ألتفت الغريب ليرى مجد قد أصبحت عيناه مليئة بشرارات سوداء وملامحه تشع ظلمه وقلبه.. قلبه تزايدت نبضاته اصابه الذهول عندما رأى كل ما حوله يدق بسرعه نبضات قلبه وكأن دوائر من الظلمة تدق في أماكن مختلفة من المكان :
الغريب وأنفاسه تتقطع: م...م ...م!!من أنت؟!وما....مااالذي فعلته بمجد؟!
تكلم مجد لكن من نطق الكلمات من بين فمه لم يكن هو!! إنه صوت مألوف جداً لدى الغريب لكنه لم يتعرف على صاحبه:
.......بسخريه: يالك من أحمق!! أوا حقاً نسيت ملامح من قتلهم؟!
يا....... أم أنك نسيت أسمك أيضاً هه هه هه .
أمسك الغريب بكتفي مجد وراح يهزه بقوه...
الغريب: من هو ؟! من قتلهم ؟!
.......:هه...إنه أنا عمك!!!!
.......:لا تفزع إنه مجرد كابوس...وأختفى صوته شيئاً فشيئاً..
مجد: أيها الغريب !! كفى!! لم تهزني بعنف!! أفلتني...
الغريب: هه !!! مجد؟! أانت بخير؟!
مجد متمتماً: نعم أنا بخير..
رأى مجد عيني الغريب لأول مرة فقد كان يخفيها تحت معطفه طوال الوقت لقد كانت عينيه متفجرة بالدماء كأن الدماء ُيضخ منها وذالك بسبب ضربة الرأس الذي تلقاها قبل أن يغمى عليه في المقبرة . لاحظ الغريب أن مجد رأى عينيه فهمّ بتغطيتهما وأزاح مجد ناظريه عنها وسأله:
مجد: مممم.. إذا قل لي أيها الغريب ما الذي رأيته؟
الغريب: لقد عرفت من قتل عائلتي !! لقد بدأت أستعيد ذاكرتي لكنني ابدأ بالهذيان عندما أفعل .
مجد: تهانينا!! أنا سعيد من أجلك..
الغريب: كل ذالك بفضلك فلقد ساعتني كثيراً.
مجد : لكنني لم أفعل شيئاً!!!
الغريب: هيا نخرج من هنا امامنا طريق طويل.

أترون هذه النافذة؟! إنها نفس النافذة التي مر عليها الغريب ومجد خلال طريقهما تستطيع أن ترى كل شيء من خلالها وأن تسمع كل شيء أيضاً...:
مجد: ما هذه الضجة؟! ما هذا الصراخ!؟
الغريب: إنه من تلك النافذة أنظر؟
مجد: يبدوا إنها امرأة وهي تصرخ على ابنها وتوبخه .
.....:لما تفعل بي هذا أتريد أن تقتلني!!؟
.....:أنا لم اعد أتحمل هذا المكان !! لم أعد اتحمل احداً!! لا أنتِ ولا والدي!! ولن أخرج من غرفتي حتى تموتوا جميعاً...
.......: وما ذنبي أنا أبوك لا يعطيني قرشاً واحداً بسبب جشعه وطمعه وبخله علينا وفوق هذا يحبسنا في هذا البيت التالف الذي تأكلت جدرانه وعم في أثاثه الحشرات أبوك يريد أن يدفننا !! وكل ذالك لينجح في تجارته؟! وأأنت .. أنت
جثت الأم على قدميها وهي تبكي بحسرتها وأنزل إبنها نفسه إلا مستواها واحتضنها مواسياً لها:
.....: أمي أنا أسف لم أعلم بما تحملينه... أعدك بأنني سأحاول أن أكلمه من أجلك وأن لم يستمع سنصبر عليه
.....:أنا أسفه ياولدي أعلم بأن قلبك ضعيف منذ ولادتك وأنك لاتستطيع أن تتحمل كل هذا!!
.....: لا ياأمي ربما أنني ولدت بقلب ضعيف لكنني لن أخذلك حتى لوكلفني هذا حياتي سأذهب لأكلم أبي وأنتي خذي قسطاً من الراحة.
عند رؤية الغريب لبداية المشهد أحس بصداع قوي جعله ينزل رأسه و يضع يده عليه ولم يستطع أن يكمله وأكمله مجد لوحده:
مجد يهمس: ما بك أيها الغريب ؟!
الغريب: اااا..ييييي.........
الغريب يحدث نفسه: مابي لقد تذكرت شيئاً أشعر بأني...(دمعت عينيه بدون أن يشعر) أمي...أخي....أبي...ولكن ماذا؟! هناك شخص آخر لكنني لاأستطيع أن أرى ملامحه بوضوح!!