آخر 10 مشاركات
جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          604 -الحب أولاً وأخيراً - ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          56 - لقاء فى الغروب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          355 - ميراث العاشقين - كاى ثورب ( روايات أحلامي ) (الكاتـب : MooNy87 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          فوق الجروح اللي بقلبي من سنين يكفي دخيل الله لا تجرحوني روايه راااااائعه بقلم الهودج (الكاتـب : nahe24 - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          ليلة مصيرية (59) للكاتبة: ليندسي ارمسترونج... (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree559Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-09-16, 07:25 AM   #8141

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 3



بعد حوالي ساعة

كانت الزعاريد تملأ أرجاء الغرفة فيرتعش لها داخلها وتبدأ باستقبال تهاني النساء بذهول، أعقد قرانهما توّا؟ لقد... أصبحت زوجته!!

لكن هي... لم تخطّط لهذا بل على العكس هي كانت تريد فترة خطوبة طويلة... تعرفه ويعرفها... فترة... لتعتاد عليه من جديد!

لكنّها لا تستطيع لومه فهو لم يتدخّل بل على العكس كان تائها في موافقتها مثلها... متلهّفا لما يقولون دون أن يشارك...

عاجزة عن مقاومة رعشة فرح داعبت قلبها تذكّرت مي تلك اللحظة التي وافقت عليه فيها ليهتف براحة وسعادة "مبروك" مثيرا ضجّة من الضحك حوله فيقول له قريبه ممازحا "هاي مبروك إحنا اللي بنحكيلك إيّاها ومش هلأ بعد شوي بس نكتب الكتاب"

صدمتها التي بانت عليها وعلى أهلها ترافقت مع كلمة يتيمة خرجت من فمها باعتراض "بس..." فيخبرهم والدها بمودّة أنّهم ليسوا مستعدّين لهذه الخطوة بعد فيلحّوا هم في طلبهم فخير البرّ عاجله ويحرجهم الرجل بقوله أنّهم إن أجّلوا عقد القران فهو لن يستطيع الحضور والشهادة بنفسه على العقد كفرد من أهلها هي حتّى إن أزعجها معتز يوما يتدبّر له هو حينها تهمة يزجّه بالسجن فلا يخرج ليزعجها من بعدها أبدا وهكذا... خرجوا للجاهة خارجا بعد أن أسمعوا الشيخ المنتظر موافقتها الصريحة على إتمام الزواج ليتصلوا بهم قبل لحظات ويخبروهم بأنّ عقد القران قد تمّ فتبدأ والدته رغم كلّ تحفّظاتها بإطلاق الزغاريد هي وأخته ودموعهم تترقرق بسعادة فمعتز... قد تزوّج أخيرا!!
.................................................. ......................


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 07:26 AM   #8142

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 4


من ينظر إليهما لا يمتلك إلّا أن يقول ما شاء الله... أنيقان وسيمان يبدو على محيّاهما الإشباع والرضا وكأنّما الزواج قد أضفا عليهما مزيدا من النضج والرجولة

يقفان منتظرين على باب أهل بيت مي أمام سيّارتيهما ينتظر كلّ منهما عروسه ليغادر بها من بعد أن رفضا دعوة أبي معتز لهما بالبقاء... الحقيقة هي أنّ يوسف وحده من رفض معربا بصراحة عن شوقه لعروسه التي لا زال يقضي معها أوّل أيّام شهر العسل والتي قضّ معتز "المصروع" استمتاعه فيه... أمّا عمر فاكتفى بالصمت حياءا مقلّدا شقيقه فقط بالمغادرة فهو بالنهاية يمتلك ذات الأسباب وله الحقّ بالمغادرة

عيناهما تشرق شوقا وخفرا بينما تخرجان لزوجيهما أنيقتان جميلتان زادهما الزواج أنوثة ودلالا...

مدّ يوسف يده ليتلقّف يد زاكية بينما يقول لها بصدق: اشتقتلك!!

فتقاوم هي تخضّب الخجل وتنهره قائلة: والله!! ما إلنا ساعتين تاركين بعض!!

فقال لها مازحا: طيب أنا رايح هلأ عدار أهلي أغيب سنتين تلات وبس تشتاقيلي عمليلي رنّة وبرجعلك ركض!

قهقهت بنعومة شارحة صدره بمحبّتها التي تضاعفت خلال هذه الأيّام في قلبه لا سيّما وقد عرف فيها أيّ امرأة دافئة مراعية هي رغم سلاطة لسانها ومقاومتها التي لا تزال تتشبّث بها في بعض الأحيان وكأنّ بداخلها خوفا لا زال يشلّ استسلامها الكامل له حتّى بحبّه الذي لا تعترف به إلّا بلحظاتهم الخاصّة وكأنّها تجد في تلك اللحظات زاوية تستريح بها من ذلك الصراع الذي يدور بها فينهكها

لكنّها رغم ذلك باتت تقاوم وهذا ما يريحه ويجعله واثقا من أنّها بالنهاية ستكون له كما يريد وبكلّيتها

وبينما يقفل لها باب السيّارة شاهد عمر يقترب من رحيق ويهمس لها بشيء فتبتسم هي بخجل وتردّ: وأنا كمان تقبر قلبي

حينها ناظر زاكية بطرف عينه وقال غامزا: تعلّمييي!!

ابتسمت زاكية وقالت له ما إن دخل السيّارة: بعرفك ما راح تنبسط

شغّل يوسف السيّارة وسألها: ما راح أنبسط بشو؟

فقالت بينما تهزّ كتفها بثقة: لو قبرت قلبي!!

ضحك حينها بصخب خالبا لبّها متسبّبا لنظامها القلبيّ بفوضى عارمة سألها بعد أن هدأ قليلا: يسعد قلبه الواثق... طيّب ماجيستي وين بتحبّي تتغدّي

أدارت زاكية رأسها نحو النافذة وقالت مبتسمة بإحراج: وين ما بدّك حبيبي كلّ الأماكن معك بتجنّن

رفع يوسف حينها حاجبيه وقال بينما ضربات قلبه تعيث في جسده الثورات: شوووو... والله هاي تطوّرات خطيرة ماجيستي وبتستاهل احتفال مرتّب... وبهاي المناسبة السعيدة بدّي آخدك على مكان خطييير!!

نظرت له ووجهها يحمرّ رغما عنها بينما تهمس متأفّفة وتقول: بس ما يكون على مدينة الملاهي

قهقه يوسف بينما يقول من بين ضحكاته: صايرة تفهمي عليّ على الطاير كمان!!

فنظرت له زاكية وقالت متأفّفة: ما بدها خبير عشان يفهمك... مكشووف

دقائق فقط ووجدت زاكية يوسف يدخل بهم لشارع حيّهم فقالت بصدمة: يوووسف مو على أساس وين بدّك تروحي ماجيستي!

فنظر لها لها ببراءة وأجاب: مو على أساس وين ما بدّك حبيبي

فأجابته بإحباط: بس مو هووون

ضحك وأمسك يدها مقبّلا قبل أن يقول: بس بدنا نلبس ونرجع نطلع

فنظرت هي لملابسها وملابسه وقالت: ليش مالهم أواعينا ليش بدنا نغيّرهم؟!

أجابها بينما يصطفّ بسيّارته أمام البيت: مين قال بدنا نغيّرهم

تأفّفت زاكية بحنق وقالت: يوووسف شو هاي حزورة

أمسك يوسف بيدها وقال لها بينما يتّجهان نحو البيت: ولا حزورة ولا شي احنا بس بدنا نشلحهم "نخلعهم" ونرجع نلبسهم نفسهم

نظرت له زاكية بحنق وضربته بقبضتها على كتفه بقوّة ليقهقه هو قائلا: شفتي كيف إنّه لسّة بدّك كتير لتفهميني!!

.................................................. ......................


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 07:29 AM   #8143

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 5


واقفا أمام نافذة غرفه نومه يرفع يدا يلصقها على جانب النافذة فيما الأخرى تمسك سيجارة موضوعة في فمه بينما عيناه المضبّبتان بفعل العاطفة تخترقان الزجاج فتتطاولان على أسوار بيت الجيران تلحقان بروحه التي كانت لا تزال ترفرف هناك

سعيد هو... لا يذكر أنّه شعر يوما هكذا وكأنّما السعادة قد ولدت معه اليوم

يا الله كم بدا أمامهم اليوم أحمقا ولكنّه حتّى لم يهتمّ لا لسخريتهم ولا لتلميحاتهم الفاضحة عن حرمانه الطويل ولا لتعليقات يوسف المزعجة على لهفته الواضحة حتّى أنّه سمح له بأن يشهد على زواجه... مرّة أخرى... رغم أنّه كان يتوعّده أنّه لن يفعل من جديد علّه يغيّر من حظّه

هو حتّى لم يهتمّ بذلك المبلغ الكبير الذي طالبه به شقيقها مراد كمهر مؤجّل لها تحسّبا على حدّ قوله لو قرّر تطليقها من جديد مفاجئا حتّى والده وبقيّة أخوته حسبما لاحظ هو... ورفض الفصال فيه عندما أرادت الجاهة فعل ذلك فهو لا يبالي فلا طلاق سيتمّ بينهما ومهرها ستأخذه بالحسنى دون أي نزاع

كلّ ذلك كان بالنسبة له لا شيء يذكر أمام تلك اللحظة التي وجد فيها نفسه أمامها... متقبّلا تهاني قريباته مقبّلا يد والدته ورأسها من بعد غمزة تذكيرية من عمّته أم أحمد التي كانت قدّ وصّته بزيادة الاهتمام بوالدته في هذه المرحلة حتّى يرضيها فلا تجد عليه حجّة فتزعج بها مي

كان قلبه يصرخ ألما يناديها بشوق يريد انتزاعها من المكان مطالبا بقربها ولكنّها تلك النظرة الضائعة غير المصدّقة التي رمقته بها هي ما كبّلت أشواقه بلجام التعقّل ليكتفي بقبلة صغيرة طبعها بخفّة على جانب رأسها رافضا أن يلامسها حتّى بذراعيه خوفا من ذلك الجوع المتضوّر لها الذي يشعر فيه أن يقوّض تماسكه فيتسبّب لكلاهما بفضيحة تشابه تلك التي افتعلها قبل سنوات سبع عندما احتضنها بقوّة طابعا قبلة قوّية على خدّها بعد عقد القران تبعها بعضّة آلمتها وأضحكت الجميع... بيومها فعل العكس، فيداه لم تتركاها بتاتا بينما كانت هي تتضاحك على تصرّفاته بحياء ودونما تمنّع ، أمّا اليوم فكم كانت جلستها متشنّجة بينما تتباعد عنه بحرص مدروس لكنّه شعرها الليليّ فقط من أبى الابتعاد... ذلك الشعر الذي لطالما بعثره بجنون عواطفه والذي أخذ يهفهف بفعل المروحة حول وجهها المتورّد فيلامس وجهه بطوله مداعبا إيّاه متحرّشا فيه

تلك الجلسة المتشنّجة سرعان ما انتهت عندما نادتهما زوجة أخيها الأكبر فاطمة والتي لطالما حمل لها كلّ الاحترام والتقدير ودعتهما للذهاب لغرفة الجلوس العائلية كي يأخذا راحتهما أكثر

تلك اللحظة التي أقفلت فاطمة فيها الباب عليهما أطلقت براكين روحه فتناثرت حممها عبر مقلتيه لتتوتّر هي وتهمس باضطراب: معتز!

فيهمس هو بينما يلهث كمن قطع أميالا طويلة ركضا على قدميه: آآآه يا رووح معتز... مي... مي أناااا... أنا مش مصدّق والله مش مصدّق... عنجد إنتي صرتي مرتي... رجعتي حلالي....

جلست مي على الأريكة بانهيار اثر ارتجاف ركبتيها وهمست بصوت مرتجف بينما تحتضن نفسها كنوع من الدعم النفسيّ: معتز أنا... أنا مو مستعدّة... ما كنت بدّي هيك...

اقترب منها معتز بسرعة وجلس على ركبتيه أمامها يختطف يديها فيحتضنهما بين يديه حاجة و... غيرة... وهتف قائلا: بعرف... والله بعرف وأنا راح أصبر... خدي كل الوقت اللي بدّك إيّاه المهم إنّك إلي... أنا... راح أتحمّل بس... هلّأ اسمحيلي...

ابتلعت مي ريقها وتساءلت: شو؟

حينها... رفع لها معتز عيناه وكم صدمتاها... بذلك الجوع العاطفيّ... بذلك الحرمان الذي يكاد يصرخ فيهما... حاجة... بذلك اللهيب الذي يشتعل فيهما حبّا حينها شعرت بما يريد... بقلب أم... وروح محبّة وجسد عاشقة علمت فامتدّت يدها ترتجف تلامس شعره وتنطلق بداخلها الآهات... صامتة... أمّا هو... فصرخ بها... عاليا... مدويّة قبل أن يختطفها بحضنه... يكبّلها بين ذراعيه بشوق عاصف... يوجعها بقوّة احتضانه بقدر ألمه السنوات الفائتة...

أمّا هي... فتتألّم أيضا بصمت... لكن لا تكتفي... تتجرّع حاجته للقرب فتروي عطشها للشعور به وبانتمائها إليه من جديد... وحدها دموعها الصامتة من تنطلق من عقالها محرّرة إيّاها... من المخاوف... الشكوك... الماضي!

.................................................. ......................

nour66 and ندى المطر like this.

bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 07:37 AM   #8144

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي


بعد عشرة أيّام

استيقظ عماد حوالي الساعة السابعة صباحا من نومته غير المريحة على الأريكة في غرفة المعيشة الصغيرة جدا في الملحق الخاص بهم متضعضع الجسد متهالك الأعصاب وهذا حاله منذ أن تمّ عقد قرانهما... نفسية محبطة وجسد يتألّم
زفر عماد بسخط فها قد مرّت أسابيع على زواجهم وحالهم واحد لم يتغيّر... أسابيع يتودّد إليها يعبّر لها عن عواطفه تلميحا وتصريحا، يهفو لسويعات فقط يحيا فيها معها بعضا مما عاشاه يوما هناك في ألمانيا... يوما عندما كان محورا لحياتها فلا تتنفّس الهواء إلّا ممزوجا بأنفاسه... لكنّها... تأبى... تتمنّع رغم رغبتها فهو ليس جاهلا بها... مناجاة عينيها لم يكن أميّا بها... ارتعاشة شفتيها لم تكن غير مرئيّة بالنسبة إليه أمّا جسدها فلم يكن منيعا أمام لمساته وبالرغم من كلّ ذلك كان يدرك أنّ تمنّعها... لم يكن دلالا ولا كذبا ففي عمق عيناها كانت لا تزال هناك... خيبة... لا يدري أهي لأجل ما يعلم أم أنّ هناك في قلبها ما لا يعلم
لا يزال يذكر قبل أسبوعين وبعد عرس أولاد خاله تحديدا عندما ظنّ أنّ الأمور بينهم قد عادت لمجاريها... ظنّ خاطئا أنّها ربّما متأثرة بأجواء العرس والحماسة ستكون قد لانت وكم كان متحمّسا عندما ألحّت عليهم خالته أم مجد بالمبيت في بيتها ظانّا أنّها فرصة مناسبة له لإرغامها على مشاركته سريرا واحدا على الأقلّ علّها تحنّ فيستغلّها ولكنّها فاجأته عندما أصرّت أن ينام عبدالله معهم بذات الغرفة وقد كانت والدته عرضت أن ينام حفيدها معها بغرفة أخرى ببيت أختها أيضا لكونهما لازالا عروسين إلّا أنّ آنجلا رفضت بحجّة أنّه لا يعرف المكان أبدا وأنّه سيكون أكثر أمنا معها ومع والده لتزيد من بعدها غيّا عندما استأثرت وعبدالله بالسرير تاركة له المفرش الأرضيّ الذي كان من المفترض به أن يكون لعبدالله بحجّة أنّ السرير صغير ولن يكون كافيا له أيضا
زفر عماد بضيق مقرّرا أنّه قد ملّ من تصرّفاتها وأنّه قد راعاها بما يكفي وأنّه قد آن الأوان لها لتتعلّم درسا جديدا في الدّين
دخل عماد المطبخ ليتفاجأ بأنّ ابريق غلاية القهوة الكهربائي كان باردا بخلاف المعتاد فآنجلا كانت قد اعتادت دوما أن تحضّر لهم القهوة السريعة فور أن تستيقظ من النوم
قطّب عماد جبينه، أيعقل أنّها لا تزال نائمة؟ مستحيل فهذا ليس من عادتها أبدا إلّا إذا كانت...
لم يترك عماد نفسها عرضة للتساؤلات والظنون إذ سرعان ما توجّه نحو غرفتها ليطرقها قبل أن يدخل إليها من فوره تسبقه لهفته للاطمئنان عليها فتضربه حقيقة خلوّ الغرفة من صاحبتها كما الصاعقة
...........................................

nour66 and صباحات like this.

bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 07:39 AM   #8145

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 7


تركض وتركض وتركض لاهثة منذ فترة طويلة لا تعرف مدّتها كلّ ما تعرفه أنّ الشمس كانت لا تزال تخرج من مخبئها متورّدة ناعسة تتمطّى كسلا عندما خرجت من المنزل ترتدي بدلتها الرياضية السوداء وتغطّي شعرها بحجاب أبيض خفيف يعلوه قبّعة رياضية بيضاء بعد أن عجزت عن النوم بعد أن صلّت الفجر

كانت قد سمعته بعد أن عاد من صلاته بالمسجد يتقلّب على فراشه لتتوارى خلف باب غرفتها هاربة من نظرة عينيه الغاضبة الجائعة التي كانت قد ابتدأت تحشد قوّاتها داخل عينيه لتعلن عليها الثورة

سمعته مضطربة يقف على باب غرفتها لدقائق طويلة كتمت فيها أنفاسها قبل أن يغادرها هاربا من مشاعره المكبوتة بنوم متقلقل خفيف فتقرّر هي من بعدها ومن بعد أن عجزت على أن تفعل مثله بالخروج لتتريّض قليلا كما لم تفعل منذ أن جاءت إلى هناك

أفكار وأفكار كانت تدور في جنبات عقلها متسبّبة بفوضى عارمة داخل روحها تعجز عن السيطرة عليها

كانت قدماها تمشيان بسرعة بالبداية تبغي تحمية جسدها من بعد أن ركن للكسل لفترة طويلة فيما تتساءل بداخل عقلها... لماذا تعجز عن الاستسلام إليه... هي قد سامحته منذ ذلك اليوم الذي اعتذر به... الذي صارحها به مقرّا بعظيم ذنبه لكنّها تعجز ببساطة عن التسليم له وكأنّما روحها مكبّلة بسلاسل لا مرئية تمنعها عنه

كانت آنجلا تزيد من سرعتها بينما تتوارد في عقلها الخواطر... ربّما لأنّها لم تفهم... ربّما لأنّ بداية الحكاية ظلّت غامضة بالنسبة إليها وكأنّما هي تحضر فيلما فوّتت أوّله لتقضي من بعدها ساعاته وعلامة تقطيب ترتسم حادة على جبينها تريد أن تفهم فتكتشف أنّ الفيلم كلّه يتعلّق بذلك المشهد الوحيد الذي فاتها بالبداية وربّما....

ازدادت أفكار آنجلا صخبا وتفاعلت معها أقدامها فيما النظرة في عينيها كانت أمرا آخر... ألم.. خيبة.. مرارة... فهو رآها... عرف بوجودها وبابنه ومع ذلك... تمّم أمر خطوبته بوقتها وكأنّها لم تكنّ!

غافلة عن العيون الكثيرة التي كانت تتلصّص عليها في هذا الصباح الباكر ما بين فضولي ومستهجنّ ولا مبالي كانت أنفاسها تعلو وتعلو بينما تركض وتركض و... تغلي... حتّى وجدت نفسها أخيرا أمام باب المنزل فتدخل من جهة الملحق... متورّدة مبتلّة... لاهثة

على عجل كان عماد يحاول قفل زرارة بنطاله فيما قميصه يتدلّى على كتفيه مفتوحا لم يغلقه بعد وعقله يتساءل كيف سيخرج ويترك عبدالله وحيدا هنا ليذهب هو ويبحث عن أمّه

خارجا من غرفة النوم كانت أصابعة تتخلّل شعره القصير بحركة يائسة عندما توقّف جسده كما لو كان صنما بينما كانت عيناه تتوسّعان يستوعبان مظهرها منحنية تضع يديها على ركبتيها فيما جسدها يتحرّك مع كلّ نفسه لاهث تأخذه

نبضات قلبه التي كانت تتسارع توتّرا عليها بدلا من أن تهدأ الآن كانت تزداد ضربا فيما بشرة وجهه كانت تتحوّل رويدا رويدا إلى أحمرٍ قان وعيناه الخضراوان تنقلبان إلى جمرات مشتعلة

بصوت جامد سألها عماد هامسا: أين كنتِ؟

عدّلت آنجلا من جسدها ونظرت إليه ببرود لتقول بينما تخلع حجابها: أليس ذلك واضحا؟!

أكملت آنجلا خلع حذائها الرياضيّ بينما تتابع مكملة: هل عبدالله لا زال نائما؟

كانت آنجلا توشك على الجلوس عندما سحبتها يد عماد لتوقفها من جديد بينما يقول هامسا بغضب كازّا على أسنانه: سألتك أين كنت آنجلا وإيّاك أن تقولي أنّ الجواب واضح فما هو واضح... لم يعجبني مطلقا!!

ببرودها الألماني قاومت خوفها من ذلك الانسان الذي تتعرّف عليه الآن من جديد... الزوج... فهذه لم تكن المرّة الأولى التي ترى فيها عماد ثائرا غضبا لكنّ غضبه منها هي بالذات كان يتّصف بالبرود

حاولت آنجلا نزع ذراعها منه بينما تقول: ليس من حقّك إييمـ...

هزّها عماد قائلا بينما يكزّ على أسنانه ويقول: بل هو حقّي آنجلا فأنت زوجتي ملكي وأنا مسؤول عنك وإيّاك آنجلا إيّاك التحدّث عن موضوع الحقوق الآن بالذّات... أين كنت؟!!

اختضّ جسد آنجلا رغما عنها عند صراخه فتهتف هي الأخرى: خرجت لأركض!

توسّعت عيون عماد ببطء بدى لعينيها مخيف فيما كانت عيناه تتأمّلانها بتدقيق وجهها الاوروبي الفاتن... سنابل القمح المتهدّلة حول وجهها سماء عينيها الساحرة بشرتها التي اختلط فيها شقارها بسمار البحر بتورّد الركض صدرها الذي كان يعلو ويهبط بتسارع وغير انتظام قوامها الرشيق المغري الذي فشلت سترة بدلتها بإخفاء تفاصيله وساقيها الطويلة المغرية التي التصق فيها البنطال بتناسق مذهل مبرزا جمال تكوينها... كلّ انش كانت عيون عماد تعبر خلاله كان يضيف حطبة لنيران غيرته وإحباطه لينفجر فيها قائلا فيما قبضتيه يطبقان على كتفيها هزّا: أجننت؟ تركضين في الشارع تاركة نفسك عرضة للعيون المتلصّصة لمراقبة اهتزازت جسدك باستمتاع رخيص ثمّ... ثمّ كيف تخرجين أصلا في هذا الوقت المبكّر جدا من الصباح... ووحدك... ودون إذن!!

انتفضت آنجلا بين ذراعيه تهمس في جنون: إذن!!

قرّب عماد وجهه منها وهمس بجنون: نعم إذن آنجلا... المرأة المسلمة لا تخرج من منزلها دون إذن من زوجها...و... المرأة المسلمة... لا تهجر زوجها في الفراش

اختلجت النظرة في عيون آنجلا وهمست: هذا جنون!!

هزّ عماد رأسه وقال: بل هذا هو الاسلام... للرجل حقّ بأن لا تنكشف زوجته إلّا عليه... أن لا تخرج إلّا بإذنه وأن لا تهجر فراشه

كانت آنجلا تغلي غضبا بفعل كلماته فهمست بتمرّد: وإن فعلت؟

أمسك عماد بوجهها وقال بتحذير: إن نامت المرأة وزوجها عنها غاضب تلعنها الملائكة حتّى تصبح

أبعدت آنجلا ذراعيه عنها بوهن فابتعد بينما يحاول أن يتمالك أعصابه مذكّرا نفسه أنّ عليه الترفّق بها... استيعابها وإفهامها الفرق بين العرب والغرب... تعليمها أصول دينها كما يجب

وصلتها همستها مجروحة: دلّلكم الإسلام

نظر لها بعمق وقال: بل دلّلكن فجعل قوامة الرجل مقرونة بإنفاقه على المرأة سواء كانت زوجة أو أمّا أو أخت... في الاسلام لا تنفق المرأة على زوجها مهما كانت غنيّة إلّا لو أرادت هي مهما كان ذو حاجة... عندنا لا ينتظر الرجل من امرأة أن تدفع حصّتها من المال لو أكلا في مطعم معا مثلا... أمرنا رسولنا أن نرفق بكنّ وندلّلكن... اسلامنا أكرم المرأة فجعل السبيل الوحيد للوصول إليها هو الزواج فلا ينهش الرجل جسدها لسنوات ليقرّر بالنهاية أنّها ليست الشريكة المناسبة له

صمتت آنجلا قليلا لتهمس بألم: لكنّكم تتزوجون علينا!

كتم عماد بداخله زفرة راحة عندما وضعت نفسها بذات الفئة عندما ضمّت نفسها بتلقائية لنساء المسلمين فقال بينما يقترب منها من جديد: لأسباب كثيرة لو أردت الخوض بها لما انتهينا اليوم من الحديث كأن تكون زوجته عاجزة عن الإنجاب أو مريضة فيتزوّج أخرى محتفظا بها دون أن يطلّقها أو...

أكمل عماد بينما يمسك بوجهها بين كفّيه وينظر لعينيها بقوّة: قد يتزوّج الرجل كي يعصم نفسه من الوقوع في الفتنة أو الخطأ عندما تعجز زوجته عن ارضاء متطلّبات جسده العاطفية

رغما عنها ارتجفت النبضات في قلب آنجلا خشية ورهبة وغيرة فهمست بعنف: ولم لا تفعل إيماد؟!

فهمس عماد بصوت متحشرج مختنق: لأنّ جسدي لا يحتكم إلّا لأمر قلبي ملاكي وقلبي... يحبّك!

ثانية فقط وكانت آنجلا تتعرّض لأشرس موجة عاطفية عرفتها يوما... عاجزة... ضائعة... انفلتت من بين يديها جميع ألجمة نفسها فسلّمت نفسها لقيادته هو... حبّها الأوحد الذي كان يعيش معها من جديد تجربة أولى... بحريّة ودون قيود... حيث لا ماضٍ يؤرّقه ولا ذكريات تعذّبه وبعد دقائق قليلة فقط كانا على سريرهما الذي لم يتشاركاه يوما وحيدان بفقاعة خاصّة تتطاير بهما حسب ما تشاء أهواءهما ولو كانت تلك الفقاعة مرئيّة لظنّ الرائي أنّها تتعرّض... لعاصفة رعديه صاخبة!
..............................................

nour66 and ندى المطر like this.

bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 07:44 AM   #8146

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 8


بعد بعض الوقت

ذاهلا كان هو يحاول عبثا التهدئة من تلك الثورة القائمة في يسار صدره تطالبه بشقّ الضلوع حيث الخفقات محبوسة أو سجن ملاكه معهم علّها تسود في القلب فيعمّ بينهم السكينة والهدوء

أمّا هي فبدأت تصحو من عمق العاطفة التي كان قد غيّبها فيها فتعود الأفكار المدمّرة لتصحو من جديد في رأسها كسولة خاملة ولكن رغم ذلك... موجودة

شعرت بكفّ عماد تتناول كفّها فيقرّبه من فمه مقبّلا كلّ أصبعا على حدى ليقرّبها منه أكثر ويضمّها لجسده ضاغطا عليها بقوّة وكأنّما يريد زرعها بداخل جسده زرعا

أفكار متناقضة كثيرة كانت تعصف بعقلها لا سيّما وهي موقنة بعمق مشاعره نحوها وكيف ستشكّ من بعد ما كان بينهم قبل قليل... تكون مجنونة لو فعلت فعماد الصامت دوما ما توقّف عن الهذيان للحظة معبّرا لها عن حبّه ما بين قبلة وأخرى وعن شوقه ما بين لمسة ولمسة

صوته وصلها متمتما قرب أذنها مداعبا مشاعرها الحسيّة: بحبّك!

مقطّبة نظرت له آنجلا بتساؤل فهذه كلمة ردّدها كثيرا خلال لقاءهم العاطفيّ الساحق فابتسم قائلا: آن لك أن تتعلّمي لغة الحبّ والعشق بالعربيّة... بحبّك... أحبّك

ابتسمت آنجلا سعيدة بتذوّق حبّها على لسانه وأوشكت تكرار الكلمة ولكنّها رغما عنها تعثّرت على شفتيها فحبستها واختنقت بها ألما ليقطّب هو جبينه ويسألها باهتمام وتوجّس: ما بك ملاكي؟

طبقة شفّافة لبّدت سماء عينيها فهتف قائلا: ملاك حبيبتي أخبريني ما الأمر؟!

فهمست حينها آنجلا بعد أن شهقت بوجع: كنت ستتزوّج... كنت قد نسيتني... لقد... لقد قلت أنّ قلبك يحكم جسدك وقلبّك يحبّني ولكن رغم ذلك أنت... أنت كنت ستتزوّج!!

قالتها آنجلا وانقلبت لتنأى بنفسها عنه فتعطيه ظهرها وتبدأ دموعها بالانهمار وكأنّما خبر زواجه الذي قتلها قبل شهور قد ظهرت رضوضه على روحها وقلبها الآن وتوّا

الإدراك كان قد ضرب وعي عماد عندما فهم عمّا تتكلّم كأنّما صعقة برق ضربت ذاكرته... رولا... كيف نسيها وكأنّها لم تكن ولكن من الواضح أنّها قد كانت وجدا بعقل آنجلا منغّصة عليهم سعادتهم!

اقترب عماد منها ليحتضنها من الخلف مبعدا شعرها عن وجهها بينما يقبّل صدغها ليقول لها هاتفا: ملاك حبيبتي أقسم لك أنّ قلبي لم يعرف أخرى غيرك قط... ولا حتّى جسدي... نعم للأسف في الوقت الذي جئت فيه كنت قد بدأت أختنق من الحاحات أمّي المتكرّرة عليّ لكي أتزوّج... سبع سنوات هي تلحّ وأنا أرفض دون أن أعلم السبب لم أكن مدرك أنّني حين ظننت نفسي أدفنك بصفحات الماضي أدفن نفسي معك... لكنّ الحاحاتها كانت قد بدأت تزيد وبدأت أقرأ الخيبة والخذلان يملآن عينيها فهي كلّ ذنبها أنّها أمّ تريد أن تفرح بابنها وترى أولاده ولأنّني كثيرا ما تسبّبت لها بالخيبات... ولأنّني لطالما قصّرت معها بأفعالي و... مشاعري... جاريتها

شهقت آنجلا تهزّ رأسها برفض وتقول بإصرار: لكنّني أتيت ورأيتني وعرفت بوجود آبدوالله ومع ذلك أكملت مخطّط حياتك وكأنّنا لم نكن... أنت رفضتنا إيماااد!!

قالتها آنجلا وتوالت دمعاتها لينقضّ هو عليها فيقلبها ويعتليها مثبّتا رأسها يائسا كي تفهمه وتصدّقه: لم أرفضكم ملاكي أقسم أنّني لم أفعل... أنا... أنا كنت مشوّشا... تصديقي بوجودكم يعني أنّني ارتكبت خطأً فادحا من جديد ولكنّه ليس أيّ خطأ هذه المرّة بل غلطة عمري كلّه...

شهقت آنجلا لتهمس له بألم وتقول: لو لم ترفض هي واقع زواجك السابق... لو لم ترفض حقيقة أنّ لك ابنا... لكنت... لكنّا...

مقاطعا استرسال أفكارها انقضّ عليها عماد بقبلة عنيفة قبل أن يقول لاهثا: ومن قال أنّها رفضت حبيبتي...

ارتبكت آنجلا وتوقّفت دموعها دون أن تشعر لتهمس في فضول: ماذا... ماذا تعني؟!

ابتسم حينها عماد برقّة وقال: هي قبلت وأخبرتني أنّه لا بأس في هذا فماضيَّ لا يهمّها لطالما أنّه قد مات فأخبرتها صراحة أنّه لم يمت وأنّني متمسّك بعبدالله وأمّه على حدّ سواء وأنّني في اليوم الذي تقرّر أمّه مسامحتي فيه لن أتوانى أبدا أبدا عن إرجاعها

وفجأة انقشعت الغيوم في عيون آنجلا وأشرقت سماءها صافية وتألّقت: آنجاد إيمااد؟ "عنجد عماد"

فقهقه عماد قائلا بينما يميل عليها من جديد: آنجاااد يا روه إيمااد!

.................................................. ......................

nour66 and ندى المطر like this.

bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 07:46 AM   #8147

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 9


كانت رحيق قد أنهت ارتداء ملابسها استعدادا لاستقبال أقاربها فبدت مشرقة كما على أيّ عروس أن تكون بعباءتها الحريرية البيضاء المطرّزة بخيوط حريرية حمراء مشكّلة زهرات صغيرة يتوسّط كلّ واحدة منها خرزات لؤلؤية دقيقة أمّا أكمامها فكانت واسعة مغطّاة بطبقة رقيقة جدا من الشيفون تكشف ذراعيها بكرم كلّما رفعتها أو حرّكتها

دخل عمر الغرفة دون أن تشعر وبدأ بمراقبتها مأخوذا بجمالها وفي قلبه غصّة تحتكمه... أكان عليهم حقّا أن يأتوا اليوم فيسلبون منها فرحتها التي تبدو واضحة جليّة على محيّاها

كانت رحيق تمسك شالها الحريري ترفعه على رأسها لتغطّيه بعد أن لفّت شعرها على شكل كعكة منخفضة ممنونة لحجابها ذاك الذي سيخفي تلك البقع الفاضحة على رقبتها والتي ما إن تزول إحداها حتّى تظهر واحدة أخرى... يا الله كم هو شغوف... لم تتخيّل يوما أن يكون عمر بذلك الشغف ولا الانطلاق في لحظاتهم الخاصّة وكأنّما هو يختزن كلّ انفعالاته وكلّ مشاعره ليحكيها لها أفعالا على السرير

ومن بين أفكارها تلك لمحته... ينظر لها بذات الطريقة القاتلة التي تهلكها... تلك النظرة التي تجمع ما بين الحنان والعاطفة... الحبّ والاحتواء... الحاجة والشوق...

ابتسمت له يوجهها المحمرّ لكنّ ابتسامتها سرعان ما اضطربت ما إن رأت تكشيرته الواضحة عندما اقترب منها قائلا: شو هاد؟

همست له باضطراب: شو في حبيبي؟

أمسك عمر كمّها قائلا: هاد ليش هيك مفتوح؟

ابتلعت رحيق ريقها فقد باتت تدرك غيرته والتزامه فقالت مرتبكه: هو هيك موديله حبيبي أنا شو دخلني

فقال عمر غاضبا: دخلك إنّك لبستيه... غيري بسرعة قبل ما يوصلوا الضيوف

قالت له رحيق بخيبة: بس...

فنهرها عمر قائلا: لا بس ولا إشي

صمتت رحيق بحزن لتتذكّر شيء قائلة: آآآآه عندي فكرة!

وتوجّهت نحو جارور صغير في خزانتها وأخرجت منه قطعتين بيضاويتين على شكل معصمين طويلين وارتدتهما قائلة: شلون هيك؟

أجابها عمر مقطّبا: ارفعي ايدك

رفعت رحيق يدها مطيعة فقال هو: أكتر شوي

فأطاعته هي من جديد ليكشّر قائلا بينما يمسك يدها يحدّد لها الارتفاع المسموح لها به وقال: إيّاك ايدك تنرفع زيادة عن هالحدود

فهزّت رأسها قائلة كما طفلة مطيعة: ولا يهمّك تقبر قلبي

فابتسم هو منتشيا وأخذ بيدها مقبّلا إيّاها بينما يقول: من غير شرّ عنّك يا عمري

رنين جرس الباب قاطع قبلة كان عمر يهفو ليخطفها منها ليتجهّم وجهه بينما يراها تركض للخارج والغصّة في قلبه تزداد موقنا أنّ سعادتها سرعان ما ستنقلب الليلة إلى حزن فهمس يدعو بينما يلحقها: الله يستر

......................................

nour66 and ندى المطر like this.

bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 07:48 AM   #8148

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

في غرفة الضيوف الخاصّة ببيت أبي كرم كانت أم أحمد وعمر ورحيق يستقبلون ضيوفهم وتبدوا على محيّاهم جميعا علامات الاستنفار والتجهّم التي كانت غير مفهومة لرحيق
نظرات ارتباك وعدم فهم كانت تملأ عيونها بينما تنظر لذلك الظرف الذي يمدّه لها الرجل الكبير وتنقل من بعدها نظراتها المتسائلة بينه وبين زوجته التي رافقته فتهمس قائلة: شو هاد عمّو؟!
نظر الرجل لعمر وقال لها بحزن: رسالة من والدك الله...
تلك النظرة المحذّرة من عمر جعلته يصمت ولا يكمل ليتنحنح قائلا: والدك أوّل ما رجع للشام شاءت الصدف التقي أنا وإيّاه تحدثنا كتير وخبّرني عن زواجك وعن... ظروفه وأمنّي لو جيت بيوم للأردن إجي زورك من بعد ما عطاني عنوان بيت أبو كرم الله يرحمه
تنهّد الرجل وأكمل بصوت متجهّم مثقل بسوء ما يحمله من أخبار: ووقت افترقنا بعد إيّام عطاني هالرسالة وقاللي... قاللي... لو سمعت إنّي متت أو شكّيت بهالشّي قبل ما تروح للأردن بتعطيا إيّاها
ابتلعت رحيق ريقها غير واعية ليد عمر التي قبضت على يدها التي حملت المظروف وهمست قائلة بشحوب: وووو... إنت شكّيت بهالشي؟!
حينها نظر لها الرجل بعمق ونظرة حزن عميق تحفر على وجهه آثارها فتزيد من عمر همومه سنوات فيجيبها بكلمة واحدة لا أكثر كلمة جعلت تلك الدمعة المعلّقة على طارف هدبها تسقط كما ورقة ذابلة عن شجرة ميتة: تأكّدت
هزّت رحيق رأسها وضحكت قائلة: لأ... لأ عمّو... أكيد غلطان... هو قاللي راح يجي... بس الشام ترجع راح يجي... بس... بس الشام ما رجعت... وهو... هو ما إجا....
اختنقت آخر كلماتها في حضن أمّ أحمد وابتدأ نشيجها هناك أيضا وكأنّما في حضنها وطن يحطّ الغائب المهاجر عند أعتابه أحمال غربته وشكواه التي طال كتمه لها حتّى خنقته وضاق بها ذراعا
..............................................


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 07:52 AM   #8149

جاسيكابرايد

? العضوٌ??? » 381394
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 178
?  نُقآطِيْ » جاسيكابرايد is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bambolina مشاهدة المشاركة
المحتوى المخفي لايقتبس
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


جاسيكابرايد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 07:55 AM   #8150

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

دخلت رحيق غرفتها مخلّفة العائلة كلّها خلفها... كرم وغزل وحتّى دلع التي كانت ملتصقة بها تربّت عليها بمواساة دون أن تفهم سببا لبكائها... أحمد وسراب وأولادهم الذين وللمرّة الأولى يتّفقون جميعهم على السكون والصمت مراعاة لمشاعرها... يوسف وزوزو التي بخلافا عنهم كلّهم لم تشاركها بدمعة ولكنّ الألم الساكن في عيونها كان بشكل غريب صورة مطابقة لذلك الذي كانت تشعر به هي... كلمات المواساة والتعزية التي حاولت قولها لها تعثّرت على لسانها لتكتفي باحتضانها بشكل بدى لرحيق أشدّ تعاطفا من كلّ ما سمعته من كلمات
خلعت رحيق حجابها وتمدّدت على السرير تمسك بالرسالة بيدها تخشى أن تفتحها فتكوّرت على نفسها بشكل جانبي محتضنة ايّاها مغمضة عيناها بينما كثير من الذكريات تعود لتحيا بخيالها من جديد ولكنّها وللأسف كلّها كانت ذكريات عن تلك الأيّام الصعبة التي قضوها معا في المخيّم وكأنّما أيّامهم الجميلة مع والدتها في بيتهم الصغير الدافئ ما كانت يوما
تنهّدت رحيق بألم... يا الله كم بدى مختلفا في تلك الفترة... كم بدى مسنّا... كم بدى... موجوعا... لا تزال تذكر ذلك اليوم الذي اضطر فيه للمرّة الأولى ليذهب ويزاحم بقيّة سكّان المخيّم لينال حصّة من الطعام وذلك عندما رآها تنظر لما بيد جيرانهم بالخيمة المجاورة فتبتلع ريقها بلا ارادة فلكم كانت جائعة... يومها عاد يحمل بيده الطعام لكنّه خسر من نفسه الكثير... أمن بعدها انحنت كتفاه أم يتهيّأ لها ذلك... أتراه مات راضيا؟ أقلق عليها أم كان مطمئنا؟
حينها جلست رحيق بسرعة تمسح ما على وجهها من دموع فتفتح الرسالة وتبدأ بالتهام حروفها أوّل الأمر دون أن تفهم بالضبط كأولى لقيمات الجائع التي يتناولها فقط كي يسدّ رمق جوعه دون أن يدرك لما يأكله طعما فتعاود من جديد تسمّي بالله وتقرأ... تتنشّق الدموع وترشف الهواء وتشهق وتتملّى كلّ كلمة بل تسمعها وكأنّما يحكيها لها هو بصوته الجهوريّ الفخم الذي لطالما هزّ صفوف المدرسة بدروس التاريخ التي كان يعطيها
"ابنتي الحبيبة... أميرتي – همستها رحيق بذهول وهزّة عميقة تضرب قلبها فقد أنستها الأيّام أنّها كانت أميرة حقّا يوما ما- اعذريني لتخاطبي معك بلغة عربيّة فصيحة ولكنّك تعرفينني فلا أمرّ على قلبي من تلك اللغة المحكيّة التي اغتصبت حتّى الأقلام والكتب فباتت تأتمر بأمرها –ابتسمت رحيق باهتزاز بينما تهزّ رأسها بموافقة شفيفة- رحيق يا ابنتي الغالية عندما تصلك رسالتي هذه فاعلمي أنّني قد متّ فلا تحزني فكلّنا في هذا الطريق ماضٍ ولا أحد فيها مخلّد أمّا فراقي ستكونين قد اعتدت عليه بل وربّما ستكونين قد وجدت عنّي عوضا الآن بزوجك الذي ارتضيته لك دونا عن غيره وكوني على ثقة أنّني حين فعلت ما رميتك له مرخِّصا بك بل العكس فقد اخترته لك عالما أيّ رجل سيكون وما فعلت ذلك إلّا تمهيدا لطريق طويل ستجبرين للمضيّ به دوني فارتأيته لك شريكا وقد رأيت به رجولة مبكّرة ونخوة قلّما توجد برجال من عمره ولو كان عند حسن ظنّي به... لو كانت نظرتي للرجال صائبة كما كانت دوما فأنا واثق أنّك ستكونين بكنفه الآن راضية سعيدة وأرجو أنّك ستكونين أنت أيضا له نعم الزوجة كما كانت والدتك لي يوما
غاليتي أعلم أنّني حين زوّجتك بتلك الطريقة قد أكون ظلمتك حارما إيّاك من أشياء كثيرة تحلم بها كلّ فتاة ولكنّه القدر حبيبتي و اعلمي أنّني فعلت ذلك علّني أعقد لك تسوية جيّدة معه... القدر... ليست كلّ الحكايات متشابهة ابنتي مهما ظننتها كذلك ومهما ظواهر القصص بدت لك واحدة فاعلمي أنّ بواطنها مختلف لذلك لو فكّرت جيّدا ستجدين أنّك بطريقة أو بأخرى لا تختلفين عن غيرك من الفتيات مهما ظننت العكس فلا تجعلي تلك الطريقة التي تزوّجت بها تحزّ في نفسك إلى الآن فتقلّلين بها من شأنك وتيقّني دوما أنّنا مهما ظنّنا أنّ سبل الدنيا بنا ضاقت فإنّنا نملك دوما الخيارات... عمر امتلكها سابقا وأنتِ تمتلكينها بين يديك الآن
رحيق يا قلب والدك... لا أعلم متى ستصلك رسالتي هذه ولا أعلم متى منيّتي ستكون ولكن لو كنتِ على حال غير ما أرجوه وكم يؤلمني حتّى التفكير بذلك وإن كانت السبل قد ضاقت بك فاعلمي يا ابنتي أنّ الله وكيلك فهو أكبر وأعظم من الجميع وإن كان عمّك أبو حسن من أوصل لك رسالتي وكان على وجه البسيطة حيّا يرزق كما أرجو فحاولي أن تجدي في كنفه بيتا لك وسيري بركبه وعائلته حيث يسيرون
وأخيرا بنيّتي سامحيني لأنّني تركتك وحيدة فلم أفعلها ضائقا ذرعا بك ولا متنصّلا من مسؤوليتي نحوك فلا أحبّ عليّ بالدنيا وما فيها منك أنت ولكنّ ذلّ العزيز عظيم جلل تهتزّ لأجله الجبال وقلب الأب بي ضعيف خشي عليك الموت والموت يا ابنتي كما لا بدّ أصبحت تدركين لا يكون دوما بإيقاف الأنفاس وسلب الأرواح ولو كان كذلك فشامنا غالٍ تفتدى لأجله الأرواح وترخص القلوب لكنّ الموت أصبح حرفة يتفّنّن به المحترفون ويتقنه المقتتلون فيستلذّون به ويستمتعون وما أحلاه حين يؤخذ بالشرف... اغفري لي رحيق... وادعي دوما لي ولوالدتك بالرحمة وتذكّري أنّنا كنّا ولا زلنا دوما نحبّك ووصيّتي لك بالختام كوني عزيزة كما الشام... قويّة كما عهدتك... كريمة كما ربّيتك"
أنهت رحيق الرسالة ودفنت وجهها بها لتبدأ بنحيب طويل مؤلم هزّ قلب ذلك الواقف على الباب والذي كان يراقبها منذ بدأت بقراءة تلك الرسالة فلم يستطع المقاومة أكثر فاقترب منها ساحبا الرسالة من بين يديها ليأخذها بين ذراعيه ويحتضنها بقوّة هائلة دافنا فيه أحزانها ودافنا فيها مخاوفه تلك المخاوف التي زرعها فيه قريبها بنجاح عندما نظر له معتذرا عندما أراد المغادرة قبل أن يقول "أنا آسف يا ابني بس كلمتين أمانة برقبتي لازم قولُن لرحيق قبل ما روح وبترجاك لا تفهمني غلط... رحيق يا بنتي أنا بعد تلات إيّام راح روح راجع السفارة الألمانية شوفي إزا بتريدي تهاجري معنا خلّيني أكتب اسمك"
بوقتها نظرت إليه رحيق بأمل ونظر إليها بترقّب... ما فهمته ولا فهمها صمتت فجزع وصمت فحنقت!
.................................................. ......................
.................................................. ......................





انتهى الفصل الثامن والعشرون غالياتي قراءة ممتعة


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:56 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.