شبكة روايتي الثقافية

:7r_001:

لعنة المثلث

كرؤس زوايا مثلث امتداد ضلعه أقل من متر أقعوا مشمرين .. متنمرين .. فى وضع الاستعداد .. رافعين رقابهم للجوزاء ، شعر كنتف القطن يكسو جماجمهم ، يستنفر .. يصير كأنه أشواك قنفذ.. يتطاير شرر التحدى من عيون تتحدى الفناء تسعى مغمضة البصيرة إلي لحظة الانفجار .

يكتم الثلاثة أنفاسهم ، تسبح مآقيهم فى بركة من الغيظ .. شياطينهم متلهفة لغفلة بعد أن بلغ العد العكسى محطة للصفر .. تبادلت جفون من ظنا أنهما القاعدة الغمز.. قفزا - معا - فى الهواء بسرعة صاروخ أدارا بحركة بهلوانية جسديهما غيرا الاتجاه ببراعة .. حطا كأنهما طائرتين تهويان فى مهمة انتحارية على هدف .. دكت مخالبهما رأس ثالثهما ، دفنا وجهه فى الثرى ، مرغا جسده فى وحل الألم .. نعقت غربان تتابع الصراع منذ المناوشات الاولى من نقطة تمركزها على شواشى الشجر ، أرسلوا وافدهم حط على الارض يستجلى الخبر عن قرب ، حجل بينهم على حذر .

أستجمع المضروب بقية قوته ، كور جسده ، انتفض بوثبة أطبق بذراعية على عنق الواقف على يمينه,غرس انيابه فى فقرات عنقه أنفك التحالف الأول هجم الثالث على عظام ظهر – حليفه السابق - بفك فاتك مزق الجلد .. اصاب بكسر رأس ضلع ، غيمة من الغربان صفقت فوقهم بأجنحتها ظللت الأجساد المنهكة .. راودت الدماء النازفة شهية الغربان , ارغمتها رائحة اللحم على الاقتراب من المائدة الخطرة ، زام الغرماء الثلاثة كشروا عن أنياب الوعيد بصوت شهيق .. تفرقت سحابة الغربان اجتمعت على الأسوار العالية تراقب ما ستنجلى عنه المواجهة ، تتمنى للثلاثة سرعة الهلاك .

انفجرت جراح المتقاتلين ، وهم رابضين رغم الألم الذى يضرب أعصابهم بمطارق الخوار ، ظلوا على خط القتال يتأوهون متأهبين لجولة جديدة قاطعة النتائج ، بخ الأسود سم كيده كتنين اسطورى فى وجه قاتليه ، ستار دخان يغشى أبصارهما يخدعهما قبل أن يفر من دائرة العدم .. التقط الأبيض الخيط كشف الخدعة.. صدم رأس -الهارب- بقارعة قاصمة من كف مدرب على الضربة القاضية ، جذبه الاغبش من ذيله أطبق عليه أسنانه دار بنصف جسده الأعلى دورة كاملة وهو يتوازن على الأرض بساق – خلفية - واحدة ألقاه هشم عظامه بصعوبة أخذ يلتقط أنفاسه فى زاوية للمثلث توارى .

عاد الاثنان لطرفى الخط المستقيم . مصارعان ينتظران صفارة حكم للاشتباك .. هبت رياح حارة متربة كوت الجراح , اصطدم الاغبش بالأبيض التحما .. اتحدا صارا كرة من اللحم والدم تصعد لأعلى .. تسقط .. لارتطامهم بالإسفلت وقع بيادات جند فى طابور عرض , ينطلق من جوفيهما موءا يشبه نواح الثكالى . الغربان حطت من منفاها بعد أن ذهب عنها خوفها , أحاطوا بهم كدائرة يضربون فى الارض بمناقيرهم استعدادا لأداء الواجب مع جيران صندوق القمامة .

أنفك عناقهما القاتل .. عاد القطان ليشكلا قاعدة مثلث منفرج .. ألتئم شمل الغربان .. انطفأ سراج الحياة غادرت الروح جيفة القط الأسود ، استسلم الاغبش لحضن التراب مشلول القدرة على الحركة فاقدا الأهلية للحياة .. الأبيض لازالت تسرى فى شرايينه اللعنة ، تراوده نفسه أن يزحف يجلس على صدر غريمه و يقطع انفاس ضعيفة فى صدر شقيقه .

ضرب غراب بجناحيه رأس الأبيض يختبر مقاومته لم يتحرك .. دلى منقارة .. انتزع جوهرة عينه ترك تجويفها فارغا , نعق بفرح وجه دعوة لكل أفراد قبيلته لوليمة تكفيهم .

فى يقظة فات أوانها حاول القط الأبيض أن يدفع عن إخوته .. يحفظ جثتهم من عبث عدوهم .. لم يستطع جر نصفه الخلفى , قررت الغربان أن تستنزفه ترتوى من دمه الساخن .. تشق كجراح ماهر بطنه .. تتلذذ بأكل أمعاؤه حيا .

ودع القط الابيض صندوق القمامة بدمعة ندم على سادة فرضوا سطوتهم على مربع حرموا الغربان من الحلم بالنزول عليه أصابتهم اللعنة لم تدعهم ألا صرعى يرقدون على خط مستقيم .

طارق الصاوى خلف