آخر 10 مشاركات
309- حب في عرض البحر - ليندا هوجز - مــ.د...(عدد جديد)** (الكاتـب : Dalyia - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          2002-شيء في القلب-أماندا برونينغ-درا الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          المواجهة الدامية - شهادة للتاريخ عن انهيار الاتحاد السوفيتي - رسلان حسبولاتوف (الكاتـب : علاء سيف الدين - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          101 - من يزرع الشوك - آن هامبسون (الكاتـب : عنووود - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-08-15, 01:48 AM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





#-5



ليلة مُمطرة كانت ، وقفت في زاوية الشارع أنظر لتأجج النيران بصمت ، تجمع الناس حول المنزل ، ناحت النساء وحنى الرجال رؤوسهم أمام الموت الذي إلتهم عائلة كاملة ، شُردت في الشوارع و عشت كـ فتاة ميتة ، ضحية حولت النيران جسدها لرماد !!
الحياة في الشوارع كانت مُظلمة في وضح النهار ، باردة في الشتاء ، حارة في الصيف ، لم يكن لدي غطاء لأدفئ جسدي او ملجأ يحميني من الحر لم يكُن لي سوى التشرد ، في يوم جاء ذاگ الرجل ، ذو المُعطف الاسود ، لا أذكر وجهه فقط أذكر صوته الاجش ، أذكر السيارة حيث قبعت فتاة سوداء العينين ، ترتدي معطف أحمر ، وقفت تلك الفتاة أمامي ورائحة الفطائر تفوح منها ، انحنت لتضع كيس ثم غادرت بعد أن ألقت نظرة أخيرة !!
لم تبتسم ، لم تهتم و لم أهتم ، هجمت على الكيس أفتحه لأجد بطانية حمراء ، ملابس وبعض الفطائر بل كثير من الفطائر !!
لازال مذاق تلك الفطائر في فمي ، كانت ألذ فطائر ذقتها في حياتي !!
تلگ الليلة كـ هذه الليلة ، مُمطرة بغزارة تضيف شعور عميق بالكآبة !!
عادت للأريكة بتجلس أمام راكان ، قال راكان وهو يقضم قطعة من الفطائر : لِمَ لا تأكلين ؟
أجابت ببرود : لأنني لا أريد ، ماهو الحال مع ذلگ المحقق !!
وضع راكان قطعة الفطائر ثم قال : كما توقعت ، الآن كُل ماعلينا فعله هو رمي الادلة بإتجاههم وكـ الكلاب هم سيلتقطونها !!
سألته بشگ : ألن يشكوا في الأمر ؟
أجاب ببرود : فـ ليشكوا وحتى لو علموا فـ ليس لديهم إعتراض ى أنتِ لا تعلمين أهمية سقوط عمي ، فـ حين يسقط لن يسقط وحده !!
علقت ببرود : ألن تسقط معه ؟
أجابها ساخراً : رُبما !!
سألته بفضول : أليست لديگ مُشكلة !!
لم يجب بل فضل راكان الصمت ، راكان بالنسبة لها لغز مُحير ، هي لاا تستطيع الوثوق به لأنهُ ذئب في هيئة خروف ، لا أحد يعلم متى يخرج من تنكره لذا يجب أن تكون أكثر حذراً !!
بالطبع المهمه الآخيرة لم تحدث كما يجب هذا يجعل عم راكان أكثر حذراً !!
إسترقت النظر للنافذة ، قطرات المطر المُنزلقة تزعجها وبشدة ، في هذا الجو لا تستطيع التركيز !!
بينما هي كانت تراقب المطر هو كان يراقبها ، تسائل فيما تُفكر ، تسائل إن كان يجب أن يثق بها ويخبرها بكُل شيء لكن هل يفعل ؟ هي فتاة ستفعل أي شيء لاجل إنتقامها حتى لو إضطرت لإسقاطه أيضاً ، لا يُهم !!
سألها ببرود : أتكرهين المطر ؟
أجابت بغموض : أكره مايجلبه لي المطر من ذكريات !!
قال مُبتسماً : أنا أيضاً أكرهه ، المطر يُعيد لي كرهي لذاتي ، حماقتي ، ثقتي البلهاء ، الرجُل الذي كُنته سابقاً !!
أنهى كلامه بذات الإبتسامة ، كلمات لامست قلبها ، أخبرتها بكل شيء وفي ذات الوقت لاشيء ، لابد أن راكان مر بتجربة سيئة ، تجربة فُرضت عليه !!
لكن أليس الجميع مر بتلگ التجربة!!
سألته بذات الابتسامة : وأي رجُل كٌنت !!
أمال شتفه ثم أجاب : مايِهم هو ما أنا عليه الآن !!
سألته مُجدداً : وأي رجل أنت الآن !!
أجاب بسخرية : رجُل لا تثقي به أبداً !!
علقت قائلة : هذا ليس أمر جديداً !!

نعم هذا مافكر فيه ، أي شخص يعرفه يرى بأنهُ لا يستحق الثقة فقد يدُمر عائلته او الناس ، لأجل أن يحصل على مايُريد ولكي يفعل مايُريده الآن يحتاج لفتاة !!

أخذ هاتفه وأرسل رسالة قصيرة !!
بعد عدة دقائق رأتهُ بدر يخرج ، تسائلت إلى أين يتجه ، لحقت به وحين لحقت به رأته مع رغد في مُنتصف الحديقة وتحت المطر !


إختبئت بدر خلف الباب وهي تُفكر بأنهُ ينوي على شيء ما !
شبكت يديها على صدرها ثم قالت رغد : ما الذي تُريده ؟
لم يُجب ، فـ. هي لم تسمع صوته ، رآتهُ يقترب ، أحنى رأسه ثم أغمض عينيها ، أنذرها عقل بأن راكان ينوي تقبيل رغد ، قُبلت رغد دون مُقاومة ، لم تكُن تريد المُقاومة بالاخص أمام الرجل الذي أحبته طوال سنين عمرها !!

لعنت بدر راكان في داخلها ، لِمَ يفعل هذا ويعبث بمشاعر الفتاة ؟

إبتعد راكان عنها ثم تأملها ، شعرها كان مُبللاً ويديها ترتجف من البرد ، أخذ معطفه ووضعه حولها ثم قال : إذهبي الآن !
كان يجب على رغد أن تغضب لكنها لم تفعل بل إحمرت خجلاً !
حين عاد للداخل وجد بدر تنظر بإتجاهه بغضب ثم قالت : أنت حقير !!
إبتسم ساخراً : آنا حقير صحيح لكنني حقير يُحبگ !!
يُحبها ؟ ، تسائلت بدر إن كان راكان يعرف معنى الحُب !!
عدم التصديق في عينيها كان طبيعياً ، في العادة هو لا يهتم ، أحبته إمرأة ام كرهته ، إحتقرته ، لا يُهم لكن هذه الفتاة في فضون يومين جعلته يتمنى لو كان كُل شيء مُختلفاً ، النظرة المُشمئزة في عينيها تؤلمه ، رُبما هي لن تبادله شعوره بل هي حتى لن تعترف بهذا الشعور قط ، هو بالنسبة لها مُجرد أداة ، كـ تلگ المرأة هي لن تنظر لها سوى أداة !!
مُنذ فترة طويلة لم يتذكر ملاك ، المرأة التي أحب يوماً، المرأة التي خدعته لتقترب من عمه ، ملاك لم تكن سوى إمرأة جشعة إستغلته لتصل لعمه ويحن فعلت أغوته وتمكنت من ان تكون زوجته لكن الحياة الباذخة لم تكٌن كما تظن في النهاية قررت الإنتحار ، لم يكفها أن تجرحه مرة بل جرحته مرتين وجعلته شاهد على دمائها في أرضية الغرفة ، جعلته مُقيداً بها دوماً !
بعد خمس سنوات عاد ليقع في الحُب ، وقع بسرعة شديدة ، لتلگ المسترجلة ، بدر لا تقارن بملاك ، جمال ملاك لم يرى لهُ مثيل ولن يرى ، تسائل لِم وقع بحبها ؟


تنبه راكان على وجود إشعار رسالة ، فتحها راكان ليجد دعوة حفلة ، حين نظر للتاريخ شعر بأنها فرصة جيدة !!
قال راكان : هُناك دعوة ، حفلة تنكرية ، اتودين الحضور ؟
سألته ساخرة : وما االمميز في هذه الحفلة لكي تحضر جلالتي ؟
إبتسم بسخرية ثم قال : جلالتگ قد تود البحث عن بعض الامور معي !!
علقت بمرح : جلالتي تريد معرفة التاريخ
حين أخبرها بالتاريخ لمعت عينيها ثم قالت : بالطبع سأذهب !!
سآلها ببرود : وكيف تنوين الذهاب هٌناك ، اقصد كـ بدر الانثى ام الذكر !!
لم تُجب بل إكتفت بالإبتسامة !!




☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆



" ليلة الحفل "

تسائل راكان عن مكان وجود بدر ، لم يرها منذ اتى ، تسائل ان كانت تخطط للقيام بشيء بالاخص بعد آن جعلته يعطل كاميرات المراقبة ، تناول عصير من أحد الخدم
ثم وقف بعيدا كي يتوارى عن الإنظار ، كان من المُفترض أن ترافقه رغد لكنها مرضت بسبب المطر والآن هو وحيد ، لقد مل من أصدقائه القدامى !!
بخطوات واثقة تقدمت ، ثوبها الاسود عاري الظهري على بشرتها العاجية ، شفتيها المغريتان زينتها بالاحمر ، أضافت لشعرها بعض الوصلات ثم عقدتها للاعلى ، غطت عينيها بقناع أسود مصنوع من الريش ، تجاهلت العيون التي تهم بـ ملاحقتها وإقتربت منه بثقة ، ثقة أنثى تحني رؤوس الرجال !!
لم يصدق راكان ما رأه ، للحظات توقف قلبه وعقله عن العمل ، جمالها وسحرها أصمتها !!
إقترب منها ، حمل يدها ليقبلها ى بنهم تأملها ، ثم إقترب من أذنها وهمس بصوت أجش : آنتِ حقاً مليئة بالمُفاجأت !!!
همست له بدورها : توقف عن الحماقة وتعال معي ، هٌناك أمر يجب أن نقوم به !
لم يهتم راكان بكلماتها بل جذبها إليه بشوق ، أحاط يده بخصرها ثم قال : لن أذهب حتى تشرفيني برقصة !!
لم تعتد بدر على هذه التصرفات لذا قالت مُحتجة : توقف عن هذه التصرفات ، لا تنسى لدينا عمل !!
لم يجبها بل ظل ينظر وفي عينيه رأت الرغبة تختلظ مع الحُب ، رعشة غريبة سرت في جسدها ، عزت هذا ليده التي تداعب خصرها !!
داست على قدمه مما جعله يطلق صرخة ألم مكتومة !!
قال متألماً : لكن لِمَ ؟ أيزعجگ أن يبدي الرجال إعجابهم بگ أم انك من النوع الذي يكره الرجال !
تنهدت ثم قالت : أنا لم أأتي هُنا كي أعبث معك ، يجب أن اقوم ببعض الاعمال !!
قال ببرود : إذن لِمَ أتيتِ بي هذا الزي !!
لم تجبه بل جذبت يده ليلحقها ، توحهت للخارج حيث وقفت تحت قناة تهوية !!
قالت : يجب أن أتسلل لداخل الفتحة هذه وأريدگ أن تكون في المكان الذي أريدك فيه كي أخرج !!
سألها بتوتر : كيف ستذهبين بهذا الثوب ؟
قالت ساخرة : لا شآن لگ ، إذهب الآن !!
أعطته المُعطيات اللازمة ثم نزعت ثوبها لترتدي سترة سوداء وبنطال اسود !
فتحت قناة التهوية ثم زحفت داخلها ، ممرات التهوية عبارة عن شبكة معقدك تمتد أنحاء القصر وكلها تبدأ من هذه الفتحة ، الآن كيف تصل لمقر الإجتماع تحتاج للذهاب يميناً ثم للأمام ثم يميناً ، حين وصلت نزلت من الفتحة دون أن تهتم بكاميرات المُراقبة ، فقد عطلها راكان بناءً على طلبها ولكن هذا التوقف لن يستمر فلديها عشرون دقيقة فقط !!
في نهاية الممر كان هُنالك فتحة تهوية وهي تابعة للتخطيط القديم فقد جدد كُل شيء في المكان ، صعدت مُجدداً ، في نهاية الطريق وجدت ماتريده ، غرفة مليئة بطاولات القمار ورجال أعمال ذو جنسيات عربية مختلفة !!
إلتقطت بضع الصور ، بصعوبة أدخلت يدها في جيبها وحين فعلت ذلگ فُتح قرطها ثم سقط !!




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-15, 12:15 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



إنتقام رجُل وكبرياء أُنثى **


*الفصل الخامس*








(1)



وضعت شعرها على شكل ذيل حصان ، إرتدت ثياب العمل المُعتادة ، رسمت إبتسامة أمام المرآة ، خرجت من الشقة مُتجهه نحو المصعد ، كانت مُتحمسة كثيراً ، أخيراً ستعمل !!
طلبت سيارة أُجرة ، من النافذة راقبت السماء المُلبدة بالغيوم تسائلت إن كان سيسقط المطر ، أخرجت هاتفه ثم ظلت تعبث فيه لعل هذا يُخفف توترها !!
توقفت سيارة الأُجرة أمام قصر كبير ، السماء المُلبدة بالغيوم ، الرعد والبرق ، شيء مهيب وجليل في هذا القصر ، شعور غريب داخلها ، إنتفاضة تلتها رعشه في جميع جسدها ثم حيرة ، أخذت نفساً عميقاً وعزت هذا لكونها متوترة !!

توترت معدتها وشعرت بأنها قد تتقيء ، فُتح لها الباب الحديدي ، دخلت بخطوات مُترقبة ، أخبرها حارس البوابة بأن هُنالك ممر خاص للخدم والباب الرئيس لإفراد العائلة !!
ذهبت حيثُ أشار لها الحارس ، وجدت باب خشبي ذو مقبض دائري لم تره سوى في الافلام ، أدارت المقبض ثم دخلت بعد أن طرقت الباب ، حين دخلت وجدت خادمة نحيلة ذات عينان كبيرتان جاحظتان ، إبتسمت للخادمة ثم قالت الخادمة بصوت بدأ وكأنهُ صادر من أنفها : السيدة زينات تنتظرگ في غرفة نهاية الممر ، الغرفة التي على اليسار !!
هزت رأسها بتحية لبقة ثم توجهت للممر الواقع يسارها ، عدة أبواب مُنتشرة في الممر ، حين وصلت للغرفة المطلوبة طرقت الباب وحين دخلت وجدت إمرأة بيضاء البشرة ذات وجهه مُمتلئ ، عينان حادتان وأنف ذو أرنبة مُرتفعة ، فكها مُربع وذقنها شديد الحدة ، جبهتها عريضة والتي تدل على الإصرار والحزم ، مُرتدية ثوب أسود تحت الركبتين بقليل!!
قالت زينات دون أن تنظر بإتجاهها : تفضلي بالجلوس !!
جلست على الكرسي المُقابل لزينات ، تأملت اثاث الغرفة ، صحيح كانت غرفة خادمة ولكنها كانت أنيقة وجميلة ، توجد بعض الانتيكات الاثرية ولوحة لمنظر طبيعي لبعض الرجال في الصعيد وهذا يدل أنها مصرية الجنسية وإن لم تكن لكنتها غريبة !!
قالت زينات : إسمك حياة ال .. ، العمر خمس وعشرون عاماً ، لم تعملي من قبل في أي مكان ، لا شهادات او خبرات سابقة ، لم تتوقعين بأنگِ قد تُقبلين في هذا المنزل !!
قالت حياة بصوت هادئ : لقد اتممت الثانوية ثم بعد هذا لم أستطع إكمال دراستي الجامعية ، أعلم بأن عدم وجود اي خبرة سابقة يصعب أمر قبولي ولكن أرجو أن تُعطيني فرصة كي أثبت جدارتي !!
فتحت زينات فمها لتتكلم ولكن حين إلتقت عينيها بعيني حياة شهقت برعب " سيدة جازية ".
شهقت زينات جعلت حياة تجفل من الخوف ، سألتها : هل هُناك مُشكلة سيدتي ؟ هل أنتِ بخير ؟؟
للحظات ظلت زينات تنظر بإتجاهه حياة والصدمة ألجمتها عن الكلام ، بعد صمت مُربك قالت : أنتِ لستِ جازية ؟؟ أنتِ !!
قالت حنان بتوتر : أعتذر أنا لا أفهم ، يبدو أنگِ ظننتِ شخص آخر !!
تمتمت زينات بعدم تصديق : بالطبع أنتِ لستِ هي ! لقد أخطئت !!
إبتسمت حنان وقد زاد توترها بعد تصرف زينات ، تسائلت بحيرة إن كانت ستقبل في هذه الوظيفة ، فكرت بأن فرص نجاحها ضئيلة !!
وقفت زينات تتأمل وجهه حياة بتمعن ، من النظرة الاولى تبدو كـ جازية ، الشيء الوحيد المُختلف هو الانف ، جازية كانت تمتلگ خال على أنفها بينما هذه لا تملك وشيء آخر لا تعلمه زينات رُبما النظرة ، نظرة جازية الوحيدة المُتعالية بينما هذه تنظر بطريقة مُختلفة ، أكثر سعادة ولطفاً !!
سألت حياة بتوتر : هل هُنالگ شيء ، أقصد !!!
أرادت حياة السؤال بشكل مُباشر لكنها لم تستطع !
النظرة الحائرة في عينيها جعل زينات تقول : لديگ أسبوع وستبدئين من الغد ، أحضري أشيائك غداً !!
علت وجه حياة صدمة ثم إبتسمت بفرح ، الطريقة التي إبتسمت بها مُختلفة عن جازية هذا مافكرت به زينات !!
خرجت حياة بعد أن شكرت زينات كثيراً ، إبتسمت زينات لا إرادياً وهي تتذكر كيف إبتسمت ؟ بدت فتاة لطيفة وقوية ، عينيها مُشعة بالحياة ، لازالت لا تصدق زينات بحقيقة هروب جازية على رغم مرور ثلاث سنوات منذُ إختفائها !!

خرجت زينات من جناح الخدم وتوجهت لغرفة السيدة سُمية !!
الصرير من مقعد سُمية الهزاز أصاب زينات بالصداع ، قالت سُمية : كيف كانت المُقابلة ، لم تقبلي الفتاة أليس كذلك ؟
قالت زينات وهي تُغلق النافذة : في الواقع لقد قبلتها لتعمل لمدة إسبوع !!
تمتمت سُمية مُتفاجئة : هذا غريب فقد ذهبتِ بنية رفضها !!
علقت زينات بغموض : لا أعلم رُبما لم يكن يجب علي قبولها فوجودها قد يُسبب المشاكل !!
وضعت سُمية الصوف على المنضدة المجاورة ثم قالت : كيف هذا ؟؟
حكت زينات ماحدث حينها قالت سُمية : هل هي بذلك الشبهه ؟
هزت زينات رأسها بالإيجاب ، سُرعان ماندمت على قرارها ، شبه تلگ الفتاة بجازية قد يُعيد الاحقاد القديمة ، قد يُدمر سعادة هذا المنزل مُجدداً !!




★彡☆彡★彡☆彡★



صنعت حياة كوب شاي ، جلست في المطبخ وهي تُفكر بالوظيفة الجديدة ، يجب أن تبذل جُهدها لكي تحصل على هذه الوظيفة ، أمورها المادية سيئة ولا تستطيع البقاء في منزل صديقتها للأبد وهذا عدا الديون المتراكمة !!
دخلت دُنيا صديقة حياة المطبخ ثم قالت وهي تصب لها بعض العصير : ما الآمر ، من المفترض أن ترقصي من الفرح ، هذه المقابلة العاشرة في هذا الشهر وقد وظفتِ لذا توقفي عن العبوس !!
إبتسمت حياة بحيرة ثم قالت : لا أعلم ، أنا فقط خائفة من الفشل !!
إبتسمت دُنيا ثم إحتضنت حياة من الخلف قائلة : لا بأس كُل شيء سيكون بخير !!
دخلت والدة حياة فاطمة ، إبتسمت حياة ثم إحتضنتها ، إبتعدت وقد إستخدمت لغة الاشارة لتشرح لها ماحدث !!

~ المحادثة بين ام حياة و حياة ~

ام حياة : لا تقلقي كُل شيء سيكون بخير !!
حياة بتردد : أرجو هذا ، أنا حزينة لانني سأبتعد عنگ لكن في كُل في ليلة يجب أن نتحدث حتى أطمئن !!
عادت حياة لحضن والدتها ، حضنها الدافئ ، عينيها المُحبة تٌطمئن حياة !؟
إبتسامتها كـ النور في حياتها المُظلمة ، نعم فـ حياتها مُظلمة مجهولة وغير متوقعة !!
قالت دُنيا وقد تأثرت : أنتما رائعتان حقاً ، يجب أن التقط صورة أخلد فيها هذه اللحظة التذكارية !!
إحتضنتها حياة من الخلف وقد رسمت إبتسامة ساحرة ، بعد أن إلتقطت دُنيا الصورة ، توجهت حياة لغرفتها حيث تنام في حضن والدتها كما إعتادت في الايام الماضية !!

لم تستطيع حياة النوم من شدة التفكير ، في اليوم التالي أخذت حقيبتها ودعت والدتها بعد حضن طويل ، في الساعة الثامنة تماماً وقفت أمام القصر ، سمح لها الحارس بالدخول ثم إتجهت ناحية اليمين حيث ممر الخدم حين دخلت رأت ثلاث نساء من ضمنهم الفتاة الجاحظة بدأ وكأنهن يترقبن وصولهن ، قالت الخادمة الاكبر سناً : اوه ، لقد أتيتِ !!
بدأ صوتها مُنزعجاً ونظراتها مُتفحصة هذا جعل حياة تتوتر ، هزت رأسها بالايجاب ثم عادت الخادمة لتقول : ما أسمك !؟
" حياة " همست بهدوء !!
راقبت حياة طريقة الخادمة الكبيرة في الحديث ، أنفها كبيرة في حين عينيها صغيرة ، شفتيها نحيفتين جداً وبشرتها بيضاء ، حاجبيها عريضين ومُلتقيان ، اما الآخرى فـ هي ذات ملامح طفولية ، عينين كبيرتين بريئتان وأنف صغير ، فم رقيق ، ذقنها مشقووق ، في نظرها بدت جميلة جداً ، تمنت لو تكون لها ذات الملامح ، ملامحها الحادة تُزعجها !!
قالت الخادمة الكبيرة : فـ لتتبعيني ، السيدة سُمية تٌريد رؤيتك !!؟
سألت حياة : السيدة سُمية ؟
تمتمت الخادمة : الا تعرفين من هي ؟ هذا غريب !!
علقت حياة بسذاجة : لِمَ ؟ هل هي مشهورة ؟
نفت الخادمة ثم قالت : لا في الحقيقة ، لا أعلم كيف أقول هذا !!
لم تكمل الخادمة حديثها فقد توقفت أمام باب أبيض فيها تُرسم بضع زهور ، الباب غريب لكن كان جميلاً !!
حين دخلت حياة رأت إمرأة مهيبة يخالط الشيب شعرها ، أنفها معقوف قليلاً بينما عينيها كانت ، لم تعلم حياة كيف تصفها ، عينيها جميلة جداًوذات حُزن دفين ، اما شفتيها فقد كانت صغيرة ، تقاسيم وجهها بدت مُتناقضة إلا آنها جميلة !
نظرت المرأة بإتجاه حياة ثم علت على وجهها ذات النظرة التي علت وجهه زينات ، مُتفاجئة و تعبير آخر لم تعرف ماهو !!
ظلت تنظر سُمية بحيرة ثم قالت : سُبحان الله !!!
فاجئتها كلمات سُمية !!
تنحنت سُمية ثم قالت : تفضلي بالجلوس !!
أشارت لـ حياة أن تجلس بالقرب منها ، جلست حياة والتوتر قد جعلها تدلك باطن يدها !!
ظلت سُمية تُحدق وهذا زاد من توتر حياة !!
سألتها سُمية : هل تعرفين من أنا !!
حاجبيها الانيقين إرتفعا بنيما نظرة ترقب علت وجهه سمية !
هزت حياة رأسها بالنفي !
بدأ عليها خيبة الامل وفي ذات الوقت الراحة ، ثم قالت : أعتذر أنتِ تُشبهين شخص أعرفه !!
صمتت حياة ونظرت للأرض ، قالت سُمية : أنا والدة جاسر ، مالك هذا المنزل ورب عملگ !!
لم تعلم لِمَ سُمية قالت هذا ، هذه الفتاة لا يجب أن تبقى ، الشبه بينها وبين جازية سيسبب مشاكل لا حصر لها لكن عندما رفعت حياة راسها وإبتسمت بحرارة هذا جعل سُمية تتردد في طردها ورُبما شعرت ببعض الذنب ، الذنب لما فعلته ،والفتاة نعم مُختلفة بقدر ماهي تشُبه جازية ، العينين الملئيتان بالحياة والإبتسامة الرائعة كُلها أشياء لم ترها في وجه جازية أبداً ، عيني هذه الفتاة تبدو كـ الشمس بينما عيني جازية ليلة مُظلمة تعصف فيها الرياح وتتصارع الامواج فيها !!
تنهدت سُمية ثم قالت : تحدثي قليلاً عن نفسك !!
صمتت حياة ثم قالت : ليس هُنالك شيء مميز في حياتي سيدتي ، عشت مع جدتي ووالدتي بعد أن فقدت والدي في حادث ، توفيت جدتي قبل ثلاثة أعوام ومنذُ ذلك الوقت وأنا أعمل في أماكن مُختلفة وأعيش مع أُمي ، أعتذر إن كانت حياتي مُملة !!
تجنبت حياة ذكر الحادث ، فلا أحد يود فتاة مريضة بالعمل تحت جناحه !!
تمتمت سُمية " فهمت ، يمكنك الذهاب "
خرجت حياة وقد إزدادت حيرة وفضول ، حين عادت للمطبخ قالت الخادمة أماني وهي الاكبر سناً : ما الذي تحدثت به مع السيدة سُمية !!
إبتسمت حياة حائرة : لا شيء مُحدد !!
قالت ألفتاة الجاحظة بغيرة : لم سيدة مثلها تطلب خادمة مثلك ؟
ردت حياة بهدوء : رُبما لانني أشبه إمرأة تعرفها !!
قالت أماني : أنت لا تشبهينها بل تبدين وكأنك هي ، هُناك إختلاف ولكن ليس بالكبير !!
سالت حياة بحيرة : حقاً ؟ من تلگ السيدة التي أشبهها !!
سألتها أماني بشك : ولِمَ تودين أن تعرفي ؟
أجابت حياة : لآ أعلم ، أشعر بالفضول فقط وفي ذات الوقت أنا خائفة !!
سألت أماني بشك : لِمَ خائفة ؟
أجابت حياة بقلق : لأن هذا قد يؤثر على عملي وأنا أريد هذه الوظيفة بشدة !!
توقفت حياة عن التحدث ثم إتجهت لغرفتها والتي كانت مُقابلة للغرفة التي أجرت فيها المُقابلة !!
أخرجت ثيابها ووضعتها في الخزانة ثم خلعت ملابسها ، أمام المرآة تأملت الاثار العالقة في جسدها ، تلگ الاثار التي تجهل مصدرها ، ثم الحرق الدائري ، تسائلت ماهو الشيء الذي لا تذكره ، قال لها الطبيب النفسي بأنها مرت بتجربة جعلت اللاواعي يرفض إستعادتها لذكرياتها لأنها تؤلمها !!
في بعض الاحيان تُفكر كيف كانت حياتها السابقة ، كيف اصابتها هذه الجروح وبالاخص العلامة في فخذها بدت قديمة جداً ولم تكن من ضمن إصابتها ، بل بدا وكأنها تعرضت للعنف المنزلي او شيء كهذا لكن هذا مُستحيل فـ والدتها رقيقة ولطيفة وبرغم عدم قدرتها على الكلام إلا أنها لا يمكن أن تؤذيها أبداً !
أغلقت عينيها ورمت الافكار بعيداً ، اياً كان ماحدث تلك هي ترفض تذكره ، ترفض حتى التفكير فيه !!
أخرجت هاتفها
وكتبت النص التالي " أُمي لقد قابلت والدة رئيسي هي أيضاً ظنت أنني أشبه تلگ الفتاة ، الامر يبدو مُعقداً ، أنا قلقة من أن يؤثر هذا في عملي ، إدعي لي بالتيسير ، قُبلاتي "
تراجعت حياة عن ماكتبت ثم وضعت هاتفه في جيب تنورتها ثم إتجهت للمطبخ !!
حين دخلت كانت الخادمات الثلاث يتهامسن لكن عندما رأوها توقفن ، لم تعطي الامر إهتمام ، سألت : هل هُناك شيء أستطيع القيام به ؟؟
سألتها أماني :قومي تنظيف الاواني المتراكمة !!
بدأت عملها وحين حلت الساعة الحادية عشرة إنصرفن الخادمات لغرفهن ، عادت حياة لغرفتها ، غيرت ملابسها ثم إرتدت ثوب نوم قطني قصير ، لم تستطيع حياة النوم ، تركت السرير ثم توجهت للخزانة ، فتحت حقيبتها وأخذت علبة الدواء ، مُنذ مُدة طويلة لم تستخدم هذه الحبوب ، في العادة كانت تستخدمها حينما تمنعها الكوابيس من النوم !!
أعادت الدواء ثم إستلقت على السرير ونامت !!

~

رفعت سُمية سماعة الهاتف ثم قالت : أريدگ ان تحقق حول خلفية الفتاة !













(





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-15, 12:16 PM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



2)




إستيقظت لتؤدي صلاتها ثم تغتسل ، إرتدت ثيابها ثم عقصت شعرها للوراء !!
أخذت هاتفها وارسلت النص التالي " أُمي هل أخذتي دوائك ؟ لا تنسيه ، أنا سأبدا عملي الآن لذا كوني بخير !"
قلقها الشديد على والدتها أمر لاتستطيع التوقف عنه ، رُبما لآنها تخاف أن تفقدها !!
تنهدت ثم خرجت من غرفتها لتقابل الفتاة الجاحظة رؤى !!
توجهت للمطبخ وشرعت بمساعدة الخادمات في صنع الفطور ، ظلت حياة في المطبخ طوال الوقت لم تخرج اليوم كُله من المطبخ !!
في وقت الإستراحة تجمعت الفتيات في دائرة !!
تناولت رؤى قضمة من الكعك ثم قالت : امممم ، لذيذة !!
إبتسمت حياة ولم تُعلق ، حينها قالت ليلى : أنتِ طاهية ماهرة ، في الواقع حين رأيتك للمرة الاولى ظنتُتك لا تجيدين شيئاً !!
سألت أماني : ألن تأكلي !!
رفضت حياة الاكل ، لم تكن شهيتها للأكل قوية ، رُبما هذا بسبب عملها الجديد !!
قالت رؤى : أنتِ لم تأكلي طوال اليوم !!
قالت حياة مُبتسمة : لستُ جائعة !!
أخرجت حياة هاتفها وحين لم ترى اي رسالة أعادته لـجيبها !
سألت أماني : لِمَ دوماً تنظرين لهاتفك ؟
إبتسمت ثم قالت : لا يوجد سبب مُحدد !!
قالت رؤى تُغيض حياة : رُبما حبيبها !!
لم تتغير تقاسيم وجهه بل ظلت على إبتسامتها وقالت : رُبما !!
قالت ليلى : تُريدين أن تظهري بمظهر الغامضة !!
كيف يبدو الإنسان غامضاً ؟ تسائلت حياة عن هذا ، الغموض يتطلب المعرفة في حين هي لا تملك سوى ماقالوه عنها ، لذا كيف تكون غامضة في حين هي تجهل حقيقتها !!
قامت اماني بوضع يدها حول عنق ليلى ثم قالت : لا تتدخلي فيما لا يعنيك !!
قامت رؤى بتغير الموضوع ثم توالت المواضيع حتى إنتهت فترة الإستراحة ، إختلفت مهام الفتيات ، بقيت حياة وأماني لتحضرا الغداء بينما رؤى و ليلى توجهن للجناح الرئيسي !!
مر الإسبوع على مايُرام دون مشاكل وقد أقرت السيدة زينات بعملها وصرفت لها مُقدم طلبت حياة تحويلها لحساب والدتها !!
المطبخ بل المنزل كُله كان في حالة فوضى فقد تبين أن رئيسها و زوجته قد عادا ، تسائلت حياة كيف تبدو زوجة الرئيس ، تمنت أن تكون لطيفة !!
سألت حياة بفضول وهي تقطع الجزر : كيف تبدو زوجة الرئيس ؟
قالت أماني بقلق : إنظري من الافضل تجنب مُقابلة السيدة لمياء !!
تسائلت حياة : لِمَ ؟
تنهدت أماني ثم قالت : الامر مُعقد قليلاً ، أنتِ تُشبهين زوجة السيد جاسر الثانية !
سألت حياة : الثانية ؟ أين هي ؟
وضعت أماني يدها على رأسها ثم قالت : الآمر مُعقد ولكن السيدة لمياء تكرهها بشدة لأجل هذا إبتعدي عن طريقها إن كنتِ تريدين الحفاظ على عملگ !!
تسائلت حياة عن تلگ المرأة التي يُفزع الناس عن تذكرها ، هل هي إمرأة سيئة ؟ هل إختطفت السيد من زوجته ؟
فكرت حياة بأنها لا يجب أن تحكم على شخص لم تُقابله من قبل !!
غادرت أماني المطبخ لتقدم الطعام بينما بقيت حياة في المطبخ تُحادث والدتها !!
لم تنتبه حياة للشخص الواقف قبالتها!!
خرج صوته بارداً مُسيطراً : أنتِ !!!!!


☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆


وضعت زينات كوب الشاي ثم قالت : لا يروادني شعور جيد ، عودة السيد والسيدة تجعل الامور صعبة بمجرد أن تكتشف السيدة والسيد ، الكآبة ستحل على القصر مرة آخرى !!
قالت سُمية وأصبعها تدور حول حواف الكوب : رُبما هذا أفضل ، أنتِ تعلمين بعد مغادرة جازية كيف تغير جاسر ، لمدة سنة كاملة عزل نفسه عن الموجودين والسنتين السابقتين لم يدخل القصر ولو مرة واحدة ، ألا تشعرين بأن هذا قدر ، حين تأتي هذه الفتاة لتعمل يأتي جاسر دون أي علم مُسبق !!
قالت زينات بحيرة : أنا لا افهمك سيدتي ،نظرتك للامور غريبة ، في الماضي أحببت السيدة جازية بالرغم من حقيقة ماضيها والآن تميلين لشبيهتها !!
إبتسمت سُمية : لا تدعي أنكِ لا تميلين لها بدورك ، عيني الفتاة تشعركي بالضعف ، آتسائل كيف ستكون ردة فعل جاسر !!
توقفت زينات عن محاولة فهمها لسيدتها مُنذ زمن طويل لذا أكملت شايها دون أي رد !!


~

" أنتِ !"
أتى الصوت بارداً و مُسيطراً ، نظرات حادة و كٌرهه عميق !!
فتحت فمها حياة للتحدث لكن الرجل لم يُعطها مجالاً للتحدث حين قال : لقد عُدتي إذن ؟
لم يقصد حياة بل قصد زوجة السيد السابقة ، قالت بتمهل : أعتذر لكن أنا لستُ الشخص الذي تتحدث عنه !!
وفع حاجبيه ساخراً ثم قال : حقاً ؟
أمال زاوية شفته بسخرية ثم قال : إذن من أنتِ !!؟
تحدثت بصوت هادئ : أنا الخادمة الجديدة !!
كرر بعدم تصديق " خادمة "
صمت قليلاً ثم عاد ليقول : ما إسمك !!؟
" حياة "
قال ببرود : إذن ياحياة أنتِ لستِ من أتحدث عنها ، أنتِ لستِ جازية ؟ إذا كُنتِ كذلگ إتبعيني وأحضري أدوات التنظيف !!!!
لم يكن لديها حل سوى اللحاق به ، لأجل أن تصرف على والدتها هي مُجبرة على فعل كُل شيء !!
اللحاق به جعلها تدخل للجناح الرئيسي حيث يقبع أفراد الاسرة ، توقف أمام باب وحين فتحه تبين لها أنها غرفة نوم ، إضطربت معدتها !!
قال ببرود : قومي بتنظيف كُل شبر في هذه الغرفة !!
باشرت حياة عملها بالرغم من أن مراقبته لها تُزعجها ، نظراته تُقيم جسدها !!
نظرت بإتجاهه ثم قالت بجراءة : لوسمحت أنا لا أحب ان يقف أحد وأنا أعمل ، لذا أنا أطلب منك المُغادرة !!
هز كتفيه ثم إبتسم بسخرية ثم قال : كما تشائين !!!
تسائلت كيف تنظيف غرفة قد يفيده في معرفة انها ليست تلگ المرأة !!
بدأت حياة عملها حين أنهت التنظيف خرجت من الغرفة لتجده أمامه ، حدق ببرود بينما كان مُمسكاً بهاتفه ، رأها تنزل رأسه ثم تكمل طريقها مُتجاهلة وجوده !!
معرفته بجازية كانت قليلة وحتى مظهرها لا يستطيع الجزم بأنهُ يعرفه جيداً لكن مُنذ رأى هذه الفتاة حتى خطرت بباله جازية ، قبل قليل أقفل من المحامي وقد طلب تحقيق كامل في خلفيتها ، يحتاج أن يعرف من تلگ الفتاة لكن تبين ان عمته سبقته !!
تذكر زياد كيف بعد رحيلها تغير جاسر ، بدأ وكأنهُ شبح مأتة وعلى رغم من إدعائه أنهُ بايهتم فقد بحث عنها لمدة سنتين كاملتين ولم يجد شيئاً ، هذا زادهبؤساً ووحدة ، حتى لمياء المرأة التي أحبها بشدة لم تستطع فعل شيء ، راقبته من بعيد بألم !!
تسائل زياد عن سبب إبقاء عمته لهذه الفتاة !!
لم يفكر كثيراً ، توجه لغرفة عمتها !
حين دخل حيته عمته بحب كما فعلت دوماً ، قالت : لابد أنك علمت !!
سألها : هل أخبرگ المحامي ؟
هزت رأسها بالإيجاب !
إبتسم زياد وقال حائراً : ، أنا لا افهم كيف سمحت ببقائها هُنا ، بغض النظر عن كونها جازية او لا ، جاسر تجاوز الامر بصعوبة ، حين يرى هذه الفتاة كُل مافعلناه لإسترجاعه سيذهب في مهب الريح !!
إبتسمت سُمية ثم قالت : أنت لم تُحب جازية قط ، تعلقك بجاسر مُنذ الصغر جعلگ تشاركه مشاعره ، الكُره والحُب ، الاصدقاء والاعداء ، أنت فتى صالح ولكن جازية لم تكن سوى ضحية بقدرنا جميعاً وهذه الفتاة ليست سوى شبيهة لها لا أكثر ولا أقل !!
سألها ببرود : ماذا لو كانت هي ؟
قالت وهي تُشير للظرف أمامها : لقد تأكدت من هذا بنفسي !!
شحب وجهه حين فتح الظرف ثم قال : هل هذه مُصادفة ؟ أنا لا أصدق !!
قالت سُمية بحيرة : لا أُنكر أنني تفاجئت ولا أعلم إن كانت هذه مُجرد صدفة بحته ام هو القدر ، ما أعرفه هو أنني أشعر بالعطف على هذه الفتاة والضعف أيضاً وأريد آن أحميها !!
سألها زياد : ألازلتِ تشعرين بتأنيب الضمير بشأن جازية ؟
إبتسمت بحسرة وقالت : لو اوقفت جاسر لما حدث هذا كله ، لقد كُنت أحد اسباب هربها لأجل هذا أنا مُذنبة ولا اريد تكرار ذات الخطأ لفتاة بريئة تُريد لقمة العيش وأنت أيضاً لا تقسي قلبك عليها !!
علق زياد قائلاً : أنا لا شأن لي بما يحدث وأتمنى أن تنتهي عقدة الذنب بأسرع مايُمكن !!
لم تتوقع سُمية أن الامور ستذهب لذلگ المُنحنى بعد ما رأت مشاعر جاسر و جازية ، الحُب بينهما ظنت بأنهُ سيشفي كُل شيء لكنها أخطأت ولأجل هذا هي تشعر بالندم ، كان يجب أن تُخبرهم بالحقيقة لكن ما الفائدة الآن فـ لم تعُد جازية موجودة !!




★彡☆彡★彡☆彡★彡☆彡★


عادت حياة للمطبخ وهي تُفكر بالذي حدث قبل قليل ، ذلگ الشبه بدأ وكأنهُ لن يسبب لها سوى المشاكل ، لكن ماقصة تلگ المرأة ، تسائلت حياة بحيرة !!!
المشاكل هو آخر ماتُريده ، تُريد أن تعيش بهدوء ، بعيداً عن الماضي ، الماضي الذي تجهله ، عدم التذكر يشعرها بعدم الامان ، بالضعف والتشتت ، جزء منها يود أن يعلم وآخر يرى بانهُ ليس مُهماً !!
كوابيسها المُتكررة تُشعرها بأن الماضي لن يسبب لها سوى العذاب ولكن قبل عام أرادت المعرفة فـ توجهت للطبيب نفسي وقد قرر تنويمها مغنطيسيا إلا آنهُ لم ينجح وقال أن عقلي يرفض التذكر وأن الخوف يشكل حاجز وبعض المصطلحات الطبية !!
في كوابيسها كانت وحيدة ، مُلطخة بالدماء ، كان هُنالگ ألم وصوت تجهل صاحبه ولكن في الكابوس بدأ وكأنها تعلم مصدر الصوت ، تعلم من ذلگ الشخص وبعد هذا تتداخل الاحداث ، هذا كُل ماتذكره !!
ماتخافه ليس الماضي بحد ذاته بل الجهل !
تنهدت مُتعبة أدارت الصنبور لتغسل الآواني ، دخلت أماني في ذلك الوقت ، بدأ وكأنها تلهث وقد خُطف لونها ، قالت بعجل : هل رأك السيد زياد ؟
هزت رأسها بالإيجاب مما جعل أماني تتأوه بغضصم تقول : ماذا فعل ؟
قالت حياة بهدوء : لم يفعل شيئاً ، لقد أمرني بتنظيف إحدى الغرف !!
سألتها أماني : أية غرفة ، هل كانت ذات طلاء فيروزي وأحمر !!
فكرت حياة بتمعن ، هي لم تُعر إنتباه للغرفة ثم قالت : لا ، لقد كانت مطلية بالنفسجي او لون مُقارب له !
تنهدت أماني براحة ثم قالت : لا بأس !!
أرادت حياة السؤال ولكنها عدلت عن الامر ، هي لا تود المعرفة ، المعرفة بقدر الجهل قد تكون مسمومة !!
أكملت عملها وبين فترة وأُخرى تنظر للنافذة ، قطرات المطر تضيف نوعاً من الكآبة على قلبها !!
إتجهت لغرفتها بعد أن أكملت عملها ، غيرت ملابسها لترتدي بجامة بيضاء ، إستلقت على سريرها بجوار النافذة ، تابعت قطرات المطر بصمت ، داخل عقلها كان يوجد فراغ ، لا أفكار ولا مشاعر مُسبقة !!
جلست على السرير ثم أمسكت هاتفها ، الرقمين الوحيدين المتواجدين كانا رقم دُنيا ووالدتها ، أصدقاء آخرون لا يوجد ولا أفراد عائلة غير والدتها !!
وضعت هاتفها على المنضدة ، إتجهت للحمام ولكن صوت تحطم شيء في المطبخ دفعها للذهاب هُناك !
حين دخلت وجدت السيد زياد وقد حطم كأس !!
رفع زياد رأسه ليراها أمامه ، شعرها يغطي كتفيها ، ترتدي بجامة بيضاء ، للحظات ظن ان قلبه توقف قليلاً ، إحمر وجهه ثم قال : لقد سقط بالخطأ !!
إبتسمت بحيوية ثم قالت : لا مُشكلة ، يمكنك الذهاب وأنا سأقوم بالتنظيف !
قال بهدوء : إذا كُنتِ تصرين !!
رأها تقترب من الكاس ، ترفع كميها للأعلى ، حين رأى تلك العلامات. على رسغها لم يقوى على الحركة !!
أدارت حياة رأسها بإتجاهه لتجده يحدق في يده ، أنزلت كُميها بسرعة وجمعت قطع الزجاج المٌتناثر !!
سألها بهدوء : ماتلك العلامة ؟
إبتسمت بتوتر ثم قالت : لا شيء !!
لم يتحدث بعدها وغادر مُسرعاً !!
توترت حياة كثيراً حين رآى يديها ، تلك الجروح المُنتشرة في ظهرها ويديها تُحرجها والمُحرج أكثر أنها لا تعلم مصدر هذه الجروح !!
ضاقت أنفاسها فجأة منا جعلها تفتح الباب الخارجي للمطبخ ، حيث اي شخص يستطيع الخروج للحديقة !!



~


لم تعلم أن الباب الخلفي يؤدي لبركة سباحة ، وقفت أمامها وهي ترى إنعكاس وجهها على سطح الماء ، عبثت بوجهها قليلاً ، عبست ثم إبتسمت ، ضحكت بصوت عالي ثم للحظات توقفت عن فعل شيء بل ظلت تتأمل إنعكاس القمر ، على رغم خوفها من الماضي إلا أنها سعيدة بالحاضر ، والدتها بخير و لديها صديقات جدد وقد خزنت أرقام هواتفهن ، تلك البادرة البسيطة أفرحتها ، رُبما هي حمقاء ، رُبما الأمر لا يستحق ولكن لا بأس فـ الحياة ليست بتلك التعقيد ، تتمنى فقط لو تستمر حياتها على هذا المنوال ، المشكلة الوحيدة التي تزعجها هي الديون ، لا تعلم ان كان الدائنونوسيصبرون عليها أكثر !!
من خلفها صدر صوت جعلها تلتفت للخلف ، بدأ وكأنهُ شخص ينزل من الدرج المُمتد من الشُرفة ولكن الشخص عاد ، لم تعِر الأمر إهتماماً بل فضلت أن تعود فقد خرجت دون مُعطف ووجهها بدأ يتنمل !!









(3)




وقف على الشرفة تحت ضوء القمر ، ينظر لبركة السباحة ، تزاحمت الذكريات ومن ضمنها عينيها ، أغمض عينيه وقد ألمته الذكريات ، ذهابها لازال يؤثر به !! في البداية إدعى أنهُ لا يهتم ولكن مع مرور صار الامر صعباً حتى شعر بالمرض ، شيئاً فـ شيئاً صعُب عليه البقاء هُنا ولم يمر شهر من بعد ذهابها حتى ترك هذا القصر الذي أحبه يوماً ، لم يعلم مقدار حُبه لها حتى تركته ، الآن هو لايعلم إن كان مايكٌنه لها الحُب ، رُبما غضب ولكن ليس حُباً، غضب لأنها تركته لأنها خانته برحيلها ، في هذه اللحظة هو مليء بالغضب أكثر من اي شعور آخر ، صحيح يتألم إلا أن هذا الآلم يُعزز غضبه !!

تأمل السماء ، أراد مُغادرة الشرفة إلا أن بصره وقع على الشخص الواقف بالقرب من البركة ، تسائل من هذا الذي يتسلل لبركته الخاصة !!
أراد النزول لرؤية الشخص إلا أنهُ توقف حين نادته زوجته لمياء !
إبتسم بهدوء ثم مد يدها قائلاً : تعالي!
إقتربت لمياء لتشبك يدها بيده ، لاحظ جاسر أن لمياء أصبحت أكثر نُحفا ، تسائل إن كان هو سبب خسارتها لوزنها ، لم يكن بحاجة للتساؤل حقاًفقد كان يعلم ، بعد أن هربت جازية كان غاضباً لدرجة لا يُمكنه تحمُل وجود اي شخص ، وفي كُل مرة يرى أحد يُحبه يشعر وكأن هذا الشخص قد يتركه بسبب سوء طباعه ، لقد خاف من أن تتركُه لمياء لأجل هذا إبتعد !!
يعلم بأنهُ جبان و خائف من مواجهة ألحقيقة والتي تنص على أن الفراق هو نهاية اي علاقة سواء كان بالموت او بقطع العلاقة من أحد أفرادها !!

سألته لمياء : لِمَ لم تخبر أحد بمجيئنا ؟؟
أجابها : لأنني اردتُ مفاجئة الجميع !!
" حقاً "
قالتها لمياء بسخرية لم ينتبه لها جاسر ، في الاونة الاخيرة لم يعُد جاسر قادر على إستيعاب أي شيء ، لقد إنغلق على نفسه وقرر ألإبتعاد دون أن يأخذ رآيها حتى او يُعلمها ، لقد ملت وبشدة ، بالنسبة لها جاسر كان حُب حياتها لكنهُ رمى هذا الحُب بسبب فتاة حقيرة ، فتاة لا تستحق مشاعره ، فتاة قتلت طفلها الذي حلمت به دوماً ، في داخلها تكون بعض الكُره ضد جاسر ، لم تستطع إحتمال فكرة أنهُ حزين على المرأة التي قتلت طفله !!






★彡☆彡★彡☆彡★彡☆彡★


وضعت حياة الطبق لترى ليلى تأتي مُسرعة ، كانت تلهث ولم تقوى على الكلام !!
ناولتها حياة بعض الماء ، شربته في رشفة واحدة ثم قالت : السيد جاسر عاد !!
سألتها أماني وهي تقضم قطعة من الجزر : وما الجدييد !!
لوحت ليلى بيديها في كُل الإتجاهات ثم قالت : اقصد هو الآن في المنزل !!
سعلت أماني قائلة : لكن أليس من المفترض ان يكون بعد غد !
تسائلت حياة : أين المُشكلة !!
شرحت أماني : المُشكلة هي أننا لم نقم بإعداد المأدبة التي ستقام يوم عودة السيد ، كُنا نامل أن نتسوق اليوم لكنهُ أتى !!
" آآآهااا "
هذا الشيء الوحيد الذي صدر من حياة فقد اصيبت أماني بالهستيريه وفي غصون ساعة كان يجب أن تُعد إلإفطار !!
تسائلت حياة : لِمَ لا نعُد الإفطار العادي ؟؟
قالت رؤى مُستاءة : السيدة لمياء لا تقتنع بأي شيء ، في الحقيقة هي تفعل ذلگ لتُقلد سيدات المُجتمع الراقي مع العلمم أنها ليست منهم وتطلب خُبز على الطريقة الفرنسية وبيض بشكل مُحدد حتى الطماطم تطلب تقطيعها على شكل نحوم ومربعات تبا لتلك المتعجرفة !!
هزت حياة رأسها علامة الفهم وفي تلك اللحظة دخلت زينات مُنزعجة قائلة : إتركن تلگ الاحاديث المُزعجة وعودن للعمل ، حياة إتبعيني !!
أكملت الفيتات أعمالهن بتفاني لم يكن متواجداً من خمسة ثواني مضت ، تبعت زينات بخطوات مُترددة وعينيها مُصوبة على الارض ، دخلت زينات غرفة حياة ، إنتظرتها لتدخل ثم أقفلت الباب ، أشارت لها بالجلوس بوجهه صارم ثم قالت : لقد علمتي بعودة السيد والسيدة !!
" نعم " خرج صوت حياة مرتعشاً !!
إحتدت نظرة زينات وقالت : آظنگ تعلمين ، إسمعي ، أنا لا أُكن أي بغضاء إتجاهگ ولكن يجب أن تتركي العمل واليوم !
" لكن ، أنا لم !!" قاطعتها حياة بيأس !!
أكملت زينات بقسوة : أنا أعلم بآنگ لم تفعلي شيئاً خاطئاً لكن وجودگ هُنا لن يُسبب سوى المشاكل !"
شبكت يديها بتوتر ثم قالت : هل لآنني أشبه تلگ السيدة !!
أجابت زينات بصراحة : نعم !!
وفكرت بأنها كان يجب أن ترى هذا قادماً ، شبهها بتلگ المرآة لعنة حلت عليها وكأن اللعنات تنقصها ، لا لا تتوتري إهدأي !!
سألت حياة بهدوء : هل ستجبرينني على ترك العمل !!
تعجبت زينات من تقلب تصرفاتها ، في البداية كانت متوترة والآن تبدو هادئة وحازمة ، تطلعت زينات لعينيها ولكنها وجدتها خالية من أي ردة فعل ، فقط تنظر بهدوء دون ظهور أي نوع من المشاعر !
علقت زينات : لا ، بالطبع !!
رفعت رأسها ونظرت في عيني زينات بشكل مباشر ثم قالت : إذن لن أذهب بل سأبقى !!
" ماذا ؟" إرتفع صوت زينات بغضب ، إنتصبت واقفة ثم أكملت قائلة : ايتها الحقيرة ، كيف تجرؤين ؟ ماذا ؟ هل أصبحت الفكرة مُغرية أن تظهري بشكل السيدة جازية أمام جاسر لكي تغريه وتتركي الفقر ، هل تعضين اليد التي مددتها لگ !!
لم تستطع زينات رؤية وجه حياة فقد كانت تنظر للآسفل ، لاحظت كيف إشتدت قبضة يدها !!
حين وقفت ، رأت زينات وجهه فارغ من اي شعور ، مُجرد ظلام ، ظلام دامس في عينيها ، بدت غريبة جداً عن الفتاة المُشرقة وهذا أخاف زينات !!
إقتربت حياة منها حتى باتت أنفيهما ملاصقة للأخرى ثم قالت : أنا أعتذر حقاً ،لآنني وقحة ، أنا اعتذر لعجزي عن ترك العمل ، أنا لا أهتم بالسيد او السيدة او اي شيء ، أنا فقط اريد أن أعمل ، أريد ....
توقفت قليلاً ثم أكملت : أنا أحتاج للعمل لأنني لدي الكثير من بالديون واذا تركت العمل هُنا فستكون الفرصة الوحيدة لي قد ضاعت ، أنا لا أستطيع فعل هذا، لا أستطيع ، إذا أردت إلى أي مكان أنقليني ، أنا لا أهتم فقط لا تطرديني !!
لم تبكي ولم تتوسل بل تحدثت بهدوء يمتزج بالألم وذلك الظلام لم يكُن سوى حُزن ، تنهدت زينات ى هي لا تستطيع طردها فقد وضع في العقد أن تعمل لمدة شهر ثم يتم الطرد و لقد تأثرت ولكن هذا لم يخفف من غضبها ، أدارت زينات المقبض ثم خرجت !!
ظلت حياة تنظر للأرض مُكتئبة ، توجهت نحو المرآة ثم ارسمت إبتسامة مرحة على محياها وخرجت لتعود لعملها !!
بمجرد أن دخلت المطبخ أمسكنها الفتيات وقلنا بصوت واحد " ماذا قالت لگ "
لم تعلم حياةإن كان يجب أن تتحدث ، رُبما تغضب السيدة زينات ، لقد أغضبتها بما فيه الكفاية ، لذا هزت رأسها بالنفي !!
تأففت الفيتات منها ومن صمتها وعادت كُل واحدة ، عادت حياة لعملها ، تاركة ماحدث خلفها !!
حضرت الفتيات الفطور بشكل بإتقان و تفانِ وقد علمن هذا بسبب عدم صراخ السيدة لمياء ، بعد الافطار وصلت كافة المقادير إلا أن السيد حسام دخل في تلگ اللحظة وقد كانت حياة تُعطيه ظهرها !!
قال حُسام : لاداعي لإقامة مأدبة لأنهُ لن تكون هنالك حفلة أبداً ، لذا تابعوا عملكم كـ المعتاد !
تلفظ بكلماته تلگ ثم إستدار خارجاً إلا أن بصره وقع على الفتاة التي تجاهلته وظلت تعطيه ظهرها ، لم يعِر حسام الامر إهتمام ثم غادر فوراً !!
أطلق الجميع تنهيدة إرتياح من ضمنهم حياة ، إلغاء المأدبة كان راحه عظمى وبسبب الإلغاء جلسن للراحة وتبادل القصص بينما ذهبت حياة لغرفتها !!


~


تسائلت لمياء أي الفساتين يجب أن ترتدي لآجل المأدبة ، تأملت الفساتين الواحد تلو الآخر إلا أنها لم تجد مايعجبها ، في ذات الوقت دخلت تهاني قائلة : هل سمعتِ ؟
" بما ؟" سألت لمياء !!
قالت تهاني وهي تتأمل أظافرها : جاسر الغى المأدبة !
قالت لمياء بعدم تصديق : ماذا ؟ هذا مُستحيل هو لم يخبرني !!
رفعت تهاني حاجبيها ثم هزت كتفيها وقالت : كيف لي أن أعلم فقد تغير جاسر ولم أعد أستطيع فهمه !!
قالت لمياء بغضب : تلك المأدبة ستتم وأنا سآقنع جاسر ، سآقنعه !!
لم تكن لمياء متأكدة من كيفية إقناعه لذا قررت وضعه تحت الأمر الواقع !!
إتجهت لمياء للمطبخ كي تأمرهم بإعادة تجهيز المأدبة لكن في طريقها ، رأت شخص يتقدمها ، فتاة ، تجاهلتها لمياء ومضت مُسرعة دون ان تنظر في وجهه الفتاة حتى !!
شعرت حياة بشخص خلفها يمشي مسرعاً وفجأة صار ذلك الشخص أمامها ، بدت إمرأة في بداية الثلاثين كما ظنت حياة ،ترتدي سترة بنفسجية اللون وتنورة بيضاء قصيرة تصل للركبة ، تسائلت حياة من هي ؟
حين وصلت للمطبخ سمعت صوت تلگ المرأة ، بدا صوتها متعجرفاً ، وقفت حياة ورائها وهي ترى ألفتيات الثلاث وقد إنتابهن الذعر ، رفعت أماني رأسها لترى حياة ، فزعت أماني ، ف عندما تعلم لمياء بوجود حياة الامر لن يكون جيداً !!
تنبهت لمياء للفزع البادي في وجهه الخادمة ف التفت للخلف ظنً منها أنها ستجد جاسر لكن ماوجدته أمر مُختلف تماماً !!



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-15, 12:17 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


(4)







لا يُعقل ، هذا مستحيل ، هكذا فكرت لمياء حين رأت حياة ، تسائلت لمياء متى عادت وكيف ، هل سمح لها جاسر بهذا ، هل لهذا عاد مُبكراً ؟؟؟
قالت لمياء بصعوبة : كيف تجرؤين على العودة ؟ بعد مافعلت تعودين ببساطة وتقفين أمامي بكل وقاحة وبرود !!
نظرت حياة للارض ثم قالت : أنا لستُ تلگ المرأة سيدتي ، أنا لستُ !!!
إمتدت يد لمياء لتصفع حياة بكل قوتها ، تنفست لمياء بصعوبة وقد شعرت بأن الدم يغلي في رآسها ، كُل مشاعر الفقدان والخسارة ، نبذ جاسر لها ، وكُل شيء خرج في تلگ اللحظة ، مما حعلها تنهال على حياة بالضرب ، حاولت الخادمات إيقافها لكن الخوف من خسارة عملهم جعلهم يبتعدون ، تاركين لمياء تنهال بالضرب على حياة !!


~


في طريقه لجاسر رأى حبيبته ، تهاني ، إقترب منها ثم قبلها على رآسها وهو يتأمل عينيها الجميلتين ، قال بحب : ماذا تفعلين ؟
هزت رآسها بالنفي ثم قالت : لا شيء !!
سالته : هل أنت ذاهب لترى جاسر ؟
قال : نعم وأنتِ ؟
قالت بملل : لا ، سارافق أختي فقد توجهت للمطبخ لأجل المأدبة الملغية !!
سآلها ببرود : المطبخ !
تسائل زياد إن كانتا تقابلتا ، إبتعد عن تهاني وإلتف عائداً للمطبخ ، باسرع مالديه توجهه لهناك تاركاً تهاني خلفه !!
حين وصل رأها مُستلقية على الارض ، رأى لمياء وقد ظلت تصفعها وتركلها بكل قوة ، أسرع زياد بإتجاهها وأمسك بيديها ، حينها صرخت لمياء : إبتعد عني !!
جذب زياد لمياء بقوة ثم قال : هي ليست جازية لذا توقفي عن هذه التصرفات !!
سألته لمياء بألم : أنت تدافع عنها ، أنت تحميها ، لكن لِمَ ؟
تجاهلها زياد وحملها ، بدأ وكأنها قد فقدت وعيها ، وجهها وجسدها مُغطى بالجروح والكدمات !!





~



قالت سُمية : لابد أن لمياء غاضبة الآن لأنك ألغيت المأدبة المُقامة على شرفكما ! قال جاسر : سأتحدث معها !!
إتكى بتوتر على كرسيه ، علاقته بـ لمياء لم تعد كما كانت ، هُنالك دوماً فراغ بينها وكأن خسارتهما أبعدتهما عن بعض !!
قال بهدوء : سَ أقنعها !
سألته ببرود : جاسر ألم تياس بعد ؟
توتر فككه ثم سألها مدعياً عدم الفهم : ماذا تقصدين ؟
اجابت : بشأن جازية ، أنت ..!
إنتصب جاسر واقفاً ثم قال بحدة : لا تقولي هذا الأسم مُجدداً !!
هزت رأسها علامة الفهم والقلق ، قلقة من الهوس الذي أصاب جاسر ، بالنسبة لهُ الإنتقام كان هوسه الاول ثم بعد فترة أصبحت جازية هوسه ، في الماضي جاسر لم يقترب من جازية لآنهُ لم يجد داعي لذالگ ولكن بعد وفاة فارس شعر جاسر بالفراغ وعدم قيمة كُل مايقوم به فـ إتخذ جازية هوسه وإلى الآن حتى بعد إختفائها لازال ذلگ الهوس يملأ عقله ، تسائلت سُمية لو مُقابلته لتلگ الفتاة قد يزيل هوسه ، بالطبع قد يفعل ، فكرت لو أنها تستطيع تسريع المُقابلة ولكن كيف ، رُبما يجب أن تعرفه عليها !!



طُرق الباب لتدخل زينات ، بدأ عليها التوتر ، قالت بتوتر : سيدتي هُنالگ أمر اريد التحدث به معگ ،في الخارج !!
إنتصبت واقفة ثم قالت : أنا يجب أن أذهب !!
قال جاسر بهدوء : الا تستطعن إخباري ؟
إبتسمت والدته ثم قالت متوترة : لا أظن أنهُ أمر مٌهم !!
سأل جاسر بإهتمام : كيف لا يكون مهم ، هذه المرة الاولى التي تقاطع زينات حديثي معگ ولا أظن انهُ أمر بسيط حقاً لذا قولي !!
قالت سُمية ببساطة : يجب أن تعلم في النهاية !!
رفعت حاجبها ثم قالت : هُنالگ شخص اقصد فتاة تقدمت للعمل هُنا ، فتاة تُشابهه جازية !
سألها ببرود : حقاً ؟
قالت سُمية بتوتر : هي ليست جازية حقا لذا لا تهتم ، تلگ الفتاة مُجرد خادمة !
قال بهدوء : لو كانت خادمة فالامر لا يعنيني !!
علقت سُمية : بالطبع !!
هذه كانت الخطوة الاولى ، إفترت شفتيها عن إبتسامة حين رأت تعابير زينات !
قالت زينات بقلق : لِمَ قلت له ؟ كيق تفعلين هذا ؟
لم تُجب سُمية !
علق جاسر في أفكاره الخاصة ، تسائل عن تلگ الفتاة التي تُشبهه جازية ، في نظره جازية لا تُشبه أي إمرأة قد قابلها وحتى لو كانت تلك الفتاة تُشبهها فـ لن يكون سوى في الخارج ، اما في الداخل فـ بالتأكيد جازية مُميزة !!




☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆彡

إستيقظت حياة بفزع ، وضعت يدها على عنقها والفزع قد إنتابها ، تركت السرير وهي تشعر بألم في جميع أجزاء جسدها ، عادت ذاكرتها للوراء حين ضربتها تلك السيدة ، اأخذت هاتفها وقد إنتابها القلق ، لم تحادث والدتها اليوم ، حين فتحت هاتفها وجدتها الساعة العاشرة ليلاً ، إتجهت للرسائل لتجد عشرة رسائل ،وإتصال من دُنيا ، أرسلت رسالة لوالدتها كي تطمئنها !!
أخذت بعض الملابس ثم دخلت الحمام لتغتسل ، تساقط عليها الماء البارد ، مسحت بيديها مرآة الحمام ، ظهر لها الكدمات في وجهها وجسدها ، عقلها قال بانها يجب إن تترك المكان لكنها لم تستطع ، كافحت والدتها الكثير لكي تبقى هي بخير لذا لا يمكنها ان تكون أنانية ، هذا مُستحيل !!
لا بأس الألم لن يزيحها عن أفكارها !!
إرتدت سترة حمراء صوفية وجينز أسود ، رفعت شعرها للأعلى !!
ذهبت للمطبخ لتشرب بعض الشاي ، حين دخلت وجدت السيد زياد ، بمجرد أن رأها قال : كيف حالگ ؟ هل جسدك بخير ؟
هزت رأسها بالإيجاب ، فتحت الخزانة وأخذت كوب خزفي أخضر ، وضعت بعض الماء على النار ، زياد راقبها بهدوء ثم قال : ألم يحن الوقت لتتركي المنزل ؟
لم تُجب حياة بل إكتفت بالصمت ، هي تعلم الإهانات والإتهامات التي ستوجهه لها إلا ان هذا أخر مايهمها الآن !!!
قال ببرود : هل تظنين أنگ قد تؤثري على جاسر ، هل تظني ان الجميع كـ والدته يُمكنك خداعهم ، هل أغراك القصر ؟ أتودين أن تكوني سيدته ؟ ماذا ألن تجيبي ؟
إبتسمت حياة بمرح : آنا لا يهمني رأيك فيني سيدي وليست لدي أي نية بشرح موقفي أمامگ !!
سالها ببرود : هل هي الديون ؟ أستطيع تسديدها بشرط أن تخرجي من هُنا ؟
زمت حياة شفتيها بإمتعاض ثم قالت : شكراً لكنني سأرفض طلبك !!
سمعت خطواته تقترب منها ، إسترقت النظر من تحت رموشها ، وقف قبالها بطوله الفارع ، إستنشقت رائحة عطر مابعد الحلاقة ورائحة تبغ السجائر !!
رفعت رأسها لتتلقي عينيها بعينيه ، عينيه الكحيلتان إحتضنت عينيها النجلاوية ، إبتلعت ريقها ثم حملت الابريق وسكبت الشاي !!!
تراجعت للوراء كي تخرج ولكنهُ قال : فكري في عرضي جيداً !!
إشتعلت عينيها بالتمرد ، أرادت أن تقول لهُ بأن يحتفظ بعرض لنفسه ويأخذه للجحيم لكن هذا غباء فـ هو رب عملها ، زمت شفتيها بإمتعاض ، رفعت رأسها عالياً بكل كبرياء ثم خرجت !!
ذلك الرجل يتعمد إهانتها وقد نجح ، هي لا يمكنها الرد للأسف لأنها لو فعلت ستطرد !!
بعد أن شربت الشاي إستلقت على سريرها ثم أغمضت عينيها لكنها إستيقظت فزعة ، تعوذت من الشيطان ثم عاودت النوم ولكن في كُل مرة ترى النيران تحيطها من كُل جانب وصوت طلقات ، دماء وصراخ ، موسيقى من نوع ما !!
الحلم هذه المرة اوضح واقوى ، تنهدت بتعب ، فتحت خزانتها ثم اخذت ودائها !
حركت العلبة يُمنى ويُسرة ، إتكئت على الخزانة ، أخذت نفساً عميقاً، دارت عينيها متوترة في أرجاء الغرفة ، فتحت الغطاء ، أخذت حبة وضعت في لسانها ثم إبتلعتها دون الحاجة للماء ، أعادت العلبة وظلت واقفة في مكانها بعض لحظات حتى شعرت بالخدر فـ إستلقت على السرير ، وضعت يديها فوق بعض ثم أغمضت عينيها !!




~



فتحت عينيها لتجد السيدة زينات تنظر لها بعينيها الصارمتان ووقفتها الاسترقراطية ، جلست على السرير ، أنزلت قدميها !!
قالت زينات بهدوء : السيدة تُريد أن تراك بسرعة لذا إرتدي ثيابگ وإتبعيني !!
أخرجت حياة زيها ثم إرتدته في الحمام وحين عادت غرفتها ، رأت زينات تمُسك بهاتفها ، يا الهي قد نست والدتها !!
إقتربت منها ، اعطتها زينات الهاتف وقالت : رسالة من والدتگ بدأ أنها قلقة !!
إبتسمت حياة ، لم تتحدث بأي شيء ، بالنسبة للمشكلة بينها وبين زينات الكلام قد يزيدها سوء ولكن الصمت لن يحلها أيضاً ، تسائلت حياة كيف يجب أن تتصرف !!
نظرت لعيني زينات ، أردت معرفة فيما تُفكر ، حين نظرت ملياًوجدت شيء غريب في عينيها ، شيء لم تره سوى في عيني والدتها ، القلق !!
همست مُعتذرة : أسفة لأنني اغضبتُگ في المرة السابقة !!
ضحكت زينات ساخرة ثم قالت : بعد أن رايتِ الحقيقة البشعة تعتذرين ، اوه ألم تتوقعي ذلك الإستقبال من السيدة لمياء ، في الحقيقة عندما أُفكر أجد بأنگِ تستحقين والآن هل قررت ترك المكان !!؟
تنهدت حياة ورسمت إبتسامة حلوة ثم قالت : رُبما معگِ حق ولكن لم يكن هذا ماقصدته ، أردتُ الإعتذار للأنني لا أستطيع ترك هذا العمل ، أنا حقاً أرغب بتركه ولكن لا استطيع ، أنا أيضاً اود أن اقول لا داعي أن تقلقي علي. سأكون بخير !
" قلقة " تلعثمت زينات في حديثها ، إزدادت ضحكة حياة حين رأت وجنتها تحمر خجلاً !!
قالت بحزم بعد أن إستعادة جأشها : توقفي عن قول الحماقات وإتبعيني !!
تبعتها حياة لغرفة السيدة سُمية !!
دخلت غرفة السيدة والقلق يعبث ب أفكارها ، تسائلت عن سبب طلب سُمية لها ، هل ستطردها ؟
وجدتها تجلس على سريرها تتناول إفطارها ، أشارت لها للجلوس بقربها !!
جلست حياة وهي تعتصر يديها في حضنها !!
سألتها سُمية : هل أنتِ بخير ؟
أجابت بحرص : نعم سيدتي !!
قالت سُمية ببرود : أنتِ غريبة ، كيف لازالتِ هُنا بعد ماحدث ، أم أن هذه ليست سوى عثرة في طريقك وحسب ، ما أقصده ان لديك مخططات أخرى !!
أجابت حياة : الأمر ليس هكذا سيدتي !!
أخذت سُمية نفساً عميقاً ثم قالت : إذن ماهو سببگ ؟ ماهو الشيء الذي يجعلگ تحتملين الإهانة !!

ترددت حياة في التحدث وهي تشعر بأربعة عيون تُحدق بها بإنتقاد وتركيز ، إذا تحدثت عن الديون فقد يسآلون عن مصدرها وهكذا سيعلمون بأمر الحادث ، عضت حياة شفتيها ، كيف يجب أن تتصرف ؟
قالت سُمية : الن تتحدثي ؟
رفعت حياة رأسها ثم قالت : كما تعلمين فـ ليست لدي شهادة وأنا خريجة ثانوي ، لا أملك اي خبرة ، ليس لدي اي دخل غير هذا العمل ولدي والدتي التي يجب أن أعتني بها لأجل هذا ، أنا لأ أستطيع ترك الوظيفة ببساطة !!
أراحت سُمية جسدها ببعد أن أخذت زينات صينية الإفطار ، راقبت بحرص الفتاة ، تسائلت إن كانت قادرة على فعل ماستطلبه منها أم انها ستسغل الفرصة لكن هذا مُستبعد !!
قالت سُمية : لدي فرصة عمل لگِ ، تجنين منها مبلغ كبير من المال في أشهر قليلة !!
بدأ على حياة الحيرة ثم قالت : حقاً ، ماهو نوع العمل هذا سيدتي ؟
قالت سُمية : ما رأيك أن تقومي بخدمة جاسر شخصياً !!
لم تستمع حياة لشهقة زينات فقد عجزت حياة عن الكلامة للحظات و شحب وجهها ثم قالت : كيف أخدمه شخصياً !
إبتسمت سُمية مُهدئة :ليس ما تظنين ، فقط إخدميه بشكل خاص ، اي أن تهتمي بطلباته وأعماله !!
تسائلت بحيرة : أليس لديه مُساعد شخصي ؟
قالت سُمية : أنتِ لا تهتمي بهذه الامور فقط قومي بخدمته بشكل شخصي كما تخدمني زينات ، وستكون لديگ غرفة مُجاورة لغرفته ولا تقلقي في نهاية الشهر سيكون لديك مبلغ كبير في حسابگ !!!
سألت حياة ببرود : والسيدة لمياء ؟
قالت سُمية : لا بأس أنا سأتصرف !!
لم تكن حياة واثقة بكلمات السيدة ، كُل شيء يبدو لها غير صحيح ، ألم يكن الجميع يخبرها أن تتبعد عن طريقها والآن تريدها أن تقترب منها عوضا عن الابتعاد لكن رِبما هذه طريقة للحصول على المال اللازم ، رُبما لن تبقى في هذا العمل كثيراً !؟
سألت بهدوء : كم أتقاضى أجر على هذا ؟
قالت سُمية : ستعملين لمدة شهرين وفي هذه الشهرين ستحصلين على مبلغ ثلاث مئة ألف !!
ثلاث مئة آلف ؟ ، هكذا تُسدد ديون والدتها وقد تشتري منزل صغير لها ولـ والدتها !!!
ترددت حياة قبل آن تقول : أنا موافقة !!

بعد أن خرجت حياة قالت زينات بسخط : سيدتي كيف تفعلين هذا ؟
قالت سُمية بغموض : هذا الحل الوحيد صدقيني ، عن طريق هذه الفتاة جاسر سيستطيع التخلص من هوسه بـ جازية ، هذه طريقة كي يعود جاسر إلينا !!
سألت زينات : ماذا لو أحبها ؟ كيف س تتصرفين ؟
هزئت سُمية : لن يفعل !! جاسر يُحب النساء القويات اللاتي لا تتاثرن بماله ويملكن كبرياء يعادل كبريائه و هذه الفتاة ضعيفة تركض خلف المال ، صحيح هي تشبه جازية ، صحيح لديها إبتسامة رائعة ولكنها جاهلة وفارغة العقل ، بالمقارنة بجازية هذه الفتاة دُمية بلا عقل ، في النهاية الدُمية تُرمى أليس كذلك ؟
قالت زينات بحزن : هذا قاسٍ منگ سيدتي !!
إبتسمت سُمية : لا تقلقي المبلغ هذا مُناسب جداً ولن تشتكي بعده ولو حاولت طلب المزيد فهي ستطرد بالطبع !
لم تُحب زينات الأمر ، صحيح حياة لن تُعجب جاسر فـ هي لا تملگ المؤهلات ولا الذكاء ولا الطموح ، مُجرد خادمة ولكن هذا قاسٍ على حياة ، تذكرت كيف طلبت منها ألا تقلق ، كيف إبتسمت وكأنها تعلم ما بداخلها ، عينيها الحنونة جميلة حقاً ، إسترجعت زينات الرسائل التي قرأتها في هاتف حياة ، فقد إنتابها الفضول عن الشخص الذي ترسل له بشكل دائم وقد تبين أنهُ والدتها ، الرسائل تظهر أن حياة ليست حمقاء فارغة العقل بل فتاة تُحب والدتها فحسب !
تمنت زينات أن ينتهي هذا الامر على خير !!!





☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆



إتكئت على باب المطبخ لتجد الفتيات مُنهمكات بالعمل ، تسائلت حياة بحيرة كيف تخبرهم بالأمر ؟ رُبما قد يكرهنها ويظنون أنها تلهث خلف المال لكن ماذا يجب أن تفعل ؟
بعد الحادث إضطرت والدتها لتبيع منزلهم كي تسدد التكاليف وهذا لم يكفي بعد العمليات الكثيرة التي قاموا بها ، لكن تخيل والدتها تجلس في الشوارع وحيدة ترجف من البرد او لا تجد مايحميها من الحر يؤلم قلبها لكن هي تود حقاً الإبقاء على صديقاتها الجُدد ، تود أن تجد من تعتمد عليه ولا تريد مسح أرقامهم وإبقاء رقمين فقط في هاتفها مُجدداً !!
إذن هل تخبرهم بالحقيقة ولكن هل سيحفظن هذا السر ، لا تعلم !!!
" حياة " أتاها صوت أماني !!
إبتسمت لسماع صوتها ، تحلقت الفتيات حولها وظللن يتحدث بينما هي تستنع بهدوء !!
بعد صمت طويل قالت : هُنالگ ما أريد أن اتحدث معكن عنه !!
سألتها رؤى بفضول : ما الأمر ؟؟
قالت حياة : بعد أن تنهين عملكن !!
الساعة التاسعة والنصف ، جلست الفتيات في دائرة على الارض و الفضول يرتسم على محياهن !!
تنهدت حياة ثم قالت : هُناك شيء لم ، أقصد لم أخبر به أحد ولم أذكر في طلب الوظيفة !
سألت ليلى : ماهو ؟
صرحت رؤى : كُنت أعلم أنك تخفين شيئاً !!!
صرخت أمامي " صمتاً وأنتِ تحدثي "
قالت حياة بتوتر : قبل فترة طويلة اي قبل ثلاثة أعوام كُنت متوجهة لحضور زفاف إحدى صديقاتي في الثانوية وقد وقع هُنالگ حريق في مرآب سيارات القصر وقد إقترب الحريق من مولدات الكهرباء هذا أدى إلى إنفجار هائل ، توفي العديد من الاشخاص ، العروس والعريس ، عائلاتهم وكثير من النساء بعضهم تبخروا ، بنيما انا قُذفت للخارج وقد وجدوني في مكان قريب من القصر ، جسدي كان ، لم يكن يختلف عن الاموات بأي شكل !!
أغمضت حياة عينيها ، شدت قبضتها كي توقف إرتجاف يديها والتي لا حظنه الفتيات ، تلك الذكريات تدب الرعب في قلبها !!
أكملت حياة بألم : وقع الخبر على والدتي كـ الصاعقة ، باعت كل ماتملك كي تعالجني وكُل ماتملگ لكن هذا لم يكن كافٍ فأضطرت لبيع منزلها وشردت في الشوارع ، والدتي بكماء ومصابة بالسكر والضغط ، الصدمة كانت قوية جداً عليها والتشرد أتعبها ، لولا صديقة لي لكانت امي الان !!
صمتت حياة ثم قالت : حين إستيقظت كُنت قد فقدت ذاكرتي ، بالطبع كُنت في غيبوبة لأجل هذا إضطررت لدخول دورات العلاج الطبيعي والتي باالطبع كلفتني الكثير ، ايضاً عمليات التجميل لم تكن زهيدة الكلفة، كل تلك التكاليف إقترضتها والدتي من العديد من الناس هكذا ، عندما إستيقظت كانت الديون كثيرة وأنا تراودني الكوابيس ، أنهيت علاجي قبل شهرين والآن كما ترون ، ديوننا فوق المئة آلف والمبلغ بالنسبة لوالدتي صعب وراتب والدي التقاعدي يكاد يكفي حاجتها لأجل هذا أنا أحتاج هذا العمل لأجل والدتي ، لقد سببت لها كثير من المتاعب !!
صمتت حياك لتنخرط ليلى في البكاء بينما قالت أماني : عانيتِ الكثير ياصغيرتي والآن ماذا ستفعلين ؟
قالت حياة عرض السيدةة سُمية وهذا دفع رؤى لتقول : لم توافقي صحيح ؟
قالت آماني بشك : لم قد تطلب السيدة هذا منك ، لابد أن لديها غرض ما ، لا تستطيعين الموافقة !!
تنهدت حياة وقالت : أنا لا أريد الموافقة ولكن عندما أفكر أن الدائنون قد يضيقون ذرعاً من الانتظار ، أنهم في النهاية قد يشتكوا على والدتي لتدخل السجن بينما أنا رفضت أن اقوم بأمر بسيط كهذا يؤلمني !!
قالت أماني بحزن : أنتِ أيضاً في موقف صعب ، لو كٌنت مكانك لقبلت فذلگ المبلغ سيسهل الكثير ولكن لا أعلم ، السيد جاسر رجل قاس وقوي ، لقد رأيت كيف كان يعامل زوجته جازية ، لقد عذبها بكل الاشكال ، أنا خائفة عليك !!
حضنت ليلى المخدة ثم قالت : أنا ايضاً !!
إبتسمت حياة ثم قالت : أنا خائفة أيضاً و قلقة لكن ما باليد حيلة !!
رن هاتفه معلناً عن وصول رسالة حين فتحتها وجدت فيها!!
" حبيبتي ، هل آنتِ بخير ؟ إشتقت لگ كثيراً "
بمجرد أن رأت الرسالة ملأ عينيها بريق الدموع !!
قالت بحشرجة سببتها الدموع : آنا خائفة حقاً لكن لا استطيع خذلانها !!




نهاية الفصل الخامس !!!




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-15, 12:17 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



#-6







تسلل قرطها الدائري ساقطاً ، بدأ الأمر وكأنه عرض بطيء لكيفية دورانه حول نفسه ، يدور و يدور وأخيراً سقط ، بسبب ضوضاء طاولات القمار و الصراخ لم ينتبه أحد لسقوطه ، زفرت بدر الصعداء وأكملت التصوير ، بينما كانت تصور رأت عم راكان وذلك الرجل مُجدداً ، قربت عدسة من التصوير من وجهه وإلتقطت بضع صور ، لفت معصمها لتنظر للساعة فقد بقي وقت قليل وتعمل الكاميرات !!
زحفت للخلف بأسرع مالديها ، حين وصلت للفتحة انزلت قدميها بينما يدها تتشبث بالفتحة و الأخرى بالغطاء ، بعد أن غطتها ركضت مسرعة من حيث أتت !!!
الآن كي لا يتعقبها أحد يجب أن تذهب يساراً ثم للخلف ثم يمينا وهكذا ستجد فتحة تطل على حمامات النساء حيث راكان يقف !!!
ما إن وصلت حتى وجدته يمسك بالحقيبة !!
قال حين رأها : كيف جرى الأمر ؟؟
إبتسمت ثم أخذت الحقيبة للداخل وحين دخلت ، بدلت ثيابها وإرتدت فستانها وقناعها ، سرحت شعرها ثم خرجت !!
قال راكان متوترا : لقد تأخرتي !!
سألته ساخرة : هل إشتقت لي ؟
علق لائماً : بسببگ النساء ظنن أنني مُنحرف !!!
قالت مازحة : ترتدي زي القرصان لذا هذا طبيعي !!
أحاط يده بخصرها ثم قال : إذن ما رأيك أيتها الاميرة الاسبانية أن ترقصي مع القرصان المنحرف !!
ألقت نظرة ساخرة ولكنها مثلت لأمره ، في حلبة الرقص أمسكها بلطف وظل يتأمل وجهها ثم قال : أنتِ جميلة !! جميلة جداً !!
صوته الاجش أرسل رجفة في أعماقها مما جعلها تنظر لهُ بحدة وإنزعاج ثم قالت : توقف عن التصرف بهذه للطريقة !!
سألها بسخرية : وكيف أتصرف ؟
لم تجب بل داست على قدمه في المقابل !!
إحمر وجهه من الألم ثم قال : تباً لگ ، لولا عدم وجود رغد لما رقصت بجوارك !!
رغد !!
قالت بحدة : توقف عن العبث بتلك الطفلة ، هي لا شأن لها بإعمال والدها !!
قست نظرته وتحول من راكان اللعوب لشخص آخر لم تعرفه ثم قال ببرود : أنا أفعل ما اشاء عزيزتي لذا لا تتدخلي !!
فكرت بدر بآنها لاحظت هذا من قبل ، كيف يتقلب من الفتى الاحمق لرجل غريب لا تعرفه ، رجل وجوده يربكها !!
شعرت به يجذبها بقوة ثم قال : لا تقلقي لم أجذبگ لأنني أود ذلك ، هناك فقط شخص كان يمر !!
نظرت لهُ بشك ثم قالت : لن أقلق فانت لعوب ، لا تهتم من هي المرأة يكفي أنها ستشبع رغباتك !!
رفع حاجبه ساخراً ثم قال : حقاً، رُبما ولكنني حالياً واقع في حُب فتاة لا أعلم سبب مشاعري إتجاهه او بالاحرى اشعر بأنني شاذ بسبب مشاعري إتجاهها !!
لم ترد على كلماته بل إكتفت بإطلاق ضحكة ساخرة !!
سألها بعد فترة : بالمناسبة أين قرطگ الاخر !!
تذكرت بدر بأنها أسقطته ، حكت له ماحدث فقال بخوف : حمداً لله أن أحد لم يُمسكك !!
علقت ساخرة : هل أنت قلق من أنني قد أفشي سرنا الصغير !
كان من المفترض أن يسخر او يقول أي شي لكنهُ غضب وقال : هل قلقي عليگ امر صعب التصديق لهذه الدرجة !!
أجفلت لغضبه !!
بعد نصف ساعة غادرت ثم تبعها راكان ، بدلت ثيابها في منزلها وتوجهت لمنزل عم راكان ، حين دخلت القصر رأتهُ يتحدث مع أحد الحرس !!
تقدم ليرافقها وظل صامتاً حتى وصلا لمنطقة راكان فقال : لقد تحققت من الحرس لا يبدو بأن هُنالك من تنبه لوجودك لكن يجب أن تكوني أكثر حذراً !
قال كلماته وهو ينزع قبعة القرصان والقطعة التي تغطي إحدى عينيه ، تأملته بدر مُدققة في تحركاتها ، لايبدو راكان فتى جبان كما ظنته من قبل ، تصرفاته في بعض الااحيان تُحيرها !!
نظر لها بطريقة ساخرة قائلاً : أرى أنك مُعجبة بي ، أليس كذلك ؟
أدرت عينيها بطريقة مُضحكة ثم توجهت للحمام لتتركه وحيداً ينظر لها من الخلف !!






☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆


~ مكتب سالم ~

أخذ رشفة من القهوة ثم قال بصوته الضخم : هُنالگ من يراقبنا !!
قال عم راكان " سالم " : هُنالگ دوماً شخص يراقبنا وهذا ليس بالامر الجديد !!
قال الرجل بخبث : رُبما هذا صحيح ولكن الامر مُختلف ى أنا لست مُطمئن لإبن أخيگ !!
قال عم راكان ساخراً : هو ليس سوى حمل وديع ، صدقني لن يجرا على فعل شيء ضدي فـ هو أجبن من أن يفعل هذا !!
علق الرجل الضخم قائلاً : فـ لتتوخى الحذر ، في مقابلتي له لم أجد سوى التمرد والقوة !!
قال سالم : فلتنسى أمره ، المهم الآن عملية التبادل غداً ، يجب أن نكون حذرين !!

~


قال كبير المحققين : هل أنت واثق من صحة مالديگ !!
أجاب الرجل البدين : لقد تحققت منها جميعا وهي صحيحه مئك بالمئة !!
قال كبير المحققين : لكنها ليست كافية !!
علق الرجل البدين : هذه الادلة ليست سوى مفتاح لنا كي نستطيع القبض على ذلك الرجل !!
تمتمت كبير المحققين وهو يمسك بإحدى الصور : هذا الرجل مألوف بالنسبة لي ، أين رأيته من قبل !!
علق الرجل البدين ببرود : نعم لقد لاحظته من قبل ، لو كان مانظنه صحيح فهذا الرجل في عِداد الموتى !!!



☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆



خرجت بدر من الحمام لتجد راكان يجلس ويضع سماعات على أذنيه ، إقتربت منه وإستمعت للمحادثة بين عم راكان ورجل لم تميز صوته !!
لاحظت كيف كان راكان جاداً ، تسائلت متى تقابل راكان مع ذلگ الرجل !!
سألته بحيرة : متى قابلت ذلك الرجل !!
قال راكان متعجباً : أنا أيضاً لا أعلم متى قابلته ، لكنهُ يعرفني جيداً لأجل هذا يجب أن أتوخى الحذر !!
صمت الاثنان ، حواس راكان كُلها تنبهت لوجوده بقربها ، تلگ السترة القطنية الكبيرة ، تظهر نحالة جسدها ونعومتهت ، رائحة الياسمين ، شفتها !
كُل تلگ الامور جعلت راكان ينتصب مُبتعداً !
فزعت بدر فقد كانت تتكئ على راكان وإبتعاده جعلها تسقط ، قالت بفزع : كان يجب أن تخبرني بأنك ستبتعد !
الفزع في عينيها ونظرتها البريئة اثارت غيضها ، هل هي حقاً لا تعلم مقدار جاذبيتها ام أنها تعلم و تتعمد تعذيبه ، خلل أصابعه في شعره ثم إعتذر قائلاً : أنا اسف !!
هُنالك شيء في عينيه لم تعلم ماهو ، شيء بدأ وكأنهُ يقبض على صدره ، في الحقيقة هذا كان مظهره الطبيعي ، للحظات شعرت وكأنها تراه للمرة الاولى فـ قالت بقلق : هل أنت بخير ؟
إبتسم بمرارة للحظات ثم قال : تبدين كـ والدتي ، كيف عرفت بأنني لستُ بخير !!
سألته : وأين هي والدتگ !
أجاب ساخراً : في قرية مجاورة للمدينة تلعنني كُل يوم لأنني ولد سيء !!
قالت بهدوء : ألم تخبرها سبب إنضمامك لعمك !!
هز رأسه بالنفي ثم قال : لم أستطع لأنني لو فعلت كُل شيء سيفضح !!
كرهت ذلك الرجل أكثر وأكثر بسبب الألم الذي سببه للكثيرين ، رجل مثل ذلك يستحق الموت بسبب مايفعله بالناس ، غاص قلبها حُزناًعلى راكان وهذا دفعها للوقوف أمامه ثم إمساك يده ، قالت : لا بآس عليگ ، كٌل شيء مع الوقت سيحل ، وعمك نهايتها قريبة !!
للحظات صمتت بدر ثم سألته قائلة : كيف إستمعت للتلك المحادثة ، ما أعرفه أن مكتب عمگ لا يحتوي على أجهزة مراقبة او تصنت !

تذكر راكان المعطف الذي أعطاه لرغد ، حيث يحتوي على جهاز تنصت على شكل حشرة صغيرة يمكنه توجيهها للمكان الذي يريد وبسبب قرب غرفة رغد من والدها فهذا سهل إنتقال الحشرة !!
حكى لها طريقة وضع جهاز التنصت ، هذا جعلها تشهق ثم قالت : في أعماقك أنت رجل قاسٍ جداً ، لا أعلم كيف أحبتك تلك المسكينة !!
هز رأسه بالنفي ثم قال : أنا ايضاًلا أعلم ولكن هذا من سوء حظها !!
عادت بدر لتجلس على الاريكة ثم قالت : ماذا كان يقصد بعملية التبادل ، هل يقصد المجوهرات !!
قال راكان وهو يخترق حساب عمه : لا اعلم ولكنهُ سيكون شيء كبيراً جداً !!
قالت بعدم فهم : كيف هذا ثم ما أدراگ !!
أدار الكمبيوتر ثم قال : مبلغ كهذا يتم تحويله لا يعني بأن هذا اللقاء لتبادل الاخبار !!
قالت بدر بهدوء : يجب أن اذهب لهناك !!
" لا !!" صرخ راكان بقوة !!
سألته بسخرية : ولِمَ لا ؟ هذا عملي انسيت ؟
تنهد بغضب ثم قال : لم أنسى ولكن لن أسمح لك بأن تصابي مرة أخرى ، أفهمتِ !!
إبتسمت ثم قالت : لن تستطيع منعي لكن يمكنك مساعدتي !!
يعلم راكان بأنها لن تستمع إليه لكنهُ لا يستطيع تركها تذهب ببساطة !!
قال بهدوء : لدي فكرة أفضل !!
همس لها بفكرته مما جعلها تبتسم ثم قالت : لكن هذا يتطلب أن تقترب من عمك !!
إبتسم بهدوء : هذا سهل !!


~

طرق باب عمه ودخل بإبتسامة كبيرة ثم قال : لقد جلبت لك أخبار مهمه !
قال العم بنزق : ماهي ؟
تأمل العم راكان ، كيف يبدو ضعيف ومتوتر ، كيف يحك اذنه بإستمرار ويتلعثم دوماً ، كيف لفتى كهذا أن يستطيع الإطاحة به ، إبتسم بخبث ، جبان كهذا لا يستطيع حتى قول لا !!
قال راكان : كما تعلم لقد تبين لي أن شركة السيد قادر قد أفلست ولكنهُ يخفي هذه الاخبار عن الصحافة كما حدث لشركة التصنيع والاستيراد للسيد حسن !!
سأله العم : وماهو المفيد في هذا !
قال راكان : لأنهُ بكل بساطة تستطيع شراء الشركة وإستخدام ماركتها ، بهذه الطريقة أنت تكسب وبأقل الاسعار والسيد قادر سيخرج سعيداً لأنهُ تجنب الفضيحة و التشهير الناتج عن إفلاس شركته !!
العم لن يبقي راكان إلا لأنهُ ذكي وجبان ، بهذه الطريقة يمكنه الإستفادة منه بكل الاشكال المٌمكنة !!
خرج راكان وقد نصب فخين لعمه ، الاول غداً والاخر بعد شهر من الآن !!




☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆



في زيارته لعمه فقد وضع حشرة في مكتبه ، حشرة أخرى ، تتبعه لغرفته و ثم تندس في جيب ملابسه حتى اذا ذهب إلى الموقع الذي يريد يمكن تصويره بدقة ، تلك الحشرة يجب أن يحركها من بعيد وهذا يتطلب الوقت ، لم يعلم إن كان لديه الوقت لكنهُ سيصنع إذا إضطر لذلك !!
وأخيراً توجه عمه للمكان المطلوب ، تم تبادل الاموال اولاً من ثم دخلت شاحنة كبيرة ، فُتح بابها ومن ثم سقط كأسها ثم تحطم لأشلاء مُتناثرة كما هو الحال بالنسبة لصبرها ، ما ترآه لا يُصدق ، العمل الذي تبين أن عن راكان يخاف عليه كان غير متوقعاً ، لكن كيف لها توقع هذا !!
قالت ساخطة : ذلك الحقير !!
أغمض راكان عينيه أمام هول مايرى ، لقد تجاوز عمه كُل الحدود ، المتاجرة بالاطفال هذا أمر لا يُمكن تصديقه ، أمر لا يُمكن لبشري أن يقوم به !!

تأملت بدر أشكال الاطفال والغصب قد سيطر عليها و قالت : لا يجب أن نصمت بعد ما رأينا ، لا يُمكن !!
قال راكان بألم : أعلم لكن كيف نفعل هذا ؟
قالت غير مصدقة : ألا تزال تسأل ، هذه الصور هي دليل بحد ذاتها ى يمكن أن نرسلها لذلك المحقق !
قال بهدوء : سافعل هذا لكن ليس الآن !!
قالت غير مصدقة : ما الذي تقصده ؟
قال بألم : ما أقصده هو أنهُ عندما يسقط يجب أن يسقط دفعة واحد ، كُل شيء لديه من ثروة و املاك يجب أن يزول ، كي لا يخرجه أحد من مأزقه ، يجب أن أحطمه كُلياً وكُل شخص شارك معه يجب أن يُحطم أيضاً !!
علمت بدر أن ماقاله صحيح ، وأنهُ لا يجب أن تتسرع أبداً لأن هذا قد يبدد إنتقامها !!!




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-15, 09:09 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



*إنتقام رجل و كبرياء أُنثى*






"الفصل السادس "






(1)



أغلقت أزار سترتها ، رفعت شعرها كـ المعتاد للخلف ، تبرجت قليلاً لتخفي الكدمات التي تغطت وجهها ، أخذت نفساً عميقاً ثم أخرجته ببطئ هذه الطريقة ساعدتها كثيرا، في التخفيف من توترها ، خرجت من غرفتها لتجد السيدة زينات ، حنت رأسها بتحية مقتضبة ، توجهت للمطبخ ثم صنعت كوب من القهوة بملعقة ونصف من السكر كما يُحب السيد جاسر !!
تسائلت كيف يبدو هذا السيد ؟ يبدو أن الخدم يخشونه لذا تتوقع أن يكون بشعاً ، مغرور وعنيد ، أخذت كوب القهوة وتبعت توجيهات أماني ، وقفت أمام باب كبير أسود ذو مقبض دائري مماثل لباب غرفة الخدم ، أدارته ببطئ وقد شعرت بأن التوتر إستهلك طاقتها !
حين دخلت وجدته يقف ، كُل ما رآته هو ظهره ، كان يرتدي الزي التقليدي ، إبتلعت ريقها ثم قالت بهدوء : سيدي قهوتگ !!


خائف ، متوتر ومذهول ، هذا ماكان يشعر به جاسر ، لم يجد الجرأة ليلتفت وينظر لها ، لم يفهم ماسبب إرسال والدته تلگ الفتاة لتعمل لديه على الرغم من أنهُ لم يوظف إمرأة قط لهذا العمل لكن لِمَ هذه الفتاة ؟
رُبما يجب أن يسأل سؤال آخر ، كيف فتاة تحترم نفسها أن تعمل بشكل خاص لرجل غريب ، هل تُفكر برمي شباكها عليه ، لا لن يحدث هذا !!
إلتفت بسرعة ونظر بإتجاههاا ، ترتدي زي الخدم ، تنظر بطريقة ثابتة ، تقف في مكانها قرب من الباب !
إحتضانها ، تقبيلها ولومها ، كيف تتركه كُل هذه السنين لكنها ليست جازية ليفعل هذا ، هي فتاة غريبة يجهل من أين أتت ، جاهلة ، خادمة وقليلة أدب !
قال بحدة : إقتربي !!
لم ترفع رأسها بل ظلت تنظر بثبات على الارض ، تقدمت ببطئ ، صوت حذائها على الارض الجرداء أزعجه ، بدأ وكأن الصوت ينقر على أعصابه ، إبتلع ريقه حين إقتربت من مكتبه ، تأملها بألم ووقاحة بقدر ما إستطاع لكنها لم يرف لها جفن ، بل ظلت تحتفظ بتلگ النظرة الثابتة !!
وضعت الكوب على الطاولة ، أخذ كوب القهوة ، إرتشف منه قليلا وكانت كما يطلبها ، سوداء بملعقة ونصف من السكر ، دقتها جعلته يغضب أكثر ، رغبته في إحتضانها تؤلمه وذكريات الماضي تطارده ، تقتله ، تخنقه بينما هي تبدو غير مهتمه ، جميلة كـ المعتاد ، لا بد أنها جازية ، لا يمكن أن تكون إمرأة أُخرى غيرها ، لا يٌمكن أن تُشبهها إمرأة أُخرى !!
حرك القهوة في كوبه بشكل دائري ثم سكب محتويات القهوة على رأسها ، إتسعت عينيها من الصدمة ، بينما قطرات القهوة المنسكبة تجد طريقها بإتجاهه فمها !!
جلس على كرسيها الدوار ، وضع رجل على الاخرى بينما هي ظلت تنظر له بغضب ، غضبها إستمر للحظات ثم إختفى وكأنهُ لم يوجد قط !!
قال ببرود بينما يهز ساقه بتوتر : أحضري لي كوب آخر لا يكون بارداً كهذا !
قالت وهي تعض شفتيها : لكنهُ لم يكن بارداً سيدي !!!
أنزل قدميه ووضع يديه فوق مكتبه ثم شبكهما قائلاً : لا أراگ تتألمين !! مادمتِ لا تتألمين فـ القهوة باردة !!
للحظات شعر بأنها ستعترض ولكنها صمتت ، عادت للوراء وتركت الغرفة !!
تنهد جاسر بتعب ، لقد إنتظر هذه المقابلة طوال الليل ولم يذق طعم للنوم ، رؤيته لشبيهتها يؤلمه ويخنق قلبه !!
كيف لهُ أن يُصدق أنها ليست جازية ، كيف ؟؟



ركضت للحمام وهي تشعر بأنها تحترق ، غسلت وجهها بالماء ، شعرها وملابسها ، تنهدت بألم ، لم تتوقع هذا أبداً ، كيف يفعل بها هذا ؟ أليس إنسان ؟ كيف يعامل الاخرون بهذه الطريقة ؟ حتى لو كانت خادمة فـ هذا ليس تصرف يقوم به رجل مُحترم في مثل مكانته !!
لكنهُ كان متوتراً ، وجودها يوتره و رُبما يؤلمه ، فـ هو يرى شبيهة المرأة التي تركته لابد أن هذا يزعجه لكن أن يسكب القهوة الساخنة عليها أمر غير طبيعي ، حمدت الله أنها لم تكن ساخنة جداً !!
ذهبت للمطبخ ، حين دخلت شهقة الفتيات الثلاث ، منظرها جعل أماني تقول وهي تضع يدها على صدرها : هذا فظيع ، ماذا حل بگ ؟
إبتسمت حياة ولم تجب في حين قالت رؤى وهي تشبك يديها فوق صدرها : هل رشگ بالماء ؟ هل فعلها ؟ ذلك الحقير !!
إبتسمت حياة ثم صححت قائلة : القهوة !!
شهقت ليلى برقة ،وضعت يديها فوق فمها بعدم تصديق !!
إبتسمت حياة بالمقابل وقالت : لا بأس عليكن ، أحتاج فقط لكريم الحروق و كوب قهوة للسيد ، فقد كانت قهوته باردة !
سألتها أماني : هل كانت باردة ؟
رفعت حياة حاجبيها ثم قالت : لأنني لم أصرخ بسبب الألم هذا جعله يظن أنها باردة !!
علقت رؤى قائلة : حقير !!
قالت أماني : اذا فعلها إصرخي وأفزعيه ، إجعليه لا يقوى على الحركة !!
ضحكت حياة بمرح : شكراً على النصيحة القيمة والآن سأعد قهوة الصباح من جديد !!


طُرق باب غرفته من جديد ، حين فُتح الباب دخلت الفتاة ، للحظات علقت أنفاسه وظهر لهُ أمل زائف بأن هذه لعبة من جازية ، في الحقيقة لم يتوقع حضورها من جديد وهي تحمل كوب قهوة آخر !!
إقتربت ووضعت كوب القهوة على طاولته ، أخذ رشفة ثم رمى الكوب ليتحطم لأشلاء !!
علق قائلاً : حلو جداً ، إصنعي كوب آخر وهذه المرة ضعي مئتا حبة سُكر بالعدد دون زيادة او نقصان !!
فتحت فمها لتعترض لكنها عادت لتقفل فمها خرجت من الغرفة وعادت للمطبخ !!
حين عادت تجمعن حولها الفتيات ثم قلن : ماذا حدث ؟
تحدثهن بصوت واحد جعلها تضحك وقالت : لقد حطم الكوب لأن القهوة كانت حلوة لذا أمرني بوضع مئتا حبك سُكر في كوبه !!
تنهدت أماني قائلة : هذا سخيف !!
أيدتها رؤى وليلى !!
إبتسمت حياة بهزل وهذا أزعج الفتيات !!!
فعلت ما أمرها به وقامت بعد حبيبات السكر حتى وصلت للرقم مئتان ثم عادت لتراجع عدد الحبات ، وضعتها في الكوب ثم أخذتها لغرفته !!

وجدته يمشي ذهاباً وإياباً ، تسائلت إن كان يتألم بسبب وجهه الشبه بينها وبين السيدة ، رُبما لأجل هذا يعاملها بقسوة !
وضعت الكوب مُجدداً على المكتب ، تناوله ليرتشف منه ثم رماه مرة أُخرى وقال : لم أُحب شكل الكوب ، إصنعي لي القهوة مرة أُخرى !!
أردات الصراخ والقول لهُ بأن يذهب للجحيم ولكنه إبتسمت عوضاً عن ذلگ وقالت : كما تشاء سيدي !!!

اللعنة عليها ، تسائل جاسر ما الذي تفعله هذه الفتاة ؟ هل تظن الامر مُجرد لعبة ، بأنها قد تفوز عليه !
أردات المغادرة ولكنهُ جذبها لتجلس على الكرسي ، إنحنئ ليقترب من مستواها !!
قال ببرود : ما الذي تظنين أنك تفعلينه ؟ ما لعبتُك ؟ أتخططين لأغوائي ام ماذا ؟

رأت في عينيه الغضب ، رُبما أرداها أن تنهار و تبكي كي يهدئ ، كيف يقل توترها لكنها لا تستطيع فهي ليست جيدة مع الدموع !!
قالت بهدوء : أخبرني سيدي كيف أخدمك دون أن تغضب مني ؟
هدوء ردها وتمالك أعصابها جعله يجفل من الصدمة ثم قال : ألا تفهمين مع من تتعاملين ؟ كيف تتحدثين معي بهذه الطريقة ؟
قالت معتذرة : أعتذر سيدي إن كٌنت أغضبتگ او قللت من قدرك ، أنا فقط اود أن أخدمگ بشكل جيد !!
لا يجب أن تعتذر فـ هي لم تُخطأ ولكنها تتعامل معه بشكل حذر ، بسياسة الزبون دوماً على حق ، هذه الحقيرة الصغيرة !!
أراد التحدث ولكن دخول حسُام منعه ، إنتصبت الفتاة واقفة ثم إستأذنت بالخروج ، لم يأبه جاسر لنظرات حُسام المُشككة فقد أعماه الغضب !!

توقفت في منتصف الطريق وهي تشعر بأن قلبها سيتوقف من الذعر ، دخول ذلك الرجل أنقذها فأن لم يفعل لكان السيد قد جعلها تندم على تصرفها !!
عادت للمطبخ ثم قالت : شكل الكوب لم يعجبه !!
تأوهك الفتيات بغض ، ثم قالت أماني وهي تضع يديها حول خصرها : هذا لايعقل ، هل هو طفل في الخامسة !
قالت حياة ساخرة : لو لم يدخل ذلك الرجل الغريب لكنتُ الان في عداد الموتى !!
سألتها رؤى : اي رجل وماذا فعلتي ؟
قفكرت حياة بتمعن ثم قالت : رجل حسن الهندام ، يبدو ذا ذوق رفيع !!
قالت ليلى : هذا حُسام مساعد السيد !!
أكملت حياة : لقد أغضبته بشكل لا أعرف كيف ، فقد قلت بكل هدوء او سألت بكل هدوء كيف لي أن أخدمه دون أن يغضب وهذه الجملة البسيطة جعلته يغضب !!
قالت أماني : هذا طبيعي ، فأسلوبگ متعالي جداًلأجل هذا غضب !!
قالت رؤى ساخطة : متعالي ، ليست هي من رفض القهوة لأنها لم تجد مئتا حبة من السكر ، ذلك المتعجرف !!




☆彡★彡☆彡★彡☆




تمتمت سُمية وهي تهز رأسها : مئتا حبة من السكر إذن !!
منعت سُمية ضحكتها بصعوبة في حين بدأت زينات وكأنها س تنفجر !!
قالت زينات بسخط : سيدتي أن السيد يتصرف بشكل طفولي ، حتى لو كانت خادمته الخاصة هذا لايعني أن يطلب مثل هذه الطلبات !!
إبتسمت سُمية وهي تُفكر بأن جاسر قد بالغ بالفعل ، تسائلت كيف تصرفت حياة حيال هذا الموقف !!
سألت سُمية بفضول : كيف تصرفت حياة حيال هذا ؟
فكرت زينات ثم قالت : لقد تصرفت بهدوء كبير !!
همهمت سُمية " حقاً "
تصرفها لم يكُن متوقع ، أي خادمة في مكانها لابد أنها قد تستاء او تغضب ، تفعل أي شيء !
قالت زينات بحذر : هدوئها قد جعل السيد يغضب أكثر !!
أكدت سُمية هذا ثم قالت : هذا طبيعي !!



~



التركيز كان مُهمة صعبة في نظر جاسر ، وجود تلگ الفتاة قلب حياته رأساً على عقب ، الشبه الكبير بين جازية و الخادمة كبير لدرجة من الصعب التصديق أنهما شخص مُختلف ، لا !!
هُما شخص واحد وهذا شيء أكيد ، لكن لو كانت هي جازية ، لِمَ قد تعود ؟ ماذا ستجني غير المتاعب ، أليست هي من هربت لِمَ قد تعود وتتحمل غضبه وإنتقامه مرة أُخرى !!
شيء آخر أثار تعجبه ، هو رغبت والدته بعمل تلگ الفتاة بشكل خاص ، ما الذي كانت تطمح له بذلگ التصرف ؟
رُبما لن يُجيب عن أسئلته سؤاها ،،
ترك مكتبه وتوجهه لغرفة والدته بخطوات سريعة ، حين دخل وجد والدته وخادمتها الخاصة زينات !!
قال ببرود : أود التحدث معگ !!
أشارت سُمية لزينات بالرحيل بينما جلس جاسر قبالتها ، عينيه حائرتان ، كتفيه منحنية مُرهقة ، تسائلت إن كان حصل على نصيبه من النوم ليلة البارحة ؟
إبتسمت قائلة : ماذا هُناك ؟
وضع رجل على أُخرى وقال : أنتِ تعلمين لِمٓ أتيت ، لذا توقفي عن اللف والدوران وأخبريني لِمَ تلك الفتاة تخدمني ؟
صراحة ولدها أوقفتها عن اللف والدوران ، أخذت نفساًعميقاً وأمسكت يده بقوة ثم قالت : مُنذ ذهاب جازية وأنت بعيد ، متألم و جريح ، أنت تعلم أن جازية لن تعود أبداً !!
توتر فكة ، أبعد يده عنها ثم قال : ماعلاقة هذا بالخادمة ؟
جفلت من سحبه ليده بقوة وكأنهُ لا يطيق لمستها ، تنهدت ثم قالت : لديك تلك الفتاة لكي تخرج كُل مشاعرك ، الهوس الذي تكنه لعائلة فارس يجب أن تُنهيه !!
صرخ قائلاً : وكيف لخادمة قذرة أن تخلصني من هوسي المزعوم ؟ كيف تفكرين بهذه الطريقة ، الامر غير مقبول نهائياً وصعب الفهم لأجل هذا أنهي عملها وأطرديها ، أنا لا أريد رؤيتها مرة أُخرى في أي مكان !!
تنهدت بتعب ثم قالت : إذا أردت طردها فأفعلها بنفسك لأنها خادمتك أنت وليست خادمتي !!
طرفت عينيه و زم شفتيه بإمتعاض ، تردد في سؤالها عن حقيقة تلك الفتاة ، إلا أن والدته رأت تلگ الرغبة في عينيها !
قالت بحنان وقد ناولته الملف : هذا الملف فيه كُل شيء يخص الفتاة !!
تناول الملف بتوتر ، غادر غرفة والدته وعاد لمكتبه ، اخذ نفساً عميقا ، جلس على كرسيه ، فتح الملف ، وقع نظره على إسمها ، ثم تاريخ الميلاد ثم العمر ، فصيلة الدم ، كُلها مُطابقة لجازية الفرق الوحيد هو إسم الاب !!
إذن حياة إبنة عم جازية ، هل هذه مُصادفة ؟ لا يُعقل ، أخذ هاتفه ووضع رقم حُسام !!
جاسر / حُسام فلتتأكد إن كان لجازية عم متوفي او اي اقارب من بعيد !!
اقفل هاتفه ، إستند للوراء وضع أصبعه على فمه ، هل يُعقل بأن الفتاتان قريبتان حقاً ، لديهما ذات اللقلب ، الفرق ان والد حياة توفي في صغرها وقد كانت تسكن في مدينة أُخرى ، بينما جازية غنية حياة كانت الفقيرة !!



~


توجهت لمكتبه كما طُلب منها ، تسائلت لِمَ أرادها ، رُبما قرر إيقافها عن العمل ، دعت الله في سرها أن لا يحدث هذا !!
حين دخلت بدأ مرتاحاً جدا في ثوبه ، أزراره مفتوحة ، جسده مُتكئ براحة ، الشيء الوحيد الذي بدأ مضطرباً كان عينيه !!
قالت بهدوء : لقد طلبتني !!
أغلق الملف ، ثم شبك يديه فوق مكتبه ، قال : هل لديگ أي أقارب ؟؟
قالت بهدوء : نعم ، لكن مُتفرقين !!
سؤالها عن الاقارب جعلها تضطرب ، أي شيء في حياتها الشخصية يجب أن تُبعده ، رُبما إكتشف عن حالتها الصحية ، لكن لو فعل لِمَ يسألها عن الاقارب وليس عن صحتها !!
همهم ' فهمت '
عاد ليسألها : هل تُجيدين السباحة ؟
إبتسمت بهدوء : نعم سيدي !!
هز رأسه بغموض ، تسائلت ما الذي يُفكر به ؟
إنتصب في وقفتها ثم جذبها من يدها ، شعرت حياة بالألم في يدها ، حاولت مقاومته لكنهُ كان أقوى منها !!!




☆彡★彡☆彡★彡☆




تسائل زياد عن أحوال الخادمة ، هل هي بخير ؟ لسبب ماهو يكُن لها شعور الشفقة بعكس المرأة التي تُشبهها ، جازية لقد إمتعضها كثيراً ، لكن هذه مُختلفة ، يستطيع أن يرى خلف تلگ الابتسامة المرحة ألم عظيم ، الجروح في يدها لم تغب عن باله ، هل تتعرض للعنف الاسري ؟ هل هُناك من يجبرها كي تعمل هُنا ؟ والدتها رُبما !!

شعر زياد برغبة في السباحة ، لذا توجهه لبركة السباحة وحين ذهب إلى هُناك رآها تقف بجوار جاسر ، شعر بالفزع حين رأى جاسر يُمسك يدها بقسوة وعينيه تؤنبئ بالشر !!
فجأة دفعها جاسر للماء !!




















(2)





جذبها بقوة واوقفها أمام بركة السباحة ، عينيه المُظلمتان أخافتها ، إبتلعت ريقها بصعوبة ثم قالت : ماذا تريد سيد ...!
لم تكمل جملتها فقد دفعها للماء ، قال بصوت عالِ : فلتسبحي الآن !!
حمداً لله أنها تعلمت السباحة في فترات العلاج الطبيعي وإلا لكانت قد غرقت الآن !!
بعد لحظات حين تيقن أنها تجيد السباحة قال : إذن تُجيدي السباحة !!
بدأ خائب الأمل ، هل تمنى أن لا تُجيده ، رُبما بسبب تلگ المرأة ، هل ظن بأنها إن لم تُجد السباحة فهذا يعني أنها تلك المرأة ، يالهُ من مجنون !!

لم تنتبه حياة حين سحبتها يدين قويتين ، يدي زياد !!
غطاها بالمنشفة ، ثم جفف شعرها قائلاً : هل جُننت جاسر ؟.
صوت زياد الساخط جعل جاسر يجفل ، للحظات توقف يفكر في مافعله ، لابد أنهُ جن ، كيف يرمي بإحدى خدمه في البركة دون التفكير في العواقب !!
أوقفها زياد بيديه القويتين ثم قال : إذهبي الآن !!
ذهبت حياة ، إمتعض جاسر من معاملة زياد لحياة ، تسائل عن سبب لطفه المُفاجئ ، هل يشعر بشيء إتجاهها ؟
قال زياد : ماالذي حل بگ ؟ أنا أعلم أنها تُشبهه زوجتگ ولكنها ليست هي لذا توقف عن القلق !
تنهد جاسر ، لقد أخطأ وهو يُقر بهذا لكن كانت تلگ الطريقة الوحيدة للمعرفة !!



~



إنهالت الفتيات بالشتائم على جاسر ، لم تستطع حياة منعهن بعد مافعله جاسر ، هي أيضاً غاضبة و مُنزعجة منه و بشدة لكن ماذا تفعل ؟
حاجتها للمال تجعلها مُقيدة وعاجزة !!
قالت رؤى بخوف : أنا حقاً قلقة ، ذلگ الرجل مجنون ، لقد فهمت الآن لم جعلت السيدة سُمية تعملين لديه ، لكي يخرج جنونه عليگ !!
أكدت أماني قائلة : نعم هذا صحيح ، هي تريدگ تحمل ذنب لم تقومي به !!
إكتفت ليلى باحتضانها ، إبتسمت حياة بمرارة ، ماقالته رؤى صحيح ، هي بالنسبة لهم كبش فداء يضحون به متى ماشأو ، هذه الحقيقة جعلت حياة تشعر بالكآبة !
إغتسلت ثم عادت لغرفتها لتجفف نفسها ، إرتدت ملابسها الداخلية وحين كانت ترتدي سترتها دخلت ليلى ولديها زي الخدم الرئيسي ، شهقت ليلى ثم أسقطت الملابس أرضا حين رأت ظهر حياة ، الجروح و العلامات ، كُلها جعلت ليلى تفر مُبتعدة !!
تسائلت حياة إن كانت ليلى قد خافت منها ورُبما إشمئزت ، هي تعلم بأنها شكلها لا يسر الناظرين ، لازالت تذكر كيف فزعت الممرضات منها في البداية ، الهمسات الخائفة ونظرات الشفقة كُلها تزعجها لأجل هذا هي تُخفي جسدها!

إرتدت سترتها ثم بنطالها القطني المُفضل ، دخلت زينات في هذا الوقت ، بدا عليها القلق !!
قالت بهدوء : يجب أن لا تبقي في هذه الغرفة مرة أُخرى ، أنتِ تعلمين ذلگ !!
هزت حياة راسها بالايجاب ، رغبتها في الانتقال لغرفة أخرى صفر ولكن لا تستطيع رفض الاوامر !!


~


حملت حقائبها وتوجهت للغرفة حيث يجب أن تجلس ، في طريقها للبحث رأت زياد !!
إبتسمت بينما هو عقد حاجبيه وقال : هل س تذهبين ؟
قالت ضاحكة : أعتذر إن كُنت س أخيب أملگ ، لا لقد إنتقلت لغرفة أُخرى !!
قال مُتسائلاً : حقاً ؟ أين ؟
قالت : في الجناح الغربي !!
قال بحدة : ولكن هذا جناح جاسر الخاص !
حكت له بهدوء ماحدث ثم قالت : كما ترى س أنتقل الآن !!
زم فمه مُنزعجاً ثم قال : لابد أنهُ مغرِ ، الحصول على مبلغ كهذا في شهرين فقط ، ام جاسر مُغِر أكثر !!
لقد توقعت إمتعاضه لذا قالت : المبلغ مُغِر نعم لكن السيد بعيد كُل البعد عن الإغراء !!
أدار عينيه بحركة تدل على الإنزعاج ، ثم قال : كما تشائين !!
أراد المغادرة لكنها قالت : شكراً على إهتمامگ وأعتذر !!
قال ببرود : أنا لا أهتم بگ بقدر أنملة لكنِ لا أحب مثل هذه التصرفات المُشينة في منزلي !!
إبتسمت بمرارة : شكراً لگ على كُل حال !!
أكملت طريقها بينما هو ادخل يده في جيبه ، ضرب قدمه بالارض للحظات ثم غادر !!


~




وقف أمام الغرفة ، وضع يده على الباب ، مٌنذ ذهبت لم يقترب من هذه الغرفة مُجدداً ، لم تكُن لديه ذكريات كثيرة لكنها قيمة بالنسبة له ، عدة مرات رغب في حرقها ، تدمير كُل ذكرى لها لكنهُ لم يكُن جريء بما فيه الكفاية ، جازية أثبتت لهُ أنهُ رجل ضعيف ، لا يستطيع إحتمال وجودها او بُعدها !!
غادر وهو يشعر بالشتات ، لم يعد يفهم مشاعره جيداً ، لقد وصل للنقطة التي لم يعُد يُميز فيها مشاعره ، كُره او حُب ، كُل شيء إختلط ببعضه !!
توجهه لغرفته الخاصة ، فـ مُنذ سنوات لم يقطن مع لمياء في ذات الغرفة ، رُبما كان أجبن من أن ينظر لها ، من أن يكون قريب منها ، هكذا إبتعد عنها ،هو يعلم بأنه أيضاً لم تعُد تكُن الحُب له بعد مافعلهه ، مشاعري للمرأة التي حرمتني من أكون أباً خاطئة و سيئة ، بقدر ما أنا غاصب لما فعلته غاضب لأنها تركتني !
قبل أن تذهب صرحت بحبها ، حين لم أرد أن أستمع أخبرتني وحين أردت الاستماع ذهبت ورفضت تلگ المشاعر ، رُبما في مكالمتها الاخيرة أردات قول شيء ، لكن بعد رفضي هي عدلت عن الحديث وهكذا لثلاث سنوات كاملة لم يصدر منها أي خبر !!
تنهد بعمق وفي طريقه لغرفته رأى تلگ الفتاة من جديد ، للحظة شعر بألم في صدره وإختناق !!
قال بحدة : ماذا تفعلين هٌنا ؟
فزعت حين سمعت صوته ، لقد كانت عالقة في أفكارها لذا لم تنتبه لوجوده !!
قالت بهدوء : لقد طلبت مني السيدة زينات البقاء هُنا في هذه الغرفة كي أخدمگ سيدي !!
تخدمه !!!
هل هي جادة ، بعد كُل مافعله تُريد أن تخدمه ، هل سادية ؟ رُبما تُحب التعذيب ، أم تلعب لعبة من نوع ما !!
قال ساخراً : يُمكنگ أن تحضري العشاء !
تجاهلت حياة لهجته الساخرة وطريقته الوقحة في النظر لها وذهبت لتحضر له عشائه !!!
حين عادت ، طرقت باب غرفته ولكن لم يُجب أحد ، إضطرت أن تضع الطعام على الارض كي تفتح الباب ، حين دخلت لم تجده ، تسائلت أين ذهب ، تقدمت في الغرفة ووضعت الطعام على الطاولة ، أرادت الخروج لكن جمال الغرفة اذهلها ، الابيض والذهبي جميلان معاً ، السرير رائعة ومُغطى بستارة بيضاء حريرية ، السرير يقع في أخر اليمين ، بينما الارائك والطاولة في منتصف الغرفة ، خمنت حياة أن الباب في اليسار ليس سوى باب الحمام ، بالمناسبة فقد سمعت صوت مياه صادر من الباب تسائلت لو كان بالداخل !!
قررت الخروج قبل أن يراها ويشتعل غضباً ، لم تحد نفسها مُستعدة للمجابهة ولكن عندما أرادت الخروج ، فُتح باب الحمام ليظل جاسر وهو يثبت منشفة حول خصره ، جسده الرياضي أبهرها ، لم تطل حياة النظر بل قررت الخروج على الفور ، فور إدارتها لمقبض الباب أمسك بيدها !
سألها ببرود : إلى أين تظنين أنك ذاهبة ، ألا تودين مٌرافقتي ، أليس هذا سبب بقائك في الغرفة ؟
أغمضت عينيها بغضب ، لم تكٌن مُستعدة لمثل هذه المواقف ، يالا غبائها كان يجب أن تتوقع شيء كهذا !!
نزعت يدها بقوة ثم قالت : الطعام سيبرد لو إنتظرت أكثر ، يجب إن تأكله الآن !!

توقع أن تصفعه او تشتمه لكن تُذكره بالطعام ، تلگ الفتاة !!
إبتسم بسخرية وقال : لديگ الجراءة حقاً ، كما تشائيين سأكل ولكن أنتِ ستطعميني بيديگ وإلا لن أكل !!
إفترت شفتيها عن إبتسامة ، لقد كان يغيضها !!
قالت بهدوء : بعد أن ترتدي ثيابك بالطبع سأساعدك على الاكل !!
رفع حاجبيه ساخراً ، اخذ ستره قطنية سوداء و جينز أزرق !!
جلس على سريره ، تقدمت هي وهي تحمل صينية الطعام ، في كُل مرة تُقدم لهُ الملعقة يتعمد الإمساك برسغها ويحرك إصبعه بحركة دائرية ، هو يود إستفزازها ولن تسمح لهُ بذلگ !!
أراد بالفعل إستفزازها لسبب يجهله ، رُبما لأنها خادمة ولكنهُ لم يهتم للخدم قط ، رُبما لأنها تُشبهه جازية ، عينيها و شفتيها ، صحيح الانف مُختلف قليلاً ، أنفها كان مُتعالٍ دوماً بينما أنف هذه الفتاة غريب ، يبدو كأنهُ سيف مسلول مُستعد للقتال ، جازية رُبما أجمل لكن في هذه الفتاة هدوء وبساطة لم تكن في جازية ، وجهها لطيف والنظر لها مٌريح !!
لاحظت حياة شعره المبلل ، قطرة تسللت من شعره لتسقط على سترته !!
قالت : يجب أن تجفف شعرگ كي لا تصاب بالمرض !!
إبتسم ساخراً : كأنگِ تهتمين !!
أجابته بذات السخرية : بالطبع لِمَ قد أهتم لكن ياسيدي أنت سيء الطباع وأنت بأتم صحتگ ، لا أستطيع تخيل د....
توقفت عن الكلام ، لم تستطع تلفظ كلمة " دناءة " لأنهُ سيغضب ووهذا ليس في صالحها !!
أكملت بهدوء : لقد أنهيت عشائك ، لذا أنا يجب أن أذهب !!
أمسك بيدها ، ثم سألها : لِمَ تفعلين هذا ؟ لِمَ لم تتركي هذا العمل ؟
أجابت بهدوء : هذا شأني الخاص سيدي !!
بعد أن أنهت كلامها رسمت إبتسامة هادئة على وجهها !!
علق ساخراً : تُجيدين الإبتسام ، هذا يجعلني أفكر بأنگِ لم تبكي قط !!
لم تبكي ؟؟.
هل هو جاد ، لقد تضررت بشدة بسبب الحريق ، عانت من مشاكل في الاعصاب لفترة طويلة و العمليات المُستمرة ويقول بأنها لم تبكي ، هي بكت لدرجة جفت فيها دموعها وأصبح من الصعب البكاء مرة أُخرى !!
قالت مُبتسمة بمرارة : لقد بكيت كثيراً لذا لم يعُد لدي مزيد من الدموع لكن يبدو أن لديك الكثير من الدموع تٌريد إخراجها ولاتستطيع !!
قالت هذه الكلمات وغادرت، النظرة في عينيها ، الألم العميق ، الناظر لأول مرة لن يراه رُبما لأن نظرة الألم في عينيها مُستمرة لدرجة من الصعب تميزه ولكنهُ ميزه الآن !!
وضع يده على صدره ، هل يتخيل هذا أم ان دقات قلبه تتسارع ؟
الشبه هو مايجعله يُفكر هكذا ، قلبه لا ينبض لأجل الخادمة بل لأجل جازية !!




★彡☆彡★彡☆彡★




همست لمياء " ماذا قُلتِ ؟"
طرفت عينيها مراراً كي تمنع تساقط الدموع ، توتر فكها وزمت شفتيها ، كيف يفعل جاسر هذا بها ، كيف يبعدها عنه و يُقرب خادمة قذرة فقط لأنها تُشبه قاتلة ولده !!
قالت تهاني بحزن : لا بأس عزيزتي !!
إحتضنت تهاني لمياء ، في نظر لمياء هذا قد حطم كُل شيء بينها وبين جاسر ، بينما قلبها لم يستطع مقاومة الحُب الذي تكُنه لجاسر ، تُحبه و تكره تصرفاته هكذا كانت لمياء !!
تصرفه كان القشة التي قصمت ظهر البعير ، هذه المرة لن تسمح لأحد بإخذ جاسر منها، إما لها او ليس لأحد !!




~

صرخت تهاني قائلة : كُنت تعلم بوجودها ، كيف سمحت لها بالعمل ؟ إنا لا أفهم سبب تصرفك هذا !!
قال زياد مُهدئاً : تهاني إسمعيني !
بُح صوتها وهي تقول : ليس هُنالك ما أسمعه ، أنت تعلم أهمية أختي لي ، أهمية مشاعره ، مُنذ أتت جازية وكٰل شيء دُمر وقلب رأساً على عقب والآن بعد أن رحلت وحل السلام ، تأتي تلگ الفتاة ، تأخذ جاسر بكُل بساطة !!
أمسك زياد بكتفي تهاني وقال : أنا لا أريدها أن تبقى أيضاً لكن ماذا أفعل ، جاسر ليس طفلاً، إذا أراد هو سيطردها ، يجب أن يفعل هذا بنفسه لذا لا تتدخلي ، يجب أن يتخلص من مشاعره لجازية !!
إلتوى فمها ساخراً ثم قالت : اوووه بالطبع ، تلگ الفتاة س تخلصه من مشاعره ، كيف تعلم هذا ؟ تلگ الفتاة قد توقعه في حبائلها ، تستغله كما فعلت جازية !!
إحتضن زياد تهاني بقوة ، يؤلمه رؤيت حبيبته الصغيرة تٌعاني !!
همس بضعف " أسف "
أبعدته عنها ، دفعته للخلف ، بالنسبه لها زياد كان هو حُب طفولتها ، لكن عدم وقوفه لجانبها يشعرها وكأنهُ يخونها ويخذلها !!
إبتعدت للخلف ثم غادرت !
مشت بخطوات مُتسارعة ، يجب أن تٌبعد تلك الفتاة عن جاسر ، لأجل أختها ، لقد عانتا كثيراً في صغرهما ولن تسمح بأن يعانيا مُجدداً !!
توجهت لغرفة حياة !!



~


لم تستطع حياة نسيان نظرت ليلى لجسدها ، شهقة الخوف والإشمئزاز ، لا يُمكن نسيانها !!
": تُجيدين الإبتسام ، هذا يجعلني أفكر بأنگِ لم تبكي قط !!"
لِمَ كلماته لازالت عالقة في عقلها ؟
رُبما معه حق ، في كُل مرة كانت تتألم رسمت إبتسامة في شفتيها حتى صعب عليها أن تتوقف عن الإبتسام ، البكاء ليس خياراً ، لو بكت فهي لن تووقف !!
فُتح الباب بقوة ، غطت حياة جسدها بيديها ، رأت عينين مصدومتان في وجهه جميل !!
همست الفتاة " ماهذا ؟"
إرتدت حياة سترتها بسرعة !!
بينما ظلت تهاني تنظر بصدمة ، لم تتوقع ما رأته ، الجروح التي تدل على الضرب وأثار حروق !
همست حياة بضعف " من أنتِ ؟ وكيف تدخلين غرفة شخص آخر دون إستئذان "
فتحت تهاني فمها لتقول أنها لا تحتاج لأخذ إذن أحد لكنها قالت : أعتذر ، لقد
أردتُ التحدث معك !
نظرت حياة للساعة لتجدها الحادية عشر ، قالت متعجبة : الآن ؟؟ ثم من أنتِ ؟
لسبب ما ظنت تهاني بأن الخادمة قد تتعرف عليها ، رُبما وضعت إحتمال بأنها قد تكون جازية لكن مُتخفية !!
رسمت تهاني إبتسامة مُخادعة : أنا خادمة مسؤولة عن جناح زوجة السيد !!





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-15, 09:10 PM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




(3)





قالت حياة بعدم تصديق : خادمة ؟ في هذا الزي ؟
إنتبهت تهاني لما ترتديه ، فستانها الاحمر القاني الذي يظهر كتفيها وعُنقها مُصمم خصيصاً لها !!
قالت تهاني بخبث : السيدة لمياء كريمة جداً !!
تمتمت حياة : هذا واضح !!
قالت تهاني بسخرية : الا تصدقين أنني خادمة ؟ أتظنين أنني أكذب ؟
قالت حياة بإبتسامة مُشرقة : في الحقيقة لا أصدق ، أنت جميلة جداً لتكوني خادمة ، ملامحك الرقيقة جميلة جداً !!
إحمر وجهه تهاني خجلاً ، تنحنحت قائلة : أنتِ أيضاً جميلة !!
لم تصدق تهاني بأنها قد تُثني على هذه الفتاة ، الأمر أشبه بأنها تِثني على جازية وهذا ما لا تُريده !!
هزت حياة كتفيها ثم قالت : لدي تقاسيم حادة بينما أنتِ رقيقة جداً ، أنثوية جداً ، أنا أحسدگ !!
لم تصدق تهاني بأنها أتت إلى هٌنا غاضبة والآن هي تحمر خجلاً !!
قالت تهاني : جسدگ ؟ لِمَ هو هكذا ؟
تعمدت أن تكون فظة كي تؤذي حياة ، لكنها إبتسمت في المُقابل إنما بحزن !!
سألتها حياة بمرارة : هل أثير إشمئزازگ ؟
" لا ،،، لا ، أبداً " تمتمت تهاني !!
تسائلت لِم قالت لا ؟ رُبما كان يجب أن تقول نعم ، كي تؤلمها ، لكن النظرة في عينيها ، تلك الإبتسامة المُتألمة يصعب التعامل معها !!
قالت تهاني بإنزعاج : لا تنظري لي هكذا !
إبتسمت حياة وقالت : كيف أنظر ؟
تحركت تهاني بإنزعاج وقالت : كـ جرو ضائع !!
علت ضحكة حياة وقالت : أنتِ حقاً لطيفة !!
تمتمت تهاني بإنزعاج : توقفي عن هذا ، أنا لستُ لطيفة لقد قُمت بأشياء سيئة كثيراً ل...
توقفت عن الحديث فقد أرادت قول لگ ، لكنها ليست جازية !!
جلست حياة على سريرها وقالت : كونگ قمت ببعض الاشياء السيئة لا يعني إنگ سيئة !!
قالت تهاني بإنزعاج : أنتِ حمقاء ، سأذهب !!
خرجت تهاني وهي تشعر بالإرتباك ، من المستحيل أن تكون تلگ الفتاة جازية ، جازية أكثر تكبراً ، بينما هذه تبدو بسيطة ، لقد صدقت كونها خادمة بسهولة !!
تبدو فتاة جيدة وليست سيئة كما يظن الجميع !!
توقفت تهاني المشي ، لا تصدق بأن تلگ الفتاة خدعتها بكلماتها المُنمقة ، بل جعلتها في صفها !!
نوع حياة من الناس تكرهه تهاني ، فهو صعب التعامل معه !!

توجهت لغرفة لمياء ، لتجدها تسرح شعرها وهي شاردة الذهن ، إحتضنتها تهاني من الخلف وقالت : كيف حالك الآن !!
سألتها لمياء : أين كُنتِ !!
قالت تهاني : كُنت ...!
لم تعلم إن كان يجب قول ما رأته لذا أكملت قائلة : كٌنت مع زياد !!
قالت لمياء مونبة : يحب أن لا تكوني معه في هذا الوقت المتأخر ، الخدم سيتكلمون !!
تمتمت تهاني ببرود : وماذا لو تحدثوا ؟ لا يهم ، هو حبيبي !!
قالت لمياء بغضب : حبيبگ وليس زوجگ ، لذا توقفي عن رؤيته حتى يتقدم لظلب الزواج منگ !!
صمتت تهاني ، تسائلت متى سيتقدم زياد للزواج منها ؟



~



حضرت حياة إفطار السيد بشگل منفصل ، قالت أماني وهي تزين الاطباق : ماهي أخر أخبار السيد جاسر ؟
قالت هازلة : كـ المعتاد يحول حياتي لجحيم !!
همتمت أماني : أعانك الله !
قالت حياة لليلى : هل الشاي جاهز ؟
همست ليلى وهي تنظر للأرض : نعم ، تستطيعين أخذه !
إنزعجت حياة من عدم نظر ليلى بإتجاهه ،هل هي تخافها كثيراً؟
تمتمت حياة : فهمت !!
أخذت صينية الطعام وخرجت من المطبخ !!
تسائلت رؤى : ما الذي حدث بينك وبين حياة ،
همست ليلى : لا شيء !!
قالت أماني متعجبة : إذن لِمَ لم ننظي بإتجاهها منذ دخلت المطبخ !!
حكت ليلى ما رأته !!
قالت رؤى : رُبما بسبب الحادث !!
هزت ليلى رأسها نافية ثم قالت : لااا ! هذا ليس من حادث ، لقد كانت جروح ، وحروق ، شكلها كان !!
توقفت ليلى عن الحديث وغرقت في البكاء !!
هزئت أماني قائلة : إذن لأجل هذا تجنبتها ، رُبمر هي تظن إنك مشمئزة منها او خائفة ، لابد أن مشاعرها جُرحت !!
قالت ليلى : لا أعلم لِمَ فعلت هذا لكنني لم أستطيع النظر في وجهها ، لو فعلت اظن س أبكي !!
قالت رؤى : إعتذري منها ، لا أحد منا يعلم ماهي الظروف التي تعرضت لها ، لذ إعتذري !!





~




حين دخلت كانت الغرفة مُظلمة ، أجهزة التدفئة على وضع التبريد ، فكرت بأن السيد جاسر غريب ، وضعت صينية الطعام ، أشعلت الاضواء و أعادت ضبط جهاز التدفئة ، إتجهت للسرير ، وجدته يغطي عينيه بيده !!
بصوت مرتفع قالت : سيد جاسر ، حان وقت الافطار !!
لم يظهر أي حركة او ردة فعل ، نادته : سيد جاسر !!
قبل أن تكمل إمتدت يده لتجذبها على السرير ، ثم أحاطها بيديه مُحتضناً جسدها !!
حاولت الإبتعاد لكنه تمسك به بقوة ، همس " جازية "
هل يظنها تلگ المرأة ، سخرت من نفسها ومن الوضع الذي هي فيه ،لولا حاجتها للمال !!
تنهدت ثم إبتعدت عنه ، إبتعادها عنه جعله يفتح عينيه ، للحظات لم يعلم جاسر إن كان يحلم أم لا ، جازية أمامه ، توقظه لكن ألم تتركه جازية ، نعم تركته لكن من هذه ؟؟
إستغرق جاسر بضع لحظات حتى إستعاد ذكرياته !
إنتصب واقفاً والشرر يتطاير من عينيه ، فكرت حياة بأنها من يجب أن يغضب !!
قالت بهدوء : الفطور سيدي !؟
تجاهلها وقال : ما الذي تفعلينه هُنا ؟ من سمح لگ بإيقاضي !
أجابته بإنزعاج : سيدي إنها الساعة السابعة وقد قيل أنك تستيقظ قبل ذلگ بساعتين لذا أيقظتگ ، أعتذر إن قمت بشيء خاطئ !!
اشار بأصبعه في وجهها وقال : لا تتدخلي في شؤوني مرة أُخرى ، إستيقظت أم لا هذا ليس من شأنگ !!
صمتت ولم تُجب ، توجه هو للحمام بينما هي أرادت مغادرة الغرفة ، حين فتحت الباب رأت طفلة تقف امام الباب ، تُمسگ دمية في يدها !!
عيني الفتاة الكبيرة كانتا موجهتان عليها ، فتحت الفتاة فمها وصرخت : جااازية !!
إحتضنتها الطفلة بقوة ، عجزت حياة عن التصرف لذا ظلت واقفة دون حراك !!
في ذلگ الوقت خرج جاسر من الحمام وهو يجفف وجهه بالمنشفة ، حينها رأى ملاك تحتضن حياة ، إرتفع الدم لرأسه ، مشى بخطوات سريعة وجذب يد ملاك !!
أجفلت ملاك ولكن ليس بقدر حياة ، رأت الغضب في عينيها لذا قررت الخروج !
تناهى إليها صوت صراخ الطفلة " جاااازية "
شعرت حياة بالأسى على الطفلة ولكن ليس بمقدورها فعل شيء ، فـ هي ليسن المدعوة جازية !!


أمسگ جاسر يدي ملاك وقال : هذه ليست جازية ،هذه فتاة أخرى !!
قالت ملاك بصعوبة : لكنها تُشبهه جازية !!
تنهد جاسر وقال : هي تشبهها صحيح و لكن هذا لا يعني أنها جازية !!
زمت شفتيها بتمرد وقالت : أنت تكذب !! بسببك الخالة جازية ذهبت ، بسببگ أنت !!
تركت ملاك الغرفة وظل جاسر مُنحنياً على الارض ، كما لو أن كلماتها شلته !!
ماقالته ملاك هو الحقيقة لكن الغضب لازال ، في داخله هو رجل أناني حقاً !!

رنين هاتفه جعله يقف من جديد ، أجاب على الهاتف وقال : هل وجدت شيئاً !؟




☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆




بقيت في غرفتها إلى أن خرج السيد ، بعد أن خرج عادت لغرفته ، قامت بالتنظيف ، أخذت الصينيه وفي طريقها للمغادرة ، تذكرت كيف بدأ غاضباً !
تنهدت ثم خرجت ، توجهت للمطبخ وحين دخلت رأت ثلاثة أزواج من عيون توجه لها ، زوجان فضوليان وزوج حزين !!
حيتهم بإبتسامة ثم قالت : أود سؤالكن عن طفلة رأيتها ، بدت مُقربة للسيدة التي أشبهها !!
قالت رؤى : أتقصدين ملاك ، إنها إبنة أخت السيد جاسر ، طفلة لطيفة ، أذكر أنها كانت مقربة للسيدة جازية !
" جازية " همست حياة ، إسمها جميل هذا مافكرت به حياة !!

لم تعي حياة نظرات ليلى ، لذا خرجت قبل أن تقول ليلى أي شيء !!
قالت رؤى : لابد من أنها غاضبة بسبب مافعتله ليلى !!



~



حملت كوب قهوة لمكتب السيد جاسر ، حين فتحت الباب ، راته وقفته المعتدة والتي تدل على مدى إعتزاز بنفسه ، بضع شعرات الشيب ، لحيته تنمو ، للحظات بدأ جذاباً جداً !!
وقع بصره عليها ، بدأ كـ أسد يخطط لإنقضاض على فريسته ، لكنها لم تٰرهب بسبب نظراته بل سمحت لنفسها بالنظر لهُ بجراءة مُطلقة !!
وضعت الكوب على مكتبه ثم إستىذنت للخروج !
أوقفها قائلاً : أود أن أسألك شيئاً !!
نظرت بإتجاهه وقالت : تفضل سيدي !!
أخذ نفساً عميقاً ثم قال : هل لدى والدگ المتوفي أخ تؤام !
تسائلت قائلة : تؤام ؟ ، أذكر بأن لي عم توفي قبل عدة أعوام وقد كان تؤام والدي ، أظن !!
إنتظرت منه تفسير لسؤاله إلا أنهُ قال : هل أتيت هُنا بسبب هذا العم ؟
هزت رأسها بعدم الفهم وقالت : لا أفهم ما الذي تود قوله سيدي !!
إقترب منها وقال : أنتِ أتيتِ هُنا لأجل الإنتقام لأجل هذا العم وإبنته !!
همست حياة : أعتذر إن كُنت لا أفهمگ ، الشيء الوحيد الذي سأقوله هو أنا لم أأتي للأنتقام من أحد ، أستئذنگ الآن !!
أرادت الرحيل ولكن يده أمسكتها من يدها همس بغضب : هل تظنين أنني أحمق ، تقربگ مني ، إحتمالگ كُل مافعلت ليس أمرأً عادياً إلا أن كُنتِ تطمحين للإنتقام مني ، أنا أعرف اكثر من اي شخص أن الانتقام مُحفز قوي !!
أبعدت يدها عنه بصعوبة وقالت : أرجو أن تشرب قهوتك قبل أن تبرد سيدي !
أرادت المغادرة لكنهُ قال : كوني موجودة وقت الغداء !!
توقفت ثم أكملت طريقها وهي تشعر بالغضب ، أخرجت هاتفها وأرسلت رسالة لوالدتها !!
تسائلت عن الشخص الذي يتحدث جاسر عنه وأتيت للإنتقام لأجله ، هل جُن ؟
تنهدت وهي تشعر بالغضب !!


~


توجهت لبركة السباحة ، إحتاجت لبعض الهواء ، جلست على الارض ومددت قدميها في الماء ، حركت قدميها وهي غارقة في أفكارها بحيث لم تنتبه للشخص الذي يجلس بجانبها !!
إلتفت لتجد أنهُ السيد زياد ، إبتسمت وقالت : سيد زياد !!
سألها : كيف حالگ ؟ وكيف هو العمل ؟
إبتسمت بتوتر : بخير ، كُل شيء بخير !!

لم تبدو بخير في نظره بل بدت شاحبة ، لابد أن جاسر يُسيء معاملتها !!
قال بهدوء : لن أقول مُجددً إتركي العمل !!
نظرت بإتجاهه وضحكت بإشراقة ، للحظات ظن أن أنفاسه توقفت جراء إبتسامتها ، تنحنح محاولاً إسترداد هدوئه !!
قال : هل تحبين المتاحف ؟
لم تعلم حياة بما تجيب ، هل هي تحبها ؟
وجدت رأسها يهتز علامة الايجاب !!
سألها بتوتر : اتودين الذهاب لزيارة مُتحف !
أجابت : بالطبع ، لكن كيف ؟
إبتسم وقال : لا بأس ، أستطيع إيجاد طريقة لكن يجب أن نحصل على موافقة جاسر !!
صمتت حياة ، هي لا تعلم إن كان السيد سيسمح لها بالذهاب !
وقف وقال : يجب أن أذهب الآن ، لدي عمل !
هزت رأسها علامة التفهم ، غادر زياد وبقيت هي تُفكر بجاسر !!
جائها صوت من الخلف : ماذا تفعلين هُنا ؟
حين إلتفت وجدت الطفلة الصغيرة ملاك ، إبتسمت حياة وقالت : لا شيء !!
قالت الطفلة بإنزعاج : لا يُسمح للخدم بالمجيء والعبث بالماء !!
تغيرت الطفلة عن لقائهما الاول !
قالت حياة بحزن : أعتذر ، سأغادر الآن !!
قالت الطفلة بلهفة : لا بأس ، يُمكنك البقاء إذا أحببتي !!
قالت حياة : حقاً ، إذن يُمكنني البقاء ، بشرط أن تعديني أن لا يغضب السيد جاسر علي !
هزت الطفلة رأسها بالإيجاب ، رأت حياة كيف كانت تقف في الخلف ، بدأ وكانها تخاف من الماء !
سألتها حياة : هل أنتِ بخير ؟ ألا تُحبين من الماء !!
هزت الطفلة رأسها فعلمت حياة أن الاجابة لا !!
قالت حياة : لِمَ ؟ الماء رائع !!
للحظات ظلت ملاك تنظر نحو حياة بغضب ثم قالت : أنت لستِ جازية ، جازية كانت تخشى الماء مثلي !!
تذكرت حياة كيف دفعها جاسر للماء ، لقد علمت هذا من البداية لكن ملاك أكدت لها !
إبتسمت حياة وقالت : كُنت أخافه أيضاً قبل أن اتعلم السباحة لكن بعد أن تعلمت لم أعُد أخاف كما السابق ، لذا إذا تعلمتِ لن تخافي مجدداً !!
صرخت ملاك : لا أريد التعلم ، لا أريد شيئاً !!
بعد أن قالت كلماتها هرعت للداخل ، تسائلت حياة إن كانت قالت شيء خاطئ !!




★彡☆彡★彡☆彡★


أخذ رشفة من قهوته الساخنة ، إسترجع نظرات تلگ الفتاة ، بدت حقاً وكأنها لا تعلم بتلگ الحقيقة ، هل هي حقاً لا تعلم بإن جازية إبنة عمها ، رُبما هذا السبب الذي يجعل الفتاتين مُتشابهتان !
هل أتت الخادمة لتنتقم لها ؟
لا !!
الامر فير منطقي ولكنهُ السبب الوحيد الذي يجعل تلگ الفتاة في نظره تتحمل مُعاملته القاسية وتحرشاته !!
نظر للساعة ، رأى أنهُ قد حل موعد طعام الغداء ، عاد لغرفته مُسرعاً ، حين دخل وجدها تضع الطعام على الطاولة ، تنهد بقوة مما جعلها تلتف ناحيته ، بدت وكأنها شاردة الذهن ، تسائل فيما تُفكر ، إقترب منها بخطوات بطيئة ، هكذا علقت عينيهما معاً ، نظراتها تُشبه نظرات جازية ولكن مُختلفة أيضاً ، الشبهه هو وجود بعض الحزن الذي يجعل عينيها سوداء ، كلي عاصفة ، في ذات الوقت مُختلفة فـ عيني جازية حادة ومتعالية ، بينما هذه نظراتها بسيطة وهُنالگ إبتسامة دوماً في شفتها !!
جلس على سريره كـ طفل مدلل تُطعمه والدته طعامه ، بينما كانت تطعمه ظل يتأملها ، بعد أن أنهى طعامه أرادت الخروج لكنهُ أمسك بيدها !!
أشار لها بالجلوس بجانبه ، ترددت قليلاً ولكن جلست بعد ان وضعت مسافة بينهما ، تسائل إن كانت تُخطط للإنتقام منه حقاً ، من المُفترض أن يطردها بعد معرفته بهذا الامر لكنهُ لا يستطيع !!
إستلقى على حضنها ، صدمتها منعتها من فعل أي شيء !!
أرادت إبعاده لكنها لم تعرف كيف تُبعده ، قالت بسخط : سيدي فلتستلقي في سريرك هذا أفضل !!
تمتمت ساخراً : أنا مُرتاح هكذا !!
بدأ ضعيفاً ومُسالماً ، لم تستطع حياة رؤيته هكذا ، الآن هو مختلف عن الرجل المُتعجرف الذي عرفته يوماً !!
ظلت جالسة وظل هو مُستلقي في حضنها للحظات بدت وكأنها الدهر !!
خرجت بعد أن أقفلت الاضواء ، أقفلت الباب وظلت تتكئ عليه لثواني ، رنين هاتفها جعلها تجذبه بسرعه إلا أنهُ سقط ، إنحنت لتإخذه لترى بأنها كانت رسالة من والدتها ، حين فتحتها وقرأت ماكُتب صُعقت !!
" لقد كان لوالدگ أخ تؤام يعيش في هذه المدينة بينما كٌنا نعيش في مدينة أخرى وقد توفي قبل ثلاث سنوات ولديه ولدين ، فتى وفتاة ، الفتاة إختفت والفتى توفي قبل عام ، أسم الفتاة جازية "
إبنة عمها هي " جازية " ، هذا ماقصده إذن بالإنتقام، لقد ظن أنها أتت لأجل جازية ولكن لِمَ تود الإنتقام منه ؟ هل أذى جازية ؟؟
دلكت رأسها ، صداع مُفاجئ أصابها !!
دخلت غرفتها وأخذت دواء للصداع !!



















(4)






" المزرعة " قالت حياة مُتفاجئة
أكدت أماني وهي تمضغ لبانها : نعم ، لقد أمر السيد بهذا فجأة !!
تمتمت حياة : فهمت !!
تسائلت حياة إن كان يجب أن تذهب أيضاً ، هي لا تود الذهاب !!
قالت أماني : لا تعبسِ ، المزرعة جميلة ، لو كُنت مكان لا طرت فرحاً لأنني سأذهب إليها !
إبتسمت حياة إبتسامة باهتة ، تشعر بالتعب والإعياء والصداع يكاد يفتگ رأسها، هذا الصُداع مُستمر مُنذ يومين ، لا تعلم ماسببه !
أخذت قهوة السيد الصباحية ، حين دخلت غرفته وجدته ينام بعمق ، تسائلت متى سيستيقظ فقد صارت الساعة التاسعة ، تنهدت بتعب !!
لا تستطيع ترك القهوة هُنا لأنهُ سيغضب إذا وجدها باردة ، ولا تستطيع أخذها لأنهُ سيغضب لو لم يجدها ، كيف تتصرف الآن ؟
" آآه "
تنبهت لصوت تأوهاته ، إقتربت منه لتجده يرجف من البرد ، وضعت يدها على جبينه لتجده يشتعل من الحرارة ، أقفلت التكيف على الفور ، وفتحت النافذة وأشعلت الاضواء !!
وضعت يدها على كتفها لتهزه لكنه أبى الإستيقاظ ، قالت : سيد جاسر ، إستيقظ !
لم يجد الامر نفعاً لذا تركته وتوجهت للمطبخ لتعد حساء الخضار !!!
دخلت رؤى المطبخ لتقول وهي تحرك أنفها كـ كلب الشرطة : ماذا تصنعين ؟
قالت حياة : حساء خضار للسيد جاسر !
سألتها رؤى بفضول : هل طلبها منگ ؟
لم تعلم إن كان يجب أن تقول أنهُ مريض ، إبتسمت وقالت : نعم لقد طلبها !!
همهمت رؤى ثم عادت لعملها !!
وضعت الحساء في طبق ثم توجهت لغرفتها لتأخذ مُسمن آلم وخافض حرارة ، حين دخلت وجدته يجلس على سريره ، إقتربت منه وقالت : لقد أحضرت بعض الحساء ، يجب أن تشربه كي تأخذ بعدها الدواء !!
لم يقاومها بل شرب الحساء ثم أخذ دوائه ، ساعدته على الاستلقاء مرة أخرى ، بعد هذا توجهت لحمام غرفته وقبل أن تفعل أي شيء توقفت للحظات تتأمل فيها الحمام ، لم تعلم أن حمامه بحجم غرفتها !!
توقفت عن تأمل المكان وأخذت بعض المناشف وقدر فيه ماء بارد !!
جلست بقربه ، أخذت منشفة ثم جففت بها قطرات العرق في وجهه و عنقه ، بهدوء ولطف جففت !!

يشعر وكأنهُ يحترق في ذات الوقت أطرافه مُتجمدة ، فتح عينيها بصعوبة ليرأها أمامه ، ليست جازية بل فتاة أُخرى ، جميلة مثلها لكن تعتني به ، جازية لم تكن لتعتني به قط ، لقد كرهته لأجل هذا تركته وحيداً بعد أن عبثت بمشاعره !
وهذه أيضاً لا تُحبه بل تود الإنتقام منه ، همس بصعوبة : لِمَ تهتمين بي ؟
إبتسمت بلطف وقالت : أنا خادمتگ الخاصة وهذا واجبي !!
إبتسامتها بدت مُشرقة جداً لدرجة أن عيني ألمته او هذا ما اوهتمته به الحمُى !!
سألها بتعب : ألستِ تودين الإنتقام !!
نظرت لهُ للحظات دون قول أي شيء ، ظن بأنها لن تعترف ، بالطبع لو فعلت قد يطردها ولكنهُ يعلم ولم يطردها ، لِمَ ؟
همست له : أنا لم أتي للإنتقام أبداً ، في الحقيقة لم ألم أن إبنة عمي هي زوجتگ إلا موخراً !!
إبتسم بسخرية : اوووه ، هل قررت الإنتقام بعد أن علمتي ؟ هل أخبروگ بأنني جعلتها تُعاني ، بأنني ألمتها وأستغليت حاجتها !!
قالت بهدوء : لا أعلم كيف أذيتها او جعلتها تعاني !
علق ساخراً : حقاً ؟ لابد أنگ تعلمين ، وتعلمين مدى قسوتي وحقارتي ، تعلمين اليس كذلك ؟

فكرت حياة بحيرة بأن الحمى قد عبثت برأسه ولكنها أخطأت ، فقد بدأ صادقاً ! بدأ و كأنهُ يتعذب وكأن الذنب يأكلهُ من الداخله وهذا ماجعله هكذا !!
قال بغضب : أتعلمين أن أكرهها بشدة لأنها تركتني ،!!
يكرهها ؟ لا لم تصدق حياة هذا بل هو يعشقها لحد الجنون !
قالت بهدوء : لقد قُلت أنگ عذتبها فـ لِمَ تغضب لأنها تركتگ ، أوليس هذا بسبب تصرفاتگ !!
في تلگ اللحظة كانت تضع المنشفة الباردة على وجهه ، إرتعش جسمه ثم أمسك يدها وهو يقول : باااارد ، أتودين قتلي ، بالطبع أنتِ قريبتها فوق كُل شيء ، تلك المرأة قالت أنها تُحبني ولكن تركتني بعدها ، فـ كيف لإمرأة أن تُحب ان تترك حبيبها هكذا ، أليس هذا كذب ؟ بالطبع أنتِ أيضاً بعد أن تِنفذي ما تريدينه ستتركيني أيضاً ، ستذهبين وتجعلينني وحيداً من جديد !!

هل يخاف أن تتركه ؟ لِمَ ؟ هل بسبب شبهها بجازية ؟

قالت بعطف : جميع الناس راحلون في النهاية ، ثم أنك لست وحيداً ، لديك زوجة ووالدة وكلاهما يُحبانگ !!
همس بألم : لا أريدهم ، أريدها !!
بعد كلماته تلگ غفت عينيه وغط في نوم عميق ، في نظرها كان كـ الطفل الصغير الذي تركته والدته ، كـ الطفل تخبط في مشاعره فـ مرة غاضب ومرة مُشتاق ، مرة يلومها و مرك يلوم ذاته !!
أزالت خصلات شعره الطويلة عن وجهه وإبتسمت بلطف وحنان ، الرجل الذي ترأه الآن يعجبها ويثير ألم غريب في قلبها ، ألم مألوف ومشاعر مدفونة تجهل حياة حقيقتها ، وضعت يدها على قلبها ثم أنزلتها على معدتها !!
تسائلت ماسبب توتر معدتها ؟ ماسبب ذلگ الشعور المؤلم في صدرها وكأن أحد يُسدد الطعنات على قلبها ؟ لِمَ هي تختنق ولِمَ أطراف أصابعه ترتعش ؟
هل هي مريضة لكن ماهو مرضها !!!؟
صرخت متألمة من رأسها ، الألم كان غير طبيعي ، لم تمر بألم كهذا من قبل ، شخص مايضرب رأسها بقوة !!
تأوهة بألم " اااااااه "
وقفت بصعوبة وإستندت على السرير كي تمشي ، بصعوبة خرجت من الغرفة ، حين إقتربت من غرفتها إنهارت قدميها وأصبح الألم غير مُحتمل وهكذا سقط جسدها كـ جثة هامدة !!




~


قالت تهاني وهي تعبث بشعرها : ألن تفعلي شيء بخصوص الخادمة !
قالت لمياء : سأفعل لكن ليس الآن !؟
تسائلت تهاني : لِمَ ؟
إبتسمت لمياء بخيث : دعيها تتمتع بهذه الايام لأنني سأسلبها كُلها في لحظة واحدة !!
خطط لمياء ليست مرتكزة على الفتاة فقط ، فهي لن تسمح لجاسر بخاينتها مرة أخرى لذا ستحطمه أيضاً !!
نظرات لمياء جعلت تهاني تقشعر من الخوف ، تسائلت إن كانت حياة ستتأذى كثيراً لكن ما شأنها ، لايجب أن تقلق على حياة كثيراً ، أختها من يجب أن تقلق عليها !!
لأنها تقلق على أختها يجب أن تذهب لجمع المعلومات ، من يعلم قد تجد طريقك تطرد فيها حياة دون أن تتأذى !!
أنبت تهاني نفسها على أفكارها ثم أسرعت بالذهاب لغرفة حياة ، حين إقتربت وجدت شيء لم تتخيله ، حياة مُمدة على الارض ، تبدو كأنها فاقدة وعيها !!
إقتربت منها محاولة إيقاظها إلا أنها لم تستجب لها ، وضعت يد حياك على كتفها وبصعوبة سندتها لتدخل غرفتها ، حين دخلت الغرفه اسقطت تهاني حياك وهي تتأوه من الألم !!
تسائلت بتعب كيف تضع حياة على سريرها ، رُبما يجب أن تسحبها أولاً ثم تضعها على السرير ، قامت بخطتها وبصعوبة وضعتها على السرير !!
إقتربت تهاني من حياة كي تتأملها ، بدت جميلة جداً ، شبهها بجازية مع لمستها الخاصة يجعلها أجمل بكثير من جازية ، بالطبع الانف تجعلها أكثر لطفاً وجاذبية ، إن كانت جاذبية جازية في غرورها فـ جاذبية حياة في هدوئها ودفئها !!
من الصعب التصديق أنهما شخصان مختلفان وفي ذات الوقت من الصعب التصديق بأنها شخص واحد ، هذه الفكرة ألمت رأس تهاني !!
فتحت حياة عينيها بصعوبة لتجد الفتاة الغريبة التي رأتها في المرة السابقة ، جلست بصعوبة على سريرها وسالت : ماذا حدث ؟ لِمَ أنا هُنا ؟
قالت تهاني : لقد وجدتُك مرمية على الارض ، أنتِ ماذا حدث لگ ؟ لِمَ أغمي عليك ؟
إبتسمت حياة بشحوب : لا أعلم ماحدث حقاً ، رأسي المني بشدة ثم أظلمت الدنيا !!
هزت تهاني رأسها وقالت : لابد أنك مصابة بفقر دم ، لقد حدث لي ذات الشيء ، كُنت متعبة ولدي فقر دم حاد وهكذا أغمي علي ولكن عزيزي زياد حملني لغرفتي !!
شعرت حياة بأن هُنالك قلوب تقفز من عيني تهاني ، لذا سألتها : السيد زياد ساعدك هو رجل لطيف وإن كان يدعي عكس ذلك ولكن إسمعي لا يجب أن تتحدثي عنه بتلك الطريقة !!\
سألتها تهاني بحدة : أي طريقة ؟
قالت حياة : أنتِ تعلمين أنهُ قريب السيد ، أظن بأن علاقة الخادم والمخدىم مُستحيلة لأجل هذا فلتنسيه !
تذكرت تهاني بأنها كذبت عليها !!
إبتسمت تهاني بخبث وقالت : أنتِ هل لديگ شخص معجبة به !!
سؤال تهاني جعل السيد جاسر يخطر في. عقلها فجأة ، تسائلت حياك عن سبب تذكره في هذه اللحظة !!
أجابت : لا ، ليس لدي شخص !!
صرخت تهاني قائلة : هذا جيد ، لدي شخص لگ سأحرص أن تتعرفي عليه !
إبتسمت حياة بتوتر وقالت : كما تشائين !!
خرجت تهاني وهي تُهنئ نفسها على ذكائها، كُل ماستفعله هو تقديمها لطلال ، هكذا ستتخلص منها دون أذيتها !!



~



قالت لمياء بهدوء : سأعطيگ ماتُريدين ، بشرط أن تُعطيني ما أريد !!
أجابتها المرأة في الهاتف قائلة : حددي الموعد وعلي التنفيذ !!





نهاية الفصل السادس ***





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-15, 09:11 PM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



#-7



أدارت زر الامان ، وجهة مسدسها للأمام ، بخطوات حذرة ، راقبت الاماكن ، رائحة المكان عابقة بالقذارة ، صوت بكاء بعيد !!
وجدت باب ، أدارت مقبضه وحين دخلت وجدته هُناك مقيد نحو الكرسي ، إرتسمت إبتسامة ساخرة على شفتيه ، إقتربت منه مُسرعة ، تخلصه من الحبل الذي يقيده لكن فجأة ضُرب رأسها بقوة من الخلف أفقدتها تؤازنها ، سقطت على الارض لتسيل الدماء من رأسها ، رأته يقف ، يتحدث بلغة لم تفهمها ، إنحنى مُقترباً منها وقال بسخرية : لقد سعدتُ بالوقت الذي أمضيناه معاً عزيزتي جُمانة !
همست بضعف"راكان ، أنت "
ثم فقدت وعييها !!



★彡☆彡☆彡★




ناولها كوب القهوة وقال : هل جهزتي كُل الصور ؟
قالت دون النظر لوجهه : نعم ، نحتاج لساعة فقط ونرسل كُل تلگ الصور ، هل تظن الامر سينجح ؟
إبتسم مُهدئا : بالطبع ، كُل شيء سيحدث كما نُريد !!
لم تعلم لِمَ يراودها القلق ؟ كُل شيء سيكون كما خططت ، نظرت بإتجاهه راكان ، يبدو هادئاً جداً !!
بعد إكتشافهما عن أعمال عم راكان القذرة ، بحثا في الامر أكثر وراقبا حسابه المصرفي الخارجي ، وقد تبين أنهُ يخطط لعملية أُخرى والتي كانت بعد شهر من العلمية الاولى أي بعد خمس ساعات من الآن وقبل أن تتم العملية ، الشرطة ستكون هُناك ، هكذا ستبقى هي في الخفاء ولن يعلم أحد بما فعلوه ، كما أن هُناك قضية إحتيال وعبث بالادوية ، بسبب الشركة الجديدة التي إمتلكها سالم !!
خداع راكان له جعله يشتري تلگ الشركة دون أن يعلم بأن أكثر من شخص يقاضيها بسبب الإهمال وإستخدام أدوية غير مصرح بها في دول كـ الهند وغيرها ، بالطبع العم لا يعلم بكل هذا ، عبث راكان بالإدلة ليجعل العم هو المسؤول عن الامر !!

راكان ليس شخص عادي ، لقد عمل سنوات عِدة ليورط عمه بل إن الشركة هذه ليست سوى شركة وهمية أنشأها مُنذ سنتين ، فكرت بقلق بأنها رُبما لا يجب أن تثق به !!
إسترقت النظر لوجهه ، نظراته الجادة غريبة ، بالنسبة لها راكان كمن لديه إنفصام شخصي ، يستطيع أن يكون أي شخص في أي وقت وهذا يخيفها حقاً ، الرجال المتقلبون هٌم الاسوء !!

أنهت بدر عملها وأرسلت الادلة وكُل البيانات وتعاملات الشركة الغير قانونية !
قالت بدر : سأذهب للتأكد من أن كُل شيء سيحدث كما نشاء !!

نظر بإتجاهها ليرى إبتسامتها المُشرقة ، فكر بكآبة أن تلگ الإبتسامة لن تدوم طويلاً بعد أن تعلم بماذا كان يُخطط !!
إبتسم وقال : كوني حذرة !
غادرت المنزل ، وأخذت دراجتها النارية ، هكذا تمت عملية المراقبة !
بينما سالم والتاجر يتبادلون دخلت الشرطة على الفور وقبضت على كُل من كان موجوداً ، إلتقطت بعض الصور للرجل الذي دمر حياتها ، أخيراً كُل شيء إنتهى !!

يجب أن تذهب للتحدث مع راكان ليحتفلا ، تسائلت مامصير علاقتها مع راكان ، حلت نهاية علاقتهما !!
تنهدت بتعب ، وضعت يدها على معدتها ، لم تعلم لِمَ ولكن تذكر راكان سبب توتر معدتها !!
رن هاتفها ، ضغطت على زر الإجابة وقالت : نعم ، راكان !!
" بدر " بدا وكأنهُ يلهث ، تستطيع الشعور بالخوف فيه !!
قالت : راكان ، ما الذي يجدث !!
" طوووووط " قُطع الإتصال !!
تسائلت ما الذي حدث ؟ هل أُختطف ؟ لكن من قد يفعل هذا ؟ هل علم عمه سالم ؟
حركت سيارتها مُسرعة ، لتجد الشرطة يحيطون بجميع من في المنزل ، تسللت للداخل ، حيث غرفة راكان لكنها لم تجد سوى الخراب ، كُل المُلحق تحول لمكب نفايات ، بحثت عن جهاز الحاسوب الخاص براكان لكنها لم تجده ولم تجد هاتفه !!



إبتلعت ريقها بصعوبة ، أفكارها أخذتها لأسوء البقاع ،يجب أن تهدأ كي تستطيع إنقاذه ، أخرجت هاتفها ، إخترقت هاتف راكان ، تبين لها أن أخر إتصال خارج المدينة !!
خرجت مُسرعة لكنها إصطدمت بإحدى رجال الشرطة والذي قال : ألا ترى ؟ ثم من أنت ؟
تجاهلته بدر وركضت مُسرعة ، تسلقت الجدار ثم قفزت على الارض ، أخذت سيارتها وتوجهت لمنزلها ، حين وصلت غيرت ثيابها وأخذت مسدس !!
إستقلت سيارتها وبسرعة أدارتها لتتجه جنوباً حيث يقع مكان راكان ، تبعت الاثر إلى أن وجدت نفسها في غابة ، تحريك السيارة في مكان كهذا كان صعباً لذا وضعتها على جانب الطريق ، مشت بخطوات حذرة وهي تقتفي أثار الطريق ولم تجد سوى أثار خطوات ثلاث أشخاص و أثر رابع من حذاء راكان ، أحذيته الغريبة أخيراً كانت مصدر عون لها !!
حل الظلام بينما هي كانت تمشي ، من بعيد إستطاعت رؤية منزل ، إتجهت للجهة الخلفية من المنزل ، فتشته منه الخلف ثم من الأمام ومافاجئها أنهُ لم يكُن هُنالك أي شخص ، المختطفون لم يكُن بهم أثر والذي بدأ مُريباً، أخرجت هاتفها وأرسلت رسالة نصية
"sos"

قد تحتاج النجدة في هذا المكان ، فتحت الباب الأمامي ، بخطوات حذرة تقدمت !!


أدارت زر الامان ، وجهته مسدسها للأمام ، بخطوات حذرة ، راقبت الاماكن ، رائحة المكان عابقة بالقذارة ، صوت بعيد !!
وجدت باب ، أدارت مقبضه وحين دخلت وجدته هُناك مقيد نحو الكرسي !
قالت بقلق: هل أنت بخير ؟
إرتسمت إبتسامة ساخرة على شفتيه وقال : هل أبدو بخير ؟
، إقتربت منه مُسرعة ، تخلصه من الحبل الذي يقيده لكن فجأة ضُرب رأسها بقوة من الخلف أفقدتها تؤازنها ، سقطت على الارض لتسيل الدماء من رأسها ، رأته يقف ، يتحدث بلغة لم تفهمها ، إنحنى مُقترباً منها وقال بسخرية : لقد سعدتُ بالوقت الذي أمضيناه معاً عزيزتي جُمانة !
همست بضعف"راكان ، أنت "
سمعت صوت غريب يقول : هل نقتلها سيدي ؟
لم تسمع بعدها أي شيء فقد فقدت وعيها !!




★彡☆彡★彡☆彡★



" اااااه " تأوهة من الألم !!
فتحت عينيها وألم رأسها يمنعها من التركيز ، لم ترى سوى الظُل ولكن تلگ الظٌلمة إنقشعت ، همست بضعف " راكان "
جلست على السرير بتعب ، نظرت من حولها لتجد غرفة طلائها مُنقشع ، رائحة اللحم تملئها ، ورائحة السجائر ، شعرت بألم في يدها ، كأنها تحترق ، نظرت ليدها لتجد نقش زهرة على يدها ، بدأ وكأنهُ وشم !!
هل راكان من وضعه ؟ ذلك الحقير ، خدعها وخانها !!
وقفت بتعب وتقدمت لتفتح الباب ، حين خرجت وجدت صديقها القديم الذي قال : جائعة !!
قالت بألم : لِمَ أنا هُنا حاتم ؟
إبتسم الرجل ذو اللحية حاتم وقال : لقد إستجبت لطلب ندائك ، كيف حالگ الآن ؟
حالها ؟ هي لم تكون أسوأ من قبل ، لقد وثقت براكان وخانها كما هو المتوقع من رجُل مثله ، الحقير لكن كيف علم بإسمها !!
قال حاتم بعد صمت طويل : ذلك الرجل لِمَ كنت تعملين معه ؟
همست بتعب : هذه قصة طويلة !
قال الرجل ضاحكاً : كما ترين ليس لدي شيء أقوم به !
حكت لهُ ماحدث من البداية ، أشعل سيجارة ظنت جٌمانة أنها الخامسة !!
قتل وهو ينفث الدخان : ذلگ الرجل ليس سوى رئيس مافيا ، لم يكُن كما ظننته ، لقد خدعك كما فعل مع الكثير !
همست بألم " الزهرة "
للحظات لم يفهم حتى ماعنت ثم أشارت بأصبعها على يدها ، فقال : اااه ، عندما وجدتك كانت موجودة ، بدأ و كأنهُ وشمك بتلگ الزهرة !
سألت : لِمَ ؟
هز كتفيه بمعنى لا يعلم !
زمت جُمانة شفتيها بإزدراء ثم قالت وهي تعقد يديها فوق صدرها : سأجلعه يندم !
علق حاتم قائلاً : لا لن تفعلي !
صرخت قائلة : هل تظن بعد مافعله سأتركه ، هذا مُستحيل لن يحدث أبداً !!
قال حاتم بغضب : أنتِ حية وهذا مايهم ، جُمانة ، لا ألم او كيف لازالتِ حية ، ما أعرفه ومايُهمني هو إنقاذگ ، ذلك الرجل ثعلب ماكر ، رجل لا يستحق البقاء
حياً لكن لن تستطيع الإقتراب منه ،لم يستطيع أحد ولن تستطيعي أنتِ !!
همست بألم : حتى لو كان هذا أخرى شيء أفعله ، حتى لو قُتلت بسببه لن أتوقف ، لن أسمح لذلگ الرجل بالفوز !!
توقف حاتم عن الجدال ، نظرتها الحزينة لم يرى مثيل لها قط ، تنهد بيأس لن يستطيع تركها تذهب للموت بقدميها !
كُل مايعرفه أن ذاك الرجُل لم يتركها حية هكذا ، لابد أن لديه سبب لكن ؟



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-15, 03:18 PM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



أعتذر على التأخير بس إنشغلت الفترة الاخيرة ، حبيت اوضح شيء أن بدر او جمانة أخر بارت لها كان قبل ماتختفي جازية ، فرضياً طبعاً ، وعندي لكم بشارة البارت الجاي بيكون الاخير ^_^ قراءة ممتعة !!


إنتقام رجُل وكبرياء أُنثى








الفصل السابع


(1)



البعض منا يتسائل ، أيهما أنا ؟ هل هو الشخص المُحترم الظاهر للناظر أم مُجرد سافل مُنحط يُخفي شهواته المُحرمة ، رُبما الجميع هكذا لكن أنا مُختلفة لي حكايتي وحكاياتي ، الجسد ذاته ولكنني عشت كـ شخصين ، أيهما أنا ؟
خلف من أنا أختبئ وكيف أبدو للظاهر ، أتسائل ؟
هل تلك المُتعالية التي تخفي ضعفها هي أنا ؟
أم تلك الفتاة البسيطة التي تٌخفي ألم عميق هي أنا ؟
ماهي حقيقتي ، كيف تبدو ، من أنا في الظلام ، أتسائل حقاً !!!
ما أعرفه هو أنني ضعيفة ومتألمة ، حمقاء هادئة تُخفي كُل هذا خلف قناع من الهدوء البسيط او المتعالِ ؟
إذن هل أنا المرأتين ، بتُ أجهل هذا !!
هذا المكان مُظلم ، مُخيف ضيق ، أنا خائفة بل فزعة وليس لدي ما أُخفيه ، الامر المُشترك بيني وبينها وبينها وبيني هو أنني أنتظر فارس اللامع كما إنتظرته هي مرة ، تلگ المرة هو خذلها لكن هل سيخذلني أنا الآن !
رُبما يجب أن نعود للوراء قليلاً قبل أي محاولة للحكم !!





彡☆彡★彡☆彡★★




أدار الخادم الباب لها ، دخلت بكل غطرسة بينما الخدم يحملون حاجياتها ، إجازتها كانت طويلة ولكنها إنتهت الآن ، إبتسمت منار بخبث وهي تتخيل لو أن هذا القصر الكبير ملكها ،لو أن ولدها يصبح مثلها لكان بالفعل لها ولكنهُ لطيف وضعيف أمام جاسر ، تنهدت بملل ، لم تعُد تحتاج لتلگ الخدع كي تمنع جاسر من إنجاب صبي ، حمداً لله أن علاقتهُ بزوجته لمياء قد حُطمت !!
إستقبلها إبنها محتضناً إياها، إبتسمت بتكلف ، ثم توجهت لغرفة سُمية ، حين دخلت وجدت سُمية على ذلك الكرسي الهزاز المتهالگ !!
قالت بحب مزيف : عزيزتي سُمية لقد إشتقت لگ كثيراً !!
لم يبدو على سُمية تصديق كلماتها المُزيفة ولم تهتم منار بتصديق أحد لها !!
قالت سُمية : خيراً، لِمَ عُدتي ؟
إبتسمن منار كي تُخفي إنزعاجها : لكي نتقدم بطلب تهاني !
علقت سُمية بسخرية : حقاً ، لابد أنگِ سعيدة أن زياد سيتزوج أخيراً!!
تمتمت منار بإمتعاض : طبعا !!

إبنها الاحمق فاجئها بطلب زواجه من تهاني ، صحيح كان دوما واقعاً في حُبها لكنها توقعت أن تكون مُجرد نزوة ، بالطبع تلگ الخبيثة تهاني نسجت شباكها جيداً قبل أن ترميهاا !!
طُرق الباب لتدخل زينات وخلفها فتاة ، لم تنظر منار كثيراً بل تجاهلت الفتاة إلى حين أن تكلمت قائلة : السيد يود مُحادثتگ !
حملقت منار فيها بصدمة ، هل هذه جازية ؟ لا يٌعقل لقد ذهبت مٌنذ زمن بعيد ، لكن كيف ؟؟؟
راقبت سُمية وجهه منار الشاحب ، رؤيتها لحياة جعلتها تتذكر مافعلت قبل ثلاثة أعوام !!
شعرت حياة بشخص ينظر لها ملياً ، إلتفت ناحيتها ووجهها يعلوه برود وإنزعاج ، تلگ النظرة كانت كفيلة بجعل منار ترتعد من الخوف !!
غادرت حياة الغرفة !!


~
كادت تهاني تطير من الفرحة حين علمت بسبب مجيء والدة زياد ، أخيراًستتزوج من من تحُب !!
لكن قبل هذا يجب أن تقوم بعمل ما !!
توجهت تهاني لمقابلة حياة وحين رأتها قالت : حياة ، هذه أنتِ !!
نظرت حياة بتعجب وقالت : نعم هذه أنا ، ما الأمر !؟
إبتسمت تهاني بخبث وقالت : هُنالك مكان ، أريدك أن أخذگ معي إليه !!
سألت حياة : ماهو المكان ؟
قالت تهاني بتوتر : المشفى !
قطبت حياة حواجبها وقالت : هل أنتِ بخير ؟
همست تهاني : أنا بخير ولكن أريدة أن تذهبي معي رجاءً !!
قالت حياة بهدوء : كما تشائين ، لكن يجب أن أأخذ إذن السيد !!
إعترضت تهاني قائلة : اووه ، لا لا ،الامر لن يأخذ وقتاً طويلاً !!
لم تُحب حياة الامر ولكنها لم ترفض ، توجهت لغرفتها لتأخذ حقيبتها !!
خرجت حياة لتجد سيارة سوداء يقودها سائق ، ركبت السيارة في الخلف بجانب تهاني !
قالت تهاني : لابد أنك تتسائلين كيف لي أن أملك سائق !!
تمتمت حياة : لا ، أنا أعلم بأنك لست خادمة ، إعذريني إن لم أكن بالغباء الذي توقعته !!
ضحكت تهاني ساخرة ثم قالت : أعتذر لأنني كذبت !!
قالت حياة : لابأس ولكن ماسبب ذهابگ للمشفى !!
قالت تهاني : بعض التحاليل الروتينيه !!

صمتت حياة وظلت تنظر للطريق ، هذه أول مرة تخرج من القصر ، تسائلت ماذا يفعل السيد ؟
مساء الامس كان مخُتلفاًعن ما عهدته ، مشاعره المتناقضة وألمه يُحزنها ولكن هُنالك شيء يزعجها ، ذلگ الألم في رأسها يزداد كٌلما فكرت في جاسر وكإنهُ يبب الألم ، قيل لها من قبل أنها قد تعاني من ألم في الراس وهذا في الغالب يكون بسبب الذكريات التي تعود !
لكن هل ذكرياتها تعود حقاً، هي تجهل هذا، فكل ماتراه مُظلم ، مؤلم ، تكاد لا تفهم ما ترى ،لأنهُ لا يبدو مثلها ، بل يبدو وكانهُ لشخص آخر ،شخص آخر غيرها !!

توقفت السيارة أمام المشفى ، بينما كانت حياة تدخل المشفى كان طلال قلقاً، يدلف المكان جيئة وذهاباً ، مُقابلة المراة التي تٌشبه جازية توتره ، جازية إختفت مٌنذ ثلاثة أعوام ، تاركة خلفها كٌل شيء أخوها وهذا ليس من خصالها ، لقد تزوجت لأجله فكيف تتركه هكذا ، توفي أخوها بعد أختفائها بسنتين !!
طُرق الباب لتدخل فتاة ، وجهه كان مكشوفاً ، كان مألوفاً وكأنهُ هو ذات الوجهه ، هذا وجهه جازية !!
همس طلال : جازية !!
تعجبت حياة ثم قالت : أنا لستٌ جازية !!
همس مكذباً : أنا لا أصدق هذا ، أنتِ هي جازية !!
إقترب منها بينما هي تراجعت ، حاولت فتح الباب ولكنهُ أُقفل من الخارج ، قالت بخوف : إعذرني سيدي لكنني لستُ تلگ المرأة !!
كان من الصعب التصديق بأنها ليست جازية ، لذا قال : أثبتي هذا !
إبتلعت ريقها وقالت : لستُ مجبرة على فعل هذا !
قال بألم : بل مُجبرة ، لقد ذهبتِ وتركتي أخاگ ، تركته و تركتني ، بعد أن يئست من رؤيتك وقاومت المرض لأجلگ تركتني !!
همست حياة بخوف : أنت مجنون !!
قال ساخراً : رُبما لكن لدي سؤال واحد ، اذا جاوبت عليه أستطيع التحقق بأنك لست جازية ، الحرق فوق فخذگ الايمن ، الحرق القديم !
شحب وجهه حياة وقالت : كيف ؟
إبتسم طلال بإنتصار : لديك تلك العلامة ، هذا يعني بأنگ جازية ، لا أعلم كيف لا تذكرين ولكنك جازية !
" لا ، لاااا لا ، هذا ليس حقيقياً !!
هي ليست جازية ، كيف يُمكن هذا !!
إقترب طلال منها ليحتضنها ولكنها دفعته بقوة أدت إلى سقوطة ، أخذت حياة منه المفاتيح وخرجت من الغرفة هاربة !!
ركضت بكل مالديها ، ليس من ذلگ الغريب او من اي أحد بل من نفسها ، هي لا يٌمكن أن تكون جازية ، هي حياة !!
توقفت حياة عن الركض ، شعرت بشيء يتحطم ، كُل شيء من حولها تحطم ، الخيالات عن ماضيها المزعوم ، الحقيقة الكاذبة ، والدتها ، أصدقائها ،رب عملها !!


كُل تلگ الذكريات عادت من جديد ، لتجعلها تهوي مرة أخرة !!



~




حين عادت تهاني لغرفة طلال وجدته مُستلقٍ على الارض بلا حراك ، نادت الممرضات لكي يساعدنه وهي تتسائل عما حدث ، ماسبب إختفاء حياة ، هل هي من فعلت هذا بطلال ، لكن لِمَ ؟


~



وجدت حياة نفسها أمام باب منزلها او ماظنته منزلها ، طرقت الباب لتفتح والدتها ، أدخلتها والدتها بسرعة ، وظلت تسألها عن سبب قدومها ولم هي هكذا !!
هي أيضاً لا تعلم لِمَ هي هُنا ، هل لأنها أرادت الإجابات ، أرادت معرفة تلگ الاسرار التي تجهلها !!
هي تتذكر بضعة اشياء وكُل تلك الاشياء ليست لحياة بل لجازية ،إذن من هي حقاً، حياة او جازية !!
تمتمت بألم : لقد تذكرت !!
إنتاب والدتها الفزع ، وجهها أعلمها بالحقيقة !!
لم تجلس حياة كثيراً بل غادرت على الفور مُتجاهلة محاولة والدتها على الشرح ، لم تكُن مستعدة لأي شرح او حقائق ، كُلما تُريده هو الهدوء كي تفكر ، تحتاج للتفكير بشدة !!

彡☆彡★彡☆彡★★





في القصر كان الجميع في حالة تأهب ، جاسر غاضب وقد صب جام غضبه على الكل ، كانت الفتيات الثلاث في المطبخ حين دخلت حياة ، صرخن كلهن بصوت واحد : أخيراً ظهرتي !؟
قالت ليلى بخوف : جاسر سيقتلك !!
همست رؤى بفضول : إلى أين ذهبتِ وكيف عُدتي !!
قالت أماني بغضب : ما الذي كٌنت تفكرين فيه حين خرجتي !
لم تُجب حياة بل ظلت صامتة ، تنبهت أماني لوجهه حياة الشاحب ، بدت كـ الموتى ، همست أماني بإسمها لكنها لم تُجب !!
تجاهلتهم حياة وتوجهت لمكتب جاسر ، حين دخلت وجدته يستعر من الغيض والغصب ، في هذه اللحظة إمتلئ قلبها بالحقد ، الكُره أعمى قلبها ، ذلگ الرجل الذي عذبها وتخلى عنها ، ذلك الشخص الذي لم يصدقها وتركها في أكثر الاوقات حاجة ، لقد أعطاها ظهره في حين هي أرادت يده ، ذلگ الرجل يجب أن يدفع جزاء أعماله !!
حين رأها تقدم بسرعة وأمسك كتفيها ، قال بعضب : كيف تجرؤين على الذهاب ، أنتِ تعملين لدي وحين تودين الذهاب لمكان يجب أن تخبريني وحينها أنا أفكر هل أسمح لك بالذهاب !!
لم تُجب بل ظلت صامتة ، هدوئها يُخالف ذلگ الغضب المكنون داخلها ، يخالف الألم الذي تشعر به ،الخيانة والخذلان !!
قال ببرود : ألن تقولي شيئاً !!
ظلت تنظر لهُ ببرود بدون أن تبدي ردة فعل ، تراجع للخلف وأخذ كوب ثم رماه على الجدار ليتحطم الى قطع متعددة إحداها سقطت أمامها ، إنحنت جازية لتأخذ القطعة من الأرض ، أمسكتها بقوة حتى نزفت يدها الدماء ، هي مثل هذه القطعة ، حُطمت لتصبح ذات زوايا حادة تقطع يد كُل شخص يقترب منها !! هذا الجُرح أعاد لها صرخاتها وسوط حنان عديم الرحمة ، الجروح في جسدها إقتربت من روحها ، الآن حتى روحها مُمتلئة بالألم ، فـ أي دواء يوصف لروحها !!
الحُب ماكنته للرجل أمامها ولكن الحُب ليس موجوداً ، غير حقيقي ، مُجرد كذبة ، أحبت طلال وخانها ،أحبت جاسر و خانها ، أحبت والدتها ودُنيا والإثنتان خاناها ، كُل شيء من حولها كذب ، الحقيقة الوحيدة التي تعرفها هي الألم والتي يجب أن تذيق جاسر منها !!

















(2)



لم يستطع رؤية أي شيء ، وجهها معدوم المشاعر ، إنتبه جاسر لتلگ القطعة التي تعتصرها يدها ، بدا وكأنها لا تشعر بالألم او حتى لا تشعر بالدماء التي تنسل من أصابعها ، جذب يدها بقوة ونزع قطعة الزجاج !!
صرخ قائلاً : هل أنتِ مجنونة ، ألا تتألمين ؟
إبتسمت حياة بإشراقة مصطنعة وقالت : هذا الألم لا يقارن بما أشعر به !!!
إبتسامة كاذبة هذا ما رأه جاسر ، عينيها مليئتان بالألم والحُزن ، تسائل اي ألم تشعر به داخلها ؟ هل هو مؤلم لهذه الدرجة !!
الآن يستطيع يرى خلف تلگ الإبتسامة المشرقة والضحكة الهادئة عذاب يوازي عذابه بل يبدو أكبر ، أمسك يدها ملياً ، كٌم سترتها كان مرفوع لذا إستطاع جاسر رؤية جُرح كبير او رُبما أثر جُرح ، رفع كُمها أكثر ليجد عدة جروح !!
نظر لوجهها ليجده عديم المشاعر ، حتى عينيها أظلمتا !
جذبها معه للمطبخ ، كانت كـ الدُمية في يدها !!

تسائلت حياة لِمَ إبتسمت ، لم تفهم ، ثم إنها ليست حياة بل جازية ، من هي تحديداً ، هل هي حياة التي تود مُساعدة والدتها المزعومة ام جازية التي تود إشعال نار في قلب الرجل الذي أحبته ؟
لم تعُد تفهم !!
حين دخلت المطبخ وجدت الفتيات ينتظرنها وقد رُسمت على محياهن الصدمة حين دخل جاسر أيضاً ،قال : أحضرو لي الإسعافات الاولية !!
أجلسها وأخذ المعقم وبدأ في تعقيم الجُرح ثم تغطيته بالشاش !!
الفتيات كٌن يراقبنه من بعيد ويتهامسن بشكل أزعج جاسر !
خرج جاسر تاركاً حياة او جازية في المطبخ ، تحلقت الفتيات حولها ، قالت أماني : ما الذي حدث ، هل السيد سبب الجرح ؟
هزت حياة رأسها بالنفي وهي ترسم إبتسامتها المعتادة ولكن هذه المرة كانت شاحبة ، قالت بتعب : أنا متعبة لذا سأخبركم ماحدث في وقت لاحق !!
سالت رؤى : غداً ؟
أجابت حياة : لا أعلم ، لازالت ...
صمتت حياة ثم أكملت : أحتاج لبعض الوقت للتفكير !!
قالت أماني بتفهم : حسناً ، سسنتظرك !!
خرجت حياة من المطبخ وعادت لغرفتها بقرب جناح جاسر ، تتوجهت للحمام ، جلست تحت الماء بكامل ثيابها حتى بعبائتها !!
لم تعلم ماذا يجب أن تفعل ؟ لم تعلم من هي ؟ ذلك الحنان في عيني صديقاتها ، لم تحصل عليها جازية ، اللحظات التي قضتها مع والدتها ودُنيا بكل مافيها من ألم كانت أفضل من حياة جازية البائسة ، هي لا تريد أن تكون جازية ، لا تريد أن تعيش الألم من جديد ، لا تريد البكاء مُجدداً او الخذلان ولكن هذا سيحدث اذا علم الجميع أنها جازية !!
خائفة بل مرعوبة ، ماذا ستفعل الآن بشأن واالدتها ؟ هل تتوقف عن العمل ؟ لكن لا ، ماذا سيحل بها ؟ قد تُسجن !!
صرخ شيء في داخلها ألمها بأن لا تستطيع تحمل خسارة والدتها ، لا تستطيع !!
ستبقى هُنا ، لمدة شهرين ستبقى وستحل كُل الامور ، وحين تعود ستعود كـ حياة ، ليست جازية ولكن قبل أن يحدث كُل هذا ، كُل شخص أذاها وأحزنها ستنتقم منه و تبدأ بتلك المرأة الحقيرة !!


خرجت من الحمام وأخذت هاتفها ، وجدت عدة رسائل ومكالمات !!
أقفلت هاتفها ورمته بعيداً عنها ، صحيح هي تود أن تكون حياة ولا تريد أن تكون جازية ، لكن إلى متى ستدعي و تكذب ، فوق هذا لا تستطيع مسامحة والدتها وفي ذاا الوقت لا تستطيع ترك والدتها تتعفن في السجن ، ستكمل هذا العمل وتنهيه ثم تذهب ، بعيداً عن كُل شيء ، عن جاسر عن والدتها عن حياة عن نفسها ، ستعيش بعيداً ، بعيداًً جداً !
☆彡★彡☆彡★


في صباح اليوم التالي ، بينما حياة تستعد للذهاب للمطبخ دخلت زينات الغرفة ، كـ العادة بوجهه الصارم وصوتها الهادئ ، تسائلت حياة ماهي ردة فعل زينات لو علمت من هي ؟
قالت زينات : السيدة تُريدك !!
فكرت حياة بأن هذا لابد أنهُ بسبب ماحدث البارحة !!
رتبت ثيابها وتوجهت لغرفة السيدة ، دخلت وألقت السلام ، إلتفت برأسها لتجد العمة منار ، تلگ الحقيرة ، تجلس هٌناك بتعجرف بعد مافعلته ، لكن إنتقامها سيحل عليها قريباً !!

جلست حياة عن يمين العمة وأمام السيدة !!
قالت سُمية : أين ذهبتِ البارحة ؟
أجابت حياة : لرؤيت والدتي !!
سألتها سُمية بشك : حقاً !
علقت العمة منار : هي تبدو صادقة ولكن ألا يجب أن نسال والدتگ عن مكانك حقاً ، رُبما هي لا تعلم وأنتِ ذهبت لمقابلة عشيقك !
ألقت حياة نظرة باردة جعلت منار ترتعش من الخوف ثم قالت مبتسمة: للأسف والدتي لا تستطيع الكلام !
قالت منار بوقاحة : هل هي بكماء إذن ؟
قالت حياة ببرود : هل أنتِ صماء ، ام ان صوتي لم يصلك بشكل واضح !!
إحمر وجهه منار وقالت : كيف تجرؤين أيتها ؟
قالت حياة بحزم : سيدتي وجهي لي ماتريدين من شتائم لكن والدتي لا تتحدثي عنها بسوء !!
قالت منار ساخرة : وإلا ماذا ؟
" يكفي " قالت سُمية بحزم !!
أكملت قائلة : منار توقفي ، وأنتِ لا تتحدثي مع سيدتك بهذا الشكل !!
لم تُجب حياة بل صمتت ، لكن لتغيض منار إبتسمت !!
خرجت حياة وتبعتها منار !
رمت منار كلماتها السامة قائلة : هل تستغلين شبهگ بزوجة جاسر السابقة لكي تحصلي على مكانة ، يالك من حمقاء زوجته السابقة لم تكن سوى ..... ، ولن يُحبگ جاسر قط بل سيعبث بك يومان وحسب ثم يرميك للشارع حيث ولدتي أنتِ وامك البكماء الزانية !!
أجفلها سيل الشتائم ولكن كي لا تظهر إنزعاجها ، إبتسمت حياة بحقد وقالت :رُبما سيفعل ولكن هل تظنين سأرمى وحدي ، أنتِ مُخطأة !!
قالت منار بحدة : ماذا ؟ ما الذي تقصدينه ؟
همست حياة بسخرية : لقد سمعت إنك قمتِ بمكيدة ضد السيدة جازية !
إشتعل وجهه منار بالغضب وإمتدت يدها لتصفع حياة ، لم تبتعد حياة بل تأكدت أن تظهر الصفعة بشكل واضح على وجهها !!
قالت منار بحقد : أعدك بأنك لن تبقين في القصر كثيراً !!
ذهبت منار وتركت حياة ، وقفت حياة ، رتبت ثيابها وأنزلت شعرها ليغطي على مكان الصفعة !
تذوقت الدماء في فمها ، يبدو أن الصفعة أثرت على شفتها ولكن هذا أفضل !!



~



شهقت أماني فور دخول حياة ، شفتها المجروحة ووجنتها الحمراء كُلها جعلت أماني تقول : هل جاسر فعل هذا !؟
إبتسمت حياة بتوتر متعمد : لا ، ليس هو !
سألت رؤى : إذن من ؟
قالت حياة متردد : عمة السيد !!
شهقت ليلى : تلگ المرأة السيئة !!
قالت أماني بغيض: تلك المراة أنا أكرهها ، فهي قذرة ، تستغل الخدم للقيام بأعمال بشعة لكن لِمَ ضربتك ؟
قالت حياة بمرارة : لقد سخرت من عدم قدرة والدتي على الكلام لذا رددت عليها ، بعد أن خرجت من عند السيدة سُمية قامت بإهانتي وأنني فتاة من الشارع ، لم أستطع السكوت لذا ذكرت أمر سمعته من بعض الخادمات ، أمر جعلها تصفعني !!
سألت رؤى. : ماهو ؟
ترددت حياة قبل أن تقول : سمعت من بعض خادمات السيدة سُمية ، بأنها قامت بوضع مكيدة للسيدة جازية او شيء من هذا قبيل !!
قالت أماني : لقد سمعت بهذا ايضاً ، أظن انها حادثة إبن السيد جاسر وقد إتهمت بها جازية ، الامر منطقي ، لو فعلت منار هذا فـ إبنها يمكنه أخذ كُل أموال جاسر وشركته وعملها إذا أصاب السيد اي سوء !!
تمتمت حياة : فهمت ، يجب أن أذهب بفطور السيد وإلا سيغضب !
قالت أماني : ووجهك !!
قالت حياة : سأغطيه !!




~

توجهت لغرفة جاسر وحين دخلت وجدته ينتظر والغصب يعتريه !!
قال بحدة حين رأها : ما الذي قلته لعمتي ؟
تلك الخبيثة !!
تأملها جاسر ، لأولى مرة يرى شعرها ، شعرها الاسود مسترسل على كتفها بنعومة يغطي نصف وجهها الايمن !!
قال بحدة : وماهذا ؟ تنزلين شعرك ، أتظنين أن قد أعجب بگ اذا انزلتي شعرك الحريري هكذا !!
لم تُجب حياة بل ظلت صامتة تنظر للأرض !
إقترب منها وأمسك بيدهابقوة ، هكذا سقطت صينية الطعام على الارض ، لم يهتم جاسر بل غرز إصبعه في يدها وقال : إرفعي شعرك وإلا قصصته لك !!
لم ترد عليه حياة وتسمرت كما هي ، تركها جاسر وأخرج المقص من خزانته ، أمسك بشعرها وشد رأسها للوراء ، بسرعة قص شعرها لتتساقط خُصله الطويلة أمام عيني حياة ، لكنها لم ترفع رأسها بل ظلت تنظر للارض !!
رفع جاسر رأسها ليرى الدماء في شفتها ، أثار يد عمته في وجهها ، لم يعلم أنها ضربتها ، لأجل هذا أنزلت شعرها لتخفي أثار الضرب !
أغمض عينيه وإبتعد عنها ، قال : هل هي من ضربتك ؟
رفعت حياة رأسها والألم الدفين خرج ليظهر في عينيها ، قالت بتعاسة : سيدي تستطيع فعل أي شيء بي ، رميي بقهوة ساخنة ، إهانتي وقص شعري وضربي ، أنا اتفهم لكن عائلتي ...
توقفت حياة عن الكلام ، حشرجت صوتها بسبب الدموع جعلت جاسر يقول : عائلتك ؟
همست حياة بضعف : أنا لا أستطيع تحمل إهانة عائلتي ، او السخرية على أمي البكماء ،ولن أقبل وصفي بفتاة الشارع ، إحتياجي للمال لا يعني بأنني اسمح لأحد بإستغلاله لإهانتي ، أنا حقاً لا أحتمل ، إن كُنت ياسيدي تريد طردي فافعل لكن أنا لا اشعر بالندم ولن أعتذر ، لكن ليس من حق احد وصف أمي بالزانية ، أمي سخرت حياتها لأجل ولن أسمح لأحد بإهانتها أبداً حتى لو كُنت أنت ياسيدي !!
خرجت حياة وظل جاسر واقفاً والندم يأكله ، لم يكن لديه الحق بالغضب ، لقد رأى كيف تحملته ، صبرت ولم تتحدث ، ختى أن لمياء إنهالت عليها بالضرب ولم تتحدث ، لقد صمتت ولم تبكي حتى لكن هذه المرة بريق الدموع وصوتها الباكي ، لقد أخطأ ، عمته دوماً تقلل من شأن الناس ، وقد تفهم هذا لكن إهانة عائلتها والسخرية على أمها هذا دنيء !!



دخلت حياة غرفتها ومسحت أثار الدموع ، لم ترد أن تبكي ولكنها فعلت ، تلك الشتائم التي قالتها ستعيدها لفمه القذر ، ستريها كيف الإنتقام يكون ، صحيح خسرت شعرها ولكنه ثمن قليل لما ستخسره تلك المرأة !



~

دخل جاسر غرفة والدته غاضباً وقال : أين عمتي !!
قالت سُمية وهي تضع الكتاب جانباً : لا أعلم لقد ذهبت قبل ساعة ، ما الامر ؟ لِمَ تسأل ؟
أغمض جاسر عينيه وقال : لقد قالت بأن حياة أهانتها لأجل هذا قمت بإهانة حياة وقصصت شعرها ظن مني أنها تحاول إغرائي ولكن تبين أنها تحاول إخفاء علامةضرب عمتي لها ، شفتها تنزف وجهها ملون وحين سألتها ماحدث تبين ان قمت بسب والدتها وقالت بأنها زاينة فوق هذا سخرت من بكمها !!
تنهدت سُمية : تلك المرأة لقد تجاوزت الحد !!
دخلت منار لتقول : من تجاوز الحد ؟
قالت سُمية : أنتِ يامنار ، لقد تجاوزتي حدودك ، كونهم من الخدم لا يعطيك الحق لسبهم وشتمهم !!
قال جاسر : كيف تقولين مثل هذا الكلام البذيء !!
علقت منار ساخرة : بالله عليك ليست سوى خادمة ، لابد أنها ذهبت لتبكي في حضنك وانت ايها الاحمق تصدقها !!
" كفى " صرخ جاسر !
فزعت العمة حين صرخ جاسر ، قال جاسر : لا ، هي لم تبكي ولم تقل شيئاً ، أنا من أجبرها أن تتحدث ، ولا أريد منك التعرض لها مرة أخرى !، هل هذا واضح ؟
إبتلعت العمة ريقها وهزت رأسها علامة الايجاب !!




~





دخلت تهاني غرفة حياة بحدة ثم قالت : لقد ذهبتي وتركتني !
إبتسمت حياة : لقد تركتني مع رجل غريب وأقفلت الباب !!
إبتسمت تهاني بتوتر : لقد شعرت بأنكما تناسبان بعضكما البعض !!
علقت حياة ساخرة : لأنني أشبه تلك المرأة !!
أن تصف نفسها بتلك المرأة هذا شعور غريب !
تنهدت تهاني وقالت : نعم ، إسمعي ذلك الشخص صديق زياد وقد أحب جازية بشدة وحين رحلت إنهار وتعب نفسياً !!
إبتلعت حياة ريقها وقالت بصعوبة : أنا حزينة لأجله ولكن لا تكرري الامر مرة أُخرى !
جلست تهاني على السرير وقالت : حسناً !!
للحظات نظرت حياة لتهاني وقالت : لِمَ كذبتي علي ؟؟
هزت تهاني كتفيها وأجابت : لا أعلم !
سألت حياة بسخرية : حقاً ؟ هل لهذا علاقة بالسيد ؟
صمت تهاني كان الاجابة !!
الآن رأتها جازية مختلفة ، مجرد طفلة متعلقة بأختها بشدة وتحاول الدفاع عنها ، إبتسمت بحنان وقالت : لا بأس ، لا تعبسي ، أنا لست غاضبة !
تمتمت تهاني بتوتر : وكأن هذا يهمني !!
لم تجب حياة بل إكتفت بل الإبتسامة !!
أرادت تهاني سؤالها عن ماحدث مع طلال لكن تراجعت في اللحظة الاخيرة!
مر اليوم هادئاً ولكن في طريقها لغرفة جاسر وجدت العمة منار تنتظرها والغيض يكاد يأكلها هذا إذا لم يأكلها بالفعل ، تأملتها حياة بهدوء !!
قالت العمة : لقد قلبت الطاولة علي وجعلتني أبدو إمرأة شريرة !
علقت حياة ساخرة: أولستِ كذلك ؟
هزت منار رأسها بجنون : نعم أنا كذلك وصدقيني عزيزتي بأنك لم تري شيئاً بعد ، أنتِ مجرد حمقاء !!
قالت حياة : ألأجل هذا ألبستي جازية تهمة قتلك لإبن السيد !
إمتقع وجهها ولكن قالت : نعم لقد فعلتها !!
راقبت حياة الممر لتجد ظل بعيد يبدو قادماً باتجاهها !!
أكملت العمة : لقد إتهمتها بكل بساطة وجاسر ماكان ليصدق أنني فعلتها ، لقد وقع في الفخ ، الآن بما إنها لم تعد موجودة لا أحد سيعلم ، واذا فكرتي بإخباره فهو لن يصدق خادمة !!
لم تجب حياة بل ظلت تراقب جاسر الذي وقف مصدوما حين سمع ماقالته عمته !!

قال بغضب : أيتها الحقيرة !!
إنتفضت منار وكأنها صعقت بالكهرباء ، غادرت حياة تاركة جاسر يتصرف مع الوقف !!























(




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-15, 03:19 PM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


3)





مر يومين والقصر كان في حالة تأهب ، جاسر غاضب بشدة لما حدث وقد طُردت العمة فور معرفته بالأمر ، لقد رفض بعدها مقابلة الجميع إلا هي ، لقد أزعجها هذا لأن في جزء منها أسعدها الأمر ، كُل يوم كانت تجلس معه في ذات الغرفة ، ، تُطعمه وينام على حضنها !
الآن هو يسترخي على حضنها وقال : لم أصدقها حين قالت بأنها لم تفعلها ، لقد إهنتها وألمتها ، كانت بريئة وأنا أذيتها !!
هذه الكلمات بات جاسر يكررها كثيراً وقد دخل في حالة اكتئاب ، هي أيضاً لم تعد تعلم حقيقة مشاعرها ، هل تُريد الإنتقام منه ؟
لا تعلم ولكنها تستمع بدور الممرضة والأم والصديقة ، لم تتحدث كثيراً بل ظلت صامتة ، تجلس معه حيث يلفهما السكون ، سكون جميل ، سكون لم تشعر به من قبل لا كـ جازية او حياة !!
بالطبع كونها جازية او حياة يحيرها ، مشاعر جازية لجاسر تزعج حياة لأن حياة مخلصة لعملها ولا يجب إن تنقاد بمشاعرها هكذا ، هو متزوج لذا لا تستطيع الإقتراب منه وفي ذات الوقت هي زوجته لذا تقترب منه ، من هي ؟
مر يوم و يومين وثلاثة واربعة ، حتى مر شهر ، عاد جاسر لعمله وانا عُدت لحياتي المؤقتة ، أدردش مع الفتيات وأتحدث مع ملاك الصغيرة التي تقتربت منها بعد تلك الحادثة ، تهاني لم أرها منذ وقت ، لابد أنها تعاني بسبب رفض أختها زواجها من زياد !!


تناولت طبقها و كوب من القهوة وتوجهت لغرفتها ، حين دخلت وجدت تهاني تستلقي على السرير !!
قالت بمرح : نامي في غرفتك !!
قالت وهي تغطي وجهها بالوسادة : لا أريد ، انا مٌكتئبة !!
إقتربت حياة وازالت الوساة من على وجهها لتراه مُنتفخ بسب البكاء والهالات السوداء تدل على انها لم تنم لفترة طويلة !!
أزاحت حياة خصلة من على وجهه تهاني وقالت : لا شأن لك بما فعلته عمتك ، زياد رجل طيب ، لذا لا تتركيه !!
تمتمت بحزن : لكن أختي لمياء !
قالت حياة : لابأس ، ستسامحك في النهاية ، أليست أختگ تحبك !
إبتسمت تهاني : بالطبع !!
خرجت تهاني وظلت حياة تُفكر لو كانت قامت بالامر الصحيح !!

~



قالت تهاني بعناد : سأتزوجه بغض النظر عن ما فعلته تلك المرأة !!
قالت لمياء بألم : تتزوجين إبن تلك ال ... التي قتلت ابني !
صرخت تهاني مدافعة : هي من قتلته وليس زياد ، أعتذر أختي ولكن لا أستطيع تركه ، أنا أحبك لذا إفهميني !
قالت لمياء بحزن لِمَ الآن ؟
همست تهاني : قد لا يعجبك هذا ولكن تحدثت لحياة وقد كتن كلامها منطقيا وصحيحاً !
همست لمياء بصدمة : الخادمة ، فضلت كلام تلك الخادمة على أختك التي رعتك طوال حياتها !!
قالت تهاني بغضب : أنت مهووسة بتلك الخادمة وبشبهها بجازية ولكن هي ليست شخص سيء ، في فتاة طيبة ومتفهمة بعكسك ، لقد تركتي جانبي منذ مدة طويلة ، تندبين حظك وترثين إبنك الذي لم تدب فيه الروح حتى ، أختي يجب أن تفيقي من حالتك هذه والا لن يتبقى أحد بجانبك !!
تعاظم شعور الخيانة داخل لمياء حتى كادت تبكي ، خسارتها لكل شيء تؤلمها وتفقدها صوابها لذا فتحت هاتفها وطلبت الرقم !!
قالت بغضب : الليلة إفعليها !!
هذه الليلة ستتخلص من تلك المرأة !!



~

قالت بصعوبة وهي تفرك يدها : سيدي ، أود الذهاب لمكان !
قال بحدة : إلى أين ؟
إبتسمت قائلة : أود زيارة أمي !!
تمتمت قائلاً : كما تشائين !!
إختلس جاسر النظر لشعرها القصير ، مظهرها بالشعر القصير جميل ، لاجظ أيضاً أنهُ إزداد طولاً ، فكر بأن تلك الفتاة ستبدو جميلة دون بذل أي مجهود !
إبتسم في داخله ، هذه الايام كانت أسعد ايامه ، وجوده معها كان مريحاً ، في الحقيقة كل شيء فيها مريح !!

إرتدت حياة عبائتها وإخذت حقيبتها ، تركت القصر وأخذت سيارة أجرة ، راقبت حياة السماء المعتمة ، بدت كـ السماء في أول يوم دخلت فيه القصر !!
ذلك اليوم كانت تعلم ماتريد ، تعلم من هي بغض النظر عن بعض الغموض لكن الآن من هي حقاً ، الصراع داخلها يجعلها هشة ، قابلة للكسر والتحطيم ، منذ فترة تخيلت لو تعترف لجاسر بالحقيقة ، تخيلت العديد من الردود والعديد من الاماكن !!
أن تخبر جاسر بالحقيقة لا يعني سوى تحطيم كل مابينهم ، من أشياء جميلة ، الاشياء الجميلة في الغالب تتحطم !!
لقد إعترفت لهُ مرة وفي تلك المرة ندمت بشدة وكرهت ذاتها لذا لا تستطيع تكرار ذلك الامر !!

بخطوات متوترة إتجهت لمكتبه ، طرقت الباب ثم دخلت !!
إنتصب طلال واقفاً وقال : أتيت !
قالت بهدوء. : لاتبدو متفاجئاً !!
إبتسم بتوتر : كنت أعلم بقدومك ، تفضلي بالجلوس ، ماذا تريدين شاي ، قهوة !!
قالت : شاي لو سمحت !!
بعد دقائق وصل الشاي ، سألته حياة : كيف رأسك ؟
رفع حاجبه ساخراً وقال : ليس سيئاً كما يبدو ، الآن أتودين إخباري بالحقيقة !!
إخذت نفساً عميقاً ثم قالت : أنا جازية كما قلت ، لقد أصبت بفقدان ذاكرة بسبب حادث قبل ثلاثة أعوام ، حدثت العديد من الامور وإن كنت أجهل بعضها وصرت من بعدها حياة الخادمة !!
ضحك ببهجة وقال : لقد عدتي !!
قاطعته : ولكن ليس لك ولا لأحد !!
صمتت قليلاً ثم إكملت مُتجاهلة الألم : إنسى أنك تعرفني ، فكر بأنني شخص ميت ، هذا الشيء الوحيد الذي أستطيع فعله !!
همس قائلاً : إن لم أفعل !!
إبتسمت قائلة : لقد أذيتني بما فيه الكفاية ، تخيلت عني لذا لا تتوقع مني شيئاً ، أبداً !!
قالت كلماتها تلك وخرجت مسرعة !!

توقفت قليلاً للتأمل المشفى ، أغمضت عينيها لتمنع الدموع ، أحبت طلال كثيراً ولكنهُ خذلها وأيا كان عذره لا تستطيع تقبل تلك الحقيقة !!
رن هاتفها وحين أجابت أتاها صوت دُنيا : حياة !
همست حياك بألم : دُنيا !
تنهدت دُنيا وقالت : حمداً لله أنك أجبتي ، حياة لا تقفلي ، والدتك مريضة ، حي إرحميها !!
مريضة ؟ لِمَ وكيف. مرضت ؟ هل لم تكن تعتني بنفسها !
همست بتعب : حسناً أنا قاادمة لكن دُنيا ...
توقفت عن الكلام فقد أصابها ألم قوي في رأسها وشعرت بأن بشيء يخرج من أنفها ، عندما وضعت أصابعها لتعرف ماهو ، تبين إنهُ دماء ، لكن لم تنزف أنفها ، هذا لم يحدث لها في حياتها ، رُبما ليس مهماً !!
لكن الألم منعها من فعل أي شيء ، صوت صرير عالِ في أذنها وبدأ وكأن الذكريات تتزاحم إمام عينيها ، تهاوى جسدها على الارض وصوت دُنيا يعلو من الهاتف : حيااااة!!
حين إستيقظت مرة اخرى لم ترى سوى الظلام !!




▲▼▲▼▲▼▲▼▲


~ نبذة عن حياة الحقيقية ~


أنت حياة كما الحياة التي نعيشها ، متقلبة ، عنيفة ، متمردة وخارجة عن نطاق السيطرة ، هكذا أنا ، حين تصفني لن تقول سوى " حياة "
ولأنني حياة كرهت كُل تلك التقاليد وكُل من يشكك في تصرفاتي ومن ضمنهم والدتي البكماء ، تسائلت دوماً كيف لإمرأة معدومة الحياة أن تنجب حياة بأكملها ، الحياة حقاً غريبة !!
كرهت التصنع والحب الذي يجب إن أشعر به لبعض الناس ، كـ حُب والدتي ، لِمَ أحبها ؟ تلك المرأة حرمتني من ملذات شبيهتي الحياة ، بإسم الامومة كانت تخاطبني علها تغير طبيعتي لكنها فشلت ، بالطبع فمن يقف بوجهه الحياة يفشل دوماً ، يجب على الشخص العاقل أن لا يواجهها ، أن لا يشكك في أسبابها لأن هذا سيسبب عداوة بينه وبين الحياة وبالطبع الحياة أقوى منه !!
عشت الاثنا والعشرون عاماً من حياتي بطريقتي الخاصة ولكن يبدو أن ذلك هو الحد الذي كُنت مقررة أن أعيشه !!
في ذلك اليوم توجهت لأحد الاعراس من صديقة كانت ذات يوماً قريبة ولكن كـ بقية الناس لم يحبوا نهج حياتي المستند على الفسوق ، لابأس فـ لستُ إهتم ، إرتديت ثوباً أبيض وأنزلت شعري الاسود بنعومة ، مرت الساعات والحفل أصبح مملاً ، فتيات يتمالين بغنج ليجذبن نساء كهلات ليخطبنهن ، يال الملل ، توجهت للخلف حيثُ توجد حديقة إستطيع التدخين فيها براحتي ، إستندت على السور المُطل على أرض فارغة ، إستنشقت دخان سجيارتي ، بعد أن أنهيت تلك السيجار رميتها ثم فجأة إشتعلت نارة تحت ، لا أعلم ما الذي حدث بعدها فقد ركضت تاركة المكان ، بعدها الكثير والكثير من النيران تحلقت حولي ، كُنت في حصار ، علمت حينها أنني ميتة لا محالة ،تلفظت بشهادتي بينما النار تحرقني وتجعلني هشيم يذروه الرياح ، هكذا إنتهت حياتي أنا حياة !!!
أتمنى فقط أن لا تبكي والدتي علي كثيراً فأنا لا أستحق !!



~


اللحظة التي تلد فيها الأم طفلها ، تتزاحم داخلها المشاعر ، عاطفة غريبة تغزو قلبها ، تجعلها صريعة التعلق الجنون واللاعقلاني ، لكن الطبيعي ، مهما حاولت الام تجنب ذلك الشعور تفشل !!
شعرت بهذا الشعور مع طفلتي " حياة " ، التي كانت كـ إسمها ، كانت طفلة سعيدة و مرحة ، لا تُحب المسؤولية ولا الاعباء ، هكذا عشان فترة طويلة وهي تسبب لي الألم والحُزن !
إلى أن أتى ذلك اليوم والذي وردني فيه إتصال بأن طفلتي في المشفى !



~



حين ذهبت وتوجهت لحيث هي لم أرى سوى جسد متفحم فارق الحياة ، بجانبها وجدت أيضاً شيء صدمني ، فتاة تشبه إبنتي ، قلت وأنا أعلم خطأ قولي ، لِمَ لا تكون تلك الفتاة إبنتي وليست الفتاة المتفحمة ، لِمَ ؟
وهكذا قلت أن تلك الغريبة إبنتي محاولة مني كي اعيد إبنتي للحياة فيها ولكنها لم تكن مثل حياة ، كانت فتاة لطيفة وقوية ،تحملت بإبتسامة ، لم تبكي أمامي قط ، عملت لأجلي وبكت لأجلي ، تلك الفتاة كانت بمثابة الأم لي ولست أنا بمثابة أم لها ، أحببتها وتعلقت بها وصرت أخاف أن تتذكر في يوم من الايام الحقيقة ، وقد تذكرت وقطعت كُل علاقاتها معي ، حتى الحديث اصبح مُستحيلاً !!




~



البعض منا يتسائل ، أيهما أنا ؟ هل هو الشخص المُحترم الظاهر للناظر أم مُجرد سافل مُنحط يُخفي شهواته المُحرمة ، رُبما الجميع هكذا لكن أنا مُختلفة لي حكايتي وحكاياتي ، الجسد ذاته ولكنني عشت كـ شخصين ، أيهما أنا ؟
خلف من أنا أختبئ وكيف أبدو للظاهر ، أتسائل ؟
هل تلك المُتعالية التي تخفي ضعفها هي أنا ؟
أم تلك الفتاة البسيطة التي تٌخفي ألم عميق هي أنا ؟
ماهي حقيقتي ، كيف تبدو ، من أنا في الظلام ، أتسائل حقاً !!!
ما أعرفه هو أنني ضعيفة ومتألمة ، حمقاء هادئة تُخفي كُل هذا خلف قناع من الهدوء البسيط او المتعالِ ؟
إذن هل أنا المرأتين ، بتُ أجهل هذا !!
هذا المكان مُظلم ، مُخيف ضيق ، أنا خائفة بل فزعة وليس لدي ما أُخفيه ، الامر المُشترك بيني وبينها وبينها وبيني هو أنني أنتظر فارس اللامع كما إنتظرته هي مرة ، تلگ المرة هو خذلها لكن هل سيخذلني أنا الآن !

تحسست بيديها الجدار ، كان رطباً ، هُنالك رائحة مطر أيضاً ، تشعر بالبرد داخل عظامها ، حتى روحها مثلجة ، إعتادت عينيها على الضوء لذا باتت تميز المكان ، بدآ وكأنها في الطابق الارضي ، يوجد درج مؤدي للأعلى وهُنالك ضوء بعيد ، سمعت صوت مقبض الباب يدور لتطل منه إمرأة ، تُمسك بالمسدس !!
قالت المرأة بسخرية : جازية الشهيرة أمامي ، تعالي هُنالك شخص يريد لقائك !!
إقتربت المرأة منها وجذبتها للأعلى ، أغلقت جازية عينيها إستجابة للنور الساطع ، حين فتحت عينيها أطلقت شهقة رُعب !!
همست بعدم تصديق : أنت ، لا يمكن !
ذلك الرجل لا يمكن آن يكون حياً ، لقد حدث كل شيءبسبب وفاته ، لكن كيف يكون حي ، كيف يكون والد جاسر حي !!



نهاية الفصل السابع !




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:20 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.