آخر 10 مشاركات
عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          رجل السانتا (93) للكاتبة Kristine Rolofson .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          همسات عاشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نسمة صيف 1 - )           »          تانغـو -الجزء الأول -غربية زائرة- للكاتبة الرائعة: Eman Sakr *كاملة & الروابط* (الكاتـب : Eman Sakr - )           »          مُلوك تحت رحمة العشق *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          الطريق الى فينوس (65) للكاتبة الساحرة athenadelta كاملة (الكاتـب : تماضر - )           »          478 -سر القمر الأزرق-رينيه رورزيل-أحلام جديدة( كتابة فريق الروايات المكتوبة/كاملة *) (الكاتـب : أناناسة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree125Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-06-15, 10:11 PM   #1581

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,202
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي


تسجيل حضور وبانتظار الفصل

ebti غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-15, 10:17 PM   #1582

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

مسا الخير قمرات...
كمان ربع ساعة باذن الله راح انزل الفصل...
تجمعووووووووووووووووووووو ووووووووووووا


eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-06-15, 10:22 PM   #1583

ام رناد
alkap ~
 
الصورة الرمزية ام رناد

? العضوٌ??? » 5951
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,141
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ام رناد has a reputation beyond reputeام رناد has a reputation beyond reputeام رناد has a reputation beyond reputeام رناد has a reputation beyond reputeام رناد has a reputation beyond reputeام رناد has a reputation beyond reputeام رناد has a reputation beyond reputeام رناد has a reputation beyond reputeام رناد has a reputation beyond reputeام رناد has a reputation beyond reputeام رناد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أنا هنا أهوه
جيييييييييييييت


ام رناد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-15, 10:23 PM   #1584

maysleem
 
الصورة الرمزية maysleem

? العضوٌ??? » 120236
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,241
?  نُقآطِيْ » maysleem has a reputation beyond reputemaysleem has a reputation beyond reputemaysleem has a reputation beyond reputemaysleem has a reputation beyond reputemaysleem has a reputation beyond reputemaysleem has a reputation beyond reputemaysleem has a reputation beyond reputemaysleem has a reputation beyond reputemaysleem has a reputation beyond reputemaysleem has a reputation beyond reputemaysleem has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور في الانتظار

maysleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-15, 10:25 PM   #1585

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

مسا الورد تسجيل حضور

rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 03-06-15, 10:31 PM   #1586

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

الفصل الثالث و العشرون...
24
عنوان الفصل: أثر...


يتأمل العضة التي مازال أثرها في عضده...
كانت آثار أنيابها نافرة في لحمه...
أما الآن لم تعد إلا ندبه...
ندبة تذكره ببعدها عنه...
بكل قوته حافظ على أعصابه و هو يعلم أنه لا يليق به أم يخلط بين كبته الشخصي و عمله...
عمله الذي من المفروض أن يركز عليه بكل قوته... لذلك أرسل ضغطه النفسي و غضبه لآخر عقله و انشغل بأخشابه و منشاره و طلبياته...
و خلف أعين الكل في ورشته الصغيرة، أخذ يطفئ قهره بالنحت الذي هو برودة ثلجية لحروق روحه... النحت هو روحه و مصدر الهدوء النفسي له...
عاد يباشر عمله بالإزميل الدقيق لتفاصيل هو يعشق اتقانها...
أخيراً وقف يتأمل القطعة الخشبية التي انتهى من صنعها... يدور حولها و هو –بلا غرور- منبهر بما أتقن صنعه...
بلا إرادة حادت ذكراه للعجوز الايطالي الذي أعاده للصنعة...
العجوز الذي يقضي عمره ينحت أوجيني طوال الوقت...
يا ترى هل توقف؟؟
ابتلع ريقه و هو يتوقف عن الدوران و يرتكز بمرفقه على منضدة قديمة ليرمق عمله بنظرة شمولية...
كانت هي...
على الرغم من عدم وضوح الملامح و قد انسدلت خصلات شعرها الكثيفة تغطي معظم ملامح وجهها، إلا أنها كانت هي...
ابتسم ابتسامة شيطانية و هو يتخيلها تراها...
الجسد المحروم منه كان شبه عاري...
أقول شبه عاري ليس لستره ببعض الثياب، بل لأنه استعاض عنها بثعبان... ثعبان التف حولها بطريقة احترافيه ليخفي الكثير من جسدها و قد تضخم في منتصفه ليكون أناكوندا عرضها بسمك خصر الفتاة...
لم تكن خائفة كما يراها كل مرة حينما ترى ثعبانه، و لكنها كانت مستسلمة بلا أي مقاومة...
فقط خصلات الشعر تتفرق بشكل محترف؛ لتظهر العين الساكنة بلا أي أمل، تلتقي نظراتها الميتة بعيون الثعبان المستديرة، بينما يبرز ثغرها عبر خصلتي شعر، مطبقاً بلا مقاومة!
الوجهان متقابلان، وجهها مستسلم لقدره –كما يحلم- أما الثعبان يحدق بها بشهوانية حيوانية و رقيقة، و كأنه ينتظر اللحظة الفاصلة لينقض عليها. عنقه المنحني بنصف دائرة منحه مركز قوى لا يقدر.
منحوتة متوسطة الحجم بطول اثنان و سبعين سنتيمتراً و قد أتقن كعادته أصغر التفاصيل... الخصلات البرية تنتثر بعفوية يراها دوماً و هي نائمة...
الثنايا الملائمة لرقة جسدها و قد التصق به كثيراً خلال الأيام الفائتة مع نومها في منتصف السرير... الثغر المثير بشفة سفلى ممتلئة بطريقة طبيعية و الشفة العليا متناسقة معها بهبة ربانية...
المفاتن الذي اختفت بطريقة مثيرة مع التفاف الثعبان حولها، و كأنه يغار عليها!
الأصابع تتمسك بالجسد المحرشف أسفل خصرها بطريقة تجعل المرء يتساءل... أهي تجذبه و تستمد الأمان منه، أم تحاول بلا جدوى ابعاده عنها؟!
أخيراً وقف يحدق بها و قد انتهت بدهان لامع شفاف...
لم يحب أن يلونها يل تركها بلون الخشب الفاتح...
حادت عينه كعادته –مؤخراً- لأثر العضة بمعصمه، قبل أن يلتفت للتمثال...
لا هو ليس بعجوز ايطالي يعيش مجنوناً بذكرى امرأة ميته...
فكر و هو يخرج فأساً قوية...
بل هو حي...
حي و هي حية...
و هي ستكون له...
قريباً جداً ستكون...
و بلا تردد رفع الفأس، و بدأ يحطم التمثال الذي أتقن صنعه!
***

شيء أجبرها على أن ترفع رأسها...
لا ليس شعور ما؛ فقد كانت غارقة بتفكيرها بالعمل، منحية –هي الأخرى- القسم الأكبر من مأساتها لمؤخرة تفكيرها... غير أنه بخبث يتسلل للمقدمة معكراً صفاء حياتها...
حياتها الشخصية التي أصبحت تتداخل مع عالمها الآخر...
و الدليل على ذلك ما رآه فاضل و ناقشها فيه قبل لحظات من خروجه من مكتبها...
نهضت و هي تشعر بالخواء الابداعي و تحركت للنافذة كما فعلت قبل قليل و صدى كلمات فاضل المفتي تعاد في ذهنها...
"إنه يقف هنا كل يوم..."
التفت إليه و قد انضم دون إذن لنافذة مكتبها يحدق بالرجل الذي عينه زياد يراقب المبنى دون مواراة...
حاولت استحضار هزة كتف لا مبالية لكنها كانت فاشلة...
أسبوعاً آخر يضاف لعمر زواجها الغبي حتى أنه بدأت تفقد إيمانها، بقدراتها الخارقة لإنجاحه...
زواجها، لا يحتاج لإنجاح، و لكنه بحاجة لإنعاش!
بل في الحقيقة ذكرها بالقصص عن القبائل التي تستخرج جثث موتاها و تحتفل معها...
نعم زواجها نوع من هذه الجثث المرتدية أحلى حلل و يتباهى بها الجميع!
"و أنت تعرفين لم هو هنا".
لم يكن أيضا إلا تقرير لما وصل إليه عقله العبقري...
أغلقت عينيها و كلماته بمثابة خنجر يغرس كل يوم في جثة زواجهما...
الأحمق فقط من يظن أن الجثث لا تتألم بالطعن...
لأنهم يظنون أن الجثة ملك فقط لصاحبها الميت...
لكن الحقيقة أن الجثة ملك لمن أحبها...
و هي مجنونة متيمة بجثة زواجهما!
و لأنها تحب هذا الزواج بكل من فيه التفت لفاضل ببسمة هادئة...
"أعرف أو لا أعرف... هل يؤثر الأمر على العمل؟"
حدق بها للحظات و هي تتحدث بهدوء و كأنها تظن أنه سيسكته... إلا أنه تحدث بصرامة قوية متجاهلا حماقتها...
"اهتمامي ليس فقط محصورا بالعمل دعد... اهتمامي محصور بمن ينتمي لي... إياك أن تحاولي، أن تقلصي علاقتنا لهذه الحدود الفارغة!"
أغلقت عينيها للحظات و هي تحاول اخراج كلمة لا شأن لك بأدب، إلا أنه لم يعطها فرصة و هو يسأل بثبات...
"سؤال تأخرت كثيرا بطرحه دعد... لكنني الآن أجد نفسي مجبراً على خرق أي حدود..."
خفق قلبها و هي تلتف إليه و هي تعي أنها لن تخرج لا شأن لك...
"كيف هو زواجك دعد؟!"
لا تدري لم ابتسمت ابتسامة ساخرة و التعبير الذي دار في عقلها قبل لحظات تقدم للسانها كي تجيب...
زواجي جثة سيدي... فهل يرضيك؟!
"جيد فاضل... زواجي جيد... أنت تعلم أن الحياة الزوجية عبارة عن أفعوانيه مرة بالأعلى و مرة بالأسفل!"
حدق بها لثوان و هو يعلم أن أفعوانيه زواجها حمقاء و مركبة للأسفل تماماً!
"دعد... تذكري دوماً أنك لست وحدك في هذه الدنيا... لا يعني أن والدك قد مات أنك وحيدة... أنا هنا لأجلك... و مستعد أن أقلب الدنيا على رأس من يحاول سرقة فرحتك!"
كالعادة شعرت بالشجن و الفراغ التام مع هذه الكلمات،
لكنه تجاهل هذه الأعراض الأنثوية و أتجه للمكتب خاصتها و أخذ يناقشها ببعض التصاميم، دون أن يشعر كلاهما بالوقت، إلى أن خبط على جبينه و هو يتذكر...
"يا إلهي... ستقتلني فاتن..."
ابتسمت بمحبة و هي تجد أن وجود فاتن مع هذا الرجل مثال جميل في الحياة، و يمنحها الأمل في نضالها...
"هل مازالت على تعصبها المجنون!"
تنهد و هو ينهض بتثاقل لا يناسب بنيته العضلية الجيدة على الرغم من تجاوز عمره لمنتصف العقد الخامس...
"لازالت مصرة أنني يجب أن أشعر بميعاد ولادتها قبلها... هذه علامة على الترابط الروحي... يا خالقي أجرني... كيف سأشعر ببذلك دون أية اشارة منها!..."
لا تدري كيف اتسعت بسمتها و هي تنهض لتسير معه ناحية الباب و ترد عليه بتسامح...
"يجب أن تتحملها فاضل... إنها في الشهر التاسع... و مخاوفها تعاظمت!"
تحدث بعفوية سببت لها طعنة مؤلمة...
"أعلم ذلك... لذلك قررت أن أقضي وقتاً أكثر معها... كنت سأعتمد على وجودك هنا و أنني لن أترك المكتب بأيدي غريبة، لكنني الآن لا أعرف ماذا أفعل... ربما... اممممممممم..."
ظلت صامتة تنتظر تكملة الـ امممممممم إلا أنها ظلت معلقة و هي لا تفهم شيء إلا أن فكرة تختمر بعقله، و قريباً سينفذها...
و لم تستغرب و هي تراه يخرج و عقله لا علاقة له بالعالم الحالي...
شعرت بحسد ناحيته على قدراته العالية، على الفصل بين حياته و مشاكلها و عمله المميز...
عادت للواقع و هي تجبر نفسها للعودة لمكتبها... يجب أن تعيد ربط عقلها بواجهة ثابتة لمؤشر عقلها...
غصباً عنك دعد ستصممين هذا التصميم بطريقة.........................
"مرحبا دعد..."
التفتت لأمها التي قاطعت تفكيرها و هي تدخل للمكتب دون استئذان...
***

تقف بتوتر خلف باب مكتبها و هي لا تجرؤ على طرقه...
كانت متوترة و كأنها لأول مرة ترى ابنتها...
الاعتذار ليس من أبجدية ماجدة لذلك هي تتجنب الوقوع في الخطأ قدر الامكان حتى أنه نسيت في آخر عمرها أنها انسان خطاء!
تفكيرها كان محصوراً كيف تراضي ابنتها و بنفس الوقت تحتفظ بكرامتها و بعدها تنقل الخبر الذي مازالت تشعر بالخزي منه!
ليس خجل لكنه خزي!
يا ربي في هذا العمر يحدث الحمل!
كيف صار!!
بالله عليك ماجدة هذا سؤال؟!
تذكرت كيف عادت للمنزل بعد ليلة قضتها في المشفى تحت المراقبة...
نظرات مهاب المتهمة أشعلت ذلك الشعور فيها...
أما حاتم فكان فرح...
يا إلهي كم هو سهل على الرجل أن يفرح بأي عمر!
"لقد أنجبت خديجة زوجة الرسول صلى الله عليه و سلم كل أطفاله و هي قد تجاوزت الأربعين... لذلك لا هو عيب و لا خطأ... أعرفك أقوى من ذلك... "
نعم هي أقوى من ذلك...
لكن الهرمونات تلعب بلا عدل...
الطفل عمره شهران في رحمها...
و يجب أن تهتم جيداً بصحتها و نفسها، لأن الحمل في هذا العمر لا يكتب له الاستمرار بسهولة...
مثبتات حمل...
مقويات مغذيات...
فحوصات دورية...
راحة تامة...
يا ربي...
لقد أنجبت طفلين قبل ذلك و كانا سليمين مثل الفل!
هذا قديماً سيدتي و قد كنت في العشرين من عمرك...
و لتعلمي سيدتي أن المرأة في هذا العمر تكون بأوج قدرتها على العطاء و البناء... لذلك أطفالك كانوا أصحاء دون أي حاجة منك لبذل المزيد من نفسك!
"ماذا تظن دعد ستقول؟!"
سألت حاتم و هو يعدل الوسادة خلف ظهرها...
هز كتفيه قبل أن يجيب...
"دعد الآن متعبة... دعيها تستقر فيما تنويه... لقد تركناها هذه الأيام كي ترى ما هي مقبلة عليه بنبذك... لكنها بحاجة لك ماجدة... أما بالنسبة للحمل، فأنا على يقين أنها ستسعد به!"
ابتلعت ريقها و هي تشعر بالذنب مرة أخرى لما فعلته بابنتها... لم يكن أمامها حل...
لم يكن...
بل كان... كان من الممكن أن تضحي بنفسها لتأمن ابنتها...
سرت في جسدها قشعريرة باردة و هي تتخيل فقط تخيل أن ذاك الرجل المقزز، زوجا لها... كانت لتقتل نفسها قبل أن تحط نظراته - بإرادتها الحرة- عليها!
"لن تسامحني... اعلم ذلك حاتم... دعد ابنتي و ابنة الصانع... و كلانا حرم من القدرة على المغفرة... لن تسامحني!"
لا يدري لم شعر بغيظ بالغ من سلبيتها تجاه ابنتها... حاول أن يكون على الحياد لكنه الآن يشعر أنه يجب أن يتكلم و إلا أصبح فعلاً شيطان أخرس...
"ماجدة أنت لا تبذلين أي جهد لأجل مصالحتها... و كأنك تخافين أن تبذلي جهداً و يكون دون طائل... هل تخيلت فقط الحياة التي تحياها مع رجل فعل كل هذا بكم... هل تتخيلين كم يعلم أنها وحيدة بلا سند... أنا مستعد الآن أن أخرجها من بيته و أدفع كامل ديونكم، حتى لو اضطررت أن أبيع كل ما أملك حتى السوبرماركت... لكن ليس المال ما تحتاجه الفتاة... هي بحاجة لأن تعلم أنها ليست وحيدة في هذه الدنيا... ليست بلا سند... ماجدة يجب أن تقتحمي عالمها... برضاها أو غصبا عنها... و للعلم... لم أرى كائناً حي مثل ابنتك يمتلك طاقة تسامح و حب... هي فقط مصدومة بك..."
شعرت المرأة بخزي أشد مع التأنيب الذي نالته مغلفا كل كلمة من كلماته، و هي تدري دون أن يتحدث مدى الضرر المادي الذي سببته طليقته أم مهاب، لتقول باندفاع...
"و كيف أذهب، و هو يمنعني من الوصول إليها... حتى هاتفها أغلقته و لم ترد على اتصالاتي... حاتم أنا..."
"آسف ماجدة... الوضع ليس أنت... الوضع هي... أنت هنا آمنة مع زوج يحبك... أما ابنتك فلا أعرف ما يفعله بها هذا المجنون لتبقى... لا أستبعد أن يهددها، كي تبقى عنده ليمارس عليها ساديته المجنونة!"
تسارعت أنفاسها و كأنها لأول مرة تستوعب أن الصانع من الممكن أن يؤذي ابنتها بهذه الصورة،
أما هو فلعن حماقته و هو يراها تصفر و جسدها يرتجف بضعف تلائم مع حملها الغير مستقر، ليضمها ناحيته و هو يحاول أن يطمئنها أن دعد قوية و قادرة على أن تصد هذا المجنون، إلا أن المرأة قررت أن المهلة للتفكير انتهت و أنها يجب أن ترى ابنتها غصباً عن الصانع حتى و إن كانت ابنتها منهم!
و هذا ما فعلته و هي تدفع الباب برفق و تلقي التحية على ابنتها.
***

noor elhuda likes this.

eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-06-15, 10:33 PM   #1587

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

هل انعكست الآية؟!
فكر و هو لا يتلقى جواب مع اتصالاته المتكررة لها...
لين التي سكنت فجأة و هو بحماقة يخبرها بحمل زوجة أبوه...
لو كان هنالك ذرة عقل في رأسه ما كان فعل هذه الفعلة المجنونة!
المشكلة أنه للحظات ينسى من هي و ينسى عقلها المجنون، و يسكب بحماقة عفوية كلمات يظن أن متلقيها انسان طبيعي!
و لا يدرك كم هو أحمق إلا مع ردة الفعل الملتوية التي تفاجئه!
ألقى الهاتف برفق على السرير و هو يتخيل حالها... فجأة خفق قلبه بعنف أن تكون الحمقاء قد آذت نفسها، بجرعة مضاعفة... كم يتمنى لو يذهب لمنزلهم و يشدها من شعرها كرجل كهف لكهفه، أقصد شقته!
لا، لم تكن لتؤذي نفسها...
على الأقل كان سيعرف من المحكمة باعتباره –قانونياً- الزوج و الذي سيرث ميراثها و الذي لا يعرف عنه شيء!
نهض و تحرك ناحية الشرفة. البرودة أخذت تتسلل لهواء الليل الخريفي...
حدق بالإضاءة القوية حوله و تفكيره بماضيه و حاضره و حياته ينطلق مرة واحدة...
هي ساعة من الساعات التي ينطلق فيها الشجن،
لكن شجنه مختلف...
من ناحية خبر حمل زوجة أبيه و أخ أو أخت في الطريق يؤثر به بطريقة لا يفهمها...
لا يعلم لم هو متضايق...
لا يفهم لم لا يعجبه الأمر... ليس أناني ليطلب حب والده له وحده... و ليس طفلا ليرفض هذا الطفل... هو يشعر بشجن غريب يسيطر عليه و لا يعلم له سبباً...
و من ناحية أخرى لين التي تعرت روحها أمامه، لم تستطع أن تعري روحه...
العري قبيح و إلا ما ذكر بالقرآن بسوءة!
العري فظيع أيا كان ما وجب ستره...
و هو يشعر بأنه مكشوف بضعف و انحلال!
أغلق عينيه و هو يتجاهل الكون حوله...
يشعر بخواء مريع...
خواء قاتل...
يتأمل مرة أخرى المدينة في الليل المهيب، لكن صورة ما عالقة بذهنه...
لم علقت؟؟
لا يفهم...
كعربي تبلدت كل مشاعره و هو يرى الموت بكل أشكاله على كل القنوات و جواره و في كل مكان!
حتى أنه يظن أن السادية في العرب أكثر منها في أي شعوب، من كثرة ما رأوا من دمار...
ثم ألم يدرس منذ الصغر أن حروب العرب القديمة كحرب البسوس استمرت بدافع الملل!
يشعر الناس بالخواء و الملل، فيقتلون بعضهم البعض إلى أن يفنون!
إذن كيف تغلغلت هذه الصورة فيه...
بالبدء انطلق مندفعاً بساديته يبحث عنها... عن المرأة التي أخبرته عنها لين و لم تتجرأ أن تزور غرفتها المجاورة... المرأة التي أيقظت الانسانية فيها و جعلتها تعيد تقييم مأساتها السخيفة مقارنة بها...
المرأة التي أسقط مأساتها على رأس لين لتتذكرها...
تذكر كلمات لين التي اقتبستها عن لسان الطبيب الذي على الرغم من كراهيته لتنمره عليها، إلا أنه أحب الهزة القوية التي صدم بها زوجته...
("في هذه الغرفة المجاورة، امرأة تكبرك بعدة أعوام... فقدت زوجها... ابنيها... ابنتها... أبوها... أمها... أخوها... بل اخوتها جميعا... و بيتها راح... و بعد كل ذلك، أرغمت على ترك بلدها... و بعد ذلك تسبح الله و تشكره... تتحدثين عن الفقد إذن امتلكي بعض الجرأة و اذهبي لتريها... ربما ساعتها ستتحدثين عن الفقد... هل تعلمين من كانت معها؟؟؟"
لا تدري أن دموعها كانت تسيل مع كلمات الطبيب...
لأول مرة تجد أن بها شيء حي، يتألم لغيرها... يرى غيرها خارج تلك القوقعة التي تحيا بها...
"كانت معها فتاة... في الثانية عشر... هي كل من تبقى لها... الفتاة مصابة في غيبوبة قد لا تستيقظ منها... و أمها صابرة تحمد الله على تلك النعمة... و الآن تحدثي عن الفقد... تحدثي عن القاع الذي أنت فيه...")
لكنه ما أن رأى صوراً تخصها على الشبكة العنكبوتية، وجد أن السادية فبه أخرست و الإنسانية التي ظنها مدفونة منذ أن ولد استيقظت... الانسانية التي حرقته كله و هو يرى صورة المرأة التي تتأمل جثث ذويها بدموع وقورة منكوبة و فاها مطبق عن النواح... تقف بتجلد أمام منظر معتاد من الأقمشة البيضاء التي تستر الأجساد المشوهة...
مع المنظر وجد نفسه يحمد ربه على نعمة الإسلام الذي كرم الموتى بتكفينهم.
المنظر كان مهلك بالنسبة له!
و لم يستطع أن يقاوم نفسه أكثر و ذهب لزيارتها في المشفى ليجدها جالسة بتجلد تحمل قرآنها و تقرأ منه بانفصال عن الكون، جوار غرفة العناية المركزة التي ترقد بها ابنتها... امرأة أكبر منه بعدد قليل من الأعوام، و هو أصغر منها بكثير في الحياة!
لم يتحدث معها... كمدير تسويق يجيد فقط الكلام، و جد نفسه مخرساً جوارها!
فقط جلوسه جوراها أشعره بصغر عجيب...
بل أشعره بأن كل شيء صغير مقارنة بكبر هذه المرأة... و المشكلة أن راحة منها خففت عنه خزيه!
ظل صامتاً، و هو يخجل أن يعرض مالاً... هذه المرأة ليست تريده...
تريد شيء آخر...
و بعدها، وجد نفسه يأخذ عنوان الغرفة التي تكفلت المؤسسات الخيرية بسكنها فيها...
مازال يذكر كيف طرق الباب لأول مرة و هو متوتر...
لم يأت بأي شيء معه لأنه يخجل أن يقابل صبرها على همها بشيء مادي...
و حينما دخل الغرفة، و رأى نظرات المرأة ليديه الخاليتين، و جدها على عكس ما توقع تبتسم ابتسامة أحيت فيه جزء مما قتل من انسانيته...
تركت الباب مفتوح و هي تظنه صحفي، لكنه لم يجد في حلقه القدرة على اخراج الحروف... جلس كلاهما على مائدة صغيرة تستخدمها لكل شيء... مدت له بكوب ماء و هي تعتز بما تقدمه و كأنها تفهمه أنه فعلا أكبر نعمة، لا يقدرها إلا من حرم منها... شرب الماء بصمت و هو لا يتحدث...
فقط ينظر لكل شيء و كأنه يقدر ما تحتاجه...
و هي لم تقطع صمته بل ظلت جالسة بهدوء تحدق بدورق الماء النظيف بغطائه الشفاف...
أخيراً خرج كما دخل بصمته المخجل...
و هو أكثر شيء ملئه في حياته...
كان صمتاً غنياً...
ثقيلا... ممتلئاً بأشياء أشعرته بأن فيه شيء منسي سميناً به لننساه و هو الإنسانية...
و بدون تفكير وجد نفسه يعود بعد أسبوع... و هي فتحت الباب له ببسمتها المريحة حالما رأت يديه خاليتين...
و جلس كلاهما ينعم بالصمت الممتلئ...
خاف أن يكرر الزيارة، بعد ذلك فتفوح رائحة عفنة من تلك العلاقة كما يعشق الناس تلويث كل شيء!
و فجأة برزت في ذهنه فكرة...
و دون إضاعة وقته بالتردد خط بضعة كلمات على هاتفه المحمول و أرسلها لها...
و عندما عاد للغرفة الدافئة لم يهز كتفه بلا مبالاة،
و لم يشعر بالندم...
بل خفق قلبه و شعوره بالمسؤولية ناحية زوجته ينمو أكثر و أكثر...
***
قلبت الشفرة الحادة بين يديها...
شفرة صغيرة..
شفرة قادرة على سلبها حياتها...
هه أية حياة هذه لين...
أتصدقين حقا أنك حية؟؟
الهاتف لا يهتز لكنه فقط يومض باتصال منه...
تعود و تحدق بالشفرة... شعور عارم بالفراغ داخلها...
تتخيل أحيانا أنها مومياء مصرية محنطة و قد أفرغوها من كل ما فيها لكي لا تتعفن...
لكن الفارق هو أن قلبها أيضا متعفن ألقي للجحيم...
الاضاءة تتوقف، لتدرك بانها تهتم...
يوجد شيء تهتم به في الحياة...
لكم تتمنى لو تقتل ماجدة!
لا تدري لم حقدت عليها من كل قلبها...
هذه المرأة الحقيرة استطاعت أن تفعل ببساطة و خلال أول زواجها ما حرمت هي حتى المحاولة لحدوثة!
تحرك الشفرة فتنعكس عليها الاضاءة ثم تتنهد و هي تعيدها في علية صغيرة في الدرج و بدلاً منها تخرج علبة الحبوب...
أخدت حبتين علها تنسى الألم...
هي حرمت من أن تكون ام...
انتهى لين... انهضي و كوني قوية...
فكرت و هي تشعر بتأثير الحبوب في جسدها...
قوية؟؟
أية قوة في فتاة مدمنة...
المشكلة أنها لا تشعر بالألم...
ببساطة هي تشعر بالفراغ يملأها...
لا شيء داخلها...
فراغ كوني...
هي أدخلت روحها في ثقب أسود و ابتلعه بهدوء شديد!
زياد سيحضر بعد لحظات...
سيحاول أن يواسيها...
لا يعرف ما يقول... لذلك يجلس معها بصمت!
زياد مسكين!
لا تدري لم أطلقت ضحكة صاخبة مجنونة و هي تفكر بزياد المسكين...
أظن أنهم كلهم عائلة مسكينة...
بدئاً من أمها الحمقاء التي لم تكن ترى أو كانت تتغاضى عن خيانات زوجها المتكررة... و جدها الذي كان الكل يظن أن زوجته هي قبلته، ليكتشف الجميع أنه كان يغازل الخادمات باعتبارهن ملك يمين...
و الآن الأحمق أخوها الذي لا يحتاج لإعلان حصري ليوضح عمق العلاقة بينه و بين زوجته...
ابتسمت بسخرية...
هذه المرة جينات الخيانة تركت الواي و انطلقت للإكس...
بمعنى أن الخيانة تركت أخوها الأحمق المتيم و الكاره لزوجته، و حطت عليها...
لكنها لا تشعر بأية متعة من خيانتها لعلاء و مهاب معاً...
ربما المتعة كانت في التخفي و إخفاء الآثار... نصف المتعة يكون في عدم كشفهم للخيانة نفسها...
نعم هذا ما كانت تراه في عيني مها كلما جلست مع زياد الغافل عن عهرها...
متعتها الأولى كانت في الخداع نفسه... تغطية الآثار... خلق بدائل... التفنن برسم صورة الفتاة التقيه التي لعبته بكل وقاحة... و الانغماس بقذارتها المضادة أيضاً بكل قوتها!
لا... هي لم تفعل أياً من ذلك... هي خرجت مع كلاهما في وضح النهار... بانتحارية لا مبالية رقصت رقصتها عبر الاثنين بلا اهتمام ان تتقاطع خطواتهما معاً!
ربما لذلك هي لم تتذوق بعد لذة الخيانة!
نهضت بتثاقل ناحية النافذة...
الهاتف يومض مرة أخرى...
لا، لم تكن يوماً لذة... بل هو انغماس في السقوط المنحل... تقبل لقذارة الروح ليظن المرء أنه يستمتع بينما هو خاوي... ليست لذة لكنها سكرة... جرعة منحطة من مخدر للقيم و الاحترام الذاتي بما يشعل حرارة ما فيها...
ليست لذة، بكل تأكيد ليست كذلك...
و هنا رفعت الهاتف و تلقت المكالمة منه...
***

لا تفهم كيف وافقت على نقض اتفاقها مع علاء... كان الاحتياج يقتلها.. هي بحاجة لأن تكون معه... فقط معه تشعر بإنسانية ما تتلبسها عكس الحيوانية البدائية التي تسير كل سكناتها...
أمر صعب جداً... لكنها بحاجة له أكثر من أقراصها المخدرة... لذلك و بطبعها المجنون وجدت نفسها تجلس جواره في سيارته الصامتة... لا شيء بينهما إلا الصمت...
صمت قبل وصولهما لوجهتهما، و صمت أغنى بعد عودتهما!
كان يتوقع أي انفعال منها إلا الصمت... لكنه و بدون أن يفهم لم يتفاجأ به!
و كأنها أصيبت بعدوى المكان...
تجلس جواره بهدوء شديد و شعرها الطويل ينسدل خلف ظهرها بضفيرة طويلة... عنقها الطويل يحمل رأسا منكساً لأسفل يحدق بلا شيء...
هذا ما حصده من انفعالاتها بعد زيارة المرأة التي أعادتها دون أن تدري لعالم الأحياء...
منذ البدء على باب دارها أعطته القيادة باستسلام تام... قاد بها دون أن تسأل عن الوجهة...
صعدت خلفه -على الرغم من ألم ساقها- للطابق الثالث...
هي أرادت أي ارشاد... على الرغم من ما مرت به إلا أنها فاشلة بامتياز بأي طريقة للنهوض من كبواتها...
جلست معه مع المرأة... تجمدت دمعاتها مع كل سكناتها عندما عرفتها...
سكنت تماماً و هي جالسة تحدق مع المرأة بالدورق النظيف بعدما قدمت لهم الماء...
لا يفهم كيف أكلمت عشرين دقيقة أخرى في محراب صمتها المهيب و هي تحدق بها...
تلك المرأة الصامتة تمتلك ألف كلمة مكتوبة على ملامح وجهها... مأساتها كلها مرسومة في تلك العينين الواسعتين بجمال أثير... بشرتها الفاتحة... ثغرها الساكن... أنفها الانيق... حجابها و عباءتها الفضفاضة الخالية من أي زينة بلونهما الأسود المهيب... كل هذه الأشياء تروي قصة فقدها...
كانت صامتة اللسان لكن كل ما فيها كان يتحدث...
الماء الصافي و المائدة و جلسة مؤلمة في تحقيرها للين مرة أخرى...
يا إلهي، كيف تحملت و صبرت و لم تفقد عقلها...
أيوجد مثل هذا في الكون؟!
و أخيراً نهض مهاب ليشكرها على استقبالها لهما، لترد بلهجتها المختلفة أنهما مرحب بهما في أي وقت طالما لم تكن بالمشفى...
و ها هي تركب جواره في سيارته... لم يعدها لبيتها، بل دار بها دورة طويلة و كلاهما صامت...
هي تعلم أن دموعها على وشك النزول... فقط تريد كلمة واحدة لتنزل... و هو يريدها أن تستفيق بدون صدمات، لأن صدمة الافاقة تكون أحياناً أقسى من الغيبوبة!
بينما هي تستعيد كلمات همست في أذنها من المرأة و هي تودعها، عندما سألتها لين عن اسمها...
"نحن لا نملك اسم أو وجه أو هوية... صورة مكررة، لذلك أنت لن تتذكريني... لكنني أذكرك سيدتي... أذكر كيف كان أخوك محترقاً لأجلك... و كيف كان زوجاً مرعوبا لأجلك... كيف أنه مازال هنالك من يرتعب لأجلك... هذه نعمة كبيرة سيدتي... نعمة لا تقاس، أن يكون هنالك من يمنحك بلا طلب شيئا لأجلك... لك أنت... فقط لأنك أنت..."


eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-06-15, 10:35 PM   #1588

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

ظلت الكلمة تتردد في ذهنها لأنك أنت...
لأنك أنت...
ماذا أنا أصلاً...
مدمنة مستسلمة حاقدة منتقمة انتحارية فاشلة تقبع بزاوية بعيدة عن الكون بتعالي الفاشل الذي يخشى الاعتراف علنا بفشله إن أعاد كرة المحاولة!
ماذا أنا؟؟
دمعة سالت... سقطت من عينها مباشرة دون أن تسبح على صفحة خدها ليدها الرابطة في حضنها...
دمعة أخرى سقطت بنفس الطريقة...
لا شهقة... لا تغير في التنفس... فقط دموع تتساقط مباشرة ليديها تغسلها من دنس ما تحمله و تدسه في فمها...
"لين..."
لم تلتفت إليه و لم تتساءل كيف شعر بها... لم تهتم إلا بيده الموضوعة على فخذها بدعم... لم يكن هنالك إلا حرارة الدعم و قد انحسرت حرارة الرغبة الحيوانية بينهما...
لم تكن قد شعرت به و هو يوقف السيارة أمام الشاطئ شبه الخالي مع برودة الجو وقت الأصيل...
صمت آخر امتد بينهما و قد سيطرت خلاله على الدموع التي تحدت إرادتها و سقطت... أخيراً تنهد بتعب و عينيه على الشمس التي تغرب في البحر...
"الآن لين... هل تستطيعين؟؟"
التفتت إليه و هي تفهم ما يقصد لكنها لم تتحدث، ليكمل هو بهوء شديد...
"لا أستطيع أن أجبرك على شيء لا تريدينه لين... لكنك أيضاً لن تجبريني على تقبل ما لا أطيقه... و أنا أكره الادمان لين... لا أكرهه، لكنني لا أستطيع التعايش معه، كما لو نطلب من الفلسطينيين التعايش مع اليهود!... مصابك ليس آخر مصاب و لا أوله... آن الأوان لين لكي تستيقظي... تفهمي الدنيا حولك... لذلك و لآخر مرة لين أسألك... هل تريدين أن تبدئي من جديد... أعدك أن أقف جوارك... أعدك أن أسندك... أعدك أن أبذل كل جهدي أن تخرجي من مستنقع الادمان، و أيضاً أعدك أن أكون لك الزوج الذي تستحقينه بالعلن... لذلك أريد أن أضع نقطة في سطرنا القديم لنبدأ سطراً جديداً... سطراً نظيفاً... سطراً يمنحنا الاحترام المتبادل..."
ظلت تنظر إليه و هي تفكر بكلماته... ثم هزت رأسها بتعب شديد و هي تحاول أن تجد تبريراً واحداً قيما يشرح رغبتها بالاستمرار في الانغماس في هذه البركة من الانحطاط...
فقط تبرير واحد...
لكنها لم تجد... فقط هزت رأسها ليقول عنها بهدوء...
"أعلم أنك خائفة... خائفة أن تواجهي العالم مباشرة دون دعم حبوبك المسكنة... لكنها لا تدعمك لين... افهمي هذا بكل ما فيك من فهم... هي لا تدعمك... هي تسيرك بطريقة مخزية للأسفل... لا يوجد شيء يدعمك للانحدار إلا هذه الآفة..."
ظلت تنظر له دون تعليق... ثم بحكم العادة خرجت كلماتها بدون تزويق...
"مر شهر على طلاقنا مهاب... هل تريد أن توثقه، أم تريده أن يبقى هكذا دون أي معنى..."
عقد حاجبيه و هو يقول بخشونة...
"ماذا تعنين؟؟"
حدقت به بلا مواراة مرة أخرى...
"اعني أنك بأي صفة ستقف جواري... أنت حالياً لا تفرق عن أي واحد غريب... و حتى لو كنت غير غريب، و زواجنا الغبي مستمر... زواج سري نخجل منه كلانا... لأنك تخاف أن تظهرني جوارك بالعلن... أما أنا إن فعلت فثق أن أخي و صاحبه سيقتلانك بعد أربعين يوم من التعذيب!"
الضآلة التي تتقاطر من كلماتها أصابته بمقتل، لتشعل ناراً ظن أنه نسيها فيه...
و بدون كلام و قد استطاب قوة الصمت أدار مقود سيارته و في عقله فكرة واحدة!
***
"ما الذي كان يفعله المفتي طوال هذا الوقت في مكتبك؟؟!"
رفعت رأسها للرجل الذي اقتحم الغرفة التي تقضي بها كل يومها طالما هي في هذا المنزل... ظلت تحدق به بصمت و هو ينتظر جواباً لكنها بدت و كأنها أصلاً لم تسمع السؤال، ليضم قبضتيه و هو يعيد السؤال لكنها قاطعته فجأة...
"لو كانت أمي قد تنازلت عن حقها في إرث أبي... و أعطتكم التوكيل الذي تسيطرون به على ما أملكه... هل كنا سنكون بأمان منكم؟!"
حدق بها و هي تسأل سؤالاً لا معنى له...
"ماذا؟؟ أظن أننا... أعني ربما... لكن... ما علاقة هذا بالمفتي!"
ضمت شفتيها تقاوم غصة تحرقها و هي تنهض لتقف قبالته...
"كل شيء له علاقة ببعضه... الكون كله مترابط... المادة البينية تربطنا بكوكبة الدجاجة... الثقوب السوداء تمتص مجرات بأكملها... و تنتظر بترقب ذئبي اقتراب مجرات أخرى غافلة عنها لتبتلعها بسكون..."
رأسه مائل و هو فعلا تاه بين حروفها، بينما هي تحط للبعيد بعينها...
"لو مثلا أمي تنازلت عن ارثها، لكنا بقينا في القرية بأمان... أحاديث جدتي الليلية، و سهر الشباب... أعراس جميلة يحضرها الكل، و الكل أسرة واحدة... و لما كنت رأيتك، انت و فاضل المفتي، و ما كنت لتسألني عنه!"
مط شفتيه بأن ما تقوله مهم، لكنه كان هذر فائض، لذلك أعاد السؤال بحزم..
"جيد... كلام ممتاز... و بما أن لو تفتح عمل الشيطان، و الشيطان أصلاً مستوطن هنا، فلما لا نتجاهل فرضيات و نتعامل مع الواقع... ماذا كان يفعل المفتي لساعة و نصف في مكتبك..."
ثوان قصيرة سيطرت فيها على شجنها و شحنت تأثير أمها للخلف، و هي يتقول بصوت أعطته كل طاقتها ليكون ثابتا لكنه مرهق نزق...
"ماذا تظن... هيا أعطني فرضية منك... ماذا كنا نفعل... فعل مخيلتك و ارسم صورة كما تريد... أنت زرت مكتبي... يوجد فيه مكتب... أنت تعلم أن المكتب متعدد الاستخدامات... يوجد أريكة صغيرة... كلنها تفي بالغرض... يوجد............."
أغلقت عينيها فجأة و هي تعض على شفتيها بقنوط...
"يا إلهي... لقد تعبت... حقاً تعبت... أنت تستنزفني كما في قصص الاطفال عن الصياد النشط... ما الذي تريده زياد... ما الذي تبحث عنه... تريدني خائنة إذن اختم على ذلك... تريدني فاسقة أنت حر... تريدني............ "
هزت كتفيها بعجز و هي تجلس بتعب مرهق على لأريكة التي تحمل ذكريات مجنونة لهما...
"لقد تعبت... فعلا تعبت... أستسلم... هنا أرفع الراية و أستسلم... فقط وفر علينا كل هذا الذل و أرحني... تريد أن تنتقم إذن انتقم... تريد أن تذبحني إذن افعل... تريد........... أي شيء تريده افعله... فقط اعتقني من كل هذا... بربك افعل!"
كما كل مرة يكون معها تتبدل مشاعره بطريقة مجنونةً، و هو يتجه ليجلس جوارها... منظرها اليائس قتله... لا ينكر أن الرقصة المحسوبة بينهما كانت تمتعه بقدر ما تحرقه... يتقدم خطوة تتراجع بواحدة مدروسة يتراجع لتتقدم... تدور حوله بحلقات مثيرة و هو واقف ينتظر بتأهب أن يلتقطها مع أول بادرة تعب.... كهذه البادرة!
لذلك تراجع الثائر و برز الوجه الذي يستمد قوته من قلبه و هو يحتضنها من كتفيها مقرباً إياها ناحيته و همسة منه حنون تتسلل لأذنها...
"ما الذي حدث دعد لتستلمي مرة واحدة!"
و كأنها تنتظر هذه الكلمة لتستلم مرة واحدة... و تنفجر ببكاء مؤلم... كلمات متألمة تشكوا له حالاً هو صانعه بها...
"أمي... أمي زياد... أمي التي رمتني لكل هذا و خرجت بثوبها طاهر لم يتدنس... تأتيني بكل فخرها و شرفها لتخبرني..."
رفعت عينها المحمرة بدموع تسيل و أخرى تتساقط بتتابع على رموشها...
"أنها حامل..." هزت كتفها و غصة تخنقها بينما كرهه لماجدة يزداد بتتابع هندسي...
"هي حامل... سترزق بطفل... لها زوج يحبها يثق بها... يحميها... يتحمل دلالها و تفردها... هي نالت كل شيء..."
حقد تسلل لحروفها و هي تتذكر والدها الذي كان كعبد لها في عشقه... و حاتم الذي أخبرتها بالحرف الواحد عنه...
(حاتم مستعد أن يحمينا دعد منه... سيبيع كل ما يملك ليسدد ديوننا... تعالي معي دعد... كوني معنا و سنحميك من هذا المجنون...)
رفعت عينيها لعيني زياد بقهر من هوانها في كل شيء...
"هي تنال كل شيء... هي تأخذ كل شيء... الكل عبيد تحت قدميها... زوجها الأول عشقها و عشق التراب الذي يتركه نعلها... و زوجها الثاني مستعد أن يتنازل عن كل ما يملك لأجل رفاهيتها..."
انتبهت متأخرة للهجتها و الحقد الذي فيها لمن يفترض أنه أهم كائن حي بالنسبة لها، لتدفن وجهها بين يديها بخزي و هي تقول بصوت مكتوم...
"يا إلهي... ما الذي صرت إليه... ما الذي أتحول إليه"
أغلق عينيه بمشاعره المتضاربة لثوان، قبل أن يهمس بأذنها...
"أنت لا تتحولين دعد... هي التي تستفز فيك كل ما يجعلك ترين نفسك بصورة أخرى..."
لكنها كانت بعالم آخر و هي تقول بخفوت و مشاعرها الغاضبة تؤلمها...
"لم لا أحظى بزوج يحبني... لم لا أحمل في أحشائي طفلاً صغيراً... لم لا تكون حياتي سهلة و مباشرة... لم كل شيء معقد و مرتبك..."
ثم رفعت عينيها إليه بنظراتها المنهكة...
"أنا لم أعد أنا... مستواي في التصميم انخفض... هل تعلم ماذا قال لي فاضل... قال أنه كان سيركن لي لأهتم بالشركة وقتما تلد زوجته... قال أنه كان... هب تفهم معنى كان... معناه الماضي... معناه أنني لست هي تلك المصممة... هل تعلم ماذا قالت لي أمي... قالت لي أنني صانع... أنني لا أنسى بسهولة و أحقد بسهولة.... أنا لم أعد أعرفني... فقدتني في هذه المعركة الخاسرة... أسيرة في مكان ما محبوسة أنتظر مني أن تحررني... ليس أنت و ليس هي و لي أي أحد يحتجزني... بل أنا... أنا من أقيد نفسي..."
أخذت نفساً مرتجفاً و كأنها لأول مرة تفهم هذه الحقيقة الواضحة....
"أنا من أهين نفسي لأنني دونكم لا أعود أنا... لقد أردت ببساطة أسرة عادية... زوج أحبه قدر ما يحبني... أقسمت منذ البداية أن أعشق الرجل الذي سيكون زوجي... و لسوء حظي... سوء حظي..."
كررتها بسخرية قبل أن تنفجر ضاحكة بطريقة مشوشة، و هو ينظر إليها و كأنها تؤدي دوراً في سيرك مجنون...
"لا... ليس سوء حظي... لا... هو قدر... أنا أؤمن بالقضاء و القدر... أنت قدري... ربما يجب أن أفهم بالطريقة الصعبة أن الزواج ليس غمامة عشق بكل الألوان... ربما هو لون واحد بتدرجات كثيرة... نحن فقط نتعامى عن الحقيقة الواضحة..."
لم تكن تحادث إلا هي... و كأنها تفهم نفسها الحقيقة... مواجهة قاسية بينها و بين الحقيقة تتضح في حضوره...
"و ما هي هذه الحقيقة الواضحة دعد... أخبريني بها عل عمانا نحن الاثنين يشفى مع صدمتها..."
نظرت إليه لوقت طويل و كأنها تقرأ تلك الحقيقة من ملامحه التي تهيم بها...
"الدنيا كلها رمادية كئيبة... تتخابث هنا و هناك و تجعل خيالاتنا تشتعل مع ظلال متخفية، تنتظر بترقب سادي أن نكتشف بأنفسنا أنه كله مثل بعضه... رمادي... الكون كله رمادي... "
ثم دارت بعينها في الغرفة الملونة بأخضر و أبيض مع خشبي داكن، لكنها رأتها رمادية كئيبة... عادت تنظر لسروالها القطني المريح البنفسجي الداكن، لتراه رمادي... بلوزتها الصفراء الربيعية أيضا رمادية... خصلات شعرها رمادية... عيناه رمادية... ملامحه رمادية... كله يتداخل مع بعضه... لا شيء يفرق عن الآخر... ظلال خادعة رمادية...
رمادي، رمادي، رمادي!
هزت رأسها بأسى و هي تستكشف حقيقته المؤلمة مع محاولتها للتحرر منه، لكنه لم يسمح لها... بل ضمها أكثر و بقوة مؤلمة و هو يتحدث فوق رأسها...
"لا... ليس رمادي... كله ألوان... كله حياة... لا تكوني يائسة ضعيفة دعد... كوني قوية كما توقعتك دوماً..."
لكنها فاجأته و هي تدفعه بقوة لتقف قبالته بجنون، بينما تنفجر بصرخة مكبوتة بكل ما فيها...
"أنا لست قوية... لست كما تتخيلون... أنا أضعف مما تتصورون... أكبرت قوتي بطاقة حبي المزيف لك... نعم مزيف لأنه رمادي... أردته أن يكون ملون في حياتي المملة... لكنه كان متخفي بألوان كاذبة بهتت مع الحقيقة... أنا لست قوية زياد... كلكم تتخيلونني قوية لكنني لست كذلك... أنا منهكة... متعبة... أنا أكره ما صرت إليه... هل تفهم ما صرت إليه... أنا أغار من أمي... أحسدها... هل تتخيل كيف تحولت لهذا الكائن البائس... كائن حقود... لم أكن حقودة في حياتي كلها... حتى على جوركم و ظلمكم علينا، حاولت أن أجد بعض الأعذار لكم... لكنني الآن أخبرك... أنا تحولت... أنا........."
فوجئت به واقفاً أمامها، يمسكها من كتفيها بقوة و هو يقول بنفس القوة...
"لا لم تتحولي... ليس و في هذا الصدر نفس هذا سيحدث...أبداً لن تتحولي لهذه الصورة... ليس أنت من تستسلم لهذا الضعف المريع... لن تستسلمي و أنا معك... سأكون معك و أمنعك من أن تسقطي في وحلها!"
"لماذا؟؟"
بوغت بالسؤال لكنها أكملت بإرهاق...
"لماذا؟؟ ربما الاستسلام أسهل... ربما الدوامة التي تجذبني هي الصواب... أنت لن تثق بي لو انطبقت السماء على الأرض... و أعلم أنه خطأي... و يجب أن أدفع ثمنه لآخر لحظة في عمري... و أمي تعيش... أمي ستنجب طفلا ليربطنا معاً بأخوة لن تستطيع انكارها... الكل يعيش على حافة الدوامة و لا يمد يداً واحدة لينقذني... لم أريد أن أكون معكم... ربما الضياع معها أهون و أسهل..."
انتهت و انتهت طاقتها... فقط تعب يتلبسها مع كل المواجهات الصادمة لها، و واقعها المخزي يسخر منها بشكل علني... حاولت أن تتخلص من ذراعيه و تتجه للأريكة التعيسة لتجلس عليها لكنه ظل ممسكاً بها من كتفيها داعماً و سانداً و خائفاً أن تكون هذه السقطة هي القاصمة...
و دون أن يفهم لِم يسأل أو كيف تجاوزت الحروف كلماته...
"أخبريني الحقيقة دعد... أخبريني بلا كذب -لمرة واحدة- الحقيقة كاملة... و أقسم أن تكون يدي معك، إما لتنشلك من هذه الدوامة..."
رفعت رأسها إليه و هي لا تجرؤ على الأمل بينما يكمل بقوة فرضت نفسها عليه...
"أو نغرق بها كلانا معا..."
***
نهاية الفصل...


eman nassar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-15, 10:37 PM   #1589

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

احم احم احم...
تم الفصل يا حلوين...
و اعرفوا انه من اللحم الحي...
كنت الاسبوع اللي فات مفلوزة و عيوني رمد ربيعي و حالتي على الله...
فاتمنى جد يعجبكم زي ما عجبني...
و طبعا راح اعرف من تعليقاتكم...
و امممممم اقتباساتكم...
و تقييماتكم...
لايكاتكم...
و بالاخر وجودكم اللي دووووووووووووووووم بينورني...


eman nassar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-15, 10:58 PM   #1590

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 24 ( الأعضاء 19 والزوار 5)
emanaa*, ‏sajanody, ‏sweet123, ‏hidaya 2, ‏ام رناد, ‏sofia212, ‏مريم جمال, ‏لولو نادرة, ‏shammaf, ‏rontii, ‏الجاردينيا, ‏الفراشه السودااء, ‏فرح أيامي, ‏هنوو, ‏آيه ♡, ‏ebti, ‏اغلى ناااسي, ‏raga, ‏صبا.


اي يا هلا و غلا بيكم كلكم.,..
منوريني حبيباتي


eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:34 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.