء رجاء : يا اخي هالولد مصدق حاله , هيك بتحسي بتصرف مثل الرجال الكبار ..

تعليقها استدعى من الاء الاجابة , فقالت ببرود اعصاب : و انت شو يلي قاهرك ؟؟!! خلي يتصرف على راحته ..

غيداء بغيض : انت دايما وقفت لي على الحرف ؟!! ما بعجبك العجب و لا صيام برجب , انا بدي يعيش طفولته , كل عمره 11 سنه ..

رجاء بود : انا حابه يكون رجل و قد موقفه و يفرض شخصيته , ما في لخواته من بعد ابوه الا هو , لازم يكون صريح و واضح و شخصيته قوية , انت ما بتعرفي اول ما دخلت بيتهم قديش تغلبت معه بذات , و الحمدلله قدرت اتواصل معه و يكون شخص منظم و واضح , كان ما بعبر عن حاله الا بالعنف , بس لما شوفه هسا بعرف اني نوعا ما نجحت بحياتي ..

ذلك الكلام استجلب نظرت حزن اخرى من نداء , و لكن الاعجاب استحل ايضا مكانته بقلبها , فرغم هدوء و دفء الذي يشع من رجاء الا ان القوة تنبع و تستقر بأعماقها , و تظهر جليا بثباتها على موقفها و صبرها , تلك الشخصية التي صنفت رجاء اسفلها ..


» تتلألأ القلوب البنفسجية بالأمل «


قاطع صوت قادم من خلفه استغراقه في تأمل كأس الخمر الموضوع امامه , كان صوتا انثويا مشبعا بأنوثة و دلال مصطنع كريه , بعدما وضعت يدها على كتفه : شو يا حلو ؟؟!! الك اسبوع بتقعد هون و ما بتعبر حد , شو مو مالين عينك ؟؟!!

ضحكت بدلع بينما هو يزيل يدها عن كتفه , اكملت حديثها و كأنه لم يظهر ضيقه : صدقني جربني و ما بتندم , ما بدك تنزل قنينة مشاني ؟؟!!

تنهد بملل و تابع بحثه بعينيه بأرجاء النادي الليلي , بينما هي عادت لتسحب من يده الكاس و ترشف منه , نظر اليها باستغراب , فقالت له بذكاء و بأسلوب مباشر : بتدور على حد ؟؟!!

نظر اليها بحده و لم يجبها , ابتسمت نصف ابتسامة , ثم جلست على المقعد الذي بجانبه , امام البار و اكملت حديثها : ما بدك تعرف ليش بسألك هيك ؟؟!!

عندما لم يجبها , قالت بحده منزعجة : انت اخرس شي ؟؟!!!

تجاهلها و عاد ليجول بنظره , اقتربت منه و امسكت يده بعزم ثم شدته ليلتفت اليها : انا ما رح اخد منك شي , بس المهم انت تدبر المكان ..

ازال يدها بعنف ثم خاطبها بعنف اكبر : يا بنت الناس حلي عني , انا مو ناقصك ..

ابتسمت بفرح : ياااااااااااااااي شو صوتك حلو , ليش حارمني منه ؟؟!!

خاطبها مجددا و لكن بحده : انت الاستيعاب عندك عدم , بقولك حلي عني ..

اجابته بغنج : وااااااااااااااو يا مامي شو لزيز , انا بموت بالتوحش ..

دفعها بكره , ثم قال : استغفر الله العلي العظيم , و بعـــــــــــــــــدين معك انت ؟؟!!

نظرت له بدهشة , ثم قالت ببعض الاستغراب : على راحتك بس رح ترجع تترجاني لاعبرك , و الايام بينا , كل يلي هون بتمنوا رضاي ....

نظرت اليه لترى ردة فعله , و كل ما صدره انه زفر بضيق و ابعد وجهه عنها لينظر مره اخرى نحو باب النادي , زاد قهرها منه , ثم ابتعدت عنه لتبحث عن زبون اخر , تجد منه ترحيب احر و اشد ..


» تشتعل القلوب فتحمر متوهجة «


بينما هو يجلس على الشرفة باسترخاء و يتأمل مشهد غروب الشمس الساحر , حدث الشخص الاخر على الهاتف : زي ما بقولك ما في داعي تدقق وراها ..

اتى الصوت الاخر بشكل حازم : بس انت عارف انه القصه مو لعبه , و اذا في لو واحد بالمية لتدقيق مو غلط نشوفها ..

ابتسم بود عندما تذكر كيف ابعد الشك عن سكرتيرته : هههههههههههه لا , لا تخاف متأكد , اساسا انت بالاسبوع الماضي طلع معك شي ؟؟!!

اجابه : لأ ابدا , بس هاد ما بمنع انها ذكية لدرجة انه ما مسكنا عليها شي ..

جعفر بثقة مرحة : طيب انا رح اسألك سؤال , انت شفت كشف مكالماتها ؟؟!!

الصوت الاخر بحذر : بصراحة انا ما توليت الموضوع , بس يلي بعرفه انه ما في شي واضح او صريح ندينها في ..

خاطبه جعفر بنفس النبرة السابقة : أنا متأكد لو حكيت معهم رح تلاقي اكثر المكالمات لهاد الرقم .....
اتاه الصوت هذه المرة مشبع بالاستغراب : ليش رقم مين هاد ؟؟!!

قالها جعفر بمرح : يلاه اقلب وجهك , بدي روح صلي المغرب بالمسجد , و بس تحكي معهم رح يقول لك لمين و رح تعرف ليش انا متأكد , و بالمرة الغي المراقبه عليها ..


» اسودت قلوبهم فهي اشد قسوة «


بعد دخوله , القى التحية العسكرية على رئيسه ثم قال : تم اطلاق سراح هارون سيدي

سمير : مين كان باستقباله ؟؟

الضابط وليد : مساعده ..

سمير : بس ؟؟

الضابط : بس ... بخصوص المجند سيدي عنده , شو اخباره ؟؟

سمير : لا اتأكدنا منه , بالاول صحيح ضليت شاك بنواياه , بس غالبا يلي قاله سالم هو الصحيح ..

وليد باستنكار : بده ينتقم ؟؟!

سمير بتحليل : هو غريب , بس لو تحسبها من ناحية انه جاي على ابو شخص بمقام اخوه , و بحاول ينهي و يدخله السجن , و مع اجتهاده و سمعته الطيبه , ما في تحليل الا انه جاي ينتقم , بس ليش , هون علامة التعجب ..

وليد : طيب سيدي هاد ما بأثر على طبيعة مهمته ؟!!

سمير: ليش فكرك خليته شهرين قريب منه , و بنفس الوقت ما طلبت منه اي مهمه ؟

وليد باستفسار : ليش سيدي ؟؟

سمير : بدي اشوف لو هو قادر يتحكم باعصابه , و رح يكون قد المهمه او لأ , و بنفس الوقت اختبار لنواياه , بس طلع مناسب من كل النواحي , بالعكس بفيدنا بحكم تخصصه الجامعي ..

وليد باحترام : كالعاده خططك العسكرية دائما رائعه ..


» صفت قلوبهم فابيضت «


دخلت عليها المطبخ و هي تعد و تجهز غدائهم لليوم , حدثتها بهمس , غيداء : رجاء ..

اجابتها بينما هي مستغرقه باعداد الطعام : هممممممممم

غيداء بهمس : بتعرفي شو , انا هسا جد صرت متاكده انه لوسيم يد بيلي صار لنداء ..

تنهدت رجاء بملل : غيداء بلا تحليلاتك المتخلفة , محسسيتني انه عايشين فلم هندي

غيداء : ولك مفكرتني بحكي هيك بدون مبرر ؟!!!

رجاء : غيداء يا عمري , اول شي وسيم مهم كان حاقد او متضايق من نداء , ما رح ينسى صلة القرابه بينهم ..

غيداء : بالله جد و شو هي , اهلا يا بنت ابن خالة ابوي ..

رجاء بحزم : و بنت عمه بالرضاعة , و لا ناسية انه ابن عمي احمد , عمي احمد يلي بعزنا اكثر من روحه , يلي ما قصر معنا نهائيا , و يلي درسنا كلنا و عمل المستحيل حتى نعيش متهنين , شو نسيتي فضله !!

غيداء بتبرير : انت حكتي هاد عمي , مو ابنه ..

التفت اليها رجاء بقهر : و وسيم ما بقصر , ليش مفكره انه ممكن يأذي اختنا , ما شفتي خوفه عليها , ولك عيونه بتحكي , بعدين عمره زوجك ذمه , كل الشباب بحبوا , حتى انت كنت معه و بصفه , شو عدا ما بدا ؟!!

غيداء بالم : يلي عدا حال اختي , مو شايفه كيف مثل التايهه

رجاء : و فكرك انا عاجبني حالها , بس هاد كل اقدار من الله , و لا اعتراض على اقدار الله ..

غيداء : بس لكل شي سبب , و لازم نعرفه ..

رجاء بسخرية : و شو هو السبب بنظرك ؟؟!!

غيداء : انا بحكي انه نداء صار معها هيك من كثر الضرب و العنف , لدرجة قررت تهرب من حياتها ..

رجاء باستنكار : و مين يلي ضربها ؟؟!!

غيداء : وسيم ..

رجاء بصرخة منفعلة : انت مجنونه ؟!!

غيداء بارتباك : اوووووش , وطي صوتك هسا بسمعونا ..

رجاء : ما انت بجنانك طيرتي عقلي , انت عارفه شو بتقولي , ولك هاد وسيم مو اي حد , وسيم يلي ما بهونلوا بوحده فينا , بدك يعذب نداء ؟؟!!

غيداء : فرضا هي استفزته , انت عارفه نداء و جنانها , و بعدين انا حاسه غيبت وسام و اختفائه الها دخل بالقصة ..

رجاء بشك : شو قصدك ؟!!

غيداء : انا حاسه انه وسيم جن جنانه من علاقتهم من بعض , و غالبا نداء ما قبلت تبعد عن وسام , و ..

رجاء باستفسار : و ؟!!!

غيداء : يعني خلي خيالك يحلل باقي السيناريو ..

بعد صمت قليل , رجاء : لا , لا , يلي بتحكي صعب , يعني اقل ما فيها وسيم ما بخليها عنده , و هاد لو ما عجبه حكي وسام مع نداء , و بعدين ما بتنكري انه وسام بموت باخوه , و لو طلب وسيم من وسام ما عاد يتصل مع نداء , وسام ما بفشله , صح ؟؟

غيداء : هاد لو طلب ..

رجاء : شو قصدك ؟؟

غيداء : بتوقع انه كرامة وسيم ما بتخلي يطلب هيك شي , يعني رح يحل الموضوع من عنده ..

رجاء : كمان تحليلك شبه مستحيل , يعني لو شو ما صار , وسيم و بعرفه مستحيل يضربها , يعني ممكن يتهاوشوا يصرخ عليها او اي شي , بس ضرب لا , انا متأكده انه مرحلة الطلاق بتكون قبل , و يلي شفته بعد يلي صار مع نداء بأكد انه مستحيل يعمل فيها شي , يعني لو مو طايقها قبل المرض , ما كان حاله هيك ..

غيداء بتشكيك : ما بعرف , بس انا يلي بعرفه , انه لو فعلا متعلق فيها , اقل ما فيها بحكي معها تلفونات , هاد جابها هون و قطعها ..

رجاء بتصريف للموضوع : ما بتعرفي ظروفه , و هسا روحي ناديهم خليهم يتغدوا ..




و للفصل تتمة





لامارا 31-10-14 12:17 AM


الفصل الثاني


الجزء الثاني





» تعكس قلوبهم زرقة هدؤهم «


بينما هو مستغرق بكتابة تقرير لاحد المرضى لديه , قاطعه صوت الهاتف , لم يعره انتباها الا باللحظات الاخيره , و عندما شاهد اسم المتصل اشتعل جوفه سعاده و امل , فهتف بلهفه : الو ..

اجابه صوت لفتاة صغيرة : بابا ..

اخفى الم الخيبة و اجابه طارق بود : يا روح بابا

لجين : بابا ما بدك تيجي ؟؟

طارق بصبر : وين اجي ؟؟

لجين ببراءة : هون عندنا , كلنا اشتقنا لك ..

ابتلع ريقه طارق , و سأل سؤال احمق , لم يدرك حمقه الا بعدما نطقه لسانه : مين يلي اشتاق لي ؟!

اجابته لجين بلهفه : انا و شهد و كريم ..

كبت كلمة " بس" بقسوة , ثم خاطبها : و انا كمان اشتقت لكم , بس عندي شغل ..

سمع صوت شجار , ثم تبعه صوت كريم على الهاتف : الو بابا

طارق ببسمة فخر : يا هلا بكريم , شيخ الشباب ..

بطريقة كلها ادب : اهلين بابا , السلام عليكم ..

طارق ببسمة فخر بطفله الذي كبر بروحه قبل جسده و عمره : و عليكم السلام , شو الاخبار ؟؟ كيف امك و خواتك ؟؟

كريم : الحمدلله كلهم بخير , شو بابا بدك تمر علينا اخر الاسبوع ؟؟

اراد طارق الضحك , فوقار طفله بهذا السن يجلب له روح المرح : ان شاء الله ..

ثم سأل بتردد : امك جاي معكم ؟؟

كريم : سألتها , بتحكي ما بتقدر , لانه قربت جيت تيته و كمان ما بتقدر تترك خالاتي ..

ابتسم طارق بحزن , ثم اجاب : طيب دير بالك على حالك ..

تحدث كريم مسرعا : بابا مر علينا خد صحن ملفوف ..

ابتسم طارق بامل : مين عامله ؟؟

كريم : ماما ..

طارق بتسأل : هي حكت لك اجي اخد صحن ؟؟

كريم : لأ , هاي تيته ام عدنان , بتقول طارق بحبه و طلبت من امي تخبي لك صحن ..

طارق بخيبه : اااااااااااه الله يخلي لي تيته ..

سمع صوت بجانب كريم , ثم صوت كريم يجيب محدثه , تسارعت دقات قلبه , فهو يميز صوتها و لو بين الالاف , ثم اتاه صوت كريم : شو بابا بدك تمر او لأ ؟؟

لم يستطع طارق مقاومة الرغبة برؤيتها , او احتمال رؤيتها , لذلك اجاب بتأكيد : ان شاء الله ..

كريم : طيب بابا بتلاقينا عند تيته ام عدنان ..

طارق بتساؤل : كلكم ؟؟

كريم : اه كلنا , بدك شي بابا ؟؟؟ بدي اروح اشوف ماما ..

طارق : سلامتك , بس دير بالك على امك و خواتك ..

كريم بهدؤ : ان شاء الله



» تتلألأ القلوب البنفسجية بالأمل «



فتحت الحاسب الالي , الذي كان بحوزتها و لم تفكر يوما بالتفتيش به , بدأت بالدخول الى المستندات و الخروج منها , و معظم ما وجدته كان عباره عن ملفات و مستندات لروايات , ثار اهتمامها للاطلاع على ماهية و نوع القصص , فكانت تقرأ مقدمة كل رواية و تنتقل للاخرى , قررت بينها و بين نفسها ان تعود لتقرأهن مرة اخرى , و اعتزمت اليوم فقط التفتيش بينها , جذب نظرها ملف موضوع داخل ملفات للنظام استغربت وجوده بينها , و لكن الفضول جعلها تقتحمه مفتشه , وجدت ملف اخر , استمرت بفتح الملفات الى ان وصلت الى اخرهم , وجدت ملف " ورد " استغربت من طريقة حفظه , فشدها الفضول اكثر و خاصه انه معنوان ب " جنون انتقام " , فتحته و بدأت بقراءته بتمعن , ذهلت من محتواه , لا بل اصابتها صدمة , فهي لا تستطيع تصديق ما هو مكتوب هنا , و الحقد النابع من قلب كاتب هذا الكلام ...

قطع عليها استرسالها بالقراءة صوت بكاء خلف النافذة , ارادت و بشدة ان تتناسى ذلك الصوت و تعود بشوق و اشباع للفضول لقراءة محتوى المستند , و لكن مشاعرها تحكمت بها , توجهت نحو النافذة و نظرت مستطلعه , شاهدت شهد تلك الفتاة الخائفة المتوتره اغلب الوقت , ذلك ما وصفه عقلها عن تلك الفتاة , فهي غالبا ما تلتصق برجاء , وبمعظم الوقت تظهر معالم وجهها قلقها , ارادت ان تنادي عليها و تسألها , و لكنها قررت ان تذهب اليها , لا تعلم لما هذه الايام تشعر انه من السهل التقرب من سكان هذا المنزل , لا بل تود بصدق خالص مساعدتهم , خرجت ثم ساقتها قدميها للفناء الخلفي , حيثما شاهدت شهد تجلس , جلست بجانبها بهدؤ , ثم و بصوت هادئ جدا خاطبتها ..

نداء : ليش عم تبكي ؟!

ارتجفت شهد متفاجئة , فقالت نداء ببسمة لطيفة : بسم الله عليك , ما حسيت علي لما قعدت جنبك ؟

ادارت شهد وجهها للجهة الاخرى , و حاولت مسح دموعها بخفة , لكي لا تشعر بها نداء , ثم قالت : لأ و لا شي , بس عيوني دخل فيهم غبره ..

تنهدت نداء , ثم قالت : ما في داعي تكذبي , بكل بساطه احكي ما بدك تردي ..

شهد بحرج و ارتباك : لا مو هيك القصة ..

نداء : لكان ؟؟!!!

ابتلعت شهد ريقها و صمتت , فخاطبتها نداء متسائلة : زعلانه انت و كريم ..

اشارت شهد برأسها نافية , فسألتها نداء مره اخرى : انت و لجين ..

عادت شهد لتحريك رأسها نافية مره اخرى , فعاجلتها نداء بسؤال اخر : انت و رجاء ؟؟

و عندما واجهت نفس رد الفعل السابق , احتارت بامرها نداء و سألتها مره اخرى : حد من خالاتك ؟؟

و عندما يأست منها و من رد فعلها المكرر , قالت بقلة صبر : لكان شووووووو ؟؟

واجهها صمت شهد , فاحتارت بما تقول , و لكن قطع عليها تفكيرها و بدد حيرة امرها , صوت شهد المشبع ببحة البكاء : بابا ...

نظرت اليها نداء بتمعن , ثم سألتها : تخاصمتوا ؟؟ هاوشك شي ؟؟

نفت شهد برأسها مرة اخرى , و لكن اتبعته بتوضيح : لأ مو معي , مع ماما رجاء ..

نداء باستغراب : اليوم ؟؟ طيب على شو ؟؟

شهد : لا مو اليوم , و ما بعرف ليش تهاوشوا ..

نداء باستفسار : و انت مين حكالك ؟؟ بجوز فاهمه غلط ..

شهد بتأكيد : لأ فاهمه صح , سمعت ماما رجاء و هي تقول لبابا , انه الطلاق هو الحل النهائي بينهم , و انها ما بتقدر تعيش معه اكثر من هيك ...

تفاجأت نداء بما سمعت , و لم تسعفها الكلمات لترد او ان تتبين الصورة بشكل اوضح من شهد , بينما تابعت شهد حديثها قائلة : انا ما بقدر اعيش من دون ماما رجاء , ما بنقدر انا و اخواني نرجع نعيش زي قبل , انا بكره بابا لانه زعل ماما رجاء ..

قاطعت نداء حديثها قائلة : لا حبيبتي ما بصير تحكي هيك , بعدين كل يلي سمعتي كلام بنحكى بلحظة غضب , و صدقني حكي فاضي , كل المتزوجين بصير معهم هيك ..

شهد بامل وليد : جد خالتو ؟؟

اكدت لها نداء ما قالته ببسمة كبيرة , فسألتها شهد بقلق : طيب ليش ما راحت معنا نشوف بابا بس اجى عند تيته ام عدنان ؟؟

نداء بتبرير و بسمة مرح لتبث الاطمئنان لقلب شهد المرتعد : ما تخافي , هاد كله عشان تتغلى عليه , بدها ابوكي يحس بغيبتها , و بكرا بيرجعوا سمنه و عسل ..

اندفعت شهد حاضنة نداء بقوة و امتنان , فبادلتها نداء الحضن و هي قلقه من ما سمعته من تلك الصغيرة و ما قرأته بين سطور المستند , استمر عقلها بتحليل ما يحدث و ايجاد حل لهذه المشاكل , التي تواجهه .



» اسودت قلوبهم فهي اشد قسوة «



ابتسم بخبث و هو يسألها بهدؤ : شو طلع معك ؟؟!!

اجابته بخيبة : حاولت في و لا تحركت له شعره , كأنه بتعامل مع حيطه ..

سألها : و شو بتتوقعي قصته ؟؟!!

اجابته بمكر : عباس انا حكت لك من قبل انه هاد اهتمامه بالشباب مو بالبنات , بس انت مو مصدقني ..

اجابها : يعني اي واحد براقب الرجال بكون مثلي ؟!!!

اجابة بتوضيح : لأ طبعا مو هيك , اول شي , هاد مو شغل كيف و سكر , يعني بس الكاس يلي بنزل اجباري على سيرفس , و ثانيا , ما بدور ورا بنات الملاهي , و الاهم انه براقب شباب , بس مو اي شباب , براقب الشباب يلي بالي بالك , و اله على هاد الموال اسبوع ..

عباس بنصف ابتسامة : شو بتقترحي ؟؟!!

الفتاة بتردد : مو عارفه , بس باين انه زبون مقرش , و اذا دخلنا عليه واحد من رجالنا و جره لعلاقة ممكن نستفيد من وراه ..

عباس : اول شي لازم اسأل عنه زهير , اتركي شوي , و اذا طلعت اموره تمام بنفذ ..

الفتاة بخبث : ما رح تندم , زبون بعجبك , و ممكن تخلي بالمستقبل كمان " مودل" و نستفيد من وراه اكثر و اكثر

عباس باستهزاء : انا كرهان الرزق , يا ستي بكرا الايام بتبين كل شي ..



» تتورد قلوبهم خجلا «




خرجت من الغرفة بعدما تاكدت من نوم الاطفال , ارادت التوجه نحو الصالة , و لكن قطع عليها الطريق يد غيداء , التي جرتها الى غرفة نومهن , سألتها باستغراب : شو مالك ؟؟؟

غيداء : اجتني فكره ..

ابتسمت رجاء بسمة بين السخرية و الحسرة على ردود فعل اختها : خير اللهم اجعله خير ؟؟!!

غيداء باندفاع : شو رأيك نحكي لنداء عن حالها قبل ما تفقد الذاكره , بجوز ترجع لها ذاكرتها ..

رجاء باستنكار : انت مجنونه شي ؟؟ بدك تصدميها , و بعدين شو بدك تقولي لها ؟؟ ما في شي بستحق ينحكى ..

غيداء : طالما ما في شي بستحق نخبي , ليش ما نحكي لها ..

رجاء : و شو نقولها بالله ؟؟!!

غيداء بتأفف : يعني احداث عادية , احداث صارت معها ..

رجاء : ايوه يلي هي ؟؟!!

غيداء : مثلا يوم زواجها ..

رجاء بصبر : ايوه و بعدين ؟؟

غيداء : يلي بنعرفه عن زواجهم ..

رجاء : ايوه , يلي هو ؟!!!

غيداء : اوووووووف , جد بتزهقي ..

رجاء : غيداء انا اكثر منك شوق لحتى ترجع اختي لطبيعتها , بس الضغط عليها و انصاف الحقائق ما بتنفع , انت اعلم انه نداء بتسمعنا كلنا و كاتمه لاسرارنا كلنا , بس هي بير غميق , و خاصه من بعد زواجها ..

غيداء : و الله مقهوره عليها , و نفسي ترجع زي ما كانت قبل ما ترجع امي , يعني مو ناقصها بكفي يلي صار مع الاء ..

رجاء : هيك حكتيها , يعني عندنا اخت تانيه نقلق عليها و على افكارها , و صدقيني خايفه عليها اكثر مو خايفه على نداء ..

غيداء : بس ملاحظه من لما رجعت نداء و سكنت معنا , صارت الاء احسن , حتى النفور من نداء اختفى ..

رجاء : اساسا الاء اختلفت 180 درجة من بعد مشكلتها ..

غيداء : اكثر شي بحزني و بقهرني الكسره يلي بعيونها , روح يا مجدي الله لا يوفقك ..

قاطعتها رجاء : لا تدعي على حد , بس احكي حسبي الله و نعم الوكيل ...

غيداء : حسبي الله و نعم الوكيل ..

طرقات على الباب جعلتهما تلفتنان نحوه , بينما تعالى صوت رجاء قائلة : تفضل ..

دخلت نداء بتردد , ثم ابتسمت ابتسامة مفتعلة , و كأنها تحاول استجماع قواها ..

سألتها غيداء بتشجيع : نداء بدك شي ؟؟

رفعت نداء رأسها عاليا , و كأنها تحاول دعم نفسها لتقول ما تريد : بس بدي منك طلب ..

شجعتها رجاء : احكي حبيبتي , اي شي بنقدر عليه ما رح نقصر ..

نداء بارتجاء : لا ان شاء الله بتقدروا , بس شو رأيكم نطلع برا , لأنه الاء بتستنانا ..

غيداء بمزاح : اووووووووه شكله بدك تعقدي اجتماع ..

نداء بمرح : و انت السكرتيره , لازم تسجلي مجريات المحادثه ..

غيداء بصوت مرح مرتفع : نعــــــــــم , و ليش انا ما ادخل بالنقاش ؟؟

نداء : كلامك لا يسمن و لا يغني من جوع

غيدا بتهديد مرح : نعم , نعم , اساسا ما بدكم كلامي لانه زبدة الموضوع , انتوا النسوان احب ما على قلبكم اللت و العجن ..

بينما تتوجه رجاء للخارج , سألت غيداء : و انت مش من معشر النساء ..

لحقت بهن غيداء و هي تتهدد و توجه لهن انذارات و وعيد ..



» كلما اصفرت قلوبهم زاد بعدهم «




اخذته افكاره بعيدا , فترحل مستغرقا بدوامة افكاره السودوية , لم تعد لحياته معنى او مغزى , لم يعد ينتظر ان يعيش تلك الحياة التي يتغنى و يأمل و يحارب اغلب الاناس ليعيشوها , زهد بها , منذ اليوم الذي ايقن بفراقها له , فارقة متعة الدنيا و حرارتها روحه , فوجه طاقته و قوته ليستفيد شي و يفيد بقية من يحب , و الاهم من ذلك يجد عمل يشفع له يوم القيامة , فيؤدي خيرا للمجتمع و يخلصه من احدى افاته , التي شوهت الكثير من الارواح منها ارواح من يحب , ربما تستكين حياتهم و يعدلوا ما حصل بها , او على الاقل يفترقون من غير خلاف , فقد تشبعت روحها جروحا فوق جروحها بعذابهم ..

اخرجه من دوامة افكاره صوت احد رجال هارون , لا لم يكن اي رجل , بل هو المساعد الشخصي لهارون , اقترب منه مخاطبا : كريم , وين سرحان ؟؟!! صار لي ساعه بنادي ..

اجابه كريم : اسف , بس كنت بخطط لشغلنا , اه كنت بدك شي ؟؟

اجابه مساعد هارون : و شو طلع معك ؟؟

كريم باسف : و لا شي لحد الان ..

مساعد هارون : مو مشكله , هارون مبسوط منك , و خاصه طريقتك و سرعة ذكائك بتصريف البضاعة بعد ما كبسة الشرطه ..

كريم ببسمة : ما عملت شي كبير يا سعد , لا تبالغ , كل الموضوع اني حطيتهم بقلب كياس الطحين , و اي حد بتخطر على باله , ما بدها شغل ..

سعد : بس انك تكمل شغل و تخفيهم قدام الشرطه بدها قوة قلب , و هارون بعجبه الذكاء و الجراءة , صدقني رح يعزك و يكرمك كثير ...

كريم : انا بدي بس اشتغل , غير هيك ما في شي ببالي ..

سعد : تصدق لحد الان ما عرفت انت ليش اجيت معنا ؟!!

كريم : ليش شو في شي ثاني بجيب لنا فلوس اكثر منها ؟!!!

تعالت ضحكة سعد : هههههههههههههههههه , ليش مو مكفيك الفلوس هون ؟؟!!

كريم بملل : اذا انت بتكره المصاري انا بكرها , يعني لو في شي يعطيني مصاري اكثر ليش لأ ؟!!! بدنا نقب على وجه الارض و نعيش حياتنا ..

سعد : انت متزوج ؟!!

كريم : لأ , ليش بتسأل ؟؟!!

سعد : لا طريقة كلامك , حسستني انه في زوجه بتزن عليك و بدها مطالب كثيره ..

كريم بتبرير : لأ , بس انا كل اعمامي اغنياء و وضعهم فوق الريح , الا احنا فقراء و الشاطر يلي بتصدق علينا , ولا اولاده شايفين حالهم , يعني زي ما تحكي اقرفت بدي يعرفوا انه مو بحاجتهم , بدي امي تشوف حالها و تلبس احسن منهن هي و اختي ..

سعد : انت وين ساكن ؟؟!

كريم : انا مو ساكن هون , انا تركت الكرك و اجيت هون حتى اعرف اشتغل و ما حد يعرفني ..

سعد : ااااااااااه ..

كريم : و انت ؟؟ شكله زوجتك بتنق عليك ؟؟

قهقه سعد ضاحكا : هههههههههههههه , هيك شي , اتزوجت وحده ابوها مرتاح , كانت عانس و لما خطبتها ما رفضوا , و انا كل فكري رح استفيد من وراها و من ورا اهلها , صار العكس , جننتني بدها مثل فلانه و علانه , و بتعرف كثر النق وصلني لهون ...

كريم : طيب لما تنمسك و تنحبس , ما بتبهدلك او بتزعل لبيت اهلها , خاصة انه اهلها اغنياء ؟؟!!

سعد بضحكة سخرية : اساسا بس اجيب دفعة مخدرات للبيت بتخبيهم معي , سوزان اخر همها الطريقة , المهم تلاقي فلوس تصرفهن و تتبطر فيهن , و بدك الصراحة اتعودت و منيح يلي ما بتقعد تستشرف علي ..




اترك لكم حرية الرد و التوقع و التحليل ... انتظر بشوق ردودكم فهي تسعدني و تلهمني

استودعكم الله




لامارا 31-10-14 12:58 AM

الفصل الثالث





الجزء الاول



سر الاقدار , مصطلح يتردد كثير حولنا , منا من تعمق به و منا من تجاهله , اما من تعمق به , فهو اما حمد ربه عليه , و رضى بما كتبه الله له , وايقن بان الله احكم الحاكمين و أعلم منا بخيرنا و شرنا , و هذا النوع من البشر لا بد ان يرتاح بحياته و يكسب دنياه و اخرته ؛ او انه استنكر القضاء و القدر و تسال حوله , فكأنه شكك بحكمة الله او انكرها , جحد بفضل الله عليه , فامره واضح فهو فقد احد اركان الايمان , لذلك لا بد ان تشغله الهموم , فتحرمه راحة البال , اما من تجاهله و لم يتدبر سار كالتاه في الدنيا , لا يعلم مغزى ما يصادفه و حكمة خالقه , فتشتت امره , ففي افضل احواله خرج من الدنيا كما دخل اليها , و الا كان اداة بيد اهواء غيره يسيرونه لما يريدون ..

تعلم لو كان شي معلوم او مساره مكشوف لنا , مثلا كأحجية حلها معنا , من الطبيعي ان يصيبنا الملل , تجدنا ننفذها ببرود او قد حتى نتركها , فالتشويق اهم متع البشر , و الاجمل منه الامل , فنحن كبشر جبلنا عليه , لذلك لو استشعرت ذلك علمت حكمة اخفاء قضائك و قدرك , بالاضافة لحكمة اعمق , و هي لو علمت مثلا انك فاليوم الفلاني سوف ترزق بمال , فانت سوف تنتظره و لن تعمل او تجتهد , او حتى تختبر نفسك ..

اما حجة كل شخص يفشل او يعمل جرم او اثم , انه قضاء الله و قدره , فهذا خاطئ , فالله كتب له مثلا ان يرزق بمال , و لكن الانسان مخير بكفيته , فقد يسرقها , او يربحها من غير تعب كاليانصيب , او يأخذ قرض , او يعمل و تكن مكافئة له , و الكثير من الاحتمالات , و هي ما يحاسب عليه , ايضا يحاسب على كيفية صرفه , و على ماذا صرفه , فللانسان محرمات و مباحات , و حتى المباحات هنالك بها اولويات ..
لذلك كن على يقين انك مهم تعمقت بنفسك , و تجولت بادغالها , فانت لن تصبغ غورها , و لن تحدد تقلباتها بدقة خالقها , فهو يعلم ما هو افضل لك اكثر منك , لا بل هو احرص على خيرك منك , فان اصابك ما لا ترغب , احتسبه لربك و ابقيه في بالك , فلا بد ان يأتي يوما لتفهم حكمة خالقك بسوق تلك الاقدار لك , فهذا عالم اقيم على ادق الدقائق , و لن تستثنى مسيرة حياتك من ذلك , و كل ما عليك ان تتقن خياراتك بهذه الحياة ..




̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰




ما ان اشرقت الشمس , و اسدلت اشعتها بالارجاء , تقافز الاطفال باركان الحي , متعالية اصواتهم فرحة بقدوم العيد , و منهم تلك الفتاة المشاكسة الملقبة ب رامبو " , و اليوم على غير عادتها , فقد ارتدت ثياب ليست فقط نظيفة و جديدة , لا بل ايضا استعاضت عن البنطال بتنورة جميلة زاهية الالوان , خرجت من بيتها بفرحة غامرة , لم يكن احد معها من الفتيات , فهن لا يذهبن للمسجد بالصباح كالاولاد , على عكسها تماما ..

تعالت ملامح الانزعاج و الامتعاض على محيا " رامبو" عندما رأها , سألته : وين زنبرك ؟؟

تجاهلها سألا زورو : وين رايحه ؟؟؟

رامبو بضيق : ما الك دخل , ابعد عن الباب بدي ادخل ..

ثبت زورو نفسه مع الباب , ثم سألها : بالاول جاوبني , شو بدك ب زنبرك ؟؟ و وين رايحه ؟؟

رامبو : يعني وين ؟؟!! بدنا نروح نكبر بالجامع مع ولاد الحارة , يلا هسا بنتأخر , ابعد عن الباب ..

زورو بقهر : نعـــــــــــــــــم ؟؟!! بدك تروحي على الجامع ؟؟ ليش مفكره حالك صغيرة , ما انت قد البقرة , يلا انقلعي على بيتكم ..

صرخت بوجهه : انت ما الك دخل , و انت البقرة مو انا ..

دفعها زورو قليلا , ثم قال : يلا على بيتكم , و الله لاقص رجليكي اذا لقيتك رايحه على الجامع ..

رامبو بصراخ : لا خوفتني , يا ماما ... مين مفكر حالك , هسا بدعس بطنك ..

زورو : ولك زي بنات الشوارع بتحكي !!! بقول انقلعي روح على بيتكم , هسا جد بكسر راسك ..

قطع عليهم صوت اتي من خلف زورو , بالاصح مطل عليهم من الباب قائلا : يا صباح يا فتاح , الدنيا صبح و لا فوق هيك عيد , و انتوا صرعتونا باصواتكم , خير ليش الهوش على الصبح ؟؟!!

ركضت رامبو للرجل قائله : عمو احمد , صباح الخير ..

قبلها احمد , ثم قال : يا صباح الانوار بنوارتنا ..

رامبو بدلع لا يظهر الا لاحمد : كل عام و انت بخير عمو ..

احمد ببسمة عريضة : و انت بخير يا روح عمك , شو بشوفك من الصبح هون , شو بتعملي ؟؟!!

رامبو : بدنا نروح انا و زنبرك نكبر مع الاولاد بالجامع ..

احمد : بدكم تروحوا هسا للجامع ؟؟!! بخاف عليكم تروحوا لحالكم , استني شوي بلبس و باجي معكم ..

قاطعه زورو الذي يظهر على ملامحه الغضب و القرف و القهر : بس يابا سارت كبيرة , ليش تاخدها مع الولاد بالجامع ..

قاطعه احمد : انت ما الك دخل ..

زورو بقهر : شوف كيف لابسه , و الله عيب رح تفضحنا ..

ابعدها احمد عنه , ثم نظر لثيابها : شوه الحلو هاد , اووووووووووه لابسه تنوره يا مزيونه ..

بينما اعتلا احمرار الخجل رامبو , كان احمرار الغضب من نصيب زورو : يابا لا تكبر راسها , هسا بتصدق انها حلوه , و هي زي القصيب , خليها تنقلع تنطم بالبيت مع البنات , ما بكفي لسا بتلعب مع الاولاد زي حسن صبي ..

بينما ارتفعت ضحكت احمد , تعالى صوت رامبو قائله : اخــــــــــــــرس يا نذل ..

قال احمد بمزاح : شو شكلك بتغار على مرتك من هسا ..

صرخ زورو بقرف : مرتي , فشـــــــــــــــــر , هاي ما بشغلها عندي خدامه ..

ردت رامبو بحقد : انت الخدام مو انا ..

تعالى صوت تكبير الشيخ مع الاطفال , فقطع الشجار , و تعال صوت رامبو مطالبه من عمها الاستعجال بالذهاب للمسجد ...




̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰




صوت عالي يعم بالارجاء , جذب اهتمام اطفال الحي جميعهم , تراكضوا حول المتشاجريين الساقطين على ارض الشارع , حاول بعض الفتية ان يبعدهما عن بعضهم , و لكن هيهات , و كأنهما التصقا ببعضهم , انهالت اللكمات بينهم و صراع يشتد , بدأ الدم ينزف و القتال باوجه , تعالى صوت رجل ينادي احدهم بصراخ ..

احمد : ولك وســـــــــــــــــــــيم ..

لم يعره الفتى اي اهتمام و اكمل شجاره بينما تتعالى منه اصوات اللهاث ,و كأنه سبع يهجم على فريسته ..

اقترب منه احمد , و امسكه بعزم , حاول الفتى الافلات منه , ولكنه لم يستطع , بينما كان احمد يخاطبه قائلا : ولك خلص , انا بقولك بكفي , عيب عليك , كيف لو مو جيران و حبايب , هيك علمتك و ربيتك ..

بينما وقف الشاب الاخر يترنح , و رغم انه الاكبر عمرا الا انه قد اخذ نصيبه من اللكمات الشديدة الموجعه , صرخ وسيم بقوة : اتركــــــــــــني ..

هزه احمد بعنف قائلا : بقول خلص , و بعدين معك ؟؟!!

ثم التفت نحو طارق سائلا : شو صاير يا طارق ؟؟ و كيف بتخلي اخوك يعمل هيك ؟؟

طارق بتبرير : هو انا اقدرت عليه يا عم , و الله حاولت في , بس عبث , ما بعرف ليش اجى زي الثور الهايج , و مسك ابراهيم و نزل فيه ضرب ..

التفت احمد نحو وسيم , الذي ما زال ممسك به : ليش عملت هيك بابراهيم ؟!!

ازاح وسيم وجهه نحو الاتجاه الاخر و التزم الصمت , فعاد احمد لسؤاله : شو ما بدك تحكي ؟؟!!

عندما واجهه مره اخرى صمت وسيم , التفت احمد نحو طارق و ابراهيم , الذي يكح بالم و يتكأ على كتف طارق: هاتو و تعال على بيت جدتك ..

ثم توجه نحو ذلك المنزل , و عند وصولهم , واجهته اسألة المرأة العجوز : خير يا احمد , شو في ؟؟ ماله وسيم ؟؟ مين عمل فيه هيش ؟؟

حاول احمد ان يطمأنها قائلا : ما في الا كل خير , بس هوشه بسيطه بينه و بين ابراهيم , و الله يستر ما يكون الحق على حفيدك ..

زورو : انا ما غلطت على حد , و يلي اجاه قليل ..

حاول احمد اجابته و لكن قاطعته الجده بلهجتها البدوية قائله : وسيم ما يغلط , اكيد انه حد ضايقه ..

احمد بصبر : هسا بنشوف ..

و ما ان اكمل احمد كلامه حتى دخل طارق و ابراهيم , اسند طارق ابراهيم الى المقعد بالجهة المقابلة لوسيم , ثم قال : و اخيرا اوصلنا , ولك شو عامل بالولد , شكلك راض رجله ..

ظهر الامتعاض جليا على محيا وسيم و هو يلتف نحو الاتجاه الاخر متجنبا النظر نحو ابراهيم ..

سأل احمد بحزم : هسا بدي اعرف شو القصة ؟؟ ليش تضاربتوا ؟!!

عم الصمت , ثم قاطعه ابراهيم قائلا : اسأله يا عم , انا ما بعرف شو ماله , ما حسيت الا و هو جاي من بعيد هواش , حتى ما اعطاني مجال اسأله ..

احمد باستفهام : اه يا وسيم , ما بدك تقول ؟؟

عندما صمت , استحثته جدته قائله : قول يا وسيم , قول و ما عليك و انا جدتك ..

ابتلع ريقه وسيم , ثم قال : اسأله شو معطي رامبو ..

الجده باستفهام : رامبو ؟؟!!

وسيم بتصحيح : نداء ..

نظر احمد مدققا نحو ابراهيم : شو اعطيتها يا ابراهيم ؟؟!!

ابراهيم بارتباك : دبدوب صغير , شو فيها ؟؟!!

وسيم بعصبيه : قال شو فيها قال , و غير الدبدوب ؟؟!!

سكت ابراهيم و نظره محدق بالارض , بينما هذه المره اتى السؤال من طارق : ابراهيم , شو اعطيت نداء ؟؟!!

ابراهيم : مدالية , مو عارف ليش اخوك مكبر الموضوع ..

حاول وسيم الوقوف بغضب و الهجوم عليه , و لكن كبلته يد ابيه الضاغطه , بينما قال وسيم بصراخ : ليش ما تقولهم انه مكتوب عليها بحبك ..

نظر احمد الى ابراهيم بانصعاق : ابراهيم ليش تعمل هيك ؟؟ انت اسم الله شب و السنه الجاي بتبلغ , انت عارف انها بنت صغيره , و غلط تفتح عقلها على هيك شغلات , عدا انه حرام ..

قالت الجده بقهر : و خزيااااااااااااااه , هذا اخر التلفزيون ...

ابراهيم : و الله مو قصدي شي , اساسا انا بحبها و ان شاء الله بس اكبر رح اتزوجها ..

افلت وسيم يد والده و هجم على ابراهيم , الذي لم يحاول ابعاده , بل من تولى هذه المهمة احمد و طارق , ابعداه , ثم طلب احمد من طارق اخراج وسيم , و ما ان خرجا حتى واجههما وجه لفتاة صغيرة تنظر لهما بغرور و مكر , و الابتسامة تنير وجهها ..

سألها طارق بارتباك : رامبو شو بتعملي هون ؟؟!!

رامبو : لحقتكم بدي اشوف زورو و هو مطبش ..

صرخ عليها زورو بغضب : اخــــــــــــــــرسي يا حيوانه , و الله لاكسر ايديك اذا اخذتي من حد شي ..

رامبو ببرود : انا حكت لك انا ما اخذتهم , سناء جابت لي اياهم , و بعدين انت ما الك دخل ..

طارق بتأنيب و صيغة زجر : رامبو روحي من هون ..

زورو : انقلعي يا حيوانه على بيتكم , ما تضلي بالحاره , و اذا العبتي مع الاولاد لاكسر رجلك , انا بفرجك ..

خرجت الجدة , التي جذبها الصوت المتعالي بالحديقة الامامية للمنزل , ثم نادت : نداء , يا مقصوفة الرقبة , تعالي جاي ..

اقتربت منها نداء بملل : شو في تيته ..

امسكتها بعزم , ثم قرصتها بيدها , و بدأت بضربها على يديها قائلة : اه يا قليلة الحيا , تاخذين هدايا من الرجال , وش لك فيها , لين متى و انا اعلم فيش , ليه ما تستحين ...

تعالى صراخ نداء , بعدما زادت الجدة من ضربها , بينما ابتسامة وسيم تتألق , و كأنه حقق نصرا ما و هو يراها تتعذب , و شجع الجدة قاله : عفيه يا جده , زيديها , خلها تتعلم الاصول ..

و بعد مده استطاعت رامبو الهراب , بينما دموعها تشق طريقها على خدها متلاحقة , و لكن لم تنسى ان تزيد الحقد بقلبها على ذلك المسمى ب وسيم ..




̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰





سألت غيداء بعدما جلست على الكنبة : شو هو الشي يلي بدك تطلبي نداء ؟؟!!

نظرت نداء لهن بتردد , فشجعتها رجاء ببسمة : احكي حبيبتي , ما تخلي اي حواجز بينا

تكلمت بخجل : انا بدي اكتشف حالي معكم ..

ظهرت نظرات التعجب على وجههن , فبادرت غيداء بالسؤال : كيف يعني ؟؟ بدك تعرفي كيف كنت معنا ؟؟!!

ابتسمت نداء بود , و ربما محبة وليده بالقلب : انا متأكده اني مو بس كنت بحبكم , انا بموت فيكم , و مو مهم كيف كنا اول , لانه انا حاليا معكم موح اسه اني ضايعه او ناقصني شي ..

رجاء بود : الحمدلله , لكان وين حاسه انك ضايعه ؟؟!!

نداء : مع حالي , و مين انا ..

قالت الاء و لاول مره , و كعادتها بهدؤ : ما في داعي تضغطي على حالك , بكرا بتعرفي كل شي ..

نداء بثقة : بس انا في اعرف ..

غيداء بتحليل : كيف ؟؟!! منا ؟؟!!

نداء : لا من حالي ..

غيداء بذهول : كيف هاي ؟!!

نداء بثقة : اول شي بدي احكي لكم , انه اليوم و انا بدور باللاب توب , لقيت كتابات و قصص ..

قاطعتها غيداء موضحه : شي طبيعي , ما انت كاتبه ..

نداء ببسمة : بعرف , هاد الشي , بس يلي لقيته كمان , كتابه غريبة من نوعها , و اتوقع انها بتحكي عن زواجي ..

جميعهن بصوت واحد : كيـــــــــــــــــــــــ ـــف ؟!!!

ثم قفزت غيداء قائله : بالله جد , وينها ؟؟!! خليني شوفها ..

نداء بتردد : رح تشوفيها , و مو بس هيك رح اقرأها معكم , بس بشرط ...

نظرت اليها غيداء بذهول : شرط ؟؟!!

رجاء بود : اذا ما بدك نقرأها معك ما في داعي نشوفها , ممكن في اسرار او شي ..

نداء : يلي اكيده منه , اني مو حابه اعرف حالي لحالي , بدي ناس معي تسمع و تشوف و تفهمني بشو كنت افكر او كيف كنت افكر ..

الاء بعملية و حسم للموضوع : و شرطك شو هو ؟!!

نداء : قبل ما اقرأ شي من يلي كاتبيته , لازم تحكوا لي كمان عنكم , و عن يلي صار معكم , انا بدي حس اني مو لحالي كنت بعيش مشاكل , بدي اقوى بقوتكن , كيف تحملتوا اغلاطكم او مشاكلكم و واجهتوها , بدي اطلع من نقطة الضعف يلي خلتني اوصلت لهون ..

ساد الصمت بالغرفة , لم تقاطعه اي منهن لثواني , ثم قالت الاء و هي تقف : انا عمري ما كنت قويه , و لا رح تستفيدي مني , بالعكس انت طول عمرك احسن مني , لهيك انا ما رح اسمع كيف كانت حياتك , و لا بدي احكي عن حالي شي , لانه ما في شي ينحكى ..

بينما الخيبة ظهرت على وجه نداء , اوقف صوت رجاء الحازم خروج الاء , التي قالت : وقفي الاء , لو سمحتي ممكن تقعدي ..

الاء ببرود : ما عندي شي اقوله , و ما في داعي اطفل على اسرار غيري ..

رجاء بحزم : ارجعي اقعدي , لسا النقاش قائم و ما اوصلنا لقرار ..

ظهر الامتعاض على وجه الاء , و لكنها نفذت الامر , بينما خاطبت رجاء نداء قائله : حبيبتي ليش مفكره انك كنت ضعيف ؟؟!! و الله انت كنت كثير قوية , بالعكس ما بتسكتي عن حقك , و بتواجهي للاخر ..

نداء بهدؤ : بجوز بحالتي هاي , كأني زي يلي انولد من جديد , بس يلي متأكده منه , مو القوي يلي بصرخ و بحكي و بكون بالظاهر متماسك , لا القوي يلي متصافي مع حاله و نفسيته مستقره , و هاد الشي اكيد انا كنت فاقديته ..

مره اخرى عم الصمت الغرفة , قاطعته هذه المرة غيداء قائلة : انا ما عندي شي خبي , قصصي انا و جعفر دايما مكشوفه , لهيك موافقه ..

نداء بتحدي : وعد , رح تحكي كل شي ؟؟

غيداء بثقة : وعد ..

رجاء بتردد : انا بجوز دائما كنت بعيد عنكم , بحكم فارق السن , و كنت جد احس انكم بناتي اكثر من خواتي , بس صدقوني هاي الايام محتاجتكم اكثر من قبل , محتاجتكم كاخوات و صديقات و كل شي , بجوز لو ما طلبت نداء هاد الطلب , ما كنت لقيت القوة او الشجاعة لفضفض الجرح يلي بقلبي ..

غيداء بحزن : انت دايما مكبره حالك بالعمر , همومك الك , ولا مين يلي بتفضفض لها , يلي ما تتسمى ..

قلصت نداء عينيها بتأنيب لغيداء على اسلوبها الحجومي , ثم قالت : رجاء لا تاخدي على كلامها , المهم هسا , بتوعديني ؟؟

رجاء ببسمة هادئة : وعد ..

نظرن جميعهن نحو الاء , فقالت : شو في ؟؟!! انا حكت لكن , ما عندي شي , انتن حرات ..

قالت نداء بود : طيب شو رأيك , انه انت تسمعينا , و ما ضروري تحكي شي , بس لو يوم اتعبتي , و حبيتي تحكي , لو شي تافه و مو مستاهل , احكي , المهم لا تبعدي عنا , شو رأيك ..

اسلوب نداء , و ربما ملامحها , التي لاول مره تراها الاء , جعلتها تنحرج من اسلوبها السابق , و الجفاف الذي تعمدته , لم تستطع رفض الاستعطاف الذي القته نداء لها , فالت بتردد : ان شاء الله خير ..

نداء برجاء : وعد ؟؟!!

بعد صمت وجيز , الاء : وعد ..

غيداء بضحكه : حلووووووووووووو , يالله مين تبلش ؟؟!!

نداء بمكر : انت ..

غيداء : اه يا ستي شو بدك تعرفي ؟!!

نداء : كيف اتزوجتي جعفر ؟؟!!

غيداء : عادي مثلي مثل الناس ..

نداء بمكر : تؤ تؤ تؤ .. شو طلبتي من عمي احمد ؟؟ و كيف جبره ؟؟!!

غيداء بذهول : شوووووووووووووو ؟؟!! اي طلب ؟؟!!

قالت نداء بثقه : انا مكتوب باول ورقه عندي , انه زي ما انت اعملت انا عملت , و قدرت انفذ خطتي بنجاح , مع انه عمي صدم فينا التنتين ...

بعد صمت , تعالت الضحكات بالغرفة , من قبل نداء و رجاء و الاء , فملامح غيداء ترجمة الضحكة على الشفاه , بينما قالت رجاء بسخرية : انا ما عندي شي خبي , كل شي بتعرفوا ..

بينما قالت نداء : عادي مثلي مثل الناس , هاد هيك من اوله , هههههههههه ..

رجاء بمزاح : الله يقطع الوعد يلي بتعرفي ..

غيداء بتهديد : هاي , هاي , انت و هي , انخرسن ..

ثم امسكت بعض الوسائد الصغيرة من على الكنب , و القتهن على نداء و رجاء : بلا زناخه ..

نداء بضحك : خلص , خلص , بنمزح معك , بس جد لا تقعدي تخفي و تتصنعي , احكي كل شي , ههههههههههه ..

ابتسمت غيداء بجانب فمها : و الله كنت ناويه احكي كل شي , بس جد هاد الشي كل ما اتذكره بستحي من حالي , و جد بتمنى الارض انشقت و بلعتني و لا عملتها .. و بعدين هاي ذكرياتك , و ليش جايبه سيرة ذكريات غيرك ؟!!!

رجاء بذهول : لهدرجه الموضوع كبير ؟؟!! و الله شوقتينا , يلا بلا تهرب و احكي شو عامله , بعرفك اساس البلا ..

نداء بذهول اكبر : ولا انا مقلديتك كمان ...

غيداء : صدقي هاد يلي صدمني , انا كنت حكيت لك عن الموضوع و خطتي , بس انت تعمليها , و لا عشان مين عشان ..

قاطعتها رجاء زاجرة : غيدااااااااء ...

نداء بهدؤ : لا عادي رجاء , خليها تحكي يلي بتفكر في , ما انا هيك هيك رح اعرف , اكيد كاتبه كل شي ..

رجاء : كل شي بوقته حلو , بعدين هي احيانا بتزودها ..

نداء كتغير للموضوع : هسا نرجع لموضوعنا ..

غيداء : كيف تزوجت ؟؟!!

نداء : بالاول , كيف عرفتي ؟؟؟ و ليش تعلقتي في ..

غيداء بذهول : شو عرفك اني كنت متعلقه في ؟؟

نداء ببسمة : باين و واضح , بس ضل التبرير ..



» تتلألأ القلوب البنفسجية بالأمل «

نظر بتمعن لوجوه من حوله , بلحظة من اللحظات اصابه التردد , لا بل الضياع , و بدأت الاسئلة تتلاحق عليه , " ماذا يفعل هنا ", كان اكثرها تكرارا , " و هل هذا الطريق الصحيح" , سؤال الح عليه , بالحقيقة , يتجاذبه شعوران , احدهم القرف , القرف من نفسه , و القرف من الظروف التي اجبرته ليكون هنا , و الاهم القرف من الذين حوله و يترددون على هذا المكان , ام الشعور الاخر القهر , فجرح قلبه لا يشفى الا بعدما يشفي غليله و غليلها , يريد ان يبرأ نفسه , ان يثبت وجوده , و لن يحدث هذا طالما لم يسعى اليه , يجب ان يعرف الحقيقة , يجب ان يعرفها قبل فوات الاوان , فلن يستطيع ان يعيش نار كرهها بعدما ذاق هواء حبها ...

قطع عليه افكاره صوت قادم من البار امامه , و كان النادل : يا سيد بدك شي ؟؟!!

نظرات المكر و المعنى الخبيث المنعكس بكلام النادل , جعل القشعريرة تغزو جسده , و لكنه حافظ على اعصابه و اجاب بهدوء : لا , ما في شي ..

عاد النادل ليخاطبه : بس انا ملاحظ انك بتدور على شي ..

اجابه الرجل بسخرية : مثل شو ؟؟!!

قال النادل بمكر : بدك شب ؟!!

توقفت خفقات قلبه لدقيقة , شك للحظه انه يعرفه , و لكن طمئنه و بنفس الوقت اثار اشمئزازه : باين انه البنات و النسوان مو بعينك , بس ما تخاف , عندنا طلبك , هو صح مو بهاي الصالة يلي بدك اياه , بس زباينا بندخلهم على نادي تاني , في يلي بدك اياه و على زوق زوقك ..

ما ان انهى كلامه النادل و ادرك مكنوناته , كانت اعصاب الرجل المقابل له مستنفره لأخر درجاتها , اراد و بكل شده ان يلكم و يوجه له ركلات , و لكنه تماسك قائلا : كيف يعني ؟؟!!

بتلك الجملة اراد ان يعطي لنفسه وقت لتفكير , " تسأل بنفسه هل من المعقول ان يكون ضالته هناك ؟؟!!" , النادي الذي يشير اليه النادل , غالبا ما يكون خاص بالشواذ و الجنس الثالث , ثم تذكر شيء مهم جعله يوافق و يبدي حماسة للانضمام ..

قاطع شرح النادل سألا : بتعرف انك شب لماح و عجبتني , و انا هاد طلبي , بس بدي اسألك كيف رح اقدر ادخل هناك ؟؟!!

النادل : شوف هو مو شي سهل , بس الك مده و انا بشوفك , و الصراحة احنا بعجبنا الزباين يلي مثلك , دفيعه و بتعرف شو بدها , انا رح اطلب من الباشا انه تنظم و تقدر تروح هناك , بس بدك تحسب حسابك من الذي منه ..

ابتسم بسخرية و هو يشير بالموافقة..



» تشتعل القلوب فتحمر متوهجة «


جعفر بصوت مرتفع : نادين ..

تمتمت نادين لنفسها قائلة : و الله ما انا عارفه ليش مركب تلفون بيني و بينه , نص حكيه الي صراخ , ما بعرف ينادي زي الاوادم , و هديك الغبية مو عارفه على شو حبته ...

عاد جعفر للصراخ بصوت مرتفع : ناااااااااااادين ..

اجابته نادين على استعجال : نعم سيد جعفر ..

اجابها بغضب : ساعه لتردي , خدي هاي الورق وقعتها فمشي معاملتهم , اما هادول تبعثيهم للأقسام المخصص ..

بدأ بألقاء الأوامر , بينما هي بين تسجل و تدون ما يكتبه , و بين تنظيم المستندات بين يديها ؛ و بينما هو يلقنها احد النصوص , التي سوف تطبعها ..

خاطب جعفر نادين المستغرقة بالعمل, بعدما تمعن بها, ثم سألها: نادين..

اجابته بشرود : نعم ؟؟

طرح جعفر سؤاله ببرود : انت ليش ما تزوجتي ؟؟

تجمدت يد نادين على القلم , ثم قالت بهدوء : ما في نصيب ...

عاد جعفر للهجوم : لسا بتحبي ابراهيم ؟؟

تكسر الهدوء الظاهر على محياها , ليشق الغضب طريقه : اولا انا ما بحب حد , و عدا هيك , اتوقع مو من حقك تسأل شي شخصي ..

جعفر : بس الكل بعرف انك ..

قاطعته نادين : اوهامك ما في داعي تناقشها , ولا ناوي حاليا تظمني للائحة البنات يلي بتعرفهم ؟؟

ابتسم جعفر : يعني مجرد ما سألت سؤال مباشر الك اتذيقتي , طيب ليش ما بتقييسي هاد عليك ؟؟

ارتبكت نادين , فسألته بحيره : نعم ؟!!

تحولت بسمة جعفر للسخرية , ثم قال : ليش بتنقلي لغيداء كل شي بصير بالمكتب ؟؟

تجمدت اوصال نادين , ثم انكرت : انا !!!! ابد , و لا بنحكي مع بعض , انت عارف اني ما بطيق عيلتهم ..

رفع حاجبيه باستنكار , ثم قال : شوفي نادين ما تنكري , و انا كنت حاس انه انت و هي على تواصل , و شو ما تنقلي لها ما بهمني , بس ملفات الشغل لا تدخلوهم بقصصكم ..

ابتلعت نادين ريقها , ثم اجابته بحذر : بس انا ما بحكي معها ..

جعفر بتأكيد ساخر : طبعا , و اذا بدك اي اخبار برا المكتب و بحياتي الخاصة ما عندي مانع احكي لها اياهم , و احكي لها على لساني , زي ما طلعت من البيت لحالها بترجع لحالها , و قصة طلاق مو مطلق , و اذا احترمت عمي و اقبلت اتزوجها , ما رح طلقها ..

نادين بغضب : بس انت وعدته تطلق ..

ضحك جعفر بمرح : هههههههههه , و بتحكي لي ما بنحكي مع بعض !!!

صدمت نادين , بينما اكمل جعفر : مو انا حقير و ما عندي ذمة و ضمير , فشي عادي اخلف بالوعد , و احكي لها بلا ولدنه خليها ترجع ..

تنهدت نادين , ثم وقفت و سألته : بدك شي تاني سيد جعفر ؟؟

ابتسم نصف ابتسامة و قال : غير انه تسمعيني صوتها , لا ما بدي ..

استفسرت نادين بذهول : نعم ؟؟

قال جعفر بأسف: سلامتك..



يتبع




لامارا 31-10-14 01:00 AM


الجزء الثاني





» صفت قلوبهم فابيضت «




غيداء : اااااااااااخ ..

رجاء بتهديد : بلا حجج هسا قولي شو صار من مبارح و انت بتتحججي , ساعة الوقت المتأخر , وساعة الصباح رباح , و هسا الاولاد بالمدرسة و اعملنا لك فنجان قهوة , يلا قبل ما يأذن الظهر قري شو عملتي ؟؟!!

غيداء : و الله اذني بتزني , خير اللهم اجعله خير ..

نداء بمزاح : قلت ناس ظالميتهم , هههههههه , هسا بالله قولي نشفت ريقنا و احنا نسأل من مبارح ..

غيداء : يعني هسا انت مو كاتبيته ؟!! ليش ما نقرأه احسن ؟!!

نداء : لا و الله مو كاتبته , حكت لك شو قرأت ..

غيداء : و شو كاتبه كمان ؟؟!!

نداء : هسا بقولك , بس انت احكي لي شو عملت ؟؟!!

رشفت غيداء رشفة من فنجان القهوة ثم بدأت تتحدث قائلة : بعد فترة من لما فقدت اجري ..

الاء بتسأول : بدك تحكي من اول حياتك ؟؟!!

غيداء بتبرير : لازم قبل احكي ليش بالذات جعفر يلي شدني , و وصلت و عملت يلي بدكم تعرفوا ..

نداء بحماسه : لأ قولي , قولي كل شي , انا نفسي اعرف كل شي ..

اكملت غيداء : المهم بعد فترة من بتر رجلي , اجى عمي احمد على الحارة و معه ولده تايه , الولد معالم وجه كانت جامده , يعني ما كان يبكي مثلا , هو صح مو صغير و عمره 13 سنه , بس برضه كان لازم اقل ما فيها يكون خايف , بس هو كان ابدا ..

رجاء : اه و الله , جد من اولته و جعفر طبعه جاف

قاطعتها غيداء قائلة : المهم عمي سأله عن بيته و الولد ما كان يجاوب , سأله عن اسمه و كذلك الامر , و كأنه مو هامه شي , تيته طلبت منه يبعثه على الشرطة , بس عمي و قلبه الحنون ما قدر يعمل هيك , و حكى من هون لساعتين بحكي كل شي ... بصراحة الولد كانت اثيابه غاليه , و باين انه مرتب , و كانت تيته خايفه اهله يتهموا عمو انه خطفه , على كلا الولد ما كان يقبل يقول او حتى يتفاعل , سأله عمي اذا بدك نوديك على الشرطة , بس جعفر وقتها هدده اذا عمل هيك رح يهرب منه , و وقتها عرف عمي انه هارب من البيت , قرر انه رح يتصرف , و فعلا بلغ الشرطه يلي طلبت انه يضل الولد عندهم لحد ما يلاقوا اهله ..

نداء : هسا المهم , شو صار بينك و بينه ..

غيداء : جايتك بالكلام , كنت بس بدي فهمك وضعه ..

نداء : طيب افهمت , يلي بعده ..

غيداء : بعد ما مر يومين و الولد عندنا , و اهله مو مبينه اراضيهم , قررت اني اروح و اسأله , مع انه جربت رجاء و طنشها , بس انا قلت خليني اروح ...




» فجوة زمن «




تقدمت الطفلة الملقب بكماشة و هي تتعثر بخطواته , فبعدما بترت رجلها استعاضت عنها بعصا تعرج عليها , من ذلك الفتى الجامد , و خاطبته بود : ما بدك تحكي شو اسمك ؟!!

واججه صمت و نظرت عدم اكتراث , فعاد لسؤاله : خايف من شي ؟؟ اسمع عمو ما رح يخلي اهلك يضربوك او يأذوك , اساسا هو ..

قاطعها الفتى قائلا : مطوله و انت تحكي ؟!! صرعتي راسي ..

نظرت اليه الفتاة بتعجب : انا كنت بدي اطمنك و ما تخاف ..

الفتى بجفاف : و ليش بدي اخاف ؟!!!

صمتت كماشة بحيرة , ثم قالت : شو رأيك تطلع تلعب معنا ؟!!

الفتى بسخرية : معكم ؟؟!! ليش انت بتقدري تلعبي ؟!!!

قال جملته الاخيرة باستحقار , مما استدعى من كماشة النفور التام , فقالت له : على الاقل ما بعمل حالي مسكينة و قاعده عند ناس ما بعرفهم و محملهم جميلة , انت اساسا مثلك مثل الشحاد ... و انا فقدت رجلي و مو زعلانه , بس انت مو فاقد شي و زعلان , انقلع من عندنا اذا مو عاجبينك ..

التفت الفتاة خارجه و دموعها متحجره بمقلتيها , خرجت و لم ترى نظرة الاعجاب من ذلك الفتى ..




» فجوة زمن «




نداء بحيرة : انا مو فاهمه شي بصراحه , يعني على شو عاجبك ؟؟!! واحد جفص الصراحة ..

غيداء : بتعرفي بوقتها حقدت عليه , بس بعد فترة صرت احمد ربي انه بحياتي ..

الاء بسخرية : تحمدي ربك انه حد بشرشحك ؟!!!!!

غيداء ببسمة : لا يا هبله , جد ما ازنخك , قصدي انه لو ما كان معطيني هاي الشحنة و مسخرته علي , كان ضل موضوع فقدان رجلي موضوع حساس معي ...

رجاء : شو هالمنطق الاعوج ؟!!

نداء : لا انا فاهمتها , قصدها بجوز انه الكل كان خايف عليها و مراعي مشاعرها , و اي حد بفتح الموضوع بشكل مباشر اكيد رح تبكي , و الواحد بضمن اهله ما يجرحوه بس الناس الثانية بدها اي نقطة ضعف لتطعنها ..

غيداء بتشكيك مازح : متأكده انك فاقده الذاكره و لا بتتهبلي علينا ..

نداء : فقدت ذاكرتي مو ذكائي يا غبية ..

ضحكن جميعهن , ثم قالت غيداء : جعفر قد ما كان يتزانخ علي خلاني ابلد و اتمسح كمان ..

نداء : طيب ليش حبتي ؟!!

رجاء : اتوقع يومها طلع و لعب مع الاولاد صح ؟؟

غيداء : اه صح , و ليش حبيته , فلانه ببساطه , انا عمري ما شفت مثلكم جعفر يلي بيصرخ و لسانه جارح و ما بعرف يجامل , بشوف جعفر تاني ..

نداء : يلي هو ؟؟!!

غيداء : شو هاد ؟؟!! نازلين اسأله في .. ليش هو كله عني ؟؟!! يلاه دورك ..

رجاء : لا ما في وقت هسا , يا دوب نجهز الغداء ولا الاولاد واصلين ..

نظرت نداء لساعته : وااااااااااااو كل هاد الوقت صار مار ؟!!!!




» تعكس قلوبهم زرقة هدؤهم «




اخرجه رنين هاتفه من دومة افكاره , فبين شوقا لها , و ندما على فراقهم , و استنكار لرد فعلها , كان تلك الامواج تتقاذفه و تأرجحه , فرحب بذلك الزائر , فالتقطه , و ظهرت معالم التفاجئ على وجهه , ثم بددتها معالم التردد , و اخيرا حسم امره و اجاب ...

طارق بصوت هادئ : شو جابنا على بالك ؟!!

صوت مرح : الواحد ما بشتاق لاخوه ؟؟!!

طارق : و الله يلي بعرفه انك حددت خيارك , و نقيت الطريق يلي بدك اياه , ليش بترن علي هسا ..

اكمل الصوت الرجولي بنفس المرح : الواحد ما بقدر يتراجع عن غلطه ..

واجهه صمت طارق , ثم سأله طارق بحزم : زياد لا تتهبل علي , لشو متصل ؟؟ شو بدك ؟!!

زياد : زي ما قلت لك , انت ليش ما عندك ثقة بخياراتي بالحياة , انت عارف انه مو سهل اترك شي كل عمري يا بشوفه او بساعد فيه او بعمله , بس انا تعبت و محتاجك ..

طارق بتردد : بشو محتاجني ؟؟!!

زياد : انت عارف انا لو تركته و ابعدت رح يرجع يجيبني و يضغط علي لاوافق , و انا بصراحة بدي حد جنبي يقويني , و غير هيك انا متاكد لو اجيت عندك مستحيل يحاول يزورني او يشوفني ..

طارق : طيب سافر برا ..

زياد : لأ انا بدي ضل هون , ما بدي اهرب حتى اعيش , بدي اكون شخص نظيف و واضح , بكفي رعب و خوف ..

طارق : و المطلوب مني ..

زياد : بدي اعيش عندك فتره بس ..

اراد طارق و بشده ان يرفض , لكن بحكم طيبته المعتاده , و ايضا لمح طرف دخول لرجاء و استجدائها لتعود اليه , اجاب : ماشي , متى جاي ؟؟!!

زياد : يعني مو مطول هي فتره مو اكثر ..

طارق : خلص تمام , لما تزبط امورك قولي ..




» اسودت قلوبهم فهي اشد قسوة «



عباس بتساؤل لنادله : يعني كيف شفت رد فعله ..

النادل : كثير اتحمس , و باين عليه انه الفكره هاي عجبته , هاد اذا مو اساسا زي ما قلت لك ليلى , شب ما اله مزاج بالبنات ..

عباس : و احنا بنخدمه بعيونّا , مزاجه علينا , بس المهم يدفع ..

النادل : بيدفع , و فوق هيك بيعجبك رايق و ما شغل مشاكل وجعة راس , يعني زبون نظيف ..

عباس : يعني لوين مداه ؟؟!!

النادل : هو ما بينزل غير مشروب الضيافة , شكله ما اله على الخمر كثير , و ما بحب يروح فاقد , بس بتحسه جاي عشان الشباب ..

عباس : انا ما بعطيك امر التنفيذ , الا لما أتأكد من زهير ..

النادل : خلص و انا ما برد له جواب الا لما تأمرني ..

عباس : اذا زهير وافق , بدي تشتغلوا عليه صح , شكله جدا جذاب , يعني بدي تجندوا و نستفيد منه , فاهمني انت ..

نادل ببسمة خبث : اكيد سيدي ..




» كلما اصفرت قلوبهم زاد بعدهم «




كم كره تلك المعاملة الجافة منها , لم يتصور يوما ان تستنكر وجوده , لا بل جعلت صدمته مضاعفة , استنكرت وجوده و رحبت بوسيم , لطالما كان يعرف ان لا مستحيل مع تلك المعجزة , للحظه تردد بخططه التي اقدم عليها , و لكن الخوف بعيني اخيه جعله يحسم امره , لا يريد ان تعود لتستبد بهم مرة اخرى , فرغم يقينه من سوء فكرها و افعالها الخرقاء , الا انه لم يستطيع يوما ان يوقفها , لا بل لم يطاوعه قلبه ليأخذ اجراء حازم مع تلك الافعال , أثر اسلوب الاقناع , الذي لا يستأخر و لا يستقدم خطوة معها ...

قاطع افكاره صوت مرتفع لعيارات نارية , و صوت يصرخ منادي : كريم بسرعة في هجوم علينا ..

قادته افكاره و سرعة رده , ليسر على الخطة الموضوعة , فواجههم بحزم و اقدام , كان يطلق العيار الناري بلا تهاون , فيصيب به و يتقدم باصرار نحو مكتب رئيسهم , و صل اليه فوجده مفتوح , مع تعالي الاصوات و الصراع المحتدم , لم يشعروا بدخوله , فاطلق على اولهم الذي كان يواجه سلاحه نحو هارون فارداه قتيلا , ثم بكل حزم ضرب الاخر الذي يتصراع مع هارون بمؤخرة سلاحه , فسقط مغشيا عليه , اسند هارون الذي يلهث , ثم حاول اخراجه , و لكنه مانعه بصوت مرتجف ..

هارون : الاوراق ... المستندات ... طلعهم ...

قال بحزم : لازم نطلع , هسا بكبسوا الشرطه على البيت , و عدا انه البيت والع نار..

اصر هارون : طلعهم بالاول ..

ثم اشار بيده نحو الجدار , الذي وجد به فجوة , فتبين له ان احدى حجاره لم يكن الا باب صغير متقن الصنع ليشابه الحائط , تلك الفجوة تحتوي العديد من الاوراق , هيء له ان ما كان يفعله هارون قبل ان يدخل الرجلين , هو اخراج هذه الاوراق , و هي سبب شجاره مع ذلك الرجل ...

اخرجها ثم وضعها بداخل قميصه مثبته بزنار خصره , و عاد مسرعا نحو هارون ليخرجه ..




» تتورد قلوبهم خجلا «




ربما تسر الاعين عندما ترى الفرح , فكم هو جميل خبر الولادة او النجاح او زواج و غيرها من الاخبار السارة , و لكنها جميعها ليست اجمل من مشهد مجموعة من المصلين قد اصطفوا للصلاة وصوت تكبيرهم او تمتمات تعبدهم بالأرجاء , ينشرون طاقة من الايجابية و صفاء الروح , سواء شاركتهم ام شاهدتهم لا بد ان ينالك جانب من هذه الشحنات المفرحة , فالصلاة غذاء الروح , هذا ما كانت تفكر به نداء اثناء تسبيحها و استغفرها بعد صلاة العشاء مع اخواتها , فهي تحب ذلك الوقت عنما يصلينا جماعة , لا بل تشتاق اليه , و صوت رجاء يزيده للصلاة روعه , ظهرت الابتسامة على وجهها حين ادركت انها احبتهن فعلا , فلا يهم هل ستستعيد ذاكرتها ام تبقى هكذا , فهي على يقين انها تمتلك عائلة و لا اورع , و من المستحيل ان تخاطر مره اخرى و تنساهن , في تلك اللحظة حضر ببالها الغائب الحاضر , الذي يستملك معظم اوقاتها بالتفكير , واجهتها مجموعة من الهواجس , و اغلبها حول عدم اتصاله , قلقت جدا عليه , لا بل نبضات قلبها تزداد كلما فكرت بها و تضطرب ان تصورت مكروها حدث له ...

قطع سلسة افكارها صوت غيداء : شو ما بدك تحكي لنا شو كتبتي بدفترك ؟!!

نداء : وين رجاء ؟؟

الاء : راحت تنيم اولادها ..

غيداء : طيب بلشي هسا بترجع ..

نداء : اول شي انت ما حكتي لنا شو عملت كيف رح اقدر اقولك , لازم نعرف ..

غيداء : لا و الله ما انا حاكيه شي , بالاول انت قولي شو كاتبه و انا بعدين بقولكم ..

دخلت رجاء : اوووووووه هاي فيها حلفان , كل هاد خايفه ؟!!

غيداء بثقة : لا مو خايفه , و بعرف انه يلي عملته مو حرام , بالعكس عين العقل , بس بدي اعرف شو كاتبه نداء ..

رجاء : خلص نداء انت احكي شو كاتبه بس اول شي و بنخليها تحكي بعدين ...

نداء : اوك دقيقة , خليني افتح المستند و ابلش لكم من بعد يلي حكت لكم عنه ..

غيداء : ليش ما تقرأي من اول ..

ابتسمت نداء نصف ابتسامة , ثم قالت : كله حقد و غل عليه , و شويت صفات و وصف لكرهي اله ..

عم الصمت بارجاء الغرفة ..

سألت الاء بتردد : يعني رجعتي تكرهي وسيم ؟؟!!

نداء ببسمة : ابدا ..

نظرت اليها غيداء بذهول و قالت : طيب مو خايفه اقل شي منه ؟؟!!

نداء : بالعكس , ما بحس بالامان الا لما يكون معي , يعني صح مرتاحه معكم و الله بحبكم , بس حاسه شي ناقصني بغيابه ..

حضنتها رجاء بود , ثم قالت : قلب المؤمن دليله ..

غيداء بمرح مصطنع : بلا قلب بلا بطيخ , خلينا نعرف شو كاتبه ..

بدأت نداء بالقراءة : من الطبيعي ان يسيطر التردد الشديد على غيداء عندما اقدمت على تلك الخطوة , و لكن عندما فعلتها لم يكن لدي ادنى شك , فان على بعد خطوة من تحقيق حلمي , تلك الرغبة العارمة بالانتقام لم تترك لأي مشاعر اخرى اي فرصة بالنجاة , كانت تبيدها قبل ظهورها , و لا بد ان اتخلص منها فما عدت استطيع التنفس بسببها , فكانت حلول غيداء لحبها الجارف هي حبل نجاتي من كرهي الاعمى , لكن ما كنت متخوفة منه رفض ذلك الشقي , فرغم يقين الجميع بقسوة جعفر و قلبه الصلب و لسانه الجارح , لكني على قين كل صفاته تلك لا تعد قطرة من جحود ذلك اللعين , و لكن ما يعزيني قليلا , يقيني بان عمي الحبيب لن يتنازل عن تحقيق مطلبي حتى لو كانت النتيجة ان يتبرأ من ذلك اللعين , ربما انتقامي لن يكون عالي المستوى , و لن يشفي غليل قلبي , و لكنه افضل من لا شيء , كانت تلك الافكار تسيطر علي بوقتها , و سرقتنا بملكوتها , بينما قدامي تتأرجحان على غصن الشجرة , تلك الشجرة التي طالما استهواني تسلقها ...




̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰




فتاة بالربيع من عمرها , و لنكن دقيقين في بداية العقد الثاني من عمرها , تجلس على غصن شجرة صلب , ساعدها على تسلقها بنطالها الجينز , فكرها السارح لم يجعلها تلتقط الزائر للمنزل القديم , بينما هو يتقدم تعلق نظره بتلك الفتاة , التي لم تتوانى يوما عن ان تكون الند الاصلب و الاكثر تماسكا له , توجه نحوها و هو عاقد النية على نقاشها , يريد ان يعلم هل تم وضعها تحت الامر الواقع , ام قد خيروها ..

خاطبها بهدوء : مو كبرت على هيك حركات ..

صوته و رغم هدوئه سبب لها فزعا , جعلها تتأرج مهتزة على الفرع , و عندما لم تستطع التوازن , كان لا بد لها ان تسقط , و لكن منع ذلك الحدث يده الداعمة , ثبتتها ثم انزلتها بحزم نحو الارض ..

قال بتأنيب : انت ما بتتغيري ؟؟!! كم سنه الي ما شفتك ؟!!! و لساتك على ولدنتك ؟!! انت بنت , فاهمه شو يعني بنت ؟!!!!!!

صدمت رؤيته , و خوفها من السقوط , و افكارها السابقة الجمتها , كلها اجتمعت و احلت عقلها لصفحة بيضاء , فعاد لمخاطبتها قائلا : ما بتوقع انه تكوني مؤهلها لتكوني امرأة , فكيف رح تقدري تفتحي بيت و تكوني زوجه ؟؟!! اكيد ابوي خرف ..

تلك الكلمات القليلة جعلت عقلها يعود لوتيرة عمله النشيط , فقالت بهجوم : ليش ما تكون انت يلي مو قادر تتعامل مع زوجه و بيت , و لا خايف مني ؟؟؟!! اكيد بدك وحده تكون ممسحة زفر , لانه اي وحده فيها عقل مستحيل تقبل فيك ..

قال بود : يعني انت ما فيك عقل ..

سألته : نعم ؟؟!! شو قصدك ؟؟!!

اجابها بثقة : يلي عرفته من ابوي انك وافقتي تكوني زوجتي , يعني ما فيك عقل ؟!!

صمتت لم تستحضرها اي فكره لتجيبه , و لكن عادت و استجمعت شتات نفسها قائلة : انا بكره كل الرجال , بس لما افكر من اكثر شخص بكره فيهم بكون انت , فقررت ليش ما اتزوجك و اكرهك عيشتك ..

قال بسخرية : و ليش مفكره رح اتزوجك ؟؟!! انا لما اتزوج بدي وحده مو مسحة زفر , بس اقل ما فيها ما بدي معقدة كارهه للحياة ..

التفت ليخرج , و لكنها اوقفته قائلة : لكان رح اتزوج وسام ..

تلك الكلمات الاخيرة , التي كانت لها اخر حل و ابعد ما يكون عن الواقع , كانت له هجوم صريح , لا بل كانت اكبر لعنه تحيط بحياته , التفت اليها و ملامحه اكتساها الجمود ..

قال بحزم : ما رح تقدري .. انت عارفه انك رح تظلمي ..

اجابت بحقد : بس ما رح يرفض ..

قال : ما رح تعملي في هيك ..

قالت : استنى و شوف ..

قال : ما رح يوافق ..

قالت : تراهن ؟؟!!

صرخ بهستيرية : فهمني اجنانك لوين رح يوصلك ؟؟!!

قالت بسخرية : ما تخاف , اذا في شب بالدنيا كلها رح احبه , ما رح يكون الا وسام .. ما رح اذاي لا تخاف ..

قالت اخر جمله و ضحكت بلؤم , امسكها من ذراعيها , ربما جنون الفكرة التي تتحدث عنها , و ربما قهره من سخريتها و ضحكها , ربما حقارة تفكيرها , اجتمعت لتفقده صوابه , بدأ يهزها بعنف ..

قال : انت ما بكفيك ؟؟!! لوين بدك توصلي ؟؟! عاجبك الوضع يلي انت في ؟؟!! احكي لي شو بدك , قولي ؟؟!!

قالت بين لهاثها و اسنانها التي تصتك من قوة رجه لها : اذا خايف عليه .. و اذا شايف انه لازم حد يوقفني ... فيك توقفني ..

تجمدت يداه , لا بل كل اوصاله , ثم خاطبها بتساؤل : انت ليش مصره تتزوجني ؟!! على شو ناوية ؟؟!!

قالت له بكره : بدي اكرهك حياتك ..

سألها بحزم : ليش كل هاد ؟؟!!

قالت بسخرية : ها ... ليش ناسي ماضينا ؟؟!! بدك اكثر من هيك ماضي ليكون سبب ؟!!!

نظر لها بصمت , ثم قال : انا ما كنت متخيل انك حقوده لهدرجة ؟؟!!

ابتعدت عنه بعنف , ثم قالت : و مستحيل انا انسى بيوم ثأري ..

اوقفها قوله : بعد يلي سمعته متخيل تعملي اسواء المصايب , و ما رح ينضر منها الا يلي بحبهم , لهيك استعدي لتكوني اسيرتي ..

قالها ثم غادر , كانت لها مفتاح الفرج , و له بوابة زنزانة اقفلت ..




̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰




عم الصمت بالأرجاء , بينا اكتسى الذهول وجه كلا من رجاء و غيداء , بينما كان الاصفرار من نصيب الاء , و الحيرة و الضياع استملك وجدان نداء , اخرجهم من صمتهم , سؤال نداء ..

نداء : انا كنت سيئة لهدرجة ؟؟! طيب شو يلي خلاني افكر بالانتقام ؟؟!!

واجهتها وجوه مصدومة , لم تستطع استبيان منها شيء , فهل كرهوها بعدما علموا خفايا نفسها ؟!!

قطع سلسة افكارها السوداء , صوت رجاء الهادئ : يلي متأكده منه , انك كنت اكثر انسان طيب , و مستحيل تحقدي من دون سبب , بس يلي خلانا نتفاجئ انه صح بينكم مشاكل و كنت انت و هو ناقر و نقير , بس مو لدرجة انتقام و صيغة الكره هاي ..

نداء : يعني انتوا ما بتعرفوا ليش كنت ناويه انتقم ؟؟!!

غيداء : انت عمرك ما حكيتي انك ناوية تنتقمي , صح تنقهري او تزعلي اذا جبنا سيرته او مدحنا , بس تنتقمي ؟!!

رجاء : يلي مستغربته , انه انت مستحيل تقبلي تسمعي شي عاطل يصير مع وسام , فما بالك تتهددي وسيم انك رح تأذي ؟!!!!!!! يعني جد بيلي مكتوب حطيتي عقلي بكفي ..

الاء : بجوز جد كنت ناوية تتزوجي وسام ..

نظرت اليها نداء بصدمة : وسام ؟؟!! وسام نفسه يلي هو اخو وسيم , صح ؟؟!!

نظرت نحو رجاء و غيداء سأله , اللواتي كنا ينظرن لالاء بتأنيب : ليش انا كنت احب وسام ؟؟!! طيب ليش تركته و اتزوجت وسيم ؟!!

وضحت لها غيداء : لا حبيبتي لا تصدقيها , انت ما كنت تحبي , وسام ما كان يعني لك اكثر من انه اخ صغير ..

نداء بشك : بس انتوا اشياء كثير ما كنت تعرفوها عني , بجوز ..

قاطعها صوت رجاء المطمئن : اووووووووووش , بلا افكار سوده اليوم , و يلا سكري اللاب توب , بكفي اليوم , بكرا بنكمل ..

ثم سحبته منها رجاء , فطالبتها نداء : لا خلي معي ..

اجابتها رجاء بحزم : مستحيل , لانه رح تبلشي تقرأي و رح تعبي حالك , و ما رح تفرق يوم و لا يومين , كل يوم رح نقرأ مع سوى , اما تقرأي لحالك هاد شي مو مقبول ..





استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

و لنا لقاء باذن الله

لكم كل الود و المحبة






لامارا 31-10-14 01:03 AM



اولا كل عام و انت بخير , و ان شاء الله كل سنه تعدي عليكم احلى و انت الى الله اقرب , اشرقت انوار الفجر المهللة بوجود ضيفها المحبب رمضان , زافا اليه بشرى الرحمة و المغفرة و عتق من النار , لتتوج به صدور الفائزين بامتحانه لهذا السنة , ارجو من الله ان نكون انا و انتم من المتوجينا بها , اسعد الله ايامك و قبل طاعاتكم و اعانكم و اعاننا على قيام شهر رمضان

ثانيا اسفة جدا على التأخير الغير مبرر و فعلا ما قدرت اجهزه و اخلصه للبارت الا اليوم ارجو ان ينال رضاكم








الفصل الرابع





مشاعر الانسان كتلة من العجائب , فأحيانا تكون محددة و واضحة و لكنها مجهولة الهوية او السبب , و في احيانا اخرى مختلطة و متناقضة و لا يمكن تميزها ..

و قد تجد ان ما جذبنا لشخص ما , هو ما نفر غيرنا منه , و ربما بعد مده نحن من ننفر من صفة جذبتنا اليه سابقا ..

مشاعر المحبة و الود تلك التي يجب ان تكون فطرة الانسان الطبيعي , تُولد لنا الطاقة الايجابية , تجعل الحياة تتجمل بنظرنا , و لكن من الممكن ان تسوئنا و تضرنا , فمثلا ان تبقى محبا و وودا و معطاءً مع من لا يستحق او مع من يستغل هذا الود لمأربه , هو السوء بحد ذاته , فالحل الامثل الابتعاد عنه و اعتزاله , فقد قال رسول الله صل الله عليه و سلم " المؤمن لا يلذع من جحر واحد مرتين " ؛ و لا يصلح ابدا بأن نؤذيه او نكن له الضغينة , فهذا هو الدمار بحد ذاته ,فقلبك يبدأ بالاسوداد ,و الكراهية تنشئ لها مستعمرات ,و مع الايام تكون اصبحت مثل الشخص الذي كرهته او اذاك ..

و قد كان الرسول صل الله عليه و سلم حريصا على دعاء " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " ,فالله وحده هو من يتحكم بقلوبنا ,فيزرع بها الود او الكره او الثبات او الحيرة او الكفر او الايمان او الخشوع او المعصية , الخ ..

و من هذا نستنتج ان سيطرتك على قلبك منوطه بالله ,فاطلب منه الاصلاح , الهداية , حب فلان ,الاحسان لشخص , الابتعاد عن شخص ..

و بالمقابل من لا يلجئ لله,  فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُم  الصف5 , لا بد ان يزيد الله ضياعهم , فهو الغني عنهم , هم بحاجته لا هو بحاجتهم , مع بعدهم عن الله لا بد من ان تمرض قلوبهم , فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا البقرة10 , عاقبتهم واضحه قلوبهم امتلأت بأمراض المشاعر , من شك و كره و لؤم و حسد و مكر و نفاق و غيرها ..

و ربما سمي قلب , ليس فقط لأنه بوسط الجسد , و انما دلاله على تقلبه , و تقلب المشاعر المؤثرة بأجزائه , و لكن ذلك لا يعني ان لا دوام للمشاعر او ثبات بالدين او المعتقدات و الايمان , لا بل هذا وارد ,  يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَة ابراهيم27 ,  لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِم  الفتح4 , اذا من كان مع الله , فالله كفيل بقلبه و اعادته للصراط المستقيم و ان ضل او اساء يوما , لكن دع قلبك نقي موجه لله تعالى معلق بما يحب و يكره , فتستقر مشاعرك و ترتاح بثبوت لأنسان معين او امر محدد , و تبتعد عن انسان او امر ما باقل الاضرار , و الاهم من ذلك توحد الله فتدخل الجنة, لذلك اجعل قلبك قلبا سليما , فالقلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا , لقوله تعالى  الا من اتى الله بقلب سليم الشعراء89 .






̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰




مجموعة من الفتية مجتمعين , بعضهم يمسك بين اصبعيه سيجارة يدخنها و الاخرين يقفون معهم , لم يجذب نظر الفتاة التي تراقبهم سوى شخص واحد منهم , و لم تعر انتباهاً انه لم يكن يدخن , لا بل لم تبالي , فالاهم انه يقف معهم , و هذا يكفي لتنتقم منه شر انتقام , ذلك ما فكرت به تلك الفتاة او ما شعرت به , ارادت و بشدة ان ترد له الصاع صاعين , و لا يهم ما هي الوسيلة ...

توجهت بحزم نحو منزل اعتادت دخوله و اللعب بأركانه مع رفيقها الدائم بالإضافة لأختها غيداء , و لكن هذه المرة دخلته ليس للعب مع وسام , و انما لسبب اخر , دخلت المنزل و عينيها تبحث عن الاب الذي عرفته , فهو من اغناها و ملئ ارجاء حياتها بعاطفة الابوة , و لم يتوقف عطفه عليها بل تعداها للكثير من الاولاد , شعرت بالتردد , و لكنها حسمت امرها و بدأت تنادي على عمها بصوت مرتفع : عمي احمد , عموووووووو ..

اتى صوته من المطبخ : شو في رامبو ؟؟ انا هون تعالي ..

دخلت لدى عمها , ثم سألته : شو بتعمل هون ؟؟؟

احمد : بأكل شي على الطاير ..

باستغراب رامبو : ليش تيته مو طابخه ؟؟

احمد بابتسامة : لا طبخت , بس انا عندي شغل للبنك , فبعثت اكلي على البيت , و شكله واحد من الاولاد مأكله, المهم انت بدك شي ؟؟؟

رامبو بتردد : مممممممممم ..

ظهرت النظرة الحادة جلية في عينيه , ثم قال : احكي ما تخافي , شو في ؟؟ ابوكي عامل شي ؟؟

رامبو بحسم : لا لا لا , مو هيك القصة , بس ... بس انا شوفت ...

احمد باستغراب : شو مالك رامبو ؟؟ مو متعود عليك هيك , شو شفتي ؟؟

تحدثت رامبو سريعا و بتوتر : شفت زورو عم بيدخن ..

ذهول و رهبة اكتسحت معالم وجه احمد , ليس من المستغرب ان يقوم شاب بمرحلة المراهقة بخيانة ثقة والديه او ان يضر نفسه , ولكن ان يكون ذلك ابنه البكر , هذا ما لم يستطيع تفهمه , و لكن هناك بصيص امل , لربما رامبو منزعجة من وسيم و هذه احدى انتقاماتها , رغم انه يستنكر ذلك , فلا يمكن ان تفعلها , و لكنه سألها : انت شوفتي ؟؟؟

اشارت بالإيجاب , فقال لها على سبيل التأكد و التخويف : بتعرفي شو بعمل بالكذاب صح ؟؟

قالت رامبو : اطلع و شوفه , واقف مع عوض و شلته ...

احمد باستغراب : مع عوض ؟؟!!!!

ساقته قدماه نحو الخارج , ثم سقطت عينيه على وسيم و هو يقف مع شلة عوض , فتوجه بكل عزم نحوه بلا تردد , ثم امسكه من كتفه بعزم و سحبه بقليل من العنف , قائلا له : تعال بدي اياك شوي ..

ربما الصدمة استحلت ملامح زورو , و لكن سرعا ما استحلها الضيق و الغضب من تصرف ابيه الغريب و الغير معتاد , فعاجله بسؤال : شو في ؟؟ ليش هيك ساحبني ؟؟؟

واجهه الصمت من قبل ابيه , فأثار ذلك شكوكه اكثر , مما جعله يجيل بنظره على ظهر ابيه , و لكن ما لفت نظره حقا هو وجود رامبو امام باب بيتهم , و هذا ليس مستغرب , و لا حتى تلك البسمة المليئة بالمكر , و لكن ما هو مستغرب الترقب الظاهر بعينيها , و كأنها تنتظر ان ينال عقاب ما ..

توقف ابيه بالحديقة الداخلية لمنزلهم , ثم واجهه : شو كنت بتعمل مع شلة عوض ؟؟

صيغة الهجوم الغير معتادة , جعلت من زورو مرتبك , بقلة حيلة : كنت واقف معهم ..

صرخ عليه ابيه : كذااااااااااااااااااااااب , كنت قاعد بدخن , قرب علي جاي ..

بدأ ابيه بشم ثيابه , و ظهرت ملامح التقزز على وجهه , ثم قال بنبرة امر زاجره : افتح ثمك ..

ثم سأله بشك : ليش ماكل ملبس على نعنع ؟؟!! شو بدك تخبي ؟؟ ريحة شو ؟؟؟

ربما الاحترام الذي يفرضه وجود ابيه , قلب من شخصية زورو , فقال بنبرة استجداء : و الله ما دخنت يابا , انا كنت واقف بينهم بس ..

ربما قهر احمد و خوفه على ابنه , سيطر على عقله و جعله لا يحكم ضميره او يسأل من كان حوله , بل سبق الفعل الحكمة , و سبق الغضب الرحمة , فارتد صوت الكف المرتطم بخد ولده عاليا , جاعلا الاحمرار يمتد نحو عينه من شدته , توقفت الثواني , لا بل كسر حاجز الوقت , فخرج الثلاثة الموجودين من دوامة مشاعرهم , فاحدهم نادم بعد الاستفاقة , و الاخر نادم بعد التبلي , و الاخير مصدوم غير مستشعر للوجود , تحرك من جديد الزمن و لكن تحركه كله جروح نازفه , فالكسر لا بد ان يترك اثر , واجهه زورو بحقد و غضب مكبوت ..

زورو بانفعال و صوت مرتفع : انا لما بدي ادخن ما رح خاف من حد , و مو مستعد اكل شي لأخبي يلي عملته , و بكون قد يلي عملته , انت علمتنا قبل ما يكون في اب يخاف و يربي , في رب بحمي و براقب , و انا قادر احفظ الدرس و اطبقه , بس انت قادر شوي تثق فيني ؟؟!!!!!!!

كلام كبير من فم شاب مراهق , جعل الامواج العاتية بصدر احمد تتهادى على شواطئ التعقل و الندم , توجهت انظاره مباشرة نحو تلك الفتاة الواقفة , و لكن ما صدمه حقا الدموع التي تجتر على وجه تلك القوية البريئة , لطالما تجاوزت و عانت من شجون و خوف , و لكن كانت صلبه لا تهاب شيئا , فلما دموع الان , هل من العقاب على كذبتها , ام ...

بينما ملامح الشفقة توجت وجه احمد , كانت ملامح الحقد من نصيب زورو , الذي ادرك من نظرة ابيه , ان المسؤولة عن ما حدث تلك المشاغبة المعهودة , فخاطبها بغضب : يا كذاااااااااااااااابه يا حقيرة , هيك انبسطتي بس اتبهدلت ؟؟!!! و الله لاطلعهم من عيونك , انا ابوي يجرني قدامهم , بتشوفي يا حيوانه شو رح اعمل فيك ...

نظرت اليه بقلق وخوف قائلة : انا ما كنت بدي ...

امسكها من شعرها وجرها نحوه قائلا : اخرسي , انا بفرجكي ...

فصرخ به احمد بعدما رأى كيف يمسكها و هي لا حول لها و لا قوة : وسيــــــــــــــــــــم , اتركها ....

ثم امسك بوسيم من كتفيه و ابعده , بينما تعالت صرخات الم رامبو بالأرجاء , نتيجة شد وسيم لشعرها بقوة قبل ان يتركه , ربما لو رأى احدهم من الخارج تطاير شعرها و فوضويته , لما تمالك نفسه من الضحك على شكلها , و لكن جميعهم لم يكونوا بمزاج جيد لدرجة ان يلاحظوا او يدركوا ابعاد اخرى غير الغضب ..

احمد بضيق : شو انت مجنون ؟؟؟ ولك هااااااااااااي بنت مو شب , كم مره حكت لك انت سند لبنات عمك , و مالهن غيرك ..

من بين شهقات رامبوا , خرجت تلك الكلمات , البسيطة بلفظها ولكن الكبيرة بمعناها : قال سندنا قال .. لما رحت عليه و حكت له عن هدية ابراهيم ليرجعها هو , راح فضحني و قال اني ما بسحي و خلى ماما و تيته الثنتين يضربوني ... هاد مو سندنا هاد عدونا ..

توجهت نظرات التأنيب من عيني احمد الى ولده مباشرة , ثم ادرك ما حرك احقاد تلك الصغيرة المليئة بالعنفوان , بينما نظر نحوها زورو بذهول , ثم سائلها متعجبا : انت ما جيتي تتباهي فيهم ؟؟ مو كنت مبسوطة انه اجتك هدية ؟؟!!

لم تعرف ان تصيغ تلك الفتاة الصغيرة نسبيا ما شعرت به بكلمات , و لكن ما خالجها كان جليا , فشعور المكابرة منعها من ان تخبره الا بتلك الصيغة المستفزة ..

و اخيرا بذلك اليوم التعيس , ظهرت ابتسامه صادقة على وجه احمد , الذي ادرك , بان ولديه بدأ يكبران و يحلان مشاكلهم لا ان يزيدها , فاثر ان يصمت , بينما اثرت رامبو الانسحاب و الهرب من خجلها خارجا , فتلك الصغيرة لم تعتاد على كم المشاعر هذه يوما , فما زال قلبها النقي لم تخالج ارجائه انواع كثيرة من المشاعر , فركضت بجنون و تهور تلك العشوائيات المتراقصة بداخلها ...





̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰



نظرت غيداء بحزن نحو رجاء سائلة : من متى و درجة حرارتها مرتفعة هيك ؟؟

اجابتها رجاء بينما تبدل لنداء المنشفة المبلولة بأخرى : صحيت اتفقد البنات و كريم اذا متغطين او مكشفين بالليل , و لقيتها يا حرام بتغلي غلي , و كانت تمتم اشياء , حتى صرخت باسم عمي احمد , و كأنه عمي احمد بضرب حد و هي بتدافع عنه ..

غيداء باستغراب : ليش عمي احمد عمره ضرب حد ؟!!!

رجاء بتبرير : بجوز من السخونة بتهذي و بتصف كلام ماله معنى ..

غيداء بحيره : بجوز ... طيب شو رأيك ننقلها بسيارتك على الدكتور ؟؟!!

رجاء : لا ما تخافي هسا قستها لحرارتها , كانت 37.5 اتوقع انه كمان شي ساعة بتصحصح ... صدقيني يلي بأختك نفسي اكثر منه عضوي ..

غيداء : ليكون من يلي قرأته مبارح ؟؟ معقول غلط انه نخليها تعرف عن حياتها شي ؟؟!! عاد انا ما صدقت نلاقي شي نعرف منه شو صار معها ..

رجاء بحيرة : و الله يا خيتي مو عارفه شي ..

غيداء : طيب هسا و العمل ؟؟!! شو بدنا نعمل ؟؟

رجاء : انا طول الليل و انا بفكر بالموضوع , و عند وجه الفجر بعد ما صليت خطرت على بالي, انه احسن شي اسأل دكتورتها اليوم و اشوف رأيها , و الاء وافقتني بس حكت لها ..

غيداء : ليش وين الاء ؟؟ هي كمان كانت صاحية معك ؟؟

رجاء : اه صحيت على الفجر و شافتني , و ضلينا سهرانين مع سوى , و قبل شوي راحت تجهز الاولاد للمدرسة و تحضر لهم فطور ..

غيداء : ههههههههه هاد ما في غير بالبيت كاينه نايمه على وذاني ..

ابتسمت رجاء بهدوء , ثم قالت بحزن : يا حرام الاء حست بالندم لأنها حكت لنداء انها بجوز بتحب وسام , و خايفه انه هي السبب بمرضة نداء ..

غيداء بتأكيد : و الله هي كلمتها واقفه , ما بتنبلع , جد اختك احيانا عليها قصص ..

رجاء : الحب و جنونه ..

غيداء بتساؤل : هاد حب ؟؟!!

و ببسمة و كتغير للموضوع : شو كانت بدها منك مبارح نادين ؟؟





» تتلألأ القلوب البنفسجية بالأمل «




استيقظ و العرق يغطي جسده بأكمله , كوابيس لاحقته طوال الليل , و ما زاد من ضيق صدره , انه فوت صلاة الفجر , فهب واقفا متوجها نحون الحمام , و بسرعة اخد دوشا سريع , ثم توضء و صلاة صلاته الفائتة , و ما ان انهى الادعية التالية للصلاة , حتى بدأ بالاستغفار , لربما انجلى الضيق , و لكن بقي قلبه على انقباضه , ثم ساقته افكاره نحو تلك الحورية , التي شغلت ايامه جميعها , منذ الصغر الى الان , هل من الممكن انه حدث لها مكروه , هل هذا سبب ضيق صدره ؟؟!! بدأت مشاعره تلح عليه , و الخوف يستوطنه , فبدأ لسانه يلهج داعيا , اللهم اخرجني من حلق الضيق الى اوسع طريق , اللهم اني استودعك ما احب فرده لي سالما , اللهم احفظني و احفظ من احب و ابعد عنا شرور الدنيا و الأخرة , ثم بدأ دعاء سيدنا يونس عليه السلام يستوطن لسانه , " لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين " , بدأ يرتاح قليلا , و لكن حاجته المتزايدة لسماع صوتها تتزايد , خاف عليها و منها , فتملكته الحيرة بأمرها , صغيرته المشاغبة ما فعلت هذه المرة ؟؟!!!

بدأت ترتسم ملامح الابتسامة على وجهه , و ساقته ذكرياته نحو افعالها الجنونية , و رغم الحقد الذي ملئ قلبها , لم تستطع اخفاء تلك الروح النقية , بل دمرتها و دمرت جميع مواطنها حتى النقي منها , لتبقى روح مجرده بلا هوية , خارج من قلب زمن الى زمن اخر و لكن من دون متاع , عادت لتنشئ و تبدا من جديد , هل من الممكن ان تعود امتعتها برحلة متأخرة , حاملة معها ذلك الحقد اللئيم , المسمم لحياتها , ليحرمها مجدد من متعة الحياة براحة ؟؟!! ذلك ما يجب ان يتأكد من زواله , لا بد له من ان يعلم حقيقة ما حدث في ذلك اليوم , لا بد ان ينهي ما بدأه , ربما يخالط ما يكره , و لكن لا طريق اخر للوصول , يجب ان يجدهم , لا بد ان يعرف ما حدث , فثلاثتهم كانوا موجودين , حسين و زهير و زياد ..





» تشتعل القلوب فتحمر متوهجة «



مع ركلات المتتالية التي كان يسددها بمهارة نحو كيس البوكس , تصاعدت وتيرة افكاره مع تصاعد صوت لهاثه , فامسك الكيس بكلتا يديه حاضنا اياه , مما جعله يتكئ عليه بثقله , اغمض عينيه لتسكين قليلا صراعاته , فاليوم لم يكن سهلا , صراع مع والده , و اخر مع والدته , و ضغط العمل , بينما يتوج جميع مشاقه كالعادة بُعد تلك المجنونة ؛ لم يعد يعرف ما يريد , او كيف يحقق ما يريد بسهولة , يشعر بانه يجذف بعكس التيار , لا بل و القارب مليء بالثقوب , ثقب الخوف من الله , ثقب التغير , ثقب ارضاء الاحباب , و ثقب حاجات القلب , و اهم ثقب عصبيته المعتادة , لا يستطيع التحكم بها بسهولة فلما يضغطون على هذا الوتر الحساس ؟؟!!

قطع صوت الهاتف استراحته و تفكيره المتأمل , فتأفف بملل , لا بد انه احد اثنين لا ثالث لهما , اما احد والديه , او العمل , امسك الهاتف بقهر , و نظر اليه باستخفاف , ثم عادت خلاياه لترقص بنشاط , و تدفق الأدرينالين بهجوم كاسح بأوردته , توسعت ابتسامته و ظهر التحدي على وجهه ..

اجاب بمكر : من زمان هالقمر ما بان ؟؟!!

اجابه الصوت بهدوء : جديدة هالنغمة ؟؟!! بالعاده صراخ و هوش , شو بشوف مغير تكتيك صاير تلعب دفاع ؟؟!!

تعالت صوت ضحكته بالأرجاء : هههههههههههه , ما هو بحكي المثل رافق السعيد تسعد ..

قال الصوت باستنكار : يوه عشنا و شوفنا , مو مصدقه انك بلشت تضحك و لا كمان امثال كلها تفائل ؟؟!! انا جد شكلي مخربطه بالنمره , انت جعفر صح ؟!!

اجابها جعفر بحب مستفز : تاج راسك ..

اجابته بذكاء : مو مناسب بدي غيره ..

بدأ القهر يستملك من قلبه , فقال بتحذير : غيداء انا حكت لك اكثر من مره لا تستفزيني , بلاش تسمعي شي ما بعجبك ...

غيداء باستفسار استنكاري : ليش بتعرف تحكي شي يفرح ؟؟!!

جعفر بهدوء : جربيني ..

غيداء : جعفر , لا تقعد تتهبل علي , انت متى ما بدك بتنهي حياتنا و بتتخلص مني , و متى ما بدك بنرجع لبعض ؟؟!! فهمني شي واحد بس , خليني اعرف انت شو بدك ؟!!

جعفر بثقة : بدي اياك انت ..

صمت من الجانب الاخر , ثم عادت لتجيبه : جعفر بطلت اوثق انه بدك ياني جد و حتى نعيش سوى , او بدك ياني لفترة حتى سليك و تضحك و ترجع تزهق , انا انسانه عندي كرامتي , و انت دست عليها كثير ..

جعفر بتبرير : بس انا ما كان قصدي دوس عليها , انا كنت بدي تكوني ببيئة افضل و مع انسان بستحقك , مو مع انسان حتى اعز الناس على قلبك و قلبه مستكثرينك علي ..

اجابته غيداء بقهر : تناقشنا كثير بهاد الكلام , و حكت لك اذا يلي بنحبهم هيك تفكيرهم , فتفكير اكثر الناس عكسي , تفكيرهم , لا لا مو تفكيرهم , قصدي حكيهم , كيف ابن العز و الجاه , ابن الذوات ياخد وحده برجل و نص ..

جعفر : و انا حكت لك ما بهموني ..

غيداء : بس كلامهم بجرح ..

جعفر : كلام عيون الغاليين بجرح اكثر ..

غيداء : كلامهم مع الزمن و مع اصرارنا بتغير , بس انت انهزامي ..

جعفر : و رجعت عشانك ..

غيداء : رجعت بالوقت الضايع ..

جعفر : يعني ما بدك اياني ؟؟!!

غيداء : النفس طابت ...

جعفر : ليش لكان متصلة ؟؟!!

غيداء : حكت لي نادين كلام و خايفة تكون مصدق حالك , و مفكر جد اني بدور وراك ..

جعفر بمكر : و ليش بهمك تفكيري ؟؟!! افكر شو ما افكر , انا ما بهمك بالأخر ..

غيداء : بس خايفه تبطل تطلق ..

جعفر : مو مفكر اساسا اطلق ...

صمت اخر , ثم سألته : لكان شو ناوي تعمل ؟؟!!

جعفر : بدي رجعك ..

غيداء : و كيف ناوي ترجعني ؟؟!!

جعفر : بشتري رضاكي ..

غيداء باستنكار : بفلوسك ؟؟!!

جعفر بضحكة : هههههه , لا بعرفك رخيص ما بتنفع فيك هيك اساليب ..

غيداء : رخيص يلي ما بنشري بفلوس ؟!!

جعفر بتبرير : المال زينة الحياة الدنيا ..

غيداء : متخلف , دايما حكمك على الامور اعوج ..

جعفر بقهر : برجع و بقولك لا تعصبيني ..

غيداء : ما بنحكى معك كلمتين الا و انت معصب , زي البنزين سريع الاشتعال ..

جعفر : و انت السانك متبري منك ..

غيداء : من الاخر جعفر , رجعه الك مو راجعه , و هاد يلي كان بدك اياه و تحقق ..

جعفر : لتصحيح , هاد يلي بده اياه عمك احمد اتحقق ...

غيداء : ما علينا , المهم انك سعيت له انت و كنت موافق عليه , فمو عارفه شو يلي قالبك ؟؟!!!

جعفر : اولا انت طلعت من دون شوري , و انا زوجك , و ثانيا بحق لي اطلبك لبيت الطاعة , و اخيرا انا ما قلبت رأي , انا حكمت قلبي بأمور حياتي بس ..

غيداء بقهر : ليش عند قلب ؟؟!! ناسي شو عملت في ؟!!!

جعفر : لا تفتحي كتب عتيقه ..

غيداء : ما عتقت عندي ..

جعفر بقهر : غيداء انا بكيت بين اديك , انا ترجيتك , انا تخليت عن كل شي بحياتي لأجلك , شو بدك اكثر من هيك ؟؟!!!

غيداء بألم : متى عملت كل هاد ؟؟!! و ليش عملته ؟؟!! صدقني كنت بتمنى كون هسا معك و الك , بس خلص انا صحيت من الحلم , او فيك تسمي كابوس ..

بعد صمت , عاد جعفر لسؤالها : يعني ما بدك ترجعي ؟؟!!

ابتلعت غيداء ريقها قائلة : لأ

جعفر بثبات : رح اطرد نادين ..

غيداء بحزم : الها رب , و هو اكرم منك ..

جعفر : رح ارفع قضية ..

غيداء : متنازله عن حقوقي مقابل طلاقك ..

جعفر : ما بطلقك القاضي من دون سبب ..

غيداء باستهزاء : في مليون سبب

جعفر : غيداء لا تتحديني , عارفه ما بطلع معك شي ..

غيداء : اعلى ما بخيلك اركبه ..

قال جعفر و هو يشدد على كلمة " اكيد " : يضحك كثير من يضحك اخيرا , عن اذنك عندي لقاء اكيد بفتح النفس اكثر من الحكي معك ..

اغلق الهاتف دون ان ينتظر ردها , مما جعلها تزداد قهر فوق قهرها من كلامه ..




» صفت قلوبهم فابيضت «



تجلس بإنهاك على الكنبة , ملامحها عكست شحوبها و ارهاقها , و لكنها اثرت ان تخرج لتجلس مع بقية العائلة , ثم سألت رجاء مجددا : يعني رح تضل غيداء مطولة و هي حاشره حالها هنالك ؟؟!!

رجاء ببسمة : ما تخافي عليها , شي ساعة , ولا هي رايقه و راجعه مثل القردة ..

الاء باستخفاف : ولك هاي هيك دايما , اساسا عنوان حياتها هي وجعفر , " نفسي فيك و تفي عليك " , ما تخافي بتكون تحر بحالها لأنه مو قادره تفش غلها فيه ..

نداء : متأكدين انه هي بتحبه ؟؟!!

رجاء : هههههههههههههه , اه و بتموت فيه ..

الاء بتأكيد و هي ترمي قشر المكسرات في المنفضة : و هو كمان , بس الله يعينها , تفكيره اعوج , من يوم يومي ما كنت افهم شو بده يعمل , او على شو ناوي ..

رجاء : بجوز لهيك متفوق بشغله ..

نداء : ليش هو شو بشتغل ؟؟!!

الاء : كان عند ابوه شركات , بس فترة حكوا انه رح يخسر كل امواله , و ايامها جعفر كان بشتغل شي بعيد عن ابوه , بس لما استنجد فيه ابوه , ترك شغله و مسك كل شغل ابوه , صار من نجاح للثاني , و بما انه وحيد ابوه , فقرر ابوه يكتب كل شي باسمه , يعني فيك تحكي مالك شركات على مستوى راقي ..

نداء بذهول : ووووووووووووواااااااااااو وووووووووو ...

رجاء : شو يلي واو ؟!! ولك الله عينه , معظم وقته بالشغل , و فوق هيك سفر , و ... و قصص كثير بتقرف الواحد ..

نظرت اليها نداء بشك : قصص شو ؟؟!!

الاء بتغير للموضوع : شو ما بدكم تحكوا اليوم عن حياتكم ؟؟!!

نظرت اليها رجاء بتأنيب , بينما قالت نداء بحماس رغم تعبها : صح رجاء , و الله ما صدقت متى الاولاد يطلعوا يلعبوا بالحوش , هاتي اللاب توب خلينا نقرأ شوي ..

رجاء باستنكار : لا شو نقرأ ما نقرأ , انت تعبانة اليوم , خلينا نأجلها لبكرا ..

نداء : شو دخل تعبانة ؟!! هو انا بدي ارقص ؟!!

رجاء بحماس مفتعل : شو رأيكم احكي لكم عن حالي ؟؟!

رغم الضيق و الشعور الخانق الذي اعتمرها عند قول ذلك , الا انها اثرت ان تتحدث بذلك على ان تجعل نداء تكمل القراءة قبل استشارة الطبيب ..

تصاعد هتاف نداء المتحمس التعب : ايوووووووووووه , مووووووافقه ..

بينما قالت الاء : انا بصراحة يلي طول عمري نفسي افهمه , انت ليش اتزوجتي محمود ؟؟!!

ابتسمت رجاء بألم , ثم قالت : انت مستعده تسمعي السبب ؟؟!!

اجابتها الاء باستغراب : اكيد , يعني ليش لأ ؟!!

رجاء باستهزاء : بجوز زي دايما بنكون نكذب ..

الاء باستنكار : متى قلت عنكم بتكذبوا ؟؟!!!

رجاء : ما بعرف عنك , على كلا اسمعي و لا تناقشي , بجوز انت اكثر وحده لازم تعرف ..

اشارت الاء بالإيجاب بصمت رغم ما يعتمل بصدرها من مشاعر ذهول و اخرى غير معروفة ..

تحدثت رجاء مع نظرة حزينة تلتمع بوجهها : لما صار عمري 15 سنة قرر بابا ايامها اني صرت خرج جواز ..

نداء باستغراب : بابا ؟؟!! طيب ليش ؟؟ و وين كانت امي ؟؟!!!

رجاء بحزن : امي كانت مرتاحة لهاد القرار , و ما تلوموها , تعبت و هي خايفه علينا و تحمينا , و بتر رجل غيداء و توديعها لسناء كان القشة التي قسمت ظهر البعير ...

صداع شديد الم بنداء , نبض شديد بخلايا راسها كادت ان تتفجر معه الشرايين , مما جعلها تمسك برأسها بكلتا يديها , لفت ذلك انظار الاء , فسألتها : نداء في شي ؟؟!!

فقالت رجاء بسرعة خوفا على شقيقتها : بدك تفوتي ترتاحي ؟؟ ولا ناخدك على الدكتور ؟؟!!

تمالكت نداء نفسها , ثم تظاهرت بالهدوء قائلة : لا رجاء ما في شي , بس شوية صداع , ولازم قاومه و ما استسلم , كملي , شو كنت تحكي ؟؟

بعد مضي ثواني , و بعدما هدأ قلق رجاء , استطردت قائلة : المهم كان ابن الشيخ نايف , محمود الكبير , متقدم لبابا بدو ياني , بدكم الصراحة هاد يلي خلى امي توافق اكثر شي , الشيخ نايف معروف بالحارة و الكل بحبه , صحيح انه ما اجى من مده طويلة بس بنى محبه هو و مرته بكل بيوت الحارة , بس ...

عم الصمت , احداهم التزمت بالصمت عند الاتفاق , و الاخرى صراعات تدور بوجدانها , فأكملت رجاء من نفسها : بس يلي ما عرفنا انا و امي , انه ابدا ابنهم مو مثلهم , الشي المحزن المبكي بالقصة , انه كان شيخ مقيم بالمسجد , معين من الاوقاف ليكون شيخ بالمسجد , يعني لازم يكون هو قدوه للشباب ..

صمت اخرى و كأنها تنازع , او تكافح للخروج من موجة مظلمة لا قعر لها , سألتها الاء التي خرجت من صمتها : رجاء شو في ؟؟ مالك ؟؟

لفت ذلك السؤال انتباه نداء , التي حدقت برجاء المنحنية الى الامام و ملامحها مغطى بسنابل شعرها الطويل , ثم سمعت صوتها المتهدج قائلة : كان صورة ابشع و مشوهه اكثر من صورة الاب عندي ...

جملة سلبت الالباب عند قولها , فتجهم وجه الاء , بينما الصدمة القت بجسد نداء ليسقط على الكنبة مجددا , بعدما وقفت لتقترب من رجاء ..

رفعت وجهها المليء بالدموع قائلة : دمرني و دمر اخر امل الي اني اكون انسانه طبيعية الها بيت و اسرة , شو متخيلين رح يكون موقفكم اذا عرفتوا انه الشيخ يلي متزوجتيه , هو مو اكثر من تاجر مخدرات متنكر بزي الشيوخ ؟!! شو ممكن يكون شعورك لما زوجك كل ما قرب منك لازم يضربك لتغيب عن الوعي بعدين بقرب منك ؟؟؟!!! شو بكون شعورك لما تخافي تطلعي من البيت لأنه بتخافي اذا حد حكى معك لو كانت ست , فممكن زوجك يشك انك بتخوني ؟؟!! , شو بكون رد فعلك اذا صحتي بالليل و شفتي زوجك قاعد على قنوات الوسخة و بالنهار بلقي مواعظ عن الزنا ؟؟!! , شو بكون رد فعلك لما تنحرمي من شوفت اهلك اكثر من ثلاثة سنين ؟!! , حتى اهله يلي كانوا يجبروا يخليني اروح على الدوام و اكمل المدرسة اخر شي زهق منهم و اخذني و بعدني عنهم , انا لمدة ثلاث سنين من بعد ما بعدنا عن العالم ما كنت اشوف الا هو و بس , كنت كل يوم اصحى عشان يبشروني اني مو على الارض و اني عند ربي , كل يوم بس فكره وحده صارت براسي انه الجنة قربت و ما ضل شي الا و اوصلها ...

كلام ربما قالته بلا تردد و بصورة سريعة , و لكنه كان هناك موجود منذ اعوام , حبيس تلك الشفاه , لا يغادرها و لكن يقضي مضجعه , يهتف جروحا ..

اكملت قائلة بشقهة اخرجت معها اوصالها : لما لقاني عمي احمد , كنت اشبه ما اكون بإنسان ميت , اربع اشهر بالمستشفى قبل ما يقدر يرجعني لأهلي , الكم ... اربع اشهر كانوا اجمل اربع اشهر من سبع سنين , رحت مراهقة و ارجعت ختياره عمري بعمر الهموم يلي عشتها , و المضحك انه ما قدر عمي يلاقني او يفكر يدور علي الا من بعد ما ابوي مات , و السبب انه ابوي كان يقولهم انه على تواصل معي و ما في داعي نقلق , امي يلي ماتت قهر علي ما قدرت تعرف تعبر عن قلقها ببساطة زي اي ام , لأنه عندي اب مثالي , كانت عارفه انه ممكن تعتمد على الغريب اكثر منه , ام عاشت اسوء من حياتي و كافحت لدرجة حتى لو شافتني بهداك الوضع كان قالت لي اصبري مصيرها تفرج , كنت اشوف انه مستحيل اقدر اعيش طبيعية , حتى كلمة طبيعية ما كنت قادره احددها , او اشوف انها موجوده حتى بالحياة , ما امي و انا و حتى تيته ما كان جدو كامل على قولتها ..

دموع منسابة تغطي تلك الوجوه الثلاثة , و لكن ما لم يروه وجه رابع يجلس قرفصاء بجانب الباب , يستمع لمعناة و روح عارية من اي ستر لجروحها ..

سألتها نداء بأمل حزين : و طارق ؟؟!! ما عوضك باي شي ؟؟!!!

صمت عم الارجاء , ثم قالت رجاء بجمود اقل ما يقال عنه مليء بالانكسار : حلم طعمه مر ..

نداء بنشيج : حلم مر ؟؟!! ليــــــــــــش ؟؟!!

رجاء : لأنه مكتوب لي شوف طعم كلمة طبيعية و ما اقدر اعيشها او امارسها ..

فتحدتها نداء قائلة : لهيك بدك تنسحبي و تتطلقي صح ؟؟!!

نظرت اليها رجاء بتحدي مذهول , بينما صرخة زاجرة انطلقت من غيداء : بدك تتطلقي يا مجنونــــــــــــــه ؟؟!!!!!!!

لم تصدم رجاء من وجود غيداء , بل قالت بسخرية و هي تحدق بالأرض : ما حد احسن من حد , ليش ما تحكي لحالك يا ست غيداء ..

قال صوت مملوء بالألم : بدكم تقضوا على امي ؟؟!!

نظرات تعلقت بتلك المنهارة , فسألتها غيداء باستهزاء : لكان ندمر حالا مع زواج محكوم عليه بالإعدام , او نكرر تجربة امي حتى ترتاحي ؟؟!!

فصرخت الاء غاضبة : انت شو شوفتي ااااااااااااااااه , شو عشت حتى تقارني حالك في ؟؟!! انا عمري ما كنت بدي اطلق او سعت له , لكان في وحده بترضى تتطلق بعد يوم واحد من زواااااااااااااااااجها ؟؟!! مجنونه شي ؟؟!!!








يتبع




لامارا 31-10-14 01:24 AM



نداء التي تتساقط عليها الاخبار كالصواعق قالت بمهاودة لألاء : هدي شوي الاء , اكيد ما حد قاصد هيك ..

بينما قالت غيداء بغضب متصاعد : لا خليها نداء , خليها , هي طول عمرها عازله حالها عنا , و شايفه انه امي ظلمت ابوي , و شايفه انه احنا حقيرات عاقات لابوهن , خليها تحكي , خليها قبل ما تندم و تلوم العالم على ظروفها و طلاقها , تلومنا احنا و تنسى الطريقة الغلط يلي تصرفت فيها ..

فتعالى صوت صراخ الاء قائلة : ايوه انا حره , و انا ما بتذكر الا لما امي كانت تعامل ابوي بكره , كان ابوي ضعيف و بحاجة اي كلمة حلوه منها و ..

قاطعتها غيداء المنفعلة : هو بالله تخرسي , انا مو عارفه انت وين عايشه ؟؟!! انت ناسية شو عمل فينا ؟؟!! انت ناسية انه امي كانت تأمن علينا بالشارع اكثر من البيت ؟؟! انت ناسية انه كنا ننام بالمطبخ بعد ما امي تسكره بالمفتاح و تحط مية الف شغله ورا الباب ؟؟!! انت ..

صرخت الاء : بـــــــــــــــــس , بس بكفي , انا ما بدي اعرف شي , انا .. انا ..

خاطبتها رجاء بشفقة : متذكره الاب يلي حضنك , الاب يلي شفتي باخر سنتين قبل ما يموت ؟؟!! متعلقة بشبح صورة اب حبك , صح ؟؟!!

قالت الاء بانهزام ضعيف : مو شبح ..

فردت عليها غيداء بسخرية : بس عمي احمد وحش , صح ؟؟ هو يلي سرق امي , و هي يلي خانت بابا و تزوجت بعده . صح ؟؟!!

الاء بقهر : انت ليش مصره تشوهي كل شي ؟؟!! انت ليش بتتهمني اني بكره امي او عمي ؟؟!!

غيداء بعنف صادم : لكان شو بتسمي حالتك لما كنت ساكنه معهم ؟؟!! شو بتسمي تحديك عمي و زواجك من مجدي ؟؟!! شو بتسمي كل الاغلاط يلي عملتيها ؟؟!! ناسية و لا اذكرك ..

قاطعتها رجاء زاجره : خلص غيداء , مو هيك الناس بتتفاهم , و بعدين اكيد الاء ما بتكره حد , هي ..

قاطعتها الاء بحزن شديد : ما تبريري عني رجاء ... انا بعرف اغلاطي غيداء , و صدقيني ندمانة , بس اكيد مو ندمانة لأني حاولت اثبت حالي او ما اعتمد على حد , ما كنت بدي عمي يقرر نصيبي , و لا بدي حد يتزوجني بالإجبار ...

غيداء بحزن : انا ما بعرف كيف بتفكري , و الشي الواضح عند الكل , و الحقيقة التي لا جدال فيها , بنسبة الك اوهام , و العكس صحيح , احيانا يا اختي بنحتاج نغمض عيونا و نخلي الناس يلي بحبونا يوصلونا لبر الامان ...





الساعة الآن 01:39 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.