آخر 10 مشاركات
لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          54 - نصف القمر - أحلام القديمة - ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          قلوبٌ محرّمة على النسيان *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : بقايا بلا روح - )           »          347 - الراقصة و الارستقراطي - عبير الجديدة - م.د ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : lola @ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-12-08, 01:27 AM   #21

jenhoud
كاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
 
الصورة الرمزية jenhoud

? العضوٌ??? » 47418
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 45
?  نُقآطِيْ » jenhoud is on a distinguished road
افتراضي


فين تعليقاتكم يا حلوين
اكمّل ولا00000000000؟؟؟؟


jenhoud غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-08, 08:00 AM   #22

jenhoud
كاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
 
الصورة الرمزية jenhoud

? العضوٌ??? » 47418
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 45
?  نُقآطِيْ » jenhoud is on a distinguished road
افتراضي

رغم ندرة الردود
وهذا الشىء اصابنى بالاحباط
لكن انا هكمل
والف شكر
انتظروا الفصل الثالث
اليوم باذن الله


jenhoud غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-08, 09:47 AM   #23

همة عالية
 
الصورة الرمزية همة عالية

? العضوٌ??? » 57847
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 219
?  نُقآطِيْ » همة عالية is on a distinguished road
افتراضي

جين
بعد الشر عنك من الاحباط
هو انا مش كفاية ولا ايه :41:
مستنياكى اوعى تنسينى :60:


همة عالية غير متواجد حالياً  
التوقيع




لا اله الا انت سبحانك إنى كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 24-12-08, 07:14 AM   #24

zizoloudy
 
الصورة الرمزية zizoloudy

? العضوٌ??? » 36520
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,962
?  نُقآطِيْ » zizoloudy has a reputation beyond reputezizoloudy has a reputation beyond reputezizoloudy has a reputation beyond reputezizoloudy has a reputation beyond reputezizoloudy has a reputation beyond reputezizoloudy has a reputation beyond reputezizoloudy has a reputation beyond reputezizoloudy has a reputation beyond reputezizoloudy has a reputation beyond reputezizoloudy has a reputation beyond reputezizoloudy has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
اشكرك على هذا الجزء بالرغم من انه كله قلق كما قالت العضوه المميزه "همه عاليه"؛
بالنسبه لغاده اعتقد انها متسرعه ودائما ما يحدُث هذا ِلمن مّر بظروفها (فاقدوا الجو الأسري يبحثون عن الحب سريعًا لإعتقادهم أنه الإستقرار الأبدي).
أما الأستاذ سعيد فربنا معاه عند تلقي الصدمه.
ودنيا اعتقد ان انتصار ستساعدها إلاّ إذا تمكنت منها ناهد أولاً وتسببت لها في مشكله او ربما طرد لها.
حاجه مهمه جداً NOOOOOOOOOO احباط في منتدانا . علشان كده شويه تفاؤل المره القادمه :51:
اخيراً اشكرك مره اخرى ولا تتأخري علينا.:44:


zizoloudy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-08, 03:09 PM   #25

~sẳrẳh

إدارية ومشرفة سابقة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء وأميرة الخيال وشاعرة متألقة بالقسم الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ~sẳrẳh

? العضوٌ??? » 1678
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 15,447
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



jenhoud
كاتبة في قسم فصص من وحي الاعضاء

اهنيكـ لا نضمامك لـ كتاب روايتي


~sẳrẳh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-08, 03:19 AM   #26

jenhoud
كاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
 
الصورة الرمزية jenhoud

? العضوٌ??? » 47418
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 45
?  نُقآطِيْ » jenhoud is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همة عالية مشاهدة المشاركة
جين
بعد الشر عنك من الاحباط
هو انا مش كفاية ولا ايه :41:
مستنياكى اوعى تنسينى :60:
اختى الجميلة همة
مرسى ليكى يا قمر على رفع المعنويات
انتى كفاية ونص وتلات تربع
انتى منورة الصفحة والله
وانا اسفة انى اتاخرت اوى كدة
بس والله الجهاز عطل وماتصلحش غير امبارح بس
يلا اقرى الفصل الجديد ومستنية رأيك يا عسل


jenhoud غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-08, 03:30 AM   #27

jenhoud
كاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
 
الصورة الرمزية jenhoud

? العضوٌ??? » 47418
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 45
?  نُقآطِيْ » jenhoud is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zizoloudy مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
اشكرك على هذا الجزء بالرغم من انه كله قلق كما قالت العضوه المميزه "همه عاليه"؛
بالنسبه لغاده اعتقد انها متسرعه ودائما ما يحدُث هذا ِلمن مّر بظروفها (فاقدوا الجو الأسري يبحثون عن الحب سريعًا لإعتقادهم أنه الإستقرار الأبدي).
أما الأستاذ سعيد فربنا معاه عند تلقي الصدمه.
ودنيا اعتقد ان انتصار ستساعدها إلاّ إذا تمكنت منها ناهد أولاً وتسببت لها في مشكله او ربما طرد لها.
حاجه مهمه جداً NOOOOOOOOOO احباط في منتدانا . علشان كده شويه تفاؤل المره القادمه :51:
اخيراً اشكرك مره اخرى ولا تتأخري علينا.:44:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اخى العزيز زيزو
اولا الف شكر لك على تواجدك ومشاركتك التى اسعدتنى جداا
ثانيا نحن حقا مازلنا بالبداية وسترى الكثير والكثير الذى اتمنى ان يلقى اعجابك
وتحليلك لشخصية غادة صحيح مائة بالمائة واعجبنى جدااا
دنيا وناهد
(حبالهم طويلة كما يقولون) اى سنرى المزيد بينهم

باذن الله سأحاول التفاؤل
وها انا اضع الفصل الثالث بين ايديكم اتمنى ان يعجبكم
والف شكر لييييييييييييييييييك
حقا اسعدنر ردك الجميل
لك منى اجمل تحية


jenhoud غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-08, 03:57 AM   #28

jenhoud
كاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
 
الصورة الرمزية jenhoud

? العضوٌ??? » 47418
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 45
?  نُقآطِيْ » jenhoud is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soon مشاهدة المشاركة


jenhoud
كاتبة في قسم فصص من وحي الاعضاء

اهنيكـ لا نضمامك لـ كتاب روايتي
بصراحة كانت مفاجاة رائعة
انا سعيدة بها جداااااااااااا
الف الف شكر عزيزتى soon
من الجميل ان اراكى بين صفحاتى المتواضعة
والاجمل ان اراكى بهذا الخبر السعيد


jenhoud غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-08, 04:36 AM   #29

jenhoud
كاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
 
الصورة الرمزية jenhoud

? العضوٌ??? » 47418
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 45
?  نُقآطِيْ » jenhoud is on a distinguished road
افتراضي



:syria8::syria8::syria8:

الفصل الثالث
رغبات ملحة

******

طرق عمرو باب مكتب حسام ودخل بعدما سمع حسام يقول:
-تفضل بالدخول
اقترب عمرو من المكتب القابع حسام خلفه قائلا وهو يبتسم:
-صباح الخير يا حسام
اجابه حسام بجفاء وهو يشير اليه بالجلوس:
-اهلا يا عمرو تفضل ..اجلس..ما الاخبار
-الحمد لله
انشغل عنه حسام باللعب فى قلمه وهو يقول بنفس اللهجة الجافة:
-وكيف احوال والدك الصحية الان؟
تغير صوت عمرو وبدا الحزن على وجهه وهو يقول:
-فى الحقيقة..احواله ليست جيدة لكن الحمد لله على كل شىء
صمت حسام قليلا ثم قال وكأنه يقوم بدور ثقيل عليه:
-عمرو..لا تشعر بالاحراج ..ان كنت تريد شيئا ما اطلب ..فى الاول وفى الاخر انت اخى
قالها حسام بصعوبة وهو يضيف:
-وبالتأكيد امى لن تقبل ان يكون اباك بصحة متدهورة فمهما كان فهو ابو ابنها
قال عمرو فى امتنان ليس لعرض حسام لمساعدته لانه لن يقبلها ولكن لان حسام استطاع قول هذه الكلمات فهو يعرف جيدا انه لا يطيق اباه:
-اعلم يا حسام لكن لا تقلق ..الحمد لله الحال مستور..وان احتجت الى شىء سأطلبه منك
شكرا لك
عاد حسام للهجته الجافة وهو فى اعماقه يستعجل لانتهاء هذا اللقاء:
-المهم..ما الذى جاء بك؟
تنحنح عمرو قبل ان
يقول بحرج
:
-فى الحقيقة..لقد جئت لاعاتبك
قال حسام بدهشة وبلهجة استفزازية تجاهلها عمرو:
-تعاتبنى!انت تعاتبنى!
-نعم يا حسام..لا تغضب منى ..انت بالفعل صاحب الشركة والكلمة والرأى
-بالطبع انا كذلك
اكمل عمرو حديثه رغم مقاطعة حسام:
-لكن الا ترى ان ما تفعله كثير؟!
-ماذا تقصد؟
-اقصد فى البرج الجديد الذى تبنيه..لقد جاءنى الحاج سلامة واخبرنى كل شىء حتى اؤثر عليك واثنيك عن هذا ..انه خائف من مخالفة القانون ويجب ان تشعر مثله
قال حسام فى لهجة امتزج بها الامتعاض مع الاستعلاء:
-انا اوراقى سليمة مائة فى المائة

فكر عمرو ان يلين قلبه فقال بسرعة:
-هذا عن مخالفة الاوراق لكن ماذا عن مخالفة الضمير؟
-لا يوجد مخالفة من اى نوع..انتم فقط تضخمون الامور..البرج جيد ولا يعيبه شىء ودور واحد لن يسبب اى فرق
-لكنهم اربعة ادوار يا حسام وليس دور واحد..والاساسات تحتمل عشرة ادوار فقط
قال حسام بلامبالاه وهو منشغل فى اللعب بقلمه والاستماع الى صوته المحبب الى نفسه
(طق طق طق طق):
-لا هذا الكلام غير صحيح الاساسات تتحمل اكثر من هذا لا تقلق انت بهذه الامور وركز فى عملك
ثم ترك القلم من يديه بعصبية وهو يقول بغضب مكبوت:
-وانا سيكون لى تصرف اخر مع الحاج سلامة الذى ينقل اسرارى
علت الدهشة وجه عمرو وهو يقول باستغراب:
-ينقل اسرارك! اننى اخوك يا حسام واخاف عليك وعلى مصلحتك وهذا هو ما دفع الحاج سلامة للمجىء الى لعلنى اؤثر فيك واثنيك عنه

قال حسام بلهجة متغطرسة:
-لا احد فى الدنيا يثنينى عن شىء اريده وانت ادرى بهذا
قال عمرو فى ضيق:
-نعم اعلم
اشار حسام بيده الى الباب وهو يقول بلهجة آمرة:
-حسنا اذهب الى عملك الان يا عمرو لا تعطله اكثر من هذا ولا تدع احدا يلعب فى مخك تجاهى ..تفضل اذهب
قام عمرو من مجلسه وقال وهو منكس الرأس:
-امرك يا حسام بيه
ابتسم حسام فى سخرية وهو يتابع خروج عمرو وقال فى نفسه بانتصار
(اخيرا عرفت مقامك)
ثم تناول هلتفه المحمول وطلب رقما دوليا وقال برقة بالانجليزية بعد ان اجابه الطرف الاخر:
-الو..مسز سوزى..كيف حالك
الاحوال هنا فى مصر رائعة..نريد ان نراكى قريبا
حسنا لقد كنت احدثك بشأن شحنة الاسمنت القادمة على متن الباخرة..ما اخبار البضاعة فيها؟
استمع حسام قليلا الى محدثته ثم قال وهو يقهقه:
-عظيم عظيم ..اذن متى ستأتى الى مصرلاستلام نقودك
قال حسام بدهشة وامتعاض:
-ماذا!! ستبعثين بتوم ! اذن ستحرمينى من رؤيتك يا جميلتى لقد اشتقت اليك منذ اخر ليلة قضيناها سويا
حسنا حسنا كما ترغبين ..فى الصفقة القادمة..الى اللقاء يا جميلتى وانقلى سلامى لتوم
انهى حسام الاتصال وطلب رقما اخر وقال عندما سمع صوتها الرقيق ينبعث من الهاتف فقال:
-نهى حبيبتى اتركى كل ما فى يدك سنذهب الى الاسكندرية هناك ضيفا عزيزا سأستقبله فى المينا ..هيا يا حبيبتى نصف ساعة وسأعرج عليكى لاصطحابك..الى القاء
طرقت نيرمين باب مكتبه وقالت بعد ان دخلت:
-حسام بيه..ميرهان هانم تريد مقابلتك
تأفف حسام وهو يتناول جاكيت البدلة المعلق على مقعد مكتبه استعدادا للمغادرة وقال:
-ياه! ميرهان..ما الذى اتى بها ؟ لقد مللت منها..اخبريها اننى مشغول وان عندى اجتماع واذا اتصلت سلوى ايضا اخبريها اننى فى سفر عمل واسرعى لاننى اريد المغادرة واتصلى بالسائق ليجهز السيارة
-اوامرك يا حسام بيه
ثم غمغمت بسخرية وهى تبتعد:
-يا دون جوان عصرك
***********************************************

حمل محمد السائق حقيبة دنيا الجلدية السوداء ووضعها فى السيارة الراقدة امام مدخل الشركة وفتح لها بابها وكادت ان تستقلها لولا ان لمحت ادهم يلوح لها فانتظرت حتى اقترب منها وسألها :
-دنيا الى اين انتى ذاهبة ؟
-الى الجامعة
قال بدهشة :
-الى ماذا ؟!
-الى الجامعة سأتفقد الاحوال وارى جدول الامتحانات
-هل مازلتى تدرسين؟!
ركبت دنيا السيارة واجابته وهو ستند بيده على باب السيارة المفتوح

-نعم انا فى كلية الاداب فى الليسانس
ادخل رأسه داخل السيارة وهو يقول فى رجاء:
-هل تسمحين لى ان آتى معكى؟
شعرت دنيا بالحرج ..فهى لا تريده ان يرافقها بسبب ملاحقته لها واظهار اعجابه بها وهى قد اخذت عهدا على نفسها الا تنزلق قدماها فى هذه الدوامة ثانية وفى نفس الوقت لا تستطيع ان ترفض طلبه لذا فقد قالت فى ضيق حاولت اخفاؤه:
-اه بالتأكيد تفضل
لمح ادهم ضيقها الا انه لن سمح لهذا ان يقف فى طريقه لذا فقد ركب بجوارها وحرص ان تكون المسافة بينهما قريبة وظل طوال الطريق الى الجامعة ينظر اليها باعجاب ثم قال بود وهو يثنى عليها:
-جميل انكى سيدة اعمال الان ولديك العديد من العمال والموظفين تحت يديكى لكنكى مازلتى تريدين اكمال تعليمك رغم انكى لا تحتاجينه
نظرت اليه دنيا باستغراب وقالت فى حيرة:
-كيف لا احتاجه؟!
سره انها اجابته وفتحت معاه الحوار اذ انها طوال الطريق كانت تهز رأسها فى شكر على ما يقوله فاسرع بالقول:
-اعنى ان الشهادة للباحثين عن العمل فقط وانتى سيدة العمل نفسه
استغربت دنيا جدا لمنطقه الغريب فقالت مدافعة:
-انت مخطئ يا ادهم.. التعليم ليس فقط استمارة نقدمها لنلتحق بعمل ..لولا التعليم ما كنا علمنا اى شىء فى دنيانا ورغبتى فى اكمال تعليمى لازيد من علمى
امتلأ صوته بالعجاب المدروس:

-وهذا ما يعجبنى فيكى او احدى الاشياء التى تعجبنى فيكى يا دنيا فانتى مليئة بالمميزات التى تستحق الاعجاب
عاد الحرج يغزو دنيا فقالت باقتضاب محاولة تغيير دفة الحديث :
-شكرا.. وانت ما الذى جاء بك الى الشركة اليوم؟
-كان هذا اقتراح عمتك حتى لا اتركك وحيدة فى العمل
-انا لست وحيدة انا حولى المئات
انخفض صوت ادهم وهو ينظر الى عينيها ويقول بصوت حالم:
-فى الحقيقة لقد جئت لاراكى فانتى تغيبين جدا فى العمل وانا افتقدك
ابعدت دنيا نظرها عنه وغيرت دفة الحديث سريعا بقولها:
-الن تعمل يا ادهم؟ منذ جئت الى مصر وانت لا تعمل

انا اعلم انك ثرى ولكن هذا لا يعنى ان تظل عاطلا عن العمل
شعر ادهم بالسعادة الطاغية تملأ نفسه لذكرها هذا الموضوع تحديدا الذى سيساهم كثيرافى خطته فقال فى حسرة:
-اعمل اين يا دنيا ؟ شهادتى لا تفيدنى هنا فى مصر ثم ان اعمالى كلها فى لبنان ..لقد اقترحت عمتك ان اعمل معكى وهكذا احمل عنكى بعض من هموم العمل عن كاهلك لكننى لا اريد ان اتطفل عليكى وان تشعرى بالضغط من جانبى
شعرت دنيا بالمأزق الذى وضعت نفسها فيه... طبعا يفترض ان توافق على طلب عمتها الحبيبة لكنها هكذا ستقرب ادهم منها اكثر لكنها لضطرت ان تقول :
-لا ابدا..سأخلى لك وظيفة فى الشركة
-حقا يا دنيا ! هذا خبر رائع
ثم لمس يداها وهو ينظر الى عينيها بدقة واضاف:
-وهكذا اكون بجوارك ان احتجتينى
سحبت دنيا يدها سريعا واجابته فى اقتضاب:
-شكرا لك ولكننى لا احتاج الى احد
ثم اشارت الى السائق بالتوقف بعد ان دخلت السيارة الحرم الجامعى واقتربت من كلية الاداب وقالت:
-هنا يا محمود...اذهب انت الان وعد بعد ساعتين
-اوامرك يا انسة دنيا
ترجلت دنيا من السيارة وخرج ورائها ادهم الذى سار بجوارها وهو يتلفت حوله ويقول فى دهشة:

-يا الهى ما هذا الازدحام! كل هؤلاء طلبة ! من اين يجدون عملا بعد التخرج 00نحن لا يوجد لدينا فى لبنان هذا العدد المهول
لبنان مساحتها لا تساوى مساحة القاهرة وحدها يا ادهم
نظر ادهم باشمئزاز الى كلية الاداب التى اتجهت نحوها دنيا وقال فى تعجب:
-هل هذه هى كليتك! لماذا تبدو هكذا؟ ان مبناها..........
قطع ادهم حديثه عندما جذب وائل يد دنيا واخذها الى جانب وهو يقول بصوت منفعل:
-دنيا اخيرا رأيتك ...اريد ان اتحدث معكى فى موضوع هام
اقترب ادهم منهم سريعا وتدخل وسطهم وهو يدفع وائل بعيدا قائلا بعصبية:
-ماذا تفعل ايها الوقح؟ كيف تجذب يدها بهذه الطريقة ؟
دفعه وائل هو الاخر وهو يقول فى حدة:
-وما دخلك انت يا اخى؟!
تصدى له ادهم بكتفه العريضة قائلا فى تحدى:
-انا ابن عمتها..من انت؟ وكيف تجذبها هكذا؟
نظر اليه وائل بسخرية وعقد ذراعيه امام صدره قائلا باتصار:
-وانا حبيبها يا استاذ
اتسعت عينا ادهم وقال بدهشة وهو يحول نظراته بينهما بذهول:
-ماذا! ها هذا الكلام صحيح يا دنيا ؟!
تبرع وائل بالاجابة:
-نعم انا حبيبها وقد اتفقنا على الزواج
-ماذا تقول ؟ حقا يا دنيا!
قالت دنيا بغضب وهى تبعد ادهم الذى كاد ان يضرب وائل:
-لا بالطبع هذا غير صحيح لقد كان هذا الشخص يعمل فى شركتى وقد طردته منها وهو الان يحاول تشويه سمعتى
ثم وجهت حديثها الى وائل:
-من فضلك يا استاذ وائل لا تتعرض لى مرة اخرى.. لقد كنت مجرد موظف فاشل وطردتك وانتهى كل ما كان يربط بيننا اقصد فى العمل بالطبع.. فمن فضلك لا تتعرض لى مرة اخرى
واضاف ادهم على تحذيرها وهو يسير بها مبتعدا عن وائل المصدوم:
-نعم وابعد عن طريقها والا سترى مالا يسرك
قالت دنيا بعد ان ابتعدوا:
-شكرا يا ادهم ولكن لم يكن هناك داعى للتدخل لقد كنت سأصرفه عنى
-لقد غلى الدم فى عروقى عندما وجدته يختلى بكى هكذا ...انتى لا تعرفين يا دنيا كم......
قاطعته وهى تقول بضيق:
-اسمع يا ادهم انا لا احول ان اكون فظة معك لكن...
-لن تستطيعى ان تكونى فظة حتى لو اردتى
زفرت دنيا فى غضب قائلة :
-لا هذا كثير ...اسمع يا ادهم من فضلك انا الان فى الجامعة واريد ان التقى باصدقائى بعد اذنك
شاهدها وهى تبتعد عنه وقد ادرك ان مهمته ليست سهلة ابدا وان هذا اصعب شىء فعله فى حياته

لكن عليه ان يجد طريقة سريعة ليستميلها اليه حتى تحبه وتسلم له ويستطيع ان يتحكم فى كل شىء وتصبح مقاليد الامور فى يده
ولكن............
يا لها من مهمة!!!!!
************************************************** *

انتظرت غادة فى قلق وهى جالسة على درج الكلية وكادت تعض اناملها من فرط اللهفة ولوعة الانتظار وما ان سمعت صوته يناديها حتى انتفضت من مكانها واسرعت نحوه والقلق بادي على وجهها وهى تقول فى اضطراب مع لمحة من الامل:
-هاه! ماهى النتيجة؟
ثم وضعت اصبعيها فى اذنيها وهى تقول:
-لا انتظر لا تقل
ثم قالت بغضب عندما وجدته ساكنا لا يتفوه بحرف:
-ماذا هناك ؟ لماذا لا تقول؟
ضحك على وهو يقول بدهشة:
-الم تطلبى منى الا اقول شىء
-وهل تأخذ على كلامى ؟ قل لكن بسرعة او انتظر ببطء ...لا لا قل بسرعة..ما رأيك ان نغير الموضوع
قال على بسرعة دون ان يعطيها فرصة للاعتراض:
-جيد جدا يا غادة
كادت ان توبخه لكنها فتحت فمها لاقصى درجة فمد يده يغلقه لها قائلا وهو يضحك:
-انتى تعرفين الذباب حولنا كثير وفمك مغرى لاى ذبابة
لكزته فى كتفه والفرحة ترتسم على وجهها وهى تقول بسعادة:
-حقا يا على! الف مبروك الف الف مبروك
-مبروك لكى انتى يا حبيبتى هذه نتيجتك انتى
عاد القلق لصوت غادة وهى تقول:
-دعك منى يا على المهم انت كيف نتيجتك؟
-الحمد لله جيد بدون مواد
قالت غادة فى ارتياح وسعادة:
-الحمد لله اخيرا اخذت البكالريوس
جلس بجوارها على السلالم وهو يقول بقلق:
-نعم وبدأت اخطر واهم مرحلة فى حياتى
تساءلت غادة فى فضول:
-ما هى؟
-البحث عن المتاعب اقصد البحث عن عمل
نظرت له بقلق وهى تتساءل:
-هل ستبحث عن عمل؟ وماذا عن المكان الذى تدربت فيه؟ الم تتدرب على الاخراج فى القناة الفضائية...........
-التدريب لا علاقة له بالعمل يا غادة ....انتى تتدربين بلا مرتب وفى نفس الوقت تفيدى المكان الذى تتدربين به لكن ان تعملى فى هذا المكان ويعطوكى مرتب وما الى اخره فهذا ضرب من ضروب الخيال
-اذن كيف يحصل الشباب على وظيفة؟!
-بالواسطة يا حبيبتى
-فقط !!!! ولا وجود للكفاءة ولا..........
قال على فى حسرة:
-لا وجود لأى شىء لا فى القطاع العام ولا القطاع الخاص......فى القطاع العام انتظرى سنين هذا اذا جاء لكى فى النهاية جواب التعيين بمرتب لا يكفى ثمن المواصلات للذهاب لهذا العمل اما القطاع الخاص فلكى واسطة اذن فليس هناك مشاكل وتضمنين الوظيفة
عضت غادة شفتيها فى مرارة وهى تسمع حديثه وادركت لاول مرة انها ساذجة جدا وانها لا تعلم اى شىء عن العالم المحيط بها 0لقد سجنت نفسها طويلا فى قوقعة الاستذكار وذكريات ابيها وحلمها ان تكون مذيعة مشهورة واكتفت بهذا لكن على اطلعها على اشياء عديدة كانت لا تفقه شيئا عنها
نظرت اليه بشفقة وهى تقول:
-اذن ماذا ستفعل؟
-سأذيب احذيتى
-ماذا ؟!!!!!!!!!!
-اقصد من كثرة البحث عن عمل سأحاول بأقصى ما لدى 0يجب ان ترتاح امى قليلا من العمل كممرضة فى المستشفى ويجب ان اكون نفسى حتى استطيع التقدم لكى
قالت غادة بفرحةانستها مرارة الواقع:
-سيكون هذا يوم المنى ....هذا ما انتظره بفارغ الصبر
تناول يديها وضمها بين يديه وهو ينظر الى عينيها وعيناه تنطق بالحب:
-سأبذل المستحيل من اجلك يا غادة
***********************************************



تفضل يا حاج سعيد وهكذا يكون قد وصلك كل نصيبك واعذرنى عن التأخير فلم يكن معى القترة الماضية سيولة فكانت كل اموالى فى السوق
قال امجد جملته هذه بعد ان وضع النقود على منضدة الصالون فضحك الحاج سعيد وهويقول:
-الحمد لله وهكذا استطيع ان ادفع القسط الاخير من ثمن الشقة

مبارك علينا يا ولدى
-اتعلم يا حاج سعيد ؟ افضل شىء فعلته فى حياتك هو ان بعت لى ارضك
ظهرت الدهشة فى صوت سعيد وهو يقول:
- لماذا يا امجد؟
انت تعلم ان ارضنا تحيط بأرضك من كل جانب وهكذا عندما بعت لى ارضك واصبحت ارضى هذا خدمنى كثيرا فى عملى بالموالح
نظر سعيد الى الصناديق الكبيرة الراقدة بجانب باب الشقة وقال :
-بمناسبة هذا الحديث لم يكن هنالك داعى ان تحضر كل هذا البرتقال واليوسفى ..هذا كثير جدا
-لا شىء يغلى عليك يا حاج سعيد وقد احضرت لك افضل ماعندنا 00لقد احضرت لك البضاعة التى نصدرها للخارج

عاد سعيد ينظر الى صناديق البرتقال واليوسفى وهو يقول :
-يبدو عليها يا امجد.. انا لم ارى فاكهة كهذه فى حياتى
قهقه امجد وهو يقول:
-لا تقلق يا يا حاج سعيد..قريبا باذن الله ستعتاد على هذه الفاكهة
زوى سعيد مابين حاجبيه وهو يقول بتعجب:
-ماذا تعنى يا امجد ؟كيف لنا ان نحضر فاكهة كهذه اصلا!؟
تجاهل امجد سؤاله وهو يتلفت حوله قائلا :
-واين محمد يا حاج سعيد؟ لقد سمعت انه تقدم لاختبارات الشرطة
-نعم بمجرد ان ظهرت نتيجة الثانوية العامة حتى تقدم للاختبارات وقد تعدى مراحل كثيرة ولم يتبقى الان سوى كشف الهيئة
هز امجد راسه وهو يقول :
-امممم.. اصعب مرحلة ..ومن هو واسطتك يا حاج سعيد
- ربنا معا يا امجد
-نعم يا حاج سعيد لكن يجب ان تكون مسنودا على احد من الكبار
قال سعيد بحسرة :
-العين بصيرة والايد قصيرة يا امجد
-لا تقلق يا حاج سعيد.. انا لدى احد معارفى لواء كبير فى الشرطة سأجعلة يهتم بموضوع محمد
ارتسمت الفرحة على وجهه سعيد وهو يقول :
-حقا يا امجد ! هل تعنى هذا ؟
-بالتأكيد يا حاج سعي.. ان شاء الله يلتحق ابنك بالكلية
-حمدا لله ... اشكرك يا امجد
وقام سعيد يحتضنه فقال امجد بمرح وهو يربت على كتفه :
- لا تفعل هذا يا حاج سعيد ...اننا عشرت عمر ويجب ان اقف بجانبك
-ترد لك يا امجد يابنى
قال امجد بصوت خافت :
-اتعشم ذلك
ثم حاول ان يستدرجه فى الحديث بقوله :
-وابنتك يا حاج سعيد.. فى اى كلية؟
-لا..مى ابنتى انهت دراستها السنة الماضية وتخرجت من كلية الاداب لكنها لم تعمل لكى تعتنى بى وبمحمد
افتعل امجد الدهشة :
-حقا ! لقد فتحت لى الباب المرة السابقة التى جئت فيها ولم اجدك وكانت ذاهبة للكلية وقد عرضت عليها ان اوصلها بسيارتى لكنها رفضت
-هذه ليست ابنتى مى ...انها غادة ابنة اخى جاءت من الاسكندرية واقامت عندى من اجل دراستها فى كلية الاعلام جامعة القاهرة
برقت عينا امجد وهو يقول
:

-غادة ..تدرس فى كلية الاعلام ..فى اى سنة هى ؟
-لقد كانت هذه سنتها الاولى وهى اليوم فى الكلية تحضر النتيجة
فى هذه اللحظة انفتح الباب واندفعت منه غادة وهى تقول بصوت مرح عالى :
-مى مى ..عمى سعيد ..لقد نجحت بتقدير جيد جدا
واندفعت غادة نحو حجرة الصالون المضاءة لتجد امجد واقفا فى استقبالها وهو ينظر اليها بأعجاب شديد فاختنقت الكلمات فى حلقها وتسمرت فى مكانها ثم اسرعت بالمغادرة قائلة :
-معذرة لم اعلم ان لدينا ضيوف
-تعالى يا غادة ..هذا امجد الذى اخبرتينى عنه لقد جاء يحضر لى باقى المبلغ
شعرت غادة بالحرج وهى تقول :
-اهلا ومعذرة مرة ثانية ..عن اذنكم
-انتظرى يا انسة غادة .. هل حقا نجحتى وبتقدير جيد جدا ايضا.. هذا خبر سعيد جدا الف مبروك
شعرت غادة بالحرج يحاصرها من كل اتجاه فقالت وعينيها لا تفارقان الارض :
-الله يبارك فيك.. شكرا.. عن اذنكم
تابعها امجد بنظره وهى تغادر بسرعة لحجرتها ثم قال وهو يلتقط مفاتيح سيارته من على منضدة الصالون :
-استاذن انا الان يا حاج سعيد
-لماذا يا ابنى؟ بهذه السرعة !
-حتى تحتفلوا بغادة والف مبروك مرة ثانية
-الله يبارك فيك يا امجد لكن هذا لا يصح يجب ان تبقى للغداء
ثم صاح سعيد :
-مى ..جهزى الطاولة
-لا اشكرك يا حاج سعيد..انا لدى مشاغل كثيرة افرغت نفسى منها بأعجوبة لانه كان يجب ان اتى انا اليك لا ان تأتى لى فى شركتى لان لك قيمة كبيرة عندى وهذه هى الاصول
-اذن يجب ان تشرب شربات نجاح غادة
ابتسم امجد وهو يقول ملمحا :
-ان شاء الله ساشربة مرة ثانية وقريبا باذن الله.. عن اذنك يا عمى
تعجب سعيد من كلماته الا انه افسح له الطريق الى الباب وهو يقول:
-مع السلامة..فى حفظ الله يا ولدى
************************************************** **
كانت دنيا ممدة على (الشيزلونج)امام حمام السباحة متدثرة بملاءة رقيقة من الحرير الناعم يقيها من البرودة الخفيفة التى تميزت بها هذه الامسية وقد اخفضت الاضاءة فى حديقة الفيلا التى تطل على حمام السباحة اذ ان القمر كان بدرا فى هذه الليلة مما اضاف شاعريه على المكان مما دفع ادهم ان يقترب من دنيا بخطوات متمهلة ويقول بصوت هامس وهو يتطلع الى الكتاب الذى تقرأه بين يديها:
-ماذا تقرئين؟
انتفضت دنيا لكنها حاولت تمالك نفسها من مفاجاته التى لا تنتهى واجابته:
-(مائة عام من العزلة) لغابرييل غارسيا .......
-ماركيز
قالت دنيا بدهشة:
-هل تعرفه!
-بالطبع لكن ما الذى دفعك لقراءة هذا الكتاب ....لقد اعتقدت انكى تقرئين فى الرومانسية لا ان تقرئى فى السياسة وايضا السياسة الاميركية
-لم يعد يستهوينى الادب الرومانسى
-لماذا؟ هناك كتاب لماركيزانصحك بقراءته..اسطورة...مآساة رومانسية لكنها لحسن الحظ تنتهى نهاية سعيدة

(الحب فى زمن الكوليرا)
قالت دنيا بتهكم:
-اذن انت تحب النهايات السعيدة
اجابها باستغراب:
-ومن لا يحبها
-لا احد ...الجميع يحبونها لكنها ليست واقعية..كلها خيال فى خيال ابداع مؤلف يتمنى رؤية هذا فى الواقع
نظر اليها ادهم بدقة محاولا ان يستشف ما بداخلها محاولا سبر اغوارها التى حيرته واتعبته ثم قال بتمعن:
-اهذا هو ما يدفعك للهرب منى ؟ الهذا لا تريدين ان تستسلمى لمشاعرك ؟
قامت دنيا من مجلسها دون ان تعلق على حديثه وتثائبت قائلة:
-اعذرنى يا ادهم..لكن حان موعد نومى ..لدى عمل كثير غدا
امسك ادهم يديه الا انها ازالتها وهى تقول:
-من فضلك يا ادهم
تابعها امجد وهى تبتعد ثم جلس قليلا امام حمام السباحة يتأمل فى مياهه المتلألأة بفعل ضى القمر..كان يبدو انه يصارع داخله
وقف وكأنه حسم امره ثم اندفع صاعدا السلالم واتجه لغرفة بعينها طرق بابها ودخل دون ان ينتظر ردا بالدخول
تفاجأت بدخوله فقالت بدهشة:
-ادهم! ماذا هناك ؟ ماذا بك؟
-اسمعى ..لقد احتملت الكثير..يجب ان نتحدث
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
************************************************

تمددت مى على فراشها فى الظلام ومسحت الدمعة الغادرة التى اغفلتها وهربت من عينيها وتساقطت على وجهها فنفضت راسها وقالت بضيق:
-ماذا بكى ايتها المغفلة؟ لماذا تسمحين لنفسك بالقيام بهذا الدور00دور الضعيفة
تماسكى يجب ان تتماسكى
الا ان الدموع بللت وجهها واظهرت اخيرا عفها وازالت القناع المتماسك من على وجهها ..امسكت الوسادة وعضت فيها بأسنانها الجميلة لتوقف عذابها الا انها عادت تصرخ

صرخة مكبوتة وهى تقول:
-ايتها الغبية ..ايتها الغبية ..لا تتعلمين ابدا .. لماذا تبكين؟ لماذا تبكين ؟ انه لا يستحق .. لايستحق وهى لم تخونك .. انها لم تعرف شىء وانتى لم تخبريها ..لماذا اذن تشعرين بهذا الشعور البغيض ؟ لماذا تحسين بطعمها المرير فى حلقك؟ الخيانة
نعم هو من فعل هذا لكن هى بلا ذنب...بلا ذنب

تطلعت بعيناها الى الخواء وهى تعود بذاكرتها ايام الجامعة ..كانت دائما صارمة.. لا تعطى لاحد فرصة ان يفكر حتى فى الحديث عنها كانت ذا طريق واحد لا تعرف طرق جانبية لم تكن تعرف اصلا ماالذى يعنية هذا الجامعة للدراسة فقط
لكن قلبها الغبى كان له خيارات اخرى ملحة تختلف عما ارادة عقلها المتوازن الرسين لكنها استسلمت لهذا الشعور الطاغى الذى شعرت به تجاه وائل طالب كلية التجارة الذىكان دائما يتردد على كليتهم 00 وائل كان يتمتع بشعبية طاغية وجاذبية آخاذه..كان وجهه محبب وكلماته تذوب العقل وتنفذ الى القلب
وهى كأى غبية وقعت فى حبه لكن الذى زاد الطين بله انه هو ايضا ارادها
وما ادراك بالفتاة تعيسة الحظ التى يريدها وائل ؟!!!!!!!
تعقبها واغرقها بكلماته المعسولة وحبه المزعوم ووعودة الكاذبة بالزواج فستسلمت الغبية له واصبحت اجدد فتاة على لائحته التى لم تكن تدرى عنها شىء لكنه فجأة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
عدل عن مخططه واهملها واصبح يتهرب منها (وكان هذا فى صالحها اذ انها اكتشفت فيما

بعد ان الفتيات اللاتى ارادهم وائل فقدوا اعز مايملكون بورقة تافهة يطلقون عليها الزواج العرفى )
اصبحت حائرة.. اين ذهب؟ لماذا لم يعد يتلهف على لقائها كما كان من قبل ؟!

لم تربط وقتها بين هذا وبين حديث دنيا صديقتها عن هذا الشاب الاسمر الوسيم الذى اقتحم حياتها والذى تعيش معه اجمل قصة حب
استمعت الى حديثها وشاركتها بحب ووفاء الصديقة لكنها صدمت صدمة كبيرة عندما اشارت لها دنيا عن هذا الحبيب الغامض 00وائل ..اتسعت عيناها وتوقفت الكلمات فى حلقها تركتها يومها سريعا
اذن هذة هى حقيقتك ايها المخادع !؟ تركتنى من اجل فتاة اجمل ام من اجل ثراءها ؟ فى الحالتين هذا يظهر معدنك الرخيص واى حقير انت !
تهربت هذه الفترة من دنيا لم تستطع مواجهتها لم تستطع مواجهة اى احد
وانكبت على الاستذكار لتثبت انها ليست ضعيفة وان ماحدث لها لن يؤثر عليها لم تبكى حينها ولم تذرف دمعة واحدة
قطعت علاقتها بأصدقائها فى الجامعة وكانت تذهب لحضور المحاضرات فقط
استمرت دنيا بالاتصال بها للاطمئنان عليها اصبحت مؤلفة باهرة للاعتذارات المقنعة لكنها لم تستطع تقديم اعتذار عند وفاة والد دنيا ربما لانها ارادت الذهاب ساقها قلبها المتعاطف المحب لدنيا المشفق عليها اخذتها فى احضانها وهى تبكى

بلوعة
بقت معها هذه الليلة فى الفراش اعطتها كل حنانها يومها فقط استطاعت ان تتخطى ضيقها من دنيا ولم تحاول ان تسأل عن وائل الذى اكتشفت بعد حين من بين دموع دنيا وعينيها الحزينتين انه كان يخدعها
لم تدرى اتشعر بالسعادة لانها ليست الوحيدة المخدوعة وانه تركها لانه شخص حقير ! ام تشعر بالحزن والشفقة من اجل دنيا !
شعرت بأشمئزاز من نفسها كيف تشعر بالسعادة المقززة وجرح دنيا امامها يدمى وهى السبب هى التى لم تخبرها بحقيقة وائل انتشر التعاطف والحزن يملأن قلبها ويدفعها لاخد دنيا بين احضانها وهى تبكى وتحاول ان تتناسى هذا الفصل من حياتها او تخلده ليحميها من صدمات الغد
اسرعت بمسح دموعها عندما سمعت المفتاح يدور فى قفل الباب ليعلن عن عودة محمد وابيها وغادة من زيارة والدتها فى الاسكندرية
وضعت رجليها فى الخف واسرعت نحوهم لتجد سلوى صغيرة ادخلت ضوء من الفرحة على قلبها اذ اندفعت نحو تلك الحقيبة البلستيكية السوداء وفضتها وهى تقول فى فضول :
-يا ترى ماذا احضرتم معكم !
ثم علت الابتسامة وجهها وهى تقطع قطعة من قرص المشبك وتضعه فى فمها بسرعة وتقول بفمها الممتلىء :
-انا اعشق هذا المشبك
*************************************************

احكم عمرو غلق غطاء زجاجة الدواء بعد ان اعطى واله الجرعة منها فقال الاب بامتنان:
-ربنا يزيد فى عمرك يا عمرو ويكرمك ويجعل لك فى كل خطوة سلامة يا بنى
ربت عمرو على كتف واله وهو يقول فى حنان :
-تعيش يا ابى وتغرقنى بدعواتك المحببة لى دائما
-كنت اتمنى ذلك يا عمرو ولكن الحال يتدهور والصحة لم تعد مثل الاول
قال عمرو بلهجة مرحة ليخفى الالم الذى اعتصر قلبه:
-لا تقل هذا يا ابى انت بخير حال ام تقول هذا حتى لا احسدك؟
ضحك الاب بشدة جعلته يسعل كثيرا ولا يقوى على التنفس فسارع عمرو باعطاؤه جرعة ماء هدء بعدها وقال بحسرة:
-ارأيت ! حتى الضحك لم اعد اقوى عليه
امتنع عمرو عن الكلام اذ لم يجد ما يقوله فحاول تغيير الموضوع الا انه سبقه الى هذا بقوله:
-كيف حال والدتك
-بخير
ثم اضاف بمرارة:
-على ما اعتقد
قال والده باستغراب:
-لماذا؟ الا تراها!
-اننى اشعر انها لا تريد ان ترانى
-كيف تقول هذا يا عمرو؟

-انها لا تتصل بى ابدا ولا تطلب زيارتى مطلقا
-ربما تنتظلا ان تفعل انت هذا من نفسك
-لكنها دائما تتحدث مع حسام واوقات كثيرة اكون عنده بالمكتب فيرد على اتصالها ويخبرها احيانا اننى معه وهى لا تطلب منه ان تحدثنى
-اعذرها يا بنى فهى سيدة مجتمع الان
قال عمرو بغضب ممتزج بالالم:
-نعم يا ابى ولكن ماذا عنى انا ؟ ماذا عن ابنها الذى تركته وهو لم يكمل عامه الاول بعد وذهبت لتتزوج باخر
-اعذرها يا بنى لقد كانت شابة صغيرة طائشة وكانت تحب ذلك الشاب-زوجها الثانى-حتى من قبل زواجى بها لكن اهلها قبلونى انا لان ابى وقف جانبهم كثيرا
قال عمرو بذهول :
انت يا ابى ! انت الذى تدافع عنها! انت الذى تقول هذا! وقد تركتنى لك لحمة حمراء لتربينى جدتى
-نعم يا ولدى لكنها شعرت بخطئها بعد ذلك وجاءت تعتذر وتتمنى ان تراك
قال عمرو بمرارة:
-تأنيب ضمير فقط لا غير
-لا تقل هذا يا عمرو انه قلب الام
تعالى صوت عمرو وامتزج بانفعالاته الملتهبة :
-واين كان قلب الام عندما تركتنى واين هو الان وهى لا تسال عنى ابدا
-اهدأ يا عمرو اهدأ يا حبيبى ما رايك ان نغير الموضوع افضل؟ قل لى كيف حال عملك ؟
- لا شىء جيد فى حياتى ابدا يا ابى انا لست مرتاحا فى عملى ايضا واريد انا اتركه
سأله بدهشة:
- تتركه لماذا ؟!هل اهانك حسام واو ما شابه ؟!
-لا لكن اعماله ملتوية وتخالف القانون يا ابى
-حتى هو !
زوى عمرو بين حاجبيه وهو يقول باستغراب:
-ماذا تعنى؟!!!
-فعلا هذا الشبل من ذالك الاسدلقد كان ابوه هكذا وقد اخذ الله حقه منه عندما ارتمى على سرير المرض وهو يتعذب بذلك المرض الخبيث لقد كانت اعماله هو الاخر ملتوية واكثر من مرة يتم القاء القبض على احد من عماله واتباعه لكنه باعجوبة يبتعد تماما عن الشبهات

تنهد الاب بحسرة واضاف:
-يا له من ماضى ويتكرر ثانية على يد ولده
اسمع يا عمروابتعد تماما عن اى عمل مشبوه من اعمال اخيكاحذر من مساعدته فى اى شىءانتبه لعملك فقط ولا تعتقد اننى ابعدك عن اخيك لكننى خائف من الغد وما قد يفعل بنا
-اطمئن يا ابى انا لن اسمح لنفسى ابدا ان اشترك فى عمل يخالف ضميرى
-وانتبه ايضا لا يشترط موافقتكقد يتم الزج بك وتوريطك فى شىء مخالف للقانون
-لا تقلق يا ابى
-وايضا حاول يا عمرو ان تنبه اخوك وان تؤثر فيه وترجعه لصوابه فهذا الطريق الذى يسير به خطير وملىء بالاشواكحاول يا عمرو
-سأفعل يا ابى
********************************************



يتبع










jenhoud غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-08, 04:40 AM   #30

jenhoud
كاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
 
الصورة الرمزية jenhoud

? العضوٌ??? » 47418
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 45
?  نُقآطِيْ » jenhoud is on a distinguished road
افتراضي

اتمنى ان ينال هذا الفصل اعجابكم
وكما ترون هو اكبر فى الحجم واعمق فى المحتوى
اذ بدأت الخيوط تتشابك قليلا
واستعدوا لمزيد من التشابك فى الفصول القادمة
لكم منى اجمل تحية
وانتظر تعليقاتكم بلهفة
ثانكس
جين


jenhoud غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:51 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.