شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   القصص القصيرة (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f119/)
-   -   يا عشقي الابيض انت يا قمر ليلي الاسود (https://www.rewity.com/forum/t320321.html)

نـوار 15-04-15 07:50 PM

يا عشقي الابيض انت يا قمر ليلي الاسود
 
بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
.
.
.

أصبحتم / امسيتم خير احبتي

قد مرت فترة طويلة منذ اخر مرة كتبت فيها قصة او مايشابه ذلك
اليكم ... لا يمكنني اطلاق عليها مصطلح قصة قد يكون فقط مشهدا كتبته سابقا واحببت ان اشرككم إياه
أتمنى ان ينال اعجابكم


https://up.graaam.com/uploads/imag-6/...248d496b31.jpg


" رأته من بعيد يجلس على الشاطئ المظلم وتحديدا داخل قوقعة الوحدة التي فرضها على نفسه ليتقبلها كل من حوله قسرا عداها هي ! ، اقتربت منه شيئا فشيئا ومع اقترابها اتضح لها جانب وجهه الوسيم بملامحه الخشنة كان ينظر الى اللآلئ المضيئة بتبعثر وهي تملؤ سماء هذا الليل الادهم والمظلم كظلمة حياته ، تقدمت اكثر بخطوات حملت في نفسها جرأة مزيفة فكانت خافتة .. مترددة بربكة وخوف من كل سنتمترٍ تقطعه ، متجهةً نحو ذلك الجلمود القابع هناك ، تعرفه هي بقسوته كما يعرفه الجميع لكنها كانت اشجع منهم وابت الاستسلام فحبها له لايقبل الاستلام .. كما انه يفوق كل شيء ، مؤمنة هي بأن عشقها له من القوة ما يمكنه من صهر كل قضبان الفولاذ التي يحيط قلبه بها .. هي تؤمن جيدا ان النور الذي تحمله في داخلها باستطاعته ان يبدد تلك العتمة التي تسكن أيامه ..

وقفت بجانبه تزدرد ريقها بخوف ثم انحنت لتجلس بحذر شديد الا انه التفت لها بانتباه وهو يلقي عليها نظرة سوداء خاوية .. باردة جعلت جسدها يقشعر بردا وكأنما هب عليها زمهرير شتاء كانون فلفت ذراعيها حولها تحضن بهما جسدها الهزيل الذي اخذ يأن شوقا وجزعا من تلك النظرة القاسية ...
همست بعد وهلة " تَجلس وحدك ! " لم يرد كعادته .. لم يلتفت لها حتى .. مما جعلها تطرق برأسها للاسفل بانكسار واحباط تأنب نفسها على تلك الخطوة هي تعرفه .. تعرف انه لن يلقي لها بالا فلم عليها التصرف بغبـاء ، شجعت نفسها قليلا " لا بأس لا تيأسي " ثم رفعت رأسها وهي تسترق النظر الى وجهه الذي تعشق ثناياه الصلبة وجسده الذي يفوح بعبق الرجولة اللامتناهيه .. وفي خضم تأملها تنهدت بسخونة أحرقت جوفها .. فاتجهت بناظريها نحو السماء التي ينظر اليها هو الآخر بشرود .. أخذت .. أسرت من جمال تلك النجوم .. حقا ابهرتها لدرجة جعلتها تبحر في روعتها ناسية من حولها الا انها اجفلت عندما اتى صوته الرخيم هامسا " آتي هنا كلما ضاقت بي الدنيا .. اتأمل فيها تلك الجميلات " وهي ويشير بعيناه نحو النجوم " أجد فيهن اُنسة لم الاقيها من البشر حولي " ...

صمتت لم تتفوه ببنت شفة الا ان كل مافيها كان يصرخ معترضا " انا هنا .. انا بجانبك مالك لا تراني " وبالرغم من ذك الإحساس الموجع ، سعادة خفية وجدت طريقها لتلامس قلبها وهي تسمعه يبوح لها بما يختلج فؤاده ..

أكمل بسخرية تلحفت بمرارة كمرارة الحنضل " لا يولد المرء بتلك القساوة يا فتاة .. يولد المرء نقيا الان ان الحياة تدخله في تجارب لا يملك فيها الا خياران اما الجنون واما ... قسوة القلب " ونظر اليها وصوته يغلظ بقسوة وجهامة يخفيان خلفهما مشاعر مستعرة .. راغبة الا انه آثر تغليفها بالصقيع البائس " وانا اخترت القسوة " ...

لم تحد ببصرها عن السماء وظلت تتأملها بينما أفرجت شفتيها عن ابتسامة مرتجفة .. نأى ببصره الى ذات السماء التي جمعتهم هاته الليلة واردف مكملا " ... انــا .. فقــ .. فقدت كل غالي .. وطعنت من اقرب الخلان .. عشت طفولتي اقاســ..." والى هذا الحد توقف منتفضا حينما احس باطراف اصابعها الرقيقة ترص علي يده ... تطلع اليها مندهشا ولأول مرة حقا لأول مرة ترتسم ملامح الصدمة على وجهه الجامد ليبدو كانسان حي تتغير ملامحه عند تغير المواقف والمشاعر ..

أمسكت يده .. دون انتباه لما قد يكلفها ذلك فيما بعد .. ولم تلتفت له .. لم ترى ملامح الدهشة التي اعتلت محياه ، استمرت تنظر للبحر امامها بضياع وتمتمت مكررة بخفوت " لا بأس .. لابأس " .. كانت نظرتها بعيدة ، تشعر بالألم .. بالوصب .. شيء يقتلها .. يحرقها وهي تستمع لمعاناته .. لصوته المتألم الخائب .. المخذول .. لتلك المرارة التي احتلت قلبه منذ الازل .. ليته يسمح لها بالاقتراب أكثر .. ليته فقط .. وفي وسط ضجيج افكارها ارتعد جسدها فجأة وسرت شرارة دافئة بداخلها وهي تشعر بملامسة شفتيه لظاهر يدها .. قبلها .. ذلك الجلمود قبلها .. حقا قد بدا يلين .. تأوهت بحرارة .. بسعادة .. بعشق وجسدها يرتجف انجذابا نحوه ..

.. تلاقت اعينهما .. سمع تأوها الحار فزاد ذلك من تأجج مشاعره التي حاول كتمها .. الا انه فشل .. يحبها هو .. يحب تلك المخلوقة البيضاء .. بل انه يهيم بها عشقا لدرجة يخشى عليها نفسه ، يخشى ان يدنس طهارة روحها البريئة يخشى ان يغرقها في ذات الديجور لذا وجب عليه صدها وابعادها بقدر المستطاع .. لكنه لم يعد يتحمل .. لم يعد يتحمل هذا الكم من الضغط الهائل على مشاعره المتوهجه .. فتلك القبلة زادت النار حطبا والسعير سعيرا .. وما عاد بامكانه الا سحب جسدها النحيل المرتعش بلذة نحوه .. هامسا بصوت اجش مثقل وهو يتذوق عطر انوثتها الاسرة
.
.
.
.
" يا عشقي الأبيض انت .. يا قمر ليلي الأسود "


بانتظار تواجدكم حبايبي

نـوار 15-04-15 08:07 PM

‏نـوار, ‏farameme+, ‏tamima nabil

thanks 4 being here " gonna cry "


:amwa7::30-1-rewity:

farameme 15-04-15 08:19 PM

روعه يا نوار حلوه ومشاعرها وطريقه كتابتك بجد اتمنى اشوفلك روايه طويله

tamima nabil 15-04-15 08:22 PM

منتهى الروعة يا نوار... قلمك القصصي لا يقل روعة عن قلمك في الخواطر
أحببت القصة بشكل أكثر من رائع
الأسلوب راقي بشكل لا يوصف و مفرداتك مؤثرة جدا و عذبة لدرجة أني عشت هذا المشهد لحظة لحظة و كأني أجلس بقربهما
و المذهل أيضا هو العنوان و النهاية
من أكثر العبارات التي قرأتها قوة في حياتي
تسلم ايدك يا نوار و لا تتوقفي أبدا

princess sara 15-04-15 08:39 PM

وااااااااو
حلوة جدااا يا نوار :)
حبيتها وكان نفسي تكون اطول من كده عشان استمتع بيها
قلمك رائع ... ياريت اشوفه في روايه طويله قريبا
بالتوفيق يا قمر :)

دينا عبدالله* 15-04-15 09:02 PM

ماشاء الله عليكي يانوارتي
اسلوبك تحفة تحفة تحفة
حاسة انك كنتي اديبة من وانت بيبي
والمشهد خيال بجد حسيت اني بشاهد مش بقرا وعندك احساس عااااااالي بجد انتي لو عاوزة هيبقي عندك مستقبل في الكتابة والادب
القصة تحفة سواء قصتها او اسلوبها
دمتي مبدعة حبيبة قلبي انا امواااااااااااااااااااااا اااااه

نداء الحق 15-04-15 09:03 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الورد يانوار
والله مش عارفة أقول أي حاجة تعرفي ليه
لانك قلبتي علية المواجع وذكرتيني بنوار اللي تركتينا فيها بنص النهر وماكملتيها وتركتينا بشوق
بس هأقول لك قلمك له خصوصية وتعرفي رأي بكتاباتك
والمشهد او القصة القصيرة هذه رائعة وجميلة جدا كانها لوحة ناطقة

hadeer mansour 15-04-15 10:10 PM

بصراحه يا قلبي هيه لوحه رائعه مرسومه بقلم دقيق رقيق ..... فعلا الموقف بمشاعره اكثر من رائع ..... يا بنتي استغلي الموهبه الرائعه ....... ده انا هقرفك في الاجازه بعد امتحاناتك عشان تكتبي هههههههههه

بوفارديا92 15-04-15 10:41 PM

نوار أطالب أن تجعليها رواية
رائعة القصة جد رائعة أذهلني قلمك و اختيارك للمفردات تخليك تحسي انك بتشاهدي الموقف لا أنك تقرأيه ابدعتي حبيبتي
:Ts_012::Ts_012::Ts_012:

بجديات عندك موهبة فذة أتمنى أن تنميها و مازلت عند رأي انك تحولي من هالموقف رواية أو حتى قصة قصيرة لأنك شوقتينا لنعرف قصة هالجلمود :kakaka::kakaka:

سما نور 1 15-04-15 11:54 PM

مساء الورد

حلوة جدا مثل لوحه .. اصلا بقرأ والصورة تترسم بخيالي

ابدعتي بيها

تحياتي


الساعة الآن 11:41 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.