شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   عمود الاعضاء (https://www.rewity.com/forum/f395/)
-   -   و أيْنَعتْ ثِمارُه (https://www.rewity.com/forum/t313333.html)

كاردينيا الغوازي 15-12-14 10:24 AM

و أيْنَعتْ ثِمارُه
 
أبي رحمه الله لم يكن رجلاً متديناً بمعنى التدين؛ لكنه كان ملتزما بأداء الفروض ومخافة الله في التعامل مع الناس وكسب الرزق الحلال والابتعاد عن المعاصي، فقط.. دون تفاصيل العبادات الاخرى لأي مسلم.
لكن.. هذا في ظاهره، فعندما أمعن النظر؛ أجد الكثير ما خلف الظواهر.
الان اتذكر عندما كنا صغاراً ويقلُّنا للمدرسة، كان يلقي على مسامعنا أحيانا آيات قرآنية متفرقة " أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى "
"يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ "
او يُلقي أبياتاً شعرية في محبّة الرسول وال بيته عليه وعلى آله الصلاة والسلام، وهو كان محباً للشعر بدرجة لا توصف ويحفظ عن ظهر غيب عشرات الأبيات، ان لم أبالغ وقلت المئات.
كنت أسمعه في ليال تجمع الأقارب في حديقة المنزل ومع تناول الشاي وأكل الحلويات العراقية يبدأ التباري بين ابي ومن هم في سنه في المساجلة بالأبيات الشعرية.
لم يكن الشباب يشاركونهم المساجلة احتراما للـ(مقامات المحفوظة) التي تربينا عليها فيكتفون بالحماسة والتشجيع احيانا وقد ينسحبون لبعض شؤونهم واهتماماتهم تاركين (الحلبة) لابائهم وامهاتهم.
اما الاطفال فمؤكد كانوا فقط متفرجين درجة ثالثة لاهين باللعب لكن آذانهم تلقط ما يحدث بين الكبار!
كان التنافس يشتد والضحكات تتعالى والعيون تلمع ببهجة ابداع الكلمات التي تمس الوجدان وتثري العقول والارواح.
يعلو صوت ابي على غير عادته لتصدح حنجرته بأبيات من شعر الجاهلية وحتى شعر العصر الحديث، كان منافسا لا يُستهان به ولا يستسلم بسهولة، حتى إني كنت أراه يبالغ في التحدي والاصرار وكأنه يستعيد روح الشباب المتمرد.
لكن معنا.. نحن اطفاله، أبي كان مختلفاً،
لم يكن رجلا جديا واضحاً، ولم يكن يبالغ في إلقاء الحكم المباشرة، كما لم يكن ممن يكثرون الكلام؛ لا في شعر ولا في حديث ديني، فقط يلقي على مسامعنا خلال رحلة الذهاب للمدرسة والإياب منها؛ لمحات سريعة مظللة بالمزاح احياناً او قد يكتنفها غموض فلا نفهم تماماً مقصده في احيان أخر!
يقولها ضاحكاً او غامزا ونحن نضحك، او يقولها وهو يبدو شاردا وكأنه يكلّم نفسه بينما نحن متلاهين عنه وعن مغزاه، لكنه كان أكثر من مدرك لما يفعله، انه زرع.. زرع أجاد غرس بذوره بطريقته وسقاه بتأن مزارع حكيم غامض.
الآن ارى نفسي، ارى اخوتي واخواتي، وبالأخص أخوتي القريبون من عمري وشاركوني رحلتيّ الذهاب والإياب هذه لسنوات، أراهم الآن بعقلية تشبهني في الكثير.
نفس الاساس.. نفس المنبع.. نفس الغرس، اسألهم ويسألونني؛ هل تذكر؟ هل تذكرين؟ ثم نضحك من قلبنا ونقول ان أبونا كان داهية! يملك مكر الطريقة إضافة لحكمة حسن الإلقاء، وامتلك الأهم؛ روح المسلم وعقليته، ولم يبخل بها على أولاده وبناته، فغرز تلك الروح وبنى تلك العقلية فينا.
لقد زرع زرعه.. وها هو الزرع أينع، وأدعو الله ان يرزق والدي ثماره في الجنة.

ليله طويله 15-12-14 10:59 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ربنا يرحمه رحمه واسعه ويجعل قبره روضه من روضات الجنه من الواضح انه كان شخصا مميزا تسلمى على المقال الجميل والذكريات الحلوه التى اثارت بداخلى الكثير من الشجن فلا اقول الا اللهم اغفر لابى وامى وارزقهم الجنه التى وعدت بها عبادك الصالحين

kholoud.mohd 15-12-14 11:15 AM

الله يرحم والدينك ووالدينا برحمته الواسعة
انت اجمل ثمرة لامك وابوك :eh_s(7):

والدك رجل عظيم وحكيم بطريقته الخاصة ,التربية عمرها ماكانت مجموعة من الاوامر والنواهي ,التربية تماما كما وصفتيها "غرس" ليس بالضرورة لقيم ومباديء معينة لكن لمواقف ربما كاطفال تكون معدومة الاهمية لكن كل ماكبرنا بنقدر قيمتها بعد مانكون تشربناها داخلنا من دون مانحس.

ebtoto 15-12-14 11:35 AM

مقال أكثر من رائع كعادتك فى المقالات
يمكن هذا المقال يلفت انتباهنا لما يفعله آبائنا معنا قد لا نرى والدينا مثالين فى كل شىء لكننا عندما نكبر ندرك أنهم بذلوا أقصى ما يستطيعون لتربيتنا زغرس حب الإيمان بداخلنا
تذكرت فى مقالك بلال الناجى عندما أخبر نجلاء أن تنبه (محمد ومحمود) لضرورة غض البصر وحرمة النظر للبنات لكن دون ضغط فيكفى أن نلقى البذرة وهى ستنمو وحدها فيما بعد
قد لا نستطيع أن نطبق فى تربية أبنائنا كل ما فعله آبائنا ربما لأننا ندرك أن تغير العصر يعنى بالضرورة تغير طريقة التربية لكن على الأقل الشىء الوحيد المشترك فى أى تربية سليمة هو أن نتعلم كيف ننصح أبنائنا ونعلمهم دون أن نشعرهم بذلك حتى لا يتمردوا أو يرفضوا طريقتنا لمجرد العند
اللهم ارحم والدك وارزقه جنة الخلد هو وجميع موتى المسلمين
اللهم ارزقنا الذرية الصالحة و أعنا على تربيتهم تربية صالحة
اللهم بارك فى أطفال المسلمين
اللهم أعنا على طاعة الوالدين وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
شكرا على المقال اللهم اجعله فى ميزان حسناتك

حنان 15-12-14 11:41 AM

مرحبا حب حب ... صباحك حضن ماضي دافئ

والدك رحمة الله نموذج للمسلم القدوة ..يجسد الاعتدال ببساطة عفوية .. بقناعة راضيه ,الاعتدال الذي نشعر في طوفان التطرف الغارقين فيه بأنا في امس الحاجة لتنفسه ..

رحم الله والديك .. وبارك الله بيك واخوانك حبيبتي وتكونوا امتداد طيب لطيبه <3

انثى الهوى 15-12-14 11:50 AM

الله يرحم والدك حبيبتي
دوم الوالد هو قدورة الفتاة واميرها..عمر التربية او النصائح ماتكون بالقسوة والالفاظ الخشنة او الضرب اجمل تربية هي تلك التي كتبتيها ببساطة في هذه السطور التربية هي التفاهم والتعليم منذ الصغر ع مبادئ معينة...اهم شي ان يكون عارف لجميع الامور دون ان يأمر او ينهي فقد يغرس حتى تنمو ثمارة بالطريقة الصحيحة
اسم المقال رااقي والكلام راائع كالعادة
سلمت يداك وربي يجعل قبر الوالد روضة من رياض الجنة

tamima nabil 15-12-14 12:10 PM

صباح الورد و الرياحين المعطرة
رحم الله والديك حبيبة قلبي
المقال بعث في قلبي الرعب ... لكنه الرعب المشبع بذكريات بيني و بين أبي
أنا و ابي صديقان .... هو اخلص أصدقائي و هو سندي بعد الله
و حين أخبر زوجي بذلك .... من بين هزل الغضب الا انه يخبرني انه يريد ان تكون علاقته ببنتنا كعلاقتي بابي
ليست علاقة مبنية على الخوف و انما على الحب ... حتى الاحترام يكون اساسه الحب و ليس بدافع الواجب
ابي ايضا اجاد غرس نبتاته ...
و ربما اتحدث عن ابي رغم ان المقال الرائع هو حب خالص و تقديرا لوالدك رحمه الله بما غرسه في ذريته الصالحة
لكن هذا هو الأدب الجميل
حين تقرأ ما يمس حياتك و لا تخرج منه دون ان يؤثر عليك
اعذريني ان كنت ذكرت كلمة الرعب في بداية تعليقي
لكن فعلا غصة مؤلمة تؤلم حلقي الآن
رحم الله والديك كاردينيا ... ربما يرحل الحزن و يبقى الأثر الطيب و الذكرى الجميلة

sabrounaa 15-12-14 01:08 PM

صباح المحبة
اولا رحم الله والديك و اموات المسلمين جميعا..
مقال رائع جدا سلمت يداكى ..
الاب و الام هما مدرسة الاولة ...والدك رحمه الله مثال لاب الفاظل ...
فكما يقال علم الاطفال و هم يلعبون ..فطفل و ان لم يفهم كل ما يدور حوله لكنه يخزنه ..
دمت بخير و ادام الله علينا ابدعاتك النيرة ..

ساهرية 15-12-14 02:49 PM


الله يرحم والديكِ عزيزتي ، أسكنهما الله فسيح جناته ..
أكبر هدية تهدينها لهما ، تذكرك لهما بكل هذا الجمال والاحسان
ومحاولة أيضاً نشر ما غرساه فيكِ من قيم ومبادئ لمن حولك وفي ابنائك ..
ونحن نراكِ الآن كاري تطبيق واقعي ونجاح فعلي لما حاولا -رحمهما الله - زرعه فيك ..

سلمتِ حبيبتي

Asma- 15-12-14 03:42 PM





السلام عليكم

الاباء رمز وقدوه ، لنا في الطفوله والحاضر
كل ما يقوله الاب كل ما تقوله الإم.. كل حركه وهمسه
هي تنقش في ارواحنا وعقولنا ، فتنمو مع نمو البذره ...
لذا من الحرص يبلغ ذروته في ما يقال ويحكى ، ...وحتى تلك
الاجتماعات العائليه ،.. هي غرس في الطبيعه البشريه وميولها
الاجتماعيه للالفه ، فما اجمله من غرس وما أينعها من ثمار مباركه
حف الله سبحانه والديك برحكته ورضاه وجنانه..
سلمت يداك للهمسات الجميله ...


الساعة الآن 11:44 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.