شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   أزهــرتُ بهطولك *مميزة ومكتملة* (https://www.rewity.com/forum/t330941.html)

عمر الغياب 03-10-15 12:38 AM

أزهــرتُ بهطولك *مميزة ومكتملة*
 



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الخير للجميع، وهديتي هالمرة كبيرة بـ رواية جديدة مختلفة عن الأولى
اتقبل نقد البناء ،،







بداية لي يومين عقلي يفكر فـ هالافكار والحمدلله اللي قدرت اسجلها بالوورد قبل ما تطير $:
مراجعة اخيرة ويتم تنزيل الجُزء الأول..

***

وقراءة ممتعة يَ أزهاري ^_^

وتنويه:

مبدئيا حابه اطرح كل جزء يوم الخميس، وعطوني اقتراحتكم .,


روابط الفصول

الفصل 1 .. بالمشاركة التاليه

الفصل 2 .. بنفس الصفحة





عمر الغياب 03-10-15 12:40 AM



رواية

أزهــرتُ بِهطولكَ

عمر الغياب / عَبير

2015



إهداء:

نعيم جنتي والدتي وحياة أخرى مع أبي ،،

سُنة الحياة هي الزواج، لكن هل عشقت يومًا دون وجع ،

أو ألم يزور قلبك ؟ وما الحُب إلا قصيدة لا تخلو من نثر أو قافية ،،

هل يهرب الحُب منا يا معشر الإناث ؟

ونلتقي بنصفٍ لا يليق بنا !

" حكــاية عشق مُنصفة بحلمٌ وليدة اللحظة "



ها أنا اكتب تلك اللحظة التي سقطت بها عيني والتقت بعينك، تأملت بها حنين لوطن قد كان لي

صدر الحياة، واصبح اليوم روحي، كنت اعشق قراءة القصائد افهم اختلاجات تلك المشاعر، ولكن

لأول مرة اجهل من أنا؟ سطرت تلك الابجدية وتتكون من ثامن وعشرون حرفاً تليق بكِ كـ زهرة

هطلت علي بعد جو ممُطر

أتذكر حينها عندما مررتِ مسرعة بعباءتك وودت لو أعرف ما اسمك.. لمحت وردة توليب صفراء

سقطت من أناملك الرقيقة أردت اللحاق بكِ ، أتعلمين يا نعيم جنتي اسميتك زهرتي.. اشممت

رائحة زهرة، وجدتها بعبق طهُرك، أخاف عليك يا زهرتي من وجعٌ يخترق باب صدرك، وللحظات

عشٌت بحلم وردي بأنك قريبة لي لا يفصلني عنك سوى الموت محتضن الخوف بعينك ولمعة

الفرح!

أتعلمين أنني رجل شرقي، وتعجبني تلك الفتاة المُحتشمة بعباءة وبحجاب كامل لكن عينيك هي من

جذبتني وكأنني وقعت بالخطيئة.. لم اعشق فتاة لكنني نظرة واحدة منكِ يا زهرتي طحتِ غريق

ولم احد يسمى علي..

انني غيث احمل من اسمي الكثير، والدتي كانت تنتظرني بعد طول غياب، ولدت في ليلة ماطرة

كان المطر له قصة معي، تعددت الاسماء

هتان أم رعد أم غيث.. لكنها وقعت الاختيار على غيث

أتعلمين لما ؟ لأنني أسقيتها بغيث طويل المدى فرحتها لا تُضاهى ولو بكنوز الدنيا..

يا زهرة لمحتِ فيك ليل طويل لا يغيب، أتخيلك هُناك واقفة على شُرفتك ممسكة بكوب قهوة

تتأملين هطول الأمطار..

ابتسامة كبيرة ضممت لـ قلبي يا زهرة الحياة.. انتِ الأمل وطوق النجاة

انني غريب في وطني وانتِ مرساي دليني على طريقك علني اجد فيها راحتي.. لثام ملامح وجهك

الوضاء بين لهفةٍ وشوق لرؤيتكِ زهرتي..

انني أود رحيل لكنني أريدك معي الحياة مشقةٍ وتعبٌ وكدر.. لابد أن أساعد والدي في حمل

المسؤولية انني أبلغ من العمر 26 عاماً أريد دراسة الماجستير في لندن، ولا أود الوقوع في

الحرام أريدكِ بقربي يا زهرتي

لقد حٌلمت طوال الوقت بأنك زهرة من بعد غياب طويل..

أن احكي لكِ قصتي.. هذا يعني أن هذا العالم لا يسمعني.. أضع كفيك نحو صدري وتسمعين تلك

نبضات

زهرتي لمحت فيك طولٌ يناسبني كـ غيث يحن للمطر وصوت الرعد الذي يخترق بين ظُلمات

السماء..

أحيانًا يؤتيني ذاك شعور بأنني ضممتك في حلمٍ أو في بيت قصيدة أو بين سطور رواية احرفٌ

ممطوره

انني اضحك وبشدة..

سوف اكتب تلك رواية أحرفٌ ممطورة وأزهرت بهطولك يا زهرتي العطرة.. يا نعيم جنتي

يا من خلقتُ لـ بثي الأمان والاستقرار والراحة..

يا انثى لم يخلق بها الوجود..

يا طهرك بين إناث الكون اجمعهم..

يا قصيدة بلا قافية..

يا نون دون نسوة..

يا عين دون دمعة

يا ضحكة دون شفاه

لوني سمائي بـ ضحكتكِ ،وافردي جناحيك علني احتضنها يومًا ما..

أخبرك بسر لا يسمعه إلا انتِ

اقترب من أذنيك وأهمس لكِ وحدكِ انتِ.. " أحُبك يا زهرتي ويا سمائي ومطري أنا غيثك، هل

تقبلين بي كـ زوج على سنة الله ورسوله.. "

اتأمل حينها عينك والتي تمتلئ بدمع واهمس لكِ ثانية " لا تبكين يا واحة غيثك، تلك العينين لا

يليق بها إلى ضحكةٍ رقراقه.. "

اقطُف بها قبلة من ياسمينة خديك..

واجد البسمة تزور باب ثغرك " أنا موافقة يا غيثي "

وبجنون اهمس لك دون تصديق " ماذا قلتِ "

وبـ ابتسامة " موافقة.. "

وتهطل الأزهار ربيعية على صدري، واقطفها لـ اصنع لكِ طوق من الورد اضُم فيها جديلة ليلك

طويل.

واخبرك حينها بأنني اعشقك يا زهرتي "هل أخبرك سر آخر ! لكن لا تبوحي به لأحد، سوانا

نحن.. "

" سوف اكون زوجك لكن لا اجدك في تلك الحديقة مجددًا ! انني اتعجب منذ تلك اللحظة التي

خرجتي فيها من منزل بابكِ ودخولك للحديقة العامة ذو الزوار لم اجدك مرة أخرى، كُنت بين

الحينة والاخرى

احاول ان المح تلك العباءة لكن بابك مغلق وأوصد به بـ اقفال عديدة كقلبي الحزين.. "

ألم تحنِ الي يا حبة القلب..

كأن الله سمع مناجاتي حتى اجدك ولأول مرة تخرجين من عتبة بابك لم اصدق حينها ؟!

دون شعور وقفت، ولكن قدماي تنملت بفعل رياحك القوية، كنت صامدًا، احاول أن امشي بين

رياح العاصفة..

رأيتك تتجهين نحو طريق تمشين وحيدة متمسكة بعباءتك بشدة البردٌ كان قارس تلك الليلة..

أود أن هتف بـ اسمك " زهــــــــرتي.. اسمعيني "

لكن حتى صوتِ قد خانني دمع ترقرق حول عيني كنت أود البُكاء على الاطلال..

لم استطع اللحاق بكِ، لكن عيني كانت تحرسك أينما ذهبتِ..

جلست بذاك الكرسي الخشبي، صدقيني كنت أخشى الوقوع على رصيف متعثر بحبٌ خاسر

لكن لا ؟! لن أخسر ما دامني أردتكِ بالحلال..

جلست مغمض العينين اسمع لصوت الهواء..

هل عمركِ سمعتِ صوت الهواء انني اسمعه وغصة في انين جوفي..

استغفرت الله كثيراً.. وسبحت وأنا ضممت اصبعي الإبهام حول أناملي وأردد

سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر..

الله أكبر من كل ما في هذا الكون..

احسست براحة عظيمة تزور صدري، لأمسح دمعة سقطت، وجدت أن الامطار تشاركني هذا الليلة

أيضاً وتخبرني بأن فرج الله قريب..

عدت لمنزلي لم اسمع صوت أمي، دخلت لغرفتي عبرت الممر الطويل لألج لدورة المياه واتوضأ

فرشت سجادة على القبلة من ثم كبرت وبدأت اصلي بخشوع وبقين أكبر..

دعوت الله في ظلمة الليل.. أناجيه عله يسمع الدعاء وقت الإجابة..

حينها استلقيت على سريري الوثير لأنام وألقاكِ في حلمٌ أشبه بالخيال.. قد حلمتُ بكِ بخيالي أنا

وفي يوماً من الأيام كان الطريق مُمطر أمسكتُ بمظلة الحنين

هل أنا أتوهم بتلك المظلة .. تسقط عيني للأوراق الخريفية..

لا لكن بالفعل تأملت أزهار التوليب الصفراء.. لم أشعر بأنني غريبة حينما تأملت المكان جيدًا..

ملامحه الناضجة سبق لي أن رأيتها، أحسست بهواء البارد الذي يصفع وجهي، ربما مررت به

احدى زوايا هذا المكان..

رأيتها بصدفة غريبة وجدت أناملها تعانق تلك الوردة أمسكتُ بكتابي أود إكمال هذا العدد من

سلسلة قصص احلام مستغانمي.. كنت أجلس على كرسي خشبي في حديقة ممتلئة بمطر

وريحان.. تأملت عباءتها، وتلك العينين سوداء كنت ارتدي نظارة طبية ولمحتها بفلاشه عيني..

عندما انتبهت، قد هربت من عيناي، ورسمت البسمة بثغري، وودت أن اتعرف عليها، تذكرت

انني في مجتمع محافظ ولابد أن التزم بثقافته، وقفت لكي اذهب لمنزلي والذي يفصلني عنها

بعض خطوات، طرقت الباب وفتحت الخادمة.. تقدمت نحو الصالة لأجد جدتي وأمي قبلت رأسهم

ويديهم لأجلس بجانب أمي

وابتسمت لها " يُمـه. "

أمي والتي تبتسم لي عندما يتعلق الموضوع بي، بٌكرها وفرحتها الأولى " يا عيون أمك ؟ "

أجبت عليها، وشوق يفتك بي، أريد معرفة صاحبة العينين السوداء، وساحرة الورد.. " يمه كثير

ما اجلس بالحديقة اللي مقابل بيت والله اني ما اذكر اسمه، لكن الغريب لقيت وحده بعبايتها

استغربت الموضوع "

أجابت أمي وهي تنظر لنشوة عيني الممتلئة سعادة من نوع فاخر وغريب.. " قصدك بنت رعد، يا

كيف خرجت من بيت ابوها؟ "

وبعقدة حاجبي.. نظرت لملامح أمي والتي تغيرت لأبلع ريقي " يمــــــــه، وش سالفة ؟ "

لا يمكن أن أخطا وأن القدر قد أتى بها جميلة بصدفة أو رياء، هي المرة الأولى والتي تستوطن

صدري وضلعي..

أمي بنبرة خوف " غيث.. يا ولدي البنت ما حولها احد مسكينة، ما انسى جمالها وطيبة قلبها

وبراءته مير يا أمك، كل من ينوي خطبتها إلا وأبوها يرفض الجميع.. والمصيبة بدون سبب "

وضعت يدي نحو يسار صدري، وبنبرة صادقة " يمه راح تكون لي.. زهرتي لي يمه، بسير على

أبوها وبخطبها وبتكون زوجتي وام بنتي بعد.. "

بنبرة غلب عليها الأسى جدتي اخبرتني بواقع لا يقبل التصديق " يا غيث وانا ميمتك أبوها ظالم،

ويبي يزوجها لصديقه كبير بالسن، أنا اقول ابعد عن هالأمور ازين لك يا وليدي "

أجبت بنبرة غاضبة " هي لي بحول لله يا ميمتي، وبروح له ذا الحزه "

أمسكتني والدتي من وجهي " تكفى يا الغيث، اتركها وربك يعوضك باللي احسن منها، بعدين انت

ناسي بنت عمك جود بسم الله عليها كل الخطاب عند بابها، بس تنتظر الاشارة منك، أنا اقول يا

امك نخطبها لك ازين من بنت رعد.. "

اغمضت عيني وأنا امسك بزهرة التوليب " فديتك يمه مالك لواء، غير زهرة مابي.. يمه حشمتها

عجبتني ولا تذكريني من بنات العم الله يستر عليهم ويرزقهم.. "

لأقف واقبل يدها وعيني الخوف المتعلق بها كهدب يخشى الغياب.. " لبى قلبك وأنا ولد هديل،

الغيث يمه ما يبيها الا بالحلال لا تخافين، طلبتك يُمــه.. "

ابتسمت أمي، لأطبع قبلة عميقة على خديها " يالله لا تحرمني من هالابتسامة.. "

استيقظت من النوم وكأنها الرؤيا.. لأجد الساعة المعلقة على الجدار الأبيض تشير للخامسة

ونصف صباحًا..

لأخذ لي دشٌ دافئ سريع واتوضأ وافرش اسناني كعادتي.. ارتديت احدى ثياب على عجلة من

أمري حتى امشي مع رجال نحو المسجد.. لأصلي وراحة تغمرني.. بعد ان انهيت من الصلاة

أمسكت بالقرآن الكريم وقرأت لحين شروق الشمس، من ثم صليت.. جلست حتى قامت صلاة

الظهر، لأصلي مع الجماعة، كنت أرى شيخًا كبيراً يتأمل فيني بين اللحظة والأخرى.. لأجلس

بجانبه وأقبل رأسه ويده.

حتى يبتسم " ولدي.. ما شاء الله تبارك الله محافظ على صلواتك "

لأهمس له بحزن " يا شيخ دعواتك والله اني في حاجة لها.. وابي مشورتك طال عمرك.. "

شيخ الكبير ابتسم بوجهي لأقول له: " اليوم رأيت الرؤيا يا شيخ.. "

وأخبرته بما حصل معي، حتى ابتسم من ثم ربت على كتفي وأخبرني " تسهل وروح لأبوها وإن

شاء الله يا ولدي تكون من نصيبك. "

تهللت ملامح وجهي بفرحة عميقة " صدق يا شيخ.. "

ليهز رأسه ، لأنحني واقبل خده ويداه ورأسه " الله يسعدك يا شيخ، الحين بروح له.. "

ليقهقه الشيخ وابتسم " لا تستعجل يا ولدي، سير عليه بالعصر الحين قد ارتاح وأخذ له قيلولة

الظهر.. "

" ايه بالله صدقت معك حق يا شيخ، والله يجزيك الخير. "

كنت سعيد حينها، ذهبت للمنزل، وجدت أمي كعادتها تطهو الطعام، قبلت رأسها

"غيث.. الله يهديك انت ما تدري ان عمتك بـ تجي الليلة.. وينك البارحه ؟ قلقت عليك.."

ابتسمت وقلت لها "يمه كنت بغرفتي!! ما خرجت مكان. "

اقتربت أمي وهي تحسس جبيني لتقول "غيث انت لك يومين ما انت فـ البيت.. يابعدي وراك !؟

فيك شيء يمه ؟ "

حينها نظرت بـ أمي واخبرتها بحلمي وحديثنا أنا والشيخ..

ودمعةً سقطت على وجنتي والدتي " يمه ليه تبكين ؟! يا جنتي ! يعني لهالدرجة الخبر سيء ؟ "

وهي تتأمل لـ عيني وابتسمت " الله أكبر، كبرت يا الغيث، وتبي تتزوج وبعد متشفق على بنت،

والله اني فرحانه.. يا غيث ترى رعد طاغي وظالم الله يفكنا من شره، لكن يا ولدي زواجها بعد

يومين.. "

هتفت بصدمة عظيمة " وشو؟ امي بالله عليك انتِ متأكدة !؟ يمه انجذبت لها.. لا يمه حبيت

زهره، و لمحتها من يومين .. تمزحين معي صح!! "

وتمر اليومين ثقيلة علي تثقل كاهلي وكأنني أصبحت عجوزا طاعنًا بالستين من هذا العمر..

مر الخوف الأول، والبُكاء الأول ، وليلة الأرق الأولى

حبيبتي رحلت مع زوجٌ لا يحمل صفة رجلٌ نبيل..

ليس به صدق وهو منجاة للمؤمن !

الكذب والافتراء يجري به مجرى الوريد !

ظالمًا جائر ، لا يملك أي صفة لا سيما أنه مالك نفوذ وجاه ومال..

زهرتي الحبيبة أن الوجع يتخلل إلى قلبي ويخترقه بكل سهولة..

يا ترى هل هو قبيح ؟ أم عيناي من تراه قبيحًا بمن يقترب منكِ ؟!

أود ان اخبركِ بـ انني احببتكِ لا تفعلينها يا زهرتي رجاء

حتى اكتب قصيدة رثاء لقلبي

زهرتي لا تقطف زينة طهُرك

انتِ ملاكي.. حسنائي الجميلة

دعجة العينين، رقيقة الملامح

ثغرك الذي احلم بتذوقه

لم استطع إكمال الحرف، قلبِ قد هُلك..

ويمر اليوم الثاني، وأنا حبيس غرفتي، لـ يبشروني بأنها الليلة هي ليلة الحناء..

يا انيني قلبِ يتمزق.. لأغمض عيني وتنساب دمعةٍ على خدي تمر بها حتى وصلت إلى ذقني

أحاول ان أكتم العبرة لكن الخبر قد صدمني.. رأيتني أمُي..

وتهمس لي " غيث حبيبي لا تسوي بنفسك كذا، لا توجعني يا ولدي.. زهرة ماهي من نصيبك

تعود على هالشيء، وحاول تنساها "

وبقهر اجيب بل قلبي هو من تحدث " يمه والله أني حبيت أدري حب غريب، يا كيف تبين لـ قلبي

المسكين ينساها.. يمه بسالك قد يوم شفتِ أن روح تفارق الجسد؟ يمه قد سمعت بعاشق ينسى

محبوبته ؟ يمه نار تشتعل بصدري "

وهي تربت على كتفي " ربك رحيم يا الغيث ما تدري يمكن خيرة لك، ربي مقدر لك تروح للندن

بروحك. روح الله يستر عليك، وبدعي لك بكل صلاة بأن الله يبارك لك بوقتك وبخواتيم أعمالك "

بالفعل كلمات أمُي لامست ما بعقلي لكن للقلب حديثٌ آخر !

ويمر اليوم الثالث، يوم زفافها ورحيلي من الرياض إلى لندن.. قد وضعت امتعتي بحقيبة السفر،

وضعت بها مذكرتي والتي سوف اكتب فيها كل شعور أو يأس يخالجني حتى ابوح على الورق..

وكيف أن الحياة ستؤذيني كما لم تفعل يومًا، وكيف أن الغشاوة التي تلف عيني ستتمزّق،

وسينكشف قلبي للدنيا

وحيداً، كسيراً، عارياَ من كل المشاعر الجياشة بقلبي..

سوف ارحل بعيداً عن هذه الحياة، أمسكت بزهرة التوليب واستنشق عبيرها..

ودعت امي وجدتي وأبي لأخرج من المنزل متجهًا نحو الحديقة جلست بالكرسي الخشبي، ونظرت

لعتبة باب زهرتي، لكن هدوء المكان وضجيج ما بقلبي حاولت أن استرخي، مددت يداي لأجدها

تُمطر من جديد

ودعوت بقلب يرجف كـ عصفور على غصن الشجرة " يارب ان كانت زهرتي سعيدة فـ اسعدها

أكثر، وأن كانت حزينة فـ طبطب وخفف حُزنها "

لـ أتأمل لأخر مرة بابها المغلق.. وقفت و أمسكت حقيبتي، مددت يدي لـ احاول ان اوقف لي سيارة

أجرة، رغم ان ابي قد عرض أن يوصلني لكنني رفضت طلبه بلطف..

صعدت السيارة وذهبت نحو المطار.. اغمضت حينها عيني واسترجع عينيها والتي بها لمعة

حُزن..

وصلت من ثم اعطيته بعض نقود لأشد حقيبتي وألج بداخل المطار، لأجلس وحيداً في كراسي

الانتظار

وكأنما انتظر خبر يفرحني، حتى بعد أن اصحبت زوجةً لـ رجل طاعنًا بالسن..

ليت الأحلام تتحقق !

تأنقت بفستان حريري يصل لأسفل ساقي.. وأرقص على قصيدة عجوز طاعنًا لا يتجاوز عُمره

ستين عامًا أنه أكبر من أبي..

لأول مرة أخرج من منزلي لأجد شاب بمقتبل العمر ممسك بـ احدى الكُتب، حينها قلبي خفق

بمضخة عظيمة

وقفت وكنت متمسكة بـ أزهاري لأجده قد نظر إلي، حينها ذهبتُ مسرعة لم انتبه على سقوط

احدى أزهاري الصفراء، هطول الأمطار لـ امسك عباءتي وسريعًا عبرت الحديقة لأضع المفتاح

وأديره وأدخل، وجدت أبي أمامي

وملامح الغضب " من وين جيتِ ؟ ومن سمح لكِ أساسًا بالخروج ؟ "

حاولت أن اكتم العبرة التي تختنق بصدري واجبت عليه بنبرة صادقة " يبه كنت بالحديقة اللي

بجنب بيتنا، بغيت اقول لك مير ما حصلتك، يبه انت تدري اني اسقي أزهاري!! "

أمسك الأزهار التي بيدي ويرميها على الأرض ويدهسها بقدمه الكبيرة وبغضب " لا تخرجين مرة

ثانية، وإلا ما تفهمين الكلام، نسيتِ أن زواجك باقي عليه يومين "

لأبتعد عنه، رغم ذلك أنه أبي لا استطيع أن ألومه فـ أنا قد قتلت زوجته وحبيبته وكنت شبيهة

منها الكثير، لكنني وقتها كنُت طفلة يا أبي يا لظلمك الجائر!! توفت والدتي عندما انجبتني على

هذه الدنيا، لا أستطيع الخروج وأظل حبيسة غرفتي اتأمل الناس عبر نافذتي

أنني زهرة بن رعد الزاهد.. املك من العُمر احدى وعشرون عاماً لم استطع إكمال التعليم.. انني لا

اعرف حرفًا قط لا املك شيئا سوى حديقة أزهاري، والتي من صغري كنت أزرع واحصد،

والأمطار قصُة عشقٌ لربيع أزهاري..

نظرت وهو يجلس نحو سيارة الأجرة وبكيت حُزنا وألماً.. لم اعلم حينها بأنني احببت هذا شاب

غريب الأطوار..

وقلتُ بنفسي..

الله أعدل من شعوري نحوه للحد الذي أشعر بالوجع والانكسار من أبي..

الله أكبر من أي شيء..

الله يحبني ، وأنا اؤمن بذلك لذلك سوف أكون بظلك أيها الشاب الغريب

الله يمطر على صدري الأمان.. ويسمع استغاثتي

وتنتهي تلك اللحظة التي أناجي فيها الرب.. وأرى أبي يرمي علي عباءة جديدة مزخرفة

وبنبرة سريعة " لبسي العباية هذا من ابو حاتم واقف على الباب ينتظر خروجك "

وببكاء " يا يُبــــــــه الله يخليك روح له، خله يطلقني، يبه انا بنتك! بنت فاتن يبه اللي عشقتها.. يا

يبه وشلون ترميني كذا؟ هنت عليك يُبه! "

لكن لم يسمع من حديثي شيئاً أمسكني بقوة من ذراعي وبمساعدته ارتديت العباءة، أنها ليست

من نوعي

ليجيب أبي " تراها هدية من أبو حاتم، وشنطة اليد والكعب الطويل، معك نصف ساعة والقاك برا

هالبيت تسمعين يا زهرة "

وأغلق الباب من خلفه.. تأملت غرفتي جيداً من يعلم ربما لا اعود بها يوماً.. انها صغيرة باللون

المفضل لدى الفتيات الوردي سريري الابيض على زاوية المكان، مرآتي نصف مكسورة بفعل

احدى المرات الذي غضب فيها أبي وافرغها على تلك المنظرة ، مرطب احمر شفاه من والدتي قد

دسته لي في الصناديق الخشبية، أمسكت بالصندوق وضعت به احمر شفاه مشطي الخاص

بشعري، والقرآن الذي لا افقه فيه شيئاً امسكت به من ثم امسكت حقيبة الملابس وضعتها بها

صندوقي لدي فستانين بزهور ربيعية ارتديت احداها..

ورميت الفستان الحريري الأبيض على الأرضية.. ومن ثم أمسكته وأشقه بنصفين وابكي.. وكأنما

افرغت غضبي

اتجهت لدورة المياه وتوضأت كانت لي جارة قد علمتني بالصلاة وحينها لا تفارقني.. احببت أداء

الصلاة كثيراً وكأنني قريبة من الله سبحانه وتعالى..

لأخرج واصلي ركعتين ثم دعيت فيها حتى اجد أبي ينظر للفستان وأمسك بشعري ويشتم

ليضربني، حتى سمع من كل في الحي ودخل العجوز الكهل بعكازه الذهبي...

لـ يسحب أبي كثور هائج، وأنا انين بصدري، أوجاعٌ بساقي وكتفي حتى وجهي أصبح علامةً

ليضع كدمة تحت عيني..

امسكت عباءتي وغطيت وجهي وأجهشت بالبكاء..

العجوز قد حن علي.. وامسكني وأنا من قوة الوجع ذهبت معه لأصعد سيارته واجلس بالمقعد

الخلفي، وهو جلس جانبي مودعاً ابي ، لكنني نسيت حقيبتي حاولت أن أصرخ لكن شفتي قد

تألمت لم استطع حينها الكلام

الخوف سيطر علي أمسكت بمقبض باب سيارة.. عبرت سيارة الحي، وتأملت بطريق صحراوي

وأشعر بالخوف والرهبة من الحياة الجديدة..

لما فعلت هكذا يا ابي تبعيني بمالً بخسً،

" آه يارب رحمتك ولطفك يا كريم.. "

لا شيء يجعلني أكتب ، أود أن أتعلم حتى أبوح لك ما بصدري

أن تفهم لغة عيناي، لمعة الحزن انني باقية لك ولو بعد طول غياب.. وتنطوي تلك الليلة، والكل

غارق بـ احزانه ..

كنت قد غبت يومان عن منزل أبي لأجد والدتي تحدثني بأمر غريب، من أخي الاغرب..

وأهمس لها " يمه تحكين صدق؟ الغيث حب زهرة وشلون؟ ويا كيف لمحها؟ القصة ما تدخل راس

عاقل يمه ؟! "

انني اخت الغيث تزوجت بـ ابن عمي سلطان وعمري اربعة وعشرون عامًا.. لكن سماعي الخبر

من والدتي قد ادهشني بل ابتسمت علمت يومًا من الأيام بأن زهرة سوف ينصفها الله من أبيها

الظالم، لكن ها هي قد تزوجت، وأخي رحل من الرياض إلى لندن لإكمال دراسته في تخصص

نادر، لم استطيع وداعه حيث انني اسكن بالشرقية وزواجي مرابط بالعمل، سعدت بحضور عمتي

بعد رحلة علاج طويلة من " العُقم "

مددتُ يدي لصينية والتي بها من دلة القهوة وتشيز كيك، وارتشف من القهوة بخلطة القصيمية "

فديتك يمه لا وسعي صدرك، الغيث بحول لله راجع وعقبها ندور له على عروس تليق به، لا

تكدرين خاطرك يابعدي "

نظرت أمٌي بحزن " يا ضياء اخوك راح، الغيث اللي يكتم بمشاعره تكلم لأول مرة، والله انه كسر

بخاطري بغيت اكلم أبوك واخليه يروح يخطبها، مير انتِ عارفه البير وغطاه "

لأبتسم لأمي وأقبل وجنتيها " وينك يا الغيث تشوف أمي، ما عليه يمه ما تدرين يمكن خيره له،

هناك بـ ينشغل بدراسة ومهو حول تفكير، يا عميمه وينك الله يهديك "

لتدخل عمتي وهي تحمل صينية مليئة بالحلويات وليلها طويل مرتدية قميص حريري يصل

لساقيها ملامحها جذابة وتميل للبشرة الحنطية وابتسم بخبث " أنا بعرف خالي المسكين وشلون؟

خلاك هنا عندنا "

لتجلس بجانبي بعد توزيعها للحلويات على جدتي وأمي من ثم قدمتها لي " ارحبوا، حي الله

هالطلة "

رفعت نقابها الجود وتسلم للجميع من ثم اقتربت مني " وشلونك يا ضياء ؟ وكيف اخوي سلطان

ما عاد نشوفه "

ابتسمت وبحب " الله يعين، أخوك من رابط بالشرقية، انا اللي زوجته ما صرت أشوفه مير منشغل

بأعماله عسى الله يفكهم من كل له شر "

لألتفت إلى امرأة عمي وابتسمت " كيفك يا خاله عساك بخير ؟ "

لتبتسم لي لكن ملامح الحُزن لا تغيب " الله يصبرك يا خالتي، وتقر عينك بشوفته "

لتردف أمي " اللهم آمين، عن إذنكم بروح اجهز العشاء "

لأقف عند والدتي وتأبطت ذراعها " أفا الحلو للحين زعلان، يمه ترى ما يصير كذا، أدري انك ما

انتِ متقبله غيابه مير يمه عودي نفسك وبعدين الانترنت ما خلى شيء، تقدرين تكلمينه وتشوفين

صورته بعد "

عند وصولي للقصر الشامخ أحسست بالبرد الشديد ضممت يدي، امسكني أبو حاتم لكن باب

صدري يضيق أشعر برهبة كبيرة سرت في طريقي نحو مدخل القصر، وأبو حاتم والذي أشار

للحرس بأن يفتحوا الباب الطويل كان جميل ومخيف، وجدت رئيسة الخادمات تؤدي التحية..

ليقول لرئيسة الخدم " جهزتم العشاء ؟ "

وبدورها تهز رأسها وتجييب " يـس بابا "

لم ارفع اللثـام، لا أريده أن يرى ملامحي، اقترب مني ليحاول ان يمسك ذراعي لكنني تراجعت

بخطوات للخلف وتعثرت بـ عباءتي أريد أن أبكي الآن..

أبو حاتم ابتسم لي " يا بنتي مابي أذيك انتِ بمقام بنتي صغيرة، عطيني يدك الله يرضا عليك "

حاولت أن اقف لـ اجد شاب يهبط من السلالم، كان هذا لقائي الأول هنا في هذا المكان الغريب..

نظر إلي شاب بنظرات يملأها الخبث " يُبــه باين انها فقيرة، ما احسنت الاختيار طال عمرك "

أبو حاتم غضب وبشدة " اذلف من هنا يا حاتم "

ليهز رأسه " ابشر يا الغالي "

نظر إلي بنظرات كلها ريبة " بـتجلسين هنا مير احسني التصرف، مع سلامه "

ليذهب ويغلق الباب من خلفه، اشعر بروحه ترفرف حولي..

لأهمس له " أنا ابي طلاق، مابي اجلس هنا، انا بعمر بنتك.. خاف الله فيني! "

ابتسم أبو حاتم " انتِ حفيدة وصايف رفيقة الصبا، ما كانت من نصيبي، وتقبلت الوضع مير من

سمعت بتعامل أبوك تضايقت، اعتبريني جدك يا بنتي، ما قدرت إلا ألوي ذراع أبوك العنيد، الله

شاهد علي ما كنت أبيك مره لي، ايه صحيح اللي مر عليك من شوي ولدي الكبير حاتم "

لا اعلم احسست براحة كبيرة من صوته الرخيم

ويهمس لي " افتحي غطاك وعبايتك ولك الأمان "

شعرتُ بالاطمئنان لكنني شددت على عباءتي " لا مابي.. "

أبو حاتم ابتسم " مثل ما ودك يا بنتي، تعالي هنا.. هذا هو العشاء.. "

أنني أتوجع، لم اتقبل وجوده أريد أن أذهب إلى حديقة أزهاري الحزينة انني اسمع بكاؤها الآن..

رفضت بشدة لأذهب إلى احدى الاجنحة الكبيرة كانت اربعة، لأختار من بينها واحدة لأدخل فيها

وأوصدت الباب بقفلتين لا أود رؤيته الآن، أود استيعاب ما افعله الآن، سببه لم يشفعني.. أقال انه

أخذني بسوء تعامل أبي معي، لكن لما يتدخل ما بيني، لحظة قال بأنه أحب جدتي، أن هذا العجوز

حتمًا سيصيبني بالجنون، كيف أبي قبل به وهو يعلم أنه احب جدتي؟! لا اصدق ما يقوله يا إلهي،

أريد أن اقترب من الله أصلي وابتهل له"

خرجت وأجده أمام بابي لأقف متصنمة واخبره" وين مكان القبلة ؟ "

ابتسم بحنان لي لا اعلم لما قلبي قد حن لعُمره الكبير " مثل وقوفك الحين "

لأهز رأسي وشكرته من ثم اغلقت الباب أمسكت بمقبض الباب لأديره وشهقت من جمالية دورة

المياه البياض والذهبي يغلب على فخامة المكان تقدمت ووقفت أمام المرآه لأتوضأ وانظر للكدمة

ودمعٌة تسقط حتى آلمت قلبي ، لأصلي وأدعو بقلب يرهف السمع الوجع القابع بصدري، أنين

بصدري اغمضت عيني لأقف وبثقل خطواتي وصلت لسرير الكبير لأستلقي به وأحاول أن أنام ..

كنت واقفة بغرفة الغسيل، أنظف ثياب والدتي العاجزة عن الوقوف، لأمسح حبيبات العرق من

تعب اثقل كاهلي، أود ان أرتاح واستلقي على سريري وأنام لكن صوتها العالٍ قد ازعج خيالي..

وتصرخ " غفـــــــــــــــــران، ووجع.. "

لأمشي واقف أمامها، نظرت لـ قمصيها " الاحمر الناري " وشعرها الداكن ذو خشونة ملتفه

بكعكة مزعجة ملامحها الخبيثة لأهمس وبهدوء " آمري يا خالة، وش تبين ؟ "

لتضرب كفيها وتمسك ذراعي وتزفر بغضب " هيه انا جبتك هنا انتِ وامك عشان تخمين البيت،

صديقاتي بجون لي، واسمعي زواج أم نسايم عقب ثلاث ليالي وأبيك تفصلين لي فستان ابيه حلو

سمعتِ يا بنت؟ فهمتِ هرجي ؟ "

لأرسم ابتسامة كبيرة بثغري " ابشري يا خالة، ممكن الحين أشوف أمي "

لتشد شعري وتهمس بأذني وبحقد " شوفي أبوك هو السبب، منو قاله يتزوج على امك العجوز؟

ايه انا بشبابي وبصحتي هو باقي على رجعته اسبوع، لا اشوفك تشتكين عنده، وإلا والله حبستك

بدار الفيران عاد ما يحتاج انبهك أكثر.. "

مسحت دمعةً حزينة سقطت على جنة وجنتي " تأمرين أمر خالتي، خليني اشوف امُي الحين اكيد

انها متوجعة! وما احد حولها. "

كنت أظن أن الرحمة تزور قلبها لو للحظات، لكنها باتت كالحجر الجامد والقاسي لتصرخ بوجهي

وبغضب كبير " اذلفي وكملي الغسيل، وسوي عشا اخوانك صغار.. اذلفي لا بارك الله في هالزول

واعبر ممر الصالة حتى أصل لغرفة الغسيل وأتأمل الملابس التي تدور بالغسالة وضممت يدي

بوجهي لأجهش بالبكاء، انني غفران ابنة ظافر أملك من العُمر تسعة عشر عاماً لم أكمل تعلمي

بالجامعة بسبب المصروف، وأبي كل شهر مسافر إلى دولة لا يتحمل احدى شجارات أنا وزوجته

الحبيبة، انها قبيحة بأفعالها وخبيثة، أريد أن أرى والدتي ان صحتها غالية علي ومرهقة معها

السكري ولابد لها من أخذ إبرة الانسولين الآن

" يارب ساعدني، يارب "

اجلس على الكرسي في زاوية هذا المكان انتظر رفيقي يدعى أبو احمد، انني في المقهى منذ

ساعة، ولم يصل إلى الآن حاولت أن اتصل عليه مجددًا لكنه لا يجيب، وضعت النقود فوق

الطاولة، لأذهب بعيدًا عن هذا المكان وصعدت إلى سيارتي لأنطلق نحو منزل جدي الذي اسكن

فيه حاليا، سمعت رنين الهاتف أمسكت به وتارة بين طريق وعيني على الهاتف

وبصوت عالٍ " وش تبي داق يا حيوان؟ "

لأسمع صوت ضحكته " على هونك دكتور فياض، حمد لله اللي قدرت اوصل لك، الأهل تعبوا

علي.. "

لأردف " الله يهديك، تبي شيء ثاني الحين "

إبراهيم " سلامتك، مير حبيت ابلغك، أبو فيصل عازمنا على جلسة شباب وكشته إذا ودك

تخاوينا.. "

ابتسمت " خلها بظروفها يا إبراهم، وسلم على خالتي "

لتمتم " ابشر، مع سلامه يا الحبيب "

اغلقت الهاتف، بدأت حياتي بعد طلاقي منها منذ 5 سنين، ذهابي للعيادة من ثم وقت العطلة

للمقهى، وجلوسي عند جدتي رائحتها تشبه طهر الياسمين وزهرة اللوتس، وقفت سيارتي عند

المواقف.. ترجلت من السيارة بعد أن اخذت هاتفي ومفتاحي وضعته بجيبي، لألج داخل المنزل

العتيق.. تقدمت نحو غرفتها، وجدتها جالسة على سجادتها وترفع يدها وتبتهل من الله

ابتسمت لها وبحب كبير، وقبلت رأسها " تقبل الله يا الغالية.. "

أم عواد ابتسمت وهي تمسك بمسبحتها العتيقة " يمه فياض، متى وصلت يا بعد عيني؟ "

قبلت يدها ورائحة الحناء تنتشي تعُمر لي للفرح مليون باب " لبى قلبك يمه، توني وصلت انتِ

بشريني عن علومك ؟ "

لتلمح ملامحي ونظرت لعيني " آه يا فياض طيبه طاب حالك، يا امك ما ودك تفرحني فيك، ترى

ولدك محتاج له أم "

أحاول ان ابتسم وبعتب " يمه مضطر امشي الحين "

لأقف بهروب " بشوف محمد، وبنام "

أم عواد " فياض، لا تتهرب مير ما اقول صبر جميل والله المستعان، ترى بنت عمك للحين ما

تزوجت!! يا ولدي والله اني ندمانة بالحيل، سامحني، أدري انك تحبها وأني غصبتك على بنت

الناس، ما دريت انها بـ تشيلني بكبري سامحني يا فياض "

الوجع صوتك يا جدتي محمل بسنين كالعجاف، كحب وقع تحت إنذار، عُمري لم أتوقع رفضك انها

ابنة عمي اعشقها وهي تبادلني العشق،

وبدعاء غاضب " أن أخذتها يا فياض ماني بـ ميمتك ولا تعرفني، وغضبانه عليك ليوم يبعثون..

أنا اللي ربيتك عقب وفاة أمك، وترفض كلامي يا ولد بنتي!! الله اكبر بنت عمك نستك ميمتك.. الله

اكبر عليها الظالمة "

أم عواد " يا امك أبيك تأخذها الحين، والله يا فياض طليقتك!! بيوم زواج ولد عمك ما عطتني قدر،

ابي اجلس على الكرسي، ما حشمت كبري.. الله يستر عليها بنت عمك هي اللي حشمتني وقامت

من مكانها وجلستني وتتبوسم لي بعد، والله انها اصيله هالمهره، زوجت إخوانها وعيالهن بعد،

الله يستر عليها "

لتبكي جدتي وأنا أديرها ظهري" يكفي يا ميمتي كل ما شفتيني قلبتي المواجع علي.. هي نذرت

انها ما تكون لأحد تبي ترعى بأمها، آه يمه لا تكسريني ترى طيحتي كبيرة يا ميمتي كبيرة

بالحيل.. "..

أتعلمين يا جدتي ملامحي صغيرة وشيب كبرني، الهم وعشقي لها يوجع..

انتِ يا القلب الذي يوجعه وجعي، وتسعده سعادتي.. القلب الذي قسم لنفسه بأن " أنا لأمي، وأنت

الله يعوضني بك بجنة نعيمها أمي، تسمعني يا فياض، امي هي جنتي يا ولد العم "

كَبر القلب الذي تحبينه يا المهرة، كَبر والله لا اقوى على تحمل المزيد..

صراع بين النفس والذات، ارفع راية الاستسلام البيضاء، نحو تفكير بك لا أريد أن اقاوم حبي لك،

أحاول ان انكر لأكذب عيني أنكر الأحاسيس والمشاعر " آه يا مهرتي متى اشوفك عروس لي،

قررت اني احبك افضل من القتل والنكران، أفضل وجميع مما سبق، تقولين ليه استسلم الحين ؟

بقول لك كل ما اغمض عيوني يا مهره اشوفك، روحي تحبك يا مهره جادلت عليك سنين وسنين

وليه بضيع عمري بتعب ليه أقاوم شيء متملكني يا مهره ايه روحي متملكه حبي لك، الحين

بروح لعمي واطلبك من جديد، وطلبتك لا ترديني يا المهره "

للقلب أن يتعلم كيف يصير أكثر صلابة وأن يكره ويمتد، وأن أخذ بيديك خلف ظهري ويضم روحي

وأهمس لك " ضاع مني كل شيء.. يا مهره ابي هاللحظات ابي اعيشها معك "

لتقاطعني افكاري بصوت جدتي " فيـــــــــاض "

لأبتسم لها " ميمتي ودك تشوفيني مرتاح، ابيك تروحين معي الحين لبنت العم، واطلبها من عمي،

ذا الحزه بجيب لها المهر، تدرين يا ميمتي كل ما تمر سنة ازيد في مهرها، أبيها يمه هي الحبيبة

وروح فياض "

نهاية الجُزء الأول..

همسة محبة/ دائماً يا صَاحبي لا تبحث عنْ الطُرقات المُؤدية إلى سعادتك وأمنِياتك، كل ما عليكَ

أن تبحث عن الله حتى تجدهُ بقلبك.

تنبيه أخير " الرواية حصرية على ثلاث منتديات، وشلت يد السارق "

عمر الغياب / عَـبير



"شهرزاد زمانها" 03-10-15 03:55 AM

مبروك الرواية عبير
لي عودة بعد القراءة

um soso 03-10-15 12:07 PM

https://lh6.googleusercontent.com/-y...23285020_n.jpg

um soso 03-10-15 12:09 PM

https://upload.3dlat.net/uploads/3dla...hotoFiltre.gif


هذه المره انا معك من البدايه
سجليني باول الصف

فيتامين سي 05-10-15 01:09 AM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مبروك مولودتك الجديد وإن شاء الله أقدر أتابعها معك أولا بأول

بدايه مشوقه عبير
لاحظت السرد في هذا البارت طغى على الحوار
أتمنى إنك مستقبلا تتلافي هذا الشيء

الغيث أمره غريب كيف يحب زهره وكل هذا الحب ويتعلق بها
بهذه الطريقه وهو لم يرى منها سوى عيناها ولمحة
ربما سفره وأنشغاله بالدراسه يخفف عنه المه ولكن لن ينسى
زهره

زهره ظلمها والدها كثيرا بتعامله معها وحرمانها من التعلم
وزواجها من رجل كبيرفي السن وظلمه ليس له مبررعاقبها
على شيء ليس لها ذنب فيه
وأظن عذابها لن ينتهي فإن كان أبوحاتم يرفق بحالها فأبنه
له رأي آخر فيها وأظنه سوف يكون مصدر إزعاج لها

فياض اضاع مهره من يده عندما سمع كلام جدته فهل يستطيع
استعادتها
مهره واضح أنها تستحق حب فياض لها من تعاملها مع اخوتها
ومع جدت فياض لكن هل كبرياءها تسمح لها بالقبول بفياض
بعد أن رفضها سابقا هل من سينتصر الحب أم الكبرياء

غفران متعذبه بين أب مهمل وزوجه أب سيئه وحاقده
إلا متى سيستمر عذابها وكيف يكون خلاصها
بدايه تعد بالكثيرعبير أستمري عزيزتي
ونصيحه حاولي قد ماتقدري تكون البارتات قريبه
من بعض بارت أو بارتين في الاسبوع مع الإلتزام
فهذا يشجع الأعضاء على المتابعه
وتباعد البارتات وعدم الإلتزام لا يشجع على القراءه
أتمنى أن تصلي بروايتك لصفوف المكتملة

عمر الغياب 05-10-15 05:09 AM

صباح الخير، لي عودة للردود الجميلة

وبناء اخترت، كل يوم الخميس والاثنين..
لأجل عين تكرم مدينة.,

***

دقائق من تدقيق الجُزء الثاني ويكون بين يديكم
ورجاء لا تنسوني من دعواتكم، لأني بالفعل أسبوع مرهق لي وجدًا ظهري وصدري لي يومين فيني ضيقة
وماني عارفه وش السبب، وسبحان الله مع صلاة تروح الله يعين واختمها على خير بإذن الله .,

***

ولي عودة لردودكم .,

عمر الغياب 05-10-15 06:08 AM



" ماء الدمع واصبح صدر الوطن منفى "

(2)

يوم جديد مع بداية هذا الصباح، لأغتسل وارتدي احدى ثياب، من ثم عطرت بعبق العود الاصيل،

أمسكت بمفتاحي والذي وضعته بفازة من ثم غادرت حجرتي لأجلس عند جدتي وابني محمد..

وكعادتهما.. متكئين في ساحة المنزل، اقتربت وقبلت رأسها من ثم يديها

وابتسم " صبحك الله بالخير يا ام عواد، يا كيف اصبحتي ؟ "

لتهلل ملامح الفرح وعينيها تبتسم " يا مرحبا بك يا أبو محمد، تو ما نور المكان يا أبوي "

انضممت لهم وأخذت اتناول بعضًا من رغيف الخبز، وارتشف من شاي " بالحبق " ، كنت معهما

جالسًا وقلبي وروحي مع المهره، استأذنت منهما ورحت اسرع من خطواتي، لأصعد سيارتي

لأضع المفتاح وذكرت الله من ثم اشغلت المحرك حتى ابتعدت عن منزل جدتي، احاول الوصول إلى

منزل عمي قبل ذهابه لمزرعته..

بعد مرور نصف ساعة، وقفت سيارتي أمام منزل عمي، وقلبي ينبض بمضخة عظيمة، أشعر

بحنين لرؤية ملامحها، هل كبرتِ يا المهره، غزو الشيب هطل ليلك طويل، وزفرت بعمق حتى

ترجلت واغلقت سيارتي، لأجد عمي واقفًا عند عتبة بابه، وصلت له قبل أن يخطو

وأقبل رأسه وانظر لعينيه من ثم أردفت بمحبة " كيف الحال يا عمي؟ "

ابتسم أبو غازي " طيب طاب حالك، علومك يا أبو محمد؟ تفضل اقلط البيت بيتك يا عمك "

أشعر بأن روحي قريبة منك يا مهره، طُلي علي يا عشق لم يكتمل

وبحب " ادخل يا عمي، ما اتقدم خطوة الا وانت قدامي الله يحفظك "

دخلت أنا وعمي للمجلس الرجال، وأجلس على أريكة مُتكأ واغمض عيني أحاول ان اتخليها

بحجابها وعباءة الرأس والتي لا تغيب عنها..

استيقظت على صوت عمي وهو يمد لي فنجان القهوة، لأشعر بخجل شديد وأهمس له " يا عمي

طلبتك وهالمرة لا تردني الله يطول لي بعمرك "

أبتسم أبو غازي " جاك يا فياض، وش اللي ودك فيه، لا تقول المهره! "

لأبلع ريقي " طلبتك يا الغالي تقول تم، وتشوفها هالمرة وتقنعها يا عمي انت اعلم بحالي، والله

اني موجوع من بعدها، وأدري انها عنيدة وراسها يابس "

لأمسك بالعقال لـ أرميه عند قدم عمي وبضيق " والله انها ما كانت الليلة حليلتي ، يحرم علي اطب

مجالس الرجال، او اكمل شغلي بجلس حالي حال الحريم عند جدتي "

لينحني عمي ويرفع العقال من ثم وقف ليتجه لي ويضع العقال فوق رأسي

وبمحبة " يشهد الله ما بغيتها الا انها تكون حليله لك، واعتبر المهره مرتك، الليلة كلم المأذون

عقب ما نصلي العشاء، وجهز أمورك "

لأقف واحضنه وأقبل رأسه " الله يبشرك بالخير يا عساني ما اذوق حزنك يا عمي "

وفجأة دخل علينا غازي ومحمل بأكياس بها من الخضروات والفواكه.. من ثم انتبه لوجودي

ليطرحها أرضا وبترحيب " حي الله أبو محمد، زارتنا البركة "

سلمت عليه وابتسم " الله محييك يا أبو عمر، ما بغينا نشوفك "

غازي " والله يا خيك مشغول تعرف أمور سفارة والاشغال، يبه علومك عسى ما تشكى شيء؟ "

أبو غازي " حي الله ولدي، طيب عسى جبت بناتك الليلة "

غازي " لا والله يا أبوي عندهم جامعات ومشغولين مير قلت يوم الجمعة نتغدا عندكم، البيت بيتك

يا فياض، بشوف الوالدة واختي "

ابتسمت " ما عليك زود يا ابو عمر، وصل سلامي لخالتي "

غازي وهو يحمل الأكياس " يوصل.. يوصل يا أبو محمد "

دخلت بالصالة ذات الارائك الجلدية باللون الأورانج، وشاشة البلازما الكبيرة معلقة على الجدار

بورق مزخرف بتموجات عتيقة باللون السكري، طاولات البيضاء الصغيرة على زاوية لتقديمها

عند حضور الضيوف، بينما طاولة الكبيرة الدائرية، والتي بها صينية بيضاء فوقها دلة القهوة

وبعض الفنجان وصحن التمرية، وبعض طبقات الحلا المشهورة بطهي المهرة ابتسم ليمر من

الصالة وضعت الاكياس عند دخولي للمطبخ لأشم رائحة " العصيدة والعريكة "

ابتسمت " صباح الخير يا المهره، وش هالريحة الزينة "

كنت واقفة على نار واخلط بالمكونات " العصيدة " لأجد اخي الاكبر غازي دخل علي وهو مبتهج

لأرسم الابتسامة بثغري " يا مرحبا بك يا أبو عمر، سلامة الوصول "

لأشد خطواتي واقبل رأسه ويده، وهو قبل خدي وأهمس لي بخبث " وش هالزين يا المهره!!

تدرين مين عندنا بالمجلس؟ "

رفعت حاجبي الايسر " منهو؟ وبعدين أبوي خرج وشلون دخل للمجلس؟ "

ليضحك غازي وبتهكم وغمز لعيني " فياض ولد العم كان تذكرينه "

رعشة مرت على جسدي، اغمضت عيني والاهداب ترتعش

أرجوك يا قلبي اهدأ انه ابن عم فقط يا مهره

لأبتسم وملامحي قد ابيضت من الحزن " وش جابه؟ بعد كل هالسنين؟! "

غازي " المهره، لا توجعين نفسك كذا؟ انسي اللي صار من سنين وعيشي حياتك، يا اخوك فياض

الهم كبره، تدرين الشيب مكبره معطيه فوق الاربعين "

وبوجع وأزم شفتي " غازي ولي يخليك يا اخوي اقفل على هالسيرة، ودام أبوي ما راح للمزرعة

خذه عطه العصيدة والعريكة "

ليحاول أن يقبل رأسي لأتراجع بخطوات وبخجل " يهديك الله يا غازي، توكل لأبوي، وبشوف أمي

أمسكني من ذراعي واحتضن الخوف الذي يسكن بقلبي لتسقط دمعة على وجنتي اغمضت عيني

أحاول أنا اتماسك أكثر

يا ضعفي بقربه لا تفضحين الهوى أرجوك..

أشعر بحنينًا يملأ صباحي

فياض يا حكاية طوتها سنين بمر رفضك لي

تأجيلك للفرح وكأنما تكيل أوجاعي برفضك المُستبد

لما انت الآن هنا؟!

هل بعد الغياب لقاء يا فياض؟!

جلست على احدى كرسي الطاولة الطعام، شعرت بدوخة من الكم الهائل من مشاعري المتخبطة

غازي شعر بي " المهره ترى الحال ما ينسكت عليه، بتدخلين واحد وثلاثين، وادري فيك بتقولين

بجلس عند أمي وبهتم فيها، بس اخوانك وخواتك موجودين، وأبوي الله يطول بعمره هذا هو

بصحته بسم الله عليه، وما ظنتي جية أبو محمد جاي هنا دون يجدد العهد والمواثيق وان طلبك يا

المهره ترى بوافق وبتوافقين عليه، أدري انه جدته هي سبب، لا تنسين ان جدته كانت له الأم

والحبيبة له، يعني ما تبين يبر بجدته اللي كانت له ونعم الأم، ربته وكبرته وخلته عود اخضر

ويثمر، مهو كاسر خاطري الا ولده محمد، عمره خمس سنوات يا المهره.. احتويهم وانتِ اكبر

حنون بهالعائلة "

ومع جميع المواصفات الذي ثرثر بها أخي، ومكنونات قلبي

يمكن بالغد لا يكون لي..

بلعت ريقي بوجع " خلاص يا غازي ولي يخليك لك عيالك.. كافي، انا قد قلت له جنة نعيمي أمي،

وماني تاركتها عشانه مثل مهو ما ترك جدته.. "

كنتُ بدورة المياه، لأخذ دش مع برودة المياه التي تتساقط على جسدي، ارتديت روبي، واسمع

يا جنة نعيمها هي

يا رائحة وطن عبقها أمي

يا روح تخفق بصدري

لأغادر حجرتي، وأذهب عندها لأجدها تضحك.. وتبكي قبلت يدها

وابتسم لها بحب كبير " يا اغلى من سكن روحي.. يمه فديتك وش تبين يا عمري، وش تبين اطبخ

وهي بطفولة متأخرة " أبي آيس كريم وحلاوة، أي حلاوة جيبها لي ابيها الحين "

وأنا أبلع ريقي " أبشري يا عمري، يمه بروح للسوق الحين بأخذك معي بالسيارة ومره وحدة

انزل لك عند جدتي.. طيب يمه "

لتهز رأسها وقبل جبينها " دقايق يمه ألبس ملابسي "

لأسير نحو حجرتي وأرتدي بنطال رياضي سريع مع قميص رياضي، واعود عندها مجددًا

لأجدها تلعب بشعرها وتقهقه بصوت عالٍ..

اقتربت منها وأساعدها بـ ارتداء العباءة، من ثم الطرحة وحينها أدس أصابعي بوجهها الملائكي

لأضعها فوق رأسها، وأنظر في عينيها تلك اللحظة التي اتوق لـ صحتها، غطيتُ ملامحها..

أنها وطني أنا، ربي زرع الحُب فيني لها

انني ادعى عاطف أبلغ من العمر تسعة وعشرون عامًا، توفى والدي أثناء حادث مروري، والدتي

قد طار جسدها وسقط رأسها على حجرٌ قاسي، اصيبت بسببها بـ ارتجاج بالدماغ، وحينها جالسًا

أنذاك عند جدتي وابن خالتي الفياض، الله زرع فيني محبتها بقلبي، لم احد يتحمل جنون والدتي

كنت لها صدر الحنون، والابن البار، لا أريد من الدنيا إلا انها تعيش سعيدة

طلباتها ملبية دومًا..

لتصرخ وهي ترى عبر تلفاز تقام صلاة الظهر بمكة المكرمة..

" ابي اروح هناك.. خذني هناك "

لأبتسم لها " ابشري بالخير يمه.. بوديك عند جدتي يا الغالية بس اخلص لي كم غرض ثم نروح

انا وانتِ لمكة، تأمرين أمر يا ام عاطف.. "

لتبتسم لي وتصفق.. " ياللا يمه خلينا نمشي الحين نروح لجدتي أم عواد ميمتي يمه، وتشوفين

لتهز رأسها وتبتسم لي " ياللا طيب خلنا نروح بسرعة "

لنغادر الحجرة ومتأبط ذراع والدتي، خطوت لأوصد باب المنزل بقفلتين، لأمشي وافتح بابها

لتجلس من ثم اغلقت الباب، وجلست بجوارها، حتى احرك سيارتي، وصولًا لجدتي..

عند وصولي إلى لندن، كنت اسير وحيدًا واسلك طريق إلى المنزل الذي ابيت فيه حاليًا، ذكرت الله

احسست فعلًا بأن المكان غريبٌ علي، وضعت الحقائب أرضاُ وشكرت الرجل الذي اوصلني لقد

اطمئن قلبي، هذه العمارة بها من الاشخاص الخليجين.. اغلقت الباب من خلفي، ألقيت نظرة على

الشقة الصغيرة ديكورها يغلب عليها الخشب، واللون الابيض كالطاولات والنافذات ذات الاطار

الطويل.. لأجلس على اريكة فردية

واسند راسي اغمضت عيني أحاول ان اجمع قواي، أود أن أنام الآن

لأفتح عيني وقلقٌ يزور بخافقي، أمسكت بهاتفي وضعت به شريحة الاتصال، ومن ثم دقائق حتى

تم تشغيل الجهاز، اتصلت على أمي، ومرت دقائق حتى رفعت الهاتف

" يُمــــــــه يابعدي وشلونك؟ وكيف ميمتي وأبوي "

لتشهق والدتي وكأنما ارى دموعها تسقط الآن " الغيـــث يمه فديتك انت بخير.. وعساك ما تعبت

روح أمك، والجو مهو بارد صحيح يمه..... "

لأبتسم وبحب كبير " لبى قلبك يمه، تراني بخير مير بغيت اتطمن عليك.. وعمتي وصلت "

لتجيب بشهقة عنيفة " آه وشو له تغترب عني.. "

لأسمع صوت ضياء " حي الله أبو عبد الله، ما عليك من أمي، كيف الاجواء عندك "

واهمس لها وبإرهاق " الحمد لله.. ضياء لا اوصيك على امي هالله الله فيها، كل سنة وشوي

واكون عندكم، والله يصبرني على الفرقا "

ضياء بدأت تثرثر معي، وأسمع صوت بكاء أمي، وقفت ودخلت حجرتي اعجبتني كثير، لأستلقي

على سرير ودون شعور لأنام بتعب من رحلة الطويلة ..

بكاء والدتي، لأعناقها " يمه فديتك باين صوته تعبان ومهو حول احد.. وسعي صدرك يمه "

وببكاء كيف أحزن يا بني وانت البكر البار بي، حنيني، ولوعتي، ومعك تزهر قلبي يا الغيث

تضع كفك بقلبي " يمه الا عيونك لا تبكي يا الغالية.. "

لأدعو وبقلبي المنكسر، قلبي الذي لم يعتاد على غيابك بعد

" الله يسهل أمورك، ويسر لك عيال الحلال، ويحميك من بنات ابليس "

لأضحك على أمي واقبل خدها " يمه لبى قلبك خلينا، نجلس بالحوش الجو ممطر هالأيام، يا زينك

يا الرياض وانتِ بالشتاء.. "

أم الغيث " طيب يا أمك خليني اشوف أبوك.. واجدد له القهوة "

لأقبل عينيها والدمع يختنق بمحاجرها " فديتك أبوي خرج لصلاة الفجر، تعرفين دوامه ولزوم

يمر على النخيل، ويقابل خويه أبو غازي "

أم الغيث " ما شاء الله عليه أبوك من يوم يومه يحب الواجب، دام كذا خلينا نشوف جدتك "

وأبتسم لها " قدام يابعدي "

أفقت في هذا الصباح على طرقات الباب.. وجدت نفسي مستلقية بعباءتي لأنهض وكأنما عشتُ

كابوس يطبق على صدري، وما زال يطرق الباب، واستوعب المكان الذي أنا فيه حجرة كبيرة

كلاسيكية، وأنيقة، نظرت للنافذة الطويلة اقتربت منها وتطل على حديقة كبيرة، لتسقط دمعتي،

وحيدة، عارية من مشاعر الخوف واليأس، تذكرت بأنني لم اصلي الفجر، لـ أركض نحو دورة

المياه طرحة والتي سقطت على أكتافي تأملت ملامحي

عيناي اللوزية ودمع المختنق اغمضتها حتى سقطت على وجهي، وضعت يدي على الكدمة تحت

عيني اليسار مباشرة، واغمض عيني من شدة الوجع للحد ذاكرتي القوية، بكائي عند قدميه،

" يُبَـــــه الله يخليك ابي اروح معهم للمدرسة، هم قالوا لي نتعلم هناك صح!! "

وصوت الجارة أم سند " خاف الله يا رعد، البنت ما كملت ستة سنوات، وتبي تحبسها عندك، ظلم

ظلمات يا أبو زهرة!! "

لـ يصرخ بوجه جارتي وملامح ممتلئة صدمة " اطلعي برا، انا كم مرة قلت لك لا تدخلين بيني

وبين بنتي، انت ليه حشريه، اقضبي أرضك والا والله علمت زوجك يتفاهم معك، اذلفي بيتي يتعذر

ليمسكني من ذراعي ويصرخ بغضب " كم مرة قلت لك لا تخرجين من هالباب أنتِ ما تفهمين؟

الهرج ما يدخل بعقلك؟ "

لأصرخ بوجع " بــــــابا.. آسفة والله والله ما عاد اعودها لا تضربني بابا.. الله يخليك "

لأستيقظ من ذكريات تحفر بقلبي جلست اضحك وتارة ابكي، بلعت ريقي احاول أن اهدأ قليلًا..

توضأت شعرت ببرودة المياه، وكأن الله يمدني بعد ضيق سعادة عميقة لا يشعرها إلا من كان

قريب من الله لأشدخطواتي لأصلى على السجادة وأكبر واشهق

الوجع، واللوعة، مرارة طعم الحرمان

حينما تجد يد تطبطب عليك، تشعرك بأن الحياة ما زالت بخير

بكى قلبي وحيدًا، دون يد تطبطب عليه

كانت تؤذيني الوحدة، لكن الله يمطر على صدري

ويقول المؤمنون لهم باب الصبر,,

لأبكي في سجودي " يالله لا تحرمني من لذة نظر إلى وجهك الكريم، يالله مدني بصبر، مدني

بالحياة، انت تعلم بأنني وحيدة يالله.. "

بعد أن انهيت من صلاتي، لأمسح دموعي وأزفر " خلاص يا زهره ربنا كريم وبـ يلطف فيني.. "

اغمضت عيني بشدة من طرقات الباب العنيفة، حتى ألثم ملامحي واقتربت بهدوء

وبهمس خائف " مين؟! "

حاتم بملل " افتحي الباب.. "

شعور الخوف ازداد بداخلي وبلعت ريقي وأردف " وش تبي؟ "

ليركل الباب بقدمه وأتراجع خطوات لأصرخ بخوف " وش تبــــي؟ ما راح افكك لك الباب!! "

حاتم بضحكة خبيثة " طيب يا ام عيون حلوة.. بعد للخمس ان ما فتحتي الباب كسرته على راسك

وبجهل لما يقوله ذهبت لسرير حتى اجلس هناك واحتضن نفسي واجهش بالبكاء

وهو يصرخ " واحــــد، اثنــــين، ثلاثة، اربعـــة، خــمــســ، يا حيوانه افتحي الباب .."

كلماته الغريبة على مسامعي خشيت منه وبدأت ارتعش قلبي ينبض بخوف كبير، أصبح وجهي

عندما وجدته قد دخل ليتقدم لي، لأشد عباءتي واقفز من سرير، لـ احاول أن اذهب لدورة المياه..

ولكن سرعته كالذئب الذي ينقض على فريسته، أمسكني من ذراعي

حتى أصرخ " فكــــــــــني.. "

رائحته الكريهة أود أن ارجع ما في بطني الخالي.. قوته

وهو بضحكة خبيثة " والله انك اجمل من رأيت عيني، حتى انك احلى من زوجتي يا زينك اششش

لا احد يسمع صوتك "

لأعض على قبضته، وأهرب لدورة المياه، حاول أن يدفع الباب لأبكي

" خاف الله... انت انت كيف، آآآآآآآآآآآآآآآه.. " وهو يمد أصابعه حتى أغلقت الباب عليه وهو

صرخ من الوجع، لم استطع حينها الوقوف جلست على الأرضية وبكيت،

لم أكن أعلم ما هو شعور الخشية والخوف من الله وحده، خشيت أن يراني الله بهذا المنظر

خشيت من سخطه، صوت بطني الجائع، وضعت أناملي على فمي وأكتم شهقة عنيفة..

رأيته بغشاوة الدموع ستكشفني الآن، بأنني ضعيفة ولا أقدر على الوقوف

أين السند يا زهرة؟ كلمات الجارة أم سند يخترق أذاني

" زهرة خافي الله، وابعدي من المشاكل، بـ تصرين حرمة الحين ...لك رجال اللي يبيه له اهتمام،

انا علمك وشلون تخافين الله؟ طاعة الزوج من طاعة الله، ولا تحرمينه من حقوقه والله شاهد علي

اني اعتبرك من بناتي اللي ما جبتهم، خليك قوية ومع الحق، إذا حسيت بالغلط ابعدي عنه..

وهي تضع كفها على قلبي " هاللي ينبض يحس يا زهرة، فهمتي علي، ربي يستر عليك ويوفقك

ويهدي أبوك اللي رماك هالرمية، الله يهديه ويصلحه "

الله أكبر.. الله أكبر

أحسست بجفوني ثقيلة، أود أن ارحل من هنا، لا اتذكر سوى صوته الغاضب وهو يشتم ويصرخ

بوجع، حتى تجمع كلًا من أبو حاتم والخدم..

لـ يصرخ بفاجعـة " زهــــــــــــــــرة!! "

كتم حاتم ألمه وهو ينظر إلى والده بصمت.. أخذ يرمقه ببعض من الحقد، حاول أن يمشي نحو

الباب فإذا بكتفه يصطدم بكتف أبيه..

لم يتحمل أبو حاتم فصاح بغضب " حــــــــــاتم وقف يا ولد.. ميري كلمي بنتي ليلى سريع، وش

لتهز رأسها ميري " طيب بابا.. "

لـ ينحني أبو حاتم " زهرة يا بنتي اصحي، انتِ بخير "

اغمضت عيني بشدة، أنفاسي ورائحة الخوف، الضيق الذي يزداد بنبضي، فتحت عيني لأجده بكل

حنان يحاول أن يمسح دموعي، لأتشنج وابكي " لا تلمســـني.. انا.. انا ابي ارجع بيتنا "

حاتم رمق لي بحقد وبكذب " هي يبه اللي استدرجتني، خارجة برا الغرفة وتتمشى، شف وش

أبو حاتم التفت على ابنه، وبغضب " يا زفت، ماني غشيم عنك، يا كثر ما اغطي على سواياك اللي

تسود بوجهي، اذلف من هنا لا تمسي عندي.. تسمع يا خسيس.. "

حاتم اتسعت عينه بصدمة وبخوف " يبه، ليه ما تصدقني.. يعني أنا اكذب عليك!! "

أبو حاتم " مالك مكان عندي.. اطلع من هالقصر، ما حشمت حرمتك ولا عيالك، اطلع برا "

حاتم وهو يتوعد بي، اخفيت وجهي بـ اللثام، واحاول أن اتنفس

أن يدخل الاكسجين لرئتي وأزفر الخوف الكامن بداخلي..

خرج حاتم، حتى امسكني العجوز، لأول مرة اشعر بالحنان

هل يعقل أن يطرد ابنه لأجلي أنا..

استلقيت على سرير، وخلال دقائق اتت الطبيبة ليلى لتفحص وهي ملامحها منزعجة

لتردف " يبه.. ضغط مرتفع عندها كثير، ولازم تنتبه أكثر عليها يبه، امممم وش صار لك؟ "

أبو حاتم " يا بنتي ليلى ...هذه زهرة اللي حكيت لك عنها، هالله الله فيها يا ابوك "

ابتسمت ليلى " ابشر يبه، ممكن تخلينا بروحنا شوي "

ابتسم أبو حاتم " زين يا ابوك.. "

بعدها اتى الطعام، ومن شدة الجوع لم أشتم رائحة أزكى منها، ابتسمت لي ليلى

وتهمس لي " شوفي يا زهرة معك ليلى طبيبة بعلم النفس، امممم ما قدرت اتزوج عشان ابوي الله

يطول لي بعمره، كان يحكي عنك كثير، ما كنت اصدق انك ما كملتي تدريس، بس إن شاء الله بـ

تكملين معي، وبـ يكون لنا جدول بـ نلتزم فيه "

وبعقدة حاجبي " ما فهمت شيء من اللي قلتيه، وبعدين انا.. انا ما اعرفك ، بس ام سند قالت لي

وبشهقة " اني ما اختلط مع الغرباء.. "

لتمسح على شعري وتبتسم " بس انا ماني غريبة، اعتبريني اختك الكبيرة، الحين انسي كل شيء

وأكلي ونامي شوي، وعطي فرصة لنفسك افهمي الحياة من مفهوم من جديد يا زهرة "

لم اشعر بأن الله ارسلها علي، كلامها كالبلسم ..

لآكل من ثم أنام بتعب..

وكنت انحني انظف صالة التلفاز، أشعر بأوجاع اسفل ظهري، اعلم انا موعدها حان، لم استطيع

اكمال التنظيف سقطت المنشفة البيضاء مني، اغمضت عيني بشدة، لأجد أبي قد دخل البيت

أمسكت بطني وصرخت بوجع

" آآآآآآآآآآآآآآآه"

اقترب أبي مني وهو يمسكني من ذراعي " غفران وش فيك يبه، وليه لابسه هالقميص المغبر؟!

لأبكي بوجع " ما اقدر اتحمل اكثر من كذا يبه، بطـــني "

احاول ان اكتم الوجع الشديد " يبه شوف امي ما قدرت اطلع لها، لي يومين منحبسة عنها، يبه

زوجتك ما سوت فيني خير، حرام يبه والله حرام، انا بنتك حس فيني شوي "

لـ يضمني ويقبل رأسي " لي كلام ثاني معها، تعالي فديتك خليني اوديك للمستشفى "

وبخجل " لا يبه ما يحتاج، شوية اوجاع وتروح، بس ابي اشوف أمي ابي اتطمن عليها "

أمسكني من ذراعي لأستند عليه وامشي متجهين نحو حجرة والدتي، دخلنا أنا وأبي

وجدتها قد تقف من جديد تحاول الوصول للأدوية والتي كانت فوق الطاولة..

لم أشعر اثر خطاي وصلت عندها " يمه فديتك وش تسوين؟ انا بسقي لك مويه تبين مويه يُمـــه "

اغمضت عينيها لتنظر لي بانكسار دون أن تنطق بحرف، كانت والدتي بكماء فقدت صوتها اثر

وفاة اخي الاكبر، كان رحوماً، عطوفًا، لينًا

وتومئ برأسها لأسقيها بعض الماء وحتى تبتلع الاقراص..

أبي تأثر واقترب منها مقبلًا رأسها " كيف حالك يا ام غسان "

لتهز رأسها بأنها " بخير "

لـ يساعدها والدي بأن تستلقي على سرير ويهمس لي " غفران يا عيون أبوك، انا بجلس مع امك

لا احد يزعجنا، وخصوصًا ام نور

ابتسمت لهما " ابشر يبه، واحلام سعيدة "

اغلقت باب غرفتهما لأجدها واقفة وبدأ وجهها يحمر بغضب وبحقد " يعني أبوك جاء ولا مر

لأبتسم لها " أي يا خاله ممكن ما تزعجينهم.. عن إذنك "

لأدير ظهري وتلك أمسكتني بذراعي بشدة لتدفعني على الجدار الرمادي " هـــيه اصحي يا ماما،

مهو عشان جاء ابوك تستقوين، وبعدين وين الثوب اللي قلت لك عنه، ورا ما اشوف تجهزينه ؟!

وبتنهيدة لأبتسم " معليش يا خالة، تعرفين ماني ملزومة افصل لك ثوب على اسلوبك الخايس

معي، وإذا سكت فهو بمزاجي, تراني صابرة لا تخليني اقول لأبوي كل شيء، ساعتها والله ما

يخليك على ذمتك دقيقة، اشوفك على خير "

كانت مصدومة أم نور من قوتي الغريبة، لأبتعد عنها واسلك طريقي نحو حجرتي..

عندما حل المساء.. توتر أخذ مني كنت أخاف من هذا اليوم، الذي يكتمل فيه بحضوره

أن تتحقق الأحلام المرة بعد أن كانت لنا كالغيمة البيضاء..

وجودك قريب مني يا فياض؟ يشعرني بحنين يسهر برصاصة الوجع

أن تمطر على صحراء قاحلة وتسقي من كل حولها

الشجر، والأرض، وحتى سفينُة الصحراء

ياه يا قلبي، لم أظن يومًا أن اصبح في اتزان الثلاثين وتتوج حُبك بزواج بي

اسمع صوت أبي والذي لم يذهب إلى نخيل " المهره يا ابوك ما يصير، والله انه ولد عمك مهموم

والهم كاسر ظهره يا ابوك، احتويه وكوني العاقلة الرزين "

وبحزن عميق " يبه رجاءاً لا تفتح هالموضوع من جديد.. ولي يخليك يا عزوتي "

أبو غازي بضيق " يا المهره، الله يهديك ويصلحك تراني ماني عجزان اشيل امك، تراني بعدني

شباب، قولي آمين "

لأبتسم له بحب وقبلت أنفه وكتفه " آمين.. وبسم الله عليك يا ابوي صحتك أزين من صحتي الله

يعطيك طولة العمر فديتك "

ابتسم وبسياسة " ها أبو محمد، ينتظر ردك، وش قولك بـ تكسرين كلمتي قدامه واظل منحني

المهره " ما عاش مين يكسر كلامك يبه، بس يبه هو اوجعني برفضه لي، يبه يعني تجهل غبينتي

رفضني يا يبه وقالها بفم المليان، يا بنت العم سامحيني ما قدرت اعصي ميمتي والله يعوضك

باللي احسن مني "

سقطت دموعي لـ يمد أبي يداه وضمني لصدره وبحنو " والله يا المهره ما يستاهلك كثر الفياض،

اللي ماله خير بأهله ماله خير حتى بزوجته، ما كمل سنه مع زوجته القشرا ما احترمت جدته ولا

قدرتها، وانتِ اكبر العارفين، يقول انه جدته ندمانة ودها تعتذر منك، اعتبريها لكل جواد كبوة.. "

المهره " الله يسامح من كان السبب.. "

ابتسم أبو غازي " افهم من كلامك انك موافقة.. المهره يا ابوك خليني اتطمن عليك قبل ما الله

يأخذ أمانته.. "

وأنا اكتم الوجع، القهر، وحقدي " جعل يومي قبل يومك.. يُــبه، موافقة عشانك غالي علي، بس

لـ يضحك أبي وهو يقبلني على رأسي حتى أتراجع بخجل " يبه فديتك.. "

ضمني لروحه ويهمس لي " مبروك والله يزين حظك يا المهره، عز الله انك صبرتِ ونلتِ، آها لا

خذيت الفياض لا تنسين ابوك.. "

وبحمرة لذيذة تظهر على خدي الورد " يُبه وش دعوة انساك؟ هو انا اقدر، وبعدين تلقاني كل يوم

وفجأة تدخل اختي سلوى مع ابنتها لمى...

وتبتسم " سلام عليكم.. "

أبو غازي " حي الله أم لمى، اقربي يا ابوك.. "

لأقترب من والدي وقبلت رأسه ويديه وبمحبة " كفيك يا ابويه.. طمني عليك، وكيف النخيل؟ "

ابتسم أبو غازي " بخير جعلك بخير يا سلوى، وشلون أبو لمى، وراه ما نزل وسلم علي؟ "

لتبتسم سلوى " مستعجل فديتك، ميمي اخبارك يا عين اختك ؟ "

سكت عن سؤال سلوى واتأمل واحتضن ابنتها " فديت لموي وش فيك يا عيون خالتك "

لمى وهي تشهق " ما يشترون لي حلاوة!! "

أم لمى عضت على شفتها لأكتم ضحكتي " والله.. وشوله يا سلوى؟ "

تنهدت سلوى لتجلس على الأريكة " والله تعبتني، وتعرفين أبو لمى دكتور اسنان وكل بعد شوي،

مهتم في لموي تعبت منهم اثنينهم.. "

وأهمس بعيني خبيثة " اممممم لموي لا تعلمين احد، سويت لك كيك، شفتي اللي على طاولة "

وأنا اشير لها بطاولة، وتمد سلوى يدها وتسكب لها فنجان قهوة من ثم أخذت قطعة من تشيز

الكيك " الله المهرة وشلون تسوينه، فاشلة في الحلا، ولا سويته يا حسرة ما يأكله غيري، وش

تساسرين بنتي؟! "

ضحكت عليها لأجد لمى تلتهم من تشيز كيك تحت نظرات سلوى المصدومة..

أبو غازي " خفي على بنتك، يا ام لمى، وجهزي نفسك يا المهره، ترى أبو محمد بجي يأخذك

لتتسع عيني بصدمة وتارة ارمق أبي وتارة لسلوى، حاولت أن أبلع ريقي

الرعشة التي مرت على جسدي

كيف يكون الحزن لئيمًا، طوال الثلاثين السنة

الآن يريد أن يتمم الوجع بوجع اثقل منه

آواه منك يا فياض

لما تقيد حُبي لك، لما تعذبني بهجرك

ثم تفقدني الامل

آواه منك يا فياض

لتنتبه سلوى على اصفرار وجهي، الخوف، اللوعة، الحنين، الشوق

كلاهما تشكلا في عيناي، منذ فترة

اتسأل يا فياض

متى ينتهي هذا الوجع؟

ارهقتني مشاعري، اغمضت عيناي، وبشكل مفاجئ قد سبحت في الهواء

أشعر أن الأرض قريبة مني، هل متُ الآن؟؟

وينقضي الأرق الذي اشعر به في روحي..

وآخر ما سمعت صوت أبي " المهـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــره "

عند وصولي لجدتي، ها هي والدتي تضحك مع محمد الطفل ذو 5 سنوات، أشعر بكمية وجع،

رأيت ابن خالتي

فياض يهمس لي من بعيد " أبو حميد، وش فيك يا اخوك متضايق، وشايل هموم دنيا فوق

ابتسمت له ارهاقًا " هلا أبو محمد، شوية مشاغل، كل يوم المدير يتصل والا يرسل لي رسالة،

يقول ما احد يسد مكانك، والخوف على أمي يزيد يا فياض، ابي اوديها مكة "

فياض يطبطب على كتفي " أدري يا أبو حميد لو عندي بنت والله ثم والله ما تغلى عليك، شوف لك

بنت الحلال، اللي بتهتم فيك وفي أمك، العمر يمضي يا أخوك، وانت لا انت مرتاح...... "

لـ اقاطعه بضيق " فــــــــياض هذه الغالية، والله لو تبي روحي بقول لها، لبيه يمه، نسيت يا

فياض وش قد كانت حنون لنا، كانت الأم لنا يا فياض "

لـ أمسح دمعتي بقهر، واتأمل ضحكتها لأبتسم " والله لا ضحكت كأن دنيا تقول لي باقي في الخير..

البلا مين البنت اللي بـ تقبل فيني بدون وظيفة، وبدون ما تعيب في جنتي "

أم عواد وهي تمسح دمعتها بطرف طرحتها البيضاء " يمي يا عاطف، تعرف أبو غسان، صديق

أبوك الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة "

وبشدة وعقدت حاجبي " لا تقولين اللي أخذ عليه مره، عقب هالعشرة الطويلة، ميمتي سكري

سالفة الله يخليك لي ويسعدك.. "

وبدأت تغضب أم عواد " قلت لك انا اللي بـ نتبه في امك، انت ما تقل لي متى تبي تتزوج؟ ما تحس

انك تبي ترتاح تبي احد يسندك، يا ولدي المره ستر وغطا لك، بتحفظ بيتك لا رحت، اقول ازهلها،

والليلة نخطب لك بنت أبو غسان.. "

وتغمز لي بمكر " تراها رضية والدين، والله يا انها تبرد على القلب، وما اسمع الا كل علمٍ زين..

وفي داخلي ابتسمت " طيب، بس مهو الحين، خلينا نفرح في شايبنا.. "

نظرت لـ عاطف ورفعت حاجبي الايسر " وش قلت يا عوطيف منهو شايب؟! "

لـ يضحك عاطف، لأول مرة اجده يضحك بعد حٌزن مر..

لأسمع رنين هاتفي، نظرت على شاشة، وإذا عمي يتصل،

شعرتُ حينها بالقلق الشديد، ورفعت الهاتف لأذني

وأسمع صوت الوجع القابع بحناجره " يا عمك فياض.. "

لأقف دون شعور أحاول ابلع ريقي بصعوبة " عمي شفيك تحكي كذا بصوت، انت طيب ؟! "

ابو غازي " فيـــــاض المهره، تعال يا ولدي، والله رجولي مهيب شايلتني "

شحب وجهي رمقت عاطف بصدمة، دون الاهداب ترمش

وببحة " عمي أهِدي فديتك، والمهره وش فيها؟ "

أبو غازي " يا عمك مهو وقت السؤال.. استعجل الله يرضا عليك يا أبو محمد "

القلب ينبض سريعًا، وصدري الذي يهبط وتارة يترفع

سحبت مفتاح سيارة لأهرول خارجًا متجهًا للسيارة

أتذكر حينما كان صوتها كالماء العذب، دمعها عندما تعثرت اثناء

سقوطها من السلالم قصة خجلها، وصوتها المتزن " أبو محمد الله يرضا عليك، لا تقرب مني،

تراني مانيب حليلتك "

لأهمس لها غاضبًا " المهره مهو وقته عنادك، هاتي يدك.. "

لتكز على اسنانها " لا تنطق اسمي وانت على ذمتها، لا تخونها يا أبو محمد "

لتحاول أن تقف دون مساعدتي لها، وتهرب من عيناي، وكأن الريح صفعتني بدوية

وارتعش كعصفور جريح في يوم ممطر.. يحتضن صغاره بخوف

لأهمس ودمعٌة تسقط " المهـــره لا تكسريني بضعفك، أنتِ جذعي اللي استمد منه قوتي، مهره

انتِ روحي لا توجعين هالروح، آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه "

لأعض على قبضتي، واضرب في المقود، سرعتي المجنونة، قاطعت أكثر من إشارةٌ حمراء

لمحت كاميرا ساهر تلتقط سيارتي، لكن روحي وجسدي عندها، لأصل منزل عمي...

فتحت الباب، لأجده واقفًا، ويحمل المهره بين يديه وكأنها جثةً هامدة

وقفت، قدماي لأستيقظ على صوت عمي " فيـــــــاض يا عمك استعجل، وراك واقف كذا!! "

نهاية الجُزء الثاني..

همسة محبة/ لا تحزن فـ الله يرسل الأمل في أكثر اللحظات يأسًا.

فأن المطر الكثير لا يأتي إلا من الغيوم الأشد ظلمة..

عمر الغياب / عَـبير



لبنى أحمد 05-10-15 02:36 PM

مبروك الرواية الجديدة

rontii 05-10-15 04:57 PM

قريت الفصل الأول و عجبني جدااااا
كل الثنائيات احلي من بعض
ليا عودة بتعليق مفصل بعد ما اخلص الفصل الثاني ان شاء الله


الساعة الآن 06:56 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.