لأجل حبك *مميزة و مكتملة *

[serendipity green]

الخاتمة
:- انت طالق يا حياتي
قالها وهو يشعر بان النفس اصبح يجرحه الدنيا كلها اسودت امام عينيه غضب اسود غيض كبير الم بقدر حبها كل ذلك احتكم على مشاعره وعقله ليجعله يفعل ما يفعل يكفي انها قد قبلت مساعدة ذلك الرجل يكفي وجع كرامته احترامه لنفسه يكفي الذي لم يتبقى منه شيء يكفي
نهض من مكانه واستدار مغادرا غافلا عن تلك التي كانت كانها اغتيلت قتلت نعم قتلها لقد قتلها احمد بما فعل لم تستوعب الذي حصل حتى رأته مغادرا ومع كل خطوة يخطوها مبتعدا تشعر بان الروح النفس الحياة القلب كلها تتبعه تتبع نلك الخطى البطيئة ارادت الصراخ ارادت ان تبكي ان تولول ارادت ان تثور تلك النيران التي تشتعل بداخلها ارادت ان تحرق بها المكان كله ارادت ان تحرقه هو شخصيا ذاك الذي اختفى عن ناظريها لم تتحرك لا تعلم عدد الدقائق او الساعات التي قضتها ساهمة تنظر باثره تنتظر معجزة معجزة ان يعود ان تستمع لكلامه ايا كان ما سيقول ولكن ...............
:- مساء الخير
سمعت ذلك الصوت الانثوي باللغة الانكليزية ولم ترد لم تخرج من تلك الفقاعة فقاعة النكران النسيان نكران ونسيان ما حصل بالتتابع
:- انت زوجة احمد اليس كذلك ؟؟؟ لقد رايتك قبل ايام
رفعت راسها نحوها لتراها تلك التي لم تفارق كوابيسها للحظة واحدة ولكنها فقدت غضبها فالالم اكبر والقهر اكبر والذل اكبر من الغضب اخفضت راسها مرة اخرى مشيحة بنظرها عنها لتقترب تلك وتجلس دون ان تاخذ اذنا منها وتقول
:- تاريخ طويل يجمع بيني وبين احمد اوقات ممتعة وعلاقة قوية تحتم علي اخبارك بما حصل في ذلك اليوم الامر ليس كما تظنين اعني .... ليس كما فكرت لقد كنت انا انا من انتظرته في الغرفة لانني اعني انا ........ ولكنه لم ينظر الي حتى ........ اخبرته بانني احبه ليخبرني بكل بساطة ووضوح بانه لا يفعل وعندما حاول ابعادي دخلت انت انا اسفة حقا لست من ذلك النوع لم اكن اعلم بانه متزوج وانا اسفة اسفة حقا
تركتها وغادرت وهي تتنهد وكان حملا كبيرا انزاح عن ظهرها انه الاعتذار الامثل لاحمد فهو يستحق منها هذا
بينما رفل بقيت مكانها ساهمة محدقة تتردد الكلمات في عقلها كلمات مواقف نظرات محبة عاشقة واخرى غاضبة خائبة الامل توسلات .....رفضها الغبي ...........تعنتها الاعمى ........عند ذلك رن هاتفها بنغمة امير المميزة اجابت فورا تامل بشيء اي شيء يخرجها من تلك الحالة من اللاوعي يحول دون انفجارها يمنعها من الاقدام على اي فعل غبي ولكن
:- امي انا ساذهب مع والدي انه ينتظرني في الخارج .... لن استطيع الابتعاد عنه كما طلبت امي لا استطيع انه ابي ساذهب معه لعدة ايام سنذهب للتخييم ابتداءا من الغد الى اللقاء امي وساشتاق اليك منذ الان

[serendipity green]

عندها فقط تحركت من مكانها نهضت بخطى مترنحة لا تستطيع ان تستقر تركت كل شيء هاتفها حقيبتها معطفها وجرجرت رجليها خارج المقهى لتصفعها برودة الجو الصقيعية التي لم تفلح في التخفيف من احتراقها الداخلي نار نار شبت تحرق اضلعها وهي تسير بتلك الخطى لا تعلم الى اين ستذهب دموعها تفجرت انهارا وهي تواصل مسيرها تستذكر الذي حصل الذي قيل الذي حدث وهي
:- انا لم اعد اعرفك رفل من انت ؟؟؟
لم تعد هي تعرف نفسها لماذا لماذا فعلت ما فعلت ؟؟؟؟
احمد تركها بعد ان توسل تذلل لها بان تستمع اليه وهو ما لم تفعله له سابقا
:- امي انا لا استطيع ان اترك والدي
كلمات امير تلك صفعتها لا يستطيع ترك والده ويستطيع تركها اي حالة تلك التي اوصلت نفسها اليها
:- رفل دعيني اشرح لك قبل ان تهدمي كل شيء انزلي لمرة واحدة من علياءك لاجلنا كما افعل انا دوما استمعي الي
لم يفهم لم يستطع ان يفهمها انه حبها الذي تكلم انها كبرياء الحب تلك التي فعلت ما فعلت لعنت نفسها وهي تسير بتلك الخطى التائهة التي لا تعلم محطة لها اين ستذهب ؟؟؟؟؟؟؟؟
:- هل ترين القدر ها انت الان في نفس موقفي منذ سنوات نفسه بالضبط مع فرق بسيط انني لم اكن بكامل قوتي حينها وانني لم اتوانى عن محاولة الشرح والتبرير
نعم ها هي في نفس موقفه وها هو في مكانها ولكنها رغم كل شيء لم تتركه لم تتطلق منه ماذا ان انتابها بعض الغباء ماذا ان شعرت بالكون يتلاشى امامها عندما رأت ما رأت ماذا ان كانت لا تحتمل ان تراه بالقرب من اخرى بتلك الطريقة بينما هي تتحرق شوقا لان تكون الى جواره قربه لا داخله تسكن قلبه والان ها هي تدور في الشوارع تشعر بالبرد ينخر عظامها برد لا يمت بصلة للجو المثلج من حولها برد من خواء برد من ذاك العرى الذي تشعره وهي توقن انفصالها عنه هو حبيبها الوحيد عشقها الاول والاخير احمد ............

[serendipity green]

نظرت حولها لترى المكان الذي وصلت اليه المكان الذي قادتها قدماها اليه دون وعيها دون شعورها لتزداد حدة بكائها اكثر واكثر ركضت بخطى مترنحة نحو مكانهما مكان حبهما هنا هنا حيث قضيا اجمل الاوقات تلك اللحظات الثمينة التي عجزت اسوأ الظروف واقساها عن نزعها من ذاكرتها كانت الحديقة شبه خالية بسبب برودة الجو ولكنها لم تكن تشعر باي شيء خدر عجيب ذاك الذي احتكمها جعلها لا تشعر باي شيء سوى ذاك الالم وصلت لمقعدهما بصعوبة شديدة بسبب الارض الزلقة بسبب تساقط الثلوج وبعد المكان فوق ذاك المرتفع وصلت اليه لتسحب نفسا محملا بتلك البرودة التي شقت صدرها شقا وجلست عليه متكورة تحتضن ركبتيها بذراعيها وهي ترتجف ترتجف بشدة كورقة ذابلة يابسة مهملة في مهب ريح عاتية تراقب تغير الوان النهار لتلك الالوان القاتمة كقتامة شعورها واحاسيسها كقتامة الغد والساعات القادمة كقتامة الدنيا كلها بدونه بدون احمد ودون ان تدري دون ان تعلم غابت عن الدنيا كلها باغماضة جفن حول ذكريات هذا المكان ومن عرفها به ومن اصطحبها اليه وفيه

[modyyasser43]

تسجيل حضور بانتظار الخاتمه يا رب تكون سعيده علي كل الابطال

[serendipity green]

قبل كثيرة واحضان وروائح عطرة تعشقها منذ الازل اشياء جعلتها تتململ في نومها وتقفز لترعب السبب في كل هذا لتنقض عليهم فورا تحتضنهم كلها في حضنها الصغير تشبع شوقها اليهم وهي ترى فرح ودموعها التي لا تليق بوجهها الضاحك ابدا نور الحنونة وهي تمسد لها شعرها بحركة حانية تشبه حركة الامهات لطالما كانت تلك الفتاة تشعرها بانها صغيرة اما حبيبها الصغير بطلها الهمام حمادة الذي دافع عنها امام همجية حبيبها فهذا تعلق بعنقها حتى كاد يخنقها كم اشتاقت اليهم كيف ظنت بغباءها منقطع النظير انها لا تملك بيتا لا تملك عائلة لا فها هي الان تشعر بالراحة تشعر بالشوق للعفاريت الصغار تشعر بالشوق لعلي وتحكمه وتدخله المبرر المغيض بطريقته الساحرة تلك بالشوق لمنال واحتواءها الامومي لها كم كانت غبية نعم لقد من الله عليها بنعم كثيرة ولكنها كانت جاحدة ابعدتهم قليلا لتنظر لوجوههم الجميلة وهي تقول
:- يا الهي لم اعرفكم بهذه الحنية من انتم اين صغاري ؟؟؟
فقالت فرح :- ماذا صغارك ومتى اصبحت كبيرة ؟؟؟؟
بينما حمادة قال وهو يبرطم فمه الاحمر :- ماذا فعل لك العم اسامة هل ضربك مرة اخرى لانني ســ.....
وضعت اصبعها على فمه وهي تقول :- لا صغيري انه لم يضربني لقد كانت لعبة لعبة بيننا لنرى ما الذي ستفعلونه
فقال حمادة بابتسامة :- حقا لم اكن اعلم !!!!!!!!!!!
بينما فرح ونو لم تصدقا الامر وهما تنظران اليها باستنكار لتقول هي اخيرا تغير الموضوع الذي لا يزال يؤلمها :- لقد اشتقت اليكم كثيرا هيا اخبروني بكل ما حصل في تلك الرحلة هيا
بدا الحديث المرح عن المغامرات وكل الذي حصل وكان اغلب الحديث عن امير وصداقتهم له شعرت بانهم لن ينتهوا من الكلام ابدا لتقول اخيرا :- ما رأيكم ان نعد الفطور معا بما اننا لن ننام كما اعتقد ؟؟؟
فصرخ الجميع موافقين بحماس لينقضوا على المطبخ وسارة تقوم بتوجيه كل الى عمله بينما رفعت حمادة ليجلس على الخزانة الصغيرة ليتبرم برفض لتعطيه اخيرا مهمة صغيرة يلتهي بها ريثما تقوم هي والفتيات باعداد فطور معتبر
كانت الاصوات المرحة تتعالى شيئا فشيئا بين ضحكات سارة المتعالية كلما فشلت احدى الفتيات باتمام العمل وتبرم فرح الذ لا ينتهي وصوت حمادة المبتهج وهو يقوم بخفق البيض كل هذا جعل علي ومنال ينهضان بسرعة ويتملكهما ذاك المزاج الذي اعاد الحياة للبيت بتلك الطريقة المنعشة ليقفا عند الباب يتابعان ما يحصل في المطبخ سارة بوجهها المتورد السعيد كما لم تكن يوما من قبل فرح والتي تعاودها روحها الشقية كلما كانت بالقرب من سارة نور التي تقوم بكل ما يطلب منها والحماس ينضح من وجهها وحمادة الذي يكاد يقفز فرحا لان سارة تثني على عمله بينما تؤنب فرح بخبث
ابتسامة صادقة نابعة من القلب تلك التي ارتسمت على شفتي علي وهو يرى تلك السعادة التي تشع من سارة والتي انعكست على البيت كله بينما منال خذلتها دموعها وهي ترى تلك الصورة المشرقة امامها بعد ان كادت تفقد عقلها في تلك الايام السابقة قلقا على سارة تنحنح علي ليشعرها بوجوده حالما تطور الامر الى تلك الرقصات الجنونية وهو يشعر بالاستمتاع والرغبة بإخبار اسامة ليرى ردة فعله التي لا بد انها ستكون مدمرة

[serendipity green]

ليتوقف كل شيء وتستدير سارة ببطء شديد ووجهها يستحيل كقطعة مظلمة وتصرخ وتشتم لان علي رآها بتلك الحالة بدون حجابها فقد نسيت ان تضعه لانها لم تعتد عليه لحد الان ركضت نحو غرفتها وهي تتذكر توصيات اسامة وتحذيراته لتلعن نفسها مرارا وتكرارا ضبطت حجابها بسرعة ونزلت للمطبخ لتكمل عملها ولكنها تفاجات بان منال قد اكملت كل شيء وان الجميع جالسين بانتظارها علي بابتسامته المستفزة ومنال بحنانها الدافق والاطفال بشوقهم الظاهر على وجوههم جلست في مكانها وبدا الجميع بالاكل ليقول علي :- اذا ؟؟؟؟؟
رفعت سارة رأسها وقد احست بان الكلام موجه اليها لتقول :- اذا ماذا ؟؟؟
علي :- ما الذي يحصل ؟؟؟؟ لم انت هنا ولست في بيت زوجك كعادة جميع عرائس الدنيا في يوم الصباحية
قال كلمته الاخيرة وهو يرقص بحاجبيه لتضربه منال على كتفه وتحمر سارة بقوة
بينما فرح اسرعت لتسال :- بابا ما هي الصباحية ؟؟؟
تعالت ضحكات علي المستمتعة بينما كادت سارة ان تشتعل من الخجل ليقول اخيرا :- حبيبتي تلك مهمة الماما لتشرح لك ولاحقا فرح وليس الان
اومأت براسها موافقة ليتوجه بالسؤال لسارة :- اذا هل ستجيبين ام ؟؟؟
قالت فورا وهي ترفع راسها بخيلا وغرور يليق بها :- حسنا لا اظن بان الذي حصل يمكن تسميته زواج يليق بابنة لك لو كانت فرح او
:- ما الذي قلته ؟؟؟؟
كان ذلك علي الذي وقف متحفزا وهو يستمع لكلامها وقد انتفخت اوداجه
لتنظر اليه كلا من منال وسارة باستغراب لتقول سارة :- نعم انه ليس بزواج
علي :- لا ليس هذا المقطع بل الذي يليه
سارة حسنا اخبرتك بانها ان كانت فرح او نور لما
:- ساااااااارة
:- ماذا ماذا هناك علي انا لا افهمك
اقترب علي منها وجلس بالقرب منها وقال :- هل حقا تشعرين بانك كفرح ونو هل تعتبرين نفسك كـــ....
:- كابنة لك ؟؟ نعم بالتأكيد قالتها وعيناها تمتلآن دموعا واكملت :- فانت اقرب شيء لصورة الوالد بالنسبة لي عندما فكر بتلك المشاعر بتلك الصفات المصاحبة للاب لا اراها الا فيك رعايتك عنايتك الدائمة لي اصراك على الوجود دوما حولي مراعاتك لمشاعري وجنوني حرصك علي غيرتك وحمائيتك المجنونة نحوي كل تلك الاشياء تجعلني لا اراك الا ابا لي ابا رائع وسيم يشبه الامراء ويملك عصا سحرية لتحقيق احلامي كلها حتى اكثرها جنونا وتطرفا
كانت عيون الجميع مترقرقة بالدموع حتى علي الذي شعر بان قلبه يكاد يتوقف من فرط انفعاله اقصى امنياته كان ان تتقبله سارة بحياته كاخ كبير او صديق حتى ولكن ما قالته الان يفوق كل تصوراته لم يستطع الا ان يسحبها لصدره كطفلته الصغيرة لينضم اليه الجميع نور وفرح وحمادة الذي دس نفسه بينهم اما منال فلم تستطع السيطرة على دموعها فبكت وبكت لتشعر بيد علي التي جرتها باتجاههم لحظات لتحرر سارة نفسها من ذاك العناق القسري وتقول وهي محمرة ودموعها تملأ وجهها :- يا الهي ان اسامة سيقتلني ان علم بهذا
انطلقت ضحكات علي ومنال ليقول :- فليجرؤ ويقترب منك عندها فقط تعرفين معنى الابوة فالاب الغاضب يختلف كثيرا عن هذا اللطيف
ابتسمت بخبث وشقاوة واقتربت منه لتهمس باذنه :- اريدك يا والدي العزيز ان تعاقبه لي
فقهقه علي عاليا وارتسم الخبث نفسه الذي على وجهها على وجهه وقال :- لك ذلك يا صغيرة

[serendipity green]

يقود السيارة وهو بالكاد يستطيع تمالك نفسه لا يستطيع حتى النظر لصغيره الذي يجلس الى جانبه لا يعلم ما الذي سيخبره به وهو منذ ايام فقط وعده بانهم سيكونون معا قريبا ما الذي حصل لا يعلم يحاول ان يسترجع احداث الايام الماضية ولكنه لا يستطيع لا شيء سوى ذكريات تلك الليلة تلك التي يكاد يشعر بانها لم تحصل الا في خياله ليلة استكانت بين ذراعيه تشبثت به بتلك الطريقة التي الهبت حبه اشعلت احاسيسه ومشاعره لتجتاحه كله كاعصار حب مدمر وبعدها ..................
نظر لامير الذي يغالب المه الظاهر في عينيه الشفافتين وهو يرسم تلك الابتسامة التي تؤلمه اكثر لو انه يبكي لو انه يظهر ذلك الالم لكان اهون عليه يشبهها لكم يشبهها اوقف السيارة فجأة والتفت اليه وهو يقول :- ما رأيك ان نتزلج في تلك البحيرة في مكاننا السري اعتقد انها الان افضل مكان للتزلج ما رأيك ؟؟؟ رغم ان الجو بارد ووالثلج ...
:- لا لنذهب ابي
كان ذلك رد امير الهادئ الذي التفت لوالده بذات الابتسامة واكمل قائلا :- انه بالضبط ما نحتاجه ان نشعر بالبرد عله يخدر احاسيسنا
فغر احمد فاهه وهو ينظر لولده الذي قال كلاما ينطبق عليه فعلا كلاما لحكيم وليس لولد بعمر السابعة ربت على كتفه وقال :- نعم انت محق انه بالضبط ما نحتاجه وقد احضرت العدة معي تحسبا لاي طارئ كأن نصاب بجنون ال السالم المفاجئ
ابتسم كلاهما بدون مرح وكل يغرق في همه هم من اسم بثلاث احرف
نزلا معا يتراكضان بمرح احمد كانه طفل صغير يكابر على الالم على ذاك الجرح النازف بقلبه يكابر لاجل صغيره المكابر يكابر لكي لا يفقد عقله كليا لان ما يحدث يفوق احتماله وقدرته على التفكير ربما كما قال امير التخدير هو كل ما يحتاجه
اما امير فهو يشعر بالالم لانه وللمرة الاولى في حياته يخالف والدته للمرة الاولى يشعر بانه يخذلها للمرة الاولى يشعر بان بينهما حاجزا كبيرا يشعره يجثم على صدره
انطلقا كلاهما نحو تلك البحيرة المتجمدة التي تغرق ببحر الضباب شعر احمد بان الوقت ليس مناسبا اطلاقا للتزلج فالجو يكاد يكون مظلما من شدة الغيوم المتجمعة والضباب الذي يكتنف الجو ولكن الحماس الذي كان مرتسما على وجه الصغير جعلته يغالب ذاك القلق والخوف وينطلق بنفس الحماس نحو مكانهما السري الذي لابد سينكأ الجرح الحديث النازف فيزيد بالمه وعذابه
انطلق يجري باثر امير الذي كان يركض باتجاه المكان يعدو فوق الحشائش المتجمدة وبين الاشجار ليصل لذاك المكان الفريد المكان حيث ابتدا كل شيء المكان الذي كان شاهدا على لحظات السعادة النادرة ولحظات الالم الكثيرة وعندها فقط دوت صرخة امير لتشق ذاك الصمت المطبق بالمكان لتجعل قلب احمد يكاد يتوقف حرفيا من ذاك الرعب الذي تملكه تجاه صغيره لينطلق بسرعة الريح باتجاهه وهناك تسمر واقفا وهو يشعر بان الكون من حوله كله توقف حتى ذرات الهواء توقفت الريح سكنت وتحشرجت انفاسه بصدره وهو يرى امير جاثيا على ركبتيه بالقرب من ذاك الجسد المكوم على مقعدهما الجسد الساكن بلا حراك بلا احساس يوقظ بوالدته وهو يهزها بقوة دون ان يبدي جسدها الرقيق ذاك اي رد فعل كأنها كأنها ميتة

[serendipity green]

بقفزة واحدة اصبح بالقرب منها ابعد امير بحركة حادة ليجلس بالقرب منها وهو يصرخ بها :- رفل رفل حبيبتي رفل اجيبي
ولكن دون اي رد فعل بحركة واحدة حملها وركض بها وهو يصرخ بامير ليتبعه امير راكضا ودموعه التي يحبسها منذ الصباح تجد العذر المناسب لتنطلق ركض خلف والده الذي وصل للسيارة بصعوبة شديدة اجلسها بقربه وترك امير ليجلس بالخلف دار حول السيارة بسرعة ودخلها فورا واغلق الابواب ورفع حرارة التدفئة لاقصى حد عله يعيد بعض الحرارة لجسدها المتجمد ذاك لقد كان متجمدا بالفعل فتلك الزرقة التي احتلت وجهها بكامله وذاك الجليد الذي احاط بحجابها تلك البرودة التي شعرها تنخر بعظامه عندما حملها كل ذلك يدل على انها قضت ساعات وساعات في هذا البرد لعن نفسه وهو ينطلق باقصى سرعته سمع تلك الشهقات المتتابعة نظر خلفه ليرى امير المنهار وهو يبكي بطريقة جعلت اعصابه التي يحافظ عليها بالكاد تكاد تنهار نهره بقوة وهو يقول :- توقف يا ولد توقف
فاجابه بصوت متهدج قائلا :- ابي هل ماتت امي هل ماتت ؟؟
فقال احمد :- لا بني ستكون بخير اعدك
فاجابه :- لا ابي انه انا انا السبب تركتها لوحدها خذلتها نعم ابي انه انا انا
قال كلماته الاخيرة بصوت متهدج وهو يقترب من والدته وينادي عليها بصوته المتالم :- امي ارجوك افيقي امي سامحيني من فضلك سامحيني
لم يستطع احمد ان يرد عليه او حتى ان يهون عليه الامر فهو يكاد ينهار باكيا مثله على تلك القابعة الى حجواره تلك الغبية صاحبة الراس العنيد
اوقف السيارة فورا امام مدخل المطعم وقفز خارجا من السيارة ليتجه اليها وبحركة واحدة حملها وطلب من امير ان ينتظره في المطعم .........دخل بها من الباب الخلفي المخصص له فقط ادخلها لغرفته ورفع درجة حرارة جهاز التدفئة واقترب منها وهو يتحسس وجهها الذي لا يزال باردا متجمدا كقطعة ثلج وقال لها :- حبيبتي افيقي حالا افيقي ودعيني ارى عينيك المحترقة دعيني ارى التهاب النار بدلا من الجليد الذي يغطيك هذا ارجوك حبيبتي ............. ولكن لا شيء لا شيء سوى تلك الرجفة التي اصابتها وجعلته ينتفض مع انتفاضاتها ليقترب منها فورا ويحررها من حجابها المتجمد واقترب منها ليتحسس ملابسها التي كانت مبللة بالكامل بسبب البرد والثلوج المتصقة بها ودون ان يتردد للحظة اقترب منها بعد ان احكم اغلاق الباب وخلع عنها تلك الملابس كلها بدون ان ينظر اليها كانه طبيب كان جسدها كله كقطعة ثلج اخرج احدى بيجاماته الصوفية والبسها اياها واعادها للسرير وغطاها باحكام وجلس بالقرب منها ليخرج هاتفه بعدها ويتصل بالطبيب طالبا منه ان ياتي اليه حالا واغلق السماعة لينظر اليها بكل الحب الغضب الشوق والخوف الذي يعتمل داخله ما الذي فعلته بنا رفل لماذا اقترب منها واخذ يمسد لها شعرها بحركات حانية ويمرر اصابعه بين خصلات شعرها التي يحب وهو يهمس لها بكل كلمات الحب التي لا يستطيع ان يقولها لها في صحوها كل شيء بعيدا عن الكبرياء والكرامة بعيدا عن حقيقة انها لم تعد له بعد الان بعيدا عن حقيقة انها ربما ان استيقظت الان ستنظر اليه بتلك الطريقة التي تذبحه لا يهم المهم كله الان ان تصحو ان تنظر اليه ان يرى عينيها حبيبتيه طرقات هادئة على الباب اخرجته من استغراقه في النظر اليها ركض نحو الباب ليفتحه فوجد الطبيب دخل ليستر راسها بشال صوفي يعود له وادخل الطبيب الذي قام بفحصها وقياس درجة حرارتها ليقترب من احمد ويقول بوجوم :- درجة حرارتها منخفضة للغاية انها 34 درجة وهي درجة خطرة للغاية ساعلق لها مصلا دافئا ولا بد ان تدفئ الغرفة قدر الامكان ولو تمكنت من ايقاظها وجعلها تشرب شيئا ساخنا فسيكون الامر افضل لان درجة حرارة الانسان تنخفض عند نومه
تحرك مبتعدا ليتبعه احمد وهو يقول :- هل الامر خطر دكتور ؟؟؟
فاجابه :- نعم ان لم تصحو خلال الساعات المقبلة فعليك بنقلها للمشفى فلنامل خيرا ان شاء الله وغادر تاركا احمد الذي غادر الغرفة ليبحث عن امير الذي لا بد ان قلقه على والدته يوازي قلقه هو عليها وجده يجلس بركن بعيد يحاول تمالك نفسه فاقترب منه وسحبه لحضنه وضمه لصدره بقوة وهو يقول :- لا تقلق يا صغير ستكون بخير انا اعدك .............. وسحبه معه نحو الغرفة وقفا معا ينظران اليها وهي تبدو كجثة هامدة وذاك المص معلق بيدها اقترب احمد منها واضطجع بالقرب منها وهو يقول :- تعال امير فلندفئها نحن بحبنا فلنخبرها باننا مهما حصل ومهما سيحصل سنكون معها تعال بني اقترب امير منها وقلبه الصغير يكاد يتفجر من الالم واحتضنها من جانب بينا احتضنها احمد من الجانب الاخر وهو يشبك يده بيد امير من حولها مشكلين حولها حلقة من الحب من الدفء والحنان كانت كافية لتنشر الدفء في جسدها الهامد

[serendipity green]

ظلام ظلام دامس يخيم عليها وكلمة واحدة يتردد صداها في عقلها :- انت طالق طالق طالق وكلما ترددت تلك الكلمة كلما غرقت في الظلام اكثر واكثر وقبض البرد والضياع على انفاسها ليغيبها بعيدا عن الدنيا كلها نعم تلك هي حياتها بدون احمد وبدون امير ولكن ذاك الدفء الذي احاطها كشمس دافئة تحوطها من كل جانب شمس تذكرها بابتسامة امير وحضن احمد نشرت الدفء في اطرافها وتسللت لكل جسدها واستطاعت تحرير لسانها من ذاك القيد المحكم حول جسدها كله وهي تهمس بصوت لا يكاد يسمع :- امي...ر احمممد
لينهض ذاك المتحفز القابع الى جوارها ويقترب منها وقد ظن نفسه استغرق في النوم وسمع صوتها في الحلم ولكن تلك الهمسة المنادية باسمه وتلك الشفاه التي تحركت لتشكل تلك الحروف اخبرته بان الامر حقيقة حقيقة فاقترب منها وهو يقول بلهفة :- رفل هل تسمعينني رفل اجيبي
حاولت ان تفتح عينيها ان تراه امامها حتى وان كان حلما حتى وان كان سرابا ولكن كان الامر صعبا عليها فجفنيها مطبقين بشدة وكأنهما ملتصقين حركت راسها قليلا وهي تقول بابتسامة ارتسمت على شفتيها المزرقتين بصعوبة :- احمد حبيبي انت هنا
عند ذلك شعر بقلبه يكاد يتوقف وهو يسمع همساتها تلك وخوفه يتزايد ليقترب منها وهو يقول :- نعم انا هنا وساكون طالما تريدين ذلك
عند ذاك فقط قوة عظيمة دبت في انحاء جسدها كله لتفتح عينيها على وسعهما وتنظر اليه لترى نيرانه الزرقاء التي لطالما عشقتها لطالما اسرتها ووجهه الوسيم الشاحب وهو ينظر اليها بلهفة بحب لتتسع ابتسامتها اكثر وتقول :- انه حلم رائع ....انت ونيرانك الزرقاء...ز التي احب ونظرتك التي تشعرني بانني بانني ....... رفعت يدها المعلقة بالسيروم لتتاوه فورا وتنظر اليها باستغراب وهي تستعيد وعيها شيئا فشيئا تنظر لامير الغافي بجانبها واحمد الذي يمسك بيدها يعيق تحركها الذي المها لتساله فورا :- ما الذي حدث لم انا هنا ؟؟ ووو
فقال احمد وهو يغلق نفسه امامها :- لقد وجدناك انا وامير غائبة عن الوعي في الحديقة
فشهقت فورا وامتلات عيناها بالدموع وهي تتذكر كل الذي حصل ابعدت يده عنها بقوة جعلتها تتالم وهي تقول :- شكرا لكما
ابعد احمد يده عنها وعاوده ذاك الغضب منها من عنادها ولكن الامر انتهى بالنسبة اليه سينتظر الى ان تستعيد عافيتها وبعدها ...........

[serendipity green]

كانت مرهقة متالمة راسها يؤلمها بشدة وجسدها كله يئن من الالم ولكن اكثر ما كان يؤلمها حقا هو قلبها قلبها المجروح قلبها الذي يعاني من غبائها من عنادها من سوء حظها الذي يرافقها دوما رفعت يدها لتمسك براسها الذي يؤلمها بشدة فرات تلك الملابس الغريبة التي ترتديها نظرت اليه بتساؤل ليرد بجفاء :- لقد غيرت ملابسك كانت مبللة بالكامل
لم ترد بشيء فاقترب منها وحمل امير الذي ينام بجانبها وقال :- ساخذه لغرفته فهو بالكاد استطاع النوم لقد كاد يموت من القلق عليك
وخرج تاركا اياها وحدها تحتضن تلك البجامة التي تحمل عطره المميز تتشممها كمدمنة وتعود لتلعن حظها عاودت دموعها الهطول وهي تتلمس تلك البيجاما باصابعها المرتجفة ودموعها تتساقط لتغرق خديها
طرقات على الباب اتبعها دخوله وهو يحمل شرابا يتصاعد منه الدخان ولكن حالما راها بتلك الحالة المنهارة شعر برغبة بتحطيم المكان باكمله ما الذي تريده لا يعرف دموعها تقتله ولكنه لن يستسلم هذه المرة لن يعود للتنازل مرة اخرى وضع الشراب بالقرب منها وقال :- الطبيب قال بان يجب ان تشربي الكثير من السوائل الدافئة ............ استدار ليغادر ولكنه توقف حالما سمع صوتها المتهدج :- اتعلم بانني املك واحدة شبيهة بهذه
تحفز كله وهو يستمع لما تقول
:- واحدة احتفظت بها بعيدا عن الجميع لي لي وحدي اخرجها كلما غلبني الشوق واستبد بي الحنين اليك لقربك اخرجها انظر اليها اتحسسها اتذكرك بها فهي الشيء الوحيد الذي استطعت ان اجلبه معي لك
تهدج صوتها بالبكاء وشعرت بالالم الشديد فاضطجعت على الفراش خلفها لتقول :- واحيانا حين يكون الشوق فوق الاحتمال ارتديها وانام واتخيل دفئها دفء حضنك عطرها عطرك اعيش معها الحلم كله فتهدأ نفسي واستعيد قوتي واعود لاقنع نفسي بكرهك ونسيانك مستمدة قوتي منك لحربك وقتالك فالامر لم يكن سهلا كما تظن
كاد صوتها يختفي لتكمل :- ولكنني حتى في اكثر اوقاتي سوءا في اكثرها ظلمة وعذابا لم افكر في يوم ان انفصل عنك لقد كان ذاك الرباط الالهي بيننا يشعرني بالامان بانني ومهما مر من الزمن مهما حصل فانا لك لك وحدك وتلك الحقيقة كانت كافية بالنسبة لي
صمتت بعدها وقد شعرت بان طاقتها كلها قد نضبت لم تعد قادرة على الكلام حتى .............. اما احمد فقد كان يتشرب كلماتها كلها واحدة واحدة يشعر بقلبه يكاد ينفجر من فرط المشاعر التي غمرته كله فلم يستطع الصمود اكثر استدار ليقترب منها بخطوات تكاد تطير اليها جلس بالقرب منها ومد يده لتلمس ملامحها وجهها الغارق بالدموع فابعدت وجهها عن يده وهي تقول :- لا تفعل فانه لا يجوز ام انك نسيت بانك قد ............. طلقتني
تهدج صوتها اكثر واغرقت راسها بالوسادة وهي تقول :- كيف استطعت احمد كيف طاوعك قلبك لفعلها
فقال وهو يقترب منها اكثر :- لم يفعل لم يطاوعني ابدا لقد كان الامر اشبه بغرز نصل مسنن لقلب القلب هكذا كان الامر
ازدادت حدة نحيبها وارتجافة جسدها ليقول وهو يقترب منها حتى بات على بعد شعرة منها
:- اشبه بتذوق الموت اشبه بانتزاع روحي من جسدي وتركه خاويا فارغا ميتا بدون روح او حياة او قلب هكذا كان الامر
فقالت وصوتها بالكاد يخرج :- غربة ما بعدها غربة ....... وكانني طردت من موطني كانما نفيت بعيدا عن بيتي بعيدا فعدت بلا ماوى بلا ستر خاوية فارغة وحيدة يتردد صدى انت طالق بداخلي لينشر البرد والخوف والالم
كبل ذراعيها بيديه وسحبها لصدره فاختضت بعنف واخذت تضربه على صدره بقوتها الخاوية تلك وهي تقول :- اتركني لم يعد يجوز لك لم يعد لقد طلقتني احمد لقد تركتني كيف كيف استطعت
فأجابها وهو يشدد من احتضانها ليستكين قلبه الهادر بقربها ذاك منه :- وقد اعدتك الي
استكانت بين ذراعيه وهي تحاول استيعاب ما يقول بينما قلبها يحتفل بطريقته الخاصة فتلك الضربات الهادرة بداخلها والتي لا يحتملها جسدها المنهك لتهمس بعدم تصديق :- ماذا ؟
ليجيبها :- نعم لقد فعلت...... اعدتك الي .....فقد اتضح انها الطريقة الوحيدة لمنعك من قتل نفسك بردا ها ما رايك ؟؟؟؟؟
قالها وهو يرقص حاجبيه لها بحركة مغيضة وابتسامة مستفزة ترتسم على شفتيه
لتصرخ يه :- هااااا ؟؟؟؟؟ ماذا ؟؟؟
فاجابها :- نعم فما الذي يدفعني للبقاء مع واحدة مثلك غبية عنيدة براس كالحجر كانت جميلة لا انكر ذلك اما الان فلا ادري اعتقد بانك لم تنظري في المرآه منذ زمن اليس كذلك ؟؟؟؟؟؟
شهقت فورا وامتلات عيناها بالدموع وهي تعود لضربه مرة اخرى وتقول :- اذا طلقني اتركني ان كنت كل هذا
قهقه احمد عاليا وهو يقول :- لا اظن بانك جادة في طلبك هذا حبيبتي وذكريني الا اصدق ما تقولين بعد الان وبالنسبة للطلاق فقد فعلتها مرة ولا انوي تكرارها مرة اخرى فانت يا حبيبتي ورطتي ورطتي الكبرى
اتسعت عيناها باستنكار لكل ما يقوله
فهز رأسه مؤكدا كلامه وهو يرسم البرود على وجهه ليستفزها اكثر وحمل الكوب وقربه من فمها قائلا بحزم :- والان بدون عناد اشربي هذا السائل كله فامامك عقوبات كثيرة وغرامات ومستحقات عليك دفعها وتعويضها وذلك يتطلب منك ان تكوني بكامل قواك العقلية والجسدية !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!