31-08-15, 06:27 PM
| #1922 | |||||||||
| نجم روايتي 
|  اقتباس:
جزء خاص لعلاء ؟!! ايوووووه كده بقي  هو فعلا يستحق روايه ليه بمفرده ... عشان لسه جواه كتيييييير وانا متشوقه اعرف الكتير ده في انتظارك يا ايمو  | |||||||||
|  |
|
31-08-15, 10:02 PM
| #1923 | ||||
| مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء 
| مساء الورد الجوري.. تسجيل حضور وممكن انا سامعة بالبيات الشتوي اذا قصدك السبات الشتوي تبع الحيوانات الا يناموا طوال فصل الشتاء وهذا البيات له علاقة بجو اكيد واكيد راح يطلع زياد رافعه للبيات وانه كان يخوف في دعد فقط ولكن هذا لا يغفر له فعلته وهو عارف مقدار الخوف والهلع الا تصاب به من جو... بانتظارك مع الخاتمة ومع انه زعلانة على فراق الرواية ولكن لكل بداية نهاية وما يجعل هذا الزعل خفيف هو الامل بانتظار جديدك.. | ||||
|
| |
|
31-08-15, 11:04 PM
| #1927 | ||||||||
| نجم روايتي وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة  
| مساء الورد الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 12 والزوار 3) نداء الحق, amana 98, ebti, rontii, رقاوي, امه الرحمن4, beera, فله45, nouriya, نسكافيه سادة, موزة الحبوبة, رنيـــــم | ||||||||
|
| |
|
31-08-15, 11:17 PM
| #1929 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء 
| الخاتمة بعد مرور ثمانية أشهر و خمسة أيام... بحرص شديد أجلست الطفلة على كرسي الأطفال، بعدما أخرجتها للحديقة؛ لتحصل على فائدة شمس العصر، لشهر أكتوبر... لم تحاول أن تدعي أنها غير متضايقة من الخادمة التي تقف تراقبها... و لا من الحراسة المشددة أمام باب الدار... و لا حرمانها من الخروج وحدها مع الطفلة... أيضاً ليس من الكاميرات المزروعة في كل مكان، حتى أنها تظن أن احداها مزروعة تحت جلدها... تلك أوامر زوجها أو حاتم... لا تهتم... ابتسمت بحنان للطفلة، و هي تخرجها من كرسيها مرة أخرى، لتضمها برضى... نعم كل ما فات لا يهم... أو تأثيره لا شيء مقابل مكسبها... المهم أنها خرجت رابحة من كل المعركة... حتى مصعب انتصرت عليه و حصلت على طفلة... طفلة لها وحدها... لم تحتاج لأن ترفع عينيها لأعلى لترى حاتم يراقبها... ابتسمت للطفلة تخاطبها لأنه لا يوجد من تحدثه سواها... "والدك يظن أنني سأغرقك في البركة... ألا يظن أنني يمكنني أن أفعل ذلك عبر طرق أكثر راحة!" ثم دفنت أنفها في صدر الطفلة المقاتلة لتنفجر بضحكة عالية... لا تفهم كيف حدث لكنها خلال أقل من ثلاثة أشهر عادت للوطن مؤهلة، لتجد الطفلة بلا أحد... لا أحد يريدها... والدها لا يعرف ما عليه فعله... مربيات تروح و تأتي و الطفلة لا تنتمي... أختها تحملها وزر موت أمها... أخوها لا يريد أن يكون والدها... بسمة مرة ارتسمت على شفتيها من ذات المرار الذي ملئ مهاب عندما اكتشف خطتها مرة واحدة... كيف فهم دون أن تصرح، أنه كان وسيلة لكي تكون أم... حتى لو لم يكن هو الأب... "هنيئاً لك لين... دوماً رابحة... كالعتاد حصلت على ما تريدين... لكن استمتعي به وحدك..."هز رأسها لثوان يجبر نفسه على فهم أن العتب لأجلها كثير... " فقط اعلمي أن ثقة أي شخص حولك لن تكن مكملة لجائزتك... لذلك سأراقبك... ستجري تحاليل دم و فحص لخلو جسدك من تلك السموم بشكل دوري و مفاجئ... لقد حصلت على ما حلمت به لين، فتعلمي كيف تحافظي عليه!" و من يومها لم تسمع منه أو عنه... ما يؤلمها حقا هو ترفعه عن الغضب في وجهها... من الصراخ و الانفجار... و كأنه غسل يديه منها... ببساطة تركها و سافر لوجهة لم يهتم أن يبلغها عنها... بل لم تعلم عن سفره إلا بعد رحيله بعدة أيام!... و هي خشيت بجبن أن تسأل... جبن أم كبرياء... لا يهم... المهم هو لمى... الطفلة الصغيرة التي جعلت كل شيء في الحياة محتمل... أما المرار الحقيقي هو استقطاع كامل من حياة الصانع... بل تبرء زياد بشكل كامل منها... عدم تواصله معها، بل ترفعه عن ذلك، و بدلاً من ذلك، فوجئت بمحامي يعمل مع علاء يمنحها كامل حقوقها من ميراثها الذي تركت زياد مسؤول عنه... مرة واحدة بترها منه... حاولت تجاهل هذا الألم بمقابل الأمومة التي حصلت عليها بجهاد حقيقي... فلا أحد يعلم مقدار الألم الذي حفر فيها و هي تبذل جهوداً مضاعفة لكي تنظف جسدها من كل ما بها من سموم... لا أحد يتخيل كم كتمت صرخاتها و اختنقت بتأوهاتها و هي فقط تحلم بالحبوب... لا يمكن لأحد فهم هذا الألم... إلا أنها في لحظات الهدوء النادرة تخرج صورة للطفلة استطاعت باتفاق مع الممرضة هنالك أن ترسلها لها... تتأملها و هي تشعر بأنها تربت على كتفها ثم تطبب بملامحها الصغيرة كل آلامها... و لأجلها فقط، بدأت تستجيب بطرق ايجابية مع العلاج النفسي... تعري جروحها بقوة للشمس عالمة أن اللسعة الأولى المؤلمة هي الطريق الأقصر للشفاء... ألا يعلم كم عانت لتخرج من جلدها كما ثعبانه، لتكون أما جديدة صالحة! و رغما عنها، آخر الليل حينما ترقد الطفلة في سريرها... حينما ترقد وحدها... غصة تتكابل على جسدها و هي تكويها بنيران الوحدة... شوق له يحرقها بدموع مجنونة لا تفهم لم تسيل و قد اختارت طريقها وحدها منذ زمن... لا أحد لها هنا... لو ماتت فلن تجد من يبكيها... لو رحلت فلن تجد من يفتقدها... لو اختفت فلن تجد من يتساءل عن سبب غيابها... وجودها و عدمها واحد... لذلك تحاول أن تترك بصمتها في الطفلة علها تجد شخصاً واحداً يذكرها بالخير... و بتدرج بدأت تحاول أن تمارس دور الأم الكامل فتطلب من حاتم بهدوء مهذب أن يهتم بابنته التي يتجاهلها... تنبه دعد رغم علمها كم تكرهها هي و كل عائلتها، أن لها أخت بحاجة لها... ما بال هؤلاء القوم؟؟... ألا يفهمون قيمة النعمة التي حطت عليهم؟... عادت تبتسم للطفلة التي تصدر أصواتا مرحة تجعلها تكاد تبكي... بكل تأكيد لا يقدرون... و بنضج لا تفهم كيف ولد فيها بميلاد تلك الطفلة، تمنت ألا يوضعوا بمحل فاقد النعمة! *** بسمة فخور ارتسمت على شفتيها، و هي تدور بعينيها في نتاج عملها... القاعة التي جددتها بدت وكأنها قطعة من الخيال... الاضاءة المشعة و كأنه تصوير سينمائي... الندل يقومون بعملهم بكفاءة في خدمة الضيوف... الديكور الملائم لزمن قديم بفخامة عريقة... بفارق أن المالك أحب المعمار الاسلامي، عن المعمار الغربي... المالك الغامض الذي اشترى الفندق و حوله لساحة عربية أصيلة... ابتسمت و هي تدرك ضخامة العمل و الكفاءة... فخلال عدة أشهر كان الفندق بطوابقه الأحد عشر قد جدد، أما قاعة الاحتفالات فقد تحولت لحلم عربي جميل... بسمة رضى تمر على شفتيها، و هي تتأمل منظرها الجديد عليها، في مرآة ضخمة زينت بالفسيفساء... لأول مرة ترتديه، و ببساطة أغرمت به... قفطان مغربي... طويل لكاحليها بلون الشكولاتة... مطرز بالذهبي في قطعته الخارجية الخفيفة بطريقة فاتنة... أكمامه الشفافة كانت مشغولة يدوياً بطريقة فنية بحته... حزام عريض ضيق لائم خصرها النحيل –ضايقها بالبدء، ثم اعتادت عليه... كان عمل مصمم عالمي، أحبته، و وجدت أنه يلائم الاحتفال... فبتسريب متعمد، علمت من شريكها، أن المالك الجديد يريد روح أمه المغربية الأصل في الفندق... لذلك أوصت منسقة الحفل، أن تبذل جهدها لنقل شيء من المغرب لهنا... و كان ارتدائها للقفطان -الهدية منه على عملها المتقن شيء لا يرد... في الحقيقة هي لا تطيق الهدايا بالذات من العملاء... خاصة إن كانت شيء بهذه الفخامة، و الرقي... مع علمها أن التطريز لم يكن إلا بخيوط ذهبية خالصة، و هو ما يدل على قيمته الغالية... و كانت تريد رده... بل مصممة على ذلك... لكن ما أن جربته و ارتدته، حتى شعرت أن اعادته جريمة! ابتسمت و هي تستدير عن المرآة و تبدأ السير بملوكية... العرب يعشقون الذهب.. الماس و الجواهر فاتنة... لكن يبقى البريق الذهبي له مكانة عالية في روح أي عربي... و هي ببساطة عربية حتى النخاع. أخيراً لمحته و هو يتحدث بطريقته المميزة... يده بتلقائية ترفع منظاره الطبي، و شعره المجعد يلمع بمستحضر شعر ما... ذقن مشذبه بعناية بلون داكن تحيط بفكية، مع قامة متوسطة، لم تداريها حلته الرسمية... ابتسم لها ما أن رآها بطرف عينه؛ ليستأذن من الحضور، و ينطلق ناحيتها... "فعلتها يا قطعة الشوكولاتة بالعسل!" تجاهلت اطرائه و هي تعلم مزاحه فيه... "بل فعلناه أَغْيَد... لا تنسى أنك كنت معي في كل خطوة". لم يحاول أن يتواضع و هو شيء أعجبها فيه... "حسناً... لأكون صادقاً... بحسن ادارتي و تسيري للعمل... نجحت في جزئك... ما رأيك؟!" "أيها المحتال... لا أعلم ماذا كنت تتعلم في هارفارد... لكن النصب لابد أنه كان مقرر الزامي!" ضحك بانطلاقه الذي اعتادته منه منذ أول مرة رأته بها... كان هذا قبل خمسة أشهر حينما عادت للعمل هي الأخرى... وجدت تطورات عجيبة في الشركة... المفتي كان مستاء منها بشكل طفيف، لأنها أخذت كل هذا الوقت للحداد... و الحزن! لكنها أدركت ذات صباح أن الحياة تسير... أن الشمس تشرق و تغيب، أن الفصول تتبدل... أن كل شيء يتغير، بينما هي على حالها... عندها فقط اكتفت، بعدما تشبعت من الحزن و الحداد! ذلك الحداد الطويل الذي جلست فيه معتزله في قرية أمها... المكان الوحيد الذي وجدت فيه فسحة تتسع لألم روحها... بسمة حنين ارتسمت على شفتيها، و هي تتذكر تلك العجوز التي تسكن بيت جدتها... كانت النية أن تعتكف هنالك تلعق جراحها بهدوء... لكنها لم تجد المكان كما أملت مغبراً يصلح ليكون واحة هدوء... بل كان نظيفاً جاهزا للاستعمال، أو بمعنى أدق قيد الاستعمال... مازالت تذكر الرجفة التي سرت في جسدها و كلها أمل أن ترى جدتها... لكنها وجدت عجوز أخرى... نظرات طويلة و قد عرفتها دعد، بينما العجوز همست... "ماجدة؟!" و بتجديد علاقة كانت حلوة مع خالة أمها وجدت الراحة في ذاك المكان مرة أخرى... ففي النهار تجد مع العجوز أحلى صحبة طيبة، لسيدة زهدت الدنيا و ما فيها... لكن الليالي كانت قاتلة لها... عيون جافة ترجوها الرحمة بالبلل... لكنها تصمد... تصمد و هي دوماً تستيقظ شاهقة في آخر الليل بينما يتجسد أمامها كما في آخر مرة راته بها... حقيبة على ظهره، و يده جامدة بين أن ترتفع أو ترتخي... يقف بتردد بين الباب و بين البهو... خطوة واحدة تريد منه... تردده منحها الأمل لكنها لم تتلحلح من مكانها... تريده أن يعود لها... يرجع لها... لكنه أخيراً دار بعينيه في كل الدار، فرأت ما رآه... رأت آثارها في كل ركن... و بيأس هز رأسه، قبل أن يستدير دون وداع للخارج... لا تدري كم جلست على الدرج تنتظره... فقط جالسة بسكون تنتظر منه أن يعود... يرجع... لكنه ببساطة لم يفعل! "تسرحين مرة أخرى في عوالم أخرى... لو كنت مكانك، لما منحت أي شخص فرصة التطاول على فرحتي..." ابتسمت بامتنان لأغيد، و هو يشركها بحديث اجتماعي ما... تأملته و هو يتحدث ببساطة و كأن العبقرية المستحيلة لا تفوح منه... مرة أخرى سرحت لكنه فيه.. فاضل يفاجئها بتغيرات كثيرة في العمل... الكل واقف على ساق واحدة ينتظر الداهية القادم من هارفارد... "انه قريب بعيد لي... جاء لكي يعاونني في عملي... لكنه سيكون استشاري بشكل مؤقت... فقط ليتعرف على السوق و المجال المناسب له..." هزت رأسها بعدم معرفة لفاضل، ليتنهد و هو يقول بخطورة... "إنه مدير عالمي سابق... global manager" هزت رأسها بلا تصديق، ليشرح لها بهدوء، و داخله سرور أنه بشكل ما بدأ يستعيدها... "لقد اكتشفته شركة انتل للإلكترونيات... و قد عمل فعلاً مديراً هنالك لعامين بالضبط إلى أن وجد سياسة الشركة لم تعجبه... فتركها!" تركها؟؟؟ كيف يتركها؟؟ المدير العالمي يكون مشروع بدأ من الصفر... الشركات العالمية تختاره و هو طالب في الجامعة... تدربه ليتخرج مدير... و خلال عدة أعوام يصبح مديراً لكل الشركات العابرة للقارات و التابعة لاسم واحد... بعقل من فولاذ و خبرة يكتسبها منذ مقاعد الدارسة يقودها بعبقرية لا ممكنة... و في العادة يتقاعد ما بين الخامسة و الثلاثين، و الأربعين... اذن كيف ترك العمل – و هو مازال في السابعة و العشرون- و هي تعلم كيف تُوقع عقود العمل الاحتكارية في هذه الشركات؟؟ السؤال كان دوماً على طرف لسانها لكنها لم تقدر أن تطلقه... المهم أن وصول الدكتور أًغْيَد المفتي كان بدوي قوي في المنطقة... ليس المنطقة بل العمل... خلال هذه الخمسة أشهر التي عمل معهم، تضاعف الدخل... اتسعت المؤسسة لتصبح بثلاث أفرع في مدن مختلفة... الدخل تضاعف و التنافسية الخلاقة انطلقت... اسمهم أصبح علامة في التصميم و مطلوب في كل أنحاء الوطن... و قريباً خارج الوطن! و دون أن تفهم وجدت نفسها تنفق المبلغ الذي حصلت عليه من زياد، لتصبح شريكة لهم... "حقا أنت تهينني مهندسة دعد مرة أخرى بسرحانك!..." حاولت استحضار أي شعور بالذنب لكنها لم تجد... ببساطة هي ترد بعضا من دينه عليها! "أظن أنك آخر واحد يحق له الكلام عن السرحان و الشرود!" تحدثت معه بألفة تشابه تعاملها مع فاضل، بفارق أنه لا يوجد تهيب فارق العمر، بل فارق العبقرية... فهذا الرجل عبقري... جدا عبقري... "انا أشرد في العمل... في الحسابات... في تصورات مستقبلية لمدة مائة عام للمؤسسة... أما أنت فيم تسرحين؟؟" هزت رأسها موافقة بصمت و هي تتناول كوب عصير من نادل مار... لم يكن يكذب... ثوان يغيب عنهم... بوعيه ينغلق مرة واحدة... ثم يحل مشكلة كانت مستحيلة و لا أمل بها! بينما هي تسرح بعواطفها الغبية، و ذكرياتها المتضاربة، و عوالم تخشى الاقتراب منها... كان ينتظر منها جواباً ساخراً لتفاجئه بنظرة مركزة للرجل خلفه... التفت لينظر إليه بطريقته التقييمية... لم يكن فقط وسيم... بل غاية في الوسامة بملامحه العربية، و قامته المديدة، و عيونه شديدة السواد لدرجة أنها عكست كل الأضواء عليها... ثقة تشع منه و هو يتقدم ناحيتهم... لم يحتج لتشغيل ذاكرته المستحيلة، ليتعرف على جابر سعد... صاحب الفندق الذي يقفون فيه الآن... "مهندسة دعد الصانع... كيف يمكنني أن أشكرك على هذه التحفة التي صنعتها؟؟" ابتسمت ابتسامة مهذبة و قناع من التحضر يرتسم على ملامحها... "شكراً سيد جابر... لم أقم إلا بعملي..." مد يده بمصافحة لم تستطع أن ترفضها... "بعض الناس وجودهم في أي مكان هو الكمال بعينه... دعد... هل يمكنني أن أناديك باسمك؟؟" لم ينتظر ليسمع ردها و هو مازال يمسك بأصابعها بين يديه، بل أصابعه تجرأت أن تتحسس بشرتها الناعمة... "و انت سيدتي رسمت الكمال بفن عملك و فن وجودك... لكنني الآن أخاف أن أخبرك أن فتنة وجودك أكمل جمال عملك!" كانت مصدومة بهذه المغازلة المكشوفة... و الصدمة الكبر هو أنها لم تتضايق!... كانت على وشك الابتسام بخفر، قبل أن ينبهها عقلها على الجنون الذي كادت أن تسقط فيه، لتنغلق ملامحها مرة واحدة و هي تسحب يدها بحدة، و نظراتها تدور حولها محاولة أن تحقر فعلته، بينما ظل هو يبتسم بنظراته الشغوف المكشوفة، مما جعل أغيد ينقلب مرة واحدة لرجل جدي صارم... بل و بطريقة ما ازداد حجمه ليتدخل باقتحام واثق في المحادثة... "سيبد جابر... سعيدان جداً أن العمل أعجبك... لكنني..................." سكن مرة واحدة و هو يشعر بيد دعد تشتد بكل قوتها على معصمه بينما جسدها كله متشنج... و من شفاه شبه مطبقة خرج سؤال... "ما الذي جاء به إلى هنا؟؟" *** | |||||||||
|
| |
|
31-08-15, 11:19 PM
| #1930 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| *** ملل شديد يكتنف جسده و هو يسير جوار رفيقه... أجمل شيء في الحياة أنه لا يخجل أن يحضر حفلاً مع علاء و العكس صحيح... لا يزال لا يفهم لم يجب أن تكون شريكته في الحضور لأي حفل امرأة... تجاهل الحضور و هو يعدل الجاكت البنية لبدلته الرسمية، بينما لمسة التصميم، و الديكور المألوفة في المكان، جعلت قلبه يخفق... لكنه نحى الخاطر من ذهنه و هو يحاول أن يحافظ على هدوئه مع وجود علاء الذي سيعمل بعقد ثابت لصاحب الفندق... أخيراً بزهد حقيقي للصحبة، وقف في ركن ما بملل شديد و هو يحدق بالنساء اللواتي حاولن كل جهدهن أن ينقلن سحر المغرب العربي هنا... و الذي كان للأسف الشديد كان مزيف... فلا هذه قفاطين مغربية أصلية... و لا هذه تصفيفات شعر ملائمة... و حتى الزينة بدت مبالغ بها... بينما الرجال بفخر اعترفوا منذ البداية بفشلهم ليستمروا بلبس الحلل الرسمية، و ربطات العنق الفراشة... ابتسم و هو يتحسس عنقه، حيث لا ربطة عنق، بل ترك أول زر مفتوح لقميصه الداكن ، على عكس علاء بحلته الرمادية و قميصه الأبيض المنشى و ربطة عنقه الأنيقة... مرغماً حاد بعقله لرحلته الأخيرة للمغرب... للجبال... للصحاري... للحياة الحقيقية لا هذا الزيف المفضوح! تناول من نادل ما كوب عصير ما، ليشرب جرعة بسرعة؛ جعلت كل ملامحه تشمئز و هو يشعر بقرف شديد مع طعم عصير الليمون الذي دخل لحلقه... دار بعينيه في المكان يبحث عن ماء يزيل هذا الطعم المشمئز ليتوقف مرة واحدة –مبتلعاً مراره- و هو يحدق بها بنظرات غير مصدقة... كانت هي... من دون أن تدير رأسها عرفها... قامتها وقفتها... قفطانها كان مميزاً، حقيقياً وسط كل هذا الزيف... رغم موته، قلبه بدأ يعزف بجنون... يحدق بظهرها... بقامتها المنتصبة بكبرياء حقيقي، و شعرها القصير لا يكاد يغطي عنقها... هل قصت شعرها، أم هو شعر مستعار؟؟ شعور من نار ظن أنها بردت في روحه كما بردت كل حواسه، فاجئه... نار بدأت تشتعل فيه، و هو يرمق نظرات الرجلين جوارها... رجل طويل القامة وسيم كما في الاعلانات و الروايات... حقيقي كما كوكب المشتري... أما الرجل الاخر فكان كعقل يسير على قدمين... رجل عرفه عليه علاء على أنه إن أراد يمكنه أن يترشح لرئاسة العالم و لسوف ينجح بادارته! مرار الليمون عاد يشتعل بحلقه و هو يخاف أن يقترب... يخاف أن يعترف بوجوده... بل يتمنى لو يختفي كما لو كان وصمة عار! أغلق عينيه لثوان و الحطام فيه يؤلمه... يا إلهي، ما هذا الدرك الذي انحدر إليه بهذا الرخص! لحظات و حدث ما تمناه... التفتت تبحث بعينيها قبل أن تسقطا عليه... ظلت تحدق به بنظرات لم يستطع أن يقرئها لكن تشنج وقفتها و تحفزها كان واضحاً كما جمودها... ظلا يتبادلا النظرات، ليلمحها تضم شفتيها باشمئزاز و ترفع، قبل أن تلتفت للرجل المتوسط القامة جوارها... ثم بصلف أنثوي بحت استدارت تعطيه ظهره و هي تركز مع الوسيم المغازل... الجمرة التي استفاقت فيه و ظن أنها ستبرد بدأت تستعر و تستعر... يده بتلقائية تمتد لتلمس مكان الحلق في أذنه لكنه كان فارغ... قدميه ترجوه أن يتحرك، لكنه لم يفعل... كلماتها تخرج مرة رآها فيها مازال تتردد في أذنه... "زياد.... لن تخرج من باب هذا المنزل إلا و أنت قد حررتني!!" لم يستطع أن يحررها... لكنها على ما يبدو تبحث عن حريتها... و الدليل هو رسالة وصلت لعلاء ،تخبره فيها أنه إن لم يطلقها بهدوء، فسترفع عليه قضية خلع!! خلع يا دعد الصانع... خلع! تنهد و هو يستعيد مرارة حموضة الليمون، متكاملا مع مرار الكون كله في فمه و هو يرى علاء بطرف عينيه يتقدم ناحيته... "للأمانة لم أكن أعرف أنها المصممة..." لم يرد عليه بأي كلمة، و لم يتوقع منه صاحبه الرد... علاقته بالكون كله متوترة... كسر لين، مع هجر دعد، مع وفاة حماته... و أخيراً فقد حقا آلمه... جو الذي وجده ميتاً و قد قتله كبر عمره... جو العجوز الذي يرقد بسلام في حديقته! للمرة الألف عاد به ذاك الشعور بأنه لا ينتمي هنا... هو لا يجب أن يكون مع هؤلاء... حنين حلو مر عليه لصحاري كالاهاري في وسط أفريقيا... فراره كان إليها... و في كثبانها و رمالها و واحاتها، وجد هدوءاً أزاح بعضا من الهم هن روحه... هو ينتمي لهذه الوحشية و الوحدة... لكنه فجأة وجد أن الوحشة و الوحدة هناك لا تكفيه... فعاد هنا يستطعم الغربة وسط الناس! انتبه لعلاء و هو يعطيه ظهره ليتلقى مكالمة هاتفيه، ثم أخذ يتحدث ببرود شديد على الهاتف... فقط خطاب مؤنث جعله يدرك أنه يحادث امرأة... و لا يتوقع أن تكون واحدة غير زوجته! نعم فعندما عاد من رحلته القصيرة –بمدة ست أشهر- للبحث عن الذات فوجئ بأن صاحبه قد تزوج! تنهيدة هادئة مرت على حلقه، و هو لا يهتم البتة بحال الرجل... لم يفكر إن كان سعيد أم حزين... راضي أم مسترضي... لم يهتم و لا يريد أن يهتم... فكلاهما حصل على ما يريده... هو يملك في أركان الدولة كلها و بعض الدول المجاورة مجموعة مهملة تتفتت ببطء... و زياد لا يملك إلا ازميل يقنع نفسه منذ أشهر أن يصنع شقاً به في قطعة خشب لم تتأثر به البتة! لكن قطعة الخشب تبات و تستيقظ يوما بعد يوم و هي على حالها! جمرته التي اشتعلت لثوان بردت مرة واحدة و هو يعود يحدق بلا أحقية في ظهر من تسمى زوجته، بينما علاء ينهي مكالمته و يستدير ناحيته بمحاولة لبدء حديث... لم يحاول أن يتظاهر بأنه لا يهتم بما يريد أن يقوله له... لابد أنه كما المعتاد يحاول أن يقدم عذراً سخيفاً ليغادر... لا تقلق... مازلت بحاجة لبعض الضرب في روحي الميتة قبل ان أتألم... لكنه عقد حاجبيه مع خرق واضح للحدود الشخصية و علاء يشد على كتفه بينما يشير بعينيه ناحية دعد... "هل تعلم؟؟... لم أعرفها منذ البداية... لكن الشرارة التي اشتعلت فيك جعلتني أدقق أكثر..." تمنى لو يتعالى تنفسه أو تشتعل غيرته، لكنه ظل هادئاً ينتظره أن يكمل، ليتنهد بلا أمل و هو يدفعه... "تعال أعرفك على عميلي الجديد، قبل أن أغادر..." و كحصان عجوز جره لحيث جمرة واحدة تحارب للحياة! *** لكم تغير... شعره طال ناعماً على جبينه... حلقه رحل قبل أن يفترقا... نحول واضح نحت في جسده و بانت عبره عظام خده... و بشكل ما جسده كان قد قوي بقسوة!! حدقت فيه لثوان قصيرة قبل أن تشيح وجهها بهدوء بارد... هزة رأس أشد بروداً منحتها لعلاء... لكم هي فخور بنفسها و هي تجمد كل انفعالاتها و تراقبه كفأر في مصيدة... مقزز رغم أنها تعلم أنه لن يستطيع الاقتراب منها! أما هو فلم يرى إلا فتنتها... الشعر القصير لائمها بقوة... خصل فاتحة و داكنة متدرجة بألوانها من العسلي للبني، مجعدة بثنيات عريضة بشكل احترافي جعلها رائعة... لكن برودة تخرج من عينيها تخبره أنها لم تعد تهتم! شعور غريب يشعره بأنه انحسر عنها، في جزرٍ أبدي بعد مدٍ غافلهم لفترة طويلة! تحيات باردة من كل الأطراف، و كأن التوتر المغلف بالبرود ينتقل بالعدوى... تعارف بسيط، و الكل يتبادل النظرات المتحفزة... علاء يبرد بنظراته و هو يحدق بأغيد الذي يقف جوار دعد بحماية... بالمقابل لم تحد عينا أغيد عن زياد الصانع... و جابر بلا أية اهتمام واقف يحدق بدعد و كأن ذلك حق المالك! "كالعادة... عمل ممتاز مهندسة دعد... أظن أن لمستك تحولت لعلامة خاصة!" نظرت إليه بصلف شديد قبل أن ترفع حاجباً مترفعاً... "شكراً سيد علاء... هذا من لطفك..." و بهدوء اعتذرت منهم و هي تطلب من أغيد أن يرافقها لتعرفه على السيدة ثريا! ظل يحدق بظهرها، بينما رجل آخر يحدق بظهرها بنفس الجرأة... لكن الجمرات مرة واحدة شبت بحريق هائل و هو يلقي تعليقاً عن كمال جمال مفاتنها من الخلف!! *** بصعوبة استطاع أن يتماسك عن السقوط و رجال الأمن يلقونه بإهانة خارج الحفل... وقف يتنفس باحتراق شديد و هو ينتظر أمام سيارته... تنفسه لا يرضى أن يضبط و قد حاول ذلك بأخذ عدة انفاس عميقة... قبضته تؤلمه من اللكمة المجنونة التي سددها لمالك الفندق... لكمة واحدة و سقط ذاك الرجل الغبي المتراخي على الأرض... و لم يجد فرصة ليسدد غيرها و لسانه ينطلق بسباب رائع مسجع! أما الرجل فقد أشار من على الأرض بقرف لرجال الأمن أن يطردوه للخارج! ظل يدور حول نفسه و الثيران تخجل أن تشبه بالنفخ الخارج من انفه... الكلمة القذرة تعاد في ذهنه و الحقير ينظر بكل استحقاق لمؤخرة زوجته... اللعنة زوجته! قبضته ترتفع مرة أخرى و رغبة القتل تتجدد في عروقه... لمح من بعيد علاء يدور في عينيه يبحث عنه، إلى أن اهتدى إليه... "أيها المجنون... يا أخي كلما قلت عقلت و عاد لك رشدك.......... هل تعلم... كان يستحق، بدل اللكمة، عشر لكمات!" و قبل أن يعقد زياد حاجبيه، عاد ذاك يكمل بصرامه... "لكنه ليس خطؤه... امرأة جميلة وحيدة... و رجل أحمق متراخي... و فاتن ثري... اسمع... لا ترفع يدك في وجهي بتهديد... أنت لم تكن هنا لتعلم أي شيء عن زوجتك... لذلك لا تنفعل برد فعل متأخر كثيراً!" لحظات مرت، و هو يرى زياد يحاول أن يضبط نفسه، ليعود يحاول بهدوئه أن يمتص غضب زياد... "زياد اهدأ، أنت قلت لي أنك ستطلقها... أليس هذا ما اتفقنا عليه صباحاً... ألم تقرر أن تذهب للمحكمة و تمنحها حريتها... إذن لم أنت...........؟؟!" أغلق عينيه بحيرة مع كلمات صاحبه و هو يرفع عينيه للمساء و الانكسار في داخله يعود مرة أخرى... القول شيء و الفعل شيء و النظر شيء! رؤياها أعادت فيه أملاً بسيطا في الحياة... كان قد قرر أن يهيل التراب على نعش روحه قريباً... لكن منظرها جعل فيه جنون غبي يحاول انعاش الميت منه و لو كان في قبره... أشاح بوجهه و هو يخرج علبة سجائر صاحبه بدون استئذان و يتناول واحدة... ألم يقولوا البعد يشفي... ألم يطلب منا درويش أن نكون أوفياء للنسيان... كيف نكون أوفياء له و هي موجودة في كل العالم... النساء تقلصت و تحولت في عينه لصخور لا تثير به إلا البرودة... و يشهد الله أن زهد النساء كما زهد الحياة... لا بهجة في الدنيا و كل النكهات تخالطت لتصبح مرة كما لو كانت كوب ضخم من عصير الليمون! "على العموم أنا شرحت للسيد جابر أنه كان يتحدث عن زوجتك... و أنه اخطأ في حقك... و هو يبلغك اعتذاره، لكنه لم يكن المخطئ الوحيد في سوء الفهم!" "و لو كانت زوجة رجل آخر... هل يحق له أن يلقي مثل هذا التعليق... و لو كانت أخت رجل آخر أيحق له أن يفعل... بنات الناس أصبحت لعبة، فلم يعد هنالك معنى لكلمة شرف!" تنهد بقلة حيلة و هو لا يجد ما يجيب به صاحبه الذي يفاجئه بكلام لم يتخيل أنه منه... "حسناً زياد... لنعد للمنزل... زوجتي تنتظرنا على العشاء..." نفخ بملل و هو ينظر بهدوء للظلام حوله... "هدى زوجتك لا تطيقني... لذلك هي لا تنتظرني على العشاء... اذهب لزوجتك و تعشى كما تشاء و اتركني هنا وحدي". تنهد بقلة حيلة و هو يعد نفسه لوجبة صامتة باردة مع زوجته الأشد ثلوجه... "لماذا؟؟" التفت لعلاء و هو يسأل بهدوء... "لماذا تريد أن تبقى هنا؟؟" ابتسم نصف بسمة و يده تمر في شعره الذي طال... "لأنه يوجد لي بعض شيء بالداخل!" *** واقفة أمام المرآة تحدق بملامحها لكنها لا ترى نفسها... تراه يلقي السلام عليها و كأنها غريبة... ترى نار حارة تشتعل بها... تباً لك زياد الصانع، فوجع فعلتك ما برء و ما أظنه بفاعل! ضمت شفتيها غير مبالية بأحمر شفاهها و هي تعود تراه رغم عيونها المفتوحة... شعره الذي تمنت طويلاً أن يطول... ليالي كانت ترقد جواره تحلم بأن تتخلل أصابعها شعر حبيبها... دمعة مجنونة سالت، و هي تحدق بأصابعها التي تتمنى، بنظرات لائمة... كم استرخصت نفسك دعد لأجل الحب... كم استرخصت روحك كلها لأجل الحب... و ها هو راح و عاد... و لم يفكر حتى أن يطرق باباً ما ليسأل عنك... لحظات طويلة مرت، قبل أن تعتد في وقفتها. مسحت دمعتها، قبل أن تبدأ بتجديد زينتها، ثم تحركت خارجة من الحمام و قد عزمت على أن تخرجه من حياتها... من كل شيء يخصها... و قد بدأت بالفعل مع تحذيرها الأول و الأخير لعلاء... رغماً عنها دارت بعينيها في المكان... لم تكن تبحث عنه... أكيد لم تكن تفعل! رغم المرار الذي تسلق حلقها و استقر في فاها حينما لم تراه، أكدت لنفسها مرة أخرى أنها لم تكن تبحث عنه... لحظات مرت عليها و كأنها طفل تاه في زحام الحياة، ثم نصبت قامتها و رسمت بزيف خبيرة ابتسامة على شفتيها و انطلقت تختلط بين الجموع محافظة على الشيء الوحيد الباقي فيها و لها... عملها! *** تنهدت و هي تحاول أن تقتل الشعور بالذنب المصحوب بصورة الطفلة التي أرسلتها لها لين... كل يوم ترسل لها عدة صور لأختها، تتبعها بأسطر جافة معاتبة على هجرها للطفلة... سارت بشرود خارجة من الحفل و هي تفكر... أهي ظالمة لأنها لا ترى في أختها إلا سالبة لحياة أمها... جاهدت نفسها كثيراً و هي تحاول أن ترى أختها بدون فقد أمها فلم تقدر... أما وجود لين المفاجئ لتحل أزمة الطفلة التي لا أم لها كان حلاً مريحاً للجميع... خصوصاً عندما تأكد مهاب من نظافتها... بل و أصر على أن تقوم بتحليل دوري مفاجئ كل شهر! لين التي تفاجأت بها بطريقة غريبة... هادئة ناسكة لا رغبة لها في الدنيا إلا بهذه الطفلة... معها فقط تتحول ملامحها لملامح حية! تنهدت مرة أخرى و هي تشعر اليوم أن بحر الذكريات فاض يغمرها... ربما لأن رؤيا الصانع أفاقت الذكريات الميتة... تذكرت كيف فاجئها مهاب في مكتبها مودعاً... لم تستطع أن تواسيه و هي ترى مرارة مرسومة في عينيه... تبا لكم آل الصانع كم ظلامات في أرواحنا زرعتم! و المفاجئة التي لا يمكن أن تصدقها تطوعه في جمعية تشابه الصليب الأحمر... أنشطتها موسعة و تشمل كل البلدان المنكوبة... حيث الضحايا الأوليين هم الأطفال! جمعية –كما أخبرها- غير ربحية ولا تهتم بالإعلام، لذلك لم تكن معروفة... "ربما هنالك أجد السلام... ربما هنالك أجد روحي، أو جزءاً مني يعيدني... فقط أنا بحاجة لأن أكون معهم... أعيش همهم، و أتشرب من ذات كأسهم!" لم تجد كلاماً ترد به عليه، خصوصا مع جفاء والده، و ابتلائه بمصيبة اسمها لين... بحق الله، أيا كان الزوج لهذه الحقيرة يجب أن يهاجر للقطب الجنوبي! "اعتني بأبي و أختي و... أميرة!" أميرة التي تعرفت عليها بوصية من مهاب... و خلال أول خمس دقائق تعارف، عشقت الفتاة الصبية و تقبلت أمها الهادئة... و أصبحت مثلما كانت له بلسماً لجراح دعد... بل زاد الأمر و هي تشجعها على الالتحاق بالمدرسة و تزورها بشكل دوري... كانت تريقا سحريا ليمنحها الأمل يوما بعد يوم... ربما هي ببساطة، مكافأة لكل مجرحة روحه! أما عنه، فأحياناً تصلها رسائل منه لتعلم أنه في العراق أو سوريا أو فلسطين أو كما فاجئها آخر مرة برسالة من بورما! و عندما تجرأت أخيراً –في اتصال مرئي- أن تسأله عن لين و عن انتقام زوجها المجنون منها، تنهد بلا رد و هو يهز كتفيه بلا مبالاة! دعت الله أن يعيده سالماً، ليس لأجلها، بل لأجل العم حاتم الذي بقي وحده حتى الآن يعاني ألم فقدان زوجته... حياته كلها ذبلت... حتى عمله أهمله... تمنت بقلب صافي أن تعيد الطفلة الأمل لحياته... تنهدت و هي تعيد عرض الصورة مرة أخرى و يدها تفتح السيارة... طفلة فاتنة محببة... فكرت و هي تجلس على كرسيها... إذن لم لا يصفى قلبها ناحيتها؟؟ "مرحباً دعد؟؟" شهقت، بل خرجت منها شبه صرخة و هي تسقط الهاتف بين قدميها مع تحيته الهادئة... ثوان أخذت فيها نفس عميق قبل أن تقدر أن تلتفت إليه بنفس شبه طبيعي... مرغمة ارتجفت و هي تجده جالساً جوارها بوقاحة في سيارتها... أما كيف اكتسب مهارة الدخول لسيارتها و ايقاف جهاز الانذار و الجلوس في المقعد المجاور للسائق فهو علم من الله! لحظات المفاجئة مرت، لتضم شفتيها باشمئزاز شديد من الشوق له في هذا المكان... كلما تنطلق بسيارتها تتخيله جوارها... كثيراً ما كانت تلتفت للمقعد المجاور تريد أن تلقي ملاحظة ما، في اعتيادية لوجوده! لثانية اختنقت بنفسها، و هو يميل ناحيتها، لكنه ببساطة أغلق الباب الذي تركته مفتوحاً مع تفاجئها. أخذت ثوان قصيرة قبل أن تستطع أن تتحدث بكل احتقارها... "انظر من هنا... أما زلت كما أنت زياد الصانع تتسلل بخسة حول الآخرين!" لحظات مرت طويلة و هو ساكن يحدق بها بهذا القرب الذي جعل تماسكها القوي يتخلخل بعض الشيء... يحدق بعنقها الطويل الواضح مع قصة شعرها الأنيقة القصيرة... يحدق بملامح وجهها التي كانت تبرز له في خريطة النجوم و هو يهتدي بها... تبرز له في ظلال نار أشعلها... تبرز له في عيني ظبي شارد من محمية ما... تبرز له مع قوة زئير أسد ما، و عواء ذئب ما... يا ربي كم كانت موجودة حوله... و لكم كره أن ملامح وجهها هي خارطة للطبيعة حوله! "تريدين الطلاق دعد؟؟" لحظات سكنت و هي تحاول أن تستوعب الجملة... الطلاق؟؟ أغلقت عينيها و انكسار جديد يتلبسها بعد النظرة الطويلة التي تسللت لروحها تبحث عن شيء فيها يخصه... لكن الانكسار كله تكوم في بسمة مرة و هي ترد... "لقد طال الأمر زياد... طال كثيراً... أظن أن من حقي أن أحاول أن أعيش..." هز رأسه لثوان مواقفا مع كلماتها... على الأقل هي تحاول... لا مثلك... فتح النافذة ليدخل هواء آخر الصيف، و يمد يده لتستند على باب السيارة... أخذ يحدق بالكون و عيناه لا ترى شيئاً... بينما هي أيضاً تنتظر منه كلمة واحدة... رغماً عنها أخذ قلبها يرتجف بقلق أن الكلمة هي تحرير لها... ألم تسمع أن أي سجين يكون مرعوباً من الحرية.. هي فقط لذلك ترتجف! "أين كنت؟؟" عقدت حاجبيها بلا فهم، ليعود يسأل بهدوء... "لقد اختفيت مرة واحدة؟؟" رأسها مائل و هي تحاول أن تفهم ما يقول... بروية أجابت ببطء شديد... "أنت تسألني زياد أين كنت؟؟" هز كتفه بتعب قبل أن يجيب... "ربما لا يحق لي... لكنني لم أجدك في أي مكان... لا عند زوج أمك و لا في شقتك... حتى في كشوفات الطيران اسمك لم يكن مدرجاً..." ظلت تحدق به لوقت طويل و كأنها لا تعرفه... بقوة لا ممكنه سيطرت على غضبها الذي يتصاعد بقوة ليخرج صوتها مكتوماً... "الآن و بعد مرور كل هذه المدة، تعود سيدي -الذي لا مثيل لك- تسأل؟؟" لا تدري لم تألمت و هو يرد بهدوء و قد قُتلت فيه القدرة على السخرية كما كل ما فيه قد قُتل... "لا... ليس بعد كل هذه الأشهر... لقد عدت في نفس اليوم دعد... أنا لم أسافر يومها!" | |||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
114Likes
.png)
.png)
العرض العادي
