آخر 10 مشاركات
صفقات ملكية (58) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الثالث من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملهـ× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          56 - امرأة بلا وجه - ساره كرافن (الكاتـب : فرح - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          رهاني الرابح (90) للكاتبة: سارة كريفن ...كاملة... (الكاتـب : silvertulip21 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-10-15, 11:35 AM   #21

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


البارت التاسع عشرة

بعد مرور "شهر" على زفاف "أيمن" و "سماح" .. عاد "أيمن" إلى عمله فى المزرعة بعد انقطاع ..أقبل على "عمر" الذى كان يقف أمام احدى الأشجار يتفحص جودة ثمارها ..:
- ايه الهمة والنشاط دول كلهم يا باشمهندس
انفرجت أسارير "عمر" عندما رآى صديقه "أيمن" فترك ما بيده وأقبل عليه معانقاً اياه قائلاً :
- اهلا بالعريس اللى ما صدق يتجوز عشان يهرب مننا
ضحك "أيمن" قائلا :
- أهو العريس رجعلكوا تانى وهيرجع يتفرم تانى فى شغل المزرعة
- طيب يلا عشان فى شغل كتير مستنيك
- طيب سبنى آخد نفسي الأول
سار الصديقان معاً يتحدثان فى أمور المزرعة .. وفجأة سأله "عمر" :
- صحيح يا "أيمن" بقالى فترة عايز أسألك على حاجه بس اتلبخنا بموضوع فرحك
- خير يا "عمر"
-صاحبة مراتك عملت ايه فى مشكلتها
قال "أمين" بإستغراب :
- صاحبة مراتى مين
- "ياسمين" اللى خدت منى رقم الأستاذ "شوقى" عشانها
- آآآه
- عملت إيه كلمته ؟ رفعت القضية فعلا ولا رجعت لجوزها ؟
- ترجع ايه هو ده راجل أصل ده انسان مريض يارب تخلص منه على خير
سأله "عمر" مستفهماً :
- رفعت القضة يعني
- أيوة رفعتها ومنتظرين الحكم فى القضية
أطرق "عمر" برأسه ثم صمت .. حنت من "أيمن" التفاته الى الجبيرة التى تحيط بذراع "عمر" اليسرى فأشار اليها قائلا :
- هتفك الجبس امتى ؟
- المفروض خلاص كام يوم وأفكه وأبدأ العلاج الطبيعي ان شاء الله
- متقلقش ان شاء الله هتبقى زى الفل
انتبه "أيمن" لكف "عمر" الأيمن فأشار اليه وهتف قائلا :
- ايه الحرق اللى فى ايدك ده يا "عمر"
توتر "عمر" وتغيرت تعبيرات وجهه صمت قليلا ثم قال :
- موضوع مش حابب أفتكره .. هبقى أحكيلك بعدين
سأله "أيمن" بشك :
- موضوع ايه ده يا "عمر" .. خير ايه اللى حصل
قال "عمر" بنفاذ صبر :
- "أيمن" قفل على الموضوع ده دلوقتى
استسلم "أيمن" قائلاً :
- خلاص برحتك

*************
دخلت والدة "مصطفى" غرفته لتجده مستلقيا على السرير وهو شارد .. فقالت له :
- اه خليك قاعد كده ومراتك دايره على حل شعرها
هب جالسا على السرير وصاح قائلا :
- مش هنخلص فى يومنا ده
- الناس كلت وشنا .. أنا مش عارفه أقولهم ايه .. مراتك فضحتنا وجرستنا وسط الناس
صاح "مصطفى" غاضبا :
- يعني عايزانى اعمل ايه دلوقتى
- أنا لو منك كنت جبتها من شعرها وحبستها فى البيت ومخلتهاش تشوف الشارع طول عمرها .. وتبقى عاملة زى البيت الوقف و مذلوله كده لا هى طايله جواز ولا طلاق
- حاولت كتير ارجعها ومش راضيه
صاحت أمه فى غل :
- لازم ترجعها ..حتى لو غصب عنها .. عايز الناس تقول ايه معرفش يمشى كلمته على مراته .. مش كفايه القضية اللى رفعتها عليك وكلامها انها لسه بنت .. فضيحتك بأت على كل لسان
غادر الغرفة وهو يصيح فى غضب :
- سبينى فى حالى بأه أنا مش ناقصك انتِ كمان


***********
كانت "ياسمين" جالسه على فراشها تقرأ وردها عندما دق جرس الباب .. كانت فى ذلك اليوم بمفردها فى المنزل .. "ريهام" فى الجامعة .. ووالدها كالعادة يجلس مع أصدقائه على المقهى الذى لا يبعد كثيراً عن البيت .. تركت مصحفها ونهضت لتنظر من القادم .. بمجرد أن وصلت الى الباب وجدت ورقة مطوية موضوعه أسفله يظهر نصفها ..اقتربت من الباب بخفه ونظرت فى العين السحرية لكنها لم تجد أحد .. انحنت لتلتقط الورقة وفتحتها بقلق وقرأت ما بداخلها
(اذا كنتى فكرة انى هسيبك فى حالك تبقى غلطانه .. أنا ممكن أعمل حاجات متخطرش ببالك .. اسمعى الكلام بالذوق أحسن .. مستنيكي )
قفز قلبها داخل صدرها .. أى رجل هذا .. ألن يتركها وشأنها أبداً .. أسرعت الى غرفتها وأحضرت هاتفها واتصلت بالمحامى .. بعد فترة من الرنين رد المحامى قائلا :
- ألو
- السلام عليكم يا أستاذ "شوقى"
- وعليكم السلام أهلا يا مدام "ياسمين"
قالت بصوت متهدج :
- أهلا بحضرتك .. أنا دلوقتى لقيت ورقة من "مصطفى" سابها تحت الباب
- الورقة معاكِ
- ايوة معايا
- طيب تمام احتفظى بيها وعديها عليا فى المكتب عشان نطلب ضمها لملف القضية
قالت بصوت أوشك على البكاء :
- حاضر بابا هييجي وأنزل أنا وهو ونعديها على حضرتك .. بس هو أنا مش هخلص منه بأه .. أنا تعبت أوى وعلى طول خايفه ومرعوبة
- متقلقيش ان شاء الله القضية هتخلص قريب وساعتها هترتاحى منه ان شاء الله .. هو اللى مخليه بيتصرف بجرأه كده انك لسه على ذمته
- يارب أخلص منه وأرتاح بأه
- ان شاء الله .. بس الصبر
- متشكرة أوى يا أستاذ "شوقى" وآسفه بتعبك معايا ..
- لا أبداً مفيش حاجة .. مع السلامة
- مع السلامة
أغلقت "ياسمين" هاتفها وأخذت تستغفر ربها .. كانت تعلم فضل الإستغفار لذلك عودت لسانها فى الفترة الأخيرة ألا يفتر لسانها عنه ... كانت تذكر نفسها بفضل الاستغفار دائما وبحديث النبي صلى الله عليه وسلم : من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، و من كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب
فظلت تستغفر ربها حتى عاد والدها من الخارج فوجدته مستنداً الى أحد أصدقائه لا يقوى على السير وحده .. شعرت "ياسمين" بالهلع فطمأنها الرجل الذى معه قائلاً :
- متقلقيش يا بنتى الضغط بس على عليه شوية
قالت "ياسمين" بلوعه :
- ليه ايه اللى حصل ؟
- مفيش اتخانق مع حماكِ على القهوة
نظرت بحسرة الى والدها الذى تمدد على فراشه فى اعياء :
- ليه بس كدة يا بابا .. صحتك بالدنيا وانت عارف ان الانفعال بيعليلك الضغط
أعطاها الرجل شنطه بها بعض الأدوية وقال لها :
- خليه ياخد الدوا ده فى معاده
ثم وجه حديثه الى والدها قائلا :
- ربنا يطمنا عليك يا "عبد الحميد" ريح نفسك ومتعملش مجهود خالص .. وأنا هبقى اتصل اطمن عليك
- شكرا يا "شكرى" متحرمش منك
خرج الرجل .. أغلقت "ياسمين" الباب وجلست على الفراش بجوار والدها تبكى بصمت :
- كل ده بسببي
ضمها والدها الى صدره قائلا :
- لأ كل ده بسببي أنا
رفعت "ياسمين" رأسها لتنظر الى والدها متسائله :
- ايه اللى خلاك تتخانق معاه
ظهرت علامات الغضب على ودهه ورد قائلا :
- ابن التييييييييت ده جه أعد على الترابيزة اللى جمبي وفضل يلقح بالكلام وقال عليكِ كلام ميتقلش .. مقدرتش أمسك نفسي قمت هبيت فيه ومسكته من زمارة رقبته
أطرق رأسها بأسى قائله :
- حسبي الله ونعم الوكيل فيهم .. ربنا هيجبلى حقى منهم
نظرت الى والدها لتجد علامات الارهاق باديه على وجهه فطلبت منه النوم ثم دثرته بغطائه وتركته يغط فى نوم عميق .. خشيت أن تخبر والدها بالورقة التى وجدتها من "مصطفى" لئلا يرتفع ضغطه أكثر .. فاتصلت بصديقتها التى تهون عليها وتشد من أزرها :
- السلام عليكم ازيك يا عروسه
- وعليكم السلام ازيك يا "ياسمين" وحشتيني اوى اوى اوى
قالت "ياسمين" بتأثر :
- انتِ أكتر يا "سماح" لو تعرفى أنا محتجالك أد ايه .. ياريتك كنتِ هنا كنت جيتلك ورميت نفسي فى حضنك
قالت "سماح" بقلق :
- خير فى حاجه حصلت ؟ .. الزفت "مصطفى" ده هعمل حاجه تانى
أغلقت "ياسمين" باب حجرتها حتى لا يسمع والدها وهتفت لصديقتها باكية :
- لقيته النهاردة سايبلى ورقة تحت باب الشقة بيهددنى فيها عشان أرجعله
- حسبي الله ونعم الوكيل فيه .. راجل معندوش دم
- مش هيرتاح الا لما يكسرنى أنا عارفه
- قولى للمحامى يا "ياسمين"
- قولتله ومنتظر منى الورقة النهاردة عشان هيحطها مع ملف القضية .. كنت ناوية أنزل مع بابا لكنه رجع من بره ضغطه عالى ومش قادر يقف على رجله .. اتخانق مع أبو "مصطفى" على القهوة .. بابا بيقول انه قال كلام وحش أوى عني
قالت "سماح" بحنق :
- هى العيلة دى مفيهاش حد بيخاف ربنا .. أمه تشهد زور .. وأبوه يتبلى عليكِ .. ربنا يخلصك من العيلة دى على خير
قالت بصوت متعب :
- يارب يا "سماح" ادعيلى بالله عليكِ .. محتاجه دعائك أوى
قالت "سماح" فى حنو :
- حاضر يا حبيبتى .. ولله بدعيلك دايماً .. خلى بالك من نفسك
- وانتِ كمان .. ومعلش بعكنن عليكِ بمشاكلى وانتِ لسه عروسة بس حسيت انى هتخنق لو متكلمتش مع حد
- عيب عليكِ اللى بتقوليه ده احنا اخوات .. وربنا عالم انك شاغله بالى على طول .. معلش يا "ياسمين" هانت بكره تخلصى منه وتنسي كل اللى فات
قالت "ياسمين" بمراره:
- أنسى .. مظنش انى ممكن أبداً أنسى .. بس الحمد لله على كل حال .. يلا اسيبك تشوفى اللى وراكى
- ماشي حبيبتى وأنا هتصل بالليل أطمن عليكِ
- ماشي يا "سماح" .. مع السلامة
- مع السلامة

أغلقت "سماح" الهاتف وتنهدت فى حسرة .. قال لها "أيمن" الجالس بجوارها على الأريكة :
- خير يا حبيبتى .. حصل حاجه جديدة
نظرت الى زوجها قائله :
- "مصطفى" مش راضى يسيب "ياسمين" فى حالها
- ليه ايه اللى حصل تانى ؟
قصت عليه "سماح" ما حدث .. ثم قالت بقلق :
- أنا خايفه على "ياسمين" أوى .. من الواضح انهم ناس ميعرفوش ربنا .. يعني تتوقع منهم أى حاجه
طمئنها "أيمن" قائلا :
- متقلقيش يا حبيبتى ..هشوفلها حل

**********
انتظرت "ياسمين" عودة أختها من الجامعة وأخبرتها بما حدث من "مصطفى" وما حدث لوالدهما .. طلبت منها "ياسمين" أن تبقى مع والدها لحين أن تذهب الى المحامى فى مكتبه لتعطيه الورقة التى وجدتها .. قالت لها "ريهام" بقلق :
- طيب خدى بابا معاكِ
- ازاى يعني يا "ريهام" انتِ مشوفتيش كان عامل ازى .. مكنتش قادر يقف على رجله .. لو عرف بموضوع الورقة هيتعب أكتر
- طيب آجى أنا معاكِ
- ونسيب بابا لوحده ؟ .. افرضى تعب ولا احتاج حاجه .. خليكِ انتِ جمبه وأنا مش هتأخر
- طيب يا حبيبتى خلى بالك من نفسك
- ماشي وانتِ خلى بالك من نفسك ومن بابا ومتفتحيش لأى حد وأنا أما اجى هفتح بالفتاح
- ماشي
خرجت "ياسمين" توجهت الى مكتب المحامى والذى كان يقع فى منطقة هادئة بالمعادى ..أعطته الورقة وقرأها وطمئنها قائلا :
- التهديد ده هيعزز موقفك فى القضية ان شاء الله .. وأنا متفائل جدا ان الحكم يكون من أول جلسه
قالت متفائلة :
- يارب
- لا متقلقيش ان شاء الله خير
انصرفت "ياسمين" وهى تشعر بالأمل الذى بثه اياها المحامى .. كانت الشمس قد قربت على المغيب .. وأوشك الليل أن يسدل أستاره على تلك البقعة الهادئة .. عندما شعرت "ياسمين" بخطوات خلفها .. شعرت بالخوف .. أسرعت الخطي .. فإزدادت سرعة الخطوات خلفها .. التفتت فجأة لتصطدم بوجه "مصطفى" أطلقت صرخه عاليه وحاولت الجرى .. لكنه لحق بها وكمم فهمها وقال بعنف :
- تعالى معايا من سكات يا مدام.. متفضحيناش أكتر ما انتِ فضحانا
حاولت أن تفلت منه لكنها كانت أرق من أن تستطيع مجابهة "مصطفى" جرها جراً وهو مازال مطبق على فمها .. حاولت الصراخ فلم يخرج صوتها .. حاولت الافلات فلم تستطيع .. فتح "مصطفى" باب سيارته وحاول ادخالها بالقوة .. عضت كفه التى تطبق على فمها فأبعد كفه متئلماً أخذت تصرخ وتصرخ .. لكنه أطبق على فمها مرة أخرى ..وصاح بها :
- ادخلى العربية من سكات لهموتك وانتِ واقفة مكانك
من حسن حظها .. أن سخر الله لها شابين كانا يسيران فى هذا الشارع فى ذلك الوقت رأتهم "ياسمين" حاولت الافتلات من "مصطفى" .. وهو مازال يحاول اجبارها على الدخول الى السيارة أفلتت فمها مرة أخرى ونادت الرجلين قائله :
- أرجوكوا الحقونى عايز يخطفنى
أسرع الشابين باتجاههما وقال أحدهم لـ "مصطفى" :
- انت يا أخينا بتعمل ايه
صاح "مصطفى" بغضب :
- وانت مالك انت .. دى مراتى
نظرا اليه الرجلين بشك فصاحت "ياسمين" -بإعتبار ما سيكون- :
- لأ أنا مش مراته .. ده عايز يخطفى أرجوكوا خلوه يسيبنى
نظر الشابين الى بعضهما البعض وقال الآخر لـ "مصطفى" بشك :
- بتقول انها مش مراتك
صاح "مصطفى" بغضب :
- لأ مراتى .. بس فى مشكلة بينا وهتتحل
صاحت "ياسمين" باكية :
- لو سيبتوه ياخدنى ذنبي فى رقبتكو انتو
التفت اليها "مصطفى" ليصفعها على وجهها قائلا :
- اخرسي بأه فضحتينا
صاح الشابين فى "مصطفى" وأقبلوا عليه ليخلصوا "ياسمين" :
- مراتك ولا مش مراتك اللى يتعامل كدة مع واحده ست يبقى حيوان . ومش هنسيبك تاخدها غصب عنها
سألها أحدهم قائلا :
- عايزه تروحى معاه يا آنسه
قالت باكيه :
- لأ .. والله ده عايز يخطفنى
أمسك أحدهما بـ "مصطفى" وتعاركا معاً .. أما الشاب الآخر فتوجه بـ "ياسمين" مسرعا وأوقف سيارة أجرة وانتظر حتى رحلت السيارة ثم عاد الى صديقه وقال لـ "مصطفى" :
- بتتشطر على واحدة ست
ثم أمسك الاثنان بـ "مصطفى" وأخذوا يكيلون له اللكمات والضربات حتى لقنوه درساً لن ينساه


*************
عادت "ياسمين" الى بيتها وهى فى حالة يُرثى لها .. أخذتها "ريهام" الى غرفتهما وأغلقت الباب قائله :
- مالك يا "ياسمين" ايه اللى حصل .. فى ايه ؟
هتفت "ياسمين" باكية :
- الحيوان "مصطفى" كان عايز يخطفنى
- يخطفك .. ازاى يعني
قالت من بين شهقاتها :
- كنت واثقه انه مش هيسبنى فى حالى .. هو فاكر انه لما يرجعنى البيت غصب عنى كده يبقى راجل وعرف يسيطر عليا .. بجد أنا بحتقره أوى أوى أوى .. وعندى الموت أهون مليون مرة من انى أعيش معاه
أخذتها "ريهام" فى حضنها قائله :
- ربنا ينتقم منه .. معلش يا "ياسمين" ربنا يخلصك منه
- اوعى تقولى لبابا يا "ريهام" مش عايزاه يتعب أكتر
- متقلقيش مش هجيبله سيره
باتت "ياسمين" ليلتها ولم يغمض لها جفن من الخوف والقلق .. أخذت تفكر في حالها .. وتشعر بالقلق مما سيحدث غداً .. تمنت أن تنتهى القضية فى أقرب وقت لتعود حره مرة أخرى.


************
- صاحبة "سماح" اللى سألتنى عنها امبارح
تفوه "أيمن" هذه العبارة وهو جالس مع "عمر" فى مكتبه بالمزرعة .. فقال "عمر" :
- أيوة "ياسمين" مالها ؟
- الحيوان جوزها مش سايبها فى حالها وكل شوية قارفها رسايل تهديد وحاجه قرف
عقد "عمر" ما بين حاجبيه قائلاً :
- بيهددها بإيه
- عايزها ترجعله وتتنازل عن القضية
قال "عمر"بدهشة :
- ازاى يعني عايزها تعيش معاه غصب عنها ؟
- واحد مخه تعبان تقول ايه بأه
التفت اليه "أيمن" قائلاً بإهتمام :
- بص يا "عمر" البنت دى زى ما قولتلك هى زميلة "سماح" من أيام الجامعة وأقرب صاحبه ليها والاتنين زى الاخوات بالظبط .. و"سماح" فعلا مضايقه عشانها أوى .. وبصراحة هى كمان صعبانه عليا .. هى بنت بسيطة ومن أسرة على أد حالها .. وملهاش غير أبوها وأختها .. يعني مقطوعين من شجره وملهاش حد يحميها أو يدافع عنها
أومأ "عمر" برأسه وهو يتذكر الرجل والفتاة اللذان رآهما فى المستشفى .. فأكمل "أيمن" قائلاً :
- أنا بصراحة فكرت فى حل .. وقولت أعرضه عليك وأشوف رأيك
قال "عمر" بإهتمام :
- قول
- ايه رأيك لو البنت دى تيجي تشتغل هنا فى المزرعة .. ان شاء الله لحد ما قضيتها تخلص وتطلق من جوزها .. بس على الأقل هتبقى بعيد عنه الفترة دى ومش هيقدر يعرف طريقها
قال "عمر" بسرعة :
- مفيش مشكلة بالنسبة لى .. تقعد الفترة اللى هى عايزاها .. قولى هى خريجة ايه
- ايه يا "عمر" متركز بقولك زميلة "سماح" .. يعني دكتورة بيطرية
رفع "عمر" حاجبيه قائلا :
- كويس أوى .. كدة هتلاقى أكتر من شغلانه فى المزرعة .. تشوف ايه اللى يناسبها وأنا معنديش أى مشكلة
ابتسم له "أيمن" قائلا :
- وأنا كنت متوقع ردك ده .. بس فى نقطة تانية
- خير يا "أيمن"
- بالنسبة للسكن بتاع البنت مش معقول هتروح المنصورة كل يوم وترجع وانت عارف ان بين المنصورة والمزرعة ربع ساعة وكمان هى غريبة فى البلد دى ومتعرفهاش كويس
أسرع "عمر" قائلا :
- ودى كمان محلوله انت عارف ان عندنا مبنى كامل لسكن العمال اللى بييجوا من المحافظات والقرى التانية وقت الحصاد .. تقدر تقعد في اوضة منهم مفيش مشكلة
اتسعت ابتسامة صديقة قائلا :
- تمام كده الحمد لله
ثم وقف وتوجه الى الباب قائلا :
- هكلم بأه "سماح" أقولها البشرى دى


*************
رن جرس هاتف "ياسمين" قامت من فراشها متثاقله لتحضره وردت بصوت مبحوح قائله :
- السلام عليكم
- وعليكم السلام .. اوعى أكون صحيتك
قالت "ياسمين وهى تجاهد لتتماسك :
- لأ .. كنت صاحيه
قالت "سماح" بقلق :
- مال صوتك حصل حاجه ؟
تساقطت العبرات من عينيها قائله :
- لأ مفيش .. مش عايزة أشغلك بهمومى اللي ما بتخلصش .. انتِ أخبارك ايه
قالت "سماح" بحده :
- سيبك منى دلوقتى وقوليلى اللى حصل يا إما لا أنا صحبتك ولا أعرفك
تنهدت "ياسمين" بحسرة وقصت على صديقتها محاولة اختطاف "مصطفى" لها .. صاحت "سماح" قائله :
- معقوله توصل للدرجة دى
قالت "ياسمين" بأسى :
- وأكتر من كده كمان .. ده واحد انتهك حرمات ربنا وارتكب جريمة بشعة زى الزنا بدون ذرة ندم وبدون ما ضميره يوجعه .. يبقى توقعى منه أى حاجه
- طيب بصى .. عندى ليكِ حل هيخلصك من الأرف اللى انتِ فيه ده لحد ما تطلقى منه
- حل ايه ؟
- بصى انتِ عارفه ان "أيمن" شغال فى مزرعة واحد صحبه .. هو كلمه عن ظروفك وصاحبه ده وافق انك تيجي تشتغلى فى المزرعه .. أهو تبعدى عن القاهرة وتسبيها لـ "مصطفى" مخضرة .. وميقدرش يعرف طريقك
قالت "ياسمين" بشك :
- أسيب القاهرة ازاى يعني
- ركزى يا "ياسمين" .. المزرعة اللى بيشتغل فيها "أيمن" فى بلد جمب المنصورة .. شغلك واقامتك هتكون فى المزرعة
قالت "ياسمين" بدهشة :
- انتِ عايزانى أسافر بلد معرفهاش وأشتغل عند ناس معرفهمش وكمان أقيم فى البلد دى .. انتِ بتهرجى يا "سماح"
قالت "سماح" محاولة اقناع صديقتها :
- لأ مش بهرج .. ده حل عملى .. وبعدين بالنسبة ان البلد متعرفيهاش انا هيكون بيني وبينك ربع ساعة يعني هجيلك وتجيلى مش هسيبك لوحدك .. وبالنسبة للناس اللى هشتتغلى معاهم .. ده "أيمن" جوزى وصاحبه وهو وصاحبه ده زى أنا وانتِ كده
- ولو يا "سماح" .. اذا كنت وأنا أعده فى بيتي مش بسلم من كلام الناس وانتِ عارفه "مصطفى" وأهله بيقولوا ايه عليا .. ما بالك بأه لو روحت عشت لوحدى فى بلد غريبة هيقولوا عليا ايه
- يا بنتى محدش هيعرف مكانك .. ما احنا عاملين كل ده عشان محدش يعرف مكانك ولا يعرف انتِ فين ولا مع مين
قالت "ياسمين" بحزم :
- مينفعش يا "سماح" مش هدى فرصة لحد انه يتكلم عليا أو يسئ الظن بيا .. مستحيل أسافر
قالت "سماح" بحزن :
- وأنا اللى أول ما "أيمن" كلمنى كنت طايرة من الفرحه وقولت أتصل بيكِ أفرحك
قالت "ياسمين" بأسف :
- معلش يا سماح أنا اسفه .. بس مش هقدر أسافر
- طيب يا حبيبتى ربنا يحلها من عنده
- يارب
- لو احتجتى حاجه كلميني .. ومتخرجيش من البيت الفترة دى
قالت بمراره :
- هخرج أروح فين .. اديني محبوسه أهو .. خايفة حتى أبص من الشباك ألاقيه أدامى
- ربنا يخلصك منه على خير .. يلا سلام هكلمك تانى اطمن عليكِ
- متحرمش منك بجد يا "سماح" .. مع السلامة


*************
اتصل "أيمن" بصديقه ليخبره برفض "ياسمين" العمل فى مزرعته .. صمت "عمر" قليلا ثم قال :
- طيب هى رفضت ليه ؟
- قالت لـ "سماح" انها مش عايزه مشاكل تجلها بسبب شغلها فى المزرعة .. لأن جوزها وأهله مطلعين عليها كلام مش كويس عشان يخسروها القضية فمش عايزة تديهم فرصة انهم يمسكوا عليها غلطه
سكت "أيمن" قليلا ثم قال :
- تصور الحيوان حاول يخطفها امبارح وهى نازله من مكتب المحامى
صاح "عمر" بدهشه :
- يخطفها !! ازاى يعني
- اه والله كان عايز يركبها العربية غصب عنها لولا كان فى شباب ماشيين فى الشارع ضربوه وأنقذوها
قال "عمر" فى أسى :
- لا حول ولا قوة الا بالله .. ايه الاصرار العجيب ده على انه يرجعها
- قولتلك واحد مخه تعبان .. أنا بس حبيت اقولك على ردها .. وعلى العموم تسلم يا "عمر" .. يلا أشوفك بكرة
صمت "عمر" يفكر ولم يجب .. فقال "أيمن" :
- "عمر" معايا ؟
- "أيمن" قولها تيجي هى وأهلها
صمت "أيمن" قليلا ثم قال فى دهشة :
- ازاى يعنى هى وأهلها
- أبوها وأختها .. مش هى كل مشكلتها انها مش عايزة تيجي لوحدها عشان محدش يتكلم عليها .. خلاص تيجي معاهم وبكده محدش يقدر يفتح بقه
- اه يا "عمر" بس أهلها هيجوا يعملوا ايه يعني
- هى اختها خريجة ايه
- مش عارف بصراحة
- طيب بالنسبة لأختها لو حبه تشتغل فى المزرعة مفيش مشكلة انت عارف ان المزرعة كبيرة جدا وبنحتاج فيها تخصصات كتير اوى يعني اكيد هنلاقى حاجه مناسبة ليها .. وكمان والدها لو عايز يشتغل مفيش مشكله نشوفله حاجه مناسبه ..
صال "أيمن" بشك :
- أنا مش فاهم انت ليه مهتم بالموضوع أوى كده .. يعني مستغرب بصراحة من كلامك .. هتجيبها هى وأهلها يشتغلوا فى المزرعة !
- انا كمان مستفيد من الموضوع ده مش خسران حاجه .. هيشتغلوا ويكون ليهم مرتبهم وانا ليا الانتاج والفايده اللى هاخده من ورا شغلهم .. يعنى تقدر تقول منفعه متبادله
- بس كده ؟
تنهد "عمر" قائلا :
- لأ مش بس كده .. بصراحة صعبانه عليا وحابب أساعدها ..و طالما فى امكانى انى أساعدها فعلاً ليه لأ
ابتسم "أيمن" قائلا :
- انت حد طيب أوى يا "عمر"
- سيبك بس من الكلام ده .. وخلى مراتك تعرض عليها الموضوع وابقى عرفنى ردها
- خلاص تمام هخليها تكلمها وارد عليك
- خلاص اتفقنا وأنا منتظر ردها
أغلق "عمر" الهاتف وأخذ يفكر فى "ياسمين" وما يحدث لها


************
لم تستطع "سماح" الانتظار الى الصباح وقامت من فورها لتتحدث الى صديقتها .. قالت "ياسمين" بشك :
- وهو صاحب جوزك ايه مصلحته فى كده
- ايه اللى ايه مصلحته .. مصلحته انك هتشتغلى بمقابل ولو عايزة عمو و "ريهام" كمان يشتغلوا مفيش مشكلة
- طيب يعني هو ليه يعمل كده .. هو ميعرفناش عشان يساعدنا كده
- أقول طور تقول احلبوه .. بقولك صاحب "أيمن" جدا و"أيمن" قاله انك صحبتى جدا
- يعني بيعمل كده عشان يجامل صاحبه
- لأ هو قاله انه فعلا عايز يساعدك .. هتقعدى هناك انتِ وأهلك فى المزرعة لحد ما تخلصى من الزفت "مصطفى" ده خالص ويتحكملك بالطلاق
صمتت "ياسمين" ولم تجب فحثتها "سماح" قائله :
- ساكته ليه انطقى
- بصراحة مش عارفه يا "ٍسماح" خايفة يكون اتحرج من صاحبه فاضطر يعمل كده عشان ميزعلوش
- يا بنتى ده رجل أعمال يعني ميعرفش المجاملات يعرف الشغل وبس .. وهو أصلا مش خسران حاجه ..بالعكس كسبان ناس تشتغل فى المزرعة .. يلا بأه متعقديهاش
- القرار مش ليا لوحدى يا "سماح" ده قرار "ريهام "وبابا كمان .. وبعدين انتِ ناسية كلية "ريهام"
- لأ مش ناسية وبسيطة الترم ده اخر ترم ليها وممكن تروح ع الامتحان على طول و"ريهام" انتِ عارفه كليتها مبيهتموش بالحضور أوى زى كليتنا
- مش عارفه .. هعرض الموضوع عليهم وأشوف هيقولوا ايه
- خلاص وأنا هستنى ردك
أغلقت "ياسمين" مع صديقتها وظلت تفكر .. فى كرم ذلك الرجل .. لماذا يفتح لها مزرعته هى وأهلها .. أمجامله لصديقه ؟ أم بالفعل شعر بالأسى لحالها وأراد مساعدتها ؟ .. استخارت ربها أولا .. ثم عرضت الامر على والدها و "ريهام" .. كان رد فعل "ريهام" هو الموافقة على الفور فهى تعلم المشاكل والخطر المحيط بأختها .. أما "عبد الحميد" فقد تردد قليلا .. ثم ما لبث ان وافق من أجل حماية ابنته حتى موعد النطق بالحكم ... تحدد ميعاد السفر بعد اسبوع .. رحل ثلاثتهم بعد الفجر لئلا يراهم أحد .. وركبوا منطلقين الى تلك المزرعـــة




اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-15, 11:52 AM   #22

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البارت العشرون


انطقت السيارة بالمسافرين فى طريقهم الى المنصورة جلست "ياسمين" بجوار الشباك فى المقعد الخلفى وبجوارها "ريهام" ثم والدهما كانت "ياسمين" طول الطريق تنظر الى الشباك وتشرد بخيالها أسندت رأسها بقبضة يدها وأخذت تسترجع ذكرياتها أول يوم لها فى الجامعة والفرحه التى كانت تشعر بها يوم تخرجها وفخر والدها ووالدتها بها والدتها لكم اشتاقت اليها تجمعت فى عينيها عبره حائره لماذا تسقط ؟ أتسقط لأنها فقدت حضن والدتها الحاني ؟ أم تسقط على حالها وما يحدث لها ؟ تذكرت يوم جاء "مصطفى" الى بيتهم لطلب يدها آه لو كانت تعلم لكانت طردته يومها شر طرده لكنها لم تكن تعلم الغيب ومازالت لا تعلم الغيب فلعل طريق الأشواك الذى تسير فيه ينتهى نهايه جميله لعل الله يخبئ لها خيراً لا تعلمه ظلت تفكر فى الضربات التى تعرضت لها كانت "ياسمين" تملك قدراً كبيراً من العزيمة والإصرار ليست ممن يستسلمون لآلامهم وأحزانهم وينكبون عليها صممت ألا تدع شيئاً أو أحداً يحطمها الضربة التى تأخذها ستقويها ولن تكسرها ستظل عزيزة النفس أبيه لن تسمح لأحد بإهانتها أو اذلالها وقريباً ستتخلص من "مصطفى" وتصبح حرة نفسها لن تسمح لأحد أن يجبرها مرة أخرى على شئ ترفضة خاصة لو الأمر متعلق بحياتها هى ستتعلم من كل ما مر بها ولن تقع فى الخطأ مرتين عزمت على بدء حياة جديدة لا وجود فيها لليأس هى تثق بالله عز وجل وتثق بأنه لن يضيعها مادامت قريبه منه حانت من "ريهام" التفاته الى أختها شعرت بغصه عندما رأت الدمعه التى تلمع فى عينيها أرادت أن تخفف عنها فمالت عليها قائله بصوت منخفض :
- هو احنا ليه حظنا فقر مع الرجالة ؟
ابتسمت "ياسمين" رغماً عنها والتفتت تنظر الى "ريهام" التى أكملت قائله :
- "معتز" و "مصطفى" وآخرهم ابن أمه "وائل" .. رجاله عرر
لم تتمالك "ياسمين" نفسها ووجدت نفسها تضحك بشدة .. حاولت كتم ضحكاتها حتى لا يسمعها أحد الركاب .. نظرت لها "ريهام" قائله :
- أنا قلبي حاسس ان القاهرة دى كانت نحس و ان شاء الله بدون مقاطعة المنصورة دى هيكون وشها حلو علينا ..
ابتسمت لها "ياسمين" قائله :
- هو انتى ناوية على ايه بالظبط ؟
- يختى مش ناوية على حاجة غير الدعاء .. ايه مدعيش .. ربنا كبير وان شاء الله نطلع من البلد دى بفردتين لوز واحد ليا ووالد ليكي
- فردتين ؟! .. لا شكرا كفاية فرده واحده ليكي
- لا .. وان شاء الله فردتين متقاطعيش انتى بس .. ده أنا متفائله من ساعة مطلعنا على الطريق وأنا حسه ان النحس ابتدى يتفك .. بكرة تشوفى
ابتسمت لها "ياسمين" وعادت لتنظر من الشباك تراقب الأشجار على الطريق

فى المزرعة كان "عمر" فى مكتبة يدقق فى الملفات أمامه عندما طرق "أيمن" الباب ودخل .. ابتسم له قائلا :
- صباح الخير يا "عمر"
بادله "عمر" الابتسامه قائلا :
- صباح الخير يا "أيمن"
ثم استطردت قائلا :
- الجماعه اتحركوا
- مش عارف بصراحه بس أكيد أيوة
قال بجديه :
- مش تكلمهم يا ابنى عشان تعرف ركبوا ولا لسه وعشان تتابعهم وهما على الطريق دى أول مرة ييجوا هنا
- طيب حاضر ..هجيب رقم "ياسمين" من "سماح"
اتصل "أيمن" بـ "سماح" وطلب منها رقم "ياسمين" ليتابعهم على الطريق .. أخبرته أنهم ركبوا بالفعل وأعطته الرقم فدونه "أيمن" ثم انهى المكالمة معها واتصل بـ "ياسمين"

نظرت "ياسمين" الى هاتفها وهى تشعر بالتردد فسألتها "ريهام" :
- مين اللى بيتصل
- مش عارفه رقم غريب
- طيب ردى
قالت "ياسمين" بخوف :
- لأ خايفه يكون "مصطفى"
صمتت قليلا ثم أكملت قائله :
- ممكن يحس من الصوت انى فى المواصلات ويشك اننا مش فى البيت .. بلاش أرد أحسن
- طيب ممكن يكون حد من المزرعة .. افتحى ولو سمعتى صوت "مصطفى" اقفلى على طول
- خلاص فصل
عاود الهاتف الرنين مرة أخرى .. فحثتها "ريهام" قائله :
- ردى
فتحت "ياسمين" الخط وانتظرت أن يتحدث المتصل .. فأتاها صوت لا تعرفه :
- ألو السلام عليكم
ردت بحذر :
- وعليكم السلام .. مين حضرتك
- أنا "أيمن" زوج "سماح" .. كنت عايز أعرف انتوا فين بالظبط وأدامكوا أد ايه
- طيب لحظة واحدة لو سمحت
نظرت الى والدها وقالت له :
- بابا زوج "سماح" .. كلمه انت عايز يعرف أدامنا أد ايه
تكلم مع والدها وعرف أن أمامهم ما يقرب من ساعة .. أنهى المكالمة وقال لـ "عمر " :
- أدامهم ساعة تقريباً ويوصلوا
- طيب تمام
صمت "عمر" قليلا ثم قال :
- هى مكنتش راضية تكلمك ؟
- أعتقد كانت خايفه ترد حسيت بصوتها فى البدايه بتتكلم بحذر أوى .. شكل جوزها ده مربيلها الرعب
- لأ مش قصدى .. قصدى لما قولتلها ان انت زوج "سماح"
- قالتلى لحظة واحدة وبعدين لقيت باباها بيكلمنى
أومأ "عمر" برأسه ولم يعقب
- طيب هقوم أشوف شغلى ..أشوفك بعدين .. أما يوصلوا هعرفك
رد "عمر" قائلا :
- تمام
خرج "أيمن" وترك "عمر" يفكر فى تصرفات تلك الفتاة الغريبة


*************************
اقتربت السيارة من المزرعة فأعطت "سماح" الهاتف لوالدها ليتصل بـ "أيمن" .. وصلوا أخيرا الى المزرعة بعد عناء ثلاث ساعات على الطريق .. كانت الشمس فى كبد السماء .. استقبلهم "أيمن" على بوابة المزرعة ورحب بهم .. أدخلهم الى الداخل .. وقعت "ياسمين" فى حب المزرعة من أول وهله .. كانت بطبيعتها تحب الهدوء والخضرة والطبيعة الساحرة .. وكانت المزرعة فعلا ساحرة .. خطفت لُبها من أول نظرة .. بمجرد أن عبرت البوابة شعرت بمزيج من الهدوء والسلام والطمأنينة .. تغريد العصافير على الشجر كان يبعث فى نفسها التفائل والأمل .. وجدت نفسها تبتسم وهى تتأمل الطبيعة الساحرة حولها ... كان يبدو أن مالك المزرعة ذو ذوق خاص .. لم يبخل على مزرعته بشئ .. فكانت من أجمل ما يكون ..كان "أيمن" يسير مع والد "ياسمين" فى المقدمة و"ياسمين" و"ريهام" خلفهما .. التفت "أيمن" الى الفتاتان قائلاً:
- عجبتكوا المزرعة
قالت "ياسمين" بحماسه :
- جداً ..شكل صاحبها مهتم بيها أوى
- فعلاً "عمر" على طول مهتم بيها
إذن فـإسم صاحب المزرعة "عمر" .. تساءلت فى نفسها .. ترى هل هو شخص طيب ومحترم مثل "أيمن" .. أم أنها ستجد مشاكل فى العمل معه .. كانت "ريهام" تسير بجوار أختها تتأمل المزرعة بدورها عندما حانت التفاته منها لترى رجلين يتحدثان معاً أمام احدى الشجيرات .. دققت النظر وفجأه فتحت فهمها دهشة عندما تعرفت على أحد هذين الرجلين .. أدخلهم "أيمن" الى مكتب "عمر" والذى كان فارغاً .. ثم طلب لهم مشروب واستأذنهم فى الذهاب للبحث عن "عمر"
بعدما رحل "أيمن" .. انحنت "ريهام" على أذن "ياسمين" هامسه :
- "ياسمين" عارفه شوفت مين بره ؟ .. الراجل الجامد اللى كان عندك فى المستشفى
قالت "ياسمين" بإستغراب :
- راجل مين ؟
- ايه يا "ياسمين" دماغك ساحت من الشمس ولا ايه .. الراجل اللى خبطك بالعربية
- ماله ؟
- لسه شايفاه واقف بره
قالت "ياسمين" لأختها بعدم تصديق :
- وده ايه اللى هيجيبه هنا يا "ريهام" .. شكل دماغك انتى اللى ساحت من الشمس
أصرت "ريهام" قائله :
- والله هو أنا واثقه مش هتوه عنه .. أبو برفيوم يجيب لآخر الشارع ده
ضحكت "ياسمين" ضحكه خافته .. والتفتت الى حقيبتها تفتحها لتخرج منها الهاتف ..سألتها "ريهام" :
- هتكلمى "سماح"
- أيوة هطمنها اننا وصلنا

فى هذه الأثناء ذهب "أيمن" للبحث عن "عمر" فوجده قادما نحوه ..فقال "أيمن" :
- الجماعة وصلوا وفى مكتبك
- طيب كويس
سارا الاثنان معاً فى اتجاه المبنى الذى يحوى مكتبه ومكاتب الموظفين العاملين فى المزرعة .. خطر لـ "عمر" سوال .. تُرى ماذا سيكون رد فعلها عندما تراه .. فهى حتى الآن لا تعلم أنه هو نفسه من صدمها بسيارته منذ فترة .. بالتأكيد ستُصدم لرؤيته .. ابتسم لنفسه وهو يتوقع الصدمة التى ستشعر بها .. طرق "أيمن" الباب ودخل أولا ثم لحقه "عمر" وأغلق الباب كانت "ياسمين" جالسه بجوار أختها .. و"عبد الحميد" يجلس على أريكة أمامهما .. تقدم الرجلان تجاه "عبد الحميد" .. فرفعت "ياسمين" رأسها لترتطم نظراتها بنظرات "عمر" .. خفق قلبها بشدة .. نظرت الى "ريهام" لتنظر لها تلك الأخيرة بنظره معناها (مش قولتلك ) .. حاولت "ياسمين" ربط الخيوط ببعضها .. ما علاقة ذلك الرجل بـ "أيمن" هل هو صديقه صاحب المزرعة .. وهو نفسه من صدمها .. هل يعلم بأنها هى هى .. أم أنه صُدم مثلها .. تابعته بعينيها وهو يسلم على والدها .. كلا لا يبدو عليه أنه صُدم أو دُهش .. اذن فقد كان يعلم بأنها هى صديقة " سماح" ..لماذا اذن عرض عليها العمل فى المزرعة .. أمجامله لصديقه ؟ .. أم محاوله منه لتخفيف شعوره بالذنب بسبب تلك الحادثه ؟ ..
قدم "أيمن" الرجلين لبعضهما البعض قائلا :
- أستاذ "عبد الحميد" والد مدام "ياسمين ... الباشمهندس "عمر" صاحب المزرعة
مد "عمر" يده لوالد "ياسمين" فسلم عليه والدها ونظر اليه قليلا وقال :
- أهلا بيك يا باشمهندس .. بس أنا حاسس انى شوفتك قبل كده
حانت من "عمر" التفاته الى "ياسمين" فتلاقت نظراتهما .. فأسرعت بخفض بصرها بعدما تضرجت وجنتاها خجلاً .. قال فى نفسه اذن فقد تذكرته كما تذكرها .. التفت "عمر" الى والدها مرة أخرى قائلا :
- اتقابلنا فى المستشفى بعد الحادثة بتاعة مدام "ياسمين"
قال والدها وقد تذكر :
- أيوة أيوة انت اللى خبطها بعربيتك
كان "أيمن" يتابع ما يحدث فى دهشه فسألهم :
- حادثة ايه مش فاهم
قال له "عمر" :
- هبقى أشرحلك بعدين
بعدما سلم الرجلين على بعضهما البعض التفت "أيمن" حيث تقف "ياسمين" و "ريهام" وقال لـ "عمر" :
- مدام "ياسمين" و أختها الآنسه " ريهام" ..
اقترب "عمر" منهما ولدهشتها مد يده ليسلم عليها .. عقد لسانها .. نقلت بصرها من يده الى وجهه فى توتر .. ثم استجمعت شجاعتها وقالت بصوت خافت دون أن تنظر اليه :
- أنا أسفه مبسلمش بالإيد
عقد ما بين حاجبيه فى دهشة .. ثم أعاد يده الى جواره قائلا :
-أهلا بيكي فى المزرعة
ردت قائله :
-أهلا بحضرتك
التفت الى "ريهام" مبتسماً قائلا :
-أهلا بيكي يا آنسه "ريهام"
- أهلا بحضرتك

جلس الجميع .. كانت "ياسمين" تحاول استيعاب الأمر .. سمعت صوت "عمر" الرخيم يقول :
- احنا عندنا هنا فى المزرعة أقسام كتير منها قسم خاص بالانتاج الحيواني تربيه وتسمين أنواع كتير بنربيها هنا فى المزرعة وكمان فى معمل عشان نفحص نتايج التحليلات اللى بنعملها أول بأول ..
ثم التفت الى "ياسمين" قائلا :
- شوفى المكان اللى تحبي تشتغلى فيه وأنا معنديش أى مشكلة
انتظر "عمر" ردها فكرت فترة وساد الصمت فى الغرفة .. ثم قالت وهى تحاول قدر الإمكان تلافى النظر اليه :
- بصراحة دى أول مرة أشتغل فيها وأنا بعيد عن الدراسة بقالى 5 سنين يعني أى مكان هشتغل فيه محتاجه أتدرب فيه الأول فأنا مش فارق معايا حاليا هشتغل فى ايه تحديدا لانى معرفش ايه اللى هقدر أعمله وايه لأ لازم التجربة الأول عشان كدة أقترح انى أساعد القسم اللى محتاج مساعده لحد ما أشوف ايه اللى أنا أصلح للشغل فيه
أومأ "عمر" برأسه وقد أعجبه ما قالت فهى إذن لا تعتبر نفسها فى نزهه هنا بل انها تنوى العمل بالفعل نظر اليها قائلا :
- مفيش مشكلة عندى زى ما تحبي ولو واجهتك أى مشكلة عرفيني هسيبكوا النهاردة ترتاحوا من السفر وبكرة ان شاء الله هعرفك على المزرعة وتبتدى شغلك
ثم نظر الى والدها قائلا :
- اتفضلوا معايا عشان أوريكوا مكان السكن
أخذهم "عمر" الى المبنى الذى يضم غرف العمال كان قد جهز غرفتين غرفة لـ "عبد الحميد" وغرفة بسريرين لـ "ياسمين" و "ريهام" كانت غرف متواضعه لكنها تفى بالغرض شكره "عبد الحميد" وذهب الجميع الى غرفهم ليرتاحوا دخلت "ريهام" الغرفة بعد "ياسمين" وأغلقت الباب وهتفت قائله :
- مش قولتلك هو .. مكنتييش مصدقانى
نظرت اليها "ياسمين" قائله :
- بصراحة أنا مصدومة .. آخر حاجه كنت أتصورها ان الراجل اللى خبطنى بالعربية يكون صاحب "أيمن" زوج "سماح"
- سبحان الله .. الدنيا صغيره .. بس باين عليه ابن ناس أوى
قالت "ياسمين" تغير الموضوع :
- أنا تعبانه وعايزه أنام نوم عميق .. أنا معرفتش أنام طول الليل من التوتر كنت خايفه "مصطفى" يطب علينا ومنعرفش نسافر
اقتربت منها "ريهام" مطمئنه اياها :
- خلاص انسي حاجه اسمها "مصطفى" احنا فى مكان مش ممكن يعرفه .. اطمنى
أومأت "ياسمين" برأسها ودخلت فراشها وغطت فى سبات عميق .. بعد ساعتين استيقظت على صوت طرقات على باب الغرفة .. استيقظت فزعه .. ونظرت الى "ريهام" التى استيقظت بدورها .. ارتدت "ياسمين" اسدال الصلاة ووقفت خلف الباب وقالت :
- مين ؟
أتاها صوت رجل من خلف الباب :
- الباشمهندس "عمر" باعت الحاجات دى
فتحت الباب وأخذت من الرجل لفة شعرت بسخونتها .. أغلقت الباب ونظرت لما تحمله بدهشة .. سألتها "ريهام" قائله :
- ايه ده ؟
قالت "ياسمين" بحده :
- الأفندى ده فاكر ايه بالظبط .. جايين نشحت منه ..
هبت "ريهام" واقفة وقالت :
- ليه ايه اللى حصل
تركت "ياسمين" اللفة التى تحملها وخلعت اسدالها وقالت بغضب :
- الباشا باعت أكل
- والله كتر خيره
قالت بحده :
- احنا مش مستنيين منه حاجه .. هو فاكر نفسه ايه بالظبط عشان يبعتلنا أكل أكننا جايين هنا نشحت منه
هدئتها "ريهام" قائله :
- أكيد مش قصده كده يا "ياسمين" .. أكيد كل اللى قصده ان احنا فى بلد غريبه مبقلناش كام ساعة ولسه معرفناش النظام هنا ولا الأماكن هنا
- ولو .. ميصحش اللى عمله ده
- طيب خلاص هدى نفسك حصل خير
ثم توجهت الى لفة الطعام تفتحه قائله :
- مممم ريحته تجنن
تركتها "ياسمين" وتوجهت الى فراشها .. فسألتها "ريهام" :
- ايه مش هتاكلى
قالت بحزم :
- لا مش عايزه .. هكمل نومى .. تصبحى على خير
لكنها كانت غاضبة لدرجة هرب معها النوم .. بعدما فشلت فى النوم .. قامت وارتدت ملابسها فسألتها "ريهام" بإستغراب :
- راحة فين ؟
- هتمشى شوية .. هحاول استكشف المكان هنا .. احنا هنعد هنا فترة ولازم نعرف الأماكن اللى حوالينا كويس
خرجت ياسمين من البناء فإستقبلتها النسمات تلفح وجهها .. ورائحه الزهور تملأ أنفها .. تمشت فى المزرعة وهى تنظر خلفها بين الحين والأخر حتى لا تضل طريقها وتنتبه الى علامات حوالها حتى تهتدى الى طريق العودة .. فعلا كما قالت "سماح" المزرعة كبيرة جداً .. ويتم العناية بها الى حد كبير .. فجأة تذكرت صديقتها فأخرجت هاتفها لتتحدث معا :
- السلام عليكم
- وعليكم السلام .. المنصورة نورت
ضحكت "ياسمين" قائله :
- منوره بأهلها
قالت "سماح" بحماس :
- ها ايه رأيك المزرعة حلوة ؟
- حلوة بس دى جنه
- بجد عجبتك
- جدا جدا فوق مالا تتصورى .. ما انتي شوفتيها وأكيد عارفه انها تجنن
ضحكت "سماح" قائله :
- تصورى أنا لسه مشفتهاش لحد دلوقتى
قالت لها بدهشه :
- بجد ؟
- أيوة .. بس "أيمن" وعدنى ياخدنى يفرجنى عليها .. آه صحيح قبل ما انسى .. انتى و"ريهام" وعمو معزومين عندنا بكرة على الغدا
قالت لها "ياسمين" فى حرج :
- "سماح" بلاش تتعبى نفسك مفيش داعى
- احترمى نفسك يا "ياسمين" .. لو بجد اتعاملتى كده معايا أنا هزعل منك جدا .. متحطيش فرق بينا لو سمحتى
ابتسمت "ياسمين" قائله :
- مش بحط فرق بس مش عايزة أتعبك
- تعبك راحة يا ستى .. ملكيش دعوة هو حد اشتكالك
صاحت "ياسمين" فجأة :
- صحيح نسيت أقولك
- خير
- تصورى صاحب المزرعة طلع مين ؟
- يعني ايه طلع مين
- طلع الراجل اللي خبطنى بالعربية يوم خطوبتك
قالت "سماح" بإندهاش :
- بتتكملى جد
- آه والله .. أنا اتصدمت أما شوفته
ضحكت "سماح" قائله :
- يعني اللى خبطك بالعربية يوم خطوبتى هو صاحب "أيمن" اللى محضرش الخطوبة
- اه .. عشان كان فى المستشفى معايا .. شوفتى الصدف
- صدفة غريبة فعلا .. زمانه هو كمان اتصدم لما شافك
قالت "ياسمين" بإستغراب :
- أهو هو ده اللى أنا مستغرباله .. مبنش عليه أنه اتفاجئ .. اما انه كان عارف .. واما انه من النوع اللى بيعرف يدارى ردة فعله
انهت "ياسمين" المحادثة بعدما أكدت عليها "سماح" عزومة يوم غد .. فجأة نظرت "ياسمين" حولها لتجد أنها قد ضلت طريقها .. فكانت تسير بغير هدى أثناء حديثها مع "سماح" ..
فجأة سمعت صوت من خلفها قائلاً :
- كنت واثق انك هتوهى
التفتت لتجد نفسها فى مواجهه "عمر".. الذى استطرد قائلا :
- شوفتك وانتى ماشيه الجهه دى وكنت واثق انك هتوهى لان الطرق من هنا متداخله وشبه بعضها
قالت "ياسمين" بإباء :
- كنت بتكلم فى الموبايل وعشان كده مركزتش .. لو مكنتش بتكلم كنت عرفت أرجع لوحدى
التقطت أذنا "عمر" نبرة التحدى فى صوتها .. فقال فى تحدى مماثل :
- سواء كنتى مركزة أو مش مركزة المزرعة كبيرة وصعب حد غريب يمشى فيها لأول مرة وبدون دليل وميتهش
صمتت وهى تحاول أن تكتم غيظها .. فأشار بيده على الطريق الذى جاء منه قائلا :
- امشي من هنا على طول بدون ما تحودى هتلاقى مبنى السكن فى وشك على طول
مشيت خطوتين ثم التفتت اليه قائله :
- أحب أوضح لحضرتك حاجه مهمة
التفت "عمر" بجسده ليواجهها وقد أولاها كامل انتباهه .. قال لها :
- اتفضلى
قالت بحزم :
- أنا جيت هنا بعد ما "سماح" أكدتلى ان المنفعة بينا هتكون متبادلة يعني شغل مقابل مرتب .. يعني اللى عايزه أقوله ان مفيش داعى ان الصحوبية والمجاملات يكون ليهم تأثير على وجودى هنا .. أنا هنا فى شغل وزيى زى أى حد بيشتغل فى المزرعة هنا .. بدون تمييز.
قالت "ياسمين" ذلك ولم تعطيه فرصه للرد و توجهت الى الطريق الذى أشار اليه.



اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-15, 03:04 AM   #23

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البارت 21

فى صباح اليوم التالى استيقظت "ياسمين" فجرأ انهت صلاتها وقرأت وردها وظلت تدعو الله عز وجل أن يوفقها ويصرف عنها كل سوء وفى الساعة السابعة ارتدت ملابسها وتجهزت للذهاب الى عملها الذى لا تعلم عنه شيئاً حتى الآن كان معادها مع "عمر"
فى مكتبة فى الثامنه لكنها جهزت نفسها قبلها بساعة حتى لا تتأخر وحتى تتمشى قليلا وتستنشق نسمات الصباح خرجت من الغرفة وهى تاركه "ريهام" خلفها تغط فى نوم عميق خرجت من المبنى وبمجرد أن رأت الأشجار والخضرة والأزهار أمامها شعرت بسكينة لم تألفها أخذت نفساً عميقاً تملأ رئتيها بذلك الهواء المنعش وابتسامه صغيره تعلو شفتيها سارت قليلا فى الإتجاه الآخر الذى لم تجربه يوم أمس لكنها انتبهت جيداً للطريق الذى تسير فيه حتى لا تضل طريقها مرة أخرى وجدت احد المبانى عملت انه مخصص لإستراحة الغداء بالفعل صاحب المزرعة يهتم بها جيداً وبنى فيها كل ما يلزم لكى تدار من الداخل ادارة ممتازه ما لفت نظرها أيضاً أنه يعمل على اراحه العاملين عنده وهذه نقطة لصالحه لديها جاءت الساعة الثامنة الا الثلث فتوجهت الى المبنى الإدارى الذى يضم مكتب "عمر" وقفت أمام الباب وأخذت نفساً عميقاً ثم طرقته سمعت صوت من الداخل :
- اتفضل
دخلت "ياسمين" لتجد "عمر" جالس على مكتبه يطالع الملفات أمامه .. رفع نظره اليها قائلاً :
- اتفضلى
دخلت وتركت باب المكتب مفتوحاً حانت من "عمر" التفاته الى الباب المفتوح لكنه تجاهل الأمر ولم يعلق جلست "ياسمين" على المقعد أمامه وهى تنتظر ما سيقول عاد الى مطالعة الأوراق أمامه مرة أخر كانت "ياسمين" تشعر بتوتر شديد فهذه هي المرة الأولى التى تعمل فيها والتى تتعامل فيه مع رب عملها هذا فضلاً عن أنها والى الآن لا تدرى ما هو عملها تحديداً أفاقت من شرودها لتنظر الى "عمر"المنهمك فى مطالعة الأوراق أمامه انتظرته أن يتحدث دقيقة اثثنتين عشرة ربع ساعه لكنه بقى كما هو صعدت الدماء الى رأسها وهبت واقفه ومشت لتغادر الغرفة عدها سمعت صوت "عمر" الهادر من خلفها قائلا :
- استنى عندك
وقفت "ياسمين" مكانها دون أن تلتفت اليه .. قام من مكتبه ووقف مواجهاً لها وقال لها بحده :
- راحه فين ؟
نظرت اليه بحده مماثله قائله :
- مادمت حضرتك مشغول خلاص اجي وقت تانى
عقد "عمر" ذراعيه أمام صدره وقطب جبينه ونظر اليها قائلا :
- أنا ما قولتلكيش تعالى وقت تانى
قالت بشئ من الغضب :
- آه .. قولتى اتفضلى وتجاهلت وجودى تماماً وسبتنى أعده منتظرة ربع ساعه بدون ما تتكلم أكنك بتحاول تذلنى .. لكن المعاملة دى أنا مقبلهاش
قال "عمر" بإستغراب :
- أحاول أذلك .. انتى ازاى تفكيرك وصل لكده
- طيب فهمنى حضرتك الصح .. فضلت آعد تبص فى الورق وتكمل شغلك ولا أكنى موجودة
تفرس فيها قليلا ثم قال بهدوء :
- المعاد اللى بينى وبين حضرتك الساعة 8 وحضرتك جيتي بدري ربع ساعة .. مكنش معقول أقولك روحى وتعالى كمان ربع ساعة .. قولتلك اتفضلى .. وكملت شغلى اللى كان فى ايدي لحد ما تيجي الساعة 8
شعرت "ياسمين" بالندم على تسرعها هو اذن لم يرد اذلالها أو التعامل معها بتعالى كما ظنت ندمت جداً على ما تفوهت به رفعت نظرها لـ "عمر" لتجده ينظر اليها فى تحدٍ أطرقت برأسها قليلا ثم رفعت نظرها قائله :
- أنا آسفة فهمت الموضوع غلط
سر "عمر" بإعتذارها وقال فى نفسه هى اذن ليست فتاة متكبرة ترفض الإعتراف بالخطأ والإعتذار عنه .. نظر اليها لحظات ثم قال :
- خلاص محصلش حاجه ..بس حاولى تتحكمى فى انفعالاتك أكتر من كده .. من امبارح وانتى بتتعاملى معايا بحده ملهاش مبرر
قالت "ياسمين" بحزم تغير مجرى الحديث :
- الربع ساعه فاتت .حضرتك مش هتوريني مكان شغلى ؟
ألتفت "عمر" وأسار الى الباب قائلا :
- اتفضلى
سبقته "ياسمين" فى الخروج من المكتب .. سارا معاً خارج المبنى حاولت ترك مسافة بينهما .. كانت تسير وهى واضعة كفيها فى جيب معطفها لتحاول تدفئتهما .. فهى تشعر بأن الدم هرب من أطرافها .. كانت مازلت متوترة لكنها تظاهرت بالتماسك .. سارا معا دون أن يتفوه احداهما بحرف واحد .. أخذها "عمر" الى الأقسام التى تُربى فيها المواشي واقترب من أحد الرجال كان يرتدى البالطو الأبيض .. رجل فى العقد السادس من عمره تبدو عليه الوقار .. كان يقف أمام أحد العمال ويعطى له بعض التعليمات .. اقترب منه "عمر" منادياً اياه قائلا :
- دكتور "حسن"
التفت الرجل الى "عمر" وابتسم وصرف العامل الذى كان يتحدث معه وأقبل على "عمر" قائلا :
- صباح الخير يا باشمهندس ايه النور ده
بادله "عمر" الابتسامه قائلا :
- صباح النور يا دكتور .. أنا جيت أعرف الدكتورة الجديدة على المزرعة عشان تختار المكان اللى تحب تشتغل فيه ..
نظر اليها الرجل وابتسم لها بحنو .. شعرت "ياسمين" بالإرتياح فهو يبدو عليه الإحترام والطيبه .. التفت اليها الرجل قائلا بإبتسامه :
- أهلا بيكي يا دكتورة منورة المزرعة
ابتسمت له قائله :
- أهلا بحضرتك
- ها قررتى تحبي تشتغلى فى ايه "عمر" قالى امبارح انك لو اخترتى قسم المواشي هتكونى تحت اشرافى ان شاء الله لحد ما أخليكي أحسن من أحسن دكتور هنا وانتى أصلا باين عليكي ذكية وهتتعملى بسرعه
سعدت "ياسمين" لهذا الإطراء الذى أعطاها دفعة من الثقة بالنفس .. قالت له :
- طبعا دى حاجه تشرفنى يا دكتور انى أكون تحت اشراف حضرتك .. وان شاء الله أكون تحت حسن ظنك
التفت لها "عمر" قائلا :
- تحبي تشوفى المعمل والاسطبل يمكن تغيري رأيك ؟
أسرعت "ياسمين" قائله :
- لأ أنا هبدأ من هنا ده اذا مكنش عند حضرتك مانع
فكر "عمر" قائلا :
- لأ معنديش مانع .. بس الشغل فى الزرايب هنا مرهق .. لكن معمل التحاليل ......
قاطعته قائله :
- أنا حبه أشتغل هنا
نظر لها "عمر" بقليل من الشك .. لكنه هز رأسه قائلا :
- خلاص براحتك
كانت بالفعل قد شعرت بالإرتياح لهذا الرجل خاصة بأنه فى عمر والدها .. فوجدت أن العمل سيكون جيداً تحت اشرافه
التفت "عمر" الى دكتور "حسن" قائلا :
- خلاص يا دكتور "حسن" .. الدكتورة "ياسمين" هتكون معاك من النهاردة ان شاء الله .. بس خلى بالك زى ما فهمتك هى لسه مبتدأه
ضحك دكتور "حسن" قائلا :
- متقلقش احنا مش بنعذب الدكاترة الجداد هنا بناخدهم واحدة واحدة الأول
التفت "عمر" الى "ياسمين" مرة أخرى قائلا :
- لو مرتحتيش فى الشغل هنا عرفيني
قالت "ياسمين" له بخجل وقد أطرقت برأسها :
- شكراً تعبت حضرتك
انصرف "عمر" .. فطلب دكتور "حسن" من أحد العمال احضار بالطو الى "ياسمين" ارتدته وهى تشعر بالسعادة والتفائل وبدأت يومها الأول فى عملها كطبيبه

***********************
عاد "عمر" الى مكتبه ليجد "أيمن" فى انتظاره .. أحضر له بعض الأوراق التى تحتاج الى توقيعه أخذ "عمر" يراجعها .. عندما سأله "أيمن" :
- أخبار "ياسمين" ايه ابتدت شغل
قال "عمر" وهو ينظر الى الأوراق فى يده :
- آه ابتدت شغل .. وشكلها هتتعبنى أوى
قال "أيمن" بدهشة :
- ليه ايه اللى حصل ؟
رفع "عمر" رأسه ونظر الى "أيمن" قائلا :
- واخده كل حاجه على أعصابها .. بتتعامل معايا بحده من امبارح بدون سبب
- معلش يا "عمر" يعني راعى ظروفها .. أكيد الوضع مش مريح بالنسبة لها .. سايبه بيتها وجايه مكان غريب عشان تهرب من جوزها
- بس أنا لا عملت ولا قولت حاجه تضايقها هى اللى بتفسر تصرفاتى غلط .. بتتعامل معايا وهى حاطه مناخيرها فى السما
صمت قليلا ثم قال :
- وكمان هى غريبه أوى .. يعني توقعت بعد المعاملة اللى بتعاملهالى والرسم اللى بتترسمه ده .. انها تختار مكان زى المعمل تشتغل فيه .. او أضعف الايمان الاسطبل .. لكن تصور اختارت ايه ؟
- ايه ؟
- الزريبه
هز رأسه فى حيره قائله :
- والله ما أنا فاهملها حاجه .. حسستنى وهى بتتكلم معايا أكنها برنسيسه وأنا أجرمت وحاولت أقلل من قدر سموها .. وبعدين .. ألاقيها تختار الشغل فى الزريبه
ضحك "أيمن" قائلا :
- خلاص هى حره مش هى اللى اختارت
قال "عمر" بتحدى :
- أنا واثق انها يوم ولا اتنين ومش هتطيق الشغل هناك وهتجيلى تترجانى انها تشتغل فى مكان تانى .. وأنا أهو وانت أهو
- طيب أسيبك بأه وأروح أكمل شغلى
هم بأن ينصرف لكنه التفت الى "عمر" مرة أخرى قائلا :
- صحيح .. انت معزوم النهاردة على الغدا
- مين اللى عزمنى
ضحك "أيمن" قائلا :
- أنا .. هيكون مين يعني هو فى حد هنا يعبرك ويعزمك غيري
ابتسم "عمر" قائلا :
- وهتأكلنى ايه بأه يا سي "أيمن"
هرش "أيمن" رأسه قائلا :
- بصراحة معرفش .. بس "سماح" عاملة وليمة كبيرة عشان صحبتها
قال له "عمر" باهتمام :
- هى عازمة "ياسمين" ؟
- اه "ياسمين" وأختها وأبوها.. فقولت أعزمك انت كمان أهو تريح معدتك من أكل المطاعم شويه
- مش عايز أضايقكوا يا "أيمن"
- تضايقنا مين يا عم .. أصلا هيبقى البنات أعدين مع بعض .. واحنا اعدين مع بعض .. هتيجي مفيهاش نقاش .. يلا أشوف شغلى بأه .. سلام

**************************
انتهى عمل "ياسمين" فى يومها الأول ... كانت سعيدة بالعمل تحت اشراف دكتور "حسن" كان الرجل بحراً من العلم .. استفادت منه كثيراً حتى أنها أحضرت دفتر وقلم لتدون ما يقول .. كان الرجل لا يفتر عن الإدلاء بمعلوماته الطبية ونصائحه وطرق تعامله مع الحالات المختلفة .. أحبت كثيراً العمل معه .. كان سريعاً نشيطاً ولديه خبره كبيرة فى العمل .. وأحبت "ياسمين" ذلك كثيراً .. بعدما انهت عملها .. كانت فى طريقها الى المبنى السكني عندما تلقت اتصالا من سماح :
- ها خلصتى شغل
- اه لسه مخلصة حالا
- ايه اخبار الشغل فى المزرعة
قالت "ياسمين" بحماس :
- ممتاز يا "سماح" قابلت هنا دكتور مش قادرة أقولك انسان محترم جدا وكمان شاطر جدا جدا ومش من النوع اللى بيبخل يديكي معلومة .. بالعكس طول اليوم مبطلش كلام عن الحالات بجد استفدت منه جدا
قالت "سماح" وقد سرها فرح وحماس صديقتها بالعمل فى المزرعة :
- كويس أوى الحمد لله .. بما انك خلصتى بأه فجهزى نفسك انتى و"ريهام" وعمو
قالت "ياسمين" بحرج :
- تعبتك أنا عارفه
- يا بنتى بطلى الهبل ده الله طول اليوم وأنا فرحانه ومش عارفه أعملكوا ايه ولا ايه
قالت "ياسمين" بإمتنان :
- تسلمى يا "سماح"
ثم استطردت قائئله :
- انتى وحشانى جداا .. ومش مصدقه انى اخيرا هشوفك
- انتى اللي وحشانى بجد .. يلا بسرعة بأه منتظراكوا .. اه "ياسمين" انتوا هتيجوا مع "أيمن" فى العربية
قالت "ياسمين" بحرج :
- لأ يا "سماح" قوليلى العنوان واحنا هنيجي
- يا بنتى أصلا "أيمن" عندك فى المزرعة ايه اللى يخليكوا تتشحططوا فى المواصلات وكمان فى بلد غريبة يلا اخلصى جهزى نفسك وهو أما يخلص شغله هيتصل بيكوا

ذهب "ياسمين" الى غرفتها وأخذت دشا وارتدت ملابسها واستعدت هى و "ريهام" ووالدهما وعندما اتصل "أيمن" أعطت الهاتف لوالدها وأخبره "أيمن" أنه ينتظرهم أمام بوابة المزرعة ركب ثلاثتهم وانطلقوا الى بيت "سماح" تعانقت الصديقتان بشدة ودموع الفرح يبلل وجهيهما لكم اشتاقت الى "سماح" والسمر معها كان "ياسمين" فى قمة سعادتها فها هى أسرتها ملتفة حولها وصديقتها المقربة بجوارها كانت وجوه الجميع سعيدة ضاحكة فتساءلت "ياسمين" هل توجد سعاده أكتر من ذلك جميع من تحبهم ملتفون حولك يتسامرون ويضحكون كانت تشعر بسعادة فارقت قلبها مدة طويلة فى ذلك اليوم نسيت كل مشاكلها وأحزانها ولم تغادر الابتسامه شفتيها قط أثناء ما كانت تجهز الطعام مع "سماح" فى المطبخ سمعت جرس الباب فقالت " سماح" على الفور :
- ده أكيد "عمر"
التفتت "ياسمين" اليها قائله بدهشة :
- "عمر" مين ؟
- "عمر" صاحب "أيمن"
هزت "ياسمين" رأسها .. فلم تتوقع أن توجه له الدعوة أيضاً .. قالت "سماح" شارحه :
- بيصعب عليا أوى عايش لوحده مفيش حد معاه وعشان كده "أيمن" عزمه النهارده
قالت "ياسمين" لصديقتها :
- عايش لوحده ليه .. وأهله فين ؟
- أهله فى القاهرة عايشين هناك وهو كمان كان عايش هناك بس استقر هنا من شهر ونص تقريباً
- هو عايش فى المزرعة مش كده ؟
- أيوة فى فيلا صغيرة .. أكيد شوفتيها
أومأت برأسها وصرفت ذهنها الى الإهتمام بالأطباق التى تحضرها.

التف الثلاث رجال حول طاولة الطعام .. أشاد "عمر" بالأكل قائلا :
- الأكل ممتاز يا "أيمن" مراتك نفسها حلو فى الأكل
ابتسم "أيمن" قائلا :
- تسلم يا "عمر" .. يلا عقبالك انت كمان ما تترحم من أكل النواشف
قال "عبد الحميد" لـ "عمر" :
- انت مش متجوز يا باشمهندس
ابتسم له "عمر" قائلا :
- لأ يا عم "عبد الحميد"
- ليه يا ابنى كده ده أنا لما كنت فى سنك كنت متجوز ومخلف البنتين كمان .. وانت راجل ما شاء الله عليك متتعيبش
اختفت ابتسامه "عمر" ورد قائلا :
- لسه ملقتش بنت الحلال يا عم "عبد الحميد" .. ادعيلي ألاقيها
- ربنا يريحك بالك ويكتبلك الخير يا باشمهندس
ثم استطرد قائلا :
- ويجزيك خير على اللى عملته معانا ومع بنتى .. جميلك على راسنا من فوق
أسرع "عمر" قائلا :
- لا جميل ولا حاجه يا عم "عبد الحميد"
لمعت عينا "عبد الحميد" بالدموع وقال موجها حديثه لـ "عمر" و "أيمن" :
- لولاكم مكنتش عارف ايه اللى كان ممكن يحصل كان زمانا تحت رحمة اللى ميتسماش ده أنا لما عرفت انه حاول يخطفها كنت حاسس انى هموت من الرعب لأن ملناش ضهر نتسند عليه وهو شراني هو وأهله ومش هيسيبوا بنتى فى حالها
تحدث "أيمن" ليطمئنه قائلا :
- متقلقش يا عم "عبد الحميد" هو مستحيل يعرف مكانها هنا
قال "عمر " :
- وكمان مفيش حد غريب بيدخل المزرعة مبيدخلهاش الا اللى شغالين فيها بس يعني اطمن
قال "عبد الحميد" بتأثر :
- ربنا يباركلكوا ويجزيكوا خير ويفتحها عليكوا ويكفيكوا شر طريقكوا

****************************
فى صباح اليوم التالى .. كان "عمر" فى مكتبه بالمزرعة عندما سمع طرقات صغيره على الباب .. فهتف قائلا :
- اتفضل
انفتح الباب وانغلق بهدوء .. سمع صوت أنثوى يقول :
- صباح الخير يا باشمهندس "عمر"
رفع رأسه ليستطلع القادم كانت فتاة فى بداية العقد الثالث بيضاء البشرة ذات عينيين عسليتين جميلة الملامح رسمت على شفتيها ابتسامه كبيرة وتلعت فى عينيه بجرأة نظر اليها قائلا :
- أيوة يا دكتورة "مها" .. خير
كانت "مها" دكتورة تحاليل تعمل فى معمل المزرعة مدت يدها بملف صغير وقالت بنفس الإبتسامه ودون أن ترفع عينيها عنه :
- ده ملف تحاليل العينات اللى أخدناها الاسبوع ده جبته لحضرتك عشان تطلع عليه
نظر اليها بصرامة قائلا :
- أنا قلت لحضرتك أكتر من مرة يا دكتورة ان النتايج تتجمع وتتعرض عليا كل شهر أنا مش فاضى أطلع عليها مرة ولا مرتين فى الاسبوع وسبق وقولت لحضرتك الكلام ده أكتر من مرة
شعرت "مها" بالارتباك وقالت :
- أنا بس كنت حبه ان حضرتك تشوفهم أول بأول عشان ......
فاطعها قائلا :
- لو عايز أشوفهم أول بأول هطلب من حضرتك كده
لم تجد ما تقول صمتت قليلا ثم قالت :
- أنا آسفه يا باشمهندس انى عطلتك .. بعد اذنك
ثم توجهت الى الباب وانصرفت .. حرك "عمر" رأيه يميناً ويساراً بسخرية ثم انكب على عمله ليكمله

كانت "ياسمين" متجهه الى مبنى استراحة الغداء عندما وقع نظرها على "عمر" أشاحت بوجهها واستمرت فى طريقها عندها نادى عليها ليوقفها قائلا :
- لحظة يا دكتورة لو سمحتي
وقفت "ياسمين" واستدارت نحوه .. أقبل عليها قائلا :
- أخبار الشغل ايه مرتاحه فى المكان اللى اخترتيه
ردت قائله :
- أيوة الحمد لله
تفرس فيها قائلا :
- يعني الشغل مش متعب .. ومناسب ليكي
- لأ الشغل ممتاز ومناسبنى جدا
فى تلك الأثناء كانت "مها" متوجهه الى مبنى الاستراحة فرمقت "ياسمين" بنظرة نارية .. تعجبت "ياسمين" لهذه الفتاة التى ترمقها بتلك النظرات وهى لا تعرفها .. سمعت "عمر" يقول :
- طيب لو واجهتك مشاكل عرفيني
قال ذلك ثم تركها وانصرف توجهت "ياسمين" الى المبنى و أحضرت صنية طعامها والتفتت لتبحث عن مكان لتجلس فيه كانت احدى الفتيات جاله على طاولة بمفردها أشارت لـ "ياسمين" كى تتقدم نحوها ذهبت اليها "ياسمين" فابتسمت اليها الفتاة قائله :
- انتى الدكتورة الجديدة .. اتفضلى اعدى معايا
ابتسمت لها "ياسمين" وجلست فى المقعد المقابل لها
مدت الفتاة يدها الى "ياسمين" وقالت لها مبتسمه :
- أنا دكتورة "شيماء"
بادلتها "ياسمين" الابتسام وسلمت عليها قائله :
- و أنا دكتورة "ياسمين"
- أهلا بيكى أنا عرفت انك شغاله تحت اشراف دكتور "حسن"
اتسعت ابتسامة "ياسمين" قائله :
- بالظبط كده
قالت "شيماء" بمرح :
- أنا بأه شغاله فى الاسطبلات انا المشرفة على جميع الخيول هنا
- كويس أوى .. واضح انك شاطرة أوى
ضحكت "شيماء" قائله :
- متقلقليش بكرة تبقى زيي و أحسن
فى هذه الأثناء رأت "ياسمين" الفتاة التى كانت ترمقها بالخارج تتقدم نحول طاولتهما .. قالت الفتاة لـ "شيماء" ونظراتها مصوبة تجاه "ياسمين" :
- مش تعرفينا يا شيماء"
قالت"شيماء" وكأنها تستثقل المهمة :
- دكتورة "مها" بتشتغل فى معمل المزرعة .. دكتورة "ياسمين" بتشتغل فى قسم المواشي تحت اشراف دكتور "حسن"
رفعت "مها" حاجبيها قائله بخبث :
- مواشي !! بس دى شغلانه ذكوريه أوي .. أنا لما شوفتك واقفه بتتكلمى مع الباشمهندس "عمر" كنت فكراكى حد مهم ....
ثم نظرت الى "ياسمين" بسخرية قائله :
- بس تعرفى الشغلانه لايقه عليكى
قالت ذلك وانصرفت كانت "ياسمين" بالفعل تحب عملها لذلك تضايقت من كلام تلك الفتاة واحتارت أكثر لماذا تتحدث اليها بتلك الطريقه ولماذا ترمقها بتلك النظرات أخرجتها "شيماء" من حيرتها قائله :
- سيبك منها هى متغاظة منك بس
التفتت اليها "ياسمين" قائله بدهشة :
- ليه أنا معملتلهاش حاجه ؟
- كفاية انها شافتك واقفه بتتكلمي مع الراجل اللى هتموت عليه
قالت "ياسمين" بإستغراب :
- قصدك مين
- "عمر الألفى"
أطرقت "ياسمين" رأسها فى صمت .. أكملت "شيماء" حديثها وكأنها تبوح بسر من أسرار الدوله :
- أصلها حطه عينها عليه من زمان .. وكل شويه تتسهوك وتروحله مكتبه بأى حجه .. لا وإيه كانت مفهمانا انه معجب بيها وانهم خلاص على وشك الإرتباط .. لحد ما خدت زمبه كبير أوى
رفعت ياسمين رأسها ونظرت اليها متسائله فإنتقلت "شيماء" الى المقعد المجاور لـ "ياسمين" وأكملت "شيماء" قائله :
- لقيناه فجأة خطب ونأبها طلع على شونه عرفنا ساعتها انها كانت بتسرح بينا بس ايه خطب حتت بنت موزه يا "ياسمين" تحل من على حبل المشنقة واهلها ناس واصلين أوى الباشمهندس "عمر" جبها هنا من فترة هى وأمها و أبوها حتة بنت عاملة زى الملبن لأ وأمها تشوفيها تقولى أختها مش أمها
كانت "ياسمين" تستمع الى حديث "شيماء" بصمت وبدون تعقيب .. صمتت قليلا ثم قالت :
- مادام خاطب .. هى عايزه منه ايه
- لأ ما هو فسخ خطوبته من شهرين كده
رفعت "ياسمين" حاجبيها بإستغراب .. فأكملت "شيماء" قائله :
- كانوا خلاص محددين معاد الفرح وفجأه أول ما الفرح قرب سابها وفسخ الخطوبة أكيد طبعا اللى زي ده مش عايز يقيد حريته بالجواز عشان يبقى على راحته مع البنات وتلاقيه مكنش ناوى يتجوزها من الاول بس حب يقضيله يومين
شعرت "ياسمين" بالدهشة من كلام "شيماء" وقالت :
- مش للدرجة دى يعنى
فقالت "شيماء" بثقه :
- لأ للدرجة دى وأكتر من كدة كمان واحد غنى جدا ووسيم جدا والبنات بتترمى تحت رجليه ايه اللى يخليه يقطع علاقاته دى كلها ويتجوز ..
انهت "ياسمين" غدائها وانصرفت الى عملها .. ودون أن تقصد أخذت تفكر فى كلام "شيماء"

أنهت "ياسمين" عملها وأخذت تمشى فى المزرعة وصلت الى احدى الأشجار الكبيرة كانت الشجرة كبيرة ولها شكل مهيب أعجبت "ياسمين" بجمالها وبالطريقه التى تم بها تقليم أوراقها فأعطتها شكل جذاب توجهت اليها لتحتمى بظلها أسندت ظهرها على أحد فروعها وشردت بعيداَ كانت تشعر فى هذا المكان بسكينة غريبه وكأنه لا يوجد فى هذا العالم سواها والسماء والمساحة الشاسعه من الخضرة أمامها
تمنت لو تبقى هنا للأبد فى هذا المكان وفى هذا الموضع جلست على غصن كبير وأسندت رأسها على الشجرة وأغمضت عينيها تستمع الى تغريد العصافير على الشجر تستمتع بالنسمات التى تلفح وجهها بنعومه ارتسمت ابتسامه على شفتيها وهى تستمتع بما حولها وهى مغمضة عينيها فى صمت
كان "عمر" يسير على غير هدى حتى استوقفه منظر الفتاة التى تجلس مغمضة العينين على غصن شجرته نعم شجرته الشجرة الوحيدة التى زرعها بيديه مع جده وهو صغير ظل يتأمل ابتسامتها العذبه الباديه على محياها والهدوء والراحة والسكينة التى تبدو على وجهها أطلق احد الطيور صوتا عاليا بالقرب من "ياسمين" فإنتفضت خائفه تنظر للطائر وهو يبتعد التفتت أمامها لتجد "عمر" الذى يقف على بعد أمتار منها واضعاً يديه فى جيب بنطاله ويوجهه نظره اليها شعرت بالخجل وتساءلت منذ متى وهو يقف هنا أوقف يشاهدها أم استوقفه شئ آخر نهضت من على الجذع وأطرقت برأسها سارت لتعود الى غرفتها مرت بجواره فالتفت اليها واستوقفها قائلا :
- لحظة واحدة لو سمحتى
التفتت اليه دون أن تنظر اليه راقب "عمر" حمرة الخجل التى تتصاعد الى وجنتيها مشهد لم يعتاده من قبل وقف لحظات ينظر لها فى صمت حتى تململت الفتاة قائله :
- خير يا باشمهندس فى حاجه ؟
أدخل يده فى جيب الجاكت وأخرج حفنة من المال كان قد أعدها سلفاً ومد يده بها اليها .. نقلت بصرها من وجهه الى يده ثم الى وجهه مرة أخرى وقالت بإستغراب :
- ايه ده ؟
قال بهدوء :
- مرتبك
أعادت ما قال بدهشة :
- مرتبى ؟
ابتسم ابتسامه زادته وسامة قائلا :
- أيوة مرتبك .. أمال كنتى فاكره هنشغلك عندنا مجانا ولا ايه
صمتت قليلا ثم قال :
- صحيح دى أول مرة أشتغل فيها بس اللى أعرفه ان الناس بتقبض مرتبها آخر الشهر بعد 30 يوم .. مش بعد 3 أيام
قال وهو مازال محتفظاً بإبتسامته :
- تمام .. بس انتى حالة خاصه
نظرت اليه "ياسمين" وقالت بحزم :
- قولت لحضرتك قبل كدة تعاملنى زى أى حد بيشتغل هنا بدون تمييز
- طيب خديهم يمكن تحتاجيهم .. ومن الشهر الجاى تقبضى زى زمايلك
قالت ببرود :
- لأ شكرا .. مش هحتاجهم
نظر اليها "عمر" بشئ من الغضب ثم أعاد المال الى جيبه قائلا :
- براحتك
صمت قليلا ثم قال :
- أنا مش فاهم انتى ليه بتتعاملى كده
نظرت اليه صامته .. فأكمل قائلاً :
- بتتصرفى معايا بحده من أول يوم جيتى فيه هنا .. واسلوبك معايا غريب
نظرت اليه ببرود قائله :
- وايه الاسلوب اللى عايزنى أتعامل بيه مع حضرتك ؟
- المفروض اننا معرفة يعنى أخويا وصاحبي متجوز أعز صحابك يعنى المفروض يكون فى ود وعشم فى التعامل بينا تجاملينى أجاملك يبقى فى علاقة مريحة بينا تبتسمى فى وشي بدل ما انتى مركبالى الوش الخشب ده أنا شوفتك وانتى بتتعاملى مع دكتور "حسن" بتتعاملى معاه بطريقه طبيعيه وبذوق وبتبتسمى فى وشه يعني كل اللى طالبه انك تتعاملى معايا زى أى بنت عادية
أطرقت "ياسمين" وقد بدأت تفهم طبيعة هذا الرجل الواقف أمامها والذى اعتاد على تهافت الفتيات عليه واللاتي يحاولن جذبه اليهن بالكلمة تارة وبالابتسامه تارة أخرى فسار هذا عنده هو المعتاد والطبيعي والمألوف لذلك هو يجد طريقة تعاملها الجادة معه ووضع الحدود فى الكلام. شئ غريب على مثله لكنه سيعلم قريباً بأنها ليست كغيرها
رفعت رأسها ونظرت اليه وقالت بهدوء وحزم :
- أنا مش زى البنات اللى حضرتك بتتعامل معاهم
فظر اليها صامتاً فاستطردت قائله :
- دى طبيعتى وده اسلوبي ومش هغيره عشان أى حد حتى لو كنا معرفة زى ما حضرتك بتقول .. فده مش معناه ان مفيش حدود بينا
نظر اليها وقد ضاقت عيناه فى صمت .. تركته وانصرفت .. تابعها بعينيه وهى تسير فى طريقها بثقه .. رغم الضيق الذى شعر به من اسلوبها معه .. إلا أنه وجد ابتسامه صغيرة ترتسم على شفتيه ببطء

طرق والدها باب الغرفة ففتحت له "ريهام" دخل وجلس مع بنتاه ووجه حديثه الى "ياسمين" قائلاً :
- ايه يا "ياسمين" مرتاحه فى شغلك
ابتسمت له قائله :
- جداً يا بابا الحمد لله .. المكان هنا جميل .. والشغل مع دكتور "حسن" مفيد جداً
- طيب الحمد لله .. يعني مفيش حد بيضيقك هنا
- لأ يا بابا اطمن
- عامة لو حد ضايقك قولى للباشمهندس "عمر" على طول
اختفت ابتسامتها وقالت لوالدها :
- لو حد ضايقني أنا أقدر أتصرف معاه كويس .. مش محتاجه حد يدافع عني .. اطمن عليا يا بابا
فى تلك الليلة أغمضت عينيها فى محاولة للاستسلام للنوم .. لكنها وجدت نفسها تفكر فى كلام "شيماء" عن "عمر" .. ترى لماذا ترك خطيبته هل هو شخص لاهى كما تصوره "شيماء" هل له علاقة فعلاً بـ "مها" هل هى الوحيدة أم علاقاته امتدت لفتيات غيرها بالمزرعة اذا كان فعلا شخص عابث فلماذا ترك القاهرة وأتى لتلك البلدة الريفية أله حبيبه هنا لا يقوى على فراقها ؟ لامت نفسها بشدة على الإهتمام بمعرفة اجابات تلك الأسئلة التى انطلقت كالشلال في رأسها حاولت نفض تلك الأفكار من رأسها لكن عيناه السوداوين العميقتين ظلت صورتهما تطاردها فى رأسها هبت جالسه وهى تشعر بالغضب من نفسها توضأت وصلت ركعتين وانشغلت بقراءة احدى الروايات لتصرف تفكيرها عنه


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-15, 03:49 AM   #24

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البارت 22

مرت عدة أيام و "ياسمين" سعيدة بعملها فى المزرعة وتحت اشراف دكتور "حسن" كان مريحاً فى التعامل ولم تحدث مشاكل بينهما كانت مبهورة بعلمه وبمهارته فتتعلم منه كل يوم شيئاً جديداً أيضاً دكتور " "حسن" أعجب كثيراً بذكائها وحماسها ونشاطها وسرعتها فى التعلم فكان يعتبرها تلميذته النجيبه ويتنبأ لها بمستقبل باهر فى عملها شعر الأسى عليها عندما علم منها بقصتها والسبب الذى دفعها هى وأهلها للمجئ الى المزرعة طمئنها وبث الأمل فيها بأن فرج الله قريب عليها فقط أن تتحلى بالصبر وسيخرجها الله من محنتها..
فى ذات يوم قدم الى المزرعة رجل فى العقد السادس من عمره أتى بسيارته الفارهه وبدلته الأنيقة استقبله "عمر" بعدما نزل من سيارته أمام بيت المزرعة :
- أهلا بيك يا أستاذ "شاكر"
سلم عليه الرجل قائلا :
- أهلا بيك انت يا بشمهندس أنا متشكر انك هتديني شوية من وقتك
- لا أبدا ازاى حضرتك تقولى كده .. اتفضل
أدخل "عمر" الرجل الى بيت المزرعة .. كان الرجل هو عميل من عملاء "عمر" الذين يشترون ما تنتجه المزرعة من ألبان .. رحب "عمر" بالرجل وقدمت لهم الخادمة أقداح الشاى الساخن .. تحدث الرجل قائلا :
- بصرحة أنا كنت عايز منك خدمة يا بشمهندس واتمنى انك متخذلنيش
أسرع "عمر" قائلا :
- طبعا يا أستاذ "شاكر" اتفضل
- أنا ابنى الصغير فى آخر سنة له فى كلية الطب البيطرى .. وانت عارف ان أى شغل بيتطلب خبره .. الولد معندوش أى فكره عن أى شئ .. انت عارف ان فى مصر للأسف بندرس فى الجامعه حاجة والشغل العملى بيكون حاجه تانية خالص .. فأنا كنت حابب بما انه فى آخر سنة انه ييجي يتدرب عندك هنا فى المزرعة .. أنا عارف ان عندك دكاترة ممتازين جدا وانك مش بتشغل عندك الا ناس كفائتها عاليه .. أنا بس عايزه يكون تحت ايديهم .. وكمان ده هيفيده فى امتحاناته السنة دى لان عندهم جزء كبير عملى .. وهو زى ما قولت ميح خالص
أسرع "عمر" قائلا :
- طبعا يا أستاذ "شاكر" .. يشرفنا وجوده فى المزرعة وهنا عندنا دكاترة ممتازين وان شاء الله يستفاد منهم
- متشكر جدا يا بشمهندس وهو ده كان العشم
انتهت المقابلة وانصرف "شاكر" ... حان معاد استراحة الغداء عندما تركت "ياسمين" ما بيدها لتذهب لتتناول طعامها .. لمحت عند البوابة فلاحه بسيطة كبيرة فى السن تتحدث مع الرجل الواقف على البوابة والرجل يحاول اخراجها وهى تأبي أن تخرج .. لفت المشهد نظر "ياسمين" خاصة وأن الرجل كان يتعامل مع السيدة الكبيرة بغلظة وخشونة .. اقتربت من البوابة فسمعت تلك السيدة تقول :
- أبوس ايدك يا ابنى دخلنى .. أنا زى أمك
رد عليها الرجل وهو يدفعه لتخرج خارج المزرعة :
- لا أمى ولا أبويا .. ممنوع يامه محدش بيدخل هنا غير اللى بيشتغلوا بس
- يا ابنى ما انا كنت بشتغل هنا .. أبوس ايدك دخلنى
- يا ست امشى بأه الله يسهلك
تقدمت "ياسمين" منهما قائله :
- خير فى ايه ؟
قالت السيدة بسرعة وكأنها تستنجد بـ "ياسمين" :
- الهى يكرمك يا بنتى خليه يدخلنى .. أنا ورايا عيال اعمل ايه بس يا ربي
وجهت "ياسمين" كلامها الى الرجل قائله :
- حضرتك مش عايز تدخلها ليه
- عشان ممنوع حد يدخل الا اذا كان بيشتغل فى المزرعة ودى مبتشتغلش فيها
انفجرت السيدة باكية وقالت :
- طيب أعمل ايه بس يا ربي ..
رق قلب "ياسمين" لحال تلك السيدة وأخذتها وخرجت من البوابة لتتحدث معها .. ربتت بكفها على كتف السيدة قائله :
- خير يا حجه مالك فى ايه
قالت السيدة وهى مازالت تبكى :
- أنا يا بنتى كنت بشتغل هنا .. بس عندى عيل تعب وكنت عده جمبه فى المستشفى .. بعيد عنك وعن السمعيين جاله التهاب جامد فى الرئه وكان يا حبت عيني بيتوجع أوى .. دخلت بيه المستشفى وغبت فترة .. رجعت لقيتهم حسبي الله ونعم الوكيل فيهم طردونى من الشغل عشان غبت فترة طويله
- طيب وليه مشرحتلهمش ظروفك
- هما يا بنتى مدينى فرصة أشرح حاجه .. أنا ورايا كوم لحم أعمل ايه فيهم بس يا ربي
وانفجرت مرة أخرى فى البكاء .. وأمسكت يد "ياسمين" قائله :
- انشاله ينجيكى ويكفيكي شر المرض ساعديني أدخل أتكلم مع رئيس العمال يمكن يرضى يرجعنى تانى
كاد قلب "ياسمين" أن ينفطر لحال تلك السيدة المسكينة وقررت أن تساعدها .. فقالت لها :
- طيب أنا هساعدك يا حجه وهشرحلهم ظروفك .. تعالى بكرة فى نفس المعاد وأنا أقولك عملت ايه
حاولت السيدة تقبيل يدها فسحبتها "ياسمين" بسرعة .. قالت لها :
- ربنا يباركلك يا بنتى ويكفيكي شر طريقك .. أنا كل يوم باجى هنا .. هاجى بكرة ويارب أسمع خبر حلو
ابتسمت لها "ياسمين" فى حنو وربتت على كتفها قائله :
- ادعى ربنا وان شاء الله يرجعوكى الشغل تانى
تركتها "ياسمين" ودخلت وهى متأثره بشدة .. كيف يطردون سيدة مثلها وهى فى أمس الحاجة للمال .. توجهت الى المبنى الإدارى حيث مكتب "عمر" .. طرقته طرقات خفيفة ..سمعت صوت من الداخل :
- اتفضل
دخلت رفع "عمر" رأسه ليجدها أمامه هز رأسه لتتقدم تركت الباب مفتوحاً كما المرة الماضية ودخلت وقفت أمام المكتب قائله :
- صباح الخير يا بشمهندس
رد "عمر" :
- صباح النور
نظر "عمر" الى الباب المفتوح .. ثم نظر اليها قائلا :
- هو مينفعش الباب يتقفل .. لازم اللى رايح واللى جاى يتفرج علينا
ارتبكت "ياسمين" نظرت الى الباب ثم اليه .. كان يرقب ردود أفعالها .. قالت بتوتر :
- آسفه مش هينفع أقفله
همت بالإنصراف ثم قالت :
- خلاص مفيش مشكلة شكراً
أوقفها "عمر" قائلاً :
- استنى
الفتت اليه فنظر اليها قائلاً :
- انتى على طول متسرعة كدة
صمتت ولم تجب .. أشار برأسه الى الكرسي أمام المكتب قائلا بصرامة :
- اعدى
تقدمت "ياسمين" وجلست نظر اليها كانت تحاول استجماع قواها وترتيب أفكرها صمتت لحظات ثم التفتت اليه تنظر اليه قائله :
- فى واحدة كانت بتشتغل هنا فى الحلب هى ست كبيرة فى السن وشكلها على أد حالها كانت واقفة على البوابة الراجل مش راضى يدخلها اتكلمت معاها طردوها من الشغل عشان كانت بتغيب كتير بس هى معذوره ابنها كان تعبان فى المستشفى وهى كنت أعده جمبه
كان "عمر" يراقبها وهى تتحدث وعلى وجهها ملامح التأثر لحال تلك السيدة .. بلعت ريقها ثم استطردت قائله :
- هى غلبانه أوى وملهاش شغل تانى تصرف منه على ولادها .. يعني لو ينفع .. يعني .. حضرتك ..
قاطعها قائلا :
- بتتوسطيلها عندى يعني ؟
بللت شفيها بلسانها وقد شعرت أن حلقها جاف من التوتر .. قالت :
- لو ينفع حضرتك ترجعها الشغل تانى يبقى خدت فيها ثواب .. لأن فعلا شكلها محتاجة للشغل أوى
صمت "عمر" لحظات ثم نظر اليها قائلا :
- لو فعلا مشوها للسبب ده يعني بسبب غيابها فأنا هقول لرئيس العمال يرجعها تانى
لم تصدق "ياسمين" ما سمعت شعرت بفرحة عارمة أن استطاعت مساعدة تلك السيدة الفقيرة نظرت الى "عمر" وهتفت والابتسامه تعلو شفتيها :
- بجد ؟ يعني هترجعوها الشغل ؟
راقب "عمر" ابتسامتها والفرحة التى تعلو وجهها من أجل سيدة لا تعرفها ولم تلتقى بها من قبل ساد الصمت لاحظت "ياسمين" تفرسه فيها فشعرت بحمرة الخجل وهى تتصاعد الى وجنتيها فخفضت بصرها قال بعد برهه :
- أيوة لو كان زى ما قالت هو ده السبب اللى طردوها عشانه يعني متكنش عملت حاجه غلط سرقت مثلا أو سببت تلفيات
شكرته "ياسمين" قائلا :
- شكراُ لحضرتك وهى عامة بتيجي تقف كل يوم أدام البوابة وهى هتيجي بكرة عشان تعرف اذا كانت هترجع الشغل ولا لأ
هز "عمر" رأسه .. فنهضت "ياسمين" ونظرت اليه قائله :
- متشكره مرة تانية
ثم خرجت وأغلقت الباب وراءها .. ظل "عمر" ينظر الى الباب المغلق و هو يفكر فى رقة قلب تلك الفتاة .. التى شعرت الفرح الذى أنار وجهها من أجل تلك السيدة الفقيرة .. كم هى رقيقه .. تحب الخير للآخرين .. كان مستغرقاً فى تفكيره عندما طرق "أيمن" الباب ودخل قائلاً ببشاشة :
- ازيك يا "عمر"
ابتسم له "عمر" قائلا :
- تمام الحمد لله
جلس "أيمن" على المقعد التى كانت تجلس فيه "ياسمين" منذ قليل .. تفرس فى صديقه الشارد الذهن قائلا :
- ايه مالك فى ايه
ابتسم "عمر" قائلا :
- لا أبداً مفيش حاجه
قال "أيمن" لصديقه وهو يشير الى ذراعه اليسرى الموضوعه على المكتب :
- أخبار دراعك ايه دلوقتى
رفع "عمر" ذراعه ونظر اليه قائلا :
- الحمد لله أحسن كتير .. من ساعة ما فكيت الجبس وأنا مواظب على العلاج الطبيعي وحاسس بتحسن .. المشكلة بس انى كل فترة بحس فيها بتنميل شديد ومبكنش قادر احركها
قال "أيمن" بقلق :
- ما قولتش للدكتور اللى متابع معاك الكلام ده ليه ؟
تنهد "عمر" قائلا :
- قولتله وقالى طبيعي .. ده نتيجه لضعف الأعصاب فى دراعى بعد الحادثة .. وان العلاج الطبيعي هيقوى الأعصاب وهترجع ايدي تانى زى الأول
حث "أيمن" صديقه قائلا :
- يبأه ركز فى موضوع العلاج ده ومتهملوش يا "عمر"
ابتسم له "عمر" فى صمت .. ثم استأذن "أيمن" فى الإنصراف الى عمله .

*****************************
دخلت "ياسمين" غرفتها لتجد "ريهام" جالسه على فراشها .. هبت واقفه بمجرد أن رأتها وقالت :
- أخيرا شرفتى سيادتك
قالت "ياسمين" وهى تغير ملابسها :
- معلش يا "ريهام" النهاردة كن يوم متعب جدا واتأخرنا شوية
قالت "ريهام" بتبرم :
- على طول انتى مشغولة وبابا كمان مشغول فى الشغل الجديد اللى شافهوله البشمهندس "عمر" .. وأنا أعده لوحدى طول النهار
نظرت الهيا "ياسمين" قائله :
- ما انتى بتذاكرى يا "ريهام" عشان خلاص الترم قرب يخلص
قالت بزهق :
- اتخنقت خلاص .. طول النهار مذاكره مذاكره .. بجد اتخنقت نفسي نطلع أنا وانتى نتفسح شوية .. نشوف ناس نعد أعده حلوة
ابتسمت لها "ياسمين" قائله :
- خلاص اتفقنا .. بعد بكرة الجمعة ان شاء الله .. تعالى نطلع نتفسح فى أى مكان ونغير جو
هتفت "ريهام" بفرحه :
- بجد يا "ياسمين" ؟ ... هيييييييييه
قالت "ياسمين" بفرحة :
- ايه رأيك كمان أكلم "سماح" واهى تغير جو معانا هى كمان
ابتسمت "ريهام" قائله :
- طبعا فكرة حلوة جدا كلميها دلوقتى عشان تعمل حسابها
هاتفت "ياسمين" صديقتها واقترحت عليها الخروج معاً يوم الجمعة .. فقالت لها "سماح" :
- موافقة طبعا .. أنا كمان مخنوقة جدا .. ولسه كنت بقول لـ "أيمن" كدة .. خلاص هستأذنه وأرد عليكي يا "ياسمين"
- خلاص وأنا منتظرة اتصالك ان شاء الله
بعدما عاد "أيمن" من العمل التف الإثنان حول طاولة الطاعم وأخبرته "سماح"برغبتها فى التنزه مع "ياسمين" و "ريهام" قائله :
- بصراحة نفسي أخرج يا "أيمن" أنا على طول محبوسه فى البيت
مسح "أيمن" بكفه على شعرها قائلا :
- معلش يا حبيبتى .. عارف انى بسيبك لوحدك كتير
أخذت يده الموضوعه على شعرها وقبلتها قائله :
- ربنا يعينك يا حبيبتى أنا عارفه انت بتتعب أد ايه .. عارف نفسي نخرج سوا بس انت بتكون مشغول حتى يوم الجمعة
ابتسم لها "أيمن" قائلا :
- أنا أفضى نفسي عشانك يا حبيبتى
هتفت بسعادة قائله :
- بجد يا "أيمن" ؟ .. يعني هنخرج سوا يوم الجمعة ؟
قلبها قائلا :
- طالما حبيبتى عايزه تخرج تتفسح .. يبقى لازم نفسحها
ما لبثت أن تلاشت ابتسامة "سماح" قائله :
- طب و"ياسمين" .. يا ربي .. خايفه تزعل منى
فكر "أيمن" قليلا ثم قال :
- طيب أنا عندى اقتراح حلو
نظرت اليه "سماح" بلهفه قائله :
- ايه هو ؟
- ايه رأيك نطلع أنا وانتى و "ياسمين" و "ريهام" وعم "عبد الحميد" ونقضى يوم فى راس البر
- بجد يا "أيمن" ؟
- أيوة بجد هيكون يوم حلو وتغيير جو .. وكمان الفترة دى البلد بتكون فاضية يعني هنكون على راحتنا .. وانتى تغيري جو وكمان تتفسحى مع صحبتك
قامت "سماح" معانقه اياه قائله :
- انت أحسن زوج فى الدنيا دى كلها
أمسك رأسها بين كفيه وقبلها قائلا :
- وانتى أروع زوجة فى الدنيا دى كلها

*************************
- صباح الخير يا دكتورة "ياسمين"
كانت "ياسمين" تستعد لبدء عملها .. عندما دخل دكتور "حسن" وألقى عليها تلك العبارة .. التفتت اليه قائله :
- صباح الخير يا دكتور "حسن"
سألها دكتور "حسن" وهو يستعد بإرتداء البالطو :
- ايه أخبار حالة الـ mastitis بتاعة امبارح
- كله تمام يا دكتور .. اديتلها جرعة الـ antibiotic بعد ما حضرتك مشيت .. وان شاء الله همر عليها دلوقتى
توجهت الى باب المكتب لتهم بالخروج عندما استوقفها قائلاً :
- دكتورة "ياسمين"
التفتت اليه قائله :
- أيوة يا دكتور
- فى طالب هييجى يتدرب عندنا هنا .. هو ابن لعميل مهم من عملاء المزرعة .. البشمهندس "عمر" وصاني عليه .. هو طالب فى البكالوريوس
كانت "ياسمين" تستمع اليه فى اهتمام .. فأكمل قائلا :
- انتى اللى هتتولى تدريبه
قالت بدهشة :
- أنا يا دكتور
- ايوة انتى
قالت بإستغراب :
- بس يا دكتور أنا نفسي لسه بتدرب
- وعشان كدة عايزك تدربيه .. شوفى يا دكتورة .. أحسن طريقة لتثبيت المعلومة لا بكتابتها ولا بحفظها .. بممارستها .. كون ان يبقى فى طالب عندك وانتى بتشرحيله كل المعلومات اللى عارفاها عن الحالة اللي أدامك ده يثبت المعلومة أكتر .. ومش بس كده ده بيديكى ثقه فى نفسك كمان
ابتسمت قائله :
- فعلا يا دكتور .. أيام الكلية مكنتش بعرف أحفظ أسماء الـ Nerve والـ Muscles إلا وأنا بشرحها لصحابي
ابتسم لها قائلا :
- وعشان كده عايزك انتى اللى تدربيه
ابتسمت له قائله :
- متشكرة على الثقه دى يا دكتور .. بعد اذنك
- اتفضلى
كانت "ياسمين" تقوم بعملها عندما أتاها اتصال من "سماح" .. أخبرتها صديقتها بفكرة "أيمن" .. رحبت "ياسمين" بالفكرة لأنها لم تكن لتحب ترك والدها فى المزرعة بمفرده .. اتفقا على السفر بعد صلاة الفجر يوم الجمعة ان شاء الله .. فى فترة الغداء أتت "شيماء" لتجلس مع "ياسمين" على الطاولة .. استقبلتها "ياسمين" بالإبتسامه .. قالت "شيماء" :
- ازيك يا "سمسم" أخبارك ايه
- تمام يا "شيماء" الحمد لله
- فينك بقالك كام يوم مش بشوفك فى فترة الغدا
- أهاا الشغل كتير أوى اليومين دول فباكل أى حاجه وأنا بشتغل
- هتقوليلى .. دكتور "حسن" مبيرحمش نفسه أبداً ولا بيرحم اللى معاه
دافعت "ياسمين" عنه قائله :
- ده لأنه عنده ضمير فى الشغل .. وفعلا بستفاد منه جداً
انتهت الفتاتان التهام طعامهما وتوجهتا الى الخارج .. عندها قالت "شيماء" لـ "ياسمين" :
- وأنا أقول مجتش تتغدى ليه مش عوايدها أتاريها واقفه مع الدون جوان
نظرت "ياسمين" الى حيث تشير "شيماء" .. لتجد " مها" واقفه تتحدث الى "عمر" .. وعلى وجهها ابتسامه كبيرة وتنظر فى عينيه بجرأة .. حانت من "عمر" التفاته اتجاه "ياسمين" فتظاهرت "ياسمين" بالنظر الى شئ آخر .. ثم التفتت الى "شيماء" قائله :
- هروح أكمل شغلى
انصرفت الى عملها وهى تتساءل فى نفسها عن طبيعة العلاقة بين "عمر" و "مها"

استوقف "عمر" أثناء انصرافه أحد العمال قائلا :
- يا باشمهندس "عمر" خلاص لقينا غفير كويس وابن حلال وساكن فى البلد دى
- سألتوا عنه كويس
- أيوة واد غلبان مقطوع من شجره وبيجرى على أكل عيشه
- طيب تمام خليه ييجي بكرة لرئيس العمال عشان يبدأ شغل من بكرة ان شاء الله
تنحنح الرجل قليلا وبدا عليه التردد فسأله "عمر" :
- خير فى حاجه ؟
- يعني يا بشمهندس "عمر" متاخذنيش فى الكلام يعني .. بس يعني هو فين "عويس" والجماعه بتوعه ؟
قال "عمر" ببرود :
- مشى
- أيوة يعني مشى فجأة كدة ومن يوم وليلة .. ده حتى هدومه وهدوم جماعته لسه فى الأوضة .. ومقالش لجنس مخلوق انه هيسيب الشغل
قال "عمر" بنفاذ صبر :
- ده شئ ميخصنيش .. يلا على شغلك

**********************
فى صباح يوم الجمعة وبعد صلاة الفجر استعدت "ياسمين" و "ريهام" ووالدهما .. اتصلت "سماح" ليخبرها أنها تنتظرهم مع "أيمن" أمام بوابة المزرعة .. كانت "ياسمين" فرحه للغاية وأعدت الكثير من السندوتشات والعصير .. و"ريهام" أيضاً كانت متلهفة على تلك النزهه .. سبقهما والدهما .. وحملت الفتاتان حقيبة الطعام وأسرعا الخطى .. عندها قالت "ريهام" فجأة :
- ايه ده هو المز جاى هو كمان ولا ايه
نظرت "ياسمين" الى حيث تنظر أختها لتجد "عمر" وقد أوقف سيارته خلف سيارة "أيمن" .. خفق قلبها بشدة وقالت لـ "ريهام" :
- أكيد لأ .. ايه اللى هيجيبه معانا
- لأ أنا حاسه انه جاى معانا
عندما وصلت الفتاتان نزلت "سماح" لترحب بهما .. وبعد تبادل عبارات المجاملة .. انطلقت سيارة "أيمن" و "سماح" تجلس بجواره .. أما "ياسمين" و "ريهام" ووالدهما يجلسون فى الخلف .. بعد فترة حانت من "ريهام" التفاته للخلف ثم مالت على أذن "ياسمين" قائله :
- مش قولتلك المز جاى معانا
نظرت اليها "ياسمين" فأشارت "ريهام" الى الخلف .. التفتت "ياسمين" لتنظر عبر الزجاج الخلفى للسيارة فتلاقت نظراتها مع نظرات "عمر" فأسرعت بإعادة رأسها الى الأمام .. وقلبها يخفق بشدة .. وهى تتساءل لماذا لم تخبرها "سماح" بمرافقة "عمر" لهم .. وصلوا جميعاً الى الشط .. التهى الرجال الثلاثة معاً فى المزاح والضحك ولعب الدومينو .. أما الفتيات الثلاثة فأخذن يتمشين على الشاطى ويستعدن ذكريات الطفوله والجامعة .. كانت "ياسمين" فرحه للغاية .. وتشعر بأنها خفيفه كالريشه .. كانت تنظر الى البحر وتملى نظرها بجمال سحره وروعته .. فى الغداء تناول الجميع السندوتشات التى أعدتها "ياسمين" و "سماح" .. كانت "سماح" مندمجة فى الحديث مع "ريهام" فتركتهما "ياسمين" وتمشت على الشاطئ بلا هدف .. رآها "عمر" وهى تنحنى لتلتقط شئ من الأرض ثم تتحسسه بيدها وتنحنى لتلتقط شيئاً آخر .. فى نهاية اليوم كان الجميع فرحاً وسعيداً واندمج "عبد الحميد" مع الشابين جدا وأحبا صحبته أخذ يقص عليهم ذكرياته الى يختزنها فى زوايا عقله .. كانوا يستمعون له والابتسانه تعلو شفتيهما .. وصلت "ياسمين" و "ريهام" الى سيارة "أيمن" ووقفوا بجوارها .. أقبل "عمر" ووقف على مقربه منهما فى انتظار الباقيين .. التفت "عمر" الى "ياسمين" فوجدها تمسك شئ بيدها وتعبث به .. فنظر الى ما تحمله قائلا :
- ايه اللى فى ايدك ده ؟
رفعت "ياسمين" رأسها تنظر اليه وقد أدهشها سؤاله .. ظلت صامته للحظات ثم قالت :
- أحجار صغيرة
ابتسم ابتسامه جذابه قائلاً :
- ايوة أنا عارف .. بس بتعملى بيهم ايه
احتارت "ياسمين" فيما تقول .. ساد الصمت برهه ثم قالت :
- بحب أجمعهم من على الشط
اتسعت ابتسامة "عمر" ولمعت عيناه قائلا :
- أخيرا لقيت حد يشاركنى هوايتي الغريبة
تصاعدت حمرة الخجل على وجنتيها بسبب نظرته العميقة التى تربكها وابتسامته التى تخطف الألباب .. أكمل بنفس الابتسامه :
- أنا كمان بحب أجمع الصخور الصغيرة من على الشط .. بس مش أى صخور .. بحتفظ باللى تلفت انتباهى بس
لم تبادله "ياسمين" الإبتسام .. بل تجاهلت تماما كلامه والنظر اليه .. حضر الجميع وركبوا وانطلوا فى طريق العودة
توجهت "ريهام" الى فراشها .. عندما كانت "ياسمين" تقوم بطي ملابسها لتضعها فى الدولاب .. نظرت اليها "ريهام" وقالت بخبث وهى تعبث بشعرها :
- (أخيرا لقيت حد يشاركنى هوايتي الغريبة)
التفتت اليها "ياسمين" مستفهمة .. قالت لها :
- ايه ؟ بتقولى ايه ؟
قالت لها "ريهام" :
- مفيش هو حد كلمك
أكملت "ريهام" بنفس الخبث :
- (بحتفظ باللى تلفت انتباهى بس )
نظرت اليها "ياسمين" قائله :
- بتكلمى نفسك .. برافو
قالت "ياسمين" ذلك وأطفأت النور وتودهت الى فراشها و تدثرت .. حاولت التفكير فى أحداث اليوم لكن التعب كان قد بلغ منها مبلغه فغطت فى سبات عميق

فى اليوم التالى أنهت "ياسمين" عملها وتوجهت الى شجرتها .. كانت تحب الإختلاء والجلوس فى هذه البقعة التى تفصلها عن العالم .. شردت قليلا في رحلة يوم أمس .. وفى كلمات "عمر" وجدت الإبتسامه تتسلل ببطء الى شفتيها .. ثم عادت لتتذكر الكلام الذى سمعته من "شيماء" عنه .. وعلاقته بـ "مها" وغير "مها" .. تنهدت وحولت صرف تفكيرها عنه .. سمعت صوت هاتفها .. وجدت رقماً غريباً ردت قائله :
- السلام عليكم
أتاها صوت يقول فى قسوة :
- والله لو روحتى لآخر بلاد المسلمين لهوصلك يا "ياسمين" وساعتها مش هعتقك أبداً
قفز قلب "ياسمين" من مكانه .. وشعرت بالرعب لمجرد سماعها لصوت "مصطفى" أغلقت هاتفها تماما .. ووقفت تتلفت حولها وهى لا تدرى ماذا تفعل .. كانت تخاف منه خوفاً شديداً .. خشت أن يعرف طريقها ويحاول خطفها مرة أخرى أو يفعل بها ما هو أسوأ .. مشت مسرعة عائدة الى غرفتها .. كانت لا ترى أمامها .. تشعر بتوتر بالغ .. ارتطمت فى طريقها بـ "عمر" الذى كان متوجها الى بيت المزرعة .. وقفت تنظر اليه وهى لا تراه .. كانت علامات الرعب باديه على وجهها .. نظر اليها "عمر" قائلاً بلهفه :
- ايه مالك فى ايه ؟
شعرت بأن الكلمات تهرب منها انحدرت دمعة حائرة من عينيها .. وأخذت تتعالى أصوات قلبها وتزداد سرعة تنفسها .. هتف "عمر" بلوعه :
- "ياسمين" مالك ايه اللى حصل
نظر الى الطريق الذى أتت منه لعله يتبين سبب فزعها .. استجمعت قواها وقالت بصوت مرتجف وهى تمد يدها بهاتفها قائله :
- "مصطفى"
نظر اليها قائلا :
- "مصطفى" مين .. مين "مصطفى" ؟
- رددت قائله :
- "مصطفى" كلمنى
خمن "عمر" بأنها تقصد زوجها .. لم تقوى أعصابها على التحمل كانت خائفة بشدة وترتجف أحاطت نفسها بذراعيها وقالت وعينيها تدوران فى المكان بخوف :
- أنا خايفة أوى
نظر اليها "عمر" وطمأنها قائلا :
- متخفيش محدش يقدر يأذيكي طول ما انتى هنا
نظرت اليه قائله وهى تبكى :
- قالى هعرف طريقك ومش هعتقك
شعر "عمر" بالغضب لذلك المنعدم الرجوله الذى يهدد امرأة ويرعبها بهذا الشكل .. كانت العبرات تنزل من عينيها فى صمت .. شعر بالألم يغزو قلبه مد يده وأمسك ذراعها أراد أن يطمئنها ويوقف ارتجافه جسدها .. انتفضت "ياسمين" للمسته وأبعدت نفسها عنه .. وقفت تنظر اليه بدهشة ممزوجة بالغضب .. أدرك "عمر" أنه أغضبها .. فأسرع يشرح قائلا :
- أنا مقصدتش حاجه ... كنت بس عايز .......
لم تدعه يكمل كلامه وانصرفت عائده الى غرفتها .. شعر "عمر" بالضيق لأنه أغضبها .. صعدت "ياسمين" الى غرفتها وهى تفكر غاضبة كيف يجرؤ على لمسها بهذا الشكل .. أيظنها فتاة سهله كفتياته اللاتى يعرفهن .. واللاتى يتهافتن عليه محاولات جذبه واستمالته .. أيظنها واحدة منهن .. شعرت بالحنق والضيق من كليهما .. "عمر " و "مصطفى"

*************************
فى اليوم التالى كانت واقفة تتفحص احدى الأبقار عندما وجدت شاب تراه لأول مرة .. كان شابا يافعاً يبدو وكأنه ضل طريقه .. خمنت "ياسمين" بأن هذا هو تلميذها الذى تحدث دكتور "حسن" عنه .. اقترب منها الشباب وابتسم قائلا :
- السلام عليكم
ردت "ياسمين" :
- وعليكم السلام .. أهلا بحضرتك أنا دكتورة "ياسمين"
قال الشاب :
- أهلا بيكي أنا "هانى"
ثم استطرد قائلا :
- أنا "هانى شاكر"
قال ذلك ثم انفجر ضاحكاً .. نظرت "ياسمين" اليه بدهشة ثم لم تتمالك نفسها فضحكت ضحكة خافته حاولت كتمها .. لم تضحك للفكاهه فى اسمه .. بل ضحكت لطريقة ضحك الشاب فقد أرجع رأسه الى الوراء وضحك ضحكه صاخبه بطريقة أضحكتها .. كان "عمر" يسير مع أحد العمال يعطيه بعض التعليمات .. عندما لفت انتباهه صوت الضحك الصاخب فالتفت ليجد "ياسمين" تقف مع "هانى" ابن العميل الذى أتى اليه منذ أيام .. رآى ابتسامتها وضحكتها التى تحاول كبحها .. شعر بالحنق فصرف العامل وسار نحوهما ... فى هذه الأثناء قالت "ياسمين" لـ "هانى" :
- ادخل اتعرف على المكان على ما أرجع
تركته وانصرفت لتجد "عمر" يعترض طريقها .. نظر "عمر" الى الفتى الذى يسير للداخل ثم أعاد نظره الى "ياسمين" قائلا ببرود :
- مش نشوف شغلنا أحسن
نظرت "ياسمين" اليه بحيره قائله :
- مش فاهمة قصد حضرتك ايه
غير "عمر" الموضوع قائلا :
- الست اللى كلمتيني عنها .. أحب أبشرك انها رجعت الشغل النهاردة
سعدت "ياسمين" كثيراً لهذا الخبر فقد كانت بالفعل تشفق على تلك السيدة وأولادها .. رددت قائله :
- الحمد لله
رفعت نظرها لتجد نظرات "عمر" المصوبة تجاهها .. فقالت بسرعة :
- بعد اذن حضرتك
ثم تركته وانصرفت .


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-15, 03:53 AM   #25

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البارت 23

راقبها من بعيد وهى تباشر عملها كانت منهمكة فى عملها لدرجة أنها لم تشعر بوجوده بل لم تشعر بأى شئ حولها وقف يراقب حركاتها سكناتها لا يدرى لماذا يفعل ذلك فهى ليست بالجميلة التى تبهر الأنظار والعقول وليست ممن اعتاد صحبتهن والتعامل معهن لكن بها شئ غريب يدفعه لأن يراقبها ويحاول فهمها ربما كان هذا هو سبب فضوله أنه لا يستطيع حتى الآن فهمها تصرفاتها غريبة مبادءها عجيبه لم يقابل مثلها من قبل تجمع المتناقضات فى آن واحد خجوله واثقة بنفسها رقيقة القلب قوية الشخصية ذكية عملية ضعيفة هشه مذيج عجيب لم يقابل مثله .. لذلك يشعر دائماً بأنها لغز غامض وفضوله يدفعه دفعاً لإستكشاف هذا اللغز ومحاولة حله اقترب منها قائلاً :
- صباح الخير يا دكتورة
رفعت رأسها لتنظر اليه قائله وحبات العرق تنبت على جبينها :
- صباح الخير يا بشمهندس
وضع "عمر" يديه فى جيب بنطاله وأخذ ينظر اليها والى ما فى يدها ثم قال :
- بتعملى ايه ؟
قالت "ياسمين" دون أن تنظر اليه :
- دى عينات خدناها من القطيع النهاردة عشان الكشف الدورى .. بجهزهم عشان أبعتهم المعمل
هز رأسه .. ثم أخذ يتململ فى وقفته لا يدرى أصلا ما الذى يفعله هنا .. نظر اليها ثم قال :
- أخبار الشغل ايه مرتاحه فيه ؟
قالت وهى لا تزال منهمكه فى عملها :
- أيوة الحمد لله
سألها بإهتمام :
- حد ضايقك تانى ؟
كان يقصد اتصال "مصطفى" .. ردت بإقتضاب :
- لأ
لم يجد ما يقول .. فصمت قليلا ثم قال :
- طيب بعد اذنك
قال ذلك ثم انصرف .. رفعت "ياسمين" رأسها لتنظر اليه وهو يبتعد .. ثم عادت لتكمل عملها مرة أخرى

***********************
كانت "ياسمين" جالسه مع "شيماء" فى استراحة الغداء يتسامرون ويتضاحكون .. وفجأة أتت "مها" لتجلس معهم بدون استئذان .. توقف الحديث ونظرت الفتاتان الى بعضهما البعض .. وأكملت كل منهما طعامها فى صمت .. قطعت "مها" هذا الصمت قائله :
- أنا عرفت ان مش بس انتى اللى بتشتغلى هنا ده كمان والدك وأختك يا "ياسمين" .. هى ايه الحكاية بالظبط ؟
قالت "ياسمين" ببرود :
- حكاية ايه ؟
رفعت "مها" حاجبها قائله بسخرية :
- يعني انتى مش شايفه انها غريبة ان واحدة تيجي من محافظة تانية هى وأهلها عشان يشتغلوا مع بعض فى المزرعة ؟ .. أكيد فى سر ورا الموضوع ده
قالت "ياسمين" بنفس البرود :
- ولا سر ولا حاجه
ازدادت "مها" فى سخريتها قائله :
- معروف عن البشمهندس "عمر" انه بيحب يعمل خير فى الناس ..شكلك صعبتى عليه انتى وأهلك وعشان كده شغلكوا عنده فى المزرعة
هبت "ياسمين" واقفة وهتفت قائله :
- مسمحلكيش تتكملى ربع كلمة عنى أو عن أهلى .. وأنا جايه هنا أشتغل مش أشحت من حد
قالت ذلك ثم تركت طعامها وغادرت المكان .. نظرت اليها "شيماء" بعتاب قائله :
- كان ايه لزمته الكلام ده ؟
- بالله عليكي انتى مش شايفه ان الحكاية دى غريبة .. وان فى سر هى مخبياها عننا
- ملناش دعوة هى حرة
- أنا بأه هعرف السر اللي هى مخبياه .. واللي مخلى "عمر" مهتم بيها وبأهلها أوى كده
نهضت "شيماء" وانصرفت هى الأخرى .. تاركه "مها" خلفها .

**************************
" مش حماتك اتخطبت ! "
نطق "أيمن" هذه العبارة وهو جالس فى أحد المطاعم مع "عمر" وهما يتناولان معاً طعام العشاء .. رد "عمر" قائلاً :
- تغور هى وبنتها
أكمل "أيمن" قائلا :
- اتخطبت لواحد عربي من اللى بيستثمروا فلوسهم فى مصر .. شكله أكبر منها بكتير
نظر اليه "عمر" مستفسراً :
- وانت عرفت منين ؟
- شوفت صورتهم فى الجرنال من كام يوم .. واحدة معندهاش ريحة الدم مش تستنى ما عدتها تخلص
قال "عمر" مستهزئاً :
- ده على أساس انها بتطبق كلام ربنا أوى فى الأمور التانية .. يا سيدى هى جت على العدة .. ربنا يسهلها
قال "أيمن" لصديقه :
- بصراحة يا "عمر" أنا مش عارف انت كنت واقع وسط الناس دى ازاى .. أنا لا كنت برتاح للى كانت خطيبتك دى ولا لأمها .. كويس ان ربنا نجاك منهم
قال "عمر" بضيق :
- قفل على سيرتهم يا "أيمن" بجد مش حابب أفتكر حاجه عنهم
نظر "أمين" الى صديقه فترة ثم سأله بشك :
- انت لسه حاسس بحاجة نحيتها
نظر "عمر" اليه بدهشه قائلا :
- نحية مين ؟
- "نانسي"
قال "عمر " على الفور :
- لأ طبعا
- واثق ؟
- أيوة واثق
- أمال ليه اضايقت لما جبت سيرتهم
صمت "عمر" قليلا ثم رفع بصره لصديقه قائلا :
- لانى لما بفتكرهم بفتكر أد ايه أنا كنت غبي وأعمى .. وبضايق من نفسي جدا .. وبحس انى رغم العمر ده كله معرفتش أحكم على الناس صح
تنهد ثم قال :
- بصراحة ندمان على كل كلمة حلوة سمعتهالها .. انت عارف انى طول عمرى مكنش ليا علاقات مع أى بنت .. مجرد صحوبيه عاديه .. لكن حب واتباط لأ.. أولا لانى مكنتش فاضى من الشغل للدراسة .. كانت الحياة العملية وخدانى فى دوامتها .. ولما فكرت أتجوز .. اديت كل مشاعرى لـ "نانسي" و كنت حاسس انها البنت اللى بدور عليها .. بس بجد كنت أعمى .. معرفتش أختار صح .. وندمان أوى على كل كلمة قولتلهالها .. لأن الكلام ده من حق واحدة بس ..
صمت قليلا ثم قال بسخرية :
- واحدة معرفش أصلاً اذا كنت هلاقيها ولا لأ
قال "أيمن" بتفائل :
- يا ابنى البنات الكويسة كتير ... وانت ألف واحدة تتمناك
نظر اليه "عمر" قائلاً بإصرار :
- مش هتجوز الا واحدة بحبها يا "أيمن" .. أنا مش عايز جوازه والسلام .. فاكر كلامك ليا أيام خطوبتك لـ "سماح" قولتلى انك بتدور على واحدة تحس بيها وتحس بيك وتكون سكن ليها وتكون هى سكن ليك وتكونوا انتوا الاتنين شخص واحد .. أنا عايز واحدة كدة .. أكون أنا وهى كده
ابتسم له "أيمن" وربت على كتفه قائلا :
- ان شاء الله هتلاقيها
صمت الصديقان وعادا الى تناول طعامهما فى صمت .. بعد فترة قطع "عمر" هذا الصمت قائلا :
- صحيح كنت عايز أسألك عن حاجه
- خير يا "عمر " ؟
بدا على "عمر" التردد قليلا ثم قال :
- هى صاحبة مراتك معاد جلستها اتحدد ولا لسه ؟
فهم "أيمن" ما يرمي اليه لكنه تظاهر بعدم الفهم قائلا :
- صاحبة مراتي مين ؟
نظر اليه "عمر" بحده قائلاً :
- "ياسمين"
ابتسم "أيمن" ورشف رشفه من كوب الماء الموضوع أمامه ثم قال :
- لأ لسه متحددتش الجلسه .. لو اتحددت كان زمان "سماح" مقدرتش تستنى عشان تبلغنى الخبر
شرد "عمر" قليلا ثم قال :
- هو ممكن ما يتحكملهاش بالطلاق ؟
هز "أيمن" كتفيه قائلاً :
- الله أعلم .. على حسب القضية وعلى حسب شطارة المحامى
قال "عمر " بسرعة :
- لأ أنا واثق فى أستاذ "شوقى" جدا
عادا ليكملا طعامهما فى صمت مرة أخرى .. و"أيمن" يرمق صديقه بنظرات صامته بين الحين والآخر

******************
كانت عائده من استراحة الغداء عندما استوقفها "عمر" قائلاً :
- ثوانى لو سمحتى
التفتت "ياسمين" اليه منتظره ما سيقول .. مد يده الى جيبه وأخرج شيئاً وقدمه اليها .. نظرت الى ما يحمله ثم نظرت اليه متفهمه :
- ايه ده ؟
نظر "عمر" اليها قائلا :
- خط جديد .. وارمى اللى معاكى .. عشان محدش يضايقك تانى
نظرت اليه مندهشه لا تدرى ما تقول .. صمتت قليلاً ثم قالت :
- أنا مش عارفه ازاى مفكرتش فى الحل ده قبل كده .. فعلاً أحسن حاجه هو انى ارمى خطى بدل ما أفضل أعده على أعصابي وخايفه أرد على أى رقم
لكنها استطردت قائلا :
- بس مش هينفع أخده من حضرتك .. أنا هروح بكرة ان شاء الله أشترى خط تانى
قال لها بضيق :
- وتشترى ليه ما الخط موجود أهو
شعرت "ياسمين" بالحرج وقالت :
- يعني .. مفيش داعى .. أنا هجيب خط تانى بكره
قال بحده :
- الأفضل ان الخط ميكنش بإسمك عشان ميقدرس بأى طريقة انه يوصلك .. لو الخط بإسمك ويعرف حد فى شركات المحمول ممكن بسهولة يوصل لرقمك خاصة انه عارف بياناتك كلها
أيقنت صحة ما يقول لكنها بقيت متردده .. نظر اليها ببرود قائلاً وهو مازال يمد يده بالخط الجديد :
- متخفيش يا دكتورة هنخصم تمنه من مرتبك آخر الشهر
شعرت "ياسمين" بحرج بالغ فأخذت منه الخط قائله :
- لو هتخصم تمنه ماشي
نظر اليها بسخريه قائلاً :
- طبعا هخصم تمنه لأنه بصراحة مبلغ فوق طاقتى
نظرت اليه وعلامات الغضب على وجهها وهمت بأن تعيده اليه .. لكنه قال بجديه :
- متديش الرقم إلا للناس اللى بتثقى فيهم بس .. يعني والدك أختك "سماح" المحامى .. عشان ميقدرش يوصل لرقمك ويضايقك تانى
أومأت "ياسمين" برأسها قائله :
- شكراً .. تعبت حضرتك .. بعد اذنك
كانت " مها" تراقب المشهد من مكان قريب لم تتمكن من معرفة عن ماذا يدور الحوار ولا عما أعطاه "عمر" لـ "ياسمين" لكن عينيها كانت تشعان حقداً وغلاً .

بعد انتهاء يوم من العمل الشاق .. خرجت "ياسمين" عائدة الى غرفتها عندما استوقفتها "مها" معترضة طريقها قائله بسخرية :
- على فين يا دكتورة ؟
نظرت اليها "ياسمين" وهى تحاول كبح غيظها .. فقد كانت "ياسمين" تعلم جيداً بأن "مها" لا تستلطفها ولا تحبها .. لذلك كانت تحاول قدر الإمكان تلاشى الصدام معها .. قالت لها :
- خلصت شغلى وراجعه أوضتى .. بعد اذنك
همت "ياسمين" بالإنصراف لكن "مها" وقفت أمامها وعقدت ذراعيها امام صدرها قائله :
- العينات اللى بعتيهالى المعمل كلها اتجلطت
نظرت اليها "ياسمين" بدهشة قائله :
- ازاى يعني اتجلطت
قالت لها "مها" بسخرية :
- مش عارفه يعني ايه عينة دم تتجلط ؟.. يعنى باظت يا دكتورة
قالت "ياسمين" بحده قائله :
- ازاى يعني .. ايه اللى جلطها
- اللي جلطها ان حضرتك محطتيش Anticoagulant قبل ما تحطى عينات الدم فى الأنابيب
هتفت "ياسمين" بغضب :
- انتى بتقولى ايه .. انا حطه بنفسي الـهيبارين فى كل الأنابيب قبل ما أحط فيها العينات اللى خدتها
قالت "مها" ببرود :
- بقولك العينات كلها اتجلطت يبقى ازاى يعني كنتى حاطه هيبارين
احتدت "ياسمين" قائله :
- يعنى أنا بكدب
- أنا ما قولتش كده
حاولت "ياسمين" كظم غيظها .. كتفت يديها أمام صدرها قائله :
- والمطلوب دلوقتى
قالت "مها" بتشفى :
- المطلوب انك تاخدى كل العينات تانى والكلام ده يخلص النهاردة لانك زى ما انتى عارفه الفروض النتايج كلها تظهر بكرة عشان نعرضهم على البشمهندس "عمر" .. ولو البشمهندس ملقاش النتايج هتبقى انتى اللى فى وش المدفع
قالت لها "ياسمين" ببرود :
- العينات هتكون عندك بكرة يا دكتورة
غادرت "مها" وهى ترسم على شفتيها ابتسامه التشفى

عكفت "ياسمين" على أخذ العينات مرة أخرى الأمر الذى أرهقها للغاية فعمل يومين مطلوب منها أن تعيده مرة أخرى فى عدة ساعات .. كانت تعمل بسرعة لكن بدقة حتى لا تقع فى أى خطأ .. كان "عمر" متوجهاً الى بيت المزرعة .. عندما وجد ضوء أحد الزرائب مضاءاً .. استغرب لأن من المفترض أن الجميع غادر الى بيته .. اقتربت منه ودخل ووجد "ياسمين" تعمل بهمة ونشاط .. اقترب منها "عمر" فرفعت رأسها لتنظر اليه .. قال لها بدهشة :
- انتى بتعملى ايه هنا لحد دلوقتى ؟
عادت الى اكمال عملها قائله :
- عندى شغل
- لحد دلوقتى ؟
- أيوة
رآى "عمر" علامات الإجهاد على وجهها فأشفق على حالها وقال بحنو :
- طيب أجلى الشغل لبكرة .. الوقت اتأخر دلوقتى
قالت "ياسمين" بشئ من الحده :
- لازم الشغل يخلص دلوقتى .. لأن العينات اللي خدتها باظت ولازم أخلصها دلوقتى عشان أديها لدكتورة "مها" الصبح
شعر "عمر" بنبرة الضيق فى صوتها فسألها بإهتمام قائلاً :
- فى حد بيضايقك هنا ؟
صمتت "ياسمين" قليلا ثم قالت :
- لأ مفيش
تفرس فيها قائلاً:
- واثقة ؟
نظرت اليه مطمئنه اياه قائله :
- أيوة واثقه .. مفيش أى مشاكل الحمد لله
أومأ "عمر" برأسه مطمئناً .. ثم نظر اليها قائلاً :
- أدامك كتير
شعرت بشئ من السرور لإهتمامه .. ردت بصوت خافت :
- يعني شوية
ابتسم "عمر" قائلاً :
- نفسي أسعادك .. بس مليش فى اللى انتى بتعمليه ده خالص
خفق قلبها بشدة لمرآى ابتسامته .. ولكلامه عن رغبته فى مساعدتها .. فخفضت بصرها و تجاهلت خفقات قلبها وأكملت عملها فى صمت .. شعر بنفسه يود البقاء معها أكثر لكنه رآى توترها فنظر اليها قائلاً :
-أنا فى البيت مش خارج .. لو احتجتى حاجة عرفيني
شعرت فى قلبها بسعادة خفيه .. لم تجب .. فرحل فى صمت.
بعد فترة من انهماكها فى العمل سمعت صوتاً فى الخارج أمام الباب .. شعرت بالخوف .. سارت ببطء لتتبين مصدر هذا الصوت .. خرجت لتجد أحد العمال يجلس بجوار الباب ويتفرش الأرض .. قالت له بدهشة :
- انت بتعمل ايه هنا ؟
قفز الرجل من مكانه وقال لها :
- الباشمهندس "عمر" قالى أفضل هنا عشان لو الدكتورة احتاجتنى فى حاجة .. ومتحركش من مكانى الا لما تخلص شغلها
شعرت بخفقات قلبها تتسارع مرة أخرى .. تُرى ما هو سر اهتمامه بها .. لماذا يهتم بتوفير هذا العامل لها .. ألأنها تعمل فى مزرعته ومسؤلة منه .. هل لو كانت أى فتاة أخرى مكانها هل كان ليفعل ذلك أيضاً .. طردت "ياسمين" تلك الأفكار من رأسها وقالت لنفسها بسخريه .. أفيقي يا "ياسمين" أين أنتِ وأين هو .. مثله معتاد الحصول على أجمل الفتيات وارقاهن .. بالتأكيد اهتمامه بكِ لن يعدو أن يكون مجاملة لصديقه .. أو لعله مازال يشعر بالذنب بسبب الحادث ويريد أن يكفر عن ذنبه ليريح ضميره .
جافى النوم "عمر" فى هذه الليلة .. ظل ساهراً فى شرفه منزله ...كان يشعر بشئ غريب لا يستطيع هو نفسه تسميته .. نظر الى النجوم التى تزين السماء وهى تضئ وتتوهج فى روعة .. وجد الابتسامه تتسلل الى شفتيه بلا استئذان .. شعر بنسمات الهواء المنعش وكأنه يستنشقها لأول مرة .. شعر بسعادة غريبة تسرى مع دماؤه فى شرايينه وأوردته .. لم يستطع أن يحدد سبباً لتلك الحالة الغريبة التى تعتريه .. فقط كان يشعر بكل تلك الأشياء ولم يعرف لذلك سبباً واضحاً ..

فى الصباح أتى الى المزرعة أحد عملائها الكبار .. استقبله "عمر" بترحاب شديد وقدم له واجب الضيافه .. أراد الرجل شراء كمية كبيرة من عجول التسمين .. كانت بالنسبة لـ "عمر" صفقة كبيرة ستدر عليه ربحاً وفيراً .. قاد "عمر" الرجل الى حيث المواشي ليلقى نظره عليها وعلى الأعلاف التى تقدم لها .. وجدت "ياسمين" "عمر" يدخل مكتبها برفقة رجل فهبت واقفه .. قدم "عمر" الرجل اليها قائلاً :
- صباح الخير يا دكتورة .. أقدملك الأستاذ "خالد الدمرداش" ده عميل عندنا من زمان .. ومن الناس اللي احنا بنعتز بالتعامل معاهم
قال "خالد" :
- متشكر يا بشمهندس ده من ذوقك
قدم "عمر" "ياسمين" الى الرجل قائلاً :
- الدكتورة "ياسمين" طبيبة بيطرية فى المزرعة عندنا وهى هتفيدك أكتر فى شرح نوعيه الأعلاف وجودة القطعان عندنا
التفت الرجل الى "ياسمين" مبتسماً ومد يده قائلاً :
- اتشرفت بمعرفتك يا دكتورة "ياسمين"
نظرت "ياسمين" الى يد الرجل بتوتر ثم ما لبثت أن قالت :
- آسفة مبسلمش بالإيد
نظر الرجل اليها بحده وأعاد يده قائلاً بسخرية:
- ليه خايفه يتنقض وضوئك ؟
شعرت "ياسمين" بالإحمرار يغزو وجنتيها .. وقالت :
- لأ أكيد مش ده السبب
قال الرجل وهو ينظر اليها بتعالى :
- انتى أصلاً تعرفى أنا مين .. كون انى واقف بتكلم معاكى دلوقتى دى حاجه مكنتيش تحلمى بيها
ثم التفت الى "عمر" قائلاً :
- الظاهر انك معرفتش تختار صح الناس اللى تقدمنى ليهم يا بشمهندس .. ياريت نكمل كلامنا فى مكتبك
احتقن وجه "عمر" بشدة .. وألقى على "ياسمين" نظرة احتارت فى تفسير معناها ثم توجه مع الرجل الى الخارج .. جلست "ياسمين" وهى تشعر بالحنق الشديد .. من يظن نفسه ليتعامل معها بهذا الشكل .. نعم هى لا تسلم على الرجل .. ولن تتنازل وتفعل ذلك لترضى أحداً مهما كان الحرج الذى ستسببه لنفسها بسبب ذلك .. تسائلت فى نفسها هل يا ترى "عمر" غضبان منها لأنها لم تسلم على الرجل .. ولكنه يعلم بأنها لا تسلم .. حتى هو رفضت السلام عليه فى أول يوم لها بالمزرعة .. هل ظن بأنها تعمدت احراج الرجل عمداً .. هل يرى بأنها تسببت فى حدوث مشاكل بينه وبين أحد عملاءه المهمين .. ظلت الأسئله تدور فى رأسها بدون توقف .. بعد مضى ساعة تقريباً .. لم تستطع تحمل هذا الكم من التوتر شعرت بأنها ترغب فى الدفاع عن نفسها وأن تشرح لـ "عمر "بأنها لم تكن لتقصد أن تؤذيه وأن تتسبب فى أى مشكلة .. لكن هذه طبيعتها ومبادءها ولن تغيرها .. نهضت وتوجهت الى مكتب "عمر " .. طرقت الباب فأتاها صوته :
- اتفضل
فتحت الباب وأخذت تتطلع الى وجهه لعلها تتبين انفعالاته .. نظر اليها ولم يتكلم .. دخلت وتركت الباب مفتوحاً .. لم يعلق على الباب المفتوح هذه المرة .. وقفت أمام المكتب قليلاً .. ثم تحدثت بصوت هادئ :
- أنا أسفه
نظرت اليه فوجدته ينظر اليها بدون أى رد فعل .. فأكملت قائله :
- مكنش قصدى أعمل مشكلة بين حضرتك وبين العميل .. بس حضرتك عارف انى مبسلمش على حد
ساد الصمت لبرهه .. وجدته ينهض من مكتبه ويلتف حوله ليصبح مواجهاً لها .. التفتت اليه .. نظر اليها قائلاً :
- عايزة تفهميني انك مبتسلميش أبداً على أى راجل .. حتى لو كان كبير فى السن زى الاستاذ "خالد"
قالت بجديه :
- أيوة مبسلمش على أى حد مهما كان سنه
نظر اليها نظرة غامضة ودت لو دخلت رأسه فى تلك اللحظة لتعلم فيها يفكر .. سألها قائلاً :
- يعني زوجك .. أقصد لما كان خطيبك هو الوحيد اللى لمس ايدك ؟
دهشت لسؤاله .. صمتت "ياسمين" للحظات .. ثم قالت دون أن تنظر اليه :
- لأ .. حتى هو لما كان خطيبي مسمحتلوش يلمس ايدي
رفع "عمر" حاجبيه فى دهشه .. ونظر اليها بإمعان قائلاً :
- أبدا ؟.. ملمسش ايدك أبداً ؟
هزت رأسها بالإيجاب
شعر بشعور غريب يجتاح قلبه ويتوغل فيه ببطء .. نظر اليها قائلاً بصوت خافت :
- ليه .. ليه مكنتيش بتخليه يلمس ايدك ؟
- قالت "ياسمين" بدون تردد وهى لا تزال لا تنظر اليه :
- عشان مش من حقه
شعر "عمر" بخفقة فى قلبه لم يعتاد الشعور بها من قبل .. خفقه قوية .. عميقة .. نظر اليها فشعر بحنان جارف يملأ قلبه تجاه تلك الفتاة التى تقف أمامه والتى تطرق بوجهها فى خجل .. ود لو توقف الزمان حيث هما .. أخذ ينظر اليها بحنان ممذوج بدهشة وحيره .. وكأنه طالب يدخل المدرسة لأول مرة ويقف أمام معلمته .. شعر بأن تلك الفتاة الواقفه أمامه تتحكم به بطريقة أو بأخرى .. شعر بأن لها تأثيراً قوياً عليه لم يألفه ولم يعتاده من قبل .. شعر بالخوف يدب فى قلبه بسبب هذا الشعور الغريب الذى كاد أن يغمر كيانه كله .. شعور بالإستسلام والتسليم .. قطعت "ياسمين" الصمت قائله :
- أنا بس حبيت أوضح لحضرتك موقفى .. وأعتذر ان كنت سببت أى مشكلة ... بعد اذنك
التفتت لتنصرف فمد "عمر" يده ليمسك ذراعها ليوقفها .. لكنه تذكر .. هى ليست كغيرها ممن عرفهن .. هذا الذى سيفعله غير موجود فى قاموسها .. سحب يده قبل أن تلمسها .. نظر فى عينيها .. كان يخشى اغضابها .. وقفت حائرة .. قال بصوت رخيم :
- أنا مزعلتش منك انتى .. أنا اضايقت منه هو .. من الكلام اللى قالهولك
صمت لبرهه ثم قال :
- أنا وقفت التعامل معاه تماما
رفعت نظرها اليها فى دهشة وكأنها لا تعى ما يقول .. قالت له بعدم فهم :
- يعني ايه اللي حضرتك بتقوله .. مش فاهمة
ابتسم لحيرتها وقال :
- يعني اللى يهين دكتورة بتشتغل فى مزرعتى ميشرفنيش أبداً انى أتعامل معاه
تلاقت نظراتهما فى صمت .. نظرة حنان منه .. ونظرة عدم تصديق منها .. أفعل هذا من أجلها حقاً ؟ .. أخسر عميلاً مهماً من أجلها ؟ .. أمن أجلها هى تحديداً أم أن لو كانت "مها" أو "شيماء" أو غيرهما فى نفس موقفها هل كان ليتصرف بهذا الشكل أيضاً ؟ .. خرجت من شرودها لتتمتم فى خفوت :
- بعد اذنك
ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها
ظلت طول الليل تتقلب فى فراشها كأنها نائمة على جمر .. كانت تجاهد لمحو صورته من رأسها .. تجاهد لإعادة انتظام ضربات قلبها .. تجاهد لنسيان كلماته وابتسامته الساحره .. أخذت تردد لنفسها قائله .. لا لن أقع تحت تأثير سحره .. أنا لست كفتياته .. لن أكون واحدة منهن .. ليتي لم أءت الى المزرعة .. ليتي لم أراه .. لن أدع مشاعرى تتحكم بي .. لن أحلم بما هو صعب المنال .. حتى لا يتحطم قلبي الصغير .. يجب أن أقتل مشاعرى تجاهه وهى فى مهدها .. قبل أن تكبر وتصبح وحشاً مفترساً يلتهمنى ويقضى على الأخضر واليابس ... ظلت تستغفر ربها وهى مغمضة العينين حتى استسلمت لسلطان النوم.

********************
حاولت "ريهام" الاتصال بـ "ياسمين" لكنها وجدت هاتفها مغلق .. فارتدت ملابسها وخرجت لتبحث عنها فى مكان عملها .. دخلت لتجد شاباً طويل القامة نحيل يمسك كتاباً وقلماً أمامه ويدون شئ ما .. مسحت المكان بعينيها وهى واقفة على الباب فلم تجد "ياسمين" .. نظرت الى الشاب المنهمك فى مطالعة الكتاب الذى أمامه وقالت له :
- لو سمحت متعرفش دكتورة "ياسمين" فين ؟
رفع "هانى" رأسه ونظر اليها قائلاً :
- راحت المعمل وهترجع كمان شوية
- طيب شكراً
همت "ريهام" بالإنصراف لكنه استوقفها وعيناه تتفحصانها :
- أقولها مين لما تيجي
- قولها بس "ريهام" عايزاكى افتحى تليفونك
أومأ برأسه قائلاً :
- حاضر هقولها لما تيجي
شكرته وانصرفت .. عادت "ياسمين" فأخبرها "هانى" بمجئ "ريهام" .. ثم سألها قائلاً :
- هى أختك ؟.. أصل فيكوا شبه من بعض
ردت "ياسمين" بإقتضاب قائله :
- أيوة أختى
حملت "ياسمين" الهاتف وخرجت تهاتف أختها :
- أيوة يا "ريهام" .. قالولى انك سألتى عليا
- "ياسمين" .. ايه الرقم ده ؟؟ .. وأفله تليفونك ليه ؟
- أنا بكلمك من تليفونى .. ده خطى الجديد
- خطك الجديد ؟ جبتيه امتى ده ؟ وخلاص رميتي القديم ؟
- هبقى أحكيلك بعدين .. فى حاجه .. كنتى عايزه حاجه ؟
- آه كنت عايزه أعرف هتخلصى امتى .. أنا زهقانه أوى
قالت لها "ياسمين" بحنو :
- أنا عارفه انى بسيبك لوحدك فترات طويله .. معلش يا "ريهام" .. ان شاء الله كام يوم ونخرج نتفسح سوا .. احنا لسه لحد دلوقتى مشوفناش المنصورة ولا اتفسحنا فيها
- خلاص اتفقنا .. هستنى انك توفى بوعدك ده .. عشان خلاص هطأ من جنابي
ابتسمت "ياسمين" قائله :
- متقلقيش هنفذ وعدى .. ويلا سلام بأه عشان عندى شغل كتير
- سلام
بمجرد أن أغلقت "ياسمين" مع "ريهام" وجدت هاتفها يرن فأسرعت قائله :
- السلام عليكم أستاذ "شوقى"
- وعليكم السلام ازيك يا مدام "ياسمين"
قال بلهفه :
- الحمد لله .. فى أخبار جديده عند حضرتك ؟
- أحب أبشرك ان معاد الجلسه اتحدد يا مدام "ياسمين"
قالت "ياسمين" بفرحه عارمة :
- بجد ؟ أخيرا الحمد لله
- أيوة الحمد لله كلها اسبوعين وتخلصى من القضية دى تماما
- اسبوعين ؟
- أيوة معاد الجلسة بعد اسبوعين ان شاء الله .. وأنا متفائل ان النطق بالحكم يكون من أول جلسه
قالت "ياسمين" متضرعه وهى تنظر السماء :
- يارب
ثم استطردت قائله :
- متشكره أوى يا أستاذ "شوقى"
- العفو .. مع السلامة
- مع السلامة
أغلقت هاتفها وهى تشعر بالراحة والسعادة .. ودت لو يمر الاسبوعين فى لمح البصر .. ويحكم القاضى بتطليقها لتصير حرة طليقه وتتخلص من "مصطفى" الى الأبد .. وتمحو من عقلها أى ذكرى له.

*****************************
رن هاتف "عمر" فأسرع بالرد قائلا :
- ألو
قال "كرم" بلوم :
- أهلا بالناس الهربانه
- والله وحشنى
- ما هو واضح .. واضح أوى انى وحشتك وان شوقك ليا مقطع بعضه
ضحك "عمر" قائلا :
- عارف انى مقصر معاك الفترة اللى فاتت

- لا مقصر ولا مطول أنا قررت قرار وأعلى ما فى خيلك اركبه
قال "عمر" بقلق :
- خير قرار ايه
- قررت آخد أجازة طويلة المدى .. وبكرة هتلاقيني طابب عليك فى المزرعة بشنطة هدومى .. وقبل ما تقولى الشغل ومش الشغل هقولك ابوك فيه الخير والبركة . وانا كمان هفضل متابع الشغل من المزرعة زى جنابك ما بتعمل .. يعني مسمعش كلمة اعتراض
ضحك "عمر" قائلا :
- هو أنا اقدر اعترض
- أيوة كده بحسب
- يلا جهز نفسك وحضرلى وليمة فلاحى من اللى هى وعايز الأرض مفروشة ديناميت قصدى ورد .. وبنات على الصفين يقولولى ويلكم سى كرم

ضحك "عمر" قائلا:
- طب ويلكم سى كرم دى تركب على بعضها ازاى نفسي أفهم ؟

- بقولك ايه انا هسيب طريقة الاستقبال عليك وانت وذوقك بأه
- خلاص من عنيا هعملك احلى استقبال

- اهو كده يلا سلام وابقى قول للواد "أيمن" انى جاى عشان واحشنى ونفسي اشوفه
- خلاص ماشى اتفقنا ..
- يلا سلام يا باشا
- سلام يا "كرم"
أنتهى "عمر "من محادثة صديقه وقد شعر بفرحه عارمة فقد اشتاق له كثيراً .. ابسم قائلا لنفسه :
- جيت فى وقتك يا "كرم" انت أكتر واحد بتفهمنى.


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-15, 03:56 AM   #26

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البارت 24


جلس الأصدقاء الثلاثة فى بيت المزرعة يتضاحكون ويتجاذبون أطراف الحديث .. قال "كرم" فى استمتاع :
- ياااه .. والله وحشنى يا ولاد الايه
ربت "عمر" بكفه على كتف "كرم" قائلاً :
- وانت كمان يا "كرم" .. بجد افتقدتك جدا .. وافتقدت غتاتك
قال "أيمن" :
- أيوة واتك أوى على غتاته دى
قال "كرم" :
- تنكروا انى عملت جو للمزرعة من أول ما جيت وأنا مبقاليش ساعة واصل ..
ابتسم "عمر" قائلاً :
- آه والله وأحلى جو أنا من زمان مضحكتش كده
قال "كرم" بجديه :
- بصوا بأه عايزكوا تشوفولى سكرتيرة كويسة ..أنا مش جاى عشان أقضى يومي فى الشغل عايز واحده تنجز معايا
سأله "عمر" بإهتمام :
- طيب مشترط مؤهلات معينة
- آه يعني تكون زى مدام "حنان" مديرة مكتبتك
هتف "عمر" قائلا :
- انت هتهرج يا "كرم" .. مدام "حنان" ايه .. انت فى بلد أرياف يا ابنى ..
- طيب شوفولى أى واحدة المهم تكون ذكية وسريعة ونشيطة وبتفهم فى الكمبيوتر وبتعرف انجلش كويس ومريحة فى التعامل
طمأنه "عمر" قائلاً :
- خلاص سيب الموضوع ده عليا
نظر "أيمن" الى "عمر" قالئلاً :
- "ريهام" مش كده ؟
أومأ "عمر" برأسه قائلاً :
- أيوة بس هتأكد الأول ليها فى الكمبيوتر والانجلش ولا لأ
هتف "كرم" فى مرح :
- ايه يا عم انت وهو انتوا جابيينى تجوعونى ولا ايه .. لا ويقولولك بلد فلاحين .. فين المشلتت والمحمر والمشمر أنا على لحم بطنى من الصبح
وهنا أتت الخادمة لتخبرهم بأنها انتهت من تحضير الطعام .. التف الجميع حول طاولة الطعام فى استمتاع وهم يستعيدون ذكرياتهم معاً

****************
- حالك مش عاجبنى اليومين دول
قالت "ريهام" هذه العبارة وهى واقفة مع "ياسمين" فى شرفة غرفتهما .. قالت "ياسمين" دون أن تلتفت اليها :
- لا أبداُ مفيش حاجه
تفرست فيها "ريهام" قائله :
- واثقه ؟
- أيوة واثقه .. يمكن بس شوية ارهاق من الشغل
قالت "ريهام" بعدم اقتناع :
- هحاول أبلعها .. بس انتى عارفه انك وقت ما تحبي تتكلمى أنا موجوده وهسمعك
التفتت اليها "ياسمين" وابتسمت ابتسامه ضعيفة .. نظرت "ريهام" للأسفل قائله :
- مين ده ؟
نظرت "ياسمين" حيث تنظر أختها .. فرأت "عمر" و "أيمن" ومعهما شخص ثالث لا تعرفه
قالت "ريهام" :
- أنا حسه انى شوفته قبل كده
قالت لها "ياسمين" :
- أنا أول مرة أشوفه فى المزرعة
- لأ .. مش فى المزرعة .. تقريبا لمحته فى خطوبة "سماح" .. أصلا احنا يوميها ملحقناش نعد ولا نشوف حد ..حضرتك مشتينا بدرى
تذكرت "ياسمين" يوم خطوبة "سماح" .. كانت فى صباح ذلك اليوم فى المحكمة .. مع "مصطفى" .. أثارت ذكراه القشعريرة فى جسدها .. أحاطت جسدها بذراعيها وكأنها تحمي نفسها من ذكراه .. نظرت الى الأسفل مرة أخرى .. على "عمر" الذى كان يتحدث مع صديقيه فى مرح .. حانت منه التفاته لأعلى .. فتلاقطت نظراتهما فى لحظة خاطفة .. خفق لها قلبها الصغير .. ولم تكن تدرى أن خفقات قلبها كان صداها يُسمع فى قلبه هو الآخر .. أشاحت بوجهها بسرعة وقالت لـ "ريهام" :
- أنا دخله
هربت "ياسمين" الى الداخل بسرعة .. ولحقت بها "ريهام" التى نظرت بعتاب الى "ياسمين" التى جلست على فراشها وضمت وسادتها الصغيرة الى صدرها قائله :
- براحتك مش هضغط عليكي
شردت "ياسمين" فى وجوم.

**********************
كانت "ياسمين" جالسه فى استراحة الغداء برفقة "شيماء" و "مها" .. التى كانت تحاول الإقتراب من "ياسمين" بأى طريقة لتعلم معلومات عنها وعن أسرتها .. لكن "ياسمين" كانت ذكية .. فلم تكن تتحدث معهما أو مع غيرهما فى أمورها الخاصة .. حتى لا يتصيد أحد الأخطاء لها .. فكان الجميع يظن بأنها آنسه لم يسبق لها الزواج .. هى لم تكذب .. لكن هذا ما ظنوه .. وهى تركتهم وظنونهم .. قالت "شيماء" فجأة وكأنها تدلى بمعلومة خطيرة :
- تعرفوا مين اللي جه المزرعة امبارح ؟
قالت "مها" فى تعالى :
- أيوة طبعاً عرفت .. مش مستنياكى تعرفيني
نظرت "ياسمين" اليهما بعدم فهم , فقالت لها "شيماء" :
- البشمهندس "كرم" صاحب البشمهندس "عمر" و البشمهندس "أيمن"
أومأت "ياسمين" برأسها وقد تذكرت الرجل الذى رأته بصحبة " عمر " و "أيمن" يوم أمس
أكملت "شيماء" هامسه وهى تحنى قامتها الى الأمام :
- ده بأه غير الاتنين التانيين خالص .. دمه زى الشربات .. ومرح جداً .. وتحبي تتكلمى معاه .. ومش قفل زى البشمهندس "أيمن" .. ولا جد أوى زى البشمهندس "عمر"
اهتمت "ياسمين" بتناول طعامها وكأن الأمر لا يعنيها .. فقالت "مها" بهيام مصطنع :
- لا كله كوم و "عمر" كوم تانى خالص .. هو فى زى "عمر" .. ده مفيش منه إلا نسخة واحدة بس .. ومفيش راجل لا قلبه ولا بعده
شعرت "ياسمين" بالحنق لكنها تظاهرت بعدم الإهتمام وظلت محتفظه بتعبير اللامبالاة على وجهها
فأكملت "مها" قائله بخبث :
- هو فعلاً يبان عليه انه جد .. بس لما بكون عنده فى المكتب .. بحس انه بيفك خالص .. وبيحب الهزار جدا .. هو تقريباً بيركب الوش الخشب عشان الموظفين ميسوقوش فيها .. لكن مع الناس اللى بيعزهم بيكون حاجه تانية
شعرت "ياسمين" بأن حنقها وضيقها يتصاعد .. لكنها كانت مصره على ألا تظهر أى رد فعل لحديث "مها" .. بعد لحظات فوجئن بـ "عمر" يدخل الاستراحة .. نظرت "مها" اليه مبتسمه .. فتوجه الى طاولتهم .. نظرت "ياسمين" الى الطعام أمامها ولم تعيره أى اهتمام .. بمجرد أن وقف أمام طاولتهم قالت "مها" مبتسمه :
- ازيك يا بشمهندس "عمر" .. تعالى اتفضل معانا
تجاهلها "عمر" تماما ونظر الى "ياسمين" قائلاً :
- بعد اذنك يا دكتورة "ياسمين" خلصى أكلك ومنتظرك فى مكتبي
قال ذلك ثم انصرف .. شعرت "مها" بالحنق وتصاعدت الدماء لتلون وجهها باللون الأحمر .. ساد الصمت لفتره .. استأذنت "ياسمين" وقامت مغادره .. قالت "مها" بحنق :
- مش مكسوفين من نفسهم .. يجي يقولها تعاليلى المكتب .. وهى ما صدقت قامت جريت وراه
ضحكت "شيماء" قائله :
- الراجل أكيد عايزها فى شغل
قالت "مها" بغل :
- شغل آه ما هو واضح أوى نوعية الشغل ده
ابتسمت "شيماء" قائله :
- وانتى متغاظه ليه ؟
صاحت يغضب :
- وهتغاظ من ايه يعني .. معدش الا البتاعه دى اللى أتغاظ منها
وهبت واقفه وخرجت دون أن تكمل طعامها .

**************************
توجهت "ياسمين" الى مكتب "عمر" وهى تشعر بالتوتر وتتساءل .. عن ماذا يريد التحدث اليها .. طرقت الباب طرقات خفيفه ثم دخلت بعدما أتاها صوته :
- اتفضلى
دخلت ووقفت أمام المكتب فأشار برأسه الى الكرسي أمامه قائلاً بإبتسامه :
- ايه هتفضلى واقفه .. اتفضلى اعدى
جلست "ياسمين" فى انتظار ما سيقوله .. نظر اليها "عمر" متئملاً إياها .. شعر بقلبه يقفز من مكانه مرة أخرى .. أضاق عينيه يحاول ترجمة مشاعره .. أمعقول أنه ...؟ .. لماذا ؟ .. وكيف ؟ .. لماذا يشعر بهذا الحنان تجاهها .. والحنين اليها .. والرغبة فى القرب منه .. والنظر اليها .. والاستماع لها .. لماذا هى دون غيرها .. ألأنه يشفق على حالها وعما أصابها .. كلا .. ما يحرك قلبه شئ آخر غير الشفقة والعطف .. شئ شعر أنه لم يذقه يوماً .. طال صمته .. وزاد توترها .. فأخذت تتململ فى جلستها .. فأفاق "عمر" من شروده وتساؤلاته تنحنح قائلاً بهدوء :
- هى "ريهام" تعرف انجلش وكمبيوتر ؟
اندهشت لسؤاله فرفعت نظرها اليه فتلاقت نظراتهما .. شعرت بأن عينيه بحر عميق .. كانت تخشى الغرق فيهما .. فتجنبت النظر اليهما قائله :
- أيوة .. هى واخده كورسات فيهم
ابتسم قائلاً :
- طيب تمام .. احنا محتاجين سكرتيرة .. شريكي هيعد هنا فترة ومحتاج سكرتيرة عشان يقدر يتابع شغلنا اللى فى القاهرة
- يعني حضرتك تقصد ان "ريهام" تشتغل سكرتيره
- أيوة بالظبط كدة .. لما قالى انه محتاج سكرتيرة أنا فكرت فى أختك على طول
قالت له بإمتنان :
- متشكرة أولا على الثقه دى .. ثانياً أعتقد دى حاجه هتفرح "ريهام" لأنها بتمل من الأعده لوحدها طول النهار .. وكمان دى فرصة كويسة ليها عشان لو اضطرت انها تشتغل بعد كده
سألها قائلاً :
- وليه مطلبتيش منى قبل كده انى ألاقيلها شغل فى المزرعة
قالت بحرج :
- مرضتش أزعج حضرتك أكتر من كدة .. يعني كفاية ان حضرت وفرت شغل ليا ولوالدى كمان
ابتسم "عمر" قائلاً :
- مفيش ازعاج ولا حاجه .. قولتلك قبل كده لو احتجتى حاجه تعرفيني
ثم استطرد قائلاً :
- تمام يبقى اتفقنا .. خليها تيجيلى مكتبي بكرة الساعة 8 ان شاء الله .. ومتقلقيش عليها "كرم" صاحبي وعشرة عمر
ثم نظر اليها وابتسم بخبث قائلاً :
- بس تخليها تيجي 8 بالظبط ها .. يعني متجليش بدرى ربع ساعة وتتأمص انى سايبها أعده وبكمل شغلى
ابتسمت "ياسمين" رغماً عنها وتصاعدت حمرة الخجل الى وجنتيها .. شعرت بالحرج لتذكرها تسرعها فى هذا اليوم .. تأمل "عمر" وجهها بإبتسامه قائلا :
- تعرفى ان دى أول مرة فى حياتى أشوف بنت وشها بيحمر وبيحلو كده لما بتتكسف
نهضت "ياسمين" بسرعة قائله :
- ان شاء الله هتكون عند حضرتك فى المعاد
قالت ذلك وانصرفت .. بل هربت .. منه .. ومن نفسها ..

أخبرت "ياسمين" "ريهام" ووالدهما بعرض العمل الذى قدمه "عمر" الى "ريهام" .. فقال والدهما :
- والله راجل فيه الخير .. ربنا يوسع رزقه
صفقت "ريهام" فى مرح طفولى قائله :
- أخيراً هلاقى حاجه انشغل فيها .. ده أنا كنت قربت أتجنن من كتر البص للحيطه
قالت "ياسمين" وقد ابتسمت لسعاده أختها :
- معادك بكرة ان شاء الله الساعة 8 متتأخريش
- أتأخر ايه ده أنا هروح أبات على باب مكتبه من دلوقتى
ضحكت "ياسمين" .. وعانقتها "ريهام" فى حبور .. غادر والدهما الى غرفته .. فقالت "ياسمين" :
- عارفه مين اللى هتشتغلى معاه ؟
تساءلت "ريهام" بإهتمام :
- لأ ... مين ؟
- صاحب البشمهندس "عمر" اللى شوفناه من البلكونه امبارح
قالت "ريهام" بمرح :
- ااااه الواد الموز اللى واخد قلم فى نفسه ده
قالت لها "ياسمين" :
- "ريهام" مش عايزه جنان
قبلها "ريهام" قائله بمرح :
- متخفيش عليا دى أختك تجنن بلد

توجهت "ريهام" فى صباح اليوم التالى الى مكتب "عمر" الذى أخذها الى مكتب "كرم" نهض "كرم" بعد أن رآهما .. فقدمهما "عمر" لبعضهما البعض قائلاً :
- "كرم" دى الآنسه "ريهام" هتكون سكيرتيرتك طول فترة وجودك هنا .. انسه "ريهام" ده البشمهندس "كرم"
مد "كرم" يده ليسلم على "ريهام" قائلا بإبتسامه :
- أهلا بيكي يا آنسه "ريهام"
نظرت "ريهام" الى يده الممدوده ثم نظرت اليه قائله :
- أهلا بحضرتك
نظر "كرم" الى يده ثم اليها قائلاً :
- هفضل مادد ايدى كده كتير
تنحنح "عمر" وابتسم الى صديقه قائلاً :
- الآنسه مبتسلمش
نظر "كرم" الى صديقه ثم اليها وسحب يده ومسح بها على رقبته ورفع حاجبيه قائلاً :
- والله .. طب كويس
انصرف "عمر" وتركهما يبدأن عملهما .. أعطاها "كرم" تعليماته و آراها مكتبها :
- أهم حاجه عندى الالتزام بالمواعيد أنا باجى المكتب 8 .. عايزك 8 بالظبط موجوده مش عايز دقيقة تأخير ... اللى عايزه منك دلوقتى انك تجمعيلي كل الايميلات اللى محتاجه رد وتنسخيها عشان همليكى الرد اللى هتبعتيه لكل واحد فيهم .. فى أى مشكلة
قالت "ريهام" بجديه وهى تجلس على مكتبها :
- لا يا فندم .. هبدأ حالا
بدأت "ريهام" فى عملها بنشاط أنهت ما طلبه منها وتوجهت الى مكتبه .. طرقت الباب ثم دخلت .. وجدت "كرم" يتحدث فى الهاتف وقفت أمامه حتى أنهى مكالمته .. ثم قال :
- جمعتيم ؟
- أيوة يا فندم
أخذهم منها .. وأخذ فى املائها بالردود .. كانت سريعة فى الكتابة وهذا أسعده .. انتهت معه وذهب الى مكتبها لكتابه الردود واراسلها .. كانت فرحه تعمل بهمه وبدقه واتقان .. بعد لحظات طلبها "كرم" فتوجهت اليه .. قال دون أن يرفع عينيه عن الورق أمامه :
- هتلاقى عندك على الكمبيوتر ملف بإسم شركة الصباحى هاتيلى منه كل أرقامهم
قالت وهى تهم بالإنصراف :
- حاضر يا فندم
استوقفها "كرم" بإشارة من يده قائلاً وهو مازال منهمك فى الأوراق أمامه :
- اعمليلى قهوة دبل لو سمحتى
توقفت "ريهام" ونظرت اليه قائله :
- أفندم ؟
- قهوة دبل .. وبسرعة لو سمحتى
وقفت "ريهام" لحظات صامته وهى تشعر بالضيق .. ثم نظرت اليه وقالت بهدوء :
- أنا هنا سكرتيرة مش خدامه .. اعملها لنفسك أو اطلب من الفراش يعملها
قالت ذلك ثم توجهت الى الخارج ..رفع "كرم" رأسه ينظر الى الباب الذى خرجت منه للتو .. وهو يحاول استيعاب ما قالت .. جلست على مكتبها و قد بدأت فى البحث على الملف عندما أطل عليها قائلاً :
- انتى قولتى ايه دلوقتى ؟
نظرت اليه قائله وهى لاتزال جالسه فى مكتبها :
- قولت أنا سكرتيره مش خدامه
ثم أعادت النظر الى الكمبيوتر مرة أخرى
نظر اليها بغيظ ثم خرج وطلب من الفراش احضار قهوته وتوجه الى مكتبه ليكمل عمله

اتصلت "ياسمين" بـ "سماح" قائله :
- لو انتى فاضية حبه أعدى عليكي نتكلم شوية
قالت "سماح" بقلق :
- خير فى حاجه
تنهدت "ياسمين" قائله :
- لا أبدا متقلقيش .. بس حبه أتكلم معاكى .. هو زوجك هيرجع امتى
- لا النهاردة "أيمن" هييجى متأخر لانه خارج يتعشى بره مع صحابه
- طيب تمام هعدى عليكي الضهر كده
- وشغلك
- هاخد أجازة النهاردة .. وأصلا مفيش شغل كتير النهاردة
قالت "سماح" بقلق :
- قلقتيني يا "ياسمين"
طمأنتها قائله :
- قولتلك متقلقيش .. حبه بس أتكلم معاكى
- طيب هتعرفى تيجي لوحدك ؟
- أيوة الطريق سهل وكمان هركب مش همشى أكيد .. قوليلى بس أركب ايه وأنزل فين .. أنا عارفه شكل الشارع والعمارة بس معرفش اسم الشارع
أعطتها "سماح" العنوان .. وتوجهت "ياسمين" الى بيت صديقتها التى استقبلتها بالترحاب .. عادت من الطبخ بالعصير وقدمته الى صديقتها قائله :
- قوليلى بأه مالك فى ايه
أخذت "ياسمين" رشفه من العصير قائله :
- مفيش .. حبه أتكلم معاكى عامة .. مش فى حاجه محدده يعني
نظرت اليها "سماح" بإمعان .. ثم قالت :
- طيب مفيش مشكلة .. اتكملى
نظرت اليها "ياسمين" قائله :
- أخبارك ايه .. مبسوطة ؟
ابتسمت "سماح" قائله :
- الحمد لله .. أنا مكنتش أتمنى زوج أحسن من "أيمن" .. ربنا يباركلى فيه
ابتسمت "ياسمين" قائله :
- انتى يا "سماح" حد طيب أوى وتستاهلى كل خير .. مش الطيبون للطيبات .. كان لازم ربنا يرزقك بواحد زى "أيمن" .. لأنك تستاهليه
عانقت "سماح" صديقتها وابتسمت قائله :
- وانتى كمان طيبة وتستاهلى كل خير .. وبكرة ربنا يرزقك بواحد طيب زيك
ابتسمت "ياسمين" بضعف .. ساد الصمت بينهما لفتره .. كانت "سماح" تفهم صديقتها جيداً وتعلم بأن هناك ما يشغل بالها .. لكنها لم ترد الضغط عليها .. قطعت "ياسمين الصمت قائله :
- "سماح" عايزة أسألك عن حاجه
- خير يا حبيبتى اتفضلى
قالت "ياسمين" بشئ من التردد وهى تعبث بأصابعها بكوب العصير الذى بين يديها :
- صاحب زوجك ..
سألتها "سماح" :
- مين تقصدى ؟
قالت بأرتباك :
- اللى انا بشتغل فى مزرعته
- أيوة .. "عمر" .. ماله
قالت بإرتباك :
- تعرفى عنه ايه ؟
صمتت "سماح" قليلا ثم قالت :
- اللى أعرفه ان هو و"أيمن" وصاحب تالت ليهم اسمه " كرم" .. صحاب من أيام الجامعة .. و"أيمن" فضل على تواصل معاهم بعد ما سافر كل فترة .. بس فى اخر سنتين الاتصالات بينهم اتقطعت ..
تأملت "سماح" "ياسمين" قائله :
- بتسألى ليه ؟
قالت "ياسمين" وهى تتظاهر باللامبالاة :
- عادى .. فضول مش أكتر
لكن "سماح" شعرت بأن الأمر أكثر من مجرد فضول .
مكثت "ياسمين" ساعتين ثم همت بالإنصراف .. قالت لها "سماح :
- يا ابنتى متخليكي شوية كمان انتى جيتي فى ايه وماشية فى ايه
- معلش يا "سماح" عشان أروح قبل ما الدنيا تليل
- يا بنتى ده العصر لسه مأذنش والطريق للمزرعة ربع ساعة ولا تلت ساعة
- معلش هيجيلك مرة تانية ان شاء الله
- وأنا اللي كنت متعشمة اننا نتغدى مع بعض .. بجد انتى رخمه
ابتسمت "ياسمين" قائلا :
- هو بعد كل اللى انتى عماله تقدميهولى من ساعة ما جيت هيبقى فى مكان للأكل
- لأ اعملى احسابك المرة الجاية نتغدى سوا .. ممنوع اعذار
- خلاص اتفقنا
ودعت "ياسمين" صديقتها واستقلت السيارة المتوجهه الى المزرعة .. قبل أن تصل الى المزرعة بخمس دقائق تعطلت السيارة .. واضطرت أن تنزل هى والركاب للبحث عن سيارات قادمة فى هذا الاتجاه .. وقفت وهى متضايقه من ذلك المأذق .. سمعت صوت امرأة عجوز من على بعد عدة أمتار منها وهى تتحدث الى نفسها وتنتحب .. كانت فلاحه بسيطه .. توجهت اليها "ياسمين" قائله :
- فى حاجه يا حجه ؟
قالت لها باكية :
- الفرس هتموت .. الفرس هتموت منى
أشارت المرأة الى الفرس النائمة على جمبها فى ظل احدى الأشجار .. توجهت "ياسمين" الى الفرس لتجدها على مشارف الولادة .. فقالت للمرأة :
- دي بتولد
هتفت المرأة قائله :
- عارفة يا بنتى انها بتولد بس بألها ساعة بتتوجع ونايمة على جمبها ومش عارفه اتصرف .. والواد ابنى راح ينادى لجوزى ولسه مرجعش .. خايفه لتموت منى ..
تفحصت "ياسمين" الفرس لتجد كيس أحمر اللون ولا أثر للمهر .. فقالت للمرأة :
- مش هينفع نستنى أكتر .. دى عندها عسر ولاده ..لازم نقطع المشيمة ونولدها دلوقتى ..
أخذت المرأة تلطم وجهها قائله :
- عسر ولاده يعني هتموت
نهرتها "ياسمين" قائله :
- يا حجه حرام اللى انتى بتعمليه ده .. دوريلى على حاجه حاده يعني مقص سكينه أى حاجه حاميه ..
هرولت المرأة الى بيتها الذى يبعد أمتار قليلة وعادت حاملة مقص .. جلست "ياسمين" بجوار الفرس .. أخذت تمسح على جسمها بيدها وطلبت من المرأه أن تجلس بجوار رأس الفرس وتمرر يدها على وجهها لتطمئنها .. أخذت بقص المشيمة وحاولت مساعدتها على سحب المهر الى الخارج .. أثناء انهماكها فى عملها مرت سيارة "عمر" فى طريق عودته الى المزرعة .. لفت نظره الفتاة المنحنية على الفرس الراقد تحت ظل احدى الأشجار .. نظر الى الخلف ليتبين هيئة "ياسمين" .. عاد قليلاً الى الخلف وأوقف السيارة على جانب الطريق .. ونزل ليتبين الأمر .. ماذا تفعل هنا .. ومن تلك المرأة الجالسه بجوار المهر .. اقترب منهما .. وكانت "ياسمين" قد بلغ منها التعب مبلغه .. فلم تستطع بجسدها النحيل أداء المهمة بمفردها .. اقترب "عمر" قائلاً :
- بتعملى ايه هنا ؟
نظرت اليه وقالت بلهفة :
- بسرعة تعالى ساعدنى
وقف "عمر" لبرهه وكأنه لا يعى ما تقول .. فأعادت ما قالت بحده :
- بسرعة بقولك
جلس "عمر" الى جوارها ولا يدرى ماذا يصنع فأعطته قدم المهر .. وأمسكت هى بما ظهر من الجسم .. تحاول جذبه للخارج .. جذب "عمر" قدم الفرس بقوة فصاحت به :
- حاسب براحه مش كده .. فعل "عمر" كما تفعل هى .. استغرق الأمر قرابة الربع ساعة حتى ظهر المهر كاملاً .. كانت مهره جميلة ذات لون أسود فاحم .. أضفى لها جاذبيه خاصه .. حضنت "ياسمين" رأس المهره والابتسامه تعلو شفتيها ووضعتها برفق على الأرض .. سبحان الله الذى يخرج روح من روح .. وجسد من جسد .. وحياة من حياة .. تأمل "عمر" المهره والابتسامه تعلو شفتيه هو الآخر حاول أن يمسح على جسدها فأوقفته "ياسمين" قائله :
- استنى لازم مامتها تشمها وتنضفها الأول
سألها "عمر" فى دهشة :
-ليه
قالت مبتسمة وهى تنظر الى المهره الصغيره فى حنان :
- عشان تتعرف عليها
هشت المرأة وبشت وأخذت تزغرط وكأن ابنتها هى التى كانت تلد .. مثل هؤلاء الفلاحين البسطاء يعتزون بدوابهم جداً وكأنها فرد من أفراد أسرتهم .. خاصة لو كانت هى مصدر رزقهم ..
كانت ملابس "عمر" و "ياسمين" فى حالة يرثى لها من افرازات الولاده .. نظرت "ياسمين" الى ملابسها ولا تدرى ماذا تصنع .. كيف ستوقف سيارة بملابسها المتسخة لتعود الى المزرعة .. أخرجتها المرأة العجوز من حيرتها وقالت هاتفه فى فرح :
- احنا لازم نكرمكوا بركه ولاده المهر .. وتعالت الزغايد مرة أخرى .. عندئذ أقبل رجل كبير ومعه غلام صغير .. ضربت المرأة الغلام على رأسه قائلا :
- كل ده بتنادى لأبوك يا وله
قال الولد معتذرا :
- والله يامه دخت على مالقيته فى الغيط
أقبل الرجل فرحاً .. جلس بجوار الفرس وهو يمسح بيده على رأسها مردداً :
- اللهم لك الحمد والشكر
- قالت له زوجته .. الهانم والبيه هما اللى ولدوا الفرسه يا حج
قام الرجل الطيب من فوره ومد يده الى "عمر " قائلاً :
- جميلكوا ده على الراس والعين
سلم عليه "عمر" قائلاً :
- مبروك عليكوا المهر
صححت "ياسمين" قائله :
- مهره
التفت الرجل الى "ياسمين" قائلا :
- مدام مهره وانتى اللى ولدتيها يبقى تتسمى على اسمك .. اسمك ايه ؟
ابتسمت "ياسمين" بخجل قائله :
- "ياسمين"
قال الرجل فى فرح :
- الله .. عاشت الأسامى يا ست "ياسمين" .. خلاص المهره نسميها "ياسمين"
سمعت "عمر" الواقف الى جوارها يقول لها مبتسماً :
- الحمد لله انه مطلعش مهر .. كان زمانهم سموه "عمر"
ضحكت "ياسمين" ضحكه خافته .. أصر الرجل والمرأة على تقديم واجب الضيافة لـ "ياسمين" و "عمر" .. وحلف الرجل بأغلظ الأيمان .. فإنصاع له الاثنان .. كان بيتهم صغير مبنى بالطوب .. خرجت المرأة الى "ياسمين" حاملة جلباب مطوى وأعطته لها .. وأعطت جلبابا الى "عمر" .. نظرت "ياسمين" الى ما بيدها وقالت لها محرجه :
- متشكرة أوى بس .....
- ايه يا بنتى هتكسفيني ولا ايه .. ده احنا لو نطول نقدملكوا حته من السما كنا قدمناها .. أدخلت المرأة "ياسمين" الى حجرة صغيرة تحتوى على فراش موضوع على الأرض علمت "ياسمين" أن هذه هى غرفة المرأة .. ارتدت "ياسمين" الجلباب النظيف ونظرت الى مرآه صغيره متآكله موضوعه على الأرض .. كان جلباب واسع ذو لون أخضر مطعم بالورود الصغيرة الحمراء وطرحه من نفس لون ونوع الجلباب .. نظرت "ياسمين" الى نفسها وضحكت ضحكة خافته لهيئتها التى لم تعتاد عليها
حملت "ياسمين" ملابسها المتسخة وخرجت من الغرفة .. لتقابل "عمر" فى مواجهتها وهو يخرج من غرفة أخرى .. نظرت اليه فرأته وقدر ارتدى جلبابا بدى قصيراً عليه نظراً لطول قامته .. لم تتمالك نفسها فإبتسمت ثم التفتت لتغلق باب الغرفة
نظر اليها "عمر" بخبث قائلاً :
- قبل ما تضحكى عليا بصى لنفسك فى المراية الأول
ثم ضحك ضحكة عالية .. طار لها قلبها .. أقبلت المرأة وتقدمت "عمر" الى حيث يجلس زوجها وابنها وقدمت لهم صنية بها كسر من الخبز الناشف وطبق عسل وطبق جبنه وبضع حبات الطماطم والخيار .. حلف الرجل وأقسم أن يأكل "عمر" ليرد اليه صنيعه .. جلست المرأة مع "ياسمين" وأخذت تقدم لها كسرات الخبز .. كانت المرأة سعيدة بما تقدمه لـ "ياسمين" وقالت لها :
- والله مقامك أكبر من كده يا بنتى .. بس احنا على أد حالنا زى ما انتى شايفه ..والحج حالف اننا لازم نكرمك انتى والبيه .. يلا مدى ايدك وكلى متتكسفيش
أكلت "ياسمين" بنهم وهى تشعر بأن لهذا الطعام المقدم لها مذاقاً خاصاً وبركة خاصة .. كانت التجربة جديدة على "عمر" أيضاً لكنه شعر بسعادة وسكينة وهو جالس مع أولئك الناس البسطاء .. انهيا طعامهما وصليا العصر واستأذنا فى الإنصراف .. خرجت "ياسمين" بصحبة "عمر" ليتوجها الى الطريق .. اقترب "عمر "من سيارته .. فوقفت "ياسمين" .. التفت لها "عمر" قائلاً :
- تعالى أوصلك أنا راجع المزرعة
تمتمت "ياسمين" بخفوت :
- شكراً أنا هوقف عربية من على الطريق
ابتسم "عمر" ونظر اليها قائلاً :
- عارفه من ضمن الحاجات اللى عجبانى فيكي ايه ؟
خفق قلبها لوقع كلماته .. فأكمل قائلاً دون أن يرفع نظره عنها :
- انك يعتمد عليكي .. وبتعرفى تتحملى المسؤلية .. وشخصيتك قوية .. الواحد يسلم نفسه ليكي وهو مطمن
صمت لبرهه ثم قال :
- ده طبعا بالإضافه لحجات تانية كتير أوى
نظرت "ياسمين" الى السيارات المارة بجوارها لتهرب من النظر اليها .. كانت تخشى أن يسمع صوت خفقات قلبها الذى يخفق بجنون .. فسألها بهدوء :
- هتعملى ايه ؟
ردت دون أن تنظر اليه :
- زى ما قولت هوقف عربيه
قال لها :
- لأ بلاش تركبي عربية من على الطريق فى الوقت ده خلاص الدنيا هتليل .. امشها أحسن المسافة مش كبيرة .. ربع ساعه بالكتير وتكونى فى المزرعة
نظرت اليه "ياسمين" بدهشة وقالت :
- بس أنا أخاف أمشى لوحدى فى الوقت ده المغرب خلاص هيأذن
نظر اليها وكأن عينيه تعانقانها وقال فى حنان :
- مش لوحدك ..
نظرت اليه مستفهمه فإستطرد قائلاً :
- همشى وراكى بالعربية
شعرت "ياسمين" بسعادة تغمر قلبها .. أهو خائف عليها حقاً .. أخرجها من أفكارها قائلاً بصوت خافت :
- أنا قولتلك بس عشان تبقى عارفه انى معاكى .. يعني اطمنى متخفيش
مشت "ياسمين" بضع خطوات فأوقفها صوته قائلا :
- مش تجيبى البؤجه اللى معاكى دى .. أحطها فى العربية أحسن
ابتسمت وهى نظرت الى ملابسها التى تحملها والتى لفتها على بعضها البعض قائله :
- لأ شكرا .. هشيلها أنا
ثم سارت فى طريقها .. ركب "عمر" سيارته وتبعها ..كانت كلما ابتعدت قليلا فى خطواتها سار بسيارته ووقف خلفها بخطوات ثم يتركها تسير لفترة ثم يعود ليقرب المسافة كلما بعدت .. كان يشعر بشئ واحد .. أن قلبه أصبح ملكاً خالصاً لتلك الفتاة التى تسير أمامه .. والتى يخاف عليها ويرغب فى حمايتها بأى شكل .. لأنها متربعه على عرش قلبه الذى ينبض بداخله .. شعر بسعادة لذيذة تسرى داخله .. وهو يراها أمامه .. ود لو أوقف السيارة ونزل ليعانقها عناقاً طويلاً لا ينتهى أبداً .. ظلت عينيه معلقة بها .. حتى عبرت الطريق ووصلت الى بوابة المزرعة .. كان قلب "ياسمين" يخفق بشدة طوال الطريق وهى تختلس النظر الى الخلف فتجده يسير بسيارته خلفها ببطء .. كانت الابتسامه واسعة على شفتيها .. حمدت ربها أنه يسير خلفها وليس أمامها .. حتى لا يرى تلك السعادة البادية على وجهها .. طرقت البوابة ففتح الغفير ونظر اليها قائلاً :
- مين انتى ؟
فنظرت اليه قائله :
- أنا دكتورة "ياسمين"
تذكر الرجل أنه رآها تخرج فى الصباح .. انتبه الى ملابسها ونظر اليها فى دهشة .. دخلت "ياسمين" والرجل يتبعها بنظراته ويمط شفتيه فى دهشة .. كاد أن يغلق البوابة عندما سمع صوت زمور سيارة "عمر" فالتفت اليه ليجد رجلا يرتدى جلبابا فصاح قائلا :
- انت مين ؟
أخرج "عمر" رأسه من السيارة قائلاً :
- افتح أنا البشمهندس "عمر"
فأسرع الرجل بفتح البوابة على مسرعيها مرددا :
- اتفضلى يا بيه .. لا مؤاخذه ..
نظر الرجل الى ملابس "عمر" والسيارة تمر أمامه فضرب كفاً على كف وهو يمط شفتيه فى دهشة
دخلت "ياسمين" الى غرفتها .. رأتها "ريهام" فهبت واقفه .. نظرت اليها فى دهشة قائله :
- ايه يا "ياسمين" فينك موبايلك مقفول ليه .. قلقتينى عليكي .. وايه اللى انتى مهبباه فى نفسك ده
قالت "ياسمين" وهى تخرج هاتفها وتضعه فى الشاحن :
- الموبايل فصل شحن معلش
هتفت "ريهام" بدهشة قائله :
- ايه اللى انتى لابساه ده .. عامله زى اللى جايه من ورا الجاموسه .. انتى آه دكتورة بيطرية بس مش لدرجة النيولوك ده يا "ياسمين" هتفضحينا
ضحكت "ياسمين" وأخذت تقص على أختها الأحداث الغريبة التى مرت بها

دخل "عمر" بيت المزرعة ليجد نور مكتبه مضاءاً .. ترك الملابس المتسخة من يده على المقعد وتوجه الى المكتب .. ليرى "أيمن" جالس أمام الحاسوب .. نظر "أيمن" الى صديقه وانفجر ضاحكاً :
- ايه يا "عمر" اللى انت لابسه ده .. انت بقيت أبا العمده ولا ايه
- لا يا خفيف هدومى اتوسخت .. وملقتش حاجه ألبسها غير الجلبيه دى
قام "أيمن" من على المكتب ونظر الى صديقه وهو لا يستطيع وقف ضحكاته قائلاً :
- وكمان قصيره .. عارف بتفكرنى بمين .. جاموسة راحت تقابل جاموسة يا عيني ملقتهاش جاموسة لقتها بقرة يا عيني يا ليييييل
ضحك الصديقان فى مرح .. وتركه "عمر" وذهب الى غرفته ليأخذ دشاً .. وصورة "ياسمين" لا تفارق رأسه

****************************
فى صباح اليوم التالى دخل "كرم" مكتب "ريهام" قبل التوجه الى مكتبه لإعطائها بعض التعليمات .. بمجرد أن دخل هبت "ريهام" واقفة وعلامات الغضب على وجهها .. قال "كرم" :
- صباح الخير يا آنسه "ريهام"
لم تجب بل نظرت الى ساعتها وهتفت فى حنق :
- حضرتك جاى متأخر 3 ساعات ونص
نظر لها فى دهشة قائلاً :
- نعم ؟
قالت بهدوء ممزوج بالغضب :
- معاد حضرتك فى المكتب الساعة 8 .. وحضرتك فى أول يوم نبهت عليا انى آجى فى معادى ومتأخرش .. حضرتك اتأخرت 3 ساعات ونص وأنا اعده فى المكتب لوحدى ومش لاقيه أى حاجه أعملها .. طيب كنت قولى انك هتتأخر كنت روحت جبت كتاب ذاكرتلى كلمتين ينفعونى ولا كنت عملت أى حاجه مفيدة بدل الوقت الضايع ده
نظر "كرم" الى أعلى وأغمض عينيه وحاول تمالك أعصابه ثم نظر اليها قائلا :
- أنا آسف يا آنسه "ريهام" ان شاء الله لو حبيت اتأخر المرة الجاية هبقى أبلغ حضرتك
ثم تركها وذهب الى مكتبه وهو يحرك رأسه يميناً ويساراً فى دهشة .. بعد فترة طلبها "كرم" لتحضر له بريد اليوم ليمليها الرد عليه .. ذهبت اليه ووقفت أمام المكتب أعطته الأوراق وانتظرت ما سيمليه عليها .. حانت منه التفاته اليها قائلاً :
- هو حضرتك مينفعش تبتسمى ؟
قالت له بجديه :
- نعم
- تبتسمى تبتسمى .. يعني تعملى كده
ابتسم ابتسامه صفراء .. ثم قال لها :
- أى سكرتيره بتبسم فى وش المدير بتاعها
قالت "ريهام" فى هدوء :
- أنا كده مبحبش أبتسم
ثم نظرت الى الأجنده التى تحملها قائلاً :
- حضرتك مش هتملينى الردود
أنتهى "كرم" من تمليتها وقبل أن تغادر قال لها .. وهو يفحص احدى الملفات أمامه :
- انتى دايما بتنسي الباب مفتوح وانتى دخلالى المكتب .. متبقيش تنسى تقفليه
قالت له ببرود :
- لأ أنا مبنساش أقفله .. أنا متعمده أسيبه مفتوح
رفع نظره اليها قائلا :
- ليه ان شاء الله
قالت بنفس البرود :
- عشان ميبقاش فى خلوة ..
نظر لها بعدم فهم للحظات .. ثم قال بسخريه :
- آه عشان الشيطان ثالثهما والجو ده يعني .. لا يا آنسه "ريهام" فى حالتك دى الشيطان هيخاف يهوب هنا أصلا
قالت له بحده :
- نعم ؟ .. حضرتك بتقول ايه
قال بسرعة :
- بقولك اطبعى الورق اللى اديتهولك 3 نسخ ايه مبتسمعيش .. يلا بسرعة
نظرت له "ريهام" بغيظ ثم خرجت لتكمل عملها ... فى اليوم التالى حضر "كرم" الى مكتب "ريهام" قبل أن يمر على مكتبه .. دخل فرفعت رأسها تنظر اليه فأشار الى ساعته قائلاً :
- الساعة 8 يعني فى معادى بالظبط ..
أشاحت بوجهها دون أن ترد .. فنظر اليها قائلاً بحسره :
- على رأى المثل "تأتى الرياح .. محملة بالأتربة "
خرج من المكتب فلم تتمالك "ريهام" نفسها فابتسمت .. فدخل مرة أخرى بسرعة قائلا :
- ما احنا بنبتسم زى البنى آدمين أهو .. وابتسامتنا حلوة كمان
تحدثت اليه بجديه قائلاً :
- بشمهندس "كرم" .. اتفضل على مكتبك لو سمحت
هز رأسه قائلاً بسخرية :
- تحت أمرك يا آنسه "ريهام"
ثم خرج مسرعاً

*********************
جلس الأصدقاء الثلاثة معاً فى مكتب "عمر" فهتف "كرم" قائلاً :
- ايه يا جماعة السكرتيرة اللى انتوا جايبينهالى دى ؟ .. أنا عايز بس أفهم حاجه واحدة هو انتوا مشغلين السكرتيرة دى عندى ولا مشغليني أنا عندها
سأله "عمر" مبتسماً :
- ليه ايه اللى حصل ؟
قال "كرم" وهو يضرب كفاً بكف :
- أقولها اقفلى الباب تقولى خلوة .. أقولها ابتسمى تقولى أنا كده مبتسمش .. أقولها اعمليلي قهوة تقولى أنا سكرتيرة مش خدامه
ضحك "ايمن" و "عمر" .. فهتف "كرم" قائلاً :
- لا استنوا خدوا التقيله .. لقتيها بتزعقلى وكان هاين عليها تاخدنى ألمين عشان اتاخرت عن معادى .. أنا خايف أروح بكرة الشغل ألاقيها جيبالى دفتر حضور وانصراف
ابتسم "عمر " قائلاً :
- أختها برده معلمانى الأدب
- هى أختها برده سكرتيره ؟
- لأ .. دكتورة بيطرية
ابتسم "أيمن" قائلاً :
- والله بنتين ميه ميه
نظر "كرم" الى ساعته ثم قام لينصرف .. فسأله "عمر" :
- على فين ؟
نظر اليه قائلاً بسخريه :
- استراحة الغدا خلصت .. خايف أروحلها متأخر تخصملى يوم من مرتبي
قال ذلك . ثم انصرف الى مكتبه


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-15, 04:05 AM   #27

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البارت 25

هبت نسمات الصباح لتداعب وجه "ياسمين" الجالسه على جذع شجرتها أصبح هذا المكان الصغير هو عالمها الخاص الذى تشعر فيه بالراحه والسكينه كانت تستيقظ باكره وتأتى اليه قبل الذهاب الى عملها كأن بينهما موعداً أبدياً لا ينقطع جلست فى ذلك اليوم تفكر تُرى كيف ستنتهى قضيتها وهل ستنتهى بالفعل من الجلسة الأولى التى من المقرر أن تكون بعد ثلاثة أيام ؟ أم ستضطر الى الإنتظار جلسات أخرى كانت لا تستطيع تحمل الإنتظار فترة أطول من ذلك لتتخلص من ذلك المدعو زوجها وتلقى بذكرياته فى بئر عميق وتردم فوقه التراب لتمحيه من ذاكرتها تماماً وكأنه لم يكن ثم عادت لتفكر تُرى ماذا يفعل "مصطفى" الآن أمازال يبحث عنها أمازال يتوعدها بالإنتقام أمازال يرغب فى أذيتها وعودتها اليه كانت سابحه وسط كل تلك الأفكار عندما قفزت صورته فجأة الى رأسها صورة "عمر" تذكرته عندما ساعدها فى ولادة المهره ابتسمت لتلك الذكرى لم تكن تتوقع أنها ستراه يوماً فى هذا الوضع بدا طيباً حنوناً يرغب فى مساعدتها ولا يتذمر أو يتأفف بدا لها شخص متواضع للغاية جعلها للحظات تنسى من هو وماذا يملك انه مجرد شخصاً بسيطاً مثلها شعرت أن ذكرى هذا اليوم محفورة فى ذاكرتها ولن تنساه أبداً تذكرت وقت العودة عندما أصر على السير بسيارته خلفها مازالت فى حيره من أمرها لماذا فعل ذلك أمن المعقول ان كل ما يفعله لأجلها فقط لأنها صديقه زوجة صديقه أم بسبب تلك الحادثه حدثها قلبها بأن هناك سبباً آخر سبباً يلقى صداه فى قلبها أمعقول أنه توقفت عن الاسترسال فى أفكارها عند تلك النقطة كانت تحاول بقدر الإمكان تجاهل مشاعرها وما يعتمل داخل صدرها هى لم تخرج بعد من تجربة كادت أن تدمرها لا تريد ترك نفسها لتنساق خلف تجربة أخرى غير واضحة المعالم لن يتأذى فيها الا قلبها وقلبها لم يعد يحتمل الألم نهضت لتتوجه الى عملها وعندما اقتربت من المبنى تسمرت فى مكانها كان واقفاً هناك يضع يديه فى جيب بنطاله ويعبث بشئ على الأرض بطرف حذائه شعرت بالحنق على تلك النبضات التى تتسارع كلما رأته نظرت أمامها وسارت بهدوء وكأنها لا تراه رفع رأسه فرآها ابتسم لها لم تبادله الابتسام عندما اقتربت منه أوقفها قائلاً :
- صباح الخير
قالت بصوت خافت :
- صباح النور
همت بأن تواصل طريقها لكنه أوقفها بإشارة من يده قائلاً :
- استنى لو سمحتى عايز أسألك عن حاجة
قالت وهى تتوجس منه خيفه :
- اتفضل
بدا مترددا قليلا .. ثم قال :
- معاد قضيتك اتحدد أنا عرفت من "أيمن" .. الجلسه بعد 3 أيام ..
شعرت بالدهشة لإهتمامه بمعرفة معاد الجلسة .. أم أن "أيمن" هو الذى تطوع وأخبره .. أكمل قائلاً :
- انتى هتروحى مع والدك أكيد مش كدة؟
أومأت برأسها قائله :
- أيوة .. "ريهام" هتفضل هنا
نظر " عمر" اليها قائلاً :
- أنا حابب آجى معاكوا
نظرت اليه بدهشة قائله :
- ليه ؟
ابتسم بحنان قائلاً :
- عشان مش هطيق أستحمل أعد هنا وعشان كمان ما تتبهدلوش فى المواصلات لوحدكوا
قالت له بجديه :
- مفيش داعى يا بشمهندس .. أنا ووالدى هنروح لوحدنا
تأملها قائلا :
- مش عايزانى آجى معاكى ؟
قالت ببرود :
- لأ .. زى ما قولت لحضرتك مفيش داعى .. وكمان أنا مش عايزه وجودك يسببلى مشاكل
صمت قليلا ثم قال بضيق :
- طيب .. زى ما تحبي ..
قال ذلك ثم تركها وانصرف .. ودخلت هى وبدأت فى أداء عملها .. وعقلها مشغول بسر اهتمامه بها

*********************
" تسلم ايدك يا "ريهام" .. سرعة واتقان "
قال "كرم" هذه العبارة وهو يتأمل الورق الذى قدمته اليه ابتسمت لإطراءه قائله :
- شكراً
نظر اليها قائلاً :
- اخيرا ابتسمنا
اختفت ابتسامتها وعادت ملامحها الى الجديه مرة أخرى .. فنظر اليها قائلا بمرح :
- طفتيها ليه ماكانت منوره
استأذنته قائله :
- حضرتك تطلب حاجة تاني
أرجع ظهره واستند به على مقعده ونظر اليها قائلاً :
- أنا عرفت ان أختك دكتورة بيطرية وبتشتغل هنا فى المزرعة
أومأت "ريهام" برأسها قاله :
- أيوة .. ووالدى كمان
نظر "كرم" اليها بدهشة قائلاً :
- والدك كمان بيشتغل هنا فى المزرعة
- أيوة .. مسؤول عن مخزن العلف
اندهش "كرم" .. لكنه لم يزيد فى الأسئله .. وقبل أن تنصرف قال لها :
- ممكن يا آنسه "ريهام" تطلبى من الفراش يعملى قهوة
ثم نظر اليها مستعطفاً اياها قائلاً :
- بصراحة مكسل أقوم .. خليكي جدعه واطلبيهالى
هزت رأسها وخرجت من مكتبه وعيناه تتابعانها

***********************
جلست "سماح" بجوار زوجها الذى يطوقها بذراعه واضعه رأسها على صدره يشاهدان أحد البرامج فى التلفاز انتهى البرنامج فالتفتت اليه "سماح" قائله :
- "أيمن" عايزة أسألك عن حاجه
نظر اليها "أيمن" قائلاً :
- قولى يا حبيبتى
اعتدلت فى جلستها ونظرت اليه قائله :
- ايه أخبار "عمر" صحبك .. مفيش جديد ؟
نظر اليها بإستغراب قائلاً :
- جديد من حيث ايه ؟
- يعني .. انت كنت قولتلى انه خاطب
- أيوة وقولتلك انه فسخ
قالت "سماح" بإهتمام :
- يعني مبيفكرش يرجعلها
قال "أيمن" بثقه :
- مستحيل يرجعلها .. أصلا ربنا نجاه منها
صمتت "سماح" قليلا تفكر فى كلامه ثم قالت :
- ومبيفكرش يخطب قريب ؟
تفرس "أيمن" فيها قائلاً بإبتسامه خبيثه :
- انتى عايزه تعرفى ايه بالظبط ؟
أمسكت الريموت وانشغلت بالتقليب فى القنوات قائله :
- هكون عايزه أعرف ايه يعني
التفت اليها "أيمن" ونظر اليها قائلاً :
- طيب أنا عايز أسألك عن حاجه
نظرت اليه فقال لها :
- هى "ياسمين" لسه حسه بحاجه ناحية زوجها
نظرت اليه بدهشة قائله :
- حسه بحاجه يعني ايه ؟
حثها قائلا :
- يعني لسه بتحبه ؟ والقضية اللى رفعتها كانت عشان كرامتها بس
هتفت "سماح" قائله:
- "أيمن" .. "ياسمين" مكنتش بتحب "مصطفى" أصلاً ..حتى من قبل ما يضربها ويخونها
قال فى دهشه :
- ازاى يعني
- زى ما بقولك مكنتش بتحبه ولا حتى كانت بترتحله .. باباها هو اللى جوزهولها وهى مكنتش عايزه تتجوز
عقد ما بين حاجبيه وسألها مستفهماً :
- وليه باباها عمل كده ؟
تنهدت فى حسره قائله :
- عشان مامتها ماتت فجأة .. والبنتين ملهمش حد .. مقطوعين من شجرة.. "مصطفى" كان عايز يتجوز بسرعة .. ووالدها وافق .. عشان يطمن عليها لو حصله حاجه
فكر "أيمن" قليلا ثم قال :
- منطق غريب يعين أجوز بنتى لواحد هى مش مرتحاله .. عشان أطمن عليها أما أموت
- هو تفكيره وصله لكده هو بيحبها جدا هى و "ريهام" وأنا واثقه ان ده من خوفه عليها زى الدبه اللى قتلت صاحبها من كتر حبها فيه
صمت "أيمن" قليلا يفكر فيما قالته "سماح" .. ثم قال :
- ربنا يخلصها منه .. وتكسب القضية
قالت "سماح" بحماس :
- أنا واثقه انها ان شاء الله هتكسبها وهتطلق منه مفيش قاضى عنده ضمير ممكن يرفض انه يطلقها من واحد حقير زى ده ده كان عايز يغتصبها
هتف "أيمن" بدهشة :
- انتى بتتكملى بجد .. ازاى يعني ؟
قالت وهى تشعر بالإحتقار تجاه "مصطفى" :
- واحد لا عنده دين ولا أخلاق كان عايز ياخد حقه غصب عنها وبعد ما ضربها كمان لولا ان واحد من الجيران خلصها منه
ثم استطردت قائله :
- أصلاً أنا نسيت أقولك .. هى أصلاً لسه ........
قاطعها جرس هاتف "أيمن" .. رد "أيمن" قائلاً بمرح :
- ياريتنى كنت جبت سيرة جنية فضه
أتاه صوت "عمر" ضاحكاً :
- وأنا أقول عمال أشرق من الصبح ليه .. أتاريك عمال تقطع فى فروتى
- بالخير يا باشا
- بقولك ايه انت وراك حاجة يوم الأربع
قال "أيمن" بدهشة :
- يوم الأربع .. عادى يعني ورايا الشغل العادى بتاع كل يوم .. ليه فى حاجه
بدا "عمر" مترددا قليلا .. ثم قال بجديه :
- "أيمن" عايزك تروح مع "ياسمين" ووالدها المحكمة
ابتسم "أيمن" ونظر الى "سماح" التى كانت تتابع ردود "أيمن" بإهتمام :
- اشمعنى يعني ؟
- هى رافضه انى أروح معاهم .. بس لو انت عرضت على والدها أعتقد مش هيرفض
- أيوة يعني انت هتستفاد ايه من كده ؟
قالت "عمر" بنفاذ صبر :
- عشان أبقى متابع معاك أول بأول يا "أيمن"
ابتسم "أيمن" بخبث قائلاً :
- هو الموضوع يهمك أوى كده ؟
ساد الصمت لفتره .. ثم أتاه صوت "عمر" قائلاً :
- أيوة .. يهمني
اتسعت ابتسامة "أيمن" قائلاً :
- خلاص مفيش مشكلة .. حتى آخد "سماح" بالمرة أهى تبقى جمبها
رفعت "سماح" حاجبيها بدهشة .. أنهى "أيمن" مكالمته فقالت له بلهفة :
- قالك ايه "عمر" .. وهتاخدنى فين ؟
قال "أيمن" وهو مازال محتفظاً بإبتسامته :
- "عمر" طلب منى انى أوصل "ياسمين" ووالدها المحكمة
بدت الابتسامه على وجه "سماح" قائله بخبث :
- وايه سر اهتمامه ده
قال "أيمن" بخبث مماثل :
- الله أعلم .. يمكن شفقه
تلاشت ابتسامة "سماح" وقالت فى حنق :
- ليه بأه ان شاء الله .. هى "ياسمين" ناقصة ايد ولا ناقصة رجل .. عشان يحس نحيتها بالشفقه
ضحك " أيمن" قائلاً :
- طيب قومى حضريلنا العشا .. وسيبى الأكل يستوى على نار هادية
وغمز بعينه قائلاً :
- فهمانى طبعاً
ابتسمت ونهضت لتحضر طعام العشاء.

دخل "كرم" شرفة بيت المزرعة ليجد "عمر" واقف فى الظلام شارداً اقترب منه ووضع أمامه على سور الشرفة أحد الأكواب الساخنة التى يحملها والتى تتصاعد منها الأبخرة نظر "عمر" الى صديقه ثم أخذ الكوب بين يديه تناول "كرم" رشفه من كوبه ثم نظر الى "عمر" قائلاً :
- شكلها ايه ؟
نظر اليه "عمر" بدهشة قائلاً :
- هى مين دى ؟
قال "كرم" بخبث :
- اللى واكله عقلك
ابتسم "عمر" وأخذ يتأمل ما أمامه مرة أخرى .. وقف "كرم" بجواره مستنداً على السور ومال على صديقه قائلاً :
- أهم حاجه انك متتسرعش .. عشان متقعش تانى فى واحدة متستاهلش
التفت "عمر" اليه وقال بسرعة :
- لأ دى مش زى أى حد
صفق "كرم" بيديه وهتف بمرح :
- يا سلام عليك يا واد يا "كرم" .. لعييييييييييب .. تخرج المعلومة من بق الأسد
ضحك "عمر" فأكمل "كرم" بمرح :
- قول يا حبيبى قول .. عايزك تطلع كل اللى جواك .. عايزك تستفرغ كل اللى عندك
ضحك "عمر" قائلاً :
-روح الله يقرفك
- يلا .. خلص
صمت "عمر" وأخذ نفساً عميقاً .. وبعد برهه بدأ الحديث قائلاً :
- مستألنيش اشمعنى هى .. لانى مش عارف تحديدا .. بنت عمرى ما قبلت زيها ..
ابتسم "كرم" ونظر الى صديقه قائلاً :
- ايه أكتر حاجه عجباك فيها
ابتسم "عمر" وهو يستحضر صورة "ياسمين" فى خياله قائلاً :
- طيبتها حنيتها رقتها خجلها ضعفها قوتها أدبها أخلاقها طباعها حتى ملامحها كل حاجه فيها بتجذبنى فضلت تتسلل لقلبي بهدوء وببطء لحد ما اتمكنت منه ..
نظر الى "كرم" قائلاً :
- عارف يا "كرم" أنا كنت بحب "نانسي" بس الاحساس اللى أنا حسه دلوقتى .. مختلف تماماً
سأله "كرم" قائلاً :
- ازاى مختلف ؟
شرد "عمر" قليلا ثم قال :
- لما حبيت "نانسي" حبيت فيها البنت الدلوعه الجميله المرحه بس كده كانت بتعجبنى من بره بس حبيت اللى أنا شايفه منها بس لكن "ياسمين" ..
صمت قليلا ثم ابتسم قائلاً :
- احساسى نحيتها حاجه تانية خالص عارف يا "كرم" لما بشوفها بحس انى خايف عليها أوى بحس انى ملهوف عليها أوى بحس انى شايف قلبها وحسه وسامع دقاته ..
التف الى صديقه قائلاً :
- تصور يا "كرم" عمرها مسمحت لزوجها انه يلمس ايدها لما كانت مخطوباله
هتف "كرم" ينظر الى صديقه قائلاً :
- نعم يا اخويا ... هى متجوزة ؟
قال "عمر" بأسى :
- أيوة
صاح "كرم" قائلاً :
- "عمر" انت اتهبلت فى عقلك .. معجب بواحدة متجوزة
هتف "عمر" بنفاذ صبر :
- اصبر يا بنى آدم وانت تفهم
ثم استطرد قائلاً :
- هى رافعة قضية خلع على زوجها .. لأنه خانها وضربها .. هى أصلا متجوزتش الا شهر واحد بس
سأله "كرم" بإستغراب :
- وانت شوفتها فين ولا عرفتها منين ؟
- ما هى أخت سكيرتيرتك
هتف "كرم" قائلاً :
- نعم
صمت قليلا ثم قال :
- لأ واحدة واحدة كدة .. وترسيني على الدور من أوله
شرح له "عمر" كل ما يعرفه عن "ياسمين" وأهلها .. وهروبهم من "مصطفى" والعمل فى مزرعته .. ثم استطرد قائلاً :
- كمان يومين هيكون النطق بالحكم
قال "كرم" بجديه :
- "عمر" متعلقش نفسك عشان متقعش على جدور رقبتك .. افرض القاضى محكملهاش بالطلاق ورجعت تانى لجوزها
صاح "عمر" غاضباً :
- هو أنا كنت بحكيلك كل ده عشان تيجي تحبطنى يا "كرم" أنا مش ناقصك كفايه النار اللى قايده جوايا بسبب جوازها أنا عمرى ما كنت أتخيل انى ممكن أفكر فى واحدة كانت متجوزة قبل كده انت عارف انى غيور جدا بموت من الغيرة وعلى دى بالذات أنا واثق انى غيرتى عليها هتبقى أضعاف ما كنت بغير على "نانسي" فلو سمحت أنا مش ناقص تحرقلى دمى بكلامك
ثم تركه "عمر " ودلف الى الداخل.

فى استراحة الغداء كانت "شيماء" تتناول غدائها بمفردها .. فجأة أتت "مها" وأزاحت احدى الكراسي على طاولتها بعنف وجلست ووضعت طعامها أمامها .. نظرت اليها "شيماء" قائله :
- مالك جايه بزعابيبك كده ليه
نظرت اليها "مها" هاتفه بغضب :
- شوفتى اللى حصل .. الهانم اخت البرنسيسة اشتغلت سكرتيره عند الباشا
نظرت لها "شيماء" بعدم فهم قائله :
- ايه ؟ .. أقطع دراعى ان كنت فهمت
قالت "مها" بغل :
- "ريهام" .. أخت الدكتورة "ياسمين" .. اشتغلت سكرتيرة عند البشمهندس "كرم"
قالت "شيماء" :
- عادى وفيها ايه يعني
نظرت اليها "مها" بحنق قائله :
- هى تشتغل تحت ايد دكتور "حسن" ومش بس كدة يبقى لها طالب كمان وعايشه فى دور الأستاذة أم علم غزير ... وأبوها .. يمسكوه مخازن العلف ودى شغلانه مبيجبوش فيها الا حد واثقين فيه .. وأختها بقت سكرتيرة للباشمهندس "كرم" وهى اصلا لسه حتى عيله متخرجتش .. كل ده وتقوليلى عادى .. لأ طبعا مش عادى
سألتها "شيماء" بإهتمام :
- أمال تفتكرى ايه الحكايه يعنى ؟
قالت "مها" بحزم :
- مش عارفه .. بس هعرف

********************
كانت "ريهام" مغادره المكتب الى غرفتها بعد انتهاء عملها عندما وجدت "هانى" يستوقفها قائلاً بإبتسامه :
- ازيك يا آنسه "ريهام"
نظرت اليه قائله :
- أفندم ؟
استطرد قائلاً :
- أنا "هانى" .. أختك بتساعدنى فى شرح الحالات اللي موجودة فى المزرعة
نظرت اليه قائله :
- يعني أنا أعمل ايه يعني ؟
تنحنح قائلاً :
- أنا بس كنت عايز أعرف . انتى فى سنة كام .. ولا خلصتى كلية .. أصل شكلك صغير
صاحت "ريهام" قائله :
- ايه ده احنا هنتصاحب ولا ايه
ثم تركته وانصرفت .. كان "كرم" الذى خرج من المكتب بعدها يتابع المشهد من بعيد فإقترب من "هانى" ووضع يده على كتفه قائلاً :
- انت مين يا ابنى انت ؟
التفت اليه "هانى" قائلاً :
- أنا هانى شاكر
قال "كرم" ببرود :
- وأنا فيروز .. أيوة يعني انت مين يعني .. بتبيع ايه هنا فى المزرعة ؟
قال "هانى" وقد شعر الإهانه :
- ايه ببيع دى .. أنا طالب
قال له "كرم" بسخريه :
- طب يلا على فصلك
ثم تركه وانصرف

فى الصباح توجهت "مها" الى مكان عمل "عبد الحميد" فى مخزن العلف .. اقتربت منه قائله :
- صباح الخير يا عم "عبد الحميد "
التفت اليها "عبد الحميد" قائلاً :
- صباح الخير يا بنتى
قالت "مها" :
- كنت عايزة أسأل هو العلف الجديد اللى طلبه البشمهندس "أيمن"وصل ولا لسه ؟
قال "عبد الحميد" بحيره :
- معنديش فكرة يا بنتى ان فى علف جديد هيدخل المخزن محدش جبلى سيره
قالت بخبث :
- خلاص مش مشكلة يا عم "عبد الحميد" يمكن أنا اللى فهمت غلطت
ثم تظاهرت بأنها تهم بالإنصراف والتفتت اليه مرة أخرى قائله :
- صحبح يا عم "عبد الحميد" ازى الدكتورة "ياسمين" هتيجي الشغل النهاردة ؟
قال "عبد الحميد" :
- الحمد لله يا بنتى كويسة .. وهى مبتغيبش أبدا ونزلت معايا الصبح يعني تلاقيها دلوقتى فى مكتبها أو بتتابع حالة من الحالات
قالت "مها" بخبث :
- أنا سألتك عليها لانى شيفاها حالها مش عاجبنى اليومين دول
نظر اليها "عبد الحميد" قائلاً :
- انتى صحبتها
أسرعت قائله :
- أيوة طبعا صحبتها ..ربنا يعلم أنا بحب "ياسمين" أد ايه بعتبرها زى أختى .. أه والله يا عم "عبد الحميد" عشان كده عايزه أطمن عليها
قال "عبد الحميد" بأسى :
- يمكن بس هى متوترة شوية عشان قضيتها
تساءلت "مها" بلهفة :
- قضية ايه ؟
تنهد تنهيده عميقة ثم قال بصوت حزين :
- قضية طلاقها يا بنتى
ظهرت علامات الدهشة على وجهها .. لكنها تمالكت نفسها قائله بلهفه :
- أيوة أكيد الموضوع قالقها أوى
قال "عبد الحميد" :
- خلاص هانت كلها يومين وتخلص من المدعوء جوزها
سألته "مها" قائله :
- هو انتوا قرايب البشمهندس "عمر"
أسرع "عبد الحميد" قائلاً :
- لا يا بنتى قرايبه ايه .. احنا فين وهو فين .. تقدرى تقولى معرفة من بعيد .. وهو الله يباركله جبنا هنا المزرعة عشان اللى ميتسماش "مصطفى" جوز "ياسمين" كان عايز يرجعها بيته غصب عنها
رفعت حاجبها وقالت بلوءم :
- وطبعا البشمهندس "عمر" جبها هنا عشان يخبيها منه
قال "عبد الحميد" :
- أيوة الله يباركله حمانا فى مزرعته وشغلنا فيها كمان
صمتت "مها" قليلا وهى شارده ثم التفتت اليه قائله :
- شكرا يا عم "عبد الحميد" .. شكراً أوى
ثم غادرت وتوجهت الى الاسطبلات حيث تعمل "شيماء" جذبتها من ذراعها وأخرجتها من المكان ووقفت فى مواجهتها .. قالت "شيماء" :
- ايه يا بنتى فى ايه انتى سحبه بقرة وراكى
قالت "مها" بتشفى :
- شوفتى مش قولتلك ان البت دى وراها سر هى وأهلها
سألتها "ِشيماء" قائله :
- بت مين ؟
- الدكتورة "ياسمين"
ثم استطردت "مها" قائله وعلامات الحقد على وجهها :
- طلعت يختى متجوزه .. وهربانه من جوزها .. و"عمر" أبو قلب رهيف مخبيها هى وأهلها هنا فى المزرعة عشان جوزها ميوصلهاش
ظهرت علامات الدهشة على وجه "شيماء" وهتفت قائله :
- مش ممكن !
أكدت "مها" قائله :
- أنا عمرى قولتلك حاجه وطلعت غلط
صمتت "شيماء" قليلاً ثم قالت :
- يعني ايه مش فاهمة .. البشمهندس "عمر" ماله ومالها هى وجوزها
قالت "مها" بإبتسامه ساخرة :
- طبعا عايز حته من التورته .. أمال هيهربها من جوزها ليه ويجيبها هنا ويسكنها فى أوضة جنب بيته
- بس يا "مها" البنت باين عليها محترمة
- انتى بتغرك الأشكال دى .. شوية سهوكه وبصتين فى الأرض ونحنحه ودمعتين .. يعملوا من الفسيخ شربات وتبقى البت اللى محصلتش
قالت "شيماء" غير مصدقه :
- معقول .. "ياسمين"
- أمال ليه مهتم بيها أوى كده .. ومشغلها هى وأهلها كمان .. خاصة انى عرفت انها لا قريبته ولا حاجه
- يمكن بيعمل خير من غير ما يكون فى نيته حاجه وحشة
- انتى هبله يا بنتى .. هو فى حد فى الزمن ده بيعمل خير كدة من الباب للطاق
نبهت "مها" على "شيماء" قائله :
- أوعى تجبيلها سيرة اننا عرفنا حاجه
- ليه هتعملى ايه ؟
ابتسمت بخبث قائله :
- هعملها مفاجأة محصلتش

***************************
فى يوم المحكمة فجراً .. ظلت "ياسمين" ساهره تصلى وتتضرع لربها أن يخلصها من زوجها .. وأن يسخر القاضى لصالحها .. انتهت من قراءه الأذكار وظلت تقرأ فى مصحفها حتى الشروق .. نهضت وارتدت ملابسها .. كانت فى حالة غريبة وكأنها لا تشعر بما حولها .. سمعت طرقات على باب الغرفة فنهضت "ريهام" وفتحت الباب .. دخل والدهما قائلاً :
- ايه يا "ياسمين" خلصتى ؟
قالت فى وجوم :
- أيوة يا بابا أنا جاهزة
عانقتها "ريهام" عناقاً طويلاً ثم نظرت اليها قائله :
- متخفيش ربنا معاكى ان شاء الله
خرجت "ياسمين" بصحبة والدها .. قال "عبد الحميد" :
- البشمهندس "أيمن" كلمنى امبارح وقالى هيوصلنا بعربيته
التفتت اليه "ياسمين" بدهشة قائله :
- وليه تعب نفسه
صمتت قليلا ثم قالت بضيق :
- ياربي .. أكيد "سماح" اللى قالتله
قال والدها شارحاً :
- هو كتر خيره انه عايز يساعدنا يا بنتى
قالت بحنق :
- بس يا بابا احنا ممكن نروح لوحدنا .. ليه نتعبه فى سفر رايح جاى
اقتربا من بوابة المزرعة .. ولدهشتها وجدت "أيمن" واقفاً بجوار سيارته وبصحبته ... "عمر" ... خفق قلبها لرؤيته .. نظر اليها بحنان جارف وكأنه يبث الطمأنينه فيها .. أشاحت بوجهها عنه .. التفت "أيمن" اليهما قائلا ً:
- اتفضلوا
تذكر والدها أنه نسى احضار بطاقته فعاد لإحضارها .. قالت "ياسمين" لـ "أيمن" بحرج :
- مفيش داعى يا بشمهندس "أيمن" احنا ممكن نروح لوحدنا العربيات على الطريق بتعدى كتير من أدام المزرعة .. أنا عارفه ان "سماح" هى اللى قالت لحضرتك .. بس صدقنى مفيش داعى تتعب نفسك
نظر "أيمن" الى "عمر" ثم الى "ياسمين" قائلاً :
- مش "سماح" اللى طلبت منى انى أكون معاكوا النهاردة
نظرت الى "عمر" الذى كان يتطلع اليها والإبتسامه على محياه .. أشاحت لوجهها عنه مرة أخرى .. وأسرعت بالجلوس داخل السيارة .. نظر اليها "عمر" وهى داخل السيارة ود لو اقترب منها وأمسك بيديها بين يديه وبث الطمأنينه فيها .. شعر بالألم لأنه لا يستطيع التخفيف عنها .. ولا أن يكون بقربها .. ركب ثلاثتهم وانطلقوا فى طريقهم ..نظر "أيمن" فى المرآة الى "ياسمين" الجالسه فى المقعد الخلفى قائلاً :
- "سماح" كانت جايه معايا .. بس تعبت فجأه الصبح
قالت "ياسمين" بقلق :
- خير ملها ؟
- مفيش تعب بسيط
أخرجت "ياسمين" هاتفها لتتصل بصديقها فنبهها "أيمن" قائلاً :
- مفيش شبكة على الطريق هنا .. هتلاقيها ضعيفه جداً
كانوا قد وصلوا القاهرة واقتربوا من مكان المحكمة حينما رن هاتف "أيمن" .. سمعت "ياسمين" "أيمن" يقول :
-أيوة يا "عمر" .. أيوة لسه واصلين حالا .. لا قدمنا بتاع 10 دقايق كدة ونكون فى المحكمة .. لسه أصلا الجلسه عليها نص ساعه .. طيب حاضر .. حاضر .. حاضر .. خلاص متقلقش حاضر
أغلق "أيمن" الهاتف .. ورأته "ياسمين" عبر المرأة مبتسماً.. وصلوا الى المحكمة واستقبلهم المحامى على الباب .. دخلوا جميعاً ووصلوا الى المكتب الذى سيعقد فيه جلستها الأولى .. والتى تدعو الله أن تكون الأخيرة .. وأن يُحكم بطلاقها ..
لم تجد أثراَ لـ "مصطفى" .. فقط محاميه كان موجود .. تساءلت لماذا لم يحضر .. أم أنه سيأتى بعد قليل .. ظلت تقرأ ما تحفظ من القرآن فى سرها .. وقفوا جميعاً فى انتظار بدء الجلسه .

كان "عمر" يشعر بتوتر شديد .. أخذ يزرع شرفة المنزل مجيئاً وذهاباً .. استيقظ "كرم" من نومه وارتدى ملابسه للذهاب الى عمله .. وأثناء انصرافه لمح "عمر" داخل الشرفة فتوجه اليه قائلاً :
- ايه يا "عمر" انت مش رايح المكتب ولا ايه ؟
نظر اليه "عمر" دون أن يرد عليه .. وقف أمام سور الشرفة يمسكه بقبضتيه بقوة وكأنه يريد تحطيمه .. اقترب منه "كرم" وربت على كتفه قائلاً :
- ايه يا "عمر" فى ايه
قال "عمر" دون أن ينظر اليه :
- معاد الجلسة دلوقتى يا "كرم"
- متقلقش .. "أيمن" معاهم مش كده؟
أومأ "عمر" برأسه دون أن يتحدث .. نظر اليه "كرم" وابتسم فى حنو قائلاً :
- هى تهمك للدرجة دى يا "عمر" ؟
التفت اليه "عمر" بسرعة وصمت قليلا ثم قال :
- تهمني ؟ .. لو القاضى محكملهاش بالطلاق يا "كرم" أنا ممكن أدورعلى جوزها ده وأقتله
ثم قال بحزم :
- مستحيل أسمحله ياخدها يا "كرم"
ثم استطرد قائلاً :
- خاصة انها مش عايزاه
طمأنه صديقه قائلاً :
- ان شاء الله هيتحكملها بالطلاق .. مستحيل يعني قاضى يسيبها مع واحد زى ده غصب عنها .. متقلقش
نظر اليه "عمر" قائلاً بصوت مرتجف :
- بحبـــهــــا يا كرم .. وعايزهـــا ..
ثم تنهد بقوة قائلاً :
- كون انها كانت متجوزة قبل كده دى حاجه وجعانى .. بس اللى هيوجعنى أكتر ..هو انى أتحرم منها .. متتصورش هى أد ايه مأثره فيا يا "كرم" .. شايفها جوهرة غالية أوى .. ممنوع لأى حد مهما كان انه يقرب منها .. حسسها غالية أوى وعالية أوى .. وهموت وأوصلها .. لما بشوفها يا "كرم" بحس انى بتخطف .. وقلبي معدش ملكى خلاص ..
نظر "عمر" الى "كرم" وقال بتصميم :
- بمجرد ما شهور العدة تخلص .. هطلبها من أبوها
ابتسم له "كرم" وربت على كتفه قائلاً :
- ان شاء الله

حانت اللحظة التى انتظرتها "ياسمين" طويلاً .. نظرت الى والدها قائله :
- بابا أنا خايفة أوى
طمأنها والدها قائلاً :
- متخفيش يا حبيبتى .. أنا واثق انك هتطلعى وتبشريني ان القاضى حكم لصالحك
مازال لا أثر لـ "مصطفى" .. كانت سعيدة لعدم اضطرارها لرؤيته .. لكنها بعدما وقفت أمام القاضى وتحدث محاميه .. علمت سر اختفائه .. أراد بذلك المماطله حتى يتم تأجيل النطق بالحكم لجلسه أخرى.. لكن محاميها الأستاذ "شوقى" كان بارعاً للغاية واستطاع اقناع القاضى بأن اختفائه متعمد للمماطله .. وقرر القاضى اصدار الحكم فى نفس الجلسه

خرجت "ياسمين" من قاعة المحكمة واستقبلها والدها قائلاً بلهفة :
- طمنيني يا بنتى
اقترب "أيمن" منهما .. ألقت نفسها فى أحضان والدها والدموع تسيل من عينيها كالشلال قائله :
- الحمدلله يا بابا .. خلصت منه
ابعدت رأسها ونظرت الى والدها وهتفت بسعادة :
- القاضى طلقنى منه
تبلل وجه "عبد الحميد" بالدموع وتعالت شهقاته بالبكاء وعانقها مرة أخرى مردداً :
- الحمدلله .. اللهم لك الحمد والشكر .. لو مكنش القاضى طلقك كنت هفضل شايل ذنبك طول عمرى .. الحمدلله
شعر "أيمن" بسعادة غامرة .. وأخرج هاتفه ليتصل بـ "عمر" .. لكنه وجد "عمر" وقد سبقه بالإتصال .. رد عليه قائلا :
- تدفع كام وأقولك الحكم ؟
صاح "عمر" بغضب :
- "أيمن" مش وقتك .. حكملها بإيه ؟
ابتسم "أيمن" قائلاً :
- طلقها منه
أغمض "عمر" عينيه للحظة وكأنه يريد أن يستشعر هذا الخبر عبر كل كيانه .. صمت وهو يشعر بتقطع أنفاسه .. ثم تمتم فى خفوت :
- الحمدلله
أغلق "عمر" الهاتف وهو يشعر بسعادة بالغة .. ود لو كانت أمامه الآن .. ليرى السعادة المرسومة على وجهها .. وعينيها التى تشع بهجه وفرحه .. والابتسامه على ثغرها .. ود لو اعترف لها بحبــه الآن .. وفى هذه اللحظة .. وده لو يخبرها .. بأنها ليست وحدها .. هو معها .. بقلبه .. وبكل كيانه .. لكنه يعلم بأنه مضطر لأن ينتظر..
تقدم "أيمن" مع المحامى و "عبدالحميد" للخروج من المحكمة وكانت "ياسمين" تسير خلفهم تبحث عن هاتفها فى حقيبتها .. حينما وجدت فجأة يدا تمسكها من ذراعها بقوة التفتت الى الخلف لتجد نفسها وجهاً لوجه مع .. "مصطفى" .. شلتها الصدمة عن الحركة .. والتفكير .. وجدته ينظر اليها بشراسة ويقول بقسوة وهو يضغط على ذراعها بقوة :
- القاضى طلقك منى؟ .. بس ورحمة أمى اللى ماتت بحسرتها عليا ما أنا عاتقك
اتسعت عيناها خوفاً والتفتت بسرعة لتنادى على والدها :
- بابا .. بابا
تركها "مصطفى" بسرعة واختفى وسط الحشود


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-15, 04:11 AM   #28

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البارت 26

تقدم "أيمن" مع المحامى و "عبدالحميد" للخروج من المحكمة وكانت "ياسمين" تسير خلفهم تبحث عن هاتفها فى حقيبتها .. حينما وجدت فجأة يدا تمسكها من ذراعها بقوة التفتت الى الخلف لتجد نفسها وجهاً لوجه مع .. "مصطفى" .. شلتها الصدمة عن الحركة .. والتفكير .. وجدته ينظر اليها بشراسة ويقول بقسوة وهو يضغط على ذراعها بقوة :
- القاضى طلقك منى؟ .. بس ورحمة أمى اللى ماتت بحسرتها عليا ما أنا عاتقك
اتسعت عيناها خوفاً والتفتت بسرعة لتنادى على والدها :
- بابا .. بابا
تركها "مصطفى" بسرعة واختفى وسط الحشود.
تركها كزهرة ترتجف فى مهب الريح .. هرع والدها و "أيمن" اليها .. نظر اليها والدها بهلع قائلاً :
- ايه مالك يا "ياسمين" فى ايه ؟
أحاطت جسدها بذراعيها علها توقف ارتجافته .. وأخذت نفسهاً عميقاً تحاول به اعادة تنظيم ضربات قلبها المتسارعه .. ونظرت الى والدها قائله :
- "مصطفى" كان هنا
صاح والدها فى غضب :
- ابن التييييييييييت
وأخذ يبحث عنه بعينيه قائلاً :
- هو فين .. مشى منين ؟
قالت "ياسمين" بخفوت :
- مخدتش بالى
سألها "أيمن" بإهتمام :
- قالك ايه ؟
بللت شفتيها الجافة بلسانها .. وقالت :
- قالى القاضى طلقك منى بس مش هعتقك
شعر "أيمن" بالغضب الشديد وظل ينظر حوله .. على الرغم من أنه لا يعرف أصلاً شكل "مصطفى" .. ثم نظر الى والدها قائلاً :
- يلا يا عم "عبد الحميد" الأحسن نمشي من هنا
أحاطها الرجلين من كلا الجانبين وكأنهم يقومان بحمايتها .. وساروا معاً حتى ركبوا فى السيارة وانطلقوا عائدين الى المزرعة.

كان "عمر" ينتظر وصولهم فى لهفه .. لم يستطع متابعتهم على الطريق بسبب ضعف الشبكة .. كان اتصال يصيب .. وعشرة لا تصيب .. لكنه علم فى المرة الوحيدة التى تمكن من التحدث فيها مع "أيمن" على الطريق أن أمامهم قرابة الساعة ونصف .. لم يستطع التركيز فى عمله .. بل لم يستطع الجلوس فى مكتبه .. ذهب الى الشجرة .. شجرتــه .. والتى أصبحت .. شجرتـهــا .. كان سعيداً أنها اتخذت من هذا المكان عالماً خاصاً بها .. لكم كان يتمنى أن يشاركها لحظات الإستمتاع بتلك الطبيعة الخلابه .. والجلوس معها على ذلك الجذع .. وهو يحيطها بإحدى ذراعيه ويضمها الى صدره .. كان يعلم أن عليه الإنتظار لتحقيق حلمه .. لكن ما أصعب هذا الإنتظار .. مرت الساعة والنصف وهو فى هذا المكان .. يتأمل ما حوله .. وينسج فى خياله أحلاماً ورديه .. تشاركه "ياسمين" اياها .. نظر الى ساعته .. ثم نهض وتوجه الى البوابه .. أراد أن يستقبلها .. ويراها .. ياه لكم اشتاق اليها .. فارقته منذ بضع ساعات فقط .. لكن تلك الساعات أشعرته بحنين جارف اليها .. تلك الساعات جعلته يتأكد أنه لن يستطيع العيش دونها .. وكأنها أصحب فى حياته الهواء الذى يتنفسه ويعيش عليه .. خطفت قلبه ببراءتها .. وقيدتها بحنانه .. وأنسته أى امرأة عرفها قبلها .. وكأنه لا يرى فى الوجود سواها ..
رأى عبر السياج سيارة "أيمن" تقترب من البوابة .. خفق قلبه داخل صدره .. نهض الغفير وفتح البوابة عبر مسرعيها .. ابتسم "أيمن" الذى رأى صديقه واقفاً على بعد أمتار من البوابة .. دخل المزرعة وتوقف بجانب "عمر" .. انحنى "عمر" مستنداً على شباك السيارة بجانب "أيمن" .. ونظر الى الخلف .. حيث تجلس "ياسمين" .. هاله ما رآى .. كان يبدو عليها الحزن و الإضراب .. لم يتوقع أن يراها فى تلك الحاله .. كانت ينتظر بلهفه رؤية الإبتسامه على شفتيها .. قفز قلبه داخل صدره من الالم وكأنه طعن بخنجر مسموم .. أمن المعقول أنها حزينه عليه .. على طليقهــا .. أندمت على طلبها الطلاق .. هل شعرت بالحنين اليه .. نظر اليها عله يجد اجابات لأسئلته .. نزلت من السيارة بصحبة والدها .. توجها الى مكان سكنها .. أوقف "أيمن" السيارة جانباً ثم وقف أمام "عمر" الذى أخذ يتابع "ياسمين" بعينيه وهى تبتعد ..نظر "عمر" الى "أيمن" قائلا بحده :
- هى مالها .. فى ايه ؟
زفر "أيمن" قائلا :
- جوزها .. قصدى طليقها .. كلمها فى المحكمة .. وهددها
اتسعت عينا "عمر" وقال بحده :
- يعني ايه هددها ؟
قال "أيمن" بضيق :
- قالها القاضى طلقك منى بس مش هعتقك
نظر اليه "عمر" بحده وصاح غاضباً :
- وانت كنت فين يا "أيمن" أما الحيوان ده هددها .. انت ازاى تسمحله يتكلم معاها أصلاً
- اهدى يا "عمر" .. كنت أنا و عم "عبد الحميد" بنتكلم مع المحامى .. وهى كانت ماشيه ورانا
وضع "عمر" احدى يديه فى وسطه والأخرى على فمه وكأنه يكتم بركان ثائر .. ونظر الى حيث اختفت "ياسمين" .. ثم نظر الى "أيمن" قائلاً بغضب :
- لو أربلها تانى هقتله
ربت "أيمن" على كتفه قائلاً :
- خلاص اهدى .. هو مش هيقدر يوصلها هنا
أومأ "عمر" برأسه .. وأخذ يفكر فى "ياسمين" وفيما تشعر به الآن

******************
- ده حقير أوى
نطقت "ريهام" بتلك العبارة بعدما قصت عليها "ياسمين" فى غرفتهما ما حدث من تهديد "مصطفى" لها فى المحكمة .. نظرت اليها "ياسمين" قائله :
- أما التفت ولقيته ورايا كنت هموت من الرعب .. أنا مش عايزه أشوف البنى آدم ده مرة تانية أبداً
نظرت لها "ريهام" فى حنو قائله :
- متقلقيش خلاص معدتيش هتشوفيه تانى .. لا هو ولا أهله .. الله يحرقه هو وأهله
- أمه ماتت على فكرة
- وعرفتى منين ؟
- هو اللى قالى
أشاحت "ريهام"بيدها قائله:
- يلا خدت الشر وراحت
قالت "ياسمين" بأسى :
- ربنا يغفرلها ويرحمها .. ظلمتنى أوى .. بس مسمحاها
نظرت اليها "ريهام" بدهشة قائله :
- مسمحاها ايه يا بنتى .. دى تستاهل يتولع فيها هى وابنها
قالت لها "ياسمين" بهدوء :
- هى دلوقتى بتتحاسب يا "ريهام" على كل الى عملته فى حياتها .. أنا هسامحها .. عشان ألاقى اللى يسامحنى لما أموت أنا كمان
ابتسمت "ريهام" قائله :
- انتى طيبة أوى يا "ياسمين" .. واحدة غيرك كانت دعت عليها
- هى خلاص معدتش تقدر تأذيني دلوقتى .. مش هيفيدنى الدعاء عليها فى حاجة
صمتت قليلا ثم قالت :
- ربنا يرحمها هى وماما وكل أموات المسلمين
- اللهم آمين

**********************
التف الأصدقاء الثلاثة حول طاولة الطعام فى أحد المطاعم .. لتناول طعام العشاء .. بدا "عمر" شارداً .. يعبث بطرف ملعقته فى الطبق أمامه .. تبادل "أيمن" و "كرم" النظرات .. والابتسامات الخبيثه .. هتف " كرم" فى مرح :
- الحب بهدله .. تررم تررم .. خلانى أندله .. تررم تررم
نظر اليه "عمر" فى غيظ قائلاً :
- لو متلمتش هسيبكوا وأمشى
قال "كرم" بمرح :
- أنا قولت حاجه .. واحد وبيغني
صمت قليلاً ثم قال :
- صدق الشاعر اللى قال : الهس بس هس حبيبى لازم يحس ... حبيبى عمال بيتخن وانا عمال اخس
هم "عمر" بالإنصراف فجذبه "كرم" قائلاً وهو ينظر الى "أيمن" :
- خلاص يا "أيمن" كفايه .. عيب كده
ثم نظر الى "عمر" قائلاً :
- خلاص حبه جد بأه .. ناوى على ايه ؟
زفر "عمر" فى ضيق قائلاً :
- مضطر غصب عنى أستنى 3 شهور .. مش عارف أصلاً هقدر هصبر الوقت ده كله ازاى
سأله "أيمن" قائلاً :
- ومين قالك ان ياسمين عدتها 3 شهور ؟
نظر ايه "عمر" قائلاً :
- أمال ايه ؟
قال "أيمن" بإبتسامه :
- اللى بتطلق عن طريق الخلع عدتها بتكون شهر واحد بس .. هى دى السنة
سأله "عمر" بلهفه :
- بجد يا "أيمن" ؟
- أيوة بجد
قال "كرم" فى مرح :
- قشطة أوى .. بسبب حسن السير والسلوك خفضنا المدة من 3 شهور لشهر .. لف لفه وتعالى يمكن نعملك أوكازيون تانى
ابتسم "عمر" وشرع فى تناول طعامه قائلاً :
- كده الواحد ياكل بنفس
سعد كثيراً عندما علم أن ما يفصله عن "ياسمين" هو شهر واحد فقط.

*****************
فى صباح اليوم التالى خرجت "ياسمين" من غرفتها .. وقبل الذهب الى عملها .. توجهت حيث شجرتها .. لكنها اليوم تستقبلها بالإبتسامه فهذا هو يومها الأول بعد أن تحررت من قيد "مصطفى" .. القيد الذى كان أن يخنقها .. نظرت الى الخضرة حولها .. وللعصافير على الشجر .. كانت تشعر بأن تغريد العصافير مختلف اليوم .. لم تمسعهم يغردون بتلك السعادة من قبل .. شعرت بأنهم يشاطرونها فرحتها .. ويباركون لها حريتها .. أخيراً أصبحت حره مثلهم .. حتى الهواء الذى تستنشقه .. شعرت بأنه اليوم مختلف .. فكل نفس يحمل مزيج عجيب من السعادة والأمل والإرتياح .. يسرى عبر رئتيها لينعش جسدها .. قامت وتوجهت الى عملها .. ولأول مرة يراها دكتور "حسن" مقبله على عملها والإبتسامه تعلو شفتيها .. كان سعيداً لسعادتها .. وإن كان لا يعرف سبب تلك السعادة .. أثناء انهماكها فى عملها .. اقترب منها .. رفعت رأسها .. لتتلاقى نظراتهما فى صمت .. شعر بأنها اليوم أجمل من ذى قبل .. وجههاً يشع نوراً .. عينيها لم تعد تحمل تلك العبرات التى تهدد دائماً بالإنهمار .. اختفت نظرات الحزن والأسى لتحل محلها نظرات الفرح والأمل .. كانت عيناه اليوم أيضاً مختلفه .. كأنها تفصح عن سراً لطالما أخفته .. لكنها خانته اليوم .. وباحت بسره .. عبر شفره صغيره .. استقبلت عيناها تلك الشفره .. ومررتها على قلبها .. فترجمها .. وتعالت خفقاته عندما فهم تلك الشفرة التى أرسلتها عيناه الى عينيها .. أشاحت بوجهها .. فقلبها الضعيف وصلت سرعة خفقاته لذروتها .. قال لها بصوت حانى :
- صباح الخير
ردت بصوت خافت حاولت السيطرة على رجفته :
- صباح النور
ثم عادت لتكمل فحص الحاله التى أمامها .. ظلت عيناه معلقه بها .. وكأنه يخشى فرارها .. ابتسم قائلاً :
- مكنتش متوقع انك هتنزلى الشغل النهاردة .. لو تعبانه من سفر امبارح روحى ارتاحى النهاردة
قالت وهى تستمر فى أداء عملها :
- لأ .. أنا كويسه
أومأ برأسه وقال لها بحنان جارف :
- لو احتجتى حاجه عرفيني .. أى حاجه
لم تجبه .. التفت وانصرف .. تابعته بعينيها فى صمت .. وابتسامه صغيره تتكون ببطء على شفتيها

توقفت عن العمل عندما حان موعد استراحة الغداء .. توجهت الى القاعة والإبتسامه تعلو شفتيها .. كانت على الرغم منها لا تستطيع اخفاء فرحتها .. كانت وجههاً دائماً يفضحها .. لا تستطيع اخفاء ما تشعر به بداخلها .. حزناً كان أم فرحاً .. أنهت غدائها .. ووقفت قليلاً مع بعض زميلاتها العاملات فى المزرعة .. كانت "ياسمين" تتهرب دائماً من صحبتهن .. أو التحدث معهن .. فكان قلبها يحمل هماً يكتفها .. فلا تستطيع الإندماج مع الآخرين .. أو التواصل معهن .. لكنها اليوم كالطير الحبيس الذى حصل أخيرا على حريته .. وقفت تتجاذب معهن أطراف الحديث وتضحك فى مرح .. وفجأة اقتربت منها "مها" .. لم تلقى لها "ياسمين" بالاً .. وقفت "مها" بين الجمع وصفقت بيديها لتجذب انتباههم قائله :
- اسكت هووووس .. عندى ليكوا خبر حلو النهاردة
ثم التفتت الى "ياسمين" وقالت بخبث :
- ولا تحبي تقوليلهم الخبر بنفسك يا "ياسمين"
نظرت اليها "ياسمين" بدهشة قائله :
- خبر ايه يا "مها" ؟
قالت "مها" بعتاب مصطنع :
- اخص عليكي .. طالما فرحتى يبقى تفرحينا معاكى
جف حق "ياسمين" ونظرت اليها قائله :
- مش فاهمة قصدك ايه
نظرت "مها" الى الفتيات اللاتى توقفن عن الحديث وتابعن ما يحدث .. قالت لهن فى مرح :
- النهاردة عايزين كلنا نبارك لـ "ياسمين"
نظرن الى "ياسمين" وقالت احداهن :
- نباركلها على ايه ؟
وقالت أخرى :
- ايه اتخطبت ؟
قالت "مها" وهى تنظر الى "ياسمين" بشماته :
- لأ .. اطلقت
تعالت صيحات عدم التصديق .. نظرت الى بعضهن البعض فى دهشة .. كانت "ياسمين" تنظر الى "مها" فى جمود .. لكن اخترق أذنيها ردود فعل من حولها :
- بجد
- ايه ده هى كانت متجوزة أصلا
- أكيد بتهزرى
- ياسمين أصلا مش متجوزة
قالت "مها" شارحه فى استمتاع :
- "ياسمين" كانت رافعة قضية خلع على زوجها وكسبتها امبارح
ثم نظرت الي "ياسمين" قائله بخبث :
- والبشمهندس "عمر" كان كريم أوى معاها وخباها من جوزها هنا فى مزرعته لحد معاد الجلسه .. اظاهر ان البشمهندس "عمر" بيعزك أوى يا "ياسمين"
لم تستطع "ياسمين" تحمل تلميحاتها فإنصرفت فى عجاله .. كانت تسير بسرعة وهى لا ترى أمامها .. كانت العبرات تتجمع فى عينينها .. قابلها "هانى" فحاول يوقفها قائلاً :
- دكتورة "ياسمين" ثوانى لو سمحتى
لكنها لم تسمعه .. بل لم تراه .. صنعت العبرات غشاوة على عينيها فسارت تتبين طريقها بصعوبه .. وصلت الى شجرتها .. ألقت بنفسها على جذعها الذى فارقته منذ ساعات .. وضعت كفيها على وجهها وجهشت فى بكاء عميق .. لماذا لا يتركها الناس وحالها .. لما ينغصون عليها فرحها .. لماذا يستكثر بعض الناس أن يرى غيره سعيداً .. لماذا يخوض الناس فى أعراض بعضهم البعض ويمزقونهم بلا هواده .. لماذا لا يعلم الناس أن الكلمات التى تخرج من أفواههم هم محاسبون عليها تماما كأعمالهم .. لماذا لا يدرك البعض أن الكلمة قد تكون خنجراً ينغرس فى قلب من أمامه بلا هواده .. أو تكون بلسماً تطيب جرحه فى لحظات .. الى متى ستشعر بهذا الظلم .. الى متى ستظل الإبتسامه عزيزة عليها .. وكأنها زائر لا يحل إلا بعد غياب طويل .. لحظات ثم يعود ليرحل مرة أخرى بقسوة .. أخذت تردد بصوت مرتجف :
- اللهم انى مغلوب فإنتصر .. اللهم انى مغلوب فإنتصر
فجرت "مها" قنبلتها ثم أخذت طعامها وجلست على احدى الطاولات تتجاذب أطراف الحديث مع "شيماء" .. وفجأة رأت دكتور "حسن" يقف بجانبها .. فالتفتت تنظر اليه فى صمت .. فقال بحزم :
- المزرعة هنا للشغل وبس يا دكتورة "مها" .. مش مكان للقيل والقال .. لو ضايقتى أى زميلة ليكي مرة تانية أنا هبلغ البشمهندس "عمر" بنفسي
شعرت "مها" بالخوف فقالت له :
- أنا مكنتش قصدى أضايقها يا دكتور "حسن" أنا بس ....
قاطعها الرجل بحزم قائلاً :
- أنا مبحبش أقطع عيش حد .. لو البشمهندس "عمر" عرف اللى انتى عملتيه أظن هيتصرف معاكى تصرف يزعلك .. مش عايز أشوف منك غلطة مرة تانية .. لا فى حق دكتورة "ياسمين" ولا فى حق أى حد تانى هنا فى المزرعة .. مفهوم
أومأت برأسها فى صمت .. غادر القاعة فالتفتت الى "ِشيماء" قائله :
- هو ماله ده .. يكنش اشتغل محامى للست "ياسمين" وأنا معرفش
أخذت تتناول طعامها فى حنق

كان "عمر" يجلس فى مكتبه .. كان تركيزه كله موجه الى تلك الفتاة التى تبعد عنه بضع خطوات .. شعر بأنه يرغب فى رؤيتها مرة أخرى .. نهض من مكتبه وتوجه الى مكان عملها .. لم يجدها .. فسأل "هانى" الذى كان يجلس على أحد الكراسي يطالع كتاب بيده :
- مشفتش الدكتورة "ياسمين" يا "هانى" ؟
قال "هانى" بحنق :
- أديني آعد مستنيها .. شوفتها من شوية ماشيه وواخده فى وشها نادتلها معبرتنيش
قال "عمر" بقلق :
- مشيت منين ؟
أشار له "هانى" الى الإتجاه الذى رأى "ياسمين" تسير فيه .. ذهب "عمر" فى اثرها .. ظن أنها ذهبت الى شجرته .. اقترب من الشجرة فسمع صوت شهقات صغيره .. التف حول الشجرة ليجد "ياسمين" جالسه على الجذع تخفى وجهها بكفيها .. وتبكى .. هتف فى لوعه :
- "ياسمين" فى ايه ؟
رفعت رأسها لتراه أمامها .. مسحت عبراتها المتساقطه قائله :
- مفيش حاجه
تفرس فيها وسألها مرة أخرى :
- قوليلى ايه اللى حصل
ردت بحده دون أن تنظر اليه :
- قولتلك مفيش
احتار "عمر" فى تفسير سبب بكائها .. خطر بباله خاطر تألم له قلبه .. هل من المعقول أنها تبكى لفراق زوجها .. أمازالت تحبه .. أتبكيه .. أم تبكى حبها له .. أم تبكى صدمتها فيه .. أم تبكى بعدها عنه .. لم يتحمل حيرته .. سألها بصوت خافت :
- كنتى بتحبيه ؟
رفعت عينيها اليه فى دهشة .. من يقصد .. أيقصد "مصطفى" .. كيف يسألها عن أمر خاص كهذا .. ردت فى حزم قائله :
- لو سمحت اتفضل امشى
قال "عمر" بحده :
- طب ريحينى بس
نهضت قائله بغضب :
- خلاص همشى أنا
ثم تركته خلفها وانصرفت .. كانت الغيره تعصف بكيانه .. أتفكر فيه ؟ .. أتشتاق اليه؟ .. هل من الممكن أن تسامحه يوماً؟ .. هل من الممكن أن ترغب فى العودة اليه يوماً ؟ .. لماذا ترفض التحدث اليه .. لماذا لا تخبره بما فى قلبها وعقلها ليستريح قلبه .. عاد الى مكتبه والغضب على محياه .. وجد "كرم" ينتظر بالداخل .. نظر اليه "كرم" قائلاً :
- فى ايه يا "عمر" ؟
أزاح "عمر" كرسي المكتب وجلس عليه فى عصبيه قائلاً :
- شوفت "ياسمين" بتعيط من شويه سألتها مالك مرضتش تريحنى .
نظر الى "كرم" قائلاً بغضب :
- مش عارف حتى أتكلم مجرد كلام عادى مع البنت اللى بحبها .. مش مديانى أى فرصة أقرب منها
قال له "كرم" :
- "عمر" هى لسه مطلقة امبارح .. وكمان تهديد طليقها ليها .. يعني أكيد مشاعرها متضاربه
نظر اليه "عمر" قائلاً بصرامة :
- وأنا عايز أكون جمبها .. وأخدها فى حضنى .. أقولها متخفيش من حد انا جمبك .. عايز أتأكد ان الحيوان ده ملوش أى مكان دلوقتى فى قبلها .. وانها نسيته تماما
صمت "عمر" قليلا ثم هب واقفاً وهو يقول :
- أنا رايح حالا أطلبها من أبوها
اعترض "كرم" طريقه قائلاً :
- يا ابنى اهدى شوية .. دى لسه مطلقة
قال "عمر" بحده :
- هتجنن يا "كرم" دى مش راضية حتى تتكلم معايا .. عايز أثبتلها انى مش بلعب وانى عايزها بجد .. أنا لحد دلوقتى ماقولتهاش انى بحبها .. هموت وأقولهالها يا "كرم" .. بس خايف أقولها تضايق منى وتفتكرنى بلعب بيها .. عايز أتقدملها دلوقتى .. عشان لما أقولهالها تعرف انى بحبها بجد وعايزها بجد
قال "كرم" :
- يا ابنى وأهلك .. انتى ناسيهم
سأله "عمر" :
- ومالهم أهلى ؟
- مش لازم يعرفوا تفاصيل الموضوع ده .. دول ميعرفوش ان فى موضوع أصلاً
فكر "عمر" قليلا ثم قال :
- معاك حق لازم أستغل الشهر ده لحد ما عدتها تخلص .. أنا هكلم ماما وبابا وأعرفهم انى عايز أخطب .. وأخليهم ييجوا هنا ويتعرفوا عليها .. أهو على الأقل بعد ما الشهر يخلص تكون هى قربت من ماما وماما قربت منها وبقى بينهم علاقة كويسة
قال "كرم" :
- تمام كده .. مش تقولى أطلبها من أبوها فى العده
قال "عمر" بإصرار :
- أنا كدة كدة هكلم أبوها .. مش هستنى لما الشهر يخلص .. عايزها تعرف من دلوقتى انى عايزها .. وكمان عشان أقدر أأقدمها لأهلى ويتعرفوا عليها
- خلاص تمام كده .. رتب انت موضوع أهلك ده
أومأ "عمر" برأسه قائلاً :
- هكلمهم النهاردة ان شاء الله
هاتف "عمر" أهله فى المساء .. لم يتحدث عن أى تفاصيل .. فقط قال لأمه بأنه وجد فتاة أحلامه التى يتمنى الارتباط بها .. ويريدها أن تلتقى مع عائلته ويعرفهم عليها .. كانت والدته سعيدة للغاية .. فلطالما انتظرت اليوم الذى يدق فيه قلب ابنها مرة أخرى .. اتفقا على القدوم بعد ثلاثة أيام .. لن يحضر الأبوان فقط .. بل عمته "ثريا" أيضاً .. انهى المكالمه وهو يشعر بالسعادة فى قلبه .. فها هو يقترب من حلمه شيئاً فشيئاً .. "يــاسمـــيــن"
نادى الخادمة وقال لها :
- عايزك تنضفى البيت والأوض كلها كويس جدا لان أهلى جايين المزرعة وهيعدوا كام يوم

*******************
اقترب "عمر" من "عبد الحميد" الجالس داخل المخزن يدقق فى الدفاتر التى أمامه .. ابتسم "عمر" قائلاً :
- صباح الخير يا عم "عبد الحميد" .. ربا يديك الصحة
هب "عبد الحميد" واقفاً والتف حول المكتب وسلم على "عمر" قائلاً :
- يا صباح النور يا بشمهندس اتفضل
جلسا الإثنان أمام بعضها البعض .. صمت "عمر" قليلا وكأن يستجمع أفكاره ثم نظر الى "عبد الحميد" قائلاً :
- أنا كنت عايز أتكلم مع حضرتك فى موضوع .. موضوع يخص الدكتورة "ياسمين"
قال "عبدالحميد" بلهفه :
- مالها "ياسمين" بنتى
طمأنه "عمر" بإشاره من يده قائلاً :
- متقلقش مفيش حاجه وحشه .. أنا بس كنت عايز أكلمك فى موضوع .. أنا عارف انه مش وقته .. بس على الأقل يبقى فى ربط كلام بينا
قال "عبد الحميد " بقلق :
- خير يا بشمهندس قلقتنى
تنحنح "عمر" ونظر اليه ببعض الحرج قائلاً :
- أنا عارف ان الوقت ممكن ميكنش مناسب .. بس .. أنا عايز أطلب منك ايد الدكتورة "ياسمين"
بهت "عبد الحميد" وفتح فمه فى دهشة .. صمت لفترة وهو يحاول استيعاب ما يسمع .. ثم ردد قائلاً :
- عايز تتجوز "ياسمين" بنتى ؟
ابتسم "عمر" قائلاً :
- يشرفنى انى أطلب ايدها منك يا عم "عبد الحميد"
كان "عبد الحميد" مازال واقعاً تحت تأثير المفاجأة .. فتحدث "عمر" قائلاً :
- زى ما قولت لحضرتك .. أنا عارف ان الوقت مش مناسب .. بس أنا حابب انى أعرفك وأعرفها برغبتى دى من دلوقتى .. وكمان أهلى جايين بعد كام يوم وحابب ان الأسرتين يتعرفوا على بعض .. لحد ما يبقى الوقت مناسب اننا نعمل خطوبة
صمت قليلا ثم قال :
- وبعد اذنك أنا عايز خطوبة وكتب كتاب مع بعض .. والفرح هيكون بعدهم بوقت قصير
تحدث "عبد الحميد" أخيراً قائلاً :
- والله يا بشمهندس أنا اتفاجئت بطلبك .. وأنا عن نفسي مش هلاقى أحسن منك عريس لبنتى .. بس أنا لازم أخد رأيها الأول
قال "عمر" بسرعه :
- طبعاً يا عم "عبد الحميد" .. كلمها وأنا منتظر منك الرد ان شاء الله
ابتسم "عبد الحميد" قائلاً فى حبور :
- اللى فيه الخير يقدمه ربنا
استأذن "عمر" ثم انصرف .. وجدت العبرات طريقها الى عين "عبد الحميد" ورفع رأسه وتمتم قائلاً :
- أحمدك وأشكر فضلك يارب

**********************
- أصلاً من ساعة ما دخلت المزرعة وهى مش طايقانى
هتفت "ياسمين" بهذه العبارة وهى جالسه مع "سماح" فى بيتها .. قالت "سماح" :
- ليه مش طايقاكى
قالت "ياسمين" بحده :
- هى كده من الباب للطاق
ثم استطردت قائله :
- من البداية وهى فاكرة ان فى حاجه بينى وبين البشمهندس "عمر"
نظرت اليها "سماح" بخبث قائله :
- وهو فى حاجه بينك وبينه ؟
هتفت "ياسمين" بغضب :
-"سماح"
- خلاص خلاص كنت بهزر
زفت "سماح" ثم قالت :
- بصى سيبك منها .. ولو عملتلك حاجه تانى قولى لـ "عمر"
هتفت "ياسمين" بحده :
- أقوله ايه ... أقوله فى واحدة من اللى بيشتغلوا عندك فاكرة ان فى حاجه بينى وبينك !
تمتمت "سماح" :
- معاكى حق مينفعش تقوليله كده
ثم نظرت اليها قائله :
- أمال هتعملى ايه
قالت "ياسمين" بحزم :
- مش هسمحلها تتكلم عنى تانى .. وهوقفها عند حدها .. مش عشان طيبة يبقى آخد على أفايا .. لأ بعد كدة هاخد حقى بإيدي
قالت "سماح" بمرح:
- ماشى يا عم الجامد
سمعا صوت مفتاح فى الباب .. فقالت "ياسمين" بدهشة :
- ايه ده .. زوجك ؟
نهضت "سماح" واستقبلت زوجها على الباب وأخبرته أن "ياسمين" بصحبتها توجه الى غرفتهما .. عادت "سماح" لتجد "ياسمين" تنهض قائله :
- همشى أنا بقه يا "سماح"
قالت "سماح" بأسف :
- كل مرة بيتأخر فى الشغل .. النهاردة اليوم الوحيد الى جه بدرى عن معاده
قبلتها "ياسمين" قائله :
- معلش هجيلك وقت تانى
أوصلتها الى الباب قائله :
- المهم متحطيش الموضوع فى دماغك وتخلى البتاعه دى تعكنن عليكي
قالت "ياسمين" :
- لأ خلاص .. هى حسبي الله ونعم الوكيل فيها وخلاص
انصرفت "ياسمين" ودخلت "سماح" الى زوجها الذى قبلها وعانقها قائلاً :
- وحشتينى
ابتسمت قائله :
- انت وحشتنى أكتر .. مش كنت تقولى انك جاى بدرى
- الموبايل فصل شحن معرفتش أكلمك
قبلته على وجنته قائله :
- طب يا حبيبى ثوانى وأحضر السفرة
- تبعها الى المطبخ قائلاً :
- ماشى وأنا هساعدك
ضحكت قائله :
- ايه الهنا اللى أنا فيه ده
ابتسم قائلاً :
- آه بس متخديش على كده
أخذا يعدان السفرة معاً .. وعندما جلسا قال "أيمن" :
- "ياسمين" عاملة ايه دلوقتى
- كويسة الحمد لله .. مبسوطه انها خلصت من اللى كان زوجها
صمت قليلاً ثم قال :
- قوليلى يا "سماح" هو مفيش حاجه كده ولا كده ؟
نظرت اليه قائله :
- كده ولا كده ازاى يعني ؟
قال بخبث :
- يعني الأعدة الحريمي اللى كانت بره من شوية دى .. متقالش فيها حاجه متعلقه بان فى حد مثلا هى معجبه بيه
قالت "سماح"بخبث :
- لأ بصراحه ماقالتليش حاجه زى كده .. بس أنا حابه أسألك هو فى حد معجب بيها ؟
قال بخبث وهى يعاود تناول طعامه :
- الله أعلم
تركت الملعقة من يدها ونظرت اليها قائله :
- "أيمن" بطل غلاسه بأه لو تعرف حاجه قولهالى
ابتسم لها قائلاً :
- اعرف ايه .. كلى يا بنتى كلى
- مش واكله .. فى حاجه انت مخبيها .. ريحنى وقولهالى
- هكون مخبي ايه يعني
- ليه سألتنى عن ان "ياسمين" معجبه بحد
- عادى يعنى
صاحت بغضب طفولى :
- لأ مش عادى .. ريحنى بأه
ضحك بشدة قائلاً :
- يا ستير الستات دول عليهم فضول يودى فى داهية
أمسكت سكينة الطعام ورفعتها قائله :
- قر واعترف أحسنلك
صمت قليلاً ثم قال بجديه :
- طيب هقولك جملة بس متسألينيش عن أى تفاصيل اتفقنا
قالت بجديه مماثله :
- اتفقنا
أخذ رشفة من كوب الماء الموضوع على جانبه ثم قال :
- احتمال يبقى فى خطوبة قريب
كتمت انفعالتها .. ونظرت اليه قائله :
-هسألك سؤال واحد بس
- لأ .. قولنا بدون أسئله
صاحب بصوت طفولى :
- عشان خاطرى يا "أيمن" .. عشان خطرى .. سؤال واحد بس
- قولى يا ستى
نظرت اليه بلهفه قائله :
- "عمر" صح ؟
هتف "أيمن" قائلاً :
- يا سلام .. كدة بأه يبقى ايه التفاصيل اللى أنا مخبيها .. انتى بتستعبطى يا "سماح"
صفقت بيديها وهتفت فى مرح قائله :
- يبقى "عمر"
نظر اليها "أيمن" بغيظ قائلاً :
- أنا غلطان انى فتحت بقى أصلاً
ضحكت "سماح" قائله :
- أنا مفيش حاجه تستخبى عليا يا حبيبى
قال لها "أيمن" بجديه :
- اوعى تقوليلها حاجه .. سيبي "عمر" هو اللى يقولها بنفسه بالطريقة اللى هو شايفها
اتسعت ابتسامتها قائله :
- متخفش هسيبها تتفاجئ .. وأكيد هتبقى أحلى مفاجأة

*************************
دخلت "ريهام" مكتب "كرم" لتقدم له أحد الفاكسات التى وصلته قبل قليل تطلع الى الفاكس وهمت بالإنصراف لكنه استوقفها قائلاً :
- لحظة يا آنسه "ريهام" لو سمحتى
وقفت "ريهام" .. فوقف ولف حول المكتب وأصبح فى مواجهتها ..بدا متردداً قليلا ثم قال :
- عايز أسألك عن حاجه شخصية شوية
قالت ببرود :
- أسفه مش بتكلم فى أمورى الشخصية مع حد
ثم همت ابلإنصراف لكنه استوقفها مرة أخرى قائلاً :
- استنى بس .. مش خاصة بيكي انتى .. خاصة بأختك
قالت لها بدهشه :
- "ياسمين"
- أيوة
سألته بإستغراب :
- مالها "ياسمين"
جلس على المكتب .. ونظر اليها قائلاً :
- يعني كنت عايز أعرف .. يعني فى حياتها حد ؟
قالت بدهشة :
- فى حياتها حد ازاى يعني
-يعني معجبه بحد
صاحت بحدة :
- دى لسه مطلقه مكملتش يومين
زفر "كرم" قائلاً :
- طيب هكلمك بطريقة مباشرة هى لسه حسه بحاجه ناحية جوزها
قالت بسرعة :
-لأ طبعا
تمتم قائلاً :
- ممممممم كويس .. طيب .. يعني ايه رأيها فى الشغل مع "عمر" .. يعني وفى شخصية "عمر" .. بتكلمك عنه ؟
فهمت بفطنتها ما يريد قوله فأسرعت قائله :
- لأ اطلاقا .. مبتجبش سيرته خالص .. وكمان شكلها بتستتقل دمه
هتف "كرم" :
- نعم ؟ .. بتستتقل دمه ؟
قالت بحده :
- أيوة .. وبعد اذنك عندى شغل كتير وحضرتك معطلنى
قالت ذلك ثم التفتت لتنصرف .. أخذ يتابعها بنظراته وهو يضرب كفاً بكف

*************************
دخلت "ريهام" الغرفة لتجد "ياسمين" جالسه على فراشها تقرأ احدى الروايات .. جلست بجوارها قائله :
- أخبار الجميل ايه ؟
ابتسمت "ياسمين" قائله :
- الحمد لله
قالت "ريهام" بخبث :
- عارفه البشمهندس "كرم" سألنى النهاردة عن مين ؟
- عن مين ؟
- عنك
قالت "ياسمين" فى حيره :
- سأل على حاجه فى الشغل
ابتسمت "ريهام" بخبث قائله :
- لأ سأل على حاجه فى قلبك
قالت "ياسمين" بدهشة :
- نعم
ضحكت "ريهام" قائله :
- آه والله .. فضل يسألنى هى معجبه بحد .. فى حد فى حياتها .. بصراحة أول ما قالى كده قلبي وقع فى رجلى افتكرته يقصد نفسه
رفعت "ياسمين" احدى حاجبيها قائله :
- وقلبك يقع فى رجلك ليه بأه ان شاء الله
قالت "ريهام" بتأفف :
- أوووف يا ستى سيبك منى أنا دلوقتى .. خلينا فيكي .. عارفه سألنى قالى ايه .. سألنى رأيك ايه فى البشمهندس "عمر" وبتقولى عنه ايه
قالت "ياسمين" بدهشة :
- سألك كده وش
صحكت "ريهام" قائله :
- آه والله .. وأنا اللي كنت فاكراه خبيث وحويط .. طلع على نياته .. آل فاكرنى هفتن عليكي
قالت "ياسمين" بحده :
- أنا أصلا مبجبش سيرته
- حتى لو كنتى بتجيبي سيرته أكيد مكنتش هقوله
شردت "ياسمين" قليلا ثن قالت :
- كلامه غريب أوى
- أنا كمان استغربت كلامه .. بس قلبي حاسس كده ان ...............
قاطع "ريهام" صوت طرقات على الباب .. فتحت لوالدها .. قامت "ياسمين" واستقبلته مبتسمه .. بادلها والدها الابتسام قائلاً :
- "ياسمين" يا بنتى فى حاجه عايز أقولهالك
- اتفضل يا بابا
كانت "ريهام" تنقل نظرها بينهما هما الاثنان .. قال "عبد الحميد" وابتسامته تتسع على شفتيه :
- جالك عريس النهاردة
نظرت اليه "ياسمين" و "ريهام" فى دهشة .. وهتفت "ريهام" قائله :
- عريس .. مين هو
نظر "عبد الحميد" الى "ياسمين" قائلاً :
- البشمهندس "عمر"
شهقت "ريهام" من الفرحه أما "ياسمين" شعرت بأن قلبها قفز من صدرها من قوة دقاته تصاعدت حمرة الخجل الى وجنتيها والابتسامه تعلو شفتيها حاولت مداراتها لكنها أبت الا وأن تظهر واضحة للعيان أكمل الأب قائلاً :
- هو قالى انه عارف ان التوقيت مش مناسب بس هو عايز موافقة مبدئيه عشان كمان أهله جايين بعد كام يوم حابب يكون فى تعارف بينا وبينهم
كانت تشعر بأنها داخل حلم لذيذ ودت ألا تستيقظ منه أبداً "عمر" طلبها هــى للزواج "عمر" يرغب فى الزواج منها "عمر" يريدها هــى أخذت تردد تلك الكلمات فى عقلها وتحاول استيعابها نظر "عبد الحميد" اليها فى حنان وقد شعر بموافقتها على الفور قال لها فى حنو :
- ها يا "ياسمين" أقول للراجل ايه ؟
أسكتها الخجل فلم تجب .. قالت "ريهام" بسرعة :
- قوله هتفكر يا بابا .. هى أكيد محتاجه وقت تفكر فيه .. ما هو مش سلق بيض يعني .. ده جواز
قال "عبد الحميد" :
-خلاص هبلغه الكلام ده
ثم التفت الى "ياسمين" قائلاً :
- وانتى يا بنتى استخيري ربنا .. ولما توصلى لقرار عرفيني ..
أومأت "ياسمين" برأسها فى خجل .. خرجه والدها .. أغلقت "ريهام" الباب وقفزت لتعانق أختها قائله فى فرح :
- والله كان قلبي حاسس
تركتها "ياسمين" وجلست على السرير فلم تعد قدماها تحملانها .. جلست "ريهام" بجوارها قائله بمرح :
- انطقى يا بنتى قولى حاجه
نظرت اليها "ياسمين" قائله :
- مصدومة يا "ريهام" .. متوقعتش أبدا انه .. يعني أنا فين وهو فين .. متخيلتش أبداً ان ده ممكن يحصل
ثم نظرت الى "ريهام" قائله بلهفه :
- انتى سمعتى اللى أنا سمعته صح .. يعني بابا قال ان البشمهندس "عمر" طلب ايدي
ضحكت "ريهام" قائله :
- الله يسامحك يا "عمر" هبلت البت .. دى كانت زى الفل .. ياعيني عليكي ياختى
قالت "ياسمين" بعدم تصديق :
- أنا حسه انى بحلم يا "ريهام" .. حسه قلبي هيقف .. مش قادرة أصدق .. طيب اشمعنى أنا .. يعني أدامه بنات كتير و أنا ...........
قطعت كلامها .. نظرت "ريهام" اليها قائله :
- ايه فى ايه ؟
قالت لها "ياسمين" بإستغراب :
- "ريهام" ... هو "عمر" يعرف انى فى حكم اللى مكتوب كتابها ؟
- معرفش .. ايه ده .. بس هيعرف منين
قالت "ياسمين" وهى تفكر بعمق :
- أكيد "سماح" قالت لـ "أيمن" .. و"أيمن" قاله
صمتت قليلا ثم قالت :
- ماهو مش معقول يكون اتقدملى وهو فاكر انى اتجوزت بجد
أخرجت هاتفها فى حقيبتها الموضوعه على مقبض السرير خلفها .. ثم اتصلت بـ "سماح" قائله :
- السلام عليكم ازيك يا "سماح"
- وعليكم السلام .. تمام الحمدلله ازيك انتى يا "سمسم"
قالت "ياسمين" بلهفه :
- "سماح" انتى قولتى لـ "أيمن" حاجه عن علاقتى بـ "مصطفى"
- مش فاهمة .. ازاى يعني
- يعني قولتيله ان محصلش حاجه بينا
- ممممم لأ ما قولتلوش حاجه زى كده .. اشمعنى
قالت "ياسمين" بخفوت :
- هبقى أحكيلك .. بس ما تجبيش سيرة الموضوع ده خالص .. اتفقنا
- ماشى اتفقنا .. بس لازم أفهم .. هو نازل كمان شوية .. يخرج وأكلمك
- ماشي .. مع السلامة
- مع السلامة
نظرت الى أختها بدهشة قائله :
- بتقول ما قالتلوش .. أمال هو عرف منين ؟
قالت "ريهام" :
- أكيد معرفش
قالت "ياسمين" بإستغراب :
- ازاى يعنى .. استنى أكيد عرف من المحامى
هتفت "ريهام" قائله :
- مستحيل طبعا دى أسرار يا بنتى مستحيل محامى يخاطر بسمعته ويتكلم فى حاجه شخصيه تخص القضية مع موكل عنده
- بس ده مش أى موكل .. ده صاحب الشركة اللى بيشتغل فيها
- برده مستحيل
اتصلت "ياسمين" بالمحامى .. رأت "ريهام" الإسم فهتفت قائله :
- انتى مجنونه .. هتقولى للراجل ايه
قالت "ياسمين" بإصرار :
- لازم أتأكد
أتاها صوت أستاذ "شوقى" عبر الهاتف :
- ألو
- السلام عليكم يا أستاذ "شوقى"
- وعليكم السلام .. أهلا يا دكتورة "ياسمين"
- أهلا بحضرتك
قالت "ياسمين" بحرج :
- كنت عايزة أسأل حضرتك سؤال
- اتفضلى
- فى حد كلمك سألك عن تفاصيل القضية .. أو حضرتك شرحت التفاصيل لحد
- حد زى مين
- البشمهندس "عمر"
قال الرجل بدهشة :
- لأ طبعا .. ومال "عمر" ومال قضيتك
سألته بإصرار :
- يعني حضرتك متكلمتش معاه فى أى تفاصيل
- اطلاقاً .. أنا مبتكلمش فى تفاصيل أى قضية الا مع صاحبها .. وكمان "عمر" عارف عنى كده كويس .. فمستحيل يوجهلى سؤال زى ده
شكرته "ياسمين" بحرج قائله :
- متشكره أوى .. ومعلش أسفه ازعجتك
- لا ابدا مفيش حاجه يا دكتورة .. مع السلامه
- مع السلامه
نظرت الى أختها بدهشة قائله :
- المحامى ماقالوش
ابتسمت "ريهام" قائله :
- ياااه .. ده شكله بيحبك أوى يا "ياسمين" .. كل ده وفاكرك كنتى متجوزه بجد
ابتسمت "ياسمين" ورقص قلبها داخل صدرها على أنغام تنفسها .. وقضت ليلتها لا يوجد فى عقلها إلا صورة واحده ... "عمر" .. أغمضت عينيها وعانقت وسادتها والابتسامه على شفتيها وتمنت أن تراه فى أحلامها تلك الليلة ...

*************************
استقبل "عمر" أسرته التى وصلت الى المزرعة فى صباح اليوم التالى .. كان لقاءاً مؤثراً بعد طول غياب .. قالت "كريمه" والدته وهى تجلس بجواره على الأريكة :
-اخص عليك يا "عمر" كل دى غيبه .. مفكرتش تنزل القاهرة طول الفترة دى .. ايه موحشتكش
ابتسم "عمر" وقبل رأسها ويدها قائلاً :
- لأ طبعا وحشتيني يا ست الكل .. وعارف انى قصرت فى حقك أوى الفترة اللى فاتت .. ومش هقول أى اعذار وراضى بأى عقاب
ابتسمت وعانقته قائله :
- أيوه ما انت عارف انى قلبي حنين وبتعرف تضحك عليا بكلمتين
التفت اليه والده قائلاً :
- قولى يا حبيبى أخبارك ايه وأخبار المزرعة ايه
ابتسم له "عمر" قائلاً :
- كله تمام يا بابا متقلقش
- مش قلقان يا ابنى .. أنا عارف انى مخلف راجل
بعد دقائق وصلت سيارة عمته "ثريا" يقودها السائق الخاص بها .. فتح لها الباب .. نزلت من السيارة فخرج "عمر" لاستقبالها .. عانقها وقبلها قائلاً :
- ازيك يا عمتو .. حمدالله على السلامة
قالت بعتاب :
- أخيرا افتكرت ان ليك عمه وليك أهل تسأل عنهم ..
- يا عمتو دى لسه ماما مديانى دش من شويه
- تستاهل كده منشفكش طول الفترة دى
- ما أنا كنت بطمن عليكوا بالتليفون
- تليفون ايه .. وانت فين .. ما تشغل ناس عندك يمشولك المزرعة وانت اعد معزز مكرم فى القاهرة
غير "عمر" مجرى الحديث الذى ضايقه قائلاً :
- اتفضلى يا عمتو .. ماما وبابا وصلوا ومنتظرين حضرتك جوه
دخلت مدام "ثريا" .. صعد الجميع الى غرفهم ليرتاحوا قليلا من عناء السفر .. فى موعد الغداء التف الجميع على طاولة الطعام .. وحضر أيضاً "كرم" الذى يعد فرداً من العائلة .. استقبلهم بالرتحاب وشرع الجميع فى تناول الطعام
قالت مدام "ثريا" التى كانت فى مواجهه والد "عمر" على رأس الطاوله :
- قولى يا "عمر" مين البنت اللى عايز تخطبها
ابتسم "عمر" قائلاً :
- طيب يا عمتو نخلص أكل وأكلمكوا عنها
قالت أمه التى كانت تجلس فى المقعد المواجه له :
- احنا بنعرف نسمع كويس واحنا بنتكلم .. ها قولى ده أنا طايره من الفرح من ساعة ما قولتلى .. أخيرا قررت تتجوز وتريح قلبي
ابتسم "عمر" قائلاً لأمه :
- مكنتش أعرف ان عدم جوازى تاعبك كده
قالت له أمه بعتاب :
- انت بتهرج .. أنا قلبي مش هيدوق طعم الفرح الا لما أشوفك انت وعروستك فى الكوشة .. وأشيل أحفادى فى حضنى .. وانت ولا على بالك وحرمنى من الفرحه دى
- اديني أهو يا ست الكل .. هتجوز .. وقريب أوى هتشيلي أحفادك كمان ان شاء الله
سألته أمه مبتسمه :
- اسمها ايه ؟
بادلها الابتسام قائلاً :
- اسمها "ياسمين"
قالت أمه :
- الله .. اسمها حلو أوى
نظرت مدام "ثريا" الى "عمر" قائله :
- ها يا "عمر" .. ما قولتليش مين عيلتها .. حد نعرفه ؟
تنحنح "عمر" ثم نظر اليها قائلاً :
- لأ مش بنت حد نعرفه يا عمتو .. باباها راجل على المعاش كان بيشتغل فى وظيفه حكومية .. ووالدتها متوفيه .. وليها أخت واحده أصغر منها .. وهى .."ياسمين" .. بتشتغل دكتورة بيطرية هنا فى المزرعة .. وأختها كمان سكرتيرة "كرم"
وأشار فى آخر جملة برأسه الى "كرم" الجالس بجواره .. تبادل والده ووالدته النظرات ثم نظروا اليه فى صمت .. لكن وجه مدام "ثريا" ظهر عليه علامات الغضب .. وهتفت قائله :
- يعني ايه بنت موظف فى الحكومة .. وهى واختها بيشتغلوا هنا فى المزرعة
قال "عمر" ببرود :
- ووالدها كمان بيشتغل هنا .. مسؤل عن مخزن العلف
قالت مدام "ثريا" بسخرية :
- ما شاء الله خلصت من "نانسي" وعيلتها .. ووقعت فى "ياسمين" وعيلتها
هتف "عمر" بحده :
- لو سمحتى يا عمتو .. أنا لا عايز أفتكر "نانسي وعيلتها .. ولا عايز حد يتكلم بطريقة مش كويسة عن "ياسمين وعيلتها
قالت بحده مماثله :
- لازم تفضل فاكر "نانسي" .. عشان تقدر تتعلم من أخطائك .. لأنك شكلك وقعت فى نفس الغلط مرة تانية
كان والداه يتابعان ما يحدث فى صمت .. حاول "عمر" تمالك أعصابه ونظر الى عمته قائلاً :
- أنا مش طفل صغير .. أنا راجل وناضج وعندى 38 سنة .. يعني صعب أوى أقع فى نفس الغلط مرتين .. ده بالإضافه ان دى حياتى .. ومن حقى أختار الانسانه اللى هتشاركنى فيها .. وأنا ميهمنيش المستوى المادى لـ "ياسمين" .. طالما احنا الاتنين متفاهمين .. وبعدين لو بنقيسها بالمسطرة يبقى أنا أقل منها فى المستوى الثقافى والعلمى لأنها دكتورة وأنا خريج زراعة
قالت مدام" ثريا" بحنق :
- ده اسمه تهريج .. انت راجل ناجح فى حياتك ورجل أعمال له اسمه وثقله فى مصر .. وانسان مثقف ومتحضر جدا .. وابن عيلة من أكبر العائلات فى مصر .. ازاى تقارن نفسك لوحده بنت موظف وتقول انها اعلى منك
قال "عمر" بحزم :
- وعشان كل اللى حضرتك قولتيه ده ... أعتقد انى ناضج كفاية انى أختار الانسانه اللى أتجوزها
صمتت مدام "ثريا" ووجها محتقن من شدة الغضب .. نظر "عمر" الى "كرم" .. ثم نظر اليهم جميعا وأخذ نفسا عميقا ثم قال :
- وأحب أقولكوا معلومة تانية عن "ياسمين"
نظر اليه الجميع وتعلقت عيونهم به .. صمت قليلا ثم قال بهدوء :
- "ياسمين" مطلقة
شهقت أمه .. ونظرت اليه بدهشة .. أما عمته فقد قامت من مكانها وقالت :
- دى مهزله .. أنا مش ممكن أبداً أوافق على المهزله دى
ثم غادر وصعدت الى غرفتها .. ساد الصمت لفترة .. استأذن "كرم" فى الانصراف وغادر فى صمت .. بعد برهه نظرت اليه أمه قائله :
- مطلقة يا "عمر" ؟
ثم استطردت قائله :
- ليه انت نقصك ايه عشان تتجوز واحدة مطلقه
زفر "عمر" بضيق قائلاً :
- ومالها المطلقه مادام اتظلمت فى جوازتها الأولى
تعالى صوتها قائله :
- وأنا مالى وملها .. ماتتجوز واحد مطلق واتظلم زيها .. لكن ابنى اللى متجوزش قبل كده يتجوزها ليه ؟
قال "عمر" بصرامة :
- يتجوزها عشان بيحبها .. وعشان شاف ان هى دى الإنسانه اللى مناسبه ليه .. وبعدين هى اتجوزت شهر واحد بس .. يعنى ما أعدتش معاه كتير
قالت أمه بحده :
- وايه سبب طلاقها
قال "عمر" ببرود :
- خانها وضربها .. ورفعت عليه قضيه خلع .. وكسبتها من كام يوم
صاحت أمه فى غضب :
- والهانم مقدرتش تستنى حتى لحد ما عدتها تخلص .. قامت لفت على ابنى
قال "عمر" فى غضب :
- ماما لو سمحتى .. انتى بتتكلمى عن الانسانه اللى انا بحبها .. واللى هتجوزها
قامت أمه وقالت بصرامة :
- لو انت اتجوزت البنت دى اعرف انى مش راضيه عنك ولا عن جوازتك دى
غادرت وصعدت الى غرفتها هى الآخرى .. ساد الصمت لفتره .. ثم سأله أبوه قائلا :
- انت واثق فيها هى وأهلها ؟ .. يعنى أقصد سبب طلاقها ؟
أومأ "عمر" برأسه قائلا :
- أيوة يا بابا .. أصلا أستاذ "شوقى" المحامى بتاعنا هو اللى كان متابعلها القضية بتاعتها
أطرق أبوه برأسه قليلا ثم نظر الى "عمر" قائلا :
- انت أدرى بمصلحتك يا ابنى .. وزى ما قولت انت ناضج كفايه عشان تختار شريكة حياتك صح .. لو مكنتش ناضج مكنتش قدرت تكتشف زيف "نانسي" وتتخلص منها
ابتسم "عمر" بوهن قائلا:
- كويس على الأقل واحد من العيله دى واقف فى صفى
ابتسم له أبوه قائلا :
- كل حاجه غير مألوفه بتاخد وقت عشان تخلى اللى أدامك يتعود عليها .. بالصبر وطولة البال تقدر تاخد كل اللى انت عايزه
جلست "كريمة" على الفراش واجمه .. سمعت طرقات صغيره على الباب .. قالت :
- ادخل
دخل "عمر" وأغلق الباب خلفه بهدوء .. أشاحت بوجهها عنه فى غضب .. فوقف قليلا ينظر اليها صامتاً .. قطعت أمه هذا الصمت قائله دون أن تنظر اليه :
- زى ما قولتلك .. عايز تتجوزها اتجوزها .. بس انا لا هبقى راضيه عنك ولا عن جوازتك .. ومعنديش كلام تانى أقوله
نظر اليها "عمر" قائلا:
- وأنا مش هعمل حاجه انتى مش راضيه عنها
نظرت اليه أمه مبتسمه .. فأكمل بحزم قائلا :
- بس لو متجوزتش "ياسمين" مش هتجوز غيرها
قالت أمه بدهشة :
- يعنى ايه ؟
قال بهدوء وحزم :
- يعنى لو رفضتى جوازى منها .. تنسي تماما موضوع جوازى ده وترميه وره ضهرك .. لانى لو متجوزتهاش مش هتجوز أبداً .
قال ذلك ثم فتح الباب وخرج بهدوء .. تنهدت "كريمة" تنهيده حسره ممزوجه بــ.... الحيرة.


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-15, 04:15 AM   #29

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البارت 27

جلس "عمر" فى مكتبه واجماً يفكر فى العاصفة التى ثارت فى منزله الليلة الماضية ..لم يكن لديه أدنى استعداد للتنازل عن "ياسمين" .. لكنه أيضاً يريد من عائلته أن تتقبل زواجه منها .. وأن يباركون هذا الزواج .. كان شارداً .. عندما طرق "كرم" الباب ودخل وجلس أمام "عمر على المكتب .. نظر اليه قائلاً :
- متضايقش نفسك .. أصلاً أنا كنت متوقع حاجه زى كده
سأله "عمر" قائله :
- ليه توقعت كده ؟
- يعني أكيد أهلك عايزينلك بنت متكنش اتجوزت قبل كدة ويكون مستواكم متقارب
صاح "عمر" بحده :
- ما أنا كنت خاطب اللى متجوزتش قبل كده .. واللى كانت من نفس مستوايا .. خدت منها ايه غير قلة الأدب والخيانة والطمع والإستغلال
هدءه "كرم" قائلاً:
- "عمر" أنا فاهم كل اللى انت بتقوله ده .. أنا بكلمك عن وجهة نظرهم هما
قال "عمر" بحزم :
- لازم تتغير .. وجهة نظرهم دى لازم تتغير
- وهتغيرها ازاى ؟
زفر فى ضيق قائلاً :
- معرفش بس لازم تتغير .. أنا قولت لأمى امبارح أنا مش هعمل حاجه غير برضاكى .. بس لو متجوزتش "ياسمين" مش هتجوز أبداً ..
قال "كرم" :
- الله ينور عليك .. هو ده الكلام اللى هيجيب مع أمك .. بس المشكلة فى الراسين الكبار .. أبوك وعمتك
- لأ بابا معندوش اعتراض .. هو طول عمره مبيرضاش يجبرنى على حاجه .. وبيثق فى قراراتى
صاح "كرم" فى مرح :
- كده فل أوى .. باقى بأه عمتك
قال "عمر" بضيق :
- أنا مش هاممنى توافق ولا متوافقش .. هى مبتفكرش غير فى اسم عيلتها بس .. لا بتفكر فيا ولا فى اللى يريحنى .. هى على طول مناخيرها فى السما .. حتى فى تعاملاتها وصداقاتها العادية مبترضاش تتعامل إلا مع ناس من نفس مستواها .. عارف عصر البشوات والبكوات .. أنا حاسس ان عمتو لسه عايشه فيه لحد دلوقتى
- طيب تمام طالما مش همك رأيها ... كبر يا باشا
- أنا كان نفسي طبعا انها تكون مرحبة بـ "ياسمين" .. لكن طالما هى شايفه ان جوازى منها مهزلة .. خلاص هى حره
ابتسم "كرم" قائلاً :
- هى أصلا طول عمرها منمره عليك لبنتها
قال "عمر" متحكماً :
- أهو بنتها دى نسخه مصغره منها .. لو فاكرانى فى يوم هفكر فيها تبقى بتحلم وهتفوق على كابوس .. ما كانت أدامى قبل "نانسي" مخطبتهاش ليه .. مش هاجى دلوقتى وأرمى نفسي الرمية السودة دى .. وبعدين أنا بعتبر " ايناس" دى اختى .. عارف يعني ايه اختى .. يعني مستحيل افكر فيها بشكل تانى
هنا طرق "أيمن" الباب ودخل ... علم من "عمر" ما حدث ليلة أمس .. فقال :
- انت غلطان يا "عمر" مكنش لازم تكلم أبوها الا بعد ما تكلم أهلك الأول
قال "عمر" بحدة :
- "أيمن" .. أنا هتجوز "ياسمين" .. بابا وموافق .. وأمى أنا هعرف أقنعها ازاى .. وميهمنيش رأى أى حد تانى
نظر اليه "أيمن" قائلاً :
- بس عمتك ممكن تسببلك مشاكل مع عيلة "ياسمين" خاصة انت ناوى تجمعهم مع بعض وتعرفهم ببعض
زفر "عمر" بضيق قائلاً :
- وهو ده اللى أنا خايف منه .. "ياسمين" حساسه أوى .. ومعتزة بكرامتها أوى .. وخايف عمتو تقول كلمة تضايقها
قال "أيمن" :
- خلاص يبقى أجل المقابله دى دلوقتى لحد ما الوضع عندك يهدى .. لأن لو العيلتين التقابلوا فى ظل التوتر ده .. هتكون النتيجة مؤسفه
أومأ "عمر" برأسه قائلاً :
- معاك حق .. هأجل المقابله دى لحد ما الجو يهدى شويه .. وربنا يهديهم ويوافقوا .. عشان متحصلش مشاكل .. لان اللى هيجرح "ياسمين" بكلمة أنا مش هسكتله
ابتسم "أيمن" قائلاً :
- شكلك بتحبها أوى
نظر اليه "عمر" قائلاً والابتسامه على شفتيه :
- بحبها بجد
قال "أيمن" :
- وهى بنت حلال وأنا واثق انك مش هتلاقى أحسن منها ..
نظر "أيمن" بنظرة ذات معنى الى "كرم" قائلاً :
- هى وأختها بصراحة بنتين ميتسابوش
صاح "كرم" :
- لا كله كوم وأختها دى كوم تانى خالص .. ده أنا لا شوفت زيها ولا هشوف
قال له "أيمن" بتحدى :
- تنكر انها بنت جدعة ومحترمة ومؤدبة وشخصيتها قوي
ابتسم "كرم" قائلاً :
- بصراحة منكرش .. ومنكرش كمان ان شخصيتها عجبانى .. مجننانى بس عجبانى
رفع "عمر" احدى حاجبيه قائلاً بإبتسامه :
- والله
نهض "كرم" وصاح وهو يغادر الغرفة :
- ايه فى ايه .. بقول شخصيتها عجبانى .. مش هى عجبانى

*******************
كان هذا الصباح أيضاً مختلفاً بالنسبة الى "ياسمين" .. كانت تشعر بأنها فى حلم جميل .. تخشى أن تستيقظ منه .. مازالت لا تصدق ما أخبرها به والدها منذ يومين .. منذ يومين وهى ترفرف بجناحيها فى سماء السعادة .. شعرت بأن أيام بؤسها ولت مدبره .. وأيام فرحها أتت مستبشره .. كانت شارده عندما ناداها دكتور "حسن" قائلاً :
- دكتورة "ياسمين"
ذهبت اليه مسرعه قائله :
- أفندم يا دكتور
أعطاها ملفاً وقال لها :
- ممكن لو سمحتى تدى تقرير آخر الاسبوع للبشمهندس "عمر" فى مكتبه .. وعرفيه النواقص اللى اتكلمنا فيها مع بعض امبارح .. لاننا محتاجينها ضرورى
أخذت الملف قائله :
- حاضر يا دكتور
ذهبت وهى تقدم قدماً وتؤخر الأخرى .. كانت متلهفه على رؤيته .. لكنها متوتره للغايه .. تخشى أن يصدر منه ما يضايقها .. لكن لهفتها غلبت خوفها .. طرقت الباب ثم فتحته ودخلت .. كان "عمر" جالساً مع "أيمن" .. فحمدت الله على ذلك .. تقدمت قائله :
- ده التقرير الاسبوعى يا بشمهندس
ابتسم لها "عمر" ونظر اليها بإعجاب لم يحاول حتى أن يخفيه .. أخذه "عمر" قائلاً :
- متشكر
لم تجد صوتاُ تخبره به بالنواقص كما طلب منها دكتور "حسن" ودت لو هربت من أمامه فى التو واللحظة .. كانت حمرة الخجل تزين وجنتيها .. تأملها "عمر" فى اعجاب للحظة قبل أن تستأذن لتنصرف ..ظل "عمر" محتفظاً بإبتسامته حتى بعد انصرافها .. قال له "أيمن" مازحاً :
- ايه يا عم روحت فين
سأله "عمر" بنفس الابتسامه :
- تفتكر ممكن ترضى بكتب الكتاب مع الخطوبة .. ولا هتخاف ؟
قال "أيمن" مطمئناً اياه :
- اطمن حتى لو موفقتش .. معتقدش الخطوبة ممكن تطول .. بصراحة أنا شايفكوا لايقين لبعض أوى
قال "عمر" بمرح وهو يفتح التقرير الذى أمامه :
- طيب يلا على مكتبك يا "باشمهندس" خليني أشوف شغلى
قال "أيمن" مبتسماً :
-دلوقتى نفسك اتفتحت للشغل .. ماشى ربنا يهنيك يا سيدى

********************
عكفت "ياسمين" مع زميلتها "ولاء" على انهاء التقارير اليومية .. كانت "ولاء" تعمل منذ سنوات فى المزرعة .. فى نفس القسم الذى تعمل به "ياسمين" .. اقتصرت علاقتهما طوال الفترة الماضية على التعاون فى أداء عملهما .. لم تسبب لها "ولاء" أى مشاكل .. ولم يكن أى ملاحظات سلبيه عليها .. كانت فتاة بسيطة مثلها .. تعيش فى نفس القرية الموجود بها المزرعة .. ابتسمت "ياسمين" قائله :
- وأخيراً خلصنا
تمطعت "ولاء" لتريح آلام ظهرها من طول الجلوس قائله بتعب :
- ياه .. النهاردة كان يوم متعب جدا
- معلش .. أدينا خلصنا
قالت "ولاء" بتأفف :
- كتابة التقارير كل يوم حاجه مملة جداً
قالت "ياسمين" وهى تنهض لتحضر حقيبتها :
- معلش بس لازم نكتبهم كل يوم .. أحسن ما نراكمهم لآخر الاسبوع .. يلا سلام أشوفك بكرة
أوقفتها "ولاء" قائله :
- استنى يا "ياسمين" عايزاكى
التفتت اليها "ياسمين" تنظر اليها قائله :
- خير ؟
بدت "ولاء" متردده قليلا .. ثم عزمت أمرها وقالت :
- ممكن نعد نتكلم مع بعض شوية
قالت "ياسمين" بإستغراب :
- آه طبعا
جذبت "ياسمين" كرسي وجلست بجوارها .. ساد الصمت لبرهه .. بدت وكأن "ولاء" تحاول استجماع أفكارها .. فحثتها "ياسمين" قائله :
- خير يا "ولاء" .. فى حاجه خاصه بالشغل
- لأ مش خاصه بالشغل
- أمال خاصه بايه
نظرت اليها "ولاء" وقالت بهدوء :
- خاصه بيكي انتى
قالت "ياسمين" بدهشة :
- بيا أنا
- أيوة
- طيب .. قولى
نظرت "ولاء" اليها قائله :
- هتكلم معاكى بس مش عايزاكى تقاطعيني غير لما اخلص كلامى .. اتفقنا ؟
أومأت "ياسمين" برأسها وهى توليها كل انتباهها .. تحدثت "ولاء" بهدوء قائله :
- أنا شغاله هنا فى المزرعة من 3 سنين .. يعني عارفه الناس اللى هنا كويس .. وأولهم ... "عمر"
نظرت اليها "ياسمين" بدهشة .. لكنها لم تقاطعها .. فأكملت "ولاء" قائله :
- زيي زي بنات كتير هنا .. طبعا "عمر" راجل بنات كتير يتمنوه .. بس الموضوع كان تطور معايا أوى .. مبقاش اعجاب أو حلم بشخص ... أنا حبيته بجد
قالت جملتها الآخيرة وهى تنظر فى الأرض وكأنها تخجل من هذا الإعتراف .. ثم أكملت قائله :
- هو طبعا مكنش حاسس بيا .. ولا كان شايفنى أصلاً .. لانى طبعاً مش من البنات اللى يجذبوا انتباه واحد زى ده .. وأنا مش من البنات اللى تحاول تجذب انتباه راجل ليها .. حتى لو كنت بحبه وبموت فيه .. وعشان كده حبي فضل محبوس فى قلبي محدش يعرف عنه حاجه .. مبتدتش أفوق من الوهم اللى كنت معيشه نفسي فيه إلا لما عرفت انه خطب .. ما أقولكيش الدنيا اسودت فى عنيا ازاى .. بس حمدت ربنا .. لان ده صحانى وفوقنى .. وحسسنى انى بضيع عمرى وأحلى أيامى فى حب من طرف واحد .. حب ملوش أى مستقبل .. حب أنا الوحيدة اللى بدوق عذابه .. بس كان فى فضول جوايا انى أشوف خطيبته .. وفضلت أسأل نفسي يا ترى شكلها ايه .. يا ترى لبسها ازاى .. يا ترى يا ترى .. وبعد فترة من خطوبته جاب خطيبته هنا المزرعة تقضى كام يوم هى وأهلها .. لما شوفتها عرفت ان حبي ليه مكنش مستحيل بس .. لا ده كان من رابع المستحيلات
صمتت فسألها "ياسمين" قائله :
- ليه ؟
أكملت "ولاء" بنفس الهدوء وهى تنظر الى "ياسمين" :
- بصراحة مش لاقيه وصف مناسب ليها إلا وصف النبي صلى الله عليه وسلم (نساء كاسيات عاريات) .. على أد ما كنت بحبه على أد ما احتقرته أوى .. مش غيره منى عشان خطب غيري .. لأ .. عشان خطب دى بالذات واختار دى بالذات .. هى دى اللى شفها انها زوجه مناسبه له .. اتصدمت فيه بجد .. كنت فاكراه انسان عاقل وناضج .. طلع زى رجاله كتير أوى ما بيجروش الا ورا رغباتهم وبس .. عايز البنت الصارخة الجمال اللى يتباهى بيها وسط الناس .. يعني واحد معندوش أى نخوة .. ومش لاقيه وصف مناسب ليه الا وصف النبي صلى الله عليه وسلم : (ديوث) ..
ارتجف قلب "ياسمين" من هول الكلمة .. أكملت "ولاء" بسخريه :
- طبعا هو كان ماشى معاها وفرحان بيها .. بشكلها وبلبسها اللى هيتقطع من كتر ما هو ضيق عليها .. وماشى معاها فى المزرعة يفرج الناس عليها وكأنه بيقولهم المزة دى خطيبتى
صمتت قليلا ثم قالت :
- عارفه لما شوفتهم مع بعض حمدت ربنا انه كشفه أدامى وشوفت اللى جواه لانى كنت مخدوعه بالظاهر راجل وجدع ومستوى وابن ناس ومتعلم ويعتمد عليه وواثق فى نفسه وشخصية جباره بس عارفه على الرغم من كل ده الا انه انسان سطحى أوى بيهتم بالمظاهر وبس والجواز بالنسبه له واحده حلوة تكون على الفرازه عشان مزاجه وبس لان ده لو بيفكر فى بيت وأسرة وعشرة وأولاد وتربية ومسؤليه وربنا وحساب وجنه ونار مكنش اختار واحده زى دى واتبسطت من اللى هى عملاه فى نفسها حمدت ربنا انه فوقنى من الوهم ده ..
كانت "ياسمين" تستمع اليها فى وجوم .. نظرت اليها "ولاء" وأكملت قائله :
- عارفه أنا عمرى ما خرجت اللى فى قلبي ولا قولت الكلام ده لحد .. بس عارف قولتلك انتى بالذات ليه ؟
نظرت "ياسمين" اليها مستفهمه .. فأكملت قائله :
- لانى حساكى ماشيه فى نفس الطريق اللى كنت ماشيه فيه .. صحيح تصرفاتك محترمه والشهاده لله ما شوفتش أى تصرف أو كلمة غلط صدرت منك .. بس بيبقى واضح أوى على وشك لما بتشوفيه انك حسه بحاجه نحيته
أطرقت "ياسمين" رأسها فى خجل .. فأكملت "ولاء" قائله :
- أنا كنت موجودة فى الاستراحه يوم ما الدكتورة "مها" عملت فيكي الفصل البايخ ده بصراحة "مها" دى مبحبهاش واحتقرتها أكتر من اللى عملته فيكي ابعدى عنها أحسن يا "ياسمين" وكمان "شيماء" متثقيش فيها هى آه مش زى "مها" بس من النوع اللى ما بتنصفش حد يعني معاكوا معاكوا عليكوا عليكوا
صمتت "ياسمين" للحظات ثم سألتها قائله :
- تعرفى ليه خطوبتهم اتفسخت ؟
تنهدت "ولاء" قائله :
- بصراحة لأ .. بس اخر يوم كانوا فيه فى المزرعة كان باين عليهم انهم متخانقين .. و "عمر" كان مضايق جدا .. وهى كمان .. مكنتش راضية تركب جميه وشوفت مامتها بتزقها عشان تركب أدام .. واضح ان فى مشكلة كبيرة حصلت بينهم .. لكن ايه هى الله أعلم
صمتت قليلا ثم قالت :
- فى نفس اليوم "عمر" عمل حادثة بالعربية وهما راجعين القاهرة
هتفت "ياسمين" بدهشة :
- حادثه ؟
- أيوة .. وفى الحادثة دى باباها اتوفى .. وبعدها بفترة عرفنا ان الخطوبة اتفسخت .. بس لحد دلوقتى منعرفش اتفسخت ليه .. بس اللى عرفته ان باباها طلع مديون .. وكل أملاكهم البنك حجز عليها .. حتى الجرايد كتبت عن الموضوع ده لانه كان رجل أعمال كبير
شردت "ياسمين" فى كلام "ولاء" .. فأخرجتها "ولاء" من شرودها قائله :
- وفى حاجه كمان حابه أقولهالك عشان أبقى خلصت ضميري أدام ربنا
قالت "ياسمين" بوهن :
- اتفضلى
أكملت "ولاء" قائله :
- بعد الحادثة وبعد ما الخطوبة اتفسخت .. "عمر" جه واستقر هنا .. وبعد فترة سمعنا اشاعات عنه
قالت "ياسمين" بإستغراب :
- اشاعات ايه ؟
قالت "ولاء" :
-كان فى هنا غفير اسمه "عويس" .. وكانت مراته "صفية" بتشتغل فى بيت المزرعة .. فجأة اختفوا هما الاتنين ومحدش يعرف طريقهم
صمتت قليلاً ثم قالت بشئ من التردد :
- سمعنا ان "عمر" كان على علاقة بـ "صفية".. و"عويس" اكتشف الموضوع وخد مراته ومشى من المزرعة .. معرفش مشوا بنفسهم ولا "عمر" طردهم .. ومعرفش أصلا القصة دى صح ولا لأ أنا مشوفتش حاجه بنفسي .. بس فى كلام كتير فى الموضوع ده .. احنا هنا فى بلد أرياف وأنا عايشة فى البلد دى والبلد صغيره والكل عارف بعضه .. عشان كده مفيش حاجه بتستخبى
كانت "ياسمين" تستمع اليها وعلى وجهها علامات دهشة ممزوجة بالألم
نظرت اليها "ولاء" فى حنو قائله :
- اللى أنا شيفاه على وشك دلوقتى بيدل على انى كان عندى حق .. وانك فعلا حسه بحاجه نحيته والا مكنش كلامى زعلك كده .. ربنا يعلم انى ماقولتش الكلام ده الا عشان مش عيزاكى تتجرحى .. أو يتلعب بيكى .. خاصة وانى واخده بالى ان "عمر" مهتم بيكي .. وواخده بالى من نظراته نحيتك .. أنا مكنش فى خوف عليا .. لانه مكنش حاسس بيا أصلاً .. لكنى لما حسيت انه بيحاول يقربلك .. خفت عليكي .. قولت لازم أنبهك ..
قامت وحملت حقيبتها قائله :
- أنا مضطرة أمشى دلوقتى عشان اتأخرت .. أشوفك بكرة ان شاء الله
قالت ذلك وغادرت .. وظلت "ياسمين" مكانها شاردة واجمه.

***********************
التف الجميع حول طاولة العشاء فى بيت المزرعة .. ساد الصمت طويلاً .. ظلت "كريمة" ترمق ابنها الجالس أمامها بنظراتها بين الحين والآخر .. قطعت أمه هذا الصمت قائله :
- نسيت أسألك ايه الحرق اللى فى ايدك ده يا عمر
ألقى "عمر" نظرة على الحرق فى يده وتحسسه قائلاً :
- عقاب
قالت بدهشة :
- عقاب
قال بمراره وقد شرد قليل :
- أيوة عقاب .. عقاب من ربنا
قاطعت مدام "ثريا" حديثهم قائله:
- "ايناس" جايه بكرة
التفتت "كريمة" اليها قائله بإبتسامه :
- كويس
قالت مدام "ثريا" بلهجة قوية :
- كانت جايه أصلاً عشان تتعرف على عروسة "عمر" .. بس بما ان الموضوع اتقفل .. هتيجي تعد يومين ونرجع سوا
ترك "عمر" الملعقة من يده بحده ونظر الى عمته قائلاً :
- أنا ما قولتش ان الموضوع اتقفل
توتر الجو .. قالت مدام "ثريا" بحده :
- يعني ايه ؟
نظر اليها "عمر" بحزم قائلاً :
- يعني أنا هتجوز "ياسمين" .. الموضوع متقفلش
ثم نظر الى والدته نظره ذات معنى قائلاً :
- يا هى .. يا مفيش جواز
صاحت عمته غاضبة :
- أنا مش فاهمة انت ليه مصر عليها .. هو اللى خلقها مخلقش غيرها
حاول "عمر" تمالك أعصابه .. لكن كلمات خرجت بحده شديدة :
- أنا مش فاهم انتوا ليه حكمتوا عليها من قبل ما تشوفوها .. مش تشوفوها الأول وتعدوا معاها وبعدين تقرروا هى مناسبه ولا مش مناسبه .. رغم ان القرار ليا بس برده انتوا عيلتى ويهمنى ان العلاقه بينكوا وبين الانسانه اللى اخترها تكون كويسه
قالت أمه ببرود :
- نشوفها أو منشوفهاش ده مش هيغير واقع انها مطلقه
أضافت عمته فى عصبيه :
- وبنت موظف على المعاش يعني لا ليها أصل ولا فصل
قام "عمر" من فوره غاضباً وأزاح كرسيه وقال :
- كفاية لحد كدة سمعت بما فيه الكفاية
خرج غاضباً من البيت وتوجه الى سيارته .. ركب بعصبيه ثم انطلق خارج المزرعة
ساد الصمت فى حجرة الطعام وتوقف الجميع عن تناول طعامهم .. قال "نور الدين " موجهاً حديثه لزوجته وأخته :
- انتوا ليه مصريين تخسروه ؟
نظرت اليه أخته بحده قائله :
- يعني انت عاجبك اللي ابنك عايز يعمله ده
قال بحده مماثله :
- وهو عايز يعمل ايه .. يتجوز على سنة الله ورسوله .. ايه المشكلة فى كده
ظهرت علامات الغضب على وجه "كريمه" وقالت :
- عايز يتجوز واحده مطلقه
- وايه المشكله يعني ؟ .. طالما شايف انها مناسبه ليه .. وطالما ان جوازتها الأولى كان الغلط من جوزها مش منها .. وكمان جوازها كان شهر واحد زى ما قالنا
قالت "كريمه" بإستغراب:
- يعني انت موافق ؟ .. موافق ان ابنك الوحيد يتجوز واحده كانت متجوزه قبل كده
قال بحزم :
- أيوة موافقه .. لان دى حاجه تخصه هو لوحده ملناش اننا نتدخل فيها .. وابنك راجل مش عيل صغير .. بيدير مجموعة شركات كبيرة فى مصر .. مش هيقدر يدير حياته ؟
قالت "كوثر" فى غضب مكتوم :
- انتوا حريين وافقوا زى ما انتوا عايزين .. أما أنا فمش ممكن أبارك الجوازه دى .. عنده مليون بنت مش لاقى الا دى ويختارها .. ليه من قلت البنات فى البلد .. واحدة زيها تيجي ايه جمب بنتى "ايناس" عشان يسيبها ويبص لبره .. "ايناس" مش عجباه .. والست اللى سبق لها الجواز هى اللى عجباه
نظر اليها "نور الدين" قائلاً ببرود :
- هو حر .. يختار البنت اللى على مزاجه .. اذا كانت البنت دلوقتى مبتتغصبش على الجواز .. هنيجى نغصب الولد
قالت "ثريا" بتعالى :
- ويتغصب ليه .. هى "ايناس" دى فى زيها .. بنت عيله وأدب وأخلاق وجمال ومال وحسب ونسب .. يعني لقطة أى شاب يتمناها
قالت "كريمة" مبتسمه تحاول تلطيف الجو :
- طبعا دى "ايناس" دى ست البنات
قالت لها "ثريا" بتهكم :
- قولى لابنك .. بدل ما يبص بره العيله .. احنا أولى بلحمنا
قالت ذلك ثم انصرفت غاضبه الى غرفتها

دخل "أيمن" الأنتريه وقدم الى "عمر" صنيه موضوع عليها شاى وطبق من الكيك .. ونظر الى صحبه قائلاً :
- دوق بأه الكيك ده .. حاجه كده عمرك ما دوقت زيها فى حياتك
تناول "عمر" رشفه من فنجانه وظل صامتاً .. نظر اليه "أيمن" قائلاً :
- أنا كنت متوقع كده
نظر اليه "عمر" قائلاً :
- انت هتقولى زى "كرم" .. هو كمان كان متوقع كده .. اشمعنى أنا الوحيد اللى متوقعتش كده
أخذ "أيمن" فنجانه ورجع الى الوراء قائلاً :
- للأسف احنا فى مجتمعنا شويه أفكار متخلفة عايزه بنزين وعود كبريت ويتولع فيها .. دايماً يُنظر للمرأة المطلقة بدنيويه كأنها مش زى باقى النساء .. حتى لو سبب الطلاق مش منها .. برده لازم يتبصلها البصه دى .. وكل أم بتبقى هتجنن لو ابنها قال ان عايز يتجوز واحده اتجوزت قبل كده على الرغم ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج الا واحدة بس بكر وهى أمنا عائشة رضى الله عنها وباقى أمهات المؤمنين كانوا متزوجات قبل كده وأولهم أمنا خديجه رضى الله عنها اللى النبي صلى الله عليه وسلم قال (انى رُزقت حبها)
تمتم "عمر" :
- عليه الصلاة والسلام
تنهد عميقاً ثم قال :
- أنا كمان مكنتش أتخيل فى يوم من الأيام انى ممكن أتجوز واحده اتجوزت قبل كده .. بس بجد حبيتها يا "أيمن" .. كل حاجه فيها عجبانى .. هى دى الزوجة اللى أتمناها فعلاً .. فاكر لما قولتلى انك مش بتدور على زوجة وبس .. انت بتدور على أم لولادك كمان
أومأ "أيمن" برأسه .. فأكمل "عمر" قائلاً :
- أهو انا شايف "ياسمين" مش بس زوجه .. شايفها أم لولادى .. وصاحبه .. وحبيبه .. وأخت .. وصديقه .. وكل حاجه فى دنيتي .. بجد بحبها أوى .. ومش هرتاح الا لما تكون ليا
ابتسم "أيمن" قائلاً:
- ان شاء الله هتكون ليك .. بس انت اصبر شوية .. وبلاش صدام بينك وبين أهلك .. لحد ما يتقبلوا الأمر ان شاء الله ..بس قول يارب
تمتم "عمر" قائلاً :
- يارب .. يارب تكون من نصيبي

*******************
كان يقف يعطى تعليماته لأحد العمال عندما وجدها فجأة تقف أمامه .. صرف العامل ثم توجه ناحيتها قائلاً :
- "نهلة" .. ايه اللى جابك هنا
قالت "نهلة" ببرود :
- عايزة أتكلم معاك
قال لها بتأفف :
- مش فاضى .. عندى شغل
قالت بحده :
- دلوقتى يا "مصطفى"
ثم استطردت قائله وفى عينيها نظره محذره :
- حالاً
ذهبا الى حيث مكتبه وطلب من زميله مغادرة المكتب للحظات .. أغلق الباب ونظر اليها قائلاً ببرود :
- خير فى ايه ؟
نظرت اليه قائله :
- أنا حامل
اتسعت عينا "مصطفى" دهشه وهتف قائلاً :
- نعم ياختى
قالت بحزم :
- بقولك أنا حامل
صمت قليلاً يحاول استيعاب الأمر ثم نظر اليها قائلاً بحده :
- وأنا ايه يضمنلى انك حامل منى أنا .. انتى أصلا واحدة تييييييييييييت .. روحى شوفى مين أبوه أنا مش ممكن أعترف بيه
صاحت "نهلة" بحده :
- آه يا تييييييييييييت .. انت عارف ان محدش لمسنى غيرك
قال بسخرية :
- لا مش عارف .. وأنا ايه يثبتلى كلامك ده
قالت بصرامة :
- بسيطة يا بشمهندس .. تحليل صغير للـ dna يتعمل وفى خلال شهر واحد بتطلع النتيجه
بُهت "مصطفى" .. فأكملت "نهله" قائله :
- ولو رفعت بالتحليل ده قضية هقدر بكل سهولة انى أثبت انه ابنك وأكتبه بإسمك كمان
جلس "مصطفى" فلم تعد قدماه تحملانه .. أخذ يتخيل كلام من حوله عندما تُلطخ سمعته بهذا الشكل .. قال بوهن :
- والمطلوب دلوقتى
قالت "نهلة" بقسوة :
- المطلوب اننا نتجوز
قفز من مقعده صائحاً :
- نعم يا روح أمك
قالت "نهلة" بلهجة تهديد :
- اعملها بمزاجك أحسن من الفضيحة فى المحاكم .. ده غير الفصيحة اللى هعملهالك هنا فى شغلك وعند بيتك .. مش هخلى حد الا ويتف فى وشك
صرخ قائلاً :
- وهتفضحى نفسك انتى كمان
قالت بمراره :
- أنا كده كده خلاص اتفضحت يعني عليا وعلى أعدائي
صمت يحاول استيعاب الموقف .. ثم نظر اليها قائلاً :
- وأهلك هتقوليلهم ايه على الجوازه السريعة دى
قالت بسخريه :
- أهلى ؟ .. انت عارف ان اخواتى كلهم متجوزين وكل واحد فى حاله محدش بيسأل عنى ولا أصلا أفرق معاهم فى حاجه مليش الا أمى ودى ما هتصدق تخلص منى والبيت يفضى عليها هو وجوزها
قال بسخريه :
- مرتبه كل حاجه يعني
نظرت اليه قائله بلهجة تهديد :
- آخر الاسبوع تكون كتبت عليا يا "مصطفى" .. وإلا وديني وما أعبد لهتشوف منى اللى يشيبك قبل أوانك .. وانتى عارف "نهلة" لما بتقول حاجه مبتقولهاش على الفاضى .. بتنفذ على طول
خرجت وتركته يتخبط بين الحيرة والحسرة والندم والغضب

**********************
جلست "ياسمين" فى غرفتها واجمه .. تفكر فيما سمعته من "ولاء" ومن قبلها "شيماء" .. كان عقلها مشتت للغايه .. لكن الشئ الوحيد الأكيد .. هى أنها تريد زوجاً بصفات معينه .. ولن تتنازل فى هذه الصفات أبداً .. فى صباح اليوم التالى ذهبت الى عملها كالمعتاد .. استقبلتها "ولاء" بالإبتسام .. فبادلتها "ياسمين" الإبتسام ..بدأت فى أداء عملها بتركيز وفى صمت .. وفجأة وجدت سيدة تقف أمامها .. كان يبدو من ملابسها أنها سيده راقيه .. لكن لم يعجب "ياسمين" نظرة التعالى التى تتطلع بها اليها .. اقتربت منها المرأة قائله :
- انتى مدام "ياسمين" ؟
قالت "ياسمين" بصوت خافت وهى تشعر بالحيره لمعرفة تلك السيدة بإسمها :
- أيوة أنا "ياسمين"
نظرت المرأة اليها من رأسها الى أخمص قدميها وكأنها تتفحص جاريه فى سوق الجوارى احمرت وجنتا "ياسمين" من الغضب .. وعادت الى اكمال عملها متجاهله تلك المرأة التى ترمقها بنظرات وقحه .. اقتربت منها المرأة أكثر قائله :
- أنا عمت "عمر الألفى "
نظرت اليها "ياسمين" بدهشه وقد صدمت عندما علمت بشخصيتها .. أكملت مدام "ثريا" بنبره متعاليه :
- جيت أشوف البنت اللى "عمر" عايز يدخلها عيلتنا
احمرت وجنتا "ياسمين" مرة أخرى لكن هذه المرة خجلاً .. وابتسمت لمدام "ثريا" قائله :
- أهلا وسهلاً بحضرتك .. نورتى المزرعة
قالت مدام "ثريا" بنفس النبرة المتعاليه :
- اللى عرفناه من "عمر" .. ان انتى ووالدك وأختك بتشتغلوا هنا فى المزرعة
أومأت "ياسمين" برأسها قائله :
- أيوة فعلا
- طيب أنا هتكلم معاكى من الآخر .. لان طبعى انى واضحه وصريحه ومبحبش اللف ولا الدوران
شعرت "ياسمين" بالقلق .. قالت :
- اتفضلى
قالت مدام "ثريا" بهدوء وحزم :
- طبعا انتى عارفه مين هو "عمر" .. وهو ابن مين .. وعنده ايه .. وان بنات كتير أوى يتمنوه .. ومش أى بنات .. بنات لهم حسب ونسب .. يعني بنات متتعيبش .. ومن نفس مستواه المادى والإجتماعى .. انتى بأه شايفه انك هتكونى زوجه مناسبه لواحد زى "عمر" .. يعني شايفه نفسك زوجك يتشرف بيها وهو بيقدمها للناس .. ولا يتكسف منها ومن عيلتها
انفجرت الدماء فى أوردة "ياسمين" فصار وجهها مثل الجمرة المشتعله .. كانت تشعر ببركان ثار بداخلها لوقع تلك الكلمات عليها .. لكنها راعت أنها تتحدث الى سيدة فى عمر والدتها رحمها الله .. فقالت بصوت حاولت أن تجعله هادئاً بقدر الإمكان :
- أنا مش شايفه حاجه تعيبنى أو تعيب عيلتى .. والانسان اللى هتجوزه لو محسش انى أشرفه .. يبقى ميلزمنيش أصلاً
ابتسمت مدام "ثريا" بسخريه .. ثم قالت :
- طبعا انتى عارفه ان "عمر" كان خاطب قبل كده
أومأت "ياسمين" برأسها فى صمت .. فأكملت قائله :
- هى وأهلها كانوا طمعانين فى "عمر" .. وفضلت البنت تلف عليه وتعمل المستحيل عشان الجوازه دى تتم لحد ما كشفها على حقيقتها .. وفسخ الخطوبه
أخرجتها مدام "ثريا" من حيرتها عندما أخبرتها بسبب فسخ الخطوبة .. لأن هذا الأمر ظلت تفكر فيه كثيراً .. أكملت مدام "ثريا" قائله بشئ من الكبر :
- عشان كده لازم المرة دى لما ييجى يختار .. يختار صح .. وكلنا لازم نشاركه الاختيار ده .. لان البنت اللى هيتجوزها هتشيل اسم عيلتنا اللى طول عمرها فى السما
نظرت اليها "ياسمين" بشفقه .. نعم بشفقه فلقد تذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم " لن يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذره من كبر" .. أكملت مدام "ثريا" قائله :
- اللى عايزه أقوله .. انى شايفه انك اخر واحده ممكن تكونى مناسبه لعيلة "الألفى" .. انتى واحدة كويسة وأكيد هتلاقى انسان كويس زيك له نفس ظروفك ومن نفس مستواكى
شعرت "ياسمين" بالعبرات تحاول أن تجد الطريق لعينيها .. لكنها أوقفتها بحزم .. لن تسمع لتلك المرأة المتغطرسة أن ترى تأثير كلماتها المسمومة عليها .. قالت "ياسمين" بصوت مرتجف :
- أنا لسه مدتش قرار فى الموضوع ده
قالت "ثريا" بسخرية :
- هو فى واحده عاقله تقول لـ "عمر" لأ
شعرت "ياسمين" بمزيد من الحنق .. فأكملت ثريا :
- أنا بس حبيت أنصحك .. الفرق بينك وبين "عمر" هيدمر حياتكوا بعد كده .. هو ممكن يكون بيحبك دلوقتى .. بس بعد الجواز الحب بيضيع والحاجات التانية هى اللى بتظهر .. ساعتها هيندم على اختياره .. وعلى تسرعه .. وهيعرف انكوا مش مناسبين لبعض .. أنا بقولك الكلام ده لان أكيد انتى مش عايزه تكونى مطلقة للمرة التانية
شعرت "ياسمين" وكأنها تلقت صفعة قوية على وجهها .. الآن لم تعد تستطيع كبح جماح عبراتها التى أخذت تتجمع فى عينيها مهدده بالسقوط فى أى لحظه .. علمت مدام "ثريا" أنها لمست وتراً حساسا .. فأكملت بقسوة :
- هو ده اللى هيحصل بعد ما يفوق من النزوة اللى هو فيها .. ويقارن بينك وبين البنات اللى حوليه .. زي بنتى "ايناس" مثلا .. هى جايه المزرعة بعد شوية لما تشوفيها هتعرفى نوعية البنات اللى فعلاً مناسبه لـ "عمر"
صمتت قليلا ثم قالت بإبتسامه مصطنعه :
- انتى شكلك بنت طيبة وتستاهلى كل خير .. بس عشان مترجعيش تندمى لازم تفكرى كويس .. وشكلك كمان عاقلة وعشان كده أنا واثقه انك مش هتجيبى سيره ل "عمر" عن كلامى معاكى .. انا اتكلمت عشان مصلحتكوا انتوا الاتنين .. ولو احتجتى حاجه فى أى وقت عرفيني
أنهت كلامها ثم استدارت وانصرفت .. شعرت "ياسمين" بالألم يغزو قلبها .. وبنفسها يضيق .. وسمحت لدموعها أخيراً بالسقوط .. لم تتعرض لمثل هذه الإهانه من قبل .. شعرت وكأنها كانت تقف أمام تلك المرأة عاريه كيوم ولدتها أمها .. شعرت بأن هذه المرأة توجه الى قلبها وروحها طعنات حاده غير مباليه بتأثير تلك الطعنات عليها .. شعرت بأنها تختنق .. أخذت نفساً عميقاً تحاول به ايصال الهواء الى رئتيها .. لكن هيهات .. مازالت تشعر أن الدنيا تضيق وتضيق حتى أطبقت على أنفاسها .. أخرجها صوت "ولاء" من شرودها :
- "ياسمين" مالك
نظرت اليها "ياسمين" والكلمات محبوسه فى حلقها
قالت لها "ولاء" بلهفه :
- ايه مالك .. تعالى اعدى جوه طيب .. هى عمت "عمر" قالتلك ايه ضايقك كده
تركتها "ياسمين" ومشت فى طريقها وصلت الى حيث يعمل والدها فنادته .. أقبل والدها .. فقالت له بحزم :
- قول للبشمهندس "عمر" انى رفضته
بهت "عبد الحميد" وقال :
- ليه يا بنتى كده ده راجل كويس ميتعيبش
قالت "ياسمين" بصوت متهدج :
- أرجوك يا بابا متضغطش عليا
ثم تساقطت عبرة من عينيها وهى تنظر اليها قائله :
- ولا هتغصبنى عليه زى "مصطفى" ؟
بدا التأثر على وجه "عبد الحميد" وقال :
- لما الولاد بيغلطوا الأب بيسامح .. لكن لما الأب بيغلط ولاده بيكونوا فاكرين غلطته ومبينسوهاش أبداً
نظرت الى والدها بتأثر قائله :
- أنا آسفه يا بابا مكنش قصدى أزعلك .. أنا بس مضايقه شوية ومش عارفه أنا بقول ايه .. حقك عليا
- خلاص يا بنتى محصلش حاجه .. ومادمتى مش عايزاه خلاص .. دى حياتك مش هغصبك على جواز تانى أبداً
ابتسمت له قائله :
- ربنا يخليك ليا يا بابا .. وبعد اذنك أنا هروح ل "سماح" أعد معاها شوية
- ماشى يا بنتى بس متتأخريش .. وخلىب الك من نفسك
ذهبت لدكتور "حسن" واستأذنته فى الانصراف لأنها تشعر بتوعك .. فقال لها :
- لا سلامتك ألف سلامه .. احنا اصلاً النهاردة يعتبر مفيش شغل كتير .. مفيش مشكلة روحى ارتاحى
شكرته قائله :
- شكراً يا دكتور
غادرت واتصلت بـ "سماح" قائله :
- "سماح" انتى فاضيه النهاردة
- آه فاضية خير هتيجى ؟
- لو مكنش يضايقك .. حسه انى مخنوقه ومحتاجه اتكلم مع حد
- طيب يا حبيبتى منتظراكى ومتقلقيش "أيمن" هيتأخر النهاردة مش جاى الا بالليل
- خلاص أنا خارجه أركب حالا

أثناء سيرها فى اتجاه البوابه .. ومن بعيد .. رأت سيارة تدلف الى داخل المزرعة .. توقفت "ياسمين" .. رات فتاة تنزل من السيارة .. فتاة جميلة ذات شعر طويل ترتدى ملابس أنيقة ضيقه عارية الساقين .. تفحصتها "ياسمين" وهى تسأل نفسها تُرى هل هى تلك الفتاة المدعوة "ايناس" والتى حدثتها مدام "ثريا" عنها .. كادت أن تهم بالإنصراف لكنها وجدت "عمر" يخرج من البيت ويذهب فى اتجاه تلك الفتاة .. و .... كانت المفاجأة التى عصفت بكل كيان "ياسمين" .. ألقت الفتاة نفسها بين ذراعيه وقبلته على وجنتيه بدون أدنى خجل أو حياء .. شعرت "ياسمين" بسكين حاد يُغرس فى قلبها .. نظرت الى "عمر" لتتبين رد فعله .. لكنها وجدت ملامحه عاديه .. وكأن هذا هو الطبيعى والمعتاد .. وكأن مس امرأة لا تحل له أمراً عاديا بالنسبه له .. وكأن تلك الأمور أصبحت عادية لمجرد أنها ابنة عمته .. كانت الفتاة تنظر اليه مبتسمه ضاحكه تتحدث وتتحدث .. وهو واقف يستمع ويتحدث .. تجمعت الدموع فى عينيها فرأت بصعوبة الفتاة وهى تدلف الى الداخل .. أما "عمر" فتوجه الى سيارته وانطلق بها خارج المزرعة.
*******************
جلست "سماح" بجوار "ياسمين" تنظر اليها فى صمت .. نحدثت "ياسمين" قائله :
- عارفه .. من كتر ما أنا حسه بألم جوايا .. حسه انى متخدره وعامله زى المشلوله اللى مش قادره تتحرك .. أنا كنت فاكره انى خلاص هفرح زى باقى البنات .. وهرجع ابتسم وأضحك من قلبي تانى .. لما بابا قالى انه اتقدملى .. فرحت أوى .. مكنتش مصدقه .. كنت فرحانه أوى .. كنت حسه ان قلبي طاير .. كنت بفكر بسطحيه أوى .. انا زى "ولاء" فكرت فى القشرة بس ..
قاطعتها "سماح" قائله :
- "عمر" مش وحش يا "ياسمين"
نظرت اليها "ياسمين" قائله بمراره :
- احنا مننفعش بعض يا "سماح" .. مش عارفه ازاى انا كنت عاميه كده .. هو واحد اتربى بطريقه غير اللى أنا اتربيت بيها .. واحد مبادئه وافكاره وحياته كلها مختلفه تماماً عنى .. مفيش أى تكافؤ بينا يا "سماح" .. عمته كانت معاها حق .. بعد ما الحب ده يضيع مش هيلاقى حاجه تخليه يتمسك بيا .. هيعرف ساعتها اننا مكناش مناسبين لبعض .. "سماح" أنا طول عمرى عايزه واحد يتقى ربنا فيا .. واحد أنا وهو نعين بعض .. ونقرب من ربنا سوا .. ونبنى بيتنا سوا ونربى ولادنا تربيه صح .. ونكون قدوة حسنه ليهم .. ازاى اختارلهم أب .. بيستحل حرمات ربنا بالشكل ده
قاطعها "سماح" مرة أخرى قائله :
- بصى اللى أنا أعرفه انه هو وبنت عمته وأخوها متربيين مع بعض وزى الاخوات .. يعنى هما واخدين على بعض اوى يعنى ...
قاطعتها "ياسمين" بحده :
- انتى مقتنعه باللى انتى بتقوليه ده .. اللى يغلط غلطه صغيره يغلط غلطة كبيرة يا "سماح" .. مابالك وهو اصلا مش شايف انه بيغلط ..
صمتت قليلا ثم هتفت باكيه بصوت متقطع :
- "مصطفى" لما خانى كان عارف انه بيخونى .. أما ده الخيانه عنده عادى .. هيخونى وهو أصلا مش حاسس ان دى خيانه .. واحد عايش فى عالم غير اللى أنا عايشة فيه وغير اللى انا متربيه عليه .. بكرة لما نتجوز يقولى اقلعى الحجاب زى بنت عمتى وزى خطيبتى القديمة .. بكرة يلبسنى زيهم .. وسلمي على الرجاله زيهم .. وأبقى خسرت ديني ودنيتى .. بتقولى انه مش وحش .. طيب لو هو مش وحش اختار واحدة بالشكل اللى وصفتهولك ليه عشان تكون خطيبته ؟ .. ها .. وبعدها يختارنى انا ....
قلت "سماح" :
- بس هو دلوقتى اختارك انتى يا "ياسمين"
قالت بمراره :
- هو مفرقش اى حاجه عن "مصطفى" .. "مصطفى" اختارنى لانه عايز واحده يحطها فى البيت زى اى كرسي فى البيت ويبقى واثق فيها وفى اخلاقها .. وهو بره يعمل اللى على مزاجه .. و"عمر" زيه اختارنى لنفس السبب ..
قالت والدموع تتساقط من عنينيها :
- لما "مصطفى" خانى يا "سماح" الألم كنت حساه فى كرامتى .. لكن لو "عمر" خانى .....
تعالى صوتها فى البكاء قائله قائله :
- الألم هيكون فى قلبي .. وأنا مش هقدر أتحمل ده
هدئتها "سماح" قائله :
- وانتى ايه اللي يخليكى تفكرى انه هيخونك يا "ياسمين"
قالت "ياسمين" بحزم من بين دموعها :
- لان حياته غلط وعيشته غلط .. وتصرفاته غلط .. هو واحد مبيخفش من ربنا وبيعمل الغلط عيني عينك كده أدام الناس .. اللى يعمل حاجه صغيره ببجاحه كده يعمل الكبيرة يا "سماح"
صمتت قليلا ثم قالت :
- وبعدين مش دى المشكلة الوحيده .. المشكلة انى اكتشفت انى فعلا انه مينفعنيش .. ده واحد هينزلنى معاه لتحت .. وأنا عايزه واحد ياخد بايدي ونطلع سوا .. عايزه واحده له نفس مبادئي نربي ولادنا على مبادئ واحدة وقيم واحدة وافكار واحدة .. مش أنا ابنى وأبوهم يهد ..
ثم قالت بوهن :
- مش عايزه أطلق تانى يا "سماح" كفايانى جرح واحد .. مش هقدر أتحمل جرح تانى .. مش هقدر أخاطر تانى .. أنا معنديش أى ثقه في "عمر" .. زى ما كان معنديش أى ثقه فى "مصطفى"
نظرت لها "سماح" بحزن قائله :
- طيب فكرى تانى .. واستخيرى تانى
نظرت اليها "ياسمين" قائله بحزم :
- أنا استخرت .. وفكرت كويس .. الراجل الى هختاره زوج ليا هختاره بقلبي وعقلى .. مش بقلبي بس .. ولا بعقلي بس .. لازم الاتنين يوافقوا عليه .. لازم يتشرف بيا وسط عليته ووسط الناس .. أنا مش واحدة من الشارع زى ما عمته حاولت تفهمنى .. أنا بنت ناس .. صحيح ناس فقرا .. بس محترمين ونعرف ربنا .. هى فاكرة انى مش هقدر ارفض "عمر" وقالتهالى وش كده ان مفيش بنت تقول ل "عمر" لأ .. بس أنا هقول لأ .. أنا وعمر مستحيل نكون لبعض .. ده آخر واحد ممكن أوافق انى أتجوزه


************************
توجه "عبد الحميد" الى مكتب "عمر" طرق الباب فسمه صوت "عمر" بالداخل :
- اتفضل
دخل "عبد الحميد" فهب "عمر" واقفاً واستقبله بابتسامه قائلاً :
- اتفضل يا عم "عبد الحميد" .. اتفضلى اعد
قال "عبد الحميد" فى وجوم :
- تسلم يا بشمهندس بس أنا جاى أقولك كلمتين وهمشى عشان ورايا شغل
وقفت "عمر" أمامه مبتسماً ونظر اليه قائلاً :
- خير .. اتفضل
تنهد "عبد الحميد تنهيدة حسرة وبدا متردداً وقال دون أن ينظر اليه :
- بنتى رفضتك يا بشمهندس

وقع الخبر كالصاعقة على رأس "عمر" .. اختفت ابتسامته شيئاً فشيئاً حتى تلاشت تماما .. صمت وهو يحاول استيعاب ما سمع .. فنظر اليه "عبد الحميد" قائلاً :
- أنا مش ممكن أغصبها مرة تانية .. جوازتها الأولى كانت غصب عنها .. وحلفت بعدها انى عمرى ما هعمل كده فى بنت من بناتى
صدم "عمر" للمرة الثانية فى أقل من دقيقة .. عندما علم أن زواج "ياسمين" كان رغماً عنها
نظر اليه "عبد الحميد" بأسف قائلاً :
- أنا آسف يا بشمهندس
ثم استدار وانصرف .. جلس "عمر" على أقرب مقعد وهو مازال تحت تأثير صدمة رفضها اياه.

*************************
حضر المأذون والشهود فى بيت "نهلة" .. لم يحضر أى من اخوتها .. فقط أمها وزوجها .. بدأ المأذون فى مراسم الزواج .. وهنا قال "مصطفى" للمرة الثانية :
- قبلتُ زوجها.


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-15, 04:17 AM   #30

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البارت 28

دخل "عمر" الى بيته واجماً حزيناً .. سمع صوت المزاح والضحكات تتعالى من غرفة المعيشة .. توجه اليهم ليرى والدته ووالده و عمته و "ايناس" مجتمعون معاً .. هتفت "ايناس" بمجرد أن رأته :
- "عمر" تعالى .. السهرة نقصاك
دخل "عمر" الغرفة ووقف أمامهم .. قالت عمته مبتسمه :
- حقيقي يا "ايناس" انتى عامله جو تانى للمزرعة .. الأيام اللى فاتت مكناش بنلاقى حاجه تسلينا هنا .. أنا من زمان مضحكتش الضحك ده
قالت "كريمة" مبتسمه :
- "ايناس" طول عمرها دمها خفيف .. وبتعمل روح حلوة لأى مكان بتروحه
ضحكت "ايناس" وتنحنحت فى حرج مصطنع قائله :
- أحرجتونى بكلامكوا يا جماعة
التفتت الى "عمر" قائله فى مرح :
- وحضرة سمو الأمير رأيه ايه فيا .. رأيه برده زيهم انى مرحة ودمى وخفيف وعملالكوا جو حلو من ساعة ما جيت ؟
كان "عمر" مازال واجماً .. نظر الى كل العيون الى تطلعت اليه مبتسمه .. وقال بلهجة باردة خلت من أى انفعال :
- البنت اللى انتى كنتوا رافضين انها تدخل عيلتكوا .. هى اللى رفضت تدخلها
قال ذلك ثم غادر المكان وتوجه الى غرفته فى الطابق العلوى وأغلق الباب فى هدوء .. صمتوا وكأن على رؤسهم الطير .. كانت تعبيراتهم متباينه .. فـمدام "ثريا" ظهر على وجهها علامات الارتياح والإنتصار .. أما "ايناس" فلم تستطع أن تخفى ابتسامه الفرحه الممذوجه بالخبث التى تكونت على شفتيها .. أما "نور الدين" فبدا شارداً وكأنه يفكر تفكيراً عميقاً .. أما "كريمة" فكانت مشاعرها متباينه .. صدمة .. عدم تصديق .. ارتياح.. حزن .. حيرة ..مزيج عجيب تراه على وجهها .. نهضت من مكانها وهمت بأن تغادر الغرفة فأوقفها "نور الدين" قائلاً :
- سبيه دلوقتى يا "كريمة"
نظرت اليه قائله فى استنكار :
- لازم أطمن عليه
ثم خرجت وتوجهت الى غرفة "عمر" .. أما "ايناس" و والدتها فقد تبادلتا نظرة ذات معنى
طرقت "كريمة" الباب فلم تسمع صوتاً .. ففتحته ودخلت وأغلقته خلفها .. كان "عمر" يجلس فى الظلام على مقعد فى مواجهة شباك الغرفة وضوء القمر يتسلل الى غرفته ليلقى بأشعته الفضيه على وجهه .. حاولت اضاءه الغرفة لكنه التفت اليها قائلاً :
- لو سمحتى يا ماما سبيه مقفول
أغلقته كما طلب .. وتوجهت اليه .. جلست على المقعد المجاور له وعينيها تتطلعان الى وجهه تراقب انفعالاته .. سألته بصوت حانى :
- انت كويس يا "عمر" ؟
تنهد "عمر" وأغلق عينيه للحظة .. ثم نظر اليها قائلاً :
- ماما بجد أنا مش قادر أتكلم
قالت "كريمة" فى لهفة :
- عايزه أطمن عليك بس
قال بشئ من الحده :
- اطمنى .. بس لو سمحتى أنا فعلاً مش قادر أتكلم مع حد .. لو سمحتى سبيني مع نفسي شوية
ربتت أمه على رجله ثم نهضت وألقت عليه نظرة أسى قبل أن تخرج وتغلق الباب خلفها
كانت هناك مشاعر شتى تعتمل داخل صدر "عمر" .. كان يسأل نفسه سؤال واحد .. لماذا رفضته ؟ .. كان يبحث داخله فى حيره وألم عن اجابه لهذا السؤال .. ظل يبحث ويبحث الى أن تمكن التعب منه .. تعب ذهنى ونفسي .. شعر برغبه عارمه فى أن يذهب اليها الآن ويمسكها من ذراعيها ويهزها بقوة لتخبره بسبب رفضها اياه .. ود لو يقول لها أجننتى يا امرأة لا أستطيع العيش دونك .. أنت أصبحتى كل شئ فى عالمى .. فلماذا تطرديني من جنتك بلا رحمة أو شفقه .. أتظنين أن هذا سهلاً أتظنين أن حرمانى منكِ أمراً هيناً .. كلا .. انه كالموت بالنسبه لى .. كحرمانى من الهواء الذى استنشقه .. لماذا تفعلين هذا بي ؟
قضى ليلته ساهراً على هذا المعقد .. لم تذق عينيه غمضاً .. حتى أشرق الصباح .. كانت "كريمة" تعد الفطور على السفرة مع الخادمة .. عندما رأت "عمر" ينزل مسرعاً ويتوجه الى الباب ..حاولت اللحاق به .. لكنه خرج مسرعاً وأغلق الباب

توجه "عمر" الى مخزن العلف .. وجده مازال مغلقاً .. وقف أمامه واضعاً يديه فى جيب بنطاله كان يبدو عليه التوتر والتململ من الانتظار .. بعد قرابه الربع ساعه .. رأى "عبد الحميد" مقبلاً من بعيد .. فتوجه اليه ..نظر اليه "عبد الحميد" بدهشه .. وانتظر أن يتحدث .. نظر اليه "عمر" قائلاً :
- بنتك رفضتنى ليه يا عم "عبد الحميد"
تنهد "عبد الحميد" فى حسره ..ثم ربت على كتف "عمر" قائلاً :
- أنا عارف ان أفضالك علينا كتير يا بشمهندس .. وان لولاك كان زمانا الله أعلم بحالنا دلوقتى .. وخيرك مغرقنا و ....
قاطعه "عمر" قائلاً :
- مش ده سؤالى يا عم "عبد الحميد" ... سؤالى بنتك رفضتنى ليه ؟
جذبه "عبد الحميد" من كتفه وسارا معاً قليلاً قال له "عبد الحميد" :
- أنا زى ما قولتلك امبارح جوازتها الأولى أنا غصبتها عليها .. مكنتش مرتحاله .. ومكنتش عايزه تتجوز بسرعه .. بس أنا من خوفى عليها .. انى أموت وأسيبها فى الدنيا دى لوحدها هى وأختها .. والناس معدتش بترحم .. قولت أهى تكون فى عصمة راجل تتحمى فيه ويكون سندها .. لكنه طلع كلب ولا يسوى ..
ثم قال بحزم :
- عشان كده حلفت انى عمرى ما هغصب واحده فيهم على راجل هى مش عايزاه
صمت "عمر" وهو يستمع الى "عبد الحميد" .. شعر بالأسى على "ياسمين" التى اضطرت الى العيش شهر كامل مع رجل لا تريده .. شعر بالحنق والضيق والغضب لأجلها .. وشعر بالغيره تطعنه فى قلبه طعنات قاتله .. التفت الى "عبد الحميد" قائلاً بحنق :
- ياريتك ما غصبتها عليه
تنهد "عبد الحميد" بحسره قائلاً :
- اللى حصل بأه يا بشمهندس .. والحمد لله ان ربنا خلصها منه .. مع انها خلاص اتحسبت عليها جوازه
توقف "عمر" عن السير ونظر اليه قائلاً :
- برده ماقولتليش هى ليه رفضانى ؟
- ما قالتليش سبب الرفض .. قالتلى بس انها مش عايزاك .. وأنا محاولتش أضغط عليها
شعر "عمر" بالألم عندما سمع (مش عايزاك) .. أطرق برأسه فى صمت .. ربت "عبد الحميد" على ذراعه قائله :
- بص يا بشمهندس .. هى لسه يا دوب مطلقه .. ومصدقت انها خلصت من اللى ميتسماش .. أكيد البنت لسه مش على بعضها .. ولسه خايفه من طليقها ليأذيها .. وأكيد هى مش عارفه هى عايزه ايه ..اصبر عليها .. أنا عارف انها مش هتلاقى أحسن منك .. بس الموضوع محتاج صبر شوية
أومأ "عمر" برأسه .. ثم تركه وانصرف .. وعينا "عبد الحميد" تتابعه بحسره .

***********************
استيقظت "ياسمين" متكاسله .. أخذت تنظر الى ساعتها لتعلم انها تأخرت على عملها .. لكنه لا تشعر بأى رغبة للذهاب الى العمل .. أو حتى لمغادرة فراشها .. كانت تخشى أن تراه فتضعف مقاومتها .. ظلت تُفكر تُرى ماذا كان رد فعله عندم علم برفضها اياه .. طبعاً صُدم ابتسمت لنفسها بسخريه .. هو بالتأكيد غاضب ثائر الآن .. ليس لأنه خسرها .. بل لكرامته التى أُهدرت .. للصفعة التى أعطتها اياه .. وبالتأكيد عائلته سعيده الآن .. أنه ابتعد عن الفتاة التى يرونها غير لائقه لتصبح واحده منهم .. شعرت بالغضب يجتاح كيانها .. ويملأ نفسها .. ظلت تستغفر ربها .. لتحاول تهدئه نفسها .. ثم نهضت وتوضأت وصلت الضحى .. وارتدت ملابسها وخرجت للذهاب الى عملها

وقفت "نهلة" فى مطبخ بيتها الجديد .. بيت "ياسمين" سابقاً .. وأخذت تعد طعام الفطور وهى تدندن فى سعاده .. استيقظ "مصطفى" ودخل المطبخ فرآها وعلامات الفرح على وجهها .. شعر بالغيظ وقال لها :
- مكنتش أعرف انك بتقومى من النوم مزاجك رايق كده
التفتت اليه قائله بسخريه :
- وهتعرف منين .. انت كان كبيرك تشوفنى بالليل وتخلع
تركها وذهب الى الحمام .. أعدت السفرة وجلست فى انتظاره .. خرج وجلس يتناول طعامه فى صمت .. التفتت اليه قائله :
- كان رجل طيب
قال لها بدهشة :
- هو مين ده
قالت له بحده :
- اللى انت عامله حداد يوم صبحيتنا
ألقى الطعام من يده والتفت اليها وصاح بسخريه :
- صبحيتنا .. سمعيني تانى كده .. ليه انتى فاكره نفسك بنت بنوت ولا ايه .. ده احنا دفنينه سوا
قالت بنفس السخريه :
- ما هو عشان دفنينه سوا .. لازم تبقى العلاقة بينا أحسن من كده
قال بحده :
- عايزانى أعاملك ازاى ان شاء الله
قالت "نهله " :
- تعاملنى زى ما كنت بتعاملنى زمان ..فرق ايه زمان عن دلوقتى .. هى مجرد الورقة اللى كتبناها امبارح عند المأذون .. تخيل انها متكتبتش واحنا مع بعض زى ما احنا
قال بمراره :
- أتخيل ازاى انها متكتبش دى أنا حاسس ان الورقة دى سلسله ربطانى من رقبتى
نظرت اليه بحزن قائله :
- للدرجة دى يا "مصطفى" .. شايف ان جوازك منى سلسلة حوالين رقبتك
قال بقسوة :
- أيوة سلسلة خنقانى ولو أطول أخلص منها كنت خلصت
نهض وأخذ الجاكيت ارتداه وفتح باب البيت وخرج وأغلقه بقوة .. وترك "نهلة" خلفه ودموع الحزن تتجمع فى عينيها وقالت لنفسها ( ليك حق تعمل فيا أكتر من كده .. أنا اللى أهنت نفسى من البداية )

***********************
اتصل "كرم" بـ "ريهام" على الخط الداخلى وطلب منها احضار أحد الملفات الى مكتبه .. طرقت "ريهام" الباب فأسرع برفع سماعة الخط الخارجى .. دخلت "ريهام" فأشار اليها بيده أن تنتظر .. أمسكت الملف بكلتا يديها وانتظرت حتى ينهى مكالمته .. تحدث "كرم" وهو يرجع بظهره الى الوراء ويضع ساقاً فوق ساق :
- طبعا هو احنا عندنا أعز منك .. انتى عارفه معزتك عندنا كويس .. وعندى أنا تحديداً
ألقى نظره على "ريهام" الواقفة أمامه .. والتى لا تظهر أى انفعالات على وجهها .. لكن كانت بداخله تشعر بالضيق والحنق وودت لو أخذت منه سماعة الهاتف وحطمتها فوق رأيه .. أكمل "كرم" فى صوت هائم :
- مش هتيجي تنورينى فى المكتب .. يا سلام تعالى انتى بس وانتى تشوفى أنا هستقبلك ازاى .. بس ياريت القمر يحن وميتأخرش علينا .. عشان احنا مش حمل بعاده
كانت "ريهام" قد وصلت الى ذروة غضبها .. همت بالإنصراف لكنها لمحت على الأرض نهاية سلك الهاتف الذى يتحدث فيه "كرم" .. كانت عاملة التنظيف تتعثر فى الأسلاك .. كلما نظفت . فكانت تفصلها من مكانها .. وكانت "ريهام" تعيدها مرة أخرى قبل وصول "كرم" .. لكنها اليوم نسيت تركيب سلك الخط الخارجى ..
التفتت لتنظر اليه مرة أخرى وعلامات خبيثه ترتسم على وجهها .. أنهى "كرم" مكالمته ووضع السماعة مكانها وهو يختلس النظر الى "ريهام" التى قالت :
- اظاهر ان حضرتك كنت بتتكلم مع شخصية مهمة جدا
ابتسم "كرم" بخبث وتمطع قائلاً :
- فعلاً شخصية مهمة جدا .. تقدرى تقولى واحده مش عادية
نظرت اليه "ريهام" وعيونها تلمع فى مرح وخبث وقالت :
- اظاهر فعلاً انها واحده مش عاديه أبداً لدرجة انك سبحان الله تقدر تتكلم معاها من غير ما يكون فى حرارة فى التليفون
نظر اليها "كرم" وقد بُهت ..فأشارت برأسها الى سلك الهاتف الملقى على الأرض .. نظر "كرم" اليه وهو يتمنى أن تنشق الأرض وتبلعه فوراً .. تقدمت "ريهام" ووضعت الملف على المكتب .. وخرجت وهى ترسم ابتسامه خبيثه على شفتيها .. أما "كرم" فقد كان يشعر بحرج شديد من هذا المأذق السخيف الذى وضع نفسه فيه

**********************
- يعني هى قالتك هى رفضته ليه ؟
ألقى "أيمن" هذا السؤال على "سماح" وهما جالسان معاً يتناولان طعام الإفطار .. قالت "سماح" فى ضيق :
- بصراحة صحبك مينفعهاش
قال "أيمن" بإستغراب :
- ليه بأه ؟
- هما الاتنين مختلفين عن بعض فى كل حاجه .. الأخلاق الطباع التربية اسلوب حياتهم .. كل حاجه مختلفين فيها .. هما الاتنين مينفعوش بعض يا "أيمن" .. "ياسمين" طول عمرها عاقله وبتفكر بعقلها .. وبصراحة أنا معاها فى قرارها ده
- بس ده مكنش رأيك لما عرفتى ان "عمر" اتقدملها
قالت "سماح" بسرعة :
- لانى مكنتش شايفه الموضوع من وجهة نظر "ياسمين" بس بعد ما سمعتها امبارح فهمت وجهة نظرها .. وفعلاً معاها حق تخاف منه وترفضه ... متنساش يا "أيمن" انها مطلقه .. يعني أكيد مش عايزة تخوض تجربة فاشله للمرة التانية
قال "أيمن" بحده :
- ومين قالك انها هتكون تجربة فاشله .. انتى متعرفيش "عمر" بيحبها ازاى .. "عمر" صاحبي يا "سماح" عشرة سنين طويلة مش سنة ولا اتنين .. أنا عمرى ما شوفته متعلق بحد كدة .. حتى البنت اللى كان خطبها قبل كده .. مكنتش شايفه متعلق بيها كده
- أهو البنت اللى كان خطيبها دى أحد أسباب رفض "ياسمين" لـ "عمر"
قال "أيمن" بدهشة :
- ازاى يعنى .. هى رفضاه عشان كان خاطب ؟
- لأ طبعاً يا "أيمن" مش عشان خاطب .. عشان الانسانه اللى خطيبها دى .. هى سمعت كلام كتير عنها هنا فى المزرعة .. يعني اللى يخطب واحدة بالمنظر ده .. هيكون ايه يعني غير واحد تافه
قال "أيمن" بحزم :
- كانت غلطة .. ورجع عنها فى الوقت المناسب .. هنعلقله حبل المشنقة يعني
قالت "سماح" تحاول افهامه :
- يا "أيمن" أنا ما قولتش ان ده السبب الوحيد .. قولت ده أحد الأسباب .. وفى أسباب قوية جداً .. بس مش هقدر أقولك عليها .. لأن "ياسمين" مأمنانى ان الكلام مايوصلكش .. بس فعلاً هى معاها حق ترفض
قال "أمين" فى حيره :
- والله انتوا الاتنين أغرب من بعض .. انتى مش شرحالى الموضوع على بعضه عشان كده انا مش عارف أفهم أسباب رفضها .. بس الحاجه الوحيدة اللى أنا عارفها .. ان "عمر" بيحبها بجد .. و دى أول مرة أشوفه بيحب واحده كده
تأملته "سماح" قائله :
- انت واثق انه بيحبها بجد
أكد لها "أيمن" قائلاً :
- أيوة واثق
قالت فى حيره :
- معرفش بأه .. ربنا ييسرلها الخير وخلاص

***************************
كانت تقف وتولى ظهرها الى الباب .. تقرأ الملف الذى بين يديها وتضيف عليه ملاحظاتها .. التفتت لتجده أمامها .. يقف أمام الباب وينظر اليها فى صمت .. تسارعت خفقات قلبها .. شعرت بالإضطراب .. ودت الهرب .. لكنه واقف يسد المنفذ الوحيد للهرب .. هربت من عينيه .. وساد الصمت .. قال "عمر" بهدوء :
- ممكن أعرف انتى ليه رفضتيني
ازداد ارتباكها .. صمتت .. لا تدرى ما تقول .. أعاد سؤاله مره أخرى :
- ليه رفضتيني ؟
أيقنت أن لا مفر منه .. نظرت اليه قائله :
- أعتقد ان من حقى انى أقبل أو أرفض .. وأنا رفضت
تلاقت نظراتهما فى صمت للحظة .. نظرة عتاب منه .. ونظرة صد منها .. قال لها بهدوء :
- طبعاً من حقك تقبلى أو ترفضى .. لكن أنا بسأل عن أسباب الرفض
قالت ببرود :
- أفضل أحتفظ بيها لنفسي
قال بصرامة :
- لأ مش من حقك
احتدت عليه قائله :
- يعني ايه مش من حقي
قال "عمر" بنفس الصرامة :
- مش من حقك تحتفظى بأسباب الرفض لنفسك .. لازم أعرفها
تماسكت قائله :
- وأنا معنديش كلام أقولهولك .. رفضت وخلاص
ظهرت علامات الغضب على وجه "عمر" واقترب منها قائلاً :
- انتى ليه بتعملى كده
قالت بغضب هى الأخرى :
- ايه يا بشمهندس .. مضايق انى رفضتك .. ايه كنت فاكر ان مفيش بنت تقدر ترفضك
صمتت قليلاً ثم نظرت فى عينيه قائله بقسوة :
- لأ .. أنا رفضك .. تحب تسمعها تانى .. أنا رفضتك .. أنا مش زى البنات اللى انت تعرفهم واللي يتمنوا اشاره منك .. أنا مش زيهم .. أنا أبعد من أحلامك
قالت ذلك ثم انصرفت مسرعه .. لتترك "عمر" فريسه للشعور بالغضب

وقفت "ياسمين" فى المساء مع أختها فى شرفة غرفتهما .. قالت "ياسمين" بهدوء :
- احنا لازم نمشى من هنا .. معدش ينفع نستنى فى المزرعة
قالت "ريهام" بلوعه :
- ليه ؟ .. نمشى ليه ؟
نظرت اليها "ياسمين" قائله :
- نمشى بكرامتنا قبل ما "عمر" يطردنا
- تفتكرى "عمر" ممكن يطردنا
شردت "ياسمين" قليلاً ثم قالت :
- حتى لو مطردناش .. فده هيكون عشان خاطر "أيمن" بس .. لكن هو أكيد عايزنا نمشى من هنا بعد ما رفضته
نظرت اليها "ريهام" وقالت :
- انتى مش ممكن تغيري رأيك يا "ياسمين"
هزت "ياسمين" رأسها نفياً وقالت بضعف :
- لأ .. مش هغير رأيي
قالت "ريهام" :
- بس انتى ....
ثم قطعت كلامها .. نظرت اليها "ياسمين" قائله :
- حتى لو كنت كده .. ده مش كفايه بالنسبة لى .. عشان أوافق عليه
ثم نظرت الى أختها بألم قائله :
- "ريهام" عشان خاطرى مش حبه أتكلم فى الموضوع ده
ربتت "ريهام" على ظهرها فى حنو قائله :
- خلاص أفلى على الموضوع
ثم هتفت فى مرح فجأة :
- استنى هكيلك حاجة تضحكك
نظرت اليها "ياسمين" برجاء قائله :
- ياريت .. أنا فعلاً نفسي أضحك
قالت "ريهام" فى مرح :
- "كرم" النهارده عمل حتت موقف خلى شكله زباااااااااله
ضحكت "ريهام" .. فسألتها "ياسمين" مبتسمه :
- ليه عمل ايه ؟
أكملت "ريهام" ضاحكة :
- ندالى عشان أجيبله ملف وأول ما دخلت عمل نفسه بيتكلم مع موزه فى التليفون وهاتك يا تسبيل وهيام وكلام يحرق الدم ..وبعد ما قفل نبهته ان الفيشة بتاعة التليفون مفصوله .. حسيته كان هيموووووت
ضحكت "ياسمين" مع "ريهام" التى لم تتمالك نفسها هى الأخرى .. سألتها "ياسمين" وسط ضحكاتها :
- طيب هو ليه عمل كده
قالت "ريهام" بمرح :
- أنا عارفه .. حب يترسم أو يجس نبضى
سألتها "ياسمين" بإهتمام :
- يجس نبضك ازاى يعني
قالت "ريهام" بخبث :
- يعني يشوف رد فعلى ايه لما أمسعه بيكلم بنت بالشكل ده أدامى .. بس ايه أختك أسد ولا بينت أى حاجه على وشى .. واديتله الكلمتين وكسفته من نفسه وخرجت
قالت "ياسمين" بخبث :
- هو فى ايه بالظبط يا "ريهام"
ابتسمت "ريهام" قائله :
- يعني تقدرى تقولى كده فى شرارات خفيه .. بس احنا الاتنين عاملين فيها من بنها
قالت لها "ياسمين" بقلق :
- متلعبيش بالنار يا "ريهام" .. "كرم" صاحب "عمر" يعني ممكن يكون زيه
قالت "ريهام" بإستغراب :
- هو انتي ليه شايفه "عمر" وحش أوى كده .. أى راجل فى سنه ممكن يكون له أخطاء وماضى ..المهم انه يتوب ويبقى كويس
قالت "ياسمين" بحزم :
- وأنا مش عايزة أبداً راجل بالشكل ده .. أنا عايزه واحد أكون أنا الأولى فى حياته زى ما هو الأول فى حياتى
احتدت "ريهام" قائله :
- انت ليه بتتعاملى مع "عمر" أكنه "مصطفى" .. أكنه غلط نفس غلطة "مصطفى" ..
صمتت "ياسمين" فأكملت "ريهام" :
- انتى خايفه .. تجربتك مع "مصطفى" خلتك خايفه من أى راجل وحسه انه هيخونك فى أول فرصه
قالت "ياسمين" بأسى :
- معاكى حق .. وللأسف حياة "عمر" الغلط واللى ضد مبادئي مخوفانى أكتر .. ومخليانى مش قادرة أثق فيه
قالت لها "ريهام" بجديه :
- أنا واثقه ان "عمر" هيتغير علشانك يا "ياسمين"
- تفتكرى
- لو بيحبك هيتغير
رددت "ياسمين" فى مراره :
- ده لو بيحبنى فعلاً .. مش مجرد حاجه جديدة حابب يجربها ..بنت ممرتش عليه قبل كده جذبت انتباهه مش أكتر
رأت "ريهام" علامات الحزن على وجه أختها فقالت فى مرح
- انتى عاملة زى اللى اتلسع من الشربه ومن كتر خوفه يتلسع تانى عمال ينفخ فى الزبادى .. و"عمر" مش زبادى .. ده قشطة مخلوطه بحلاوة وعليهم صوص مربي .. متخيله الطعم
ابتسمت "ياسمين".. وأخذت تتأمل النجمات التى تلمع فوق رأسها فى شرود

******************
بعد عدة أيام من زواجهما .. كانا يجلسان معاً لمشاهدة التلفاز .. عندما التفت "مصطفى" اليها ونظر اليها ببرود قائلاً :
- انتى هتولدى امتى ؟
ظلت تنظر الى التلفاز دون أن تجيبه أو تلتفت اليه .. قال بحده :
- انتى .. مش بكلمك .. انتى فى الشهر الكام .. وهتولدى امتى ؟
لم تجيبه .. فأخذ الريموت بعصبيه وأغلق التلفاز .. التفتت اليه فى برود وفجرت قنبله فى وجهه :
- أنا مش حامل أصلاً
صمت للحظات وهو لا يعى ما قالت .. وعندما بدأ فى استيعاب الخدعة التى أوقعته فيها هب واقفاً ونظر اليها قائلاً بغذب هادر :
- نعم يا روح أمك .. يعني ايه مش حامل .. أمال أنا اتهببت واتجوزتك ليه
وقفت لتواجهه وقالت بحزم :
- اتجوزتنى عشان تصلح غلطتك اللى مرضتش تصلحها بمزاجك .. أديكى صلحتها ورجلك فوق رقبتك
أمسكها من شعرها بقسوة وصفعها بقوة على وجهها قائلاً :
- هموتك .. والله لموتك فى ايدي النهاردة يا تيييييييييييت
نظرت اليه وهتفت وهى تتألم قائله :
- موتنى عشان تدخل السجن طول عمرك .. أو يعدموك وتحصلنى يا "مصطفى"
توقف عن شد شعرها وهو ينظر اليها بغضب .. فأكملت قائله بقسوة :
- ادامك 3 حلول مفيش غيرهم .. اما انك تقتلنى زى ما بتقول وساعتها يا السجن يالاعدام .. والحل التانى انك تطلقنى وساعتها هتبقى سمعتك فى الأرض .. لانى تانى واحدة تتجوزها وتطلق فى شهر العسل .. ده غير ان الأولى فضحتك بما فيه الكفاية لما رفعت عليك قضية خلع يعني اكيد الناس هتقول ان المشكلة فيك انت .. واللى هيأكد ده ان التانية تطلق بعد كام يوم جواز .. أما بأه الحل التالت هو اننا نفضل مع بعض .. احنا الاتنين غلطتنا واحنا الاتنين بندفع تمن الغلطة دى .. يعني احنا الاتنين مضطرين نفضل مع بعض عشان نحافظ على سمعتنا وسط الناس .. يعني محدش أحسن من حد يا "مصطفى"
تركها "مصطفى" وقد أدرك صحة ما تقول .. هو مضطر للبقاء معها .. مضطر لدفع ثمن أخطائه .. مضطر أن يبقى مقيداً بذلك القيد الذى يطبق على أنفاسه .. مضطر لأن يبقى زوجاً لآخر فتاة كان يتمنى الزواج بها

**********************
تقدمت "ياسمين" الى مكتبه .. وقفت أمامه للحظات .. كانت هذه آخر مرة ستراه فيها .. يترحل وتترك المزرعة هى وأهلها .. كان من الممكن أن تترك مهمة اخباره بذلك الى والدها .. لكنها أرادت أن تخبره بنفسها .. لم تدرى لماذا تفعل ذلك .. هل لكى تشعر بإنتصارها أمامه ان استطاعت الخروج من المزرعة برغبتها ودون اراقة ماء وجهها .. أم لكى تراه لآخر مرة
وقفت للحظات ثم استجمعت شجاعتها وطرقت الباب .. كان بمفرده .. جالس يتأمل الورق الذى أمامه دون أن يرى منه حرفاً .. عندما رآها شعر بمزيج من الحب والألم يغزو قلبه .. فها هى حبيبته القريبة البعيدة .. لا يستطيع الاقتراب منها ولا الابتعاد عنها .. وقفت أمامه ثم قالت :
- أنا جايه أبلغ حضرتك اننا يومين وان شاء الله هنسيب المزرعة
أرجع ظهره وأسنده على الكرسى .. صمت لبرهه .. ثم نظر اليها ببرود قائلاً :
- كلامى فى الموضوع ده مش معاكى انتى .. مع والدك
نظرت اليه بدهشة فأكمل قائلاً :
- الموضوع ده القرار فيه لوالدك مش ليكي
قالت بحزم :
- ده قرار مشترك لينا احنا التلاته .. وأنا جايه أبلغ حضرتك بيه
قالت بنفس البرود :
- وأنا كلامك ده ملوش أى معنى عندى إلا اذا سمعته من والدك
ضهرت علامات الغضب على وجهها لماذا يتجاهلها وكأن رأيها لا يعنيه .. قالت بحده :
- بقول لحضرتك ده رأينا احنا التلاته ولو كلمت والدى هيقولك نفس الكلام
صمت قليلا ثم قال بهدةء :
- طيب هتكلم معاه .. اتفضلى على شغلك
ثم أمسك قلمه وشرع فى النظر الى الأوراق التى أمامه .. شعرت بالحنق والضيق وغادرت مكتبه فى عصبيه .. نظر "عمر" الى الباب الذى أغلقته خلفها ثم ترك القلم من يده وتنهد فى حزن .. قام من فوره وذهب الى عم "عبد الحميد" فى المخزن وسأله عما قالته "ياسمين" .. فقال "عبد الحميد" :
- أظن يا بشمهندس معدش ينفع نستنى هنا بعد كده
سأله "عمر" قائلاً :
- ليه يا عم "عبد الحميد" حد هنا ضايقكوا .. أنا صدر منى حاجه ضايقتكوا
قال "عبد الحمد" بسرعة :
- لأ طبعا يا بشمهندس .. أنا مشفتش فى ذوقك ولا فى أدبك واخلاقك
- أمال عايزين تمشوا من المزرعة ليه ؟
قال "بعد الحميد" بحرج :
- يعني بعد اللى حصل .. أظن انت اللى هتكون حابب اننا نمشى
نظر اليه "عمر" قائلاً :
- أظن احنا اتفقنا آخر مرة ان الموضوع محتاج صبر مش كده .. يعني الىل عايز أقوله أنا مفقدتش الأمل .. عارف ان الوقت مش مناسب بالنسبلها .. وهى ممكن يكون تفكيرها مضطرب .. وعشان كده رفضت .. وحتى لو موافقتش وأصرت على الرفض .. ده مش معناه انكوا تسيبوا المزرعة وتمشوا
قال له "عبد الحميد" :
- بس يا بشمهندس .....
قاطعه "عمر" قائلا :
عم "عبد الحميد" انت السنين اللى اشتغلتها فى الشغل الحكومى خليتك منظم زى الساعة بالظبط .. ومحدش قبلك مسك المخزن بإيد من حديد زيك كده .. يعني فعلا أنا محتاجك هنا .. وانت عارف ان الشغلانه دى مينفعش أحط فيها الا واحد أثق فيه .. من بعد ما عينت كذا واحد واكتشفت انهم كانوا بيسرقوا من العلف ويبيعوه برخص التراب .. يعنى مفيش حد غيرك أثق فيه وأسلمه مفاتيح المخزن ده .. يا ترى بأه بعد كل اللى قولتهولك ده لسه برده عايز تسيب المزرعة وتمشى
ابتسم "عبد الحميد" فى سرور وقد فرح لثقة "عمر" به وبعمله وقال :
- ده احنا نخدمك بعنينا يا بشمهندس
ابتسم "عمر" وربت على كتفه قائلاً :
- تسلم يا عم "عبد الحميد"
ثم تركه وانصرف

***************************
خرجت "ريهام" من المكتب بعد انتهاء عملها فى طريقها الى غرفتها .. عندما أوقفها "هانى" واعترض طريقها .. نظرت اليه فى حده قائله :
- أفندم ؟
ابتسم لها قائلاً :
- ازيك يا آنسه "ريهام"
تركته وأكملت طريقها فإعترض طريقها مرة أخرى .. فهتفت قائله :
- لو محترمتش نفسك أنا هشتكيك للبشمهندس "كرم"
اتسعت ابتسامته قائلاً :
- مش تعرفى الأول أنا عايزك فى ايه
قالت بحده :
- مش عايزة أعرف
وهمت بالسير مرة أخرى .. لكنه وقف أمامها قائلاً والابتسامه تعلو شفتاه :
- أنا عايز أتقدملك
بهتت ووقفت تنظر اليه فى دهشة قائله :
- نعم
أعاد ما قال :
- أنا عايز أتقدملك
احمرت وجنتاها .. ونظرت اليه قائله :
- وانتى تعرفنى منين عشان تتقدملى
نظر اليها قائلاً :
- صحيح معرفكيش انتى لانك مش مديانى فرصة اعرفك .. بس اعرف اختك الدكتورة "ياسمين" وواضح انك انسانه محترمة زيها .. وعشانك كده عايز أتقدملك ونتعرف على بعض أكتر
شعرت بالإضطراب فقالت له :
- بعد اذنك
ثم غادرت بسرعة حتى لا يعترض طريقها مرة أخرى

كانت "ياسمين" عائدة الى مكتبها عندما رآها "هانى" واستوقفها قائلاً :
- دكتورة "ياسمين" لو سمحتى
التفتت اليه قائله :
- أفندم
شعر بالارتباك قليلا ثم قال :
- عايز أتكلم مع حضرتك فى موضوع
قالت بنفاذ صبر :
- اتفضل بس بسرعة عندى شغل
تنحنح قليلا ثم ابتسم قائلاً :
- أنا عايز أتقدم لأختك
نظرت اليه بدهشة قائله :
- "ريهام" ؟
اتسعت ابتسامته قائلاً :
- أيوة
سألته بإستغراب :
- وانت تعرفها منين ؟
- شوفتها كذا مرة وهى جيالك وكمان بشوفها كتير هنا فى المزرعة .. وبصراحة عجبانى
رآهما "عمر" واقفان معاً يتحدثات فى هدوء والابتسامه تعلو شفتى "هانى" .. فاشتغل قلبه بالغيره واقترب منهما ووقف أمامهما فى صمت .. ظل الثلاثة ينظرون الى بعضهم البعض دون أن يتحدث أحدهم بكلمه .. قطع "هانى" هذا الصمت وتنحنح قائلاً:
- طيب يا دكتورة هبقى أتكلم معاكى فى موضوعنا فى وقت تانى
قال ذلك ثم غادر المكان .. نظر اليها "عمر" بحده قائلاً :
- موضوع ايه اللى عايز يكلمك فيه
قالت ببرود :
- موضوع ميخصش حضرتك
ثم همت بالإنصراف فاعترض طريقها بيده .. نظرت اليه بحده .. فقال بحزم :
- "ياسمين" .. اياكى أشوفك واقفه بتتكملى معاه تانى
تحولت نظرات "ياسمين" الى الدهشة وقالت :
- يعني ايه ؟
قال بحزم :
- يعني اللى سمعتيه .. متقفيش تتكلمى معاه تانى لأى سبب .. ومن بكرة هقول لدكتور "حسن" يشوف حد غيرك يشرحله الحالات
شعرت بالحنق والضيق فقالت :
- ليه بأه ممكن أعرف السبب
صمت قليلاً ثم قال ببرود :
- أحب أحتفظ بالأسباب لنفسي
قال نفس جملتها التى قالتها عندما سألها عن سبب رفضها اياه .. سالته قائله :
- انت مالك ومالى ؟
نظر اليها بنظرات شعرت بأنها تخترق أعماق روحها .. قال فجأة بصوت رخيم :
- انتى بتاعتى
ارتجف قلبها .. قالت وقد اعترتها الحيرة :
- ايه
تعمقت نظراته فى عينيها أكثر لتشل أى قدرة لها على المقاومة .. وقال بصوت خافت :
- زى ما سمعتى .. انتى بتاعتى
ثم أردف قائلاً بصوت هامس وعيناه تعانقان عينيها :
- مهما قولتى مش هسيبك .. لأنك بتاعتى خلاص .. ملكى أنا وبس .. لا هسمحلك تبعدى عنى .. ولا هسمح لأى حد انه يقربلك
قال ذلك وتركها خلفه وصدى كلماته يتردد فى أذنها .. تحاول استيعابها فى حيره .. وعلى الرغم من قدرتها على السيطرة على تعبيرات وجهها .. إلا أن قوتها لم تكفى لتسيطر على قلبها الذى أخذ يقفز فرحاً لكلماته .


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:57 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.