آخر 10 مشاركات
رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          [تحميل] حمقاء ملكت ماكرا للكاتبة/ منال ابراهيم ( جنة الاحلام ) "مصريه "( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          أجمل الأفلام القصيرة..«خاسب الدبابه يا غبى منك ليه».. (الكاتـب : اسفة - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وخُلقتِ مِن ضِلعي الأعوجُا=خذني بقايا جروح ارجوك داويني * مميزة * (الكاتـب : قال الزهر آآآه - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-08-15, 01:15 AM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



#-2



" واااااو " قال راكان بذهول وهو يرى المكان ، في بادئ الأمر لم يرى سوى مستودع قديم لكن عند دخوله فؤجى بما رأى ، غرفة نوم كبيرة مُخططة جدرانها باللونين الابيض والاسود ، غرفة معيشة صغيرة بأريكة بيضاء وخداديات سوداء !!
قالت ببرود : سأبدل ثيابي وأعود !!
قال راكان وعينيه تدوران في المكان : خذ وقتگ !!
لم يعش راكان بعيداً عن منزله قط ، حتى في دراسته ، فقد رفضت والدته دراسته في الخارج ، جلس على الاريكة ومدد قدميه براحة ، نزع سترته ، أسند رأسه وأغمض عينيه ، غفى راكان دون ان يشعر وحين فتح عينيه ، راى عيني غزال وشفتين مقوستين تنفتحان باغراء !!!
قالت بهدوء : ألن تستيقظ !!!
فتح عينيه على الاخر وهو يسمع صوت الرجل الغريب من هذه الفتاة ، للحظات ظل فاغراً فاهه وعينيه تحدقان بالقدمين النحيلتين الرشيقتين ، الشفتين المغريتين وعينين ساحرتين ، انف حاد و نظرة بحدة السيف ، إبتلع ويقه وقال : أنت فتاة !!

لم يقابل راكان قط إحدى المسترجلات لذا قال : هل انتي مسترجلة ؟
رأها ترفع إحدى زوايتي حاجبيها وتلوي شفتيها وقالت : هذا تننكر لأجل العمل !
عدم التصديق كان واضحاً في عيني راكان ، وجد صعوبة في الحديث وقال وهو يدور بعينيه في أرجاء المكان مٌتجنباً النظر لعينيها : المكان جميل !
كرهت دوماً نظرات الرجال الغريبة حين يرون تخفيها وفي الغالب يظنون انها مسترجلة ، سندت رأسها بيده وصارت تنظر له بحدة ، إبتسمت وهي تراه يفتح أزارير ياقته بتوتر ، إقتربت منه ، وضعت قدمها على الاريكة وبأصبعها رفعت رأسه ، عينيه إتسعتا وكادت تقسم بأنهُ لم يعد يتنفس ، طرفت بعينيها وقالت بسخرية : هل أنت خائف ؟
تفاجئ راكان بالسكين الموضوع تحت عُنقه ، إبتلع ريقه وصار يتحدث بتوتر : أنتي فتاة ولا يجب ان تفعلي مثل هذه الامور !!
قربت وجهها من وجهه ، حدقت في عينيه بشگل مُتعمد ، أننفاسهما إختلطتا معاً ثم قالت بتهمل : آية أمور ؟
أغمض عينيه وقطرة عرق تنزلق على وجنتيه ، سألها : ألم نتفق ان تحمني ؟
إرتدت للخلف ، أمسكت بسكينها ، باصابعها تحسست حدته ثم قالت : لأنني فتاة ظننتگ غيرت رأيك !!!
التهديد في كلماتها كان أكثر من واضح بالنسبة له ، تعلثم قليلاً قبل ان يتكلم بوضوح : لا ،أبداً !!
أعادت سكينه لمكانه في فخذها ثم قالت : ماهي مشكلتك ؟
قال بسخرية : أنتي والسكين !!
قالت ببرود : هذه ستكون مشكلتگ حقاً لو لم تتكلم بصراحة !!
للحظات رأت بريقا غريبا في عينيها إلا انهُ إختفى ، قال بصوت واضح خالي من اي مشاعر : قبل ثلاثة أعوام توفي والدي ، قبل وفاته وضع والدي وصية بإعطاء كُل أملاكه لأخيه الاكبر وهو عمي وبفضل هذا ، عمي أخذ كُل الممتلاكات ، حاولت والدتي الاعتراض في المحكمة لكن معارف عمي هناك عرقلوا الامر ، بعد فترة علمت ان الوصية تم تزويرها من قبل عمي والوصية الحقيقية معي أحتفظ فيها خادم والدي وأعطاني إياها !
صمت راكان لفترة ثم قال : حاولت إستخدام هذه في المحكمة لكن لم تحدث فائدة تُذكر وهكذا لمدت عامين إستطاع عمي التنعم بجميع أموالنا ، بعد فترة وجدت بعض المعلومات التي تدينه وبهذه المعلومات استطيع سجنه !!
سألته بحيرة : هل سملتها للشرطة ؟
أجاب ضاحكاً : لو هذه الطريقة ستنجح هل تظنين انني لن أفعله ولكن الماضي علمني ، تقربت من عمي ومن عمله بعد ان ادعيت الندم ، بعد فترة قرر عمي تزويجي بإبنته وموعد زفافنا يوافق اليوم !!!
إرتفعت زواية فمها ثم قالت : لقد تركت عروسگ !!
رفع رأسه ينظرلها ثم قال : بل هي من تركتني !!
أغمضت عينيها ثم قالت بحيرة : لازالت لا أفهم ماهو دوري في الموضوع و لِمَ كانو يطاردونك ؟
وضع يديه في حجره وقال : لأنها قالت بأنني خنتها لأجل هذا تركتني !!!
سألته : هل فعلت ؟
صمته أعطاها الاجابة الكاملة !!
قال بسخرية : كانت الطريقة الوحيدة لجعلها تتركني !!
جلست على الطاولة أمامه ثم قالت : لازلت لا أفهم ماهو دوري ولم تحتاج حمايتي !
قال بتمهل وهو يتمعن في وجهها : ليس هذا كُل شيء ، لقد إختلست بعض الاموال !!
علقت ساخرة : أنت أحمق !!!
قال بسخرية : نعم انا كذلگ لأجل هذا بمجرد ان توافقي ، ساذهب وانتي معي بالطبع متخفية كرجل لعمي !!
إقتربت منه وقالت : لِمَ قد افعل هذا ؟
قال بتوتر : لا يوجد سبب ، سوى لاني عندما أسقطه لكي ماتريدين !!
صمت الاثنان ثم قال وهو يراقبها من طرف عينيها : بالمناسبة ما اسمك !
قالت وهي تراقبه : ليس لدي اسم !!
قال بعدم تصديق : ليس هنالك إنسان لا يحمل إسماً !!!
لم تجب بل فضلت ان تنظر لساعتها ، لقد اعتادت ان تكون بدون اسم ، حقيقتها وإسمها مُحيتا بسبب هذا يصعب تتبعها لديها هوايات كثيرة لكن ولا واحدة تنتمي لها حقاً ، كُلها مزورة !!
عادت لغرفتها ، فتحت خزانتها وأخذت جينز أسود وبلوزة رمادية و جاكيت اسود ، خلعت ثيابها وأحكمت الربط على صدرها ، أنزلت شعرها بشكل تختفي فيه تقاسيم وجهها الانثوية ، خرجت لتجده في المطبخ يشرب الماء!!
قالت وهي ترتدي جاكيتها : هل تحب التجول في منازل الغرباء !!
ألقى نظرة متعجبة : لولم اعلم انك فتاة لظننتك حقاً انك كـ رجل كما حدث في السابق !!
قالت بعجل : هيا ! ، عمك ينتظرك !!
قالت كلماتها الاخيرة متعمدة لتفتر عن شفتيه إبتسامة ساخرة !!
قال وهو يتوجه للخارج : بالمناسبة مالذي سنقوله لعمي بشأنك ، هو اكيد سيبحث عن ماضيك !!
خطت بإتجاهه الباب وفتحت ثم قالت : لقد أعددت لهذا ، لذا لا تقلق !!
سألها ببلاهة : ما الذي أعددته !!
أخرجت بطاقة هويتها ليرفع حاجيبة مُتسائلاً : هل هذا حقيقي ؟
تقدمت تاركة سؤاله مُعلقاً في الهواء !!!




~~~~~


أوقفت درجتها النارية بـ قرب المنزل ، ترجلت منها ليتجمع من حولهم الحرس ، قال راكان بخوف : سيقتلني عمي !!
ألقت نظرة حادة ثم قالت : لن يفعل لذا توقف عن الارتجاف كـ دجاجة !!
علق ساخراًوهو يعد الحراس : كيف للدجاجة أن لا تخاف وهي ترى سيدها يجهز عدة سلخها !!
مجموع الحراس كان عشرة ، كلاب الحراسة خمسة و كاميرات المُراقبة في كُل زواية تغطي مساحة كبيرة ، أجهزة لتحسس الحركة ، ما رأته هو قلعة مُحصنة أكثر من سجن دولي !!
إبتعد بعض الحراس ليطل رجل قارب على الستين يعقد يديه للخلف، لحيته طويلة ، نظراته أحد من الصقر ، أنفهُ بحد السيف ، أيقنت أنهُ رجل وسيم في الماضي !!
قال الرجل وهو يحك لحيته : لقد أتيت أخيراً ، هل ظننت بأنك قادر على الفرار من بين يدي ؟؟
رأت راكان يبلع ريقه ويحگ المساحة تحت أذنه ثم يقول : عمي أنت مُخطأ ، الامر ليس كما تظن ، لقد حدث سوء فهم !!
كررها وهو يهز رأسه ثم علق قائلاً : تختلس أموالي وتخون إبنتي وتقول سوء فهم !!
غطا راكان وجهه بيديه ثم وضع يده على جيبه الخلفي بينما هو يفعل هذا وجهت المسدسات نحوه مما جعله يقفز للخلف مذعورا وقال : لا لا ، ليس بحوزتي سلاح !!
أخرج ورقة صفراء من جيبه وأعطاها لعمه ببطئ ، تغيرت تعابير الرجل وشحب وجهه !!
قال راكان وهو يُشير للورقة : أردت إخبارگ لكن كُل شيء حدث بسرعة !!
اشار الرجل بيده ليرحل الحرس ثم إقترب من راكان وقال : لو كُنت تكذب فأنت رجل ميت !!
إلتفت الرجل لينظر بإتجاهها ثم سآل : من هذا !!
تلعثم راكان قائلاً : هذاا ....!
ثم عاد ليحك المسافة تحت أذنه وقال : إنهُ !!!
قاطعته قائلة : بدر ال .... ! أنا وراكان كنا زملاء في الجامعة !!
لم يبدو على الرجل العجوز الإقتناع لكنه عاود الدخول ، رأته يهمس للرجل الذي يحرس الياب !!
قال راكان وهو يضع يديه حول خصره ويرجل حجره أمامه : هل تعلمي بأنهُ الآن في صدد البحث عن معلومات تخصگ !!
قالت وهو تراقب الحارس : بالطبع ، حين يبحث سيجد كُل شيء كما أريده !!
نظر بإتجاهها ثم علق ساخراً : هل أنتي من المافيا ؟
رفعت رأسها ثم سألته : ما الذي كان في الورقة ؟
قال بجدية : لكُل منا أسراره التي من الافضل أن لا يعلم بها أحد !!
مشى مُبتعدً عنها ثم توقف قائلاً : لن أناديگ بدر ؟ فأنتِ فتاة ؟
قالت ساخرة : هذا الاسم لايخص الرجال فقط !!
تقدمت وهي تتذكر كيف أنها أعدت هذه الهوية خصيصاً لهذه المُهمة حتى أنها درست إدارة الاعمال، لم تتوقع أن تلتقي براكان أبداً لذا لسبب ما حين علمت من هو شعرت وكأن القدر يقف بجانبها لأول مرة والآن هي ستستغل الفرصة الاخيرة وستطيح بذلك الفاسد أرضاً !!
فتحت هاتفها النقل ، وقفت بجانب كاميرة المُراقبة ، إسترقت النظر لتجد إسم الشركة !!
قال لها راكان : فـ لنذهب لغرفتي ، اود ان أنام فأنا أشعر بالتعب الشديد !!
تبعته وهي تبحث عن إسم الشركة !!
مشت وهي تركز في كُل تفصيل في الممر المؤدي لغرفته ، يبدو وكأنهُ يتجه خارج القصر ، هي تذكر هذا في مخطط المنزل ، هُناك جناح خارجي ، يبدو أنهُ وضعه هٌناك بحيث لا يُزعجه !!
كان حدسها صحيحاً فالممر إنتهى خارج المنزل ، حيث يوجد طريق حجري يؤدي للجناح ، عمود إنارة أيضاً بجانب الجناح !!
قالت وهي تدخل للجناح ، ممر ضيق يؤدي لغرفة أقل ماتقول عنها هو القذارة ، بدت بالنسبة لها كـ مكب نفايات !!
قال وهو يقوم بحركته المعتادة حين يكذب : هي ليست مُتسخة دوماً !!
علقت ساخرة : بالطبع !!
أكملت قائلة : ألديك كمبيوتر هُنا !!
هز رأسه بالايجاب ودخل غرفته ليحضره ، بينما هي أمسكت بقطعة بيتزا مُتعفنة ثم رمتها !! حين عاد أخذت الكمبيوتر منه وجلست على أريكة قرب لا تكاد تميز شكلها بقرب النافذة ، بحثت في محركات البحث عن الشركة !!
قال راكان وهو ينظر بإتجاهها : ما الذي تفعلينه ؟
قالت وعينيها لاتفارق الشاشة : بعد ان تنتهي من التنظيف سأخبرك بكُل التفاصيل !!

بعد ساعة من العمل إبتسمت بدر بنصر ثم قالت للرجل القابع في الاريكة المُقابلة : لقد إخترقت كاميرات المُراقبة وهكذا يُمكننا معرفة مايدور في هذا المكان !!
علق ساخراً: تفكيرگ جميل لكن هذا لن يستمر لمدة ساعة من الآن !
سألت بحيرة : وكيف ذلگ ؟
قال وهو يحدث بيديه : لأن التحكم محمي بنظام يتجدد كل ساعة بالنسبة للكاميرات !!
سألته بتمهل : كيف علمت ؟
قال ساخراً : لأنني من وضع هذا النظام ، هاوي برمجة إن كُنتِ لا تعلمين !!
إبتسمت بسخرية وهي تقف : جميل جداً ، نحتاج لكاميرات المُراقبة فـ كيف
يُحل الامر !!
هذا الامر لم يخطر ببالها !
أجابها وهو يقف خلفها : لن يحل !!
صمتت ونظرت لهُ بحدة مما جعله يقول : لدي القدر على الدخول في اي وقت ، لذا لو كان الامر يُهمگ حقاً فـ ستباشرين الان بقول من أنتي ولم أنتي هُنا !!
!



أعتذر ع غيابي الطويل بس نسيت الباسورد وانشغلت ، حبي !




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-15, 01:17 AM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



(4)






عجز جاسر عن النوم طوال الليل ، في كُل مرة يتخيلها هُناك في البرد والرطوبة ، جائعة ، فكر بأنها رُبما تلقي عليه بعض اللعنات ، لا بأس هو يستحق ، غضبه و غيرته أعماه ولا يستطيع التراجع عن قراره ، لكن مالا يفهمه هو سبب هذه الغيرة ، ليس وكأنهُ يحبها ليشعر بالغيرة !!
فٌتح باب مكتبه لتطل والدته الغاضبه والتي لازالت بـ ثياب نومها !
سألتها : هل ماسمعته صحيح ؟
رد بغموض : هذا يعتمد على ماسمعته !!
قالت بغضب : لا تعبث بالكلمات معي وقُل بصراحة ، هل حبست جازية في المخزن !؟
صمته أكد لُسمية الامر !!!

صرخت سُمية بتانيب : هل جُننت ؟ كيف تتركها في ذلك المكان البارد ولليلة كاملة وفوق هذا الامطار لم تتوقف حتى الصباح ، جاسر ما الذي أصابگ ؟ أنت لم تكن هكذا قط ، لا أصدق انك ولدي الذي ربيته !!
قال ببرود : كُنت سأذهب لأحضرها الآن !
قالت سُمية بعدم تصديق : أنت لاتصدق حقاً ، ماذا لو حدث لها شيء !!
صرخ قائلاً : لِمَ تهتمين ؟ تلگ إبنة الرجل الذي دمر والدي و دمرنا ، لِمَ تشفقين عليها ؟ لقد أهانتني امام الجميع !!
كلماته كانت موجهه له قبل ان يوجهها لوالدتها ، لِمَ هو يهتم ؟
قالت بيأس : لقد أعماك الكُره ، أنا اكره والدها لكن لا أكرهها ، أخبرني ماذنبها ، لأنها إبنته هذا هو ذنبها ، كُل إهانة وجهتها أنت تستحقها لقد دمرت الفتاة وحطمتها والآن تأتي لتقول أهانتك ، أنا الان ذاهبة ولن تتجرأ على منعي !!
دخلت لمياء و قالت بحنق : عمتي ، لِمَ تدافعين عنها ؟ دعيها هناك لكي تتأدب قليلاً ولا تتطاول على ...
قاطعتها سُمية : إصمتي ، كُنت أظنك عاقلة ولكنني أخطئت ، سأذهب لإحضارها و ستأتي معي ياجاسر ، الآن !!
على رغم البرودة التي يديعيها جاسر كانت هُناك لهفة في عينيه لم يتسطع إخفائها ، تسائلت سُمية إن كان يكُن لها بعض المشاعر !!


فتحوا باب المخزن ليجدوا جازية تجلس وتحتضن جسدها بيديها !!
وضعت سُمية الشال على جسدها وقالت : هل أنتي بخير ؟
أطرافها كانت باردة بينما جسدها كان ساخناً ، عينيها مُمحرتان وجهها شاحب !
سألتها سُمية : اتستطيعين الوقوف ؟
هزت جازية رأسها بالايجاب !
وقفت جازية بصعوبة ، حاولت سُمية مُساعدتها ولكن وجهه جازية الجامد وكبريائها منعاها ، بخطوات بطيئة إقتربت من جاسر ، نظرات جاسر كانت بعيدة كُل البعد عن الكره ، كُل ما رأته سُمية هو الألم والغضب ، شيء ما حدث بين هذان الاثنين، شيء لا تعلمه !!
وقفت جازية بكل كبرياء أمامه و رسمت إبتسامة ساخرة قائلة : صحيح انك حبستني لكن هذا لم يغير في شيءً ، لازالتُ مُحتفظة بكبريائي اللعين !!
بعد قولها تلگ الكلمات أكملت طريقها للخروج ، مظهر جازية لم يبشر بخير !!!
ركبت جازية السيارة وبجانبها جاسر ، رؤيتها له الآن أعلمتها بمقدار الكراهية التي تكنها له !!

راقب جاسر وجهها ، بدأ هادئاً وبارداً ، لكن عينيها أثارته ، في عينيها ذات النظرة التي كان يراها في المرآة ، فكر بأنها الآن توازيه في كرهها له، لابأس هو يكرهها بالمثل ولن يتأثر بمشاعره ، كلماتها تلگ لن ينساها أبداً لذا فلتكرهه فهو الشيء الوحيد الذي تستطيع فعله ، وهو ينظر لها وقع بصره على يدها المجروحة !!
قال بصوت خافت : يدك !!
لم تجبه جازية وظلت جامدة كما هي ، أمسك جاسر بيديها ووجدها كـ الصقيع ، وضع يده على عنقها ليجد أن حرارتها مُرتفعة!
قال بخوف للسائق : قد بسرعة !!
سُمية ظلت تراقب ولدها ، كيف كان يتقلب بين حُبه و كُرهه لها ، القلق والألم لم يخفيا عنها !!!!
قال الطبيب : يبدو أنها أصيبت بالحمى ، فوق هذا التوتر والارهاق النفسي يجعلان حالتها تزداد سوءً !!
تنهد الطبيب وأكمل قائلاً : سيد جاسر ارجوك إعتني بزوجتگ !!
يعتني بها ، لامس جاسر أصابعها وفكر ، كيف يعتني بـ شخص هو يكرهه ؟
هز رأسه للطبيب ، خرج الطبيب فقالت سُمية : لا تبدو سعيداً !!
سألها جاسر : وكيف أبدو ؟
قالت بهدوء : تبدو كـ رجل حزين على زوجته المريضة ويتألم وبقدر ألمها !!
قال بخشونة : هذا هراء ، أنا لا أحبها بل أكرهها !!
علقت ببرود : اتمنى ان تكون متأكداً كي لا تندم في وقت لاحق !
تمتمت بألم ،" لن أندم ، يستحيل ان اندم "



彡★彡☆彡☆彡★彡☆彡☆

قالت لمياء : لِمَ عمتي تقف بجانبها ؟ تلك الفتاة لا تستحق !
علقت تهاني بحدة : لا أعلم ، لكن هذا جيد ، مافعله جاسر يوفر علينا تنفيذ خطتنا لأجل هذا فلتكوني مُرتاحة ، كُره جاسر تضاعف وهذا يعني بأنهُ لن تقرب منها أبداً ولكن بقي شيء واحد أفعله !!
سألتها لمياء : ماهو !
أجابت تهاني : شيء أود فعله وحسب !!!
صمتت لمياء وهي تفكر بخوف ، لو مال جاسر لجازية لن تستطيع الاحتمال ، بقائه الليل مُستيقظاً، عدم تناول الطعام ، صحيح بدأ بارداً لكنها تعرفه حقاً ، عينيه بدتا تعيستين !!

彡★彡☆彡☆彡★彡☆彡☆



نامت جازية طوال اليوم وحين إستيقظت وجدت ملاك بجانبها !
جلست جازسة على سريرها بصعوبة وكُل جزء من جسدها يؤلمها ، تكلمت بصعوبة : ما الذي تفعلينه هُنا ؟
ردت ملاك : أردت الاطمئنان عليك !!!
نظرت جازية للساعة التي على المنضدة وجدتها الثالثة فقالت : لكن الوقت مُتاخر ، امك ستقلق عليك!!
قالت ملاك بكآبة : هي لن تقلق !!
تذكرت جازية بضعة أحاديث سمعتها تتحدث عن حالة والدة ملاك العقلية !!
إبتسمت جازية وقالت : تعالي !!!
تحركت جازية لتعطي ملاك مساحة كي تنام فيها !!
داعبت جازية شعره ملاك وقالت : شعرك جميل !!
لم تجب ملاك بل فضلت الصمت ، بينما جازية ظلت تُداعب شعر ملاك !!
في اول ايامها في المنزل سمعت بأن لملاك توام توفي قبل عامين ، لم تستطع والدتها تقبل الحقيقة وظلت تعامل ملاك كأختها التؤام ملك وحين تقول ملاك انها ليست ملك تضربها والدتها !!
فكرت جازية بحزن ، بأن هذه الطفلة وحيدة وحزينة مثلها !
ماحدث الليلة الماضية لجازية ، سبب لها مشاعر غريبة إنتقام جاسر كان بسبب كلماتها وهذا يعني ان كلماتها اثرت فيه ، هي قد لا تملك القوة او المال لكن لديها كلماتها والتي ستستغلها ضد جاسر !!

في صباح اليوم التالي إستيقظت جازية ولم تجد ملاك ، تسائلت عن مكانها ، لسبب ما هي تشعر بالقلق ، أخذت حمام دافئ وإرتدت جينز اسود و سترة حمراء ، رفعت شعرها للأعلى على شكل كُرة وتركت بعض الخصلات المُتساقطة ، صحيح هي مريضة لكنها لن تستلم للمرض وبالاخص المرض الذي سببه جاسر ، وهي تخرج من غرفتها رأت والدة جاسر سُمية !!
سألتها سُمية : كيف خرجت من السرير لازالت مريضة !!
إبتسمت لسُمية وقالت : لا بأس انا بخير لكن هل تعرفين اين ملاك ؟
قالت سُمية مُتعجبة : لا،لم أرها ، ما الأمر ؟
ترددت جازية ثم قالت : لا ، لا شيء ، يجب ان اذهب !!

بخطوات سريعة بحثت في ارجاء المنزل ، مُتجاهلة التعب والاجهاد الذي تمر به !!
في غرفة المعيشة رأت لمياء وأختها والعمة منار!
سألت بقلق : هل رأيتم ملاك ؟
أتاها صوت جاسر من الخلف : لِمَ تبحثين عنها ؟
إلتفت جازية للوراء وتجاهلت سوال جاسر ، لم تكمل سيرها بسبب يد جاسر التي جذبتها بقوة ، قال : أجيبي عن سؤالي !!
تجنتب جازية النظر لعينيه وقالت : لاشأن لك بهذا !!!
اراد جاسر الرد ولكن صرخة أطلقت من الحديقة !!!
همست جازية بقلق " ملاك "


彡★彡☆彡☆彡★彡☆彡☆

إستيقظت ملاك مُبكراً كي تستطيع قطف بعض الزهور لـ جازية ، إبتسمت وهي تفكر بأن جازية ستحبها !
" ملك ما الذي تفعلينه ؟" قالت والدة ملاك !!
غضبت ملاك ، لم تحب قط ان تناديها امها بملك ، هي لديها اسم !!
صرخت قائلة : انا لستُ ملك انا ملاك !
أمسكتها والدتها من كتفيها وقالت : انتي ملك ، لستي ملاك ، انتي ملك ، فهمتي !!
عينيها الزائغتان وبشرتها الشاحبة ، السواء تحت عينيها ، شعرها المُتناثر ، كُل تلگ الامورجعلت ملاك تشبك يديها بقلق وخوف من والدتها المجنونة !
هزت ملاك بقوة ، صرخت ملاك كي يستطيع احد سماعها !!
قالت ملاك ببكاء : انا لست ملك !!
صفعتها والدتها وقالت : انتي ملك ، ملك !!
دفعتها ملاك بقوة وتراجعت للوراء في محاولة للهروب ، لكن ام ملاك إخذت عصا وحاولت ضرب ملاك !!
صرخت ملاك بخوف وغطت وجهها ، حين فتحت عينيها وجدت جسد جازية على الارض ورأسها مليء بالدماء !!
إقترب جاسر منهم وصارع ام ملاك لأخذ العصا وبعد أن ابعدها قالت ملاك بذعر : خالي ، جازية !!
أشارت ملاك بخوف على جسد جازية !!
إقترب جاسر من جازية وحملها ، بغضب فكر ، كيف فعلت هذا ؟ كيف رمت بجسدها لتحمي ملاك، ،لِمَ ؟؟؟

حين أتى الطبيب قال " سيد جاسر ، اذا لم تستطيعوا الإعتناء بالسيدة فالافضل ان تأخذها للمشفى ، الى الان قد طلبتني ثلاث مرات وفي فترات متقاربة ومريض واحد وفي كُل مره إصابة مُختلفة !!
خرج الطبيب بعد ان هزئ جاسر
شعر جاسر بالحيرة وهو يرى جسدها ممداً والضماد يحيط برأها ، لقد أنقذت إبنة إخته العزيزة ، هو مدين لها بهذا !!
" خالي " سمع جاسر صوت ملاك الخائف !!
إحتضن جاسر ملاك ، ألمه قلبه وهو يرى جسدها الصغير يرتعد من الخوف !
قال مُهدئاً : لا تقلقي جازية بخير !!
تحدثت ملاك بصعوبة وهي تبكي : هي مريضة وبسببي هي ، خالي لِمَ لم تستيقظ بعد !!!
قكر جاسر بأنهُ السبب في كُل شيء ، كان يجب ان يصل قبلها ، جسدها لن يحتمل اكثر !!

قالت جازية بصعوبة : ملاك !!
إبتعدت ملاك عن جاسر وإقتربت من جازية وأمسكت بيدها !!
قالت جازية بخوف : انتي بخير ؟ لم يصبگ اذى !!
إرتفع صوت بكاء ملاك ، إحتضنتها جازية وربتت على ظهرها بحنان !!
لأول مرة يرى جاسر جازية بهذا الشكل ، حنونه و لطيفة ، لم ينتبه جاسر كيف يبتسم لجازية بحب او للفراشات في قلبه ، لم ينتبه كيف دقات قلبه تسارعت وكيف علقت أنفاسه ؟
تنبهت جازية لنظراته وتحديقه ، ماتت إبتسامتها ثم قالت : لابد انك قلقت كثيراً !!
لم يستوعب جاسر قصدها ، ظنن بأنها تعني ذاتها ولكن تبين انها تعني ملاك !
قال بحرج : نعم ، كُنت قلق فملاك غالية !!
تنحنح قائلاً : احم احم ، سأترككما الآن !!
خرج جاسر فقالت ملاك : لِمَ وضعت جسدك امام جسدي ، اقصد لِمَ انقذتني !
قالت جازية وهي تتصنع التفكير ثم قالت : لانك صديقتي الوحيدة هُنا !!
إبتسمت ملاك بفرح وأخرجت زهرة من يدها وقد زالت اوراقها بسبب ضغط ملاك الشديد عليها وقالت : هذه لگ !!
أخذت جازية الزهرة وإحتضنت ملاك قائلة : هذه أفضل هدية أعطيت لي منذ زمن بعيد !!
كلمات جازية كانت نابعة من قلبها ، الزهرة التي أعطتها ملاك أسعدتها حقاً !!



~


" الآن هي بطلة في نظر الجميع " قالت لمياء وهي تفرك اصابعها بطريقة متوترة!!
علقت تهاني بسخرية : تلگ الفتاة تُجيد التمثيل ، رمت بجسدها كي تحمي ملاك ، لابد انها رأتها فرصة كي تتقرب من جاسر ، لقد فشلت خطتي !
سألتها لمياء : لِمَ ؟
أجابت تهاني بخبث وهي تتأمل أظافرها : إصابة جازية ستحول بيننا وبين تنفيذ الخطة لكن لا تقلقي لازال بجعبتي الكثير من الافكار !!!



彡★彡☆彡☆彡★彡☆彡☆


بقاء جاسر في مكتب هادئاً كان صعباً وبالاخص ان إبتسامتها الجميلة تُرافق عينيه في كُل زواية ي !
علق حُسام : سيدي ، انت لستُ مُركزا !!
أعاد رأسه للوراء وقال : أعتذر فأنا لستُ بخير !!
تركه حُسام ، علق جاسر في ذكرياته ! ، مُنذ عشرون عاماً كانت عائلته من اغنى العائلات ، تمتلك مكانة مُحترمة و سُمعة جيدة ، في تلگ الفترة إشترى والد جازية حصص من الشركة باسامي مختلفة وشركات مختلفة وهكذا حصل عل حصة تمنحه السلطة على المشاركة في القرارات ، بعد ها تقرب لوالدي ودخل في مشاريع غير مشروعة دون علم والدي وجعله يوقع ، بهذه الطريقة ورط والدي في كثير من الصفقات ، أفلست شركتنا وشوهت سمعتنا وقضى والدي نحبه في السجن ، شُردنا وعشنا الفقر بأسوء أشكاله ، بسبب فقري لم أكمل دراستي وشيئاً فـ شيئاً عملت انا ووالدتي في الخياطة ثم أدرنا محل ثم مصنع وكُنت وقتها في الثالثة والعشرون ، والان انا عمري واحد وثلاثون عاماً في الفترة الماضية إستطعتُ إسترداد اضعاف ثروتي ولكن الآوان قد فات للإنتقام ، عشت حياتي بهدوء لسنتين حتى ظهرت جازية وصفعتني ظانة بانني تحرشت بها !!
يالهُ من قدر جمعنا !!

بعد نزاع كبير إتجه لغرفتها ، طرق الباب ليجدها تجلس وتقرأ كتاب !
سألها وهو ينظر بشكل عشوائي للغرفة : كيف حالگ ؟
علقت ببرود : من يسمعگ يقول انگ قلق علي ، إنتبه كي لا يفهمك الناس بشكل خاطئ !
قال ببرود : لستُ هنُا كي أجادلگ !!
أقفل الباب بقوة وقالت بخشونة : ما الذي تريده ؟
لم يستطع جاسر إيجاد إجابة لسؤال هو يجهل إجابته !
قالت بنزق : انا متعبة لو سمحت إخرج !!
نبرتها المتعالية أغضبته إلا ان الضمادتات والتعب البادي عليها منعه من قول شيء !
خرج واقفل الباب ، مشاعره إتجاهها تجعله يشعر بالحيرة !!
بينما كان جاسر يقف بحيرة شخص ما كان يُراقبه وينتظر خروجه ، بعد ان خرج جاسر ، قُدم لجازية الشاي الذي طلبته ، دون ان تعلم غطت جازية في النوم !!
بخطوات واثقة إقترب من الخزانة وأخرج عقد جازي وخرج !!
بعد ساعات إستيقظت جازية و ألهبة النيران تُحاصرها !!









نهاية الفصل الثاني !!!



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-15, 01:17 AM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثالث **


(1)


هزت ملاك جسد جازية إلا أنها لم تستيقظ ، بدأ عليها النوم العميق ، تسائلت ملاك إن كان يجب أن توقظها ام تتركها هكذا ، في النهاية قررت ملاك تركها ونزلت لـ غرفة المعيشة حيثُ جدتها و لمياء وتهاني و جاسر ومنار يشربون القهوة وقالت : حاولت إيقاظها لكنها لم تفق !
قالت ام جاسر : لا بأس ، لابد انها مُتعبة !
قالت لمياء بسخرية : نعم فـ لتدعي الاميرة النائمة تُكمل نومها !!
ضحكتا تهاني ومنار بينما جاسر أمسك بفنجانها وشرب ماتبقى فيه وقال : لدي عمل لأقوم به ، لذا سأكون في المكتب !!
قبل جاسر وجنتي زوجته وذهب ، في طريقة للخروج أمسكته ملاك وقالت : خالي أريدك ان تحملني على ظهرك !
وقفت لمياء وحملت ملاك ثم قالت : خالك الان مشغول ، لذا !!
توقفت لمياء حين رأت ملاك تعبس ، قال جاسر : لا بآس ساحملها على ظهرها !!!
بعد ذهابه قالت منار بحزن زائف : لابد ان جاسر حزين لانهُ لم ينجب الى الآن !!
إمتقع وجه لمياء وصمتت ، كلام منار كان كـ الملح على جُرح لم يُشفى منذُ سنين ، على رغم سلامة الاثنين إلا أنهما لم ينجبا الى الآن وهذا يُقلقها و يحزنها ، تمنت دوما أن تحصل على طفل من جارسر ، طفل يكون دليل حُبهما !
فتح هذا الموضوع كان مُحرماً بالنسبة للجميع ومحزنا في ذات الوقت بينما على البعض كان خبر سعيداً ، عدم وجود إبن لجاسر يعطيهم فرصة للسيطرة أكثر !!
إرتسمت إبتسامة خبيثة على وجه منار ، بأصابعها صارت تضرب على يد الاريكة بخفة وهي تتسائل لو يعلمون الحقيقة ، حقيقة انها تضع حبوب منع حمل للمياء وحتى لو حملت لمياء بدون علم ستظل تاخذ حبوب منع الحمل والتي ستسقط الجنين ، خطتها الذكية والمدروسة ستعطي فرصة لإبنها ان يرث الشركة ويقوم بإدراتها عاجلاً ام آجلاً !!



~~~~~~~~~~~~


سأل جاسر حُسام : هل أنت مُتأكد من المعلومات التي لديگ ؟
أكد حُسام قائلاً : لقد دخلت بالصدفة ، في البداية الغرض لم يكن لاجل ماطلبت لكن بعد فترة تبين انهم المسؤولين عن تلگ الاحتيالات !!
قال جاسر بعدم تصديق : لازال الامر صعباً علي كي اصدق أمر كهذا ، شخص مثله ما الذي يستفيده من القيام بتلگ المؤامرات ، إسمع قل لها ان تنتبه اكثر ، تلك العصابة خطيرة !!
قال حسام : لا تقلق ، هي خبيرة ولن تُخطأ !!
تردد جاسر وقال بقلق : لقد قلت لها ان تتوقف عن تلك الاعمال ولكنها لازالت عنيدة ، ثم الم تخبرك سبب دخولها الى هناك من الاساس !
هز حسام راسه بالنفي ثم غادر !!
فكر جاسر بقلق ، تلگ الفتاة الحمقاء ، الن تتوقف عن تلگ التصرفات !!
نظر للساعة ليرى انها السابعة مساءً ، تسائل ان كانت جازية لازالت نائمة !!
أكمل جاسر عمله ، بينما هو يعمل سمع أصوات مرتفعة ، دخلت لمياء المكتب وقالت : حريق ، جاسر هناك حريق كبير في الجزء الشرقي !!
ركض جاسر للمكان الذي به الحريق ، ذلك الجناح حيث والدته واخته وملاك !
جرى جاسر باقصى مالديه من سرعة وحين وصل كان كُل شيء إلتهته النيران !!
" لا!!!" تأوه غير مصدقاً !!
إلتفت حوله ليرى والدته واخته وملاك بخير ، إتجه لحيث كُن واقفات ، إحتضن والدته ثم ملاك وقال : هل أنتم بخير ؟ لم تتأذو ؟
قالت سُمية لتطمئنه : نحن بخير لا تقلق !!
تنهد جاسر براحة وقال : كيف حدث الحريق ؟
هزت سُمية رأسهاوقالت : لا نعلم !!
في ذلگ الوقت حضر رجال الاطفاء ، إستطاعو ايقاف النار في الجزء الشرقي ولكن النار إمتدت أمتدت للجناح الغربي !!
تقدم احد رجال الاطفاء من جاسر وقال : النار التي في الجزء الشرقي حدثت عن عمد وقد وجدنا هذه القطعة قرب المكان الذي بدأ منه النار !!
أمسك جاسر بعقد ذو جوهرة سوداء ، التعليقة بدأ وكأنها قُطعت !
قالت ملاك وهي تشير بأصبعها : هذا لجازية !
صرخت لمياء وقالت مُدعية البراءة : نعم ، هذا ذات العقد الذي كانت ترتديه ذلگ اليوم ، الهدية من والدتها ، لكن لِمَ كان هناك ؟
قالت العمة منار بحقد : الا تعلمين ، رٍبما هي من اشعلت النار كي تنتقم لحبسها !!
قالت تهاني بصدمة : لا أصدق هذا ، لا يمكن ان تكون بهذا الحقارة !!
قالت العمة :تلك الفتاة قد تفعل اي شيء لأجل الانتقام !!
لم يستطع جاسر التصديق ، كيف تفعل جازية هذا ؟ ألم تفكر بأنها قد توذي والدتي وملاك ، لا هذا ليس صحيحاً لقد عرضت حياتها للخطر لإنقاذ ملاك ولكن قلادتها !
يجب أن يرى جازية الان ، لو كانت فعل هذا حقاً ستندم !!
قال بصرامة : اين جازية ؟
قالت منار وهي تلوي شفتيها : لابد انها فرت لمكان ما !
سألتها لمياء : ولِمَ تريدها ؟ هل تظن بأنها لم تفعل ذلك ؟ كُل الادلة ضدها ثم العقد الذي وجدوه !
قال بخشونة : سألت اين هي ؟؟
جفلت لمياء لطريقته في الكلام ، لم يتحدث جاسر للمياء بتلك الطريقة ابداً من قبل ، شبكت ذراعيها فوق صدرها بطريقة دفاعية ، ثم رفعت إحدى يديها لتمتد لعنقها ، فكرت لمياء بذعر وكُل عضلة في جسدها تشتد تحثها على الفرار ، لو علم جاسر بحقيقة الامر لن يسامحها أبداً !!
حين صمت الجميع قالت ملاك : قبل ان اذهب لغرفتي ذهبت لارى جازية ولكنها كانت نائمة !!
قال جاسر بحيرة : نائمة ؟ هل أنتي متاكدة ؟
قالت العمة منار : لابد بأنها تصنعت النوم ؟
للحظات فكر جاسر ثم قال : هل يعقل انها لازالت في الجناح الغربي ، اذا كانت كذلك ، هذا يعني بأن !!!
إندفع الدم إلى رأس جاسر ، ببطئ عادت قدميه للخلف ، إلتف حول نفسه وركض نحو الجناح الغربي ، عقله توقف عن العمل وإندفع الادرينالين في جميع أنحاء جسمه !!
حين وصل للجناح الغربي كانت النيران قد إنتشرت في جميع المداخل والمخارج ، أخذ جاسر دلو مليء بالماء أفرغه على راسه ، وإقتحم المكان !!

عند جازية !!

فتحت عينيها بصعوبة ورائحة الدُخان إخترقت أنفها لتصل لرئتيها ، سعلت جازية ، إستنشقت الهواء لتسعل أكثر من ذي قبل ، نظرت للمكان من حولها لتجد كُل شيء مُحاط بالنيران ، بدأ وكأنها تنظر في فرن ، كُل شيء في المكان إلتهمته النيران ، أرادت الوقوف إلا ان جهودها بائت في الفشل وحين وقفت على قدميها ، سقطت على الارض ، جسدها كان أثقل من ان تحركه ، حتى يديها بدت ثقيلة ورأسها ، فتحت فمها لتصرخ إلا أن صوتها إختفى وبعد محاولات فاشلة إستسلمت جازية وتركت النار تحيطها من كل جانب ، تسائلت جازية إن كانت ستموت هُنا ، هل تموت حرقاً ؟ هل هذه إحدى الاعيب جاسر ، تسللت دمعة وهي تفكر بأنهُ حان الوقت لينقذها ، ككل مرة هو يؤذيها ثم ينقذها ، أرادت مُنادته ، منادة إسمه ، لا تريد الموت ،لا تستطيع الموت ، ليس الان !!
" لا تموتي ، ليس الآن !! لدي الكثير لـ أفعله لذا لا تموتي "


****


" جازية ، جازية "
صرخ جاسر بكل مالديه ، رفع يده ليمسح قطرات العرق المتصببة من جبينه ، سعل جاسر ، النيران أخفت كل معالم المكان ، اكمل جاسر طريقه لغرفة جازية ، حاول جاسر فتح الباب إلا ان الخشب المكون للباب قد إحترق ، بحث بعينيه عن شيء ليستخدمه في كسر مقبض الباب الباب ، وجد مزهرية من الخزف ، أمسك بها بكلتا يديها وضرب المقبض بكل قوته ، لم يتوقع جاسر الكثير من قطعة خزف إلا إنها إستطاعت إضعاف المقبض ، دفع جاسر الباب بقدميه ، جُزء من الباب سقط على الارض وجُزء لازال مُتدلياً !
بين النيران رأى جسدها ، نزع سترته وإستخدمها كـ طريق للوصول إليها ، بُمجرد أن إقترب ، وضع رأسها على فخذه وصفعها بلطف ، حاول إيقاظها إلا أنها لم تستيقظ ، حملها بيديه ،وأخرجها إلا أن أحد الابواب وقع في منتصف طريقه للخروج ولم يكن لديه اي طريق للهروب ، النيران سدت طريقه ، حاول الوصول إلى الجناح الرئيسي لكن المكان أغلق بسبب النيران وهكذا لم يجد جاسر سوى نافذة مُطلة على بعض الشجيرات ، حاول فتحها إلا انها مُغلقة بإستخدام مزلاج خارجي, ، خطر لجاسر أن يكسرها إلا ان المكان بدأ فارغاً من اي شيء قد يكون مُفيداً ، وضع جازية بعيد عنها وبحث عن قطعة قماش ليغطي بها قبضته ، أخذ نفس عميق و بسرعة ضرب الزجاج حتى حُطم إلى أشلاء تناثرت حول المكان ، على رغم وجود قطعة القماش هذا لم يمنعه من الاصابة ، فتح مزلاج النافذة الخارجي ، الآن كانت المُشكلة كيف يحمل جازية للخارج ، الاشجار كثيفة ولا يستطيع القفز ، أخذ بقية أجزاء الستارة المقطوعة ، إقترب من جازية ، رأها تحاول فتح عينيها !!
قال وهو يصفعها بخفة : هل انتي بخير ؟
سمعها تُمتم " جااااسر "
إحتضنها وداعب شعرها قائلاً : لا بأس ، سأخرجك من هُنا بخير !!
أخذ نفساً عميقاً ثم أغمض عينيه ، وضعها على ظهره وأخذ قطعة القماش ليثبت جسدها فوق جسده ، بصعوبة خرج جاسر من النافذة ليمسگ بغصن الشجرة ، خاف جاسر من ان يكونا ثقيلين ويسقطا من على الشجرة لكن لم يجد حل أخر ، تمسك بالغصن بقوة حتى إبيضت يداه ، ببطئ زحف لجذع الشجرة الاصلي وفي طريقه علقت قطعة القماش بغصن ، كان الغصن ابعد من ان تصل لهُ يد جاسر !
" ج ،،، ااااسرر " عادت جازية لتُهمس بأسمه ، صوتها الضعيف والمتعب ، جعل صدره يؤلمه بقوة وكأن هُناك يد تقبض على قلبه وأنفاسه ، زحف للخلف و حاول إزالة القماش عن الغصن وفي ذلگ الوقت سمع صوت أحد رجال الاطفاء !!
صرخ جاسر وقال " نحن هُنا "
صراخ جاسر وحركته الغير مستقرة والثقل الزائد سببت في ميل الغصن وإنكسار جزء منه ، إنفكت عُقدة القماش لينزلق جسد جازية و تسقط من فوق الغصن ، إمتدت يد جاسر لتُمسگ بيدها ، صرخ جاسر منادياً بأسمها ، يريد إيقاظها لكنها لم تستجب وهذا أخافه وللحظات ظن أنها ماتت !!
قدم رجال الاطفاء وأنزلو جازية بينما جاسر نزل من سُلم وضعوه على الشجرة !!
بمجرد ان نزل جاسر ، ركض لحيث جازية ، هزها مراراً لكنها لم تستجب وجهها بدى شاحباً وأصابعها مُحترقة ، الرماد غطا جزء من وجهها ، قرب رأسه من صدرها لكنهُ لم يسمع دقات قلبها ، وضع إصبعه تحت أنفها لكن لم تكن تتنفس أيضاً !!
إبتعد جاسر عنها ، عينيه إتسعتا وجف ريقه ، إرتعاشة خفيفة ظهرت على خد جاسر و شعور غريب بالرغبة في التقيء !!
لم يعر إنتباه لاي شيء يُحيط به فقط نظر بفراغ وخوف ، هذا ما يُريده ، نعم يُريد موتها إذن لِمَ يشعر هكذا ؟ لم جسده ثقيل بهذا الشكل ، لِمَ الدموع تتخذ طريقاً للخارج ، لِمَ هو يتألم ؟
إقترب رجل من جاسر يرتدي الابيض وطلب منهُ الابتعاد ، لم يستجب جاسر بل بدا عليه الصدمة ، طلب الطبيب الحمالة بين جاسر ظل ينظر بصمت بعد لحظات رأى جسدها يُوضع فوق الحمالة ، إحدى يديها تدلت من فوق الحمالة وبضع شعرات منها ، إنتصب جاسر وتبعه ببطئ !!
إقترب من سيارة الاسعاف ولازال يحدق بفزع للسيارة ، إقتربت منهُ لمياء تحادثه لكنهُ لم يستمع لها ، وقف الطبيب بجانبه و حاول التحدث مع جاسر لكن لم يعطي اي رد فعل !!
قال فقط جملة واحد " أريد مرافقتها "
هذ كُل ما إستطاع جاسر قوله !
في الطريق نحو المشفى ظل جاسر يراقبها بصمت ، رؤيته لمعدلاتها الحيوية الضعيفة لم تؤثر به ، بدأ وكأنهُ لا يرى ، ولا يسمع ، غرزت في يده إبره لكن هذا لم يسترعي إنتباهه ، كُل ما كان يُفكر فيه ، هو لو حدث شيء لجازية لن يسامح نفسه ، هذه الفتاة لن يستطيع إحتمال فراقها ، فكر ساخرا. بانها لو اردات الانتقام فـ لتمت وهكذا تحرمه من كُل شيء !!
أمسك بيدها لتسقط دمعته مباشرة على بشرتها الشاحبة ، تنبه لحركة إصبعها ، هل إستجابت له ؟

راقب جاسر الالآت التي تحيط بها من كُل جانب ، أمسك يدها وصار يداعبها بـ حنان وهو يتذكر كلمات الطبيب !!
" ليس سبب حالتها هذه الدخان فقط ، بل لقد تبين ان جسدها يحتوي على كمية كبيرة من المخدر ، غير مُميتة لكن قوية بحيث تشل حركتها ، المخدر هذا يوصف في حالات خاصة كـ المرضى النفسين ولا يعطى للاشخاص العاديين"

تلگ الكلمات جعلته يتأكد من شيء واحد ، شخص ما حاول قتلها ، ذلگ الحريق كان فخاً في البدية كي يصيب جناحها وبسبب المخدر هي لن تستطيع الهرب ، إشتدت قبضة يده حتى إبيضت أنامله وفكر بحقد اياً كان من فعل هذا هو سيندم !!








~~~~~


قضمت تهاني أظافرها بشكل هستيري وهي تقول : كيف حدث هذا ؟ خطتنا اقتضت ان تحدث دون اي خطر على احد ولكن شخص ما كان يعلم بتلك الخطة وفوق هذا وضع مخدر لها كي تموت ، لو علم جاسر سيجن من الغضب !!
مسحت لمياء وجهها بيديها وأخذت نفساً عميقاً ، فكرت ببؤس بأن هذا لن يعجب جاسر ، لكن من الذي علم بمخططهم !!
ضاقت عينا لمياء وقالت بتمهل : انا وانتي والخادمة حنان كُنتا فقط نعلم ، هل تظنين الخادمة أخبرت احداً أخر !!
هزت تهاني رأسها نافية ، ثم إنتصبت في وقفتها وقالت وتعض شفتيها : هٌناك أمر مريب في هذا الأمر ، معرفة الشخص لخطتنا و وضع المخدر بشكل يمنع أحد من الشگ ، لولا جاسر لكانت الآن رماداً تنثره الرياح !!!
حدقت لمياء في خاتم زواجها بثباث وقالت : نعم لولاه لكانت ميتة الآن !!
في داخل لمياء نار غيرة تحرقها ، رؤيتها لجاسر بذلگ الشكل كان أمراً لا يُصدق ، فكرت بحدق ، بسبب جازية ماكان ليحدث هذا ؟ يجب ان تُعاقب على الإقتراب من مُمتلاكتها !!!
مشاعر لمياء الحقيقة لجاسر لم تكُن سوى مشاعر طفل للعبته ، التملگ والغيرة الشديدة صاحبتها وايضاً المكانة التي حظيت بها بسبب جاسر !!
طرفت عينيها وقد خطرت لها فكرة خبيثة قالت لتهاني : بالنسبة لي جاسر كان حُبي وانتِ زياد ابن منار، بالطبع جازية تملگ حبيباً فب الماضي ، شخص سينهي اي شعور قد يكُنه جاسر لجازية !!

~~~~~~~



دخل الغرفة بعد أن أخذ حماماً ساخناً ، إرتدى ملابس السفر وإتجه للمطار ، أخيراً بعد طول إنتظار هو سيعود للسعودية وللمرأة التي يُحب ليصلح الخطأ الذي قام به !!
بخطوات متسارعة عاد طلال للسعودية وشوق كبير يتضاعف في قلبه !!



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-15, 01:19 AM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



#-3






صمتت ونظرت لهُ بحدة مما جعله يقول : لدي القدرة على الدخول في اي وقت ، لذا لو كان الامر يُهمگ حقاً فـ ستباشرين الان بقول من أنتي ولم أنتي هُنا !!
شعرت بدر بمسدس يوضع خلف ظهرها ، ظنته أحمق لكنها أخطئت !!

~

ضغط بفوهة المسدس على ظهرها ، بـ خفة أمسكت بيده التي تحمل المسدس و
لفتها خلف ظهره ثم تناولت المسدس ، صرخ متألماً " آآآه ، أرجوگ لا تؤذيني "
ثبتته على الاريكة ثم رفعت حاجبيها بسخرية ثم قالت متهكمة : أين شجاعتگ التي تغنيت بها منذُ قليل !!
إعتذر قائلاً : أنا أسف ، أرجوگ لا تؤذيني !!
تنهدت بدر بملل : أنت جبان حقاً ، هل تظن ان المسدس لُعبة تستخدمها متى شئت !!
أجاب متألماً : أنا حقاً أسف ، أفلتيني أرجوگ !!
تركت يده ثم جلست بجواره ، دلگ يده ثم قال بحقد : آنتي لست فتاة طبيعية ، الفتيات الآخريات لن يفعلن مافعلته !!
تجاهلت تمتمه ثم قالت : أنا هُنا لأن لدي أسبابي كما أنت لديگ أسبابك ، لذا لا تعد لفتح هذا الموضوع مرة آخرى ، هذه نصيحتي لگ ، أن لا تعرف شيئاً هذا لصالحگ !
أغمض عينيه ثم جلس على الارض وقال : أنا فقط أريد التأكد من أنگ لا تعملين لدى عمي ، تبدين رائعة جداً وقوية جداً بشكل لايحدث في الواقع !!
سألته ساخرة : حقاً !
غطى وجهه بيده حين قالت : الآن أخبرني كيف أخترق كاميرات المُراقبة !!
قال بهدوء : لن أخبرگ كيف ؟ لكن سأقوم بإختراقها لأجلك لكي تراقبين !!
شخرت بسخرية : هذا عادل بما فيه الكفاية !!
رد ببرود : أعذريني فـ لدي مشاكل في الثقة !!
إنتصف واقفاً ودخل غرفته ، ظلت بدر تُفكر ، كيف بدأ راكان مُتشككاً ، خائفاً ، بالنسبة له جبروت عمه يمنع أي شخص من الوقوف بجانبه ، رُبما هي ماكانت لتقف بجانبه لولا الثأر والوعد الذي قطعته !!




★彡☆彡★彡☆彡★彡☆彡★

جلسا أمام بعضهما البعض ، هي تأكل التفاح بينما راكان يشرب قهوته ، وقد إرتدى نظراته ذات الإطار الاحمر ، سترة صفراء من القطن وبنطال أبيض !!
قضمت التفاحة ثم وضعتها جانباً ، ثم قالت لراكان : مانوع الادلة التي تملگها ضد عمك !!
قال راكان وهو يرشف من قهوته : اممم ، بعض الصفقات ، مثل غسيل الاموال والخداع ، في الحقيقة عمي يقوم ببعض الصفقات المشبوهه هذه الفترة !!
شبكت يديها ثم قالت : أليس هذا آمر طبيعياً ، أقصد هو يقوم بصفقات مشبوهة دوماً !!
حرك أصبعه نافياً ثم قال : لا ، هذه المرة الامر أكبر بكثير من بعض الصفقات المشبوهة ، في الواقع لقد بدأ بإنشاء شركات مشبوهة تحت غطاء المجوهرات ، صار يبيع مجوهرات مُزيفة بأسعار عالية جداً وفوق هذا لقد نقل المخدرات داخل المجوهرات وبهذه الطريقة هو يقوم ببيعها بشكل رسمي دون أن يشك به أحد !!
قالت بتمهل : ألا يمكننا إستخدام هذه الادلة ضده ؟؟
أمسك رأسه بكلتا يديه ثم أجاب : لا !! عمي لديه علاقات تحميه ، فـ بقدر تعمقه في الامر هناك آخرون معه ، وزراء ، تُجار ، لذا من الصعب إدانته فقد يستطيع العبث بالإدلة وهكذا سنخرج خاسرين !!
قالت بحذر : نستطيع إثبات تهمته عن طريق الإمساك به بالجرم المشهود !!
قال مُفكراً : نعم ولكن كيف ، فـ نحن لا نعلم متى يعقد إجتماعاته !!
إبتسمت بثقة : لا تقلق أنا سأتصرف ، انت فقط اوصلني لأجهزة المراقبة ولإتصالاته الاخيرة وأنا سأتصرف !!!


توقف راكان عن العمل وظل يتأملها خفية ، لا يعلم لِمَ ولكنهُ عاجز عن إبعاد عينيه عنها ، بالنسبة له هذه الفتاة مختلفة عن بقية الفتيات ، تصرفاتها وتقاسيم وجهها ، حياتها ، هي مُختلفة حقاً و جميلة بشكل لا يستطيع هو فهمه ، لقد إعتاد على النساء الجميلات من حوله بسبب مظهره ، لكن هي تبدو غير مهتمة او حتى لم تنتبه لمظهره ، أليس من النوع الذي تفضله ؟ ربما لا ، فكر بأن النوع المُفضل لها هو الجواسيس والقتلة !!
تسائل إن كان يستطيع الثقة بها ؟ إن كانت لن تخونه أبداً ، للحظات رفعت بصرها لتلتقي عينيها بـ عيني راكان ، لم يعلم كيف ولكن التنفس أصبح أكثر صعوبة ودقات قلبه أبت أن تهدئ ، غض بصره وأكمل عمله وهو يشعر بأن كُل عضلة من عضلاته تتشنج من التوتر !!

تسائلت بدر بماذا يُفكر راكان ، في البداية إدعت أنها لا تشعر بنظراته ولكن حدة نظراته جعلتها تتوتر ، لم تُحب قط أن يتم تأملها او تفحصها ، ياتُرى هل يُفكر بمدى تقززه منها لانها تتشبه بالرجال ، رُبما يُفكر هكذا لكن هذا لا يُهمها لقد إعتادت على الأمر ، إشمئزاز المتحلقين حولها ، الاحكام المُسبقة التي يتخذونها والكُره السابق لآوانه ، هي لا تتوقع منه الكثير لذا هي لا تهتم فـ ليظن ما يشاء فـ ظنه لن يغير فيها شيئاً !!
قاطع أفكارها دخول فتاة غريبة لمنزل راكان ، بدت كـ الدمية ، عينين كبيرتين ، أنف صغير وشفتين مُمتلئتين صغيرتين ، بالطبع إستطاعت التعرف على إبنة عم راكان رغد ، فتاة مُدللة ، مُتعلقة بـ راكان لأنهُ لا يعطيها إهتماماً ، راقبت بدر تعابير الملل على وجهه راكان وكيف إحمر وجهه رغد !!
وقفت أمامه بغضب ثم صرخت قائلة : هل تظن أنني سأجعلگ تذهب بسرعة بعد خيانتگ لي ، لا أنت مُخطأ ، أنت ستكون زوجي حتى لو لم ترد هذا !!
فكرت بدر بأنها فتاة جريئة ، أنت تجبر رجل على الزواج بها هي جراءة لا تمتلكها بدر !!

تأفف راكان قائلاً : إذا أنهيتي ما أردتي قوله يُمكنگ الذهاب !!
تصرف راكان طبيعي جداً ، رُبما الآن بينما ينظر إليها يرى والدها أمامه ، يتذكر كُل ما قام به من آثام ، أن يكرهها هذا أمر طبيعي !!
إجتاحت رغد نوبة غضب وصارت تُسقط كُل مافي الغرفه ، في هذا الوقت كانت تُعطي بدر ظهرها فـ لم تستطع رؤية وجهها بشكل واضح لكن حين إلتفت رأت الدموع تتجمع في عينيها ، بدأ الآلم واضحاً بينما راكان كان هادئاً ، تحسده على بروده ، لو كان رجل آخر لصفعها من الغضب لكن هذا البرود يزيد رغد غضباً وألماً !
نظرت رغد بإتجاهه بدر والذي بدأ انها تجاهلتها ، إحمرت وجنتيها من الإحراج ثم خرجت !!
تنهد راكان فور خروجه فقالت بدر : كُنت جِلفً في معاملتها !
شخر ساخراً : حقاً ، هي هكذا حين لا تحصل على ماتُريد !!
علقت بدر ببرود : بدأ لي أنها تُحبگ !!
أجاب راكان سأخراً : وهل تعرفين مامعنى الحُب ؟
إبتسمت ساخرة لرده ثم قالت : بقدر معرفتي بالحب بقدر معرفتگ أنت ، فلا تتعالى علي أيها الفتى اللعوب !!
تبادلا النظرات ثم أخفض الاثنان بصرهما وعادا لعملهما !!

بعد عِدة دقائق قال راكان : لقد وجدتُ شيئاً !
إقتربت بدر لترى مواعيد كثيرة !!
قال مُفسراً : عمي لديه مواعيد على مدار أيام الأسبوع ماعد يوم غد فـ هو فارغ ، هذا غريب بالنسبة لرجل مثله مهووس بالعمل !!
قالت بتمهل : إذا كُنا لا نعلم ما الذي سيفعله غداً يجب أن نُراقبه !!
قال راكان ببلاهة : كيف هذا ؟
إبتسمت بدر بغموض ثم صمتت !



☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆





تسللت بدر للخارج لتجري مُكالمة !!
بدر : الو ، حُسام !
حسام : أخيراً سمعت صوتگ ، أين أنتي ؟ لقد قلقت عليگ أيتها الحمقاء !!
بدر بحنان : لا تقلق أنا بخير ، كيف هي الامور حولگ ،ألا زالت المشاكل تملئ المكان !!
قال حسام متأففاً : لازالت كم هي بل تزداد شناعة ، في الحقيقة لقد علمنا ان شخص نصب على جاسر بشأن المجوهرات !!
قالت بدر بغموض : المجوهرات !!
تنهد حسام : نعم ، وجاسر يود معرفة المسؤول عن هذا الامر !!
قالت بدر : أظن ان لدي فكرة عن هذا !!
حكت بدر التفاصيل لحسام حينها قال : إنتبهي ، هذا الرجل خطر ، ثم لِمَ ذهبت إلى هناك ؟
لم تجب بدر وفضلت أن يبقى السوال مُعلقاً ، لا تستطيع إخبار بالحقيقة ، لآنهُ سيغضب ، بالنسبة لها حُسام و جاسر هما أهم شيئين في حياتها ، أحبتهما كثيراً لكن هذا لا يعني أنها تستطيع إخبارهما بما حدث ، هُما لن يفهمان ولن يصدقان !!

همت بدر بالعودة للداخل إلا آن صوت رغد أوقفها !!
قالت بحقد : من أنت وما الذي تفعله هُنا ؟
تجاهلتها بدر إلا أن رغد أمسكت يدها بحزم ، أبعدت بدر يد رغد ثم قالت : لا بد انك غاضبة لان راكان أحرجك امامي ولكن عزيزتي !!
توقفت بدر قليلاً ثم إقتربت من رغد حتى تلامست أنفيهما ثم أكملت : إذا أردتي أن يتوقف راكان عن إحراجگ توقفي عن الإلتصاق به !!
دفعت بدر رغد ثم عادت للداخل ، بُمجرد أن دخلت رمى راكان مِعطف بإتجاهها ثم قال بهدوء : الجو في الخارج بارد ، لن أحتمل أن تمرضي فـ ليس لدي الوقت لكي أهتم بأحد !!
إرتدت بدر المعطف فقد كان البرد شديداً بالفعل ، لم تنتبه هي بالطبع ، بعد سماع صوت حُسام ، دفئ جميل يسري في أعماقها ، دفئ لم تشعر به إلا بقرب حسام !!




!
~ بعد يوم ~


إنطلقت رصاصة أصابتها في كتفها ، تناثرت الدماء في بزتها !




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-15, 01:35 AM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



(






إستفاقت جازية لتضع يدها على رأسها ، رأسها ثقيل وكُل شيء يبدو ضبابياً ، حاولت الجلوس لكن جسدها كان ثقيلاً ، دققت في الغرفة لتجد انها في المشفى ، تسائلت عن سبب وجودها في المشفى ، ما الذي حدث لها ؟؟
ثم لِمَ هي نائمة ، في نومها رآت كابوساً فضيعاً لكن نهايته بدت غريبة ، نهاية تليق بحلم !!
بدأ بشكل غريب حقيقياً ، الشيء الذي لا تصدقه هو أن جاسر قد يخترق النيران و يعرض حياتها للخطر ى ليس هذا فقط بل حضنه وصوته ، الحُب الذي شعرت به ، الكآبة التي ألمت بها حين لم تستطع التحرك لتخبره أنها بخير !!
رفعت يدها لتجدها مُغطأة بالشاش ، فتحت الرباط بسرعة ووجدت علامات الحروق ، بفزع فكرت بأن ماحدث ليس حلماً ، إبتلعت غصة ثم تجمعت الدموع ، الخوف والوحدة التي شعرت بها وسط النيران عادت لقلبها ، صوت جاسر الذي يعدها بإنقاذها لازال يرن في أذنيها !!
فُتح الباب ليطل جاسر منه ، حين دخل وجدها تنظر بخوف ليدها وضع القهوة على الطاولة ثم جلس على السرير ، أمسك يدها النحيلة ، بأطراف أصابعه تحسس أثار الحرق ، لف الشال مُجدداً حول رصغها !!
تعلقت عينيها به ولم ستتطع مقاومة عدم النظر له ، أنفه المعقوف ، عينيه التي بدت مُخيفة هي حنونة الآن ، فمه المُتعجرف مُطبق بصمت ، أصابعه حارة بالنسبة ليدها ، بعد أن اكمل حدق بعينيها وكأنهُ يعلم بما تُفكر ، كأنهُ بداخلها ، غضت جازية من بصرها وظلت تنظر ليده ، كانت يده ايضاً مُصابة ، تسائلت ان كان قد احترقت يده أيضاً !!
سألته بصوت خافت : هل حدث حريق ؟
هز رأسه بالايجاب ثم قال : هل تذكرين كُل شيء ؟
" أذكر الخوف والرعب الذي دب في قلبي ، اذكر الضعف والوحدة ، اذكر صوتك الذي كان كالنور في الظلمة التي كُنت أعيشها ، أذكرك انت وحسب "
هذا ما أرادت قوله لكنها قالت عوضاً عن ذلك : ليس الكثير ، كيف خرجت من هُناك !!
للحظات بدأ عليه عدم التصديق ثم قال : أنتي لا تتذكرين !!
هزت رأسها بالنفي فقال : أحد رجال الاطفاء !!
سألته بسخرية " حقاً ! اذن كيف أصبت "
أجاب ساخراً " حُرقت يدي بسبب محاولتي لايقاف الحريق في الجناح الشرقي "
تسائلت لِمَ كذب ؟؟ هي كذبت لأنها ليست متأكدة ، كذبت لأنها خائفة من كون كل ذلك من نسج خيالها ، خافت من أن يسخر منها !
رُبما هو لم يكذب ، رُبما هو لم يُنقذها ، رُبما كُل هذا من نسج خيالها حقاً !!
صمتا لبرهة وكُل منهما ينظر للجهة الاخرى فقالت جازية : لم يتأذى أحد ؟ والدتك و ملاك والاخرون !!
قال ببرود : لا ، لم يتاذى أحد !!
صوته البارد محى كُل فكرة بأنهُ قد يعرض حياته لإنقاذها ، قالت وهي ترفع زاوية حاجبها الايسر ساخرة : لابد أنك حزين لأنهم أنقذوني ، لومت كُنت س تحب هذا ، الموت حرقاً هو أسوء ميتة كما تعلم !!
ألقى عليها نظرات حادة جعلت قلبها يقفز من ضلوعها ، سمعته يقول : نعم حزنت ، هل تعلمين مدى الفرحة التي شعرت به حين قالوا بان المكان يحترق وانك قد تموتين ، لولا ذلك الرجل اللعين لكُنتِ الان ميتة !!
المرارة في صوته لسعتها ، فكرت بغضب ، لهذه الدرجة يود موتها ، ما الذي توقعته من رجل مثله ، بعد كُل مافعله ما الذي توقعته ؟
ثم لِمَ قد يُهمها !! كُرهه لها لن يتغير ثم انها ايضاً تكرهه ، لقد ألمها لذا هي تكرهه لذا لِمَ هي تشعر بالاحباط !!
ترك سريرها وأخذ كوب قهوة ، انكب قليل من القهوة على يده ، تأوه متألماً ، إلتوى قلبها بشكل غريب ، وضعت يدها على صدرها بشكل لا إرادي ، لم تفهم ماسبب هذا الألم المُفاجئ !!
فك الشاش الذي يغطي يده ثم نظر لجازية ، بدت مصدومة ويدها على قلبها ، شفتيها مزمومتان بمرارة وعينيها تُحدق بالارض ، امسك كتفيها وقال : هل أنتي بخير ، هل هنالك مايؤلمك ؟
حدقت جازية بيديه ، عندما أزال الشاش لم تبدو يده كأنها مُحترقة بل مجروحة ، تلك الجروح بدت كأنها من تحطم شيء في يده ، كـ الزجاج !!
أغمضت عينيها حين ظهر ضوء أعماها وبدأت تسترجع بعض ماتذكرته ، جاسر حطم نافذة كي يستطيع إخراجها ، إذن هو من انقذها !!
لكن لِمَ كذب ؟
هزه لها ايقظها من أفكارها !!
قالت بتوتر : انا بخير ، احتاج للراحة قليلاً !!
بسبب تحديقه ظنت انهُ لن يتركها لكنه أعادها للسرير وحرك المخدة تحت رأسها كي ترتاح ، أغمضت عينيها وهي تنتظر ان يذهب ، حقيقة انهُ انقذها لازالت صعبة التصديق ، تحسست عينيها إختفاء الضوء ، يدين دافئتين ربتت على شعرها ثم سمعت صوت إقفال الباب !!
بيديها لامست المكان الذي ربتت يديه عليه ، أغمضت عينيها وهي تشعر بالضياع ..!






~~~~~~~~~~



أخرج يده من جيبه ، تفحص ساعته ، دار بعينيه في المقهى يبحث عنها ، حين رأها تدخل المحل اشار لهُ بيده !!
جلست تهاني وهي تنظر بحب : هل إنتظرت كثيراً ؟
إبتسم لها ثم قال : لا بأس ، لم أنتظر كثيراً !!!
صمت زياد ثم قال : لقد حققت ماتريدينه ، الرجل الآن في ذات المشفى الذي هي فيه ، ستكون مُفاجئة جميلة !!
نظرت لهُ بإغراء وقالت : أحسنت عزيزي ، الآن لننساهما ، إشتقت لگ ألم تشتق لي !!


.....



في الثلاثة الاسابيع الفائتة حدث الكثير ، تزوجت برجل تكرهه ويكرهها ، هو بالنسبة لها بطاقة رابحة بينما هي بالنسبة له أداة لإفراغ غصبه وإنتقامه لكن مؤخراً بدأ الشك يراودها ، هل ماتفعله صحيح ؟ هل ستخرج سالمة من هذا الزواج ؟
لا تعلم !!
تشعر بأن شيء ماتغير فيها ، معرفة أن جاسر أنقذها جعلتها تتوتر وتتردد ، ما الغرض من إخفائه لهذا الامر ، حقيقة أنهُ منقذها ، هل تزعجه ؟ هل هو يكُن لها مشاعر أخرى !!!
لاا ، هذا ليس صحيحاً ، لقد إعتاد دوماً فعل هذا ، كُل مرة يؤذيها ثم يعود ليمسح على جراحها ، كـ اليوم الذي أوقعها في المسبح ، نظراته ذلگ اليوم كانت مختلفة ، في ظل فقدانها لوعيها إستطاعت تذكر بضع كلمات ، بدت لها كلمات بائسة وحيدة !!
" لا تموتي ، ليس الآن !! لدي الكثير لـ أفعله لذا لا تموتي "
لقد قال ذات الشيء حين غرقت ، هل توهمت ؟ لاتستطيع الجزم ، وقتها النيران وجسدها الضعيف ، خوفها من الموت ، أشياء كثيرة قد جعلتها تهلوس ، لكن لِمَ قد تهلوس بهذا الشخص ؟ حين يموت شخص يجب أن يتذكر من يُحب ، ليس شخصاً يكرهه !!
إحتضنت قدميها وعينيها تبحث عن شيء في غرفتها لا تعلم ماهو !!!

طُرق الباب لكنها لم تستمع فـ عقلها كان في عالم آخر !!

وقف هو يتأملها ، شعرها الاسود عقدتهُ للوراء في حين بعض الخصلات المُتمردة خرجت للحرية ، نظراتها الحائرة ، إحمرار وجهها ، وجهها الآن يبدو غريباً عليه ، تسائل فيما تُفكر ، هل تفكر بحبيبها ؟
قال وهو يطرد افكاره : إستعدي للرحيل !!!
الصدمة ظهرت على وجهها والإحمرار غزى وجهها ، لعقت شفتيها بحركة لا إرادية ، لم يستطع جاسر سوى رؤية فتاة البريئة ، هشة وضعيفة !!
لكن لِمَ إحمر وجهها فجأة ، هل يعقل كانت تُفكر به ؟
نظرت في الاتجاه الآخر وقالت : سأستعد الآن !!
صمت ودار بجسده للجهة الآخرى ، لِمَ أحب فكرة أنها تُفكر فيه ؟ لِمَ هو متحمس هكذا ؟

إرتدت عبائتها وتوجهت للخارج فـ وجدته يقف بقرب الباب ، حين رأها مشى وتبعته هي ، هُناك سؤال ودت لو تسأله ، ماهو الشيء السيء جداً الذي جعل من والدها ألد أعداء هذا الرجل ؟؟
بعد معرفتها لجاسر أصبحت تعلم بأنهُ ليس شخصاً سيئاً ، هو فقط سيء معها لإنها إبنة والدها ، لا تٌنكر أنها تُشبه والدها في عدة أمور ، الكبرياء والتعالي ، الفرق الوحيد أن هذه الامور بدت بالنسبة لها كـ ضمان يُبعد الناس عنها ، الخوف من أن يؤذيها الناس ، الخوف من أن يروها كـ إبنة لوالدها ، لهذا بَنت حولها تلگ الهالة ، تأملته من الخلف ، جاسر لا يختلف عن بقية الناس ، هو أيضاً يرأها كـ إبنة ذلگ الرجل ، هو لا يراها كـ جازية أبداً ،
ولن يفعل ، حقده وغضبه أكبر من أن يفعل شيء كـ هذا ، تسائلت لو أنهُ أحبها ، لو أنهُ ينظر لها بربع الحنان حين يرى لمياء ، لو أنهُ يُحبها فقط !!
هزت رأسها بالنفي ، ما الذي تفعله ؟ ولِمَ تُفكر بهذا الشكل ؟ هذا لا يعنيها أبداً !!
توقف جاسر فجأة مما أدى إلى إصطدامها به !؟
سألته مُتأملة : لِمَ توقفت ؟؟
لم يجبها بل ظل ينظر بتركيز لشيء ، حدقت بالشيء الدي ينظر له ، لتجد طفل صغير يُحدث أباه !!
هل تُرى يفتقد أباه ؟ أم هو حزين لأنهُ ليس لديه طفل من صلبه !!
توقفي جازية ، لا تُفكري كثيراً فيما لايعنيگ !!
بعد لحظات سألها قائلاً : هل والدگ أحبگ كثيراً ؟
فاجئها سؤاله ، بدأ لها أنهُ مفخخ أكثر من كونه سؤالاً عادياً يُطرح في مناسبات عدة !!
أرادت قول " لا " ، والدها لم يُحبها قط ، نظر لها فقط كـ إبتلاء وسبب لدمار سعادته ، هي بالنسبة ليست سوى لعنة حلت به ، لازالت تذكر كم مرة لعنها ولعن الساعة التي ولدت فيها !!
لأنها كانت غلطة وألم في الظهر ، لم يُرد والدها إنجابها فقط كان الإنجاب خطراً على والدتها والتي اصرت على القيام به ، في النهاية فقدت والدتها قدرتها على المشي !!
مُنذ كانت طفلة وهو يعاملها بحدة وقسوة وحين كبرت وحاولت إيقافه هددها بأن يتبرأ منها وقد فعلها ، حاولت التقرب له كثيراً لكنها دوما تجد الصد والكلمات الجارحة ، توقفت بعد الحادث عن المحاولة ، قدمها لازالت تحمل علامة كرهه والدها الشديد وإمتعاضه منها !!

لم يعلم ماسبب سؤاله هذا ؟ ولايعلم لِمَ صمتت ، نظر بإتجاهه لكنهُ وجد الألم في عينيها ، طريقتها في جمع يديها بقلق وكأنها تتذكر حادثة بشعة ، للحظة ظهر بريق الدموع في عينيها ، نظراتها بإتجاهه الطفل بدت غريبة ، وكأنها تحسده !!

تغيرت تعابير وجهها تدريجياً وعادت من تلگ الفتاة الخائفة لجازية المُتعجرفة ، كأنها بهذه الطريقة تحمي نفسها ، تحمي قلبها من الإنكسار !!!
قالت بعد صمت طويل : كُل أب يُحب أطفاله بطريقته الخاصة !!
هذا ما أمنت به جازية دوماً او ماحاولت إستخدامه لـ تخفف من كرهها لذاتها !
تجاوزته وأكملت خطواتها للخارج بينما هو وقف ينظر لها بتمعن ، لا يظن أن فارس كان يوماً أب يُحسد عليه ، طريقتها في الهرب من الألم بات يعرفها الآن ، جازية ليس مُتكبرة بل مُدعية تُخفي حقيقة ألمها ، تُخفي حقيقة وحدتها ،
لابد أن كثير من الناس كرهوها بسبب هذا الغرور المُصطنع والبعض مثله كرهها لأنها إبنة ، البعض الاخر كرهها لانها مُجرد فتاة غنية مُدللة ، كُل تلگ الامور أعطته فكرة عن شكل الحياة التي عاشتها جازية !!

في طريقها للخروج ، توقفت لتأخذ نفساً ، ألم تلگ السنوات عاد ، ألم نبذها ووحدتها عاد ، دموعها التي حبستها وهي طفلة تحاول الخروج الآن !!
" جازية "
من خلفها سمعت صوت مألوف لديها ، صوت شخص رحل ، شخص ليس متواجداً !!!
إحتضنتها يدين مألوفتين ، لم تكن يدي جاسر القاسية بل يدي الرجل الذي أحبته يوماً ، يحتضنها كـ المعتاد بحنان وحُب ، أغمضت عينيها وهي تفكر بأن لولا تلگ اليدين لسقطت الآن ، تشعر بالضعف والتعب ، لاتعلم بِما تفُكر ، فتحت عينيها بصعوبة وهي ترى جاسر أمامها ، عينيه مُتسعتان ويطل منهما الغضب !!



~


سرت رجفة في جيمع جسدها ، توترت معدتها وإشتدت قبضتها وهي تحدق ببلاهة بجهاز إختبار الحمل ، لا تصدق أنها حامل بعد كُل تلك الفترة هي حامل !!




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-15, 01:36 AM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


(








توقف عن المشي شيئاً فـ شيئاً ، لايزال لا يصدق ما يرأه ، رجل غريب يحتضن زوجته بينما هي تغمض عينيها بشغف ، كيف تجرأ ؟ كيف تفعل هذا بِه ؟
ما الذي كان يتوقعه من إمرأة حكت له قصصها هي وعشيقها ، هل يُعقل بأنهُ ذات الشخص ، رأها تفتح عينيها بُبطئ ، نظرت لهُ بطريقة لم يفهمها ، هل هي تتعمد أن يرأها هكذا ؟ تُريد مُعاقبته لكن لِمَ بعد كُل مافعله ؟
لو أمسكها الآن سيقتلها هي وعشيقها ، حاول التقدم إلا أن قدميه تحجرتا لذا لم يستطع سوى النظر !!

إبتعدت عن الرجل ونظرت لوجهه ، هذا الوجه الذي كانت تعرفه جيداً و تُحبه ، ولكنها لم تعُد تُحبه كما السابق ، هذا الرجل تخلى عنها وأهانها والآن يحتضنها بكل وقاحة دون ذرة خجل !!
إرتفعت يدها وصفعتهُ بكل قوتها !!!
سمعته وهو يهمس " لِمَ ؟"
ألمها مافعتله لكن كبريائها منعها من الفرح ، منع قلب منها أن يضعف ، منعها من أن تتجاهل كيف خانها ؟؟
حتى عقلها وقف مع قلبها هذه المرة وذكرها بمقدار الألم الذي شعرت به حين تركها ، الخيانة والنبذ الذي عانته لايزال عالقاً فيها !!
نظرت بإتجاهه جاسر ثم إقتربت منه قائلة : فـ لنذهب أنا مُتعبة !!

ما الذي يرأه جاسر ؟ لِمَ فعلت هذا ؟ ما الدي أرادت إثباته بل ما الذي عنته ؟ هي لم تتوانى قط عن إظهار حُبها ومشاعرها لذلگ الرجل إذن لِمَ تتصرف بهذا الشكل ، لا يستطيع القول بأنها تصرفها أزعجه بل أحب هذا ، بغض النظر عن السبب أحبه لكنه لم يخفف من غضبه !!
أمسك يدها وجرها بقوة ، دخلا السيارة في ذات الوقت ، ربطا حزام الآمان وحرك السيارة بأسرع ما لديه !!

تأملت يدها بألم ، هذه اليد هي ذات اليد التي تمسكت بسترته حين كانت وحيده ، في كُل مرة بكت فيها تمسكت بيده بهذه اليد تحديداً ، حتى حين تذهب كانت تٌمسگ بسترته ، الآن ذات اليد التي أمسكت بيده صفعته وأدمت قلبها !!
لكن لِمَ تركها ؟ أبسبب أنها إبنة ذلگ الرجل ، لِمَ لا احد يتعامل معها هي فقط ، لِمَ والدها يُشرگ أيضاً ، لِمَ لا أحد يتقبل حقيقة أنها بريئة من أعمال والدها ، هل نسي كيف وقفت بوجهه الجميع لإجله كيف تخلى عنها بتلگ الطريقة ويعود الآن يحتضنها ، ذلگ الرجل لذي أنهى كُل شيء برسالة نصية ، تباً له وتباً لقلبها !!

لم تعي جازية أن جاسر اوقف السيارة بعيداًعن الطريق العام ، لم يستطيع جاسر. أن يقود بهذه الحالة ، الغيرة تكاد تقتله ، كُل عرق فيه ينبض ، يستطيع سماع دقات قلبه الغاضب ، يستطيع سماع صوت تحطم !!
سألها ببرود يخالف النار التي تشتعل في داخله : من كان ذلگ ؟
أجابته بكلمة واحدة : طلال !!
ردد بغضب " طلال "
إسمه كان بمثابة الزر الذي فجر القنبلة التي تتعمر في قلبه ، جذبها إليه مُمسكاً كتفيها بقوة ، كاد يشعر بأن أصابعه تخترق لحمها الطري !!
قال بغضب وهو ينظر لعينيها : حبيبگ ! ، ذلگ الذي حكيتي لي عن المغامرات التي جمعتكما في غرفتگ ، كيف تجرأتي على خيانتي أمام الجميع ، كيف تجرأتي ؟
لم تجب بل ظلت تنظر بوهن لعينيه ، بحث في عينيها عن شيء ، اي شيء يخفف من غضبه !!
همست بضعف : هو لم يعُد حبيبي ، هو ليس شخصاً آنا أُحبه !!
دموعها كانت تقول عكس كلماتها ، قالت الكثير ، مدى ألمها وبؤسها ، تلگ الدموع في عينيها هي أخر شيء توقع أن يرأه !!
سألها سأخراً : حقاً ! هل تتوقعين أن أصدق ؟ كذبتگ تلگ ؟ ثم ألم يكن قبل اسبوع حبيبگ الذي تتغنين بذكره وحُبگ له ، لِمَ تظنين أنني قد أصدقگ ؟
حدقت بعينيه ثم قالت : لأنني ذات كبرياء لعين !!
لم يفهم ماقالته ، ما الذي يفترض أن يعنيه هذا ؟
سألها : كيف هذا ؟
أغمضت عينيها ثم قالت : لقد تخلى عيني لذات السبب الذي تزوجتني لأجله لأنني إبنة ذلك الرجل !!!
كلماتها نزلت كـ الصاعقة عليه مما جعله يفلتها لتعود لمكانها !!
لأنها إبنة ذلگ الرجل تزوجها ولأنها إبنته تخلى عنها حبيبها !!
قالت ساخرة : أنا لستُ بتلگ الروعة اليس كذلك ؟ كرهني والدي بشدة رُغم هذا حملني كُل ذنوبه ، مُنذ كُنت طفلة عشت كـ إبنة رجل مثله ، عوملت كـ إبنته ، كُرهت وُحسدت ، أنت و طلال و الناس ، كُلكم مُتاشبهون ، كُلكم ترونني كـ أداة تحققون بها مارأبكم ، في النهاية تستكثرون علي بعض الكرامة والكبرياء ،!!!

فتحت باب السيارة وخرجت بينما جاسر ظلت كلماتها ترن في أذنيه ، الآلم والبؤس ، خرج من السيارة ليرأها تمشي وهي تحني ظهرها ، يستطيع أن يعلم ماهو هذا الشعور ، يستطيع تخيل كيف كانت طفولتها ،وحيدة منبوذة من الجميع حتى من قبل والدها ، حياتها البائسة تؤلمه !!
لحق به ثم أمسكها بيدها وإحتضنها بقوة حتى شعر بأنها قد تدخل في ضلوعه !!!
بحضنه هذا أراد مسح حضن ذلك الرجل من ذاكرتها وشيء آخر ، لديه رغبة في أعماقه مُنذ رأها ، أرادها دوماً أن تكون ضعيفة وهشة كما هي الآن لكن حين وصلت لهذه الحالة لم يعد يريدها أن تكون ، لم يعد يريدها أن تبكي او تنحني !!
في هذه اللحظة هو يعرف شيء واحد وأكيد ، الشخص الذي تأذى آكثر من الجميع هي ، نعم هي من تألمت وعاشت ببؤس متواصل !!



☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆


عادا بـ صمت للمنزل ، لم تتوقع جازية قط أن تسعد بالعودة لهذا المكان ، ماحدث قبل قليل أنهكها وأستنفذ قواها لكن عقلها ظل يعمل ، إحتضان جاسر لها كان أمر لم تتوقعه ، حضنه بدأ دافئاً ، يديه التي طوقتها أشعرتها بمشاعر لم تخطر ببالها قط ، الحنان واللطف ، هذه جوانب في جاسر لم ترها قط او رأته مع شخص آخر غيرها ،!!
ثم لِمَ كان طلال هُنا ؟ لِمَ أحتضنها هي لم تفهم ؟ بعد تخليه عنها كيف يتصرف بهذا الشكل وكأنهُ لم يفعل شيئاً !!
فور توقف السيارة ترجلت من السيارة ، أبت أن تنظر بإتجاهه !!
" جاااااسر "
أتاها صوت لمياء السعيد ، رأتها تتقدم بإتجاهه جاسر وتحتضنه ، غصة ألم في حلق جازية لم تعلم سببها ، رُبما إبتسامة جاسر الحنونة ام الحُب في عينيه هو يؤلمها ، تسائلت جازية ما الذي دهاها ؟
تقدمت للأمام مُتجاهلة صوت لمياء السعيد لكنها توقفت حين سمعت صوت لمياء تقول : جاسر ، جاسر أنا حامل !!
للحظات لم تستطع أن تخطو خطوة واحدة للأمام بل ظلت واقفة كـ التمثال ، تمالكت نفسها وأكملت سيرها للداخل مُتجاهلة الاثنين خلفها !!
هي سعيدة ، جاسر أخيراً سيحظى بـ طفل ، رُبما هذا الطفل قد ينسيه إياها ، لم تُحب جازية فكرة أن ينساها جاسر ، لم تُحبه أبداً بل جعلتها تتمتلئ بالخوف ، خوف تجهل سببه !!
حين وصلت للباب الرئيسي رأت تهاني تقف ، تشبك يديها فوق صدرها ، إبتسمت بخبث والرضا يُطل من عينيها ، قالت بصوت هادئ : حمداً لله على سلامتگ ، أرى أنكِ بخير بعكس ماقاله الطبيب !
تجاهلتها جازية واضعة يدها على المقبض إلا أن تهاني قالت : لقد ظننا أنگ فعلتها لكنگ تملصتي من الامر بسهولة ، بالمناسبة هل أعاد جاسر لكِ عقدگ ، لابد أنك حزينة فقد بدأ أن للعقد مكانة غالية في قلبگ !!
إتسعت عيني جازية بألم ثم قالت مُتسائلة : ما الذي تقصدينه ؟
إقتربت تهاني من جازية وهمست في أذنها قائلة : لقد إستخدم العقد لتوجهه أصابع الاتهام عليك ، لأجل هذا في الحريق لم يتبقى من عُقدگ الغالي سوى جزء صغير ، بل أن هدية جاسر عديمة القيمة تبدو أغلى من ماتبقى من عقدگ !!
فهمت جازية المغزى من كلمات تهاني ، تهاني هي من فعل كُل هذا ، لقد حطمت كُل ماتُحبه وفي ذات الوقت وجهت أصابع الاتهام عليها لولا ذلگ الشخص الذي وضع المُخدر لوقعت جازية في فخهم ، لكنها خسرت بالفعل !
كسى وجه جازية برود ، عينيها بدت فارغة ، تهاني كانت تعلم بأن هذا ليس سوى غطاء تُخفي به مشاعرها !!
بأصبعها رفعت رأس تهاني وتأملتها ملياً ثم إبتسمت ، تلاشت إبتسمته لتدفع جازية تهاني ، سقطت تهاني على الارض في ذات اللحظة أتى صوت لمياء الغاضب قائلاً : ما الذي تفعلينه ؟
لم تستطع جازية النظر بإتجاهه جاسر وأكملت تجاهلها له ، إنحنت وقالت : لا يجب أن تضعي مجهودا أكبر من اللازم أشياء لا فائدة لها وإلا قد تكون هُناك بعض الاعراض الجانبية !!
دخلت جازية وتركت جاسر مشدوهاً من تصرفها ، لم ير جازية قط تتصرف بهذا العنف ، تسائل عن السبب ؟
ساعدت لمياء تهاني كي تقف على قدميها حينها قالت تهاني : لقد غضبت حين قلت لها بخبر حملگ ، إنها تغار منگ ، لمياء أنا خائفة من أنها قد تفعل شيء يؤذيگ ويوذي جنينگ !!
إلتفت لمياء بإتجاه جاسر وقالت بخوف : جاسر أنا خائفة منها ، تلگ المرأة قد تؤذي طفلنا ، أنت تعلم بأن هذا الطفل هو ماتمنيناه طوال حياتنا ، أرجوگ أبعد تلگ المرأة وأنهي مسألة الإنتقام !!
تعلقت لمياء بيدي جاسر ، إحتضنها جاسر بحنان وهو لا يعلم بما يُفكر ، كُل مايشغل عقله هو طفله الذي حلم به كثيراً ، حسرة عدم وجود اي طفل له ألمته دوماً ، في ذات الوقت جازية حصلت على نصيب من أفكاره ، لا يُصدق أنها تغار من لمياء ولا يُصدق أنها قد تؤذي إمرأة حامل لكن لو فعلت فـ هو لن يسامحها !!
قال بعد أن آبعدها عن حضنه : إنتبهي لصحتگ ولا تنسي بأن طفلنا يجب أن يتم الإعتناء به جيداً !!
أمسك بيدها ورافقها للداخل ، تبادلت لمياء النظرات مع تهاني بخبث !!
لمياء إستشعرت غضب جاسر وهذا يدل على أنهُ رأى حبيب جازية ، تمنت لو كانت موجودة لترى وجه جازية !!







☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆


في طريقها لـ غرفتها إستوقفها الشاب الذي يقف في مُنتصف الطريق ، يتكئ على الجدار ، يدخل يديه في جيبه ، يرتدي سترة زرقاء وبنطال أبيض ، بدأ وكأنهُ ينتظرها !!
تجاهلت وأكملت طريقها إلا أنهُ قال : جازية الشهيرة أمامي الآن بشحمها ولحمها ، جاسر دوماً كان ذا طباع غريبة ، أن يتزوج إمرأة لأجل أن ينتقم منها فكرة جامحة حقاً !! يا تُرى كيف تشعرين ؟
توقفت جازية ، الحيرة والصمت الثقيل أنهكاها حتى شعرت بأن المكان يدور ، خفة غريبة في قدميه وثقل في كتفيها ، شعور غريب بأن قلبها أصبح أثقل من أن تحتمل ، شعور بالرغبة في الهرب راودها ، بؤس مُفاجئ !!
قال ساخراً : ما الأمر ؟ لِمَ توقفتِ ؟
أكملت طريقها مُتجاهلة زياد ، لم تكن مُستعدة لتكوين عداوات أخرى !!

☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆



إحتضنت سُمية لمياء وقالت : الحمد لله ، هذه نعمة من الله ، عندما تُنجبين هذا الطفل فـ لتطلبي ماتريدين !
إبتسمت لمياء والدموع تغطي عينيها ، لم تصدق بأنها حامل أخيراً ، بعد كُل تلگ السنين من الانتظار هي حامل بأبن الرجل الذي تُحبه !!
توالت عليها التهاني دون أن تعلم لمياء بأن مُخطط شرير يتم نسجه !!
فرحة جاسر ماثلت فرحة لمياء بل كانت أكثر ، أخيراً جاسر حدث ما أراده منذُ زمن طويل ، وقف أمام الشُرفة ويديه تُحيط بخصر لمياء ، وضع يده في جيبه ليخرج ماتبقى من عُقد جازية !!
سألته لمياء : لِمَ مازالت تحتفظ به ؟ لم يعد ذو أهمية أليس كذلگ ولن يُمكنها إستخدامه لذا إرمه !!
لم يُفكر جاسر كثيراً ثم رمى العقد من الشرفة ، رُبما فعل هذا لينتقم من جازية ، كلماتها تلگ و الرجل الذي حضنها اليوم ، تصرفاتها المُكابرة وعنادها الشديد يجعله يود لو يحطمها حقاً ، رُبما بهذا العقد قد يؤلمها ولو قليلاً !!








~

إختارت بنظال من القماش أصفر اللون وإرتدت بلوزة سوداء ذات أكمام طويلة ، توجهت لمكتب جاسر لتتحدث معه ، ماتبقى من العُقد تُريده ، رُبما تستطيع إصلاحه ، طرقت الباب مراراً إلا أنها لم تجد أي رد ، تذكرت جازية خبر حمل لمياء ، لابد أن جاسر سعيد ولن يعمل في هذا الوقت !
عادت لغرفتها وفي طريقها رأت جاسر يمشي وقد بدأ شارد التفيكر !!
حين رأها قست نظراته ، لم تفكر جازية كثيرا فقالت : أود التحدث معگ !
توقف عن المشي وقال ببرود وهو يرفع زاوية حاجبها الايسر : عن ماذا ؟
تسائلت جازية عن سبب بروده ، جاسر لم يتعامل معها ببرود قط !!
أجابت : العُقد او ماتبقى منه ، أريده !!
هز رأسه ثم إرتسمت ضحكة ساخرة : العقد ! لقد رميته !
إرتسمت إبتسامة على وجهها ، إبتسامة لم يرها قط في وجه جازية ، إبتسامة ألم و بؤس ، ألمه قلبه وهو يرأها بهذا الشكل ، فكر بأنهُ لا يجب أن يتألم لقد تعمد فعل هذا ، لقد أراد رؤية تلگ الإبتسامة لذا لا يجب أن يهتم !!
تنهدت جازية ، تشعر بالتعب من كُل شيء ، الناس من حوله والمكائد ، عودة طلال وحدها إستنزفت كٌل ما لديها من قوة ، تجاوزته دون أن تقول أي كلمة !!
إستوقفتها خادمة تؤنبئها بضيف يود مُقابلتها !
ضحكة بسخرية ، ضيف !!
من في الحياة قد يود زيارتها بل من لديها كي يزورها ، هي وحيدة حقاً ، لا تملگ أحداً لتزوره او يزورها !!
إتجهت جازية للحديقة الامامية بقرب من الباب الرئيسي ، وهي تبحث في الحديقة ، رأته بطوله الفارع وشعره الذي يصل لكتفيه ، يُدخل يده في جيبه يُعطيها ظهره !!
همست بضعف " طلال "





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-15, 01:36 AM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



#-4



إبعاد عينيه كان صعباً وهي تجلس بهدوء لكن كيف يبعد عينيه الآن ، أنفها الاحمر ، خديها متوردان ، بدت جميلة جداً ، جميلة ؟
هل جُن ؟ هو ليس مُعجباً بها ؟ هي ليست نوعه المفضل ، لطالما أحب الفتاة الرقيقة الناعمة بينما هذه أقوى منه وأقسى منه ، عينيها في بعض الاحيان تبدو خالية من الرحمة لكنهُ لا يستطيع أن يُنكر ، كيف ينكر وقلبه يرجف في كُل مرة يراها ، في كُل لحظة تلتلقي نظراتهما يغوص قلبه فيوأعماقه وتوتر معدته ، هل عادت لهُ فترة المُراهقة ؟؟
بعد شهرين فقط سيبلغ التاسع والعشرون ، لم يعد طفلاً لكي تؤثر فيه الهرمونات !!
أغمض عينيها ثم سألها ببرود : ماهو النوع الذي تفضلينه من الرجال ؟
أجفلت بدر حين سمعت سؤاله ، سؤاله بدأ غريباً !!
ردت بشكل مُبهم : ولِمَ ؟
نظر لها بتمعن ثم قال : لأنني قد آكون مُعجباً بك !!
رده لم يكن متوقعاً ، مُعجب بها ؟ هل جُن ؟
قالت ساخرة : أنت حقاً صريح ؟
أجابها : وأنتي تتهربين من الإجابة عن سؤالي ؟؟!
بعد صمت طويل قالت بجدية : هذا ليس من شأنگ ، مابيننا عمل لا تنسى هذا لو سمحت ، ثم إذا اردت اللعب إلعب مع غيري !!
هز كتفيه بعدم إهتمام وقال " كما تشائيين " ، أخذ هاتفه وادخل رقماً ما !!
قال بحب : إشتقتُ لگ !!
فغر فاهة بدر من الصدمة ، لم تتوقع أنهُ سريع هكذا ، ألم يكن مُعجباً بها قبل عدة ثواني ، يالهُ من لعوب !!
أكثر شيء تكرهه في الحياة هو الفتيان اللعوبين ، لم تفهم سبب عدم إكتفائهم بفتاة واحدة ، ثم كيف يعيشون وفي كُل حي فتاة يغازلونها في ساعة من ساعات اليوم ، أليس الآمر مُتعباً و مُملاً !!

عادت لعملها ، مُحاولة عدم الشعور بالإنزعاج ،الأمر هذا لا يعنيها لذا فـ لتعد لعملها ، هويتها لن تبقى سراً للأبد !!!



بعد أن أنهى راكان مُكالمته قال : اللقاء سيتم في مخزن للتمور !
قالت بحيرة : هل علمت هذا من مكالمتگ مع تلگ المرأة !!
هز كتفيه ثم قال : لا بأس من العبث حين يكون ذا فائدة !!
بعد الإنتهاء من جملته إبتسم بخبث !!
تمتمت ببرود : رُبما !!







☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆

إرتدت ثياباً سوداء بالكامل ، تحققت من وجود المُسدس !!
خرجت من منزل راكان أخذت درجاتها النارية ، بعد أن إبتعدت عن المنزل ، سرقت سيارة من إحدى مواقف السيارات الداخلية ، قادت السيارة وإتخذت اسرع الطرق التي تؤدي للمخزن !!
أوقفت سيارتها في مكان بعيد عن النظر ، ثم تسللت داخل المخزن المطلوب بحيث هُنالك باب خلفها كي تهرب اذا دعت للحاجة ، إنتظرت كثيراً حتى ظهر عم راكان ورجل آخر لم تستطع تبين هويته ، للحظات شعرت بأنهُ مألوف بالنسبة لها ، إلتقطت بضع صور ، حاولت إستراق السمع إلا أن الاثنان كان يهمسان !!
إلتفت الرجل ليتبين لها وجهه ، عجزت بدر عن التحرك بعد معرفتها بالرجل ، لا تصدق هذا الإنسان لا يُمكن أن يكون حي ، لا يجب أن يكون حي ، لكن كيف ؟؟
تحركت دون إنتباه مما أدى إلى سقوط بعض العلب ، تنبه الحراس لوجودها ، هذا جعلها تضطر للهروب ، بينما هي تجري كان الحراس يطلقون النار ، رصاصة طائشة أصابتها في كتفها ، دخلت بدر بين المخازن ، لحسن حظها فـ المكان كان كـ المتاهة ، بعد ان شعرت أنهم توقفوا عن مُلاحقتها ، وضعت يدها على الجُرح ، الجُرح لم يكن بهذا السوء ولكن يجب أن تُعالجه ، يجب أن تختبئ في مكان آمن ثم تُفكر في جُرحها !!
سمعت خطوات الحراس خلفها ، دمائها تجعل من السهل تقفي أثرها ، ركضت بصعوبة ، أنفاسها كادت تنقطع حين إعترضت سيارة طريقها ، فُتحت النافذة ليطل منها راكان ، صرخ " إدخلي "

دخلت بدر بسرعه ثم قالت : فـ لنتبادل الاماكن ، أنا استطيع تضليلهم !!
لم يعترض راكان ، قادت السيارة بحيث صعب على الرجال مُلاحقتها ، بعد أن إطمئنت إتجهت لدراجتها النارية !!
سألها راكان : هل أنتي بخير ؟
هزت رأسها بالإيجاب !!
قالت بتعب : فـ لناخذ دراجتي النارية !!
قال بقلق وهو يشير للسيارة : وهذه السيارة ؟
حركت رأسها ثم قالت : يجب حرقها كي يزول اي أثر لنا !!
رشت الوقود على السيارة ثم أشعلتها ، ركبت دراجتها وإبتعدت عن المكان ، بينما راكان يُمسكها قال بذعر : أنتي تنزفين ؟
قالت بتعب : لا بأس ، فـ لنذهب لمنزلي أولاً !
قال معترضاً : يجب أن نذهب للمشفى !!
صرخت قائلة : هل أنت أحمق ؟ لو ذهبت للمشفى سيعلمون بهذا !! يجب أن يبقى الامر سراً !!

أدارت دراجتها النارية للخلف وأخذت الطريق الاقصر لمنزلها ، بمجر أن وصلت وضع راكان يدها على كتفه بحيث تتكئ عليه ، لم تستطع بدر المُقاومة ،فقدانها للدماء جعلها ضعيفة عاجزة عن الحركة ، دلف لداخل المنزل ، وضعها على الاريكة !!
قالت بتعب : هٌناك خزانة في غرفتي صغيرة قُرب السرير تجد فيه المعدات الطبية اللازمة !
ركض راكان للداخل ثم فتح الخزانة كما قالت حين عاد رأها تخلع سترتها !
نظر راكان في الجهة الاخرى وقال متوتراً : ما الذي تفعلينه ؟
بصعوبة قالت : كيف تتوقع أن تنزع الرصاصة وأنا أرتدي ثيابي !!
جفل راكان ونظر لها بسرعة لكن منظرها والشيء الوحيد الذي يغطي جزئها العلوي هو رباط على صدرها ، عاد لينظر بعيداً ثم قال مُتفاجئاً : هل تريدين مني نزع الرصاصة ، هل أنتي حمقاء ، أنا لستٌ طبيباً !!
نظرت بإتجاهه وبضعف قالت : إذن اتود رؤيتي اموت أمام عينيگ !!
أمسكت بيده ، يديها باردتين ، برودتها تلگ تُعيد لهُ ذكريات قديمة
،، ذكريات مؤلمة ، تأملها ببطئ ، رأى كيف وجهها أصفر والدماء تٌغطي كتفها ، وقع بصره على أثار في ظهرها ، بدت بالنسبة له أثار حروق ، بعد تفكير طويل قرر فعل ما أمرته به ، مرت دقائق مُخيفة ، لم يمر راكان بموقف مثل هذا ، حاول كثيراً ألا يتقياء ، بعد أن أنهى تغطية كتفها بالضمادات ، حملها ليضعها على سريره ، لم يعلم مدى خفتها حتى حملها ، جسدها بعيد كُل البعد عن جسد رجل ، لم يستطع راكان منع عينيه من التجول في حنايا جسدها وتفاصيله المُثيرة ، تنحنح بتوتر ثم قال : فـ لترتاحي الآن !!
دارت عينيه في الغرفة بتوتر ، حاول بصعوبة عدم النظر بإتجاهها ، بينما بدر أمسكت بيده بأصابعها النحيلة ثم قالت وإبتسامة ساحرة تُضيء وجهها : شكراً !!
إغتصب إبتسامة ثم خرج تاركاً الباب مفتوحاً ، إتجهه للاريكة ليقوم بعملية التنظيف ، مُنذ كان طفلاً كان يكره الدماء ، خوفه من الدماء ولده حادث قديم ، حادث لازال إلى الآن يؤثر فيه ، البرودة والرطوبة لازال يُمكنه الشعور بها !!
غسل يديه وإحساس غريب بالكآبة يراوده ، حياتُه لم تكُن قط سعيدة ، حتى في الماضي لم تكُن سعيدة ، ضعف والده وخوفه الشديد من عمه جعل كُل عائلته في موقع ضعيف ، والده كان عبقرياً بينما عمه كان جشعاً حقيراً !!
غسل وجهه ثم عاد لغرفتها ، جلس بقربها ، تأمل شعرها المُصفف بإهمال ، شفتيها المُغريتان وهي الشيء الوحيد الذي يدل على أنوثتها من بين تقاسيمها الحادة ، تسائل ما الذي يجعل فتاة مثلها ترغب بأن تعيش حياة كهذه ، في الحقيقة يتمنى لو يكون مثلها قوي و جريء ، لكنهُ ورث ضعف والده بجانب عبقريته لأجل هذا وافق عمه على أن يجعله بقربه لانهُ ضعيف ، غير قادر على فعل شيء ، هي أيضاً لابد آنها تظنه ضعيف ، لا يجب أن ينزعج فـ هذه الحقيقة ، كُرهه للحقيقة لن يغير منها شيئاً !!


سألته بتعب : بماذا تُفكر ؟
غرق في أفكاره لدرجة لم يشعر بها ، قال باسماً : كُنت أُفكر بمدى جُبني ، أجعل فتاة تقوم بعمل يجب أن يقوم به الرجال هذا قِمة الجُبن !!
إبتسمت بتعب ثم قالت : لا تلُم نفسك فـ أنت لا شأن لگ ، حتى لو كانت قوياًاو شجاعاً كُنت سأفعلها !!
سألها بتعاسة : لِمَ ؟ لِمَ يجب عليگِ أن تمري بأمر كهذا !! لِمَ يجب أن تتألمي بينما أنا أراقبگ بعجز ، لم عليك فعل هذا ؟؟
عينيه كانت حزينتان وفمه مزموم بشدة ، وجهه مُحمر من الغضب ، لأول مرة في حياته يغضب شخص لآنها تتألم !!
قالت ساخرة : هل أنت حزين لأجلي ؟
أجاب : بالطبع ، رؤيتگ تُعانين لأجل الإنتقام أمر مؤلم ، لو إستطعت من قبل الانتقام منه لما كُنتِ في موقف كـهذا ، لما كُنتِ تعانين ؟
مدت يدها إليه ثم قالت : سنفعل هذا معاً ، لذا لا تقلق !!
بعد صمت طويل قال : هل تتألمين ؟
هزت رأسها بالإيجاب فقال : في حالات كهذه لن يُفيدك المُسكن العادي !!
لم تُجب فقد أصمتها الآلم ، أغمضت عينيها ثم غطت في النوم !!!





☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆




إستيقظت على رائحة شهية ، دخلت الحمام لتغسل وجهها ويديها ، إرتدت سترة قطنية ذات أكمام طويلة رمادية اللون ، توجهت للمطبخ لتجد راكان يُعد الطعام !
إتكئت على الباب ووضعت رأسها ثم قالت : أتجيد الطبخ !!
إبتسم قائلاً : قليلاً وأنتِ ؟
هزت رأسها بالنفي فقال : ألم تعلمك والدتگ الطبخ ، أتعلمين لقد أصرت دوماً أن أتعلم !!
" حقاً "
خرج صوتها باردً خالٍ من المشاعر ، بينما عينيها لم تُفارق الارض ، هذا جعل راكان يقول بحرج : هل قلُت شيء لا يجب علي قوله !
إبتسمت بمرارة ثم قالت : أُمي توفيت حينما كُنت في الخامسة !!
سألها بفضول : عائلتگ ؟؟
أجابت بالنفي ثم اكملت : توفو جميعا في حريق ، كُنت أنا الناجية الوحيدة !!
تلفظ بكلماته ببطئ : لأجل هذا ، ظهرگ !!!
رفعت حاجبها قائلة : نعم ، العلامات تُغطي جسدي !!
أغمض راكان عينيه ، وفاة والده حطمته وجعلته دوماً مكسورا فـ كيف طفلة صغيرة تفقد معظم أسرتها حرقاً !!
إقتربت منه وبدأت تتكلم ، لم يكُن راكان يُصغي لما تقوله بل ظل يتأمل كيف تبتسم بمرح ، على رغم كُل شيء كانت تبتسم !
أحاط يديه حولها يحتضنها ، لم يكن حُضنً قوياً او إجبارياً ، ليس لأجل ألمها او حُزنها بل لأجله ، رغبته الشديدة بإحتضانها للتخفيف عنها ، رغبته أن يُحبها !!

أجفلت بدر حين إحتضنها راكان ، لم تستطع فعل شيء ، أرادت دفعه ، هي تُحب شخص واحد بالرغم من عدم مبادلته مشاعرها لازالت تُحبه وستظل وفية له حتى لو لم يعني هذا لهُ شيئاً !!
إبتعد عنها راكان ، وضع يديها خلف على الطاولة وهذا التصرف جعلها مُحتجزة بينه وبين الطاولة ، عينيه بدتا غريبتان ، نظراته لم تعتد عليها قط ، كأنهُ ينظر لفتاة ، لم ينظر لها أحد قط على أنها فتاة ، هُناك داخل عينيه توجد رغبة ، رغبة أخافت بدر مما جعلها تدفعه بعيداً و الغضب يسيطر عليها !
قال بصوت مبحوح : أنا أُحبگ !!
لم يبدو كـ إعتراف بل كـأنهُ لم يعلم ، كأنهُ لم يعي ماقاله !!
رفعت رأسها بحدة ثم قالت : أعتذر فأنا أُحب شخص آخر ، شخص ..!
عجزت بدر عن الإكمال ، خفضت بصرها وظلت تُفكر ما فائدة قولها بأن ذلك الرجل لا يُحبها بل لا يرأها كـ إمرأة حتى !!
تنحنح قائلاً : لا بأس ، صحيح لا تُحبينني الآن لكن في وقت ما ستفعلين !!
" ماذا "
قالتها مصدومة ، ثقته بنفسه جعلتها ترغب بصفعه ، يالهُ من رجل مغرور !
علقت ساخرة : الجدار يبدو لي أكثر إغراءً لكي أحبه !!
مالت إحدى زوايا فمه بضحكة ساخرة بينما عينيه جالتا على جسدها بشكل تقيمي ، إعتادت بدر على النظرات التقيمية لكن هذه المرة شعرت بشيء ما يرجُف داخله ، توترت معدتها !!
إستدار راكان ليكمل عمله بينما ظلت بدر تراقبه ، منكبيه عريضين ، رفع كم سترته منا أدى إلى ظهور ساعديه ، يديه بدتا قويتين ، لأول مرة بدأ لها كـ رجل ، أخفضت بدر بصرها ، تسائلت ما الذي حدث لها ؟ لِمَ تتأمله هكذا وكأنها مراهقة عاشقة !!
سألها : هل يؤلمگ ؟
إستجمعت قوتها كُلها ليخرج صوتها هادئاً : نعم ، لقد كان سطحياً لذا لا تقلق ، اشعر بالألم لكنهُ كان ليكون أسوء !!

حل الصمت بينهما ، ليقع كُل منهما في فخ أفكاره الخاصة ، عقل بدر مُشتت بالاخص بعد ما رأته ، ذلك الرجل ليس من المُفترض أن يكون حياً ، هل أخطأت ، هل تخيلته ؟ لابد أن هذا صحيح فقد رأتهُ منذ عشرون عاماً ، ذلك الرجل الذي كانت مدينة لهُ ، لقد أعطاها كُل شي !!
قالت بدر بحيرة : الآن ، ما الذي يجب علينا فعله ؟؟
أجاب راكان بعد أن اضاف بعض الملح : الشرطة !!
قالت بتمهل : الا ترى أن هذا تسرع ؟؟
أجاب بهدوء : هُناك شخص ، مُحقق ، يكن عداوة شخصية مع عمي لأجل هذا هو يحقق في خلفيته ، لذا نحن سنعطيه بعض الادلة الغير المُكتملة كي لا يشگ أحد بإشتراكنا ، بهذه الطريقة الرجل سيجد الادلة !!
سألته بفضول : أوليس عمگ ذو سلطة !!
قال ليطمئنها : لا تقلقي ذلگ الرجل يقف خلفه بعض مسؤلي الحكومة الذين قد يدعمونه ، أسوء شيء فعله عمي هو وضع الكثير من الاعداء حوله ، كُل مايجب علينا فعله هو تحريضهم ضده بالادلة المُناسبة ، شيئاً فـ شيئاً سيسقط ويغرق في وحل أعماله القذرة !!
المرارة في كلماته الآخيرة لم تخفى على بدر ، تستطيع تفهم ما يشعر به !!


★彡☆彡★彡☆彡★彡☆彡★

تناول الظرف ، بالمقص فتحه ، سقطت بعض الصور والاوراق ، بمجرد أن تبين لهُ ما تعنيه الصور ، أخذ هاتفه النقال وأدخل الرقم ثم قال " لدي شيء قد يُثير إهتمامگ "



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-15, 01:41 AM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




(4)






مُنذ كان طفلا كان يراقبها ، يتأمل كيف تبدو وحيدة ، مُتباعدة ، هادئه على رغم أنها طفلة لم تتجاوز الخامسة ، حينها كان هو في العاشرة ، في يوم وقف أمامها وتحدث معها ، إحمر وجهها وإبتسمت ، إبتسامتها الجميلة سحرته ، حينها لم يكن يعلم ماهو الحُب ، مُنذ ذلك الوقت ، رأفقها كـ ظلها ، إسترق دوماً النظرات وظل يتأملها من بعيد ، أمامه كبرت شيئاً فـ شيئاً ، كـ الزهرة بل أجمل ، حين يقفل عينيه يرأها وحين يفتحها يرأها ، قب عامين تقريباً تركها ، برسالة نصية لم تكُلفه ريال واحد ولكنها أدمت قلبه وقلبها ، لقد تخلى عنها وتركها وهي في أمس الحاجة له ، كُل يوم يستيقظ وهو يهمس بأسمها ، يستيقظ ظانن أن ضوء الشمس مُنبعث من إبتسامتها ، أن القمر يتلألئ في عينيها ، أن حركة الموج في شعرها ، كُل يوم بالنسبة له لم يختلف عن اليوم الذي يليه ، لقد تجاوز الألم والمُعاناة ، تجاوز مرضه وعاد لأجلها ، قد يكون السرطان مُجرد عذر لكنهُ سيحاول ويعيدها له ، هُنا بمساعدة صديقه سيرأها مُجدداً وإن كانت تلگ الورود المُتفتحه تُشبهها وأن إحمرار وجنتيها بلون الورد !!

همست بضعف " طلال "
إلتفت سريعاً لتقع عينيه على حُب طفولته والمرأة الوحيدة في حياته !!
إبتسم وتلفظ بأسمها بكُل حنان " جازية "

أغلقت جازية عينيها والصدمة ألجمتها عن قول اي شيء ، ظلت تُحدق بِ طلال ببلاهة !!
إقترب طلال قائلاً : إسمعيني أرجوگ ، أعلم لقد أخطأت ، لقد تركتك ، أعلم هذا ، أرجوگ سامحيني !!
إستدارت عائدة ، أسرعت في خطواتها إلا أن طلال ظل يلحقها مما جعلها تتوقف وتلتفت بإتجاهه حينها إحتضنها بقوة ، حاولت الإبتعاد إلا انه كان اقوى منها ، بصعوبة إستطاعت الابتعاد عنه !
قالت لاهثة : أنت بالنسبة لي لم تعد شيئاً يُذكر ، أردت الإعتذار و سمعتگ يمكنك أن تذهب الآن !!
أدار عينيه بحيث ظل يتأملها ثم قال وهو يلهث : أنت تُحبينني ، أنا أعلم هذا ! لا يمكنگ إخفاء الأمر !!
لم تتوقع جازية أن يصل لهذا الحد ، أن يظن بأنها سهلة المنال بهذا الشكل لكنها لن تسمح له بتحقيق رغبته فـ هي ليست إلعوبة بيده ، لكن لا يمكنها أن تنفي صحة كلامه ، هي تحبه نعم ، وبذات الشكل البائس وبذات الحماقة لكنها لم تعد كما كانت ، السنتين التي مضت علمتها أشياء كثيرة ، أشياء لن تنساها ابداً !!
إقتربت منه حتى اصبح وجهها قريب ننه ، حدقت في وجهه ملياً ثم قالت : أحبگ ، رُبما لكن بمقدار الحب الذي أكنه أنا أشمئز منگ ، شخص مثلگ إلتصق بي كـ الباعوضة ليحصل على المال ، أنت مقرف بل أكثر قرفاً مما تصورت ، فـ لتذهب الآن ولا ترني وجهگ مجدداً وألا أعدگ بأنك ستندم كثيراً ! رد عليها ساخراً : وكيف ستفعلين هذا ؟ تطلبين من زوجك العزيز تدميري ، زوجگ الذي أرادك لأجل الإنتقام ، أنا لست أحمقاً فأنا أعرف جاسر جيداً وأعرف والدگ أيضاً !!
سألته بغموض : وكيف تعرفه ؟
أجاب سأخراً : كيف لا أعرفه ؟ رُبما هو لا يعرفني لكنني أعرفه جيداً !!
صُدمت جازية بكلماته ، هي حقاً لا تفهم كيف يعلم بطلال بأمر هي تجهله ، زمت شفتيه بق ونظرت بتعالي قائلاً : معگ حق ، جاسر يود الإنتقام من والدي عن طريقي ولأنهُ يظن بأنني أُحبگ حينها سيدمرگ ، سيجعلگ أداة لينتقم مني كما إستخدمني للإنتقام من والدي لأجل هذا إستعد لأنني سأعطي جاسر التلميح الكافي والذي سيجعلگ نُصب عينيه. ، والآن إذهب وإلا ناديت جاسر ليشهد على لقائنا السري !!

شحب وجهه طلال ، لم يتوقع إن تستخدم جاز هذه الطريقة ، توقع أن توتر لكنها لم تفعل بل بكُل خُبث إستغلت كُره جاسر بالشكل الذي تُريده وهو يعلم بأن جاسر لن يعجز عن تحطيمه !!
تراجع للخلف ثم قال بتوتر : لا تظني أنكِ أخفتني ، سأذهب الآن ولكن سأعود لإسترجعگ وستكونين لي يا جازية ، أنا افضل من جاسر على الاقل ، صحيح تركتگ لكن لدي أسبابي ، أعتذر حقا، لـ ما فعلته ولكن لن أيأس أبداً لانني أحبگ وستعلمين في النهاية بمدى حُبي لگ ، الآن هذه حرب بيني وبينگ وكل شيء ممكن في الحب والحرب !!
رعشة خفيفة في زاوية فمها أبدت سخريتها الشديدة وإشمئزازها ، عادت جازية للقصر والألم يعتصر قلبها ، طلال يستخدم كُل ما يملكه لكي يُعيدها لكنهُ لن يحفل بهذا ، حتى لو بقيت مع جاسر طوال عمرها هي لن تعود لطلال أبداً ، حتى لو لم يُزل الألم ، حتى لو ظلت تنزف من جراحها لن تعود له !!



~


ظل زياد يختبئ في الزاوية ، يلتقط بعض الصور ، ظل يراقبهما ، يراقب ردة فعل جازية ، بالنسبة له جازية هي شخص يكرهه وإبنة رجل تعلم منذ الصغر على كرهه ، بسببها جاسر وأمه وعمته عانوا كثيراً لذا هو يكرهها بشدة ويود أذيتها بأي شكل !!



☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆



بعد بحث طويل ، تلطخت يداه بالطين وإنزلقت الأتربة تحت أظافره وجدها ، بحث طويلاً لمدة ساعتين ، لكي يجد ماتبقى من العقد ، وجد قطعتين ، إنتصب في وقفته ، بأصابعه لامس أجزاء العقد ، في البداية ظن أن الجوهرة ذات لون أسود لكن الآن راى ظهر بعض اللون الازرق ، بدت جميلة جداً ، لابد أن جازية تُحبها كثيراً !!

توجه لغرفتها بعد أن غسل يديه ، دخل الغرفه ووضع بقايا الجوهرة على المنضدة بقرب السرير ، للحظات ظل ينظر لسريرها وهو يتخيلها نائمة ، شعرها ينسدل بنعومة على الوسادة ، سواد شعرها تحت ضوء القمر يبدو جميلاً مع غطتء الوسادة الابيض !

تمدد على سريرها ، رائحتها أحاطته من كُل جانب ، دفئها ونعومة صوتها !
غطى جاسر وجهه بيديه متسائلاً ماسر هذه المشاعر التي يشعر به ، لِمَ يشعر وكأنهُ مراهق وقع في الحُب لأول مرة ، الحُب ؟؟؟
إنتصب واقفاً وكأن كهرباء لسعته !!
لِمَ فكر بالحب ، هو لايُحبها ، لا ، هي عدوته !!
تنحنح ثم أخذ نفساً عميقاً وحين هم بالخروج دخلت جازية !!

لم تتوقع جازية أن تعود لتجد جاسر في غرفتها ، لاحظت التوتر البادي على وجهه ، تقلص عينيه وشفتيه المزمومه !!
سألته بإشمئزاز : ما الذي تفعله هُنا ؟ هل تضع عقد أخرا كي تتهمني به ، هل هذه المرة تأكدت أنهُ حقيقي ؟
تعمدت جازية ذكر العقد وكأنه تُعاقبه على زيارة طلال ، بمجرد أن رأته لا تعلم ما أصابها ، كُل الألم والبؤس ، الخيانة والخذلان تجمعوا في قلبها مُشعرينها بغضب لم تستطع جازية إحتماله !!
جفل جاسر من ردة فعلها ، لم تتوقع أن تقول مثل هذا الكلام ، بعد كُل مافعله لها ، تتصرف وكأنهُ الشخص السيء هُنا !
إستئنفت كلامها قائلة : ما الآمر ، هل أصبت الحقيقة ، هل أنت هُنا كي تحقق جزء من إنتقامگ اللعين !
قال ببرود : مادمتِ تستطيعين الصمت فأصمتي وإلا ستندمين حقاً !
لوت شفتيها ساخرة : سأندم ؟ بالطبع ستفعل أي شيء لجعلي أندم اليس كذلك ؟
أمسكها بوحشية وقال : نعم سأفعل أي شيء لكي تندمي ، لكي تتألمي سأفعل اي شيء ؟

أدرك جاسر مدى قربها إليه ، إخترقت رائحة عطرها أنفه ، تنبهت كُل حواسه لوجودها !!
لم تكن جازية أقل توتراً منها ، بمجرد أن شعرت بقربه حتى صار تنفسها أصعب ، قلبها دق بدون توقف حتى شعرت بكل جسدها يرجف !
إبتعد الاثنان بسرعة ، تبادلا النظرات ثم خرج جاسر تاركاً جازية في حيرة من أمرها ، توجهت للحمام لتغسل وجهها بينما جاسر ظل يتمتم بأن هذا ليس حُباً !


بعد خروجها من الحمام ، تمددت على سريرها بينما قدميها على الارض ، تسائلت عن سبب توترها حينما إقترب جاسر منها ، لِمَ تشعر بصعوبة في التنفس ؟؟ لِمَ قلبها يدق بجنون ؟
هو لا يعني لها شيئاً ، في الحقيقة هي تكرهه ، إذن لِمَ هذا الشعور الغريب !؟
جلست جازية ليقع بصرها على بقايا المجوهرات على المنضدة ، إبتلعت ريقها بصعوبة وهي ترى ماتبقى من عقد والدتها ، فكرت بأن هذا سبب وجود جاسر ، لكي يعيد لها هذه الجواهر لكن ألم يقُل بأنهُ رماها بعيداً ، لَِ كذب ، هل لكي يؤلمها ؟ هل يعقل بأنهُ قام بحيلة قذرة كهذه ؟
خرجت ضحكة طويلة منها لكن في داخلها قلبها كان يؤلمها بشدة !!





☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆


بينما جازية تشرب قهوتها دُق الباب ، فُتح الباب لتظهر والدة جاسر سُمية ، وقفت جازية وقد إنتابها القلق !
إبتسمت سُمية ثم قالت : فـ لتجلسي ، أردتُ الإطمئنان عليگ لأنك لم تحضري للعشاء !!
اشارت جازية لها للجلوس على الكرسي بالقرب من النافذة ثم قالت : لستُ جائعة !!
قالت سُمية باسمة وهي تجلس : يجب أن تنتبهي لصحتگ وبالاخص بعد الاحداث الاخيرة !!
إرتفعا حاجبي جازية بإستسلام ثم علقت بسخرية : ليس وكأنني أحب مايحدث !
قدمت جازية كوب قهوة لـ سُمية وشرفت القليل من كأسها !!
بعد صمت دام طويلاً قالت سُمية : أنا أعلم سبب زواجگ من جاسر !!
ردت ساخرة : حقاً !!
قالت سُمية مُعتذرة : إستغل جاسر مرض أخيكي وهذا شيء سيء وتصرف وضيع ، لو تودين أستطيع إقناع جاسر بالعدول !!
قاطعتها جازية بكبرياء : بالعدول عن كُرهه او مافعله والدي بـ عائلتگ سيدتي ، أنا لا أظن الامر بهذه السهولة !!
علقت سُمية : أنتي تشبهين والدگ كثيراً !
لم يبدو على سُمية الكُره بل الحزن والألم !!
إبتسمت جازية ثم قالت : رُبما !
صمتت قليلاً ثم قالت : هل لي أن أعرف مافعله والدي ؟ اقصد ما الذنب الذي إقترفه تحديداً !!
رشفت سُمية قهوتها ثم قالت : والدگ قام بتدمير شركة زوجي وتشويه سِمعته ودفعنا للتشرد !
" آهها "
لم تعلم بماذا تُجيب جازية ، هي أيضاً مرت بذات المشكلة ، شُردت وشوهت سُمعتها ، لابد أن الأمر كان قاسٍ على جاسر !!

غرقت سُمية في أفكارها ، الماضي السحيق ، المتضي حيث كانت مخطوبة لفارس ، الرجل الذي أحبته دوماً بلا تردد او تذمر ، وقتها كان شخصاً مُختلفاً ، لطيفاً وحنوناً ، رجلاً يُحسد عليه ، بسبب المال تركت سُمية فاسر وحطمت قلبه ، تزوجت من والد جاسر وبعد مرور سنوات عاد من جديد لينتقم ، وقد حقق مايُريده ، حطم زواجها وحطمها ، في النهاية لم يعد مغرماً بها وأصبحت والدة جازية كُل شيء في حياته فقد أحبها بجنون ، لم تستغرب هذا ، فـ والدة جازية غيرته وأزالت كُل الكره من قلبه ، جعلته رجل أفضل وهذا ماكرهته سُمية أكثر ، لم تهتم كثيراً بالمال ، ماكرهته هو نسيانه لحبهما الكبير ، هي أنانية فـ هي لم تحب قط زوجها وهذا جعلهما يعيشان بعيدين ، هذه الحقيقة أخفتها دوماً عن جاسر !!
تنهدت سُمية بتعب وإستئذنت بالمغادرة تاركة جازية في ذكرياتها الخاصة !!





نهاية الفصل الثالث !!



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-15, 01:46 AM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




*الفصل الرابع*




(1)


أخذت نفساً عميقاً ثم طرقت الباب ، سمعته يأذن لها بالدخول ، حين دخلت وجدته يقف ، يديه نلف ظهره وكأنهُ يستعد لمجابهة شرسة ، بالطبع هذا ماكان عليه الامر ، بينهما لم يكُن هُناك سلام او طمئنينة ، بينهما فقط حروب !!
سألها ببرود : ما الأمر ؟
إبتلعت ريقها ثم قالت بهدوء : وددت تهنئتگ ، لأجل لمياء أقصد الطفل !!
عجزت جازية عن إيجاد الكلمات المناسبة وقد بدأ عليه التفاجئ ، حين لم يقُل شيئاً قالت : أيضاً وددتُ الإعتذار !!
سألها : أي من إهاناتگ تعتذرين عليها ام خيانتگ ، حددي لأنني لم أفهم !!
إبتسمت بسخرية ثم قالت : أنا لم اتي لإعتذر عن تصرفاتي بل قصدتُ والدي ، أنا أسفة لما فعله ، حقاً أعتذر للالم الذي سببه لكم !!
إحتدت ملامحه ، عينيه تقلصت ، شفتيه أبدتا إشمئزاز ، تصرفه هذا جعلها تنكمش من الداخل ، لقد علمت بأنهُ سيفعل هذا ، حتى لو لم يرد بالكلمات فهو قادر على أن يُقلل من شأنها !!
إستدارت لتخرج حينها قال : أتظنين الإعتذار يكفي كي أنسى مافعله والدك ، كي أنسى الذل والإهانة ، أنتِ مُخطأة ، في الحقيقة أنتِ مغرورة ، ظننتي أنهُ بقدومگ هُنا وإعتذارگ ، يال وقاحتك !!
لم تتوقع أقل من هذا ، لقد فعلت ما يُمليه عليها ضميرها فقط وليذهب هو للجحيم ، قالت بعد صمت دام طويلاً : صدقني أنا لم أنوقع ان تكون مختلفاً او مُميزاً ، في الحقيقة أنا لم أتوقع منگ شيئاً ، مُرهگ و إشمئزازگ ليس شيئاً جديداً علي !!
أدارت مقبض الباب وخرجت ، هُناك شيء واحد لم تفهمه ، لِمَ تأثرت بكلماته لهذه الدرجة ،لِمَ شعرت بـ الآلم ، لِمَ ؟؟؟
بقبضتها ضربت على صدرها لعل الألم يخف ، لعل اليد التي تعتصر قبيها تزول !!

لم يستطع التحكم بغضبه ، كيف لا يغضب وهو يشعر بالغبطة لمُجرد رؤيتها ، لِمَ كلماتها أسعدته وتهنئتها له مختلقة عن بقية التهاني التي تلقاها ، لِمَ هي تُسعده وتؤثر عليه بهذا الشكل ؟؟
لِمَ ؟؟

وضع يديه على المكتب وأنزل رأسه ، سقطت خصلات شعره ، حين وقع بصره على ألجروح في يده ، ذلك اليوم تأثر كثيراً ، لم يصدق قط بأنهُ ق. يحمل هذا النوع من المشاعر إتجاهه إلا أن تلگ المشاعر ليست صحيحه ، ذلك فقط كان تأثير الأدرينالين ، هو لا يتهم بأمرها ، هو لا يستطيع بالنسبة له جازية مُحرمة عليه ولن يُحبه ابداً ، لن يقبل بهذا أبداً !!



☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆



قادتها قدميها لحوض السباحة ، رأت جازية أُخت جاسر هُناك ، لقد نسيتها تماماً ، هذه المرأة خطر على ملاك وقد تؤذيها مرة أُخرى وقد تؤذي نفسها أيضاً !!
إقتربت جازية ببهدوء ، بدر من أخت جاسر حركة ، توقفت جازية قليلاً قبل المُضي قُدماً ، إلتفت بإتجاهه جازية ، شعرها المُشعث ، النظرات التائهة أنبئت جازية بأنهُ من الخطر الإقتراب منها ، تلگ المرأة صعبة التوقع !!
قالت بتمهل : هل أنتي زوجة جاسر !!
" نعم " خرج صوتها به رعشة خفيفة من القلق ، لم تُرد جازية أن تبدو مٌتوترة لان هذا قد يوترها بالمثل !!!
قالت نورة : أنتِ خائفة !!
بدأ وكأنها تُقرر واقعاً !!
وقفت جازية بجانبها ثم قالت وهي تراقبها من تحت رموشها : أنا خائفة لكن ليس منك بل عليك ، أخاف أن تؤذي نفسگ !!
أطلقت نورة ضحكة خافته بدا وكأنها تهزئ : هل تتوقعين مني تصديق هذا ؟ أنتِ تُريدين أن أبدو كـ المجنونة كي تأخذي ملاك كما أخذتي ملگ ، هل أنتِ متفاجئة لأنني أعلم لقد أخبرتني بـ قتلك ملك ورغبتگ بأخذ ملاك !!
أمسگت نورة يد ملاك مُعنفة ثم قالت : لن تأخذي ملاك مني ، لن أسمح لگ !
هزت جازية رأسها نافية : أنتِ مُخطئة ، أنا لن أأخذ ملاك منگ ، أنتِ والدتها !
"إصمتي " صرخت نورة بشكل هستيري ، تراجعت جازية للوراء وقد دب في قلبها الرعب ، لم تبدو نورة بكامل وعيها ، عينيها زاغتا أكثر من ذي قبل !!
أفلتت نورة ذراع جازية ، إبتسمت بجنون ثم حركت رأسها بطريقة غريبة ، عادت لتهز رأسها وغادرت !!
لم تفهم جازية ماحدث ، نورة تُلقي عليها اللوم لماحدث لـ ملگ ، لكن لِمَ ؟
رُبما هي تُريد وضع اللوم بأحد كي لا تشعر بالذنب ، تنهدت جازية بتعب ، يكفيها الإتهامات التي يوجهها لها الجميع لن تستطيع إحتمال المزيد من الإتهامات الباطلة !!
عادت لغرفتها ، تمددت على سريرها ، لقد خافت بشدة ، نظرات أُخت جاسر جعلتها تتقلب دون أي أثر للنوم ، تفكيرها ظل محصوراً بالشخص الذي أوحى لـ نورة أنها قتلت ملك ، يا تُرى من هذا الشخص الذي إستغل جنون نورة للإنتقام منها !!


توجهت للإفطار ، على رغم أنها لا تشتهي الطعام إلا أن سُمية طلبتها خصيصاً ، الرفض كان سيحرج سُمية ، أرتدت فستان صوفي أصفر اللون و حذاء بسيط من القماش ذا لون ابيض ، أسدلت شعرها على ظهرها !!
دخلت بهدوء ثم جلست بجانب جاسر ، بعد حديث البارحة لم تستطع النظر في وجهه ، لقد سئمت هذا الكُره الموجهه لها ، لاحظت وهي تأكل مداعبات لمياء لجاسر ، كيف تتشابگ أصابعهما ، اللمسات الناعمة ، همساتها الرقيقة في أذنيه ، كُل ذرة في جسدها شعرت بـ تلك الحقيقة ، ذلگ الحُب الذي لن تحصل عليه يوماً ، بجهد جبار إدعت أنها لم تبدي إهتماماً ، لم تُكن لتعطيها ماتُريده ، لن تغضب ستدعي أنها لا تراهم ، غير مرئيين !!

قالت لمياء بخبث : لم تهنئيني بعد ياجازية ؟؟
علقت جازية ببرود " حقاً ، مُبارك عليگ "
أكملت لمياء : شكراً ياعزيزتي ، أتعلمين حين لم تباركي ظننتُ أنكِ تغارين مني !!
لم تُجب بل فضلت الصمت ، بعد ان أكملت إفطاره وقفت لتغادر إلا أنها إصطدمت بـ الطاولة مما جعل الملعقة تسقط ، إنحنت جازية للتنتاولها ، بمجرد أن مدت يديها لامست يد جاسر الممدودة ، تيارات عبرتب لداخلها ، قشعريرة سرت في عمودها الفقري ، أردات سحب يدها لكنه سبقها ، حين نظرت لوجهه وجدته ينظر بإشمئزاز ، هذا الإشمئزاز من جديد ، كـ المعتاد دون أن تفعل شيئاً إشمئزازه سيظل !
خرجت من صالة الطعام وشعور بالشتات يحاصرها ، هي لا تفهم ما الذي يحدث لها ، لم تكُن يوماً هكذا ، مشاعر الناس إتجاهه لم تكن تُثير أهتمامها بينما الآن نظرة واحدة منه تؤلمها !!
بدأ وكإن ذاكرتها تُعيد لها مداعبات لمياء لجاسر ، الإبتسامات المُتبادلة والحُب !
هي لن تحصل قط على هذه السعادة !!
رفعت رأسها ورسمت إبتسامة مُتعالية ، مشت بخطوات واثقة برغم الضعف الذي بداخلها ، طلبت الشاي وجلست في الحديقة بكُل كبرياء ، شربت شايها بهدوء ورقة ، ترسُم صورة للرأي بأنها لا تحمل أي هم ، لا تشعر بأي حُزن ، قوية غير قابلة للكسر !!


~

في الممر يقف ليراقبها عبر النافذة ، يشعر بدفئ يدها على يده ، أغمض عينيه وهو يتذكر المشاعر التي إجتاحته حين تلامست يديهما ، الامر كان مُختلفاً ، حين تشابكت أصابعه بـ اصابع لمياء كان يشعر بالسعادة والفرح ، سعادة ظن أنهُ لن يحصل على مثيل لها لكن الآن لم يعدُ متأكداً ، شعوره مع جازية مُختلف ، ليست سعادة بل ألم ، كانت ثواني لكنها بدت لهُ كأنها ساعات ، شرارة أحرقت يده، قشعريرة غريبة ، إستطاع حينها سماع دقات قلبه في أذنيه ، توقف عن التنفس ولم يدرگ هذا حتى غادرت ، تنهد بألم ، يشعر بثقل في صدره ، جُزء منه يتألم لأجلها ، لأجل الطفلة والإبنة التي عاشت بتعاسة !!

غريب كيف تحولت مشاعره من كُره لـ ...؟
" لـ ماذا ؟ "
تسائل حائراً ، إلى ماذا تحولت مشاعره ، لايستطيع القبول بأنها تحولت لحُب ، فـ الامر بالنسبة له مُحرم ، الوعد الذي قطعه والألم الذي عاشه لا يُمكنه نسيانها بسهولة ، لا يمكنه فعل هذا !!!

" بني "
جا صوت والدته حنوناً ، نظر لها بتعاسة ، الحنان في عينيها وإبتسامتها المُتفهمه ، إحتضنها بقوة وهو يقول " أُمي أنا حائر ، لا أعلم ماذا أفعل ؟ كُل شيء تغير ، لم يعد الامر كما كان "'
أبعدته بـ لطُف ، ربتت على كتفه بيد ويد أُخرى مسحت على وجهه ثم قالت : لن تستطيع مُحاربة هذا كثيراً ، كُنت أعلم من البداية أن هذا قد يحدث ، بُني ، جازية بريئة من تصرفات والدها ، ألا ترى مقدار ماتُعانيه أم تدعي العمى !!
همس : لكن النسيان صعب ، في كُل لحظة أراها أتذكر الضرب الذي تعرضت لها ، أتذكر الإهانة ، كيف عانيتي الامرين ، أُمي ، أنا لا أستطيع فعل هذا !!
إحتضنته بألم ، تمنت لو تستطيع قول الحقيقة ، الحقيقة التي لم تُخبرها أحد لكن هذا التصرف لا تُحمد عقباه في ذات اللحظة لاتستطيع تحمل الألم الذي ترأه في عينيه !!






★彡☆彡★彡☆彡★





عادت لغرفتها ، نزعت ثوبها ثم إرتدت جينز قديم وسترة سوداء من الصوف ، في داخلها ثليج ونار ، تحترق من الداخل وفي ذات الوقت هُنالگ شتاء لا ينتهي ، الثلوج لم تتوقف عن التساقط بل تزداد ، تمنت جازية لو لديها أدوات رسم ، الرسم بالنسبة لها كان طريقة لتخرج مشاعرها دون أن تؤذي أحد ، الغضب المكبوت داخلها والحُزن يؤلمانها !!

فُتح الباب ليدخل جاسر ، تفاجئت جازية حين رأته ، سألته : ما الأمر ؟
إبتلع ريقه ثم قال بتوتر : وددتُ الإطمئنان عليگِ ؟
إبتسمت بتعالي ثم قالت : أنا بخير لم يكُن هناك داعي لمجيئك !!
تقلص عينيه أعلمها بأنهُ لم يحب التعالي في صوتها ، جاسر إعتاد أن يكون هو المتعالي لذا لم يحب قط أن يتم التعالي عليه !!
تنهدت جازية ثم قالت : في الحقيقة أنا ...!
صمتت جازية ، لم تعلم إن كان يجب عليها التحدث عن حالة روان !!
النظرة المُحتارة في عينيها جعله يقول : هل هُناك شيء تُريدي قوله !!
تلعثمت قبل أن تقول : أدوات الرسم ، اقصد هل يوجد أدوات رسم !؟
هز جاسر رأسه بالإيجاب ثم قال مُعجباً : هل تُجيدين الرسم ؟
غزى الاحمرار خديها وقالت : قليلاً !!
إفترت شفتيه عن إبتسامة لرؤية خجلها ، طلب الجاسر من الخدم أن يحضروا أدوات الرسم !!
سألتها بقلق : هل هذه الادوات للمياء ؟
هز رأسه بالإيجاب ، لم ترد جازية أخذ شيء من لمياء لأن هذا الأمر قد يزعجها ، هذه الفترة تٌريد العيش بسلام !!
سألها حين وضعت اللوحة بقرب النافذة : ما الذي تُحبين رسمه ؟
هزت كتفيها بالا مبالاة : ليس شيء مُحددا ، الناس ، المناظر ، في الماضي أخي كان يطلب مني رسمه وهو يمتطي حصانه !!
إمساكها للريشه أعاد لها ذكريات كثيرة ، فضلت أن تنساها وقد تنبه جاسر على هذا ، إنحناءت رأسها ، النظرة الشاردة مما جعله يقول : هل ترسمينني ؟ أقصد اود تجربة هذا الشعور ، حين يتم رسمي ؟؟
تلعثمه في الكلام جعلها تبتسم إلا أن الإبتسامة لم تدُم فقد علقت عيناهما في حوار طويل !!
" هلا تفضلت بالجلوس ؟"
إمتثل جاسر لإوامرها ، جلس أمامها !!
بمجرد أن بدأت جازية بالرسم دخلت عالم آخر ، عالم تتحكم به هي لا أحد آخر !!
مر أسبوع كامل لم تبرح جازية غرفتها وفي كُل يوم كان يزورها جاسر ويتحدثان في مواضيع مُختلفة ، لم يكن هذا الامر مرضياً للجميع ، فقد غضبت لمياء أشد الغضب !!

حك رأسه بتوتر ثم قال : ألا أستطيع رؤية الصورة ؟
هزت رأسها بالنفي ثم قالت : لا ، لا أستطيع !!
إبتسم ثم أشار بإصبعه على خده قائلاً : في وجهگ ، طلاء !!
وضعت يدها على خدها ثم قال : لا الآخر !!
إبتسم ثم أخذت منديلاً لتزيله !!
بالنسبة لجاسر المنظر بدأ جميلا جداً ، خُصلات شعرها المُتناثرة ، ضوء الشمس يسقط على وجهها ، كيف تغيررلون عينيها تحت الضوء ، ثغرها الجميل يفتر عن إبتسامة ، لم يرى جاسر لوحة أجمل من هذه ، إتبلع ريقه بصعوبة مُحاولاً السيطرة على مشاعره الثائرة !!

تركت مكانها ثم توجهت للخزانة لتحضر علبة دهان جديدة بعد أن أنهت مالديها إلا أن العلبة كانت بعيدة عن مُتناول يدها !!
شعرت بجسد جاسر الصُلب خلفها ، كُل خلية من جسدها تواجبت معه !!
ناولها العلبة ثم قال : تفضلي !!
أبت جازية أن تنظر لـ عينيه ، فكرت بأنها لو نظرت فقد تضيع حيث لا رجعة !!
وضع يديه على كتفيها ، ثم بيسراه رفع رأسها ، تبادلا النظرات بعدها إبتعد جاسر بهلع !!
خرج جاسر من غرفتها إتكئ على الباب للحظات ، لو لم يتحكم بنفسه لفعل شيء قد يندم عليه طوال عُمره ، مشاعره إتجاهه جازية خطيرة ، أخذ نفساً عميقاً ثم توجهه لرؤية لمياء وفكره محصور حول جازية ، هذا الاسبوع مر بسرعة ، اللحظات التي قضاها مع جازية بدت لهُ كالحلم ، إكتشف فيها أمور كثيرة ، جوانب لم يرها من قبل ، بم تكن مُتكبرة بل متواضعة ، حساسة و جميلة ، جميلة جداً وهذا يؤلم قلبه ، حواجز كثيرة سقطت في هذا الاسبوع !!!


دخل غرفته ليجد لمياء تتحرك بتوتر في أجميع أنحاء الغرفة ، وجهها كان شاحباً ، عينيها مُتألمة !!
بقلق قال : هل أنتِ بخير ؟؟
إبتسمت ساخرة : هل أنا بخير ؟ حقاً ، تسألني هذا بكل برود ، كيف أكون بخير وأنت تقضي كُل الوقت مع تلك ال ....
قال مُحذراً : زني كلامك !
قالت بعدم نصديق : لم تكن ألفاظي قط تُزعجگ أم انك تُحبها الآن !!
حين لم يجب جاسر صرخت بالم : هل تُحبها ؟ قل أنك لا تُحبها ، قُلها ، لِمَ تصمت !!
قال بهدوء : الحمل أثر على أعصابگ !!
إبتسامة بجنون : لا أنا بخير ، لكنك لست كذلك ، تلك الساحرة سيطرت عليك ، اين جاسر الذي يود الإنتقام ، أين هو ؟؟
" آآآاااههه "
أطلقت لمياء صرخة ألم ، وضعت يدها على بطنها بذعر في حين الدماء ظهرت على فستانها ثم فجأة تهاوى جسدها على الارض !!



~ بعد مرور أسبوع ~


سيدي لم نجد اي أثر لزوجتك !!





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-15, 01:47 AM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


(2)





تائهة لا تجد سبيل للهروب ، ضحكة هستيرية من خلفها تُرنم أغنية لم تستطع جازية تميزها ، الدماء تجد مخرج في كُل جزء من جسدها ، يديها وقدميها ملونتان بالكدمات ، تعرج بصعوبة بينما تحمل قدمها الآخرى ، الثقل على إكتفيها إزداد والضحكات تُزيدها ذُعراً ، الألم تمكن منها ، هكذا سقطت وهي تُراقب بـ بُطئ قاتلها المجنون ، هل ستموت ؟
حاولت الصراخ إلا ان صوت الموسيقى منع سماع صوتها وصوت رصاصة أُطلقت لتخترق رأسها !!



~ قبل أسبوع ~


في داخلها تفتحت زهرة ، فاردة أوراقها ، تنثر حبوب اللقاح في الارجاء ، حول هذه الزهره تنمو زهور آخرى مُتعددة الالوان ، الزهرة التي تفتحت بداخلها تُسمى الحُب ، في ذلگ الاسبوع هي أيقنت بأنهُ الحُب ماتشعر به إتجاهه جاسر !!
بالرغم من الآلم الذي سببه لقد أحبته بـ غباء ، بروح حُرة ، السجن الذي كانت تظنها محبوسة فيه أزيلت قضبانه وأصبح بالنسبة لها موطن !!
ألمها قلبها بشدة حين فقد الطفل ، الطفل الذي تمناه دوماً أن يفقده بذلك الشكل لـ هو أمر قاسٍ ، منذُ ذلگ اليوم هو لم يُفارق لمياء ، فقدان الطفل سبب لها صدمة نفسية قوية جعلتها طريح الفراش ، صحيح لم تُحب لمياء لكنها لم تكرهها قط !!
أصابعها درست تقاسيم وجهه في اللوحة ، لقد كانت سعيدة حين أكملتها في تلگ الليلة أرادت إخباره لكنه لم يكُن موجودا وقتها وبسبب إجهاض لمياء للجنين لم تجد الفرصة المُلائمة !!
إرتدت فستان أسود بلا أكمام ، رفعت شعرها للأعلى كـ العادة ثم خرجت من غرفتها متوجهة لمكتبه ، أرادت رؤيته بلهفة ، لم تتوقع أن تجده لكنها حاولت ، حين طرقت الباب ولم يُجب أحد ، فتحت الباب وحين فعلت وجدته متمدد على الاريكة ، إقتربت منه ، شعره مُشعث ، أزرار سترته مفتوحه ، يضع يده فوق رأسه بينما الاخرى على بطنه !
همست : جاسر !!
بـ مُجرد أن سمع صوتها أزال يده ، نظر لها بعينين حزينتين أربكتا قلب جازية ، هي لم تره بهذا الشكل من قبل وهذا ألمها ، جلست على الارض وأمسكت يده إلا أنهُ إنتشلها، تصرفه لم يكن مفهوماً إلا أنها سألته : كيف حالگ ؟
" كما ترين " تمتم !!
أخفضت بصرها ثم قالت : أعتذر يبدو أنني أتيت في وقت سيء !!
وقفت لتنصرف إلا أن يده جذبتها إليه ، إلى صدره ، أحاطها بين يديه بقوة ألمتها إلا انها لم تُمانع !!
بادلته عناقه ، هي تعلم بما يشعر ، أمام الجميع كان مُتماسكاً لأجل لمياء ، لكنهُ في الداخل كان يحترق ، ربتت على ظهره بـ حنان ، تفاجئت حينما شعرت بالبلل ، بدأ وكأنها دموعه !!
لم تحتمل دموعه ، دموعه تكسرها و تحطمها تهوي بكل حياتها على الارض وكأن لا حياة وجدت قبل أن تُحبه !!
لم تتحدث بل ظلت صامتة ، الكلام في هذه الحالة سيجعله يبتعد عنها وهذا مالا تريده !!
بلطف أبعدها ونظر لـ عينيها ، كمن يبحث عن كنز نظر لها ، أخفض بصره ثم قال : هلا تركتني قليلاً !
هزت رأسها بالإيجاب ثم غادرت !!


~


عادت ذاكرة جاسر للوراء !!
حينها طلبه الطبيب ليسأله بعض الاسئلة !!
الطبيب : سيد جاسر اود معرفة إن كان هُنالك أي مرض لم تخبرنا به السيدة لمياء ؟؟
قال جاسر مُتفاجئا : لمياء ليست مريضة ، هي بكامل صحتها !!
تردد الطبيب قبل أن يقول : هذا غريب فقد وجدنا في دمها دواء لمرضى الضغط !
إبتسم جاسر بسخرية : زوجتي لا تأخذ دواء كهذا فـ هي لاتعاني من مشكلة في الضغط !!
قال الطبيب بتمهل : إذن ماهو سبب وجود دواء للضغط في دماء زوجتك مع العلم ان الدواء لا يعطى للمرأة الحامل !!
صمت جاسر ثم قال : أتقصد بان هُناك من وضع دواء لزوجتي كي تسقط طفلنا !!!
قال الطبيب : هذا التفسير الوحيد سيد جاسر !!

~


محاثته مع الطبيب أثارت الشكوك في نفسه وكُلها تدور حول شخص واحد ، الجازية ، هي الوحيدة ذات الدافع ، أذاها كثيراً لدرجة تجعل اي شخص يود رد الاذى !!
أغمض عينيه والخوف ينتابه ، لايريدها أن تكون جازية ، لا يجب أن تكون هي !!
لقد أحبها بصدق لذا لا يجب أن تكون من فعلتها لكن اذا لم تكن هي من ؟
يكاد يُجن !!



☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆




بينما هو غارق في أفكاره دخلت إحدى الخادمات وهي تحمل قهوة !
قال بنزق : أنا لم أطلب شيئاً !
ترددت الخادمة ثم قالت : سيدي أريد أن أخبرك بشيء ، لهُ علاقة بإجهاض السيدة لمياء !!
بعد ان أنهت حديثها ، إنصرفت الخادمة تاركة جاسر في متاهة ، لقد توقع هذا لكنهُ لم يُرد قبوله ، جازية إستغلته لتنفذ مُخططها القذر ، كُل ذلگ الكلام لم يكن سوى وهم وأكاذيب !!

~

بينما جازية تشرب الشاي دخلت إخدى الخادمات ، بدت متوترة وعصبية !!
سألتها جازية عن سبب قدومها حين تحدثت الخادمة صُعقت بما قالته الخادمة ، لم تتوقع أن شخص عاقل قد يفعل شيء كهذا ، ليس لإمرأة حامل !



~


رنمت منار أغنيتها المُفضلة بعد أن أحكمت إغلاق علبة الدواء ، مُخططها حدث كما أرادت والآن بعد ساعة من الآن كُل أصابع الاتهام ستوجه لجازية ، بهذه الحركة تُسقط عصفورين بحجر واحد ، جازية والطفل الذي سينافس إبنها في إرث جاسر !!


~

لم تعلم إن كان من الصائب مُحادثة جاسر في هذا الوضع ، لم تعلم إن كان يجب عليها إخباره بتلگ الحقيقة ، تنهدت مُتعبة ، حقيقة مثل هذه لن تسبب سوى المشاكل وقد تقع هذه المشاكل فوق رآسها ، رُبما بـ إخباره الحقيقة هي قد تُذمر العلاقة بينهما ، الحلول قليلة ولن تستطيع التكتم عن هذا التصرف !!
طرقت الباب ثم دخلت الغرفة لتجد جاسر جالساً يغطي وجهه بيديه !!
نادته : جاسر !!
بدأ وكأنهُ لم يسمعها ، إقتربت منه ، ثم جلست على الارض لتقابله !!
سألته : هل أنت بخير ؟؟
بادلها جاسر بنظرات حادة أجفلتها ، تسائلت إن كان هُنالك شيء قد حدث وهي لا تعلم به !!
ترددت قبل أن تقول : هُناك شيء وددت التحدث معگ عنه !!
سألها بصوت خالٍ من المشاعر : ماذا ؟
تأملته وجهه مُفكرة ، هي ليست متأكدة من صحة كلام الخادمة ، رُبما الخادمة قد تكون مُخطأة ، يجب أن تتمهل قبل أن تقوم بأي شيء !!
هزت رأسها نافية ثم قالت : لا ، لا شيء مُهم !!
إنتصبت واقفة لتغادر إلا أنهُ امسك يدها ثم سألها : هل أنهيتي اللوحة !!
بدأ على جاسر وكأنهُ يُريد شيء يشغل ذهنه به ، أمسكت بيده وقادته لغرفتها !
ازالت الغطاء عن اللوحة ثم ترقبت ردة فعله ، صحيح هي لم ترسم مُنذ مدة لكنها بذلت جهدها في صنع هذه اللوحة ولديها شعور بأنها ستُعجب جاسر ، تعابيره لم تتغير بل ظلت كما هي ، لم تستطع منع شعور الفشل من أن يسيطر عليها ، قالت بخجل : يبدو أن اللوحة لم تُعجبگ ، لا بأس تستطيع قول هذا !!
خرج صوته فارغاً : لا ، اللوحة جميلة ، حقاً !!!
حل الصمت بينما عيني جاسر دارتا في الغرفة ثم قال : لقد أحسنتي في تزيين الغرفة ، لازالتُ عاجزة عن التصديق حين قُمتِ بكل هذا للمجهود وحولتي تلك الغرفة المجهورة إلى هكذا مكان يتمنى الشخص المكوث فيه !!
إقترب من المنضدة وظل يعبث بأدراجها ثم قال : ألمتگ كثيراً ، أليس كذلگ ؟
همست " جاسر "
لم تكُن تعلم بأنهُ محطم لهذه الدرجة ، هل يظن بأن مافعله بها يُرد عليه !!
آكمل قائلاً : لو كُنت مكانگ لتمنيتُ الإنتقام ، رد الدين ، شيء من هذا القبيل !!
حين لم تُجب قال بنفاذ صبر : قوليها ، قوليها انتِ ، كُني شجاعة كما عهدتگ لا تخبئي خلف هذه الحيل القذرة !!
تمتمت جازية بحيرة : أنا لم أفهم مقصدك حقاً !!
إبتسم بسخرية ثم تغير مزاجه فجأة ، بدأ برمي الاشياء وإزالة الستائر !!
صرخت بغضب : ما الذي تفعله ؟ هل جٌننت ؟؟
أجابها صارخاً : نعم ، جُننت ، بسببك جُننت ، لقد حرمتني من طفلي الذي لم يرى النور بعد فـ نعم جُننت !!
قالت غير مصدقة : أنت لا تتهمني بفعل هذا حقاً ، أنت لست جاداً !!
حرك أصبعه يُمنة ويسسرة ثم قال : لا انا جاد جداً ، وبسبب غرورك وجدت الدليل على جُرمك ، ظننتِ أنني أحمق اليس كذلگ ؟ لابد أنكِ ضحكتي علي كثيراً !!!
كانت يده تلوح بعلبة دواء لم ترها جازية من قبل ، قالت بهدوء : أنا لم أرى هذه العلبة من قبل و لم أسخر منك قط ، جاسر أنا أُحبگ !!
أخيراً قالتها ، لم تتوقع أن تقولها في مثل هذه الظروف لكنها قالتها في النهاية ، نعم هي تُحبه وبكل بؤس وشفقة !!
الصدمة منعته من الكلام مما جعلها تقول : كرهتگ من قبل كثيراً لكنني كرهت نفسي أكثر لأنني أحببتُك ، جاسر أنا لم أفعلها، أنا حقاً لم أفعلها ، أرجوگ صدقني !!
صفق بيديه بحرارة ثم قال : يالها من كلمات جميلة لكن هل من المُفترض أن أُصدقها لأنني حقاً لا أُصدقها !!

أغمضت جازية عينيها بألم : أنا لم أكن لأفعلها ، أنا لن أوذي إمرأة حامل ولن أسمح بأن أرأك مُتألماً لأنني أُحبك حتى لو لم تصدق هذا !!
أظلمت عيني جاسر ثم إقترب منها ، أمسك بيديها ثم جذبها لتقترب منه ، ثم قال : أنا لأ أُحبك لأنك إبنة ذلگ الرجل ، أنت تُشبهينه ، كاذبة مثله ، قاتلة ، أبوك لم يتوانى عن تدمير حياة الناس وأنتِ مثله ، أنتِ لستِ سوى قاتلة !!
وقعت تلگ الكلمات على جازية كـ الصاعقة ، أطاحت بكُل شيء ، أطاحت بها وبقلبها ، تلك الكلمات كان يجب أن تتوقع خروجها ، كان يجب أن تتوقع هذا ، جاسر لم يبدي يوماً بأنهُ لا يهتم بحقيقة والدها ، كيف ظنت لوهلة آنهُ يكن لها بعض المشاعر !!!
















(3)



حُطام ، هذا ماكانت عليه جازية ، حُطام هذا ماتبقى منها ، مُجرد حُطام !!!
مُمدة على الارض ، تلوث فستانها الابيض ليصبح حالك السواد كـ هذه الليلة بينما يغطى بنقاط حمراء من الدماء ، وجهها أيضاً نصفه مُغطى بالدماء !!

★彡☆彡★彡☆彡★彡☆彡★


خرج صوت لمياء تعيساً : بدلاً من أن ننتقم منها قامت هي بالإنتقام منا ، بدلا من تحطيمها حطمتنا و حطمت أحلامنا ، حطمت كُل شيء ، حطمتني وحطمتگ ، قتلت طفلنا الصغير البريء ، قتلت حلُم أم !!
توقفت لمياء عن الحديث وتعالت شهقاتتها ، هذا الطفل بالنسبة لها هو السعادة والحياة بعد موته تهاوت أحلام السعادة ورُميت في وجهها بسبب جازية !!
خرجت من الغرفة وتوجهت للمطبخ ، أخذت سيخ شواء ثم أمرت الخدم بإتباعها ، داهمت غرفتها وقبل أن تستطيع جازية فعل شيء تحلقت الخادمات من حولها ممسكات بيديها وقدميها ، تقدمت لمياء ثم قالت : الآن ستشعرين ببعض من النار التي اشعر بها !!
وضعت لمياء السيخ في قدمها تاركة علامة دائرة تُحطيها دائرة أرفع من الاولى !!

تُركت جازية في غرفتها حبيسة الألم ، بقدر ماكانت إصابتها تؤلمها كانت كلمات جاسر تؤلمها أكثر ، تُدميها ، تٌبكيها ، لقد أحبته بقوة ، أحبته أكثر من حُبها لطلال ، ترك طلال ألمها لكن خذلان جاسر لها حطمها ، لقد إستطاع تحطيمها وحقق مُبتغاه !!
فُتح الباب لتدخل والدة جاسر ، قالت بعد ان اغلقت الباب : لِمَ فعلتها ؟ هل كان الإنتقام يحتم عليك قتل طفل !!
لم يكٌن قلب سٌمية من حجر ، الدموع المسجونة في عيني جازية ، رائحة اللحم المُحترق حتى نافذتها أغلقها جاسر تاركاً جازية في الظلام !
قالت جازية بألم : لم ولن أقتل طفلة لا ذنب لها !!
تسللت دمعة هاربة مما جعل سُمية تحتضن جازية ، بعدها حكت جازية لسُمية الحقيقة التي علمتها من الخادمة !
قالت سُمية : أنا أُصدقك لكن ليس هُنالك اي دليل ولن تجرأ اي خادمة على قول هذه الحقيقة لي ، أنا أعتذر عن عجزي عن مُساعدتك !!
خرجت سِمية تاركة جازية في فراغ ، لم يُهمها المكان قط ولم يعنها أن تُبرئ او لا ، هي فقط تتمنى الموت ، تتمنى أن تترك هذه الحياة التي لم تُسبب لها سوى الألم !!


دخلت حنان الغرفة ثم قالت : لقد أتيت بناء على طلب السيدة سُمية ، لقد قررت إخراجگ من هُنا !!
لم تضدق جازية لكنها لم تجد سبب للإعتراض ، جُزء منها شعر بالخظر المُحدق !!
إقتربت حنان ثم ساعدتها على النهوض وكما إسمها بلطف وحنان رفعت شعر جازية بنعومة بعد أن سرحتها ، ألبستها ثوب أبيض ، لم تعترض جازية بل جلست بقلة حيلة !!
نهضت من سريرها وغادرت غرفتها مُقفلة الباب بعد أن ألقت نظرة أخيرة على المكان ، مع كُل خطوة إسترجعت ذكرياتها وإسترجعت اللحظات الجميلة القليلة !
توجهت للمخرج الخلفي للقصر ثم صعدت على سيارة سوداء ، تحركت السيارة وتركت قلب جازية في ذلك القصر !!
قالت حنان : هل أنتِ بخير ؟
سألتها جازية : لِمَ تفعلين هذا ؟ ألستِ وفية للمياء ؟؟؟
علقت حنان ساخرة : من قال هذا !!
" تصرفاتك " أجابت جازية !
قالت حنان ببرود : لمياء كانت مُفيدة لي ، فـ بفضلها إستطعت فعل الكثير !!
قالت جازية مُتعجبة : كيف هذا ؟
أجابت حنان ساخرة : لآنني بفضلها إستطعت الإنتقام منگِ !!
رددت جازية بسخرية " الإنتقام ، يبدو لي أن كُل شخص في هذا المكان يُريد الإنتقام مني ؟؟؟"
هزت حنان رأسها ببرود : نعم هذا صحيح !!
صمتت جازية قليلاً ثم قالت : إذن لم تُساعدين السيدة سٌمية ، لِمَ تُخرجينني ؟
قالت حنان ساخرة : ومن قال بأنني أفعل ، لقد كذبت فأنا أريدك لي لوحدي ، كي استطيع الإنتقام كما أشاء !!
بقيت جازية للحظات دون أن تقول شيئاً ، هل تقاوم أم تستلم ؟ لا فائدة من المقاومة فقد إبتعدوا عن القصر ، تستلم ؟ يبدو هذا الخيار الافضل بالنسبة لها ثم هي كانت تعلم ، في داخلها تعلم !!
يجب عليها التكفير عن ذنوب والدها !!
قالت حنان وهي تزيل خصلة عن وجهه جازية : بماذا تُفكرين ؟ لا تُفكري بالهرب لأن هذا لن يُفيدك بشيء !!
سألتها جازية : ماهي الجريمة التي فعلها والدي لگ ؟
قالت حنان وهي تمسك يد جازية : الطائرة التي اوقعها والدك، اخي كان الطيار ، هو كان عائلتي الوحيدة و بفضل والدك قُتل أخي !!
تمتمت جازية " فهمت "
جذبت حنان راس جازية بقوة ثم قالت بحقد : لا تتصرفي بهذا الهدوء ، فـ لتخافي ، حاولي الفرار ، إفعليها !!
لم تُجب جازية بل فضلت الصمت ولم تُعطي اي جواب وهذا أغضب حنان ، بعد مسافة قاربت ساعتين ، تناهى لاذني جازية اصوات أغاني وضوضاء بدأ وكأن حفل عُرس يُقام هُنا !!!
همست حنان لجازية : أتعلمين لِمَ إخترتُ الثوب الابيض ، أردته أن يكون كفنك !!
غريزة جازية للبقاء حثتها كي تهرب لكنها أبت فعل هذا ، ترجلت عن السيارة وكي تمنع حنان اي فكرة قد تخطر لجازية بالهرب وضعت فوهة المُسدس في ظهرها وكُل ماتشمُه هو رائحة الوقود !!





☆彡★彡☆彡★彡☆



كان الكُل في مكتب جاسر !!
صرخ قائلا. : كيف هربت ؟ هذا لا يُمكن ؟؟
تمتمت سُمية : هذا غير مٌمكن ؟ كيف حدث هذا ؟
قال جاسر بغضب : بل مُمكن فقد هربت !
دخل حُسام المكتب وقال : سيدي شخص عبث بكاميرات المُراقبة لذا لا نعلم كيف خرجت او مع من !!
أظلمت الدنيا في عينيه ، لَِمَ فعلت هذا ؟ ألم تعترف بحبها ، كيف تذهب بهذه البساطة ، هل كانت مُجرد كذبة ؟
ذهنه مُشتت ، لا يعلم ماذا يفعل او كيف يتصرف ؟
لقد أذاها بشدة في جميع الوقت لذا من الطبيعي ان ترغب بالهرب ولكن ألم تُفكر بأخيها ؟

ذُهلت سُمية ، كيف إستطاعت الهرب ومع من ؟
بالنسبة لها هذا هو التصرف الصحيح ، إمكانية بقائها في المنزل مُستحيلة بعد كُل ماحدث !!
بعد صمت طويل قالت لمياء بحزم : لا تبحث عنها ، إتركها تذهب ، إنتقامگ يجب ان يتوقف الآن !!
لم يتحدث أحد بعد لمياء ، كلامها صحيح ، هذا الإنتقام هو أسوأ شيء فعله جاسر !!
بعد ساعات ورده إتصال من جازية ، تردد كثيراً في أن يأخذ الهاتف في النهاية قرر أنهُ لن يستطيع سماعها هذه المرة ، لن يستطيع تحمل سماع صوتها !!

☆彡★彡☆彡★彡☆


تعالى صوت آهاااات ، صرخات الألم ، ضربات حنان المُتكررة لجسد جازية المُعلق في الهواء ، الرحمة والعطف لم تكن كلمات تعرفها حنان بل الانتقام البشع ، الرغبة المُدمية في القتال ، صرخات جازية بدت بالنسبة لها وكأنها تتلائم مع الموسيقى ، فكت الرباط عن يدي جازية مما جعلها تسقط على الارض ، بقدميها دفعت جسد جازية بلا رحمة ، إنحنت ثم قالت : ما رأيك بالألم ، أليس لذيذاً ؟
تمتمت جازية " أنتِ مريضة "

همست حنان بجنون : رُبما !!
وجهت مُسدسها لقدم جازية اليسرى ثم أطلقت رصاصة إخترقت قدم جازية !!
" ااااااااه "
إمتلئت الارض بالدماء ثم قالت حنان : الآن إهربي ، لديك فرصة واحدة للفرار !
في عقل جازية عملت غريزتها البدائية للهرب هكذا ركضت تائهة لا تجد سبيل للهروب ، ضحكة هستيرية من خلفها تُرنم أغنية لم تستطع جازية تميزها ، الدماء تجد مخرج في كُل جزء من جسدها ، يديها وقدميها ملونتان بالكدمات ، تعرج بصعوبة بينما تحمل قدمها الآخرى ، الثقل على إكتفيها إزداد والضحكات تُزيدها ذُعراً ، الألم تمكن منها ، هكذا سقطت وهي تُراقب بـ بُطئ قاتلها المجنون ، هل ستموت ؟
علقت حنان بملل : أين التسلية في هذه المُطاردة ، لدي فكرة !!
أخرجت حنان هاتفها ثم أدخلت فيه رقم جاسر !!
وضعت حنان الهاتف ملاصقاً لأذن جازية !!
من الهاتف تناهى إليه صوت الخادمة تُعلم جاسر بإتصالها !!
" لا أريد التحدث معها !"
علقت حنان ساخرة : اوه ليس وكأنگ لم تري هذا قادماً ، أنتِ تعلمين أنهُ أكن الكره لگ دوما فلا تحزني والآن يجب أن أبدا فقد سئمت هذه اللعبة !!
صمتت جازية تستمع لتلك الكلمات بألم ، بالنسبة له هي كانت مُجرد أداءة إنتقام لإجل هذا هو لن يهتم لو ذهبت او بقت ، حقق مايريده لذا لم يُعد لوجودها أهمية !!
أمسكت حنان وجهها بقوة وهي توجهه فوهة المسدس بإتجاهه راس جازية !!
بينما جازية مُستسلمة ، تمد يديها على الارض وجدت قطعة زجاجية بأقصى مالديها من قوة طعنت يد حنان التي تحمل المسدس ، كـ الحيوان الجريح ، رمت المسدس وصرخت بقوة ، في ذات اللحظة أمسكت جازية المسدسة واضعة مسافة بينها وبين حنان ، تراجعت للوراء أكثر وحنان تقترب قائلة : لن تستطيعي قتلي ، لن تستطيعي حتى لو أردتِ !!
أمسكت جازية المسدس جيداً ، أخذت نفساً عميقاً !!
حاولت حنان الصراخ إلا ان صوت الموسيقى منع سماع صوتها وصوت
الرصاصة أُطلقت لتخترق رأسها ، تناثرت الدماء تُغطي وجهه جازية وثوبها !!

تدلت يدي جازية ثم إنهارت قدميها على الارض ، فكرة واحدة كانت تدور في راسها ، لقد قتلت إنساناً ، قتلت شخصاً ذا روح ، قتلت !!

حُطام ، هذا ماكانت عليه جازية ، حُطام هذا ماتبقى منها ، مُجرد حُطام !!!
مُمدة على الارض ، تلوث فستانها الابيض ليصبح حالك السواد كـ هذه الليلة بينما يتزين بنقاط حمراء من الدماء ، وجهها أيضاً نصفه مُغطى بالدماء !!
تلگ الرصاصة أضرمت النار من حولها ، تحلقت حولها النيران وإقتربت من جسدها المغطى بالوقود !!
~





نهاية الفصل الرابع **



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:27 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.