لُغتنا الجميلة ( مُتَجَدِّد )

[العبادي]

نقول : أبات متهنِّي وألحس مسنِّي
وأصلها أنّ فأرا كان يعيشُ في الصحرا حُراً رغم فقره .. فإستضافه فأرُ القريةِ فوقع في المصيدة وندم على مافعل وقال : ياليتني عشتُ فقيرا هانئا ولو حتى ألحس المسن أو المَبْرَد الذي نسن به السكاكين فنزيدها حدّة

نقول : آه وآهين
فآهين تثنية آه ونجمعها على آهات

نقول : فلان يفتي ع الإبرة ويبلع المدرة
ونقصد انه يُحرِّّّّّّّم على الناس أشياء يأتي هو بأقبح منها .. أي يحرم على غيره الصغائر ويأتي بالكبائر

وفي القرآن الكريم :

{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ }الأعراف40

وسم الخياط : ثقب الإبرة
أي أن الكفار لايدخلون الجنة حتى يدخل الجمل من ثقب الابرة .. فها مستحيل وذاك مستحيل ..
لهذا يُضحكني قول الشاعر العاشق :

فلو أن مابي من جَوى وصبابة
على جمل , لم يدخل النارَ كافرُ

أي أنّ مابهذا بهذا الشاعر من عِشق ووجد وهيام وضنى وصبابة أصاب الجمل لأصبح هزيلا هزيلا هزيلا حتى يكون كالفتلة وبالتالي يدخل ثقب الابرة .. ومتى دخل الجمل من ثقب الابرة دخل الكافر الجنة !


ههههههه

[العبادي]

يقول المصريون عن الرجل الذي يأتي بالنوادر المضحكة : ابن نكتة
والنكتة في اللغة العربية هي النقطة من بياض في سواد .. او من سواد في بياض .
وقد انتقل استعمال الكلمة على طريق المجاز فيما جاء في وسط الكلام من جمل طريفة تعكس دقة نظر واعمال فكر .
يقولون فلان جاء بنكتة في كلامه ..
وفلان نكّت في كلامه ..
فهو رجل مُنَكِّت .. ونكّات

ابن خلدون قال : أهل مصر كأنهم فرغوا من الحساب ..
ويقصد انهم دائما في فرح وسعادة

والمقريزي قال : أهل مصر كأنهم معرضون عن النظر في العواقب .. وعدم الامعان والنظر في العواقب يستتبعه الفرح والمرح.. ولاهم يدخرون من فضل زادهم الى غدهم

ومن غريب ما يُلاحظ أنّ أشدَّ الناس بؤسا .. وأسوأهم معيشة .. وأقلهم مالا .. وأخلاهم يدا .. هم أكثر الناس نكتة !
ففي مقاهي الأرصفة في المناطق الشعبية حيث يجلس الصناع والعمال ومن لا صنعة لهم ولا عمل تسمع أروع النكات على الاطلاق ..
ربما الكثير من الناس والاخوة هنا في شام اون لاين لم يسمعوا بأن شاعر النيل حافظ ابراهيم له من النكت ما يفوق قصائده وتدل على حضور بديهته وحُسن ذوقهأكثر مما يدل عليها شعره .

وهناك كتاب للشيخ حسن الآلاتي ( 1889مـ ) اسمه ( ترويح النفوس ومضحك العبوس ) دوّن فيه نكات المصريين في عصره بأسلوب طريف .. انظر الى المفارقات في خطابه :
الى السيد المهاب
والضبع الوثاب
الصادق الكذاب
عالم العصر
ومصلي الظهر وتارك العصر
والجاهل بصلاة القصر
..

[العبادي]

الضلال .. والإضلال !

------------------------

الضاد واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على معنىً واحد ..
وهو ضَياع الشيء وذهابُهُ في غيرِ حَقِّه.
وكلُّ جائرٍ عن القصد ضالٌّ.

ولكن هناكَ فرقٌ بين الفعل ( ضَلَّ ) .. والفعل ( أضَلَّ )
وبين (الضلال) و ( الإضلال )

1- ضلَّ الشَّخصُ : زلَّ عن الشّيء ولم يهتدِ إليه فانحرف عن الطريق الصحيح
ضَلَّ سَعْيُهُ : لَمْ يَنْجَحْ فِي مَسْعَاهُ ..
{الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً }الكهف104
وضَلَّ عن الشيءَ : نَسِيَهُ أَو أُنْسِيَهُ ..
يَقولُ ربُّنا سبحانه (أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى ) يعني أنْ تنسى ..
والضِّلِّيلُ: الذي لا يُقْلِع عن الضَّلالة
لهذا كان امرؤ القيس يُسَمَّى الملِكَ الضِّلِّيل
وفي حديث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وقد سُئل عن أَشعر الشعراء فقال: إِنْ كان ولا بُدَّ فالملِك الضِّلِّيل.. يعني امْرَأَ القيس كان يُلَقَّب به.
والضِّلِّيل، بوزن القِنْدِيل: المُبالِغ في الضَّلال والكثيرُ التَّتبُّع له
والفعل ضلّ يَضلُّ ضَلالاً يتعلقُ بالشخص نفسه .. بذاته

2- أضلَّ يُضلّ إضلالاً ، فهو مُضِلّ للغير
إي تعدّى بضلاله من نفسه إلى إضلال الآخرين فهو مُضِلٌّ
نقولُ أَضَلَّ زيدُ عُمرَ أيْ جعلَهُ يَضِلّ
وأَضَلَّ ميّتَه أي دفنه و أَخفاه

يقولُ النابغة الذُّبْياني وهو يَرْثي النُّعمان بن الحرث بن أَبي شِمْر الغَسَّانيّ:
فإِنْ تَحْيَ لا أَمْلِكْ حَياتي.. وإِن تَمُتْ فما في حَياةٍ بَعْدَ مَوْتِك طائلُ
فآبَ مُضِلُّوهُ بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ.. وغُودِرَ بالجَوْلانِ حَزْمٌ ونائلُ
يريد بِمُضِلِّيه دافِنيه حين مات
وقوله بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ أَي بخبرٍ صادقٍ أَنه مات
والجَوْلانُ: موضع بالشام يحتله الآن بنو صهيون
أَي دُفِن بدَفْن النُّعمان الحَزْمُ والعطاءُ.

وأَضَلَّ الشيءَ أي غَيَّبَه عن الأعين ..
وأَضَلَّ اللهُ أعمالَهم : لم يُجازِهم على ما عملوا

إذن عند قولنا زيدُ ضلَّ و أضلَّ فقصدُنا أنه ضلّ في نفسه وأضلَّ غيرَه

نعوذُ بالله مِنَ الضلالةِ بعد الهُدى ..

العبّادي

[العبادي]

جريدة أم جورنال !

---------------------
الجريدةُ كلمةٌ عربية أصلها السَّعْفَة التي جُرِّدَ عنها خُوصُها
والسَّعْفُ: أَغصانُ النخلة والخوصُ أوراقُه
يقولُ الشاعرُ :
إني على العَهْدِ لستُ أَنْقُضُه .. ما اخْضَرَّ في رَأْسِ نَخْلَةٍ سَعَفُ

إذن قضبان النخلة بخوصها سَعْفة ..
والسعفة إذا جُرّدتْ من خوصها في جريدة
( وكأن عازف الرّبابة الذي كنا نراه في دروب القرية وأزقّتها يغني :
ياجريد النخل العالي .. مَيّل وارمي السلام
داالناي في ايديَّ مجرّح ..
وأنا ويّا الشوق بأتطوّح
والعمر خلاص حيروّح
مش باقي غير أيام
وياجريد النخل العالي ميّل وارمي السلام
هههههههههه.. أيام وراحت .. راحت مطرح ماراحت )

والرجل ماكان يعرف أن الذي فوق النخل العالي سَعْف
وكان الأجدر به القول : يا سعف النخل العالي

كانت العربُ تكتب في جريد النخل .. ففي الحديث الضعيف أن رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كتب كتابا في جريدة من جرائد النخل : بسم الله الرحمن الرحيم لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر جار لا يأمن جاره بوائقه
الراوي: عبدالله بن عباس
المحدث: الذهبي
المصدر: حقوق الجار
الصفحة أو الرقم: 52
خلاصة حكم المحدث: [ فيه ] زيد بن بكر لا يعرف

ومن هنا جاءت كلمة جريدة وجمعها جرائد فأُطلقت على الورق الذي تُكتب عليه الأخبار

أما كلمة جورنال فهي فرنسية أصلها Jour أي يوم
فأصبحت Jotrnale يعني ( يومية الأخبار )
ومنها Journalism أي صحافة
و صحفي Journalist

ويقابلها في الإنجليزية News paper .. وهي مركّبة من كلمتين :

News أخبار
Paper ورق
Press صحافة وهي كلمة مرتبطة بالمطبعة

المجلة : أو من استعملها في عالمنا العربي ابراهيم اليازجي اللبناني سنة 1884
( وعلى فكرة لديّ كتب ومجلات مطبوعة في بيروت سنة 1888م )
والمجلة لفظة عربية جذرها ( جلّ ) أي علا وسما ووضح وظهر
وكأن المجلة توضح أيضا الحقائق !

أما كلمة Magazine وتنعي مجلة فأصلها فرنسي مأخوذ من كلمة :
mag - azin
وهي مأخوذن من كلمة مخزن العربية واستخدمت 1731م

gazette كلمة إيطالية كانت عملة معدنية تُدفع ثمنا لأول ورقة أخبار

العبّادي

[العبادي]

قالَ ليَ المحبوبُ لمّا زرته :
من ببابي؟
قلت .. بالباب أنا

قال لي: أخطأتَ تعريف الهوى حينما فَرّقت فيه بيننا !

ومضى عام فلما جئته ..أطرق الباب عليه موهنا

قال لي : من أنت ؟
قلت انظر فما ثم إلا (أنت ) بالباب هنا

قال لي: أحسنتَ تعريف الهوى وعرفتَ الحُبّ فادخل يا ( أنا )

[العبادي]

ابن
----

أصل كلمة ابن للولد فيُقال ابن فلان نسبة إلى أبيه
ولكن المصريين أضافوا الابن الى شيء ليست العلاقة بينهما أبوة أو أمومة
فسموا اللص : ابن الطريق لأنه يتعلق بالطرقات تعلقه بأبيه

ويقولون : ابن كار او ابن فن للماهر في صناعة ما
وابن سبعة : يقصدون سبعة أشهر لأنه مكث في بطن أمه سبعة فقط وليس تسعة .. ويعتقدون أن ابن سبعة هذا ضيق الخلق غضوبا .. ثم يطلقون هذه الكنية على كل أحد سريع الغضب .
وابن السوق هو البائع صاحب الخبرة الطويلة بالاسواق
وابن مره ويقصدون ابن المرأة .. وهذه سُبّة يقصدون بها أنه قليل الأدب والتربية اعتقادا منهم ان المرأة بطبعها لينة رحيمة ضعيفة لاتقوى على تربية أبنائها !
وابن ساعته : يعني لايستمر على حال
وابن كيف : يعني حشاش ومدمن مخدرات
ابن ناس : هي للإنسان ذي الأصل الكريم
ابن الضرة : تقال للمكروه والممقوت
وابن الوز عوّام
وابن العنزة يعلم امه الرعية
ابن أرملة هي مسبة كإبن المرأة
وابن البلد : وصف لابن الأصول وصاحب النكتة ومن يعرف مناحي الكلام
وابن الحلال هو الرجل الطيب
وابن الحرام هو الماكر الخبيث
وابن نكته يميل الى الضحك وحب الهزل ويأتي دائما بالنوادر المضحكة

[العبادي]

نقول في عاميتنا المصرية : ( في المشمش )
ونقصد أنَّ الأمرَ مستحيلُ الحدوث
فإذا قال شخصٌ : سأفعل كذا ..
قال له الآخر إذا اعتقد انه لن يمكنه ذلك : في المشمش !
والأصل في ذلك مايُروى عن جحا أنه كان يأكل عِنبا .. فيأكل أربع حبات في مرة واحدة
فقيل له : ياجحا كُلْ حبة حبة ..
فقال : الكلام دا في المشمش .. ويقصد ان حبة المشمش كبيرة فمن الممكن ان يأكلها واحدة واحدة
فباتت مثلا لدى المصريين ..

العبّادي

[العبادي]

الصّالحُ .. والمُصلحُ !
-----------------------
صَلَحَ .. يَصْلُحُ .. صَلاحا .. فهو صالحُ
وأصلَحَ ..يُصلِحُ .. إصلاحا .. فهو مُصلح
والصّالحُ صلاحُه لنفسه
والمُصلِحُ صلاحه لنفسه ولغيره إذ لايكتفي أنْ يكون صالحا إنّما هو يدعو غيره للصلاح .
1- فالصالحُ يؤدي حقّ الله عليه وحقوق الناس أيضا
فبينه وبين ربه سليم العقيدة .. صحيح العبادة
وبينه وبين الناس حسن التعامل .. حسن الجوار .. يصل الرحم .. ويزور المريض ..ويشيّع الميّت .. ..
إلا أن تأثيرَه فيمن حوله منعدمُ .. فلا هو يدعو إلى الله .. ولا هو يبذل جهده لإصلاح الآخرين !
فهو صالحٌ في نفسه ولكن لا فائدة من كثرة صلاحه لِمن حوله ..
ربنا سبحانه يهلك القرية الظالمة وبقطع دابرها بمن فيها من الصالحين ..
سُئلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم : أفنهلِكُ وفينا الصالحون ؟
قال : نعم .. إذا كثُر الخبث !
2- أما المُصلحُ الذي أصلحَ نفسَه ثم مدّ يدَه إلى الناس من حوله يدعوهم إلى الله ..
فهو لايطلبُ النجاة لنفسه فحسب إنما يريد أن يأخذ الآخرين معه : {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }هود88
لقد وصف ربنا سبحانه هؤلاء :
{وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ }الأعراف170
فهو لايضيع أجر المصلحين ولايهلك القرى وهم فيها :
{وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ }هود117
العبّادي

[العبادي]

كلمة( إرْهاب) لم ترد قط بمعنى ( القتل) في القرآن الكريم :
------------------------------------------------------------------------
كلمة إرهاب Terror أو Terrorism موجودة في القرآن الكريم ليس بمعنى القتل على الإطلاق !
جذرُ هذه الكلمة أو فعلها رَهِبَ بمعنى خافَ .. يَرهَبُ .. رَهْبًا ورَهَبًا ورَهْبَةً ورُهْبًا فهو راهِبٌ .. والمفعول مرهوب .
فالترغيب والرهيب تعني الترغيب والتخويف
تقول العربُ : أرْهَبَهُ واسْتَرْهَبَهُ أي أخافَهُ أو اسْتَدْعَى رَهْبَتَه حتى رَهِـبَه الناسُ ..
وبذلك فسر قوله عز وجل: واسْترْهَبُوهُم وجاؤُوا بسحْرٍ عظيمٍ أَي أَرْهَبُوهم.

وتَرَهَّب الرجل إِذا صار راهِـباً يَخْشَى اللّه ويخافه .
والرَّاهِبُ: الـمُتَعَبِّدُ في الصَّوْمعةِ وهو وأَحدُ رُهْبانِ النصارى
ومصدره الرَّهْبةُ والرَّهْبانِـيّةُ والجمع الرُّهْبانُ ..

وفي القرآن الكريم وردَ الفعلُ ( رَهِبَ ) مع مُشتقاته اثنتي عشرةَ مرّة
على سبيل الحصر ..
وفي كلِّ هذه المرات لم يُذكر في الآيات قتالٌ ولا قتل !

1- وفي الآية التي يذكرونها كُلّما ذُكِرَ الإرهاب :
{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }الأنفال60
الآية هنا تحضُّ على إعداد العدة لمنع الحربِ لا لوقوعها .. وهو مايُسمّى في عصرنا ( قوة الردع) أو (توازن القوى ) أي امتلاك قوة رادعة تزرع الخوف في قلوب الأعداء فلا يهدِّدون بحربٍ ولا قتال .

فالحضُّ في الآية على امتلاك القوة الرادعة لم يُقصد به تحاربون به عدو الله وعدوكم إنما تُخيفون به عدو الله وعدوكم فلا تقع الحرب بينكم وبينهم ..

ألا ترون أنه لو كان جيشُ العراق باقيا سليما قويا ما استباحه الأعداء وفعلوا به ما فعلوا ..

ولو لم أتخذ كلابا لحراسة المزروعات لما كفّ (عيال) الغابات أيديهم عنها رهبة وخوفا من قطيع الكلاب ههههههه

وما الذي منع وقوع الحرب الكونية الثالثة إلا امتلاك دول كثيرة للأسلحة النووية ..

فتوازن القوى وامتلاك قوة رادعة تزرع الرهبة في قلوب الغير فلا يهددونك بالحرب أبدا

ويوم تمتلك غزة سلاحا رادعا لن تهاجمها دولة الصهاينة أبدا

تعالوا نستعرض بقية آيات الفعل رَهِبَ ومشتقاته


2- {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ }البقرة40

3- {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ }المائدة82

4- {قَالَ أَلْقُوْاْ فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ }الأعراف116

5- {وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ }الأعراف154

6- {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }التوبة31

7- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }التوبة34

8- {وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ }النحل51

9- {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }الأنبياء90

10- {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ }القصص32

11- {ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد27

12- {لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ }الحشر13

فهل وجدتم في كل هذه الآيات كلمة قتل أو قتال ؟


العبّادي

[العبادي]

الوالدُ والأبُ ( 1 )
---------------------
جذرُ كلمةِ الوالدِ هو الفعل ( وَلَدَ )
ولَدَ من يَلِد وِلادَةً فهو والد
وهي والدٌ ووالدةٌ
والمفعول مولود ووليد
نقولُ ولَدتِ الأُنْثَى أي وضعت حَمْلَهَا و أنجبت مولودًا
وفي التنزيل {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ }المجادلة2
فالوالدان هما المعنيّان بفعل الولادة
فالوالدُ هو صاحبُ الحيوانِ المنَويّ
والوالدةُ هي صاحبةُ البويْضة
ولولا البُويضة والحيوان المنوي ماكان المولود ولا الوليد

.. لهذا عندما بشّرت الملائكةُ مريمَ :
{إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ }آل عمران45
قالت مريمُ دهِشةً :
{قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران47

فمريم تعرفُ أنّ الوليدَ يأتي بعدَ الحمل
وأن الحمل يلزمه لقاح
واللقاح يأتي من بشر يمسُّها .. فأَنَّى - من أين - يَكُونُ لها وَلَدٌ ؟

..ولهذا أيضا اندهشت امرأةُ إِبراهيم عندما بشّرتها الملائكةُ بإسحاق
( ........ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ) هود 71
ودهشتها كانت من ناحيتين :
فهي متزوجة ولكن الشيخوخة ما أبقت لزوجها لِقاحا ..
والعجزُ ما أبقى لها بويضات ..
فمن أين إذن يأتي الحمل ثم الولادة !
{قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ }هود72
ثم زالت دهشتها عندما قالوا :
( قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ ........... )

فالمرحلة الأولي مرحلة التلقيح :
------------------------------------
الوالدُ صاحبُ اللقاح وحسبُه هذا
والوالدة صاحبة البويضة

والمرحلة الثانية مرحلة الحمل والوضع :
--------------------------------------------
تصبح الوالدةُ أمّا بالحمل والوضع .. فهي والدة بالبويضة ..وأم تحمل وتضع
الوالد إذا رعى الأم في حملها ووضعها وأنفق عليها وساعدها فهو أبٌ
وإذ لم يفعل ذلك فهو والد لا أكثر

يتبع

العبّادي