لماذا أرى ملاكًا وسَط جحيمي ؟ / للكاتبة "عذاري" ، فصحي مكتملة
|
رابط لتحميل الرواية بسم الله الرحمن الرحيم .. السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .. . . منذ فترة ليست ببعدية أصبحت شغوفة بالقراءة بشكل لا يصدق , و لم أكتفي بذلك فحسب , بل أصبحت عاشقة للكتابة .. و لذلك أتيت لكم , محملة بما كتبته و متفائلة بحجم السماء أنها ستحوذ على إعجابكم .. منتديات غرام كانت الأفضل و لازالت , و لذلك اخترتها لتكون المنزل لروايتي , التي لن أضحي بوضعها في مكان غير لائق لها .. و أتمنى من كل قلبي أن أرى قراء و متابعين و متفاعلين .. روايتي اسمها : انعكاس مشوّب .. و ستلاحظون بشكل غريب أنها رواية مختلفة جدًا عن الروايات التي تُنشر على الانترنت حاليًا .. إنها نوعًا ما رجالية .. و أنا لست من عشاق الكتابات العاطفية و الغزلية .. لذلك روايتي هي لأؤلئك الذين يعشقون الحماس و التشويق بعيدًا عن العواطف .. و أود التنويه من البداية : أن موعد نزول الأجزاء , سيكون يوم الجمعة .. إما صباحًا أو مساءً .. حتى نكون على وضوح من البداية https://forums.graaam.com/images/smilies/msn%20(2).gif (( و أرجو من أعماق قلبي أن لا تشغلكم الرواية أو الروايات الأخرى عن حياتكم الواقعية و عن عباداتكم .. )) https://upload.rewity.com/upfiles/u2x63218.png |
. . . . مقدمة . . . . . *** ... لن يتجاهل أحدًا حديثك قبل أن تموت , سواء أكان حديثك مهمًا أو تافها ... *** . . . . المملكة العربية السعودية – الرياض 1:02 ص . نظر بكل تردد و إقدام إلى اللوح المعدني الذي أمامه , الذي سرعان ما تحول لونه إلى الأصفر ; نتيجة للتسخين الذي استمر لساعتين متواصلتين . وضع يداه المتقدمتان في العمر على اللوح , و بدأ بسماع الهسيس المؤلم ليديه اللتان بدأتا بالاحتراق . نكرة . أنا لا شيء سوى نكرة . و النكرة لابد أن يكون بلا بصمات , أليس كذلك ؟ بدأ برفع يديه ببطء شديد بعد أن أخذتا كفايتهما من الاحتراق , و نظر إليهما بألم مصحوب بسعادة متناهية . هذا رائع , لا شيء سوى جلدي الآن . وضع يداه تحت الماء البارد تخفيفا للألم الذي قد ألمّ بهما . مشى ببطء إلى حافة البناية القديمة - التي قد اتخذ لنفسه ملجأ في أعلاها – و ألقى بنظره إلى الليل المرير و الأضواء الخافتة للأحياء و الطرقات العفنة الفقيرة . ثم همس بسعادة: " ها قد بدأت رحلتي الملتوية في عالم الخطايا ". .. |
الفصل الأول : استيقظ بدر مفزوعا بعد أن غفي لدقائق على مقعد صغير في قسم الشرطة , وضع يده على عينيه و هو يردد : " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ". و وقف بسرعة بعد أن تذكر سبب وجوده في القسم; إنه ذلك الاتصال الذي كان قد ورده على هاتفه هذا الصباح , و الصوت الثقيل للشرطي على الطرف الآخر من المكالمة , وكان لازال يتذكر كل حرف من تلك المكالمة المثيرة للغرابة : " السلام عليكم " , قال الشرطي بصوت هادئ . " و عليكم السلام " . " أأنت الأخ بدر عادل سليمان ؟ " . " نعم , إنه أنا , كيف لي أن أساعدك ؟ " . " أنا محمد سالم , شرطي من قيادة أمن الطرق في محافظة الخرج ". " أهلا أخ محمد , ما الأمر ؟! " . " أنا اتصل بك بشأن والدك - الأستاذ عادل سليمان – و نحن نطلب منك أن تأتي إلى محافظة الخرج بأسرع ما يمكنك , فالأمر طارئ جدا ". " ما الأمر ؟ هل حصل لوالدي أي مكروه ؟". " يا أخ بدر , إن الموضوع أعقد بكثير من أن نناقشه على الهاتف ... إن مجيئك هو شيء حتمي ". " حسنا , أنا .. أنا قادم على الفور " . و تذكر كيف أستأذن من مشرف الطلبة في جامعة الإمام محمد بن سعود بأن يأذن له بالخروج لأمر طارئ , كان قد خرج من الجامعة و أخذ على الفور أقرب خط رئيسي يمَكنه من الوصول إلى الخرج . أخذ يقود سيارته و نبضات قلبه تتسارع مع كل دقيقة . " لقد قال بأن شيء في غاية الغرابة قد حصل , ما عساه أن يكون ؟ " سمع صوت هاتفه النقال مرة أخرى , و أشاح بنظره عن الطريق لثواني و رد بسرعة خوفا منه أن يكون ذلك الشرطي مرة أخرى : " ألو ؟ ". " بدر , السلام عليكم ". " و عليكم السلام , من معي ؟ ". " أنا عبدالرحمن , أبو سعود , إنني صاحب والدك " . تزايدت نبضات بدر مع ذكر والده ... " أهلا أبو سعود " . " أهلا بك , اسمع , أنا حقا لا أريد أن أطيل المكالمة عليك ولكن .. لقد كان حفل زفاف ابني سعود ليلة البارحة , في محافظة الخرج , و كنت متأكدا تماما أن والدك سيأتي , لقد تحدثت إليه قبل وصوله إلى الخرج بعدة كيلومترات و قال لي بأنه قريب , ولكنه لم يأت , و أنا قلق عليه , هل هو بخير ؟ ". يا إلهي , هذا صحيح , لقد كان والدي قد تلقى دعوة لحضور حفل زفاف ليلة البارحة . " في الواقع , أنا الآن قادم إلى الخرج , لقد خرجت من الجامعة لتوي بعد أن تلقيت مكالمة من شرطي في قيادة أمن الطرق في الخرج , إنه يقول بأنه .. بأنه هناك شيء قد حصل لوالدي , ولكن لم يقل لي ما هو , لقد أقفل الخط بسرعة " . " يا إلهي .. لقد أحسست بأن هنالك شيء قد حصل , يا رب الطف به ". " أرجوك يا أبا سعود , أريد منك أن تذهب إلى القسم هناك و تنتظرني , إنني تائه تماما , ولا أعلم ما يجدر بي أن أفعل , أو على من يجب أن أتصل " . " لا تقلق يا بني , أنا قادم على الفور و سأكون بانتظارك , ولكن تمهل , لا تسرع , لتكن متوكلا على الله , إن والدك سيكون بخير إن شاء الله ". أغلق بدر هاتفه على الفور , و بينما هو يقترب من الخرج , كان قد رأى حادث سير على جانب الطريق , وقليل من سيارات الشرطة تحوطان بالسيارتان المتضررتان . أبطئ بدر من سرعته قليلا و مد عنقه لينظر إلى موقع الحادث , كان على ما يبدو أن السيارتان فارغتان وليس في داخلهما أحد . " عسى لم يصب أحدا بالأذى ". همس بدر بصوت خافت . عاد بدر إلى واقعه بعدما سمع صوت عبدالرحمن و هو يناديه : " هيا يا بدر , إن العقيد يطلب رؤيتك ". مشى بدر مع صديق والده , وهو يتذكر كيف أنه وصل إلى القسم و كان قد وجده بانتظاره , و قد كان رجلا قصيرا في أواخر الاربعين من عمره , ممتلئ البنية بعض الشيء , و ذا عينان يشع منهما النشاط , و شخصية بطابع ودود و ابتسامة تبعث على الراحة , كان قد أخذ بذراع بدر و بدأ بتهدئته , طالبا منه أن يستعيذ من الشيطان و يذكر الله , و طلب منه أن يجلس على المقعد و ينتظر أن يستدعيه الشرطي الذي قد اتصل به . . . .. نهاية الفصل .. .. أريد تفاعلكم و توقعاتكم .. بحفظ الله .. |
السلام عليكم ورحمة الله .. جمعة مباركة على الجميع :) جاء موعدنا لنزول الجزء الثاني , و هذه المرة سأضع الجزء (( الثالث )) أيضًا , لأنه قصير بعض الشيء .. و بخصوص الرواية ككل , فإني لا أبيح نقلها أو أخذها دون ذكر اسمي عليها .. و من أراد\ـت نقلها إلى منتدى آخر , و تنزيل الأجزاء معي أول بأول , فأرجو منه\منها تبليغي بخصوص هذا الأمر .. . . . الفصل الثاني : دخل بدر باندفاع إلى مكتب العقيد و هو يثبت نظره إلى الرجل الجالس أمامه , رجل في الخمسينات من عمره , ببزته العسكرية و وجهه الصارم الذي يتناسب مع منصبه, ولكن تلك الصرامة لم تخف نظرة الشفقة من عيني العقيد , حيث أنه كان يشعر بالأسى و الشفقة تجاه هذا الشاب . " السلام عليكم " , قال بدر و هو يتخذ لنفسه مقعدا مواجها للعقيد . " وعليكم السلام , كيف حالك يا بني ؟ ". نظر بدر بسرعة باتجاه اللوح الذهبي الصغير المثبت على المكتب , والذي كتب عليه اسم العقيد . ( العقيد : سيف عبدالله ) . قال بدر بسرعة :" اسمع أيها العقيد سيف , أنا لا أقصد أن أكون فظا أو قليل احترام , ولكن الخوف و التوتر سيقتلانني , لذلك ادخل في صلب الموضوع مباشرة , من فضلك". " حسنا يا بني , سأفعل , ولكن استهدي بالله ". نظر عبد الرحمن إلى بدر و كأنه يطلب منه أن يسترخي و يهدأ قليلا . قال بدر بخفوت :" لا إله إلا الله , المعذرة ". " لا عليك , اسمع , سأدخل إلى صلب الموضوع كما طلبت , إن والدك - عادل سليمان – كان قد تعرض لحادث ليلة البارحة ". حاول العقيد سيف أن يكون هادئا قدر المستطاع . اتسعت عينا بدر بمفاجأة , ثم اقترب برأسه قليلا إلى الأمام ; كإشارة للعقيد بأن يكمل كلامه . " لا نعلم وقت الحادث بالضبط , و أنا أقول ذلك لأنه لم يأتنا بلاغا بحصول حادث سير على الإطلاق , إنما وجد بعض رجال أمن الطرق سيارة والدك مصدومة من قبل سيارة أخرى , وجدوها الساعة 9:47 ليلا ". قال بدر مقاطعا كلام العقيد بفطنة :" عفوا أيها العقيد , لقد قلت بأنه لم يأتكم بلاغا بالحادث , و هذا يعني بأن كلا الضحيتين لم يتمكنا من الاتصال , هل حدث لوالدي شيء ؟ أرجوك قل لي بسرعة ". " لقد توقعت منك أن تقول هذا يا بدر , و أظن أنك قد رأيت الحادث في طريقك إلى هنا , أليس كذلك ؟ ". " نعم , لقد رأيته , ولكنني لم أميز السيارة , ولم يخطر ببالي أبدا أن هذا حادث والدي ! ". " لقد قلت بأنك رأيته , ولكن هل اقتربت منه , و رأيته عن كثب ؟ ". قال العقيد بنبرة غامضة . هز بدر رأسه نافيا :" لا , لم أفعل ". هز العقيد رأسه و هو ينظر إلى الاتجاه الآخر , ثم تنفس بعمق و أعاد نظره إلى بدر, و من ثم إلى عبدالرحمن الذي كان قد جلس بالقرب من بدر , ثم كسر الصمت قائلا :" لو أنك رأيت الحادث عن قرب , فلسوف يكون وقع هذه الكلمات خفيفا عليك ". قال بدر و قد بدأ يتنفس بصعوبة , و امتلأ جبينه بالعرق :" أرجوك أيها العقيد , توقف عن اللعب بأعصابي , وقل لي , هل توفي والدي ؟! ". " لا يا بني , والدك لم يتوفى , ولكنه ... , ولكنه مفقود ". نهض بدر بسرعة و هو يصرخ :" ماذا ؟! ما الذي تعنيه بمفقود ؟! , ربما ... , ربما كان يريد أن يتصل ليقدم بلاغا و لكن لم يجد إشارة اتصال في هاتفه , فذهب ليبحث عن واحدة, أو ربما وجده شخصا آخر و نقله لمشفى قريب , أو ربما ... ". قاطعه العقيد و هو يقف و يقول :" هدئ من روعك يا بني و اجلس , دعني أكمل ". أمسك عبدالرحمن ببدر و أجلسه مرة أخرى على كرسيه , ولكن هذه المرة كان واقفا خلفه . قال العقيد بهدوء :" إن والدك مفقودا يا بني , و أنا أعني ذلك حرفيا , وليس فقط والدك , و إنما أيضا الرجل صاحب السيارة الأخرى , ولكن لا نعلم هويته , فسيارته دون لوحات , ويبدو أنها مسروقة , أما بخصوص كلامك , ربما تكون محقا , ولكن نحن كنا قد باشرنا من قبل بالتحقيقات و البحث المكثف و الموسع عن الرجلين , و قد بدأنا أيضا بالدخول إلى النطاق الصحراوي ". قال عبدالرحمن بسرعة :" أيها العقيد سيف , أود أن أعلمك بأن عادل سليمان كان قادما إلى الخرج ليحضر حفل زفاف ابني سعود , و كنت قد اتصلت به بالأمس لأعرف أين وصل , حتى أتمكن من استقباله بحفاوة , و قال لي بأنه تبقى له كيلومترات معدودة للوصول ". قال العقيد بحماس يشوبه قلق :" هذا جيد يا أبا سعود , إن معرفة وقت اتصالك سيساعدنا حتما في إكمال التحقيق , أيمكنك أن تخبرني متى كان الاتصال بالضبط؟". أخرج عبدالرحمن هاتفه النقال على الفور , و نظر إلى آخر المكالمات الصادرة , بحث بسرعة عن اسم صديقه عادل , ثم هتف عاليا :" ها هو , وجدته , لقد كان الاتصال في تمام الساعة 9:15 ليلا , وقال لي أنه تبقى له تقريبا عشرة كيلومترات للوصول ". سحب العقيد ورقة صغيرة من المكتب و سجل أقوال عبدالرحمن , ثم قال و هو يحدق في الورقة التي بيده :"تقول أنك اتصلت الساعة 9:15 ليلا و قد تبقى له عشرة كيلومترات " , فكر قليلا و هو ينظر للورقة , ثم استأنف قائلا :" إن المسافة بين الحادث و حدود الخرج هي 7 كيلومترات , أي أنه تعرض للحادث بعد مكالمتك بدقائق معدودة ". صمت العقيدة لوهلة , ثم حول نظره إلى بدر قائلا :" أنا أعلم يا بدر أنك تحت تأثير الصدمة , ولكن يجب أن تعلم أننا تفاجئنا كثيرا عندما رأينا السيارتان فارغتان , و قمنا بتقديم بلاغ إلى جميع الوحدات ما بين الرياض و الخرج ليقوموا بالبحث عن والدك و الضحية الأخرى , و أنا أكره في الواقع استخدام مصطلح ( ضحية ) ولكن اسأل الله أنهما بخير , لقد بحثنا عنهما و سنستمر بالبحث ". سأل بدر و هو يهز رأسه و يحدق نحو الأرض:" كم سيستغرقكم الوقت حتى تجدوه؟ ". " أنا في الواقع لا أعلم , لكن أريد منك أن تعلم أننا نبذل حاليا قصارى جهدنا للبحث عن الرجلين , فهذه أول حادثة مثيرة للغرابة تمر علي خلال سنوات عملي كلها , ولكن لا تقلق , أعدك أننا سنبذل ما في وسعنا لإيجادهما , و أسأل الله العلي العظيم أن يكونا في صحة و عافية ". قال عبدالرحمن و هو يضع يديه على كتفي بدر لتهدئته :" كان الله في عونكم , هيا يا بدر , انهض ". " سنوافيك على الفور بآخر المستجدات حول والدك يا بدر , وقد نضطر أيضا للتحقيق معك إن احتاج الأمر لذلك , وانت أيضا يا أبا سعود , اذهبا الآن و اطلبا من الله الفرج من هذه الكربة , فإن الله سميع مجيب للدعاء". نهض بدر بضعف و ساعده عبدالرحمن في ذلك , و خرجا من القسم متوجهين إلى سيارة عبدالرحمن . " أما عبدالرحمن فكان يعد الدقائق و الساعات بانتظار المكالمة التي قد طلب منه انتظارها ... " نهاية الفصل الثاني .. دمتم بحفظ الله :) |
. . . الفصل الثالث : في مكان ما في جنوب مدينة الرياض – 8:27 ص حدق غريب الأطوار ذا اليدان المحروقتان إلى الرجل المربوط أمامه . " عليك أن تعلم فقط , أن لكل فعل ردة فعل . و ما فعلته أنت بي لم يكن بسيطا , لذلك ;أظنك تستطيع تخمين ردة فعلي" . نظر إليه الرجل المقيد أمامه , و عيناه تحمل كل معاني الصدمة , و كأنه ينتظر أحدا ليصفعه أو أن يسكب عليه ماء مثلجا ليوقظه من أسوأ كوابيسه . أستغرق الأمر ثواني ليستوعب الرجل من هو غريب الأطوار الذي أمامه , و لكن هذه الثواني كانت دهرا بالنسبة لكليهما . قال المقيد بتردد و صدمة يشوبها الكثير من اليقين :" أنت , أنت ميت , نعم , من المفترض أن تكون ميتا " . بدأ يضيق نفسه و هو يحاول أن يتحامل على صدمته و يكمل :" لقد رأيتك ميتا , نعم , لقد كنت مستلقيا بلا حركة , لقد رأيت جسدك عندما كان بلا روح ,, أنت ميت منذ 22 عاما , أنا أحلم , نعم أنا أحلم , لا يمكن لهذا أن يكون حقيقة , أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ". أغمض عيناه و هو يردد استعاذته من الشيطان . قال الآخر بهدوء :" توقف عن الاستعاذة , لا يهم إن كنت ميتا أم لا , ما يهم هو أنني عدت إلى الحياة ". " ماذا تريد مني ؟ ,, لم فعلت هذا بي ؟ و لماذا لم تقل لي بأنك حي ؟ " , قال الرجل بصراخ و آلاف الأفكار و الهواجس تعبر دماغه في الثانية الواحدة . " أنا لم أحضرك إلى هنا لتبدأ بالتحقيق معي , ولا شأن لك بدوافعي , أردت أن أقول لك بأنك تستحق و بكل جدارة كل ما على وشك الوقوع ". فتح الرجل عينيه بصدمة , و بدأ بالصراخ عاليا :" لماذا , أنا لم يكن لي شأنا بما حدث لك , أنا حتى لم أقل شيئا في تلك الساعة , لقد كنت صامتا , أتحاسبني على صمتي ؟َ! ". " ومن قال بأن الصمت أمر هين ؟! , ليتك قلت كل ما في وسعك و تركت الصمت , فصمتك أوقع بي و بحياتي وسط حلكة الجحيم ", أنحنى قليلا و أعاد الشريط اللاصق إلى فم ضحيته و هو يردد بهمس ملأه الخبث : " ستندم يا عادل , سأجعلك تشرب من نفس الكأس الذي تجرعته أنا , استمع إلى نصيحتي و أستودع كل من تحب , فالأيام المقبلة ستكون الأخيرة بالنسبة لأحدهم , إما أنت أو ابنك العزيز بدر ". بدأ عادل بإطلاق الصرخات المكتومة , و هو يحاول أن يحرر يديه المربوطتان خلف الكرسي المعدني بإحكام , و استمر في إطلاق الصرخات , وبدأ العرق في النزول من كافة أنحاء جسده , فالأمر الآن أصبح متعلقا بفلذة كبده و الشخص الوحيد المتبقي له في الحياة " بدر " . عاد الرجل إلى ضحيته وأزال الشريط اللاصق من فمه , و همس قائلا :" أتمنى أن تكون هذه كلماتك الأخيرة ". قال عادل و هو يتنفس بصعوبة بعدما أستنزف الصراخ قواه :" إياك و أن يصاب بدر بشيء , أقسم بالله أني سأحول حياتك إلى رماد , بدر لا شأن له فيما بيننا , دعه و شأنه ". قال الرجل و هو يعيد الشريط اللاصق:" توقعت أن تكون كلماتك الأخيرة مملوءة بالحكمة و الرزانة , لكنك لم تتغير , لازلت عادل الذي يحاول أن يواجه كل شيء, حتى الأشياء الأكبر بكثير من مقدرته , أما بدر , فعليك أن تعلم بأنه صاحب الشأن كله ". قال الأخير كلماته و خرج من الغرفة القديمة التي اتخذ الغبار لنفسه مسكنا فيها , و التي تشققت جدرانها , كعجوز امتلأ وجهه بالتجاعيد إثباتا لمرور الزمن عليه . أما عادل فلا يزال غارقا في تفكيره السوداوي الذي يجر روحه من جميع النواحي , كقطعة خشب في منتصف المحيط , يسحبها الموج من كل الجهات ولم تجد لها مستقر حتى الآن . . . نهاية الفصل الثالث :) أبغى توقعاتكم حبايبي .. ايش هي المكالمة اللي ينتظرها عبدالرحمن ؟ و هل لها علاقة باختطاف عادل ؟ أو أنها لأمر ثاني تمامًا ؟ و ايش ممكن تكون قصة ( غريب الأطوار ) , و اللي مفترض يكون ميت من ( 22 سنة ) ؟؟ و ليش هو متقصد بدر بالتحديد ؟؟ .. لا تحرموني من تعليقاتكم و مروركم .. و دمتم بحفظ الله :) |
السلام عليكم .. جمعة مباركة ع الجميع يارب .. قبل أبدأ بالبارت , لازم أوضح إني قررت أنزل ( فصلين ) كل جمعة بدلًا عن ( فصل ) .. لأني أطول بين كل تنزيل و الثاني , فأعتقد أنكم تستحقون شوية ( أكشن ) .. https://forums.graaam.com/images/smil...aam%20(43).gifhttps://forums.graaam.com/images/smil...aam%20(43).gif و بخصوص توقعات الفصل اللي قبل .. الوحيدة اللي جاوبت صح نسبيًا هي : Baraem al Saba .. مبرووك https://forums.graaam.com/images/smilies/msn%20(2).gif و تنبيه : لا أبيح نقل الرواية بدون ذكر اسمي عليها .. يلا نبدأ .. قراءة ممتعة :) . . . . . الفصل 4 : أخذ عبدالرحمن يحدق كل بضعة دقائق إلى بدر , و يعيد نظره إلى خط السير بينما هو يقود سيارته باتجاه منزله. بدر ذاك الشاب اليافع في الواحدة والعشرين من عمره , و الذي على الرغم من كرهه الأزلي للتعلم, إلا أنه كان قد نمى جانبا آخرا من الاهتمامات التي تشعره يوميا بأنه على قيد الحياة , و الذي لم يقع تحت سحر النجاح الذي قد حققه والده في حياته المهنية , وكل تلك الإنجازات الذي يعتبر والده حجز الزاوية فيها , وتلك الشهرة الواسعة والسمعة التي قد طرقت باب عادل سليمان لتجعل منه أهم الشخصيات و رجال الأعمال في المملكة العربية السعودية . وصل عبدالرحمن إلى منزله و طلب من بدر النزول , و سرعان ما أخذ به إلى غرفة الضيوف . " اسمع يا بني , أريد منك أن تغسل وجهك و تذكر الله تعالى , سأذهب لأطلب من الخدم أن يعدوا لك شيئا لتأكله , و بعد ذلك أريد منك أن تنام قليلا , انظر إلى وجهك , إنك تبدو شاحبا للغاية ". خرج عبدالرحمن من الغرفة آخذا معه بدر إلى دورة المياه , و تركه هناك وحده ثم خرج مسرعا, و أخذ بصعود الدرج و دخل إلى غرفته لانتظار المكالمة التي قدطلب منه أن ينتظرها . رن هاتفه النقال بعد بضع دقائق , في تمام الساعة 9:00 صباحا .. و قد ظهر اسم صديقه العزيز على الشاشة . ( عادل سليمان يتصل بك ). أجاب على الفور و هو يستمع إلى ذاك الصوت الهادئ لصديق الطفولة . " مرحبا عبدالرحمن , هل تسمعني ؟ ". " أهلا , نعم , نعم أسمعك ". " قل لي , كيف جرت الأمور ؟ ". " بشكل رائع يا عزيزي , ولا مكان للشك و الريبة على الإطلاق , إلا أن الحادث كان مثيرا للغرابة بشكل لا يصدق ". " هذا هو المطلوب , كيف سيصل الخبر للجميع إن لم يكن غريبا و مثير للتشويق ؟! , على كل حال , يجب أن تعود للرياض حالا , بصحبة بدر بالطبع , فالأمور على وشك أن تشتعل ". قال جملته الأخيرة وهو يردفها بضحكة خافتة . " أنا قادم , أعدك بأني لن أخذلك بشيء ". " أنت لم تخذلني من قبل , و لن تخذلني لاحقا , غدا سينتهي كل شيء , و سيرتاح بالك أنت قبل بالي ". " أتعلم ؟ لم أعتد يوما على نسيان مبادئي و التصرف بحقارة , ولكن من أجلك سأفعل كل شيء ". ابتسم المتصل بهدوء و هو يقول :" ما تفعله ليس حقارة , فالغاية تبرر الوسيلة , إلى اللقاء ". ألقى عبدالرحمن نظره على زوجته النائمة , لقد تهالك جسدها من بعد ليلة عرس ابنها البارحة , مثل كل أم تحتفل بابنها البكر ليلة زواجه . مشى إلى دورة المياه و خلع ملابسه , وقف تحت الماء البارد , و الذي تجبر برودته أفكار عبدالرحمن و توتره على النزول و التلاشي , أطفأ الماء بعد عشر دقائق من الاستحمام و وقف أمام المرآة و مسح شعره القصير بيديه و هو يفكر : الرجال أفعال لا كلام ... لقد انتظرت سنينا طويلة من أجل هذا الموضوع ... و قد قرر صديق عمري الخوض فيه الآن ... لن أخذله ... نعم لن أخذله ... سأجعله فخورا كما لم يبدو من قبل ... جفف جسده بسرعة و خرج ليرتدي ملابسه , كان على وشك الخروج , حتى استوقفه صوت زوجته - منى - التي لا زالت مستلقية , قالت و هي لا تزال مغمضة العينين :" إلى أين أنت ذاهب ؟ ". تنهد عبدالرحمن بضيق .. أسئلة النساء , هذا ما كان ينقصني ... " لم السؤال ؟ ". " يا إلهي , توقف عن إجابة أسئلتي بأسئلة أخرى ". " حسنا , أنا ذاهب إلى الرياض ". قال كلماته و توجه إلى الباب هربا من اعتراضاتها . جلست منى بسرعة و هي ترمق عبدالرحمن بنظرات متفاجئة :" عبدالرحمن , أتنوي السفر إلى الرياض و اليوم لديك غداء من أجل ابنك العريس ؟ إن سعود سيسافر قبيل المغرب مع زوجته , لا يمكنك تأجيل الوليمة ". " اهدئي , أنت لا تعلمين ما حدث , لقد تعرض عادل إلى حادث و هو قادم أمس , و علي الذهاب إلى الرياض الآن لتفقد حالته ". هدأت منى , ثم قالت :" من عادل هذا ؟ أهو عادل سليمان ؟ ". " نعم بالضبط , و أنا أعلم بأن الجميع سيتفهم موقفي بخصوص تأجيل الوليمة , سأعود غدا , و سنحدد موعدا آخر ". توجه إليها و قبل يدها قائلا :" عودي الآن إلى النوم , أعدك بأن لن تشعري بغيابي , فقط أدعي لي بالسلامة ". تركها و خرج نازلا إلى بدر , أخذ نفسا طويلا ليهدأ قبل أن يطرق الباب و يدخل , تفاجأ بمنظر بدر المصدوم و هو ممسك بهاتفه و عيناه متعلقة بالشاشة . سأل عبدالرحمن بخوف :" بدر , ما بك ؟ ". بدر بتوتر و عيناه لا تغادران الشاشة :" إن أبي يتصل ". " حسنا إذا , أجب , ربما وجده أحد و قرر الاتصال بك ". ضغط بدر زر الاجابة و قام بتكبير الصوت حتى يتمكن عبدالرحمن من الاستماع , تنفس بصعوبة والرعشة تلعب بيديه, ثم سرعان ما انتقلت إلى جسده كله. و قد بلغ التوتر أقصاه عندما بدأ الطرف الآخر من المكالمة بالتحدث ... .. نهاية الفصل الرابع .. يتبع الفصل الخامس ... |
الفصل 5 : مستلقي على أريكة خاوية من الحياة و الألوان , عيناه متعلقتان بالسقف و بتلك المصابيح التي تشتعل و تنطفئ بتذبذب , معلنة على اقتراب نهاية خدمتها في هذه الغرفة الأشبه بالقبر و أسوأ . يستمع إلى الأنفاس المتقطعة لبدر , و هو يتوقع انقطاعها بالكامل بعد الكلام الذي قد خطط لقوله . بدر بتوتر و تردد :" مرحبا ؟! ... أبي أهذا أنت ؟ , أجب علي أرجوك ". رد المتصل بسخرية و رغبة بالمراوغة :" في البداية قل لي , ما مدى رغبتك في رؤية والدك ؟! اختر من واحد إلى عشرة ... ! ". اندهش بدر من الصوت الغريب و المبحوح لهذا الرجل , و كأنما تقطعت حباله الصوتية ثم أعيد ربطها لتسمح لصوته بالخروج .. و استغرب السؤال الساخر منه .. لابد من انه يمازحني ! , من هذا بحق الجحيم ؟! ... رد بدر باندفاع و ثقة مصطنعة :" من أنت , و كيف وصل هاتف والدي إليك ؟ ". " أجب على سؤالي أولا ... " " قلت لك من أنت ؟ ". بدر و قد بدأ بالصراخ . قال الرجل ببرود :" حسنا , لا تريد الإجابة على سؤال , لا بأس , ما رأيك بأن نجعل اليوم الوطني لهذه السنة يوما لا ينسى ؟ ". بدر و قد بدأت أعصابه بالتلف نتيجة للاستفزاز المستمر من هذا المتصل المعتوه :" حسنا , يبدو بأنك مستغني عن سلامتك , لديك أقل من دقيقة لتخبرني ما أود معرفته و إلا ... ". " و إلا ماذا يا عزيزي ؟! " , قالها و إحدى حاجبيه ارتفع بعلو . سكت بدر لبرهة بحثا عن تهديد , ثم نظر إلى عبد الرحمن الذي وقف بالقرب منه و هو يستمع لكل حرف و كل كلمة , ثم أردف بدر قائلا :" وإلا فسوف أجعل الشرطة تتتبع هذا المكالمة , و سيتم القبض عليك في أقل من خمسة عشرة دقيقة ". قال الآخر بجدية و صوت محفوف بالحزم :" إن حاولت بأي طريقة من الطرق بأن تتتبعني أو تخبر أحدا بهذا الاتصال , فسوف يكون والدك في عداد الموتى , ما رأيك بهذا , أليس أجمل من تهديدك الطفولي يا بدر ؟". ارتعشت أطراف بدر بقسوة , و كأنما شحنة كهربائية قد سرت عبر جسده لتحفز شعره على الوقوف ... بدر بهدوء لمحاولة التفاوض بعقلانية :" حسنا , قل لي ماذا تريد بالضبط و سأكون مستعدا , فقط دع والدي و شأنه , إن كنت تريد المال , فسأعطيك كل ما تطلب , فقط أخبرني ... ". قاطع حديث بدر بضحكة هادئة وهو يقول :" الآن بدأت بالتفكير , إن المال يا عزيزي لم يكن يوما مطلبي في الحياة و لن يكون , فقط أريد أن أعرف إن كنت ذكي بما فيه الكفاية لتنقذ والدك من السقوط في وادي العار ؟". " ماذا تقصد بالعار ؟ , والدي لم يكن يوما ذا سمعة سيئة و لن يكون " , قاطعه المتصل قائلا :" هذا فقط ما تعتقد أنت و الجميع من حولك , إن خبايا الأمور سيئة , سيئة جدا ". تنهد بدر قائلا :" أنت لم تقل إلى الآن ماذا تريد , هيا تحدث ". " اليوم هو اليوم الوطني كما تعلم , و لن يمر على الرياض يوما مكتظا في السنة كهذا اليوم , خذ استعداداتك , لأنك على وشك أن تعبر من خلال شوارع الرياض التي ستمتلأ بالحمقى الذين اللذين يرتدون الأخضر , و هم بالكاد يعرفون نشيدهم الوطني " , قاطعه بدر قائلا :" سأذهب إلى أي مكان في الدنيا لاستلام والدي ". قال الآخر بخبث :" و من قال بأنك ستستلمه ؟!! , لا يا عزيزي , بدء من الساعة السادسة مساء , سيتم وضع خمس مغلفات , في خمس مواقع مختلفة في الرياض , و مهمتك هي إيجادها قبل أن يتطوع أحد لفعل ذلك ". بدر بغضب :" مغلفات ؟ , لقد خطفت والدي لأحضر لك مغلفات ؟ ". " لا , لن تحضرها إلي , بل ستحضرها من أجل نفسك , كن على استعداد , إلى اللقاء ". قال بدر بسرعة و تهور :" أتحاول استفزازي و ابتزازي ببعض المغلفات , تبا لك ولها و لما تحويه ". " لازلت متهورا , ليتك ترى ما فيها , بخصوص ما تحتويه , فإنها تحتوي على آخر شيء تتمنى بأن تراه , أما بالنسبة لموقعها , فلست الوحيد الذي سيبحث عنها , بل الرياض كلها ستساعدك في ذلك ... ". " ماذا تقصد ؟! " قال بدر بتوتر . أنهى المتصل المكالمة تاركا بدر في أزمة لم يكن يتوقعها في حياته , فوالده رهين لدى غريب مجنون , و قد هدده بشأن شيء مرتبط بعار . هل من الممكن أن يمتلك والدي أسرار بهذه الخطورة ؟ وقد وقعت بالصدفة في يدي معتوه ؟ ... هذا مستحيل ... تبا له , يريد أن يشكك ثقتي بأبي .. توقف بدر عن التفكير و هو يقول لعبدالرحمن :" لنذهب إلى الرياض حالا , أعدني لمركز الشرطة لآخذ سيارتي". .. نهاية الفصل الخامس .. أدري أن البارتات قصيرة جدًا و أعتذر عن هالشيء , لكن ان شاءالله الجايات تكون أطول أكيد .. و أتوقع بارتات اليوم فيها كثير أحداث مهمة في سير الرواية , بالرغم من أنها البداية فقط .. .. يلا أبغى توقعاتكم .. ليش عبدالرحمن موالي لـ ( غريب الأطوار ) و ايش ممكن يكون السبب اللي يخليه يطعن في ظهر عادل ؟؟ و ايش ممكن تكون قصة المغلفات ؟ و ايش ممكن يكون داخلها و مرتبط بالعار ؟؟ و ايش كان يقصد ( غريب الأطوار ) لما قال أن " الرياض كلها ستساعدك بالبحث " ؟؟؟ و ليش ما يكون الموضوع خاص ببدر .. ؟؟ .. انتظر ردودكم يا حلوين .. و انتظروني الجمعة القادمة و ببارتات أطول ان شاءالله .. دمتم بحفظ الله .. |
السلام عليكم .. جمعة مباركة ع الجميع يارب .. المرة هذي بتكون البارتات أطول من اللي قبلها .. و يوجد فيها (( شخصية رئيسية جديدة )) لها تأثير كبيير ع الرواية .. لا تحرموني من ردودكم يا حلوين .. قراءة ممتعة :) . . . . . . الفصل السادس : في تلك الأثناء , وبينما كان الغريب الكئيب ينهي اتصاله ببدر .. كان هنالك شخصا قد سمع الحوار كاملا .. واقفا خلف الباب الحديدي الصدئ .. و المطل على سلالم ضيقة و خالية من أية إنارة .. مظلمة و كأنها تقود إلى الجحيم مباشرة ... عدل ياقة ثوبه الطويل , المسدل على جسده الأقرب لجسد فرعوني محنط , و ليس جسد إنسان حي يرزق .. طرق الباب بثقة و بعدة طرقات متتالية مزعجة .. كجشعه الأعمى تماما .. فُتِح الباب و نظر الرجل إلى الطارق بنظرات موحشة و دون أن يرمش .. قال بصوته الأجش :" هل كنت تسترق السمع ؟! " ارتبك الطارق و قال بتهرب :" لدي بعض المستجدات , ألن تدعوني إلى الداخل ؟ ". نظر الرجل إليه من أعلى ماسحا جسده بالكامل , و شاقا طريقه إلى الأسفل .. قال في نفسه : " ما حجم حظي العسر الذي رماك في وسط طريقي أيها الأبله ؟! .. و لكنك الأبله الوحيد الذي سيقود الجميع إلى الداخل .. و الوحيد ذو إمكانية عالية على الولوج إلى ما أريد .. " ابتسم بتثاقل و فتح الباب على مصراعيه و دخل إلى شقته .. تبعه الزائر الثقيل و أغلق الباب بقدمه , محدثا صريرا عاليا لطالما كرهه الجيران في الأسفل .. جلس الرجل – غريب الأطوار - على الأريكة المنفردة في الغرفة و هو ينادي زائره :" سلطان ". كان سلطان على وشك إشعال سيجارة قد اصبحت على أطراف شفتيه المتشققتين , نظر سلطان إلى الرجل و أرخى سيجارته و أعادها إلى جيبه .. وتقدم ليجلس على كرسي صغير موضوع أمام الأريكة .. كان المكان مظلما , وكأن الوقت ليس صباحا .. و كأن الشمس مسبلة ثوب الظلام .. و لكن على حائط واحد فقط , توجد نافذة صغيرة يتسلل منها الضوء بشكل خفيف ليسقط على وجه الرجل , جاعلا سلطان يرى ذاك الوجه و كأنها أول مرة , ذاك الوجه الذي يجلد من رآه بحدة ملامحه ... " ما مستجداتك ؟ , أفعلت ما أمرتك به ؟ " قال الرجل و هو يرفع إحدى حاجبيه بانتظار الرد .. " خمس مغلفات , و بداخلها نفس المحتوى , جاهزة و مكتملة تماما , كل ما تبقى لنا هو دسها في الأماكن التي تريد ". هز الرجل رأسه بموافقة و هو ينظر للأسفل , أعاد نظره إلى سلطان و هو يقول :" في الخامسة مساء سأخبرك بأول موقع , و في السادسة تماما أريد المغلف أن يكون في مكانه , و لا أريد أن يلمحك أحدا , أهذا مفهوم ؟" رد سلطان وهو يتنفس بغيظ و يغمض عينيه :" توقف عن استخدام هذا الأسلوب معي , و كأنك تأمر عاملا كان قد اعتاد خدمتك منذ الصغر ". توقف الرجل و تبعه سلطان , و كان الرجل يقترب بابتسامة واسعة جعلت جزء من أسنانه المقززة واضحة للملأ .. قال و هو يضع اذنه بالقرب من فم سلطان :" عفوا ؟ , لم أسمعك بوضوح ". ارتبك سلطان و هو يلتفت للجهة الأخرى , عالما تماما ما الذي تعنيه كلمات هذا المجنون .. يا إلهي , لم يجدر بي التحدث معه هكذا , ليتني سكت ... أمسك الرجل وجه سلطان بيده المحروقة , و هو يشد بقوة و كأنما خلقت يده من معدن استغرق صقله سنين . رد سلطان محاولا لتهدئة الوضع :" توقف لحظة , أنا... ". ارتبك سلطان بشدة وهو ينظر إلى العينين المشدودتين و اللتان تبدوان بأنها لا تعرف الرحمة ... قال الرجل و هو ينصب عينيه مباشرة في عيني سلطان - بتركيز و قوة ليس لهما نظير - :" لست مضطرا بأن أذكرك من منا محتاج للآخر , أليس كذلك يا (( أبا حنين )) ؟؟ ". نظر سلطان إلى الرجل و قال وهو يعض على اسنانه بقوة :" ضع عائلتي خارج الموضوع ". أفلت الرجل قبضته و عاد إلى أريكته قائلا :" بحق السماء يا سلطان , أنت الذي أدخلتهم إلى الموضوع منذ الأساس , لم أرغمك على شيء ... ". تنفس سلطان بعمق محاولا تهدئة أعصابه , و رد قائلا :" حسنا أنا آسف , لم أقصد أن اقول ما قلته للتو , ولكنك تعلم بان أسلوبك بالأمر مستفز للغاية , كل ما أردته منك هو أسلوب لبق بعض الشيء .. ". رفع الرجل يده آمرا :" لنقطع هذا الحديث حالا ". صمت سلطان بغيظ و هو يعاود الجلوس و لكن بمسافة أبعد بقليل عن هذا المخلوق اللامنطقي ... فكر الرجل قليلا ثم قال بحزم :" أريدك أن تستخدم بعض المرتزقة ليضعوا المغلفات في أماكنها بدلا عنك ". " لماذا .. ؟! .. أستطيع فعل ذلك لوحدي ", قال سلطان بحدة . أغمض الرجل عينيه بتعب , فهو يعلم أسباب سلطان التي تجعله يود أن يقوم بكل شيء لوحده . قال الرجل بهدوء وبطء يوحيان باقتراب العاصفة :" هل تود أن يراك أحد و أنت تقوم بأفعالك الجالبة للفخر ؟! توقف عن التصرف بتسرع , إن لمحك أحد فستكون أنت في مصيبة , وليس أنا , بجانب أن لا أحد يعلم بوجودي أصلا .. " " حسنا , مثلما تريد .. " تمتم سلطان وهو يقف استعداد للخروج .. ارتخى الرجل على أريكته واضعا ذراعه - ذات النتوءات و العلامات الزرقاء - على رأسه .. أغمض عيناه و هو يعلم تماما بأنها لن تذوقا طعم الراحة بعد اليوم , وجسده لن يتذوق لذة الاسترخاء لثانية واحدة حتى .. شارف سلطان على الخروج , و لكنه التفت قائلا :" فيصل , هل غفوت .. ؟ ". فتح فيصل عيناه الهرمتان بشعور غريب مجهول المصدر , لقد مر وقت طويل منذ أن سمع اسمه من شخص غريب نسبيا كـ سلطان .. رد بهدوء :" ألم ينتهي حديثك ؟ ". " أين عادل ؟ أود أن أراه ". وقف فيصل بغضب و كاد أن يحطم كل شيء أمامه , وثب بسرعة و عيناه لا تبشران بخير .. أمسك به من ياقة ثوبه بعنف و ضربه بقوة على الحائط , قوة جعلت رأس سلطان يرتطم بشدة و يأن بألم و هو يحاول أن يستوعب أحداث الثلاث ثوان الماضية ... قال فيصل بصوت غاضب و شديد يوشك أن يصم أذان سلطان من حدته :" ليس لك شأن عند عادل , إن سألت مرة أخرى عنه فسأربطك بجانبه و أضرم النيران بكما و أنا أضحك بتشمت , كل ما عليك هو أن تنفذ ما آمرك به , لا تحاول أن تدس أنفك في شيء غير ذلك , أهذا مفهوم ؟! ". قال فيصل كلماته و قد اشتعلت عيناه باحمرار و نضخت عروق وجهه بوضوح . نظر سلطان إلى فيصل بهدوء يعاكس الشعور القاتل بداخله , و قال ابتسامة عوجاء :" كنت أريده أن يرى ما يقتله وهو حي قبل أن يموت فعليا , ولكن لا يهم , ولست أكترث لشأنه في الواقع , ولكن كل ما أريده هو أن أخرج من مصائبك ممتلئ الجيوب ". أفلت فيصل سلطان و ذهب إلى باب شقته , فتحه و هو يقول :" سبق لي و أن وعدتك بكل شيء تتمناه , ولكن أنا لا أعطي قبل أن آخذ , هيا أخرج ". التقط سلطان شماغه الذي سقط بفعلة فيصل , و وضعه خلف رأسه عندما شعر بشيء دافئ يتدفق ببطء - عندما كان فيصل يمسك به - , نظر سلطان إلى شماغه و الدماء التي غطته .. و أعاد نظره إلى فيصل , الذي قام بدوره بمد يده بمعنى ( اخرج ) .. خرج سلطان بسرعة و هو يحاول أن يصطبر على انفعالات فيصل القاسية , واعدا نفسه بأن ينتهي كل هذا قريبا .. أما فيصل فقد نظر إلى المكان الذي ضرب رأس سلطان فيه و قد رأى بقعة دماء صغيرة نسبيا .. مشى نحوها وهو يخلع قميصه ليمسحها به , ولكنه توقف .. و عاد أدرجاه إلى الأريكة .. (( تاركا قطرات الدماء تنساب ببطء على طول الحائط ... )) . . . نهاية الفصل السادس .. |
الفصل السابع : كان مركز الشرطة يبعد مسافة عشر دقائق فقط عن منزل عبدالرحمن .. و لكن هذه الدقائق أعادت بدر إلى عدد من السنين المنصرمة , إلى تلك اللحظات التي تشاركها مع والده و التي قضياها لوحدهما .. و أعادته بقسوة إلى اللحظات التي تمنى فيها وجود أم و طرف حنون في هذه الحياة , حتى كبر و شب ليعي بأن والده قد أجبر نفسه على امتلاك الطرفين – العاطفي الأنثوي و المنطقي الرجولي – ليسد احتياجات ابنه المتمثلة في الأحاسيس المرهفة لأي مراهق , و المتطلبات المتهورة لأي شاب .. أعادته تلك النقطة إلى ذاك اليوم المأساوي , عندما كان في السابعة عشر من عمره .. حيث عاد إلى المنزل في وقت متأخر حسب توقيت عادل سليمان , حيث كانت الساعة الواحدة و النصف من بعد منتصف الليل ... دخل المنزل بهدوء شديد و هو يجمع أكبر قدر من الأعذار الصادقة و التبريرات التي ظن بأنها ستقنع والده و تردعه عن أي عقاب سينفذه .. توجه مباشرة إلى غرفة الجلوس التي لمح أضوائها المشتعلة و هو يصعد السلالم لمنزلهم الكبير و الفخم الباذخ .. على الرغم من أنه لا يسكن فيه سوى هو و والده عادل , و خادمة كبيرة بالسن عرضت أن تعمل لديهم بشرط أن يرافقها ابنها البكر , و يعمل لديهم في نفس المنزل ... وصل بدر إلى غرفة الجلوس الكبيرة , ذات النوافذ العالية التي تصل الى السقف , و هو ينظر إلى ساعته , محاولا استيعاب فداحة الخطأ الذي وقع فيه , و لكن استوقفه منظر والده المثير للرعب و الرهبة ... فقد كان يجلس على ركبتيه بجانب إحدى الطاولات التي تتوسط الغرفة , و قد كان منحنيا بعض الشيء على نفسه و هو يضع يديه على آذانه و كأنما هناك من صرخ في وجهه و أرعبه .. وقف بدر مشدوها مرعوبا من منظر والده الذي لم يره من قبل , و الذي بدا و كأنه طفل صغير قد رأى كائنا أسطوريا مرعبا ... لم يبدو عادل أبدا بهذا الضعف و الانكسار من قبل , اقترب بدر بسرعة و هو يحاول أن يبعد يدا والده عن وجهه و أذنيه و يجعله يرى بأنه قد عاد إلى المنزل .. و لكن ما ان اقترب بدر منه حتى رآه يرتجف بشكل مثير للقلق , و هو يهمس بكلام نصفه مفهوم , و النصف الآخر ضاع في حنجرة عادل الخائفة .. لم يتمالك بدر نفسه , و حاول أن يتكلم , و قد اكتساه الخوف من رأسه حتى أخمص قدميه : " أبي , أبي أرجوك ...ماذا حدث ؟؟ ". رفع عادل رأسه و لاتزال الرجفة تتخذ من جسد عادل مسكن , وقعت عيناه على ابنه , و ارتعب بدر من عينا والده الحمراء و كأنهما قطع جمر في حلكة الظلام , استمر عادل في الهذيان و قد سقط شماغه من على رأسه و ساءت حالته , حاول بدر قدر المستطاع ان يفهم ما كان والده يحاول قوله : " أيــ .. أين .. كــ كنت ؟ " قال عادل و الهواء بالكاد كان يخرج من صدره ... " أبي , اقسم لك أني كنت مع رفاقي , و أنت أعلم بهم أكثر مني , أرجوك قل لي لم هذا الخوف ؟! ". قال بدر محاولا تهدئة والده , الذي قام بدوره برفع رأسه للأعلى و هو يتنفس بعمق , محاولا إزالة آثار الرعب من صدره , ثم أعاد نظره إلى ابنه و هو يقول : " و ماذا عن هاتفك ؟ " قال عادل بهدوء , ثم اتبع هدوئه هذا بصراخ يكاد أن يساوي الجدران بالأرض : " لماذا لم تجب على هاتفك عندما اتصلت ؟" ... و نظر إلى ابنه بحدة لا تسبقها حدة , و هو يتنفس بصوت قوي وكأنه فرس جامح سيقتلع كل ما أمامه ... استغرب بدر خوف والده , الذي رآه من وجهة نظره - غير منطقي - ... صحيح بأن جميع الآباء يخافون أشد الخوف على أبنائهم و فلذات كبدهم , و لكن ليس بالمستوى الذي وصل إليه والده عادل , و الوضعية المثيرة للريبة التي رآه عليها عندما دخل , فسر بدر ذلك الخوف الذي شعر لجزء بسيط من الثانية بأنه ..." خوف مَرَضي " ... قال بدر لنفسه : " ربما لأنه لم يبق له على وجه هذه البسيطة من أهل سواي , و قد خاف فقداني كما فقد الجميع من قبلي ... " توقف بدر عن تفسيراته , وهو يمد يده بهدوء نحو جيب ثوبه , فأخرج هاتفه النقال الذي كان محطما بالكامل , و وضعه بين يدي والده و هو يقول بخفوت : " لقد تحطم هاتفي بالكامل , حاولت أن أتصل بك لأخبرك عن هذا حتى لا تقلق , و لكنك أنت أيضا لم تجب , لقد أعارني إحدى الشبان هاتفه لأتصل بك , و لكن لا من مجيب !! ". أمسك عادل بالهاتف و هو ينظر إلى ابنه نظرات استفسار , و قد فهم بدر مغزى النظرات و قال بإقدام : " لقد سقط مني سهوا عندما كنت راكبا إحدى الدراجات النارية في المخيم مع رفقائي "... اقترب عادل برأسه من ابنه , حتى لم يبق بينهما سوى مسافة تقاس بالملميترات , و قد ظن بدر بأن والده سيخبره سرا ... ولكن عادل قام بشم رائحة ابنه , و عاد ليشتم عنقه بقوة , و قد امسك بياقة ثوب بدر بشدة , رفع عادل رأسه بقوة قائلا : " أهذه رائحة سجائر التي في ملابسك ؟؟"... ارتبك بدر بشدة , فهو ليس مدخنا ولن يكون , و لم يكن أحدا من أصحابه كذلك , إنما كانت رائحة السجائر بسبب مجموعة من الشباب الذين قدموا إلى بدر و أصحابه ليسألوهم عن أقرب جهة تؤدي إلى الطريق المعبّد , ولكن هؤلاء الفتية , كانوا مدخنين و بشراهة , ولسوء حظ بدر , هو الذي اضطر أن يحدثهم و يدلهم إلى مقصدهم , بعدما تشبعت ملابس بدر و انتشت اثر رائحة سجائرهم و أفواههم ... طال صمت بدر ... حتى ظن عادل بأن السجائر كان مصدرها ابنه , وقف بسرعة و هو لايزال ممسكا بابنه بقوة , و لم يعتد بدر أبدا هذه العنف من والده , الذي لم يرى منه سوى الثقة العمياء به منذ مجيئه إلى الدنيا ... صرخ عادل عاليا مرة أخرى وهو يقول :" لقد سألتك فأجبني , هل السجائر لك ؟؟ "... " لا ليست لي , أقسم لك يا أبي بأنها ليست لي .. ". رد بدر باندفاع , و كأنما صراخ عادل قد أيقظه من تبلده ... " لمن هي إذن ؟؟ "... " إنها لأحد الفتية الذين مروا بجانبنا و تحدثوا إلينا قليلا , لقد وقفت معهم لفترة و أنا أدلهم على الطريق السريع , فعلقت رائحتهم بي , أقسم لك أن هذا ما حدث ! ".... قرر عادل بأن يقتنع , أو ربما يتظاهر بالاقتناع... " حسنا , لماذا عدت متأخرا !؟ لقد قلت لك أنه يجب أن تكون في المنزل قبل الثانية عشر ... " وضع بدر يديه فوق يدي والده التي على ياقة ثوبه , و رد قائلا :" أنت تعلم جيدا المسافة بين منزلنا و المخيم , لقد خرجت من المخيم في تمام العاشرة , و لكن الازدحام كان قاتلا , أقسم لك يا أبي " ... ظل عادل ممسكا بابنه , ولكن يداه قد ارتختا قليلا , و قد أغمض عيناه بتعب , و كأنما هذه الليلة قد زادت من عمره سنين .. بالرغم من بساطة ما حدث مقارنة بالمصائب التي يفعلها شباب هذه الأيام ... !! استغرب بدر وجه أبيه , و قد رأى بأن شفتيه قد بدأتا بالارتجاف , و هو يبلع ريقه بصعوبة , ويبدو أن والده لم يعي حتى هذا الوقت بأن ابنه قد أصبح شابا , و ليس عليه خوف بعد الآن ... قال عادل بابتسامة ذليلة , وصوت خافت برجاء : " لا تضيع ثقتي فيك , أرجوك يا بدر , إن كنت في يوم من الأيام قد أحببتني و تريد البِرَ بي , فلا تفرط بشبابك أرجوك .. " و مع استمرار حديث عادل الذي كان ينبع من حرقة قديمة في قلبه , بدأت دموعه بالنزول , تلك الدموع الرجالية التي لا تسقط إلا من سبب لا يفوقه شيء في القسوة .. أكمل عادل حديثه قائلا : " لقد فقدت أغلى ما أملك عندما كنت بعمرك تماما , في السابعة عشر , فقدت ما لا يستطيع أحدا سوى الله أن يعيده , فلا تجعلني أرى الأمر يتكرر فيك "... صمت عادل و عيناه تشرحان معاناة قديمة لا يعرف بدر عنها أبدا , و قد شعر بفضول عارم لمعرفة سبب دموعه والده التي طعنت بدر في ذاكرته ... و لم يشعر بدر بالندم في حياته كهذه اللحظة , و مع أحاسيسه المرهفة و قلبه الشاب الذي حن على والده , كانت دموعه هو أيضا على وشك النزول , و قد امتلأ رأسه بذاك الصداع المؤلم الذي يسبق لحظات البكاء القاسية ... استيقظ بدر من هذه الذكرى التي لا تثبت سوى شدة محبة والده له , بالرغم أنه لا يستخدم معه ألفاظا حنونة أو لمسات لطيفة , و لكن حب والده له كان على شكل آخر .. كل على شكل اهتمام صامت و عزم شديد بالأمور , و تعليمه بأن لا شيء يستطيع أن يقف أمام أحلامه و الوصول إلى أهدافه سوى تلك الأعذار الواهية التي قد يضعها هو أمام نفسه ... زادت رغبة بدر الشديدة في إيجاد والده , و قد أقسم بداخله بأن يجده و يفك أسره من ذاك المعتوه , حتى لو كلفه هذا الأمر حياته ... التفت بدر ليجد نفسه أمام مركز الشرطة , و كان عبدالرحمن يشير إلى بدر باتجاه سيارته.. نزل بدر بسرعة متجاهلا سيارته و متوجها إلى الداخل .. و هو يفكر بما سيقوله للعقيد قبل أن يعود للرياض ... (( متمنيا أن ما سيقوله سيخفف عنه المعاناة قليلا , و يعطيه مجالا و وقتا أكثر في البحث )) . . . نهاية الفصل السابع .. . . . و أخيرًا عرفتوا اسم ( غريب الأطوار ) :) .. و فيه كثير أشياء أبغاكم تتوقعونها عن فيصل .. ليش فيصل كان غير مرتاح لسلطان ؟؟ و ليش مع ذلك مازال على علاقة فيه .. ؟؟ و ايش كان يقصد لما قال لسلطان أنه هو اللي دخل عائلته في المشاكل و الأ/ور اللي بينه و بين فيصل ؟؟ و أهم شي .. ليش فيصل ما مسح بقعة الدم اللي في الجدار , اللي هو دم سلطان .. ؟؟ و ننتقل الحين لبطلنا اليافع (( بدر )) .. ايش ممكن يكون سبب خوف عادل الشديد لابنه بدر ؟؟ و ايش السبب اللي خلاه يبكي بالشكل هذا ؟؟ و أهم شي .. ايش ممكن يكون الشي اللي فقده عادل لما كان بعمر ال 17 , واللي خلاه يخاف على بدر أكثر و أكثر ؟؟ .. منتظرة توقعاتكم يا حلوين .. و لنا لقاء الجمعة القادم .. و عندي طلب صغيرون مرة (( أبغاكم تجيبون صور لأشخاص تحسون أنهم يشبهون أبطال روايتي )) .. حابة أشوف مدى خيالكم .. و دمتم بحفظ الله :) |
الساعة الآن 07:51 PM |
Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.