14-06-15, 05:05 PM | #1662 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| أعزائي قراء نقطة و سطر قديم.. اوﻻ كل علم و انتم بالف خير.. و رمضان كريم و الله يقويكم على الصيام و القيام و يوفقكم للخير.. ثانيا هادا اخر فصل قبل رمضان و ربنا يقدرني اعيد عليكم بفصل ممتاز يليق بيكن... ناطراكم الليلة بفصل دسم... هو فعلا اطول فصل في الرواية 38 صفحة.. مليء بالتفاصيل... و الاحداث... و القفلات اتمنى يعجبكم.. نوروني يا غوالي على الساعة10 بتوقيت السعودية... الى المساء حييباتي... التعديل الأخير تم بواسطة eman nassar ; 14-06-15 الساعة 05:34 PM | |||||||||
14-06-15, 05:09 PM | #1663 | ||||||||||
نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
حاولت بجهدي اني اختم قبل رمضان بس حسيت اني هاختصر اﻻحداث و قيمتها اظن تصبروا لبعد رمضان بيكون افضل مع عمل كامل متكامل يرضيني و يرضيكم... كل عام و انت بخير... و ان شا الله نختم الرواية بما يليق بها و بكم و بي. | ||||||||||
14-06-15, 09:57 PM | #1666 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| ألفصل الرابع و العشرون... حاول كل جهده أن يهدئها لكن ذلك كان ضرباً من المستحيل...(24) عنوان الفصل: ثقة من نوع آخر. البكاء الذي لأول مرة يسمعه من ماجدة -و هي بهذه الحالة- جعله يستدعي الطبيبة؛ لتحقنها بأي مهدئ يلائم حالتها الصحية... أخيراً جلس جوارها، و هو يمسح بهدوء على شعرها الناعم، بينما شهقات قصيرة تخرج منها بين الفينة و الأخرى... تذكر كيف وجدها تخرج من مكتب ابنتها، بحال لا يمكن وصفه... لم تكن تلك ماجدة... ليست هي... نظراتها تائهة و هي تشعر بضياع عجيب... حتى حينما نظرت إليه بدى له أنها لا تعرفه على الإطلاق... و بهدوء قادها للبيت، بينما هي تحاول أن تركز على الطريق عبر النافذة، لكنه يعلم أن ذهنها هناك مع الفتاة التي لا يعلم الآن كيف حالها... لا يعلم أن النافذة كانت تعمل كمرآة بالنسبة لها... و لا يعلم أنها كانت تعيد كل مر بها مع لقاء ابنتها... أغلقت عينيها بألم و هي تتذكر نظرات دعد المتفاجئة من تواجد المرأة في مكتبها... تحدق بها للحظات و كأنه لا تعرفها ثم رفعت حاجبيها بلا تصديق ساخر... "أنت هنا أخيراً... صدقاً كان يجب أن يختم يومي بشكل ملائم..." ثم هزت رأسها، و هي تكمل بذات السخرية... "و لا أظن أنه يوجد ما هو ملائم أكثر منك..." ثم نهضت من خلف مكتبها، و هي تتجه ناحية المرأة الواقفة بضعف أغاظ دعد... لا يجوز لك ماجدة بعد كل جرمك أن تكوني بهذا الضعف... لا يجوز، بل محرم! "تفضلي أمي... بعد إذنك... ها قد أغلقنا الباب و صرنا وحدنا... أظن أنك لا تريدين ضيافة... و لو أردت أعتذر... سكرتيرتي ليست موجودة كما ترين!" ابتلعت ماجدة ريقها بتوتر و هي تتحرك للداخل مع دعد المضيافة بشكل ساخر... بل أنها اجلستها على الأريكة المريحة في مكتبها و جلست هي قبالتها... "خير أمي... هل محتاجة لتضحية جديدة مني؟... يمكنك أن تحددي موعد و تحجزي رقم... فكما ترين... أنا مازلت أدفع ثمن التضحية الأولى!" أغلقت ماجدة عينيها لثوان و هي تحاول أن تجد فيها قوة منسية قبل أن يمتصها الحمل بالكامل... "كيف حالك دعد؟؟" اضجعت في جلستها على الكرسي، قبل أن تهز رأسها بشكل ساخر... "ممتاز... حالي ممتاز... كما ترين... أنا هنا في مكتبي و هذا شيء لا مثيل له... أعيش مع رجل يحبني بطريقة مجنونة... بل خانقة لدرجة أنه لا يحرم نفسه من مراقبتي أربع و عشرون ساعة... ماذا أيضاً؟... اممممممممم... آه نعم... و له كذلك حيوان أليف هو أفعى!" اتسعت عينا ماجدة بلا تصديق، بالذات مع المعلومة الأخيرة، و هي تعي كم تخاف ابنتها من الأفاعي، لكن الفتاة أكملت بلا اهتمام... "لديه بيت جميل... أخت لطيفة... و...... لم جئت سيدتي... صدقاً لم أنت هنا؟؟" فوجئت ماجدة بالسؤال، لتبتلع ريقها مرة اخرى و هي تقول بهدوء... "كما أي أم... جئت لأطمئن عليك". ظلت جامدة في جلستها بعد كلمة أمها قبل أن تنفجر ضاحكة بلا سيطرة على الذات و هي تعيد كلماتها... "تطمئنين علي؟؟ حقاً تريدين أن تطمئني علي... لحظة، لحظة دعيني أفهم... أنت هنا فعلاً لتطمئني علي!!" أخيراً اعتدلت بجلستها و هي تشير بيدها على نفسها... "بما أنك تريدين الاطمئنان، فكما ترين... أنا بخير... جيدة بشكل مريع... لم أنقص يد أو قدم... و لم يتم بيع كليتي في السوق السوداء... إذن يمكنك العودة... فقد أديت مهمتك الشاقة بالاطمئنان علي!" بدت ماجدة مصدومة للحظات، و هي تستمع لبنتها تتحدث بهذه السخرية التي تعني بلوغها للقاع... "يا إلهي... ما الذي فعله بك ابن الصانع، ما الذي فعله بك؟؟..." "بل، ما الذي فعلتيه أنت بي!" هنا قست ملامح دعد مع صوتها و هي تتكمل بملامح مشدودة... "أيا كان ما فعله يعد لا شيء أمام فعلتك... أيا كان... و لا أي فعل بالعالم تبرر أذية الأم لأبنائها... و لا توازيها بأي مقياس منحط، أية فعله..." ثم هزت رأسها و هي تشعر بغضب حارق عاكس سخريتها المريرة... "لقد بعتني أمي... بعتني و لم تقبضي الثمن... خسرتي كل شيء... لا لحظة أنت لا تخسرين أحد، الآخرون هم من يخسروك أليست هذه هي كلمتك المعتادة... أليس هذه هي ثقتك العالية بنفسك..." أغلقت ماجدة عينيها بألم و هي تستند على ظهر الأريكة... "لم يكن أمامي خيار... لقد كانت وصية والدك." "والدي أوصاك أن تبيعيني عند أول كارثة!" قاطعتها بسخرية متسائلة، لترد ماجدة بإنهاك نفسي... "لا... لم يحدث... لكنه أوصاني ألا أكون لأخيه مهما حدث... كان هاجساً بالنسبة إليه... دعد أنا لم أرد أن يحدث ذلك... لكنه كان الحل الوحيد!" هزت رأسها برفض و هي تشعر بهوان... "لا أمي... كان هنالك حل... كان بالإمكان التنازل... لكنها روحك التنافسية... روحك التي لا ترضى بالانكسار و الهزيمة و لو على حساب من تحبين... لا أمي... كان هنالك الكثير و الكثير من الطرق لتجنب بيعي... لكنها كانت الأرخص... نعم استرخصتني و لم تهتمي قط بما قد يحصل لي... حتى لاحقاً لو فكرت بالارتباط فسأوصم بلقب مطلقة... أم تراك نسيت كيف يفكر مجتمعنا بالمطلقات... لا لم يكن يهم وقتها... المهم ألا يسجل عليك أي أحد نقطة... السيدة ماجدة لا تخسر... السيدة ماجدة لا تنحني... لكن لم لا نتخلص منها... من الفتاة الغير مهمة... فهي بالآخر صانع!" كلمات ابنتها مدتها بغضب منحها بعض القوة في حملها المنهك، لتجد نفسها تقف بإباء قبالتها... "قولي ما تريدين قوله... أقنعي نفسك بما تحلمين بإقناع نفسك به... لكن الحقيقة الأولى و الأخيرة هنا هي أنت ابنتي... ابنتي أنا... هل تفهمين؟؟" وجدت نفسها تقف بحدة قبالتها و كلماتها تخرج كلها عزة و احترام... "ما أفهمه حقاً هو أنني ابنة حسين... حسين الرجل الذي عشقك... عشق كل شيء فيك... أحب أولادك من حبه لك..." اصفر وجه المرأة مع الموضوع الذي لا تطيق ذكره لأن الذنب رغم كل شيء يتلبسها... "حسين الذي استعبدته بحبه لك... حسين الذي قيدته بحبه لك... كان رجلا واحداً من نوعه... كان كثير في كل شيء... و لم ينتظر منك أي شيء... أوه، بلا أمي انتظر شيء... شيء واحد..." حدقت بالمرأة التي بدأت تقترب من فقدان الوعي، و هي تتراجع لتجلس على الأريكة، بينما ابنتها تكمل، و هي لا تجد في روحها أي رفق... "أراد أن تحافظي على أطفاله... أبناءه... من خرجوا من صلبه... فقط هذا ما أراده منك... فقط!... و أنت فعلت... أليس كذلك؟... فعلت... بكل قوتك فعلت و أتقنت الحفاظ على ابنته!" ظل الصمت موجود بينهما و أمها تحاول ان تستجمع شتات قوتها عبر ضعف الحمل المريع... "تعالي معي يا ابنتي..." حدقت الابنة من علوها برأس المرأة الذي يرنوا إليها برجاء، و كأنها مجنونة لتكمل تلك بعجالة متجاهلة كل ما قيل... "تعالي معي... حاتم مستعد أن يحمينا دعد منه... سيبيع كل ما يملك ليسدد ديوننا... تعالي معي دعد... كوني معنا و سنحميك من هذا المجنون..." هزت رأسها باستنكار عدة مرات و هي تسمع الكلمات، لترد بغضب مقهور... "حاتم ليس لي بشيء... ليس إلا زوجك... زوجك أنت... لا علاقة لي به... و أريد أن يكون... ليس به وحده... بل بكم جميعا... أنت و هو و ابنه و كل من له صلة به... لا أريد أن أعرفكم على الاطلاق... أخرجوا من حياتي... اعتقوني من وجودكم الذي حطمها كلها..." ثم أخذت نفساً مرتجفا لتسيطر على الدموع التي تحاول الخروج عن سيطرتها... "كله بسببك... كله بسببك... كل مشاكلي بسببك... أردت زوجاً أحبه... لم أطق أن أمنح رجلاً يعشقني الفراغ، فصممت على عشقه... الهيام به... الذوبان معه... أردت أن أراه كما كان أبي يراك... كوني و قمري و شمسي و عالمي... نفسي و راحتي و شقائي و رضاي... أردت أن أكون عاشقة له... و كله بسببك... ربما هي أخيراً تخليص ذنوب... آخذ حق والدي منك!" هنا اصفر وجه ماجدة تماماً قبل أن تترنح في مقعدها، و هي تتراجع للخلف بتراخي، بطريقة أوقفت نبض الفتاة و هي تندفع ناحيتها برعب، و كأن كل القسوة الفائتة لا وجود لها... "أمي... ما الذي ألم بك؟؟ ما الذي جرا لك؟؟ هل... هل أنت بخير..." ارتجفت أن تسأل أكثر برعب و هي تخشى الجواب... بل ترتعب من الجواب، لتدفع ماجدة يدها التي تمسك كتفها بدعم و قلق، و هي تقول دون وعي... "ابتعدي دعد... أرجوك افعلي..." لكن الفتاة اقتربت أكثر و هي لا تفهم شيئاً، و هي تعيد سؤالها برعب، و شلل لم يفعل إلا أن زاد درجة فزعها، لتجد ماجدة فجأة تدفعها بقوة و هي تنهض بسرعة ناحية الحمام، و تسمع بعدها صوت تقيؤها المتعب... تجمدت مكانها و هي تتذكر كل الأمراض التي تسبب تقيؤ بدئا من المغص، ختاماً بالتأثير الجانبي لجلسات العلاج الكيميائي و الذري... و بقدمين من عجين وجدت نفسها تتجه ناحية الحمام و هي تشعر بخوف يكاد يوقف قلبها... تمد يد مرتجفة تدفع الباب الموارب لترى المرأة تحاول النهوض على قدميها بضعف شديد، فتوجهت دون كلام لتسندها ناحية المغسلة و تساعدها لتغسل وجهها بهدوء قبل أن تعاونها للعودة للمكتب، كل هذا و وجه المرأة مصفر و هي منكمشة تماماً... أخيراً جلست على أقصى ركن في الأريكة بعيداً عن ابنتها التي لا تعرف كيف تسأل أو تستفسر، لتسمع المرأة تقول بإنهاك رداً على سؤال لم يقال... "إنه تأثير عطرك... لأول مرة أجده ثقيل لا يطاق!... لذلك أرجوك لا تقتربي مني طالما أنت تضعينه!" حدقت بالمرأة برأس مائل و كأنها لا تفهم شيء، لكن لسانها سبق تفكيرها و قدراتها التحليلية... "لكنك أنت من أهداني إياه و من يومها و أنا أعتمده... " رفعت أخيراً عيونها المنهكة ناحيتها بنظرات بائسة بينما بشرتها تتحول من الأصفر، للرمادي... "أعلم دعد... أعلم ذلك... لكن الأمر ليس بيدي... إنها لعبة الهرمونات..." "الهرمونات؟؟" دون أن تعي تأثير كلماتها، و كأن الانهاك و التعب مع هذه المواجهة امتصوا كل قدراتها الذكية لترد بتلقائية لا تعلم كم هي قاتلة... "نعم الهرمونات... في الحمل تتغير هرمونات المرأة بطريقة لا يمكن السيطرة عليها... هي فقط لعبة هرمونات!" *** "أخبريني الحقيقة دعد... أخبريني بلا كذب –و لمرة واحدة- الحقيقة كاملة... و أقسم أن تكون يدي معك، إما لتنشلك من هذه الدوامة..." رفعت رأسها إليه و هي لا تجرؤ على الأمل بينما يكمل بقوة فرضت نفسها عليه... "أو نغرق بها كلانا معا..." ظلت تنظر إليه بشفاه مرتجفة... ها هي الفرصة تأتيها مرة واحدة... الاختبار النهائي... الجرأة الأخيرة... ألست متعبة... إذن أسكبيه بقوة... مرة واحدة افعلي! "أول مرة رأيته بها يوم التقينا لأول مرة في القاعة التي كنت المسؤولة عنها... كنت عائدة من المشروع لأبحت عن أمي، ففوجئت به جالسا مكان والده في السوبرماركت". حادت عيناها للبعيد و هي تتذكر ذلك اليوم... كيف كانت تفكر و كيف كانت خططها... متفائلة و الحياة تتسابق لتبهجها... ليتها حفظت قلبها من ذل هذه الأيام... لكن ليت، ما كانت ستقدم أو تؤخر! و بهدوء أبعدت يديه عنها، و سكون ما قبل الطوفان يتلبسها... كلمات عشوائية لا تنسيق فيها و لا تنميق تصف كل شيء... تصف قصة لا مكان لها بين القصص لأنها بلا حبكة و لا بداية و لا خاتمة... و قد خلت بكل تأكيد من الذروة! أخبرته عن اعلان الزواج بين ماجدة و حاتم، الذي كان مفاجئاً لكلاهما. و (كلاهما) أعني بها مهاب و دعد، لأن الفاقد لعقله مؤقتاً و المسمى زوجها لو رأى ميم الكلمة تجمعهما، لأصبح مجنوناً بالكامل! أخبرته عن أم مهاب المجنونة و التي أرادت أن تفسد الزواج بأية طريقة و لو عن طريق هدم المعبد على الرؤوس... أخبرته عن الاتفاق المخزي بينهما، بصنع علاقة وهمية، بينهما تنتهي بشجار ضخم قد يفسد قرار الآباء بالزواج... و عندما رفع حاجباً غير مصدق، أخبرته بخجل عن وعد مهاب بتسهيل امتلاكها لأسهم تابعة لشرعة تصميم عالمية، إن نجح ما يسعون إليه و هو ما لم يحدث! لأن حاتم و ماجدة أثبتا أن ما بينهما أقوى بكثير من خدعة صبيانية بينهما، و هو ما يعني استمرار قرارهما بالارتباط الذي ختم بالزواج الهادئ... و أخيراً أخبرته عن الخلاف النهائي بينهما... و كيف جن لأنه فشل في فصلهما... و بعده الصلح الافتراضي على باب المشفى يوم اصيبت لين بالحادث... أخبرته، و هي تتحرك بشكل عشوائي في الغرفة، عن انقطاعها التام عن الرد عليه فقط لأجل زياد، لا خوفًا من شيء غير موجود... أخيراً وقفت مكانها بإنهاك و هذا الاعتراف استنزفها بالكامل... "أقسم بالله العظيم أنني لم أكذب عليك بأي شيء... و لم أداري عنك أي شيء... هذا هو فقط بالنسبة لي... كذبة أردنا بها أن نبعد والده عن أمي... أقسم لك زياد أنه لم يلمسني إلا كأخ و لم أشعر معه إلا كأخ... أقسم لك أن هذا فقط ما حدث..." هكذا ختمت اعترافها الذي كان مباشراً على الرغم من ارتباكها و خجلها منه... أما هو فأخذ لحظات يحدق بها -و توترها يتصاعد- يعيد التفكير بكل ما قالته، إلى أن عاد يعقب على اعترافها بسؤال جديد... "و لم تريدين أن تبعيدها عن حاتم... لا تخبريني لأجل الأسهم و لا بسبب زوجته المجنونة... أنا أكبر من أن تنطلي علي هذه الكذبة!" أغلقت عينيها بحلم و هي تتحرك لتستند بمؤخرتها على حافة المكتب، بينما جسدها كله يرتجف بتوتر... "الحقيقة هي أنني لم أشأ أن تكرر مأساتها مع أبي!" عقد حاجبيه بلا فهم، لتكمل بعد تنهيدة من القلب و هي تفك شعرها و تعبث به بتوتر شديد... مواجهتها مع ماجدة في وقت سابق من اليوم مازال لها تأثيرها... ردة فعلها المصعوقة من حمل أمها كانت قاصمة لعلاقتهما... فقط بيأس طلبت منها أن تخرج من الغرفة... من الشركة... من حياتها، من كونها، من عالمها... فقط تخرج و تريحها من مضاعفة آلام بؤسها اليومية! "أبي... أبي كان رجلاً لا مثيل له في الكون... يمكنه أن يكون مرة واحدة في عدة أجيال..." من خبرته في الحياة يعلم أن كل فتاة ترى والدها بهذه الصورة... لكنها تابعت و هي تعيد جمع شعرها بملقط الشعر... "كان يحبها بشكل مجنون... أمي... كان يعشقها... كان شيء أكبر هذه الكلمات... ليس عشق، أو حب أو انتماء... كان شيء لا أستطيع شرحه... كان دائما هو لأنها هي معه... و بدونها لم يكن شيئاً... أي شيء!" تحرك يديها بعصبية و هي تشرح حب والدها المتيم لأبوها و هو يتخيلها تتمنى مثل هذا الرجل المتيم بهواها... لذلك تفاجأ بها تكمل بتوتر يتصاعد... "نعم كان يعشقها... يهواها... يتنفسها... يتغذى على فتات تواجدها... أما هي..." رفعت عينيها لأعلى تقاوم الدمعة و هي تضم شفتيها بألم، بينما الفرحة المرسومة على ملامح أمها رغم تعبها –لأجل الحمل، يقتل الابنة!... "هي لم تكن تراه إلا ملائم... لم ترى به إلا فارس أنقذها و ساندها و اهتم بها... و... فقط.!.. حافظت على قلبها و منعته عن حبه..." تعلم أنها تظلم أمها هنا... تظلمها بشكل بين، و هي تفترض أن أمها حفظت نفسها عنه... ترفعت عن حبه... بل لم ترد أن تحبه... بينما هي تعرف الحقيقية البسيطة... طاقة هواه لم تتوائم مع روحها... أو ربما هو أغدق عليها العشق المجنون فاكتفت بالأخذ و نسيت العطاء... أو ربما لأنه كان يسميها شمسه... الشمس لا تتعمد العطاء لشخص معين، لكنها تشرق لجميع... لا تختص أي شخص بضوئها و تحرمه عن آخر... لذلك هي شمسه... كما هي شمس الكون كله! عادت للواقع مع صوت زياد يستحثها أن تكمل لتتنهد بتعب من هذه السيرة التي تتعب قلبها كل مرة... "ببساطة لم أُرِدْها أن تدمر رجلاً آخر... كان السيد حاتم رجلاً جيد... بل ممتاز... و كان ككل الرجال متيم بها... و كان سيظلم معها في حياة تراها ملائمة و مناسبة و مستقرة و لطيفة، بينما هو يشتعل عشقاً لأجلها..." عقد حاجبيه و هو يقول ببطء... "دعيني أفهم هنا... أنت فعلت كل ذلك لأجل السيد حاتم؟؟ لكي لا يصدم مثل أبوك، بجدار بارد، مقابل نيران عشقه، ليصلا لدرجة حرارة ملائمة للحياة!" عقد حاجبيها و هي تنتصب بقوة و تجد لسانها ينطلق مرغماً بحدة... "لم تكن باردة... فقط لم تستطع أن تحبه... أنت رجل ناضج و تفهم أن الهوى لا علاقة له بما نريد... هو فقط ينتظر شخصاً ما حُفظ لأجله منذ الأزل، و أراد أن يكون له..." ثم أخذت نفساً عميقاً و هي تحاول أن تسيطر على توترها بعقد معصميها على صدرها... "في النهاية اكتشفتُ أن أمي حقا تحب السيد حاتم، كما هو يفعل، و أن هذه المهزلة لا معنى لها، و أننا لو مثلنا ألف مرة دور العاشقين المتخاصمين فلن يتزحزح موقفهما عن الارتباط ببعضهما البعض... فقط هذه هي القصة!" حل صمت قوي بعد اعترافها الكامل و هو يحدق بها بعينين حادة النظرات تحت حواجب معقودة بقوة، بينما هي وجدت نفسها منهكة بالكامل، و شعور بالاختناق يجثم على صدرها لتجد نفسها تتجه للنافذة تستنشق هواء الليل النقي عله يريحها من هذا الاعتراف المتعب... صمت طويل سكن بينهما، و آذان العشاء يصدح من النافذة... رددت مع المؤذن، و أخذت تدعوا الله بين الآذان و الإقامة، أن يمنحها الراحة كيفما كانت... و بعد صمت طويل، وجدت نفسها تلتفت إليه و في عينيها خوف لم تداريه... هذه هي اللحظة... إما نعم، أو لا... إما أن تبقى، أو ترحل لركن بعيد تداوي جراح قلبها! أما هو فظل جالساً على الأريكة و عقله يطحن نفسه في التفكير... أخيراً رفع عينيه يحدق بوقفتها المتوترة عند النافذة... شعرها مشعث من كثر ما فلتته و جمعته... عيونها بدأت تستعيد شكلها الطبيعي بعد بكاؤها المقهور قبل أن تسكب كل ما لديها... وقفتها كلها متحفزة مترقبة... شجن يشع منها مع خوف لم تداريه... عيناها تنطق بعشق أرادت أن تبرزه بكل قوتها... و كأنها تعرض عليه الشيء الوحيد الحقيقي في سلسلة الزيف التي عرضتها... أخيراً تحركت ناحيته... وقفت قبالته مجبرة إياه أن يرفع رأسه لينظر إليها، لتفاجئه بأن تنحني لتجلس القرفصاء على ركبتيها أمامه... تحدق به بنظراتها المنهكة، و بقوة متضعضعة وجدت فيها جرأة أخيرة أن تسأله أهم سؤال في قصتها... "زياد... الآن بعدما سمعت كل شيء... هل تثق في؟؟" *** | |||||||||
14-06-15, 10:00 PM | #1667 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| تستيقظ في النعيم... نعم هو النعيم... كعادتها -على الرغم من نومها في وقت متأخر- استيقظت مع شروق الشمس، و بسمة جميلة ترتسم على ملامحها قبل أن تميل بهدوء على جانبها لتحدق بملامحه المسترخية... بخجل فطري حرمت يدها من لذة اللمس لتحدد معالم وجهه... ترتكز على مرفقها و هي تحمد الله على صبرها... عادت تبتسم و هي تمد سبابتها بتوتر ناحيته، ثم تستعيدها بقوة تضمها بين أخواتها لكي لا تفر و تنطلق لحبيبها... تعض على شفتيها و هي تعود تستلقي على الفراش شادة الغطاء كي يسترها بينما عقلها يعود لجنون اللحظة... اللحظة التي انفجر بها كل شيء... سكونه و هو يحدق بوجهها الذي يرنوا إليه بجلوسها القرفصاء على الأرض أمامه... ثم انفجر فعله بعد سكونه... لا تفهم كيف وجدت نفسها محتضنة بين يديه و كأنه يمحو الأسى الذي كان ينطق من كل ما حدث بينهما... يحتضنها بقوة و هو ينهض بها، حتى أنها وجدت نفسها ترتفع للأعلى بين ذراعيه... نعم... أثق بك... كانت همسة فوق شعرها و هو يشدها بكل قوته لصدره، و كأنه سيخلط خلاياها بخلاياه، فترى عبره كامل أسفه... أثق بك... نعم أفعل! ينزلها و يحدق بوجهها الذي عاد يشتعل و هي لا تصدق أنه حدث فعلاً... لا تصدق أنه صدقها... لا تكاد أن تفعل، لتجده يمد يده لوجهها يحدد معالمه بيده، ثم يميل ناحيتها، و هو يشع بالثقة فيها... شفتاه تقبلان جبينها باحترام جدد الدموع في عينيها... ثم انفلتت مشاعره مرة واحدة بقبلات تتسابق لتغزو ملامحها... أثق... نعم أثق... كانت بكل قبلة انفجر بها في وجهها... في شعرها في نحرها... نعم أثق... فقط يرددها بشكل محموم، و يداه تنفجران معه في تحسسها... و هي لا تفهم كيف تفاعلت معه بجنون... الثقة قويت لتسيطر على كل شيء و هو يلمس كل ما تستطيع يداه أن تطوله... ليس بيداه فقط بل شفتاه... و هذه المرة هو من تذكر و حملها ناحية غرفته، و هو لا يتوقف عن الظر إليها بثقة... أثق بهذا الثغر... أثق بهذه اليد... أثق بهذه العينان... أثق بهذا الجسد البكر... أثق دعد... كلي أثق! أخيراً يوقفها بحنان في وسط غرفته... يبتسم و هو يرى آثار ثقته المجنونة على ملامحها... يبتسم حقاً... يا ربي ما أجمل بسمته... ما أقواها... قوية لدرجة أنها رسمت واحدة أخرى على ملامحها... و ببطء هذه المرة بدأ مرة أخرى يلمسها... أنفاسها تتصاعد و هو لا يرحمها... لمسات خفيفة شقية... تثيرها و لا تشبعها... يعي بالضبط أين نارها و هي لا تفهم إلا أنها بحاجة للمزيد مع حياء فطري يمنعها من طلب ما لا تعرفه! "زياد... " همست عبر أنفاسها المجنونة، دون أن تدرك ما تريده... فقط ترجوه لأنه يعرف... بكل تأكيد يعرف... ارتجفت و هو يميل عبر نحرها مستنشقا إياه بحرارة حرقتها... يميل برأسه ناحيتها... يبتسم مرة أخرى و هو يزيح خصلات شعرها المتناثرة حول وجهها ليحتضن وجنتيها بين كفيه بحنان، خالقاً وصلاً بين عينيهما... نظراته تنحدر لشفتيها التي تعضها بتوتر، ثم تعود تصعد لعينيها الراجيتين... و بعدها باستحقاق كامل كان يميل ناحية شفتيها بقبلة لم تتخيل امكانية حصولها عليها... لم تكن كتلك القبل الغاضبة أم المغوية أو المستثيرة... بل كانت قبلة لها... يمنحها نفسه عبرها... يدخلها إليه... يسلمها قلاعه... يعطيها صك ملكية كاملة في نفسه... يدمجها به... يجعلها منه، و فيه... لا تفهم لم سالت دمعتها و هي تشعر أخيراً بمزيج متعة الجسد، مع رضى الروح، و متعة وصل المعشوق... و بعدها انتقلت معه لكون هو سيده... أدخلها من بابه الرئيسي و أجلسها جواره... الحمد لله... الحمد لله... الحمد لله... ستظل تكرهها ألف مرة و هي متكورة بعشق على كتفه القوي... يا ربي دعه يستمر للأبد... هذه الكتف و هذا الحنان... هذه اليد التي تمسد على ظهرها... هذه الشفاه التي تسأل بقلق إن كان قد آذاها... هذه الضمة المنتمية له بالكامل... هذا الرجل الضخم لها... سيداً عليها كما هي سيدة عليه... سند لها في كل أمور حياتها... الحمد لله... كانت آخر همسة سمعها منها و هي تغط في عالم النوم و صوت شخيرها الخافت يتصاعد لاحقاً. لم يرد أن يفكر و قد ترك السيادة اليوم ليس لقلبه و لكن لروحه أن تقوده... لحدسه... لثقته! نعم هو يثق بها منذ البدء بشكل لعين لذلك راقبها بشدة يستنكر غباءه أن يثق بها... متناقض مجنون هو، و هو يعلم ذلك بكل قوته... هز رأسه يطرد هذه الأفكار المجنونة و هو يحدق بالشعر الكستنائي المرتاح على كتفه و يتناثر بعضاً منه على صدره... تنفسه تعالى و هو يشعر بشيء مجنون فيه ناحيتها... شيء لم يحدث إلا معها... يريد أن يكذب على نفسه و يخبر نفسه أنها متعة لذيذة، لكنها ليست كذلك... كان اتحاد... كان شيء مثلما قالت... ليس شعاع شمس يمنح للكل، بل هو قمر ينير كوكباً واحداً خاصاً به... و هو حصل على قمره... هو حصل على نوره... هو حصل على كون خاص به... مجرة كاملة له... نعم هو حصل على عالم كبير و هي سيدته... هي من أعطته أخيراً لوناً حقيقياً... بل أدخلت كل الألوان بقوة لعالمه الرمادي... هي من أعطته مذاق حقيقي... جعلته شيء ثمين قيم... قدرت القيمة للعلاقة بينهما بطريقة لا يوجد لها مثيل... قبلة خفيفة فرضت نفسها على جبينها باحترام، بينما تنفسه بدأ ينتظم، و دون شعور خرجت منه قبل أن ينام... الحمد لله. *** جالس كأحمق على المائدة وحد بينما زوجه الصمون المجنونة العاشقة تركته وحده... يده ترتفع وحدها للحلق في أذنه بينما يجد طعم الاسبريسو مراً أكثر من اللازم... ماذا سيحدث لو ذهب لمائدتها و شاركها الإفطار... لم هذا العند المتأصل به؟؟ لكن مؤخرته التصقت بالمقعد رافضة كل عروض التنازل، بينما عيناه تحيد لأخته... تذكر كلمات الطبيب النفسي الذي اتصل به بالأمس صباحاً بعدما وجد أخته تعود ببطء لصومعة الانعزال التام و الانفصال النفسي... ابتلع ريقه بضيق و هو يتمنى –على الرغم من رفضه مشاركتها مشاكل لين- لو أن زوجته الأنانية معه! "لين..." التفتت إليه بنظرات تائهة بعض الشيء... رسالة وصلتها مساء الأمس من مهاب تطلب منه برجاء عزيز أن تقابله لرؤيا شخص مهم... ابتلعت ريقها و هي تحدق بزياد بشرود دون أن تعي ما يقول... و كأنه سيقول شيء مهم... يوجد الكثير و الكثير من الكلمات في فمه و معظمها فائض لا معنى له... استفاقت من حيرتها بالذهاب مع مهاب لتلك الزيارة الغامضة، أو رفضها على صوت زياد... "هل توافقين غاليتي؟؟" عقدت حاجبيها بقوة و هي تفكر بما يجب عليها أن توافقه عليه! "بالضبط على ماذا؟؟" كتم تنهيدة أسى و هو يرد بروية، لكن توتره فضح مع لمسته المستمرة للحق في أذنه... "بالذهاب للطبيب النفسي... لين أنت بحاجة لعناية تفوق قدراتي... يجب أن نلجأ للمتخصص لكي يستطيع التعامل مع ألمك... انت تعزلين نفسك و هو شيء سيء... لكن لو تحاولي أن....." قاطعته حركتها الحادة و هي تقف بقوة على الرغم من ألم ساقها... "تريد أن ترسلني لمصح عقلي و ترتاح مني زياد... هذا هدفك منذ البداية... أليس كذلك؟؟... الفتاة المجنونة يرتاح منها الجميع... تختلي بزوجك الحقيرة و تلقي بأختك للكلاب! لكن اطمئن... سأظل هنا... جالسة على قلبك المتحجر حتى يتوقف النبض فيه... و لن تستطيع أية قوة أن تزحزحني من بيت أبي!" لم يصحح لها أن هذا البيت هو بيته، و أن القصر المهجور هو ما خلفه والده لهما... لم يحب أن يصحح هذه المعلومة... و أيضاً لم يصحح لها أن زوجته أي شيء إلا حقيرة... هذه المعلومة فوق مستوى فهم لين! و كما أنه لم يجد فرصة أن يفهم هذه المجنونة أن الموضوع فقط جلسات علاج نفسي... فقط جلسات... تذهب إليها و تعود للبيت... لا مصح و لا خلافه... لم يصحح ما فات، لأنها انطلقت كمجنونة لغرفتها و كأنها نسيت في غمرة الجنون، ألم ساقها أو أن ألمها النفسي يفوق الجسدي... المهم أنه ظل جالسا على كرسيه كأحمق يحدق بظلها الفار من أمامه... لم يتفاجأ حينما شعر بيد تمتد كدعامة له على كتفه... و لم يستطع أن يسيطر على البسمة التي ارتسمت على شفتيه و هو يرفع رأسه إليها... "تعال افطر معي... و دع هذه المائدة الكئيبة بذكرياتها الـ..... المهم دعك منها و تعال افطر معي..." رفع رأسه إليها و هي تقف فوق رأسه بنظراتها المحبة و لم تحاول قط أن تواريها... بسمة خجول مترددة بين الظهور أو الانكماش أثارت به مشاعر مجنونة لكي يقنعها أن تتمدد... وجودها هنا قريباً منه أنساه الأسى الذي يتلبسه من جراء رعونة تصرفات أخته و ثورتها الواضحة و رفضها للمساعدة... عضت على شفتيها و هي لا تدري أن يدها تعبث بعضلات كتفه و كأنها تتمنى لو تعابثها كما فعلت بخجل بريء بالأمس... الأمس... كم هو بعيد؟؟ رفع حاجباً و هو يهز رأسه بموافقه و يمد يده لها لينهض معها، لكنها تفاجأت به يجذبها هي بقوة ليسقطها في حضنه بخبث... أحاطت يداه بها من الناحيتين كحاجز، ليرفع سبابة يسراه يعدد عليها، بينما سبابة يمناه تشير على الإصبع... "اولاً... هذه مائدة من خشب الورد، و مطعمة بعاج حقيقي... هل تعلمين كم كلفنا صناعتها..." "زياد..." همست في صدره و هي تتلوى دون جدوى للخروج من حاجز يديه... "دعني أذهب... قد تأت السيدة مهيبة!" "السيدة مهيبة؟؟" همس في أذنها لترد عليه بتوتر و قد بدأت أطراف أعصابها تشتعل مع تنفسها المتسارع... "نعم مدبرة منزلك السيدة مهيبة... قد تأت في أية لـ...حــ... ظة!" التأتأة ليست بسبب عاهة مفاجئة، و لكن بسبب نظراته المحروقة لشفتيها... و دون أن تتوقف النظرات، ارتفعت وسطاه جوار سبابته لينتقل للعدد الآخر، بينما النيران تحرقها في حبسه الرائع... "ثانياً، أريد القصاص يا زوجتي المجنونة، التي تستيقظ مع الفجر و تنطلق لتمارس تمارينها المجنونة و تترك زوجها وحيداً في فراشه... أمممممممممم بعدما سمعتي كل هذه الجرائم... ما رأيك أن تعطيني وصف يلائم فعلتك..." عضت على شفتيها و هي لا تستطيع السيطرة على تنفسها... "أسميه حياء يا سيد زياد... أسميه فتاة تستحي... أم أنك لم تقابل هذه النوعية من قبل!" أغلق عينيه بنصف إغلاقه و هو يفكر، بينما هي وجدت أن الجلوس في حضنه ليس مرعباً لهذه الدرجة... في الحقيقة، هو مرعب... لكن الرعب فيه أنها ستتشبث به بعد لحظات كي لا يطلقها منه! "اممممم أظن أنه لم يمر علي هذا النوع من النساء... معظم من مررن عليّ....." "أيها الـ......." خرجت من بين أسنانها و هي تحاول حقاً بكل قوتها أن تنهض من حضنه... "تتفاخر أمامي بنسائك الحقيرات الـ................." "يا إلهي دعد... لم تفكيرك بهذا الانحراف؟؟" تساءل بصدمة مصطنعة بشكل واضح، بينما هي تضم شفتيها، و تضيق عينيها؛ بنظرات تريد قتله... "كنت سأقول معظمهن رسامات أو نحاتات مجنونات بشعر منكوش و ثياب ملطخة، و رائحة الكيروسين تفوح منهن، كما الطلاء ينضح من شعرهن!" ظلت لثوان تحدق به مصدومة، قبل أن ترتجف شفتيها، و ترغمها أن تفرج عن تلك الضحكة الصاخبة بعد اعترافه المجنون... و دون وعي منها أو وعي بتأثير ضحكتها عليه، وجدت نفسها تريح رأسها على كتفه، و هي تقول بتلقائية... "كم أحبك يا نحاتي المجنون!" تصلب لثوان بطريقة أثرت بها بسرعة، لكنه نحى ذلك بقوة، و هو ينهض حاملاً إياها بين يديه، صاعداً بها مرة أخرى لغرفته... "إذن أريني دعد كم تحبيني". رفعت رأسها عن كتفه لتحدق به و قلبها يخفق بقوة... لكن المنطق تسلل للجدار العازل للذكاء عن حواسها... "زياد... عندك عمل... عندي عمل... يجب أن لا نتأخر..." ابتسم تلك البسمة التي توقف قلبها و هو يتوقف في منتصف الدرج... "أنا المدير... لذلك يمكنني أن أتأخر وقتما أريد... أما أنت فالمدير يقول أنه كأخوك... دعيه يثبت تلك الأخوة او الأبوة أو أية قرابة ممكنة! المهم أنه يمكنه أن يتهاون قليلاً معك..." "لكن..." ضاع اسم و خبر لكن في قبلة أسكتت كل العقل فيها و هو يغلق الباب بركلة منه دون أن تفهم أصلاً كيف فتحه، و بلا سيطرة كانت تخبره بكل جزء في جسدها انها تعشقه! *** | |||||||||
14-06-15, 10:01 PM | #1668 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| "أين لين؟؟" سأل مدبرة المنزل و هو يدخل لغرفتها الخالية بعد عدة طرقات... لقد أهملها طوال هذا اليوم بعدما انشغل بغباء سعيد مع فكرة ثقته التي جلبت له راحة نفسية افتقدها منذ زمن... ثم ضيقه الحقيقي من فعلة تلك المجنونة التي يثق بها... هو يريد كل شيء... صحيح أن به جانب طفولي أناني استحواذي... لكنه يعتبر واقعياً عريس في أول يوم من زواجه الغير المنحوس! باختصار، لأنه سعيد؛ نسي أن له أخت بحالة نفسية قمة بالسوء! "لقد خرجت مع العصر و لم تعد حتى الآن..." حدق بساعته ليجد أن الساعة تجاوزت الثامنة و الثلث... تنفس لثوان بعمق و هو يحاول أن يجد مكاناً يجذب أخته للخروج إليه في حالتها الكئيبة هذه، فلم يجد!... عقد حاجبيه و هو يتقدم للغرفة محاولاً التواصل معها علها تجيبه عن مكان أخته الغبية... خصوصاً مع مواجهتهم المجنونة التي ربما جعلت الفتاة تفعل شيئاً غير مقبول بنفسها... "زياد..." سمع صوتها المتوتر من خلفه، إلا أنه لم يعطيها أي انتباه لتعيدها و هي تقف عند البوابة بمهابة و كأنها تخاف أن تدخل غرفة أخته دون استئذان... أخيراً التفت إليها من خلف كتفه كاتماً بقوة بسمته البلهاء التي أصبحت ضيفاً عزيزاً على شفتيه... "ماذا؟!" خرج صوته حادا أكثر مما أراد، ثم تجاهلها تماماً، و هو يحادث بعينيه غرفة أخت، بينما هي تقول لظهره بمهابة... "هل ما زلت غاضبا مني؟؟" رفع حاجباً و هو يستدير مرة أخرى نصف استدارة برأسه، لتلمح حاجبيه المنعقدين بطريقة جعلتها تتوتر بعض أكثر... و هذا الأكثر تسلل منها إليه عبر يدها التي امتدت لكتفه بنفس الخشية و كأنها لم تنسى زياد القديم، إلا أن ذلك لم يجعله يلتفت إليها... "زياد أنت تعلم أن فاضل يعتمد عليّ كثيراً في المكتب... لم يكن يصح أن آخذ إجازة طارئة دون أن أشرح له السبب!" احمرت وجنتها و هي تتذكر الرجل الذي كان غاضباً بحق من تأخرها، و قد استعد ليعطيها محاضرة طويلة عن الالتزام و أهمية التواجد من الساعة الثامنة في المكتب لا بعد الثانية عشر... لكنه توقف و هو ينظر لملامحها المشعة... البسمة التي تتحايل عليها أن تخرج لتعلن للكل أنها سعيدة... لم يدري لم ابتسم هو عنها، قبل أن يدرك أن صورته كمدير حازم أقرب للقسوة ستهتز، لذلك صرخ بشكل منفعل بها، أن تسبقه لمكتبه... و قبل أن تبدأ بالتبرير، رفع يده يسكتها بصرامة بينما يخط بعض الكلمات على ورقة أمامه، مما جعل ريقها يجف في حلقها و هي تتنظر الأسوأ... و بتردد شديد مدت يدها تلتقط الورقة منه و تحاول أن تفعل ملكة الفهم عندها، لترفع حاجبيها بلا تصديق مع اعطائه اجازة لها لآخر الأسبوع، و هو يحدق بها بنظراته الصارمة المستبدة... كم تمنت لحظتها أن تميل ناحيته و تقبله على رأسه باحترام أبوي... لكنها لم تفعل، إلا أن ضمت الورقة لصدرها و غادرت، و هي تكاد تركض بينما المفتي يبتسم براحة أبوية من ناحيتها... عادت للمجنون الذي يريد أن يخنقها لأجل ذهابها للعمل و رفضها أن تأخذ اليوم إجازة لأجله! "ثم أنت عدت متأخراً... أنا هنا منذ الساعة الخامسة أنتظرك... و أنـ...ـت......" ابتلعت ريقا مرة أخرى متوترة و هي تحاول أن تكمل جملتها بينما هو يلتفت إليها بحدة مفاجئة و ساعديه ينعقدان على صدره القوي... "أنا ماذا؟؟" سأل بنظرات باردة وترتها... حاولت أن تستعيد فكرة الثقة التي انبثقت بينهما لكن الذكريات لا تزاح بضغطة زر... فقط نحن نقاومها أن تؤثر على حاضرنا يوماً بعد يوم إلى أن يختفي تأثيرها... "أنت تعلم أن العمل بالمكتب مضغوط... و تعلم أن الحياة لا تكون ما نريده... أقسم لك أنني لم أرد أن أذهب... لكن ذلك يفوق قدراتي... خصوصاً أن...." توقفت مع رفعة حاجب باتت تضايقها، لتعض على شفتيها بتوتر و هي تحاول أن تجد في غرفة لين ما يجذبها بعيداً عنه... "زياد... لا تكن هكذا معي!" هز رأسه بلا فهم، لتقول بسرعة... "لا تنظر إلي بهذه الطريقة... لا تتنمر علي... لا أحب ذلك..." ثم قالت بتلقائية أرجفت قلبه... "أنت تخيفني!" لا تدري كم مسته هذه الكلمة و وضحت أن زواجه هش من رقائق قد تتمزق مع أية هفوة منه... أغلق عينيه لثوان يحاول أن يقاوم ضعفا اعتراه أن ينطلق ناحيتها يضمها باطمئنان و يمسح على شعرها ليراضيها، لكنه بدلا من ذلك ظل يحق بها بصمت استنزفها حقاً... و قبل أن تنفجر بشيء ما مجنون إما دمعة أو صرخة أو كلمة عصبية أو شيء ما غير معروف، وجدته يتقدم ناحيتها بثقة لكنها قوت نفسها و عقدت حاجبيها تنتظر تقدمه بثبات... فالخوف ليس ركناً من زواجها الذي اتضح أنه حي و ليس جثة و يجب مراعاته ليتعافى من مرضه الذي خدعهم! "دعيني ألخص الوقف الآن يا زوجتي المصون..." وقف بالضبط على بعد أربعة سنتيمترات عنها، يعدد على أصابع يده كما الصباح بفارق أن المتعة هنا ليست موجودة، لكنها أوقفته و هي تمسك تلك الأصابع بيدها... حدقت بها بطريقة لم تريحه، لكنه لم يسحبها لتتناول اليد الأخرى و تقلبها بطريقة غريبة... و بعدها رفعت عينين بدأتا تشتعلان... "أنت لا ترتدي خاتم زواج!" ابتلع ريقه بتوتر، بينما هي مازالت تمسك يسراه بيدها و قد ازدان بنصرها بخاتم ذهب أبيض ذو حجر أزرق... فقط! "لم لا ترتدي خاتم زواج زياد؟؟" سألت بصوت بارد و هي تشد على أصابعه بقوة، بينما هو لا يجد جواب... و مع صمته، مالت ناحيته برأسها و أصابعها دون ارادة بدأت تلوي أصابع يده... "لا يوجد عندك جواب... أليس كذلك؟؟... أين خاتمك زياد؟؟... ذاك الخاتم الذي اشتريته لأجلك... الخاتم الذي نقشت لك فيه اسمي و حبي... أين هو؟؟" ابتلع ريقه و عقله يطحن نفسه لكذبة ملائمة... فقط نظرة حذرة و هو يقول بلهجة ملائمة لحذره... حذرة لأنه صادق طبعاً و لم يجد كذبة جيدة! "في الحقيقة... ألقيت به من نافذة السيارة في الطريق بين الفندق و القصر... ليلة زفافنا" تشنجت أصابعها مع الذكرى و تعالى تنفسها... و هو شيء سيء... سيء جداً لذلك أسرع يقول... "هذا الخاتم كان دلالة على زواج فاشل دعد... لذلك ألقيته وقتها... كنت غاضب و مضلل... و...." "مضلل؟؟" ابتلع ريقه و هو يستشعر ذات توترها... كيف يتوتر من فتاة يستطيع أن يحملها بيد واحدة، و تصل لكتفه بالطول! "دعد... في الحقيقة لم أخبرك بكل شيء... و كيف رأيت صورك مع الحقير مهاب..." عقدت حاجبيها و هي تعي لأول مرة أنها نسيت هذا الأمر... كيف عرف زياد؟؟ "كيف عرفت زياد؟؟" سألت باهتمام، لكن قبل أن يرد عليها، سمع صوت الجرس الداخلي دلالة على وصول زوار من قبل الحارس يستأذن دخولهم للبيت... ضم شفتيه بتوتر و هو واقف مكانه متردد بين الرد على الهاتف الداخلي أو اكمال النقاش معها، ليصدح الجرس مرة أخرى، و بصوت أعلى و رنات متتالية، مجبراً إياه أن ينطلق ليخرسه قبل أن تتوتر أعصابه أكثر! *** الضآلة التي تقطر من حروفها سيرته لينطلق بالسيارة بشكل مجنون... يتحرك بعشوائية و هو لا يعرف له وجهه... كلامها صحيح... مؤلم في صوابه... ما هو؟؟ ما تعريفه؟؟ هو لا شيء!! نعم هو قليل ضئيل... كم مرة قيلت هذه الكلمة... كم مرة؟؟ وجد نفسه يوقف السيارة أمام بيتها... الظلام ينتشر حولهم، و هو مازال يشد بيديه بقوة على المقود، بينما المحرك يصدر صوتاً خشنا ينتمي للواقعية، التي تطوف حولها قصتهم... قصتهم اللاواقعية! و هي لم تتحرك أو تنزل و كأنها تخشى من جنونه... أرادات أن تستفزه منذ البداية لكي يأخذها لشقته و يفرغ بعضاً من الكبت الذي بروحها... هذه هي الطريقة الوحيدة التي تشعرها أنها امرأة على قدم المساواة مع غيرها... فقط حينما تنتمي له تصبح امرأة بلا عطب... بلا نقص! أما الآن فهي تخشى أن يفلت الأمر فعلاً و يصل لزياد... زياد الذي سيفرغ كبت الخيانات العالمية كلها في هذا الرجل... خصوصاً لو انضم إليه شيطانه الآخر علاء! لذلك هي تتنفس بحساب و سكون و كأنها تتمنى لو يعود له رشده... لكن هذا كان سيكون في يوم آخر... هذا ما فهمته عندما وجدته يفتح باب السيارة بعزم و ينطلق نحو الفيلا! *** كان يدرك بكله أنها ستفعلها و تخرج معه... لم يكن بحاجة لبلورة سحرية و لا كف و لا فنجان... فقط نظرة عميقة منه للطبائع البشرية ليفهم... يفهم أن كلمة لين كتأثير دخان سيجارة... يدوم مع اللفات ثم ينتهي بثوان! و ها هو يقف بسيارته على بعد جيد من الشاطئ الذي توقفت سيارتهما قبالته... أخرج سيجارة و بدأ يستنشقها و كأنه بتذكر وعود لين، تذكر جسده ادمانه الخفيف... بهدوء و على الرغم من رصده للسيارة في الظلام، الذي بدأ يتغلب على الغروب، أخذت أفكاره تتبلور عن هدفه في الحياة... فقط تختلف الوسائل... لقد ترك المهمة لأمه! ابتسم ابتسامة عريضة واسعة... أمه التي تنقلت بين أذرع أربعة ازواج و على ما يبدو أن الرابع ليس الأخير، ستخطب له! ربما لأنه يؤمن أن الزواج ليس تخصصه الآن... النساء خائنات بختم جيناتهن! تلك كلمة زياد و يجد أنه يؤمن عليها بكل ما يملك من عقل... الشروط ختمت و وقعت... المجموعة الكاملة مقابل زواجه و استقراره... لا ليس ساذج ليدرك أنها تواجه بعض المشاكل هنا و هناك... لكنه لا يهتم... لديه من الثروة ما يكفي لكي يشتريها براحته... و لديه من القوة ما يكفي ليتحمل زوجة ما... زوجة مثل أمه! ابتسم مرة اخرى و هو يتذكر توقيعه الذي ارتسم على يسار الصفحة من الأسفل يقابله توقيع والده... جيد جداً... أمامه فترة محدودة... لقد أخبر أمه أنه لا يريد حفل زفاف أو خلافه... خلال ستة أشهر والده يريده أن يكون متأبطاً بذراعه السيدة علاء رافع ياسين... اسم لا بأس به! حادت عيناه للطريق و هو يرى في الأضواء الصناعية السيارة الفضية تتحرك... تبعها من مسافة بعيدة و هو يدرك أن مهاب ينتوي شيئاً ما... مهاب سينتقم منه... يعلم ذلك... و يعلم أن لين لا تساوي عنده شروى نقير... لا... في الحقيقة هو لا يعلم ذلك... في الحقيقة هو يهتم نوعاً ما لأمر لين... ليس نوعاً ما، و لكن كثير! و الدليل على ذلك ثباته على حمايتها حينما كان يصوب عليه السلاح... ابتسامة أخرى سيطرت عليه و هو يتذكر المنظر... كم هو جميل أن تكون مسيطر قوي! المهم أن هذا الوسيم يهتم لأمر لين... لكن الابتسامة اضمحلت و توقعاته خابت، و هو يرى السيارة تنطلق لبيت زياد... لا إلى شقته الخاصة... كان سيسعد حقاً و هو يطمئن أن لين مازالت مع هذا النكرة و لم تبحث عن غيره! لا يفهم حتى الآن كم التجليد الذي فيه و هو يسخر من هذا الوضع... تذكر أسئلة أمه عنها، و عن ارتباطه بها، ليخبرها ببساطة أن التوافق بينهما لم ينجح... لكنه سكت أمام الشتائم الراقية التي سكبتها في حقها... جميل حقاً الشعور بأن الخائنة تُشتم! عقد حاجبيه و هو يوقف السيارة قريباً منهما... ينتظر نزولها... ربما هي ذهبت معه لتنهي الأمر... فكر و سيجارة أخرى تتبع أختها... و ربما الأفيال تطير! لكنه ألقى سيجارته فوراً و هو يخرج من السيارة يوقف المجنون الذي توجه لبيت صاحبه! *** "توقف!" صاح به و هو يهرول نحوه قبل أن يحفر بيديه نعشه... زياد بالبيت... يعلم ذلك... و كلمة واحدة من هذا الحقير ستجعله ذكرى جميلة! أما مهاب فالتفت إليه بينما لين تخرج من السيارة ورعب يطبق على صدرها، أخرسها... أعطاه مهاب نظرة واحدة، ثم اكمل طريقه ناحية البوابة بلا اكتراث، إلا أن علاء وصل في الوقت المناسب ليمنع يده من طرق الجرس... "قلت توقف يا غبي... ما الذي تريده... صدقني أنت لا تعرف كيف أخوها مجنون..." هنا التفت إليه مهاب، بنظرات غامضة... لم تكن مجنونة و هو ما أخاف علاء، لأنه لو كان مجنون لأجدى به التخويف مع لكمتين... لكن هذا الرجل وصل لهذا القرار بعد تفكير طويل! "و ماذا؟؟ أنا زوجها... قانونياً أنا زوجها..." ثم حدق به بنظرات مستغربة و كأنه لأول مرة يراه... "في الحقيقة، أنا لا أفهم ما الذي يعنيه وجودك هنا... أنا لا أهينك... لكنني لا أفهم ما هو دورك في هذه القصة!" تعالى تنفس علاء وهو يشعر بفقدان لعقله، بينما لين لا تفهم ما هو دورها هنا... لربما لو بقيت في السيارة لكان أفضل... خصوصا أن مهاب لأول مرة يكون هادئاً واثقاً بهذه الطريقة، التي تثير بها شعوراً غريباً... "اسمع أيها الحـ....... أيها الرجل... لم لا تتوجه معي لسيارتك و نتحادث بالضبط لنفهم ما تريد؟؟" مالت رأس مهاب للحظات و كأنه يفكر، و ربما هو كان كذلك... "ما أريده بالضبط أيها النظيف، هو زوجتي معي... فقط... لم تعقدون الأمور... أنا و هي........." "أنتما ماذا؟؟" قطعه علاء بسرعة و هو يخشى أن يبرز زياد في أية لحظة... "سيد مهاب... الزواج له عدة أركان، أحدهما الإشهار... هل أنتما الآن أديتما هذا الركن... سيد مهاب، لم لا تعود لبيتك و تفكر أكثر بزواجكما بطريقة.............." قاطعته هزة كتف لا مبالية من مهاب، و هو يحاول بجهد حقيقي أن يزيحه... "أنا أعمل على تحقيق هذا الشرط!" مسح علاء بيده على شعره بيأس و هو محاصر بمنطق الرجل ليلتفت فجأة للين بعصبية قلما تلبسته و برزت على السطح... "و أنت ماذا تفعلين هنا بسكونك... تحدثي... افعلي أي شيء... أليست كل مصائب الدنيا بسببك!" هنا تساقط كل الهدوء المرسوم على ملامح مهاب، و هو يمسك علاء من مقدمة قميصه بقوة لدرجة أن خرج من سرواله... "لو فكرت..."همس من بين أسنانه مقابل وجه علاء بملامح معجونة بالغضب..."فقط مجرد تفكير أن تتحدث معها بهذه الطريقة، فسأقبرك في مكانك... أنا أحاول أن أتجاهل كل ما فات و أركز على مستقبلي... لكن لا تركن أنني سأتجاهل كلمة واحدة بحق زوجتي..." مد علاء يده ليمسك يد الرجل التي تكاد تخنقه، و هو يشعر برضى غريب أنه استطاع أن يغضب الرجل... "إذن ماذا تظن أن المجنون في الداخل سيفعل... أنت لا تعرف زياد كما أعرفه... لا انت و لا هي... زياد سيقتلكما معا... أقسم أنه سيفعلها... أنظر هنالك..." أشار عبر الحديقة المظلمة و هم لا يرون شيئا لكنه لم يهتم و هو يعقب... "هنالك ورشته... مرة حمل منشاره و كاد أن يفصل رأس فتى عاكسها و هي عائدة من المدرسة... في آخر لحظة أنقذنا عنق الفتى منه... إنه مجنون أقسم لك!" ظل مهاب ينظر إليه و هو لا يبالي... صدقاً لم يخف من أي كلمة من علاء... ربما منشار سيكون النهاية الملائمة للخواء فيه... هو بحاجة لفعل شيء ما يقنعه أنه رجل حقيقي يستحق الحياة... "مهاب..." خرج صوتها مرتجفاً ليس من الموقف، و لكن من كلمات علاء التي ذكرتها كم هي أثيرة عند أخوها المجنون... لأول مرة تكره بشكل كامل الخزي الذي سيتلبسها مع سقوط الخبر على زياد... كانت قد تحركت لتقف جواره هو و علاء الذي مازال يحاول أن يحرر نفسه من يد المجنون... "ليس هكذا سيحل الأمر... أظن... أعني أرى أنه بحاجة لبعض التمهيد... دعنـ.........." هز رأسه نافياً و هو يرخي خناق علاء بيد راسخة، و قد استعاد هدوءه... "لا لين... لقد قلتها قبل... لقد عبثنا و درنا و لعبنا و تجاوزنا المحرم و المحلل... لقد ارتكبنا كل الموبقات... و لو كان منشار أخوك هو الشفاء إذن..." هز كتفه بلا مبالاة، و هو يكمل... "فليكن هو آخر ما أراه، و أنا مقتنع بنفسي كرجل!" هنا و بتفاعل متأخر استيقظ ذكاء علاء ليقول بسرعة و هو فعلاً مذعور أن زياد قد يظهر في أية لحظة! "حسناً ستموت شهيداً على يد الرجل الآخر... و هي..." أشار بعينه ناحية لين بسرعة... "هي ماذا تظن أنه سيفعل معها؟... سيصل ببساطة لكل ما وصلت أنا إليه، و سيعرف زواجكما العرفي و بعده الشرعي... و ربما لن يصدق أنه كان هنالك زواج من الأصل!... و حينما تكون أنت ميتاً، لن تدرك ما سيحل بها... و صدقني، سيكون المنشار عليك أرحم من رؤيتك لحالها!" هنا خفق قلب مهاب بقوة و هو يلتفت إليها؛ ليرى مشاعر قلقة متوترة و خائفة مرتسمة على وجهها... تنفسها يتسارع و هي تومئ برأسها بموافقة على كلام علاء رغم أنه لا تصدقه، لكنها فعلت ذلك خوفا على أعز اثنين بحياتها: هو و أخوها المجنون... عاد يغلق عينيه بألم و هو الشعور بالصغر المهين يتلبسه مرة أخرى... متى سيكبر... متى سيتطاول بقامته... متى سيصبح كائن... فقط كائن له قيمة!! كالعادة فكر بنفسه و أسقط الآخرين في الخلف و كأن الصورة لا تتسع إلا له وحده! "لكن..." تحدث بحيرة و قهر داخلي... "لكن هذا لن يستمر... هذا الحل لا ينفع... أعني..." تدخل علاء بصوت هادئ مطمئن يجيد إطلاقه وقت الحاجة لموكليه البائسين... "البدايات الخاطئة، تؤدي لنهايات خاطئة سيد مهاب... أنت تعلم ذلك بشكل جيد و عملي... لم لا تبدئا بشكل جيد و علني... لم لا تخطبها من أخوها... تحاول أن تراضيه... و إن لم يوافق يمكنك أن تخطفها... و بكل الأحوال أنت لن تخطف إلا زوجتك... حتى إن لم يحرقها زياد، ستكون أنت على الأقل حافظت على سمعتها بشكل جيد في زمن لا يرحم... ألا تتخيل نظرة الكل لها و هم يرددون قصتها المهينة... حتى لو أخذتها الآن من بيت أخوها... هل تظن أنها ستتحمل الحياة بهذه الطريقة؟؟" ابتلع ريقه بتوتر أشد و هو يعي أن كلام النظيف صواب... دارت عينه للين بأسف حقيقي و اعتذار كامل عن عجزه المخزي، بينما النظيف ساكن ينتظر قرار مهاب الأخير. إلا أن الكل انتفض مرة واحدة و صوت زياد يخرج بينما هو يفتح البوابة الحديدة... "ما الذي يحدث هنا؟؟!" و هنا شعر علاء بالرعب الحقيقي حينما دارت عيون زياد فيهم كلهم بتساؤل و هو يضيق عينيه مع الظلام ليميز ملامحهم، إلى أن ثبتت أخيراً على مهاب الواقف بينه و بين لين، ليفتح عينيه على اتساعها، و هو ينطلق ناحيته بكراهية لن تذوب مع ألف اعتراف من زوجته... "جئتني بقدميك... الآن أدرك كم يحبني الله!!" *** نهاية الفصل. | |||||||||
14-06-15, 10:03 PM | #1669 | |||||||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء وكاتبة وقاصة وساحرة واحة الأسمر بمنتدى قلوب أحلام
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 6 والزوار 0) كاميليا13*, روح هاربة, smile as you can, rontii, رااما, sondess انا اجيت وبسجل حضور وجبت معي كيسان العصير لانه الكل محتاج يبرد عن نفسه بعد فصل اليووووووووم اقرا الفصل وانتعش وبرد عن نفسك وصبرها الكل يمد ايده مافي داعي للخجل | |||||||||||
14-06-15, 10:04 PM | #1670 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| تم نزول الفصل... و هو فصل طوييييييييييييييييييييييي يييل و ضخم و بدت فيه أحداث شوي متداخله اتمنى يعجبكم و يرضيكم... و ان شا الله نتقابل بالعيد على خير... استنوا... مو عشان هيك ما تعلقوا، ولا تقيموا، و لا لايكات... نوووووووووووووو ازعل، و اخلي المجنون يدخل بمهاب السجن، و اخلي الكم بس النظيف... تحبوه علاء ما؟؟ تحذير عالي اللهجة... | |||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|