الإنسان خُلق مجادلا

[سجن المؤمن]

معلوم أن النفس البشرية بحر عميق و لجة غائرة و ما تعدد فروع علم النفس إلا دليل على ما أسلفت. و قد صنف الفلاسفة و الأدباء و الدكاترة و المفكرون بإختلاف أديولوجياتهم كتبا و أبحاثا أطنبوا و حللوا فيها تصرفات الإنسان و مبرارت أفعاله و ما جبل عليه و ما تطبع فيه بفعل العادات و البيئة الإجتماعية و الثقافية. و ليست غايتي هنا ترجيح بعض ما ساقوه في كتبهم و دحض آراء أخرى إن طرحي هنا معتمد على آية قرآنية كثيرا ما استشهدت بها و تأملتها تدبرت فيها وصفا دقيقا لصفة من صفات النفس وهي قولة سبحانه و تعالى :"وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا"

فمن خلال هذه الآية نرى أن الله وصف الإنسان بكثرة جدله و هذا حقيقة ما لمسته في قراءة تاريخ بعض الشخصيات المعروفة كذلك في مجتمعي و محيطي الصغير و في نفسي .كثرة الجدال أربطها دائما بالإغترار بالنفس فأكثر إنسان تكبر و تجبر و هو فرعون الذي أله نفسه قد توسع القرآن في سرده لنا لمجادلته فتميز بمعاندته للحق و مرائه و توسعه في محاجة عقيمة فتاريخيا المجادلون هم الجاحدون لرسائل الأنبياء كالنمرود و غيره وما دليل ذلك إلا قوله تعالى : " إن الإنسان لربه لكنود " فاتصف الإنسان بكفران النعمة فالبطر و الإختيال مما طُبع عليه الإنسان يزيد و ينقص حسب ما أوتى و كذلك حسب الإيمان و يؤديان لكثرة المجادلة .

و في حاضرنا و المدنية التي يعيشها العالم نعيش حالة من السجالات الخاوية من التواضع للحق ففي المقاهي و المدارس و الجامعات و خاصة الحياة السياسية فهي كلها جدال في جدال حتى في الحياة العائلية تجد هذه النقاشات الفارغة فكل فرد في الأسرة له توجهه الخاص و كل يريد أن يقنع صاحبه و يجعله يقتنع برأيه و لو كان خاطئا. قد يفهمني البعض أني ضد الحوار و أنني أرفض الإختلاف فأنا أدحض هذا لأني أنا حقا أشتاق للمحاورات المثمرة التي يقدم فيها كل الأطراف حججهم التي تزخر بماء العلم و الثقافة و المنطقية لكن هذه المناقشات مفقودة في الوقت الحالي فكل يتشبث برأيه و لو كان خطأه واضحا و قد استبان له. إننا نحتاج لكثير من الذل للعلم فأغلبنا يعتقد أن انقياده لغير ما يدين به ضعف و تخاذل و لكن المسكين لا يفقه أن قوة الشخصية تكمن في اعترافه بغلطه و اعتناقه لما دعا له خصمه و ليكن لنا في السجالات البديعة لسابقين في صدر الإسلام أسوة حسنة ناصحة نفسي و إياكم على أن لا يسيطر علينا هاجس عقد المناظرات التي قد تضيع علينا كثيرا من الاوقات .

[سجن المؤمن]

التي قد تضيع علينا كثيرا من الأوقات = تصحيح

[um soso]

طرح رائع لفكرة حقيقيه

نحن شعب نجادل في كل شيء والادهى اننا نفهم بكل شيء
سياسه اقتصاد شريعه دين فتاوي فلك ... أي علم نحن جاهزون
وانا اقرأ مقالتك
تذكرت مقوله لزوجي ... اكثر شيء يزعجني ان اضطر لركوب تكسي ويقعد السائق يجادل ويناقش في كل المجالات والتخصصات
ههههههههههههههههههههههههه ه

بالتوفيق

[um soso]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سجن المؤمن

التي قد تضيع علينا كثيرا من الأوقات = تصحيح

تم التعديل على المقال

[سجن المؤمن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso

طرح رائع لفكرة حقيقيه

نحن شعب نجادل في كل شيء والادهى اننا نفهم بكل شيء
سياسه اقتصاد شريعه دين فتاوي فلك ... أي علم نحن جاهزون
وانا اقرأ مقالتك
تذكرت مقوله لزوجي ... اكثر شيء يزعجني ان اضطر لركوب تكسي ويقعد السائق يجادل ويناقش في كل المجالات والتخصصات
ههههههههههههههههههههههههه ه

بالتوفيق

فعلا نحن شعوب متعددة المواهب ..
في بيتنا مثلا إذا عرض في التلفاز ..
أي قضية اجتماعية .. دينية .. سياسية .. حتى طبية !
فكلنا له رأيه ..
و تقوم الحرب العالمية الثالثة عندنا خاصة إذا تكتلنا حزبين ..
و في الأخير تضيع الأوقات و نستسلم ..كل متشبث برأيه ...
علينا تعلم التجاوز .. و تقبل الأخرين بإختلاف آراءهم عنا

[إنجى خالد أحمد]

أهلا يا عزيزتي سجن المؤ من _ إن الموضوع الذي قمتي بذكره في مقالك من أهم الموضوعات التي تفسر الحال الرديئة التي بلغناها جميعا من تطرف و خصومات _ و في الآية الكريمه المذكورة دليل علي كون الإنسان خلق جدولا _ فخرا و إحفالا بنفسه أخذ الإنسان يقدس آرائه و ينزهها عن كل عيب رافضا الإصغاء لأي جهة غافلا أن العند الفاسد ولد الكفر و الدمار _ إن الحال التي بلغها الجنس البشري علم بها الله و أتي بذكره في كتابه العزيز إشارة للإعجاز الذي فيه_ ليت الناس تصدق خطورة التعنت و النكران و تتمسك بالحلم و الصبر حتي يتأكدوا من صحة قول الآخرين و مهما حدث فهم لن يخسروا و أضعف الإيمان هو تبادل الخبرات _ موضوع مثير و شائك أحييك علي طرحه يا عزيزتي ‏

[هيا علي]

كلام جميل فعلا الجدال كثير بيننا وفي اغلبه من دون فائدة ولا يخلو الجدال من التعصب للرأي
اما بالنسبة للسياسين فجدالهم عبارة عن تبادل اتهامات
شكرا على الموضوع

[نهاد على]

" الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية "
أولادى درسوا الجملة دى فى مناهج الدراسة ، و للاسف غاب عن واضعى المنهج الدراسى كيفية تطبيقه
كلامك جميل يا عائشة و اتمنى دئماً متابعة أراءك و رواياتك

[Asma-]

تحية ود واحترام

المقال بصراحه اضافه مهمه اتمنى لو ان يمنحها الاخرين
ولو خمس دقائق للقراءه .. فيها الكثير مما نحتاج تعلمه
ليس رفضا للحوار ولا للتعمق في النقاشات .. فقط ان كانت مفيده
وذات فائده وحتى لو لم تعد في النفع .. تبادل الارءا يبقى وجهة نظر
لكن هذه السجالات كما سميتها تاخذ اكثر من وزنها وقيمتها
نحتاج ان نتسم بالواقعه والتقيمم لكل كلمة تقال
وألا فالصمت ابدى
شكرا للأضافه المميزه والتوجيه الموضوعي