آخر 10 مشاركات
منحوسة (125) للكاتبة: Day Leclaire (كاملة) (الكاتـب : Gege86 - )           »          معلومة بتحكيها الصورة (الكاتـب : اسفة - )           »          من هو الإسرائيلي رون آراد الذي حذر أبو عبيدة من تكرار مصيره؟ (الكاتـب : اسفة - )           »          324 - زواج مع وقف التنفيذ - جانيت هوج - م.د ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : TOMLEDER - )           »          أجمل الأفلام القصيرة..«خاسب الدبابه يا غبى منك ليه».. (الكاتـب : اسفة - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-04-15, 09:37 PM   #1

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي المخلوق الأثيري "3d" / للكاتب محمد فيوري ، مكتمله






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم حبايبنا الكرام
اقدم لكم روايه جديده لكاتبه جديده
المخلوق الأثيري "3d" / للكاتب محمد فيوري
وان شاء الله تنال على اعجابكم






التعديل الأخير تم بواسطة اسطورة ! ; 16-08-15 الساعة 07:45 PM
اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-15, 01:55 AM   #2

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حبيت انقل لكم رواية المخلوق الأثيري
مكونه من 5 بارتات والرواية 3d
للكاتب محمد فيوري

الكاتب :

"لأول مرة تكتب قصة للقراءة بإحساس ثلاثي الأبعاد أو ثري دي ، فأخي ألقارئ استعد أنت على موعد
مع قراءة قصة ثري دي فأرجو منك أن ترتدي ألنظارة ألخاصة لهذه ألتقنية ولكن أنت لن ترتديها هذه
ألمرة على عينك فأريدك أن ترتديها بداخل عقلك وأن تعيش وتشعر بكل كلمة تقوم بقراءتها و كأنك أنت
هو بطل تلك ألقصة وتنفذ كل حركة بداخل خيالك في ألحال ( ألقصة لمن هو في مزاج صافي أما لمن
لم يشعر بذالك أرجو منك عزيزي ألقارئ أن تعود في وقت لاحق يكون عقلك مستعد وذهنك صافي )
ألقصة سيكون لها أجزاء أخرى تتحدث عن كل ما يدور بداخل ألبيوت من أسرار وحكاياتها : إنسانية ،
رعب وغموض ، حوادث وسرقات ..إلخ

شكرًا واتمنى لكم وقت ممتع .."


......................

البــــــــارت الاول :
في يوم ممطر وشديد ألبرودة ، وكان ألوقت لليل وكنت أعبر أنا من فوق قرية صغيرة يعيش بها ناس
يبدو إنهم متواضعون وبسطاء ، وتحيط بتلك ألقرية ألحقول وألزراعات ألكثيرة وألترع ألمائية من كل
ألجوانب وألأتجهات فقلت لنفسي سأختار بيت من ألبيوت وأدخله من غير لا إحم ولا دستور ،، آه أنا
أسف نسيت أعرفكم على نفسي

أنا عبارة عن مخلوق أثيري أتحرك في ألهواء ، حجمي كحجم كرة ألقدم ، لا يراني أحد ، لا يسمعني
أحد ، لا يشعر بي أحد ، لا يؤثر في أحد ، وأنا أيضا لا اؤثر في أحد، أمتلك سرعة رهيبة ، وأرى
بطريقة غريبة ، فأنا أرى بطريقة التكبير والتصغير "زوم" لتقريب ألرؤية جدا جدا أو لإبعادها جداجدا ،
ومن ألممكن أيضا أن أجعل ألزمن يتوقف و كل شيء يتوقف حولي عن ألحركة ويصبح في حالة
سكون و تجمد ، ثم إعادة ألزمن للحركة مرة أخرى ، لا طعام لي ولا شراب و لا أتأثر بأي نوع من
أنواع ألمشاعر ، أنا أفهم كل شيء وأعلم كل شيء ، وأفهم جميع للغات ألعالم .

ألمهم عبرت من ألنسيج ألخشبي لباب ألبيت ودخلت ، و صعدت إلى ألسقف وبقيت في نقطة وسط
ألسقف تماما ، لأرى ألروئية من ألاعلى ومن جميع ألأتجاهات فنظرت بحركة دائرية لأستكشاف ما
يدور بداخل هذا ألبيت ، فوجدت نفسي داخل بيت يبدو من يسكنه هم ناس فقراء ألإضاءة فيه ضعيفة
جدا وألحوائط لونها أزرق غامق وقديم وألطلاء متقشر ومتساقط ، ووجدت دكة خشبية و فتاة يبدو إنها
تبلغ من ألعمر ستة أعوام ، كانت نائمة على ألارض بجوار ألدكة وتضع يدها تحت وجهها وتشاهد
ألتلفاز ألموجود أمامها بزاوية ألمنزل ، وفي ألزاوية ألمجاورة وجدت رجلا عجوز جالس على سجادة
صلاة وهو يرفع يده يبدو انه يدعو ، فركزت رؤيتي على وجه ألرجل ألعجوز وإقتربت بالرؤية "زوم"
على وجهه فقط ، فوجدت دموعه تتساقط بشدة وهو يبكي فرجعت بالرؤية لمكاني في ألسقف ، ونظرت بإتجاه تلك ألفتاة ألصغيرة ومازالت تشاهد ألتلفاز ، فتحركت بسرعة ليصبح مكاني على ألسقف فوق
ألتلفاز تماما و نظرت إليها إلى ألأسفل لأتعرف على شكلها ووجهها ، وركزت رؤيتي على وجهها
واقتربت بالرؤية "زوم" على وجهها فقط ، فوجدتها فتاة صغيرة جميلة ألملامح تتأوه وتتوجع بهدوء
ودموعها تتساقط هي ألآخرى ، يبدو أنها تتألم ، رجعت بالرؤية لمكاني في ألسقف ، وتساءلت في
نفسي ما ألموضوع ، فوجدت ألرجل ألعجوز ، أنهى صلاته ودعائه ووقف ووضع سجادة ألصلاة فوق
كرسي خشبي قديم لونه بني ، ثم توجه ببطء إلى دولاب صغير وأخذ من داخله كيس نايلون صغير
يبدو بداخله شيء ما ، ثم توجه بالقرب من تلك ألفتاة وجلس على ألدكة الخشبية ،
وقال : " قومي يا ( نيفين ) يابنتي شوفي أنا جيبلك إيه سندوتش حلاوة إللي أنتي بتحبيه تعالي جنبي هنا تعالي " ..

فقامت ألفتاة يبدو إن أسمها نفين وصعدت فوق ألدكة ألخشبيه ووضعت رأسها على كتف ألرجل ألعجوز
وهي تبكي وقالت : " يا جدي أنا تعبانه تعبانه بطني بتوجعني جامد ومستنيه إني أموت كل يوم ومش
بموت أنا ليه عايشه كده " ..

قال لها : " لاء لاء هزعل منك يابنتي ليه تقولي كده ، حرام عليكي تقولي الكلام ده ، أنتي بنت شطره
ومتدينه ، أنا قربت أحوش ألفلوس خلاص وهنروح للدكتور ويعملك ألعمليه وهتكبري وتبقي دكتورة قد
ألدنيا ، لازم تكلي علشان خطري " .

قالت له : " لاء أنا هاخد قطمه واحده بس وأنام هنا جانبك وإياك تبعد عني أتفقنا يا جدي ولا لاء " ..

قال لها : " أتفقنا يا حبيبتي " .. ثم قام بتقبيلها علي رأسها وأخذت نفين ألقضمة ووضعت رأسها على
قدميه ..



مازلت انا في موضعي موجود على السقف فوق التلفاز لن أتحرك من مكاني ، لكن تلك الفتاة ما بها
وما اسم جدها الرجل العجوز ، وماذا يعمل ، ولماذا يعيشان وحدهما و لا يوجد احد معهم ؟ .. أسئلة
كثيرة يبدو أنني دخلت البيت في وقت متأخر ، لا ادري الان أبقى داخل المنزل الى الصباح ام ارحل
واذهب الى المدن الساهرة .. عذرا عذرا ، يبدو ان الرجل العجوز يقف ويضع رأس نفين فوق الوسادة
وهي نائمة فوق الدكة ويغطيها ويقبلها من رأسها ثم يغلق التلفاز ويجلس على الارض بهدوء ثم ينام
على الارض ويضع يداه تحت رأسه يبدو ان المنزل يوجد به حمام فقط ولا توجد اي غرف ثانية ماذا
افعل البيت في سكون تام الان ، انا سأرحل الى مكان اخر واعود في الصباح لأعرف ما قصتهم .



بسرعة رهيبة اخترقت نسيج الباب وصعدت فوق فوق فوق في السماء طائر فالهواء بسرعتي الرهيبه وكانت قطرات المطر تأتي امامي كأنها خطوط ثابتة وانا أعبر الزراعات والبيوت البسيطه لأترك القرية
وادخل اجواء المدينة المليئة بالأضواء والزحام والبنيات العالية وألوان اضواء السيارات والاعلانات
أراها من الأعلى كأنها مجرد خطوط حمراء وصفراء فقط بسبب سرعتي المهولة ، وصلت الى قلب
المدينة لأرى بناية امامي كانت تملؤها الاضواء فاخترت نافذة عشوائيا ودخلت من نسيج الزجاج
واتجهت الى السقف وتمركزت في الوسط ، لاستكشف ما يدور بالداخل ، نظرت بحركة دائرية بهدوء
في كل الاتجهات ،لأري مايكرويف شغال في المطبخ وموسيقي صاخبة و يبدو لا يوجد احد في
الريسبشن ، فنظرت تحتي تماما ، فوجدت شاب يعانق فتاة ويقبلها وهم في وضع حميمي نائمون على
الارض وغارقين في " اللي هما بيعملوه" ، هممممممم ،، انا لا أريدك عزيزي القارئ أن ترى تلك
المشاهد معي ، فانا تعودت عليها كثيرا فلا داعي ان نضيع وقتنا هنا الان ،، اعذرني ،، هيا بِنَا
،،،،،،،،، يا اخي هيا بِنَا الله يهديك !! ، ،،



اخترقت أنسجة الحائط بهدوء وبقيت خارج البناية العالية ثابت في الهواء لا أتحرك ، وأصبحت البنّاية
خلفي ، أفكر اين اذهب وأين أتجول وانا اشاهد اضواء المدينة في الليل من الاعلى ، فتوجهت سريعا
سريعا الى الأسفل وأتجهت بسرعتي بالقرب من الارض والى وسط طريق مزدحم بالسيارت المسرعة
وهي قادمة امامي عكس الاتجاه لاخترق جميع السيارت وانا اسمع أصوات متعددة من الأبواق وارى
اضواء مختلفة قادمة امامي واسمع جميع كلمات الناس المتداخلة داخل السيارات ، ثم صعدت الى
الاعلى سريعا سريعا سريعا لأبتعد عن تلك الضوضاء مع تغيير اتجاهي لاصبح متجها اتجاها افقيا
وبسرعتي عبرت فوق جميع المدن ثم عبرت المحيط في ثانية لأجد ضوء قادم امامي ثم اصبح ضوء
النهار يضيء كل شيء من حولي ووصلت الى بلدة من البلدان يبدو ان الشمس مازالت ساطعه بها ، ثم
توجهت الى الأسفل لأرى انني اقترب من مكان به ألوان كثيرة ومختلفة .. ما هذا المكان ؟ ، فاقتربت
اكثر الى الأسفل ، يبدو انها مزارع شاسعة من الورود ويوجد بها فتيات يعملون ، ساختار فتاة وارى ما تفعله ..



توجهت ناحية فتاة متواجدة وسط الزراعات الشاسعة وتحيطها ورود مختلفة الألوان من كل الجهات ،
وكنت أمامها بمسافة تبعد مترين . فجعلت الزمن يتوقف وكل شيء اصبح ثابت عن الحركة تماما،
فأصبحت الطيور خلف الفتاة ثابتة في السماء ، وأصبحت حركة الورود والفراشات التي تتحرك في
الهواء ثابتة وحركت الفتيات الأخريات عالقة وثابتة بمواضع مختلفة ، ابتدأت أتحرك بهدوء بحركة
دائرية وكانت الفتاة امامي هي مركز الدائرة ، نظرت اليها من الامام فهي كانت تضع يدها على الأذن
اليمنى وعيونها كانت زرقاء، و من ناحية اليسار ترتدي حلق ذهبي مختلف الالوان ومن ناحية الخلف
شعرها ناعم طويل ثابت في الهواء ومن ناحية اليمين يبدو انها فقدت الحلق الاخر لذلك كانت تضع
يدها لتتأكد ، ثم تحركت سريعا حولها ثلاث مرات وتوقفت ببطء أمام وجهها تماما ليعود كل شيء
للحركة فالطيور طارت ورحلت والفراشات تحركت في الهواء والفتيات عادوا يعملون والفتاة كانت تنظر
حولها ويبدو أنها تبحث عن الحلق الضائع بين الورود ، صعدت الى الاعلى مسافة ستة أمتار ونظرت
الى الأسفل وانا انظر في كل الاتجهات لأبحث عن هذا الحلق .. ها هو وجدته بالفعل ، لكن اعذريني
عزيزتي انا لم يكن بيدي مساعدتك حظا سعيدا ..



ثم صعدت عاليا واختفيت في ثانية من فوق سماء مزارع الورود الشاسعة ، لأترك ضوء النهار
والشمس الساطعة بتلك البلدة واذهب الى بيت الرجل العجوز والفتاة الصغيرة ( نفين ) دخلت الى البيت
وكان ارتفاعي داخل البيت ما بين الارض والسقف ارتفاعي في المنتصف تماما، مازال الهدوء بالداخل
تحركت سريعا في كل اتجاه ولم اجد الرجل العجوز والفتاة ، اين هم ماذا حدث لهم ، ثم وجدت فوق
الدكة الخشبية ظرف كبير ويوجد بجانبه كثيرا من علب الدواء ، فركزت على الظرف واقتربت بنظري
"زوم" ليخترق نظري أنسجة الظرف وارى ما بالداخل ، فإذا بها أشعة عن الصدر والبطن ، وتقرير
مكتوب باسم الفتاة وأنها تعاني من مرض خطير ليس له علاج ، ثم صعدت الى زاوية السقف ووجدت
شخص يفتح باب البيت ويدخل مسرعا ويتجه ناحية الظرف ويأخذه ويحمله في يده ثم يتجه الى الباب
ليخرج ويغلق الباب ورائه ، فانا اريد ان اعرف ما الموضوع ، اخترقت الباب سريعا ، فرأيت ذلك
الشخص يدخل سيارته وينطلق مسرعا ، ذهبت ورائه ودخلت السيارة معه ، ثم وصل الى موقف
الحافلات الصغيرة "ميكروباصات" ، وتوقف بسيارته بالقرب من مايكروباص ونزل منها ومعه الظرف
وصعد الى داخل الميكروباص ، ذهبت سريعا ورائه لأجد الرجل العجوز جالس بالداخل ويضع الفتاة
على قدميه و هو ينظر لها بحزين شديد ثم أعطاه ذالك الشخص الظرف

وقال : " خد يا عّم يوسف الأشعة اللي انت نستها جبتهالك ربنا يشفيها اول ما توصل المستشفي
أدي الظرف ده لأي دكتور وهو هيعرف حالتها ايه بالضبط .. ودوّل فلوس كل اللي حلتي .. مني ليك يا رجل يا طيب " ..

قال له : " خلي فلوسك معاك هاينفعوك يابني انا معايا ربنا " ..

ثم طبطب الحاج يوسف بيده على كتفه ثم غادر ذلك الشخص الميكروباص واغلق الباب ..



ومازلت انا بالداخل مع الحاج يوسف لكي اعرف ما هي الحكاية ، وصل الميكروباص بعد خمسة
ساعات الى المدينة ونزل الرجل العجوز وهو يحمل الفتاة الصغيرة على كتفه ، ودخل المستشفي
مسرعا ، يتلفت يميناً ويسارا لا يعلم اين يذهب والى من يتحدث ثم جاءت إليه ممرضة وهي تنظر إلى
منظر الرجل العجوز والفقير و تشاور له بيدها ليتوقف لا يتحرك وقالت : " انت رايح فين يا عّم انت استنا عندك هنا .. في ايه ملها اللي انت شايلها دي " ..

قال لها : " حفيدتي بتموت ساعديني يابنتي ينوبك ثواب عند الله " ..

قالت له : " تعال ورايا لما اشوف آخرتها معاكم ايه ، انت معاك فلوس ولا جي مستشفي كبيره زي دي تشحت هنا " ..

قال لها : " معايا الله يابنتي ،، معايا الله " ..



ذهب الرجل العجوز وراء الممرضه وهو يحمل الفتاة ثم دخل ورائها حجرة صغيرة وبها سرير واحد



قالت له : " حطها على السرير وإياك تتحرك من مكانك لحد ما الدكتور يجي " ..

ذهبت الممرضة من الغرفة وأغلقت الباب ورائها ..



اما انا أراقب كل شيء وأراقب حركات الرجل العجوز وهو يتحسس رأس الفتاة بهدوء والدموع تتساقط من عينه

و بعد سبعة ساعات من الأنتظار الطويل دخل الدكتور الغرفة ثم وقف الرجل العجوز وهو يمد يده للدكتور ليصافحه فيصافحه الدكتور هو الاخر وهو ويقول له : " ملها ؟ " ..

الرجل العجوز : " دي الأشعة والتقارير كلها يا دكتور واكيد انت هتعرف " ..

يأخذ الدكتور الظرف ويفتحه وينظر الى الاشعات و التقارير ثم يقترب من الفتاة و يكشف عليها ..



الدكتور : " دي محتاجه عملية في خلال اربعه وعشرين ساعه وتمن العملية سبعين الف جنيه وإلا ممكن تموت " ..



يجلس الرجل العجوز على الكرسي صامتا تماما وهو ينظر الى وجه الدكتور لوقت طويل
ثم يقول : " بس انا يا دكتور كل اللي حيلتي عشره جنيه ، انا كنت بضحك عليها كل يوم واقولها قربت احوشلك الفلوس للعمليه علشان نفسيتها ماتتعبش وامها وأبوها الله يرحمهم سبوهالي لوحدي أربيها ، انا بنام
كل يوم علي الارض جنبها وعيوني مفتوحة بدعي ربنا يشفيها ويبعتلي اللي يساعدني أرجوك يا
دكتور اتصرف أبوس إيدك " ..

الدكتور : " انت جي تحكيلي قصة حياتك يا عّم انت ولا ايه معاك فلوس تعملها العملية ولا لاء مامعكش
خودها وامشي " ..

الرجل العجوز : " أرجوك يا دكتور لو طلبت دم مني هاديها لو طلبت كليتي لو طلبت كبدي بس اعملها
العملية " ..

الدكتور : " دم ايه وكبد ايه يا راجل يا مجنون انت .. بقولك ايه خودها وامشي فورا وإلا هندهلك الأمن
يخدوك انت وهي بره انا ورايا شغل مش فضايلك " ..

الرجل العجوز : " لا لا مالوش داعي .. مالوش داعي يا دكتور كتر خيرك انا هامشي انا وهي كتر
خيرك يابني " ..



مازلت انا موجود لن أتحرك اشاهد كل شيء ، ثم أخذ الرجل العجوز الفتاة وحملها على كتفه وذهب
بهدوء خارج المستشفي الفاخرة التي لم تستقبل من تسموهم أنتم يا بشر بالفقراء والمساكين ، ذهب
وهو يحمل الفتاة ويحمل في يده كل ما يملكه من مال عشرة جنيهات يتجول في شوارع المدينة
المزدحمة بالناس وبالسيارات وسط النهار تائه وشارد التفكير ، ثم جلس على الرصيف من التعب وهو
ينهج وبحزن ينظر لوجه حفيدته ألطفلة البريئة ،،،



فأوقفت انا الزمن عن الحركة وانا انظر الى ملامحه المليئة بالحزن ودموعه العالقه على خديه وهو
ينظر الى ( نفين ) واقتربت منه تماما وركزت بنظري "زوم" باتجاه الفتاة واخترقت جميع الأنسجة
بداخلها وتخللت كل خلية لأتفحص في ما يصيبها من مرض ، ثم عدت الى الوراء وابتعدت مسافة
مترين ووجدت انها تعاني من شيء بسيط ولكنه مميت ومن الممكن أن تموت وتفارق الحياة تلك الليلة
إن لم تجد العناية والرعاية الطبية ، كما قولت لكم انا اعرف واعلم كل شيء ولكنني لن أستطيع تغير
شيء ، ولماذا طلب الدكتور كل هذا المبلغ من المال فإنها تعاني من شيئا بسيط جدا ممكن ان تعالج
وتشفّي منه تماما ببعض الأدوية والعقاقير والاهتمام وحالتها لا تتطلب كل هذا المال او اجراء عملية
كما قال الدكتور .. أهكذا يفعل الانسان لاخيه الانسان ؟ ، وهكذا تفعل الفلوس والمال في الفقير وتشعره
بالذل والاهانة وتجعل الانسان رخيصا بلا ثمن ، فله الله عّم يوسف الرجل العجوز، ولها الجنة تلك
الفتاة المسكينة إن فارقت الحياة .. أما أنا ... فأنا محظوظ جدا جدا بأني لم أكن إنسانا وأنني مخلوق ،،،، بلا مشاعر
...


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-15, 01:56 AM   #3

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البــــــــــارت الثـــــــــاني

....................

أهكذا يفعل الإنسان بأخيه الإنسان ، وهكذا تفعل "الفلوس" في الفقير وتشعره بالذل والاهانة , وتجعله رخيصا بلا ثمن ، فله الله عّم يوسف الرجل العجوز، ولها الجنة تلك الفتاة المسكينة إن فارقت الحياة .

أما أنا ... فأنا محظوظ جدا جدا بأني لم أكن إنسانا .. وأنني مخلوق بلا مشاعر ..

جعلت كل شيء يعود للحركة , فالسيارات تحركت وعادة الضوضاء , و تحركت الأقدام خلف عّم يوسف
وهو جالس على الرصيف , وكانت حرارة الشمس تأكل وجه الفتاة الغائبة تماما عن الوعي ، فأنا الآن
لا اعلم هل اذهب أم أبقى ؟ ..

هل انتظر وأشاهدها وهي تفارق الحياة كما شاهدت الكثير والكثير من قبل ، أنا بالفعل سأذهب , لا أريد
أن اعرف , فأنا عرفت الكثير بالنسبة لتلك العائلة الفقيرة , وكل حكاية من الحكايات المشابهة تنتهي
نفس النهاية الحزينة ..

- وداعا عّم يوسف .. وداعا نيفين ..

لكن لحظة ! .. ما هذا ؟ .. إنها سيارة سوداء فارهة تتوقف أمام عّم يوسف تماما ، وينزل منها شخص
يبدو عليه الثراء ويتجه نحو عّم يوسف ويحاول أن يساعده على النهوض بهدوء ، ثم يقف عّم يوسف
بالفعل ويتحدث معه ، ثم يفتح ذلك الشخص باب سيارته ويصعد عّم يوسف إلى السيارة ومعه الفتاة
ويصعد الشخص ثم تذهب مسرعة ، لأول مره اهتم بشيء إلى هذا الحد , سأذهب وارى ما يدور بداخل
السيارة وأمري لله .

ذهبت سريعا ولحقت بالسيارة ودخلت لأسمع ما يدور , فوجدت سائق يقود السيارة ويجلس بجانبه ذلك
الشخص ويجلس بالمقاعد الخلفية عّم يوسف ونيفين ، ثم ألتفت الشخص بنظره إلى عّم يوسف وهو
يعطيه ظرف
ويقول : ” دي الأشعة والتقارير بتاعت البنت يا راجل يا طيب انا جبتهم من الزباله ، انا كنت واقف ادام الباب بالصدفة وسمعتك وانت بتتكلم مع الدكتور وبتتوسل اليه .. ولما انت مشيت ونسيت الأشعة والتقارير الدكتور رماهم في الزباله وانا طلعتهم و جبتهملك ومش عايزك تشيل اي هم في حياتك من تاني انا ربنا بعتني ليك يا طيب “..

عّم يوسف : ” ايوه يابني انا مش فاهم انت مين .. ويعني ايه مش هاشيل الهم ، يعني نيفين هتعمل
ألعمليه ولا هاتموت .. انا مش شايف قصادي ومش فاهم “..

الشخص : ” انا اسمي سراج يا عّم الحاج بنتي بتتعالج فالمستشفي هي مش
مريضه بس بيجلها شوية قلق كده ومش بتحس باطمئنان الا لما تكون جوا المستشفي وسط الدكاتره
ادعي لها ربنا يشفيها ويشفي حفيدتك ..

انا كلمتلك مستشفي تانيه وفهمتهم كل حاجه وهما هيعملوا المطلوب وهايسعدوك .. وكل شيء انت
تأمر بيه من جنيه لمليون انا تحت امرك زي ما قولتلك ماتشلش هم “..

وصلت السيارة إلى المستشفي الأخرى ونزل السائق وأخذ نيفين على كتفه ونزل عّم يوسف بهدوء
وهو مستغرب ومتعجب من أحوال هذه الحياة الغريبة ونظر للسماء وهو يبكي يشكر ربه .

توجه عّم يوسف والسائق ونيفين الي داخل المستشفي سريعا ثم أخذ ( سراج ) سيارته ورحل مسرعا ،
وبقيت انا في الوسط هل اذهب واري ما يدور بداخل المستشفي مع عّم يوسف ونيفين ام اذهب لكي
اعرف من هو ( سراج ) , اعتقد سأذهب لكي اعرف من هو ( سراج ) وسوف أعود في وقت لاحق لعم
يوسف ، ذهبت مسرعا داخل سيارة سراج فوجدته يتحدث في الهاتف ويقول : ” دقيقه وهكون عندك يا
حبيبتي “ ..

ويغلق الهاتف ، ثم يصل بسيارته امام باب المستشفى الأول لأجد فتاة شابه تتقدم وتفتح باب السيارة
وتصعد وتغلق الباب بشدة وعصبية وهي تنظر الى وجه سراج وهو يشعل السيجار
وتقول : ” يا بابا انا قولتلك كزا مره ماتسبنيش لوحدي فالمستشفي وتمشي بخاف أكون لوحدي بخاف “..

سراج : ”واللهي يا ( هند ) انا مش عارف حكاية الخوف دي آخرتها ايه معاكي .. في البيت قلقانه وخايفه وحتي في المستشفي اللي كنتي بترتاحي فيها بقيتي خايفه برده ، انتي حكيتك ايه مش عارف .. قولتلك انا مستعد اسيب كل اللي ورايا علشان خطرك ونسافر أسبوعين لندن تغيري جو وانتي اللي مش عايزه .. صدقيني يا حبيبتي هما أسبوعين نجرب وكل شيء هيكون تمام ونفسيتك هترتاح .... ها قولتي ايه “..

هند : ” انا قولتلك كزا مره لاء يعني لاء .. مستحيل اسيب ماما لوحدها وأسافر اي مكان غير وهي معنا “..

سراج : ” أياكي تجيبي سيرة أمك تاني علي لسانك انتي سمعاني .. انا كام مره حذرتك كأنك تقصدي تعصبيني “.



يبدو ان عائلة سراج غارقين في مشاكل مثلهم مثل الكثير والكثير من عائلات البشر ، وصلت السيارة
إلي حديقة المنزل ونزلت منها هند سريعا وهي غاضبه ودخلت البيت ، فذهبت انا وراء هند ووجدتها
تصعد سلالم المنزل الداخلية وهي تنادي بصوت مرتفع وتقول : " يا داده .. يا داده .. حضريلي الحمام
علشان عايزه اخد شاور“..



دخلت هند الي غرفتها وانا معها أتحرك وأدور حولها بهدوء ، ثم جلست هند على أريكة وثيرة وهي
تتصفح الرسائل سريعا على هاتفها ثم نظرت إلى رسالة وهي تبتسم ابتسامة خفيفة ، فنظرت أنا إلى
الرسالة ووجدت مكتوب بها كلمات عاطفية حارة ، ثم قامت هند بتقبيل الهاتف ووضعته على طاولة
أمامها ، واتجهت الى السرير واستلقت بظهرها عليه وهي تبتسم و يبدو انها سعيده ، فارتفعت أنا الى
الأعلي ما بين السقف والسرير وأنا أقوم بحركة دائرية بطيئة حول وجه هند لأتعرف على ملامحها جيدا
، ثم توجهت بنظري الى كل ركن بغرفتها المليئة بالاجهزة الترفهية الحديثة فسمعت صوت سراج قادم
من نافذة غرفة هند وهو يتحدث بالحديقة الخارجية في الهاتف ويقول : ” لا اله إلا الله .. لا اله إلا الله .
إنا لله وإنا إليه راجعون “..

فقامت هند مسرعة بفزع تنظر من النافذة وتقول : ” في ايه يا بابا في ايه ، ايه اللي حصل قولي في
ايه “..

فتوجهت انا سريعا من النافذة الى الحديقة لأصبح بجانب سراج تماما وهو يتحدث فالهاتف ..

سراج : ” يعني ايه .. يعني ربنا بعتني للراجل العجوز ده في وقت متأخر .. طيب ربنا بعتني ليه من
الأساس ... استغفر الله العظيم .. استغفر الله العظيم .... البقاء لله “.. ثم أغلق الهاتف .

يبدو أن نيفين فارقت الحياة , أنا سأذهب الى المستشفي ، تركت منزل سراج و في اقل من ثانيه كنت
داخل المستشفى أتحرك وأتنقل بين جميع غرف المستشفى لأجد غرفة يوجد بها طبيب وممرضة ..

ويقول الطبيب : ” اعتقد هبوط حاد فالدورة الدموية “..

ثم تقوم الممرضه بتغطية وجه عّم يوسف ... عّم يوسف مات وفارق الحياة .. كيف ؟ .. متى ؟ .. لكن
.. لماذا انا اهتم وأبالي بقصتك أنت وحفيدتك لماذا ؟ لماذا ؟ .. ولماذا أريد أن أقول لك كما يقولون
البشر وداعا يا رجل يا طيب ..

أنا سأوقف الزمن لألقي آخر نظره إلى وجهك ولن أعود مره أخرى فأنا لا أريد أن اعرف ما سيحدث
لحفيدتك بدونك في تلك الحياة المليئة بالـ .... ما دخلي أنا أن أقول كلام له معاني تنطق على لسان
جميع البشر في أوقات الحزن أو السعادة , ما دخلي أنا بك أو بأي احد على الأرض .. يا ليتني ما جئت
إليكم .. يا ليتني بقيت ما أتيت إليكم .

بسرعة رهيبة اخترقت جميع طوابق المستشفى وصعدت الى السماء بسرعة فائقة وأنا أرى أسطح
البنايات تبتعد ثم المدينة تبتعد ثم السحب البيضاء تبتعد ثم كوكب الأرض يبتعد .. يبتعد .. يبتعد .. لأدخل
في ظلام الفضاء تاركا كوكب الأرض متجها الى موطني ومكان وجودي الأصلي .... إلى ليل القمر
المظلم ..

أنا ألاحظ في الآونة الأخيرة شيء غريب لم أكن معتاد عليه من قبل ، ألاحظ إنني أحاول اكتساب شعور
الاهتمام بالغير، اكتساب شعور الخير للغير ، شعور المساعدة للغير ، ومن هم الغير ؟ .. أنتم يا بشر يا
من تسكنون الأرض ،، فأنا لا أريد أن اكتسب مشاعركم هذه ، لا أريد .. لا أريد أن اشعر بالسعادة أو
بالحزن أو بالغدر والخيانة والطمع والنشوة والشهوة والحقد والحسد والجشع والسرقة والنهب و حب
المال وسفك الدماء والحروب والقتل .... ولا أي شيء من بلاويكم .. لا .. لا .. لا أريد ذلك .. فإن
اكتسبت المشاعر مثلكم سوف يكون أمامي الخيار , ومن الممكن أن أصبح ملاك أو أصبح شيطان ..
أنتم تمرون بإختبار صعب في حياتكم , والشعور والمشاعر جعلتكم تنسون أن أعماركم وحياتكم قصيرة
جدا فأنتم خلقتم وأنا أيضا مخلوق , ولكن الاختلاف كبير بيني وبينكم ، نعم أنا مخلوق أثيري وخلقت ,
ومن خلقني هو من خلقكم , ولي بداية ولي نهاية مثل أي شيء , و مثلكم تماما فأمر الله لا يقدر أو
يقاس بالمسافة أو بالزمن فهو مختلف , فأنا سوف انتهي وافني أن ضربت العواصف الـ جيومغناطيسية
الآتية من الانفجارات الشمسية الشديدة كوكبكم كوكب الأرض وإن كان وجودي معكم في تلك اللحظة
على الأرض سأنتهي وافني في وقت و زمن لا تتخيله العقول .. وضع الله في إدراكي أن نهايتي وفنائي
سيكون سببه الوحيد هو الانفجارات والتقلبات الشمسية التي تولد عواصف جيومغناطيسية وسرعتها
هي نفس سرعة الضوء ، وبيدي أن اختار الابتعاد عنها والبقاء أو الاقتراب منها و الفناء , فوجودي
بظلام لليل القمر هو بقائي وذهابي بعيدا عنه من الممكن ان يؤدي الى فنائي , فأنا بقيت مئات السنين
أريد أن أشاهد أو أرى مخلوق شبيه لي ولكن لا يوجد .. لا يوجد .. لا يوجد , كنت أبقى دائما أتحرك مع
الليل المظلم ولا أرى الشمس أبدا , وكانت أأمن نقطه لي على القمر هي نقطة الجانب المخفي لكم ،
ولكنني قررت الهلاك و الفناء فتركت مكاني ورحلت أتجول في الفضاء ثم ذهبت إليكم فكنت محظوظا
أنني باقي إلى الآن ولم يحدث لي شيء أثناء وجودي معكم , جئت إلى كوكبكم لكي أفنى وانتهي فقط ,
وليس لاكتساب مشاعركم وطباعكم وحياتكم المملة ، ولكن للأسف ولأول مره سأقول هذه الكلمة ...
كلمة ( أشعر ) ... فهي أصابتني كالعدوى وانتقلت منكم إلي ... فأنا سأعود مرة ثانية إلى الأرض طالبا
من خالقي أن لا يعطيني صفة من صفاتكم ، وأن لا يتغير شعوري فيصبح متنوعا بأشكاله المتخلفة
ومتلونا مثلكم ...



انطلقت مسرعا باتجاه كوكب الأرض مجددا , أوقفت الزمن وأنا اعبر الغلاف الجوي , وعاد لطبيعته بعد
مروري السريع . رأيت المحيطات والبحار تقترب , و السحب البيضاء الكثيفة تقترب , ثم أصبحت
السحب حولي تماما , واخترقت الكثير والكثير من الطائرات المسافرة والعابرة للقارات في قلب الليل ،
ثم توجهت إلى منزل سراج في الحال ..

تخللت النسيج الزجاجي لنافذة غرفة هند , كانت الغرفة ساكنة ومظلمة ولا يوجد احد فتوجهت سريعا
ابحث في كل غرف المنزل والحمامات والمطابخ .. لا يوجد احد .. فذهبت إلى الخارج , إلى حديقة
المنزل لأجد سراج جالس أمام طاولة و يوجد عليها الكثير من زجاجات الويسكي وأنواع مختلفة من
الخمور ويتحدث مع زميل يجلس بجانبه وكان يضع القليل من الويسكي بالكأس أمام صديقه ، ثم يمسك
بالسيجار ويضعه في فمه ويشعله و ينفث الدخان ..

ويقول : ” لو مراتي ( نور ) رفضت أني اخد الطفلة الصغيرة دي وآربيها مع هند انا هاطلقها يا (
عدلي ) انا عايز اعمل خير بقي يا اخي كفايانا اللي احنا بنعمله ده ، احنا كبرنا خلاص وعجزنا ولا انت
ايه رأيك “..

عدلي : "واللهي انت الظاهر انك اتجننت في عقلك يا سراج تربيها مع هند وانت فاكر ان هند لِسَّه
عايله صغيره

دي هند عندها تلاته وعشرين سنه ومش محتاجه عيال تلعب معاهم ، دي بقت عروسه .. وبعدين ايه
التقوي اللي نزلت عليك فاجئه دي ، أل رايح تعمل عمل خير أهو الرجل مات وانت احتست ومش
عارف تعمل ايه مع البنت“..

سراج : ” انت ماتعرفش انا عملت كده ليه .. في حاجه غريبه جدا حصلتلي وانا فالمستشفي مع هند ،
كنت رايح ادخن السيجار بره المستشفي وانا في طريقي مريت علي الغرفة اللي كان فيها الراجل
العجوز والبنت، وكان الباب مفتوح لقيت حاجه زي ضوء او شعاع ابيض عمال يظهر ويختفي ويتحرك
بسرعه من فوق الدكتور شويه وفوق الراجل العجوز شويه وفوق البنت وهي على السرير ، وأول
ماشوفته حسّيت أني في حاجه غريبه .. حاجه غيّرتلي مشاعري وخلتني أفضل واقف مكاني ومش
عارف أتحرك علشان اسمع كل كلمه بتتقال بين الدكتور والرجل العجوز ، واتاثرت جدا وعشان كده انا
حاولت أساعد الرجل العجوز والبنت الصغيرة بأي طريقة “ ..

يقف عدلي وهو يضحك بصوت مرتفع ويقول : ” شعاع ابيض وحاجه غريبه .. انت الظاهر اتجننت
زي ما بقولك واتجننت كمان زي بنتك هند وهي اللي أثرت عليك وعلى تفكيرك ، وشويه شويه تقول
انك خايف وقلقان ومرعوب وبتشوف جن أو بتشوف واحد نايم جنبك على السرير و شكله اسود ، زي
ما هي وجعه دمغنا بالكلام الفاضي ده ليل نهار ومدوخانا معاها بين الدكتره والمستشفيات .. فوق
لنفسك يا سراج وخلي مراتك ( نور ) ترجع بيتها وخد بالك من هند وبس ..... ولا تجيب طفله ولا عيله
تربيها مع هند أل .... تصبح علي خير “..

سراج : ” تعال بس رايح فين يا عدلي ......... يا عدلي “ ..

أنا موجود وسمعت كل كلمه دارت بين سراج وصديقه عدلي .. ولكن كيف ؟ . فهل سراج يعني من
كلامه أنه رآني أنا ؟ ..

لا يعقل .. لا يعقل ! .. فإن كان قد رآني فأنا أمامه الآن أتحرك وهو ينفخ الدخان سارحا بفكره ، لكن أنا
سأوقف الزمن لكي أتأكد من الأمر ، أوقفت الزمن وأصبحت أمام وجه سراج تماما وهو يسحب أنفاس
سيجاره وكان بين إصبعيه وبين فمه ثابت و مشتعل مثل الجمر ، والدخان الكثيف ثابت في الهواء من
حوله ، وبدأت أتحرك حركة دائرية , كان رأسه هو مركز الدائرة , تحركت بهدوء من الأمام الى اليسار
ثم تحركت الى الخلف فأصبح شعر رأسه من الخلف أمامي فأقتربت بنظري "زوم" واخترقت رأسه
وتخللت الأنسجة ووجدت الجزء المسئول عن الذاكرة ورجعت بالزمن داخل ذاكرته بسرعة مهولة
لسنوات وسنوات وسنوات وصور ولقطات كثيرة وأحداث كانت قد مرت ، ثم تقدمت بذاكرته إلى الأمام
بسرعة وأوقفتها أثناء وجوده أمام باب الغرفة في المستشفى ، ثم رجعت بنظري لموضعي الطبيعي
خلف رأسه ثم تحركت حول رأسه ثلاثة مرات سريعا ثم توقفت ببطء أمام وجهه و تركت كل شيء يعود
للحركة فنفخ سراج دخان السيجار ثم قام وتوجه مخترقا الحديقة ليدخل المنزل .

ولكن شيء لا يعقل .. شيء لا يعقل ، بالفعل سراج رآني أنا أثناء وجودي بغرفة المستشفى مع عّم
يوسف ونيفين .

وبالفعل أنا من أثرت في مشاعره وجعلته يقف لا يتحرك ليستمع إلى كل كلمة .. لأنني .. لأنني .. كنت
أشعر بحزن شديد وكانت تلك هي المرة الأولى في عمري امتلك الإحساس وأنا لا اعلم , وأمتلك الشعور
واشعر بالحزن ، فيبدو أنني أصبحت اظهر ويراني البشر عندما يتملكني شعور شديد بالحزن ، و أنا من
غيرت مجرى الأحداث لكي أساعد عّم يوسف وحفيدته المريضه نيفين ، أنا لا ادري هل هذا الأمر وهذه
الصفة تجعلني سعيد أم ماذا ؟ .. لا ادري ..

لا ادري .. ولكن ، لكن هذا الشخص الملعون سراج فهو شيطان ، نعم هو شيطان على هيئة إنسان هو
وصديقه الشيطان عدلي فأنا وأنا أتصفح ذاكرته شاهدت ماضيهم وحاضرهم الأسود وكانت أفعالهم
الشيطانية بين البشر هي السبب الوحيد لوجود ثرواتهم وأموالهم المتكدسة في البنوك ..

عذرا عذرا .. أنا أرى ضوء سيارة قادم الآن و تقف السيارة بجواري وتوجد بداخلها هند تتحدث مع
شاب ثم يقوم الشاب بتقبيلها على شفتيها ، ثم تنزل هند وتغلق الباب ، وتعود السيارة للخلف و تبتعد
خارج الحديقة , تجلس هند أمام الطاولة المليئة بزجاجات الخمور وتفتح زجاجة وتصب كأس ثم تقف
وتأخذ معها الكأس متجهة لتدخل المنزل , كنت انتظرها بالداخل وقبل دخولها من الباب ، وكان وجودي
بجوار سراج وهو يشاهد التلفاز .

فدخلت هند المنزل وبيدها الكأس واقتربت من سراج ووضعت قبلة على خده وجلست بجواره ..

وقالت : ” تصدق فالكام ساعه دول وحشتني يا اجمل أب .. شوف ( عمرو ) جبلي ايه ... ايه رأيك “..

سراج : ” ايه ده ... ده الخاتم ده مايقلش عن ربع مليون جنيه .. الف مبرك ياحبيبي ياريت تكوني
مبسوطة مع عمرو .. بس انا ملاحظ حاجه كده يا ست هانم ، لما بتكوني معاه بتنسي الدنيا وبتنسي
اللي بيحصلك وعايز اعرف حاجه بقي .. انتي مدوخاني معاكي بين الدكتره والمستشفيات وتعباني
بالطريقه دي ليه ، ماتخدي خطيبك عمرو معاكي وتريحني من وجع الدماغ ده بقي “ ..

هند : ” انا بدلع عليك يا حبيبي مش انا حبيبتك الوحيده ولا ايه ... استنا استنا يا بابا بص “ ..

ثم تمسك هند بالريموت وتتحكم بمستوي صوت التلفاز لتشاهد حوار يدار ببرنامج ( توك شو ) بين
شيخ و دكتور نفسي ، وكانت تحدث بينهما مشادة كلامية ومقاطعة الحديث بينهما بصوت عالي .

الشيخ يصرخ : ” يا أخي انت وامثالك اللي مشوهين صورة الدين , الجن مذكور في القرآن وانت
بتلغيه بكلامك ده “..

الدكتور يقاطعه : ” يا شيخ يا شيخ يا شايخ اسمعني يا شيخ يا شيخ خليني اكمل كلامي خليني اكمل
كلامي“..

ثم تتعصب هند وتقف وتغير القناة لأنها لم تصل لإجابة شافيه ، لعدم احترام الحوار والاستخفاف بعقول
المشاهدين

وتنظر هند لسراج وتقول : ” ارجوك خلي ماما ترجع البيت بقي ، اصلها وحشتني ... تصبح على خير “..


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-15, 01:58 AM   #4

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البــــــــارت الثالث

.......

تنظر هند لسراج وتقول :
” أرجوك خلي ماما ترجع البيت بقي ، أصلها وحشتني ... تصبح على خير “.

ثم تتجه هند وتبدأ في صعود سلالم المنزل الداخلية فينادي عليها سراج
ويقول : " هند اياكي تنسي معادنا بكره الصبح هنروح نزور البنت الصغيرة زي ما قولتلك “..

هند: ” ماتقلقش يا بابا أنا مش ناسيه وعامله حسابي ونفسي أشوفها “..

تكمل هند صعودها السلالم وتتجه إلى غرفتها وتدخل وتغلق الباب خلفها , فنظرت أنا لسراج ومازال
جالس أمام التلفاز وفي يده السيجار وكان سارحا ، ثم نظر إلى الأعلى ليتأكد أن هند دخلت غرفتها
فمسك هاتفه وبحث سريعا عن رقم ، ثم وجد الرقم وأتصل به .. وسرعان ما تحدث قائلا : ” ايوه يا
نور ... أنا خلاص مش عارف اكدب وأمثل اكتر من كده .....

لاء لاء هي كويسه بس أنا مش شايف اي تحسن ولا تقدم في حالتها .... آيه اللي بتقوليه ده مانتي
شايفاني عمال اصرف بالملايين علي اللي اسمه عمرو بتاعك ده علشان يجبلها هدايا وتحس باهتمام
وحياتها تتغير ...

واللهي أنا حاسس ان الدكتور بتعها أفكاره مجنونه شويه ، أل آيه لازم نعملها صدمه جديده في حايتها
علشان تنسي الصدمة القديمة ادينا يا ستي بقلنا تلات شهور بنمثل عليها اننا متشاكلين وهننفصل
ومافيش اي تقدم

..........

يعني آيه أنا السبب يا نور ، الحكايه القديمة دي مر عليها اكتر من سنه تقريبا وهند لِسَّه زي ماهي
......

خلاص خلاص يا حبيبتي أنا أسف ... أنا أسف ....

هاشوفك بكره بعد ما اخلص شغلي وماتقلقيش هتصرف أنا في حكاية البنت الصغيرة دي ...

لاء لاء مافيش حد عارف حاجه حتي عدلي أنا كل شويه بقوله هاطلقها ، بعد الشر عليكي من الطلاق يا
نور .... تمام هانتقابل بكره .... وانتي من أهله “..



يغلق سراج الهاتف وينهض ويتجه ليصعد السلم ثم يذهب لغرفته ويدخل ويغلق الباب ورائه ، فتوجهت
أنا إلى باب غرفة هند واخترقت النسيج الخشبي وأصبح باب الغرفة خلفي من الداخل لأجد هند مرتديه
شورت خفيف وتي شيرت ابيض خفيف يبدو أنها ملابس النوم ، وكانت جالسة أمام المرآة تنظر إلى
وجهها وملامحها بتأمل ، ثم قامت بمسح مساحيق التجميل من على وجهها بهدوء ، وبعد الانتهاء من
ذلك وقفت وهي مازالت تنظر للمرآة ، فوجدت أنا شيء غريب وآثار لجروح قديمه عبارة عن خياطات
و غرز جراحيه كثيرة متفرقة على قدميها ، وكأن قدميها الاثنتين مشوهتين من الأسفل إلى الأعلى ، ثم
تحركت هند إلى وسط الغرفة ، وهي تلملم شعرها الطويل بين يديها و تسحبه إلى الأعلي ، فتوجهت أنا
سريعا وأصبحت أمامها وأوقفت الزمن لكي اعرف ما سبب تشوهات قدميها بهذا الشكل , فكانت أمامي
ساكنة بدون حراك وذراعيها إلى الأعلى وشعرها الأسود الطويل بين قبضتي كفيها ، وبين أسنانها
رابطة الشعر ، فارتفعت لأصبح بمستوي وجهها وابتدأت أتحرك حركة دائرية بهدوء ، كانت رأس هند
هي محور الدائرة ، فتحركت من أمام وجهها إلى ناحية اليسار ، ثم تحركت إلى الخلف ، فأصبح رأس
هند من الخلف أمامي تماما ، اقتربت بنظري " زوم “ واخترقت أنسجة الرأس ووجدت الجزء المسئول
عن الذاكرة ، ورجعت بذاكرتها إلى الوراء , إلى سنه ماضيه فقط ، لأجد الحادثة المفزعة التي غيرت
حياة هند إلى كابوس واضطرابات وذكريات مؤلمة ...

فوجدت سراج يقود سيارة نوع همر سوداء اللون بسرعة جنونية على طريق مليء بالمنحدرات وبين
جبال توجد بلبنان , وكان ينظر إلى النافذة المفتوحة لجهة اليمين وإلى الطريق أمامه ويتبادل النظرات
ما بين النافذة والطريق ولون وجهه احمر ويتصبب عرقا , وكانت ملامحه مليئة بالغضب والانفعالات
وهو يحاول اللحاق بسيارة أخرى نوع لامبورجيني زرقاء اللون كانت تسبقه بشيء بسيط ، فيقترب
سراج بسيارته إلى السيارة الأخرى ويصبح بجانبها تماما وبسرعة متساوية .

فنظرت أنا إلى السيارة الأخرى ووجدت شخص يقودها مرتديا نظارة زرقاء اللون وكان ينظر لسراج
وهو يبتسم له بحقد وشر ، وكانت هند جالسه بجانب ذلك الشخص وهي تبكي بشده والرعب والفزع
ظاهر على ملامحها ويدها اليسرى مقيدة بالحديد ومتصلة باليد اليمني لذلك الشخص ، فيتحدث له
سراج بصوت مرتفع وهو منفعل وكان صوته يتموج مع الرياح لشدة السرعة بين السيارتين ويقول :
” يا هند ... يا هند يا حبيبتي ماتخفيش .. أرجوك أرجوك يا ( منير ) هند ملهاش اي ذنب

اعمل فيا أنا اللي انت عايزه .. لكن بنتي هند لاء أرجوك يا ( منير ) “..

( منير ) يتحدث وهو يصرخ في الهواء ويقول : ” وحياة دم مراتي اللي انت موتها انت وعدلي من
غير اي ذنب .. أنا هحرق قلبك علي بنتك أنا خلاص بعد ( ساندي ) مش عايز حاجه من الدنيا أنا عايز
اموت يا سراج .. عايز اموت “..

ثم يسرع منير بسيارته ومعه هند ليبتعد في ثواني عن سيارة سراج ، فيبكي سراج بحرقه ويمسح
دموعه بيده وهو ينظر إلى سيارة منير وهي تبتعد .. ثم يندهش فجأة ويصرخ وصدى صوته يهز
الجبال من حوله ويقول : .. " بنتي “..

فنظرت أنا إلى الأمام لأجد سيارة منير البعيدة وقد تركت منحني الطريق وطارت تتقلب فالهواء متجهة
إلى أسفل الجبال ، فذهبت سريعا وأوقفت الزمن فأصبحت سيارة منير اللامبورجيني زرقاء اللون ثابتة
في الهواء بوضع عكسي فكانت إطارات السيارة إلى الأعلى وسقفها إلى الأسفل ، والغبار الكثيف
والأحجار المتناثرة ثابتة في الهواء و تحيط السيارة من جميع الاتجاهات مع أشعة الشمس الساطعة ،
فتحركت أنا ثلاثة مرات سريعا بحركة دائرية حول السيارة وتوقفت ببطء أمام نافذة هند من الخارج ،
ووجدت ملامح وجهها مليئة بالفزع والرعب عند لحظات الموت ، ثم تحركت سريعا ثلاثة مرات حول
السيارة وتوقفت ببطء أمام نافذة منير من الخارج ، فوجدت ملامحه ثابتة ومبتسم، ودخلت إلى السيارة
بوضعها العكسي وأصبحت خلف رأس منير تماما ، واقتربت بنظري ” زوم “ وتخللت أنسجة رأس
منير ورجعت بالزمن داخل ذاكرته لمدة أسبوعين فقط ...

إلى ليلة صاخبة , حفلة كبيرة بحديقة فيلا منير بلبنان , موسيقى هادئة واضاءات خافتة , حضور أعداد
غفيره من الأثرياء يتبادلون الحديث وبأيديهم كؤوس الخمر والسيجار ، وكان سبب الحفل هو مفاجئة
الحضور و الأصدقاء المقربين بحمل ( ساندي ) زوجة منير صديق سراج وعدلي ، ذو القلب الطيب و
الوفي والذي كون ثرواته بالكسب الحلال والمشروع .

فوجدت أنا هند قادمة وتقترب وتجلس بجانب امرأة وتقول : ” عايزه آيه يا ماما “..

نور : ” إنتي بتشربي وسكي يا هند ، وسكي هي حصلت “..

تبتسم هند ابتسامه خفيفة ثم تنفجر بالضحك وتقول : ” بتشربي وسكي يا هند وسكي .. اسمه ويسكي
يا ماما

ويسكي .. مش قهوة ساده في الحواري اللي كنتي عايشه فيها زمان ... اتعلمي الاتيكيت بقي يا نور
أبوس إيدك “..

نور : ” واللهي إنتي مش متربيه ، وهقول لسراج على قلة الأدب دي “..

تقف هند وهي تتلفت يميناً ويسارا حائرة وتقول : ” ماما يا حبيبتي سيبيني دلوقتي سيبيني أنا سعيده
يا ماما

سعيده ، أما في واحد اسمه عمرو عيونه تجنن ونفسي يبصلي بصه وحده بس بيهم “ ..

ثم تبتعد هند مسرعه وهي تعطي لنور قبلة في الهواء ، فتنادي عليها نور مره أخرى
وتقول : ” هند ... هند تعالي هنا يا بنت مين عمرو ده فهميني “..

هند : ” هاقولك بعدين هاقولك بعدين “.. وتبتعد هند لتختفي وسط الحضور .

وأجد سراج وعدلي من بعيد يتبادلان الحوار ثم يتجهان ويدخلان الفيلا ، فذهبت أنا وراءهم ، وكانت
الفيلا من الداخل لا يوجد بها احد غير سراج وعدلي وثلاثة عاملات فقط ، فتوجه عدلي وسراج إلى
غرفة كبيره من الواضح أنها غرفة مكتب منير وأغلقا الباب خلفهم ثم توجه عدلي وجلس على كرسي
المكتب وجلس أمامه سراج ، فأخرج عدلي من معطفه علبة سوداء صغيره وفتحها واخرج منها أنبوب
شفاف صغير ، ووضع على المكتب ثلاثة خطوط من الكوكايين وأستنشقهم سريعا ، ومسح انفه بظهر
يده ثم نظر لسراج وقال : ” انهارده يا سراج ، انهارده سامعني ، ودلوقتي حالا يا سراج دلوقتي حالا “..

سراج : ” اهدا بس يا عدلي اهدا ووطي صوتك وانا هعملك اللي انت عايزه انا اول مره اشوفك كده يا
اخي “..

يقف عدلي وهو متوتر ومنفعل يشعل السيجار ويدب بيده على المكتب بشدة ويقول : دي حامل يا سراج
، حامل والكلب عاملها حفله بملايين علشان هي حامل وبيغظني ... طب ما أنا ممكن كنت ادتها فلوس
وكنوز العالم وعاشت معايا أنا “..

يقف سراج ويقول : ” يا عدلي ما انت عارف احنا كنّا فاكرين الفلوس ممكن تشتري الناس وتشتري
الحب ، بس في ناس زي ( ساندي ) بيدوا دروس قاسيه للي بيتعامل معاهم بالطريقه دي ، وأنت خدت
درس “..

عدلي : ”هانموتها دلوقتي سامعني هانموتها“..

يبدو أن عدلي وسراج قاما بقتل ( ساندي ) الحامل زوجة منير وحبيبة عدلي سابقا ، وأنا لا أريد أن
اعرف كيف تم قتلها ، فهم محترفين و بارعين منذ صغرهم في عمليات القتل والنهب والسرقة ، ولكن
تلك المرة لم تأتي على هواهم وقد علم منير من قام بقتل زوجته ( ساندي ) وأراد أن ينتقم .

انتم مفضوحون .. مفضوحون يا بشر أنتم مساكين لا تعلمون ، فحياتكم وتصرفاتكم وأسراركم الملعونة
المخفية الغير جاهرة كالبيت المصنوع من الزجاج الرقيق النقي الشفاف ، ولشدة نقائه يراكم كل من
يعبر بالخارج بجوار بيتكم الزجاجي ، فخالقي وخالقكم يراكم ، والجن والملائكة تراكم ، وآلاف آلاف
آلاف المخلوقات الإلهية الربانية المسبحة لخالقي وخالقكم تراكم ، وأنا أراكم وغيري يراني وأنا لا أراه
ويراكم ، وأفعالكم وضمائركم وماضيكم وحاضركم وأعضاء أجسادكم ستشهد عليكم في يوم وتقول نعم
كنا نراكم ، فهي مستويات و درجات و قوانين ربانيه وضعت بعناية ودقة ، وأين تكون هي درجاتكم من
كل هذا يا بشر يا أصحاب الغطاء المكشوف ..

فأنتم ... أنتم لم تروا إلا أنفسكم المريضة ، فسراج يري عدلي وعدلي يري سراج ، مرآة لوجه واحد
قبيح ، فكان القتل وإزهاق الأرواح بالنسبة لهم هو بناء المشافي للفقراء والمساكين ، وكانت السرقة
والنهب هي إطعام الفقراء والمساكين ، وكان التباهي بالأموال والمناظر والمظاهر الكاذبة هي فعل
الخير و لمسة يد حانية على رأس يتيم .. فأفعالكم جعلتكم تمجدون بعضكم وتخيفون بعضكم
وتستضعفون وتستقوّن بعضكم ، وتكتمون السر وتخافون أن ينكشف أمام بعضكم ، فتعيشون الحياة
داخل دوامة غبية ملعونة بينكم وبين بعضكم ، تنسون من هو خالقكم الذي يراكم والذي حذركم أن تقتل
نفس بغير حق و أوصاكم أوصاكم أوصاكم على بعضكم .

رجعت لمكاني خلف رأس منير داخل السيارة ، واتجهت إلى الخارج ومازالت سيارة منير ثابتة في
الهواء بداخلها منير وهند ، تحركت سريعا ثلاثة مرات حول السيارة وتوقفت ببطء بجانبها تماما ،
وتركت كل شيء يعود إلى الحركة ، فسقطت السيارة سريعا لتصل إلى الأسفل وترتطم عدة مرات
بالصخور ثم تثبت دون أن تنفجر ، فتخرج هند من السيارة بهدوء وهي تنزف بشده من أماكن متفرقة
بجسدها، وتنادي على سراج ، ثم تنظر بدهشة وتجد ذراع منير الأيمن فقط وبدون الجسد عالق ومقيد
بالحديد ومتصل بذراعها الأيسر المقيد بالحديد أيضا ، فتصرخ هند وتصاب بحالة فزع وتوتر وتشنجات
لمدة ثلاثة ساعات ، حتى وصل سراج والإسعاف بصعوبة إلى مكان الحادث الوعر ، وقام بضم هند إلى
صدره وهو يصرخ ووجهه ملطخ بدمائها .

رجعت لموضعي الأصلي خلف رأس هند وسط غرفتها ، وتحركت سريعا حول رأسها ثلاثة مرات
وتوقفت ببطء أمام وجهها وتركت كل شيء يعود للحركة ، فأكملت هند ترتيب شعرها واتجهت إلى
السرير ثم استلقت عليه وسحبت الغطاء فوق جسدها وأغمضت عيناها .

اخترقت نسيج الحائط لغرفة هند وتركتها وانطلقت مسرعا لاختراق نسيج حائط غرفة نيفين داخل
المستشفى ، لأجدها نائمة بداخل غرفة مليئة بالأجهزة الطبية وتحت رعاية و عناية ممرضة تجلس
بجوارها وتتحدث بالهاتف وهي تتحسس بيدها وبهدوء شعر نيفين وتقول : " هو ده اللي حصل زي ما
بقولك يا ( حمزه ) واللهي واللهي مقطوعه من شجره ده حتي جدها اللي حكتلك حكايته هيدفن الصبح
علشان مش لاقين أهل ليه ولا ليها ...... آه اقصد كده انا مابخلفش ويمكن ربنا جابهالي أدامي علشان
تبقي بنتي وأشلها في عنيا ........ اسمها نيفين وزي القمر .......... يعني آيه مش انت ديما تقولي
بلسانك انا حاسس اني ربنا هيكرمنا في يوم من الأيام وهشتهر ...... واللهي انا حاسه ان ربنا هيكرمنا
لو اتبنناها ووشها هيكون حلو علينا ها قولت آيه .... بجد بجد يا ( حمزه ) ربنا مايحرمنيش منك انا
هاقول للدكتور ( شريف ) ويا رب يوافق ... مع الف سلامه يا حبيبي .. تصبح علي خير " .

تغلق الممرضة هاتفها وهي هائمة من الفرح ثم تقوم بتقبيل رأس نيفين و يداها كثيرا كثيرا كثيرا ..

التاسعة صباحا داخل المستشفى أجد سراج وهند يتوجهان ناحية غرفة الاستعلامات ، فينظر سراج
لموظفة تعمل بمكتب الاستعلامات ويقول : ”من فضلك غرفة الطفلة نيفين اللي وصلت امبارح العصر
غرفه رقم كام “..

الموظفة : ” ثواني يا فندم وهقول حضرتك ..... الطفلة نيفين غرفه رقم 110 الدور الثالث “

سراج : ” متشكر جدا ..... آه نسيت ممكن اعرف فين قسم الحسابات من فضلك “

الموظفة : ” واللهي يا فندم انت لو بتسأل علشان تدفع حساب ، الدكتور ( شريف ) هو اللي تكفل بكل
حاجه علي حسابه الشخصي “..

سراج : ” دكتور شريف ! ... دكتور شريف مين ؟ ..“..

الموظفة : ” دكتور شريف هو المسئول عن قسم أمراض البطن وجراحة المناظير ، ولما عرف أنها
حالة إنسانية متأخرش ، وهو بصراحه ما بيصدق يلاقي حاله انسانيه علشان يساعدها ومابيتأخرش “..

سراج : ” همم .. طب بقولك آيه ممكن اقبله حالا ، علشان ورايا شغل من فضلك ووقتي محسوب “..

الموظفة تتصل بدكتور ( شريف ) وتقول لسراج : ” هو منتظر حضرتك بمكتبه في الدور التاني “ ..

يصل سراج وهند إلى مكتب الدكتور شريف فتقول هند : ”انا هروح أشوف نيفين انا يا بابا “.. وتذهب

ويجلس سراج مع دكتور شريف وبعد الترحيب والحديث الطويل ، ينظر دكتور شريف إلى سراج ويقول
: ” بصراحه يا سراج بيه .. انا حاولت أنقذ ما يمكن انقاذه ، البنت المسكينه دي أيامها معدوده أدمها
بالكتير شهرين او تلاته ربنا معاها و يتولاها “..

ثم أجد هند قادمة ويبدو على وجهها الغضب وتقف أمام سراج وتقول : ” يا بابا في ممرضه فوق
قالتلي هي اللي هتاخد نيفين ومتعصبه قوي كأني خلاص البنت بقت بنتها

انت مش قولتلي احنا اللي هناخدها “.. ثم تنظر هند إلى الدكتور شريف وتقول :

”هي هتبقي كويسه امتي يادكتور علشان تيجي معانا “..

سراج : ” هند من فضلك اقعدي لحد ما اخلص كلامي مع الدكتور ... مين الممرضه دي يا دكتور
شريف وفعلا هي عايزه تاخد نيفين وتتبناها “..

الدكتور شريف : ” واللهي يا سراج بيه زي ما انا فهمتك حالتها ووجودها فالمستشفي لا هيقدم ولا
يأخر ... وفعلا كلمتني الممرضه ( ريم ) وقالتلي انها عايزه تتبناها هي وجوزها علشان هي بتعاني من
العقم .. بس انا فهمتها الحاله ، وقالتلي انا بعمل لله ولو البنت عاشت عاشت ولو ما عاشتش يبقي
عمرها وقدرها ومصممه انها تاخدها بأي طريقه “..

سراج : طيب ممكن من فضلك دكتور شريف تخلي الممرضه ريم دي تيجي علشان عايز أتكلم معاها

الدكتور شريف يطلب الممرضة ريم ثم يقف وينظر لسراج وهند ويقول : ” هي جايه حالا لحضرتك
سراج بيه .. معلش انا بعتذر علشان ورايا حاله لازم أسيبك دلوقتي .. عايزك تعتبر المكتب مكتبك ..
بعد اذنكم “..

يخرج دكتور شريف من المكتب وتدخل الممرضة ريم ، فتنظر لها هند بغيظ ، ثم يطلب سراج من ريم
أن تجلس ، فتجلس ريم ..

سراج : ” إنتي فعلا عايزه تخدي البنت بعد ما عرفتي حالتها يا مدام ريم ومصممه زي ما الدكتور
شريف قال “..

ريم : ” ايوه يا فندم مصممه انا متجوزه بقالي سبع سنين بس مافيش نصيب اني اخلف لاني مصابه
بالعقم ، وانا حاسه اني البنت لو فضلت معانا المده دي هتعوضني عن السبع سنين اللي اتحرمنا فيهم
من الخلفه انا وحمزه جوزي ، وغير كده انا بعمل خير ، وانت عارف يا فندم لما الواحد بيقدم الخير
وبيمد أيده و يساعد حد بيبقى الإحساس عامل ازاي ... وانا عارفه ومتأكده ان كل خطواتك خير في
خير وبتعمله لناس كتير، نظرتي ماتخيبش بدليل انك موجود وبتساعد نيفين “..

يقف سراج وهو يبتسم بكبرياء ويقول : ” ياه يا مدام ريم إنتي هاتقوليلي على عمل الخير وإحساسه ،
ياما .. ياما عملت خير في حياتي ، انتي فكرك اللي موقفني على رجلي ده ايه غير عمل الخير ، وبعيدا
عن عمل الخير انا عايز أقولك حاجه مهمه ومش عايزك لا تفرحي ولا تحزني ولا تنفعلي ، ده الكارت
بتاعي انا هستناكي بكره في مكتبي علشان هكتبلك شيك بنص مليون جنيه ، يوقفك علي رجلك شويه
انتي وجوزك بس بشرط ، مش عايز اعرف عنك ولا عن جوزك ولا نيفين اي حاجه نهائي ، حتى لما
ربنا يفتكرها ، علشان انا ورايا اشغالي ومافيش ولا ثانيه افضلها ..

هستناكي بكره يا مدام ريم ، شكرًا واتفضلي علشان مش عايز اعطلك “..

تأخذ ريم الكارت وتخرج من الغرفة بهدوء ثم تقف هند وهي غاضبة بشده وتنظر لسراج بأستغراب
وتقول : ”يعني ايه هاتديها نيفين يا بابا يعني ايه .. وبعدين ايه عمل الخير اللي انت عاملته في حياتك
، انا طول عمري ومن ساعة ما وعيت على الدنيا وانا عايشه ما بين دم وقتل وسرقه ومحاكم
وتحقيقات واعترافات وزفت ...

ده انا كنت هاضيع منك في يوم من الأيام و بسببك انت .. ليه تقول الكلام ده وليه تكدب ؟.. ليه .. ليه “..

يغضب سراج ويصفع هند بشدة على وجهها ” اخرسي “..

تضع هند يدها علي وجهها وتنظر إلى عين سراج مدة طويلة يتخللها الصمت والهدوء فتتساقط دموع
عيناها شيئا فشيئا وهي ترجع إلى الوراء بهدوء وتخرج مسرعه من الغرفة .


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-15, 01:59 AM   #5

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البـــــــــارت الرابــــــــــع

................................


يغضب سراج ويصفع هند بشده على وجهها ” اخرسي “..

تضع هند يدها على وجهها وتنظر إلى عين سراج مدة طويلة يتخللها الصمت والهدوء فتتساقط دموع
عيناها شيئا فشيئا وهي ترجع إلى الوراء بهدوء وتخرج مسرعه من الغرفة .

يجلس سراج مرة أخرى وهو متوتر ويقوم بفك ربطة العنق ثم يمسك بهاتفه ...

تركت أنا سراج وتوجهت سريعا لكي اعرف أين ذهبت هند ، لأجد سيارة سراج منتظرة بالمرأب الخاص
بالمستشفي وبداخلها السائق فقط , لكن أين هند ؟ .

تحركت سريعا خارج المرأب والمستشفى ابحث بالطرقات المجاورة فلم أجدها . فرجعت إلى المستشفى
والى غرفة نيفين لأجد هند جالسة فوق السرير بجانب نيفين ، وهي تبكي وتقبل رأس نيفين ويدها ،
وكانت نيفين غائبة تماما عن الوعي ، فقامت هند بخلع سلسلة الماس من عنقها ووضعتها حول عنق
نيفين وقامت بربطها و بتقبيل رأسها مرة أخرى بهدوء ثم وقفت لتتجه خارج الغرفة وهي تبكي
وتوقفت مرة أخرى لتنظر إلى وجه نيفين . وقبل خروجها من الغرفة وجدت الممرضة ريم أمامها وهي
تقول لها : ” مسكينه صح .. ربنا يقدرني لو طول في عمرها واخليها اسعد انسانه في الدنيا .. اصلي
انا يا انسه هند مش بصدق كلام الدكاتره خالص ، هو في حد يعرف النصيب والقدر والعمر فين غير
ربنا “..

تنظر هند وعيونها دامعة إلى ريم وتقول : ” من فضلك مدام ريم لو ربنا طول في عمرها ابقي قوليلها
كان ليكي اخت اسمها هند كانت هتحبك قوي وهاتشيلك في عينها لو كانت معاكي وكنتي معاها ... عن
إذنك “..

تخرج هند من الغرفة بهدوء ، ثم تنظر الممرضة إلى نيفين وتتجه لتجلس بجانبها وتقوم بتقبيل كف
نيفين وهي تبتسم حالمة بالأمومة ، ثم تندهش فجأة وتجد سلسلة الماس حول عنق نيفين ، فتترك يد
نيفين محدثة بالها وتقول : ” يا نهار اسود هي الهبله اللي اسمها هند دي سابتلك انتي السلسه دي ،
دي ماتقلش عن مليون جنيه ، دي اكتر من اللي كان هيكتبهم ابوها باسمي بكره ، دي عيني كانت
هتطلع عليها وهي بتكلمني وحاطه أيديها في وسطها ومعوجه “..

ثم تقوم ريم بفكها عن عنق نيفين بترقب لتضعها بداخل معطفها سريعا ..

تركت أنا غرفة نيفين وتوجت إلى غرفة دكتور شريف لأجد دكتور شريف مع سراج يتبادلون الحوار
ولكن بدون هند ، فتركت الغرفة ، وذهبت سريعا للمرأب ولم أجدها ، فتوجهت خارج المرأب ، لأجدها
تعبر الطريق المزدحم بالسيارات أمام المستشفي مع أصوات أبواق السيارات المزعجة . عبرت هند
الطريق بصعوبة وتوقفت بجوار شجرة بعيدا عن الازدحام والأصوات ، وأخرجت هاتفها وقامت
بالاتصال بأحد ..

هند : ” ايوه يا عمرو ، انا صاحيتك ..... لاء لاء انا عايزاك تجيلي دلوقتي من فضلك .... حالة ايه
اللي جتلي .. وبعدين انت بقالك يومين بتكلمني بطريقه كده غربيه ومش عارفه ايه السبب .... ايوه
مستنياك تجيلي حالا .. ماعرفش انا فين ، جى بى اس تراكر باي “..

تمر عشرة دقائق ويأتي عمرو بسيارته الفارهة ويتوقف تماما أمام هند ، فتصعد هند إلى السيارة
وتغلق الباب , فدخلت أنا معهم لأجد عمرو ينظر إلى هند وكأنه يريد قول شيء .

فتقول هند : ” ايه ألطريقه اللي بتكلمني بيها دي بقالك كام يوم ... وبعدين ايه حاله دي ، انا بتجيلي
حاله يا عمرو ولا جالتلي حاله قبل كده “..

عمرو : هند يا حبيبتي انا مش قصدي ... انا قصدي العصبيه والنرفزة انا عارف ان المشاكل اللي ما
بين مامتك وباباكي هي السبب وياريت ينفصلوا بقي علشان ارتاح “..

هند : ” ايه اللي بتقوله ده انت اتجننت ... في ايه يا عمرو انت مش طبيعي وعايزه افهم في ايه “..

عمرو : ” انتي عايزه تروحي فين دلوقتي بيتك ولا تيجي عندي البيت “..

هند : ” انا خلاص مش هروح البيت تاني نهائي ولا عايزه اشوف ابويا ولا عايزه اشوف أمي “..

عمرو : ” هممم يبقي عندي البيت “.. ثم تزداد سرعة السيارة على الطريق متجهين إلى منزل عمرو .

***

تصل السيارة وتقف بجوار حديقة الفيلا وينزلان ويتجهان إلى الداخل ، ثم يتجه عمرو لصعود الطابق
الأعلى ويقول : ” هند هاخد شاور بسرعه ، قهوه من فضلك يا هند قهوه عايز افوق وافوقلك “..

ثم يكمل ويصعد عمرو السلالم ، وهي تنظر له هند بتعجب واستغراب لطريقته بالحديث معها . ثم تبدأ
تتحرك وتتجه إلى المطبخ لعمل القهوة ، لتفاجأ بفتاه أمامها وهي تنظر إليها من الأسفل إلى الأعلى
وتقول ” انتي هند صح ، بس انا مش شايفه تشوهات ولا اي حاجه زي ما عمرو بيقول .. دا انتي زي
القمر “..

هنا تناهى إلى سمعي شيء فتركت هند والفتاة لأذهب بعيدا وأقف أمام التلفاز تماما ...

التلفاز : ” كما أوضحت وكالة الفضاء العالمية ناسا من المحتمل أن تضرب العاصفة الجيومغناطيسية
الأرض اليوم أو غد ، وحذرت من تأثيراتها على بعض الكائنات الحية والتشويش على جميع شبكات
الكهرباء وأنظمة الرادارات وجميع الأنظمة الملاحية بالطائرات وأجهزة الجي بي آس وخلل بالبوصلة
المغناطيسية لملاحة السفن ، والتشويش والتأثير العام بالتكنولوجيا على الأرض ، كما أدت عاصفة
شبيها لها عام 1989 إلى عطب قمرين صناعيين معنيان بالاتصال مما أدي لتعطيل خدمات الراديو
والتليفون بجميع أنحاء كندا ، وأدت عاصفة أخرى عام 1994 بتعطيل شبكة طاقة رئيسية بكندا لتصل
الخسائر حينها بمئات ملايين الدولارات “.....

ثم سمعت أنا صوت هند وهي منفعلة فتركت التلفاز واتجهت إلى هند لأجدها واقفة أمام عمرو بدون
وجود الفتاة وهما يتبادلان الحوار بحدة ونرفزة ..

هند : ” مين ريجان دي فهمني وانطق .... دي كأنها بتيجي هنا كل يوم وعارفه كل حاجه فالبيت ومش
محترماني في طريقة كلامها ، وكمان انت قولتلها اني جسمي كله مشوه ... منك لله يا عمرو منك لله“..

تخلع هند الدبلة وتقذف بها على وجه عمرو ، وتصاب بنوبة بكاء شديدة ، ثم تتحرك سريعا متجهة
لناحية الباب لتخرج , فيلحق بها عمرو ويمسك بذراعها وينظر لوجهها ويقول : ”هند اسمعيني واهدي
، في حاجه كنت مخبيها عليكي وتعبت من الكدب والنفاق وتعبت اني أخدعك اكتر من كده ، مامتك نور
هي اللي خلتني أجي وأظهر في طريقك من ست شهور ... ريجان دي خطيبتي قبل ما اخطبك ولسه
خطيبتي ... انا تعبت كل يوم من المشاكل ما بيني وما بينها بسببك ، وهي كانت عارفه واستحملت كتير
، انا مليش ذنب يا هند ، أبوكي وأمك هما السبب وماعرفش بيفكروا ازاي ، أبوكي كان بيديني كل شهر
تلاته مليون علشان أجبلك بيهم هدايا وتحسي بأهتمام مني ، بس انا بقولك الحقيقه دلوقتي علشان مش
عايزك تعيشي في وهم وعلى أمل وأكون انا صريح معاكي و مع ربنا “..

هند بذهول : ” يعني ايه أمي جابتك في طريقي ، ويعني ايه خطيبتك ، ويعني ايه ابويا بيديك تلاته
مليون كل شهر .. يعني انا مليش لا ام ، ولا أب ، ولا عمرو .... يعني مليش حد فالدنيا يا عمرو ..
مليش حد ... منكم لله “.

تذهب هند إلى المطبخ وتحضر سكين وتقول لعمرو ” لو اتحركت وجيت ورايا هموت نفسي في ثانيه “..

ثم تخرج مسرعة وتترك عمرو ، فيمسك عمرو برأسه لا يعلم كيف يتصرف حائر و عاجز عن التفكير
ثم يجلس ..

***

خرجت هند وكنت أمامها انظر إليها ، فكانت ملامح وجهها مليئة بالحزن ، كانت مصدومة تبكي بشدة و حائرة تنظر حولها تشعر بالوحدة ولا تعلم إلى أين تذهب وماذا تفعل ، فقابلت في طريقها سيدة فقيرة
تجلس فوق الرصيف وحيدة هي الأخرى لا تبالي لبرودة الشتاء الكئيب وتنتظر الرزق ليأتيها من
السماء ، فنظرت هند إليها وانخرطت بالبكاء الشديد ثم أسرعت بخطواتها ترتعش من الخوف و ترى
بخيالها وجه نور و سراج و عمرو كطيف ممتزج مع وجه الفقيرة .. لا تعلم من المسكين ومن الشرير
.. من الثري ومن الفقير .. وتخيلت الفقيرة تضحك وهي تحمل لها سكين لتصيبها بجميع أجزاء الجسد ...

مازالت هند تسرع بخطواتها وحيدة خائفة ، وبدأت أثناء سيرها المرتبك بخلع معطفها وتركته على
الأرض ، ثم قامت بخلع كل قطع الماس واحده تلو الأخرى وألقتها على الأرض وهي منهارة مشتتة
التفكير منكسرة ... ثم توقفت مدة يتخللها السكون عن الحركة ونظرت إلى الخلف وإلى الفقيرة وإلى
معطفها وإلى كل قطعة من الماس ألقت بها على الأرض ، وعادت بهدوء وقامت بالتقاطهم مرة أخرى
قطعه تلو الأخرى وجمعتهم بيدها ، ثم أخذت المعطف ورجعت إلى الفقيرة ونظرت إليها وقالت : ” انتي
اسمك ايه يا أمي وايه اللي مخليكي في البرد كده ، خدي ده غطي نفسك بيه“..

الفقيرة بحزن : ” انا اسمي يا بنتي نسيته من سنين ... مش فكره غير اسم ولادي اللي رموني
ونسيوني . اللي انا جبتهم للدنيا وخوفت عليهم من نسمة البرد ، وكبرتهم ومانستهمش طول السنين ،
بس هما نسيوني ... نفسي أشوفهم من بعيد يوم واحد قبل ما البرد ينهي عليا واترمي على جنب زي
اي ورقه مرميه على الارض ... انا اسمي ماما ... قوليلي يا ماما ، علشان من سنين طويله انا قعده
القعده دي في نفس المكان واللي رايح واللي جي بيديني الرزق من عند الله ويقولي خودي يا ماما ،
زي مانتي قولتيلي يا أمي كده “..

تقوم هند بتدفئتها بمعطفها وتقبل رأسها وتقول : ” يا حبيبتي يا أمي “..

ثم تضع بين يد الفقيرة جميع قطع الماس وتقول ” يارب تشوفي ولادك في يوم من الأيام “..

تذهب هند لطريقها لتكمل مأساة حياتها ، فتنادي عليها الفقيرة مرة أخرى وتقول : ” انتي مين يا بنتي
“ ..

تقف هند بدون النظر إليها وتقول بهدوء : ” مش عارفه... مش عارفه “.. ثم تكمل سيرها وهي
كارهة الحياة الكئيبة المملة الخادعة وتبتعد شيئا فشيئا عن الفقيرة ، أخيرا تقف وتنظر إلى لون السماء
الملبدة بالسحب الغامقة السوداء ، ثم تخرج السكين بهدوء وتضع مقدمته المدببة والحادة وسط بطنها
وتضغط بشده ليخترق السكين أنسجة البطن بالكامل ، فتبدأ الدماء تتساقط ببطء ، ثم يزداد النزيف
فتسقط لتصارع الحياة ...

أوقفت أنا الزمن قبل أن تترك هند الحياة بقليل فأصبح جسد هند ممدد على الأرض ونزيف الدماء
الحمراء متوقف ، واقتربت بنظري " زوم “ واخترقت أنسجة الرأس ، فرأيت بخيالها صور وأحداث
تمر سريعا سريعا منذ طفولتها مرورا بالحادثة المفزعة واعتراف عمرو لها بالحقيقة ، فأوقفت أنا
خيالها وذهبت به إلى المستقبل لمدة خمسه وثلاثون عام فوجدت الدكتورة نيفين مرتدية الأبيض جالسة
على مكتبها بداخل مستشفى خاص للفقراء ، سارحة مبتسمة تتذكر ..

” قومي يا ( نيفين ) يابنتي شوفي أنا جيبلك إيه سندوتش حلاوة إللي أنتي بتحبيه تعالي جنبي هنا
تعالي " ..

" يا جدي أنا تعبانه تعبانه بطني بتوجعني جامد ومستنيه إني أموت كل يوم ومش بموت أنا ليه عايشه
كده " ..

" لاء لاء هزعل منك يابنتي ليه تقولي كده ، حرام عليكي تقولي الكلام ده ، أنتي بنت شطره ومتدينه ،
أنا قربت أحوش ألفلوس خلاص وهنروح للدكتور ويعملك ألعمليه وهتكبري وتبقي دكتورة قد ألدنيا ،
لازم تكلي علشان خطري "..

ثم تدخل عليها المكتب دكتورة أخرى مرتدية ابيض وتشاور بيدها أمام عين نيفين وتقول : " دكتورة
نيفين ، نيفين . مش بتردي عليا ليه مالك سرحانه في ايه يا دكتورة “

تعود نيفين للواقع وتنظر لصديقتها وتقول : ” لا أبدا .. كنت بفكر في جدي يوسف ، وقد ايه الراجل ده
كان طيب وبسيط وحنين ، كنت بشوف دموعه كل يوم وهو بيدعي ربنا يشفيني ، وماكونتش فاهمه
حاجه ، بس كنت ببكي لما بشوفه يبكي ودموعه تنزل “..

الصديقة تقول : ” نيفين في وحده بره اسمها هند عايزه تشوفك . ادخلها ولا مشغولة “..

نيفين : ” هند !! .. هند مين ؟؟ .. خليها تدخل “..

ثم أجد أنا هند تدخل المكتب بنفس العمر ثلاثة وعشرون عام ، وكانت نيفين هي الأكبر وبعمر الواحد
وأربعون عام .. فنظرت نيفين إلى هند وقامت مسرعه ومتجهه ناحيتها بلهفة واقتربت هند أيضا منها
سريعا ، ليعانقان بعضهما بشده ثم تقوم نيفين بتقبيل يد هند كثيرا وتقوم بتقبيل رأسها أيضا .. يبدو أن
نيفين سيكتب لها الخالق العظيم العمر حتى تصبح طبيبة ..

***

رجعت بنظري لموضعي الأصلي جانب جسد هند الممد فوق الرصيف والغارق بالدماء الحمراء المتوقفة
عن النزف وتحركت حول جسدها ثلاثة مرات سريعا وتوقفت ببطء لأترك كل شيء يعود إلى الحركة ،
فبدأت الدماء تزداد وتحيط بجسدها لتفارق هند الحياة مع تزايد المارة حول جثتها وهم مندهشون
مذهولون .

صعدت سريعا إلى الأعلى متجها إلى المستشفي واخترقت غرفة الصغيرة نيفين بالمستشفى فلم أجدها ،
فذهبت إلى خارج الغرفة لأجد الممرضة ريم حاملة نيفين على كتفها ، ومتجه إلى الخارج لتأخذها معها
إلى بيتها ، ورأيت دكتور شريف قادم من بعيد وهو يبتسم لريم ثم يقوم بتقبيل يد الطفلة نيفين ويقول :
” حطيها في عينيكي يا ريم ، دي يتيمه وشوفي ربنا هيعملك ايه ، صدقيني هايفتحلك أبواب رزق كتير
... ولو لحظتي اي حاجه زي ما فهمتك ماتستنيش ثانيه وكلمتني علي طول، مع السلامه “..

تركت أنا المستشفي وذهبت إلى منزل سراج ولكن لا يوجد احد بالمنزل غير العاملة فقط ، تركت منزل
سراج وكنت بداخل منزل عمرو .. لا يوجد احد .. فتوجهت لحديقة المنزل لأجد سيارة عمرو تنطلق
بسرعة جنونية ، فلحقت أنا بها لأجد عمرو يقود السيارة بتوتر وبجانبه سراج يعنفه بشدة وهو منفعل
يقول : ” فين التراكر .. الزفت فين جهاز التعقب يا عمرو معاها ولا فين بالضبط فهمني انطق “..

عمرو : ” يا عمي اهدا انا خلاص عرفت هي فين ، ثواني وهنكون عندها مش بعيده عن هنا “

ثم تصل سيارة عمرو وتتوقف أمام العجوز الفقيرة تماما وينزل منها سراج وعمرو سريعا متجهين
ناحية الفقيرة ، فيجد سراج الفقيرة العجوز جالسه مرتديا معطف هند سارحة تنتظر أولادها لا تبالي لكل
قطعة من قطع الماس التي لا معني لها ، فيمسك سراج بعنق العجوز ويقوم برفعها إلى الأعلى لتصبح
الفقيرة العجوز في وضع الوقوف أمامه تماما مندهشة وخائفة بين يديه وهو يقوم بالضغط علي حنجرتها ..

سراج بغضب شديد : ” فين بنتي هند انطقي لموتك فين بنتي ردي عليا فين “

يحاول عمرو أبعاده عنها ”يا عمي اهدا هاتموت ، هاتموت “..

سراج : ” اخرس انت ، إنتوا اللي زيكم ملوش لزمه شوية ناس مليين الشوارع والارصفه يسرقوا اللي
رايح واللي جي إنتوا ربنا خلقكم ليه ، ربنا خلقكم ليه ، إنتوا ولا حاجه ولا حاجه مجرد حشرات
وصراصير بين الناس ، سرقتي بنتي .. انتي سرقتي بنتي هند .. فين بنتي ردي “..

ثم يهدأ سراج ويفك يده شيئا فشيئا فتسقط الفقيرة لتفارق الحياة فالحال ..


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-15, 02:01 AM   #6

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البـــــــارت الخامس والاخيـــــــــر

................

سراج : ” اخرس انت ، إنتوا اللي زيكم ملوش لزمه شوية ناس مليين الشوارع والارصفه يسرقوا اللي رايح واللي
جي .. إنتوا ربنا خلقكم ليه ، ربنا خلقكم ليه ، إنتوا ولا حاجه ولا حاجه مجرد حشرات وصراصير بين الناس ، سرقتي
بنتي انتي سرقتي بنتي هند .. فين بنتي ردي “.. ثم يهدأ سراج ويفك يده شيئا فشيئا وتسقط الفقيرة لتفارق الحياة في
الحال .

لاحظ عمرو الموقف وهو مذهول فتوجه إلى سيارته بسرعة وبدأ بتشغيل المحرك لكي يرحل ، ثم نظر سراج إلى
سيارة عمرو وترك كل شيء وهو مرتبك وذهب ناحية السيارة .

سراج بانفعال وصوت مرتفع : " استناني يا حيوان انت استناني رايح فين “..

صعد سراج إلى السيارة فانطلق عمرو بها مسرعا وهو متوتر، يتملكه الرعب والخوف من أفعال سراج الغير متزنة .

سراج : ” وصلني مكتبي حالا وخود خطبتك ريجان وسافر بره مصر مش عايز اشوفك فيها خالص .. سامعني “..

ثم ينظر سراج إلى هاتفه ويتصل بأحد ويقول : " ايوه يا عدلي تعالالي المكتب فورا فورا استناني في مكتبي فورا “..

تصل سيارة عمرو وينزل منها سراج مسرعا ويغلق الباب فينطلق عمرو بسيارته بسرعة جنونية ليسمع المارة
أصوات أطارات سيارته وينظرون إلى السيارة وهي تبتعد .

دخل سراج غرفة مكتبه وكان ينتظره عادلي بالداخل وهو يدخن السيجار ..

عادلي : ” خير مالك هي ألَّبنت الصحفيه اللي مش سيباك في حالك عملتلك حاجه تاني “..

يجلس سراج ويقول : صحفية ايه وزفت ايه .. بنتي هند يا عدلي ضاعت مني ، بنتي هند ضاعت وانا السبب ومش
عارف راحت فين ، انا موتة وحده شحاته فالشارع انا مش شايف ومش عارف اعمل ايه عايز هند ترجع وبس
لحضني “..

عدلي : ” اهدا اهدا وهانجيب هند ، انت ناسي احنا مين يا سراج ... احنا اللي عملنا الفقرا واحنا اللي عملنا الاغنيا
.... واحنا اللي بنعرف نجيب حقنا كويس واللي ضايع مننا... هند هترجع وتبات في حضنك اطمن يا سراج .. انا
ماعرفش الحكايه ايه ومش عايز اعرف ، احنا ورآنا شغل وكل ثانيه محسوبة مش فاضيين للكلام ده .... يظهر
الشُعَاع الأبيض اللي انت شوفته فالمستشفي لِسَّه بيظهرلك ومخليك متوتر “..

سراج بتعجب : ” ايه اللي بتقوله ده !! .. شعاع ابيض ايه ؟.. “..

يقف عدلي ويتحرك ويذهب وينظر إلى الخارج من نافذة الغرفة وهو يتحدث ” الشُعَاع الأبيض اللي انت قولتيلي عليه
واللي خلاك تساعد الراجل العجوز والبنت الصغيرة “.. ثم يعود بخطوات هادئة ويجلس مره أخرى أمام سراج .

سراج : ” انا قولتلك ان فيه شعاع ابيض خلاني اساعد الراجل العجوز والبنت انا قولتلك كده ؟؟!“..

عدلي : ” آه قولتيلي كده ومش ناسي كلامك وفكره .. بس انا خايف عليك وعلى عقلك شكلك جالك زمايهر يا سراج " .

سراج : ” اسمه زهايمر يا عدلي الزهايمر ، هي دروس الاتيكيت والبروتوكول في التعامل مع الناس اللي كنّا بناخدها
طول السنين دي كلها نسيتها ولا ايه ..... وبعدين انا، انا واثق اني ماكلمتكش في حاجه زي كده نهائي انا واعي “..

***

دعوته فاستجاب ، حقا أنت الخالق العظيم حقا أنت المجيب ، فانا اعلم انك خلقتي ابيض نقي ودعوتي تستجاب . وقبل
أن انطق بها أنت تعلم ما بداخلي فهي عندك تستجاب .

ومتى أنتم تكفون عن الشر وتصبح قلوبكم بيضاء نقية وتنطقون كلمة الحق وتتقون الله لتصل دعواتكم إليه دون
حواجز و هي تخترق السحاب ، فأنا خلقت أسبحه واحمده مثلي مثل المخلوقات والكائنات الكثيرة الأخرى بالكون ،
فكانت أيامي ومئات سنيني بليل القمر المظلم لن تمر بها لحظه واحده دون التسبيح بحمده وشكره وتعظيمه ولكن بعد
ما جئت إليكم .. إلى كوكبكم .. كوكب الأرض .. تضاعف التمجيد والحمد والشكر والتكبير والتعظيم إلى خالقي الله
الواحد الأحد ، تضاعف لأنني رأيت بعيني كم أنا بالفعل كنت محظوظ ، وكم أنتم بالفعل تائهون متخبطون بأعمالكم
وسجلاتكم المليئة ، وكان حديثي حديث يدار ما بيني وما بين نفسي ، وإن تحدثت إليكم بصوت مسموع فأدرككم
وعقولكم لا تستوعب ، وستظلمون بتفكيركم المخلوقات الأخرى المسبحة إلى الخالق العظيم وتدعوني بها ، فأنا لا
أتأثر أو أؤثر أو اظهر أو أتحدث لكم بصوت مسموع .. فهذه هي صفاتي وبعد اكتسابي شيئا من الشعور و رؤية
سراج لي دعوت الخالق أن أبقى على صفاتي كما هي من الأساس إلى يومي الأخير ويوم فنائي واستجاب العظيم
الجبار .

***

أجد سكرتيرة سراج بعد الاستئذان بالدخول والسماح تتقدم ناحية سراج ..

السكرتيرة : ” سراج بيه في وحده اسمها ريم عايزه تقابل حضرتك ادخلها ولا اخليها لحد ماتخلص مع عدلي بيه “..

سراج : ” ريم !! خليها تدخل “..

تدخل ريم بهدوء وتقول ” سراج بيه انا أسفه اني جيت من غير معاد ... انا خدت نيفين خلاص وهي عندي فالبيت ..
بس ليا طلب عند حضرتك وأسفه جدا ... ممكن تكتبلي الشيك أنهارده علشان البيت مافيهوش ولا مليم وعلشان اقدر
اجيب حاجات للبنت الصغيرة دي “..

يقف سراج ويقترب من ريم : ” اولا انتي جيتي من غير معاد وثانيا انا ماكونتش هكتبلك شيك انا مش مسؤل عنك ولا
عنها ولا عن جوزك علشان اصرف عليكم ، انا كنت عايزك تخديها وخلاص علشان اريح دماغي وانسى الموضوع ..
اطلعي بره واياكي تيجي هنا تاني “..

تندهش ريم وترتجف خوفا وتخرج مسرعة . وذهبت أنا مع ريم حتى وصلت خارج البناية بخطواتها السريعة وهي
تتلفت إلى الوراء من حين لآخر ، ثم ابتعدت عن البناية وتوقفت وأخرجت من معطفها السلسة الماس ونظرت إليها
وابتسمت ، وأعادتها مره أخرى بداخل معطفها ، وتوجهت في طريقها إلى منزلها .. مازلت مع ريم ودخلت أنا معها
المنزل وهي تغلق خلفها الباب وبدون سابق إنذار أو تعبيرات على وجهها نظرت إلى زوجها حمزة وقالت ” طلقني يا
حمزه انا جبتلك ألبنت اللي بتحلم بيها عايزه اطلق علشان ماتعايرنيش كل شويه اني مابخلفش“..

حمزه : ” انتي اتجننتي يا ريم اطلقك ايه اللي بتقوليه ده .. وبعدين انا عمري عايرتك ولا جبتلك سيرة الخلفه “..

ريم : ” من غير كلام كتير طلقني بالتلاته حالا “..

يقف حمزه وهو مندهش ” انتي فكره الكلمة دي سهله انتي اول مره تبقي كده في ايه مش فاهم .. وبعدين مين يطلب
الطلاق قبل مين .. انا ولا انتي .. انتي آه مابتخلفيش وعمري ماتكلمت فالموضوع ده وبحبك وهافضل معاكي لحد ما
اموت “..

ريم تزداد انفعالا وتصرخ بصوت مرتفع : ” بقولك طلقني بالتلاته انت مش سامعني خلاص بقيت اخرس طلقني
بالتلاته دلوقتي مش طايقه اشوفك ادامي “..

حمزه : ” انتي طالق طالق طالق يا ريم خلاص ارتحتي .. وبعدين الذنب اللي انتي جبتيه لحد البيت هنا هعمل فيه ايه
انتي عارفه اني البيت مافيهوش ولا مليم ، وانتي جبتي البنت اليتيمه دي هنا حرام عليكي يا شيخه مين اللي هايشيل
ذنبها دلوقتي انا ولا انتي هاتخديها ولا هاتسبيهالي انا مش عايز أتحمل ذنب مش عايز ذنب “..

ريم : ” لاء هاسبهالك يا ابو العيال آه نسيت لو البنت دي ربنا طول في عمرها ، ابقي كلمها عني وقولها كان ليكي ام
كانت هاتيشلك في عنيها وتحبك قوي لو كانت معاكي وانتي معاها ، انا كرهت ايام الفقر معاك يا حمزه “..

تخرج ريم من المنزل وتغلق خلفها الباب بشدة ، ثم يجلس حمزة وهو مستغرب متعجب سارحا لوقت طويل ثم يقف
ويذهب إلى غرفة نيفين ويجلس بجوارها فتفتح نيفين عيناها بهدوء
وتقول : ” عايزه سندوتش حلاوه يا جدي انا جعانه “..

حمزة : ”.. سندوتش ايه يا حبيبتي “..

نيفين : ” يا جدي سندوتش حلاه اللي انت بتجبهولي على طول “..

يقف حمزة ويقول : ” حاضر حاضر من عنيا الاتنين ، بس انا مش جدك يا حبيبتي انا بابا حمزه ، هاروح .. هاروح
اشتري الحلاوه بسرعه ماتخفيش هرجع على طول .. ماتخفيش يا نيفين يا حبيبتي “..

يذهب حمزة ليشتري الحلاوة ويترك نيفين وحيدة تغمض عيناها وتغيب عن الوعي وتعود وهي تتحدث وتبتسم .

نيفين : ” بس يا جدي بقي بطل هاموت من الضحك .. يا جدي يوسف بطل .. لاء لاء ماتبوسنيش علشان شعر دقنك
بيشوكني ... يا جدي بطل مش قادره اضحك “..

يعود حمزه ومعه الحلاوة وهو يبتسم ويجلس بجوار نيفين بهدوء ويقول : ” نيفين يا حبيبتي انا جبتلك الحلاوه قومي
يلا علشان تكلي ، نيفين يلا يا حبيبتي .. نيفين نيفين ... نيفين “..

***

حقا لا يعلم الغيب إلا أنت وحدك يا الله ، فأنا لا اعلمه وأنتم لا تعلّموه ، فلا تتفننوا بكلماتكم مع الغير وبإدعاءاتكم
الكاذبة بينكم وبين بعضكم بعلم الغيب ، فلا مستقبل تذهبون إليه ، إنه طريق مسدود ، فهو سيأتي إليكم في يوم ليصبح
حاضر ملموس فيعبر ويمر خلال أيامكم المعدودة ليصبح لكم ماضي ، لا تنطقوا بالكذب لا تنطقوا بالكذب فانا رأيت ..
فأنا رأيت ورأيت ورأيت على أرضكم يا ارض الإنسان ..

رأيت الطيب يظلمه الكثير ... رأيت لغني يهين الفقير

رأيت عقول لن تكف أبدا بالإيذاء عن التفكير

رأيت التبذير رأيت البخل بعينه ورأيت أفعال الشرير

رأيت الحروب تحاصر وتبيد كل ما هو جميل بالتدمير

رأيت ألبعض إلى البعض يحددون العمر ويخططون ألمصير

رأيت اليتيم ألمسكين ممنوعا منعا باتا أن يكون له بالمشافي سرير

أنسيتم من هو العلي الخبير .. العظيم الكبير



فوداعا .. وداعا.. وداعا ... يا دنيا الأثرياء و الفقير .


النهـــــــــــــــــــــ ـــــايــــةة ..|~


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-19, 10:25 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:14 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.