"قسنطينة" مدينة الجسور المعلقة..عاصمة الثقافة العربية 2015

[تميمة عشق]

تنطلق بعد أيام تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015 ، ومدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري، تتفق الدلائل الأثرية على أنها من أقدم مساحات العمران البشري، وإن كل شبر منها يحتضن أثار أو يدل عليها، وقد بنيت بشكل متدرج من القصبة حتى أحياء السويقة المغطاة بالقرميد.

أصل التسمية

و يمكن حسب نتائج بعض الدراسات تحديد فترة نشأتها كمدينة ما بين القرن الرابع والقرن الثالث قبل الميلاد ، ومنهم من يعتقد أنها كانت موجودة منذ القرن العاشر قبل الميلاد، إلا أن هناك نصبا مساحيا رومانيا بمتحف سيرتا اكتشف بمنطقة محيجبة مؤرخ في 26 ق م


مرت على المدينة عصوراً كثيرة مثل العهد النوميدي وكانت عاصمة نوميديا ثم العهد الروماني، وبعد أن أصبحت قسنطينة تحت الحكم الروماني وتحولت بعدها إلى عاصمة لكنفدرالية المستعمرات الأربع التي جمعت تحت لوائها كلاً من قسنطينة، ميلة، القل وسكيكدة. تعرضت المدينة للكثير من الاحداث والصراعات التي أدت إلى خرابها حتى أمر الملك الروماني قسطنطين (288 م - 337 م ) بإعادة بنائها سنة 313 م و أخذت اسمه وأصبحت منذ ذلك الحين تسمى قسطنطين, ثم قسنطينة بعد دخول العرب الفاتحين ، وقد خلدت المدينة ذكرى هذا الملك بإقامة تمثال له يوجد اليوم أمام محطة السكة الحديدية وهو .نسخة طبق الأصل عن تمثاله المحفوظ في روما.

مدينة الجسور

قسنطينة من كبريات مدن الجزائر مساحة و تعداداً في السكان، تتميز المدينة القديمة بكونها مبنية على صخرة الغرانيت القاسي، مما أعطاها منظراً فريداً يستحيل أن يوجد مثله عبر العالم في أي مدينة .وهي التي تعرف ولاية الجسور للعبور من ضفة إلى أخرى شُيّدت عبر العصور عدة جسور، فأصبحت قسنطينة تضم أكثر من 8 جسور بعضها تحطم لانعدام الترميم، و بعضها مازال يصارع الزمن، لذا سميت قسنطينة مدينة الجسور المعلقة ،يمر وادي الرمال على مدينة قسنطينة القديمة وتعلوه الجسور على ارتفاعات تفوق 200 متر ،وهي مدينة العلوم والثقافة حيث تخرج منها أكابر علماء الأمة، ومنهم عبد الحميد بن باديس.


ومن بين ما تعرف به قسنطينة كذلك جامعة مسجد الأمير عبد القادر الذي يعد من أكبر المساجد الموجودة في شمال افريقيا وضع حجر أساسه الرئيس الراحل هواري بومدين في 17/06/1969 ويتسع لحوالي 15 الف مُصلٍ .وقد صمم من طرف المهندس المعماري الاسباني المشهور اوسكار نيمار .

اختيار قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015

تم اختيار مدينة قسنطينة الجزائرية عاصمة للثقافة العربية لعام 2015 عندما أقرّت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (alecso) خلال الدورة الـ21 للمنظمة في تونس بعد أن تبنت الوفود العربية المشاركة التوصية التي تقدمت بها الجزائر .حيث كان للجزائر أن تقدم عدة تظاهرات ومنها "الجزائر عاصمة للثقافة العربية لسنة 2007" و"تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2011"، مما يؤهل دورة قسنطينة أن تكون من أنجح المحطات الثقافية العربية حسبب تصريحات مسؤولين جزائريين .

برنامج ثقافي كبير

تتضمن الفعالية برنامجاً ثقافياً كبيراً يمتد طيلة أيام العام ، وسيتم في هذا البرنامج إبراز البعدين الأمازيغي والعربي للولاية. وتبدأ الفعاليات ب 16 أبريل بافتتاح رسمي للتظاهرة بعرض ضخم بقاعة الزينيت الضخمة التي تتسع ل3000 شخص من تصميم الموسيقار الجزائري الشهير امين قويدر


وكانت وزير الثقافة الجزائرية نادية العبيدي صرحت أن الفعالية تنطلق بملحمة تم تحضيرها خصيصا للحدث وأن عدة أسابيع ثقافية ستنظم على مدار السنة أولها سيخصص لفلسطين كرمزية قوية للانطلاقة وستخصص الأسابيع الثقافية الأخرى لدول عربية غيرها وأيضا لدول غير عربية".


و أكدت أن التظاهرة ستعطي أهمية لكل الأحداث التاريخية من خلال ملتقيات ستنظم بالتنسيق مع وزارتي المجاهدين والشؤون الدينية والاوقاف" كما سيتم تكريم رئيس الجمهورية ب "سمفونية الوئام" وذلك "لما بذله وعمله من أجل المصالحة والوئام والسلم في الجزائر".


ويتضمن البرنامج 12 معرضاً إلى جانب معرض دولي لفن النحت الجزائري، نشر أكثر من 1000 كتاب ، تنظيم أكثر من 180 حفلا موسيقيا ، 36 عرض باليه و3 مهرجانات رقص، تنظيم 108عروض مسرحية، تسجيلات للتراث الموسيقى تشمل 36 قرصا مضغوطا حول موسيقى المالوف، تنظيم 4 مهرجانات ثقافية شهريا عربية ووطنية، 17 ملتقى دولي ووطني، إنتاج 14 فيلما سينيمائيا وغيرها .


وأشارت الوزيرة إلى أن هذا البرنامج مفتوح وليس مغلقاً ويستقبل مشاريع عديدة من قبل الجمعيات الثقافية الناشطة في مختلف الأشكال الفنية وأنواعها.

مشاركة عربية ودولية

وكانت الدبلوماسية الجزائرية وجهت دعوات عربية وأجنبية لحضور هذه الفعالية والمشاركة فيها حيث لاقت الدعوة استجابات كثيرة وتفاعلاً مع الحدث ، وستستضيف الفعالية دولاً عربية وأجنبية تقدم خلالها برامج من خلال أسابيع ثقافية يتم فيها التعريف بثقافة هذه الدول بالاضافة لمشاركتها في عروض فنية ومعارض وندوات وفعاليات مشتركة تغني الفعالية بالمشاركة الثقافية الصرفة من خلال المشاركة في مجال الكتاب والسينما والتراث الثقافي والمسرح.