شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة (https://www.rewity.com/forum/f407/)
-   -   لماذا أرى ملاكًا وسَط جحيمي ؟ / للكاتبة "عذاري" ، فصحي مكتملة (https://www.rewity.com/forum/t319658.html)

لامارا 04-04-15 11:40 AM

لماذا أرى ملاكًا وسَط جحيمي ؟ / للكاتبة "عذاري" ، فصحي مكتملة
 




،


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

،



نقدم لكم رواية
لماذا أرى ملاكًا وسَط جحيمي
للكاتبة "عذاري"
،

،
قراءة ممتعة لكم جميعاً.....
،


لامارا 04-04-15 11:41 AM

رابط لتحميل الرواية



بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ..

.
.
منذ فترة ليست ببعدية أصبحت شغوفة بالقراءة بشكل لا يصدق , و لم أكتفي بذلك فحسب , بل أصبحت عاشقة للكتابة .. و لذلك أتيت لكم , محملة بما كتبته و متفائلة بحجم السماء أنها ستحوذ على إعجابكم ..

منتديات غرام كانت الأفضل و لازالت , و لذلك اخترتها لتكون المنزل لروايتي , التي لن أضحي بوضعها في مكان غير لائق لها ..

و أتمنى من كل قلبي أن أرى قراء و متابعين و متفاعلين ..

روايتي اسمها : انعكاس مشوّب .. و ستلاحظون بشكل غريب أنها رواية مختلفة جدًا عن الروايات التي تُنشر على الانترنت حاليًا .. إنها نوعًا ما رجالية ..
و أنا لست من عشاق الكتابات العاطفية و الغزلية ..
لذلك روايتي هي لأؤلئك الذين يعشقون الحماس و التشويق بعيدًا عن العواطف ..


و أود التنويه من البداية : أن موعد نزول الأجزاء , سيكون يوم الجمعة .. إما صباحًا أو مساءً ..
حتى نكون على وضوح من البداية https://forums.graaam.com/images/smilies/msn%20(2).gif


(( و أرجو من أعماق قلبي أن لا تشغلكم الرواية أو الروايات الأخرى عن حياتكم الواقعية و عن عباداتكم .. ))

https://upload.rewity.com/upfiles/u2x63218.png

لامارا 04-04-15 11:44 AM


.
.
.
.
مقدمة
.
.
.
.
.

***
... لن يتجاهل أحدًا حديثك قبل أن تموت , سواء أكان حديثك مهمًا أو تافها ...

***
.
.
.
.

المملكة العربية السعودية – الرياض 1:02 ص .


نظر بكل تردد و إقدام إلى اللوح المعدني الذي أمامه , الذي سرعان ما تحول لونه إلى الأصفر ; نتيجة للتسخين الذي استمر لساعتين متواصلتين .
وضع يداه المتقدمتان في العمر على اللوح , و بدأ بسماع الهسيس المؤلم ليديه اللتان بدأتا بالاحتراق .

نكرة .
أنا لا شيء سوى نكرة .
و النكرة لابد أن يكون بلا بصمات , أليس كذلك ؟

بدأ برفع يديه ببطء شديد بعد أن أخذتا كفايتهما من الاحتراق , و نظر إليهما بألم مصحوب بسعادة متناهية .

هذا رائع , لا شيء سوى جلدي الآن .

وضع يداه تحت الماء البارد تخفيفا للألم الذي قد ألمّ بهما .
مشى ببطء إلى حافة البناية القديمة - التي قد اتخذ لنفسه ملجأ في أعلاها – و ألقى بنظره إلى الليل المرير و الأضواء الخافتة للأحياء و الطرقات العفنة الفقيرة .

ثم همس بسعادة:
" ها قد بدأت رحلتي الملتوية في عالم الخطايا ".

..





لامارا 04-04-15 11:47 AM

الفصل الأول :


استيقظ بدر مفزوعا بعد أن غفي لدقائق على مقعد صغير في قسم الشرطة , وضع يده على عينيه و هو يردد : " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ".

و وقف بسرعة بعد أن تذكر سبب وجوده في القسم; إنه ذلك الاتصال الذي كان قد ورده على هاتفه هذا الصباح , و الصوت الثقيل للشرطي على الطرف الآخر من المكالمة , وكان لازال يتذكر كل حرف من تلك المكالمة المثيرة للغرابة :

" السلام عليكم " , قال الشرطي بصوت هادئ .

" و عليكم السلام " .

" أأنت الأخ بدر عادل سليمان ؟ " .

" نعم , إنه أنا , كيف لي أن أساعدك ؟ " .

" أنا محمد سالم , شرطي من قيادة أمن الطرق في محافظة الخرج ".

" أهلا أخ محمد , ما الأمر ؟! " .

" أنا اتصل بك بشأن والدك - الأستاذ عادل سليمان – و نحن نطلب منك أن تأتي إلى محافظة الخرج بأسرع ما يمكنك , فالأمر طارئ جدا ".

" ما الأمر ؟ هل حصل لوالدي أي مكروه ؟".

" يا أخ بدر , إن الموضوع أعقد بكثير من أن نناقشه على الهاتف ... إن مجيئك هو شيء حتمي ".
" حسنا , أنا .. أنا قادم على الفور " .

و تذكر كيف أستأذن من مشرف الطلبة في جامعة الإمام محمد بن سعود بأن يأذن له بالخروج لأمر طارئ , كان قد خرج من الجامعة و أخذ على الفور أقرب خط رئيسي يمَكنه من الوصول إلى الخرج .

أخذ يقود سيارته و نبضات قلبه تتسارع مع كل دقيقة .

" لقد قال بأن شيء في غاية الغرابة قد حصل , ما عساه أن يكون ؟ "

سمع صوت هاتفه النقال مرة أخرى , و أشاح بنظره عن الطريق لثواني و رد بسرعة خوفا منه أن يكون ذلك الشرطي مرة أخرى :

" ألو ؟ ".

" بدر , السلام عليكم ".

" و عليكم السلام , من معي ؟ ".

" أنا عبدالرحمن , أبو سعود , إنني صاحب والدك " .

تزايدت نبضات بدر مع ذكر والده ...

" أهلا أبو سعود " .

" أهلا بك , اسمع , أنا حقا لا أريد أن أطيل المكالمة عليك ولكن .. لقد كان حفل زفاف ابني سعود ليلة البارحة , في محافظة الخرج , و كنت متأكدا تماما أن والدك سيأتي , لقد تحدثت إليه قبل وصوله إلى الخرج بعدة كيلومترات و قال لي بأنه قريب , ولكنه لم يأت , و أنا قلق عليه , هل هو بخير ؟ ".

يا إلهي , هذا صحيح , لقد كان والدي قد تلقى دعوة لحضور حفل زفاف ليلة البارحة .

" في الواقع , أنا الآن قادم إلى الخرج , لقد خرجت من الجامعة لتوي بعد أن تلقيت مكالمة من شرطي في قيادة أمن الطرق في الخرج , إنه يقول بأنه .. بأنه هناك شيء قد حصل لوالدي , ولكن لم يقل لي ما هو , لقد أقفل الخط بسرعة " .

" يا إلهي .. لقد أحسست بأن هنالك شيء قد حصل , يا رب الطف به ".

" أرجوك يا أبا سعود , أريد منك أن تذهب إلى القسم هناك و تنتظرني , إنني تائه تماما , ولا أعلم ما يجدر بي أن أفعل , أو على من يجب أن أتصل " .

" لا تقلق يا بني , أنا قادم على الفور و سأكون بانتظارك , ولكن تمهل , لا تسرع , لتكن متوكلا على الله , إن والدك سيكون بخير إن شاء الله ".

أغلق بدر هاتفه على الفور , و بينما هو يقترب من الخرج , كان قد رأى حادث سير على جانب الطريق , وقليل من سيارات الشرطة تحوطان بالسيارتان المتضررتان .

أبطئ بدر من سرعته قليلا و مد عنقه لينظر إلى موقع الحادث , كان على ما يبدو أن السيارتان فارغتان وليس في داخلهما أحد .

" عسى لم يصب أحدا بالأذى ". همس بدر بصوت خافت .

عاد بدر إلى واقعه بعدما سمع صوت عبدالرحمن و هو يناديه :

" هيا يا بدر , إن العقيد يطلب رؤيتك ".

مشى بدر مع صديق والده , وهو يتذكر كيف أنه وصل إلى القسم و كان قد وجده بانتظاره , و قد كان رجلا قصيرا في أواخر الاربعين من عمره , ممتلئ البنية بعض الشيء , و ذا عينان يشع منهما النشاط , و شخصية بطابع ودود و ابتسامة تبعث على الراحة ,

كان قد أخذ بذراع بدر و بدأ بتهدئته , طالبا منه أن يستعيذ من الشيطان و يذكر الله , و طلب منه أن يجلس على المقعد و ينتظر أن يستدعيه الشرطي الذي قد اتصل به .



.
.

.. نهاية الفصل ..

.. أريد تفاعلكم و توقعاتكم ..

بحفظ الله ..



لامارا 04-04-15 01:26 PM




السلام عليكم ورحمة الله .. جمعة مباركة على الجميع :)

جاء موعدنا لنزول الجزء الثاني , و هذه المرة سأضع الجزء (( الثالث )) أيضًا , لأنه قصير بعض الشيء ..

و بخصوص الرواية ككل , فإني لا أبيح نقلها أو أخذها دون ذكر اسمي عليها ..

و من أراد\ـت نقلها إلى منتدى آخر , و تنزيل الأجزاء معي أول بأول , فأرجو منه\منها تبليغي بخصوص هذا الأمر ..



.
.
.



الفصل الثاني :



دخل بدر باندفاع إلى مكتب العقيد و هو يثبت نظره إلى الرجل الجالس أمامه , رجل في الخمسينات من عمره , ببزته العسكرية و وجهه الصارم الذي يتناسب مع منصبه, ولكن تلك الصرامة لم تخف نظرة الشفقة من عيني العقيد , حيث أنه كان يشعر بالأسى و الشفقة تجاه هذا الشاب .

" السلام عليكم " , قال بدر و هو يتخذ لنفسه مقعدا مواجها للعقيد .

" وعليكم السلام , كيف حالك يا بني ؟ ".

نظر بدر بسرعة باتجاه اللوح الذهبي الصغير المثبت على المكتب , والذي كتب عليه اسم العقيد .

( العقيد : سيف عبدالله ) .

قال بدر بسرعة :" اسمع أيها العقيد سيف , أنا لا أقصد أن أكون فظا أو قليل احترام , ولكن الخوف و التوتر سيقتلانني , لذلك ادخل في صلب الموضوع مباشرة , من فضلك".

" حسنا يا بني , سأفعل , ولكن استهدي بالله ".

نظر عبد الرحمن إلى بدر و كأنه يطلب منه أن يسترخي و يهدأ قليلا .

قال بدر بخفوت :" لا إله إلا الله , المعذرة ".

" لا عليك , اسمع , سأدخل إلى صلب الموضوع كما طلبت , إن والدك - عادل سليمان – كان قد تعرض لحادث ليلة البارحة ". حاول العقيد سيف أن يكون هادئا قدر المستطاع .

اتسعت عينا بدر بمفاجأة , ثم اقترب برأسه قليلا إلى الأمام ; كإشارة للعقيد بأن يكمل كلامه .

" لا نعلم وقت الحادث بالضبط , و أنا أقول ذلك لأنه لم يأتنا بلاغا بحصول حادث سير على الإطلاق , إنما وجد بعض رجال أمن الطرق سيارة والدك مصدومة من قبل سيارة أخرى , وجدوها الساعة 9:47 ليلا ".

قال بدر مقاطعا كلام العقيد بفطنة :" عفوا أيها العقيد , لقد قلت بأنه لم يأتكم بلاغا بالحادث , و هذا يعني بأن كلا الضحيتين لم يتمكنا من الاتصال , هل حدث لوالدي شيء ؟ أرجوك قل لي بسرعة ".

" لقد توقعت منك أن تقول هذا يا بدر , و أظن أنك قد رأيت الحادث في طريقك إلى هنا , أليس كذلك ؟ ".

" نعم , لقد رأيته , ولكنني لم أميز السيارة , ولم يخطر ببالي أبدا أن هذا حادث والدي ! ".

" لقد قلت بأنك رأيته , ولكن هل اقتربت منه , و رأيته عن كثب ؟ ". قال العقيد بنبرة غامضة .

هز بدر رأسه نافيا :" لا , لم أفعل ".

هز العقيد رأسه و هو ينظر إلى الاتجاه الآخر , ثم تنفس بعمق و أعاد نظره إلى بدر, و من ثم إلى عبدالرحمن الذي كان قد جلس بالقرب من بدر , ثم كسر الصمت قائلا :" لو أنك رأيت الحادث عن قرب , فلسوف يكون وقع هذه الكلمات خفيفا عليك ".

قال بدر و قد بدأ يتنفس بصعوبة , و امتلأ جبينه بالعرق :" أرجوك أيها العقيد , توقف عن اللعب بأعصابي , وقل لي , هل توفي والدي ؟! ".

" لا يا بني , والدك لم يتوفى , ولكنه ... , ولكنه مفقود ".

نهض بدر بسرعة و هو يصرخ :" ماذا ؟! ما الذي تعنيه بمفقود ؟! , ربما ... , ربما كان يريد أن يتصل ليقدم بلاغا و لكن لم يجد إشارة اتصال في هاتفه , فذهب ليبحث عن واحدة, أو ربما وجده شخصا آخر و نقله لمشفى قريب , أو ربما ... ".

قاطعه العقيد و هو يقف و يقول :" هدئ من روعك يا بني و اجلس , دعني أكمل ".

أمسك عبدالرحمن ببدر و أجلسه مرة أخرى على كرسيه , ولكن هذه المرة كان واقفا خلفه .

قال العقيد بهدوء :" إن والدك مفقودا يا بني , و أنا أعني ذلك حرفيا , وليس فقط والدك , و إنما أيضا الرجل صاحب السيارة الأخرى , ولكن لا نعلم هويته , فسيارته دون لوحات , ويبدو أنها مسروقة , أما بخصوص كلامك , ربما تكون محقا , ولكن نحن كنا قد باشرنا من قبل بالتحقيقات و البحث المكثف و الموسع عن الرجلين , و قد بدأنا أيضا بالدخول إلى النطاق الصحراوي ".

قال عبدالرحمن بسرعة :" أيها العقيد سيف , أود أن أعلمك بأن عادل سليمان كان قادما إلى الخرج ليحضر حفل زفاف ابني سعود , و كنت قد اتصلت به بالأمس لأعرف أين وصل , حتى أتمكن من استقباله بحفاوة , و قال لي بأنه تبقى له كيلومترات معدودة للوصول ".

قال العقيد بحماس يشوبه قلق :" هذا جيد يا أبا سعود , إن معرفة وقت اتصالك سيساعدنا حتما في إكمال التحقيق , أيمكنك أن تخبرني متى كان الاتصال بالضبط؟".

أخرج عبدالرحمن هاتفه النقال على الفور , و نظر إلى آخر المكالمات الصادرة , بحث بسرعة عن اسم صديقه عادل , ثم هتف عاليا :" ها هو , وجدته , لقد كان الاتصال في تمام الساعة 9:15 ليلا , وقال لي أنه تبقى له تقريبا عشرة كيلومترات للوصول ".

سحب العقيد ورقة صغيرة من المكتب و سجل أقوال عبدالرحمن , ثم قال و هو يحدق في الورقة التي بيده :"تقول أنك اتصلت الساعة 9:15 ليلا و قد تبقى له عشرة كيلومترات " , فكر قليلا و هو ينظر للورقة , ثم استأنف قائلا :" إن المسافة بين الحادث و حدود الخرج هي 7 كيلومترات , أي أنه تعرض للحادث بعد مكالمتك بدقائق معدودة ".

صمت العقيدة لوهلة , ثم حول نظره إلى بدر قائلا :" أنا أعلم يا بدر أنك تحت تأثير الصدمة , ولكن يجب أن تعلم أننا تفاجئنا كثيرا عندما رأينا السيارتان فارغتان , و قمنا بتقديم بلاغ إلى جميع الوحدات ما بين الرياض و الخرج ليقوموا بالبحث عن والدك و الضحية الأخرى , و أنا أكره في الواقع استخدام مصطلح ( ضحية ) ولكن اسأل الله أنهما بخير , لقد بحثنا عنهما و سنستمر بالبحث ".

سأل بدر و هو يهز رأسه و يحدق نحو الأرض:" كم سيستغرقكم الوقت حتى تجدوه؟ ".

" أنا في الواقع لا أعلم , لكن أريد منك أن تعلم أننا نبذل حاليا قصارى جهدنا للبحث عن الرجلين , فهذه أول حادثة مثيرة للغرابة تمر علي خلال سنوات عملي كلها , ولكن لا تقلق , أعدك أننا سنبذل ما في وسعنا لإيجادهما , و أسأل الله العلي العظيم أن يكونا في صحة و عافية ".

قال عبدالرحمن و هو يضع يديه على كتفي بدر لتهدئته :" كان الله في عونكم , هيا يا بدر , انهض ".

" سنوافيك على الفور بآخر المستجدات حول والدك يا بدر , وقد نضطر أيضا للتحقيق معك إن احتاج الأمر لذلك , وانت أيضا يا أبا سعود , اذهبا الآن و اطلبا من الله الفرج من هذه الكربة , فإن الله سميع مجيب للدعاء".

نهض بدر بضعف و ساعده عبدالرحمن في ذلك , و خرجا من القسم متوجهين إلى سيارة عبدالرحمن .



" أما عبدالرحمن فكان يعد الدقائق و الساعات بانتظار المكالمة التي قد طلب منه انتظارها ... "




نهاية الفصل الثاني .. دمتم بحفظ الله :)



لامارا 04-04-15 01:27 PM

.
.
.

الفصل الثالث :



في مكان ما في جنوب مدينة الرياض – 8:27 ص

حدق غريب الأطوار ذا اليدان المحروقتان إلى الرجل المربوط أمامه .

" عليك أن تعلم فقط , أن لكل فعل ردة فعل . و ما فعلته أنت بي لم يكن بسيطا , لذلك ;أظنك تستطيع تخمين ردة فعلي" .

نظر إليه الرجل المقيد أمامه , و عيناه تحمل كل معاني الصدمة , و كأنه ينتظر أحدا ليصفعه أو أن يسكب عليه ماء مثلجا ليوقظه من أسوأ كوابيسه .

أستغرق الأمر ثواني ليستوعب الرجل من هو غريب الأطوار الذي أمامه , و لكن هذه الثواني كانت دهرا بالنسبة لكليهما .

قال المقيد بتردد و صدمة يشوبها الكثير من اليقين :" أنت , أنت ميت , نعم , من المفترض أن تكون ميتا " .

بدأ يضيق نفسه و هو يحاول أن يتحامل على صدمته و يكمل :" لقد رأيتك ميتا , نعم , لقد كنت مستلقيا بلا حركة , لقد رأيت جسدك عندما كان بلا روح ,, أنت ميت منذ 22 عاما , أنا أحلم , نعم أنا أحلم , لا يمكن لهذا أن يكون حقيقة , أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ". أغمض عيناه و هو يردد استعاذته من الشيطان .

قال الآخر بهدوء :" توقف عن الاستعاذة , لا يهم إن كنت ميتا أم لا , ما يهم هو أنني عدت إلى الحياة ".

" ماذا تريد مني ؟ ,, لم فعلت هذا بي ؟ و لماذا لم تقل لي بأنك حي ؟ " , قال الرجل بصراخ و آلاف الأفكار و الهواجس تعبر دماغه في الثانية الواحدة .

" أنا لم أحضرك إلى هنا لتبدأ بالتحقيق معي , ولا شأن لك بدوافعي , أردت أن أقول لك بأنك تستحق و بكل جدارة كل ما على وشك الوقوع ".

فتح الرجل عينيه بصدمة , و بدأ بالصراخ عاليا :" لماذا , أنا لم يكن لي شأنا بما حدث لك , أنا حتى لم أقل شيئا في تلك الساعة , لقد كنت صامتا , أتحاسبني على صمتي ؟َ! ".

" ومن قال بأن الصمت أمر هين ؟! , ليتك قلت كل ما في وسعك و تركت الصمت , فصمتك أوقع بي و بحياتي وسط حلكة الجحيم ",

أنحنى قليلا و أعاد الشريط اللاصق إلى فم ضحيته و هو يردد بهمس ملأه الخبث :
" ستندم يا عادل , سأجعلك تشرب من نفس الكأس الذي تجرعته أنا , استمع إلى نصيحتي و أستودع كل من تحب , فالأيام المقبلة ستكون الأخيرة بالنسبة لأحدهم , إما أنت أو ابنك العزيز بدر ".

بدأ عادل بإطلاق الصرخات المكتومة , و هو يحاول أن يحرر يديه المربوطتان خلف الكرسي المعدني بإحكام , و استمر في إطلاق الصرخات ,
وبدأ العرق في النزول من كافة أنحاء جسده , فالأمر الآن أصبح متعلقا بفلذة كبده و الشخص الوحيد المتبقي له في الحياة " بدر " .

عاد الرجل إلى ضحيته وأزال الشريط اللاصق من فمه , و همس قائلا :" أتمنى أن تكون هذه كلماتك الأخيرة ".

قال عادل و هو يتنفس بصعوبة بعدما أستنزف الصراخ قواه :" إياك و أن يصاب بدر بشيء , أقسم بالله أني سأحول حياتك إلى رماد , بدر لا شأن له فيما بيننا , دعه و شأنه ".

قال الرجل و هو يعيد الشريط اللاصق:" توقعت أن تكون كلماتك الأخيرة مملوءة بالحكمة و الرزانة , لكنك لم تتغير , لازلت عادل الذي يحاول أن يواجه كل شيء, حتى الأشياء الأكبر بكثير من مقدرته , أما بدر , فعليك أن تعلم بأنه صاحب الشأن كله ".

قال الأخير كلماته و خرج من الغرفة القديمة التي اتخذ الغبار لنفسه مسكنا فيها , و التي تشققت جدرانها , كعجوز امتلأ وجهه بالتجاعيد إثباتا لمرور الزمن عليه .

أما عادل فلا يزال غارقا في تفكيره السوداوي الذي يجر روحه من جميع النواحي , كقطعة خشب في منتصف المحيط , يسحبها الموج من كل الجهات ولم تجد لها مستقر حتى الآن .




.
.
نهاية الفصل الثالث :)

أبغى توقعاتكم حبايبي ..


ايش هي المكالمة اللي ينتظرها عبدالرحمن ؟


و هل لها علاقة باختطاف عادل ؟ أو أنها لأمر ثاني تمامًا ؟


و ايش ممكن تكون قصة ( غريب الأطوار ) , و اللي مفترض يكون ميت من ( 22 سنة ) ؟؟


و ليش هو متقصد بدر بالتحديد ؟؟

..


لا تحرموني من تعليقاتكم و مروركم ..
و دمتم بحفظ الله :)




لامارا 11-04-15 07:42 AM




السلام عليكم ..
جمعة مباركة ع الجميع يارب ..

قبل أبدأ بالبارت , لازم أوضح إني قررت أنزل ( فصلين ) كل جمعة بدلًا عن ( فصل ) ..
لأني أطول بين كل تنزيل و الثاني , فأعتقد أنكم تستحقون شوية ( أكشن ) ..
https://forums.graaam.com/images/smil...aam%20(43).gifhttps://forums.graaam.com/images/smil...aam%20(43).gif

و بخصوص توقعات الفصل اللي قبل .. الوحيدة اللي جاوبت صح نسبيًا هي :
Baraem al Saba ..

مبرووك https://forums.graaam.com/images/smilies/msn%20(2).gif



و تنبيه : لا أبيح نقل الرواية بدون ذكر اسمي عليها ..



يلا نبدأ ..

قراءة ممتعة :)

.
.
.
.
.

الفصل 4 :



أخذ عبدالرحمن يحدق كل بضعة دقائق إلى بدر , و يعيد نظره إلى خط السير بينما هو يقود سيارته باتجاه منزله.

بدر ذاك الشاب اليافع في الواحدة والعشرين من عمره , و الذي على الرغم من كرهه الأزلي للتعلم, إلا أنه كان قد نمى جانبا آخرا من الاهتمامات التي تشعره يوميا بأنه على قيد الحياة , و الذي لم يقع تحت سحر النجاح الذي قد حققه والده في حياته المهنية , وكل تلك الإنجازات الذي يعتبر والده حجز الزاوية فيها , وتلك الشهرة الواسعة والسمعة التي قد طرقت باب عادل سليمان لتجعل منه أهم الشخصيات و رجال الأعمال في المملكة العربية السعودية .

وصل عبدالرحمن إلى منزله و طلب من بدر النزول , و سرعان ما أخذ به إلى غرفة الضيوف .

" اسمع يا بني , أريد منك أن تغسل وجهك و تذكر الله تعالى , سأذهب لأطلب من الخدم أن يعدوا لك شيئا لتأكله , و بعد ذلك أريد منك أن تنام قليلا , انظر إلى وجهك , إنك تبدو شاحبا للغاية ".

خرج عبدالرحمن من الغرفة آخذا معه بدر إلى دورة المياه , و تركه هناك وحده ثم خرج مسرعا, و أخذ بصعود الدرج و دخل إلى غرفته لانتظار المكالمة التي قدطلب منه أن ينتظرها .

رن هاتفه النقال بعد بضع دقائق , في تمام الساعة 9:00 صباحا ..

و قد ظهر اسم صديقه العزيز على الشاشة .

( عادل سليمان يتصل بك ).

أجاب على الفور و هو يستمع إلى ذاك الصوت الهادئ لصديق الطفولة .

" مرحبا عبدالرحمن , هل تسمعني ؟ ".

" أهلا , نعم , نعم أسمعك ".

" قل لي , كيف جرت الأمور ؟ ".

" بشكل رائع يا عزيزي , ولا مكان للشك و الريبة على الإطلاق , إلا أن الحادث كان مثيرا للغرابة بشكل لا يصدق ".

" هذا هو المطلوب , كيف سيصل الخبر للجميع إن لم يكن غريبا و مثير للتشويق ؟! , على كل حال , يجب أن تعود للرياض حالا , بصحبة بدر بالطبع , فالأمور على وشك أن تشتعل ". قال جملته الأخيرة وهو يردفها بضحكة خافتة .

" أنا قادم , أعدك بأني لن أخذلك بشيء ".

" أنت لم تخذلني من قبل , و لن تخذلني لاحقا , غدا سينتهي كل شيء , و سيرتاح بالك أنت قبل بالي ".

" أتعلم ؟ لم أعتد يوما على نسيان مبادئي و التصرف بحقارة , ولكن من أجلك سأفعل كل شيء ".

ابتسم المتصل بهدوء و هو يقول :" ما تفعله ليس حقارة , فالغاية تبرر الوسيلة , إلى اللقاء ".

ألقى عبدالرحمن نظره على زوجته النائمة , لقد تهالك جسدها من بعد ليلة عرس ابنها البارحة , مثل كل أم تحتفل بابنها البكر ليلة زواجه .

مشى إلى دورة المياه و خلع ملابسه , وقف تحت الماء البارد , و الذي تجبر برودته أفكار عبدالرحمن و توتره على النزول و التلاشي , أطفأ الماء بعد عشر دقائق من الاستحمام و وقف أمام المرآة و مسح شعره القصير بيديه و هو يفكر :

الرجال أفعال لا كلام ...


لقد انتظرت سنينا طويلة من أجل هذا الموضوع ...


و قد قرر صديق عمري الخوض فيه الآن ...


لن أخذله ...


نعم لن أخذله ...


سأجعله فخورا كما لم يبدو من قبل ...


جفف جسده بسرعة و خرج ليرتدي ملابسه , كان على وشك الخروج , حتى استوقفه صوت زوجته - منى - التي لا زالت مستلقية , قالت و هي لا تزال مغمضة العينين :" إلى أين أنت ذاهب ؟ ".

تنهد عبدالرحمن بضيق ..

أسئلة النساء , هذا ما كان ينقصني ...
" لم السؤال ؟ ".

" يا إلهي , توقف عن إجابة أسئلتي بأسئلة أخرى ".

" حسنا , أنا ذاهب إلى الرياض ". قال كلماته و توجه إلى الباب هربا من اعتراضاتها .

جلست منى بسرعة و هي ترمق عبدالرحمن بنظرات متفاجئة :" عبدالرحمن , أتنوي السفر إلى الرياض و اليوم لديك غداء من أجل ابنك العريس ؟ إن سعود سيسافر قبيل المغرب مع زوجته , لا يمكنك تأجيل الوليمة ".

" اهدئي , أنت لا تعلمين ما حدث , لقد تعرض عادل إلى حادث و هو قادم أمس , و علي الذهاب إلى الرياض الآن لتفقد حالته ".

هدأت منى , ثم قالت :" من عادل هذا ؟ أهو عادل سليمان ؟ ".

" نعم بالضبط , و أنا أعلم بأن الجميع سيتفهم موقفي بخصوص تأجيل الوليمة , سأعود غدا , و سنحدد موعدا آخر ".

توجه إليها و قبل يدها قائلا :" عودي الآن إلى النوم , أعدك بأن لن تشعري بغيابي , فقط أدعي لي بالسلامة ".

تركها و خرج نازلا إلى بدر , أخذ نفسا طويلا ليهدأ قبل أن يطرق الباب و يدخل , تفاجأ بمنظر بدر المصدوم و هو ممسك بهاتفه و عيناه متعلقة بالشاشة .

سأل عبدالرحمن بخوف :" بدر , ما بك ؟ ".

بدر بتوتر و عيناه لا تغادران الشاشة :" إن أبي يتصل ".

" حسنا إذا , أجب , ربما وجده أحد و قرر الاتصال بك ".

ضغط بدر زر الاجابة و قام بتكبير الصوت حتى يتمكن عبدالرحمن من الاستماع , تنفس بصعوبة والرعشة تلعب بيديه, ثم سرعان ما انتقلت إلى جسده كله.

و قد بلغ التوتر أقصاه عندما بدأ الطرف الآخر من المكالمة بالتحدث ...



..

نهاية الفصل الرابع ..

يتبع الفصل الخامس ...


لامارا 11-04-15 07:47 AM


الفصل 5 :



مستلقي على أريكة خاوية من الحياة و الألوان , عيناه متعلقتان بالسقف و بتلك المصابيح التي تشتعل و تنطفئ بتذبذب , معلنة على اقتراب نهاية خدمتها في هذه الغرفة الأشبه بالقبر و أسوأ .

يستمع إلى الأنفاس المتقطعة لبدر , و هو يتوقع انقطاعها بالكامل بعد الكلام الذي قد خطط لقوله .

بدر بتوتر و تردد :" مرحبا ؟! ... أبي أهذا أنت ؟ , أجب علي أرجوك ".

رد المتصل بسخرية و رغبة بالمراوغة :" في البداية قل لي , ما مدى رغبتك في رؤية والدك ؟! اختر من واحد إلى عشرة ... ! ".

اندهش بدر من الصوت الغريب و المبحوح لهذا الرجل , و كأنما تقطعت حباله الصوتية ثم أعيد ربطها لتسمح لصوته بالخروج ..

و استغرب السؤال الساخر منه ..

لابد من انه يمازحني ! , من هذا بحق الجحيم ؟! ...

رد بدر باندفاع و ثقة مصطنعة :" من أنت , و كيف وصل هاتف والدي إليك ؟ ".

" أجب على سؤالي أولا ... "

" قلت لك من أنت ؟ ". بدر و قد بدأ بالصراخ .

قال الرجل ببرود :" حسنا , لا تريد الإجابة على سؤال , لا بأس , ما رأيك بأن نجعل اليوم الوطني لهذه السنة يوما لا ينسى ؟ ".

بدر و قد بدأت أعصابه بالتلف نتيجة للاستفزاز المستمر من هذا المتصل المعتوه :" حسنا , يبدو بأنك مستغني عن سلامتك , لديك أقل من دقيقة لتخبرني ما أود معرفته و إلا ... ".

" و إلا ماذا يا عزيزي ؟! " , قالها و إحدى حاجبيه ارتفع بعلو .

سكت بدر لبرهة بحثا عن تهديد , ثم نظر إلى عبد الرحمن الذي وقف بالقرب منه و هو يستمع لكل حرف و كل كلمة , ثم أردف بدر قائلا :" وإلا فسوف أجعل الشرطة تتتبع هذا المكالمة , و سيتم القبض عليك في أقل من خمسة عشرة دقيقة ".

قال الآخر بجدية و صوت محفوف بالحزم :" إن حاولت بأي طريقة من الطرق بأن تتتبعني أو تخبر أحدا بهذا الاتصال , فسوف يكون والدك في عداد الموتى , ما رأيك بهذا , أليس أجمل من تهديدك الطفولي يا بدر ؟".

ارتعشت أطراف بدر بقسوة , و كأنما شحنة كهربائية قد سرت عبر جسده لتحفز شعره على الوقوف ...

بدر بهدوء لمحاولة التفاوض بعقلانية :" حسنا , قل لي ماذا تريد بالضبط و سأكون مستعدا , فقط دع والدي و شأنه , إن كنت تريد المال , فسأعطيك كل ما تطلب , فقط أخبرني ... ".

قاطع حديث بدر بضحكة هادئة وهو يقول :" الآن بدأت بالتفكير , إن المال يا عزيزي لم يكن يوما مطلبي في الحياة و لن يكون , فقط أريد أن أعرف إن كنت ذكي بما فيه الكفاية لتنقذ والدك من السقوط في وادي العار ؟".

" ماذا تقصد بالعار ؟ , والدي لم يكن يوما ذا سمعة سيئة و لن يكون " , قاطعه المتصل قائلا :" هذا فقط ما تعتقد أنت و الجميع من حولك , إن خبايا الأمور سيئة , سيئة جدا ".

تنهد بدر قائلا :" أنت لم تقل إلى الآن ماذا تريد , هيا تحدث ".

" اليوم هو اليوم الوطني كما تعلم , و لن يمر على الرياض يوما مكتظا في السنة كهذا اليوم , خذ استعداداتك , لأنك على وشك أن تعبر من خلال شوارع الرياض التي ستمتلأ بالحمقى الذين اللذين يرتدون الأخضر , و هم بالكاد يعرفون نشيدهم الوطني " , قاطعه بدر قائلا :" سأذهب إلى أي مكان في الدنيا لاستلام والدي ".

قال الآخر بخبث :" و من قال بأنك ستستلمه ؟!! , لا يا عزيزي , بدء من الساعة السادسة مساء , سيتم وضع خمس مغلفات , في خمس مواقع مختلفة في الرياض , و مهمتك هي إيجادها قبل أن يتطوع أحد لفعل ذلك ".

بدر بغضب :" مغلفات ؟ , لقد خطفت والدي لأحضر لك مغلفات ؟ ".

" لا , لن تحضرها إلي , بل ستحضرها من أجل نفسك , كن على استعداد , إلى اللقاء ".

قال بدر بسرعة و تهور :" أتحاول استفزازي و ابتزازي ببعض المغلفات , تبا لك ولها و لما تحويه ".

" لازلت متهورا , ليتك ترى ما فيها , بخصوص ما تحتويه , فإنها تحتوي على آخر شيء تتمنى بأن تراه , أما بالنسبة لموقعها , فلست الوحيد الذي سيبحث عنها , بل الرياض كلها ستساعدك في ذلك ... ".

" ماذا تقصد ؟! " قال بدر بتوتر .

أنهى المتصل المكالمة تاركا بدر في أزمة لم يكن يتوقعها في حياته , فوالده رهين لدى غريب مجنون , و قد هدده بشأن شيء مرتبط بعار .

هل من الممكن أن يمتلك والدي أسرار بهذه الخطورة ؟ وقد وقعت بالصدفة في يدي معتوه ؟ ...

هذا مستحيل ...

تبا له , يريد أن يشكك ثقتي بأبي ..

توقف بدر عن التفكير و هو يقول لعبدالرحمن :" لنذهب إلى الرياض حالا , أعدني لمركز الشرطة لآخذ سيارتي".



..

نهاية الفصل الخامس ..
أدري أن البارتات قصيرة جدًا و أعتذر عن هالشيء , لكن ان شاءالله الجايات تكون أطول أكيد ..
و أتوقع بارتات اليوم فيها كثير أحداث مهمة في سير الرواية , بالرغم من أنها البداية فقط ..

..



يلا أبغى توقعاتكم ..

ليش عبدالرحمن موالي لـ ( غريب الأطوار ) و ايش ممكن يكون السبب اللي يخليه يطعن في ظهر عادل ؟؟

و ايش ممكن تكون قصة المغلفات ؟

و ايش ممكن يكون داخلها و مرتبط بالعار ؟؟

و ايش كان يقصد ( غريب الأطوار ) لما قال أن " الرياض كلها ستساعدك بالبحث " ؟؟؟

و ليش ما يكون الموضوع خاص ببدر .. ؟؟

.. انتظر ردودكم يا حلوين .. و انتظروني الجمعة القادمة و ببارتات أطول ان شاءالله ..

دمتم بحفظ الله ..

لامارا 11-04-15 07:51 AM




السلام عليكم ..
جمعة مباركة ع الجميع يارب ..

المرة هذي بتكون البارتات أطول من اللي قبلها .. و يوجد فيها (( شخصية رئيسية جديدة )) لها تأثير كبيير ع الرواية ..

لا تحرموني من ردودكم يا حلوين ..

قراءة ممتعة :)

.
.
.
.
.
.



الفصل السادس :



في تلك الأثناء , وبينما كان الغريب الكئيب ينهي اتصاله ببدر ..

كان هنالك شخصا قد سمع الحوار كاملا ..

واقفا خلف الباب الحديدي الصدئ .. و المطل على سلالم ضيقة و خالية من أية إنارة ..

مظلمة و كأنها تقود إلى الجحيم مباشرة ...

عدل ياقة ثوبه الطويل , المسدل على جسده الأقرب لجسد فرعوني محنط , و ليس جسد إنسان حي يرزق ..

طرق الباب بثقة و بعدة طرقات متتالية مزعجة .. كجشعه الأعمى تماما ..

فُتِح الباب و نظر الرجل إلى الطارق بنظرات موحشة و دون أن يرمش ..

قال بصوته الأجش :" هل كنت تسترق السمع ؟! "

ارتبك الطارق و قال بتهرب :" لدي بعض المستجدات , ألن تدعوني إلى الداخل ؟ ".

نظر الرجل إليه من أعلى ماسحا جسده بالكامل , و شاقا طريقه إلى الأسفل ..

قال في نفسه :


" ما حجم حظي العسر الذي رماك في وسط طريقي أيها الأبله ؟! ..

و لكنك الأبله الوحيد الذي سيقود الجميع إلى الداخل ..

و الوحيد ذو إمكانية عالية على الولوج إلى ما أريد .. "


ابتسم بتثاقل و فتح الباب على مصراعيه و دخل إلى شقته ..

تبعه الزائر الثقيل و أغلق الباب بقدمه , محدثا صريرا عاليا لطالما كرهه الجيران في الأسفل ..

جلس الرجل – غريب الأطوار - على الأريكة المنفردة في الغرفة و هو ينادي زائره :" سلطان ".

كان سلطان على وشك إشعال سيجارة قد اصبحت على أطراف شفتيه المتشققتين , نظر سلطان إلى الرجل و أرخى سيجارته و أعادها إلى جيبه ..

وتقدم ليجلس على كرسي صغير موضوع أمام الأريكة ..

كان المكان مظلما , وكأن الوقت ليس صباحا ..

و كأن الشمس مسبلة ثوب الظلام ..

و لكن على حائط واحد فقط , توجد نافذة صغيرة يتسلل منها الضوء بشكل خفيف ليسقط على وجه الرجل , جاعلا سلطان يرى ذاك الوجه و كأنها أول مرة , ذاك الوجه الذي يجلد من رآه بحدة ملامحه ...

" ما مستجداتك ؟ , أفعلت ما أمرتك به ؟ " قال الرجل و هو يرفع إحدى حاجبيه بانتظار الرد ..

" خمس مغلفات , و بداخلها نفس المحتوى , جاهزة و مكتملة تماما , كل ما تبقى لنا هو دسها في الأماكن التي تريد ".

هز الرجل رأسه بموافقة و هو ينظر للأسفل , أعاد نظره إلى سلطان و هو يقول :" في الخامسة مساء سأخبرك بأول موقع , و في السادسة تماما أريد المغلف أن يكون في مكانه , و لا أريد أن يلمحك أحدا , أهذا مفهوم ؟"

رد سلطان وهو يتنفس بغيظ و يغمض عينيه :" توقف عن استخدام هذا الأسلوب معي , و كأنك تأمر عاملا كان قد اعتاد خدمتك منذ الصغر ".

توقف الرجل و تبعه سلطان , و كان الرجل يقترب بابتسامة واسعة جعلت جزء من أسنانه المقززة واضحة للملأ ..

قال و هو يضع اذنه بالقرب من فم سلطان :" عفوا ؟ , لم أسمعك بوضوح ".

ارتبك سلطان و هو يلتفت للجهة الأخرى , عالما تماما ما الذي تعنيه كلمات هذا المجنون ..

يا إلهي , لم يجدر بي التحدث معه هكذا , ليتني سكت ...

أمسك الرجل وجه سلطان بيده المحروقة , و هو يشد بقوة و كأنما خلقت يده من معدن استغرق صقله سنين .

رد سلطان محاولا لتهدئة الوضع :" توقف لحظة , أنا... ". ارتبك سلطان بشدة وهو ينظر إلى العينين المشدودتين و اللتان تبدوان بأنها لا تعرف الرحمة ...

قال الرجل و هو ينصب عينيه مباشرة في عيني سلطان - بتركيز و قوة ليس لهما نظير - :" لست مضطرا بأن أذكرك من منا محتاج للآخر , أليس كذلك يا (( أبا حنين )) ؟؟ ".

نظر سلطان إلى الرجل و قال وهو يعض على اسنانه بقوة :" ضع عائلتي خارج الموضوع ".

أفلت الرجل قبضته و عاد إلى أريكته قائلا :" بحق السماء يا سلطان , أنت الذي أدخلتهم إلى الموضوع منذ الأساس , لم أرغمك على شيء ... ".

تنفس سلطان بعمق محاولا تهدئة أعصابه , و رد قائلا :" حسنا أنا آسف , لم أقصد أن اقول ما قلته للتو , ولكنك تعلم بان أسلوبك بالأمر مستفز للغاية , كل ما أردته منك هو أسلوب لبق بعض الشيء .. ".

رفع الرجل يده آمرا :" لنقطع هذا الحديث حالا ".

صمت سلطان بغيظ و هو يعاود الجلوس و لكن بمسافة أبعد بقليل عن هذا المخلوق اللامنطقي ...

فكر الرجل قليلا ثم قال بحزم :" أريدك أن تستخدم بعض المرتزقة ليضعوا المغلفات في أماكنها بدلا عنك ".

" لماذا .. ؟! .. أستطيع فعل ذلك لوحدي ", قال سلطان بحدة .

أغمض الرجل عينيه بتعب , فهو يعلم أسباب سلطان التي تجعله يود أن يقوم بكل شيء لوحده .

قال الرجل بهدوء وبطء يوحيان باقتراب العاصفة :" هل تود أن يراك أحد و أنت تقوم بأفعالك الجالبة للفخر ؟! توقف عن التصرف بتسرع , إن لمحك أحد فستكون أنت في مصيبة , وليس أنا , بجانب أن لا أحد يعلم بوجودي أصلا .. "

" حسنا , مثلما تريد .. " تمتم سلطان وهو يقف استعداد للخروج ..

ارتخى الرجل على أريكته واضعا ذراعه - ذات النتوءات و العلامات الزرقاء - على رأسه ..

أغمض عيناه و هو يعلم تماما بأنها لن تذوقا طعم الراحة بعد اليوم , وجسده لن يتذوق لذة الاسترخاء لثانية واحدة حتى ..

شارف سلطان على الخروج , و لكنه التفت قائلا :" فيصل , هل غفوت .. ؟ ".

فتح فيصل عيناه الهرمتان بشعور غريب مجهول المصدر , لقد مر وقت طويل منذ أن سمع اسمه من شخص غريب نسبيا كـ سلطان ..

رد بهدوء :" ألم ينتهي حديثك ؟ ".

" أين عادل ؟ أود أن أراه ".

وقف فيصل بغضب و كاد أن يحطم كل شيء أمامه , وثب بسرعة و عيناه لا تبشران بخير ..

أمسك به من ياقة ثوبه بعنف و ضربه بقوة على الحائط , قوة جعلت رأس سلطان يرتطم بشدة و يأن بألم و هو يحاول أن يستوعب أحداث الثلاث ثوان الماضية ...

قال فيصل بصوت غاضب و شديد يوشك أن يصم أذان سلطان من حدته :" ليس لك شأن عند عادل , إن سألت مرة أخرى عنه فسأربطك بجانبه و أضرم النيران بكما و أنا أضحك بتشمت , كل ما عليك هو أن تنفذ ما آمرك به , لا تحاول أن تدس أنفك في شيء غير ذلك , أهذا مفهوم ؟! ". قال فيصل كلماته و قد اشتعلت عيناه باحمرار و نضخت عروق وجهه بوضوح .

نظر سلطان إلى فيصل بهدوء يعاكس الشعور القاتل بداخله , و قال ابتسامة عوجاء :" كنت أريده أن يرى ما يقتله وهو حي قبل أن يموت فعليا , ولكن لا يهم , ولست أكترث لشأنه في الواقع , ولكن كل ما أريده هو أن أخرج من مصائبك ممتلئ الجيوب ".

أفلت فيصل سلطان و ذهب إلى باب شقته , فتحه و هو يقول :" سبق لي و أن وعدتك بكل شيء تتمناه , ولكن أنا لا أعطي قبل أن آخذ , هيا أخرج ".

التقط سلطان شماغه الذي سقط بفعلة فيصل , و وضعه خلف رأسه عندما شعر بشيء دافئ يتدفق ببطء - عندما كان فيصل يمسك به - , نظر سلطان إلى شماغه و الدماء التي غطته ..

و أعاد نظره إلى فيصل , الذي قام بدوره بمد يده بمعنى ( اخرج ) ..

خرج سلطان بسرعة و هو يحاول أن يصطبر على انفعالات فيصل القاسية , واعدا نفسه بأن ينتهي كل هذا قريبا ..

أما فيصل فقد نظر إلى المكان الذي ضرب رأس سلطان فيه و قد رأى بقعة دماء صغيرة نسبيا ..

مشى نحوها وهو يخلع قميصه ليمسحها به , ولكنه توقف ..

و عاد أدرجاه إلى الأريكة ..



(( تاركا قطرات الدماء تنساب ببطء على طول الحائط ... ))

.
.
.

نهاية الفصل السادس ..




لامارا 11-04-15 07:58 AM


الفصل السابع :




كان مركز الشرطة يبعد مسافة عشر دقائق فقط عن منزل عبدالرحمن ..

و لكن هذه الدقائق أعادت بدر إلى عدد من السنين المنصرمة , إلى تلك اللحظات التي تشاركها مع والده و التي قضياها لوحدهما ..

و أعادته بقسوة إلى اللحظات التي تمنى فيها وجود أم و طرف حنون في هذه الحياة , حتى كبر و شب ليعي بأن والده قد أجبر نفسه على امتلاك الطرفين – العاطفي الأنثوي و المنطقي الرجولي – ليسد احتياجات ابنه المتمثلة في الأحاسيس المرهفة لأي مراهق , و المتطلبات المتهورة لأي شاب ..

أعادته تلك النقطة إلى ذاك اليوم المأساوي , عندما كان في السابعة عشر من عمره ..

حيث عاد إلى المنزل في وقت متأخر حسب توقيت عادل سليمان , حيث كانت الساعة الواحدة و النصف من بعد منتصف الليل ...

دخل المنزل بهدوء شديد و هو يجمع أكبر قدر من الأعذار الصادقة و التبريرات التي ظن بأنها ستقنع والده و تردعه عن أي عقاب سينفذه ..

توجه مباشرة إلى غرفة الجلوس التي لمح أضوائها المشتعلة و هو يصعد السلالم لمنزلهم الكبير و الفخم الباذخ ..

على الرغم من أنه لا يسكن فيه سوى هو و والده عادل , و خادمة كبيرة بالسن عرضت أن تعمل لديهم بشرط أن يرافقها ابنها البكر , و يعمل لديهم في نفس المنزل ...

وصل بدر إلى غرفة الجلوس الكبيرة , ذات النوافذ العالية التي تصل الى السقف , و هو ينظر إلى ساعته , محاولا استيعاب فداحة الخطأ الذي وقع فيه , و لكن استوقفه منظر والده المثير للرعب و الرهبة ...

فقد كان يجلس على ركبتيه بجانب إحدى الطاولات التي تتوسط الغرفة , و قد كان منحنيا بعض الشيء على نفسه و هو يضع يديه على آذانه و كأنما هناك من صرخ في وجهه و أرعبه ..

وقف بدر مشدوها مرعوبا من منظر والده الذي لم يره من قبل , و الذي بدا و كأنه طفل صغير قد رأى كائنا أسطوريا مرعبا ...

لم يبدو عادل أبدا بهذا الضعف و الانكسار من قبل , اقترب بدر بسرعة و هو يحاول أن يبعد يدا والده عن وجهه و أذنيه و يجعله يرى بأنه قد عاد إلى المنزل ..

و لكن ما ان اقترب بدر منه حتى رآه يرتجف بشكل مثير للقلق , و هو يهمس بكلام نصفه مفهوم , و النصف الآخر ضاع في حنجرة عادل الخائفة ..

لم يتمالك بدر نفسه , و حاول أن يتكلم , و قد اكتساه الخوف من رأسه حتى أخمص قدميه :

" أبي , أبي أرجوك ...ماذا حدث ؟؟ ".

رفع عادل رأسه و لاتزال الرجفة تتخذ من جسد عادل مسكن , وقعت عيناه على ابنه , و ارتعب بدر من عينا والده الحمراء و كأنهما قطع جمر في حلكة الظلام , استمر عادل في الهذيان و قد سقط شماغه من على رأسه و ساءت حالته , حاول بدر قدر المستطاع ان يفهم ما كان والده يحاول قوله :

" أيــ .. أين .. كــ كنت ؟ " قال عادل و الهواء بالكاد كان يخرج من صدره ...

" أبي , اقسم لك أني كنت مع رفاقي , و أنت أعلم بهم أكثر مني , أرجوك قل لي لم هذا الخوف ؟! ". قال بدر محاولا تهدئة والده , الذي قام بدوره برفع رأسه للأعلى و هو يتنفس بعمق , محاولا إزالة آثار الرعب من صدره , ثم أعاد نظره إلى ابنه و هو يقول :

" و ماذا عن هاتفك ؟ " قال عادل بهدوء , ثم اتبع هدوئه هذا بصراخ يكاد أن يساوي الجدران بالأرض :

" لماذا لم تجب على هاتفك عندما اتصلت ؟" ... و نظر إلى ابنه بحدة لا تسبقها حدة , و هو يتنفس بصوت قوي وكأنه فرس جامح سيقتلع كل ما أمامه ...

استغرب بدر خوف والده , الذي رآه من وجهة نظره - غير منطقي - ...

صحيح بأن جميع الآباء يخافون أشد الخوف على أبنائهم و فلذات كبدهم , و لكن ليس بالمستوى الذي وصل إليه والده عادل , و الوضعية المثيرة للريبة التي رآه عليها عندما دخل , فسر بدر ذلك الخوف الذي شعر لجزء بسيط من الثانية بأنه ..." خوف مَرَضي " ...

قال بدر لنفسه : " ربما لأنه لم يبق له على وجه هذه البسيطة من أهل سواي , و قد خاف فقداني كما فقد الجميع من قبلي ... "

توقف بدر عن تفسيراته , وهو يمد يده بهدوء نحو جيب ثوبه , فأخرج هاتفه النقال الذي كان محطما بالكامل , و وضعه بين يدي والده و هو يقول بخفوت :

" لقد تحطم هاتفي بالكامل , حاولت أن أتصل بك لأخبرك عن هذا حتى لا تقلق , و لكنك أنت أيضا لم تجب , لقد أعارني إحدى الشبان هاتفه لأتصل بك , و لكن لا من مجيب !! ".

أمسك عادل بالهاتف و هو ينظر إلى ابنه نظرات استفسار , و قد فهم بدر مغزى النظرات و قال بإقدام :
" لقد سقط مني سهوا عندما كنت راكبا إحدى الدراجات النارية في المخيم مع رفقائي "...

اقترب عادل برأسه من ابنه , حتى لم يبق بينهما سوى مسافة تقاس بالملميترات , و قد ظن بدر بأن والده سيخبره سرا ...

ولكن عادل قام بشم رائحة ابنه , و عاد ليشتم عنقه بقوة , و قد امسك بياقة ثوب بدر بشدة , رفع عادل رأسه بقوة قائلا :
" أهذه رائحة سجائر التي في ملابسك ؟؟"...

ارتبك بدر بشدة , فهو ليس مدخنا ولن يكون , و لم يكن أحدا من أصحابه كذلك , إنما كانت رائحة السجائر بسبب مجموعة من الشباب الذين قدموا إلى بدر و أصحابه ليسألوهم عن أقرب جهة تؤدي إلى الطريق المعبّد , ولكن هؤلاء الفتية , كانوا مدخنين و بشراهة , ولسوء حظ بدر , هو الذي اضطر أن يحدثهم و يدلهم إلى مقصدهم , بعدما تشبعت ملابس بدر و انتشت اثر رائحة سجائرهم و أفواههم ...

طال صمت بدر ...

حتى ظن عادل بأن السجائر كان مصدرها ابنه , وقف بسرعة و هو لايزال ممسكا بابنه بقوة , و لم يعتد بدر أبدا هذه العنف من والده , الذي لم يرى منه سوى الثقة العمياء به منذ مجيئه إلى الدنيا ...

صرخ عادل عاليا مرة أخرى وهو يقول :" لقد سألتك فأجبني , هل السجائر لك ؟؟ "...

" لا ليست لي , أقسم لك يا أبي بأنها ليست لي .. ". رد بدر باندفاع , و كأنما صراخ عادل قد أيقظه من تبلده ...

" لمن هي إذن ؟؟ "...

" إنها لأحد الفتية الذين مروا بجانبنا و تحدثوا إلينا قليلا , لقد وقفت معهم لفترة و أنا أدلهم على الطريق السريع , فعلقت رائحتهم بي , أقسم لك أن هذا ما حدث ! "....

قرر عادل بأن يقتنع , أو ربما يتظاهر بالاقتناع...

" حسنا , لماذا عدت متأخرا !؟ لقد قلت لك أنه يجب أن تكون في المنزل قبل الثانية عشر ... "

وضع بدر يديه فوق يدي والده التي على ياقة ثوبه , و رد قائلا :" أنت تعلم جيدا المسافة بين منزلنا و المخيم , لقد خرجت من المخيم في تمام العاشرة , و لكن الازدحام كان قاتلا , أقسم لك يا أبي " ...

ظل عادل ممسكا بابنه , ولكن يداه قد ارتختا قليلا , و قد أغمض عيناه بتعب , و كأنما هذه الليلة قد زادت من عمره سنين ..

بالرغم من بساطة ما حدث مقارنة بالمصائب التي يفعلها شباب هذه الأيام ... !!

استغرب بدر وجه أبيه , و قد رأى بأن شفتيه قد بدأتا بالارتجاف , و هو يبلع ريقه بصعوبة , ويبدو أن والده لم يعي حتى هذا الوقت بأن ابنه قد أصبح شابا , و ليس عليه خوف بعد الآن ...

قال عادل بابتسامة ذليلة , وصوت خافت برجاء :

" لا تضيع ثقتي فيك , أرجوك يا بدر , إن كنت في يوم من الأيام قد أحببتني و تريد البِرَ بي , فلا تفرط بشبابك أرجوك .. "

و مع استمرار حديث عادل الذي كان ينبع من حرقة قديمة في قلبه , بدأت دموعه بالنزول , تلك الدموع الرجالية التي لا تسقط إلا من سبب لا يفوقه شيء في القسوة .. أكمل عادل حديثه قائلا :

" لقد فقدت أغلى ما أملك عندما كنت بعمرك تماما , في السابعة عشر , فقدت ما لا يستطيع أحدا سوى الله أن يعيده , فلا تجعلني أرى الأمر يتكرر فيك "...

صمت عادل و عيناه تشرحان معاناة قديمة لا يعرف بدر عنها أبدا , و قد شعر بفضول عارم لمعرفة سبب دموعه والده التي طعنت بدر في ذاكرته ...

و لم يشعر بدر بالندم في حياته كهذه اللحظة , و مع أحاسيسه المرهفة و قلبه الشاب الذي حن على والده , كانت دموعه هو أيضا على وشك النزول , و قد امتلأ رأسه بذاك الصداع المؤلم الذي يسبق لحظات البكاء القاسية ...

استيقظ بدر من هذه الذكرى التي لا تثبت سوى شدة محبة والده له , بالرغم أنه لا يستخدم معه ألفاظا حنونة أو لمسات لطيفة , و لكن حب والده له كان على شكل آخر ..

كل على شكل اهتمام صامت و عزم شديد بالأمور , و تعليمه بأن لا شيء يستطيع أن يقف أمام أحلامه و الوصول إلى أهدافه سوى تلك الأعذار الواهية التي قد يضعها هو أمام نفسه ...

زادت رغبة بدر الشديدة في إيجاد والده , و قد أقسم بداخله بأن يجده و يفك أسره من ذاك المعتوه , حتى لو كلفه هذا الأمر حياته ...

التفت بدر ليجد نفسه أمام مركز الشرطة , و كان عبدالرحمن يشير إلى بدر باتجاه سيارته.. نزل بدر بسرعة متجاهلا سيارته و متوجها إلى الداخل ..

و هو يفكر بما سيقوله للعقيد قبل أن يعود للرياض ...

(( متمنيا أن ما سيقوله سيخفف عنه المعاناة قليلا , و يعطيه مجالا و وقتا أكثر في البحث ))


.
.
.

نهاية الفصل السابع ..

.
.
.


و أخيرًا عرفتوا اسم ( غريب الأطوار ) :) ..

و فيه كثير أشياء أبغاكم تتوقعونها عن فيصل ..

ليش فيصل كان غير مرتاح لسلطان ؟؟

و ليش مع ذلك مازال على علاقة فيه .. ؟؟

و ايش كان يقصد لما قال لسلطان أنه هو اللي دخل عائلته في المشاكل و الأ/ور اللي بينه و بين فيصل ؟؟

و أهم شي .. ليش فيصل ما مسح بقعة الدم اللي في الجدار , اللي هو دم سلطان .. ؟؟



و ننتقل الحين لبطلنا اليافع (( بدر )) ..

ايش ممكن يكون سبب خوف عادل الشديد لابنه بدر ؟؟

و ايش السبب اللي خلاه يبكي بالشكل هذا ؟؟

و أهم شي .. ايش ممكن يكون الشي اللي فقده عادل لما كان بعمر ال 17 , واللي خلاه يخاف على بدر أكثر و أكثر ؟؟

..

منتظرة توقعاتكم يا حلوين .. و لنا لقاء الجمعة القادم ..

و عندي طلب صغيرون مرة (( أبغاكم تجيبون صور لأشخاص تحسون أنهم يشبهون أبطال روايتي )) .. حابة أشوف مدى خيالكم ..

و دمتم بحفظ الله :)



الساعة الآن 07:51 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.