17-02-15, 02:45 PM | #1 | ||||||
| مداعبة خفيفة ها أنا ذا أعود من جديد بقصة أتمنى أن تكون أفضل من سابقتها حتى تنال إعجابكم الذى هو الوقود الذى يجعلنى أستمر... فإذا أعجبتكم أرجوا أن تتفضلوا وتعربوا عن إعجابكم وأما إن لم تعجبكم فأرجوكم لا تحرمونى من نقدكم حتى أستطيع أن أطور مهاراتى -إن وجدت- *************************** بدأ كل شيئ فى ذلك اليوم الذى فوجئت به يجلس خلف المكتب المقابل لمكتبى، كان بديناً كفرس النهر شعره مجعد رأسه كبير يرتدى عوينات طبية صغيرة -مقارنة بحجم وجهه- وله عينان رماديتان فيهما من الجحوظ ما يجعلك تنفر من النظر إليهما وأنف معقوف أسفله شارب رفيع يعلو شفاه غليظة وعلمت من الولهة الأولى أننا لن نتفق... قام -بعد معاناه- ومد يده ليصافحنى قائلاً - "رضا السلمونى" مددت يدى مصافحاً -ورسمت شبح إبتسامة على وجهى- وقلت ”مراد سليم... " وبدأ طقوس التعارف التى لم يكن لدى أدنى رغبة فى أن أخوضها... هذا الشخص لحوح كذبابة تحوم حول وجهك فى نهار صيف حار وتقيئ كلماتها فى أذنك ستون مرة فى الدقيقة وهذا حقاً يفوق طاقتى... وقررت أن أقطع سيل الأسئلة المتدفق من فاه...نهضت وإستأذنت -لقطع كلامه- وخرجت من المكتب... *************************** لم يتغير الأمر كثيراً فى الأيام التالية، كان الرجل يحاول جاهداً أن يصل أحبال الود بيننا، غير عالم بأننى أكره الأشخاص الودودين، غير عابئ بمحاولاتى لتجاهله .. حتى فاض بى الكيل وقررت أن أداعبه مداعبة خفيفة... كانت الفكرة بسيطة، نصف قرص "أحمر(ترامادول)"ونصف قرص "أزرق(فيجا)" ذائبان فى كوب من "الكابوتشينو" الذى يعشقه -وهو خليط جهنمى أستخدمه كثيراً فى الليالى الحمراء- ثم تأتى "هيام" لتذيقه من العذاب ألوان... وكانت المكونات جاهزة معى كالعادة... وبعد مرور آقل من ساعة كان مفعول الأقراص قد بدآ فى العمل.. إحمر وجهه وبدا كالجالس فوق قنبلة موقوتة لا يعلم متى ستنفجر، أمسكت بهاتفى وأرسلت رسالة قصيرة "لهيام" كتبت فيها - "تعالى المكتب نضحك شوية على رضا" ولم تكذب خبراً.... *************************** تدخل المكتب وهى تتبختر فى مشيتها وصوت كعب حذائها يتردد كدقات القلب وشذى عطرها الفواح ينساب ببطئ فى محيط المكان -مشعلاً ألف رغبة دفينة فى الصدور- حاملاً دعوة للتأمل فى منبعه، شعر بنى ينسدل كالشلال على جانبى وجه خمرى يتوسطه عينان تشعان بلون العسل وكرزتان -لذة للذائقين- تكاد ترى البلابل تخرج محلقة من بينهما، وقوام ممشوق يتخلله منحنيات لن تبدعها أنامل نحاتوا الأرض جميعاً ولو إجتمعوا... أراك تظن أنى أهيم بها لكنى أؤكد لك أن قلبى وظيفته الوحيدة هى ضخ الدم لأوعيتى الدموية... طاغية الأنوثة لكنها فى النهاية أنثى، بكلامٍ معسول فككت شفرتها ودنست محرابها ورفعت راياتى على ثنايا جسدها، ليست عاهرة ولم تكن يوماً راهبة، لكنها تعشق رجولتى التى زلزلت كيانها، أدمنت أصابعى التى صاغت أنوثتها وجعلتها إمرأة، وهى فى ذلك عالقة تبغى خلاصاً لا تسعى إليه... *************************** تلقى التحية وهى تبتسم، أقول شيئاً فتضحك فى دلال، تقف وهى تستند بكفيها على مكتبى، وصاحبنا خلف مكتبه يتدلى فكه ويكاد لسانه يخرج وهو يتأمل مؤخرتها الفتاكة، أشير لها بطرف عينى ناحيته فتضحك ضحكة ماجنة، يحمر وجهه حتى يصير أشبه بحبة الطماطم، على جبينه تنمو حبات العرق، يتوتر فى جلسته، يضيق صدره ويثقل تنفسه فيسحب نفساً عميقاً ويهب كالملسوع ليغادر الغرفة... وإنفجرنا ضاحكين... بعد دقائق دوت صرخة لا تخرج إلا من سحلية مصابة بألتهاب رئوى، وسمعنا جلبة فهرعنا للخارج نتسائل عن المصيبة التى حلت بتلك السحلية، وكان هناك جمع أسفل الدرج يحيط بجسد مسجى بلا حراك فى وضع لن تصدقه حتى تراه وحوله بدأت بركة من الدماء تتكون.. وصرخت "هيام" وسقطت مغشياً عليها... فقد كان صاحب الجسد هو "رضا السلمونى".... *************************** إحتاج الأمر منى حوالى إسبوع تقريبا حتى أقنع نفسى أن ما حدث كان قضاءاً وقدر وليس لى يد فيه وعدت لحياتى السابقة... أما عن "هيام" فقد أخذت أجازة وسافرت إلى الغردقة... بعد إنتهاء العمل كان الليل قد حل، ركبت سيارتى وأدرت المحرك وإنحنيت على أبحث عن إسطوانة فى درج التابلوه وفجأة شعرت بخيال يتحرك من أمام السيارة متجهاً نحوى فرفعت رأسى بسرعة لأرى ذلك القادم لكنى لم أجد شيئاً نظرت حول السيارة فلم أرى إلا الخواء والظلام... لا أعلم لماذا شعرت بأن هناك من يراقبنى، إنه ذلك الأحساس فى مؤخرة رأسى... *************************** كان الليل قد إنتصف وكنت قد قررت أن أقضى ليلتى فى البيت وأشاهد فيلماً مرعباً كنت قد قمت بتحميله مؤخراً من الانترنت ولعمرى كان الفيلم مرعباً بحق... وفى غمرة إندماجى إنقطعت الكهرباء فجأة فأجفلت، أظلم الوجود من حولى حتى إننى لم أتمكن من رؤية كفى، صمت مطبق لا يتخلله سوى دقات عقرب الثوانى القادمة من ساعة الحائط أمامى تحطم حاجز الصمت ومعه أعصابى، أنا لم أكن يوماً ممن يخافون الظلام، لكن شيئاً ما جعل القشعريرة تتسل إلى جسدى، برودة غريبة راحت تزحف ببطئ على عمودى الفقرى، توقف الشعر على ساعدى، كانت عينى لم تعتد الظلام بعد لكنى كنت أرى حدود شيئ أكثر سواداً فى ركن الغرفة، قلت لنفسى ربما هى إنعكاسات الأضواء القادمة من بعيد، وفجأة وجدت نفسى أصغى.. هناك صوت قادم من الردهة، كأن هناك من يتحرك... أصغيت أكثر... يبدو كصوت تنفس ثقيل... هناك لص فى الشقة.. هكذا قلت لنفسى.. مددت يدى أتحسس والقداحة على الكومود بجوارى، أمسكت بها وبيدٍ مرتجفة أشعلتها... قمت ببطئ وأنا أصغى... لا شيئ... خرجت إلى الردهة... لا شيئ... على أطراف أصابعى أتجه إلى الصالة... وتجمدت فى مكانى هلعاً فعلى أثر الضوء الخافت الناتج من القداحة رأيته... بديناً كفرس النهر.. صامتاً كالقبر.. ينظر لى بأعينٍ نارية.. وصرخت وأظلم الكون من حولى...... *************************** يتبع بالمشاركة التالية ... التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 18-02-15 الساعة 07:53 AM | ||||||
17-02-15, 05:42 PM | #2 | ||||||
| *****بقية القصة****** وجاءت الشمس ترسل أشعتها لتوقظنى.. مهشم الأوصال.. يدور فى خلدى ألف سؤال.. تحيط ذراعى كدمة غريبة الشكل كأنها كف.. كان النهار قد إنتصف فى العمل حين جائنى الخبر لقد توفت "هيام"...وجدوا جثتها فى دورة المياه.. قالوا إنها على الأرجح تعثرت وهى تستحم وسقطت لتشج رأسها وتنزف حتى الموت... لم تحتمل أعصابى الخبر فإنصرفت مبكراً وقضيت باقى اليوم أشرب من دون ثمالة... وعندما أسدل الظلام عبائته على السماء حدث ما كنت أتوقع.. الأنوار تتلاعب.. صوت أبواب تفتح وأخرى تغلق.. إرتجفت كالفأر المذعور.. أخذت أبسمل وأحوقل.. إنه يقترب.. أشعر به لكنى لا أراه.. أتلفت حولى و أنظر ناحية الباب.. لكنى أخشى أن يكون هناك فى إنتظارى.. صرخت بكل ما أملك "إنت عاوز منى إيه؟".. وهنا دوت الضحكة.. ضحكة زلزلت كيانى.. ووجدت نفسى أطير فى الهواء وأصطدم بالحائط.. أسقط وعظامى كلها تئن.. يتقدم نحوى ببطئ وثقة.. عيناه ناريتان والغضب يملأ ملامحه.. أصرخ.. أتوسل له أن يسامحنى.. أرى الغرفة تحترق من حولى والباب بعيد ومغلق.. لا يوجد أمامى سوى النافذة.. أتحامل على نفسى وأقف.. أدفع النافذة فتفتح.. أستغيث بكل ما أملك.. بكل ما تبقى لى من قوة.. أنظر خلفى فأراه يتقدم ببطئ.. النيران أتت على كل شيئ حولى وتتجه نحوى وهو يقترب.. ألقى بنفسى من علٍ وأدرك فى اللحظة الأخيرة أن الغرفة لا تحترق.... *************************** قال الضابط لزميله بعد أن إنتهى من قراءة تلك الصفحات.. " الورق ده بيحكى كل حاجة .. بس أنا مش فاهم.. مين اللى كتبه؟؟؟" نظر له زميله ثم إبتسم فى غموض ولم يعلق... *************************** التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 18-02-15 الساعة 07:56 AM | ||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|