آخر 10 مشاركات
263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )           »          436 - سراب - كارول مارينيللي ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          للحب, الشرف والخيانة (101) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة* (الكاتـب : سما مصر - )           »          سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          صراع الحب (32) للكاتبة الرائعة: زاهرة *كاملهـ[مميزة]ــ* (الكاتـب : واثقة الخطى - )           »          الساحرة الغجرية (16) للكاتبة المميزة: لامارا *كاملة & مميزة* (الكاتـب : لامارا - )           »          نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          الستائر السوداء (الكاتـب : ررمد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى القصص القصيرة المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-08-15, 10:06 AM   #1

A7medqq

? العضوٌ??? » 349651
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 1
?  نُقآطِيْ » A7medqq is on a distinguished road
افتراضي الحلقة الصامدة


علاء شاب يحب التعلم والقراءة بشكل مستمر. و يحب الذهاب الى البر سواء مع اهله او اصدقائه لأنه يشعر أن البر يعطيه راحة بال و يعيد حماسه للأمور الدينية والدنيوية. و مرة من المرات كان يمشي علاء في البر المظلم. و اصطدم بحزمة من الاوراق. اثاره الفضول لقراءة هذه الحزمة. اخذها و ذهب الى مكان جلوسه في البر. و أشعل الحطب ليقرأ الحزمة. بدأ يقرأ اول جملة ومكتوب فيها: 'الاوراق هذه لا تخصك. اتركها و لا تتدخل في شأن غيرك' قرأها علاء واثاره فضول اكبر لمعرفة محتوى حزمة الاوراق. اكمل القراءة علاء وبدأ يتعمق في كلام الاوراق. اصبح عائم فيها وتفكيره كله منصب على نهايتها. مكتوب فيها محتوى كبير عن العلاقات والافكار اللتي تراودنا في حياتنا.

قرأ علاء:

قصتنا تتحدث عن السحب السوداء. ياصديقي القارئ سحابتي السوداء هي الافكار، المقارنات، الهموم، الاكتئاب. سحابتي تجعلني في ضيق، في هم، في حزن، اشعر باني مهزوم، لاحول لي ولا قوة، اشعر بأني اضعت عمري سدى، واضعته هدر، واضعته في سراب. خيالي الضيق، وعقلي المحدود، اللذي يقارن حياته بالآخرين من ناحية واحدة فقط، ويبني على اساس هذه المقارنة كل حياته، ويبني كل الفرضيات و يبني كل الافكار، كأني روح متطايرة في الهواء وترا الناس تمشي من حولها وتعيش وتتقدم في حياتها وانا في وضعية المشاهد والمتفرج فقط. لا أعلم من انا و لا أعلم هدفي ولا موضعي من الحياة. حياتي في تكرار وفي دائرة كبيرة. داخلها دوائر صغيرة و كل دائرة تدور وتعيد نفس الاحداث بنفس التفاصيل. احيانا اتسائل هل معتقداتي صحيحة؟ هل هدفي اللذي وضعته لنفسي هدف مثمر؟ هل حققته؟ حتى بعد تحقيقه لا اشعر بالنشوة ولا اشعر بأني انجزت اضافة كبيرة بحياتي. بمجرد ما انظر الى العالم من حولي يصغر هدفي بشكل كبير جدا واشعر بأنه لا يشكل الا ذرة مقارنة بانجازات من حولي. لماذا الناس سعداء من حولي؟! وانا لا استطيع ان ابتسم. صديقي يعامل الباقين بشكل افضل مني ولا اعتقد اني مهم في عالمه. و صديقي الاخر محبوب من الجميع و انا لا احد اكترث لي. و اما الثالث فلديه وظيفة جزئية خاصة فيه و الرابع مشارك في جميع الفعاليات المهمة و و و، لكن اين انا؟ اين انا من العالم. اين انا من ربي؟ متى سأتوب من ذنبي؟ الى متى ستستمر هذه الدائرة او بالأصح "الحلقة" ؟ متى سأكسر الدائرة و اغادر هذا النظام المميت؟

حاولت بشتى الطرق لكسر الحلقة. لكن الحلقة غير قابلة للكسر، عندما تتم مفاضلتي عن اي شخص او اتفوق على اي شخص اشعر بنشوة حقيقية. وبعد هذه النشوة يخطر بعقلي سؤال. هل هذه النشوة في مكانها؟ هل بالغت في الفرح ام ان تفوقي على شخص بذاته يعني اني ملكت الدنيا؟ لا اعلم. الصح مثل الخطأ و الابيض كأنه اسود. اصبح لدي عمى الوان. المقارنة متعتها لحظية فقط. المتعة المستمرة هي النجاح اللذي حققته لنفسك، مهما كان، صغير او كبير، هذا النجاح اللذي كان خالصا لنفسك، لا لدرجة مرغوبة ولا لشخص عزيز، تنجح نجاح المستفيد منه انت فقط والمنفعة من النجاح كلها لك، القليل يستطيع ان يحقق هذا النجاح، لكن من يحققه يمتلك احد اهم عناصر السعادة، لأنه نجح في الشيء اللذي يحبه فعلا، من طرق الحصول على هذا النجاح هو مقارنة شخصك في الوقت الحالي بالشخص اللذي كنته قبل سنة او سنتين، انظر الى طريقة تفكيرك واختلافها من عامين، انظر الى همومك الحالية وقارنها بالهموم الماضية، وكيف كانت بعض الاشياء اكبر همومك والان تنظر اليها و تبتسم من بساطتها وتفاتها. عندما تلاحظ تغيرك و تلاحظ نجاحاتك الصغيرة اللتي كانت لك فقط ستبتسم، و تتذكرها خلال ايامك المظلمة.

عدت للتساؤلات مرة اخرى، من انا؟ ماهدفي؟ هل لي دور من هذا الكون؟ اسئلة تجذب لك الظلام كجذب المغناطيس للحديد، حاولت التهرب منها لكن التهرب منها ضُعف، وضعت اهداف لنفسي لكنها كانت منقسمة لفئتين، اهداف سهلة ووضعتها لمجرد تسميتها هدف، واهداف ذات معنى قوي ولكني في داخلي أعلم اني لا استطيع تطبيقها في الوقت الحالي. هذا يعني أن اهدافي في الحقيقة لا معنى لها، أنا أوهم نفسي فقط، الرسول محمد صلى الله عليه وسلم علِم هدفه بعد ان وصل للأربعين سنة، و كان هدفه نشر الرسالة وتغيير مجرى التاريخ، و إحداث ثورة فكريه وحضارية في اقل من قرن، بدأت اتسائل لمَ العجلة؟ نحن نبدع بالتسخط من هموم الحياة، و بالتعذر من تعب التفكير و المحاولة، نتمنى ان نحصل على كل شيء بأفضل صورة و بأقل مجهود، هدفي هو ترك الكسل، وترك التسخط، و الاستمتاع بالحياة، هدفي ان استمتع بهمومي و العب بها مثل ما يلعب الطفل في العابه بكل شغف، هدفي ان اترك العجلة واتعلم الصبر، هدفي ان اعلم ان كل مخلوق في الكون له هدف، هدفي ان لا ابالي لموعد معرفتي لهدفي الحقيقي لأن مجرد تنفسي للهواء يعني اني موجود وأن لي هدف سأعرفه عاجلاً ام آجلا. يجب ان استغل امكانياتي وقدراتي الغير محدودة والغير منتهية و ان اجتهد في كل شيء اهتم له، وبعدها سيظهر هدفي الحقيقي ان شاء الله، المقارنة بالغير مصيرها ان اجعل نفسي خاسر، ليس منها اي معنى، لأن المقارنة من منظور واحد بعدم اعتبار باقي العوامل هي مقارنة غير عادلة. يجب ان ارضى بما لدي و بأعمالي و ان أعمل بالشيء اللذي اراه صائبا بغض النظر عن رأي من حولي عنه.
لكن المشكلة ان الحلقة صلبة. النظام صامد. مهما غيرت العوامل لكن كل العوامل غير مؤثرة لكسر الحلقة. حياتي عبارة عن إعادة لكل شيء. سلبيات تعاد و كل مرة اقول هذه الاخيرة. لكني اعود لنقطة البداية وتدور الحلقة من البداية. الحلقة المميتة تُكسر. نعم تكسر. تعتقد ان الكلام متناقض. نعم هو تناقض. الحلقة تكسر لمن لديه الجرأة ليكسرها. و للخروج الى عالم جديد. الى اسلوب حياة جديد، مختلف عن السنين الماضية، الى عالم غير معروف ومبهم، لكنه مليء بالاثارة والمغامرة. عدم القدرة على معرفة الغيب او التنبؤ بما هو قادم هي اكبر مخاطر البشر، لكن في نفس الوقت هي الدافع الاول للبشر. اذا علمت موعد موتك ستترك حياتك سدى الى قبل مماتك ثم تتوب. لو علمت موعد نجاحك الاكيد لتركت جامعتك و درجاتها في ضياع. لو علمت وظيفتك لتوقفت عن البحث عن وظيفة. المعرفة بالغيب تقتل القدرات. عدم التأكد من المستقبل هو ما يجعلك تخطط لكل شيء ممكن. لن تعلم ما اللذي سيحدث بعد دقيقة و هذا سيجعلك حذِر من كل احتمالية خطر بسيطة. يجعلك ناجح. يجعلك متغير. يجعلك مرن مع كل التغييرات المفاجئة. يجعل تفكيرك سريع في اتخاذ القرارات الحرجة.

حاولت ان اكسره الحلقة لكني الى كتابة هذه الاحرف لم استطيع. الخطوة الاخيرة هي خطوة الكسر، وهي اصعب خطوة، تحتاج الى صبر و الى عمل وجهد جبار، النظام مازال يتحكم بي، مازال يفرض نفسه على حياتي و يأمرني كأني رجل آلي، النظام انا من وضعته، لكني وضعته بعدم وعيي له، تركته يتطور من قطعة صغيرة في حياتي الى نظام كامل يتحكم بي، كسر النظام يحتاج الى الاستمرار بالمحاولات و يحتاج الى الصمود لكل العوامل المحفزة لتشغيل هذا النظام السقيم، يحتاج الكسر الى استحضار النية بصدق كامل، و يحتاج الى استمراريه في التغيير، دون الرجوع للنظام لأي سبب. بعد كسر النظام و كسر الحلقة، ستتحكم بحياتك على هواك، وتكون سيّد نفسك و ملك عالمك.

علاء انتهى من هذه الكلمات ولم يلاحظ اي شيء من حوله، كأنه انتقل من عالمه الى عالم آخر غريب ومليء بمشاكل يواجهها علاء، خرج علاء من البر في تلك الليلة، و من بعد تلك الليلة لم تكن ايامه مثل اللتي سبقت، و كل مرة يعود للبر كانت كأنها اول مرة وكان يبحث دائما عن حزمة مشابهة لها لكنه لم يجد اي شيء.


A7medqq غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:49 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.