27-12-14, 09:24 PM | #1 | ||||||||||||||
كاتبة في قصص من وحي الأعضاء، كاتبة وقاصة في منتدى قلوب أحلام، كاتبة في قصر الكتابة الخيالية.
| عَرْبَدةُ الشَّيْطَان .. آلسلآام عليكم ورحمة الله وبركاته .. مساءكم / صباحكم لوز وسكر أقدم لكم اليوم قصتي القصيرة عَرْبَدةُ الشَّيْطَان أتمنى أن تروق إلى ذائقتكم إهداء من المصممة المبدعة سليمة رابط تحميل القصة كتاب إلكترونى التعديل الأخير تم بواسطة هبة ; 13-01-15 الساعة 09:16 PM | ||||||||||||||
27-12-14, 09:27 PM | #2 | ||||||||||||||
كاتبة في قصص من وحي الأعضاء، كاتبة وقاصة في منتدى قلوب أحلام، كاتبة في قصر الكتابة الخيالية.
| عَرْبَدَةُ الشَّيْطَانِ \\ * . . { عَرْبَدَةُ الشَّيْطَانِ } . . * // " قـصـة قصـيـرة " .,*,. يد ضخمة تتحرك بخفة نحو صندوق خشبي صغير , تفتحه ليظهر كتاب منقوش على سطحه في المنتصف القرآن الكريم وفي أسفله " لا يمسَّه إلا المظهرون " . تمتد أنامل تلك اليد الضخمة إلى الزاوية اليسرى من الطاولة الحاوية على الصندوق الخشبي لتتناول كفين سوداوين وتقحمه في ذاتها بإتقان وسرعة . في الزاوية اليمنى من الطاولة كائنة ورقة سمراء طويلة , تلمسها أنامل الكف الأسود بلطف , وتمرُّ السبابة اليمنى على السطر الثالث منها : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " تفتح بكفها الأسود الأيمن القرآن الكريم, وتمرر بكفها الأيسر قلماً عريضاً ضوئياً حول الآية : "وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ" لينفصل هذا الجزء من الصفحة عن القرآن الكريم . تنتشل تلك الأنامل السوداء ذلك المقطع وتضعها على الطاولة , تبدأ بلفها كما تلف أوراق السجائر لينتهي المطاف برأس دمية قماشية . .,*,. فرشاة محاطة بأنامل أنثى , تغطس في ظل ذي لون بنفسجي ثمَّ تخرج لتلامس جفون لعيون سوداء قاحلة , يتّبعها قلم كحل أسود يرسم خطاً طولها , ليتبعها أحمر شفاه فاقع يلوّن شفاهها . ترمي أناملها قطعة من الشال المزخرف على رأسها لتحيط بوجهها مظهرة غرتها , تضع حقيبة فاحشة الثراء على معصمها . عيون عسلية لفتاة صغيرة بعمر الخامسة عشرة كانت تراقبها بتربص من وراء الباب . تنظر لها وهي تخرج من باب الغرفة , تلوّح بيديها " وداعاً " وتمضي خارجاً . .,*,. رجل أسمر يجلس على فرشة أرضية , يضع ساقه اليسرى تحت فخذه , ويثني ركبته اليمنى بزاوية حادة ليضع يده عليها . تتخلل بين سبابته اليمنى وإصبعه الأوسط سيجارة , ويحيط كفه الأيسر بزجاجة سكر . تتحرك أمام عينيه موسيقى صاخبة تتمايل عليها امرأة بصفاقة . تراقب هذا المشهد من وراء الباب تلك العيون العسلية ذاتها . .,*,. خلف نافذة زجاجية شفافة تظهر منه عيوناً عسلية هي ذاتها العيون المعهودة , تراقب شارعاً يطلُّ على المنزل حيث كانت فتاة ذات شعر أشقر بتنورة قصيرة وقميص ضيق ؛ تطبع قبلة على خد شاب ذو شعر طويل . تدور حول السيارة لتصل إلى الباب الأيسر من السيارة تفتحه وتدخل , ليتبعها ذلك الرجل ويمضيا معاً . .,*,. عيون عسلية مألوفة لوجه أبيض مدوّر يُظهر ملامح فتاة بعمر الخامسة عشرة محاط بحجاب الصلاة . تقف على سجادة الصلاة منتصبة , ترفع يديها إلى السماء تدعو وتسيل الدموع من عيونها بغزارة . .,*,. يُفتح باباً خشبياً لتظهر من ورائه فتاة بعمر الخامسة عشرة , ذات عيون عسلية ؛ يحيط برأسها حجاباً أبيضاً ويغطي جسدها سترة جلدية زرقاء ذات أزرار مفتوحة . يبرز قميصاً وردياً تحت السترة , وينتهي ببنطال من الجينز الأزرق , تنتعل حذاء أسود رياضي جميل . تقف بقرب الباب , يجوب نظرها خارجاً من اليمين إلى اليسار , ترى عيونها آثار دماء . بناء محترق هنا , ومهدم هناك .. التراب في كل مكان . تمتد أناملها إلى جيب سترتها , لتخرج بوصلة صغيرة خضراء . تمد يديها إلى الأمام وتخطو بأرجلها على أرض سوداء قاحلة باتجاه الجنوب . تنحرف تارة يميناً وشمالاً تارةً أخرى , حسب حركة مؤشر البوصلة . صوت آلة حادة تجعلها تقف فجأة , تستدير عبثاً إلى مصدر الصوت , فتجد دراجة نارية سوداء تنتصب بحزم على الدولاب الخلفي , ليعود دولابها الأمامي بالهبوط مجدداً والاتجاه إليها . تنظر له بخوف وهو يقترب منها بسرعة البرق , وترقب عيناها العسلية وجه سائق الدراجة المغطّى بقناع أسود يخفي أجزاء وجهه جميعها عدا عينيه . تصرخ بأعلى صوتٍ لها , وهي تلحظ اقتراب يده من يدها ليأخذ البوصلة , ثمَّ يدوي صوتها بحزم : " ابتعد عنّي " قبل أن تقع أرضاً . يركن دراجته بالقرب منها ويقف شابكاً يديه ببعضها ناظراً إليها وهي تحاول الوقوف على أقدامها مجدداً . يهدر صوتاً يافعاً منه : " السلام عليكم " , ترد بحدة وهي تحاول أن تنفض بعض التراب من على ثيابها : " وأي سلام هذا , أبعد كل العنف الذي أتيت به تقول سلاماً ؟! " . يقول بحدّة دون أن يحرّك ساكناً : " إنَّ لسانك طويل بالمقارنة مع حجمك " يلفت انتباهها قطة صغيرة ذات لون أسود , تقف على بعد أميال منها , وتميل برأسها تسعون درجة إلى الأرض . تنظر لها بحب وتميل برأسها هي الأخرى لتجاريها . تقترب منها بحنو وتلمس وبرها بحب . تقول بسعادة : " إنَّ هذه الهرة تربية منزل " . يحرك طرفه برهة نحو البوصلة ثمَّ يعود لينظر إليها : " هل تبحثين عن مسجد هُنا ؟ " تنظر له بخوف وبرهبة , وتدع القطة وشأنها . يردف قائلاً : " إنك كذلك , إنَّ المسجد على بعد 15 ميتراً من هنا ليوجد مسجد فيه أشياء ستعجبك كوني على إطلاع " . يكاد يمشي إلّا أنَّه يقف برهة , يستدير ليقابلها , يقول لها : " لو كنتُ مكانك لما اعتنيت بقطط " تسأله باستغراب : " لماذا ؟ " يرد بغرور : " إنّها مصابة بالجرب " . ويختفي . .,*,. أمٌ تقف أما المرآة , تضع المكياج . تخاطبها ابنتها ذات العيون العسلية : " أمي لقد كنتُ سأصطدم البارحة بدراجة نارية لشخص مخيف " تجيب الوالدة باستهتار : " حسناً " تتابع : " كما أنني رأيت قطة مصابة بالجرب , هل مرضها معدٍ أمي ؟ " يستمر استهتارها : " حسناً " تتنهد بتعب وتحني أكتافها بيأس . تمضي إلى باب المنزل , تفتحه وتخرج مسرعة . .,*,. طائرات حربيّة تحلّق في السماء بكثافة , تدوي بالأرجاء , تنادي مكبرات الجوامع بالتوجه إلى الملاجئ . .,*,. الجميع في الملجأ ؛ بما فيه تلك الفتاة اليافعة , ووالدتها المتبرجة ووالدها الثمل وكذلك أختها العاهرة . تنزوي في زاوية الملجأ يتمتم فمها ببعض الآيات القرآنية كي تهدأ روعها وهي تسمع أصوات القنابل والصواريخ تنفجر خارجاً , وتشمَّ رائحة النار والبارود منتشرة حتى في الملجأ . يقضون في الملجأ بضع ساعات تنتهي بعودة الطائرات إلى المطارات بعد أن حوّلت الكثير من المباني على الأرض وبعد أن أحرقت المباني الأخرى . يهرع الناس إلى إطفاء الحرائق التي تسببت بها البراميل المتفجرة التي ألقيت على المدينة , وآخرون في دفن الكثير من الجثث في المقابر الجماعية , والبعض في البحث عن أقاربهم الذين فقدوهم في زحمة الذهاب إلى الملاجئ . .,*,. يمتد رأسها الصغير من خلف الباب ليُرى منه عيناً واحدةً فقط , ونصف أنفها , ونصف من كل شفة من شفتيها . ترقب عيناها اليافعتين والدها الثمل الذي يقوم بالصراخ على والدتها وضربها لأنَّها لم تعد إلى المنزل بوقت مبكر . دموع لا إرادية انسابت من عينها الظاهرة وشقيقتها المخفية خلف الباب . لم تكن عيناها وحدها هي التي تبكي , كان قلبها يبكي دماً ويتمزق ألماً لرؤية هذه الأسرة الفاشلة التي وضعها القدر ابنة لها . تلتفت إلى الخلف , تمشي خطوتين وقبل أن تهمَّ بالثالثة تجد عيون أختها مليئة بالدموع أيضاً . كادت أن تشفق عليها لولا أن سقط نظرها على تنورتها القصيرة التي تحيط ببعض من قدميها . تمضي مسرعة إلى خارج المنزل , لم تكون تريد أن ترى أشياءً تضايقها أكثر مما رأت . تفتح الباب وتهمّ بالخروج لولا أنَّها رأت على الأرض بالقرب من قدميها مغلفاً مكتوباً عليه : " إلى فتاة الخامسة عشرة " . تتناوله بسرعة , تفتح الرسالة لتقرأ فيها : " يا فتاة الخامسة عشرة , إننا بانتظارك بالمسجد ستجدين أشياءً تعجبك , ستكون أفضل من منزلك المليء بالفجور على الأقل . " تتوقف فجأة عن البكاء , وتسمح دموعها عن خدودها . تهزُّ برأسها وكأنَّها قد أخذت قراراً ولن تتراجع عنه أبداً . .,*,. تثني ساقاها تحت فخذاها الرقيقتين النحيفتين , وتضع كفا يديها على أقدامها . تلمع عيونها بفرح , وترتسم على شفاهها ابتسامة النصر وهي ضمن درس بالجامع الذي أخبرها عنه ذلك الشاب . لم تكن في هذه الدروس تسمع الكثير عن الإسلام , ولكن تعطشها الكبير للإسلام كان يكتفي بهذا الكلام القليل الذي ذُكر عنه . بدأ الحديث عن الجنة والنار وعن الفرائض كالصلاة والصوم , ولكنَّه انتقل بسرعة إلى الجهاد والكفر والتكفير والمعارك , وطال الحديث عن ذلك . كانت تسمع بنهم , وتلمع عيناها بالاكتفاء . .,*,. تهم بالخروج ؛ تلحظها أختها التي تلقبها بالعاهرة , تنظر إلى ثيابها الطويلة السوداء وحجابها الأسود المغطي لوجهها بالكامل . تذهب إليها , تمسكها من ساقها , تسألها بغرابة : "ما الذي ترتديه ؟ " . تنزع يدها من بين أناملها بانزعاج . وعيون تبرز من خلف الحجاب تُظهر نظرات حادة : " وما شأنك أنتِ ؟ " " إنني أختك الكبيرة في المقام الأول والأخير , قولي لي ماذا تنوين فعله ؟ هل التحقتِ بهؤلاء ؟ " تنظر لها نظرة فوقية , ويدوي صوتها من خلف الحجاب : " لست مهيأة لتقولين لي هذا الكلام . " تترك أختها في حيرتها وتدير ظهرها وتمشي . .,*,. طفلة بعمر الخامسة عشرة أصبحت مجندة لدى " أولئك " كما وصفتهم أختها رسمياً , بعد أن وقفت أمام قائد السرية , وكررت ورائه قسم الانتماء . كانت عيناها العسليتان في الأرض رهبةً واحتراماً لقائد السرية . قائد السرية ذلك الذي يمتاز بلحية طويلة ووشاح يحيط برأسه . يتمتم لها بمخارج حادة ونطق فصيح : " أنتِ فتاة ذكية ومميزة جداً هنا , أرى فيكِ مستقبلاً زاهراً , سأصلي لله كي يقويكِ لمحاربة الكفار ويقوينا جميعاً . " .,*,. تدريبات عسكرية عنيفة وقاسية تقوم بها فتاة صغيرة تعد ضلعاً قاصراً بعمر الورود يعدُّها لها ولمئات مثلها من الصبيان والبنات اللذين من عمرها . يتلاعبون بالنار والبارود والسلاح بدلاً أن يتبادلوا ألعابهم . .,*,. يدخلوا إلى قريةٍ آمنة , يجمعوا شبابها وشيوخها ويلقوهم في النهر , بعد أن يطلقوا على رأسهم رصاصات طائشة , ويتخذون من نسائهم جواري بعد أن يقرؤوا عليهم ثلاثاً . .,*,. بعد أن ينتهوا من هذه القرية الآمنة , يمتدّوا ليصلوا إلى قرية ثانية . تتواجد تلك الفتاة ذات العيون العسلية معهم في اقتحامهم . تنظر لهم وهم يجمعون رجال القرية ويحرقون منازلها ويفجرون جوامعها بحجة أنَّها صوامع محرمة . بالرغم من أنَّها سمعت الآذان يخرج منها كل صباح وظهر وعصر ومغرب وعشاء . .,*,. عرق كثيف انهار على جبينها كماء دافق , ودمع مخبأ تسلل إلى لمعة عيونها وخوف عظيم تملّك قلبها بعد أن ناداها قائد السرية , ومنحها سكيناً لتنال شرف قتل نفس . كيف لطفلة بعمر الخامسة عشرة أن تذبح ! ترمي السكين من يدها وتركض في الصحراء الشاسعة . تصل إلى مباني عريضة , وتستمر بالمشي حتّى الوصول إلى جامع في المدينة . تدخل إلى الجامع تسأل عن الشيخ الحقيقي وعن الإسلام الحقيقي . .,*,. تعود لصلاتها وعباداتها القديمة وقرآنها . ويدور في دماغها حديث الشيخ : " لهدم حجر في الكعبة أهون عند الله من إزهاق نفس " . .,*,. ,. تمَّت بعون الله ., 12 // 1014 ,. * ., | ||||||||||||||
27-12-14, 09:28 PM | #3 | ||||||||||||||
كاتبة في قصص من وحي الأعضاء، كاتبة وقاصة في منتدى قلوب أحلام، كاتبة في قصر الكتابة الخيالية.
| قرآءة ممتعة أتمناها لكم كل الود | ||||||||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|