شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة (https://www.rewity.com/forum/f407/)
-   -   آلام الشتاء / للكاتبة AnAsTaZiA ، فصحى مكتملة (https://www.rewity.com/forum/t319333.html)

لامارا 29-03-15 09:41 PM

آلام الشتاء / للكاتبة AnAsTaZiA ، فصحى مكتملة
 

،

،
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
،
نقدم لكم رواية
آلام الشتاء
للكاتبة / AnAsTaZiA
،
،
قراءة ممتعة لكم جميعاً.......
،

لامارا 29-03-15 10:04 PM


https://upload.rewity.com/upfiles/rzA19828.png




آلام الشتاء (روايه)


رابط لتحميل الرواية


https://www.rewity.com/forum/t319494.html#post10155533


اسندت رأسها بهدوء على زجاح نافذة السياره بتملل ..طريق السفر طويل وقد تمللت من مراقبة الصحراء القاحلة على جانبي الطريق وقوة اشعة الشمس آذت عينيها السوداوتان ..اخذت تتخيل المديينه التي تتجه اليها..والجامعه التي ستدخلها..هل ستكون مختلفه عن مدينتها مدينة (الرياض) ام لآ..فجاءة لمحت فتاة بعبائءتها ملقية في تلك الصحراء من بعيد كجثة هانده فصرخت مدعرة لشقيقها :
-توقف !!..

-1-وحدها في الصحراء-
ارتبك شقيقها بقيادة السياره ..لكن قيادته الممتازه سمحت له بالتوقف حيث اشارة اخته للفتاة
اردف قائلا بارتباك
-قد لا تكون انسانه ! او ريما هي جثة لنتصل بالشرطه ..
مسكت يده حيث منعته من اخراج هاتفه المحمول من جيبه وقالت باصرار
-لنستطلع الامر اولا ..
نزلا بحذر وخوف بتلك الصحراء القاحله المهجوره اقتربت منها فابعدت الغطاء عن وجهها ..حيث رآت بريقا لفتاة بغاية الجمال وربما كانت في مثل سنها مسك اخيها يدها يتحسس نبضها ..اما هي فاخرجت مرآتها ووضعتها امام انفها وفمها فتكونت بقعة ضبابيه حيث تآكدت بأنها تتنفس ..اما شقيها فقد كان طبيبا لذالك فقد تحسس عرقها ليفاجاء بنبض قلبها ..قالا معا بسعاده
-انها تتنفس!!..
اكمل شقيقها
-انها ضربة شمس فقط مغشي عليا ..لكن كيف اتت الى هنا ؟
-لاتسوء الضن يا اخي ربما قد نزلت مع اهلها في هذا المكان فنسوها ..طبعا تبدو بريئة ..
وبقوا يحدقون بها في حيره ..بعدها لمحوا من بعيد حقيبتها ملقاة على الارض
-حسنا لنتصل بالشرطه ..
-لننتظر حتي تستفيقونعرف حكايتها ثم نتصل بالشرطه ..
في البدايه حملوها الى السياره حيث جعلوها مستلقية في المقعد الخلفي وبينما شقيقها يعمل لها بعض اسعافات لضربة الشمس عادت شقيقته واحضرت حقيبتها ..
-هل سننتظر حتى تستفيق ومن ثم ننتظر حتى تاتي الشرطه ؟
-لا لنعد الى الرياض انظر قد كانت تمشي بمثل طريقنا خارجتا من الرياض..
-آآآآو ...لقد ضاع كل تعب هذا الطريق ماذا عن التقديم للتسجيل بالجامعع
-مدينة الاحساء لا تمتلك سوى جامعه واحده وبعض الكليات اما في الرياض لدينا العديد من الجامعات وسافكر بالامر مرة اخرى ..
--حسنا لننطلق الان ريثما تستفيق ..
مشوا بينما كانت يسرى تفتش حقيبتها
-تذكرة سفر الى مدينة الاحساء بالحافله ..بطاقة شخصيه ..بطاقة العائله او انها وحيدة بلا ام او اب فهي لا تحتوى الا على اسمها فقط ..ملف وشهادة قانويه عامله لسنه 1462-1427, 2005-2006 انها بنفس عمري..النسبه 98,63 % ...
--على الاقل تمتلك نسبة ارفع منك..
لم تهتم بما قاله اكملت وهي مندمجه في تفتيش مابالحقيبه
-جواز سفر ,والعديد من الاوراق المهمه هنا ,لآرى مابحقيبة الكتف
اكملت وهي تفتش بأهتمام
-لديها هاتفا نقالا ..ادوات تجميل ..و.......
-لحظه لم تخبريني ماهو اسمها ؟
-جنان ..جنان راشد
بعد مضي حوالي ربع ساعه ..استفاقت جنان دون ان تفتح عينيها ..قالت دون ان تدرك بصوت مشحوب ..
-ماء ..اريد ماءا....
شهقت يسرة حيث اتجهت للخلف واشبرتها كوب ماء ..بعد ان ارتوت جنان ادركت ان هذه حقيقه وليست حلما ففتحت عينيها بفزع وجلست وهي ترتجف تحدق بالسياره و بمن فيها بذهول"كيف وصلت اى هنا ؟!" لم تنطق باي كلمه ولا حرف واحد فقط بقت تبكي مضمه اجزاء جسدها اليها وهي ترتجف ..
قال سالم محاولا ان يطمئنها
-لا تخافي لم نظرك ..انتي امنه لدينا ..
-كيف وصلتي الى تلك الصحراء؟! من اين انتي؟واين منزلك كي نوصلك ؟
لم ترد ابدا فقد كانت دموع مرتجفه بل تكاد تموت من شدة الخوف ..اكملت يسرى :
-هل انتي متورطة بقضية ؟هل كنتي مخطوفه ؟هل رماك احدا؟هل جلبت العار لاهلك مثلا؟ هل تريدين ان نتصل بالشرطه ؟او تعودين الى اهلك ؟
اكنت كل مانطقت بسؤال هزت جنان رآسها منافيه ترفض ماتقوله ..كانت فقط تبكي ...تبكي بحرقه وكآنها تحمل هم العالم كله ..ولم تنطق ابدا بااي كلمه وبقت هكذا طوال الطريق عادوا الى مدينة الرياض كانت قد تغلب عليها النعاس والتعب فنامت ببراءة كطفلة صغيره ..اخذوها الى منزلهم مؤقتا ادخلوا السياره الى داخل المنزل ..دخل سالم الى والدته يخبرها بالامر اما يسرى فقد نادت الخادمه وحملوها الى غرفتها خشوا ان يوقضوها فتآبى النزول او تصرخ ويسمعها من بالشارع والجيران ..ثم انها تعبه لذالك لم تشعر باانهم قد حملوها ,,بعد ان اقنعوا والدتهم بالحديث اليها فهي اخصائية اجتماعيه تعمل احد المدارس ..ذهبت اليها و ايقضتها ..فتحت جنان عينيها برعب حيث شهقت بخوف شديد تحاول ان تسترد انفاسخا المخنوقه من شدة الخوف ارتجفت من بردوة اطرافها فقالت ولدة يسرى (حنان):
-نحاول مساعدتك اخبرينا بصتك فقط اذا كنتي لا تودين اخذك الى الرشطه ..سنحل مشكلتك بهدوء و بالطريقه السلميه ..
لم تنطق ابدا باي كلمة ..ولم تكن سوى دموع منهمره بلا أي استجابه ,,واذا اصروا عليها تغطي راسها بالفراش وتبكي بصوت عالي..
-سنعود اليها فيما بعد فهي تعبة ومصدومة سنتركها ختى تهدى و تتقبل الامر و لتذكر ماجرى ..
وعلى طاولة طعام العشاء ...
-سالم ..خذ شقيقتك غدا الى الاحساء ختى تسجل بالجامعه
-لقد غيرت رآيي يا امي لا يمكنني الاستغناء عنك سادرس هنا بالقرب منك ..
بقت الام تحدق بها بنظرات حاده قاطعها سالم بطريقة جديه
-امي هذه الفتاة التي اريدها..
ادهشت و الدته قائلتا:
-ماذا ؟! ماذا تقول نحن لا نعرف عنها شيئا .ربما كانت مشرده او ذات سمعة سيئه..
-انا واثق بانها بريئه و مسكينه و هذا تماما ما اريده فمثل هؤلاء الفتيات من يمتلكن ضروف مؤلمه ..ستوافق على الزواج مني حتما في وقت قياسي دون أي تكاليف او طلبات ..
-انه جاد يا امي فهي جميلة جدا و سيكون فارس احلامها الذي سينقذها –يسرى!! عيب عليك ان تنظقي بمثل هذا الكلام ..
-اذا هل سا انتظر سنة اخرى للزواج لاجازه قصيره لا تجدون فيها الزوجه المناسبه ..
ضربت والدته الطاوله بغضب
-يسرى و سالم ..فكرا بالمصيبة التي جلبتموها اولا ..ستسبب لنا الكثير من المشاكل ..
قالت يسرى بطريقة من الترجي
-ارجوك يا امي انتظري الى الغد على الاقل سا احاول معها الى ان تنطق..
لمّ لم تاخذوا ارقام احد اقاربها من هاتفها المحمول ..
-حاولت لكنه مقفل ..
وضعت يدها على رآسها قائلتا
-يالها من مصيبة حلت علينا !!
ثم نهض سالم بغضب قائلا –توقفي عن هذا يا امي ..انتظري فقط الى الغد ..
ذهب سالم الى فراشه وهو في مزاج سيء وعادت يسرى الى غرفتها فتحت الباب لتفاجاء برؤية جنان وهي تصلي بالطبع عرفت اتجاه القبله برؤية يسرى وهي تصلي بالقرب منها..وقفت يسرى امام المرآه رفعت شعرها وفتحت خزانتها حيث اخرجت بيجاما تركوازيه حريريه كانت دورة المياه داخل غرفتها بدلت ملابسها وخرجت لتى جنان وقد عادت الى فراشها وغطت جسدها كله بالغطاء
اقتربت منها قالت بحنان
-جنان !اسمك جنان اليس كذالك ؟
لم تجد أي استجابه فآكملت
-نحن فتاتان من نفس العمر اعتبريني صديقتك كما اعتبرك انا ..ارجوك اخبريني بما حدث
سكتت قليلا وعم الصمت المكان دون ان تجد أي ردة فعل
-امهلتك والدتي الى الغد ..هل تريدين الذهاب الي الشرطه ؟!ام ان تخبرينا بمشكلتك فنحلها بهدوء ؟!فكري بالامر جيدا ..
اتجهت الى سريرها اطفئت الانوار وتركت نور خافت من المصباح غطت جسدها الى رقبتها بالغطاء وهمست بصوت هادئ
-تصبحين على خير ..
كانت تفكر فقط..و تحمل همها المجهول وكلها استفهامات حائره كيف ومتى ولماذا واخيرا "ايمكن ان اكون في حلما ؟!حسنا اذا سأنام حتى استفيق و ارى الحقيقه"..


لامارا 29-03-15 10:09 PM



-2-افتحي قلبك-


اشرقت شمسا جديده ليوم جديد استيقضت جنان وهي مستعده كي تخبرهم بما جرى فهي طبعا لا تريد المكوث في السجن والاكثر من ذلك العار! نظرت حولها لترى يسرى ووالجتها يحدقون بها و ينتظرون منها الحديث
-هيا يجب ان تخبرينا
ابتلعت ريها بصعوبه القت نظره عليهم بقلق انزلت عينيها ونطقت بصوت مشحوب فهي لم تتحدث منذ مدة طويله..
-حسنا...
حدقوا بها بغرابه لقد سمعوا صوتها اخيرا اذا خي ليست بكما! ..
تتابعت كلماتها بعد لحظات الواحد تلو الاخرى وكانها تبحث منذ مدة طويله من يستمع اليها
-لقد تعبت من قسوة زوجة اخي !!منذ وفاة والديّ بحادث سياره تقاسموا اخوتي بورث منزلنا و كان مصيري ان اعيش مع اخي ..كان ذلك قبل ثلاثة سنوات كان قبل دخولي سنة اول ثانوي باخر اسبوعان من الاجازه ..لم تستطع اختي ان تاخني معها فزوجها من النوع القاسي والعنيد ولذلك لم يسمح لها بان تاخذني للعيش معهم كانت زوجة اخي دائما تؤنبني و توبخني تركتني اعمل كخادمه لديها ترمي الاطباق وتصرخ (جنان مالذي فعلتي؟) فقط كانت تكذب على اخي كي يزداد كرهه لي وعندما انتهي من اعمال المنزل تقفل عليّ الغرفه وتطلب مني ان استذكر دروسي حتى اعمل بالمستقبل وانفق على نفسي والاهم عليهم هم كانت تقسوا علي كثيرا تضربني و توبخني لم اجد حنانا و لا عطفا منذ وفاة والداي وانا اعامل بقسوه عقوبات و ضرب و صراخ و عذاب ..
سكتت قليلا فوجئت بوجود لئلئات من الحزن في اعينهم و الفضول ايضا ..اطلقت زفره واكملت بعد ثواني
-بقدوم الاجازه فكرت بفكره قد تبدوا جنوبيه!! روادتني هذه الفكره قبل يومين حيث حبستني زوجة اخي بغرفتي ليوم كامل و ذلك لرفضي غسل الاطباق لما راودني ذلك اليوم من دوار شديد ..,
رعفت كم قميصها الي كتفها حيث قالت
-حرقتني !!
شهقت يسرى بدهشه "ايعقل ان يتواجد هذا في المجتمعات المسلمه"
ثم اكملت بعد ان اعادت كم قميصها الازرق:
-علمت بوجود سكن لطالبات الجامعات ..ليس بامكاني ان اسكن بسكن طالبات هنا وانا اصلا بالرياض لذلك فكرت ان ادرس خارج الرياض ارتاح من اهلي ومن كل الناس اعبش وحدي بعيدتا عن كل تلك الالام ..وضعت ورقة على باب غرفتي اخبرتهم فيها باني ذهبت الى اختي لمدة اسبوع على الاقل مدة اسبوع استقر بها بتلك المدينه قبل ان يكتشفوا ذلك ..
فنطقت يرى:
-واي مدينة اردتي ان تذهبي ؟
-الى الاحساء ..فكرت باانها اهدئ مدينة احتشام ا..ادب..واخلاق ..وايذا لما سمعته عن جامعتهم(جامعة الملك فيضل) ,تسللت فجرا حيث خرجت واستاجرت سيارة اجرى اخذتني الى النقل الجماعي وجدت هنالك امرآه ذات ابناء كثر فطلبت منها ان تسجلني معهم على ان اكون ابنة اختها مثلا ..ولقد كنت حملت معي كل اشيائي الهامه فربما احتجت اليها ربما لن اعود لانني قررت ان ادري وحدي واعمل وحدي واعيش وحدي خصةوصا وانني املك بعض المال من نصيبي من ورث والدي ..
سكتت قليلا قالت يسرى بفضول:
-وماذا بعد؟!
-ركبت معهم بالحافله (النقل الجماعي )وجلست بجانبهم كما لو كنت من عائلتهم كان النقل مكتض بالناس من لا يملكون حتى اماكن يجلسون بها ..توقف عند احد استراحات الموجود بالطريق..لرغبة الركاب بدخول دورة المياه وصلاة صلاة الصبح ..اصابتني لحضتها افكار جنونيه ..تصارعت افكاري كيف سا اعيش وحدي في الاحساء ؟! كيف سا انزل وحدي؟ ماذا لو لم يقبلوا بستئجاري غرفه باحد الفنادق قبل بدأ الدراسه بالجامعه ؟ماذا لو تعرضت للاختطاف ؟ماذا لو عرف اخي بمكاني واخذني ؟!شعرت لحضتها بياس كبير من هذه الحياه ..من تحطم واذلال وان ليس لدي مكانه في هذه الحياه ..اردت ان انسحب من هذه الحياه ان اهرب منها نظرت الى تلك الصحراء القاحله ..فاشترت اليها بابهامي هنا سيكون طريق حياتي القادمه..لجي مصيران ربما استطعت العيش بالصحراء وحدي بعيدا عن كل الناس والاخر الافضل ساموت جوعا وعطشا ولم يكون ذلك انتحارا بحد ذاته..اخذت حقيبتي خلسه واخبرت احد ابناء تلك السيده بان يحلسوا بمكاني وبأنني وجدت مقعدا بأحر الحافله وسأجلس به..انتظرت خلف ذلك المبنى (الاستراحه) الى ان غادرت الحافله ودخلوا العمال داخل المبنى وبقية المحلات ..مشيت ومشيت وسط تلك الصحراء لا اعرف الى اين سيكون مصيري والى اين اتجه كل ما اعرفه ان هذا فقط مابحث عنه جلست بوسط الصحراء انتابني التعب فنمت على الرمال واوقضتني حرارة شمس الظهيره فاستيقضت وانا اشعر بجفاف شديد بحلقي وعطش لم اشهد مثله من قبل ابدا..لم اشعر بقيمة الماء كما شعرت بها بالامس.
قاطعتها يسرى باستهزاء وتعجب شديد
-انتي تمزحين معي اليس كذالك كيف هربتي وسرتي بلتك الصحراء ونمتي فيها ايضا واستيقضتي لا..لا..لا..انا لا اصدق..
ذهرت بوجهها علامات من الحزن الشديد لانهم لم يصدقوها قاطعتها والدتها
-يسرى اصمتي..جنان اكملي حديثك ..
ابتلعت ريقها واكملت
-حسنا ..اكملت طريقي ببطئ شديد ..ألمتني قدماي كثيرا لم استطع حملها كنت ارى سرابا من المياه و الدوار والتعب انهكني ..ِعرت با آلم لم اشعر به من قبل تحت حرارة تلك الشمس العاليه ..ِشعرت بالندم حينها ..وبالحيرة اكثر..طوقتني كومة سوداء فلم اشعر بعدها با أي شئ ,فتحت عيني لاجد نفسي بسيارتكم...اسفه اذا كنت قد اطلت حديثي حاولت ان اختثر ..
قاطعتها والدة يسرى :
-حسنا .الان يجب ان تتصل باهلم كي لا يقلقوا عليك..
بكت منهارا راجيتا لها
-ارجوك لا اريد العودة اليهم ...لا يمكنهم الاستغناء عن خادمة المنزل سيأخذوني ..
-هلا تحلفين لي بان هذه القصه حقيقيه
-اقسم بالله العظيم ان هذه قصتي هذا ماحدث بالضبط..
صعقت حيث صرخت متأخرتا
-هل انتي مجنونه!! اردت الانتحار! ماهذه الافكار..كيف فكرتي هكذا ..-انه الاحباط واليآس يا امي..
-انتي محقه يا يسرى ..لآيمكننا لومها..لكن كان عليك ان تفكري قبل كل ذلك
قالت بصوت مشحوب وعيناها تفيضان دمعا
-لقد سيطرت عليّ تلك الافكار..لم اجد حلا غيرها .
-لا الومك مازلت مراهقه ..عمرك 18سنه اليس كذلك لكنه لست ببداية المراهقه يا جنان ,والان اعطيني رقم اخاك لآطلب منه تركك لدينا باجازه يومان مثلا لا ..لآ..اسبوع مارآيك وينخبره انك عند صديقتك يسرى ...لن نكذب فهي الان اصبحت صديقتك ..اليس كذالك؟
هزت يسرى رآسها بسعاده.ثم قالت
-مارآيك يا امي ان تتحدثي مع شقيقتها حتي تثق بوجودها مع صديقتها ,حتى لا يشكوا باتصال اخي ..
-فكرة جسده ..
اخذت جنان تمسح اخر تلك الدموع التي تسير على خديها بكفها وابتسمت ابتسامة تخترق الدموع حيث قالت بكلمة قصيره محمله بمعاني كثيره من قلبها المهموم
-اشكركم..
اخذت والدة يسرى رقم شقيقى جنان من هاتفها النقال..اتصلت بها لكنها لم تطلعها على الحقيقه بل اخبرتها ان جنان ستقضي اسبوع كاملا لديهم لدى صديقتها بالمدرسه فقط لترفه عن نفسها واخبرتها بعض معاناتها مع زوجة اخيها لم ترفض بالطبع طلبها فقد كانت فرصه اسبوع كاملا بلا هم جنان و بلا أي اصراف عليها ..وبعد مدة خرجت والدة يسرى من الغرفه لتفاجاء برؤية سالم امام الباب
-ماذا تفعل هنا؟!
قال وهي يستند الى الجدار باستهتار
-استمع الى حكاية سندريلا ..
-لم اعتقدك جاسوسا هكذا ..
-امي انها فرصتي..اريد فتاة كهذه ..لآ يوجد من يهتم بها كي تطلب حفل زفاف وغيرا ولا تهتم بالموضه ولا باهتمامات الفتيات السخيفه ..اريدج فتاة ضعيفه لطيفة مثلها ..
تعجبت حيث قالت بغضب
-تريد قتاة متهوره مثلها وما ادراك عما ستفعله لك غدا ربما رمت ابنك او صدرت اموالك ..لكني اجدها حقا لطيفة وجميله ..كما وانني اتمنى لك خيرا منها الا تريد ابنة خالتك حسب ونسب واموال ..
-اسمعي يا امي اما ان اتزوج جنان و الا تزوجت فتاة تركية وربما بقيت طوال حياتي بلا زواج بلا احفاد لك مني ..
سكتت قليلا ونظر في عينيه تفكير عميق فقالت بضعف
-انت تستغل ظروفها ..
-ليست كذلك ..سوف انقذها سوف اخلصها من عذابها سأاخذها معي الى تركيا لديها نسبة مرتفعه تمكنها من الدراسه هنالك ومن ثم العمل معي ..لآ اريد امرآة عاطلة تتذمر من كثرة خروجي من المنزل اريد شيئا مفيدا يشغلها شيئا كهذا ..
-لن نخطبها قبل انتهاء الاسبوع اذهب الان واسال عنها فهي تبدو فتاة عفيفه لكن ضعفها بين ظروفها سيطر عليها ربما ستتغلب على هذا الضعف بعد ان تنتهي معاناتها
استبشر فرحا قبل راس والجته وانطلق بسرعه للسؤال عنها..ومن جهى اخرى بقت يسرى مع جنان تسالها الكثير من الاسئله الفضوليه عن مدرستها معلماتها صديقاتها مكان سكنها ملابسها شعرها الكثير الكثير من الاسئله وكانت ايضا تخطط ماذا بامكانهم ان يفعلوا لمدة الاسبوع هذه ..لا يمكن ان تنتهي هذه المدره وتنتهي معرفتها بها لذالك خافت جنان من ان تتعلق بها اكثر من الازم فتتالم بفراقها بالواقع لم تكن جنان فتاة اجتماعيه وكثيرة الكلام كما هي يسرى فلقد اعتادت جنان على البقاء بالمنزل للعمل كخادمه كما قد كانت ترا جميع الناس اشباحا كما هي الاسرة التي تعيش بينهم لكن وجودها وسط هذه العائله التي استضافتها وانقذتها غير وجهة نظرها ولم تستطع ان تمنع نفسها من التعلق بهم وحبهم فقد كانوا كنزا لا يفني كما وقد يكونوا بتلك الاحلام الورديه التي كانت تحلم بها كل ليله بعد ان ترمي بنفسها على السرير مثقلة بالهموم وبجسد يتقطع من شدة الآلم لكنها لم تكن تفكر بالاشياء المزعجه التي حدث لها بذلك اليوم كي تحافظ على استيقاضها لليوم التالي بمزاج جيد ..لإقط كانت تحلم وتتمنى وتضع امالا تلمع كالنجوم بسماء الليل المضلمه

يتبع بالجزء الثالث

لامارا 29-03-15 10:12 PM






3-اتخاذ القرار-
امتلئ المكان بصوت ضحكات الفتيات وهم يستمعون ويشاهدون اشد الدعابات على ذلك التلفاز حيث المسلسل الكوميدي الذي اعتادوا رؤيته كل ليلة اما هذه الليله فقط كانت اخر ليلة بذلك الاسبوع- الليلة الاخيره لها بجانبهم- كانت تضحك في حين ويضيق صدرها في حين اخرى كلما تذكرت ان كل هذا سيتلاشى ..دخلت والدة يسرى (السيدة حنان) بثقه واقفلت التلفاز ..حيث وقفت امامه ..وقبل ان تصرخ يسرى بغضب ..قالت والدتها
-يسرى ..احرجي من غرفتك اريد ان اتحث من جنان بموضوع خاص..
رمقتها يسرى بنظرات حيرة وفضول تريد ان تتأكد اهذا الوضوع هو مااتفقوا عليه الاسره قبل ساعات ..لكن والدتها اشارت الى الباب حيث طلبت منها الخروج ,رمت يسرى الوساده التي على حضنها بغضب حيث شعرت جنان بقلق واضطراب..جلست السيده حنان بالقرب منها فنطقت جنان با احراج ..
-شكرا لك على استضافتي لديكم ..
صمتت قليلا ثم سالتها السيدة حنان
-جنان سااطرح عليك سؤالا:هل انتي مخطوبة مثلا؟
تعجبت من سؤالها فهزت وجهها نفيا
-كلا لست كذلك..
اخذت نفسا عميقا فقالت بهدوء وثقه
-ابني سالم يريد الزواج منك على سنة الله ورسوله..
فتحت فمها بذهول حيث تسللت الحموره والاحراج الى وجنتيها ..انزلت عينيها الى الارض دون أي كلمة ..
-غدا ستعودي الى منزلك وبعد غد سنأتى لخطبتك ..فكري بالامر جيدا..ستتخلصي اخيرا من اذى زوجة اخيك..
خرجت من العرفه حيث تركتها تصارع افكارها ..لا تعلم اتوافق ام لا..لم تفكر ابدا من قبل بالزواج فقد كان جل تفكيرها با اعمال المنزل والكتب المدرسيه فكرت ان هذا طريقها للخلاص من عذابها لكن الا يبدوا هذا الزواج غريب !! عادت يسرى الى الغرفه حيث فتحت التلفاز وجلست بالقرب منها فنطقت بمرح
-فلنكمل فلمنا ..
لم تجد أي اجابة منها فقط وجدت وجها شاحبا وبنفس الوقت محمرا وكانت تبدو مهمومه وتعبه ..نهضت قائلتا بهدوء
-انا تعبه ..سأخلد الى الفراش ..فغدا يوم مغادرتي ..
-الم نتفق على ان نمرح باخر ساعات هذا اليوم حتى نودع بعضنا بعضا ..
-ستكون لدينا فرصه للوداع بصباح الغد ..
غطت كل جسدها بالغطاء وبقت دموع منهمره حائره ..لا تعلم لم تبك..لكنها حقا لا تريد الزواج لا تريد ان تموت بالمستقبل وتترك ابنائها يعذبون كما عذبت هي ..لكن هنالك نور ..فرج..الانتهاء من عذابها من وجودها بين تلك الاسره الظالمه بقت تفكر لساعات طويله من الليل رغم قلة الافكار لديها الا انها تتكر وتعاد فوق رآسها..سمعت اذان الفجر فصلت الفجر وصلت ايضا صلاة استخاره ..وضعت راسها على الفراش فغطت بنوم عميق..
********************
شعرت بازعاج ازعاج كبير يقطع عنها نومها ..كانت فقط تتذمر "ما هذا الازعاج اريد ان انم "لكنها حين ادركت ان هذا صوت هاتفها النقال قفزت من فراشها بذعر فلم يتصل بها احدا منذ فترة طويله نظرت الى شاشة هاتفها لتفاجاء باسم (اخي) ردت بارتباك بصوت ملئ بالنعاس
-مرحبا اخي
-جنان ..متى ستعودين ؟لقد وصلنا للتو الى الرياض فقد كنا بجده منذ ايام ..
-الهذا قبلتم بقائي عند صديقتي؟!
-كيف تردي عليّ بهذه الطريقه ؟!اسمعي كان يجب عليك ان تكتبي في الورقه سااهب الى اختي لتاخذني الى صديقتي" لماذا لم تخبريني بهذا؟لماذا لم تستاني مني فقط وضعتي ورقه قلتي فيها بانك ذاهبه الى اختي..وماذا عن صديقتك التي بقيتي لديها ستة ايام واختي يوم واحد ! اسمعي ..من سيعيدكي الى المنز؟
-لا اعلم بالطبع لن تكن اختي فزوجها لم يقبل ابدا كما تعلم وربما وضعنا مشكلة كبيره كي تاخذني ..
-حسنا .اطلبي من صديقتك ان تطلب من سائقهم او والدها بأن يعيدك الى المنزل لا تتأخرى فالمنزل متسخ ..
اغلقت الهاتف ..رمقت هاتفها بتمعن قائلتا : "يالها من هدية تخرج من اختي ..لكن ماذا اهداني اخي ززلا ئ فزوجته لم تسمح له بان يهديني ولا حتى قرشا فلقد قالت lيكفي كونها تعيش بيننا ) "..رفعت راسها فلم تجد يسرى بفراشها كان الفراش غير مرتب مؤكد انها استيقضت من النوم فهي لا ترتب فراشها ابدا بل تطلب من الخاده ان تعمل لها كل شئ.."فعلا فتاة مدلله"..نهضت من فراشها استحمت وصلت ..ذهبت الى غرفة الطعام حيث استدعتها يسرى لتناول الطعام معها كان تتحسر على كل لقنة تمضقها ..انها اخر وجبه لها بينهم واخر وجبة تتمكن من تناولها حتى الشبع..امضوا الوقت بصمت وسكون وهذا ليش من عادتهم ابدا ..تركوا الاطباق متلئه لم يتناولوا سوى الضئيل منها ..نهضتا عادت جنان الى غرفة يسرى و انهت حزم حقيبتها ..طلبت من الخادمه ان تطلب من السيدة حنان بان تحضر لها سائقا يعيدها الى منزلها ..وبالفعل عادت الخادمه لتخبرها بقدوم السابق..ارادت ان تودعهم لكنها لم تجد احدا فقد كانوا قد خرجوا لحفل عائلي لكنها تجهل حقا بب خروجهم بهذه الطريقه دون توديعها ولا حتى اخبارها ..عادت الى المنزل ..وقفت امام الباب بقلق "هل اعود؟!اردت ان اهرب بلا عوده !لبيتهم لم ينقذوني..ليتهم تركوني تحت حرارة الشمس اموت ببطئ لاني استحق هذا !! لكن لماذا ؟ماذا فعلت انا؟!" ..فجاءه شعرت بالقشعريره حين سمعت خطوات اخيها عند باب المنزل لتفاجاء بفتحه للباب دون ان تطرقه ..ذلك لانه كان ينوي الخروج من المنزل..
-مرحبا اخي..
-جنان لقد عدتي اخيرا ..رمق كتفيها ادخلها المنزل وقال وهو يغلق الباب للخروج ..
-هناك اعمال كثيره تراكمت بخروجك وهي تنتظرك ..لا تنسي ان تطهي لي بوجبة الغدا (طبقي المفضل).
اغلق الباب ..شعرت ببرودة باطرافها ..نزعت غطاء وجهها وخلعت عبائتها ..دخلت المنزل المكان هادئ الكل نيام لقد عاوا للتو من السفر لا بد انهم تعبون ..كان المكان يضج بالفوضى العاب في كل مكان ..أكواب ..وبقايا خلويات ..مناديل..غبار..وبقايا طعام عفن مرمي على مغسلة المطبخ .تركت كل هذه الاعمال واتجهت الى غرفتها التي تركتها بلا عوده لكنها عادت كانت بالطابق العلوي بسطح المنزل كغرفة خادمه دخلت اليها فقالت بتملل وهي ترمي حقيبتها
-كان يجب علي ان اقول لك الى اللقاء وليس وداعا ..
فتحت خقيبة ملابسها كلها مرتبه فقط تحتاج الى وضعها بالخزانه ..لإوجئت بوجود ورقه وبسرعه فضوليه فتحتها كانت ورقة بيضا وكتوب عليها بقلم ازرق (مرحبا جنان انا اسفة لانني خرجت دون توديعك هذا لانني اردت تجنب لحظة الوداع الحزينه لا اريد الذهاب الى حفل اليوم بوجه تعيس..وايضا اتا واثقه من انك ستوافقي على اخي للمعلوميه- انه يعمل بتركيا وستدرسين معه هناك – انها فرصه لا تعوض وفرصه للخلاص من سلطة زوجة اخيك ..لقد استمتعت بالبقاء معك كنت اتمنى ان يكون لي شقيقى بنفس سني وتحقق حلمي لاسبوع فقط ..لكنه كان رائعا حقا ..لا انسى لحظة رؤيتك مرمية بتلك الصحراء ..فانا من انقذتك من مصير افكارك الجنونيه ..لآ اريد ان اطيل عليم فانا اعلم بان لديك واجبات واعمال كثيره بالمنزل ..لقد دونت رقمي بهاتفك النقال ..اتمنى لك حظا سعيدا .."صديقتك واختك ..يسرى"..)
نظرت الى ظهر الورقه "لا توجد كلمة ثمينة اخرى دونتها لي"..وضعت الورقه في الجزانه رتبت ادواتها وتاكدت من وجود الاشياء المهمه كجواز السفر وغيرها ..ثم نهضت لترتيب المنزل جسدها مع التنظيف والعمل اما عقلها وافكارها فقط كانت معلقه بمصيرها "اوافق!ام ارف! سيتحقق حلمي بالابتعاد عن خذخ الاسرة البغيضه وهذا المجتع بأكمله لا اعلم لم يجب علي وصفه بالبغيض ..بينما هو برئ لم يعمل لي شيئا ..سجي ان لا اعمم كرهي للجميع "
***************************
بعد يومين من عودتها ..استيقضت مبكرا بصباح اليوم الثالث . ومازالت قلقه "هل من الممكن ان يكون زائر الليلة الماضيه هو سالم! " كعادتها هاهي تحضر طعام الفطور لشقيقها (كوب حليب ساخن..رغيفان من الخبز..[يض مسلوق ) ..وضعت الطعام امامه انها جاهزه الان لسماع الانتقاد حول طعامها و توبيخ على ادنى خطاء فعلته باليوم الماضي.لكن كل هذا لم يحدث ابعدت عينيها التي كانت مستعدة لسماع كلمات قاسية عنه وقبل ان تنصرف
-جنان ..اجلسي بالقرب مني اريد ان اخبرك امرا ..
اثلجت اطرافها وارتعش جسدها انها حقا تعلم بما يمكن ان يذكره لها ..جلست بالقرب منه بارتباك وتورتر وقلق
-اسمعي الليله..ليلة ملكتك
صرخت بدهشة لسرعة الموعد
-ماذا؟!
-اجل لقد اتى شقيق صديقتك يسرى شاب يدعي سالم ..يعمل بدولة تركيا ..من حسب ونسب عظيم لذلك ابلغت موافقتي فورا..هل لديك اعتراض؟!
-لكن الليله!؟! لم هذه السرعه؟!
-يريد انهاء اوراقك المهمه بسرعه فبعد عدة ايام سيسافر معك الى تركيا ..لآيوجد زفاف فليس لديه وقت ..
مان نطق باخر جمله حتى ضاعت احلامها !لن ترتدي الفستان الابيض اذا! لم تحقق حلم طفولتها !ومان لاحظ على وجهها الشحوب والارتباك حتى اضاف
-سيقام حفله صغير للخطبه..بعدها ياخذك فورا للسفر ..
اكمل طعامه ..جلست تحدق بقدميها المرتجتان وهيتفكر بعمق ..بقلق..بتوتر..
نظر الى ساعته حيث صرخ
-يا الهي لقد اعدرت وقتي معم
رمي رغيف الخبز من يده وقال وهو يخرج
-لا تفكري بالرفض..فنحن لم نطلب رآيك..
اغلق الباب فقات بسخريه "بالطبع يريدون التخلص مني"..عادت الى عملها ..وبعد عجة ساعات رن هاتفها المحمول فوجدت اسم شقيقتها حلا على شاشته فردت ..قالت شقيقتها بسرعه
-مرحبا جنان كيف حالك؟ساأتي اليوم لاحضر ملكتك ومن الغد سنذهب معا للتسوق والتجهيز لزفافك يلزمنا اليوم كله ولا حتى سيكفي هذا الوقت الضئيل يا آلهي اني اشفق عليك ..
قاطعتها بهدوء وبصوت مشحوب باكي
-حلا اريد ان اخبرك امرا انتي شقيقتي الوحيده التي كانت تستمع الي اما الان فلا يوجد ابدا من يسمعني انا قلقه ولا اعلم هل ارفض ام اوافق..
قاطعتها بغضب
-لا يمكنك الرفض
-اعلم ..اعلم لم تسمحوا لي بذلك..لكني لم اخبركم بعد حقيقة زيارتي لتلك الصديقه لمدة اسبوع ..
-ماذا تقصدين ؟!
-عديتي بالا تخبري احد الى ان اسافر بعد الزفاف فانا غير مستعدة للعقوبات بمثل هذا الوقت وعديني ايضا ان لاتغضبي علي ولا تعاقبيني او توبخيني فانا الان نادمه
قالت بصوت هادئ حنون
-اعدك..
وسردت لها كل ما حدث معها كانت تنصت وتنصت وصرخت في النهايه
-ايعقل كل هذا يحصل لك !!





لامارا 29-03-15 10:17 PM



-4-بداية مؤلمه-
وضعت قدميها بارض غريبه ..اجنبيه لا احد بتحدث مثلها ..انها غريبه حقا عن هذا العالم ..ارادت ان يتحجث معها سالم لتشعر ببعض الامان لكنه منذ صعوده على متن الظائره لم ينطث حرفا!! كان الوقت مساءا لا تعلم كم الوقت بالتحديد لان ساعتها مؤقته على توقيت السعوديه صعدا على متن ذلك المصعد في ذلك المبنى المجاور لمشفى كبير..توقف المصعد بالور الخامس خرج سالم حامل حقيبته وترك جنان تجر حقيبتها الكبيره حيث كانت تمتلك عجلات بالاسفل ..فتح قفل تلك الشقه تحمل الرقم 18ابتسمت حين نظرت الى هذا الرقم "انه مماثل لسني"دخل بمزاج سئ رمى حقيبته عند الباب وبسرعه خاطفه دخل غرفته اغلق الباب حيث سمعت صوت المفتاح وهو يقفل الباب ..لم ترد التفكير ابدا فهي لا تريد ان تتشائم اكثر فقد قالت "انه تأثير طريق السفر "..ادخلت الحقيبتان واغلقت الباب حيث كان من النوع الذي يفتح منالداخل بينما الخارج يقفل تلقائيا ولا يفتح الا بالفتاح تفحصت الشقه ..تبدو مرتبه انيقه غرفة الجلوس المفتوحه حجمها لا بأس به ذات لون بيج وكنبات مريحة باللون البني ..شاشة تلفاز و اسعه ..الكثير من التحف الفاخره ..الارضيه عباره عن رخام فاخر ..ودت ايضا مطبخا صغيرا ..يبدوا جديد لم يستعمل ابدا لكنه حقا كان رائعا ..فتحت الثلاجه لتضع فيها ماشترته من الطائره ولم تاكله شوكولا ومشروبا غازيا لكنها فوجئت حيمنا رات الثلاجه فارغه وجديده و مفصوله ايضا من الكهرباء ..لا يد ان تكون كذلك فقد كان في احازه خارج البلاد ثم انه رجل وليس كل رجل يستطيع الطهو ..وج\ت غرفة ضيوف مشابهه بع الشئ لغرفة الجلوس الا ان كنباتها ذات لون عنابي وصبغتها معتق بلون البطيخي ولا تحوى تلفاز وتحفها ايضا مختلفه بعض الشئ..دورة مياة واحده ..وغرفة نوم واحده ..خلعت عبائتها ووضعته داخل حقيبتها .نظرت الى وجهها لم تغسل المساحيق بعد تلك الخطبه ولم تبدل ثوبها الفاخر..اين ذلك الاهتمام وتلك الكلمات التي سمعتها منه هل هو غاضب منها ام انه تاثير السفر كما ادعت ..لكن فضولها دفعها بسرعه الى الغرفه حيث طرقت الباب بهدوء ..لم تجد ردا فهمست
-سالم ..هل اخطئت في حقك ؟انا اسفه ..
لم تجد ردا ..وضعت اذنها على الباب فلم تسمع سوى صوت انفاس مستغرقه في النوم ..حركت مقبض الباب ففوجئت بانه مقفل ..شعرت ببعض القشعريره لكنها وضعت في مخيلتها ادعائات "ربما كان الوقت متاخر ولديه عمل غدا ..لكن هل سيذهب الى العمل بصباحية زفافنا !!!" فجاءه سمعت دقات الساعه ..رفعت عينيها لتجدها مشيرة الى الثانيه بعد منتصف الليل ..استحمت لتذهب تاثير مثبت الشعر الذي وضعته لها عاملة الصالون ..جففت شعرها بمصفف الشعر وبسرعه فقد كان الجو بارد رغم انه كان فل الصيف ورغم ارتدائها بيجاما صوفيه ثقيلة بعض الشئ ..رمت نفسها على تلك الكنبه غيرت توقيت ساعتها الى توقيت هذه البلده .."الساعة الان الثالثه صباحا "..اغمضت عينيها لم تجد نفسها بالتفكير حتى لا يداهمها الارق لكنها حقا لم تستطع النوم مضت ساعات وهي تحدق بسق تلك الغرفه ببلاده بصمود ..لكن الافكار داهمتها المستقبل ..حياتها الجديده..غربتها في هذا الوطن ..عدم تحدث سالم اليها ..نهضت بغضب لتجد مايبعجها عن هذه الافكار فتحت حقيبتها وبدآت ترتب ثيابها وتستصفها على الارض ادوات التجميل في مكان معين ..الفساتين في مكان ..وهكذا..فجاءه سمعت اذان الفجر ! شهقت متفاجاءه ..كيف ذلك وهي ببلدة غير عربيه كما كانت تتخيل ..لكنها تذكرت وجود مسجد صغير خلف هذا المبنى لان ساكني هذه البنايه من جنسيات مختلفه (عمال وافدون) ومن ديانت ايضا مختلفه تذكرت انها درست سابقا عن الاتراك والعثمانيون فم مسلمون ارادت ان توقض سالك لصلاة الفجر ..لكنها شعرت انه في ذلك يغضب اكثر لايقاضه من عمق نومه ..عرفت مكان القبله من خلال لاصق على الجدار كتب عليه (اتجاه القبله) صلت صلاة الفجر ولم تنسى السنن الرواتب ..{فعت يديها الى السماء .ولم تستطع نطق كلمة فقد سالت دموعها في حيرتها ...دعت بقلبها وليس بلسانها ..ولا تعلم ماذا دعى قلبها ..انهت صلاتها شعرت نعاس شديد غطت نفسها بعبائتها وهي ترتجف من شدة البروده ونامت وهي مستنده على الجدار حيث انهت صلاتها نامت ببرائتها كطفله صغيره و قعت تحت قسوة فراغ والديها..
*****************
فتحت عينيها بذهول حيث سمعت مفتاح الغرفه وهي تفتح كانت شديده الحدس تستيقض على ابسط الاصوات ..بقت تحدق بباب الغرفه فظهر سالم مرتدي بنظالا اسود وقميصا ابيضا وفوقه معطف ابيض .."اجل انه طبيب لابد ان يذهب الى عمله "..وقفت مرتبكه وهي تحدق به بعينان حائرتان ..نطقت بخوف :
-سأحضر لك الفطور..
ضحك بسخريه حيث قال
-توقفي ..ليس هنالك ما تطهينه فمطبخي فارغ..
ارادت ان تعمل أي شئ ..ان تشعر بدور لها في هذا المنزل ..حتى لا تكون مجرد تحفه ضمن هذه التحف ..’توجهت الى الباب وقبل ان يغادر .نطقت لتقطع صمودهما:
-سالم!
التفت اليها فسالته بارتباك
-متى ستعود.
-وهل ستنتطرين عودتي؟لم اعتد على ذلك! يبدو هذا شعورا جيدا ..
اغلق الباب في وجهها حرك القفل ثم توقف وعكس حركة المفتاح ففتح الباب وقال
-ساعود عند الساعه الثالثه مساءا ..
وخرج ..شعرت بنوع من الغرابه هل ندم لتصرفه الاحمق امام عروسته بان يقفل الباب امامها دون أي رد على سؤالها ؟! شعرت بنوع من التعاسه ..لكن شعورها بالخوف والغرابه غطي تعاستها ..نظرت الى الساعه انها التاسعه الا خمس دقائق..مازال الوقت مبكرااستلقت على تلك الكنبه واكملت نومها..استيقضت عند الواحده والنصف ظهرا ..جرت الحقيبتان بصعوبه الى الغرفه بعد ان صلت صلاة الظهر وبداتترتب ملابسه داخل خزانته ..ولم تنسى ملابسها ايضا رغم عدم ارتياحها لهذا العمل لكن هذا مااوصته به شقيقتها ..انتهت من عملها بعد حوالى ساعه ..فقد كانت معتاده على الترتيب و الاعمال لكنها تفاجائت بعد وجود أي اداة للتنظيف! بدلت ملابسها ..ارتدت احد الفساتين التي اشترتهم لها شقيقتها كان ذا لون موف (بنفسحي محروق ) وكان من الاعلى ملئ بالشك اما بالاسفل فقد كان قصيرا من الامام الى الركبه وطويل جدا من الخلف ..فتحت لورات شعرها ولم تنسى الاكسوارات التى تضهي لمسات براقه سواء على الملابس او الشعر انتهت من وضع المكياج وارتدت حذائها العالي ولم تنسى اللمسه الاخيره العظر اشغلت التلفاز اغلب القنوات اجنبيه لكنها وبعد بحث طويل وجدت قنوات عربيه ..شعرت بحب يجذبها الى ثنوات افلام الكرتون لكن الساعه الان تجازوت الثالثه ومن المؤكد عودته فماذا سيقول اذا رآها وهي تشاهد افلام الكرتون!! سمعت صوت الباب فقفزت بسرعه انها فرصتها لتقرب منه اكثر ظهر امامها ابتسمت ابتسامة واسعه وحملت عنه معطقه
-مساء الخير ...
ضحك بسخريته المعتاده
-لقد فاجئتني فشقتي دائما فارغه ..اخ نسيت وجودك ..
شعرت ببعض الضيق لكنها لم تلتفت اليه ..علقت معطفه ..وقالت لتغير سير الموضوع
-اردت تنظيف المنزل ولم اجد أي اداة تنظيف ..واردت ان اطهو لك الغداء ولم اجد أي صنف من الطعام ولا أي اداة للطهو!!
-انا لا انظف الشقة احضر عامله المبنى لتنظفه بشكل اسبوعي اما الطعام فأتناول طعامي اما بالمستفي او بالمطعم الصغير بالدور الارضي من هذا المبنى ..
صدر صوت من معدتها ..يشير الي جوعها ..لم تستطع المساحيق اخفاء حمرة وجهها ..النقطه التي لا طالما احرجتها فهي دائما تكشف عن شعورها بالخجل ..لم يبالي بها دخل الى غرفته اخرج ثيابه و تفاجاء بترتيبها اراد ان يصرخ في وجهها فهو لا يحب ان يتطفل احدا باي شئ من اشيائه ..لكنه كبت غضبه توجه الى دورة المياه و قبل ان يقفل الباب قال
-ارفعي شعرك الطويل هذا فلا احب ان يتساقط شعر الفتيات في شقتي ..
اغلق الباب بغضب..سقطت قدميها على الارض باكية لا يمكنها ان تخدع نفسها اكثر هو لا يحبها ابدا لا يحبها لكنها سألت "لماذا تزوجني اذا ؟بالطبع كان فاعل خير لا اكثر " كانت فقط تبكي وتبكي ..لا اكثر..غاصت في بحر حزنها الدائم كان يجب عليها الا تودعها ..فهو ابدا لا يقدر على فراقها ..توقف صوت صنبور الماء ..فاسرعت فورا ورفعت شعرها كذيل حصان ..لأكنها نست خصلات شعرها التي امام وجهها خرجت وحاولت بخوف ضمها الى شعرها ..نظر اليها بنظرة حاده ..توجه الى غرفته وقال
-س انام لمدة ساعة لا تزعجيني ثم سنذهب لشراء حاجيات للمنزل انزلي الان اى المطعم بالاسفل ..ولا تنسي رقم الشقه ثمانية عشر ..يوجد مفتاح اتياطي في اول درج من خزانة المطبخ ..
اغلق الباب قالت بنفسها "ياله من حظ رائع اهكذا تعامل العروس بالصباح الذي بعد زفافها !" كانت افكارها مشتته لكنها تجتمع في نقطة واحدة "الاحباط" انها محبطه جدا ..لا تريد ان يدخل الامل الى قلبها مرة اخرى كي لا يعاودها الاحباط..اعتادت على خداع نفسها لكنها الان تريد ايذا الا تتوقف عن ذلك التفاؤل الحالم ولو على الاقل عدة من ايامها الاولى هنل ..عادت الى التلفاز ..ستفكر فقط بالتفاز بما تشاهده ..ستحاول التركيز وستتمكن ..ايام قليله الى ان تعتاد على ذلك ..منع نفسها من التفكير فهي بالطبع تخشي عودة كآبها بسبب ذلك الشرود مضت الساعه كدقيقه .وجدت سالم اماها
-جيد لم تذهبي اذا ..
-ماذا تقصد ؟!
-الم تذهبي الى مطعم البنى ؟
-كلا ..
-ولماذا؟!
ترددت كثيرا قبل ان تقول:
-اخشى من الخروج وحدي..
لاتعرف كيف نطقت بها ..انزلت عينيها المرتجفتان للاسفل بمشاعر يائسه مختلطه ..نهض بعد استرخائه على الكنبه لمدة لاتزيد عن الخمسة دقائق..
-هيا لنذهب الى مركز التسوق..
اسرعت الى الغرفه كي تحضر عبائتها و ما ان همت بالخروج بعد ان احضرتها .ضحم بوجهها بنوع من اغضب
-من سمح لك بادخال اشيائك الى الغرفع .
تسللت الحمره الى وجنتيها حاولت ان تخفي غضبه وتضمد جرحها
-هل اخرجها؟
-كلا..هيا لنذهب..
ارتدت عبائتها بسرعه ولحقت به الى المصعد ..
-تحتاجين الى شراء عبائة جديده..
-لماذا؟!
-اريدك ان تضعي العبائة على كتفيك وتتحجبي فقط ..لا تنسي اننا بتركيا
اغلق باب المصعد حيث ضغط الزر الارضي فاكملت بغضب كتمته بين اسنانها
-الاسلام لا يفرق بين بلدة واخر ..
فتح فمه ليبدا بالشجار لكن كلمة اسلام اجبرته على التراجع نزل المصعد اصدر صوت جرس قصير يشير الى وصولهم للاسفل فتح الباب فقال وهو يمشي
-سنؤجل الامر الى مابعد
ذهبا للتسوق لشراء مايلزم الشثه عادا الى المنزل دخلت هي بيتنا هو قد خرج من دونها ..شعرت بكثير من التشاؤم لكنها مع ذلك اشغلت نفسها بترتيب ماشترته قائلتا "انها البداية فقط "






لامارا 29-03-15 10:59 PM







5-وحدة مريض-
ها قد استيقظ من غفوته كعادته بعد عودته من عمله بالمشفى .. رفع الهاتف.. ضغط زرا ليطلب من عامل المقهي ان يحضر له كوب شاي ساخن وصحيفة اليوم ..ها قد مضى اسبوع كامل على زواجهما ومازالوا بهذا الحال..لا يتحدث اليها ..لا يتناول طهوها للطاعمغير مبالي و كما لو كانت غير موجوده .. ربما ما زال معتاد على العيش لوحده .. عازب لا يشارك اي شخص في حياته .. وهاهي ككل يوم تطهو له الطعام ترتب شكلها وتجلس امامه محاولة لفت نظره .."الطعام جاهز" لا يسمع .. لا يرى..لا يبالي ولا يهتم ..رن جرس الباب فنهض ليتناول كوب الشاي و الصحيفه اليوميه كعادته ..و قبل ان يفتح تلك الصفيحه حاولت جذب انتياهه ولو للحضات قالت بحرج
-في أي مجال بالمشفى متخصص انت ؟
رفع عينيه الجذابتان لمحها و ابتعد عنها بسرعة خاطفه حيث قال لا مبالي
-عيادة النساء و الولاده..
سألت نفسها للحضات "هل يمكن ان يتولي هو امر ولادتي بالمستقبل ؟! لا يمكن..لم احمل ولا في الاحلام !!" نهض من مكانه وكآنه تذكرر شيئا فجاءه فتح الخزانه تحت التلفاز واخرج تلك الورقه الاعلانيه مدها اليها قائلا:
-ستذهبين الى هذا المعهد لتعلم اللغه التركيه ..
-الا يتحدثون الانجليزيه؟!
-كلا لغتهم الاصليه هي التركيه وقبل سنوات طويله كانت العربيه الى ان خردجوا العثمانيون و جاء الاستعمار ومنعها عنهم ..
سكت فجاءه وكانه يوبخ نفسه باستهزاء "لماذا اتحدث اليها؟!"
حاولت تجاهل نظراته وقالت
-وماذا عن اكمل دراستي؟! دخول الجامعه؟
ستبدا الدراسه بعد شهر ..ستدرسين بنفس جامعتي سابثا للطب انه يقع بالقرب من هنا ومن المشفى..تذكرت يجب عليك الذهاب الان للتسجيل ..او دعي الامر لي فربما احتاج الى واسطه ..اما الان اذهبي الى هذا المعهد يمكنك الذهاب مشيا على الاقدام ..
-هل اذهب وحدي ؟! لكني لا اعرف شيئا عن لغتهم ولا حتى شوارعهم فلم اخرج الا مرة واحده !
مد قدماه الى الطاولة الصغيره التي امامه حيث كان يجلس على تلك الكنبه ..حرك مكعبي السكر بالشاي ومن قم بدا يرشقه قليلا ويعود لصحيفته تارة والى التلفاز تارة اخرى حيث قنوات الاسهم ..عادت الى المطبخ ..فلم تعد تتحمل رؤية الواقع الذي امامها فالشقاء مكتوب عليها منذ وفاة والديها لا يمكنه مفارقتها مسحت تلك الدموع التي خرجت حينما تذكرت حزنها الدفين حاولت النسيان وعادت الى غرفة الجلوس بعد حوالى نصف ساعه حدقا به وهي تقول بنفسها "انه يزداد جمالا ..لكن كم اتمنى لو يكون جمالا داخليا "..ترك صحيفته اغلق التلفاز ونهض قائلا
-هيا سأصطحبك الى المعهد..
لم تكاد تسمع منه هذه العباره حتى طارت فرحا ارتدت عبائتها وخرجت معها ..خرجوا مشيا على الاقدام الهواء يبوا منعشا لكنها شديد البروده ..فقد اعتادت البقاء بالمنزل حيث اجهزة التكيف الساخنه ..كان الجو يزداد بروده بشكل ملحوظ كانوا اغلب الناس يخرجون مشيا على الاقدام كانت تراقب تلك الكوامات الضبابيه التي تخرج من افواههم ..يوجد كثير من العرب هنا بالقرب من شركته الطبيه ..فجاءه اعترضتهم سيارة حمرا بلا سقف بالقرب توقفت بالقرب منهم توقف سالم حيث نظر الى صاحبتها فاذا بها فتاة ذات شعر اشقر متوسط الطول وبشره مضيئة بيضاء وعنان زرقاوتان حادتان وترتدي سترة زهريه وبنطال جينز ثخين نظرت الى سالم و كآنها تعرقه جيدا حيث قالت بلهضه غير مضبوطه
-سلام ..
دهشت جنان لكونها نطقت بكلمة عربيه لكنها تذكرت بان كل المسلمين من كافة البلدان يذكرون السلام كتحيه ..لم يرد السلام فقط قال بايتساه
-ابي كونلار ..
شعرت بنوع من الغيره لكنها قالت بسرعه "لا بد ان تكون زميلته بالمشفى "ونست امر الغير حيث غطاه فضولها فسألت
-ماذا قلت ؟
-(ابي كونلار) مساء الخير باللغة التركية ..
تركها و عاد للحديث مع تلك الشقراء بغلفة لم تفهمها جنان .فجاءه ركب بجانبها وقال قبل ان يغادر ..
-يجب عليّ ان اذهب الان ..ورقة اعلان المعهد لديم اتبعي الخريطه الموجوده في نهايتها ....
وقبل ان يكمل كلامه انطلقت به تلك الشقراء بسيارتها ..حيث اختفي من امام جنان جمدت بمكانها وقشعرتها برودة خوفها فوق بردوة هذا الجو الغائم ..وبعد لحضات التفتت حوالها حيث بدأت تمطر وبدأوا الناس يختفون من امامها انتابها كثير من الخوف تذكرت الورقه فتحت حقيبتها حيث صعقت "اعدت تلك الورقه الى خزانة التلفاز" حاولت ان تهدئ من روعها "ساتذكر الخريطه نعم اني اتذكرها تقريبا سأتجه الى امام لما1ا لا اعود ؟ وكيف اعود وان لا اعرف طريق العوده " ظهر البرق فتلاة اصوت الرعد الذي زاد من خوفها حيث اظلم الجو بغروب الشمس وخلا المكان من تلك الاصوات المرحه ..نظرت الى نفسها انها مبتلة تماما وتكاد تتجمد من البرد و الخوف ركضت بسرعه دون ان تعلم الى اين فقد اضاعت الخريطه عن مخيلتها ..توقفت بعد مدة وهي تحاول ان تلتقط انفاسها ..سقطت عبائتها عن راسها والغطاء زاد من بردوتها ارادت ان تتنفس لكنها بدت تعبه ومرهقه جدا بجسد مبلل تماما و بدرجة حرارة لجو تصل الى ماتخت الصغر بكثير لم تشعر بدمعاتها التي املئت وجهها..انها تائهه بعالم غريب لم يعدل امامها أي عربي فلقد سارت مسافات طويله دون ان تعي ذلك من شدة الخوف والتيهان والحيره نظرت الي يديها التي تجمدتان وطليت بالزرقه حاولت ان تدفئهما بانفاسها الدافئه لكنها لم تعد قادره على حملها ولا حتى التنفس ..عادت وهي تسير دون ان تعلم الى اين تذهب..جسدها مبتل بالكامل ..حتى تلك المظلات للناس التي كانت بقربها اختفت فالجو القارص منع الجميع من الخروج ..ارتفع الماء الى نصف ساقيها ..تكاد تتجمد من البرد ..شعرت بالارهاق ..الصداع والدوار الشديد والبرد القارص وخنقها السعال ..تتمنى ان تتنفس لكنها لم تستطع دخلت بين اروقه كثيره جرت نفسها بصعوبه اخيرا حيث رظات بعض تلك الدرجات لاحد المحلات المغلقه صعدتها وهي تسحب جسدها اليها سقطت على ظهرها تريد ان تتنفس والغطاء الذي على وجهها يعيقعل رمته عن وهها ..كان وجهها ازرق متجمد من شدة البرودع ..فجاءه ظهرت امامها فتاة من ذلك المحل حيث كانت تسكن بالشقه التي فوقه وشاهدتها من النافذه ..سألتها بكلمات لم تفهمها اجابت باكية :
-سالم ..اريد سالم ..
ادخلتها قليلا الى داخل المتجر وذهبت للحضات وعادت ومعها امرآة عربيه
-مابك ؟كيف اتبتي الى هنا؟اين تعيشين ؟
لم تستطع الاجابه ..من الجيد ان حقيبة يدها مازالت على كتفها وهي من النوع الجلدي فلم تبتل , قالت بصوت متغيرا شاحب و باكي وهي ترتعش :
-حقيبتي ..[داخلها بطاقة تعريفية لزوجي وعمله ..
فجاءه اغمضت عينيها حيث اغشي عليها ..
*****************
فتحت عينيها بدهذه لترى نفسها على فراش ابيض بلباس ابيض ..ثبتت بيديها ابرة المغذي و الادويه ..ادارت عينيها حول المكان لترى طبيب تعرفه يرتدي معطف ابيض عريض ضخم الجثه و بجانيه سالم بمعطفه الابيض الذي يرتديه حين ذهابه لعمله بالمشفى يبدوا اكثر وسامه بهذا المعطف الذي ينير بياض وجهه اكثر ..شعرت بضيق و حيره لكن هذا لم يمنعها من سماع محادثتهما
-اذا هي مصابة بالالتاب الرئوي؟ كل المجة التي ستبيت بها هنا ؟
-حوالي اسبوع ..على حسب تقبلها للعلاج ..متى ماتحسنت ستخرج ..
شعرت بالم بصدرها فبدأت تسعل ..التفتوا اليها فجاءه ..اقترب منها سالم بوجة ملئ بالاستفهامات وسألها بزجر
-مالذي فعلتي ؟ الم يكن يجب عليم الذهاب الى المعهد او العودة الى الشقه؟!يالك من صاحبة مشاكل ..
لم يهتم بها و بسعالها الذي يكاد يقطع انفاسها عاد الطبيب و معه ممرضه وضع لها بخارا و اعطاها حقنة ثم خرجوا ,بقي سالم امامها اما هي فلم تكن قادرة على فتح عينيها حتى من شدة الآلم ..عاد الى توبيخها فصرخ بوهها
-هل كنتي تودين الهروب؟! ام ماذا ؟! الا يمكنك ان تخدمي نفسك لو لمرة اتت ممرضتي لتخبرني بتطبيق دوامي المسائي الاضافي لدة شهر ..يالك من فتاة غبيه ..
وخرج من الغرفه وهو في اتم غضبه رغم عدم وعيها الكامل لمرضها الا انها شعرت بجرح عميق يشعل جزنها الدفين ..بقت تبكي دموعا فقط ..بجسد متعب وارهاق شديد جرفها ارهاقها في عمق حزنه فتغلب عليها و نامت ..
*****************
تسائلت: هل انا بحلم؟! يالها من احلام يقضة ورديه تداهمني دئاما "..هنالك يدا مآ تمسح على مقدمة شعرها بهدوء تبدو بهدوئها و حنانها كوالدتها التي افتقدتها بوفاتها منذ حوالي ثلاثة سنوات ..غاصت مع حلمها لا تريد ان تستفيق منه تمتمت "احبك يا امي".. مازالت تلك اليد تمسح على شعرها وكأن الحلم اصبح حقيقه . شعرت بقصة في حلقها وقالت متفاجاءه "نعم انا لا احلم !" فتحت عينيها بدهشه وبغرابه كبييره لتجدها فتاة تكبرها سنة او سنتان "من هي! ؟ و كيف لها ان تمسح لي شعري؟!" كانت فتاة بيضاء ذات شعر كنتنائي ناعم ومتوسط الطول تسدله على ظهرها وكتفيها وخصلة مائلة على جبهتها كان شعرا فاتنا ..و كانت طويله بطول متناسف مع جسدها ..لكنها لبرهه تذكرت "انها الفتاة العربيه التي نادتها لي تلك الاجبيه و انقذتني "..ايتسمت الفتاة بوجهها ابتسامة توحي بالاطئنان لم تجد ذلك الغطاء الموصل بانوب الاكسجين على فمها حيث و ضعته تلك الممرضة قبل نومها ..ولم تجد النوافذ مضلمه بل كانت اشعة الشمس تنير المكان "انه الصباح كيف اشتغرقت في نومي طوال هذه المده ؟!"..اعاجت نظرها الى تلك الفتاة حيث مازالت ابتسامتها مبيره فقالت لها
-كيف حالك الان ؟
سكتت قليلا دون ان تجد ردا .. فاكملت محاولة اضفاء بعض المرح على المكان
-يالها من مصادفه ..كنت في زيارة الى معلمتي التي تدرسني بالمعهد الذي اتعلم به اللغه التركيه بعد خروجنا منه ذهبت اليها هطلت الامطار فطلبت مني الانتظار الى ان ياتي زوجها و يعيدني الى منزلي بسيارته لان سيارتها معطلة وانا لا املك سياره ..و المفاجاءه حين سمعنا صوت ارتماء شيئا عند باب متجرها بالاسفل نزلت لتفاجاء بلغتك اعربيه فنادتني فورا .. و المصادفه حين رآيت بطاقة زوجك يعمل مع زوجي الطبيب الذي يعالجك الان والاكثر انك جارتنا انا صاحبة الغرفه المجاورة ذات الرقم السابع عشر واخرني زوجك بأنك سوف تدرسين معي بنفس معهدي وبنفس جامعتي لكن للاسف يبقتلك بسنتين السنه القادمة هي سنتي الثالثه بالجامعه..
يكتت قليلا نظرت الى وجهها الاصفر المتعب فقالت:
-انا اسفه لقد اطلت الحديث ..
ابتلعت ريقها فنطقت اخيرا بصوت مشحوب ..بعد صمت طويل
- لا عليك ..
-انا اسمي رهف من سوريا و انتي جنان من السعوديه ..اليس كذلك؟ المهم اننا نتحدث اللغه ذاتها اخبريني ماذا حدث هل كنتي متوجهه الى المعهد واضعتيه ام ماذا ؟!
لم ترد عليها ..لإقط حينما ذكرتها بالليلة السابقه شعت بوخز قوي بقليها وامتلئت عينيها بالدموع
-حسنا ..لأن ارهقك سا اعود اليك فيما بعد الى اللقاء ..اتمنى ان تتحسن صحتك ..
خرجت حيث شعرت جنان بالم و بالاحتناق و بصعوبه بالتنفس نهضت من فراشها بصعوبه وسحبت معها العربه التي بها زجاجات الادويه التي تقيدها بانابيبها..توقفت عند النافذه ..عكست صورتها تاره بعيناها الممتلئتان بالدموع و وجهها الشاحب وتاره المنظر خارج المشفى كان الجو صافيا بنور شمس حرارتها خافته بينما المكان ملئ بالخضره والزرع يوحي الى نفسها شئ من الهدوء ..كانت تسرح بعالمها الاخر ذهنها ملئ باحلامها التي تغطي احباطها سمعت طرقات الباب ومن ثم فتح فاستدارت بهدوء لتراها الممرضه كانت تعلم بذلك فمن المستحيل ان يكون الطارق هو سالم ..دخلت الممرضه بابتسامه مشرقه تجر عربه طعام الغداء حيث كانت الساعه مشيرتا الى الثانيه ظهرا ..فجاءه تحدثت الممرضه بالعربيه :
-كيف حالك يا جنان ؟يجب ان تاكلي كي تتحسني ؟
القت عليها نظره واعادت نظرها الى النافذه .حيث قالت بشرود
-ارجوك ابعدي هذا الطعام عني ..
-لماذا ؟فانتي لم تأكلي شيئا منذ يوم كامل!
اقتربت منها حيث و جدت بعينيها الحزينتين دموعا لم تعد قادره على كبتها اكثر..فسالت دون وعي منها ..قالت الممرضه بنوع من الحنان ..
-مابك ؟هل تتالمين؟!
هزت وجهها مشيرتا الى النفي واستمرت بالبكاء..اخذتها الي الفراش ثانيتا
-حسنا سابعد الطعام الان و اذا شعرتي بتحسن شهيتك اطلبيني فورا ..
سكتت قليلا ثم اكملت :
-لقد ارسلني الدكتور سالم اليك بدلا من الممرضه التركيه هنا فانا اتقن العربيه..فهل تريدين مني ان اطلب منه القدوم اليك لحاجتك اليه ..
هزت وجهها مشيرة الى النفي
-حسنا هذه المستشفى التي يعمل بها والان بهذا الشهر اصبح يعمل بفترتان صباحي ومسائي ..فمتي ماردته سيكون بقربك ..
ابعدت خصلات شعرها الايود عن عينيها المبللتان
-ستخرجين من المشفى قريبا ..ٍيكون تحسنك افضل كلما كانت نفسيتك افضل ..فاطردي الاحزان عن قلبك ..
ثم نهضت لتخرج و قبل ان تغلق الباب قالت معتذره
-عليّ ان اذهب الان ..فلدي اعمال كثيره ..
هكذا مضت الاجواء ممله وكئيبه شعرت بالندم حقا و تمنت العوده الى منزل اخيها حتى لو كانت خادمة لزوجته ..لك افضل لها من ان تطعن كل يوم وكل لحظه وهي مازالت تتنفس ..لأم يزرها احدا ابدا غير تلك الممرضه حتى تلك الجاره رهف رآت بانها فتاة انطوائيه لا تحب التحدث فتوقفت عن زيارتها خصوصا وانها فتاة تحب التحدث كثيرا .باليوم الرابع من وجودها هنا فكرت بالخروج والتسكع بالمستشفى قليلا فربما رآت سالم و تشفى من المها قليلا ..فهنا سمح للمرضى بالمشي قليلا فربما كان افضل لصحتهم ..خرجت دون عبائتها فمن شدة شرودها نستها كانت تمشي بسرعه وقلبها يخفق بشده انها قلقة كثيرا و بنفس تبدو سيئه جدا ..لإكرت ماذا لو كان كل ماحدث خطه قد نفذها سالم ليتخلص منها لايام بالمستشفى ويهرب هو لقضاء شهر العسل مع زوجته الجديده .."لماذا لا يتزوج علي ؟!مؤكد انه يفكر بذلك بل قد فات الاوان وتزوج ..ريما "..خرجت من قسم التنويم الى الطابق الارضي كان الكل يحدق بها كيف لها ان تنزل الىالطابق الارضى طايق العياجات بملابس المستشفى المنومات بقسمهم الخاص في الدور الثالث ..كانت تمشي مسرعه تستوقفها لممرضات وتقاوم ..تشعر بجسدها يحترق من شدة الحراره وعرق بارد ينزل من راسها مع ذلك تشعر بالبرد الشديد بالقشعريره فحرارة غرفتها كانت مناسبه لحالتها اما بالخارج فلا تبدو هكذا ..عادت لها نوبات السعالتريد ان تتنفس لكنها لا تستطيع ..لا ترى جيدا و تشعر بالدوار حتى انها كانت تتعثر في خطواتها توقفت فجاءه عند غرفة كتب عليها (الدكتور سالم عيادة النساء و الولاده ) لم تقرا حتى اسمه بالكامل او تتاكد من ذلك فقط فتحت الباب لتفاجاء برؤية تلك الممرضة التركيه الشقراء نفسها التي اخذته بتلك السياره و تسببت فيما حدث كان مندمج معها بالممازحه والضحك ..لإجاءه صمتوا حيث سمعوا صوت الممرضتان التي تتبعان جنان و تحاولان اعادتها ..نظرت اليه والمرض والتعب قد قضي عليها شعرت باقشعريره من قمة راسها الى نهاية قدميها ازاد ارتعاشها و دوارها فسقطت مغشي عليها ..






لامارا 29-03-15 11:00 PM





-6- خيال لآهتمام –
داومتها الحمى لمدة يومان كاملان حيث كانت لا تعي شيئا ساقطة في غيبوبتها والان قد تحسنت بمساء اليوم السادس حيث كانت مستلقيه علة ذلك الفراش وحيده وشاردة الذهن كعادتها ..طرق الباب لكنها لم تسمع صوت تلك الطرقات ولا حتى قتحه او تعي من دخل فقد كانت كعادتها ضائعة في عالمها الاخر ملئ بالافكار التي لا تفهمها و لا تفكر بها فقط تائهه ..ضاعه ..لإجاءه شعرت بيد بارده ضمت يديها ..استيقضت من شرودها حيث انزلت عينيها عن شقف الغرفه لتفاجاء به "سالم"..خفق قلبها وابعدت عينهيا فورا وبكت ..
-جنان ..هل انتي بخير؟ جنان مابك انظري الي ..
صرخت بوجهه صرخة اشعلت دموعها توترا ..
-ارجوك ابتعد عني..طلقني!
صمتا ثليلا صم ثال بصوته الهادئ الذي لم يتاثر كعادته:
-ماهذا الكلام ياجنان؟!انتي تعبه فلا تصدري أي قرار في اثناء مرضك قد تندمي عليه بتحسن تفكيرك بعد شفائك ثم هل تفكيرن بانني قد تزوجتك كي اطلقك ؟! لن افعل ذلك!..
صمت قليلا وتوجه نحو الملف المعلق قرب السرير حيث به اوراق لتتبع حالتها ..اخذ يتصفحها ..ثم قال وما زال مندمجا بها
-اردت زوجة ترفع مكانتي كي اصبح طبيب متزوج ويزيد تقدير الاخرين لي وطاقم العمل هنا ايضا..
قالت بنفسها :"اعلم بذلك" ..اغلق الملف واعاده الى مكانه ثم عاد اليها وقال:
-هل مللتي من البقاء هنا ؟ ساآتي صباح الغد لآكمل اوراق خروجك فأنتي محتاجه ايضا لان تبقي الليله هنا..
سكت قليلا واخذ يتمعن الغرفه ..ثم قال بهدوء:
-لماذا فعلتي لي هذا؟ لقد احرجتني عند اصحابي ! المرة الاولى عندما استحممتي تحت المطر والاخرى حين اثتيتي الى عيادتي ! ماذا كنتي تريدينه مني الم تخبرك الممرضه العربيه بان تطلبي منها استدعائي ان اردتيني ؟!
ساد الصمت المكان انتظر اجابتها ..ولو حرف ينطق لكنها لم تقل شيئا ..ولا حتى تنظر اليه فقد اعرضت عنه منذ قدومه..ثم قال بنغمه خاصه
-لماذا تفعلين كل ذلك ؟انا لا اريد ان افهم بغصب الزوجه وكيفية ارضائها و لا اريد ان افهم حتى ..لآنني تزوجت امراءه جميله ليس من شكلها الخارجي فقط بل حتى من داخلها ..
سمعت طرق اقدامه و هي تبتعد ..التفت بسرعه ولم ترا سوى ظله وهي يختفي و يغلق الباب .."لقد ذهب " لم تكن لتتمني حقا ذهابه فهي تحبه من قلبها مهما كانت معاملته لها ..عاجت الى سرحانها ثم انزلت عينيها قائلة "اشعر بالتحسن يجب ان اخرج من المشفى لكن ربما البقاء هنا خيرا لي من البقاء بالمنزل "..صمتت قليلا ثم اكملت بقنوط "لم اكن لآعلم بان حياتي ستكون بارده الى هذا الحد !اهذا هو مستقبلي الذي كنت انتظره منذ طفولتي الحامله ؟! انا في كابوس!! نعم انه كابوس وساستفيق منه حتما ..لأكن ماذا لو كان واقعا !! هل ساتحمل برودة حياتي بعودة تلك الايام الماضيه ؟ لقد مللت يأست ومللت اتمنى عودة الماضي زميلاتي بالمدرسه عيشتس مع اسرة قد يتحدثون معي ولو حتى زجرا او شجارا ..اني حقا ..يائسه "...
*****************************
لم تكن لتتخيل ابدا قدوم سالم بالصباح التالي لاخرجها من المشفى ..فقد كانت موقنه حقا بارسال احدهم لآخراجها وربما تركها مدة اكثر يتراح منها اكثر..انتهى من اوراقها و دعتها بعض الممرضات ارتدت عبائتها ووضعت حقيبتها على كتفها وخرجت معه ..لكن شئ مآ زاد من قشعريرتها ..لقد امسك بيدها.."هل احلم؟!لا طبعا انه يفعل ذلك لآننا بالمشفى مان نخرج حتى يتركني بقارعة الطريق كما حدث "..نزلوا من المصعد كانت تشعر ببعض التعب لكنها وجدت كيس الدواء لدى سالم .."جيد ربما يهتم بي حتى لو بقرب اصدقائه هذا امر يرضيني "..بعدها خرجوا من المشفى ركبت معه سيارته فتح النوافذ قائلا بصوت جميل
-يبدوا الجو اليوم دافئ تحتاجين الى اهلواء النقي ..
كانت صامته تنظر الى الاسفل فابعدت عينيها الى النافذه حيث سرحت مع افكارها
-مارأيك بالذهاب الى شاطئ كيليوس لدي اليوم عطله من اجلك لا يبعد عن هنا سوى 45 دقيقه ..
لم تتمكن من الرد عليه ..فقد كانت تعبه اكثر من أي وقت اخر ..تشعر بانها تحمل اثقالا لا جسدا..اردات العودة الى الشقه ورمي جسدها على الفراش لتنام وترتاح ..اسندت راسها الى النافذه ..وبدأت تحاول التنفس بصعوبه ..التفت عليها سالم وقال قلقا:
-هل انتي بخير ؟هل اعيدك الى المشفى ؟
بقت بضع ثواني تفكر فيما قاله ثم ردت بصعوبه
-ارجوك خذني الى الشقه .
عكس مسار طريقه حيث عادوا الى ذلك المبنى وكآنها تسترجع اول يوم لها هنا ..انقلوا نحو الدور الخامس حيث شقتهم كان ممسك بها اردات الاستلقاء على الكنبه لكنه ادخلها الى الغرفه قائلا :
-بأمكانك الاسترخاء هنا..
ابعد عن وجهها غطاء عبائتها وعبائتها عن جسدها وغطاها بالفراش ..اشغل مكيف التدفئة اغلق الغرفه و بقى بغرفة الجلوس ..تسائلت وهي تحدق بالثريا التي بسقف الغرفه "متى سيظهر على حقيقته ؟ آآكد لنفسي ما قاله ليبالمشفى هو الصحيح ..انه يكرهني "تنحت على جانبها الايمن سمت بالله اغمضت عينيها بهدوء كانت مرهقه جدا فغفت..
***********************
فتحت عينيها المثقلتان بصعوبه و با ارهاق شديد ..العرق يتصبب من جبينها ..و يبدو جسدها كالثلج رغم دفئ الغرفه..حركت عينيها نحو ساعة يدها "آووووه انها التاسعه مساءا لقد نسيت اخذ الدواء.." ارادت ان تنهض فلم تستطع ..تشعر بالم بكافة جسدها ..وجدت كيس الدواء بالخزانه الصغيره المجاوره للسريرمدت يديها بصعوبه ارادت ان تلتقطعا لكنها لم تنجح في ذلك فيقطت ..ففتح الباب لتفاجاء بدخول سالم تقدم اليها بقلق:
-كيف حالك الان؟هل تشعرين بالتحسن ؟
-آآو ..لا اعلم لم اشعر بنفسي لقد استغرقت بالنوم طويلا ..
لم آآخذ جرعة دوائي لقد فاتني موعدين لاخذ الدواء ..
ثم سكتت قليلا واكملت بارتباك و هي ترتجف :
-اشعر بالبرد هلآ اغلقت النافذه ؟!
-انها مغلقه ! لابد انها الحمى ..اسف كيف نسيت ذلك لقد اعطيتك جرعة منومه حتى ترتاحي ولم افكر بالدواء كيف افعل هذا وانا طبيب! ابقي مرتاحه هنا ساجهز لك الدواء ..
سالت نفسها وهي تراقبه بتوجه للخارج ليحضر كآس الماء "الا يتوقف عن هذا التمثيل المزعج ! ام انه يوم واحد لسمعته المرموقه !!" عاد اليها لكنه لم يناولها الدواء فقط بل ساعدها على الوقوف واخذها الى المطبخ اجلسها على الكرسي قائلا :
-لا يمكنك اخذ دوائك وانتي جائعه لن تتحسني هكذا ..لنتناول العشاء اولا .فتح الاكياس حيث اشترى عساءا من المطعم فخرجت رائحته االزكيه لكنها لم تستطع التغلب على شهيتها المسدوده ..رتب الطعام على الطاوله بطريقة رائعه ويبدوا الطعام ارع فمطاعم تركيا متميزه بطهوها كثيرا ..لم يهتم من عينيها المنحطتان على الارض او بملامحها اليائسه فقد هم بتناول الطعام بشهية كبيره ..حين لاحظته بدآت معدتها تصدر اصوات غريبع بدآت بالتقلص والصراخ "اني فارغه"..شعرت بضحكة خلف شفتيها لمحها وهو يهضم الطعام فابتسمت في وجهه حيث عادت شهيتها وبدآت بالاكل معه .منذ مدة وهي تتناول طعامها وحدها ..انها بحاجه الى جو عائلي تسامر ..ضحكات ..سعاده..وحنان..
************************
باليوم التالي استيقضت بصحة افضل ..غادر سالم الى عمله بقت هي تتصفح المجلات التي اهداها اليها ..فجاءه رن الهاتف ..شعرت بارتباك اترد ام لا ..ماذا لو كان سالم؟!ماذا لو كانت حالة طارئه ؟!لم تستطع تحمل افكارها السلبيه القاهره رفعت الهاتف بخوف ..همست بصوت هادئ:
-مرحبا ..
ردت عليها فتاة بمرح
-كونايدن ..
"ماذا ؟!انها تتحدث التركيه !لم ادرس بالمعهد بعد ماذا افعل ياترى ..لابد من انهم درسوا الانجليزيه بمدارسهم مثلنا " ردت بالانجليزيه
-اسفه ..انا لا اتقن اللغه التركيه ..
سمعت ضحكه شفافه سحبت انفاسها و قالت بصعوبه :
-لقد انطوت عليك الحيله ..
ذالك الصوت اعاد شيئا من ذكرياتها صرخت بدهشه
-يسرى !!
سكتت بعد ضكة طويله قائلتا بمرح
-اجل يسرى بدمها ولحمها ..كيف حالك ؟اين اختفيتي طوال هذه المده ؟!
ثم اكملت ضاحكة :
-يعجبني تصرفك التهوري الثاني الهروب تحت المطر ..التهاب رئوي !!
قالت بتحجج :
-لم اكن اتعمد ذلك ..
-اعلم بهذا ..لم تخبريني كيف حالك الان ؟
-الحمد لله اشعر بتحسن كبير اليوم ..وانتي كيف حالك هل قبلتي بالجامعه ؟
-اجل اعلنوا نتائج القبول قبل فترة قصيره ولقد قبلت ..ستبدا الدراسه لدينا الاسبوع القادم.ماذا عنك هل يمكن ان اطلق عليك لفب دكتوره من الان؟
-لا اعلم ..
-كيف لا تعلمين؟!
فجاءه خرج صوت خلفها –صوت وادتها-توبخها,قالت يسرىبسرعه:
-جنان المكالمه الى تركي رفعيعة الثمن ستقتلني امي ان اطلت اكثر..انها تريد التحدث اليك ..
تحدثت مع والدة زوجها سالم –السيدة حنان- لمدة قصيره فق اطمئنت على صحتها ..لآ بد ان سالم لم يخبرهم بالامر منذ البدايه ,فجاءه قطع افكارها صوت جرس الباب .."آآه من يزورنا بهذا الوقت ياترى؟! منذ ان اتيت الى هنا لم يأتنا ضيوف .." شعرت بالارتعاش و الارتباك نظرت من ذلك الثقب الصغيره على الباب لتفاجاء بانها تلك السيده التي انقذتها وزارتها السيده السوريه رهف !! , فتحت الباب بآرتباك لا تعلم هل تعمل هذا فيغضب سالم ام تتركها فتتعرض للاحراج اكثر؟! ابتسمت بوجهها بأبتسامتها المميزه كعادتها صافحتها و طبعت قبلة على خدها
-كنت قلقه عليك ..علمت بتحسنك اليوم فأتيتك لآخبرك عن المعهد والجامعه..فلا يمكنك ان تبقي طوال حياتك بلا عمل او دراسه هكذا ..ناقشتها بالبدايه عن المعهد بآمكانهم اخذ دوام صباحي او مسائي ..الصباحي يبدا من الساعه العاشره اما المسائي من الساعه الرابعه ومدة الحصة ساعه ونصف ثم تحدثت عن الجامعه الطبيه انها ليست حكوميه فخي خاصه اهليه وهذا الامر اسعدها لان المدارس والجامعات الحكوميه تقوم على حظر الحجاب للفكر الكمالي الداعي للعلمانيه ولجعل المدارس والجامعات يخرجون من الفكر الديني من الناحيه الكليه وايضا شهادة الطالب الثانويه هي التي تحدد التخصص الذي سيدرسه بالجامعه وبعد هذا يجب عليه اجراء امتحان قبول ..لم تعلم كل هذه المعلومات الا من زميلتها رهف ..,استئذنت سالم بعد عودته فأذن لها بالذهاب الى المعهد تناولت دوائها وهي تشعر بتحسن مستمر وبدآت رحلتها بدراسة اللغة التركيه بالمعهد ...




لامارا 29-03-15 11:02 PM





-7-عودة الآمها-
تابعت جنان مسرتها بمساعدة صديقتها رهف بالدراسه بمعهد اللغه التركيه والجامعه الطبيه ..هاهي الان تملئ فراغها اخيرا وتغير الجو الممل ..اصبحت تذهب صباحا عند التاسعه و احيانا عند الثامنه صباحا اما عودتها فتتراوح من الساعه الواحده ظهرا حتى الثالثه عصرا ..تغفوا بعد عودتها لتترتاح ثم تنهض وتذهب الى المعهد الساعه السادسه مساءا الى السابعه مساءا..فتعود وتبدا بالدراسه ..رغم ان اللغه التركيه لم تكن صعبه كما هي صعوبه الطب فكان جو المعهد رائع حيث تحفظ كل شئ بالمعهج فمعلمتهم رائعه جدا ..كانت زميلتها رهف نشيطه جدا وتحب الانشطه والرحلات كثيرا لذا قررت ان تذهب العائلتان في رحله الى البحر والمفاجاءه ان لديها ابنه عمرها سنه تدعى (دلع) ذهبوا معا بالسياره سالم وجنان بسياره اما رهف و زوجها هاني وابنتهما دلع بسياره لوحدهما ..لم تكن جنان مرتاحة ابدا ..تشعر بان بداخها جثة هامده منذ وفاة والديها وهي محبطه يائسه ..لا شئ سوى خادمه تعمل لدي اخيها وعائلته وبالمدرسه فهي جمادا كباقي الطاولات والكراسي ..تذهب اليها يوميا لكونها روتين يومي اعتادت عليه منذ صغرها و كرست عقلها لها ..لإقط لتبتعد عن التفكير بالاشياء السلبيه واليائسه بحياتها لاحضتها شقيقتها في اثناء زيارتها المتقطعه ها لم تكن تستقبلها ابدا فقد اصبحت تخاف من الجميع تكره الجميع كانت تحبس نفسها في غرفتها دائما او تعمل بالمطبخ و تعيش مع اصدقائها الاواني والصحون..زارتها شقيقتها خفية لمدرستها ؤاقبتها من بعيد بفصلها الدراسي بالفصحه ..لاحضتها جالسه وحدها منطويه مع نفسها وافكارها تفتح كتابا كي لا يحرقها الكل ينظراتهم فقط تمثل لهم انها تدرس و مشغوله بكتبها لاحضن زميلاتها القديمات حولها يحاولن التحدث معها "لماذا اصحتي هكذا ؟!ما كل هذه الكآبه ؟!هل انتي مريضه ؟! لماذا لا تتحدثين معنا ؟! لم انتي شاردة الذهن دائما ؟!الم تستمعي الي حديثي اليك قبل قليل ؟لم ضحكتك جامدة مئه بالدموع هكذا ؟"..كم ملت من سماع ذلك يجرحنها تاره وتارة اخرى لا تبالي ..توجهت شقيقتها الى الاخصائيه الاجتماعيه بالمدرسه (المرشدة الطلابيه) واخبرتها بها فاصبحت تتحدث معها ..وبشكل تدريحي كانت تتحسن..ومان انتهت الدراسه ربما بعودة الفراغ الذي كانت تمليه بدراستها ..بدآت تعود لكآبتها بعد ان اعادت ثقتها بنفسها بصعوبه بدآت تهبط بشكل كبير واول مافكرت بفعله فكرة الانتهاء قد يكون انتحارا هربت منه بمسمى الهروب..... الى الدراسه ..وبعد ذلك كله عندماتحقق الامل الاخير لم يكن كما كانت تحلم انها فقط جمادا من اثاث تلك الشقه وبمسى زوجة الطبيب سالم ..انها اسم لا روح ولا جسد ولا شئ فقط اسم ! ,عند عودتها للدراسه رغم تفائلها الضئيل بتحسنين حياتها الا انها فوجئت بخوفها المرعب من كل شئ و عادت لآنطوائها حتى جارتها رهف بدآت تبتعد عنها تدريجيا ..والان عادت برودة حياتها مع سالم اكثرفعلى الاقل بالسابق تلتقي به عند عودته وتبقى بالشقه دائما اما الان فقد اشغلت حياتها بالكثير الجامعه المعهد ودراستها لهم ..و اخيرا الكمبيوتر المحمول الذي ابتاعه لها سالم ليساعدها بمجال دراستها بالجامعه فقد طلبوا من كل طالب هذا الجهاز ..وصلوا الى البحر كان الشاطئ نظيفا وجميلا ..لكن هي الوحيده التي ترتدي عبائه هنا وهذا الشئ يزيد عقدتها في كل مكان بالجامعه حيث جامعتها مختلطه في الشارع وفي اماكن المنتزهات رغم ان هذا المكان هو اول مكان تذهب اليه لتتنزه مع ذلك لا تشعر بطعم النزهه ولا بالسعاده ولا بأي شئ ..فقط شعرت بخوف كبير وضيق والم شديد في قلبها وخنقه بحلقها ..كانت فقط تحرك عينيها نحو المكان عسى ان تقطع وحدتها و كي لا يشعر احدا بما هي عليه ..نظرت الى رهف وقد ارتدت زي السباحه كي تسبح و كانت تلبس ابنتها الصغيره طوف النجاه للسباحه كي لا تغرق بينما الضحكات تملئهم هي و زوجها وحتى سالم!! هذا الشبح الذي كلما نظرت اليه زاد المها لكنها تحبه ..تشعر بانه مصدر حنان دء يحويها وربما يضمها بعيدا عن هذه الاشباح ..ارادت ان تغطي صمتها و قبل ان يذهبوا الى الساحه وقفت وهي ترتعش قاومت بقوه ولحقت بهم شعرت بقصه في حلقهل بكنها فتحت فمها ونطقت
-متى ستنتهون من السباحه ؟اقصد متى سنعود الى المنزل ؟
ضحكوا على كلامها ولم يبالوا بل اكملوا طريقهم نحو البحر ثم نطق هاني
-ليس قبل العشاء ...
"ماذا ؟! بعد العشاء مازال الوقت مبكرا فالساعه لم تتجاوز العاشرة صباحا !! لن تنتهي هذه الرحله لن اقضيها كلها انا واثقه لا يمكنني ذلك سااموت سيحدث لي شئا مآ ".. شعرت بشئ دافئ ورطب يسيل من تحت جفنها الى خدها.."آه اني ابكي ".. واسرعت اى مكانهم و مسحت دموعها وتمتمت "الحمد لله لم يراني احد " ..,تذكرت ان سالم قد احضر جهاز الكمبيوتر المحمول وطلب منها اان تكتب له بعض الاوراق على جهاز الكمبيوتر فبدآت تعمل وبينما اصابعها بين لوحة المفاتيخ ..شعرت بوخز في قلبها فرفعت عينيها فجاءه لتفاجاء برؤية سالم مع امراءة طويله شقرا الممرضه التي تعمل معه و كانت ترتدي ملابس البحر الشبه عاريه و كان ايضا مع رهف وكان زوجها غير موجود بل يعتبر الامر عاديا ..لم تعد تطيق هذه الغيره عادت بين لوحة المفاتيح تلك وهي تكتب بغضب والضيق الشديد قد اعاقها عن الرؤيه ..نظرت حولها ..لا احد بالقرب منها اذا فلا احد يراها خلعت حجابها قليلا كي يساعدها على التنفس و على النظر رغم انها كانت منقبه وبينما هي مندمجه بعملها شعرت بيد تربت على كتفها ..شهقت حيث شعرت بآن روحها ستطير و ستفني التفتت وهي ترتعش لتفاجاء بانه سالم
-هل قررتي اخيرا التخلي عن الحجاب ؟
بلعت ريقها بصعوبه لتحاول تجاهل جفاف حلقها وحين رآت هاني قد هم اليهم اعادت الغطاء على وجهها وقالت بصوت مرتجف
-لست كذلك..اعني لم يكن هناك من يراني ..
صمتت قليلا وهي تحاول لم كلماتها قبل وصول هاني وزوجته ..
قالت بصوت مضطرب:
-سالم..
التفت اليها بتلك العينان التي لا تستطيع مقاومتها وحين رآها مضطربه اكثر همس لها
-ماذا هناك ؟الحاسب المحمول..الاوراق..هل هناك مشكله ؟
اخذت نفسا عميقا وقالت:
-كلا ..اعني ..انا تعبه هل يمكن ان اعود الى الشقه ؟
ضحك ضحكة هادئه وهو يجفف شعره الاسود الناعم بتلك المنشفه ..
-اخشى ان تكوني حامل ..
قالت فورا وقد احمر وجهها :
-لا..
انزلت عينيها بخجل:
-ارجوك اريد العوده ..
وعندما قالتها كان هاني و زوجته رهف وابنتهما قد عادو لذلك امسك سالم بيد جنان وطلب منها النهوض معه ..وعندما ابتعدوا عنهم سأل :
-جنان اخبريني لم انتي هكذا ؟
توقف عن المشي وهي تنظر لوطئ قدميها تحاول ان تجد كلمة او اجابه دون جدوى
-بماذا تشعرين ؟
قالت باضطراب وبصوت متقطع
-لا اعرف ..خائفه ..
ولم تشعر بنفسها حيث التطمت باحضانه واجهظت بالبكاء..تبكي بحرقه وكانها تنتظر منه هذا السؤال منذ مدة طويله وكانها تنتظر شد خيط لتنفجر ..فجاءه سمعت صوت تلك الشقرا وهي تناديه ابعد جنان عن صدره بارتباك فقد كان شكلها هكذا عار كبير عليه فوق ماعملته بالمشفى ..حاولت ان تبتعد عنه و تهرب لكن قبضت يده القويه بكتفها منعتها..استطاعت ان تفهم بضع كلمات فقط لدراستها المضعفه للغه التركيه ..
-كلير ,,زوجتي تعبه ساحاول ان اجد سائق اجرى يوصلها الى الشقه ثم سأعود اليك..
قالت مخفيه سعادتها ومكرها
-ياللاسف ..اردت ان اتعرف عليها عن قرب ..لم لا تعرضها على الطبيب جيمس فهي دايما مريضه ربما لم يعالجها جيدا الطبيب هاني او لم يشخص مابها فعلا ..
-لا تقلقي انه الارهاق فقط لقد انهكتها الدراسه بالجامعه والمعهد والعمل بالمنزل فهي تابي قدوم عمال النظافه وتنظف بنفسها ..ايضا تدرس التركيه دراسه مفردع عن المعهد ...و...
لمست خده باصبعيها وهي تبتسم له :
-لا تقلق هكذا ..سأتصل بسائقي الخاص لياتي ويوصلها اتمنى لك الشفاء العاجل ..جنان ...
وذهبت مسرعة لتتصل به شرح سالم لجنان ماقالته تلك الممرضة كلير كانت ترتجف لدرجه انها لم تستطع المشي حاول مساعدتها لكنها لم تتحرك تشعر بخفقات كبير وتبدو على شرف الاغماء ..اجلسها على الفور نادى كلير فحصت نبضها لتخبره بان ضغط دمها منهبط جدا ..سأل سالم بغضب :
-لم تتناولي شيئا بالامس صحيح ؟وهل تناولتي فطورك هذا الصباح ؟
هزت وجهها بصعوبه باجابة النفي ..حملوها فورا الى غرفة الطوارئ(انقاذ الغرقى ) تركوها تستلقي لترتاح واشتروا لها الطعام المناسب لرفع ضغط دمها ..نزع الغطاء عن وجهها كان وجهها اصفر كالكركم شاحب وقد بدت اكبر بعشرة سنوات وبعدفترة اتى سائق كلير طلب منها فحص ضغطها للمرة الاخيره اخبرته بانها قد تحسنت قليلا لكنها بحاجه الى الراحه ..ساعدوها على الركوب بالسياره واوصى السائق بها ..وبعد عودتهم الى مرفآهم لم تصدق رهف ماحدث فكيف يترك زوجته وهي تعبه لتعود الى الشقه وحدها ومع شخص غريب !!
***************
سحبت خطواتها بصعوبه بمساعدة ذلك السائق الى ان وصلت الى باب الشقه دخلت واقفلت الباب وقفت خلفه حتى وقبل ان تدخل بدآت ترتجف تبكي و تبكي وهي منهاره كادت قدماها ان تخذلها لكنها بقوة ارادتها استطاعت الوصول الي فراشها ..بقت صامته للحظه تسترجع ماجرى صور دون تفكير ..دموع دون ادراك,فجاءه سمعت صوت هاتفها النقال سقط قلبها و تقشعر جسدها و لكنها بصعوبه التقطته لتفاجاء باسم سالم لكن المتصل لم يكن سالم فقد كانت رهف
-اسفه لم حصل معك ؟هل انتي بخير الان ؟
لم ترد الاجابه كانت صامده بدموع فقط سمعت صوتها من خلف الهاتف
-سالم هل قطع الخط؟انها لاترد!!
اخذ الهاتف منها و ابتعد عنهم و تحدث :
-جنان ..هلآ اخبرتني مالذي يجري لك ؟
بدآت تجهظ ببكائها كان ينصت لصوت انفاسها المثقله بالاحزان ..
-انتي بحاجه الى الراحه كل انسان تمر عليه لحظات ضعف و ضيق فلا تيأسي اقرآي القرآن الكريم ستشعرين بالراحه الكبيره ثم نامي ..عندما تستيضين اطلبي لك طعام الغداء من مطعم الشقه الرقم مكتوب بفهرس الارقام و اخبريهم ان يضعوا هذه الوجبه ضمن حسابي ..هيا ماذا تنتظرين امسحي دموعك ونغذي ماقلته لك ..
فجاءه سمعت صوت الممرضه كلير وهي تناديه اغلقت الهاتف وهي تصرخ في ذاتها:
-لم لا يطلقني و يتزوجها ..
و قبل ان تغرق اكثر مع دموعها استوقفتها "لحظه !" استرجعت ماقاله لها سمت بالله وبدآت تنفذ ما طلبه منها ..




لامارا 29-03-15 11:06 PM




-8-اموت ببطئ-
-جنان ..جنان..هيا انهضي لقد تآخرتي عن الجامعه ..
فتحت عينيها وشهقت مفزوعه ..
-بسم الله مابك أي كابوي كان ذلك؟!
بدآت تحاول ملئ رآتيها بالهواء والعرق يتصبب من جبينها حاولت ان تتذكر هل رآت كابوسا او حلما مثلا ..منذ ان اغمضت عينيها الى قبل ايقاضها وهي لم تشعر او ترا شيئا ,ثم قالت بهدوء :
-هل عدتم ؟
-اجل منذ اثنى عشر ساعة تقريبا ..اخبرني صاحب المطعم بآنك لم تتصلي به للغداء ولا لعشا .لماذا هل طهوت لنفسك الطعام ؟
هزت رآسها بالنفي:
-لقد نمت..
شهق متعجبا
-ماذا نمتي منذ ظهر الامس الى صباح اليوم ! لا بد من ان تكوني مريضه هيا انهضي سآآخذك معي الى المشفى..
هزت رآسها مشيرة الى النفي تعجب من امرها فتح الخزانه اخرج جهاز يقيس درجة الحراره..ضغط زرا و وضعه بآذنها ثم اصدر صوتا ابعد عن اذنها حيق قال بغرابه :
-درجة حرارتك طبيعيه!هيا انهضي يجب ان افحصك بعيادتي ربما كنتي حاملا ..او تعانين من فقر دم مثلا ..
ردت بزجر :
-لا لست حاملا ..
ثم قال وهي يرتدي معطه
-حسنا اذا انهضي الى جامعتك فقد تاخرت كثيرا انه يوم السبت يجب ان تكوني نشيطه ..
حاولت ان تنهض لكن جسدها خذلها ..
-لا استطيع اني تعبه ..
-حسنا اذا سأكتب لك عذرا طبيا للغياب ارتاحي هنا ..
خرج فوجدت قدميها تحملها فاءه الى النافذه فتحتها و استنشقت هواء تركيا العليل المكان ملئ بالخضرا سكان المبنى بدآو بالخروج الى اعمالهم المكان ملئ بالتحيات والسلام .. البعض يضحك والبعض يغالبه النهاي والبعض الاخر يحمل هما كبير ليوم ملئ بالعمل والجهد فجاءه رات سالم وهو يخرج من المبنى مع احد اصحابه انه نفسه طبيبها الذي عالجها اثناء اصابتها بالالتهاب الرئوي الطبيب (هاني) استدارت وتركت النافذه خلفها سآلت نفسها ماذا لو واقت على الذهاب معه بعيادته لن تكون حاملا وستبقى ممرضته تضحك عليها حتى النخاع..تنفست الصعداء ..و ذهبت لتآخذ حماما ساخنا فربما استطاع تنشيطها حتى لو كان ساخنا فالجو هنا لا يساعدها على اخذ حماما باردا ...بدآت تسترخي ومضت ساعه كامله وهي مغمضه عينيها تفكر بهدوء بالماضي البعيد الايام التي قضتها مع والدتها كل لحظه قضتها مع والدتها ..ضحكاتها..سعادتها ..فجاءه شعرت بدوار شديد دائما يأتيها هذا الدوار اذا اطالت السباحه بالماء الساخن حيث المكان ملئ بالبخار ولا تكاد تستطيع التنفس.قالت لنفسها :"لابقى هنا حتى اموت حتى اختنق واموت فانا لا استحق هذه الحياه ..اني ميته حقا..لا ارغب بالطعام ولا حتي بشراب الماء ..فجسدي لا يستحقه ..لا يستحق سوى الموت ".. فجاءه ادركت صوت الهاتف الذي ظل يرن منذ مدة طويله تتجاهله او ربما لا تشعر به ينقطع ثم يرن مرة اخرى ..نهضت مسرعة ارتدت منشفة السباحه و اسرعت نحو الهاتف شعرت بقشعرره بجسدها "كييف سأرد ؟" لكنها فوجئت برقم سالم يظهر بالكاشف وفوقه اسمه رفعت .. ظلت لحضات قبل ان تقول بصوت هادئ مرتجف:
-الو...
-جنان قلقت عليك لماذا لم تردي على اهلاتف ؟خشيت ان تكون قد عدتي لنومك مرة اخرى ..
-كنت استحم ..
-الحمد لله .حسنا هل تشعري بالتحسن ام آآتي لآخذك الى الطبيب ...
ترددت قبل ان تقول:
-لا اريد ..لأقد تحسنت ..اشعر بالنعاس ..الى اللقاء ..
-ماذا ستنامي مرة اخرى ! هل تعلمين كم ساعه نمتي احدى وعشرين ساعه و تشعري ايضا بالنعاس ؟! انه ليش نعاسا انه هروب من الواقع من ماذا تهربين آمن الجامعه؟!هل يزعجك الاختلاط و العبائه بها ؟ اذا اردت ان انقلك الى المبنى الاخر للتمريض فأنا جاهز فهو مخصص للفتيات فقط ..
-سالم ارجوك دعني انا تعبه .
-حسنا اذا الى اللقاء ..
اغلقت الهاتف وبذهنها افكار كثيره "انه ليس اهتمام فقط يريد ان يخبر زملائه انه مهتم بي خصوصا وان علاج الموظفين و ذويهم بهذا المشفى مجاني ..و ربما يخشي ان بعلم الناس بشخصيتي الجديده فتهبط سمعته اكثر زوجة الطبيب سالم انطوائيه..غبيع ..الخ ..لكن لحظه ماذا لو اصبحت ممرضه وعملت لديه بدل تلك الشقراء هل سيتغير الوضع ؟! " ...بدآت تتثائب شعرت بعجز حتى عن ارتداء ثيابها او تصفيف شعرها كانت فقط مرتديه منشة السباحه ..رمت جسدها على الفراش ونامت كطفله متعبه انتزعت منها روحها و مرحها و سعادتها ..
***************************
-جنان توقفي عن هذا النوم هيا انهضي ست ساعات اخرى سبعة وعشرون ساعه مالذي دهاك ؟
نظرت اليه منزعجه واغمضت عينيها ..ضرخ بضغب مكبوت:
-ماهذه اللعبه التي تمثلينها علي؟! مالذي تقصدينه من كل هذا اجيبيني؟!
امتلئت عينيها بالدموع فقات بصوت نعس :
-اني تعبه صدقني ..
-هيا انهضي معي انتهى عملي اليوم لكني سافتح عيادتي من اجلك هيا انهضي ..
سحبها من يدها بقوه راجيها منها النهوض لكنها لم تتحرك ابدا فسقطت على الارض حيث ظهر جزءا من جسدها خلف تلك المنشفه فغطته وهي محرجه , ثم قال لها باصرار وهو يخرج من الغرفه :
-ارتدي ثيابك بسرعه سأنتظرك بغرفة الجلوس..
نهضت بصعوبه ارتدت ثيابها بصعوبة ايضا وهي تشعر بآرهاق بكامل جسدها ..صففت شعرها الى الخلف كذيل حصان ..ِعرت بعطش جديد وبريقها جاف تماما ..لكنها ابت شرب الماء فكما كررت : "اني لا استحق الماء مالفائده التي سيجنيها الميت اذا شرب الماء ؟!"..امسكت بالجدار و مشت بصعوبه و هي تشعر بدوار حاد و ارهاق شديد وما ان و صلت اليه حتى رمت جسدا على تلك الكنبه واغمضت عينيها ..اين بياض وجهها و حمرته لم يعد سوى اصفر شاحب شحوب جثة ميته واصطبغ اسفل عينيها بالهلات السوداء واصبحت نحيفة جدا ..
-هيا اين عبائتك؟هل احضرها لك ؟
فتحت عينيها وبين رموشها الطويله تلك الدموع الكثيفع
-ارجوك لا اريد الذهاب ..انا خائفه ..
نظر اليها بتعجب :
-لكن لماذا ؟هل من النتيجه ؟
هزت وجهها مشيرة الى النفي ..ساد الصمت بينهم ثم نطقت مترجيه بصوتها الباكي المنكسر :
-ارجوك..دعني لا اريد الذهاب ..
-لك ذلك ..
خرج وهي غاضب بعض الشئ وارتمت على تلك الكنبه وهي تبكي بحرقه
***************************
استمرت على ذلك الوضع باليوم التالي ايضا ..بلا أي طعام او شراب فقط تشرب رشقة من الماء اذا انهكها العطش ..بصباح ذلك اليوم كانت تغط بالنوم طوال اليوم او البكاء ..و بيوم الاثنين اليوم الثالث استيقضت على صراخ سالم و توبيخه :
-ماهذا الهراء ما كل هذا الذي تفعلينه هيا انهضي ..
كان جسدها يرتعش بشده نهضت بصعوبه وهي تشعر بالارهاق و الدوار الشديدين ..نظرت اليه من بين تلك الكومه السوداء التي امامها ..فسقطت مغشي عيها ..,
نهضت بعد ساعات لتفاجاءه بانها بالمشفي ذاته وامامها سالم و طبيب اخر ..قال الطبيب :
-الحمد لله على سلامتك .
نظرت اليه بصعوبه وابعدت عينيها عنهما بحزن قد اثقلت به ,,ثم قال باللغه العربيه بهدوء:
-هل لي ان اسأل متى كانت المرة الاخيره التي تناولتي فيها الطعام ..او لآقل شربتي الماء ؟!
لم تجب عليه و حتى لم تبالي..
-لقد هبط دمك لدرجة كبيره و قد قمنا بنقل الدم لك وكنتي تغانين ايضا بهبوط حاد بضغط دمك..لولا الله ثم مجئ سالم بك لربما حدث لك سوءا ..
نظرت الى سالم بحقد وهي تقو بنفسها "لماذا احضرتني الي نا ؟لم لم تتركني اموت وحدي ؟!",,
ثم دخلت الممرضه الشقرا لتسلم سالم تلك الاوراق فبدات عيناه تجولان الورقه وهو يطلع اليها ..ثم قالت بتجب شديد :
-ليست حامل !!
ثم قال له الطبيب بدهشه ربما لم يوضح ذلك بالتحليل قد بفخصها افضل ..
-سأفعل ذلك ..
-و ربما تكون محاولة للانتحار فقد مرت علينا حالات كهذه..هل نحولها الى الطبيب النفسي ؟
رد بغضب :
-مالذي تقوله ! انها بالطبع لا تفكر بذلك .حسنا دعنا وحدنا لو سمحت ..
خرج طلب سالم من الممرضه ادوات وجهاز الفحص ..اقترب سالم من جنان فقال بغضب :
-اذا كان كل ماتفعلينه حقا للانتحار .فلم تلومي الا نفسه ..
لم ترد عليه ولم تنظر اليه ابدا ..كانت موجهة نظرها الة تلك الزاويه وهي شاردة الذهن .آتت الممرضه الشقراء بادوات الفحص.. نظر بذهول الي الشاشه حاولا مرارا وتكرارا دون أي نتيجه تذكر ..,قالت له الممرضه :
-ماذا هل وجدت الجنين ؟
-وكيف اجده وهي ليست حاملا ..
قالت له جنان بيأس دون ان ترفع نظرها حتى عن تلك الزاويه :
-لقد اخبرتك بانني لست حاملا ولم تصدق ..
اشار للممرضه بالخروج .ثم صرخ بوجهها :
-اذا لماذا تظربي عن الطعام لو كنت اعلم بذلك لما تركت ماكن يجب عليّ ان اتزوج غتاة حاولت من قبل الانتحار,هل حاولتي الانتحار حقا؟!هل حاولتي انهاء سمعتي ؟1ابتها الخبيثه ..
استدار وبدآ يخرج بخطواته الهادئه ..نادته بصوتها الناعم المرهق :
-سالم ..لا تتركني هنا خذني الى الشقه ارجوك ..
قال وهو يخرج دون ان يتدير حتى :
-ستبيتين الليلة هنا ..
وقبل ان تغرف بدموعها تفاجاءت "لا يبدو حلقي جافا! "..ثم نظرت الى الطاوله التي قربها لتفاجاء بكوب ماء فارغ "..اذا قد اجبروني على شرب الماء ..لقد تعبت كثيرا و جاهدت كثيرا بقطع شربه ..لكني حقا لم اشعر بالجوع و لم اشعر برغبة بالطعام او الشراب و لم اشعر كثيرا بالعطش فقد كنت اغظ في نوم متواصل طويل "..
*****************************
استيقضت باليوم التالي و هي جامده بكآبتها تحدق بالنافذه وبنورها الساطع بارضية غرفة المشفى ..زفرت زفرة مثقلة و قالت بيأس
-كم كرهت هذه المستشفيات من كل قلبي ..بسبب لعبته التي يلعبها علي.. لولا الله قم عمله كطبيب لما تزوجني واكمل مسيرة الكل بقتلي لكني احبه ....
تمتمت باخر كلمه دون وعي منها "احبه ..احبه" فجاءه قطع غفوتها صوت طرقات الباب دون ان تسمح للطارق بالدخول لكنه لم ينتظر ذلك بل فتحه مباشرة بهدوء ..اقترب منها بخطواته الهادئه المرنه وهي متازال تحدق بموطاء قدمه حتى اقترب وقال بصوت لا طالما احبته:
-كيف حالك اليوم؟لقد انهيت اوراقك سآخرجك من المشفى هيا ..
ضغط زر استدعاء الممرضه حيث طلب منها نزع ابرة المغذي والى ماذلك من الادويه و ان تساعدها بتبديل ثيابها و النهوض ..و قبل ان تخرج اصروا عليها بتناول فطورها كانت تشعر بغثياب ولا سيما ان كان الطعام اجبارا ..حتى انها مان انتهت حتى توجهت فورا الى دورة المياه و فرغت مافي معدتها تماما مع ذلك لم تخبر احدا بذلك حتى لا يجبروها على الاكل مرة اخرى عادت الى المنزل استرخت على الكنبه و اغمضت عينيها جلس سالم بالكنبه المجاوره و ثال لها :
-انا اعلم بآنك تعانين بسبب العباءة و الاختلاظ بالجامعه كونك مختلفه عنهم والغربه ربما يكون هو السبب فيما انتي عليه لذلك فقد انقلتك من قسم الطب الى التمريض بالمبنى المجاور الخاص بالفتيات لن تشعري بفرق او تمير او نقص بينهم ثم ان سنوات الدراسه ستكون اقل فقط ثلاة سنوات..اتمنى ان يساعدك هذا الشئ ..ثم ذهب واحضر من الخزانه كتيب ديني بعنوان (الانتحار)القاه على الطاوله التي امامها وقال
-لست واثقاً من حاجتك اليه بعد نقلك الى القسم الاخر بالجامعه ..ثم انك مسلمه و تعلمين بتحريم هذا الامر ..ُثم سكت قليلا وقال قبل ان يهم بالخروج :
-اقرآيه ...




لامارا 29-03-15 11:08 PM



-9-ارض الوطن-

(طارت الكلمات و ضاعت الحروف ولم يتبقى سوى قلب ينبض محبا لرمضان متحسرا على احلى الايام كارها لما بعده ) ..دونت هذه الكلمات بدفتر يومياتها ربما يكون السبب الحقيقي لآلمها لوداعه هو العيد.او كما سيحدث سيعودان الى دولة السعوديه و سيبيتون بمنزل اهل زوجها سالم ..بصباح الثامن والعشربن من رمضان ركبوا الطائر متجهين الى السعوديه اخذت معها احد كتبها للدراسه وايضا رواية عربيه مترجمه بالتركيه استعارتها من سالم كي تشغل نفسها بالطريق ..و اخيرا بعد حوالي اربعة اشهر تعود الى وطنها ..انزلت قدميها الى الارض و تنفست بعمق و عيناها تجولان المكان "ماروع ان يعود المرء الى و طنه " اتصل سالم بشخص مآ واتى ومعه سيارة سالم لابد من ان يكون قد تركها عند احد المخازن ..لكن ماعجبها كثيرا بأنه يمتلك سيارتان واحده هنا واخرى بتركيا..توجهوا نحو منزل اهل سالم عادت اليها تلك الذكريات شعرت بالآلم يقطع صجرها ..أنها تختنق..تتآلم .. بقت تراقب ذلك اللقاء الحار بين سالم ووالدته من ثم شقيقته الوحيده ..ومن بعدها سلمت هي عليهم كانت تلك الذكريا تجول امام عينيها ,كان ذلك وقت الفور ارادت ان تنام فالطريق بطوله لم تستطع نومه ولا اليوم الذي قبله فقد كانت تعاني من ارق ربما بسبب قلقها والان بعدما عادت ربما تستطيع النوم لكنهم اصروا عليها ان تاكل قبل ان ترتاح بعد السقر ..تناولت القليل وهمت الى الفراش ..و قبل ان تنام نادتها الخادمه لتطلب منها التحدث مع شقيقتها حلا التي اتصلت بها ..رفعت الهاتف قالت بصوت هادئ..
-مرحبا..
-جنان ايتها الشقيه اشتقت اليك كثيرا .كيف حالك ؟ ولماذا لم تتصلي بي انقطعت اخبارك تمام ..
-الحمد لله ..
=-يبدوا صوتك متغير لا بد ان ترتاحي بعد هذه الرحله الطويله ..أردت زيارتك اليوم فقط اشتقت اليك كثيرا لكننا مشغولين بالتجهيز للعيد و زوجي ابى قدومي اليك الان سأزورك بالعيد فلم يبقى سوى القليل ليأتي العيد ..احترق شوقا ليك ..حسنا هيا الى اللقاء ..
ثم همت للنوم ولم تستيقض الا عند وجبة السحور حيث اجتمعوا لعى المائده مرة اخرى نطقت يسرى بمرحها المعتاد:
-ماكل هذا النوم ياجنان اردت ان تسهري معي فقد بدآت اجازتي قبل فترة نظر سالم الى جنان وكآنه يطلب منها الرد او تغير تلك الملامح , اكملت يسرى محاولة جذب جنان لها او عودة مرحها :
-اذا انتيهنا من السحور تعالي معي الى غرفتي اود ان اوريك الملابس التي اشتريتها للعيد ..اود ايضا ان ارى ملابسك ..هل اشتريتي ملابس للعيد من تركيا ؟
هزت وجهها مشيرة الى النفي ..ردت بدهشه :
-لم يبقى الا القليل حسنا اذا ستسوق معك بالغد..
فجاءه تدخل فتاة صغيره يقرب عمرها حوالى عشرة سنوات .قالت لها والدة سالم (السيدة حنان):
-نورمان ..لماذا تآخرتي الم تناديك الخادمه؟!هيا سلمي على اخيك و زوجته ..
وبينما نورما تنفذ كلامها اكملت والدتها:
-جنان هذه ابنتي نورمان لم تريها على الفطور لانها كانت بمنزل خالاتها ولا بتلك الاجازه فقد كانت مسافره لبرنامج تلفزيوني مسابقات للاطفال مع ابنة خالتها وخالتها ..اكملت يسرى وهي تضحك :
-وقد خسرتا الاثنتين ..
صرخت نورمان بعد ذلك الخجل و الهدوء :
-اصمتي ايتها الحمقاء..
ابتسمت جنان خلف الدموع ..نظرت اليها شعر قصير بني اللون و ناعم جدا ..بشرة بيضاء صافيه كطفله صغيره خدان متوردان عينان واسعتان رموش طويله انف دقيق شفاة مممتلئه زهريه و جسد نحيف ..كانت ترتدي بنظالا جينز ازرق و قميصا زهري تضع اكسوارا على شعرها و ساعه باللون ذاته ..جلست بالقرب من اختها يسرى و تحول المكان من هدوء الى مرح و نشاط فيسرى فتاة تحب الكلام والمرح .ثم قاطعتهم والدتهم حنان :-ايذا لم تري زوجي فهو دائم اليفر سيأتي بالعيد ..
قال سالم بتذمر :
-يالهم من اهل ..لا ابي و نورمان ولا حتى خالتي حضروا حفل زفافي او كما اقول خطوبتي ..
-هذا لانك تسرعت بذلك مالذي كنت ستخسره لو اجلت الامر شهرا على الاقل ..
فجاءه نهضت جنان و كآنها تهرب من سماع الحيث عن هذا الامر و عن واقعها ..
-اجلسي يا ابنتي لم تآكلي الا القليل ..
-الحمد لله لقد شبعت ..شكرا لك ..
قال لها سالم وهي تهم بالخروج:
-لا تنسي اخذ دوائك ..
بعد خروجها طلب سالم من والدته :
-امي سأعطيك نقوذ لتشتري انتي ويسرى لجنان ملابس للعيد ..
-ولم لا تذهب هي ؟
-انها تآبي الخروج من المنزل ..
قالت بجديه و غضب :
-محاولة اخرى للانتحار كما اخبرتني ..خوف..مالذي فعلت لها؟!هذا ماكنت اخشاه فتاة بمثل حالها وقد حاولت سابقا الانتحار تتزوج شاب مثلك ..
قال وهي يدعي العجب :
-ومالذي فعلته يا امي ؟!
-احسن معاملتها ..حبها ولا تمثل هكذا ..تيتمت وارادت حنان و لم ترد قسوه اولا من اهلها ثم تفرح لآتيان الفرج و تحبط بك ..أطلب منها غدا ان تاتي اليّ عند الساعه الثامنه مساءاً اود التحدث معها لا تنسى اني اخصائيه اجتماعيه بمدرسه و تمر عليّ حالات كثيره ,هل ستأتي بالعصر للطهو معي ؟
-لا اعتقد ذلك من تلك الحادثه و هي لا تطهو شيئا اصبحنا نىكل من المطاعم و احيانا يدعوني زميلي السوري هاني للفطور لديهم ..
-هذا سئ صحيا ..لكن جيد انك اخبرتني بهذا المر ..
فجاءه قاطعتهم الصغيره نورمان بعد حديث متواصل مع يسرى :
-امي ماذا هناك؟لم اعتقد يا سالم ان تكون زوجتك بهذا الجمال ..
-آه ذكرتني ايتها الشقيه ..أمي اريد منك ان تجبري جنان بأخذها الى صالون التجمل وقص شعرها فقد ابت ان تذهب هناك لان صالونات التجميل التي هناك مختلطه..
-آآنت مجنون تريد قص شعرها ايضا! انه جميل جدا ..
-يتساقط كثيرا بسبب نقص تغذيتها فربما قل تساقطه..ثم اني لا احب الشعر الطويل ..على الاقل الى منتصف ظهرها كما اتفقنا رغم انها لم تبدي رآيها!
قالت نورمان وهي تضحك :
-سالم مارايك ان تترك زوجتك لدينا وتاخذ معك يسرى فجنان اجمل من يسرى بكثير ..
و توجه اليها ضربه عنيفه على رآسها من يسرى ..
-ماذا قلتي ايتها الشقيه ..
فجاءه سمعوا صوت اذان الفجر معلنا الامساك عن الطعام و الشراب ,فتصرخ نورمان :
-لا ..اني عظشئ م امسك بعد لم اشرب الماء ..ارجوك امي مازلت صغيره دعيني افطر اليوم فقط
بقت تحدق فيها وهي متفائله و تنتظر كلمة موافقه فقالت وهي تهز رآسها بالنفي و بجديه :
-لا ..
ضحك الدميع عليها و الكل يسترجع ايام صيامه الاولى و هو صغيرا ..واجمل لحضات بالسنه (رمضان)..
***************************
--هيا يا جنان انها الثامنه اذهبي الان الى والدتي قبل ان تذهب للتسوق .
سكتت قليلا تظر اليها ماتزال تجلس تلك الجلسه مضمه قدمها الى صدرها و عينيها بالارض و ترتجف من حين لاخرى ..
-انها تنتظرك بغرفة اللوس السفليه ..
ولم يجد ردا ,قال و هو يلوحد بيده امامها :
-هي ..جنان هل اصبحتي صماء او بكماء..هيا ..
لم تستجب فسحب يدها واخذها الى الخارج ..قال وهو يمسك بيدها وينزل معها الدرج :
-بعد ان اوصلك الى امي بغرفة الجلوس ساخرج مع اصحابي..
مانت قدميها ترتجفان بشذه وهي تنزل من تلك الدرجات و تشعر بدوار شديد لكن سالم قد ساعدها على النزول ..طرق بابا غرفة الجلوس واخذها الى المقعد الذي بقرب والدته واستأذن بالخروج ..لم يكن بالغرفه سوى والدته وجنان :
-كيف حالك ساجنان؟
انزلت رآسها الى الاسفل و قالت بصوت منخفض :
-الحمد لله ..
اخبريني بماذا تشعرين ؟هل هناك شيئا يزعجك ..
رفعت عينيها الكئيبتان الى وجهها وبسرعه ابعدتها فورا ,حيث قالت بصوت ملئ بالدموع:
-مللت من هذه الحياه..اود ان اموت ..
نظرت اليها تنتظر ردا ولم تعلق بشئ بل قالت :
-اكملي..
-انا خائفه ..خائفة جدا..احتاج الى امي الى حضن دافئ يبعد عني جليدي ..انا لا شئ سوى فتاة عبيه سلعة بيد الكل حتى حياتي لم تعد تطيقني و في كل يوم تطبق جدرانها المليئه بالاشواك عليّ وتعتصر روحي..
و صمتت ولم تنطق ..اطبق الصمت على المكان ثم همست وهي تبكي بقنوط :
-اني تعبه ..
وبدأت تجهظ بالبكاء بكاء محرق من قلبها المظلم ..
ضمتها الى صدرها و زادت من بكائها ..بكت و بكت وكآن بركانا في صدرها قد انفجر بعد كتمانا طويلا ,قالت مهدئة لها :
-لا تخافي ..لن يضرك احدا اعتبريني كوالدتك ساأحميك وارعاك ..لن يضرك احدا..انتي في امان هنا ..لا شئ يدعو الى الخوف ..
كانت تمرر يدها على شعرها بهدوء ..فجاءه ابتعدت جنان و انزلت وجهها بخجل وكآنها قامت بخطأ كبير قد نمت عليه كثيرا ..بدآت تمرر اناملها تحت اجفانها لتمسح دموعها ..فجاءه سمعت صوت خلف الباب :
-امي انا يسرى هل ادخل ؟
-لا ..ليس الان ماذا تريدين؟
-لقد اخبرتك بان التنوره التي اشتريتها لم تعد تعجبني اريد تبديلها ..هيا فقد تاخرنا يجب ان نذهب للتسوق ..
فجاءه سمعوا صوت اقدام خفيفه و مسرعه تدخل الغرفه بسرعه واذا بها نورمان و خلف الباب كانت تقف يسرى ..
-امي ..امي ..اعطيني نقودا سأذهب مع ابنة خالتي الى المركز التجاري..
ردت عليها بغضب :
-الم احذركم الا تدخلوا عليّ الان ..و ايضا من دون طرق الباب!
قالت مازحه :
-لكنه امر عاجل يا امي ..
ثم التفت الى جنان وقالت ضاحكتا :
-لقد اسيقضت الجميلة النائمة اخيرا ..
حرقتها و الدتها بنظره حادة مشيرة ان تصمت ..
-هيا اخرجي انتي واياها سأأتي لكم بعد قليل ..
لم تستطع جنان كتم دمعاتها اكثر فنهضت وهي تبكي الى غرفتها :
-جنان توقفي ..
دخلت يسرى بعد ان مرت من عندها جنان و هي تخرج ..
قالت بتعجب لوالدتها:
-مابها يا امي ؟!
تنهدت والدتها دون ان تأتي لها بأجابه ..
-مالذي يحدث لها لم تكن هكذا قبل ان تتزوج بسالم..لقد تغيرت كثيرا وكآنها كبرت عشرة سنوات على الاقل ..اذا كان الزواج يعمل هكذا فها انا اعلن من الان لن اتزوج ..
صمتت قليلا فسألتها والدتها بقنوط:
-هل سالم هنا؟
-لا..هل سيأخذنا هو للتسوق؟ وماذا عن السائق!
-اتحدث عن شئ فتأتي لي بشئ اخر يالك من شقيه ..حسنا ساتحدث اليه فيما بعد فجنان لم تشتري شيئا للعيد سنذهب الان للتسوق لها ..ولآكمال مابقي لنا ..
**********************
عادت و هي تنتحب بالبكاء على فراشها..لم تكن لتعلم لم هي هكذا متاذي جرى لها وبعد وقت فكرت ماذا لو تحسنت حياتها اذا نفذت كلامه وقصت شعرها ..فتحت الادراج و هي تبحث عن مقص وبعد وقت اخيرا و جدته ..فتحت شعرها فكرت ماذا لو قصت شريانا او غيره ما ياخذ روحها لكن و بتفكير سريع ادركت انها ليست اداة للقتل خصوصا و انه مقص ليس بتلك القوه اخذت اول خصله طويله لها من شعرها الطويل الاسود المسترسل قصتها الى مافوق اذنها ارادت الاكمال حتى تصل الى الصلح ..سقط شعرها ليملئ رخام الغرفه وهي تراقبه وكآن روحها قد سقطت منها,فجاءه سمعت صوت يصرخ امامها :
-لا...توقفي..
و بحركه سريعه سحب منها المقص ..سقطت على الارض و ضعت كفايها على الارض انزلت رآسها و هي مغمضة عينيها ..سحب انفاسه و قال بغضب :
-مالذي كنتي تفعلينه هل تفكري بان تصبحي صلعاء؟
قالت بصوت باكي مرتجف :
-انا لا استحقه ..لا استحق شعري..
ثم رفعت رآسها بقوه فوقفت و هي تحاول سحب المقص من يده وتصرخ :
-دعني اعطيني المقص..
دفعها بقوه و غضب حيث سقطت على الارض حدقت اليه بنظرة مليئه باللوم و ربما الغضب ثم انكسرت نظرتها و عادت ضعيفه تذرق دمعا ..





الساعة الآن 11:19 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.