آخر 10 مشاركات
جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          604 -الحب أولاً وأخيراً - ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          56 - لقاء فى الغروب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          355 - ميراث العاشقين - كاى ثورب ( روايات أحلامي ) (الكاتـب : MooNy87 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          فوق الجروح اللي بقلبي من سنين يكفي دخيل الله لا تجرحوني روايه راااااائعه بقلم الهودج (الكاتـب : nahe24 - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          ليلة مصيرية (59) للكاتبة: ليندسي ارمسترونج... (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-10-15, 04:44 AM   #11

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل التاسع
أنهوا جولتهم فى الإسكندرية .. وقبل مغادرتها .. أوقف "مهند" سيارته أمام أحد المساجد .. دخل يبحث بعيناه عن شخص ما .. ارتسمت ابتسامة على شفتيه وهو يتطلع الى ذلك الرجل الوقور ذو الجلباب الأبيض الذى استند الى أحد الأعمده فى المسجد .. وهو يمرر اصبعه الابهام على أصابعه ويحرك شفتيه هامساً .. اقترب منه "مهند" ووقف أمامه ينظر اليه فى حنان .. رفع الرجل رأسه ونظر اليه للحظات قبل أن تعلو الابتسامة شفته وهو يهتف غير مصدق :
- "مهند" .....

اتسعت ابتسامة "مهند" وعاون الرجل على النهوض .. وأمسك رأسه مقبلاً اياها وهو يقول :
- ازيك يا شيخ "محمد" وازى صحتك
هش الرجل وقال :
- بخير يا ابنى الحمد لله .. ازيك انت .. فين أراضيك دلوقتى
قال "مهند" مبتسماً :
- أنا دلوقتى عايش فى القاهرة مع عمى
ربت الرجل على كتفه وهو يقول :
- ربنا ينورلك طريقك يا ابنى ويحفظك من كل سوء
ثم أخذ الرجل ينظر اليه بتأثر قائلاً :
- الله يرحم أبوك راحمه واسعة .. كان راجل صالح .. ربنا يرزقه جنات النعيم ويحرم بدنه على النار
أطرق "مهند" برأسه يتذكر أبهي الراحل .. فأكمل الشيخ مبتسماً :
- لسه لحد دلوقتى فاكر يوم ما جالى وجابك فى ايده .. كنت لسه عيل صغير .. جابك وأعدك أدامى وقالى يا شيخ "محمد" ده ابنى "مهند" وعايزك تحفظه القرآن وتعلمه وتفهمه وتنوره عشان يبأه نبته صالحه أسيبها فى الدنيا بعد ما أموت
رفع "مهند" رأسه ينظر اليه فى تأثر . فأكمل الشيخ مبتسماً :
- كانت الفرحه مش سايعه أبوك لما ختمت وادوك جايزه فى المسابقة .. كانت الدموع بتفر من عينه وهو بيحمد ربنا ان ابنه حافظ للقرآن
ثم ربت على ذراع "مهند" قائلاً:
- وانت يا ابنى فعلاً نبته صالحة زى ما أبوك كان عايز .. انت من طلابى القليلين اللى ليهم معزه خاصة فى قلبي .. ربنا يحفظك ويحميك انت وأختك ويكفيكوا شرور الدنيا
قبل "مهند" يد الشيخ قائاً :
- ربنا يحفظك يا شيخ "محمد" ويديك الصحة .. أنا مديونلك بحاجات كتير أوى غرزتها جوايا انت وبابا الله يرحمه .. لما جيت النهاردة اسكندرية محبتش أمشى قبل ما أشوفك وأسلم عليك
ابتسم الشيخ قائلاً فى سعادة :
- فيك الخير يا ابنى
قال "مهند" وهو ينظر لساعته :
- معلش يا شيخ "محمد" مضطر أمشى
قال الرجل بطيبة :
- طريق السلامة يا ابنى .. خلى بالك من نفسك
التفت "مهند" ليغادر فأمسكه الشيخ من ذراعه قائلاً :
- اوعى تنسى اللى علمتهولك يا "مهند" .. الدنيا مليانه فتن يا ابنى
ربت "مهند" على يده قائلاً :
- متخفش يا شيخ "محمد" .. متخفش عليا

************
توجهت "سمر" الى الشركة فبادرتها السكرتيرة بإعطائها ملفاً عاجلاً .. اتسعت عيناه دهشة وخفق قلبها فزعاً وهى تطالع تلك الأوراق التى تؤكد خسائر متتالية للشركة منذ شهور .. رأس المال ينفذ .. أسهم الشركة فى البورصة تقل يومياً .. وضعت الأوراق أمامها فوق المكتب وهى تشعر كما لو أن الدنيا تنهار حولها .. اخرجت هاتفها بعصبية واتصلت بـ "باهر" هاتفه :
- "باهر" عايزاك فى المكتب حالاً
- خير يا "سمر" قى ايه ؟
قالت بعصبية :
- بقولك حالاً يا "باهر" .. مستنياك
أنهت المكالمة وألقت بالهاتف فوق المكتب وهى تسند رأسها بقبضتي يدها !
بعد ما يقرب من ساعة رأت "باهر" يدخل المكتب قائلاً :
- خير يا "سمر"
رفعت رأيها وننهضت بحدة وقفت أمامه قائله :
- ايه الخساير دى كلها يا "باهر" .. الشركة بتغرق
قال "باهر" ببرود :
- أنا مالى هو أنا اللى غرقتها .. باباكى اللى غرقها
هتفت بغضب :
- وانت كنت بتعمل ايه .. ليه مفهمتنيش الوضع كويس
قال بنفس البرود :
- كنت فاكرك عارفه .. وبعدين أديكي عرفتى .. هتعمل ايه ؟ .. ولا حاجه .. الشركة خلاص ضاعت .. رأيى بيعيها واستفيدي بالفلوس اللى هتطلعلك منها لانها كل يوم فى النازل
هتفت بأسى وهى تحرك ذراعيه فى الهواء بحيره :
- يعني ايه .. خلاص كده .. كل حاجة ضاعت .. طيب وبعدين .. أنا مبفهمش فى البيزنس .. هشتغل ازاى .. هعمل ايه .. أعمل ايه بالفلوس اللى هاخدها من بيع الشركة
قال "باهر" بنفاذ صبر :
- دخليها فى أى مشروع يا "سمر" .. خلى حد يشغلهالك .. مش قصة دى
أدارت "سمر" عيناها فى وجهة بأسى .. ثم قالت :
- احنا هنتجوز امتى يا "باهر"
أجفل "باهر" وهو ينظر اليها فأكملت بألم :
- كنت فاكره ان بعد وفاة بابا .. هتقولى يا "سمر" تعالى نتجوز عشان تبقى فى بيتى .. متبقيش لوحدك .. يا "سمر" تعالى أعوضك عن باباكى اللى مات .. يا "سمر" أنا نفسى أتجوك النهاردة قبل بكرة .. ايه اللى مانع جوازنا يا "باهر" .. انت تقدر تفتح بدل البيت عشرة .. ليه مش بتاخد خطوة
شعر "باهر" بأن هذه هى اللحظة المناسبة تماماً ليخبرها بقرار فسخ الخطبة . فتح فهمه ليتحدث .. لكن قاطعه السكرتيرة وهى تقول لـ "سمر" بلهفة بأن مندوب من أحد البنوك يريد مقابلتها لأمر عاجل .. التفت "باهر" الى "سمر" قائلاً :
- نتكلم بعدين .. خلصى شغلك وكلميني
انصرف "باهر" تحت أنظار "سمر" التى كانت شعرت بألم وأسى ظهر واضحاً جلياً فى عينيها

*************
جلست "بيسان" فى شرفة منزلها تحتسى مشروباً ساخناً أخذت تفكر فى أحداث الليلة السابقة واستماعها لتلك المكالمة بين "نهاد" وتلك المرأة تذكرت تبريرات "نهاد" وقسمه بأن لا يخونها وبأن تلك المرأة ما هى الا علاقة قديمة وانقطعت ظلت الأفكار تراودها والأسئلة تلاحقها ماذا لو كان يخونها بالفعل وأنه يكذب بشأن انتهاء تلك العلاقة بنيه وبين تلك المرأة ما هو التصرف الصحيح الذى يجب على أى زوجة محبة لزوجها أن تسلكه كيف تحافظ على بيتها يكف يكون رد فعلها فكرت "بيسان" وفكرت الى أن توصلت لقرار لن تترك زوجها أبداً لأخرى تحاول هدم بيتها سواء خانها أم لم يخونها سواء انقطعت العلاقة أم لم تنقطع لا يجب أن تبتعد بنفسها عنه وتتركه فريسة سهله لتلك المرأة أو لأى امرأة غيرها إن لم تقدم له التفهم فلعله يبحث عن ذلك مع امرأة أخرى يجب أن تحتوى مشاكلهما يجب ألا تدع له المجال ليفكر فى غيرها أو ليحتاج لغيرها تركت الكوب من يدها ونهضت الى حيث يجلس "نهاد" حزيناً فى غرفة النوم يفكر فى طريقة يقنع بيها "بيسان" بأنه لم يخونها ولن يفعل هب من الفراش عندما وجدها تفتح الباب وتدخل أراد محادثتها لكنه خشى أن تنفعل عليه مثل اليوم السابق خاصة مع وضع حملها واقتراب موعد وضعها لكنه شعر بالدهشة وهو يراها يجلس بجواره على الفراش نظر اليها متلهفاً على الاستماع الى صوتها الى الحديث معها الى معرفة رد فعلها الى محاولة افهامها الحقيقة وأخيراً نظرت اليه وقالت بهدوء :
- احكيلى .. ومتخبيش عنى حاجه
قال بلهفة وحماس :
- والله يا "بيسان" ما خونتك زى ما قولتلك دى واحدة كنت أعرفها قبل ما نتجوز وقطعت علاقتى بيها وابتدت تحوم حوليا من فترة غيرت الرقم وبرده مفيش فايدة والله يا حبيبتى هى اللى بتجرى ورايا لكن أنا مش ممكن أخونك
نظرت اليه "بيسان" بإمعان تحاول تبين صدق كلامه .. وأخيراً قالت :
- طيب هاتلى رقمها
نظر اليها بشك وقال :
- عايزه رقمها ليه ؟
قالت بحزم :
- هاتلى رقمها يا "نهاد"
فتح "نهاد" هاتفه وقال :
- طيب سجليه عندك
أخذت الهاتف من يده ولدهشته وجدها تتصل بها .. نظر اليها إستغراب وسمعها تقول :
- ألو .. أنا "مراة "نهاد" .. لو سمحتى ابعدى عن جوزى .. اذا كنتى فاكرة انك بالطريقة دى هتسببى مشاكل بينى وبينه تبقى غلطانه .. احنا الاتنين بنحب بعض وبينا ولد مش هتيجي واحدة زيك وأسمحلها انها تهدم بيتى
قالت ذلك ثم أنهت المكالمة قبل أن تترك للمرأة فرصة الرد .. نظر "نهاد" اليها مبتسماً وقال :
- يعني مصدقانى
بدأت ابتسامه صغيره فى الارتسام فوق شفتيها وهى تقول :
- أيوة مصدقاك
عانقها قائلاً :
- الحمد لله .. كنت خايف أوى متصدقينيش
أبعدت رأيها نظرت اليه قائله :
- ممكن بعد كده متخبيش عنى حاجة .. أى حاجة تحصل قولى عليها واحنا نتكلم بهدوء مع بعض ونحل المشكلة .. ماشى يا "نهاد"
أومأ برأسه وهو ينظر اليها بسعادة قائلاً :
- ماشى يا "بيسان" .. مش هخبى عليكي حاجة تانى

**********
أوقفت "سمر" سيارتها فى أحد الأماكن الهادئة لا ترغب فى الذهب الى البيت حيث زوجة أبيها بالتأكيد ستشمت بها ولما آل اليه حال الشركة لكن ماذا تفعل وهى قليلة الخبرة بالعمل وبالحياة وها هو "باهر" لا تستطيع الإعتماد عليه على الإطلاق بل يبدو وكأنه لا يريد الزواج الآن أخذت تفكر تُرى لما يريد تأخير زواجهما ألأنها لم تطيعه فيما أراد وكيف تطيع فتحت باب سيارتها وهبطت وهى تشعر بحنق وغيظ شديد غيظ من كل شئ و أى شئ لماذا تشعر دايماً بأن حياتها بلا هدف بلا وجهه بلا معنى بلا طعم بلا روح داعب الهواء خصلات شعرها المتمردة فأعادتها فى عصبيه خلف أذنيها مر على بعد خطوات منها شابين أخذا ينظران الى سيقانها العارية شعرت بالتقزز وهى تلمح نظرتهما وهمساتهما لا شعورياً شدت الجيب الى الأسفل وكأنها تود لو كان أطول لتستطيع تغطية سيقانها عن عيونهما المتحرشه دخلت الى السيارة وانطلقت بها بحده لمعت العبارت فى عينيها شعرت بالحنق حتى أنها لا تدرى سبب دموعها أخذت نفساً عميقاً وأطلقته بقوة أدارت المسجل لتنبعث من السيارة نغمات موسيقى صاخبة ملأت السيارة بذبذباتها حاولت أن تدندن مع تلك الكلمات التى تفتقد كل معنى وذوق وهى تحاول أن تخرج ذلك الضيق من صدرها وتتناسى ما تشعر به من حزن وأسى .. !

**********
هتف "حسنى" فى غضب وهو جالس مع "كوثر" و "يسرية" فى بيتهم :
- "مهند" كل يوم شوكته بتقوى فى الشركة .. بعد كده محدش هيقدر يقوله تلت التلاته كام
قالت "يسرية" بحده :
- أخوك اتجنن يا "حسنى" .. مش عارفه ايه الحل معاه
قال "حسنى" بحيره :
- المشكلة لو وقفت قصاده ممكن يفتكر ان أنا اللى دبرت لقتله .. ومش بعيد يقول شكوكه دى للظابط وأبقى متهم رسمى .. ولو سكت كل حاجة هتضيع من بين ايدينا
رفع رأسه ينظر الى "كوثر" و "يسرية" قائلاً :
- "مهند" بأه يعرف أسرار فى الشغل أنا معرفهاش .. "عدنان" بأه معتمد عليه فى كل حاجه
قالت "يسرية" بخبث :
- طيب ما تحاول تقرب من "مهند" .. وتكسبه فى صفك
ابتسم "حسنى" بسخرية قائلاً :
- "مهند" ايه اللى أقرب منه .. وايه اللى يخلى "مهند" يخون "عدنان" .. مصلحة "مهند" مع "عدنان" مش معايا
قالت "كوثر" التى كانت تمعن فى التفكير :
- أنا عندى اقتراح نخلص بيه من "عدنان" وجنانه
نظر اليها كل من "حسنى" و "يسرية" .. فقالت بحماس :
- نحجر عليه
اتسعت أعينهما بدهشة وهما يتطلعان اليها .. هتف "حسنى":
- عايزانا نحجر على "عدنان" يا "كوثر" ؟
قالت "يسرية" مبتسمه :
- والله فكرة .. يا بنت الايه يا "كوثر"
التفت "حسنى" لينظر اليها فى دهشة قائلاً :
- حتى انتى يا "يسرية"
قالت "يسرية" ببرود :
- ده عين العقل .. مفيش حل غير كده
نهض "حسنى" هاتفاً :
- انتوا اتجننتوا باين عليكوا .. ازاى يعين نحجر عليه .. عشان نحجر على حد لازم يكون بيتصرف تصرفات مش طبيعيه .. و"عدنان" عقله يوزن بلد وتصرفاته موزونه جداً .. ازاى بأه هنقدر نثبت ان عقله مش مظبوط
قالت "كوثر" بحسرة :
- أووه مفكرتش فى دى
قالت "يسرية" بحماس :
- أكيد واحد فى سنه بيعمل حاجات مش طبيعيه .. احنا بس نركز معاه .. ونحاول نثبت انه مش موزون
قال "حسنى" مغادراً :
- والله باين انتوا الاتنين اللى اتجننوا بجد

**************
هتف الرائد "عادل" وهو جالس فى مكتبه :
- غريبة أوى !
قال مساعده الذى جلس أمامه :
- زى ما بقول لحضرتك يا فندم .. "لميس" كانت شغاله زمان خدامه فى بيت "حسنى" و "يسرية" .. وبعدها بفترة سبت الشغل عندهم وبطلت تشتغل خالص .. وبعد فترة رجعت تانى للشغل بس مشتغلتش عند "حسنى" .. لأ اشتغلت عند "عدنان" مديرة منزل
قال "عادل" شارداً :
- ممكن أوى يكون ولائها لسه لـ "حسنى" و "يسرية" وهما اللى خلوها ترتكب الجريمة دى .. هى الوحيدة اللى محدش شاف هى فين وقت الجريمة .. وهى اللى اكتشفت الجثة .. يعني سهل أوى تروح المرسم وتقتله وترجع الفيلا من غير ما حد يحس بيها
قال المساعد بحماس :
- بالظبط كده يا فندم
قال "عادل" وهو يجعد جبينه :
- بس ازاى خدامه أو مديرة منزل تقدر تنشن على القلب ومن المسافة اللى اضربت منها الرصاصة
مط مساعده شفتيه وهو يقول :
- ضربة حظ يا فندم .. جت معاها كده
قال "عادل" بتهكم :
- لا جبت التايهة .. طيب لو فى جديد فى القضية بلغنى
قام مساعده وأدى التحية العسكرية وهو يقول :
- تمام يا فندم
أرجع "عادل "ظهره الى الخلف وهو محتار فى أمر هذه القضية .. هل "لميس" لها علاقة بالقاتل ؟ .. أو هى نفسها القاتل ؟ .. وما هو دافعها لارتكب جريمتها ؟ .. ظلت هذه الأسئلة تلاحقه حتى نهض وخرج من القسم وهو يرتدى نظارته الشمسية التى أخفت لون عيناه البنيتان .. ليجد سيارة تقف لتسد الطريق .. فالتفتت الى اثنين من العساكر على باب القسم وهتف :
- عساكر انتوا ولا أسدين قصر النيل .. مين الحيوان اللى وقف عربيته أدام باب القسم ؟
ارتبك الإثنان وقال أحدهما بإرتباك :
- منعرفش يا فندم
صاح "عادل" :
- متعرفش .. أمال مين اللى يعرف .. أمى
ثم هتف وهو يركب سيارته :
- ادخل يا ابنى شوفلى من اللى راكنلى عربيته هنا خليها يشيلها مش جراج هو
انطلق بسيارته الى منزله .. توقفت السيارة أما تلك البناية لينهض البواب مؤدياً التحية العسكرية .. صعد الى طابقه وفتح الباب ثم أخذ يتشمم الهواء صائحاً :
- الله الله .. وأنا أقول من ساعة ما طلعت من المكتب وعصافير بطنى مش على بعضها .. أتارى قلبى كان حاسس
خردت سيدة كبيرة من المطبخ وهى تبتسم قائله :
- انت جيت يا عادل ؟
قال "عادل" بمرح وهو يقبل رأسها :
- لا لسه مجتش .. نص ساعة وأكون هنا
ضربته أمه على كتفه قائله :
- يلا وله .. غير هدومك على ما أحطلك الأكل
قال "عادل" بسخرية :
- وله لو سمعك حد من زمايلى فى القسم هتبقى فضيحتى بجلاجل .. الرائد "عادل" اللى بيمشى فى القسم كده يجلجله .. يتقاله يا وله
رفعت أمه حاجبيها قائله :
- آه وله وهتفضل وله .. هتتكبر على أمك ولا ايه
ابتسم مقبلاً يدها وقال :
- حد يقدر يتكبر عليك برده يا جميل انت .. ده انت اللى فى العين والننى
ضحكت قائله :
- طيب يلا يا وله ادخل غير هدومك ده أنا عملالك ملوخية وأنارب ايه زى العسل
قال متهكماً :
- أنارب ؟! .. أكولها ازاى بعد ما قولتى عليها أنارب
دخل غرفته البسيطة التى تزينها بعض اللوحات لآيات من كتاب الله .. وكلمات تحث على الصبر والرضا .. بدل ملابسه بمنامة بسيطة .. وخرج ليجد والدته قد أعدت المائدة .. جلسا معاً أمام الطاولة وهم بأن يتناول طعامه .. عندما ضربته أمه على كفه قائله :
- قوم اغسل ايدك الأول
نهض "عادل" بتبرم وقال :
- حاضر
دخل الحمام وغسل يده وعاد الى مقعده رافعاً كفيه أمام وجهه وهوي قول بمرح :
- فل أهو .. آكل بأه
قالت أمه وهى تبدأ فى تناول طعامها :
- آه يا حبيبى كل
قال "عادل" مستمتعاً بطعامه :
- الله الله الله .. الله عليكي يا حجه وعلى عمايلك .. ملوخيه فى الجون .. وأنارب ملهاش حل .. يا هناه يا سعده اللى ياكل ملوخية وأنارب من ايد الست أم "عادل"
قالت والدته ضاحكة :
- ان شاله تسلم يا وله يا "عدول"
توقف "عادل" عن اكمال طعامه قائلاً وهو يشير بأصابعه بغيظ :
- وله .. و "عدول" .. الاتنين
دست أمه قطعه لحم فى فمه وقالت :
- متتكلمش على الأكل .. وكل كويس شكلك عدمان العافيه .. عايزاك ظابط ملو هدومك كده مش هفأ
رفع حاجبه بغيظ وقال وهو يلوك الطعام فى فمه :
- هفأ .. ده أنا الحمد لله كلمتى ليها شنه .. ابقى تعالى القسم وانتى تشوف ابنك وهيبته
دست قطعة لحم أخرى فى فمه وقالت :
- ما شاء الله .. ربنا يحميك من العين يا ابنى
ربتت على ظهره قائله :
- كل يا حبيبى كل
أشار الى الطعام وقال :
- ما أنا باكل أهو .. تسلم ايدك يا أم "عادل" .. بس بعد الأكل كده تعمليلنا كوبايتين شاى كشرى من اللى هما
ابتست قائله :
- حاضر يا حبيبى من عنيا

عاد "دياب" الى بيته فى معاده المسائي .. ليجد طفلته الصغيرة نائمة على الفراش الوحيد بالمنزل .. دخل وقبل رأسها .. دخلت "سحر" الغرفة بعدما شعرت بوجوده وأشارت له فى تبرم أن يخرج من الغرفة .. قبل الصغيرة قبلات متتاليه ثم خرج ليلحق بـ "سحر" فى المطبخ .. ابتسم مقبلاً اياها وهو يقول :
- ازيك يا "سحر"
قالت وهى تفتح باب الثلاجة لتخرج منها أحد الأغراض :
- ثوانى والأكل يكون جاهز
قال لها مبتسماً :
- متخليني أصحى "منه" شويه .. وحشانى نفسى ألعب معاها .. بقوم من الصبح على الشغل وهى نايمه ولما برجع بتكونى نيمتيها
قالت "سحر" بنفاذ صبر وهى تضع الطعام فى الأطباق :
- "دياب" أنا مش ناقصة صداع .. أنا ما صدقت نيمتها .. لو صحيت مش هعرف أنيمها تانى
اقترب منها "دياب" وأحاطها بذراعيه قائلاً :
- بقولك ايه متسيبى الأكل ده دلوقتى
قالت بتأفف :
- "دياب " سيبنى أغرف خلينى أخلص .. أنا مهدود حيلى من الصبح .. أمك طلعت روحى فى الخبيز النهاردة .. وبنتك كملت عليا
قال "دياب" مقبلاً اياها :
- ألف سلامة عليكي .. معلش هى ماما بتحب تخبز العيش بنفسها .. ست كبيرة بأه مش هنيجي نغيرها دلوقتى
التفت وصاحت بغضب :
- وأنا ذنب أهلى ايه .. ما مراة أخوك أعده فى بيتها متهنيه .. مبتخليهاش تعجن معاها ليه .. ولا أنا بنت البطة السودة
قال "دياب" بحنان :
- لا يا "سحر" طبعاً هى بس ممكن تكون مبتقلش على مراة أخويا لان معاها 5 عيال ومش فاضية بس انتى معاكى "منه" بس
هتفت بحده :
- بنت واحدة بس مطلعة عيني .. انت طول اليوم فى شغلك مش مقدر .. بنتك من ساعة ما بتفتح عينها لحد ما بتنام وهى عماله تزن وتعيط .. خلاص روحى بأت فى مناخيرى
مسح على ذراعيها قائلاً :
- معلش أنا عارف انك بتتعبى معاها
التفتت مرة أخرى لتعاود اعداد الطعام .. فابتسم لها قائلاً وهو يجذب يدها :
- سيبك بأه من الأكل دلوقتى .. مش هيطير
جذبت يدها من يده بعنف وقالت :
- انت فايق ورايق .. سيبنى أخلص من تحضير الأكل ده خليني أنام
قال "دياب" بحنق :
- كل يوم الاسطوانه دى .. ايه فى ايه .. مرة مشغولة مرة تعبانة مرة البت هتصحى .. أنا جوزك وليا عليكي حقوق
قالت بحدة وهى تضع الطبق من يدها بحده :
- انت معندكش ذرة احساس .. بقولك طالع عيني من الصبح مع بنتك وأمك .. بس عادى يعني .. ده العادى .. من امتى وانت بتحس بيا
انصرفت بغضب ودخلت غرفة النوم تنام بجوار طفلتها .. بينما وقف "دياب" فى المطبخ يغلى من الغضب !

***************
خرج "مهند" من الشركة وتوجه الى الكافيه الذى يقع أمامها .. دخل كعادته وجلس على مقعده الذى يجلس عليه كلما ارتاد ذلك الكافيه .. أخرج دفتر وقلم من جيبه .. وأخذ يرشف قهوته التى وضعها النادل أمامه .. ويدون بضع كلمات على الدفتر .. لم ينتبه "مهند" الى نظرات الفتاة الجالسه على بعد عدة طاولات منه .. التفتت لصديقتيها تقول :
- كنا مع بعض فى رحلة العمل اللى طلعناها تركيا
نظرت الفتاتان الى بعضهما البعض وقالت احداهن :
- محسسانى انك طلعتى معاه لوحدك .. ده انتوا كنتوا ولا 10 أفراد
قالت الفتاة وهى ترمق "مهند" بنظراتها :
- بس بقينا قريبين من بعض .. بشمهندس "مهند" كان ذوق أوى معايا فى الرحلة .. وكمان كانت أوضته جمب أوضتى وطول الطريق من الشركة التركية للفندق كنا بنقضيه كلام ومناقشات حولين الصفقة . .كان بيهتم انه ياخد رأيى فى كل تفصيلة
ضحكت احدى صديقتيها بسخرية وقالت :
- مش واسعه دى ؟
نظرت اليها ببرود وقالت :
- واسعه ايه يا تعبانه .. بقولك فعلاً كان بياخد رأيى فى كل حاجة انتى نسيتى انى مديرة العلاقات العامة ولا ايه
ثم نهضت من مكانها وتوجهت الى طاولة "مهند" ورسمت ابتسامة على شفتيها قائله بدلال :
- ازيك يا بشمهندس
رفع "مهند" رأسه وقد بوغت بوجودها .. هز رأسه وغض بصره قائلاً :
- أهلاً بحضرتك
اتسعت ابتسامتها .. ودون دعوة .. وتحت انظار "مهند" المندهشة .. جذبت مقعداً وجلست أمامه قائله بمرح :
- بصراحة نفسى أعرف نتيجة تعبنا فى رحلة تركيا .. يعني قولت بما ان حضرتك المسؤل الأول دلوقتى عن الشركة بعد "عدنان" بيه فأكيد حضرتك عارف الصفقة ماشية تمام ولا لأ
ثم ضحكت بمرح قائله :
- عايزة أشوف نتيجة تعبي
ثم رمقت الفتاتان بنظراتها وكأنها تقول "أصدقتم الآن" .. التفت "مهند" بطرف عينيه ليرى الفتاتان على الطاولة وهما ترمقانهما وتتهامسان .. ففهم الوضع .. وقبل أن تعى الفتاة ما يحدث .. نظر اليها "مهند" بحده وقال:
- اتفضلى قومى من هنا
التفتت لتنظر اليه بدهشة قائله :
-نعم ؟
قال "مهند" بصرامة :
- حضرتك سمعتينى .. اتفضلى قومى من هنا .. أنا مسمحتلكيش تعدى
توترت الفتاة واضطربت .. ونهضت قائله :
-أنا آسفة مكنش قصدى أضايقك
هز رأسه وعاود الكتابة فى مفكرته متجاهلاً اياها تماماً .. شعرت الفتاة بالمهانة خاصة بعدما عادت الى الطاولة ورأت صديقتيها يتضاحكان فيما بينهما فهتفت بغضب :
- مش عايزة واحدة فيكوا تفتح بقها بكلمة
ثم التفتت ترمق "مهند" بنظرات غيظ بينما كان لا يزال يكتب فى مفكرته دون أن ينظر تجاهها ولو بنظره واحده .. وهى تتمتم :
- قليل الذوق !

****************
- احنا لازم نسيب بعض .. احنا مننفعش لبعض
فتحت "سمر" فاها بدهشة وهى تسمع تلك الجملة يلقيها "باهر" على مسامعها عبر الهاتف .. هتفت بدهشة :
- ايه .. بتقول ايه ؟
فقال بحزم :
- بقولك يا "سمر" احنا مننفعش لبعض .. خلصا كل واحد يشوف طريقه مع واحد تانى
صمتت لا تقوى على الكلام .. ازدادت ضربات قلبها وهى تحاول أن تستوعب ما قال .. هتفت مرة أخرى :
- بتقول ايه ؟
قال "باهر" بسرعة :
- معلش يا "سمر" مضطر أقفل دلوقتى
أنهى المكالمة وهى مازالت تضع السماعة فوق أذنها .. أنزلت الهاتف ونظرت اليه وهى لا تزال تحت تأثير صدمتها .. نعم كانت تشعر برغبته فى تأخير الزواج .. لكنها لم تتوقع أن يتركها ويفسخ خطبتها .. كيف يفعل .. ولماذا يفعل .. أتت فى تلك اللحظة "فيروز" من الخارج لتجد "سمر" واقفة فى الردهة بحالها تلك .. قالت بإستغراب :
- ايه مالك .. فى ايه ؟
قالت "سمر" بحيرة واضطرب :
- "باهر"
- ماله ؟
لمعت عيناها بالعبرات وهى تقول :
- "باهر" فسخ الخطوبة
ابتسمت "فيروز" بخبث وقالت بحماس :
- أحسن غار فى داهية
ثم اقتربت من "سمر" وقالت بسعادة :
- سيبك منه خالص .. ولا تهتمى بيه .. أقولك على خبر يجنن .. فى عريس متقدملك .. حتى لما عرف انك مخطوبة اتمسك بيكي .. لا ومش اى عريس .. ده يبقى ............
لم تستطع "فيروز" اكمال جملتها لأن "سمر" انطلقت كالسهم خارج المنزل .. تمتمت "فيروز" بحنق :
- غبية
انطلقت "سمر" بسيارتها بسرعة عالية وهى تعقد جبينها فى غضب .. أوقفت السيارة أمام النادى الذى تعلم بوجود "باهر" بداخله .. دخلت لتفاجئ بـ "باهر" جالساً على أصدقائهما .. بينما احدى الفتيات تجلس فوق قدميه .. اتسعت عيناها دهشة وتوجهت الى طاولتهم بحنق .. اختفت ابتسامة "باهر" بمجرد أن رآها .. توقف الأصدقاء عن الضحك وهم ينظرون الى "سمر" الغاضبة .. وقبل أن يعوا ما يحدث جذب "سمر" الفتاة من ذراعها بحدة تبعدها عن "باهر" ثم تلتفت الى "باهر" صائحة :
- عايزه أتكلم معاك
نهض "باهر" على الفور وهو يتطلع حوله ودفع "سمر" بيده الى خارج النادى .. وقفت "سمر" بمواجهته وهى تهتف :
- يعني ايه اللى انت قولته ده .. يعني ايه نسيب بعض ؟
قال ببرود :
- زى ما قولتك احنا مننفعش ببعض
صاحت بغضب :
- وجاى دلوقتى تكتشف اننا مننفعش ببعض
لانت ملامحها و ضعق صوتها ولمعت الدموع فى عيناها وهى تقول بألم :
- أنا قولتلك متسبنيش يا "باهر" .. أنا لوحدى .. ومحتجالك .. واحنا بنحب بعض .. قولتلى مش هسيبك .. انت قولت كده يا "باهر" .. قولت مش هسيبك
زفر قائلاً :
- يا "سمر" احنا مش هننفع نتجوز .. احنا مختلفين أوى عن بعض .. كل واحد تفكيره فى جهة
قالت والعبرات تتساقط فوق وجنتيها :
- "باهر" بقولك محتجالك .. أنا مليش حد فى الدنيا دى غيرك .. أنا بجد مش عايزه نسيب بعض .. طيب قولى ايه الاختلاف اللى انت شايفه بينا وأنا هحاول أظبطه
صمت ولم يجب .. مسحت عبراتها المتساقطة وقالت وهى تشعر وكأن الأرض تتحرك من حولها .. وأصبحت الموسيقى الصاخبة تضعف شيئاً فشيئاً :
- رد عليا .. شايفنا مختلفين فى ايه يا "باهر" ؟
قال بنفاذ صبر :
- "سمر" خلصنا
توجه الى سيارته وركب أمام المقود .. اندفعت ٍ"مر" تركب فى المقعد المجاور وهى تصيح :
- يعني ايه .. تخطبنى وقت ما انت عايز وتسيبنى وقت ما انت عايز
انطلق "باهر" بالسيارة بسرعة وهو صامت يزم شفتيه فى غضب .. فهتفت "سمر" بهستيريه وهى تلكمه فى كتفه :
- طالما مش عايز تتجوزنى خطبتنى ليه يا "باهر" .. قولتلى ليه انك بتحبنى .. قولتلى ليه مش هتسيبنى
صاح "باهر" بحده وهى يضغط على دواسة البنزين بعصبية :
- انتى واحدة متخلفة وهتفضلى كده بعقليتك المتخلفة دى .. أنا خلاص قرفت منك ومش عايزك .. ايه هو الجواز بالغصب
تساقطت دموعها وهى تصيح باكية :
- يعني عشان بحافظ على نفسى أبقى متخلفة فى نظرك
لم يجب بل ازادت عصبية وهى تصيح ضاربه كتفه بقبضة يدها :
- عايزنى أبقى زى التييييييييييييت اللى كانت عده على رجلك من شوية
دفعها بيده بعنف فارتطم رأسها بزجاج الشباك بجوارها .. وضعت يدها على رأسها وهى تشعر بدوار وبرغبة فى التقيؤ .. نظرت اليه هاتفه :
- انت تييييييييييييييت يا "باهر" .. وأنا اللى مش عايزاك
التفت ينظر اليها بغضب .. وفجــــــاة .. اتسعت عينا "سمر" فى محجريهما وصاحت بأعلى صوتها وهى تنظر الى تلك السيارة القادمة تجاههما بسرعة كبيرة :
- حاااااااااااااااااااااااا ااااسب !!
التفت "باهر" ينظر أمامه .. حاول ادارة المقود .. لكــن .. سبق السيف العزل .. واسودت الدنيا أمام أعينهما !!




اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-15, 04:47 AM   #12

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العاشر
- "نهاد" .. "نهاد" .. قوم بسرعة
استيقظ "نهاد" فزعاً على صرخ "بيسان" .. قال بهلع :
- ايه يا "بيسان" .. مالك ؟
قالت وعضلات وجهها تتقلص من الألم :
- باينى بولد يا "نهاد" .. الحقنى
بقفزة واحدة غادر الفراش وأسرع بالاتصال بوالدته قائلاً بقلق بالغ :
- ماما "بيسان" بتولد
- طيب يا حبيبى هاتها على المستشفى وأنا هصحى باباك و عمتك ونحصلك على هناك
أغلق "نهاد" واقترب من "بيسان" التى تتألم قائلاً بقلق :
- "بيسان" متخافيش قومى معايا ......

ساعدها على النهوض وهى تصرخ قائله :
- أنا خايفة أوى
ربت على ظهرها قائلاً وهو يلهث من فرط توتره :
- متخفيش يا حبيبتى متخفيش
ساعدها على ارتداء ملابسها وحجابها .. وانطلق بها الى المستشفى .. أدخلتها الطبيبة لإحدى الغرف لفحصها .. ثم ابتسمت قائله :
- متقلقيش كل حاجة ماشية طبيعي الحمد لله
قال "نهاد" بتوتر وهى ينظر اى "بيسان" اتى سكنت قليلاً :
- هتولد دلوقتى
قالت الطبيبة وهى تغادر اغرفة :
- لا لسه شوية .. بس ان شاء الله على الصبح يكون "فريد" شرف بالسلامة
اقترب "نهاد" من فراش "بيسان" قائلاً :
- "بيسان" انتى كويسة
ما كادت تومئ برأسها حتى شعرت بتقلص آخر .. ضغطت بقوة على يد "نهاد" الذى بلغ قلقه وتوتره مبلغه !

************
فتحت "سمر" عينيها لترى ضباباً كثيفاَ .. أغمضتهما مرة أخرى ..لحظات وفتحتهما من جديد .. صراخ .. عواء .. أشخاص يرتدون الأبيض .. يركضون .. يحاولون فتح عينيها .. يسلطون عليها ضوء أزعجها .. ألم حاد فى جسدها كله .. أخذت تتساءل .. أين أنا .. من هؤلاء .. ماذا حدث .. حاولت التحدث .. حاولت مناداتهم .. حاولت التحرك .. فلم تستطع .. شعرت بأطرافها مخدرة .. رباه .. ماذا حدث .. "باهر" .. السيارة .. الصدام .. وفجأة .. أظلم كل شئ .. بعد فترة بدت لها كثوانى معدودة .. فتحت عيناها ببطء .. لتجد نفسها فى غرفة مظلمة الا من ضوء بسيط .. حاولت التحرك .. تقلص وجهها لما شعرت به من الألم فى جميع أنحاء جسدها .. حاولت أن ترفع رأسها فشعرت بألم حاد .. مدت يدها اليمنى لتحسس رأسها فوجدت ضمادة كبيرة تلفه .. ما هى الا لحظات حتى حضرت احدى الممرضات .. ابتسمت لها وأخبرتها أنها ستذهب لإحضار الطبيبة .. عادت بالطبيبة التى بدأت فى الكشف على "سمر" .. تطلعت الى الأجهزة الموصله بـ "سمر" .. سألت "سمر" :
- أين أنا ؟ .. ماذا حدث ؟
قالت الطبيبة وهى ماازلت تفحص أجهزتها الحيوية :
- أنتِ بالمشفى .. لقد نقلتِ الى هنا على إثر اصابتك فى حادث سير .. ألا تذكرين
رفعت يدها اليمنى وتحسست رأسها قائله بوهن :
- نعم .. أتذكر
ثم التفتت الى الطبيبة تقول :
- "باهر" .. صديقي .. كان معى بالسيارة
قالت الطبية تطمئنها :
- لا تقلقى انه بخير
أمرتها الطبيبة أن تحاول تحريك قدميها .. حاولت "سمر" ذلك ثم قالت :
- أشعر فيهم بالألم
قالت الطبيبة :
- لا تقلقى هذا طبيعي بسبب الكدمات .. حاولى الآن تحريك ذراعيكِ
حاولت "سمر" مع ذراعها اليمين فإستجابت لها .. حاولت مع اليسرى .. وحاولت .. وحاولت .. دون جدوى .. نظرت الى الطبيبة بقلق قائله :
- لا أستطيع تحريكها
التفتت الطبيبة الى الجهة الأخرى من الفراش ورفع ذراعها تتفحصها .. ثم قالت :
- حاولى قبض أصابعك ثم بسطها
حاولت "سمر" تحريك أصابعها .. ففشلت .. نظرت بقلق أكثر الى الطبيبة وقالت :
- لا أستطيع .. لا اشعر بها على الإطلاق
عقدت الطبيبة جبينها .. وهى تسقط ذراع "سمر" من يدها ليسقط بجوارها على الفراش دون أى مقاومة .. أحضرت ما يشبه الدبوس وشكت "سمر" فى يدها ونظرت اليها بإهتمام قائله :
- أتشعرين بذلك
قالت "سمر" بأعين دامعة وشعور بالخوف يغمرها :
- لا .. لا أشعر
حاولت الطبيبة اجراء الاختبار مرات ومرات بطول الذراع .. دون أى استجابه .. التفتت الى الطبيبة قائله :
- اطلبى رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب
قالت "سمر" ودموعها تتساقط :
- ماذا هناك ؟ .. لماذا لا تتحرك يدي
نظرت اليها الطبيبة قائله :
- لا تقلقى .. هذا طبيعى .. لقد تلقيتيِ ضربة على رأسك .. لا تقلقى
لكن عينا الطبيبة أنبئتها بكذبها .. بدت الطبيبة نفسها كما لو كانت حائرة .. رفعت "سمر" عينيها الى سقف الغرفة وصدرها يعلو ويهبط .. وشعور بالقلق والخوف يغمرها !

***************
وقف "نهاد" يتآكله القلق .. ربتت أمه على كتفه قائله :
- متخفش يا "نهاد" .. دى أحسن مستشفى فى مصر
نظر اليها دون أن يجيبها .. أخذ يزرع الردهة سيراً لا يستطيع الوقوف فى مكانه .. قالت "نهال" بقلق :
- اتأخرت أوى
قالت "انعام" مبتسمه :
- متخفيش شوية وتخرج ان شاء الله
التفتت "نهال" تنظر الى "مهند" الذى جلس أمامها على أحد المقاعد .. مطرقاً برأسه .. همست وهى تحرك شفتيها بصوت غير مسموع بينما تنظر اليه فى هيام :
- بحبك يا "مهند
ودت لو استطاعت أن تنهض وتسمعه اياها .. لكنها خشيت من ردة فعله .. نهضت "كوثر" واقتربت من "نهاد" قائله :
- حاجة البيبى جبتوها معاكوا ولا نسيتوها
نظر اليها "نهاد" قائلاً :
- أيوة جبتها فى العربية بره
قالت "كوثر" :
- طيب اديني المفتاح وأنا هروح أجيبها
نهض "مهند" قائلاً :
- خليكي يا عمتو هروح أجيبها أنا
أخذ "مهند" المفتاح من "نهاد" وتوجه الى الخارج ليحضر أغراض الصغير من حقيبة السيارة .. عاد ليفاجئ بـ "نهاد" يحمل الصغير بين ذراعيه والتف الجميع حوله فى سعادة .. ابتسم "مهند" وهو يتطلع اليهم وأمر "نهاد" بأن يؤذن فى أذن الصغير ففعل .. فما لبثت الممرضة أن أخذت الصغير وطلبت أغراضه ودخلت الغرفة مرة أخرى .. جلس "نهاد" على أحد المقاعد والدموع فى عيناه .. جلس "مهند" بجواره ورب على كتفه قائلاً :
- ربنا يباركلك فيه يا "نهاد"
ابتسم "نهاد" وقال وهو يمسح عبراته التى فلتت من عينيه :
- يارب
خرجت "بيسان" على الترولى فوقف "نهاد" وأمسك بيدها قائلاً :
- "بيسان" .. شوفتى "فريد" .. زى القمر
بتسمت بوهن وقالت :
- شكلك يا "نهاد"
اتسعت ابتسامته ودخل معها غرفتها .. ودخل الجميع بإستثناء "مهند" الذى ظل فى الخارج .. خرجت الممرضة تحمل الصغير .. فنهض "مهند" وحمله عنها .. أخذ يتأمله فى حنان .. بوجه الصغير وكفه الرقيق .. لف أصابع الصغير حول اصبعه مقبلاً يده .. تطلع اليه بعينان يملأهما الحنان .. مرر اصبعه على وجنته الملساء الناعمة مقبلاً جبينه فى رقه .. ضمه "مهند" الى صدره بحنان بالغ .. هفت نفسه الى صغير مثله .. خاصاً به هو .. ملكاً له هو .. تذكر زوجته الراحلة .. وأحلامهما بطفل صغير يجمعهما .. لكن كانت ارادة الله أن حرمهما من ذاك الحلم .. نظر اليه مرة أخرى بأعين تغشاها الدموع .. كان قد نسى هذا الحنين الى تكوين أسرة يكن هو قائدها وحاميها .. لكن هاهو ذلك الحنين قد عاوده .. شعر بغصه فى حلقه وهو يقبل جبين الصغير مرة أخرى .. انفتح الباب وتمرت "انعام" فى مكانها وهى تتطلع الى ذلك المشهد .. رفع "مهند" عيناه ينظر اليها .. لمحت تلك العبرات فى عينيه فشعرت بالألم من أجله .. اقتربت منه متنهدة بحسرة .. فأعطاها الصغير .. ثم التفت ليغادر المشفى .. تتابعها بعيناها التى غشيتها العبرات هى الأخرى

**************
دخلت "فيروز" المشفى وبمجردأن رأت "باهر" الواقف مع أحد رجال الشرطة .. اقترب منه قائله بلهفة :
- "باهر" ايه اللى حصل .. فين "سمر"
قال وهو يزفر بضيق :
- حصلت حادثة .. متقلقيش هى كويسة
هتفت "فيروز" بحنق :
- طبعاً كنت سايق زى المجنون كعادتك مش كدة
احتد عليها قائلاً :
- هى اللى غلطانه .. هى اللى عصبتنى وأنا سايق
قالت بقلق :
- فين أوضتها
أسار لها "باهر" الى الغرفة خلفها .. تقدمت لفتح الباب .. لكن الباب انفتح من الخارج ليخرج منه طبيب وطبيبة .. نظرت اليهما "فيروز" قائله :
- أنا زوجة أبيها .. كيف حالها ؟
نظر الطبيبن الى بعضهما البعض .. ثم قال الطبيب لها :
- بصراحة الأخبار ليست جيدة
ازداد قلق "فيروز" فقالت لعصبية :
- من فضلك أخبرنى
قال الطبيب بأسى ممزوج بالحيرة :
- جسمها سليم الا من بعض الرضوض والكدمات التى ستشفى مع الوقت .. أما بخصوص ذراعها فالأمر محير
قالت بدهشة :
- ما به ذراعها ؟
قال الطبيب وهى ينظر الى زميلته :
- فى الحقيقة لقد أصاب ذراعها الأيسر .. الشلل
وضعت "فيروز" كفها على فمها وعيناها تتسعان على آخرهما .. بينما وقف "باهر" يتطلع الى الطبيب بدهشة هو الآخر .. أكمل الطبيب :
- المحير فى الأمر هو أن ذراعها الأيسر فقط هو ما اصابه الشلل .. ففى المعتاد فى مثل تلك الحواث التى يتعرض أصحابها الى اصابات فى الرأس أن يصيبها شلل نصفى أو كلى .. أى تشل حركة الذراعان أو القدمان أو كليهما .. أما فى هذه الحالة فالمحير هو أن ذراعها الأيسر فقط هو ما أصابه العطب
قالت "فيروز" بلهفه :
- أتعنى أن ذراعها لن يتحرك مرة أخرى .. ألا يوجد أمل ؟
قال الطبيب بأسف :
- أنا آسف .. هذا الأمر ليس بأيدينا .. سنخضعها الى المزيد من الفحوصات .. لكن ليس فى أيدينا أى شئ
أومأت "فيروز" برأسها .. انصرف الطبيب .. فالتفتت ترمق "باهر" بنظرات نارية .. فما كان منه الا أن انصرف مغادراً المشفى .. دخلت "فيروز" حجرة "سمر" .. رأتها نائمة على فراشها مغمضة العينين .. قالت لها الممرضة بهمس :
- لقد نامت الآن بعدما أعطيناها المهدئ
أومأت "فيروز" برأسها وقالت :
- سأعود الى البيت وآتيها فى الصباح
خرجت هى الأخرى .. لتغادر المشفى !

*****************
فى صباح اليوم التالى .. نهض "دياب" من فراشه ودخل الحمام يأخذ دشاً بينما كانت "سحر" تعد الفطور .. خرج مبتسماً لها وقال :
- صباح الخير يا "سحور"
قالت وهى مستمرة فى عملها :
- صباح النور ..يلا عشان تفطر
جلسا حول الطبلية الصغيرة الموضوعه على الأرض .. فنظر اليها "دياب" قائلاً :
- "سحر" .. خلينا نتكلم مع بعض .. مش حابب نكون أفشين على بعض كده
فى تلك اللحظة استيقظت الصغيرة تصرخ باكية فقالت "سحر" بعصبية :
- أوووف بأه
نهض "دياب" بسرعة قائلاً :
- خليكي أنا هجيبها
حمل "دياب" صغيرته بني ذراعيه يلاعبها ويداعبها حتى هتفت "سحر" :
- يا "دياب" يلا يا "دياب" هتتأخر على شغلك
خرج "دياب" من الغرفة يحمل الصغيرة وجلس يتناول طعامه مجلساً اياها فوق ساقه .. حاول أن يضع قطع خبز فى فمها فصاحت "سحر" بحده :
- "دياب" انت بتعمل ايه .. ملهاش أكل دلوقتى
قال "دياب" مبتسماً :
- نفسى أوى أأكلها
ٌقالت بنفاذ صبر وهى تحملها من بين ذراعيه :
- هاتها عشان تعرف تاكل .. وأنا هدخل أغيرلها البامبرز
أنهى "دياب" طعامه .. وتوجه الى غرفة النوم .. كانت "سحر" جالسه على الفراش ترضع الصغيرة .. فاقترب "دياب" منها يداعب الصغيرة التى تلهت فى اللعب معه تاركة الرضاعه .. فتمتمت "ٍحر" :
- يا "دياب" يلا هتتأخر
ارتدى "دياب" ملابسه وودعهما قائلاً :
- هحاول أرجع النهاردة بدرى .. بس متنيميهاش بدرى ماشى .. هجبلكوا حاجة حلوة وأنا جاى
قالت "سحر" :
- اقفل الباب كويس وانت خارج
أومأ برأسه وخرج من بيته ذاهباً الى عمله

******************
قال "عدنان" واضعاً ساقاً فوق ساق :
- أيوة فعلاً يا حضرة الظابط .. مدام" لميس" كانت بتشتغل عد "حسنى"
قال "عادل" وقد ضاقت عيناه :
- بس مش غريبة يعني .. خدامه كانت بتشتغل عند أخوك .. وسابت الشغل .. وتجيبها انت شتتغل عندك
قال "عدنان" بحزم :
- وايه الغريب فى كده .. عادى .. سابت الشغل عند أخويا وشغلتها عندى .. ايه المشكلة
انحنى "عادل" واضعاً مرفقيه فوق المكتب وهو يقول :
- طيب هى سابت الشغل عند أخوك ليه
ٌقال "عدنان" بإقتضاب :
- مرتحتش معاهم
سأل "عادل "بإلحاح :
- ليه ؟
قال "عدنان" بنفاذ صبر :
- مرتحتش وخلاص .. كام خدامه بتسيب الشغل فى البيوت عشان مرتاتحش .. ايه المشكلة يعني
قال "عادل" وهو يرفع أحد حاجبيه :
- تفتكر ممكن يكون أخوك ضايقها
التفت "عدنان" ينظر اليه بحده .. فأكمل "عادل" بمكر :
- يعني يكون اتحرش بيها مثلاُ .. ومدام "يسرية" اكتشفت الموضوع وطردتها .. أو اكتشفت ان فى علاقة بينهم فعلاً برضى مدام "لميس" .. وطردتها عشان تبعدها عن جوزها
قال "عدنان" بصرامة وقد بدا الغضب فى عيناه جلياً :
- مدام "لميس" ست محترمة .. وعارفه ربنا .. ومكنش ليها علاقة بحد
ضاقت عينا "عادل" وهو يقول :
- مالك متأكد كده يا "عدنان" بيه .. مش يمكن .......
قاطعه "عدنان" بحزم وهو يقف بعضبيه :
- لا مش يمكن .. مفيش حاجه بين "حسنى" وبين "لميس" .. محصلش حاجه بينهم ومش هيحصل .. ياريت تحاول تدور على القاتل يا حضرة الظابط .. بدل ما انت عمال تخوض فى أعراض الناس .. ممكن أمشى ولا لسه فى اسئله تانية
أشار "عادل" فى اتجاه الباب .. خرج "عدنان" بينما أرجع "عادل" ظهره الى الوراه وهو يتمتم :
- أقطع دراعى ان ما كنت مخبى حاجه يا "عدنان" .. بس هتروح منى فين .. هعرفها يعني هعرفها

********************
اصطدم "نهاد" أثناء سيره فى ممر المستشفى بفتاة فأوقع هاتفه .. انحنت الفتاة لالتقاطه وهى تقول :
- سورى مخدتش بالى
ابتسم "نهاد" قائلاً وهو يتناول منها هاتفه :
- لا ولا يهمك
كاد أن يكمل طريقه لكنها أوقفته قائله بمرح :
- انت "نهاد زياكيل" مش كده
نظر اليها "نهاد" بدهشة فقالت مبتسمه :
- أنا "انجى" صاحبة "بيسان" حضرت فرحكوا
ابتسم لها "نهاد" معتذراً وهو يقول:
- معلش مش واخد بالى
ضحكت قائله :
- ولا يهمك .. أنا جيه لـ "بيسان" ممكن تاخدنى لأوضتها
قال على الفور وهو يشير الى الطريق بيده :
- أيوة طبعاً اتفضلى
اتسعت ابتسامة "بيسان" وهى ترى صديقتها مقبلة نحوها فصاحت :
- "انجى" .. حبيبتى وحشتينى
عانقتها "انجى" قائله :
- حبيبتى "بيسان" انتى كمان وحشتيني موت
قالت "بيسان" بلهفة :
- احلويتي يا "انجى" هو كل اللى بيسافر بره بيحلو كده
ضحكت "انجى" بدلال وقالت :
- ميرسى يا "بيسان"
ثم التفتت حولها قائله بمرح :
- أمال فين البيبى
قالت "بيسان" بضيق :
-أخدوه وحطوه فى الحضانه .. بيقولوا يومين ويطلع تانى ان شاء الله
قالت "انجى" وهى تمط شفتيها :
- يخساره كان نفسى أوشفه
نظرت "انجى" ضاحكة "الى "نهاد" الواقف أمام باب الغرفة وقالت :
- مش أنا عرفت جوزك .. صحيح مشفتوش غير مرة واحدة يوم فرحكوا بس عرفته على طول
ابتسم "نهاد" قائلاً :
- أنا بأه اللى مش فاكرك معلش
قالت "بيسان" وهى تنظر اليه :
- دى "انجى" يا "نهاد" صحبتى من زمان .. عرفتك عليها يوم فرحنا
قالت "انجى" ضاحكة :
- عادى يا جماعة . .أكيد كنتوا ملبوخين يومها .. وكمان حبايب "بيسان" كتير
قالت "بيسان" وهى تتأملها بلهفة :
- بجد فرحت أوى انى شوفتك يا "انجى" .. اوعى تقوليلى انك هتسافرى تانى بسرعة .. المرة اللى فاتت كنت ملبوخة فى التحضير للفرح ومعرفناش نعد مع بعض
قالت "انجى" بتهكم :
- لا هتشوفيني كتير من هنا ورايح
رفعت كفها الخالى أمام وجه "بيسان" وهى تقول :
- اطلقت !

************
فى المساء دخلت "فيروز" المشفى وبمجرد أن اقتربت من غرفة "سمر" سمعت صوت صراخ .. اقتحمت الغرفة لتجد اثنان من المممرضات يحاولان تهدئة "سمر" التى أخذت تصرخ باكية .. قالت "فيروز" بتوتر :
- "سمر" .. مالك فى ايه
سكنت "سمر" قليلاً والتفتت تتطلع اليها بوجهها الباكى وعينيها الحمراوين والضمادة على رأسها وتلك الخدوش فوق وجهها وذراعيها .. قالت بصوت مبحوح من كثره البكاء :
- "فيروز" .. "فيروز" الحقيني
اقتربت "فيروز" من فراشها .. وسألت الممرضة :
- ماذا بها ؟
قالت الممرضة وهى تعيد رأس "سمر" الى الوسادة :
- كلما استيقظت أخذت تصرخ وتبكى
قالت "سمر" بألم وهى تعاود البكاء بأدمعها المنهمرة فوق وجهها :
- "فيروز" خليهم يشوفولى حل .. خليهم يعملوا أى حاجه .. دراعى مش بيتحرك يا "فيروز" .. خليهم يعملوا حاجه .. مش هقدر أعيش كده
أقتربت "فيروز" من فراشها وبلعت ريقها قائله :
- ان شاء الله هيكون فى حل يا "سمر"
مدت "سمر" يدها لتسمك بذراع "فيروز" وقالت بلهفة وهى تنظر اليها برجاء ودموعها تغرق وجهها :
- عشان خاطرى متسبينش كده .. بيعي الشركة .. هعملك توكيل .. عشان خاطرى خليهم يعالجونى .. دراعى مش بيتحرك يا "فيروز " .. متسيبينيش كده
أخذت ترتجف وتبكى .. أسرعت الممرضة بحقن المهدئ مرة أخرى فى المحلول الموصل بذراعها .. دفعت "سمر" الممرضة بيدها وهى تصيح :
- بتنيمينى ليه .. مش عايزة أنام .. ناديلى الدكتور يشوف دراعى .. ناديلى الدكتور اللى هنا
خرجت "فيروز" بعدما فشلت أعصابها فى تحمل هذا الكم من الصراخ .. زفرت فى ضيق وهى تسب وتلعن "باهر" الذى تسبب فى تلك الكارثة .. ماذا تفعل .. أتخبرها بالحقيقة .. لا شئ سيعود الى ما كان عليه .. عيلها أن تتأقلم على وضعها الجديد .. وعلى اصابتها التى لن تطيب !

*************
قال "علاء" بينما كان يسوق سيارته التى تحمل بداخلها والده ووالدته وعمته "كوثر" :
- فكرة الحجر فكرة جامده .. ياريت ننفذها
هتف "حسنى" :
-أنا مش مصدق .. كلكوا شايفنها فكرة جامدة الا أنا
قالت "يسرية" بحزم :
- أيوة فكرة جامدة . .خليك انت بره دلوقتى واحنا اللى هنتصرف
قالت "كوثر" وهى تنظر الى "يسرية" الجالسه بجوارها :
- صح يا "يسرية" هنتصرف احنا
التفتت اليهم "حسنى" قائلاً :
- بحده .. هتتصرفوا ازاى يعني
قالت "كوثر" بحزم :
- اطلع منها انت .. احنا هنعرف ازاى نثبت ان "عدنان" مش طبيعي .. وانه محتاج وصى عليه
توقفت السيارة أمام الفيلا ومن خلفها سيارة "مهند" .. صعد "مهند" الدرجات المؤدية الى الفيلا .. وقبل أن تتمكن "فريدة" من الصعود نظرت اليها "يسرية" قائله بتشفى :
- عقبالك انتى كمان يا "فريدة"
ابتسمت "فريدة" وقالت بخجل :
- شكراً يا طنط
قالت يسرية" بلؤم :
- انتى عديتي الـ 35 مش كده ؟
اختفت ابتسامة "فريدة" وهى تقول بتوتر :
- أيوة يا طنط
قالت "يسرية" وهى تمط شفتيها :
- يا حرام .. متقلقيش أكيد هيجيلك نصيبك .. انتى صحيح وصلتى لسن صعب .. بس خلى عندك أمل
قالت جملتها الأخيرة وهى تربط على ذراعها فى برود .. ثم التفتت لتصعد الدرجات الى الفيلا وابتسامة تشفى على شفتيها .. اغرورقت عينا "فريدة" بالعبرات .. شعرت بالإختناق .. حاوت التحكم فى تلك العبرات التى انهمرت رغماً عنها .. تمتمت بألم :
- حرام عليها ليه تعمل فيا كده
مسحت عبراتها .. وأخذت نفساً عميقاً .. وصعدت الدرجات فى تؤدة .. وجدتهم جميعاً فى غرفة الصالون .. فصعدت مسرعة الى غرفتها .. أغلقت الباب عليها وألقت بنفسها فوق فراشها .. تبكى ذلك كرامتها الجريحه !

***************
ظلت الكوابيس تطارد "سمر" .. تستيقظ فقط لتضخ لها الممرضة المزيد من المهدئ .. أشفق عليها العاملون فى المشفى .. فحالها كان من سئ الى أسوأ .. كانت تبكى حتى أثناء نومها .. مرت الأيام حزينة كئيبة .. كلما التفتت لتنظر الى ذلك الذراع الراقد بجوارها بلا حراك ازدادت حزناً وألماُ .. طلب الطبيب حجزها لعمل المزيد من الفحوصات والتى لم تنبأه بشئ جديد .. لا استجابه فى ذراعها على الإطلاق .. أمر بعمل جلسات من العلاج الطبيعي .. فلعلها تفيد .. وإن كان يظن غير ذلك .. حاول أن يأهلها نفسياً لتقبل وضعها الجديد .. لكن "سمر" كانت ثائرة .. جامحة فى غضبها .. ترفض أن تظل هكذا .. ترفض أن يصبح هذا هو حالها .. ازداد توترها وعصبيتها .. ازدادت نوبات انهيارها وبكائها .. أخذت تصرخ فيهم ليعالجوها .. ثم ما يلبث أن يتحول الصراخ الى عويل وبكاء ورجاء وتوسل .. كانت تضرب فى ذراعها المشلول ليتحرك .. ليستجيب .. دون جدوى .. دون أمل .. أغمضت عينيها وتمنت لو كانت والدتها على قيد الحياة .. لتلقى بنفسها بين ذراعيها .. وتبكى الى أن تنضب دموعها .. شعرت بأنها فى أمس الحاجة لذلك الحضن الحانى .. يحيطها ويحميها ويبث الأمل فيها .. فتحت عينيها على واقعها المر .. تتذوقه كالعلقم فى فمها .. ليس لكِ أحد فى هذه الدنيا يا "سمر" .. أنتِ وحدك .. ستواجهين واقعك بمفردك .. يجب أن تصبحى أقوى حتى تستطيعي الاستمرار فى هذه الحياة .. لا تأملى أن يساعدكِ أحد .. أو أن يحنو عليكِ أحد .. أو أن يبكى عليكِ أحد .. أنتِ بالنسبة للجميع لا أحد يا "سمر" .. لا تعنين لهم أى شئ .. لا لـ "باهر" .. و لا لـ" فيروز" .. ولا لأى أحد .. ظلت عيناها الدامعتان معلقتان بسقف الغرفة وشفتيها ترتجفان وهما يتذوقان ملوحة دمعها .. رفعت كفها لكى تمسح تلك العبرات .. لكنها أعادت كفها الى مكانه مرة أخرى .. ما فائدة مسح تلك العبرات .. إن كان هناك المزيد منها .. وسقط المزيد !


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-15, 04:51 AM   #13

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الحادى عشر
ملء الصغير "فريد" حياة الجميع بالبهجة حتى كادت حادثة القتل ان تصبح في طي النسيان .. فقط "عدنان" كان عقله يعمل دون توقف ؟؟ أصبح حذراً بدرجه كبيرة .. وأصبحت ثقته بـ "مهند" كبيرة .. أعطاه المزيد من الصلاحيات التي أثبت عن جداره استحقاقه لها .. لم يخن "مهند" ثقة عمه قط في اي أمر من أمور العمل .. وظل كاتماً أميناً لأسرار العمل .. فاطمئن قلب "عدنان" بوجود "مهند" الي جواره .. يعمل معه يدا بيد وبقلب مخلص .. رأي "عدنان" فيه ابنه الذي فقده .. ورآي "مهند" فيه الاب الذي افتقده
أما "سمر" فغرقت في أحزانها وآلامها .. ظنت أن ما هي الا أيام حتي نعود الأمور الي سابق عهدها .. لكنها كانت مخطئة .. بقي الوضع علي ما هو عليه .. بل وتحول الي الأسوا .. باعت "فيروز" الشركة لكنها أخفت عن "سمر" بالمبلغ الحقيقي الذي تسلمته .. وطلبت من المشتري كتابة العقد بمبلغ اقل مما اتفقا عليه .. شعرت "سمر" بالصدمة .. فها هو مالها يتناقص .. وبقائها في المستشفي يطول .. ولا أمل يلوح في الافق .. شعرت بالدنيا تظلم امام عينيها .. ولا تدري سبيلا لعبور الازمة .. ولا تدري سبيلا للتخفيف من آلام قلبها المكلوم .. شعرت بتفسها تهفو الي شئ ما .. شئ لا تدري كنهه .. لكنه شئ تحتاج اليه بشدة .. مرت عليها الايام كئيبة مظلمة خاوية مملة وهي تقضيها داخل حجرتها في المشفي دون ادني رغبه لديها لعبور باب غرفتها .. او للذهاب الي اي مكان .. كان لديها امل ان تاتي الفحوص الاخيرة مبشرة .. لكن املها خاب عندما قال لها الطبيب :
- للاسف لا يوجد اي استجابه .. ولم نستطع ان نتوصل الي السبب الذي ادى الي شلل ذراعك .. تلقيتي ضربة علي مؤخرة رأسك تسببت في تورم لعله هو الذي تسبب في ذلك الشلل .. ولكن علي الرغم من شفاء هذا التورم يوما بعد يوم الا ان ذراعك مازال وضعها كما هو .. حتي مع العلاج الطبيعي لم تظهر اي استجابه .. آسف .. لم يعد بوسعنا فعل شئ .. عليكي التأقلم علي العيش بذلك الذراع المشلول

كانت كلماته مقتضبة واضحة كما لو كان يلقي محاضرة علي مسامع احد طلابه .. لكن وقع تلك الكلمات علي":سمر" كان قاسياً كقسوة حجر سقط في بركة ماء فأحدث بها دوامات لا نهاية لها .. تنهدت في حسرة وهي تنظر الي ذراعها .. تتحسسه .. تقرصه .. تضربه .. تبكي .. تنتحب .. تسكن .. تغمض عينيها في ألم !
************
وقف "دياب" في شرفة بيته مع ابنته الصغيره يقبل وجنتها بين الحين والاخر .. دخلت "سحر" لتقول بروتينيه :
- الاكل جاهز با دياب
دخل "دياب" وجلس بجوار زوجته علي الارض أمام الطبلية.. واجلست "سحر" الصغيرة بجوارهما واعطتها فطعة خبز تتلهى بها .. قال "دياب" وهو ينظر اليها :
- بأت عسوله اوي يا "سحر" .. نفسي تكبر عشان امشى بيها في الشارع .. هي هتمشي امتي يا "سحر"
قالت "سحر" وهي تدس احدي اللقيمات في جوفها :
- لسه كام شهر كده
تناول "دياب "طعامه وهو يرمق "سحر" بنظراته قائلا :
- "سحر" بعد ما نخلص اكل نفسي كدة تسرحي شعرك واشوفك بحاجه جديدة
قال "سحر" دون ان تنظر اليه :
- طيب
انتهيا من طعامهما وجلس "دياب" يتابع التلفاز .. بعدما انتهت "سحر" من جلي الصحون اخذت الصغيرة الى الفراش .. فقال "دياب" مبتسما :
- متنسيش .. ها
قالت بتافف وهي تدخل غرفة النوم :
- طيب قولنا
اندمج "دياب" في مشاهدة احد البرامج الي ان انتهي .. قام وسار علي اطراف اصابعه ليفاجا بـ "سحر" تغط في النوم بجوار طفلتهما .. اقترب من الفراش ببطء ومسح علي شعرها هامسا :
- "سحر"
فتحت "سحر" عينيها وهي تتطلع الي الصغيرة النائمة ثم تنظر الي "دياب" شذرا فقال هامسا :
- تعالي نعد مع بعض شوية النهاردة يوم اجازتي
قالت بنفاذ صبر :
- طيب هنام شويه وبعدين نعد مع بعض
قال مبتسما وهو ينظر الي الصغيرة :
- فرصه انها نايمة .. نعد مع بعض برواقه
نهضت "سحر" بتثاقل واوشكت علي الخروج معه من الغرفه فالتفت ليقول لها بحنان :
- مش هتعملي زي ما قولتلك .. سرحي شعرك والبسي حاجه حلوة
فعلت "سحر" ما طلب بتبرم .. وخرجت لتجده قد اعد كوبين من الشاي الساخن .. جلس متجاورين علي الاريكة الوحيدة في المنزل ..اقترب منها "دياب" وقال :
- عارفه يا "سحر" .. انتي و "منه" اللي مهونين عليا التعب اللي بشوفه في شغلي .. لما بجيبلكوا حاجه في ايدي وانا راجع من الشغل ببقي مبسوط اوي .. مع اني نفسي أقلل ساعات شغلي عشان اعد معاكوا اكتر
قالت "سحر" علي الفور :
- ازاي يعني يا "دياب" تقلل ساعات شغلك ده يدوبك المرتب مكفينا حتي مش عارفين نحوش ونشي حاجه للزمن
مسح "دياب" علي شعرها قائلا
معلش يا "سحر" .. انا نفسي والله اعيشكوا احسن عيشه .. بس اديكي شايفه .. مفيش في ايدي حاطه الا وبعملها .. نفسي مخلكيش انتي و "منه" نفسكوا في حاجه ابدا
قالت "سحر" مبتسمه :
- ربنا يخليك لينا يا "دياب"
اتسعت ابتسامته قائلا :
- ايوة كدة اضحكي يا شيخه .. الدنيا بتضلم في وشي لما بشوفك مبوزه ومنكده كده
اختفت ابتسامه "سحر" وقالت بحنق :
- هو انا يعني ببوز بمزاجي .. حد قالك اني بحب النكد .. انا بيبقي طالع عيني طول النهار مع بنتك .. وكمان امك ساعات بتزود الطينه بله وتقفلي اليوم
قال بحنان :
- معلش يا "سحر" استحمليها ست كبيرة برده .. وبتحبك والله
نظر "دياب" الي ملابسها الرثه والي البقع الزيتيه عليها وقال :
- مفيش حاجه تانيه غير دي تلبسيها
قالت "سحر" بتأفف:
- خلص يا دياب .. مش وقته .. البت هتصحي
عقد جبينه قائلا :
- ايه خلص يا "دياب" دي ؟
قالت "سحرط بنفاذ صبر وهي تنظر لأعلي :
- ده لسه بيسأل
قال "دياب" بحنق وهو يعتدل فى جلسته :
- انا كنت عايز اعد معاكي نتكلم .. اشوفك لابسه حاجه حلوه .. ليه يا "سحر" معدتيش بتهتمي بنفسك .. ليه معدتيش بتهتمي بيا
قالت "سحر" منفعله :
- يعني ايدالك انت وبنتك وامك صوابعي العشرة ومش عاجب .. برده مقصرة
قال "دياب" بعصبيه :
- اه مش مقصرة في البيت ولا مع "منه" بس مقصرة معايا انا ... انا راجل يا "سحر" .. انتي متعرفيش البلاوي اللي بشوفها بره .. المفروض انتي مراتي وتملي عيني
نهضت "سحر" بعصبيه وقالت :
- مش أنا مش ماليه عينك .. خلاص سيبني في حالي بأه
نهض "دياب" وامسك ذراعيها قائلا :
- يا "سحر" مقولتش انك مش ماليه عيني
ثم قال :
- استني هنا
وقفت تنتظره بينما دخل الغرفه وعاد حاملا خمسون جنيها دسها في يدها وقال مبتسما :
- خدي دول يا "سحر" هاتي اللي نفسك فيه .. شوفي حاجه حلوة كدة تلبسيها .. ماشي
قالت "سحر" بدهشه وهى تنظر الى الخمسون جنيهاً فى يدها :
- وايه لزمة المصاريف دي يا "دياب"
تنهد "دياب" قائلاً :
- مش عايز عيني تشوف غيرك يا "سحر" .. افهمى بأه

************
طرقت "لميس" باب غرفة "نهال" والتى كانت جالسه فوق فراشها تنقر بأصابعها فوق حاسوبها .. أذنت لها بالدخول .. اقتربت "لميس" والبسمه على محياها .. قالت بحنان :
- حبيبتى "نهال" .. بألنا كتير متكلمناش مع بعض
اعتدلت "نهال" فى جلستها وأشارت لـ "لميس" للجلوس بجوارها .. ثم قالت :
- يعني يمكن عشان مفيش حاجة نتكلم فيها
قالت "لميس" بنفس الإبتسامه :
- احساسك ايه وانتى خلاص معدش الا أيام وتدخلى الجامعة
سرحت "نهال" بخيالها قليلاً وكأنها تتذوق السؤال .. ثم قالت :
- بصراحة متحمسة ومبهورة .. بس فى نفس الوقت خايفة وقلقانه
قالت "لميس" بحكمة :
- احساسك ده حاجة طبيعيه متقلقيش .. أهم حاجه انك تحطى لنفسك خطوط حمرا ويكون ليكي شخصيتك المستقلة
أطلقت "نهال" ضحكة رنانه اختفت لها ابتسامة "لميس" .. رفعت كفها على الفور وقالت وهى تكتم ضحكها :
- سورى مش قصدى .. بس انتى بتقولى نفس الكلام اللى "فريدة" قالتهولى .. حسيت ان "فريدة" هى اللى بتكلمنى
قالت "لميس" وهى تؤمئ برأها :
- "فريدة" بنت عاقله ده رأيى فيها من يوم ما شوفتها
عادت "نهال" الى الإهمام بشاشة حاسوبها .. كادت "لميس" أن تنهض راحله .. لولا جملة "نهال" التى جمدتها فى مكانها :
- تفتكرى ممكن حد يحبنى يا "لميس" ؟ .. بس راجل .. مش شاب صغير
جلست "لميس" فى مكانها مرة أخرى وهى تنظر الى "نهال" بإهتمام وقالت :
- لسه السؤال الغريب ده ؟
هزت "نهال" كتفيها وهى تعقص شعرها الى الخلف وقالت :
- سؤال مش أكتر .. يعني ممكن راجل أكبر منى بكتير يحبنى .. ولا هيشوفنى عيله
صمتت "لميس" قليلاً تحاول تخير كلماتها .. فيجب أن يكون ردها موزوناً .. لكن قبل أن تنتهى من تخير كلماتها .. أعقبتها "نهال" بقولها :
- بصى يا "لميس" . .انتى عارفه اننا صحاب من زمان .. بس أنا بحب أحكيلك على كل حاجه .. لانك مش بتفرضى حاجه عليا ومحسسانى اننا صحاب .. وكمان لما بقولك حاجه بتفضل سر بيني وبينك ومش بتقوليها لحد لا بابا ولا ماما ولا عمو ولا عمتو ولا أى حد
أومأت "لميس" برأسها وقالت على الفور :
- طبعاً يا "نهال" أى حاجه بتحكيهالى بتكون بيني وبينك
قالت "نهال" وسحابة حزن تمر أمام عينيها :
- بصراحة .. فى حد أنا معجبه بيه .. لأ مش معجبه بيه .. أنا بحبه . .بحبه أوى .. بس مش حاسس بيا يا "لميس" .. مش حاس بيا خالص
تحكمت "لميس" فى هدوءها .. وقالت بنبره عادية :
- عرفتيه منين الواحد ده
قالت "نهال" وهى تنظر اليه كمن أذنب ذنباً :
- عايش معانا هنا فى البيت
اتعت عينا "لميس" وهمست :
- "مهند" ؟
أومأت "نهال" برأسها .. عقدت "لميس" ما بين حاجبهيا .. وبدا عليها القلق .. لكنها استطاعت أن تتحكم فى نبهر صوتها وتبقها هادئة وقالت :
- احكيلي .. ايه حصل بينكم
ٌقالت "نهال" بحزن :
- محصلش حاجه .. بس هو أعتقد انه حس انى بحبه .. لانه بيصدنى أوى .. وكل شوية يقولى انتى زى أختى "فريدة" .. أصلاً مش مدى لنفسه فرصه حتى انه يفهمنى .. لو فهمنى ممكن فعلاً يحبنى
ثم نظرت الى "لميس" قائله :
- تفتكرى ممكن يحبنى ؟
ربتت "لميس" على قدمها وتنهدت قائله :
- بصى يا "نهال" .. الفرق بينك وبني "مهند" كبير .. مش صغير .. ومش فى السن بس .. فى الشخصية والتفكير .. أنا حسه انك مشاعرك نحيته مش حب ولا حاجه .. ممكن تكون اعجاب بشخصيته مش أكتر
قاطعتها "نهال" قائله بعناد :
- لا أنا واثقة من مشاعرى كويس
أومأت "لميس" برأسها وتحدثت بهدوء وقالت :
- خلاص .. خلى الموضوع ده على جمب دلوقتى .. وبكرة الأيام هتثبتلك اذا كان حب ولا اعجاب
ثم ابتسمت وهى تمسح على شعرها قائله :
- أهم حاجه دلوقتى تستعدى كويس للمرحلة الجديدة اللى انتى داخله عليها .. ماشى حبيبتى
أومأت "نهال" برأسها مبتسمه
خرجت "لميس" من غرفتها وعقلها لا يتوقف عن اتفكير .. كيف تنقذ "نهال" من تلك المشاعر التى تجتاحها .. كيف تقوم سلوكها ومشاعرها وأفكارها .. تنهدت فى حسرة .. كيف تفعل ذلك فى ظل وجود أبوان مثل "حسنى" و "يسرية" .. التفتت لتنزل الدرج فقابلت "مهند" صاعداً .. ابتسمت قائله :
- ازيك يا بشمهندس
أومأ برأسه وقال :
- الحمد لله يا مدام "لميس"
تجاوزها فالتفت اليه وقالت :
- بشمهندس
توقف والتفت اليها مستفهماً .. أغمضت عينها للحظة ثم نظرت اليه بإمتنان شديد وقد لمعت عيناها قائله :
- عايزة بس أقولك .. أنا من أول ما شوفتك وأنا بحترمك وبثق فيك .. والحمد لله طلعت عند حسن ظنى فيك
نظر اليها "مهند"بإستغراب فقالت مبتسمة وهى تتوجه الى الدرج :
- متشغلش بالك .. حبيت بس أقولك كده
نزلت الدرج قبل أن تترك له فرصة للرد .. تقدم "مهند" من غرفته ببطء .. والتفت ينظر الى باب غرفة "نهال" المغلق .. ثم .. توجه الى غرفته فى صمت

********
جلست "سمر" فى شرفة غرفتها على مقعد وثير .. تتأرجح للأمام والخلف .. تتطلع الى تلك السماء الصافية .. ودت لو اختفى العالم من حولها .. وبقيت تلك السماء فحسب .. تنهل من صفائها .. وجمالها .. أخرجها من شرودها "فيروز" التى دخلت قاله بلهفه :
- "سمر" تعالى فى ناس عايزين يطمنوا عليكي
اتفتت "سمر" تنظر الى "فيروز" بتأنقها وزينتها .. ثم قالت بوهن وهى تتحسس ذراعها الأيسر المشلول :
- مش عايزه أشوف حد
جذبتها "فيروز" من ذراعها السليم .. فنهضت "سمر" بتأفف .. أدخلتها الغرفة وأقفتها أمام التسريحة وشرعت فى وضع بعض الزينة على وجهها .. قالت "ٍسمر" بإستغراب :
- كل ده عشان ناس جايين يطمنوا عليا .. مين الناس دول أصلاً
قالت "فيروز" بينما كانت تزينها بإهتمام :
- ناس صحابى عرفوا باللى حصل وجايين يطمنوا عليكي .. مش معقول هتخرجيلهم ووشك بهتان كده
أزاحت "سمر" يد "فيروز" بضيق وأبعدت وجهها قائله :
- خلاص كفايه
خرجت "سمر" خلف "فيروز" .. وفجأة تجمدت الدماء فى عروقها .. واكفأرت أساريرها عندما تطعت الى ذاك الرجل البغيض الذى التهمتها عيناه من قبل .. نظرت بتقزز الى شعره الأشيب ووجه السمين .. وجلست متأففه على أحد المقاعد بينما قدمتهما "فيروز" الى بعضهما البعض .. مرت الدقائق ثقيله على نفسها .. بدا مهتماً بها بشكل كبير .. عرفها بأنه ذو جنسية عربية .. قادم الى تركيا فى زيارة عمل مضى منها أكثر مما بقى .. كان حديثه جاثماً على صدرها كثقل ودت لو استراحت منه .. لم تفتح فاها بإستثناء بعض الابتسامات البسيطة العصبية المجاملة .. وعندما فقدت القدرة على تحمل نظراته الموصبة تجاهها نهضت واستأذنت لدخول غرفتها تحت نظرات "فيروز" الحانقة ..
رحل الضيف سريعاً بعد مغادرتها لمجلسه .. دخلت "فيروز" غرفتها قائله بحنق :
- الراجل جاى يطمن عليكي .. ليه سبتيه وقومتى كده
قالت "سمر" ببرود دون أن تنظر اليها :
- ده صحبك انتى مش صحبى أنا .. وبعدين الراجل ده مبطيقوش
قالت "فيروز" مبتسمه بلؤم :
- لو عرفتى هو عايز ايه هتطقيه يا حبيبتى
التفتت اليها "سمر" ترفع حاجبيها مستفهمة فجلست "فيروز" بجوارها على الفراش وقالت :
- هيبعتك بره عند أحسن دكاتره فى أى بلد تختاريها .. ولو فى عمليه هيعملهالك
تجعد جبين "سمر" بدهشة شديدة .. وهتفت قائله :
- ازاى يعني
اتسعت ابتسامة "فيروز" وهى تقول :
- زى ما بقولك كده
تحولت دهشة "سمر" الى خوف .. وقالت بقلق :
- مقابل ايه ؟
ربتت "فيروز "على ذراعها المصاب كما لو كانت تذكرها بوضعها الصحى .. ثم قالت :
- تتجوزيه .. جواز مسيار
هتفت "سمر" بحده :
- نعم .. أتجوزه .. انتى اتجننتى
تحولت ملامح "فيروز" من اللين الى القسوة وهى تقول بعنف :
- أيوة تتجوزيه انتى مش شايفه الوضع اللى احنا فيه الشركة اتباعت برخص التراب ومصاريف فحوصاتك وقاامتك فى المستشفى كانت عالية جدا أولف ادفعت عشان علاجك وعشان فحوصاتك .. احنا قربنا نفلس يا "سمر"
لمعت ادموع فى عيني "سمر" وقالت :
- ازاى يعني ازاى الشركة اتباعت برخص التراب أنا لحد دلوقتى مش قادرة أصدق .. ليه بعتيها كده
قالت "فيروز" ببرود :
- كنتى عايزانى أعمل ايه يعنى الدكاترة كانوا طالبين مبالغ كبيرة عشان علاجك كنت أقولهم مفيش وبعدين انتى اللى قولتيلى بيعى الشركة وعالجيني .. مش ده طلبك
قالت "سمر" بمرارة وهى تسمك ذراعها المصاب :
- وياريتنى اتعالجت .. أنا زى ما أنا مشلوله .. وهفضل كده
أجهشت "سمر" فى البكار وهى تخفى وجهها بكفها .. ودت لو ألقت بنفسها بين أحضان "فيروز" .. بين أحضان أى أحد .. فقط تريد الشعور بذراعين تلتفان حولها .. وصدر يكن كوسادة يستقبل دموعها فى حنان .. لكن "فيروز" لم تفعل .. بل قالت ببرود :
- لو عايزة ترجعى تانى سليمة يبأه توافقى على الجواز .. مش هتلاقى جوازه أحسن من كده .. يارتنى أنا اللى كنت عجبته
ثم تحولت نبرتها الى السخرية وقالت :
- لكنه عايز بنت بكر
رفعت "سمر" رأسها بحده تنظر اليها بألم .. فقط لتجهش فى البكاء مرة أخرى .. قالت "فيروز" بحماس :
- الراجل غنى جداً وهيسعدك .. وكفاية انه مستعد يسفرك أى بلد تختاريها تقضوا فترة جوازكوا ويكشف عليكي عند أحسن الدكاتره
توقفت عن البكاء وقالت بألم :
- يعني ايه تقضوا فترة جوازكوا ؟
قالت "فيروز" بسخرية :
- وانتى فاكرة انه هيتجوزك طول العمر ولا ايه .. هى الحكاية كلها كام شهر .. يعني كام شهر وهتخلصى منه .. بس هتستفادى انتى بمهر وشبكة وكل اللى هتتشرطيه .. كل أوامرك هتكون مجابه .. الراجل غنى جداً أغنى مما تتصورى ومش هيستخسر فيكي أى حاجه لانك داخله مزاجه

فكرت "سمر" وهى حائرة فى أمرها .. فهى لا تدرى شرعية ذلك الزواج .. ولا تدرى حتى معنى زواج مسيار .. كل ما تعمله بأنها تشعر بإنقباض فى صدرها .. تركتها "فيروز" لتفكر .. لكن "سمر" كانت تشعر بحاجتها الى شخص ما تتحدث معه ويدلها .. لم تجد ممن تعرفهم شخص يصلح لتلك المهمة .. فلجأت الى أحد المساجد الكبيرة فى اسطنبول .. أرادت الحديث مع أحد الشيوخ .. أعطوها بالمسجد رقماً وأخبروها بأنه رجل صالح وسيجيب فتواها .. اتصلت به .. بقلب مضرب .. أسمعته سؤالها بأنفاس متلاحقة .. مضطربة .. وبنبرة باكية .. ساد الصمت الى أن قال :
- يا بنتى ربنا يحفظك .. زوج المسيار ده لو استوفى جميع شروطه وأركانه يبقى زواج شرعى .. أما لو خلى من أحد الشروط يبقى محرم .. الشروط هى موافقة الطرفين واذن الولى والشهود وعقد صحيح .. والفرق بينه وبين الزواج المتعارف عليه هو ان فى زواج المسيار بتتنازل المرأة عن حق السكن والنفقة
تجعد جبينها وهى تستمع اليه بإهتمام .. فليس هذا ما أخبرتها به "فيروز" .. أخبرتها بأنه ينفق عليها ببزخ .. وأنه سيعامها كملكة متوجة .. أكمل الشيخ قائلاً :
- وخلى بالك يا بنتى .. من شروط الزواج الصحيح انه لا يكون محدد بمدة .. يعني لو الطرفين اتفقوا على مدة محددة لانتهاء الزواج بالطلاق .. ده محرم .. لانه كده أصبح زواج متعه .. والنوع ده من لزواج محرم ومشهور عند الشيعة قبحهم الله .. الراجل يتفق مع امرأة على الزواج لمدة محددة يوم يومين شهر .. ثم يتطلقان بعدها .. ويسمى بزواج المتعة .. وهذا ليس بزواج بل هو باطل .. لانه تحدد بمدة محدده يتطلق الطرفان بعدها

ازدادت امارات الغضب على وجه "سمر" .. كانت تشعر بريبة فى نفسها لكنها لم تكن لتظن أن تدفعها "فيروز" الى زواج باطل .. ما هو الا تستر على .. الزنـــا ..
دخلت "سمر" المنزل كعاصفة هوجاء وهى تصيح :
-انتى كنتى عارفه ان الجواز بالطريقة اللى انتى بتقوليها دى باطل مش كده يا "فيروز"
نظرت اليها "فيروز" بدهشة بينما كانت تحتسى كوباً من العصير وتضع أحد أقنعة البشرة على وجهها .. قالت ببرود :
- مين قالك انه باطل
هتفت "سمر" بحده وهى تمسك ذراعها المصاب :
- سألت شيخ .. قالى انه باطل .. قالى انه زى جواز المتعه عند الشيعه .. انتى ازاى تعملى فيا كده .. ازاى تعملى فيا كده يا "فيروز"
نهضت "فيروز" وقالت بعصبية :
- مفيش أدامنا حل تانى غير كده
نظرت اليها "سمر" بتقزز شديد وقالت :
- حقيرة
انفعت "فيروز" خلفها وأمسكتها من ذراعها لتوقفها وقالت بلهفة :
- طيب لو واحد وافق انه يتجوزك جواز عادى .. رسمى .. توافقى ؟
التفتت "سمر" تنظر اليها .. صدرها يعلو ويهبط بسرعة .. قلبها تتسارع نبضاته .. حيرة وألم وكسرة على عينيها .. تلمست ذراعها مرة أخرى ونظرت اليه .. ساكن .. لا يتحرك .. تجمعت العبرات فى عينيها وهى تتطلع الى "فيروز" التى قالت :
- محدش هيرضى يتجوزك كده .. مين هيتجوز واحدة مشلولة زيك .. اعملى العميلة وبعدها لو مرتحتيش ابقى اطلقى
شعرت "سمر" بغضة فى حلقها .. قالت وهى تسمع صوتها وكأنه قادم من بئر سحيق :
- ومين اللى هيرضى يتجوزنى ويعملى العملية ؟
ابتسمت "فيروز" وقالت بأعين تلمع بدهاء :
- متخفيش .. كتير .. بس مش شاب صغير وحليوه .. لازم تتنازلى شوية
قالت "سمر" وهى تنظر اليها بألم :
- يعني راجل عجوز زى صاحبك
قالت "فيروز" بحماس :
- وايه المشكلة .. راجل عجوز رجله والقبر .. عايز يتصابى ويرجع شبابه .. وكلها كام سنه ويموت .. ويمكن شهور كمان .. وتورثى انتى كل حاجه
أطرقت "سمر" برأسها تغشى عيناها العبرات .. رفعت "فيروز" وجه "سمر" بيدها وهى تقول :
- لو سمعتى كلامى هتكسبى يا "سمر" .. لكن لو فضلتى معانده هنخسر كل حاجه وهنلاقى نفسنا فى الشارع .. لو عايزة تتعالجى وتخفى وترجع ايدك تتحرك زى الأول .. يبقى وافقى
بلعت "سمر" ريقها بصعوبة .. ثم رفعت رأسها ونظرت الى "فيروز" للحظات قبل أن تقول بعناد وصرامة :
- بس جواز شرعى .. مش مسيار ولا متعة ولا أى مسمى تانى .. جواز شرعى يا "فيروز" .. غير كده مش هقبل
اتسعت ابتسامة "فيروز" وهى تقول بلهفة :
- متقلقيش .. خلاص زى ما تحبي

دخلت "سمر" غرفتها .. ألقت بجسدها فوق فراشها .. جسد بلا روح .. بلا حراك .. بلا حياة .. تماماً كذراعها المشلول .. شعرت بأن الشلل امتدت لكل جسدها .. شعرت بجسدها كله مشلول .. معطوب ... محطم .. بل شعرت بإمتداد الشلل الى روحها .. الى قلبها .. الى عقلها .. أغمضت عينيها دون أن تقوى على النهوض لتبديل ملابسها .. حتى ملابسها لم تعد تستطيع تبديلها بمفردها .. تحتاج الى الخادمة .. فى كل شئ .. تعتمد عليها حتى فى تصفيف شعرها .. لم تعد تصلح لأن تكون زوجة وأم مسؤلة عن بيت وأولاد .. لم تعد تصلح لأى شئ .. كانت "فيروز" على حق .. من ذا الذى سيرغب فى الزواج منها .. من أراد تكوين أسرة فسيبحث عن زوجة سليمة .. غيرها .. ليس أمامها سوى الموافقة على الزواج من رجل لمجرد أن تنعم بماله .. وأن يتكلف مصاريف علاجها .. إما ذلك .. وإما تبقى فى ظلام غرفتها .. حبيسه وحدتها .. تتجرع أحزانها .. تبكى وتنتحب .. تصرخ وتتألم .. دون أن يشعر بها أحد .. دون رفيق أو صديق أو قريب .. لمعت العبرات فى عينيها لتسقط على وجهها ساخنة .. حارقة .. ابتسمت بسخرية مريرة .. هتفت فى نفسها .. لقد حافظت على نفسى سنوات وسنوات رغم من حولى من ذوى الأخلاق السافرة .. والتصرفات المتحرره .. والنوايا الدنيئة .. حافظت على نفسى لكى أتزوج الآن .. كبائعــة هــوى .. جســد مقابــل مــال !
جلست "فيروز" وأمامها حاسوبها تتفقد ايميل زوجها الراحل .. قاطعها صوت جرس الباب الذى أخذ يصرخ فى اصرار .. رأت الخادمة وهى تتوجه الى الباب لفتحه .. ثم تطل صديقتها القريبة الى نفسها .. حيتها "فيروز" بإبتسامة مرحبة دون أن تنهض .. بينما اقتربت صديقتها مقبلة اياها .. تبادلا عبارات المجاملة .. ثم قالت صديقتها :
- قوليلى "سمر" قالتلك ايه .. وافقت ؟
ارتسمت امارات الضجر على وجه "فيروز" ولوحت بكفها قائله :
- لا موافقتش .. بتقول يا جواز عادى يا مش هتوافق
جلست صديقها بجوارها على الأريكة الوثيرة وهى تقول :
- مش عارفه تقنعيها يا "قيروز"
قالت "فيروز" بنفاذ صبر :
- أنا أصلاً ما صدقت انها وافقت على فكرة الجواز .. مش عايزاها تشم نفسها وتعند معايا تانى
قال صديقتها بحيرة :
- ومين ده اللى هيتجوزها وهى كده
قالت "فيروز" وهى تعاود النظر الى الشاشة :
- كتير .. فى بالى شخص معين بس للأسف محتفظتش برقمه .. هو كان صديق "حمدى" .. وكان على تواصل معاه لما بيكون مسافر .. كنت بشوف "حمدى" يكلمه على الايميل .. أديني أعده بدور على ايميله
مطت شفتيه قائله :
- بس أكيد ايميله مش بإسمه .. لانى دورت فى الايميلات كلها اللى عند "حمدى" وملقتش اسمه
قالت صديقتها بلا مبالاة :
- دورى فى الرسايل يمكن يكون بعتله رسالة تفهمى منها انه هو
تحرك السهم ليضغط على صندوق الرسائل .. مررت عينيها على الأسماء من الخارج تبحث عن الاسم المنشود بينما صديقتها تقول :
- اشمعنى ده يعني اللى بتدورى عليه
قالت "فيروز" وهى مستمرة بالبحث :
- راجل كبير .. تركى .. غنى .. طلب ايد "سمر" من "حمدى" قبل كدة بس "حمدى" رفض
- رفض ليه ؟
قالت "فيروز" بضجر :
- عشان سنه كبير
فجأة صاحت صديقتها قائله :
- استنى .. استنى .. انزلى تحت تانى
فعلت كما طلبت صديقتها .. فاتسعت عينا "فيروز" دهشة .. وهتفت صديقتها بدهشة وهى تتطلع الى أحد الأسماء :
- معقوله .. مش ده حبيبك القديم يا "فيروز" .. ولا ده تشابه أسماء ؟
تجمدت "فيروز" وهى لا تزال تتطلع الى الاسم بدهشة .. فهتفت صديقتها :
- انتى كنتى عارفه ان بينه وبين جوزك بيزنس
قالت "فيروز" ببطء وهى تفتح الرسالة .. تلتهما عيناها وعين صديقتها .. تقرآن الرسالة بإهتمام :
- فعلاً هو .. مش ممكن !! .. "حمدى" مجابليش سيرة أبداً
لمعت عينيها واتسعت ابتسامتها وهى تدون بياناته على احدى الأوراق بجوارها وتهتف ضاحكة :
- كنت بدور على راجل ولقيت راجل تانى
قالت بسعادة ببالغة ودهاء شديد :
- بس اللى لقيته أحسن مليون مرة من اللى كنت بدور عليه
نظرت اليه صديقتها بخبث وقد فهمت ما ترنو اليه صديقتها قائله :
- وهتعملى ايه دلوقتى ؟
قالت "فيروز" بثقة وحماس :
- هنرجع مصــر !

*****************
جلست "انجي" متكئة علي الأريكه تداعب الصغير "فريد" النائم في عربته .. ابتسمت لها "بيسان" قائله :
- عقبالك ان شاء الله لما يكون عندك بيبى قمر كده
قالت "انجي" بسخريه :
- مش باين
اختفت ابتسامة "بيسان" وقالت :
- مفيش امل ترجعوا لبعض
نظرت اليها "انجي" وقالت وامارات التقزز علي وجهها :
- مش ممكن ارجعله ابدا .. انسان مقرف .. خيانه وضرب واهانه .. خلاص جبت اخري معاه
نظرت اليها "بيسان" بحزن وقالت :
- حذرتك كتير يا انجي قولتلك مش مريح .. حتي لما عاكسني وانتوا مخطوبين جيت قولتلك علي طول .. حتى صحابنا كانوا عارفين ان أخلاقه مش تمام
تنهدت "انجي" قائله بنفاذ صبر :
- كنت فاكراه هيعقل بعد الجواز .. بس ديل الكلب بأه
ربتت "بيسان" علي قدمها قائله بحنان وهي ترمقها بنظرات عطوف :
- معلش .. بكرة ربنا يعوضك باللي أحسن منه
في تلك اللحظة دخل نهاد البيت وبيده باقه زهور انيقة .. ابتسم قائلا :
- اهلا "انجي"
ابتسمت انجي قائله :
- اهلا بيك يا "نهاد"
ثم نظرت الي الباقة التي يحملها بيده وقالت بلؤم :
- الورد ده عشاني اكيد
ابتسمت بيسان بينما اخرج "نهاد" زهرة من الباقه وقدمها الي "انجي" مبتسما
تناولتها "انجي" منه وقالت بمرح :
- ميرسي
التفت "نهاد" الي "بيسان" وابتسامه عذبه علي محياه يرمقها بنظرات محبه مقدما اليها الباقه .. مقبلا وجنتيها .. اتسعت ابتسامة "بيسان" قائله :
- ميرسي يا حبيبي
التفت "نهاد" يداعب الصغير بحنان حاملا اياه بين ذراعيه تحت نظرات المرأتان .. وكل منهما معجبة بصنيعه ! .. دخل "نهاد" بالصغير .. فالتفتت "انجى" قائله :
- جوزك ده سكر
ضحكت "بيسان" قائله :
- اوعى يسمعك بتقولى كده .. هيتفرعن عليا
ابتسمت "انجى" لصديقتها .. لكن تلك البسمة .. بدت مختلفة .. عن سابقتها !

***************
انطلق "بشير" بالسياره حاملا "نهال" في النقعد الخلفي .. تلاقت نظراتهما في مراة السياره .. فغض بصره سريعا .. ارتسمت بسمه صغيره علي شفتيه لا تكاد تكون ملحوظة .. وشعر بخفقات قلبه كالطبل في صدره .. لم يتعجب من ذاك الشعور .. فتلك المشاعر تغمره بين جنباتها كلما التقاها .. كلما اقترب منها .. ورغم مشاعره الجارفه تجاهها .. لم يفكر يوما في تخطي علاقة الخادم والمخدوم التي تجمعهما .. اختفت بسمته الصغيره ليحل محلها حسرة كبيرة .. تنهد بعمق .. وزفر ببطء.. اه لو تعلمين ما يكنه لكي قلبي من مشاعر تكاد تغرقني وتخنقني .. حب يائس بائس لا امل له .. حب يجب ان يوأد في مهده .. لكن نفسي لا تقوي علي قتله .. لم استطع .. اعلم ان الاستسلام له يعذبني .. يقتلني .. لكن ما بيدي حيلة .. تمكن حبك مني حتي تغلغل داخل كياتي وتشبث به بقوة .. لو حاولت نزعه لتخلخل كياتي وتحطم
اوقف "بشير" السياره في المكان المنشود لتهبط منها أميرته الحسناء .. وقبل ان يغادر .. رآي اصدقائها مقبلون نحوها .. تأمل بحنق ذاك الفتي الذي يقترب منها .. ويتحدث معها .. ويمزح معها .. صرخ قلبه .. اشقيني يا أميرتي .. عذبيني .. لكن من فضلك .. اشعري بي .. ولو يوم واحد .. ولو لساعه واحدة .. فلعلك تجدين ضالتك في قلبي الذي ينبض بحبك !

********
نهض "عدنان" من فوق مكتبه .. وتوجه الى مكتب "حسنى" .. لم يجد السكرتيرة بالخارج فأدار مقبض الباب ودخل دون أن يطرقه .. كان الباب يقع على بداية ممر يؤدى الى المكتب .. ومن وقف أمام الباب لا يلاحظه القابعون فى المكتب الا اذا اجتاز الممر .. خط "عدنان" أول خطوة فقط ليسمع أخيه يقول :
- الحجر على "عدنان" هو اللى هيحفظلنا حقوقنا
تسمر "عدنان" فى مكانه وتجمدت ملامحه .. تنامى الى مسامعه صوت "يسرية" وهى تقول :
- أخيراً اقتنعت .. أنا و"كوثر" ريقنا نشف عشان نقنعك
قال "حسنى" بضيق :
- أعمل ايه مفيش حل تانى .. من يومين أخويا المحترم رفض صفقة كبيرة هتدخلنا مبالغ طائلة .. ورفضها ليه .. عشان بيقول ان صاحب الشركة حرامى وفلوسه حرام .. طيب احنا ملنا وماله حرامى ولا مش حرامى .. دى حاجه تخصه .. ليه نسيب صفقة زى دى تضيع من ايدينا
قال "علاء" بحنق :
- عمى بجد زودها أوى .. لا واللى زاد وغطى .. "مهند" باشا .. تحس انه نسخة مصغرة من عمى .. يمكن أمر منه كمان
قال "نهاد" بقلق :
- يا جماعة بس الموضوع ده ممكن يقضى على عمى .. يعني أكيد هيتألم وهيتصدم لما يلاقينا رافعين عليه قضية حجر .. مش بعيد يروح فيها
قالت "يسرية" بحزم :
- لا متخافش عمك ده عامل زى القطط بسبع أرواح .. ده محدش يقدر عليه .. راجل جبروت
قال "نهاد" بسخرية :
- وطالما راجل جبروت .. هتثبتوا ازاى ان مخه لسع
كان "عدنان" يستمع الى ذلك الحديث كما لو كان سكاكين تنهض فى قلبه وصدره وجسده .. ولكن القشة التى قصمت ظهر البعير هو أخيه "حسنى" الذى قال :
- هنقدر نثبت .. حتى لو بالكدب .. أخويا لا عنده زوجه ولا أولاد .. يعنى فلوسه كلها من حقنا احنا .. احنا الورثه ولازم نحافظ على ورثنا ونحميه

اكتفى "عدنان" بما سمع .. خط خطوة ثانية فى اتجاه المكتب .. ود لو ظهر لهم وأفرغ فيهم جام غضبه وطردهم جميعهم من الشركة ومن الفيلا ومن حياته كلها .. لكنه أراد الانتقام منهم .. وبتلقينهم درساً لا ينسوه .. فتح الباب ببطء وخرج بهدوء كما دخل .. أغلق باب مكتبه بعصبيه واستند بكفيه على المكتب يحاول تنظيم ضربات قلبه المسارعه وهو يضم أسنانه لبعضها البعض ويقول بقسوة بالغه :
- آه يا ولا التيييييييييييييييييييييت .. والله لأربيكوا يا عيلة "زياكيل"
ازداد غضبه وهو يتذكر كلمات "حسنى" .. بأنه لا يملك زوجه ولا أولاد .. وأن ميراثه مآله الأخير اليه هو وأخوته وزوجته وأبناؤه .. فى تلك اللحظة دخلت سكرتيرة "عدنان" المكتب لتنبئه بإمرأة تريد مقابلته .. فصرخ بها قائلاً بعصبية :
- مش عايز أشوف حد دلوقتى .. اخرجى واقفلى الباب وراكى
ولكن قبل أن تلتفت السكرتيرة للإنصراف .. اتسعت عينا "عدنان" دهشة .. وهو يتأمل تلك المرأة التى دخلت مكتبه ووقفت أمامه .. التفت يقف أمامها مندهشاً .. غير مصدق .. تدور عيناه فى ملامحها .. تتفحصها .. تتذكرها .. هتف بدهشة بالغة :
- فيروز !
ابتسمت "فيروز" ورمقته بنظراتها قائله :
- كبرت وعجزت يا عدنان
ارتسمت علي شفتيه ابتسامه وهو يتأملها قائلا :
- وانتي لسه زي ما انتي يا "فيروز"
اشار الي السكرتيرة قائلاً
- سبينا دلوقتى
أومأت براسها وغادرت المكتب بهدوء .. وقف "عدنان" متأملاً اياها وهو يقول :
- ياااه مكنتش نتخيل اني هشوفك بعد السنين دي كلها
اقتربت منه قائله بدلال :
- مفاجأة حلوه طبعا مش كده؟
قال "عدنان" وهو يرفع حاجبيه ويتكئ بظره علي المكتب عاقداً ذراعيه أمام صدره :
- ايه اللي فكرك بيا يا "فيروز"
اقتربت منه اكثر ونظرت في عيناه مباشرة وقالت :
- هتصدقني لو قولتلك اني منستكش ابدا
ابتسم بسخريه وهو ينظر اليها بعدم تصديق قائلاً :
- انتي ناسيه يا "فيروز" اني اكتر واحد في اادنيا دي فاهمك وحافظك .. كلامك ده ميخلش عليا ابداً
ثم قال وهو يرفع حاحبيه بتهكم :
- أمال فين جوزك المصون .. سبتيه في تركيا وجيتى مصر .. ولا طلقك ؟
قالت بلؤم وهي تنظر اليه بنظرة ذات معني :
- جوزي مات يا "عدنان"
تجعد جبينه وهو يتأملها يتبين صدق ما قالت .. اقتربت منه حتي لمست ذراعه بيدها ونظرت اليه قائله بدلال :
- دلوقتي مفيش تبعدني عنك
أطلق ضحكة عاليه اغاظتها بشدة .. اختفت ابتسامتها وهي تنظر اليه بحنق .. توقف عن الضحك أخيراً ليقول :
- تعرفي .. مش لايق عليكي الكلام ده ابداً
اتسمت ملامحه بجديه وهو يسترجع ذكرياته معها قائلاً :
- انتي اللي فضلتي "حمدي" عليا .. كنتي فاكراني هقف محلك سر ومش هعرف اكبر ورثي .. طرتى علي "حمدي" اللي ورث في أبوه اكتر ما ورثت في أبويا .. اتجوزتيه وطرتي معاه علي تركيا .. حسبتيها غلط يا "فيروز" .. أهو فضل واقف محلك سر لحد ما مات
ثم قال بكبرياء وهو يشير بذراعيه الى ما حوله :
- أما أنا بنيت امبراطورية كبيرة أوى
ثم أخذ نفساً عميقاً وهو ينظر اليها بتهكم ويقول بصرامة وكبرياء :
- جايه دلوقتى تقوليلى مفيش حاجه تبعدى عنك !! .. أنا مخدش بواقي غيري يا "فيروز" .. لما أحب أتجوز مش هتجوز واحده كانت ملك غيرى
ابتلعت "فيروز" كرامتها مع تلك المهانه التي سببتها كلماته .. وقبل أن يعى ما يحدث رجعت عدة خطوات الي الوراء وفتحت باب المكتب وأومات برأسها .. دخلت سمر متوترة مضطربه .. ضاقت عينا "عدنان" وهو يتطلع الى تلك الفتاة الشابة ممشوقة القوام بفستانها القصير الذي أبرز جمال ساقيها و ذراعيها العاريتان .. وخصلات شعرها الأسود تتساقط فوق جبينها في رقه .. تأملها من رأسها حتى أخمص قدميها وعينا "فيروز" تتابعان تعبيرات وجهه في شغف .. بللت "سمر" شفتيها بلسانها وقد بلغ توترها أقصاه وهى تجعد فستانها بقبضه يدها .. التفتت تنظر الي "فيروز" التي نظرت اليها نظرة مشجعه .. عادت تنظر الي "عدنان" الذي لمعت عيناه وهو يمرر نظراته علي صفحة وجهها الأملس .. نظر الثلاثه الي بعضهم البعض وقد شعر كل منهم أنه وجد مبتغاه .. كل منهم يبحث عن شئ وجده في الآخر .. فكان ثلاثتهم بمثابة حلقه تصل احداها بالاخري وتكمل احداها الاخري .. تلاقت العيون .. وخفق قلب ثلاثتهم .. فأخيرا سيحصل كل منهم علي ما أراد .. أحدهم سيحصل علي غنيمته .. وأحدهم سيحصل علي مبتغاه .. وأحدهم سيحصل علي أقصى أمانيه !


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-15, 04:57 AM   #14

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثانى عشر
هبت نسمة صيف حارة لتداعب الأغصان اليافعه على استحياء .. وقفت "فريدة" مع "لميس" تتجاذبان أطراف الحديث وهما تقطفان بعض الثمار من شجر الفاكهة المزروع بالحديقه .. قالت "لميس" مبتسمة :
- حبيتى هنا أكتر ولا اسكندرية ؟
قالت "فريدة" بابتسامه حالمه وعقلها سارح فى ذكرياتها بالأسكندرية :
- عمرى ما حبيت مكان زى اسكندرية .. نفسى بجد أرجع تانى هناك
قالت "لميس" بعتاب مبتسمة :
- عايزة تسيبينا يعنى .. شكلى زهقتى مننا ...

أجابت "فريدة" على الفور :
- لا مش كده .. بس أنا قصدى ان صحابى هناك فى اسكندرية .. أنتيمتى اللى مصاحباها من وقت ما كنت طفلة صغيرة عايشة هناك .. وبتوحشنى أوى
قالت "لميس" بمرح :
- النت والتليفونات بتقرب كل حاجه دلوقتى
أومأت "فريدة" برأسها مبتسمة وهى تضع احدى الفواكة التى قطفها فى السلة ثم قالت :
- أيوة .. بس النت مش هيخليني أأنجج فيها ونتمشى على البحر فى ساعة عصارى
لم تكد تنهى حديثها حتى رن هاتفها .. ابتمست وهى تقول بمرح :
- أهى واحدة من صحابى اتصلت شكلهم حسوا انى بتكلم عنه
بادلتها "لميس" الابتسام .. ردت "فريدة" بمرح وهى لا تزال تقطف الثماء بيدها :
- السلام عليكم .... ازيك يا بنتى وحشانى جداً .... لا صادقة بدليل انك بتعبريني أوى .... ايه؟ .... مش فاهمة ؟ .... انتى بتهزرى مش كده ؟ .... بتتكلمى بجد ؟
حانت من "لميس" التفاته الى "فريدة" لترى امتقاع وجهها .. والعبرات التى تلمع داخل عينيها .. تجعد جبينها وهى تنظر اليها تحاول معرفة ما يضايقها لهذا الحد .. أكملت "فريدة" بصوت مبحوح كمن على وشك البكاء :
- لا معرفش .... هقفل دلوقتى .... هكلمك بعدين .... لا أبداً بس مشغولة شوية .... مع السلامة
أنهت "فريدة" المكالمة وهى تنظر الى هاتفها وبقيت على حالة الجمود واحتقان وجهها فى تزايد والعبرات أصبحت كغشاوة تملأ عينيها مهددة بالانهمار .. قالت "لميس" بقلق :
- فى حاجه يا "فريدة" ؟
انتبهت "فريدة" لنفسها رفعت رأسها فقط لتسقط عبرتها المحبوساً رغماً عنها .. مسحتها بظهر كفها بسرعة وهى تبتسم ابتسامه لا تشى الا بألم يعتمل بداخلها وهى تقول بصوت مضطرب :
- لا أبداً
حاولت العودة الى استكمال جمع الثمار .. لكن يدها توقفت .. لن تستطيع التظاهر بأن شيئاً لم يكن .. تحتاج الى الذهاب الى غرفتها فى الحال .. وإلا ستنفجر فى البكاء أمام "لميس" .. وهذا ما لم تعتاده قط .. استأذنت وهى تطرق برأسها :
- تعبت هروح أرتاح شوية
لم تترك فرصة لـ "لميس" للرد .. بل هرولت تجاه الفيلا وعينا "لميس" تتابعها فى قلق بالغ .
صعدت "فريدة" الى غرفتها وأغلقت باباها عليا .. جلست فوق فراشها تخفى وجهها بين كفيها وتنتحب نحيباً مكتوماً دون أنين .. كعادتها تكتم أنينها بداخلها .. تظل مشاعرها حبيسة صدرها دون أن تسمح لها بالخروج .. تتجرع أحزانها وحدها دون أن تجرؤ على بث شكواها ونجواها لأحد .. غيــر ربهـــا .. وكعادتها عندما تشعر بضيق .. وبحزن .. وبألم .. نهضت الى الحمام الواقع فى الرواق .. توضأت .. وعادت الى غرفتها .. وفرشت سجادتها .. ووقفت تناجيه .. تنتحب .. وتشكوا اليه

***************
نظر الجميع الى بعضهم البعض وهم جالسون معاً فى حجرة المعيشة القابعه فى الدور الثانى من الفيلا .. قالت "كوثر" بإستغراب :
- مش فاهمة اشعنى يعني أصر علينا النهاردة اننا نتجمع على الغداء .. على طول بيجمعنا على العشا
قالت "انعام" وهى تمط شفتيها :
- الله أعلم .. يمكن خلص شغله بدرى
قالت "يسرية" بتهكم :
- أخوكى ؟ .. ده عمره ما خد أجازة من شغله ولا خلص شغله بدرى .. ليل ونهار فى الشركة وأحياناً بيبات هناك كمان
التفتت "يسرية" تنظر الى "مهند" قائله :
- متعرفش يا "مهند" فى ايه ؟
قال "مهند" مطرقاً برأسه :
- لا معرفش أنا زيى زيكوا
ابتسم "علاء" بسخرية قائلاً :
- زيك زينا ايه بس .. ده انت بقيت دراعه اليمين والشمال كمان
رفع "مهند" رأسه ينظر الى "علاء" .. مدركاً لنبرة الكراهية التى نطق بها "علاء" جملته .. لكنه تذكر قول الله تعالى "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" .. لذلك نظر اليه قائلاً بهدوء :
- انت كمان وجودك فى الشركة مهم يا "علاء" .. أنا بفهم فى شغلى .. لكن لا بفهم لا فى شغلك ولا فى شغل "نهاد" ولا شغل عمى "حسنى"
ثم ابتسم قائلاً بمرح :
- يعني لو اتحطيت مكان حد فيكوا لأى ظرف .. يبأه قول على الشركة السلامة
قوبلت كلماته بالتهكم من قبل "علاء" و "حسنى" .. بينما نظر اليه "نهاد" مستشعراً كلماته .. وبرسالته التى أراد أن يبثها فى طيات كلامه .. التفتت اليه "مهند" فوجده متطلعاً اليه فاتسعت ابتسامته وهو يقول :
- ايه احساسك بأه وانت أب ؟ اوصفلنا انت أول واحد فى الشباب اللى موجودين تجرب الاحساس ده
ابتسم "نهاد" وقال :
- بجد احساس رائع .. لما بشيله بين ايديا مببقاش مصدق انه ابنى وانه حته منى
تأمله "مهند" قائلاً بإخلاص :
- ربنا يباركلك فيه يا "نهاد" وتشوفه من الصالحين
نظر اليه "نهاد" بإمتنان وهو يستشعر صدق دعاؤه قائلاً :
- آمين يا "مهند"
سمع "مهند" عمته "كوثر" تشهق بصوت عالى التفتت ينظر اليها وجدها واضعه كفها على فمها وهى تتطلع الى باب الحجرة .. التفت ينظر الى حيث تنظر لتتسع عيناه دهشة هو الآخر .. نظر الجميع الى "عدنان" بأعين مندهشة .. وهم يتطلعون الى هيئته .. الى شعره الذى صبغه ليخفى شعيراته البيضاء تماماً من وجهه .. والى شاربه الذى فعل معه بالمثل .. والى بدلته الكلاسيكية التى استبدلها بأخرى كاجوال .. بدا أصغر من عمره بثلاثون عاماً على الأقل .. بدا وكأنه ركب آلة الزمن وعاد الى الوراء الى حيث كان شاباً فى مقتبل حياته وفى عنفوان شبابه .. ظلت العيون متطلعه اليه متسعة على آخرها .. وقد ألجم لسانهم جميعاً .. أول من فاق من صدمته كان "حسنى" الذى هتف :
- ايه اللى انت عامله فى نفسك ده يا "عدنان" ؟
ضحك "عدنان" ودخل الغرفة وجلس على مقعد وثير وأرجع ظهره الى الخلف واضعاً ساقاً فوق ساق مستمتعاً بنظرات الدهشة وامارات الصدمة على وجوه الجميع وهو يقول :
- ايه رأيكوا مش كده أحسن ؟
فاقت "انعام" من صدمتها وهى تقول بإستغراب :
- أيوة أحسن .. بس ليه التغيير المفاجئ ده يا "عدنان"
قالت "كوثر" بحده :
- ايه يا "عدنان" اللى عملته فى نفسك ده .. بعد ما شاب !
ضحك "عدنان" قائلاً وهو ينظر اليها بتحدى :
- شاب ايه يا "كوثر" .. أنا لسه فى عز شبابى
قبل أن يتمكن الجميع من استيعاب ما يحدث سمعوا أصواتاً عالي فى الخارج .. أصوات رجال وأصوات أشياء تتحرك من مكانها .. قالت "يسرية" بفزع :
- ايه ده .. فى ايه بيحصل بره ؟
قال "عدنان" مبتسماً باتسامة واسعة وهو يدور بعينه فى وجوههم :
- دول عمال بينقلوا الأثاث اللى فى أوضتى
قال "علاء" بإستغراب شديد :
- بينقلوا الأثاث .. ليه يا عمى ؟
قال "عدنان" وامارات الاستمتاع على وجهه لما يلاقيه منهم من دهشة وتعجب :
- أصلى ناوى يا "علاء" أغير ديكور أوضتى وأجيب أثاث جديد على .....
قطع جملته وهو يغمز بعينه لـ" علاء" قائلاً :
- ذوقى !
نظر الجميع الى بعضهم البعض فى دهشة فى حين اتسعت ابتسامة "فريدة" وهى تقول :
- شكلك حلو أوى يا عمو .. هحتاج فترة على ما أتعود على شكلك الجديد
قالت "نهال" ضاحكة :
- أنا كمان هحتاج فترة عشان أتعود ان ده عمو "عدنان" الجديد"
فتح ذراعيه للفتاتان فأقبلت كل منهما تجلس على ذراع مقعد .. أحاطهما "عدنان" بكتفيه ونظر اليهما قائلاً :
- انتوا الى منورين عليا حياتى .. بستغرب أوى من الراجل اللى ربنا يرزقه ببنت ويضايق .. البنات دول نعمه ميحسهاش الا اللى اتحرم منها .. عارفين .. أنا نفسى يبقى عندى بنت حلوة كدة زيكوا
اتسعت عينا "كوثر" وهى تنظر الى "يسرية" بحده .. وكل منهما تبدو على وجهها مزيج من امارات الغضب والحنق والحيرة والدهشة .. اقتربت "لميس" لتقول بأدب :
- الغدا جاهز يا فندم
نظرت الى "عدنان" بإستغراب .. فنظر اليها ضاحكاً وقال :
- أنا يا مدام "لميس" .. "عدنان" بشحمه ولحمه
ابتسمت ابتسامة صغيرة وهى تحرك رأسها فى حيرة ثم ابتعدت .. نهض الجميع والتفوا على مائدة الطعام .. قال له "مهند" الجالس فى مقعده المعتاد الى يمين "عدنان" :
- ارقى نفسك يا عمى .. رجعت شاب ثلاثين سنه
ضحك "عدنان" وقال وهو يمرر أصابعه داخل خصلات شعره المصبوغ وهو يغمز بعينه الى "مهند" :
- بتقول فيها
ثم التفت ينظر اليهم قائلاً بشماته :
- الواحد حاسس ان نفسه اتفتحت للدنيا وللحياة .. أنا مبسوط أوى النهاردة .. وعشان كدة جمعتكوا حوليا .. لانكوا أكيد بتفرحوا لفرحى
شرع فى تناول طعامه ومشاعر متباينه داخل كل فرد من أفراد عائلته
حاولت انعام معرفه سر تلك التغيرات التي المت به .. لكن رده عليها كان :
- مفيش .. زي ما قولتلكوا حاسس اني مبسوط اليومين دول .. اكني رجعت سنين لوره
فما كان منها الا ان صمتت بغير اقتناع .. تأملت كوثر شعره المصبوغ وقالت وهي تنظر اليها باستغراب :
- بس انت عمرك ما صبغت شعرك يا "عدنان" .. ايه اللي طلعها في دماغك دلوقتي ؟
قال "عدنان" محتفظا بمرحه :
- عادي حبيت اغير .. بس ايه رايك في النيو لوك الجديد
قالت علي مضض :
- حلو
التفت اليه مهند قائلا بابتسامه عذبه :
- بصراحة اتصدمت لما شوفتك يا عمي .. اللي يشوفك كده يقول ناوي علي نيه
اطلق "عدنان" ضحكة صاخبة سمع صداها في ارجاء الفيلا .. ثم قال :
- نية ايه بأه ؟
قال مهند بلؤم وعيناه تلمع مرحاً :
- يعني اللي يشوف حضرتك يقول عريس وبيستعد لفرحه
اطلق عدنان ضحكة اخري وعاد لتناول طعامه دون ان يعقب علي ملحوظة "مهند" .. تبادلت "يسرية" مع "كوثر" نظرات مضطربه .. بينما بدا التبرم علي وجه "حسني" و "علاء" و "نهاد" .. قالت "انعام" مبتسمه :
- أهم حاجه انك تكون مرتاح وبالك رايق يا "عدنان"
رفع "عدنان" رأسه ينظر اليها .. يبادلها الابتسام قائلا :
- ربنا يخليكي يا "انعام ".. انا عارف ان قلبك عليا
قال "حسني" بعتاب وهو ينظر الي اخيه :
- يعني احنا اللي مش قلبنا عليك يا "عدنان"
لاحت علي شفتي "عدنان" ابتسامه ساخره اخفاها سريعا بالمنديل الذي مسح به فمه وهو يقول :
- طبعا يا "حسني" .. احنا اخوات والضفر عمره ما يطلع من اللحم
فجأة رن هاتف عدنان التفت الجميع ينظر الي امارات السعادة التي ظهرت علي وجهه .. والي لهفة عينيه .. وعلي غير عادته استأذن منهم وخرج ليتحدث خارج غرفه الطعام .. ران الصمت علي الجميع .. وكل منهم شارد .. في سبب تغير "عدنان" .. ومكالماته الهاتفيه السريه !

****************
هتفت "يسرية" بعد عودتها الى منزلها والشرر يتطاير من عينيها :
- أخوك اتجنن يا "حسنى"
ألقى "حسنى" بنفسه على الأريكة يحك ذقنه مفكراً فى وجوم .. قالت "كوثر" بقلق بالغ :
- قلبى مش مطمن .. خايفه يكون بيفكر يتجوز .. تصرفاته مش طبيعيه
فاق "حسنى" من شروده ليصيح فيها :
- يتجوز ؟ .. لأ طبعاً .. مستحيل يكون بيفكر فى كدة
قالت "كوثر" بحيرة :
- أمال ايه التغيير اللى حصله ده
قال "حسنى" وهو يحاول اقناع نفسه بكلامه قبل أن يحاول اقناعها :
- عادى .. اللى معاه قرش محيره .. زهق من الشغل وفكر يروش على نفسه شوية
قالت "يسرية" بوجوم :
- يارب يكون زى ما انت قولت .. لأن أنا كمان قلبى مش مطمن
قال "حسنى" فجأة وهو ينهض ليخرج هاتفه من جيبة ويلعب فى أزراره :
- لازم نكلم المحامى
قالت "كوثر" مستفهمه :
- هتقوله يبدأ فى اجراءات القضية
التفت اليها "حسنى" وهو يضع الهاتف على أذنه قائلاً بحزم :
- أيوة .. لازم نرفع القضية فى أقرب وقت
لكن رأى المحامى كان مخالف لرأسهم .. قال لـ "حسنى" عبر الهاتف :
- القضية لو رفعناها دلوقتى هنخسرها .. مفيش أى دليل على ان قواه العقلية مختلة .. لازم يبقى فى ايدنا دليل قوى
صاح "حسنى" :
- وهو فى راجل فى سنه يصبغ شعره ويلبس كاجوال .. دى تصرفات واحد فى سنه ؟
قال المحامى بقلق :
- ما أعتقدش انى دى أسباب كفاية تخلى القاضى يحكم انه محتاج وصاية عليه وعلى ممتلكاته .. لازم سبب أقوى من كده
فكر "حسنى" قليلاً ثم هتف بتوتر :
- طيب لو فكر انه تيجوز .. ايه هيكون الوضع ساعتها
قال المحامى بحزم :
- لو اتجوز يبقى القضية ضاعت من ايدكوا .. لان ساعتها مراته تقدر تشهد ان قواه العقلية والصحية سليمة .. وبكدة شهادتها هتبقى أقوى من شهادتكوا انتوا .. لان من شروط الزواج سلامة العقل .. لو هتطعن فى قواه العقلية يبقى من باب أولى تطعن فى جوازه
زفر "حسنى" بضيق بينما تتطلع اليه "كوثر" و "يسرية" فى اهتمام تراقبان حديثه وتعبيرات وجهه .. وقال :
- طيب والحل ؟
قال المحامى :
- مفيش الا انك تجبلى دليل قوى ان قواه العقلية غير سليمة وانه غير مؤهل لادارة أمواله وممتلكاته .. ويكون ده قبل خطوة الجواز .. لان الجواز هيهدم قضيتكوا من الأساس .. مش هيبقى فى قضية لأن زوجته أكيد هتشهد لصالحه
أنهى "حسنى" المكالمة ..بينما شرد الجميع فى وجوم وكأن على رؤسهم الطير


فوجئ "نهاد" بقول سكرتيرته :
- مدام "انجى" عايزة تقابل حضرتك .. بتقول انها صاحبة مدام "بيسان"
أومأ لها قائلاً على الفور :
- خليها تتفضل
دخلت "انجى" مبتسمة وهى تمد يدها اليه بالسلامة قئله :
- هاى "نهاد" .. يارب مكنش أزعجتك
أشار اليها بالجلوس قائلاً :
- لا أبداً اتفضلى
جلست "انجى" واضعة ساقاً فوق ساق فإنكمشت تنورتها القصيرة أكثر .. سألها عما تشرب وخرجت السكرتيرة لإحضار المطلوب .. التفتت اليه وأنظارها مركزه عليه قائله :
- الشركة حلوة أوى مكنتش متخيلة انها كبيرة أوى كده
ابتسم "نهاد" وهو يستند بذراعيه فوق المكتب قائلاً :
- هى فعلاً الشكرة كبيرة .. يمكن لان العيلة كلها بتشتغل فيها .. يعني ادارة ذاتيه
ابتسمت وقالت بدلال :
- طيب أنا بأه عايزة منك خدمه .. وأتمنى انك مترفضش لان مليش حد غيرك ألجأله وأثق فيه
عقد ما بني حاجبيه قائلاً :
- خير
قالت "انجى" بمرح :
- بص بأه .. أنا معايا مبلغ ضغنن كده على أدى .. ومليش فى الشغل والجو ده .. ففكرت أديهم لحد يشغلهملى
ثم نظرت اليه بخبث وقالت بنعومه :
- وزى ما قولت مش هلاقى غيرك أثق فيه .. وأسلمه فلوسى وأنا مطمنه
ابتسم "نهاد" وقال وهو يخرج احدى الأوراق من درج مكتبه :
- ميرسى أوى على الثقة دى
اتسعت ابتسامتها وقالت بحماس :
- يعني وافقت ؟
- أكيد وافقت
قالت بمرح :
- اتفقنا يا "نهاد" .. بجد ميرسى أوى
أعطاها الورقة قائلاً :
- دى معلومات عن الشركة وعن الاستثمارات اللى بنعملها .. عشان تبقى مطمنة وعارفه احنا بنشغل فلوسك فى ايه وعشان تعرفى كمان نسبة الأرباح بتكون ازاى
أخذت منه الورقة ودون أن تحيد عينها عن عينيه مزقتها أما نظراته المندهشة وهى تقول بثقة مدروسة ونظرات ذات معنى :
- قولتلك أنا بثق فيك .. يعنى أسلم نفسى ليك وأنا مطمنة
بلع "نهاد" ريقه وقد شعر بتوتر لا يدرى مصدره .. لعل عيناها .. لعل حديثها .. لعل نبرة صوتها .. قاطعته بوقوفها قائله :
- أستأذن دلوقتى وأسيبك تكمل شغلك
ثم انحنت تستند الى المكتب بكفيها تنظر الى عينيه مباشرة قائله بنعومه :
- بس أكيد هنتقابل تانى .. دلوقتى فى بينا بيزنس .. يعني هنتقابل كتير
خرجت تتغنج فى مشيتها .. أما "نهاد" فقد ازداد توتره ...و ... ضيقه !

***********
سار "مهند" بسيارته شارداً فى شوارع القاهرة المزدحمة عائداً من عمله .. طرق الى ذهنه التغيير الذى طرأ على عمه .. حدسه ينبأه بأن هذا التغيير وراءه حدث مرتقب .. لكنه قال لنفسه .. لا داعى لأن نسبق الأحداث .. وحتى إن كان يفكر فى الزواج فهذا من حقه ولا يشئ يمنعه .. رغماً عنه شعر "مهند"بالشفقة على زوجة عمه هذا إذا ما كان يفكر حقاً فى الزواج .. فهى ستدخل وكر الأفاعى بقدميها وبالتأكيد لن تجد ترحيباً من العائلة .. وحتى إن وجدت ترحيباً فسيكون ظاهرياً فقط .. أما النفوس فستظل تكن لها الضغينه .. تنهد "مهند" بحسرة على حال عائلته التى ستمنى من كل قلبه صلاح أحوالهم .. فزينة الدنيا وزخرفتها ألهتهم بشكل كبير .. حتى لم يعد لهم هماً سوى السعى خلفها .. حانت منه التفاته ليجد شابين يتشاجران مع امرأة كبيرة ويدفعانها بأيديهما .. بدأ الزحام فى التحرك رويداً رويداً .. لكنه انحنى بالسيارة على جانب الطريق وأوقفها .. نظر الى الخلف ليجد الشابين يتطاولان عليها بشدة بالصراخ تاره وبالدفع تاره والناس من حولهم يمرون مرور الكرام .. فلعل أحدهم يلقى نظرة وآخر لا يبالى حتى بنظرة !
خرج "مهند" من السيارة وتوجه ليقف قبالتهم قائلاً :
- فى ايه يا شباب ؟
كان الشابان منهمكان فى الصراخ على المرأة فلم يلتفت أحدهما الى "مهند" .. دفع أحدهما المرأة فى كتفها فأمسك "مهند" بقبضته وأرجعه الى الوراء بعيداً عن المرأة .. هنا التفت الشاب اليه وصاح :
- ايه فى ايه ؟
نظر اليه "مهند"بغضب قائلاً :
- ميصحش انك تمد ايدك على واده فى سن والدتك
بكت المرأة وقالت منتحبه :
- حسبي الله ونعم الوكيل فيك .. ربنا ينتقم منك
اندفع الآخر نحوها قائلاً :
- عايزة ايه يا تييييييييييت .. يلا امشى من هنا بدل تيييييييييييييييييييت
جذبه "مهند" من ذراعه بحجه وصرخ فى وجه :
- احترم نفسك .. عملتلك ايه عشان تشتمها كده
صاحت المرأة تشتكى باكية الى "مهند" مستنجده به :
- والله ما عملتلهم حاجه .. أنا حطه الأقفاص دى وبشوى درة .. هما مالهم ومالى
قال أحد الشابين صارخاً فى وجه المرأة :
- قولتلك غورى من هنا و متعديش جمب المحل بتاعنا
التفت الشاب الآخر وقال لـ "مهند" :
- يا بيه ينفع واحدة تشوى درة جمب محل ورد .. تروح تشوفلها أى مصيبة تانية تشوى أصادها
انتحبت المرأة وقالت :
- وفيها ايه لو كنت جيت قولتلى الكلام ده براحه بدل ما تقل أدبك انت وهو
اندفع الشاب هاتفاً :
- أنا بأه قليل الأدب ومش متربى .. عايزة ايه انتى يا تييييييييييييت
لكمه "مهند" فى كتفه وقال بصرامة :
- اتقى ربنا بأه .. خلاص خلصنا .. اتفضل ادخل انت وصحبك المحل بتاعكوا
لملمت المرأة أغراضها فى قفص كبير وحملته باكية وهمت بالمغادرة .. تطلع "مهند" الى وجهها الباكى وملابسها الرثة وقال :
- انتى كويسة
انتحبت مرة أخرى وهى تقول بألم :؟
- حسبي الله ونعم الوكيل .. كل ما أجى أعد فى حته .. واحد ييجى يكرشنى ويقولى قومى من هنا .. هنعمل ايه يا ابنى محدش مرتاح .. مفيش راحه الا فى الموت .. بس حتى الموت مش طايلينه
رق قلب "مهند" لحالها .. لم تتوقف عن الحديث وكأنها تخرج هماً حبيساً فى صدرها فاض بها .. أكملت منتحبه وامارات الألم على وجهها :
- أعمل ايه الغلبان فى الدنيا دى ملوش عيش .. ان كان عليا أنا مش عايزه حاجه من الدنيا .. وأهو اللى جاى مش أد اللى رايح.. بس أعمل ايه فى البت الغلبانه اللى فى رقبتى .. أهل خطيبها قالولى لو مجهزتهاش على الشتا الجاى هيفسخوا خطوبتها .. ومحدش من اخواتها راضى يساعدنى بمليم أحمر .. كله متجوز وله بيته وبيقول ياله نفسى .. أعمل ايه يعني اسيبها خطوبتها تتفسخ وتتقهر وتقهرنى معاها .. قولت انزل اشتغل اى حاجه اهو احاول اعمل اى حاجه تسد مع المعاش اللى باخده وربنا كريم
ثم قالت بحنق :
- ربنا كريم بس الناس وحشه ونفسوها وحشه .. يلا هعوذ ايه من الغريب اذا كان ولادى اللى من لحمى ودمى رمينى انا واختهم رمية الكلاب .. بأه الغريب هو اللى هيحن عليا
مسحت دموعها فى طرف حجابها وانحنت تحمل القفص الكبير وتضعه فوق رأسها وهى تنظر اليه بإمتنان قائله :
- معلش يا ابنى عطلتك .. ربنا يكفيك شر طريقك
همت بالانصراف فاستوقفها "مهند" قائلاً :
- استنى يا حجه
وقفت تنظر اليها بأعينها أنهكها البكاء .. وقدمين تقف عليهما فى اعياء .. قال "مهند" مشيراً الى السيارة :
- تعالى معايا يا حجه
نظرت اليه المرأة فى ريبة .. فأكمل شارحاً :
- أنا بشتغل فى شركة كبيرة .. كنت مروح .. تعالى هخدك للشركة وأحاول اشوفلك شغلانه هناك
نظرت اليه المرأة بتأثر وقالت بحيرة :
- ان شاله يخليك .. بس هشتغل ايه أنا فى شركة .. أنا حتى لا بعرف أقرأ ولا بعرف أكتب
ابتسم "مهند" وقال مشيراً بكفه الى السيارة :
- تعالى بس معايا وهنتصرف ان شاء الله
أمسك "مهند" منها القفص الكبير ووضعه فى صندوق السيارة .. فتح لها الباب والتف ليركب .. وقفت المرأة أمام الباب المفتوح بإستحياء .. ثم انحنت تنظر اليه قائله :
- يا ابنى هدومى مش نضيفه .. هوسخهالك
ابتسم "مهند" قائلاً :
- اركبى ولا يهمك
ركبت المرأة وهى شتعر بالرهبة الشديدة ففخامة السيارة من الداخل لا تختلف عن فخامة خارجها .. انطلق بها "مهند" عائداً الى الشركة مرة أخرى .. نزلت المرأة معه لتشعر برهبة أكبر وهى تدخل تلك الشركة ببنيانها الفخم الأنيق .. دخل "مهند" مكتبه وطلب من المرأة الجلوس بينما استدعى أحد الموظفين الى مكتبه عن طريق الهاتف .. جلست المرأة تنظر حولها فى رهبة شديدة .. طلب لها "مهند" كوباً من العصير شربته بنهم فقد أضناها العمل الطويل فى ذلك الصيف شديد الحرارة .. دخل الموظف الى مكتب "مهند" فطلب منه ايجاد عمل فى الشركة لتلك السيدة .. التفت الموظف ينظر اليها ثم ينظر الى "مهند" وهو يؤمئ برأسه .. أخذ "مهند" الرجل جانباً وقال له :
- خلى بالك .. أنا معرفهاش كويس .. يعني حطها تحت الاختبار .. فهمنى طبعاً
أومأ له الرجل برأسه قائلاً :
- متخفش يا بشمهندس
قبل أن تخرج المرأة بصحبة الموظف دس "مهند" فى يدها مبلغ لا يعلم هو ذاته بقيمته .. فقط أخرجه من جيبه واحتسب أجره عند الله التمعت الدموع فى عين المرأة فقط لتنتحب من جديد .. انحنت تمسك يد "مهند" لتحاول تقبيلها لكنه أبعدها عنها قائلاً :
- بتعملى ايه يا حجه الله يصلح حالك
قالت بحزم بأعينها الممتلأه بالعبرات :
- أنا واحدة فقيرة صحيح .. ومقدرش أردلك جميلك فى يوم من الأيام .. بس أنا هكافأك بطرقتى
نظر اليها "مهند" مبتسماً وقال :
- وأنا مش عايز مكافأة ولا حاجة .. ويارب ترتاحى فى الشغل معانا .. أى حاجة تحتاجيها تعاليلى مكتبى
أومأت المرأة برأسها وهى تنصرف برفقة الموظف .. لكنها التفتت قبل أن تغلق الباب خلفها وقالت له بحزم وثقه :
- برده هكافأك
نظر اليها "مهند" مبتسماً .. ثم عغادر المكتب متوجهاً الى الفيلا .. دون أن يدرى أن مكافأة المرأة لن تنسى صنيعه معها قط .. وأنها ستكافئه كما وعدت .. مكافأة لا يقدر عليها سواها !!

**********
تم اعلان حالة الطوارئ فى فيلا "زياكيل" .. حفلة غير متوقعة .. وغير معلومة الأسباب .. تم دعوة الجميع اليها .. دون أن يكون لأحدهم أدنى فكرة عن سبب الحفلة .. فقط وصلت لكل منهم رسالة من "عدنان" فحواها :
- تزينوا وتأنقوا .. أنتظركم فى الفيلا الليلة .. حفلة خاصة جداً .. "عدنان زياكيل"
رسالة غريبة مبهمة .. والأغرب من ذلك أن هاتفه ظل مغلقاً طوال اليوم .. لكن الجميع بلا استثناء استجابوا للدعوة .. التفوا فى حجرة الصالون على غير عادة لقاءاتهم فى غرفة المعيشة .. وكان هذا بترتيب من "عدنان" .. رتبت "لميس" كل شئ كما أمرها .. ذهل الجميع من الزينه المعلقة وأصناف الحلوى الكثيرة المعدة والتى تكفى جيشاً .. نظر كل منهم الى الآخر فى دهشة .. لا يوجد مدعوون غيرهم .. فقط أفراد العائلة .. فلما ستجمعون فى حجرة الصالون بدلاً من غرفة المعيشة !

سمعوا صوت سيارة فى الخارج .. فتنبأوا بوصول "عدنان" .. اتسعت أعين الجميع دهشة وهم ينظرون الى "عدنان" بحلته السموكن السوداء .. شعرت "يسرية" بالحنق .. وتوترت أعصاب "كوثر" فيما نظر اليه "علاء" وقد فغر فاه دهشة .. قال "حسنى" ببرود :
- ايه ده يا "عدنان" ؟
لم يجيبه "عدنان" بل وقف قبالتهم وأخذ يجول ينظرة في وجوههم .. فهم على وشك سماع صدمة كبيرة أعدها لأفراد عائلته .. قال "عدنان" وهو يبتسم بسعادة :
- عندى ليكوا مفاجأة
توجس الجميع خيفه .. فيما جلس "مهند" يتابع ما يحدث بعينيه دون تعبيرات ظاهره على وجهه .. قالت "فريدة" بإستغراب :
- خير يا عمو ؟
نزع "عدنان" فتيل القنبلة لتنفجر فى وجوههم :
- اتجــــوزت !
سمع شهقات متتالية دون أن يتبين تحديداً مصدرها .. فبدا وكأنها خرجت من فم الجميع .. وقبل أن يفيقوا ويلملموا أشلائهم التى مزقتها القنبلة .. خرج "عدنان" من الغرفة ليعود ويده ممسكه بيــــد ... "سمـــر" ! ... ومن خلقها "فيروز" فى كامل زينتهما وأناقتهما
اذا كانت الشهقات الأولى هى شهقات استنكار .. فهذه المرة خرجت صيحات استنكار .. تأمل الجميع تلك الفتاة الشابة عادية الملامح مثيرة الملابس .. تقف موفوعة الرأس يدها بيد "عدنان" .. انزلقت يده من يدها ليحيط خصرها بذراعه يقربها من جسده وهو لايزال ينظر الى وجوههم قائلاً بتشفى :
- أأقدملكم "سمر" .. مراتى
ألجم لسان الجميع .. حتى أن أحدهم لم يقل كلمة "ميروك" .. فقط ينقلون نظرهم من "عدنان" الى "سمر" .. الى "فيروز" .. كانت "فيروز" تتطلع اليهم بتكبر وكأنها تنظر اليهم من برج عاجى .. مبتسمة فى سعادة .. أما "سمر" .. فكانت منكسة الرأس تاره .. مرفوعة الرأس تارة أخرى .. تمر بعينها فى وجوههم بتوتر .. تبلع ريقها بصعوبة .. مشاعر كثيرة مضطربة تجتاحها .. نفسها يضيق .. تلمست ذراعها المشلول .. والذى وضعته فى ضمادة زرقاء معلقة الى رقبتها فالناظر اليها يخيل له بأن ذراعها مجبر !

صفق "عدنان" بيده قائلاً بمرح :
- ايه يا جماعة .. مش همسع كلمة مبروك أنا والعروسة ولا ايه .. ده النهاردة ليلة دخلتنا
نكست "سمر" رأسها الذى احمر خجلاً وهى تشعر بتوتر بالغ .. أول من أفاقت من حالة الذهول تلك هى "انعام" .. تقدمت من "سمر" وهى تحاول جاهدة رسم بسمة على ثغرها وهى تقول :
- مبروك يا عروسة
ابتسمت لها "سمر" بتوتر وهى تتأمل ملامحها .. بدت لها كسيدة طيبة عكس النفور الذى شعرت به من نظرات "يسرية" .. حاول الجميع الاندماج التحدث والتهنئة .. بدت التهنئة بارده خاليه من أى مشاعر حقيقية .. عقد "مهند" جبينه بشدة .. لا ينكر حق عمه فى الزواج .. لكن تلك فتاة الشابه ! .. ما الذى يدفع فتاة شابه كتلك للزواج من رجل فى مثل سن عمه .. ظهر على جانب فمه ابتسامة ساخرة وقد أدرك السبب !

وقفت "فريدة" وتوجهت الى "سمر" قائله :
- أهلا بيكي .. أنا "فريدة"
سلمت عليها "سمر" قائله بصوت متوتر :
- أهلا بيكي يا "فريدة" .. أنا "سمر"
تقدمت "نهال" الى الأخرى وهى تنظر اليها بتمعن تتفحصها من رأسها الى أخمص قدميها تقدم نفسها اليها هى الأخرى .. قدم "عدنان" فيروز" الى الجميع قائلاً :
- مدام "فيروز" زوجة والد "سمر" الله يرحمه .. هتقيم معانا هنا فى الفيلا
ثم التفت ينظر اليها بنظرة ذات معنى قائلاً بحزم :
- مؤقتاً
تجاهلت "فيروز" كلمته الأخيرة وابتسمت وهى تصافحهم واحد تلو الأخر فى تعالى .. الى أن تقدم "مهند" لتهنئة عمه قائلاً :
- مبروك يا عمى
قال "عدنان" بمرح :
- الله يبارك فيك يا "مهند"
التفت ليقدم ابن أخيه الى "فيروز" وقال :
- مدام "فيروز" زوجة والد "سمر" الله يرحمه .. "مهند" ابن أخويا
مدت "فيروز" بدها لتسلم على "مهند" قائلاً بتعالى :
- أهلاً "مهند"
لكن يدها ظلت معلقة فى الهواء .. قال "مهند" ببرود :
- آسف مبسلمش
أعادت "فيروز" يدها الى جوارها وابتسامتها تتلاشى ليحل محلها شعور بالغضب لهذا الاحراج الذى تعرضت له .. التفت "عدنان" لينادى :
- "سمر"
التفتت "سمر" التى كانت توليه ظهرها واقتربت منه .. وقفت أمام "مهند" مباشرة وهى تنظر الى "عدنان" الذى قال مبتسماً :
- أأقدملك "مهند" ابن أخويا .. "مهند" أأقدملك "سمر"
بتلقائية رفعت "سمر" عينيها لتنظر الى "مهند" وهى تمد كفها اليه للمصافحة .. التقت عيناها بسواد عينيه القاتم فقط لتشعر بشعور غريب وكأنها تغوص فى بحر حالك الظلمات فى ليلة اختفى فيها القمر .. ثانيتين هى مدة الغوص فى ذلك البحــر .. قبل أن يرفع "مهند" كفه لـــ .. ليصافحهـــا .. ملتقطاً كفها الرقيق فى كفه التى شعرت بقوته وخشونته بمجرد تلامس أيديهما .. وللمرة الثانية تشعر بشعور غريب حينما غاصت يدها فى بحــر يده .. دام تلاقى أيديهما ثانيتين .. لتفترق مرة أخرى !


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-15, 04:58 AM   #15

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث عشر
مدت "فيروز" يدها لتسلم على "مهند" قائلاً بتعالى :
- أهلاً "مهند"
لكن يدها ظلت معلقة فى الهواء .. قال "مهند" ببرود :
- آسف مبسلمش
أعادت "فيروز" يدها الى جوارها وابتسامتها تتلاشى ليحل محلها شعور بالغضب لهذا الاحراج الذى تعرضت له .. التفت "عدنان" لينادى :
- "سمر"
التفتت "سمر" التى كانت توليه ظهرها واقتربت منه .. وقفت أمام "مهند" مباشرة وهى تنظر الى "عدنان" الذى قال مبتسماً :
- أقدملك "مهند" ابن أخويا .. "مهند" أقدملك "سمر" ....
بتلقائية رفعت "سمر" عينينها لتنظر الى "مهند" وهى تمد كفها اليه للمصافحة .. التقت عيناها بسواد عينيه القاتم فقط لتشعر بشعور غريب وكأنها تغوص فى بحر حالك الظلمات فى ليلة اختفى فيها القمر .. ثانيتين هى مدة الغوص فى ذلك البحر .. قبل أن يرفع "مهند" كفه لـــ .. ليصافحهـــا .. ملتقطاً كفها الرقيق فى كفه التى شعرت بقوته وخشونه بمجرد تلامس أيديهما .. وللمرة الثانية تشعر بشعور غريب حينما غاصت يدها فى بحر يده .. دام تلاقى أيديهما ثانيتين .. لتفترق مرة أخرى !

أشاح "مهند" بوجهه عنها بعدما تــرك كفهـــا .. والتفت الى عمه قائلاً :
- لو سمحت يا عمى ممكن أتكلم معاك دقيقتين
أومأ "عدنان" برأسه مربتاً على كتف "مهند" .. التفت الى "سمر" و التقط كفها مقبلاً اياه تحت نظرات الجميع ونظر اليها قائلاً برقه :
- ثوانى يا حبيبتى وراجعلك
رغم توترها الشديد حاولت رسم بسمه على شفتيها .. اقتربت منها "انعام" قائله :
- تعالى يا "سمر" .. اتفضلى اعدى .. اتفضلى يا مدام "فيروز"
جلست "سمر" واضعه ساقاً فوق ساق تحاول التغلب على اضطرابها الشديد .. رفعت رأسها لترى نظرات الجميع مصوبة تجاهها يتفحصونها كما لو كانت احدى المعروضات فى فترينة أحد المحلات .. شعرت بالإحمرار يغزو وجنتيها وبمغص ينتشر داخل بطنها .. أما "فيروز" فبدت مرتاحه .. فرحه .. وهى تتطلع الى وجوههم التى ملأتها الحسره والحنق !

دخل "مهند" برفقة عمه الى المكتب الواقع فى الدور الثانى من الفيلا .. ابتسم "عدنان" قائلاً :
- خير يا "مهند"
صمت "مهند" للحظات قبل أن يقول بجدية :
- عمى مفيش حد فى الدنيا يقدر يعترض على شرع ربنا .. وحضرتك من حقك انك تتجوز ومفيش حد مننا له حق انه يتدخل فى حياتك .. بس .....
نظر اليه "عدنان" رافعاً حاجبيه قائلاً :
- بس ؟
أكمل "مهند"بشى من الحدة وهو يشير بيده الى باب المكتب :
- بس دى بنت صغيره يا عمى
قال "عدنان" بمرح :
- مش صغيره زى ما انت متصور .. محسسنى انى اتجوزت مراهقة يا "مهند" .. دى عندها 25 سنة
قال "مهند" بحزم :
- وانت يا عمى سنك أكتر من ضعف سنها .. مستحيل يبقى فى عوامل مشتركه بينكوا .. لا فى التفكير ولا فى الطباع ولا فى المشاعر .. وايه اللى يخلى واحدة عندها 25 سنة تتجوز واحد فى سنك يا عمى
قال "عدنان" وقد ظهر على وجهه امارات الغضب :
- قصدك ان عمك كبر وعجز على الجواز
قال "مهند" على الفور :
- لا مش قصدى كده يا عمى .. قصدى انك مثلاً لو كنت اتجوزت مراة باباها دى مكنتش هستغرب .. لان واضح ان سنكوا قريب من بعض .. لكن هرجع وأسأل نفس السؤال .. ايه اللى يخلى واحده فى سنها تتجوز واحد فى سنك يا عمى
ثم قال بجدية :
- أنا خايف عليك يا عمى .. أنا مش عايز أظلمها ومش عايز أحكم عليها حكم غلط .. بس اللى أعرفه ان مفيش واحده تتجوز راجل فى سن أبوها الا اذا كانت طمعانه فى فلوسه
تبادل "مهند" مع عمه النظرات فى صمت .. الى أن قال "عدنان" فى كبرياء :
- لو سعادتى وراحتى تمنهم الفلوس .. فتغور الفلوس يا "مهند" .. المهم أبقى مبسوط ومرتاح .. أنا بشقى وبتعب فى جمع الفلوس دى .. ليه ممتعش بيها نفسى
تنهد "مهند" فى يأس وقد شعر بأن عمه لن يحيد عن اختياره .. أطرق برأسه للحظات ثم نظر الى عمه قائلاً بإستسلام :
- خلاص يا عمى مادمت شايف كده .. حضرتك أدرى بمصلحتك .. بس أنا كان لازم أنصحك لأن ده واجبى تجاهك
ابتسم "عدنان" وهو يتطلع الى "مهند" بإعجاب قائلاً :
- تعرف يا "مهند" كل يوم بتثبتلى انك تستحق ثقتى فيك
ثم قال بغموض :
- بس لسه شويه
نظر اليه "مهند" بإستغراب ثم ما لبث أن ابتسم قائلاً :
- تقصد لسه ما فزتش بثقتك كامله مش كده ؟
ربت "عدنان" على كتفه قائلاً بمرح :
- يلا يا ابنى كفاية رغى ده أنا عريس هتضيع فرحتى ولا ايه زمان عروستى مستنيه على نار
اتسعت ابتسامة "مهند" وهو يعانق عمه قائلاً :
- بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير

************
أشرقت الشمس فى صباح اليوم التالى كعادتها .. لكن عائلة "زياكيل" لم يكن صباحهم كأى صباح مضى .. جلست "كوثر" تتجرع أدوية الضغط الخاص ةبها .. بينما شردت "يسرية" وملامح الأسى على وجهها كما لو كانت فى مأتم .. قالت "كوثر" بحنق :
- حسه ان هيجيلى جلطة .. "عدنان" اتجوز .. الشايب اللى صبغ شعره اتجوز .. لا ومش أى واحدة .. رايح يتجوز واحدة فى دور أحفاده
ثم التفتت الى "يسرية" قائله بحده :
- شوفتيها عامله فى نفسها ازاى .. كلت بعقل الراجل حلاوة .. هتاخد اللى وراه واللى أدامه .. خلاص كل حاجه ضاعت .. الراجل ضاع وفلوسه ضاعت
ثم قالت بحده أكبر :
- ايه يا "يسرية" مالك مكتومه كده ليه .. بكلم نفسى من الصبح
قالت "يسرية" ببرود :
- عايزانى أقول ايه يعنى .. يتقال ايه بعد اللى حصل امبارح .. بعد العمر ده ولسه بيفكر يتجوز .. متبت في الدنيا بإيده وسنانه
قالت "كوثر" بحيرة :
- وبعدين ؟ .. خلاص كده يعني كل حاجه ضاعت ؟ .. هنقف نتفرج وبنت التيييييييييييت دى بتاخد كل اللى حيلته ؟
هتفت "يسرية" بغضب :
- عايزانا نعمل ايه يعنى .. أنا مش حارق دمى الا قضية الحجر اللى خلاص كده طلعت على فشوش .. كل اللى بنرتبله ضاع عشان المحروس أخوكى عايز يعيشله يومين .. يتنيل على عينه هو فيه حيل للجواز .. بدل ما يشترى كفن رايح يتجوز
قالت "كوثر" بغل :
- بس شوفتيها عامله ازاى .. ولا مراة أبوها الحداية دى .. شكلهم مش سهل .. شوفتى مراة أبوها كانت بتتكلم معانا ازاى من تراتيف مناخيرها .. شكلها هتلاعبنا على الشناكل يا "يسرية"
زفرت "يسرية" بغضب وهى تنهض قائله بحده :
- مش ناقصاكى يا "كوثر" أنا اللى فيا مكفيني

***********
سمعت "لميس" طرقات على باب غرفتها فكفكفت دمعها قائله :
- أيوة
سمعت صوت احدى الخادمات تقول :
- "عدنان" بيه عايز حضرتك يا مدام "لميس"
قالت "لميس" :
- حاضر
وقفت أمام مرآتها تلف حجابها حول شعرها .. تأملت وجهها الباكى فى المرأة .. حاولت التحكم فى تلك العبارت الحارقة التى تقفز الى عينيها معاندة اياها ورافضة التوارى .. أطرقت برأسها للحظات .. ثم رفعت عينها تنظر الى المرآة قائله بسخريه :
- كنتى فاكره ايه يعني .. هيفكر فيكي . ؟ .. انتى مين عشان يفكر فيكي ؟ .. انتى حته خدامه مش أكتر
ثم اغمضت عيناها لتتساقط عبراتها فوق وجنتها وهى تقول بألم :
- خدامه ماضيها اسود !
أخذت نفساً عميقاً ومسحت وجهها بكفيها .. وألقت نظرة سريعة على وجهها قبل أن تغادر غرفتها الى الحمام .. غسلت وجهها وجففته وتوجهت الى حيث ينتظرها "عدنان" .. شعرت بغضة فى حلقها وهى تراه جالساً فوق الأريكة فى غرفة المعيشة واضعاً ذراعه على كتفى عروسه الجديدة .. ناظراً اليها والابتسامة تزين وجهه .. اقتربت قائله بأدب :
- أفندم يا "عدنان" بيه
التفتت "سمر" تنظر اليها .. فقال "عدنان" بمرح :
- "سمر" أعرفك على مدام "لميس" هى أهم فرد هما فى الفيلا .. هى اللى مسؤله عن كل حاجه فى الفيلا ..
ابتسمت لها "سمر" قائلاً :
- أهلاً بيكى يا مدام "لميس"
ابتسمت "لميس" بصعوبة وهى تقول :
- أهلاً بيكي يا مدام "سمر" .. وألف مبروك
قال "عدنان" بمرحه :
-مدام" لميس" عايزك بكرة تعمليلنا غدوة محصلتش .. وياريت تكون فى الجنينة .. هعزم كل العيلة على الغدا عشان يتعرفوا بـ "سمر" أكتر
أومأت "لميس" برأسها قائله :
- حاضر يا "عدنان" بيه .. ان شاء الله كل حاجه تكون جاهزة بكرة على أكمل وجه
ابتسم "عدنان" قائلاً بإمتنان :
- متشكر جداً يا مدام "لميس"
همت بالأنصراف .. فنهض قائلاً :
- استنى بعد اذنك
أخرج من جيبه مفتاحاً وأعطاه لها قائلاً بحزم شديد :
- أوضتى غيرت الكالون بتاعها .. وعملت من المفتاح 3 نسخ .. واحدة هتبقى مع "سمر" وواحدة معايا وواحدة معاكى .. مش عايز أى حد غريب يدخل أوضتنا .. الأوضة هتفضل مقفوله بإستمرار .. ممنوع أى حد انه يخطى عتبه بابها .. اللى هتدخل تنضف الأوضة تدخل تحت اشرافك .. تنضف وتخرج تانى .. ممنوع حد غيرها يدخل الأوضة .. وتكون بنت أمينة تختاريها بمعرفتك
ثم نظر اليها قائلاً بنبرة ذات معنى :
- أظن حادثة الجناينى لسه نارها مبردتش .. يعني مش عايز أدى فرصة ان حاجه زى كده تحصل تانى
أومأت "لميس" برأسها وهى تتناول منه المفتاح قائله :
- حاضر يا "عدنان" بيه

**************
خرجت "سمر" الى الحديقة تتجول فيها وتشاهد أشجارها العالية وثمارها النضرة .. ورغم شمس الصيف الحارقه الا أنها شعرت بنسمات خفيفه تداعب خصلات شعرها السوداء فتتمايل فى دلال .. حانت منها التفاته الى ذراعها المعلق الى رقبتها .. شعرت بغصة فى حلقها فبالتأكيد ستتلقى الأسئلة بشأن ذراعها وما أصابه .. حتى الآن لعلهم ظنوا بأنه مجبر وما هى الا أيام ويشفى .. تسربت طعم المرارة الى حلقها .. ياليت الأمر كذلك .. ياليتها أيام وتشفى .. ياليتها تعود الى سابق عهدها .. شعرت فى تلك اللحظة بأن كل شئ يهون .. فليحدث ما يحدث .. المهم أن تستعيد حياتها الطبيعية مرة أخرى .. والأهم من ذراعها .. أنها وجدت أخيراً بيتاً لها يسعها بجدرانه .. وحضناً يحميها وينتشلها من الضياع ويحنو عليها ويعوضها عن أيامها القاسية المريرة .. مسحت دمعة فاره من عينها عندما رأت "فريدة" مقبلة تجاهها .. التفتت لتحييها مبتسمه .. قالت "فريدة" :
- صباح الخير يا "سمر"
أومأت "سمر" برأسها :
- صباح النور .. "فريدة" مش كده ؟
أومأت برأسها قائله :
- أيوة صح .. أمال فين عمى
قالت "سمر" وهى تشير الى الفيلا :
- جاله تليفون مهم ودخل يتكلم فى المكتب .. وأنا خرجت أتفرج على الجنينة .. بجد حلوة أوى
ثم قالت وهى تشير الى أشجار الفاكهة :
- شجر الفاكهة كمان مديها ريحه حلوة أوى
قالت "فريدة" بمرح :
- عمى من عشاق الفاكهة .. وبيحبها يزرعها بنفسه .. تعرفى انه بيسافر مخصوص عشان يجيب أحسن بذور للشجر ده
رفعت "سمر" حاجبيها بإعجاب وقالت :
- أنا كمان بحب الفاكهة أوى
ثم قالت بنبره حاولت أن تضفى عليها مرح مصطنع :
- بس مش لدرجة انى أسافر أدور على البذور
ابتسمت "فريدة" مجاملة .. اختفت ابتسامة "سمر" ليحل محلها الشرود .. قالت لها "فريدة" بإهتمام :
- انتى كويسة يا "سمر" ؟
نظرت اليها "سمر" مبتسمه وقالت :
- أه كويسة
ثم قالت لها بإهتمام :
- قوليل يا "فريدة" انتوا كلكوا عايشين هنا
أشارت "فريدة" الى أحد المقاعد وقالت :
- طيب تعالى نعد فى الضل ونتكلم .. الشمس صعب أوى
جلست "فريدة" بجوارها وبدأت حديثها قائله :
- بصى .. اللى عايش فى البيت ده هو عمتو "انعام"
ابتسمت "سمر" وقاطعتها قائله :
- باين عليها طيبة .. مش كده ؟ .. حيت بكده
- أيوة فعلاً هى طيبة اوى .. وبتحبنا أوى
أومأت "سمر" برأسها قائله بإهتمام :
- كملى
قالت "فريدة" وهى تعدل من وضع حجابها :
- فى كمان أنا وأخويا "مهند"
قالت "سمر" شارده :
- آها شوفته امبارح
ثم قالت بفضول :
- هو ليه عايش هنا .. هو مش متجوز ؟
قالت "فريدة" بأسى :
- كان متجوز .. بس ماتت
عقدت "سمر" جبينها بضيق وهى تقول :
- يا حرام
قالت "فريدة" بحزن وهى تتذكرها :
- كانت طيبة أوى .. وكانت أموره ما شاء الله .. بيضا وعيونها عسلى شعرها بنى .. وكانت صغيره مش كبيرة .. ربنا يرحمها
نظرت "فريدة" تنظر الى "سمر" الواجمة وقد ندمت على هذا الحديث عن الموت فى صبيحة عرسها .. فقالت بمرح :
- كان نفسى ابقى بيضة كده وعيونى ملونه .. بدل السمار ده .. أنا و "مهند" واخدين سمار ماما الله يرحمها
ضحكت "سمر" قائله :
- لا أنا عاجبنى سمارى
تأملت "فريدة" شعرها قائله :
- ما شاء الله سمارك حلو وكمان سواد شعرك حلو
ابتسمت "سمر" قائله :
- ميرسى يا "فريدة"
أكملت "فريدة" :
- استنى أكملك باقى العيلة .. أما بأه عمتو "كوثر" عايشه مع عمو "حسنى" ومراته طنط "يسرية" فى بيتهم وعندهم "نهال" و "نهاد" و "علاء" .. و "نهاد" متجوز "بيسان" لسه والده جديد وكان البيبي "فريد" تعبان امبارح عشان كده معرفتش تيجي
اتسعت ابتسامة "سمر" وهى تقول :
- عنده أد ايه ؟
قالت "فريدة" مبتسمه :
- لسه مكملش شهر
تطلعت "سمر" الى "فريدة" بسعادة .. استشعرتها "فريدة" واتسعت باتسامتها .. فوجئت "فريدة" بـ "سمر" وهى تلتفت اليها وتقول بحماس :
- "فريدة" أنا حبيتك أوى .. ينفع تعتبريني صحبتك .. يعني نبقى صحاب .. أنا هنا معرفش حد .. وحسه أكنى أعرفك من زمان
قالت "فريدة" بسعادة :
- انا فرحانه بكلامك ده يا "سمر" .. وطبعاً يشرفنى اننا نكون صحاب .. أنا كمان معرفش حد هنا ومفتقده ان يكونلى أصحاب
فى تلك اللحظة حضر "عدنان" وهتف بمرح :
- ما شاء الله لحقتوا اتصاحبتوا بالسرعة دى
ضحكت "فريدة" وقالت وهى تغمز لـ "سمر" :
- أيوة خلاص يا عمو بقينا صحاب
قالت "سمر" بسعادة :
- "فريدة" لذيذة أوى يا "عدنان" حبيتها بجد
جلس "عدنان" بينهما وأحاط كل منهما بذراعه وقال مبتسماً :
- وأنا بأه بحبكوا انتوا الاتنين
غمزت "فريدة" لـ "سمر" بعينها .. فاختفت ابتسامة "سمر" ليحل محلها التوتر وأشاحت بوجهها .. أكمل قائلاً وهو يتأمل أشجاره :
- تعرفى يا "سمر" أنا بحب أوى أزرع شجر الفاكهة .. تعرفى انى بسافر مخصوص عشان أجيب أجود انواع البذور
نظرت الفتاتان الى بعضهما البعض .. ثم انفجرتا فى الضحك .. نظر اليهما "عدنان" بدهشة وهو يزيح ذراعيه من فوق كتفيهما وهو يقول :
- هو اللى أنا قولته يضحك للدرجة دى
قالت "فريدة" على الفور :
- لا أبداًُ يا عمو .. بس أصلى لسه كنت بقول لـ "سمر" كده من شويه
نظرت اليهما "سمر" تنقل نظرهما بينهما وهى تستشعر فى قلبها سعادة غابت عنها طويلاً .. طويلاً جداً


شعر "دياب" بالغيظ وهو يرى "سحر" واقفة فى المطبخ كعادتها بملابسها البالية .. قال بحده :
- "سحر" مش تفضيلى شوية .. ده هو يوم أجازة واحد فى الاسبوع .. وطول الاسبوع مبتشوفيش خلقتى الا وأنا راجع مهدود من الشغل ويدوبك أحط راسى على السرير وأنام .. وأصحى من الفجر أصلى وأنزل شغلى .. مستخسره فيا يوم نعده مع بعض
التفتت اليه "سحر" وقالت وهى تسمع صراخ ابنتها :
- حاضر بس أخلص شوية المواعين اللى فى ايدي دول وأجيلك
قال "دياب" بحنق :
- سبيهم يا "سحر" .. سبيهم دلوقتى
التفت ودخل غرفة النوم وحمل الصغيرة وأخذ يتحرك بها حتى تسكن .. أنه "سحر" أعمالها المنزلية التى استغرقت قرابة الساعة وتوجهت الى غرفة النوم فرأت "دياب" وهو يضع الصغيرة فوق الفراش مشيراً اليها أن تخرج حتى لا تستيقظ الطفلة .. لكن "سحر" دخلت الغرفة وأخرجت جلباباً نظيفاً ودخلت الى الحمام .. سمع "دياب" صوت الدش وما هى الا عدة دقائق حتى خرجت "سحر" من الحمام وهى تنظر اليه قائله :
- نامت ؟
أومأ برأسه مبتسماً .. ذهب الى حيث الأريكة وجلس عليها فى انتظارها وهو يشعل التلفاز .. لكن عيناه اتسعت دهشة وهو يراها تحمل سبت الغسيل وقد ارتدت اسدال الصلاة وتوجهت الى باب الشقة .. هتف قائلاً :
- رايحه فين ؟
قالت دون أن تتوقف :
- رايحه أنشر الغسيل على السطور عايزه ألحق الشمس قبل ما تغيب
نهض قائلاً بغضب :
- ما يولع الغسيل
التفتت اليه بدهشة وقالت :
- فى ايه يا دياب ؟
اقترب منها هاتفاً :
- هو ناتى معندكيش احساس خالص كده .. ايه اللى فى ايه يا "دياب" .. بقولك عشان اتهبب على عين اللى خلفونى أعد معاكى تروحى تقوليلى عايزة أنشر الغسيل والحق الشمس قبل ما تغيب
قالت بحده :
- أنا برده اللى معنديش احساس .. انت مش شايف شغل البيت اللى ورايا أد ايه .. وبنتك من الصبح هاتك يا زن ومش عارفه أعمل منها حاجه
قال "دياب" وهو يتنهد بقوة :
- سيبي الغسيل دلوقتى يا "سحر" هبقى أنشرهولك أنا
حاولت الابتسام قائله :
- خلاص متزعلش
تنهد مرة أخرى وقال :
- يا "سحر" خلى بالك منى شوية
اقترب منها وأمسك ذراعيها قائلاً:
- يا "سحر" أنا عارف انك ست بيت عشرة على عشرة ومش مخليه البيت ولا البنت ناقصهم حاجه .. بس أنا راجل يا "سحر" وقولتلك الكلام ده بدل المرة عشرة .. محتاج أشوف مراتى بلبس حلو .. مش عايز أبص لواحده ماشيه فى الشارع وأتحسر وأقول يا سلام لو كانت مراتى تعمل زيها
هتفت "سحر" وقد اتسعت عيناها :
- انت بتبصبص للبنات وانت ماشى فى الشارع يا "دياب" ؟
ترك ذراعيها وأجاب بحنق :
- لا مش ببصبص يا "سحر" .. بس غصب عنى عيني بتقع عليهم .. ما هما ماشيين فى كل مكان .. غصب عنى عيني بتقع على واحدة بس ببعد وشى على طول وببعد عيني عنها .. بس بكون خلاص شوفتها .. وشوفت هى لابسه ايه وعامله فى نفهسا ايه .. أرجع البيت بأه ........
صمت وهو ينظر الى حلبابها الواسع وهو يقول :
- ألاقيكي لابسه شوال
قالت بحده وهى تضع يديها فى وسطها :
- أمال عايزنى أبقى تييييييييييييييت زى البنات اللى بتمشى تتمايص وتتأصع فى الشارع ولابسه لبس أبيح .. ولا عايزنى أعمل زى التييييييييييييت اللى بيطلعوا فى التليفزيون اشى مرة فى كليب واشى مرة فى مسلسل واشى مرة فى فيلم
قال "دياب" بحده :
- وفيها ايه يعني ما تعملى زيهم .. هو مش أنا حلالك برده هو انتى هتعملى كده وتلبسى كده لحد غريب .. مش أنا جوزك .. ما بنات التييييييييييييييت بيعملوا كده أدام أمة لا اله الا الله .. وانتى مش عايزة تعملى كده للراجل اللى انتى متجوزاه
صاحت "سحر" بغضب :
- مروحتش اتجوزت واحدة منهم ليه بأه ان شاء الله .. كنت شوفلك أى واحدة تيييييييييييييييت اتجوزها يا "دياب"
تنهد "دياب" بعمق وهو ينظر الى عينيها بحزم قائلاً :
- عشان أنا عايز زوجة محترمة يا "سحر" تشيل اسمى وتربى ولادى وأبقى عارف أخلاقها وواثق فيها وأنا سايبها فى البيت وأنا فى شغلى .. عشان أبقى مطمن على ولادى معاها وعلى تربيتها ليهم .. بس ده ميمنعش برده انى راجل ونفسى أحس انك مهتمه بيا ومهتمة بنفسك
نظر الى ملابسها قائلاً :
- مش أنا مديكى 50 جنيه من مده يا "سحر" مجبتيش بيهم لبس ليه
قالت "سحر" بحنق :
- يا "دياب" البيت أولى يا "دياب" .. أصرف على نفسى 50 جنية وعندنا بت لسه حتت لحمة حمرا محتاجه غذا وكسا
قالت "دياب" بألم :
- بس أنا مش حرمها من حاجه متحسسنيش ان أنا مقصر معاها .. أنا بطفح الدم كل يوم عشانها وعشانك
ٌقالت "سحر" وهى تزفر بضيق :
- ماهو عشان أنا عارفه ان الفلوس دى انت بتبقى طافح الدم فيها بيصعب عليا انى أصرفها فى حاجات تافهة كده
نظر اليها وقال :
- حاجات تافهة !
نظرت اليه وهو يلتفت ليبحث عن شئ يرتديه فى قدميه ثم .. فتح الباب وخرج .. وأغلقه خلفه فى هدوء

************
انزلق السائل الأصفر كريه الرائحه فى فم "علاء" دفعة واحدة قبل أن يضع كأسه فوق طاولة البار قائلاً بغضب هادر :
- والله لأقتله
ربت صديقه على كتفه وقال :
- خلاص يا عم .. كان من الأول .. فضلت تقول هعمل وهسوى .. انا كنت واثق انك عيل بق
قال "علاء" بحده :
- مكنتش أعرف انه هيتهبب يتجوز .. لو كنت أعرف كنت قتلته وخلصت
عاد ينظر الى كأسه الفارغ يحركه بين يديه قائلاً وأمارات الغضب على وجه :
- أنا هوريك يا "عدنان" الكلب
نفث صديقه الدخان من أحد السجائر الملفولة وأعطاها الى "علاء" قائلاً :
- امسك دى وروق يا باشا
قال "علاء" وهو يعبئ من ذلك السم داخل رئتيه :
- بأه حتت بت تيييييييييييييت زى دى تضحك عليك يا كبارة العيله
نهض فجأة وغادر فى حدة ناداه صديقه مرات فلم يجب

***********
قال "نهاد" بحزم :
- نبقى نتكلم بعدين .. طيب .. سلام
أنهى المكالمة وزفر بضيق وهو يضع هاتفه فوق الطاولة .. كانت "بيسان" جالسه على الأريكة ترضع الصغير فنظرت اليه بفضول قائله :
- خير يا "نهاد" .. فى حاجه ضايقتك ؟
قال "نهاد" بحنق :
- صاحبتك يا ستى
قالت "بيسان" بدهشة :
- "انجى" .. ملها ؟
قال "نهاد" وهو ينحنى الى الأمام وينظر اليها :
- كل شوية اتصالات .. ما أنا بشغل فلوس لعشرات العملا مفيش حد بيتصل وبيستفسر عن كل حاجه كده
قالت" بيسان" :
- معلش يا حبيبى هى تلاقيها عشان أول مرة تشغل فلوسها فحابه انها تطمن
قالت "نهاد" وهو يخلع ربطة عنقه :
- بس مستفزة وأسئلتها كتير ومش بس عن فلوسها .. لأ تحسى انها مش عارفه هى عايزه ايه أصلاً
قالت "بيسان" وهى تضع الضغير عمودياً على صدرها وتربط على ظهره :
- معلش يا حبيبى .. صحبتى وعشمانه فينا
أومأ "نهاد" برأسه ونهض قائلاً :
- أقوم ألحق آخد دش قبل معاد العزومة
قالت "بيسان" بضيق :
- كان نفسى آجى معاك بس مش هاين عليا أخرج و "فريد" تعبان كده .. باركلها بالنيابة عنى لحد ما أشوفها ان شاء الله
قال "نهاد" شارداً :
- صدمة بجد .. لو شوفتيها يا "بيسان" هتتصدمى .. اللى يشوفها مع عمى يقول بنته مش مراته
ضحكت "بيسان" وقالت :
- لا بس عمو "عدنان" بعد ما صبغ شعره بأه حاجه تانية خالص
قال "نهاد" وهو يحرك رأسه يميناً ويساراً فى ضيق :
- مش عارف ايه اللى طلع فى دماغه موضوع الجواز ده
قالت "بيسان" ضاحكة :
- عادى يعني .. راجل وعايز يتجوز انتوا مضايقين ليه مش عارفه .. ومامتك وعمتك قالبينها مناحه .. هو حر .. هو طلب منكوا انكوا تصرفوا عليه هو مراته .. فلوسه وهو حر بيها .. طالما مبيعملش حاجه تغضب ربنا مضايقين نفسكوا ليه بأه
استسلم "نهاد" كلامها وتوجه الى الحمام قائلاً :
- ربنا يستر

*************
فوجئت" "لميس" بـ "كوثر" والتى كانت واقفة أمام غرفة "عدنان" و "سمر" تحاول فتح الباب دون جدوى .. اقتربت منها "لميس" قائله :
- فى حاجه يا "كوثر" هانم
جفلت "كوثر" .. لكنها استعادت رباطة جأشها بسرعة وقالت :
- أصلى جبت هدية لـ "عدنان" و "سمر" بمناسبة جوازهم وكنت عايزه أحطها فى أوضتهم عشان يتفاجؤا بيها
قالت" لميس" بهدوء :
- آسفة "عدنان" بيه قال ان الاوضة ليها مفتاح جديد .. ملوش الا 3 نسخ بس .. وممنوع أى حد يدخل الأوضة وهو مش موجود
أومأت "كوثر" برأسها فى حنق ونزلت الدرج وهى تكاد تنفجر من الغضب

تلقت "سمر" اتصالا من "عدنان" قائلاً:
- حبيبتى جاهزة .. العيلة على وصول .. أنا نص ساعة بالكتير وهكون فى الفيلا
قالت بحزن :
- أيوة جاهزة
أقلقه صوتها فقال :
- فى حاجه يا "سمر" ؟
قالت بتوتر :
- محدش فيهم حبنى
كاد "عدنان" أن يجيب عليها لكن قاطعه صوت السكرتيرة فأسرع يقول :
- "سمر" هقفل دلوقتى نتكلم لما أرجع الفيلا .. ماشى ؟
قالت بخفوت :
- ماشى .. هستناك
أنهت المكالمة لتسمع طرفات على الباب .. فتحت الباب لتجد الخادمة تقول :
- وصلوا يا فندم
أومأت "سمر" برأسها وقالت :
- طيب تعالى ساعديني أظبط شعرى
أومأت الخادمة برأسها ودخلت وفعلت كما أمرتها "سمر" .. خرجت "سمر" من غرفة النوم بكامل زينتها .. ألقت نظرة على نفسها فى المرآة الواقعة فى الردهة تتأكد من زينتها .. فى تلك اللحظة رأت "فيروز" تدخل الفيلا متوجهة الى غرفة المعيشة حيث يجتمع الجميع .. ابتسمت "فيروز" وهى تتأملها قائله :
- زى القمر .. أيوة كده عايزاكى تكيدي الأعادى
نظرت اليه "سمر" ببرود وقالت :
- حلى عنى يا "فيروز"
قالت "فيروز" وهى تتلفت حولها :
- خلى بالك دول xxxxب
هتفت "سمر" بحده وبصوت خافت :
- بقولك حلى عنى
ثم نظرت اليها بقسوة قائله :
- أنا خلاص بدأت حياة جديدة .. حياة انتى ملكيش مكان فيها .. ولا هيكونلك مكان فيها .. وجودك هنا مؤقت .. انتى فاهمة
نظرت اليها "فيروز" بغل .. تركتها "سمر وتوجهت الى غرفة المعيشة وهى تبتسم وتقوم بدور مضيفة البيت قائله :
- أهلا بيكوا
التفتت الأنظار اليها تتأملها فى صمت .. امتقع وجه "مهند" لاصرارها على ارتداء القصير والمكشوف من الثياب .. شعر بنفور نحوها .. فما كان يتمنى أن تكون زوجة عمه سافرة بهذا الشكل .. أشاح بوجهه عنها دون أن يرد على تحيتها .. توجهت الى فرد فرد منهم تسلم عليه قائله :
- أهلا بيكِ .. أهلا بيكِ منورة
التقت عينا "كوثر" بعينا "يسرية" فى سخرية لما تقوم به "سمر" بدور صاحبة البيت والمضيفه التى ترحيب بضيوفها .. انتهت من السلام عليهم واحداً تلو الآخر .. ثم التفتت الى "مهند" الواقف مستنداً الى الجدار واضعاً كفيه فى جيب بنطاله .. اقتربت منه مبتسمة وهى تمد يدها قائله :
- صحيح انت من أهل البيت وعايش معانا فى الفيلا بس مبشوفكش خالص .. أهلاً بيك نورت
نظر "مهند" للحظة الى كفها الممدود .. ثــم بتبرم وبوجه متجهم أخرج كفه من جيب بنطاله .. ليصافحهــــا .. بلا مبالاة .. ثم تركها وذهب للجلوس على أحد المقاعد دون أن يلتفت اليها .. شعرت "سمر" بالحنق والضيق وهى تتطلع اليه دون أن يوليها أدنى اهتمام .. نقلت "فيروز" نظرها من "مهند" الى "سمر" فى دهشة .. بينما احتقن وجه "نهال" وهى ترمق "مهند" بنظرات غاضبه وهى تقول بحده :
- "مهند" انت ازاى ...........
قاطعها صوت "عدنان" المرح وهى يدخل قائلاً :
- آسف على التأخير يا جماعة
نظر اليه الجميع مرحبين به .. حضرت "لميس" من خلفه تقول بهدوء :
- كل حاجه جاهزة فى الجنينة زى ما أمرت يا "عدنان" بيه
توجه الجميع الى الحديقة والتفوا حول الطاولة المعدة بعناية فى الهواء الطلق .. كاد "حسنى" أن يجلس في مقعده على يسار "عدنان" .. لكن "عدنان" أمسك المقعد وقال ضاحكاً :
- لا خلاص يا "حسنى" .. ده بأه كرسى العروسة
امتقع وجه "حسنى" وتخير مقعد آخر .. أزاح "عدنان" مقعد "سمر" ابتسمت له وهى تجلس فى ذلك المقعد .. بينما التف "مهند" حول الطاولة ليجلس فى مقعده المعتاد الى يمين "عدنان" .. و .. فى مواجهة "سمر" !
قبل أن يبدأ الجميع فى تناول طعامهم .. نهض "عدنان" وبلهجة مسرحية قال وهو يخرج احدى العلب المخمرية من جيبه :
- بمناسبة مرور 3 أيام على جوازى .. أحب أقدم لعروستى الهدية البسيطة دى
كتمت "كوثر" شهقتها بكفها وهى تتطلع الى ذلك العقد الماسى الذى أخرجه "عدنان" تحت أنظار الجميع .. طلب من "سمر" الوقوف .. والتفت حولها بينما رفعت شعرها وهو يلبسها اياه .. تحسسته بيدها وهو يزين رقبتها .. كانت أنظار الجميع مصوبة تجاهها .. فقط "مهند" لم يستهويه ذلك المشهد فأطرق برأسه غاضاً لبصره .. التفتت "سمر" لتنظر الى "عدنان" بتأثر قائله :
- بس ده كتير أوى
ابتسم وهو يقبل جبينها قائلاً :
- مفيش حاجه تغلى عليكى يا حبيبتى
لمعت العبرات فى عين "سمر" وهى تقول بإمتنان شديد :
- مش عارفه أقولك ايه
مسح بكفيه على ذراعيها وهو يبتسم لها قائلاً :
- متقوليش حاجه
جلست فى مقعدها ومازالت عيناها تترقرق بالعبرات تأثراً لتلك المعاملة المحبة المعطوف وهذا التدليل الذى حُرمت منه طويلاً .. ربت "عدنان" على كفها فالتفتت اليه وابتسمت .. ابتلع الجميع ألسنتهم وهم ينظرون الى "سمر" بين الحين والآخر وهذا العقد الماسى يزين رقبتها .. حملت نظراتها الحقد والحسد والضغينة .. حتى نظرات "فيروز" لم تختلف كثيراً عن نظرات الآخرين .. وضع "مهند" عينه فى طبقه ولم يرفعها الى تلك الفتاة الجالسه قبالته قط .. قال "عدنان" لـ "مهند" :
- "مهند" هتعرف تمشى الشركة من غيري اليومين اللى جايين ؟
التفت "مهند" الى عمه وقال على الفور :
- أيوة طبعاً يا عمى مفيش مشكلة
قال "حسنى" بفضول :
- خير يا "عدنان"
نظر اليه "عدنان" مبتسماً وهو يقول :
- مفيش يا "حسنى" .. أنا و "سمر" طالعين شرم كام يوم
التفتت "يسرية" لتنظر الى "كوثر" وكلتاهما تتآكلات من الغيظ .. فيما ضحكت "فيروز" قائله بمكر :
- طبعاً عرسان ومن حقهم يتفسحوا ويقضوا يومين عسل مع بعض
احمرت وجنتا "سمر" فرفعت كوب الماء الى فمها ترشف منها رشفات صغيره وقد عقدت جبينها فى ضيق .. نظرت اليها "فريدة" الجالسة بجوار "مهند" وقالت :
- مال دراعك يا "سمر" ؟
توترت "سمر" بشدة وأخذت تعبث فى طعامها بملعقتها بعصبيه .. ساد الصمت .. فقالت "فريدة" بحيرة :
- انا آسفة مش قصدى أضايقك .. أنا بس شوفت دراعك متجبس فـ ........
رفعت "سمر" رأسها ونظرت اليها قائله :
- لأ مش متجبس
هنا التفت اليها الجميع فى حيرة يتطلعون الى ذلك الذراع المعلق الى رقبتها .. تمتمت بهدوء وهى تشعر بغصه فى حلقها .. وبنغزات الدموع فى عينها .. وهى تنظر الى طبقها غير قادرة على النظر الى تلك الوجوه المحملقة فيها :
- مشلول
رفــع "مهند" عينيــه لأول مرة منذ أن جلست أمامــه .. ونظر اليهــا .. فرأى تلك الدمعـــة التى فرت هاربــة من عينهــا .. لتسقـط معلنة عن حزنهــا و قهرهــا وألمهــا !



اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-15, 04:59 AM   #16

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع عشر
- مال دراعك يا "سمر" ؟
توترت "سمر" بشدة وأخذت تعبث فى طعامها بملعقتها بعصبيه .. ساد الصمت .. فقالت "فريدة" بحيرة :
- انا آسفة مش قصدى أضايقك .. أنا بس شوفت دراعك متجبس فـ ........
رفعت "سمر" رأسها ونظرت اليها قائله :
- لأ مش متجبس
هنا التفت اليها الجميع فى حيرة يتطلعون الى ذلك الذراع المعلق الى رقبتها .. تمتمت بهدوء وهى تشعر بغصه فى حلقها .. وبنغزات الدموع فى عينها .. وهى تنظر الى طبقها غير قادرة على النظر الى تلك الوجوه المحملقة فيها :
- مشلول ....
رفــع "مهند" عينيــه لأول مرة منذ أن جلست أمامــه .. ونظر اليهــا .. فرأى تلك الدمعـــة التى فرت هاربــة من عينهــا .. لتسقـط معلنة عن حزنهــا و قهرهــا وألمهــا !
ساد الصمت وازدادت حملقة عيونهم الفضولية فى وجهها .. تمتمت "فريدة" بأسى :
- معلش أنا آسفة مكنتش أعرف
تبادلت "كوثر" مع "يسرية" و "حسنى" نظرات دهشة .. فيما نظر اليهم "عدنان" قائلاً بحزم :
- ياريت نقفل الموضوع ده يا جماعة
نظرت اليه "سمر" وهى تحاول اخفاء ألمها بإبتسامه مصطنعة وهى تقول :
- لا عادى مفيش مشكلة .. أكيد كانوا هيعرفوا
خفض "مهند"عينيه وأعاد النظر الى طبقه مرة أخرى .. شارداً .. قالت "نهال" بفضول :
- ازاى حصل الموضوع ده يا "سمر" .. انتى مولودة كده
التفتت اليها "سمر" وهى تقول بإبتسامه مضطربة :
- لأ مش مولوده كده
ثم قالت بوصت خافت :
- حادثة عربية
للمرة الثانية رفع "مهند" عينيه لينظر اليها وهى تتحدث قائله :
- اتخبطت فى راسى .. ومن ساعتها ودراعى مش بيتحرك
قالت "انعام" بأسف :
- معلش يا بنتى .. أكيد حاجه صعبة عليكي .. طيب الدكتور قالك ايه .. مفيش علاج
ابتلعت "سمر" ريقها بصعوبة وهى تقول بمرارة :
- الدكتور قالى ان الحالة غريبة .. ومش عارفلها سبب .. وان العلاج الطبيعي فشل .. يعني من الآخر قالى مفيش أمل
شرد "مهند" مرة أخرى فى كلماتها .. يزنها فى عقله .. بينما قالت "كوثر" :
- عشان كده مبحبش أسوق بنفسى
قالت "سمر" بتوتر :
- مش أنا اللى كنت سايقه العربية .. خطيبي اللى كان سايق
للمرة الثالثة يرفع "مهند" رأسه لينظر اليها .. لكن هذه المرة عقد ما بني حاجبيه وهو يسمع لها بإهتمام .. حين قالت :
- هو أصلاً بطل سباق .. بس كان فى عربية جايه مخالف .. و معرفش يتفاداها
ازداد انعقاد جبين "مهند" بشدرة . وترك ملعقته من يدة .. وهو يتذكر موقف مماثل .. حينما فشل فى تفادى السيارة التى أدت الى وقوع الحادث الذى راحت زوجته ضحية له .. قال "عدنان" بحزم :
- كفاية كده يا جماعة . نكمل أكل .. اتفضلوا
عاد كل منها الى الاتفات أمامه مرة أخرى .. أصاب وجه "سمر" الشرود والوجوم .. وفقدت شهيتها .. شعرت فى تلك اللحظة برغبة شديدة فى الانفراد بنفسها و .. البكاء .. بدت كمن يختنق بشئ فى حلقه .. تلتفت يمنياً ويساراً بوجه محتقن .. ثم نظرت الى "عدنان" برجاء وقالت :
- أنا .. معلش ممكن أقوم
ٌقال بإهتمام :
- مالك حسه بحاجه
قالت على الفور وهى تنهض :
- لا أبداً .. بس معلش .. أنا آسفة
غادرت مسرعة قبل أن تفضحها عبراتها أمام الجميع

**************
قالت "انجى" بدلال عبر الهاتف :
- اعتبره غداء عمل
قال "نهاد" بهدوء :
- بجد يا "انجى" مش فاضى
ضحكت "انجى" قائلة :
- يعني يا "نهاد" مبتاكلش .. أكيد بتامل يعنى .. بدل ما تاكل عندك فى المكتب أهو ناكل مع بعض .. كده كده أنا قريبة من الشركة .. بصى مفيش أعذار .. نص ساعة وهنتظرك تحت أدام باب الشركة .. يلا باى
نظر "نهاد" الى الهاتف .. ثم تركه بلا مبالاة فوق المكتب وعاد الى الانهماك فى عمله .. لكنه تفاجأ برؤيتها أمامه تدخل خلف السكرتيرة وهى تقول :
- طبعا مكنتش هتنزل فقولت أطلع ناصحة وأطلعلك بنفسى .. كده أكيد مش هتحرجنى
نهض "نهاد" وسلم عليها قائلاً :
- أهلاً يا "انجى"
كاد أن يجلش فهتفت بمرح :
- استنى استنى هتعمل ايه .. نروح نتغدى وبعدين ارجع كمل شغلك .. أصلاً أنا واقعة من الجوع
بدا على "نهاد" الإستسلام وارتدى سترته وهو يقول :
- أصلاً أنا نسيت نفسى فى الشغل ومحستش انى جعان الا لما جبتى سيرة الأكل
قالت مبتسمة :
- كويس أوى .. يلا بأه
خرجا سوياً واستقلا سيارة "نهاد" الى أحد المطاعم التى أشادت "انجى" بجودة أصنافهم .. كاد أن يختار طبقه فوضعت كفها فوق قائمة الطعام تحجب عنه الرؤية .. رفع نظره اليها فقالت بنعومة :
- سبنى أنا اللى أخترلك أنا عارفه أحسن حاجه بيقدموها هنا
أومأ "نهاد" برأسها .. انغلا فى الحديث سوياً .. تطرقت "انجى" الى مواضيع مختلفة .. متفرقة .. بدا على "نهاد" الملل تاره .. والاهتمام تاره .. والضخر تاره .. لكنه أشاد بالطعام قائلاً :
- فعلاً ممتاز .. كان معاكى حق
ابتسمت بنعومة وهى تنظر الى عينيه بجرأة وقالت :
- أنا على طول معايا حق .. سيبلى نفسك وانت مطمئن
أشعرته نظراتها ونبرة صوتها بالتوتر .. أمسك كوب الماء الموضوع أمامه يتلهى به وعقله شارداً .. أسندت وجنتها الى قبضة يدها وهى تنظر اليه بنفس الجرأة قائله :
- سرحان فى ايه
رسم بسمة على شفتيه وهو ينظر اليها قائلاً :
- لا أبداً
قالت "انجى" بصوت هامس :
- تعرف ان "بيسان" محظوظة أوى انها متجوزة من راجل زيك
اتسعت ابتسامة "نهاد" .. فأكملت بنعومه :
- أكيد "بيسان" بتحسد نفسها عليك .. عارف .. أنا لو كنت متجوزة راجل زيك .. كنت هبقى أسعد واحدة فى الدنيا
أطربه السماع الى كلماتها التى أرضت غروره كرجل .. لكن على الرغم من ذلك شعر بتوتر دفعه لأن يقول :
- معلش يا "انجى" لازم أرجع الشركة
ابتسمت وهى تقول :
- مفيش مشكلة .. زى ما تحب
ثم رفعت حاجبيها ونظرت اليه بتحدى وقالت :
- بس هنتقابل تانى
نظر "نهاد" اليها .. متأملاً الكلمات التى ترسمها عينيها أمام وجهه .. يفهم تلك الكلمات جيداً .. ويعى معناها .. لكنه .. يتظاره بأنه لا يراها !

***********
تساقطت العبرات من عيني "سمر" وظهر الألم واضحاً جلياً على وجهها وهى تستمع الى كلمات الطبيب الذى أحضرها اليه "عدنان" موهماً الجميع أنهم فى رحلة الى شرم الشيخ .. أكمل الطبيب حديثه قائلاً :
- زى ما قولتلكوا .. الفحوصات اللى عملناها واللى جبتوها من الدكتور المعالج فى تركيا بتقول ان كان فى كدمة فى مؤخرة الرأس بسبب الاصطدام وقت الحادث .. وده اللى سبب الشلل فى الذراع الأيسر .. رغم ان من المعتاد انه يكون شلل نصفى .. بل للأسف الكدة حتى بعد ما اختفت لسه الذراع مشلول
قال "عدنان" بإهتمام :
- طيب وايه السبب
قال الطبيب متنهداً :
- المخ عضو حساس جداً .. وأحياناً بتتسبب بعض الحوادث فى ردود أفعال غير متوقهة .. لعل مع الوقت الشلل ده يختفى .. أنا شايف انها تستمر على العلاج الطبيعي .. لكن احنا كأطباء للأسف مفيش فى ايدينا حاجه نعملها
أطرقت "سمر" برأسها بينما ساعدها "عدنان" على النهوض .. توجها معاً الى بوابة المستشفى .. يسوقها "عدنان" من ذراعها .. توقفت فجأة عن السير وهتفت باكية :
- يعني خلاص مش هخف . هفضل كده .. خلاص دراعى مش هيتحرك تانى .. هيفضل مشلول كده
نظر اليها "عدنان" بحزن .. فبكت بشدة غير عابئة بنظرات الناس من حولها وهى تقول :
- قوللى أعمل ايه .. قوللى أعالجه ازاى .. مش عايزه أفضل كده .. انت وعدتنى تعالجنى . .انت وعدتنى بكده
كاد صوت بكائها أن يمزق قلب "عدنان" الذى احاطها بذراعيه .. ألقت برأسها فوق صدره تزرف ما بداخلها من نحيب وألم .. بكت كما لم تبكى من قبل .. لم يجد "عدنان" أى كلمات لمواساتها .. شعر بأن الكلمات فى تلك اللحظة يتكون فارغة من أى معنى .. ربت على ظهرها وتركها تبكى على صدره عليها ترتاح قليلاً .. أخيراً رفعت رأسها تنظر اليه بوجهها المبلل بالعبرات قائله برجاء ممزوج بالأسى كالغريق الذى يتعلق بقشة :
- قوللى ان دراعى هيخف
تمتم "عدنان" وهو يمسح على ذراعيها قائلاً :
- إن شاء الله هيخف
أومأت برأسها وهى تحاول تصديق كلماته .. بل تحاول أن تخدع نفسها بكلماته .. ففى التظاهر تخفيف لألمها .. وهروب من واقعها ومن الحقيقة القاسية .. تظاهرت بالإقتناع وابتسمت قائله بمرح مصطنع :
- أنا برده بقول كده .. عارف أكيد لو بعت التحاليل الجديدة دى للدكتور بتاعى فى تركيا هيقولى كلام غير اللى الدكتور ده قاله .. أصلا الدكتور اللى عالجنى فى تركيا من أكبر الدكاتره هناك .. يعني أكيد هو يفهم أكتر
ثم نظرت اليه بأعين دامعه وهى تقول بشفتين مرتجفتين وعيناها ترجوه أن يخدعها كما تفعل مع نفسها :
- مش كده ؟
شعر بغصة فى حقه وهو يستجيب لذلك الرجاء فى عينيها ويقول بصوت خافت :
- أيوة صح .. معاكى حق
مسحت العبرات عن وجهها بكفيها وهى تبتسم قائله :
- ان شاء الله هتصل بيه واخليه يبعتلى ايميله وأبعتله صور من التحاليل دى
جذبت الملف الذى يحتوى على تحاليلها وفحوصاتها من يد "عدنان" وقالت بحماس :
- خليه معايا
احتضنت الملف الى صدرها بيدها السليمة .. بينما لف "عدنان" ذراعه حول كتفيها وهو يشعر بالشفقة والأسى على حالها .. اجتاحه شعور بالضيق والعجز لعدم قدرته على الوفاء بوعده لها !

*************
تطلعت "يسرية" من الشرفة قليلاً .. ثم توجهت الى الداخل قائله بتهكم :
- العريس والعروسة شرفوا
قالت "كوثر" بحده :
- وجايين على نفسهم كده ليه .. ما كانوا كملوا باقى الاسبوع
دخل "عدنان" الفيلا وهو يحيط كتفى "سمر" بذراعه .. أخبرته "لميس" بأدب :
- حمدالله على السلامة يا "عدنان" بيه .. حمدالهل على السلامة يا مدام "سمر" .. مدام ""كوثر" و مدام" يسرية فوق
رسمت المرأتان ابتسامة مصطنعه وهما تستقبلان "عدنان" و "سمر" .. جلست "سمر" معهما قليلاً ثم استأذن للذهاب الى غرفة النوم لترتاح .. قال "عدنان" وهو يجلس أمامهم فى خيلاء :
- ها ايه أخبارك يا "كوثر" و انتى يا "يسرية"
قالت "كوثر" مبتسمة بتهكم :
- انتى اللى تقولينا أخبارك يا عريس
أطلق "عدنان" ضحكة عالية وهو يقول :
- أنا تمام أوى أوى .. متشغليش بالك بيا يا "كوثر"
التفتت اليه "يسرية" لتقوم من بين اسنانها :
- واضح انكوا متفاهمين مع بعض رغم فرق السن الكبير اللى بينكوا
ٌقال "عدنان" بتحدى :
- أيوة فعلاً متفاهمين مع بعض جداً
ثم نهض قائلاً :
- بعد اذنكوا هروح أطمن على "سمر"
بعدما خرج التفتت "يسرية" الى "كوثر" قائله بحنق :
- أخوكى ده هينقطنى
قالت "كوثر" بحزم :
- البت دى لازم نطفشها من هنا
هتفت "يسرية" بصوت خافت :
- وازاى بأه هنطفشها .. ليه هى هبله .. أكيد هى ومراة أبوها الحداية مش سهلين .. أكيد هيمسكوا فى الراجل بإيديهم وسنانهم ده منجم دهب بالنسبة لهم
قالت "كوثر" بحزم شاردة :
- لازم نفكر فى طريقة تخلى "عدنان" يطلقها
قالت "يسرية" بلهفة :
- طريقة ازاى .. ايه اللى هيخلى "عدنان" يطلقها انتى مش شايفه مبسوط معاها ازاى
ٌالت "كوثر" هامسة بصرامة :
- لو فكرنا مش هنغلب يا "يسرية" .. ايه اللى الحاجه اللى تخلى راجل بيحب مراته يطلقها ويرميها رمية الكلاب ؟
حكت "يسرية" ذقنها بأصابعها وهى تمعن التفكير ثم قالت شاردة :
- مش عارفه
ثم التفتت الى "كوثر" قائله بحماس :
- انها تخونه
قالت "كوثر" بحماس هى الأخرى وبصوت خافت :
- برافو عليكي يا "يسرية" .. "عدنان" أخويا لو اكتشف انها بتخونه عمره ما هيبص فى خلقتها تانى وهيطلقها ويرميها رمية الكلاب هى ومراة أبوها الحداية
قالت "يسرية" بحيرة :
- بس ازاى يعني هنوهمه انها بتوخنه ؟
قالت "كوثر" بمكر وخبث شديد :
- لا يا حبيبتى احنا مش هنوهمه انها بتخونه .. احنها هنخليها فعلاً تخونه !

خرجت "سمر" من غرفتها حاملة الملف الخاص بحالتها الصحية .. توجهت الى مكتب "عدنان" فى الفيلا .. طرقت الباب فسمعت اذناً بالدخول دون أن تتبين صاحب الصوت فدخلت مباشرة .. اندهشت عندما رأت "مهند" جالس أمام مكتب "عدنان" .. فقالت بحيرة :
- افتكرت .. افتكرت "عدنان" هو اللى فى المكتب
نظر اليها "مهند" قائلاً ببرود :
- عمى جاله تيلفون مهم ونزل من ساعة
أومأت برأسها وأغلقت باب المكتب خلفها ! .. تابعها "مهند" بعينيه وهى تتقدم الى المكتب وقالت :
- معلش أنا محتاجه أبعت الحاجت دى بالفاكس دلوقتى .. الدكتور مستنى
ثم تلفتت حولها قائله :
- فى هنا فاكس مش كده ؟
بدون أن يجيب أشار بيده الى الجهاز القابع بجوار المكتب على احدى الطاولات .. ثم عاد الى عمله متجاهلاً اياها تماماً .. توجهت "سمر" الى الآلة التى تجهل كيفية عملها .. وضعت الملف على أحد المقاعد وأخرجت منه أول ورقة .. وبعد معاناة وضعتها داخل الجهاز .. وانتظرت !!
التفت اليها "مهند" .. وهو يتطلع الى ما تفعله بصمت .. ثم قالت :
- انتى كده بعتى الفاكس ؟
التفتت اليه وابتسمت بخجل وقالت :
- مش عارفه .. أصل أنا مبعتش فاكسات قبل كده
ثم أشارت الى الآلة قائله :
- ولا أعرف أصلا بيشتعل ازاى
نهض "مهند" بتثاقل .. وأشار لها بيده لتبتعد من أمام الآلة ففعلت .. سألها بهدوء :
- فين رقم الفاكس اللى عايزة تبعتى الورق عليه ؟
أخرجت من هاتفها رقم مدون وأعطته له وقالت :
- هو ده الرقم
أنجز "مهند" المهمة بسرعة .. ثم التفت ليعود الى مكتبه .. نقلت بصرها منه الى الآلة وقالت :
- خلاص كده اتبعت ؟
أومأ برأسه وهو ينظر الى حاسوبه ويقول :
- أيوة خلاص
ابتسمت بسعادة وقالت :
- ميرسى ..
اختفت ابتسامتها ببطء عندما قابلها بتجاهل تام منه .. لم يرفع حتى بصره اليها .. التفتت تحمل الملف فى يدها وتغادر المكتب بهدوء

**************
نزلت "نهال" من السيارة لتقابل احدى صديقاتها أمام بوابة الجامعة .. ثم تتوقف معها لانتظار زميلتهم الثالثة .. لم يدرى "بشير" لما توقف .. لكنها أراد الإطمئنان عليها حتى تدخل من البوابة .. لكن ظهر الغضب على وجهه عندما رأى أحد الشباب يقترب من "نهال" بمياعة وهو يبتسم فى وجهها ويتحرك بحركات بهلوانية .. ازددا انعقاد جبينه وهو يرى "نهال" تصع يدها على فمها لتكتم ضحكتها فقد رأى ما يفعله الشاب ظريفاً .. اقترب منها أكثر ومد يده للسلام عليها فاستجابت وهى تسلم يدها الى راحته .. بدا وجه "بشير" محتقناً من الغضب .. خاصة عندما رفض الشاب أن يترك يدها وهو يبتسم فى وجهها ويرفع حاجبيه فى تحدى .. حاولت كثيراً نزع يدها ففشلت فيما وقفت صديقتها مبتسمة لهذا المشهد .. أسرع "بشير" فى النزول من السيارة وتوجه اليهم .. وقف بجوار "نهال" وقال للشاب :
- سيبها
التفت اليه الشاب زهز يرفع نظارته الشمسية الى جبينه ويتطلع الى "بشير" بسخرية قائلاً :
- ولو مسبتهاش
التفتت "نهال" لتقول لـ "بشير" ::
-خلاص يا "بشير" هو بس بيهزر
ثم التفتت الى الشاب وقالت مبتسمة :
- سيبنى بأه
نظر اليها بتحدى مبتسماً وقال :
- مش سايبك
ازداد غضب "بشير" ودون أن يعى ما يفعل لكم الشاب فى كتفه وقال :
- بتقولك سيبها
بدأت "نهال" تشعر بالخوف .. حاولت جذب يدها من كف الشبا الذى أحكم قبضته عليها .. بدا وكأن الشاب قد حول الأمر الى عند وتحدى .. فنظر الى "بشير" وقال بإحتقار :
- لو راجل خدها من ايدي
فجأة ارتفعت قبضة "بشير" لتلكم الشاب فى وجهه .. لكن "بشير" أخطأ بإختيار الخصم ! .. فالناظر اليهما من أول وهلة سيدرك أن هذا الشاب النحيل قصير القامة لن يكون نداً لذلك الشاب الطويل مفتول العضلات .. ترك الشاب "نهال" لينهال على وجه "بشير" وبطنه وصدره باللكمات والركلات .. صاحت "نهال" صارخه :
- سيبه .. كفايه سيبه
لكن الفتى بدا وكأن جنونه قد جن .. أخذ يكيل اللكملات والركلات حتى استطاع مجموعة من الشباب السيطرة عليه وجذب بعيداً عن "بشير" الذى غرق وجهه فى دماء جراحه .. أقبلت عليه "نهال" وهى تهتف قائله :
- "بشير" انت كويس
أومأ برأسه وهو يتحسس صدره فى ألم .. عاونته على النهوض .. وتوجهت معه الى السيارة ليستند على بابها فى اعياء .. قالت بلهفة :
- لزام شنوف دكتور .. وشك غرقان دم
رفع رأسه لينظر اليها قائلاً بصوت مشبع بالألم :
- المهم ان انتى كويسة
قالت "نهال" وهى تتوجه الى مقعد السائق :
- اركب يا "بشير" هسوق أنا
رفض "بشير" رفضاً قاطعا ً وجلس هو أمام المقود رغم اعياؤه .. وانطلق الى أحد المستشفيات لينال عدة غرز فى جبهته وشفتيه .. على الرغم من الجراح والألم الذى شعر به .. الى أنه شعر بالانتشاء .. لأنه أظهر لها رغبته فى الدفاع عنها .. وحمايتها !

***************
صعد "دياب" درجات السلم الى بيته .. ليقف فجأة فى الطابق الذى يقع أسفل طابقه ليسطع صوت "سحر" وهى تتحدث الى جارتها قائله بهمس :
- لا مش ممكن "دياب" يعمل كده
سمع جارتها تقول :
- يا خايبة .. صدقيني لو معرفتيش تبلفيه هتلاقيه طار من بين اديكي
قالت "سحر" بثقه :
- لا "دياب" مش ممكن يتجوز عليا .. أصلاً يا يدوبك فاتح البيت ده بالعافية هو حمل فتح بيت تانى .. ده بيشتغل أكتر من 12 ساعة ويدوبك المرتب بيكفى على الأد .. يجيب فلوس منين يعني يتجوز بيها
تسمر "دياب" فى مكانه وقد تطاير الشرر من عينيه .. ما كادت تدخل "سحر" الى البتي حتى سمعت صوت المفتاح فى الباب التفتت لتجد "دياب" يدخل المنزل وينظر اليها بغضب .. قالت مبتسمة :
- "دياب"
عقد ما بين حاجبيها وهى تنظر الى تعبيرات وجه قائله :
- فى حاجه ؟
اقترب منها قائلاً بحزم :
- أنا سمعت كلامك مع جارتك
استعادت "سحر" فى عقلها برسعة الحوار الذى دار بينها وبين جارتها ثم قالت :
- وايه يعني .. أنا ما قولتش حاجه غلط
اقتربمنها أكثر ونظر فى عينيها وقال بصرامة :
- صح ما قولتيش حاجة غلط .. أنا مقدرش أتجوز تانى ولا أفتح بيت تانى
ابتلعت "سحر" ريقها وهى تنظر الى عينيه الغاضبتين وهو يقول :
- لأن الحلال غالى
تسرب اليها شعور بالخو من تلك النظرة التى لم ترها فى عينيه من قبل .. وتيقنت من خوفها عندما سمعته يقول بصرامة شديدة وبصوت مخيف :
- بس الحرام ببلاش !
قفز قلبها الى حلقها وهى تحاول استعاب كلماته التى ألقاها فى وجهها .. لكن قلب أن تفعل التفت ليغادر البيت بحده .. أفاقت من صدمتها التى سببتها كلماته وفتحت الباب وأخذت تناديه .. لكنه هبط الدرج كالبرق دون أن يعبأ بتوسلاتها أن يصعد اليها .. سمعت صراخ الصغيرة فإضطرت لأن تدخل اليها وتحملها وتصمها الى صدرها وكلتاهما تفيض من اعينهما الدموع

**************
خرج "عدنان" من الفيلا بصحبة "مهند" كل منهما متوجهاً الى سيارته .. قال "عدنان" فجأة :
- آه "مهند" .. على فكرة "سمر" هتنزل الشركة من النهاردة ان شاء الله .. هتشتغل فى قسم الترجمة
قال "مهند" بهدوء :
- تمام يا عمى
قال "عدنان وهما يقفان أمام سيرته :
- حالتها النفسية وحشة .. خاصة بعد ما الدكتور قالها ان تقريباً مفيش أمل ان علاجها يخف تانى
أومأ "مهند" برأسه فأكمل "عدنان" متنهداً بأسى :
- كان نفسى أعالجها زى ما وعدتها
رفع "مهند" رأسه لينظر الى "عدنان" وهو يعقد جبينه بشدة .. فأكمل "عدنان" دون أن ينظر اليه :
- بس الحمد لله قدر ربنا .. هنعمل ايه يعني
ثم نظر الى "مهند" قائلاً :
- عشان كده قولتلها تيجي الشركة تشتغل فى قسم الترجمة أو فى العلاقات العامة .. هى طبعاً عارفه تركى ممتاز .. وأهى تحاول تسلى وقتها يمكن ده يخفف عنها شوية
أومأ "مهند" برأسه فى صمت .. نزلت "سمر" الدرج وابتسمت للرجلان فلم يبادلها الابتسام الا "عدنان" بينما احتقن وجه "مهند" وهو يراها بملابسها المكشوفة .. شعر بالضيق فأشاح بوجهه عنها .. أقبلت عليهما بمرح قائله :
- الموظفة الجديدة فى قسم الترجمة جاهزة يا بهوات
قال "عدنان" بمرح :
- أحلى موظفة فى الدنيا
ثم انحنى بطريقة مسرحية وهو يقول :
- شركتنا زادها شرف انضمامك ليها يا سيادة المترجمة العظيمة
ابتسمت "سمر" بسعادة .. حانت منها التفاته الى "مهند" بوجهة المتجهم فأخذت تتأمله بنظراتها الى أن قال موجهاً حديثه الى "عدنان" :
- أنا هسبق أنا يا عمى على الشركة .. نتقابل هناك
صاحت "سمر" :
- أووووف
لتفت الرجلان اليها .. فأشارت الى بلوزتها فى غضب وقالت :
- البنت لبستهالى بالمقلوب .. عامية دى .. مبتشوفش
نظر اليها "عدنان" قائلاً :
- معلش يا "سمر" .. اطلعى بسرعة غيريها
نظرت اليه "سمر" قائله :
- طيب .. مش هتأخر
لكن يبدو أن "عدنان" كان متعجلاً أخذ ينظر الى ساعته بين الحين والآخر .. ثم قال فجأة وهو يربت على كتف "مهند" :
- "مهند" هات انت "سمر" معاك .. أنا مش هقدر أتأخر أكتر من كده انت عارف ان عندى اجتماع
وقبل أن يعطى "مهند" رأيه فى هذا التكليف ! .. الذى لم يراه تشريفاً ! .. ركب "عدنان" سيارته وأمر السائق -الذى حل محل "بشير" الى أن يتعافى- بأه ينطلق فى طريقه الى الشركة
وقف "مهند" حانقاً واجماً فأخر ما يريده هو أن تركب تلك المرأة سيارته .. زفر بضيق شديد وهو يراها مقبلة تجاهه وهى تقول :
- أمال فين "عدنان" ؟
قال بوجوم :
- سبق على الشركة لما اتأخرتى .. أنا اللى هوصلك اتفضلى
لم يهتم بأن يفتح لها باب السيارة .. التفت وركب خلف المقود .. انطلق فى طريقه بينما التفتت "سمر" لتتفحص وجهه المتجهم وهى تقول بحرج :
- ضايقتك عشان هتوصلنى ؟
قال وهو ينظر الى الطريق :
- لا أبداُ
لكن نبرة صوته ظهر واضحاً جلياً رغبتها بأن تقول : نعم متضايق !
سار "مهند" فى تلك الشوارع المزدحمة بالسيارات وبالمارة فى ذلك الصباح كل الى وجهته والى سعيه خلف رزقه .. حانت من "سمر" التفاته أخرى تتطلع الى وجهه قائله :
- انت و "فريدة" توأم مش كدة ؟
أومأ برأسه فى صمت .. فقالت مبتسمة :
- محدش يقدر يعرف انكوا توأم لانكوا مش شكل بعض .. بس انتوا الاتنين فى نفس السمار تقريباً
بدا أن الحديث من طرف واحد .. أكملت "سمر" قائله :
- أنا عرفت انكوا من اسكندرية
أومأ برأسه بصمت ! .. فأكملت :
- أنا كمان من اسكندرية على فكرة
بدا وكأنها نجحت أخيراً فى دفعه لأن يلتفت لينظر اليها .. لكنها لمحة خاطفة ثم عاد يتطلع أمامه مرة أخرى قائلاً :
- مكنتش أعرف
ابتسمت قائله بمرح :
- أصلاً على الرغم من اننا عايشين مع بعض فى بيت واحد الا اننا منعرفش حاجه عن بعض
لم تجد صدى لحديثها .. فالتفتت تنظر من الشباك بجوارها للحظات .. ثم التفتت اليه مرة أخرى قائله :
- أنا كنت خايفة أوى على فكرة انكوا متحبونيش
ثم قالت مبتسمة :
- هو صحيح مش الكل حبنى .. بس فى أمل
قال "مهند" بجدية :
- اديهم فرصة بس يتعرفوا عليكي أكتر .. هو أكيد الخبر كان مفاجئ
قالت "سمر" بحماس مبتسمة :
- عارف أنا أكتر حد حبيته هو طنط "انعام" و "فريدة" و "نهال" و "نهاد" و مدام "لميس" .. وشوية حبيت "حسنى" .. أما "علاء" فأنا مش قادرة أحدد مشاعرى نحيته لسه محتكتش بيه .. وطنط "يسرية" بصراحة محبتهاش وبحس انى بخاف لما ببصلها نظراتها تخوف .. وطنط "كوثر" مش عارفه ساعات بحس انى مرتحالها وساعات لأ
ثم قالت ناظره اليه :
- أما انت بأه ..........
ظنت بأنه سيهتم حتى بالنظر اليها لكنها أخطأت .. فضحكت قائله :
- مش عايز تعرف ؟
بدت عليه الجدية وهو يقول :
- مش هتفرق .. وعامة فى الأول والآخر دى فيلا عمى .. يعني بيتك .. وأنا ضيف
قالت بمرح كالأطفال :
- طيب بما انك مش مهتم تعرف أنا حسيت ايه نحيتك وحطاك فى أنهى فئة فمش هقولك
أنهت حديثها وتطلعت الى الطريق أمامها .. دون أن تتحدث اليه مرة أخرى .. توقفت السيارة فى جراج الفيلا .. ماكادت أن تترجل من السيارة حتى رأت "نهال" بصحبة "علاء" يترجلان من سيارة "علاء" .. احتقن وجه "نهال" وهى ترى "سمر" برفقة "مهند" فأقبلت "سمر" نحوها قائله بمرح :
- هاى "نهال" ازيك
ثم التفت الى "علاء" وقالت :
- هاى "علاء"
نظر اليها "علاء" قائلاً بنبرة حملت شئ من السخرية :
- أهلاً بمرات عمى
توجه "علاء" بصحبة "مهند" الى الشركة ..بينما سارت "نهال" برفقة "سمر" .. التفتت "نهال" الى "سمر" قائله بضيق :
- انتى ليه جيتي مع "مهند" ومجتيش مع عمو "عدنان"
التفتت اليها "سمر" مبتسمة وهى تقول :
- البنت اللى بتساعدنى ألبس غلطت ولبستنى الشيميز مقلوب طلعت أغير ونزلت لقيت "مهند" بيقولى ان "عدنان" سبقنا على الشركة
أومأت "نهال" برأسها وهى تتطلع الى "مهند" الذى يسير أمامها .. ثم التفتت الى "سمر" قائله بحدة :
- هو ليه "مهند" بيسلم عليكي
نظرت اليها "سمر" بدهشة وقالت :
-مش فاهمة
قالت "نهال" بحنق :
- "مهند" مبيسلمش بإيده على بنات . غير عمتو "انعام" و عمتو "كوثر" وفريدة .. غير كده لأ ..حتى أنا مبيسلمش عليا بإيده
رفعت "سمر" حاجبيها بدهشة وهى تقول :
- بس هو سلم عليا مرتين
نظرت اليها "نهال" بحده وقالت :
- كمان مرتين
تأملت "سمر" ملامح "نهال" والتى بدا عليها الغضب فقالت بحيرة :
- اهاا
نظرت "سمر" أمامها الى "مهند" الذى يسير أمامهما بصحبة "علاء" وقد رفعت حاجبيها بدهشة ..

اتى "علاء" اتصالاً من صديقه الذى هتف قائلاً :
- يا برنس البرانيس .. اسمعنى كويس .. جتلى حتة فكرة فى الجون .. تتخلص بيها من التلاتة فى وقت واحد .. عمك ومراة عمك وابن عمك
التفت "علاء" فى توتر ينظر الى "مهند" الذى يسير بجواره ثم قال :
- طيب مش دلوقتى نتقابل بالليل
قال صديقه :
- تمام يا معلم مستنيك
توجه "علاء" الى مكتبه .. بينما توجهت "نهال" الى مكتب أبيها .. سارت "سمر" فى الشركة لأول مرة لتشعر بمدى فخامة بنيانها .. كانت تعلم بثراء "عدنان" لكنها لم تتوقع امتلاكه لشركة كتلك .. نادت "مهند" الذى يسير أمامها قائلاً :
- "مهند"
التفت اليها فى ضيق فقالت :
- معلش مكن تقولى فين مكتب "عدنان"
قال بجدية :
- أنا رايحله أصلا
ابتسمت قائله :
- كويس بدل ما أتزه الشركة كبيرة أوى
أومأ برأسه وسارت بجوارها .. تذكرت حديث "نهال" منذ لحظات .. التفت تنظر اليه فى تردد .. ثم توقفا أمام باب مكتب "عدنان" فقالت :
- "مهند"
نظر اليها فقالت :
- ممكن أسألك سؤال
- اتفضلى
تطلعت الى عيينه قائله :
- أنا عرفت انك مبتسلمش على بنات ولا ستات .. اشمعنى أنا بتسلم عليا ؟!
ساد الصمت للحظات .. قبل أن يجيب "مهند" بحزم ناظراً اليها :
- لانك من محارمى .. محرم دائم
رفعت حاجبيها بدهشة وهى تقول :
- يعني ايه من محارمك ؟ .. هى زوجة العم محرم ؟
هز رأسه نفياً وقال :
- لأ زوجة العم مش محرم
ابتسمت قائله بدهشة :
- طيب ما انت لسه بتقول انى من محارمك
قال "مهند" بهدوء :
- زوجة العم مش محرم .. لكن زوجة الأب محرم
اتسعت عيناها دهشة وهى تقول :
- بس "عدنان" عمك مش باباك
قال بنفس الهدوء :
- عمى "عدنان" أبويا فى الرضاعة .. طبعاً عارفه انه كان متجوز ومخلف .. ومراته وابنه ماتوا من زمان .. قبل ما تحصل مشاكل الورث بين العيلة كانت مراة عمى رضعتنى مع ابنها .. وبكدة بأه عمى هو أبويا فى الرضاعة .. وأى واحدة يتجوزها تبقى مراة أبويا
عقدت "سمر" جبينها وهى تنظر اليه .. وقالت :
- طيب يعني ايه محرم دائم ؟
قال "مهند" بحزم ونظرات كحد السيف :
- يعني مينفعش أتجوزك أبداً .. حتى لو عمى طلقــك .. حتى لو عمى مــات .. مينفعش أتجوزك .. انتى متحرمــه عليا كحرمــة أختــى "فريدة" .. تحريــم دائــم .. أبــدى !



اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-15, 05:01 AM   #17

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس عشر
توجهت "سمر" الى غرفة الطعام على غير عادتها فى الاستيقاظ مبكراً .. ابتسمت عندما رأت "مهند" جالساً فوق مقعده أمام الطاولة يتفحص الجريدة الصباحية فى اهتمام .. اقتربت لتجلس فوق مقعدها فى مواجهته قائله :
- صباح الخير
نظر اليها قائلاً :
- صباح النور
ثم عاد للإنهماك فى مطالعة جريدته .. أقبلت احدى الخادمات لتخبرها :
- ثوانى يا فندم ويكون الفطار جاهز
أومأت "سمر" برأسها .. ثم عادت لتنظر الى "مهند" الذى لا يعيرها أدنى انتباه .. قالت بهدوء :
- "عدنان" نزل بدرى من كده ؟ .....

قال "مهند" دون أن ينظر اليها :
- أيوة سافر بعد الفجر
أومأت برأسها وأخذت تنقر فوق الطاولة بأصابعها .. ثم قالت :
- هتوصلنى الشركة ؟
رفع "مهند" رأسه لينظر بضيق الى ملابسها المكشوفة .. طوى جريدته ووضعها جواره بينما أخذ فى تناول طعامه قائلاً :
- مفيش مشكلة
نظرت اليه "سمر" بإهتمام قائلة :
- شكلك اضايقت .. بفرض نفسى عليك مش كدة ؟
قال بهدوء :
- لا مش كده
حضرت الخادمة لترص الأطباق وتصب لـ "سمر" فنجان الشاى .. نظرت الى "مهند" مرة أخرى متفحصة .. ثم قالت بعدما انصرفت الخادمة :
- خلاص مفيش مشكلة هخلى السواق يوصلنى
قال "مهند" ببرود :
- مفيش مشكلة .. زى ما تحبى
أغاظتها ردة فعله البارده .. نهض ليغادر الغرفة وتبعتها بنظراتها الى أن خرج !

*********
هتف "علاء" :
- يا ابن الجنية
قال صديقه فى مرح :
- عجبتك ؟
قال "علاء" بحماس :
- فكرة فى الجون زى ما قولت بس لازم يتخططلها كويس و كويس أوى كمان
قال صديقه :
- متقلقش كل حاجة هتبقى تمام
قال "علاء" بحيرة :
- بس ازاى ساعتها هنقدر نقنع البوليس بالموضوع ده
قال صديقه بحماس وهو يشرح خطته :
- يا ابنى افهم .. لما عمك يتقتل البوليس نفسه هيدور مين اللى فى مصلحته انه يقتله .. وأكتر حد مستفيد هو مراته الحلوة الصغيرة اللى عايزة تخلص منه عشان تورثه .. واللى هيساعدها عشيقها اللى هو "مهند" بيه .. عشان يتجوزها بعد ما وقع فيها من أول نظرة
قال "علاء" بشرود :
- بس خايف البوليس يفسرها بطريقه تانية خالص .. ويشك فينا احنا
قال "صديقه على الفور :
- ما احنا هنبقى عاملين حسابنا .. المسدس اللى هنقتل بيه عمك هيتحط فى اوضة "مهند" ومعاه كام صورة لمراة عمك .. ويا سلام بأه لو حاجات شخصية ليها .. وأى حمار هيشوف الحاجات دى فى أوضة ابن عمك هيفهم على طول انه بيحبها وقتل عمه عشان يخلص منه ويتجوزها .. وأكيد كمان البوليس هيشك فيها ان هى اللى وزت "مهند" انه يقتل جوزها عشان يخللها الجو معها وتتجوز حبيب القلب .. وممكن نشوف دليل ونحطه فى أوضتها هى كمان
قال "علاء" مبتسماً بمكر :
- وبكدة نبقى خلصنا من التلاته مرة واحدة .. عمى و "سمر" و "مهند"
قال صديقه بمرح وهى يخبط كأسه بكأس "علاء" :
- تمام يا برنس البرانيس
ثم قال رافعاً حاجبيه بتحدى :
- بس لما الورث يتوزع أنا حقى محفوظ .. لو هتلعب بديلك .......
قاطعه "علاء" قائلاً وهو يربت على كتفه :
- متقلقش حقك محفوظ
- قشطة يبقى اتفقنا
قال "علاء" وهو يعقد جبينه :
- بس مين اللى هيقوم بالمهمة دى .. أنا مليش فى القتل
قال صديقه :
- ولا تشيل هم .. أعرف واد مخلص هيقوم بالمهمة دى .. هقابله وأتفق معاه على تعبه .. وأبقى أبلغك
- قشطة يا معلم

**************
رن هاتف "فريدة" فأجابت قائله :
- السلام عليكم .. ازيك يا مهند
- وعليكم السلام .. "فريدة" فاضية شوية عايز أتكلم معاكى
قالت بقلق :
- خير فى حاجه
قال "مهند" وهو يستند الى ظهر مقعده أمام مكتبه بالشركة :
- "فريدة" عايزك تتكلمى مع "سمر"
قالت بدهشة :
- اتكلم مع "سمر" بخصوص ايه
زفر "مهند" بضيق وهو يستند بمرفقة على مكتبه قائلاً بحده :
- عشان لبسها يا "فريدة" .. لبسها صعب جداً .. وأنا محرج أتكلم مع عمى فى الموضوع ده .. مش معقول هقوه خلى مراتك تلبس لبس محترم .. هو ممكن يكون سايبها عشان شايف انها صغيره وعروسة جديدة ومش عايز يضايقها .. بس احنا اللى بنشيل الذنب .. احنا عايشين معاها فى بيت واحد ومحدش فينا بينصحها .. عشان كده عايز تتكلمى معاها .. لأن أنا ميصحش أتخطى عمى وأتكلم معاها فى حاجة زى كده
قالت "فريدة" :
- خلاص ماشى هتكلم معاها .. أنا برده كنت مضايقة وحسه انى بشيل ذنب عشان بشوفها كدة أدامى ومش بنصحها .. بس أنا خفت تضايق منى وتتنشن خاصة اننا لسه مبيقناش صحاب أوى
قال "مهند" بحماس :
- بصى يا "فريدة" لما أخلص شغلى هعدى عليكي .. نخرج سوا ونجيبلها هدية حلوة .. تقدميهالها وتكسبى بيه قلبها .. وشوية شوية تتكلمى معاها فى الموضوع ده .. هى يمكن قبل كدة ملقتش اللى ينصحها ويوجهها .. بس طالما هى دخلت العيلة وعايشة بينا يبقى واجبنا نحيتها اننا ننصحها
ٌقالت "فريدة" بحماس :
- خلاص ماشى يا "مهند" هستناك ننزل نشتريها هدية حلوة
- خلاص ماشى لما أخلص هكلمك وأنا جاى فى الطريق .. مع السلامة
وضع "مهند" هاتفه فوق المكتب .. وجلس شارداً الى أن قاطعها اتصال هاتفى من "عدنان" فأجاب قائلاً :
- السلام عليكم .. ازيك يا عمى
- وعليكم السلام .. أخبارك الشغل ايه يا "مهند"
- تمام الحمد لله متقلقش .. أخبار الوضع عندك ايه
- ممتاز .. لما أجى هنبقى نتكلم فى التفاصيل .. "سمر" فى الشركة ؟
قال "مهند" :
- معرفش .. هى قالتلى الصبح انها هتروح مع السواق
قال "عدنان" بقلق :
- طيب معلش يا "مهند" شوفهالى فى الشركة ولا لأ بكلمها مبتردش .. قلقت عليها
نهض "مهند" قائلاً :
- طيب يا عمى هشوفها وأكلمك
- طيب يا "مهند" مستنى اتصالك
توجه "مهند" الى مكاتب موظفى الترجمة .. وسأل عن "سمر" فأخبرته احدى الموظفات أنها فى كافيتيريا الشركة .. توجه "مهند" الى الكافيتيريا فهاله ما رآى ! .. اتسعت عيناه دهشة ثم ما لبث جبينه أن تجعد بشدة وهو يرى "سمر" واقفة تضحك بمياعة مع أحد الموظفين .. اقترب نحوها وعيناه تشعان شرراً .. توقفت عن الضحك بمجرد أن رأت تلك النظرات الغاضبة من عينيه .. وقف أمامها فقال الموظف بأدب :
- أهلا يا بشمهندس
أومأ "مهند" برأسه ثم التفت لـ "سمر" وهو يقول من بين أسنانه :
- لحظة يا مدام بعد اذنك
توجهت معه الى خارج الكافيتيريا .. فتوقف فجأة فى مواجهتها وقال بغضب :
- ايه اللى انتى بتعمليه ده ؟
قالت "سمر" بتوتر :
- بعمل ايه ؟
قال "مهند" بحدة وهو يتلفت يميناً ويساراً خشية أن يسمعه أحد الموظفين :
- المفروض ان حضرتك دلوقتى واحدة متجوزة .. يعني انسى حياتك اللى فاتت خالص .. انتى مراة صاحب الشركة دى .. ميصحش ابداً المسخرة اللى حصلت جوه .. ياريت تراقبى تصرفاتك انتى دخلتى عيلة محترمة عمر ما حد اتكلم علينا كلمة
ألجم لسان "سمر" لسيل الكلمات القاسية الذى تلقتها من بين شفتى "مهند" ثم قالت بإضطراب :
- أنا معملتش حاجه لده كله .. أنا بس كنت بسأله على حاجه فهو وقف يتكلم معايا .. قالى نكته فضحكت .. بس يعني معملش حاجه غلط
قال "مهند" بحزم :
- معنديش أكتر من اللى قولته .. جوزك مش عارف يوصلك .. كلميه
قال ذلك ثم تركها وانصرف !

**************
- ألف سلامة عليك يا "بشير"
وقف "بشير" مضمد الوجة أمام باب غرفته مبتسماً وهو يتلقى تلك الكلمات من "نهال" .. غض بصره قائلاً :
- الله يسلمك يا آنسة "نهال"
قالت وهى تفرك يديها بتوتر :
- أنا أسفة أوى على اللى حصل .. ومتشكرة انك مجبتش سيرة لحد عن سبب اللى حصلك
أومأ برأسه قائلاً :
- متشيليش هم .. مش هجيب سيره لحد .. متخافيش
أومأت برأسها وقالت :
- ألف سلامه عليك مرة تانية
أغلق "بشير" باب غرفته وهو يبتسم بسعادة .. لم يكد يتوجه الى فراشه حتى سمع طرقات على باب الغرفة مرة أخرى .. فأسرع بفتح الباب ظناً أن "نهال" عادت مرة أخرى .. لكنه فوجئ بـ "لميس" التى قالت :
- أخبارك ايه دلوقتى يا "بشير"
ابتسم قائلاً :
- الحمد لله يا مدام "لميس" .. أحسن كتير
نظرت اليه بفضول وقالت :
- مش هتقول برده ايه سبب الخناقة دى ؟
أشاح بوجه قائلاً :
- مفيش واحد جر شكلى فاتشاكلت معاه .. بس كده
قالت بإهتمام :
- جر شكلك فجأة كده .. أكيد حاجه حصلت
قال "بشير" على الفور :
- واحد مش متربى وخلاص الموضوع انتهى
قالت "لميس" وهى شتعر بأنه يخفى شيئاً :
- خلاص يا "بشير" .. هصدق اللى انت قولته .. بس أرجوك لو فى حاجة خطيرة ياريت تعرفنى
قال مطمئناً اياها :
- لا متقلقيش يا مدام "لميس" مفيش حاجة خطيرة ولا حاجة


**************
تعالت ضحكات "نهاد" وهو جالساً برفقة "انجى" فى أحد المطاعم .. قال ضاحكاً :
- انتى رهيبة له حق جوزك يطفش
اختفت ابتسامة "اجى" .. فقال "نهاد" على الفور وقد شعر بفجاحة كلماته :
- "انجى" أنا آسف مش قصدى .. أنا كنت بهزر .. بجد آسف
قال "انجى" وهى تعاود الابتسام مرة أخرى :
- لا أبداً محصلش حاجة يا "نهاد" .. أصلاً الانسان ده أنا لغيت وجوده من حياتى ومعدش فارق معايا أبداً
قال "نهاد بأسى :
- معلش يا "انجى" انتى تستهلى واحد أحسن منه
قالت "انجى" وهى تستند بمرفقيها الى الطاولة وتنظر اليه بنظرة لؤم قائله :
- واحد زيك مثلاً ؟
نظر "نهاد" اليها .. والى نظرات عينيها التى تفضح ما بداخلها .. والى كلماتها التى لا يخطئ فهمها لبيب .. أخذ يتساءل فى داخله .. مادم تعمل ما يدور بداخل رأسها جيداً .. لماذا تسمح لها بأن تتقرب اليك يا "نهاد" .. لماذا لا تضع حداً لتلك اللقاءات التى تتم تحت مسمى "غداء عمل " ! .. لماذا تفعل ذلك بـ "بيسان" .. نفض تلك الأفكار من رأسه وقال .. أنا لا أفعل شئ خاصطى .. مجردت أننا نتناول الطعام سوياً .. ما الخطأ فى ذلك ؟ .. حتى "بيسان" تعلم بأننى ألقتى بصديقتها من أجل مالها الذى أشغله لها .. أنا لا أفعل شيئاً من خلف ظهرها .. هى تعلم بأننى على اتصال بصديقتها .. بل وتشجعنى على التواصل معها .. فهى وحيدة وليس لها من يقف بجوارها .. "بيسان" هى من تدفعنى للإهتمام بأمر "انجى" .. فلماذا ألوم نفسى اذن ؟!
نظرت اليه بهيام قائله :
- سرحان فى ايه ؟ .. انت مش معايا خالص
رسم بسمة على شفتيه وقال :
- مفيش سرحت شويه
قالت بفضول :
- زعلان مع "بيسان" ؟
قال على الفور :
- لا أبداً .. أنا و "بيسان" الأمور بينا ماشية كويس .. يعني مبتحصلش مشاكل بينا .. ولو حصلت بتكون حاجة بسيطة وبتنتهى بسرعة
قالت وفى عينيها نظرات حزينة أجادت رسمها جيداً :
- شكلك بتحبها أوى
نظر اليها ليخوص فى ذلك البحر الحزين الذى رسمته واضحاً جلياً أمام عينيه .. صمت طويلاً .. الى أن قال بخفوت :
- أيوة بحبها
ظهر على شفتيها تعبيراً مريراً وهى تقول :
- عارف لو كنت عرفتك قبلها .. مكنتش سيبتك تضيع من ايدي
خفق قلبه لكلماتها التى خرجت بنبرة حزينه وكأنها تتقطع ندماً .. عقد جبينه وهو ينظر اليها .. امتدت يدها من فوق الطاولة لتلامس يده .. لم يعترض .. لم يزجرها .. لم يسحب يده .. نظر اليها وهى تقول هامسة :
- حس بيا يا "نهاد"

*********
توقفت سارة "مهند" أمام أحد محلات الصاغة .. نولت "فريدة" معه لاختيار هدية تقدمها لـ "سمر" .. طلب منها "مهند" اختيار سوارين فقالت :
- كفاية واحد يا "مهند"
- لا اختارى اتنين
فعلت كما طلب وتخيريت سوارين رقيقين أعجباها بشدة .. انطلق بها "مهند" الى أحد المطاعم المطلة على النسل .. قالت بسعادة :
- يا بقالى زمان مخرجتش
نظر اليها "مهند" بأسف وهو يقول :
- معلش يا "فريدة" أنا عارف ان أنا مقصر معاكى
قالت "فريدة" مبتسمة :
- لا أنا عارفه انك بتبقى مشغول .. والمشكلة انى مليش صحاب هنا عشان أخرج معاهم .. وخروجات "نهال" مبرتحس ليها خالص
لكنها قالت فجأة :
- بس الحمد لله بقالى صحبة جديدة
قال "مهند" بإستغراب :
- مين ؟
- "سمر"
عقد "مهند" جبينه وهو يتذكر ما حدث منها صباح اليوم وحديثه معها فى الشركة .. قالت "فريدة" :
- عارف يا "مهند" بحس انها طيبة .. وكويسة من جوه .. يعني مثلا مراة باباها دى .. أنا مبرتحلهاش خالص .. لكن هيا بحس انها مختلفة عنها
ثم قالت شاردة :
- رغم انى لسه مش قادرة أفهم ايه اللى يخليها تتجوز من عمى .. مش قادرة أتخيلها طمعانه فى فلوسه .. مش عارفه .. أنا عارفه ان ده هو التفسير الوحيدة .. بس مش قادرة أشوفها بالطريقة دى
قال "مهند" بهدوء :
- فى سبب تانى أنا شاكك فيه
نظرت اليه "فريدة" قائله :
- ايه هو ؟
قال "مهند" بهدوء :
- حاسس انها اتجوزته عشان يعالجها .. عمى من كام يوم قالى انه الدكتور قالها ان دراعها مش هيتحرك تانى .. وكان مضايق وقتها وقالى انه كان نفسه ينفذ وعده ليها
قالت "فريدة" شاردة :
- بس ممكن يكون وعدها عادى يعني .. يعني ميكنش ده سبب جوازهم
قال "مهند" منتهداً :
- معرفش بس أنا حسيت من كلامه بكده .. يمكن أنا احساسى غلط .. بس ده الاحساس اللى وصلتى
قالت "فريدة" بأسى :
- يعنى وافقت تتجوز عمو بس عشان يعالجها .. وأهى دلوقتى حتى مش عارفه تتعالج
قال "مهند" وهو يتذكر الفاكس الذى أرسلته :
- ما كام يوم بعتت فاكس للدكتور بتاعها فى تركيا .. يمكن يقولها حاجة جديدة .. ويكون فى علاج لحالتها
ٌقالت "فريدة" بلهفة :
- ياريت يا "مهند" .. ياريت يكون فى علاج لحالتها .. دى صعبانة عليا أوى
أومأ برأسه قائلاً وهو يخرج احد العلب من جيبه :
- ان شاء الله تخف .. ده ليكي يا "فريدة"نظرت الى العلبة التى فتحها وبداخلها أحد السوارين فى دهشة وقالت :
- ليا أنا
ابتسم لها قائلاً :
- أيوة ليكي انتى
نظرتا ليه بتأثر وقالت :
- بجد يا "مهند" كتير .. مكنش فى داعى
ربت على ظهرها قائلاً :
- لا فى داعى .. ولو عجبك التانى أكتر خديه .. بس أنا حسيت ان ده هيليق عليكي أكتر
اتسعت ابتسامتها وهى تقول :
- أصلاً الاتنين حلوين .. تسلم يا "مهند"
أعطاها العلبة الأخرى وقال :
- وده تديه لـ "سمر" زى ما اتفقنا
أومأت برأسها وقالت بسعادة :
- ماشى
نظر ايلها "مهند" قائلاً بإهتمام :
- "فريدة" حسك متغيره اليومين دول ..فى حاجه مضايقاكى
رسمت ابتسامة مصطنعة على شفتيها وهى تقول :
- لا أبدا وايه اللى هيضايقنى
قال "مهند" بحزم وهو يتأمل ملامحها :
- لا فى حاجة مضايقاكى .. عمرك ما خبيتي عنى حاجه
ترقرقت الدموع فى عينيها على الرغم منها .. فقال بضيق :
- ده الموضوع كبير بأه
ٌالت على الفور بصوت مرتجف :
- لا مش كبير ولا حاجه
قال بإصرار :
- ايه اللى حصل
قالت "فريدة" وهى تمسح عبراتها :
- واحدة صحبتى .. من اسكندرية .. عرفت من فترة قريبة انها .. اتجوزت
نظر اليها "مهند" صامتاً .. فرفعت عيينها الدامعتين تنظر اليه وهى تقول بألم :
- عرفت من واحدة صحبتنا تالته اتصلت بيا وكانت فاكرانى عارفه .. لكنها ما قالتليش .. قالت لكل صحابها الا أنا .. رغم انى أقرب واحدة ليها يا "مهند" .. عارف ما قالتليش ليه
لم يجب "مهند" فأكملت "فريدة" بمرارة :
- عشان أنا لسه متجوزتش .. فاكرانى هحسدها يا "مهند" .. خايفة منى .. مع انها عارفانى كويس
أجهشت فى البكاء بخفوت فربت "مهند" على ظهرها وهى تقول :
- هى عارفانى وعارفه انى مش شوحشة كده .. وعمرى ما هحسدها وعمرى ما حسدت أى واحدة من صحابى اللى اتجوزوا قبلى . .بالعكس أنا بدعيلهم ان ربنا يوفقهم .. ليه يعاملونى كده بأه .. أكنى عندى مرض معدى .. الكل بيبعد عنى
قال "مهند" على الفور :
- أكيد مش قصدهم كده يا "فريدة"
نظرت اليه قائله بألم :
- لا قصدهم . .أنا فاهمة . .انت مش هتفهم . .أنا فاهمة ان ده قصدهم . .كل واحدة ربنا بيكرمها بخطوبة بتخبى عليا .. بتتجوز بتخبى عليا . .اشمعنى أنا .. والله أنا مش وحشة يا "مهند" .. وعيني مش وحشة
تمتم "مهند" :
- عارف يا "فريدة" وواثق من كده
مسحت عبراتها بمنديلها وهى تقول :
- أنا لو عايزة أتجوز كنت اتجوزت من زمان .. بس انت عارف انى مش عايزة أتنازل وأقبل بأى راجل والسلام لمجرد انى أحصل على لقب متجوزة .. أنا مش عشان أرضى الناس أجى على سعادتى أنا وعلى راحتى أنا
قال "مهند" بحزم :
- وده الصح .. مش لازم تتنازلى عشان ترضى حد .. أصلاً الناس مبيعجبهاش العجب
قالت "فريدة" بأسى :
- انت بتشوف الناس اللى بتتقدملى بيبقوا عاملين ازاى .. اكمنى عايشة فى فيلا وعمى غنى خلاص فاكرين انى معنديش دين .. واحد عايز يقلعنى الحجاب .. وواحد معترض على هدومى الواسعة .. وواحد مبيصليش أصلا وفاكرنى هنبهر بفلوسه وعربيته .. أنا مش ممكن أتجوز راجل كده يا "مهند" حتى لو هفضل من غير جواز طول عمرى . .يا أتجوز واحد عنده دين يا انشاله عنى متجوزت
أومأ "مهند" برأسه قائلاً :
- أنا معاكى .. ده الصح فعلاً .. مش عايزك تضايقين نفسك .. معلش
قالت "فريدة" مبتسمة :
- عارف أنا لما شوفت "سمر" كنت خايفة أوى لما تعرف انى لسه متجوزتش تاخد جمب هى كمان وتعاملنى زى صحابى .. بس لأ لقيتها مختلفة .. يعين بتتعالم معايا عادى .. عشان كده حبه انى أنا وهى نبقى صحاب
ابتسم "مهند" قائلاً :
- المهم عندى انك تكونى مرتاحة ومبسوطة يا "فريدة" .. وأنا واثق ان ربنا هيكرمك أوى .. بكرة تشوفى
اتسعت ابتسامتها وهى تنظر اليه قائله :
- وأنا واثقة من كده

دخلت "سمر" عرفة المعيشة لترحب بـ "بيسان" التى وقفت تقبلها قائله :
- ألف مبروك .. سورى جاية متأخر
ابتسمت "سمر" قائله :
- لا أبداً يا "بيسان" .. أهلاً بيكى منوره
جلست "سمر" بجوار "عدنان" وأخذت "يسرية" و "كوثر" تتطلعان اليها بحنق .. قال "حسنى" :
- أمال فين "فريد" يا "بيسان"
قالت "بيسان" :
- "نهاد" بيتمشى بيه بره فى الجنينه عشان يبطل عياط
قالت "نهال" بمرح :
- ده ابنك ده صداع يا "بيسان"
قالت "بيسان" ضاحكة :
- وأى صداع .. مبيسكتش غير وهو نايم .. بمجرد ما يفتح عينيه يبدأ العياط
ابتسم "سمر" قائله :
- رنبا يخليهولك يا "بيسان"
قال "علاء" ناظراً الى "سمر" :
- اللى يشوفك يا "سمر" ويسمعك وانتى بتتكلمى ميقولش أبداً دى واحدة عاشت سنين بره .. لتتكلمى مصرى زينا بالظبط مفيش أى اختلاف
قالت "بيسان" بإستغراب :
- أنا كمان استغربت لما "نهاد" قالى كده
قالت "سمر" وهى تممرر عينيها فى وجوههم :
- أنا صحيح كنت بعيد عن مصر بس كنت حسه انى سايبه روحى هنا .. سايبه جزء من هنا .. وكنت واثقة انى هرجعلها تانىف ى يوم من الأيام .. كنت دايماً بتابع القنوات المصرية .. عارفه أخبارها أكتر من أهلها اللى عايشين فيها .. عشان كدة اللهجة منستهاش لناى على طول بسمعها
ابتسمت لها "فريدة" وقالت :
- فعلاً عشان كدة من أول ما شوفتك واتكلمت معاكى محستش انك غريبة .. يعني حسيت أنك عايشة ومتربية وسطينا
قالت "فيروز" بسخرية :
- نفسى أفهم سر حبها للبلد دى .. كانت دايما تقولى انها نفسها ترجع هنا .. مع ان اللى يروح تركيا عمره ما يفكر يرجع مصر تانى
كان "مهند" يستمع الى الحوار الدائر أثناء انهماكة فى تفحص أحد الملفات فى ديه واضعاً ساقاً فوق ساق .. قالت "سمر" :
- لا على فكرة أنا مشوفتش تركيا زى ما انتى شوفتيها يا "فيروز" .. بالنسبة لى أحب مكان ليا هيفضل دائماُ وأبداُ هو بلدى اللى اتولدت وعشت فيها .. ومهما سافرت ومهما روحت بلاد .. برده هتفضل روحى هنا
قالت "فيروز" بتهكم :
- أيوة خاصة شط اسكندرية
رفع "مهند" عينيه يتابع بإهتمام "سمر" التى تقول بشرود وبنبرة حالمة :
- معاكى حق .. خاصة شط اسكندرية
التفتت لتلتقى عيناها بعينيه .. لتبتسم فجأة وهى تقول متطلعة الى عينيه :
- خاصة "المندرة"
عقد "مهند" جبينه وهو ينظر اليها .. والى تلك التظرة التى لم يستطع تفسير معناها .. خفق قلبه عند ذكرها تلك المنطقة تحديداً .. والتى تحمل ذكرياته مع زوجته الراحلة .. قالت "فريدة" بدهشة :
- ايه ده انتى من "المندرة" ؟
أومأت "سمر" برأسها .. فقالت "فريدة" وهى تنظر الى "مهند" :
- "مهند" شقته هناك .. كان عايش هناك
عادت لتلتقى أعينهما من جديد .. وفى عينيها تلك النظرة الغريبة .. أشاحت بوجهها عنه سريعاً عندما دخل "نهاد" حاملاً الصغير "فريد" .. نظرت "سمر" بلهفة الى ذلك الصغير بين ذراعي "نهاد" .. لمحت "بيسان" تلك النظر فى عيني "سمر" فأخذت "فريد" من "نهال" ووقفت أمام "سمر" قائله :
- تحبى تشيلي
توترت "سمر" وشعرت بغصة فى حقها وهى تقول :
- لأ .. مش هعرف
قالت "بيسان" مبتسمة :
- لا هتعرفى .. حاولى
نهضت "سمر" وهى تشعر بالرهبة .. كان صغير الوجه والجسد خفق قلبها لرؤيته .. قلت بصوت مضطرب ونغزات تحرق عينيها :
- مش هعرف يا "بيسان" هيقع منى .. أنا ....
قطعت كلامها لتشير برأسها الى ذراعها المعلق فى رأسها بأسى .. فقالت "بيسان" وهى تحمله بيد واحده وتتطلع الى عيني "سمر" الدامعتين :
- متخافيش يا "سمر" .. بصيلى .. انا شيلاه بإيد واحدة أهو
نظرت "سمر" الى طريقة حملها الصغير بذراع واحد .. فتشجعت على حمله .. قالت بلهفة :
- استنى متسيبيهوش امسكيه عشان ميقعش
قالت "بيسان" بثقة :
- مش هيقع متخافيش .. انتى ماسكاه كويس
تطلعت "سمر" الى وجه الصغير وهو يفرك وجهه بصدرها ضمته الى صدرها بحنان وقد ازدادت الدموع المتجمعة فى عينيها انحنت لتقبل جبينه برقه عدة مرات متتالية وتتشممه مبتسمة بين دموعها التى أعلنت عدم قدرتها على البقاء داخل عينيها أكثر ففرت منها دمعتان بسرعة شعرت بعينان مركزتان عليها رفعت عينيها لتلتقى بتلك العينان السوداوان اللاتان ترجفانها بقوتهما وحدتهما وثباتهما

************
تلقى "مهند" التهانى من أفراد عائله .. عانقته "فريدة" قائله بسعادة :
- ألف مبروك يا "مهند"
ابتسم لها قائلاً :
- الله يبارك فيكي يا "فريدة"
اقترب منه "عدنان" معانقاً اياه وهو يقول :
- ألف مبروك يا "مهند" .. انت تستاهل كل خير
قال بخجل :
- الله يباركلك يا عمى
قالت "نهال" بحماس :
- يعني خلاص يا "مهند" نزل السوق والناس كلها هتشتريه
أومأ "مهند" برأسه قائلاً بمرح :
- نزل السوق أيوة .. اما موضوع الناس كلها هتشتريه ده فالله أعلم
قالت "انعام" بحماس :
- ان شاء الله هيحقق نسبة مبيعات عالية .. انت ناسى انى كنت ناقدة للكتاب قبل ما يطبع .. اطمن عمتك بتقولك ان كاتب ممتاز .. وبكرة هيكونلك مستقبل باهر
ابتسم "مهند" مقبلاً اياها وهو يقول :
- متشكر يا عمتى .. حضرتك حمستيني كتير .. يمكن لولاكى مكنتش اتجرأت انى أطبعه
نظرت اليه "سمر" بسعادة قائله :
- مبروك يا "مهند" .. ألف مبروك
نظر ليها قائلاً :
- الله يبارك فيكي
قالت بلهفة :
- ممكن آخد نسخة ؟
أومأ برأسه وهو يخرج احدى نسخ كتابة من حقيبته واعطاها اياه قائلاً :
- اتفضلى
أخذته منه واتسعت ابتسامتها وهى تقول :
- ميرسى
قالت "نهال" وقد شعرت بالغيرة :
- انا كمان عايزة نسخة يا "مهند" .. اشمعى "سمر"
أعطى اياها احدى النسخ وقال بهدوء :
- اتفضلى يا "نهال"
أخذت الكتاب وضمته الى صدرها تحت أعين "سمر" التى بدا وكأنها تنظر اليها لتستكشف طبيعة مشاعرها تجاه "مهند" ! .. لكن "عدنان" صفق فجأة ليقول :
- كده لازم نعمل حفلة كبيرة على شرف "مهند"
قال "مهند" على الفور :
- مفيش داعى يا عمى
قال "عدنان" بإصرار :
- لا فى داعى طبعاً .. ابن أخويا نشر أول كتاب له لازم نعمله حفلة ونحتفل بيها بنجاحه
ٌالت "سمر" بحماس :
- أيوة يا "عدنان" صح لازم نحتفل بيه
قال "عدنان" بحزم :
- بكرة بالليل هتكون الحفلة هنا فى الفيلا وكل واحد يعزم فيها كل اللى هو عايزه .. الحفلة هتكون فى الجنينة .. والعدد غير محدود !

فى المساء .. جلست "سمر" فى الشرفة تتطلع الى ذلك الكتاب فى يدها .. تقلبه يميناً ويساراً مبتسمه .. تتحسس غلافه .. وتتأمل تصميمه فى امعان .. ثم بدأت بأول صفحة .. وقرأت المقدمة بلهفة .. كلمات عادية سطرت كمقدمة للكتاب .. لكن وقع تلك الكلمات عليها كان غير عادياً .. وبدأت فى الغوص فى أعماق الكتاب .. بأعين متلهفة .. وقلب أكثر لهفة !
************
انتهى الحفل بعد منتصف الليل لتدخل العائله مجتمعة معاً كعادتهم فى غرفة المعيشة .. اختفى "مهند" من الأجواء وكذلك "عدنان" و "حسنى" بينما صعدت "فيروز" و "انعام" الى غرفتيهما .. أما "سمر" فجلست فى الحديقه مع "فريدة" و "بيسان" و "نهاد"
جلست "يسرية" برفقة "كوثر" و"علاء" الذى فكر فى قذف تلك الفكرة القذرة فى نفوس أفراد عائلته .. ألا وهى وجود علاقة بين "مهند" و "سمر" .. مما سيترتب عليه فى النهاية أن يقتل "مهند" "عدنان" لتجزوج من امرأته .. قال "بحبث :
- أمال فين "مهند" و "سمر"
قالت "يسرية " :
- معرفش
قال "علاء" وهو يحتسى من فنجانه :
- "سمر" كانت زى القمر النهاردة
قٌالت "كوثر" بسرخرية :
- قمر بالستر .. أصلاً البنت عادية جداً مش عارف ايه عاجب عمك فيها
قال "علاء" ويهو يرفع حاجبه بخبث :
- اظاهر ان مش عمى بس اللى معجب بيها
نظرت اليه "يسرية" قائله :
- تقصد ايه يعني ؟
قال "علاء" بنفس النظرة الخبيثة :
- مخدتوش بالكوا "مهند" كان بيبصلها ازاى
قالت "كوثر" متهكمة :
- هو "مهند" بيبص لحد أصلاً
قال "علاء" على الفور :
- فعلاً مبيبصش لحد .. ومفيش واحدة بتلفت انتباهه .. بس "سمر" غير .. أنا واثق انه معجب بيها
ثم قال :
- مش بعدين تكون هى كمان معجبة بيه
صاحت "كوثر" :
- انت بتخرف يا "علاء"
قال "علاء" بحماس :
- لا والله بتكلم بجد .. فكرك يعني لو عمى مات .. أنا واثق ان "مهند" و "سمر" هيتجوزوا وساعتها ابقى قولى "علاء" كان معاه حق
صاحت "يسرية" بحده :
- يا ابنى انت غبى .. يتجوزوا ازاى .. أصلا ميجوزوش لبعض
قال "علاء" بسخرية :
- ليه بأه ان شاء الله .. دى مراة عمه
قالت "يسرية" بنفاذ صبر :
- "مهند" رضع من مراة عمك الله يرحمها .. يعني "سمر" دلوقتى مراة باباه مينفعش يتجوزها يا ناصح
امتقع وجه "علاء" وبلع ريقه بصعوبة قائلاً :
- انتى واثقة يا ماما
- أيوة طبعاً واثقة
نهض "علاء" وخرج من الغرفة شارداً .. اذا كان ذلك صحيحاً فستفشل خطته بالكلية .. لن يستطيع اقناع الشرطة بان "سمر" و "مهند" أراد قتل "عدنان" ليرثاه وليستطيعا الزواج من بعضهما البعض .. فجأة رأى عمته "انعام" تنزل الدرج فأسرع نحوها قائلاً :
- عمتو .. انتى تعرفى ان "سمر" تبقى من محارم "مهند" ؟ .. الكلام ده صح ولا ايه ؟
قالت "انعام" بهدوء :
- أيوة يا "علاء" مظبوط
قال "علاء" بإصرار :
- واثقة يا عمتو ؟ .. اللى أعرفه ان لازم يبقى عدد معين من الرضعات .. ما يمكن .......
قاطعته "انعام" قائله :
- أيوة لازم يبقى خمس رضعات .. بس مراة عمك رضعت "مهند" سنة كاملة .. مش بس خمس رضعات .. لان لبنها كان قليل وكان يدوبك بيكفى "فريدة" .. وبعد السنة فطمت "فريدة" و "مهند"
ازداد امتقاع وجهة وقد أيقن فشل خطته .. توجهت "انعام" الى الحديقة .. فأسرع "علاء" باخراج هاتفه وضرب أرقامه بسرعة .. الى أن رد عيله صديقه فعاجله "علاء" بلهفه :
- الخطة فشلت .. كنسل كل حاجه
قال صديقه :
- ايه ؟ .. مش فاهم
قبل أن يتمكن "علاء" من شرح الأمر له .. دوى صوت طلقات النار عالياً ليصم الآذان ليختلط بالصراخ !
أغلق "علاء" بهاتف وهرع مع الجميع الى الخارج .. وجدوا "انعام" قادمة تجاههم وهى تصيح قائله :
- ادخلوا ادخلوا
دخلت "يسرية" و "كوثر" وأصوات طلقات النار تتعالى مرة أخرى .. صاح "علاء" :
- فى ايه يا عمتو
قالت "انعام" وهى ترتجف رعباً :
- مات .. شوفتوا غرقان فى دمه
قالت "يسرية" بفزع :
- هو مين ده اللى مات ؟
قالت "انعام" باكية :
- واحد من الحرس اللى واقفين على البوابة

اندفع "مهند" كالسهم ينزل الدرج .. فقابل "لميس" وهى تنزل هى الأخرى فصاح قائلاً :
- فى ايه ايه اللى حصل ؟
قالت بفزع :
- معرفش .. باين القاتل رجع تانى .. بصيت من البلكونة لقيت اتنين واقعين على الأرض
خرج "مهند" الى الحديقه ليفاجأ بجثتان ملقاتان على الأرض وغارقتان فى الدماء .. بينما "سمر" و "فريدة" و "بيسان" يصرخون ويبكون فى هيستيريا !


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-15, 05:02 AM   #18

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس عشر
دوى صوت طلقات النار عالياً ليصم الآذان ليختلط بالصراخ !
أغلق "علاء" بهاتف وهرع مع الجميع الى الخارج .. وجدوا "انعام" قادمة تجاههم وهى تصيح قائله :
- ادخلوا ادخلوا
دخلت "يسرية" و "كوثر" وأصوات طلقات النار تتعالى مرة أخرى .. صاح "علاء" :
- فى ايه يا عمتو
قالت "انعام" وهى ترتجف رعباً :
- مات .. شوفتوا غرقان فى دمه
قالت "يسرية" بفزع :
- هو مين ده اللى مات ؟
قالت "انعام" باكية :
- واحد من الحرس اللى واقفين على البوابة ....
اندفع "مهند" كالسهم ينزل الدرج .. فقابل "لميس" وهى تنزل هى الأخرى فصاح قائلاً :
- فى ايه ايه اللى حصل ؟
قالت بفزع :
- معرفش .. باين القاتل رجع تانى .. بصيت من البلكونة لقيت اتنين واقعين على الأرض
خرج "مهند" الى الحديقه ليفاجأ بجثتان ملقاتان على الأرض وغارقتان فى الدماء .. بينما "سمر" و "فريدة" و "بيسان" يصرخون ويبكون فى هيستيريا !

نظر "مهند" الى الجثتين فصاح "دياب" وهو يلهث :
- ابن التيييييييييييييييت ضرب النار على زميلى
ركع "دياب" بجوار زميله الذى ينزف بغزاره يحاول كتم الدماء المندفعة من جسده .. توجه "مهند" مسرعاً الى الفتيات الذين انضمت اليهم "نهال" ووجههم الى داخل الفيلا آمراً اياهن بعدم الخروج
هرع "عدنان" و "حسنى" و "نهاد" الى مكان الجثتين بعدما سمعوا صوت طلق النار من المرسم .. ضرب "عدنان" كفاً بكف وهو يصيح :
- لا حول ولا قوة الا بالله
صح "حسنى :
- طلبته الاسعاف ؟
هتف "دياب ":
- أيوة أنا اتصلت بالاسعاف وبالبوليس
هتف "نهاد" :
- ايه اللى حصل ؟
قال "دياب" وهو يكتم بقميصه جرح زميلة :
- لقيته فجأة خارج من الجراج .. طلبت منه انه يقف مكانه طلع يجرى .. ضربت طلقة فى الهوا عشان أخوفة ويقف برده موقفش .. زميلي جه من عند البوابة على صوت الطلقة أام ابن التيييييييييييت ضارب عليه النار .. روحت ضربت عليه النار وشكله كده مات
اقترب "مهند" من جثة الرجل الذى كان مقنعاً وتفحص نبضة وتنفسه ثم قال :
- فعلاً مبيتنفسش ومفيش نبض .. شكله فعلاً مات
أخذ الحارس يئن ألماًَ الى أن حضرت سيارة الإسعاف ونقلت الرجلين الى المشفى .. فيما نزل "عادل" من سيارته وهو ينظر الى الفيلا قائله بتهكم :
- أهلاً بعيلة "زياكيل" ومشاكلها
كما المرة السابقة اتخذ من المكتب مكان للاستماع للشهود .. قال لـ "مهند" :
-يعني مفيش قايمة للمدعوين
هز "مهند" رأسه نفياً وقال :
- لا مفيش .. عمى قال لكل فرد من العيلة يعزم أى عدد هو عايزه .. والحفلة جت بسرعة يعني مكنش مترتبلها فمكنش فى قايمة للمدعوين
قال "عادل" مفكراً :
- معنى ان الحفلة كانت فجأة .. ان القاتل عايش معاكوا وعارف خطواتكوا كويس أوى
قال "مهند" متنهداً بضيق :
- أنا مبقتش فاهم حاجة .. مين اللى هيعمل كده .. مين ممكن توصل بيه الدرجة انه يقتل عمى
قال "عادل" شارداً وكأنه يتحدث الى نفسه :
- يعني القاتل المرة دى كان سهل عليه انه يدخل وسط المدعويين من غير ما حد ياخد باله .. بعكس المرة اللى فاتت اللى لسه لحد دلوقتى مش عارفين هو دخل ازاى وخرج ازاى
نظر اليه "عادل" قائلاً :
- السور لسه متحاط بأجهزة الانذار مش كدة ؟
أومأ "مهند" برأسه فشكره الضابط .. ودخلت "فريدة" مضطربة وقد هالها كل ما حدث .. أمرها بالجلوس قائلاً :
- معلش هما كلمتين وهتخرجى ان شاء الله
قالت وهى تطرق برأسها :
- مفيش مشكلة
نظر اليها "عادل" قائلاً :
- احكيليى على اللى شوفتيه بالظبط
بللت شفتيها الجافتين بلسانها وهى تقول :
- كنت فى الجنينة مع "سمر" و "بيسان" و "نهاد" و "فريدة" وفجأة سمعنا ضرب نار .. لفينا حولين الفيلا ولقينا فى اتنين واقعين على الأرض ودم كتير فى الأرض
ارتجف صوتها وهى تتذكر الجثث التى رأتها .. شعر "عادل" بإنتفاضة جسدها فقال مطمئناً اياها :
- متحفيش يا آنسة "فريدة" .. واحد من اللى ماتوا كان القاتل .. متخفيش
أومأت برأسها دون أن تستطع الشعور بالأمان الذى بثها اياها فى كلماته .. قال :
- كملى
هزت كتفيها وقالت :
- بس هو ده اللى حصل .. بعدها أخويا "مهند" دخلنا جوه وقالنا منطلعش بره الفيلا .. بس
- طيب مبتشكيش فى حد .. حد عايز يأذيكوا .. أو يأذى عمك على وجه الخصوص
هزت رأسها نفياً فقال بإهتمام :
- وعروسته الجديدة .. مدام "سمر" ... رأيك فيها ايه ؟
نظرت اليه وقالت على الفور :
- لأ "سمر" طيبة أوى .. مشفتش منها حاجه وحشة .. وبعدين لو هنفكر بمنطق .. "ٍمر" مكنتش موجودة ساعة ما حصلت الحادثة الأولى .. ودة دليل قوى على انها مش هى اللى ورا القاتل ده
ابتسم "عادل" قائلاً :
- حلو أوى التفكير بالمنطق ده .. ها وايه كمان ؟
نظرت اليه بجدية قائله :
- بص يا حضرة الظابط .. الحادثة الأولى اللى اتقتل فيها الجناينى أنا واثقة ان محدش من أهل البيت له دخل بالموضوع
بدا عليه الاستمتاع وابتسم قائلاً وهو يكتف ذراعيه أمام صدره :
- ها كملى .. ايه بأه اللى مخليكى واثقة أوى كده ؟
قالت بنفس الجدية :
- أقولك ليه ؟ .. لان كلنا كنا فى الليفينج مع بعض .. وحتى لو حد من اللى موجودين مثلا اتصل بالقاتل وقاله ان عمى "عدنان" نازل دلوقتى من الفيلا ورايح المرسم .. طبيعى ان ساعتها القاتل يستخبى قريب من المرسم ويستنى عمى لما ييجى مش كدة ؟
- كملى
قالت بحماس :
- طيب ما هو كده طبيعى انه هيشوف الجناينى وهو داخل المرسم .. صحيح النور كان ضلمة فى المرسم .. بس الدنيا كانت منورة بره المرسم وبنظرة واحدة هيقدر يميز شكل عمى من الجناينى
عقد "عادل" جبينه وهو يقول :
- افرضى ان الجناينى دخل المرسم والقاتل كان مثلاُ واقف وراه فمشفش وشه
قالت "فريدة" بتهكم :
- هو فى رجل أعمال وصاحب فيلا طويلة عريضة يلبس جلابيه فلاحى يا حضرة الظابط ؟
نظر اليها "عادل" وقد اتسعت عيناه فى دهشة فأكملت "فريدة" :
-حتى لو القاتل مشفش وش الجنايني وهو داخل المرسم .. أكيد شاف لبسه .. مش معقول أبداً يظن انه الجناينى هو عمى "عدنان"
عقد "عادل" جبينه بشدة وهو يفكر فى كلامها قائلاً بشرود :
- ممممممم تفكير منطقى .. بس الكلام ده معناه ايه ؟
قالت بحدة :
- أنا مالى أنا .. هو أنا الظابط ولا حضرتك
تنحنح "عادل" بحرج قائلاً :
- احم احم . .آه معاكى حق .. أنا أكيد هحل الموضوع ده .. متقلقيش
أومأت برأسها وقالت :
- أمشى ؟
أومأ برأسه وقال ناظراً اليها بإمعان :
- أه اتفضلى
نهضت والتفتت لتغادر فنهض قائلاً :
- آنسه "فريدة"
التفتت اليه فطالعتها تلك العينان البنيتان وهو يسألها بلؤم :
- آنسه مش كدة ؟
أومأت برأسها فى دهشة ممزوجة بالحيرة .. فقال وهو يرسم تعبيرات جدية على وجهة :
- طيب ماشى .. كنت بتأكد بس عشان ساعات البيانات اللى فى البطاقة مبتكنش مظبوطة
التفتتت لتغادر الغرفة .. ودخل الشاهد التالى !

*************
رحلت الشرطة وبقى أفراد العائله يحاولون تجميع شتات أفكارهم .. صاح "حسنى" :
- احنا مش هنخلص بأه .. كل شوية جريمة جديدة وضرب نار وقتل
قالت "يسرية" بحنق :
- وكل مرة يتحقق معانا أكننا قتالين قتلة .. ظابط قليل الذوق
قالت "سمر" وهى تتظاهر بالثبات :
- أكيد ان شاء الله هيعرفوا مين اللى عمل كده
نهض "علاء" الذى كان شاردأ واجماً وخرج دون أن يشعر به أحد حاول كثيراً الاتصال بصديقة لكن الهاتف كان مغلقاً .. سبه فى سره وهو يشعر بأنه أوقع نفسه فى الفخ !
مرت الليلة عصيبة على الجميع .. لم تستطيع النساء النوم مما لاقوم من فزع وخوف واختفى الشعور بالأمن والأمان .. فى الصباح أمر "عدنان" بزيادة الحراسة على الفيلا .. فيما استدعى "عادل" باقى العاملين فى الفيلا واستجوبهم واحداً تلو الآخر فى مكتبه بالقسم .. قال "دياب" بتوتر :
- أنال ما لقيته ضرب النار على زميلى ضرب عليه النار على طول .. يعني كان دفاع عن النفس
قال "عادل" بإهتمام :
- وهو كان فين وقتها
تنهد "دياب" قائلاً :
- انا لقيته طالع من الجراج .. اظاهر كان مستخبى جواه .. ولما قولتله يقف طلع يجرى .. وبعدها قابل زميلى فى وشه وضرب عليه النار .. روحت أنا ضارب عليه
أمر "عادل" بإخلاء سبيل "دياب" .. جلس مع مساعده وهتف بحنق :
- هتجنن
قال مساعده :
- أكيد يا فندم اللى دبر الجرمية الأولى هو نفسه اللى دبر الجريمة التانية .. والمرة دى الظروف ساعدت القاتل لان الحفلة كانت بدون قايمة مدعويين يعني أى حد يقدر يدخل الحفلة
قال "عادل" وهو يفكر فى كلمات "فريدة" بالأمس :
- طيب لو فرضنا ان القاتل فى الجريمة الأولى دخل الفيلا عن طريق عربية واحد من قرايب "عدنان" .. ازاى بأه خرج من الفيلا .. احنا فتشنا الفيلا والجنينة شبر شبر .. حتى العربيات فتشناها .. السور كان عليه أجهزة انذار .. ازاى هيخرج من الفيلا ؟
قال مساعده مفكراً :
- يبأه يا فندم القاتل هو واحد من قرايب "عدنان" .. كان عايز يقتل "عدنان" وقتل الجناينى بالغلط لان النور كان ضلمه .. ما هو مفيش حد من الشغالين فى الفيلا من مصلحته انه يقتل "عدنان" .. قرايبه بس هما اللى ليهم مصلحة فى كده عشان العداوة اللى بينهم على الورث .. ولما فشلت الخطة الأولى واتقتل الجناينى بدل "عدنان" ربت للخطة التانية بس المرة دى استعان بقاتل محترف دخل الفيلا مع المدعويين كأنه واحد منهم
شرد "عادل" وهو يفكر فى احتمال آخر .. احتمال لم يفكر فيه أحد !

**************
اجتمعت العائلة على الغداء وكل منهم شاردأً بفكره فى مكان آخر .. قالت "نهال" وهى تتذكر أحداث الليلة الماضية :
- كنت هموت من الرعب .. مش عارفه هنفضل فى الكابوس ده لحد امتى .. كل شوية قتل وجثث وضرب نار
التفت اليها "عدنان" قائلاً :
- ان شاء الله تكون دى آخر مرة .. أنا اتعاملت مع شركة حراسة جديدة وكمان غيرت كل الأجهزة اللى على السور بنوع تانى أحدث
قالت "سمر" بألم :
- ليه .. ليه يعملوا كده .. مش متخيله ان فى واد يجيلى قلب انه يقتل .. يموت روح .. يخليه أدامه جثه وبينزف .. مش قادرة أتخيل ده .. قلبه ده ايه .. حجر .. طوب
قال "عدنان" بأسى :
- لا اللى زى دول بيبقى قلبهم ميت أصلاً .. مستعدين يعملوا اى حاجه عشان الفلوس .. أهو مات وخسر حياته .. استفاد ايه .. ولا حاجه
قال "مهند" بحزن :
- مش شاغل بالى الا الحارس اللى اتصاب .. رنبا يستر .. كنت معاه طول الليل فى المستشفى بيقولوا حالته خطر
قالت "انعام" وامارات الحزن على وجهها :
- يا حرام .. طيب وأهله .. زمانهم مقهورين عليه
التفت اليها "مهند" قائلاً :
- أنا هشوف موضوع أهله ده .. وهنتكفل بمصاريف علاجه .. ولو مات لازم ندفع لأهله ديه
هتف "حسنى" بحنق :
- وليه ندفع ديه هو احنا اللى قتلناه
قالت "فيروز" بحزم :
- أيوة فعلاً ليه تدفعوا ديه .. متطمعوش الناس فيكوا
قال "عدنان" بصرامة وهو ينظر الى "مهند" :
- تمام يا "مهند" زى ما انت قولت بالظبط .. الراجل انصاب وهو فى شغله .. وهو بيحرسنا وبيخدمنا .. وأقل حاجه اننا نراعيه سواء عاش أو ربنا أراد انه يموت
تنهد "مهند" قائلاً :
- ان شاء الله يعيش .. ان شاء الله

*************
- يعني ايه اللى انت بتقوله ده .. هنستهبل
صاح "علاء" بتلك العبارة وهو جالس مع صديقه فى منزله .. هتف صديقه :
- والله ما أنا .. أنا مبعتش حد يا ابنى .. الواد اللى قولتلك عليه مكنتش لسه عرفت أوصله .. وبعدين يعني بذكاءك كده هنفذ من غير ما انت تعرف .. ما أكيد هبقى متفق معاك قبلها
هتف "علاء" بحيرة شديد :
- امال مين اللى مات ؟
صاح صديقه :
- أنا عارف .. تلاقى حد منهم فكر نفس تفكيرنا وبعت حد يقتله
ثم صاح وهو يضرب كفيه بكفه الآخر :
- حاجه تيييييييييييييييييت .. لازم يعنى مراة عمك ترضع اللى اسمه "مهند" ده أهى خطتنا باظت
قال "علاء" بغيظ :
- اسكت متفكرنيش ده أنا كنت هموت فيها
قال صديقه بلهفه :
- واد يا "علاْء" ميمكن متجوزها كده و كده
نظر اليها بتهكم قائاً :
- ازاى يعنى متجوزها كده وكده ؟
- يعين كاتب عليها بس مفيش حاجه بينهم
قال "علاء" بحيرة :
- معتقدش يعني .. واحد متجوز واحدة وعايشين مع بعض فى أوضة واحدة ايه اللى يخليه يمنع نفسه عنها يعني .. وبعدين حتى لو فرضنا .. هنستفاد احنا ايه
ٌقال صديقه بحماس :
- لا هنستفاد كتير .. كده هيبقى جوازهم مش حقيقى يعني ينفع "مهند" يتجوز مراة عمك لو عمك مات
قال "علاء" مفكراً وهو يخرج هاتفه :
- استنى أما نسأل الأولى بدل ما نبلبس فى حيطة زى امبارح
اتصل "علاء" بعمته "انعام" قائلاً بصوت حاول أن يبدو طبيعياً :
- أيوة .. ازيك يا عمتو .. لا تمام .. آه هعدى عليكوا .. فى جديد؟ .. مممممم .. طيب عمتو بقولك ايه .. الموضوع اللى كنا بنتكلم فيه امبارح .. "مهند" و "سمر" .. انتى قولتيلى انهم ميجوزوش لبعض .. طيب لو عمى "عدنان" مثلا مثلا كان كاتب على "سمر" بس .. من غير دخول .. ينفع لو بعد الشر بعد الشر مات "مهند" يتجوزها ؟ .. متأكده ؟ .. طيب يا عمتى .. لا أبداً أصل واحد صحبى واقع فى نفس المشكلة فكنت بنصحه .. سلام يا عمتو
ألقى بهاتفه فوق الطاولة بينما سأله صديقه بلهفه :
- ها .. ينفع يتجوزوا ؟
هتف "علاء" بحنق :
- لا برده مينفعش .. طالما كتب عليها مينفعش بأى حال من الأحوال انها تحل لـ "مهند" .. حتى لو عمى ملمسهاش .. يعني كده ولا كده .. هتفضل "سمر" متحرمة على "مهند" طول العمر
زفر صديقه بضيق وهو يقول :
- دى حاجه تييييييييييييييت يا جدع

وقفت "سمر" فى شرفة غرفتها تنظر الى "مهند" و "فريدة" الجالسان فى الحديقه يتحدثان معاً كما لو كانا صديقان حميمان .. ابتسمت وهى تتطلع اليهما والى هذه الألفة بينهما .. رأت "مهند" وهو يحيط كتفى "فريدة" بذراعه ويتحدث معها حديثاً بدا جدياً .. تطلعت الى اهتمامه بـ "فريدة" فاختفت البسمة من فوق شفتيها لتحل محلها عبرة فى عينيها .. ابتسمت "فريدة" ثم ضحكت .. وشاركها "مهند" الضحك والمزاح .. بدا كصديقى طفولة .. بل أكثر من ذلك .. شعرت بغصة كبيرة فى حلقها .. وبطعم مر فى فمها .. كلما تطلعت اليهما أكثر .. كلما ازدادت الدموع فى عينيها غزارة .. تمنت أن تنزل وتجلس معهما .. أخذت تنظر الى وجه "مهند" الضاحك .. قلما تراه هكذا .. بل نادراً .. تمنت أن تكون جالسه بجواره الآن .. مكان "فريدة" !
أفاقت من شرودها على صوت باب الحمام الملحق بالغرفة .. أخذت نفساً عميقاً لتهدئ مشاعرها المضطربة وتوجهت الى الداخل .. ابتسم لها "عدنان" وهو يجفف وجهه قائلاً :
- صباح الخير
ابتسمت بصعوبة قائله :
- صباح النور
ترك المنشفة من يده واقترب منها وقال بإهتمام :
- مالك فى ايه ؟
هزت رأسها نفياً وهى تقول :
- مفيش حاجه
أمسك وجهها بكفيه قائلاً :
- انتى كنتى بتعيطى ؟
توقفت الكلمات فى حلقها .. فقال "عدنان" بحنان :
- موضوع دراعك تانى مش كده ؟
نظرت الى ذراعها وقالت بمرارة :
- لا خلاص بطلت أفكر فى الموضوع ده
ضمها "عدنان" الى صدره وهو يقول بحنان :
- ان شاء الله هتخفى
تساقطت دموعها فوق كتفه وهى تقول بصوت باكى :
- يارب .. يارب فعلاً أخف
أبعدها عنه لينظر اليها قائلاً بإبتسامه واسعة :
- ان شاء الله يا حبيبتى .. الدكتور بتاعك لسه مردش عليكي ؟
هزت رأسها نفياً وقالت هامسة :
- لسه
سمعا طرقات على باب الغرفة .. توجهت "سمر" الى الباب لتفتحه .. أنبأتهم الخادمة بحضور "يسرية" و "كوثر" أومأت "سمر" برأسها ونزلت تستقبلهما

**************
عاد "دياب" من صلاة الفجر ليفاجأ بـ "سحر" تنظر اليه بحده وهى تصيح :
- انت .. انت يا "دياب" تعمل كده .. انت
نظر اليها بدهشة فقالت بغضب :
- انت يا "دياب" ياللى مبتسبش فرض ربنا .. انت ياللى صلاتك كلها فى الجامع .. عاملى فيها بتاع ربنا والآخر طلعت تيييييييييييييت
اتسعت عينا "دياب" وهو ينظر اليها قائلاً :
- فى ايه يا "سحر" ؟
رفعت "سحر" هاتفه أمام وجهه وهى تصيح بأعلى صوتها بغضب هادر :
- ايه الحاجات القذرة اللى على موبايلك دى يا "دياب" .. ها رد وقولى ايه القرف اللى على موبايلك ده
بلع "دياب" ريقه وهو ينظر الى هاتفه فى يد "سحر" وأطرق صامتاً وامارات الخجل على وجهه .. صاحت "سحر" :
- وأنا اللى كنت فاكراك راجل محترم .. راجل أأمنه على نفسى وعلى بنتى .. طلعت تيييييييييييييت يا "دياب" .. انتى تعمل كده
بدا وكأن هدوءه تحول الى عاصفة غضب هو الآخر وهتف قائلاً :
- انتى السبب .. انتى السبب يا "سحر"
- أنا السبب .. أنا اللى قولتك حط على تليفونك القرف ده .. أنا اللى قولتك تبقى راجل تييييييييييييت
صاح بغض وهو يمسكها من ذراعيها بقوة ويدفع بها الى الحائط هاتفاً :
- أه انتى السبب .. قولتلك واترجيت مليون مرة .. قولتلك مش عايز أقع فى الغلط .. وانتى غبية مبتفهميش .. انتى السبب منك لله
دفعته عنها بعزم قوتها وصاحت :
- انت اللى منك لله يا "دياب" .. طلقنى .. طقلتى مش عايزاك .. مش ممكن أفضل على ذمتك بعد كده .. وأول ما النهار يطلع هروح لأهلى وأهلك وأفضحك وأقولهم على اللى جوزى المحترم بيعمله .. أصلهم فاكرينك بتاع ربنا ومحترم .. خليهم يشوفوك على حقيقتك
ضم "دياب" قبضتى يده بقوة وهو يعض شفتيه محاولاً التحكم فى غضبه .. ثم غادر البيت مغلقاً الباب بعنف حتى كاد أن ينخلع من مكانه .. استيقظت الصغيرة باكية فتوجهت اليها "سحر" باكية هى الأخرى .. شاركهم فى البكاء "دياب" الذى عاد الى المسجد الذى أدى فيه صلاة الفجر وحلس على أرض المسجد منفجراً فى بكاء مرير .. ظل يستغفر الله عز وجل .. ولا يفتر لسانه عن الاستغفار الى أن حان موعد عمله فانصرف من المسجد متوجهاً اليه وهو يشعر بهموم الدنيا تثقل كتفيه حتى أعجزته عن التنفس !

***********
وقفت "انجى" مع "بيسان" فى مطبخها بينما تعد هذه الأخيرة كوبين من النسكافيه .. قالت "بيسان" ضاحكة :
- وبعدين ايه اللى حصل ؟
قالت "انجى" وهى تحمل كوبها الذى انتهت "بيسان" من اعداده :
- أفلت فى وشه السكة .. هو فاكرنى ايه .. مستحيل أرجعله طبعاً
ثم قالت شاردة :
- أنا عايزه راجل أحس انى كل حاجة فى حياته .. مش واحد مع كل واحدة شويه
قالت "بيسان" وهى تخرج من المطبخ وتتبعها "انجى" :
- ان شاء الله يا "انجى" ربنا يرزقك باللى تتمنيه
نظرت اليها "انجى" قائله وهى تجلس قبالتها :
- عارفه نفسى فى واحد زى جوزك .. "نهاد" .. انتوا مرتاحين مع بعض مش كده ؟
أومأت "بيسان" برأسها وهى تبحث عن جهاز تحكم التلفاز وهى تقول :
- اهاا .. "نهاد" ده ملاك .. عمره ما زعلنى أبداً .. حتى لو دخل الزعل بيا .. على طول بيصفى وبيصالحنى .. كفاية انه حاطتنى فى عنيه أنا و "فريد" .. ولا عمره بص لواحده ولا عمره حتى فكر انه يخونى
ثم ابتسمت وهى تقول شارده :
- على طول بيخاف على زعلى .. ومش حارمنى من حاجه .. بحس ان أنا وهو لينا عالم خاص بينا .. ونفسى حبنا يدوم طول العمر
لم تلمح "بيسان" تلك النظرة فى عيين "انجى" ولا تلق الغصة فى حلقها والتى ابتلعتها برشفة من كوبها .. وقد شردت هى الأخرى مستغرقة فى أحلام يقظتها !
لم تكد تخرج من بيت صديقتها حتى أخرجت هاتفها وتحدث وهى تسوق سيارتها بنعومة قائله :
- "نهاد" ازيك .. تمام .. بقولك ايه .. فى مبلغ جايلى كمان يومي .. وعايزة أديهولك .. أهاا بس أنا بفكر فى حاجه كده ياريت نعد ونتكلم مع بعض .. اهاا .. لا مش هينفع عندك فى المكتب أصلاً أنا مش فاضية النهاردة .. بص .. هستناك بكرة عندى فى البيت .. يا سيدى هى نص ساعة بس .. لا مش هينفعل أجيلكوا أنا
ظهر على وجهها الضيق وهى تقول :
- مش هاكلك يا "نهاد" بقولك نص ساعة .. طيب خلاص مستنياك .. ماشى مناسب .. مستنايك .. سلام !

****************
نظرت "سمر" الى "مهند" الجالس أمامها حول مائدة الطعام ثم قالت مبتسمة :
- على فكرة أنا خلصته
بدا وكأنه لم ينتبه الى كونها تتحدث اليه .. فقالت :
- "مهند" رفع نظره اليها فقالت بابتسامة واسعة :
- خلصت قراية الكتاب
ضحكت "انعام" وقالت :
- ايه ده لحقتى .. شكلك مدمنة قراية
نظرت اليها "سمر" قائله :
- لا مش أوى .. مش أى حاجه بعرف أقراها
ثم عادت تنظر الى "مهند" قائله :
- بس اسلوبك سهل أوى .. قدرت أفهمه بسهولة .. يعني أكنك بتكلمنى أنا .. مش محتاجة أكون متعمقة فى القرايه عشان أفهم كلامك .. كلامك سهل وبسيط .. وفى نفس الوقت قوى
لاحت ابتسامة صغيرة على شفتيه وهو يقول :
- متشكر على المجاملة دى
قالت بحماس :
- مش بجاملك على فكرة .. أنا بقولك رأيى برصاحة
ضحك "عدنان" قائلاً :
- أدى أول معجبة يا "مهند" .. مبروك عقبال المليون ان شاء الله
بدا على "نهال" الغيظ وهى تقول :
- أنا كمان بدأت قرايه فى الكتاب بس بحب أقرأ على مهلى عشان كده لسه مخلصتش
نظرت "سمر" الى "مهند" قائله :
- بس فى كام نقطة محتاجة أتناقش فيهم معاك
ضحكت "انعام" قائله :
- أوبا انتى كمان هتناقشيه .. اظاهر ان أول معجبة مش سهلة أبداً يا "مهند" .. ربنا معاك
لم يجب "مهند" .. فأكملت "سمر" قائله :
- يعني مثلاُ .. انت فى فقرة من فقرات كتابك قولت "اذا انسلخنا من ماضينا كما يريدون فسنكون كاللقمة الطرية تنزلق فى جوف اعدائنا بلا أدنى مقاومة .. شوكتنا فى تمسكنا بعاداتنا وعقيدتنا ووحدتنا"
ضاقت عينا "مهند" دهشة لحفظها لتلك الكلمات والقائها بسهولة كما لو كانت تحفظها عن ظهر قلب .. فأكملت "سمر" :
- طيب معنى كلامك .. اننا نتوقوقع على نفسنا ومنبصش للتقدم اللى حولينا .. وده مش صح .. يعني عندك اليابن مثلاُ دولة متقدمة جداً صناعية .. عندك أمريكا وغيره وغيره .. اذا احنا فضنا بنور فى دايرة ماضينا وحاضرنا ومش بنسمح لنفسنا اننا نخرج بره الدايرة عمرنا ما هنتقدم أبداً
ساد الصمت لفترة بعدما نتهت من جملتها .. الى أن نظر اليها "مهند" بعينين كعين الصقر قائلاً بحزم :
- انتى فهمتى كلامى غلط .. أنا ما قولتش اننا نتقوقع على نفسنا ومنبصش لحضارات غيرنا وتقدم غيرنا .. انا قولت اننا مننسخلش عن ماضينا وعقيدتنا وعاداتنا .. مش شرط عشان أقلد اليابان وآخد منهم التقدم الصناعى الهائل اللى عندهم .. انى كمان أقلدهم فى الحاجات اللى بيعملوها واللى هى ضد ديني ومبادئى .. زى واحد رايح السوق وبيختار فاكهة وبيعبى السبت بتاعه .. مينفعش ياخد أى حاجه ايده تقع عليها .. وتبقى السلة بتاعته فيها الثمرة السليمة والثمرة الفاسدة .. لازم يختار ايه يحطه فى السلة وايه يسيبه وميلمسهوش .. لازم لما آجى أقلد يبقى عندى مخ أفكر بيه .. وأقلد فى الحاجه اللى هتفيدنى .. مش عمال على بطال .. يعني مثلاُ .. مش من التقدم والحضارة انى أشرب خمره هى ضد ديني ومبادئي وأقول أصل الأمركيان بيشربوا خمرة وشوف هما متقدمين ازاى واحنا لسه بنتكلم فى ان الخمرة حرام ! .. مينفعش أنى أنسلخ من ديني وعقيدتى .. قوتى فى انى أحافظ على دينى ومبادئى .. وعلى فكرة أمريكا اللى انتى شايفاها متقدمة دى مجتمع مخلخل جداً .. مجتمع مهزوز ومنحل .. ضربة واحدة تقضى عليه .. بس المشكة ان الضربة دى عايزة ايد بتتبل كل يوم خمس مرات .. ايد مبتتمدش على الحرام .. ايد بتترفع للسما وقت الكرب .. ايد بتلمس الأرض فى جوف الليل .. لو الايد دى موجودة وكبرت .. وكترت .. هنبقى أحسن من أحسن دولة .. لاننا مش هنبقى أقوى منهم بذكائنا بس .. ولا بعملنا ولا بجهدنا .. لا احنا هنبقى أقوى منهم بعقيدتنا .. ودينا .. واسلامنا !
ساد الصمت طويلاً .. لا يمع لا صوت دقات الساعة على الجدار .. عاد الى النظر الى طعامه .. دون أن ينتظر رداً من أحد .. لكنها ردت .. ليس بكلمة .. بل بنظرة .. نظرة لا يفهمها سوى امرأة مثلها .. لذلك فهمتها "نهال" جيداً .. و أخذت تتلوى من الغيرة !

*****************
صعد الجميع الى غرفهم بينما بقيت "سمر" تشاهد التلفاز .. كانت "نهال" فى غرفتها شاردة فى الحوار الذى دار اليوم بين "سمر" و"مهند" .. شعرت بالحنق الشديد .. نزلت الى الأسفل لتجد "سمر" جاليه فى غرفة المعيشة .. تراءت لها فكرة شيطانية .. تخبر بها غريمتها بأن "مهند" خط احمر غير مسموح لها بالإقتراب منه .. نظرت اليها "سمر" قائله بإبتسامه :
- "نهال" .. تعالى يا حبيبتى
جلست "نهال" قبالتها وهى تقول :
- مجاليش نوم
- ولا أنا
- عمى نام ؟
- اهاا .. كلهم ناموا
قامت "نهال" وجلست بجوار "سمر" قائله بلؤم :
- "سمر" أنا هعتبرك زى أختى .. وهسألك سؤال محيرنى
التفتت اليها "سمر" قائله بسعادة :
- طبعاً يا "نهال" .. اتفضلى
قالت "نهال" وهى تتظاهر بالتردد :
- بصى يا "سمر" فى واحد أنا وهو بنحب بعض .. بس خايفين بابا وماما يرفضوا ارتباطنا .. يعني عشان أنا لسه فى أولى جامعة .. ومش عارفه أعمل ايه
نظرت اليها "سمر" بجدية قائله :
- بصى يا "نهال" أنا فى الأمور دى بحب المواجهة .. يعني مش أعد حطه ايدي على خدى وأقول يا ترى هيرفضوا ولا هيوافقوا .. خليه يتقدم .. وحاولى انتى من جهتك تقنعى بابا وماما .. وهو لو كويس أكيد هيشوفوا ده فيه .. يعني ممكن يوافقوا
قالت "نهال" بلؤم :
- أصل الموضوع مش بس انى لسه فى أولى جامعة .. فى مشكلة تانية
- ايه هى ؟ .. ممكن اعرفها عشان أعرف أفكر معاكى
نظرت اليا "نهال" قائله :
- أصله أرمل
تجمدت ملامح "سمر" وضاقت عيناها وهى تسألها :
- أرمل ؟ .. وعرفتيه فين ؟ .. فى الجامعة ؟ .. دكتور عندك فى الجامعة ؟
قالت "نهال" بتحدى مغلق بخبث :
- لأ بشوفه فى البيت .. "مهند"
فغرت "سمر" فاها دهشة فأكملت "نهال" بثقة :
- أنا و "مهند" مرتبطين بس فى السر .. عشان لو ماما وبابا عرفوا هيعملوا مشكلة واحتمال ميرضوش يخلونى آجى هنا تانى
زفرت "سمر" وقد بدا عليها الضيق ثم قالت بحزم :
- ازاى يني مرتبطين فى السر ؟
ضحكت "نهال" بخبث وقالت :
- ايه يا "سمر" .. ايش حال مكنتيش عايشة سنين بره مصر .. مرتبطين ببعض أشرحهالك ازاى دى
عقدت "سمر" جبينها شاردة فقالت "نهال" متظاهرة بالخوف :
- بس اوعى تجيبى سيرة لحد .. مش عايزة يحصل مشاكل مع ماما وبابا .. اتفقنا
أومأت "سمر" برأها وهى ماازلت شاردة .. غادرت "نهال" الغرفة وتركت "سمر" التى أضناها السهر .. وجفاها النوم !

**********
بينما الجميع فى غرفة المعيشة قال "عدنان" للميس مبتسماً :
- عملتوا البسبوسة اللى طلبتها ؟
قالت "لميس" مبتسمة :
- أيوة يا "عدنان" بيه
أومأ برأسه قائلاً :
- طيب هاتيها مع الشاى
قالت "انعام" بعتاب :
- "عدنان" الدكتور منعك من الحلويات .. بسبوسة ايه بس
قالت "عدنان" مبتسماً :
- يا "انعام" انتى بتصدقى كلام الدكارتة .. الواحد لو سمعلهم فى كل اللى بيقولوه مش هيخلص
قالت وهى تنظر اليها نظرات لوم :
- انت السكر عندك بيعلى يا "عدنان" .. والدكتور قالك آخر مرة انك تقللى حلويات عشان ميجلكش السكر لا قدر الله
أومأ برأسه مربتاً على كفها قائلاً :
- متخفيش عيلا أخوكى صحته بمب
تبادلت "يسرية" مع "كوثر" نظرات متهكمة .. فيما التفت "عدنان" قائلاً لـ "مهند" الذى يتفحص بريده الالكترونى عبر هاتفه :
- "مهند" ماقولتليش .. ايه أخبار الوفد اللى جايلنا من شركة الخشب
قال "مهند" ناظراً اليه :
- هييجوا فى معادهم يا عمى ان شاء الله
أومأ "عدنان" برأسه قائلاً :
- تمام
قال "حسنى :
- متقلقش يا "عدنان" أنا هكون فى استقبالهم
نظر اليه "عدنان" قائلاً بحزم :
- شكراً يا "حسنى" بس أنا خلاص اتفقت مع "مهند" .. هو اللى هيستقبلهم بنفسه
شعر "حسنى" بالحنق قائلاً :
- زى ما تشوف يا "عدنان"
التفت "عدنان" الى "مهند" وقال بمرح :
- عايزك ترتبلهم برنامج محصلش
ابتسم "مهند" قائلاً :
- متقلقش يا عمى
نهض "مهند" وقال قبل ما الشاى ييجى هروح أعمل مكالمة مهمة
خرج "مهند" من الغرفة وأجرى اتصاله .. وبينما هو متوجهاً الى الداخل مرة أخرى سمع صوتاً خلفه يقول :
- "مهند"
التفت ليجد "سمر" قبالته وامارات الضيق على وجهها .. قالت بحزم :
- ممكن نتكلم شوية لو سمحت
أومأ برأسه بإستغراب محاولاً أن يخمن فيما تريده .. دخلا غرفة المكتب فأغلقت الباب خلفها والتفتت اليه تقول بحدة :
- ممكن أعرف ايه اللى انت بتعمله ده .. ازاى تخون ثقة عمك كده
نظر اليها "مهند" مندهشاً وهو يقول :
- مش فاهم
قالت بحده :
- لا فاهم .. ايه اللى بينك وبين "نهال" ؟
اتسعت عيناه دهشة وهو يقول :
- "نهال" ؟ .. مفيش حاجه بيني وبين "نهال"
زمت "سمر" شفتيها وهى تنظر اليه بحدة وتقول بحزم :
- لأ فى .. حرام عليك .. ازاى تضحك على بنت صغيرة زى "نهال" .. أنا مش مصدقه انك بتحبها بجد .. مفيش أى حاجه مشتركة بينكوا
عقد "مهند" جبينه وهو يرمقها بنظرات نارية قائلاً :
- انتى ازاى تتكلمى معايا كده .. بقولك مفيش حاجة بيني وبين "نهال" .. "نهال" بعتبرها زى "فريدة" وقولتلها الكلام ده كتير .. عايزة تصدقى صدقى مش عايزة تصدقى انتى حره
نظرت اليه "سمر" وقد ضاقت عيناها قائله :
- يعني انت قولتلها انك بتعتبرها زى "فريدة" ؟
قال بحزم ونظرات كالصقر :
- أيوة
أومأت برأسها وهى تقول معتذرة :
- طيب خلاص .. شكلى أنا اللى فهمت غلط
ظل يرمقها بتلك النظرات الثاقبة وهو يفتح باب المكتب ويغادره !
لحقت به فى غرفة المعيشة وسلمت على الحضور وجلست بجوار "عدنان" على الأريكة .. هتفت "نهال" بلهجة ذات معنى :
- ما شاء الله يا عمو .. لايقين على بعض أوى .. ربنا يباركلكوا ىف بعض
نظرت اليها "سمر" بحدة .. فأكملت "نهال" بتحدى :
- بجد لايقين على بعض .. وباين على "سمر" انها بتحبك أوى يا عمو
ابتسم "عدنان" قائلاً وهو يحيط كتفى "سمر" بذراعه :
- أنا كمان بموت فيها
ضحكت "نهال" قائله :
- سيدى يا سيدى .. محدش أدك يا "سمر"
ابتسمت "سمر" فى وجه "نهال" بصعوبة ثم أشاحت بوجهها عنها تنظر الى "مهند" المنهمك فى مطالعة هاتفه .. جاءت الخادمة بصحبة "لميس" لتضع صمية الشاى وبجوارها سنية الحلوى التى طلبها "عدنان" الذى صاح :
- الله .. جميل أوى .. نفسى هفانى عليها من امبارح .. تسلمى يا مدام "لميس"
أومأت "لميس" برأسها وقالت :
- بالهنا والشفا
نهضت "سمر" وقالت بمرح :
- أنا هصب الشاى .. قامت بدور المضيفة وصبت الشاى فى الفناجين وظلت تسأل كل واحداً منهم عن عدد ملاعق السكر التى يرغبها .. أعطت لكل فرد منهم فنجانه ومعه طبق صغير به قطعة الحلوة المزينة بالقشدة .. توجهت بفنجان الشاى والطبق الصغير الى "مهند" وقالت مبتسمة :
- اتفضل
لم يلحظ ابتسامتها .. بل لم ينظر الى وجهها وهو يقول :
- شكراً
اختفت ابتسامتها وجلست فى مكانها تحمل قدحها وطبقها قبل أن تصيح "نهال" دهشة :
- ازاى عرفت ان "مهند" مبيحبش البسبوسة بالقشطة ؟
نظر الجميع الى "نهال" فى دهشة .. بينما تجمدت ملامح "سمر" وهى تنظر اليها .. نقل "مهند" نظره بين الفتاتان فأكملت "نهال" وهى تنظر الى "سمر" بتحدى :
- الصنية كان عليها 10 أطباق .. 9 منهم كان عليهم قشطة وواحد بس مش محطوط عليه قشطة .. عرفتى منين ان الواحد ده بتاع "مهند" ؟
تركت العيون "نهال" لتتجه الى "سمر" .. التى مازالت تعبيراتها خاليه من اى انفعال .. ألحت "نهال" قائله متظاهره بالمرح :
- ايه مش هتردى .. عرفتى منين انه بيحبها كده ؟
قالت "سمر" بهدوء ونظرات بارده :
- هو اللى قالى انه بيحبها من غير قشطة
ثم رفعت فنجانها ترشف منه بهدوء شديد متجاهلة نظرات "نهال" المصوبة تجاهها .. انهمك الجميع فى شرب الشاى وأكل الحلوى .. لكن "مهند" أخذ يتطلع الى "سمر" بتمعن .. شعر بالدهشة الشديدة .. ليس فقط بسبب علمها كيف يحب حلواه .. لكن بسبب كذبها .. فلم يتحدث معها فى أى شئ من هذا القبيل قط !



اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-15, 08:45 AM   #19

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع عشر
- ميرسى أوى يا "فريدة"
قالت "سمر" ذلك بحبور وهى تعانق "فريدة" بأخوية وتنظر اليها بتأثر قائله :
- مش عارفه أقولك ايه
ابتسمت "فريدة" قائله :
- متقوليش حاجه .. وأصلاً دى حاجه بسيطة .. تتهنى بيها
نظرت "سمر" الى السوار فى سعادة .. فقالت "فريدة" وهى تنقل عينها من السوار الى "سمر" :
- تحبى ألبسهولك ؟
أومأت "سمر" برأسها .. لفته "فريدة" حول رسغها .. شكرها "سمر" مرة أخرى وقالت :
- ميرسى أوى ...
ابتسمت لها "فريدة" قائله :
- اعتبرينا اخوات يا "سمر" ماشى .. أى حاجة محتجاها .. أى حاجه عايزة تتكلمى فيها اتكلمى فيها معايا
نظرت اليها "سمر" بتأثر وقالت بجديه :
- أكيد يا "فريدة"

شعرت "سمر" بالتأثر ليس لتلك الهدية فى حد ذاتها ولكن للمشاعر الصادقة التى لمستها فى "فريدة" .. فلكم افتقدت مثل تلك المشاعر الصادقة فى غربتها !
***********
توجهت "سمر" الىغرفة المعيشة لتجدها فارغة .. سألت احدى الخادمات عن الجميع فأخبرتها قائله :
- "عدنان" بيه فى المرسم .. و مدام "انعام" و الآنسه "فريدة" والآنسة "نهال" فى الجنينة
أومأت "سمر" برأسها وقالت :
- وفين "مهند" ؟
- فى مكتب "عدنان" بيه
توجهت "سمر" الى المكتب ووقفت أمام الباب .. مرت عليها لحظة تردد قبل أن تطرق الباب وتفتحه .. أطلت برأسها وهى تقول :
- هعطلك ؟
رفع "مهند" رأسه وانظر اليها قائلاً :
- لا أبداً
دخلت المكتب وأغلقت الباب خلفها .. فقال "مهند" على الفور :
- سبيه مفتوح
اختفت ابتسامتها ونظرت اليه بتمعن قائله :
- مش انت قولت اننا محارم لبعض ؟
أخذ "مهند" نفساً عميقاً ثم قال بصرامة :
- أيوة .. بس سبيه مفتوح
وفى استغراب التفتت لتفتح الباب مرة أخرى ثم نظرت اليه بتهكم قائله :
- كويس كده ؟
أومأ برأسه وعاد الى الانكباب على تلك الأوراق أمامه دون أن يعيرها أدنى أهتمام .. جلست على الأريكة المقابلة للمكتب ..تستند بمرفقها الى ذراع الأريكة .. وتضع ساقاً فوق ساق .. لا يحيد نظرها عن "مهند" الذى شعر بتلك النظرات فرفع رأسه ينظر اليها .. ساد الصمت للحظات الى أن قال :
- فى حاجه ؟
ابتسمت قائله :
- لا أبداً .. بس كنت زهقانه ومش عايزة أعد لوحده
تجمدت ملامحه وقال ببرود :
- "فريدة" و "نهال" بره اعدى معاهم هيسلوكى
قالت وقد اتسعت ابتسامتها :
- انت على طول متنشن كده ؟
لم تتغير تعبيرات وجهه الجامدة وهو يتطلع اليها .. فأكملت بهدوء :
- لأ انت مش كده .. بتبقى مختلف مع "فريدة" .. بتبقى على طبيعتك معاها .. طيب مش انت بتقول انى من محارمك ليه مش بتعاملنى زى "فريدة"
عقد جبينه بإستغراب وهو ينظر اليها قائلاً بحده :
- انتى عايزه ايه بالظبط ؟
اختفت ابتسامتها ونهضت بعصبية وقالت :
- مش عايزة حاجه
أغلقت الباب خلفها بعنف وهو لا يزال يتطلع الى الباب المغلق وقد ازدادت تجاعيد جبينه حدة

*********
قالت "انعام" وهى تنظر الى "سمر" الجالسه معهم على احدى الأرائك فى الحديقة :
- مالك يا "سمر" فى حاجه مضايقاكى ؟
هزت رأسها نفياً دون أن يختفى عبوس وجهها .. ضحكت "انعام" وقالت :
- لو "عدنان" مضايقك قوليلى .. ده أخويا وأنا أكتر واحدة بعرف أتفاهم معاه
تدخلت "نهال" على الفور وقالت :
- لا أكيد يا عمتو عمو "عدنان" مزعلش "سمر" ده بيموت فيها مستحيل يزعلها
أشاحت "سمر" بوجهها عنهم دون أن تجيب .. فنهضت "انعام" وقالت :
- هدخل أشوف عملوا ايه فى الغدا
نهضت "فريدة" وقالت :
- وأنا هطلع آخد شاور
اقتربت "نهال" فى مجلسها من "سمر" وقالت :
- "سمر"
التفتت اليها "سمر" فى برود .. فقالت "نهال" بلؤم :
- عايزة أجيب هدية لـ "مهند" ممكن تختاريها معايا
اتسعت عينا "سمر" وهى تنظر اليها بحدة وغضب .. وقالت بغضب مكبوت :
- بطلى بأه لعب العيال ده
هتفت "نهال" فى دهشة :
- قصدك ايه ؟
قالت "سمر" وهى تبتسم فى تهكم :
- مفيش حاجه بينك وبين "مهند" .. أنا سألته وقالى انه بيعتبرك زى أخته "فريدة"
امتقع وجه "نهال" ونهضت من فوق مقعدها وهى تهتف بغضب :
- مش من حقك أصلاً تسأليه عن حاجه زى كده .. وبعدين تعالى هنا انتى ايه دخلك اذا كان "مهند" يحبنى ولا ميحبنيش
نهضت "سمر" ووقفت أمامها بتحدى وقالت بحزم شديد :
- لأ دخلى .. ودخلى ونص كمان
رفعت "نهال" حاجبيها وهى تقول بعنف :
- ايه مش مكفيكي راجل واحد ولا ايه ؟
توقعت ان تقذف تلك الكلمات الغيظ فى نفس "سمر" فتتقهقر وتتراجع .. لكن يبدو أنها كانت مخطئة .. ابتسمت "سمر" وهى ترفع أحد حاجبيها قائله بمياعه :
- لأ مش مكفيني
امتقع وجه "نهال "أكثر واحتقن بالدماء وهى تقول :
- انتى واحدة مش محترمة
عقدت "سمر" ذراعيها أمام صدرها وهى تقول بتهكم :
- هاا وبعدين ؟
هتفت "نهال" بعنف :
- وهقول لعمى "عدنان" على الكلام اللى قولتيه دلوقتى
أطلقت "سمر" ضحكة ساخرة وهى تقول :
- هتقوليله ايه كنت بحاول أفهم "سمر" ان فى حاجه بينى وبين "مهند" .. تؤ تؤ .. معتقدش .. شكلك هيبقى مش لطيف خالص
أدركت "نهال" بالفعل أنها لن تستطيع مواجهة عمها ولا أبيها وأمها بما قالت والا ستضع نفسها فى موقف صعب وسيسخر منها الجميع .. هتفت "نهال" وهى تشعر بالعجز والغضب :
- "سمر" ابعدى عن "مهند" انتى احدة متجوزة .. "مهند" مش ممكن يفكر فيكي انتى مراة عمه
رفعت "سمر" حاجبيه وهى تنظر اليها بخبث قائله :
- ابعدى انتى عنه يا "نهال" .. لانه مش ممكن يفكر فى عيله تافهه زيك
ابتسمت "سمر" بوجهها فى تشفى قبل أن تدور على عقبيها وتنصرف تاركه اياها تتلوى من الغيظ .. والغيرة .. والغضب

************
فتح "دياب" باب منزله ثمدخل وأغلقه بهدوء باحثاً بعينيه عن ساكنى بيته وفؤاده ! .. توجه الى غرفة النوم ليجد زوجته نائمة بجوار ابنتهما .. اقترب منها ومسح على شعرها الى أن استيقظت .. أشار لها بالخروج حتى لا تستيقظ الطفلة .. وفى تبرم خرجت "سحر" من الغرفة لا يميزها عن كل يوم سوى الغضب الذى يشع من عيينها وهى تتطلع الى "دياب" الذى قبل رأيها قائلاً :
- أنا آسف حقك عليا
عقدت ذراعيها أمام صدرها وهى تنظر اليه تلك النظرة الغاضبة المملوءة باللوم و العتاب .. أمسك ذراعيها قائلاً بخفوت وامارات الخجل على محياه :
- أنا عارف ان مكنش يصح انى أعمل كده .. انا مش عارف عملت كده ازاى .. الشيطان كان أقوى منى .. سامحيني يا "سحر" .. أنا مش عايز أخسرك
حررت ذراعيها من بين يديه وقالت بقوة :
- أنا ثقتى اتهزت فيك يا "دياب " .. صدمتنى فيك .. مش قادرة أصدق ان انت تعمل كده
زفر "دياب" بقوة وقال :
- احنا الاتنين غلطانين يا "سحر" اقفلى على الموضوع لانى مش حابب أتكلم فيه أكتر من كده .. كل ما أفتكر الذنب اللى أذنبته بتقهر
قالت "سحر" بحده :
- انت هتشركنى فى الغلط معاك ليه انت اللى غلطان لوحدك .. هو أنا اللى قولتك روح حط القرف ده على موبايلك
قال "دياب" بحزم شديد :
- قولتلك خلاص اقفلى على الموضوع
ثم اخذ نفساً عميقاً وتوجه الى اللفة التى تركها فوق الطاولة بعدمادخل .. وحملها وقدمها اليها قائلاً :
- دى كنافة .. عارف انك بتحبيها
نظرت الى اللفة فى يده ثم قالت :
- مكنش فيه داعى .. كنتى قولى انك عايز تاكلها وأنا كنت اعملهالك
قال مبتسماً :
- أنا جايبها عشانك مش عشانى
أخذت اللفة من يده وهو تقول :
- تسلم يا "دياب"
أمسك ذقنها بني أصابعه ونظر فى عينيها قائلاً :
- يعني خلاص سامحتيني ؟
قالت بحزم :
- لا لسه .. مش هقدر انسى غير لما أتأكد انك مش هتعمل كده تانى
قال بهدوء :
- والله ما هعمل كده تانى .. بس انتى خلى بالك منى واهتمى بيا شويه
صاحت بحده :
- يعني لو مهتمتش بيك هترجع للأرف ده تانى يا "دياب"
زفر "دياب" بحنق وقال :
- يا "سحر" انتى ليه مصره تقلبيها خناقه .. انتى اللى فى ايدك انى معملش كده تانى .. يا "سحر" أنا لا راجل تيييييييييييييت ولا عيني فارغه وانتى عارفه كده كويس .. ومفيش حد مبيغلطش .. بس انتى ليكي دور فى الغلط ده ودور كبير كمان
قالت بغضب وهى تترك اللفة من يدها :
- أنا مغلطتش أنا أيدالك صوابعى العشرة شمع .. انت اللى راجل غريب عايزنى أفضل 24 ساعة على سنجة 10 .. محسسنى اننا من أصحاب الأملاك وحولينا الخدم والحشم .. احنا ناس فقرا يا "دياب وعلى أد حالنا
قال بعنف :
- وايه علاقة فقرا وأغنيا باللى احنا بنتكلم فيه دلوقتى .. الغنى راجل والفقير راجل .. الغنية ست والفقيرة ست .. ايه علاقة الغنا والفقر بإهتمام الواحدة بنفسها وبجوزها
ٌقالت بتهكم :
- علاقته ان دول ستات رايقه مفيش وراهم اللى يشغلهم لو قضت 24 ساعة عن الكوافير مش هترجع تلاقى الدنيا خربانه .. عندها حتى اللى يسرحولها شعرها
ٌقالت بغضب :
و انا مطلبتش منك تعلمى كده ولا طلبت منك انك تبقى 24 ساعة على نجدة 10 .. انا كل اللى طالبه ان من وقت للتانى أشوفك بحاجه حلوة .. تهتمى انك تتكلمى معايا .. اه انتى مش مخليانى محتاج حاجة فى اكل ولا فى شرب ولا فى لبس .. بس فين أنا ومشاعرى فين زوجتى اللى تعد تتكلم معايا وتشاركنى طموحى وأحلامى فين ده يا "سحر" ؟
قالت بتهكم :
- طموح ايه واحلام ايه يا "دياب" فوق وبص لحالك انت واحد زى ملايين الناس التعبانه والشقيانه على لقمة عيشها .. محسسنى انك صاحب شركه ومحتار يكبرها ازاى
نظر اليها بأسى قائلاً :
- عمرك ما هتفهمينى .. عمرك ما هتحسى بيا
التفت وفتح الباب فقالت بحده :
- انت رايح فين دلوقتى
قال دون أن ينظر اليها :
- نازل أتمشى شوية
نزل "دياب" الدرجات لكنه لم يكملها .. افترش احدى الدرجات جالساً عليها واضعاً رأسه بين كفيه متنهداً بحسرة !

*************
-10 دقايق وهكون عندك
أنهت "انجى" المحادثة مع "نهاد" وهى تقول بميوعه :
- ماشى مستنياك
نظرت الى ما أعدته لاستقبال "نهاد" جلست على أحدى الأرائك وهى تعيد التفكير فيما تفعل هتفت فى نفسها كيف تحصل امرأة معدومة الخبرة مثل "بيسان" على رجل مثل "نهاد" كيف استطاعت أن توقعه فى شباكها أنتِ أجمل من "بيسان" وأذكى منها كيف تحصل صديقتك على "نهاد" وتحصلين أنتِ على رجل مثل طليقك لمعت عينيها وهى تسبح فى أحلامها وتتخيل "نهاد" وقد وقع فى حبها وشباكها بالتأكيد لن تطلب منه أن يطلق "بيسان" على الأقل فى البداية فهى تعلم مدى حبه لها يكفيها فى البداية أن تشارك صديقتها فى ذلك الرجل الذى لم تقابل مثله من قبل وعندما تملك قبله وعقله وبعد أن تجعله مدلهاً فى حبها ستدفعه الى طلاق "بيسان" لتظفر به وحدها أخرجها جرس الباب من شرودها فتأملت نفسها للمرة الأخيرة فى المرآة قبل أن تفتح الباب مبتسمة لتتجمد البسمة على شفتيها قبل أن تموت .. اقتربت منها "بيسان" وعانقتها قائله :
- ازيك يا "انجى"
أفاقت "بيسان" من صدمتها سريعاً لتقول بصوت مضطرب :
- الله يسلمك يا "بيسان"
دخل "نهاد" خلف "بيسان" وهى يتطلع الى "انجى" قائلاً :
- ازيك يا "انجى"
لمع فى عينيها غضب لم يلاحظه الا "نهاد" وقالت :
- الحمد لله .. اتفضلوا
دخل الزوجان وتقدمتهما الى الأريكة فجلسا عليها والتفتت اليها "بيسان" قائله بمرح :
- لما "نهاد" قالى انك اتصلتى وعزمتينا على العشا فرحت أوى اهى فرصة أسيب "فريد" مع الدادة مبقتش بخرج كتير من يوم ولادتى حتى عمو "عدنان" مبقتش بروحله زى الأول بس انتى غير مقدرش أرفض دعوتك أبداً
ابتسمت "انجى" بتوتر .. ثم تطلعت الى "نهال" تقابلها نظراتها الغاضبة .. بنظراته البارده !

**************
قال "عادل" شارداً وهى يستند بظهره الى مقعده :
- بس كلامها منطقى .. فعلاً لو القاتل استنى برده لحد ما "عدنان" ييجي أكيد هيشوف ان اللىدخل المرسم الجناينى مش "عدنان"
هتف المساعد بحماس :
- وهى ايه اللى عرفها كده .. ما يمكن القاتل استنى "عدنان" جوه المرسم مش بره ولما لقى الجاينى داخل المرسم معرفش يشوف وجه من الضلمة وقام ضرب النار عليها
صمت قليلاً ثم صاح وهو يضرب أحد كفيه بالآخر :
- كده يبأه أكيد "فريدة" هى القاتل
خرج "عادل" من شروده ونظر اليه بدهشه .. ثم ينحنى الى الأمام وهو يصفق بيديه بهدوء قائلاً :
- برافو ... برافو .. ممتاز
اتسعت ابتسامة المساعد وهو يقول بثقه ممزوجة بالخجل :
- متشكر يا فندم .. احنا برده اتعلمنا من حضرتك كتير
هتف "عادل" بحده :
- الله يخربيتك اتعلمت منى ايه .. "فريدة" ايه اللى قتلت .. انت يا ابنى عديت من الاعدادية ازاى
اختفت ابتسامة المساعد وقال بتوتر :
- ليه يا فندم ؟
ألقى "عادل" قلمه فوق مكتبه بحده وهو يقول :
- "فريدة" كانت واقفة فى البلكونه ومخرجتش منها بشهادة الشهود ... "فريدة" هتنشن ازاى بدقة على القلب .. "فريدة" ازاى أصلاً هتمسك سلاح فى ايدها دى كانت هتموت من الرعب لما شافت حارس الامن والقاتل مرمين على الارض .. ده أنا كنت خايف عليها يجيلها انهيار عصبى .. تقولى هيا القاتل
قال المساعد بعناد :
- بس يا فندم هى عرفت معلومات دقيقة محدش يعرفها غير القاتل
أسند "عادل" وجنته الى كفه وهو يقول بتهكم :
- معلومات ايه اللى عرفتها يا أذكى اخواتك ؟
قال المساعد بحماس :
- عرفت ان القاتل كان مستخبى بره المرسم مش جوه المرسم .. ايه خلاها تحديداً تقول بره المرسم ما يمكن كان مستخبى جوه
ضرب "عادل" كفاً بكف وهو يقول :
- آدى أخرة الخضار اللى بيرشوه بالمبيدات .. يا ابنى لو القاتل مستخبى جوه المرسم وشاف الراجل داخل وقام ضربه بالنار .. مش برده الجثة هيبقى مكانها أدام الباب وفارغ الرصاصه هنلاقيه جوه فى المرسم
قال المساعد شارداً :
- آه
قال "عادل" بغيظ :
- الجثة لقيناها عند المكتب .. والفارغ أدام باب المرسم .. يبأه القاتل كان واقف فين ؟
قال المساعد شارداً :
- بره المرسم
قال "عادل" بنفس الغيظ :
- وهو ده اللى قالته "فريدة" .. لاننا قولنا اننا لاقينا الفارغ أدام باب المرسم .. وهى جمعت 1 + 1 .. واستنتجت ان القاتل كان بره المرسم وكان مستخبى للضحية ولما دخل المرسم قام وضرب عليه النار .. فهمت ولا أجيبها تشرحهالك ؟
قال مساعده بحيرة :
- طيب ازاى موضوع الجلابيه بتاعة الجناينى دى .. لو فعلاً معاها حق .. يبأه القاتل مكنش قاصد "عدنان"
قال "عادل" بحيرة بالغه :
- ازاى مش قاصد "عدنان" وحادثة السرقة اللى كان قبل الجريمة واللى بسببها حطوا أجهزة الانذار والقاتل اللى حاول يتهجم على الفيلا والحارس قتله لو هو عايز يقتل الجناينى ما هو خلاص قتله ايه اللى يخليه يرجع تانى ؟ لأ اللى مقصود بالقتل "عدنان" أما قتل الجناينى فأكيد قتل بالغلط ممكن يكون أصلاً القاتل مكنش يعرف مين اللى هيقتله ولا يعرف انه صاحب الفيلا اللى اتفق معاه قاله ان فى واحد هيدخل المرسم دلوقتى اقتله هو نفذ الكلام بالحرف بدون تفكير وقتل الشخص اللى دخل أدامه المرسم وجت فى الجناينى


*************
فوجئ الجميع بزيارة "عادل" وبعض من رجال الشرطة أخبر "عدنان" برغبته فى تفتيش الفيلا نظر اليه الجميع فى دهشة وقال "حسنى" بإستغراب :
- ليه هتفتشوا الفيلا ؟
التفت "عادل" يتطلع الى وجوه الجميع قائلاً :
- أولاً أحب أعرفكوا ان الحارس مات .. والقاتل ممتش .. دخل غيبوبة .. ومستنيينه يفوق
نظر الجميع الى بعضهم بأعين تحمل علامات استفهام وعلامات تعجب كثيرة .. فأكمل "عادل" :
- القاتل احنا بنشك بنسبه كبيرة انه نفس القاتل اللى قتل الجناينى بالغلط .. وكان قصده يقتل "عدنان" بيه .. ولما فشل رجع تانى .. بس محسبهاش كويس .. والسيكيوريتي وقفوله .. فى المرة الأولى مقدرناش نوصل هو ازاى دخل وازاى خرج من الفيلا .. بس فى المرة التانية كان سهل عليه الدخول لان كان فى حفلة فى الفيلا بدون قايمة مدعوين .. والكاميرات اللى مرتكبه على البوابه بينت فعلاً انه دخل وسط المدعويين .. لكن مخرجش معاهم
نظر اليهم قائلاً :
- المسدس اللى لقيناه معاه مش هو المسدس اللى اتقتل بيه الجناينى .. عشان كده احنا عندنا شك كبير انه خبى المسدس هنا فى الفيلا أو فى الجنينة .. وعشان كده بندور عليه
ثم تمتم شارداً :
- المسدس اللى استخدمه مسدس قديم من نوع .......... وعندى احساس كبير اننا هنلاقيه هنا فى الفيلا .. أمر رجاله بالانتشار فى الفيلا دون العبث بمحتوياتها أو اتلافها .. فأخذوا فى البحث والتنقيب تحت نظرات أهل البيت الحانقة .. التفت "عادل" الى "عدنان" وهو يخرج ورقة من جيبه قائلاً :
- قسيمة جوازك انت ومدام "سمر" يا "عدنان" بيه .. معلش بس اتعلمنا فى شغلنا اننا نشك فى كل حاجه
أخذ "عدنان" الورقه منه ةةضعها فى جيبه قائلاً ببرود :
- ده شغلكوا يا حضرة الظابط .. مفيش مشكلة .. المهم تمسكوا اللى بيعمل الجرايم دى كلها
قال "عادل" بحزم :
- متخفش أكيد هنمسكه
هتفت "فيروز" بحنق :
- مش فاهمة ايه ده .. لحد دلوقتى ومش عارفين تمسكوه .. لو كنا فى تركيا كان زمانهم مسكوه فى نفس اليوم
نظر اليها "عادل" بتهكم قائلاً :
- معلش يا مدام .. فرق توقيت بأه
قالت بترفع :
- كل حاجة فى مصر خربانه .. مفيش حاجه بتمشى مظبوط أبداً .. أنا شكلى هرجع تركيا قريب
نظرت اليها "كوثر" قائله بتهكم :
- من غير مقاطعه ان شاء الله
نظرت اليها "فيروز" بغيظ .. استمتع "عادل" بمتابعة ما يحدث .. شعر بأنهم مجموعة غريبة من الأشخاص اجتمعوا معاً تحت سقف واحد .. حانت منه التفاته الى "فريدة" التى عقدت ذراعيها أمام صدرها وبدا عليها الخوف الاضطراب وهى تتابع المفتشين بعينها .. فقال "عادل " :
- متخفوش .. ربع ساعة بالكتير وهنمشى
التفتت تنظر اليه .. فتلاقت نظراتهما فأخفضت عينيها على الفور


شعر "مهند" بالحنق وهو ينتظر "سمر" فى السيارة شعر بالضيق لاصرار "عدنان" على أن يأخذها معه لمقابلة الوفد القادم من شركة الخشب التركية التى يتعامل معها "عدنان" فكان يفضل أن يأخذ أى مترجمة أخرى لكن "عدنان" أخبره أن يأخذ "سمر" كمترجمة للقاء الذى سيدور بينهم نزلت الدرج لتقابلها "نهال" فى أسفله وهى تهمس لها بغيظ :
- كان ممكن ترفضى
تلفتت "سمر" حولها لتتأكد من عدم وجون آذان متنصته ثم نظرت الى "نهال" بتحدى وقالت هامسه :
- وايه اللى يخلينى أرفض .. حد تجيله فرصة انه يقضى اليوم بطوله مع "مهند" ويقول لأ
أمسكتها "نهال" من ذراعها السليم بعنف وهى تقول بحده :
- "سمر" بطلى تستفزيني
حررت "سمر" ذراعها من يد "نهال" وهى تقول بتحدى :
- وانت مبطلتش هتعملى ايه ؟
قالت "نهال" بغضب :
- ابعدى عن "مهند" .. هتتفضحى .. وعمى هيطلقك ويطردك بره الفيلا
قالت "سمر" بتحدى هامسه فى أذن "نهال :
- مش هبعد عنه .. لو تقدرى تبعديني ابعديني
احمر وجه "نهال" من الغضب وهى تتابعه "سمر" التى خرجت من الفيلا لتجلس بجوار "مهند" فى السيارة .. التفتت اليه قائله بابتسامه عذبه :
- سورى اتأخرت
احتدات ملامحه وهو يقول :
- ممكن لو سمحتى تلبسى جاكيت
نظرت الى بلوزتها عارية الذراعين والرقبه وقالت :
- الجو حر
تنهد قائلاً بحزم :
- معلش بس مش هقدر أخدك معايا كده .. لاننا هنفضل مع بعض طول اليوم .. ومش هقدر أبقى واقف جمبك وكل الرجالة فى القاعة بيتفرجوا عليكي
ثم قال بحزم وهو يخرج هاتفه :
- أنا هكلم عمى أخليه يبعت "نهاد" أو عمى "حسنى"
هتفت بسرعة قائله :
- لأ لأ أنا هطلع أغير
وقبل أن تعطيه فرصة للرد فتحت باب السيارة وأسرعت الخطا عائدة الى غرفتها .. ساعدتها الخادمة فى تبديل ملابسها ونزلت سريعاً الى "مهند" الذى اخذ ينظر الى ساعته فى ضيق .. حانت منه التفاته اليها وهى تقول مبتسمه :
- كده كويس ؟
أخفت قدميها ببنطلون وذراعيها ببلوزه بأكمام .. فقال بإقتضاب وهو ينطلق بالسيارة :
- مش كويس .. بس أحسن من الأول
ساد الصمت بينهما الى أن قالت بهدوء :
- فى تركيا الوضع مختف كتير عن مصر .. يعني الحاجات دى عادى هناك .. زى ما هى برده ساعات بتبقى عادى هنا
اضطربت أكثر وهو تقول :
- يعني اللى أقصده .. انى مش بلبس كده عشان حاجه معينه .. بس هو الموضع تعود
انتظرت منه أن يتحدث .. لكن انتظارها طال .. فقالت بهدوء :
- على فكرة أنا كنت محجبة
التفت ينظر اليها ثم عاد ينظر الى الطريق مرة أخرى .. تمتمت بشرود :
- قبل ما اسافر تركيا كنت محجبة وكنت بلبس زى "فريدة" تقريباً .. بس معرفش .. لما سافرت حاجات كتير اتغيرت
أطلقت من صدرها تنهيده وهى تتطلع من الشباك بجوارها .. بدا عليها الشرود والوجوم الى أن وصلا الى الفندق الذى سيتم استقبال الوفد بداخله

***********
جلست "سمر" الى جوار "مهند" على الطاولة التى ضمت وفد رجال الأعمال وقامت بدور المترجمة بروعة واتقان انتقلوا بهم الى بعض المعالم السياحية فى القاهرة ومن ثم عادوا الى الفندوق لتناول الطعام اندمج "مهند" فى الحديث مع أحد الرجال الذى كان يتقن الإنجليزية فكان من السهل على "مهند" التواصل معه حانت منه التفاته الى "سمر" فوجدها تعقد ما بين حاجبيها وهى تتحدث التركية الى الرجل بجوارها لم يفهم حرفاً لكنه رآى الضيق مرسوماً على وجهها واستطاع التقاط نبرة صوتها الحازمة الصارمة التفت اليها قائلاً :
- فى حاجه ؟
قالت بهدوء :
- لأ مفيش
تحدث اليها الرجل مرة أخرى وهو يلقى نظرة على "مهند" أجابت هذه المرة بحدة أكبر فتدخل "مهند" مرة أخرى قائلاً بحزم :
- فى ايه يا "سمر" ؟
قالت بهدوء :
- قولتلك مفيش
حاول "مهند" التحدث مع الرجل بالانجليزية والفرنسية بدا الرجل غير ملم بتلكم اللغتين أو تعمد عدم فهم حديث "مهند" .. قالت "سمر" بإصرار :
- خلاص يا "مهند"
قال بحدة :
- حاسس انه بيضايقك
قالت بنفس الهدوء :
- أنا بقدر أتصرف فى المواقف اللى زى دى
نظر اليها بعينين ثاقبتين والشرر يتطاير من عينيه قائلاً :
- يعني كان بيضايقك ؟
قالت بهدوء وهى تتطلع حولها :
- مفيش داعى تعمل مشكلة من لا شئ أنا فاهمة الناس دى كويس هو مش قاصده يهيني هما مش فاهمين طباعنا ولا عادتنا افتكر انى بتمنع عشان أخليه يتمسك أكتر بس أنا فهمته وخلاص الموضوع انتهى
ثم قالت وهى ترمق الرجل بنظراتها ثم تعود لتتطلع الى "مهند" :
- متقلقش أنا كنت بقابل ناس كتير بالعقلية دى وأنا عايشة بره .. وكنت بعرف أتعامل معاهم كويس
نظر "مهند" اليها وتعجب بعض الشئ .. ففتاة متحررة هذا التحرر فى ملبسها كان يتوقع أن تكون متحررة فى علاقاتها أيضاً .. ولكم ضايقع ذلك .. لأنه تمنى لعمه امرأة تعرف كيف تصون نفسها .. أيقن الآن من كلمات "سمر" بأنه كان مخطئ فى الحكم عليها فى هذا الأمر .. وإن لم يكن الخطأ كاملاً .. فمازال يظن .. بل يوقن .. بأن علاقاتها بالأخرين تتسم بالتحرر .. لكنه ارتاح على الأقل لوجود خطوط حمراء تضعها لنفسها
استأذنت للرد على هاتفها فى الخارج .. تابعها الرجل بعينيه لكنه اضطر الى أن يشيح بوجهه بعدما طالعته أعين "مهند" الثاقبة المهددة الغاضبة !

نظر "مهند" الى ساعته .. ثم نهض ليبحث عن "سمر" التى أطالت مكالمتها كثيراً فعجز عن التواصل مع رجال الأعمال .. بحث عنها بعينيه خارج قاعة الطعام بالفندق فلم يجدها .. ظل يبحث يميناً تارة .. ويساراً تارة .. حتى خرج من الفندق بعدما فشل فى الاتصال بها .. لأنه لا يعرف رقمها !
اتسعت عيناه دهشاً وهو يراها جالساً حوار النافورة التى تزين مدخل الفندق وهى توليه ظهرها وجسدها يرتج بعنف .. اقترب منها ليسمع شهقات بكائها وأنينها الذى يمزق طيات القلب .. قال بإهتمام :
- فى ايه ؟ .. مالك ؟
التفتت بحده تنظر اليه ثم تعود لتطرق برأسها مستمرة فى آهاتها وأناتها .. اقترب حتى وقف أمامها وقال :
- فى ايه .. حد ضايقك ؟
هزت رأسها نفياً .. فقال بإستغراب :
- أمال فى ايه ؟ .. بتعيطى ليه ؟
قالت بصوت مرتجف مضطرب يشوبه اليأس والقنوط :
- الدكتور بتاعى كلمنى .. وقالى زى ما كل الدكاترة قالولى .. برده مش عارفين فيا ايه .. نفسى حد يقولى ان فى أمل ولو حتى 1%
تنهد وهو يطرق برأسه واضعاً كفيه فى جيب بنطاله .. أطرق برأسها مرة أخرى مستمرة فى بكائها .. قال بهدوء :
- لازم تبقى أقوى من كده
هزت رأسها يميناً ويساراً وهى تقول :
- مش قادرة .. مش قادرة أكون قوية .. مش عارفه ليه بيحصلى كده .. ليه يارب كده
قاطعها "مهند" بحزم قائلاً :
- مينفعش تقولى ليه يا رب كده .. مينفعش تعترضى على ارادة ربنا .. ربنا هو اللى خلقنى وخلقك وخلق الدنيا دى كلها .. وله انه يتصرف فيها وفينا كيفما يشاء .. له انه يقول للشئ كن فيكون .. ايه معنى ليه يارب .. بتحاسبى ربنا ؟
أطرق برأسها وهى تقول بخفوت :
- أكيد لأ
تنهد قائلاً :
- انتى متعرفيش الخير فين .. ربنا بيقول "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم "
نظرت اليه بمرارة وهى تشير الى ذراعها المشلول وتقول بحده :
- ايه الخير فى انى أتشل .. ايه الخير فى كده ؟
قال بحزم وهو ينظر الي عينيها بحده :
- مش عشان مش شايفه الخير يبقى مش موجود .. هو انتى بتشوفى الهوا اللى حواليكي ؟
هزت رأسها نفياً فأكمل بحزم :
- بس هو موجود .. رغم انك مش شايفاه
قالت بحزم :
- بس حسه بيه .. وبشمه وبدخله جوايا .. حتى لو مش شايفاه
قال بحزم هو الأخر :
- وعشان تحسى بالخير اللى فى اصابتك لازم يبقى عنك ايمان قوى .. مستحيل تحسى بيه وانتى ايمانك ضعيف .. ومهزوز .. انتى مش عارفه تحسنى الظن بالله .. ولا عارفه ترضى بنصيبك .. وبقدرك .. اللى مش هيتغير مهما عملتى .. انتى لجأتى لدكاتره كتير هنا وبره محدش فهم قدر يشفيكي مش كدهر؟
نظرت اليه وقد انتبهت كل حواسها لكلماته .. فقال بحزم ناظراً اليها :
- بس ملجأتيش للشافــى .. لربنا .. لجأتى للعبد الضعيف اللى ميملكش من أمره شئ .. وسبتى القوى .. وأعرضتى عنه
أطرقت "سمر" برأسها وهى تفكر بتمعن فى كلماته .. نظر "مهند" اليها ليشعر بأن كلماته أصابت وتراً حساساً فلم يشأ أن يترك تلك الفرصة فأكمل :
- انتى بتصلى ؟
رفعت رأسها تنظر اليه بخجل ثم عادل لتطرق برأسها من جديد
فقال بهدوء :
- حتى أبسط حاجه ربنا أمرك بيها مبتعمليهاش .. الحاجه اللى بتميزك عن اليهود والنصارى والبوذية وعبدة البقر وعبدة الشمس .. مبتعمليهاش .. تقدرى قتوليلى ازاى عايزه ربنا يشفيكي ؟ .. ازاى أصلاً بتجيك الجرأة انك تطلبى منه انه يشفيكى ؟ .. ازاى ؟ .. بتجيبى الجرأة دى منين ؟

أطرق رأسها بشدة وقد ازدادت خجلاً على خجل .. ظهر ذلك جلياً فى ملامحها .. فرق "مهند" لحالها وخفف من حدة صوته وهو يقول :
- بصى أنا عارف ان ممكن تكونى عشتى فى بيئة فاسدة بره .. غيرتك وملقتيش اللى ينصحك ويوجهك .. ده طبعاً مش عذر لأنك المفروض تبحثى وتدورى بنفسك .. بس حتى لو كنتى فاكراه عذر فدلوقتى خلاص العذر معدلوش وجود .. دلوقتى انتى مش معذورة .. لان حواليكي ناس بتنصحك .. وأولهم أختى "فريدة" حاولى تقربى منها .. هى بتحبك وبتحبلك الخير .. وهتساعدك كتير .. ربنا أمر النبي صلى الله عليه وسلم وقاله " وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ? وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ? وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا " .. تخيلى ربنا بيقول كده للنبى وهو من هو .. بيقوله يحيط نفسه بالصحبة الصالحة وهو أكمل الخلق ايماناً .. ما بالك احنا بأه ؟ .. احنا أحوج ما نكون للصحبة الصالحة من النبى اللى كمل خلقه وايمانه
رفعت "سمر" رأسها لتنظر الى "مهند" وقد ظهر تأثرها بكلماته واضحاً جلياً على محياها .. نظر "مهند" الى رجل الأعمال الذى خرج من الفندق يبحث عنهما وقال :
- أنا هروح للناس لإننا اتأخرنا عليهم .. لو حبه تستنى هنا استنى .. خلاص يعتبر كده يومنا معاهم انتهى
قال ذلك وانصرف يحث الخطا الى الفندق .. توجه الى طاولة رجال الأعمال وتحدث معهم بالانجليزية التى ترجمها اليهم أحدهم .. بقى ما يقرب من ربع ساعة ثم توجه الجميع الى الخارج .. استعت عيناه دهشة وهو لا يجد "سمر" فى المكان الذى تركها فيه عند النافورة .. أخذ يبحث بعيناه عنها دون جدوى .. سأل أحد رجال الأمن الواقفين على البوابة قائلاً وهو يشير الى النافورة :
- لو سمحت كان فى واحده أعده هنا من شوية هى بشعرها ولابسة جينز ودراعها متجبس
أومأ الرجل برأسه وقال :
- أيوة أيوة اللى كانت بتعيط .. شوفتها خرجت من شوية ووقفت تاكسى ومشيت
ردد "مهند" فى دهشة :
- مشيت ؟
- أيوة
- انت متأكد ؟
- أيوة متأكد
شعر "مهند" بالدهشة والحيرة فى نفس الوقت لكنه قال فى نفسه لربما شعرت بالملل وعادت الى الفيلا .. بعد عدة ساعات .. عاد "مهند" الى الفيلا فيما كان الجميع فى غرفة المعيشة .. دخل ونظر اليهم تبحث عيناه عن "سمر" فلم يجدها .. قالت "انعام" بمرح :
- حماتك بتحبك مدام "لميس" محضرالنا عشوة حلوة أوى
نظر اليه "عدنان" والى وجومه قائلاً :
- أمال فين "سمر"
جلس على أحد المقاعد قائلاً بحيرة :
- معرفش
رفع "عدنان" حاجبيه قائلاً :
- ازاى متعرفش مش هى كانت معاك
قال بحيرة :
- سابتنى ومشيت .. افتكرتها رجعت على البيت
أخرج "عدنان" هاتفه من جيبه وحاول الإتصال بها دون جدوى .. قالت "انعام" بقلق :
- مبتردش ؟
قال "عدنان" وقد دب الخوف فى قلبه :
- موبايلها مقفول
التفت الى "مهند" قائلاً :
- حصل حاجه ضايقتها
تنهد "مهند" قائلاً :
- جالها تليفون من الدكتور بتاعها فى تركيا .. والتليفون ضايقها
قالت "فريدة" بأسى :
- يا حبيبتى .. أكيد قالها انها مش هتخف .. زمانها مقهورة الموضوع ده تاعبها أوى
نهض "عدنان" قائلاً :
- أدور عليها فين طيب
قالت "نهال" ببرود :
- يا جماعة فى ايه .. محسسنى انها طفلة .. شوية وهتلاقوها هنا
نظرت اليه
"انعام" قائله :
- يا "نهال" .. "سمر" متعرفش حاجه هنا فى القاهرة .. عايشة بره بقالها سنين .. وحتى لما كانت فى مصر كانت عايشة فى اسكندرية مش هنا
قال "عدنان" والقلق على محياه :
- هى بقالها أد ايه مختفية
نهض "مهند" وقد ساوره القلق هو الآخر وقال :
- يعني تقريبا ساعتين أو 3 ساعات .. أنا وصلت الوفد للمطار واتأخرنا شوية فى الكلام .. بس تقريبا زى ما بقول كده
هتف "عدنان" بغضب :
- ومهنش عليك تتصل بيها تطمن عليها
قال "مهند" بإضطراب :
- أنا معييش رقمها يا عمى
هتف "عدنان" بنفس الغضب :
- كنت اتصل بالبيت اطمن عليها .. اتصل بيا .. بـ "فريدة".. بعمتك
تنهد "مهند" بقوة وهو يقول بحنق :
- فعلاً معاك حق .. بس أنا متخيلتش انها مختفية .. قولت زهقت ورجعت على البيت .. أنا جاى معاك ندور عليها
شعرت "نهال" بالحنق وهى تنظر الى "مهند" وتقول :
- أكيد هترجع متقلقوش نفسكوا
لم يعيرها أحداً منهم انتباهه وخرجا "مهند" بصحبة "عدنان" .. فقط ليهتف "مهند" وهو يشير الى بوابة الفيلا :
- الحمد لله أهى جت
نظر "عدنان" الى البوابة ليجد "سمر" تترجل من سيارة الأجرة وهى تشير الى "دياب" لحمد بعض الحقائب الى الداخل .. سار "دياب" خلفها حاملاً الحقائب .. نظرت الى الرجلين وقالت بهدوء :
- مساء الخير
هتف "عدنان" بلهفه :
- كنتى فين يا "سمر" ؟
قالت بهدوء :
- كنت بعمل شوبينج
نظر اليها "مهند" رافعاً حاجبيه دهشة .. فتجاهلت نظرته .. بل تجاهلتهما معاص ودخلت الى الفيلا .. توجهت الى غرفة المعيشة فنهضت "انعام" و "فريدة" للترحيب بها :
- قلقتينا عليكي يا "سمر"
- "سمر" حبيبتى انتى كويسة
ابتسمت "سمر" وقالت :
- أيوة كويسة .. كويسة أوى .. هطلع آخد شاور وأنزلكوا .. اوعوا تروحوا فى حته راجعالكوا
توجهت الى غرفتها واستغرقت قرابة الساعة قبل أن تعود اليهم من جديد .. ابتسمت قائله :
- كويس ان محدش مشى
سمعت صوت سيارات بالخارج فهتفت وهى تصدفق :
- ده أكيد "نهاد" و " حسنى" .. انا اتصلت بالاتنين .. حبيت نتجمع كلنا النهاردة
نظر اليها "عدنان" بدهشة .. فقالت مبتسمه :
- اتضايقت ؟
هز رأسه نفياً وقال :
- لا أبداً
دخل الجميع الى الغرفة .. نهضت "سمر" وحيت "يسرية" و "كوثر" بحرارة على الرغم من شعورها ببرود كل منهما تجاهها .. رحبت بـ "نهاد" و "بيسان" و "علاء" و "حسنى" .. وحملت الصغير فوق ذراعها السليم وجلست واضعه اياه على قدميها تلاعبه وتلاطفه .. تقدمت "لميس" منها وقالت :
- دلوقتى يا مدام "سمر" ؟
هزت "سمر" رأسها وكل منهم ينظر الى الأخر فى دهشة .. سأل "عدنان" بفضول :
- فى ايه يا "سمر"
ابتسمت وقالت بسعادة :
- جبت لكل واحد فيكوا هدية
فى تلك اللحظة حضرت "فيروز" والتى كانت تتجنب تلك اللقاءات العائلية وتنشغل بالسهر والإندماج فى المجتمع الليلى وتمضية النهار فى النوم .. بل تعدى الأمر ذلك وتعرفت على احدى النساء التى صارت رفيقة مقربة اليها تمضى فى بيتها أكثر مما تمضى فى فيلا "عدنان" .. حتى لم يعد يشعر أحد من أصحاب البيت بأنها فرداً من أفراد هذا البيت .. لكن فى تلك الليلة حضرت على غير عادتها .. نظرت اليها "سمر" ساخره وقالت :
- بجد نسيتك
رفعت "فيروز" حاجبيها بدهشة .. فقالت "سمر" :
- جبت هدية لكل واحد فى البيت .. ونسيتك
نظرت اليها "فيروز" بإباء وقالت :
- وأنا مش مستنية هديتك .. أنا جاية أخد هدومى وبعض متعلقات ليا عشان مسافرة كام يوم
قالت ذلك وهى تخرج من الغرفة بخيلاء
هزت "سمر" رأسها وكأنها تنفض أى صورة لـ "فيروز" و اى كلمة لها من رأسها .. عادت تنظر اليهم مبتسمة .. قالت لـ "بيسان" :
-"بيسان" لو سمحتى شيلي "فريد"
حملت "بيسان" فريدة من بين ذراعى "سمر" التى نهضت وتوجهت الى الطاولة التى دفعتها "لميس" من الخارج محمل عليها علب هدايا ملفوفة بعناية فاقة .. حملت هدية تلو الاخرى وأخذت تقدمها لكل فرد منهما .. كانت كل هدية ملصق عليها كارت صغير بإسم صاحبها .. كانت العلبة الخاصة بـ "مهند" هى أصغرهم .. كانت صغيره للغاية حتى أن "نهال" اندهشت من شكلها .. لم تكن مغلفة فى علبة كما هو الحال فى باقى الهدايا .. حتى نوع التغليف كان مختلفاً .. كان يبدو أرخص وأقل قيمة ! .. انتهت من توزيع الهدايا وعادت الى مقعدها فى حين تنطلق من الأفواه عبارات الشكر والإعجاب بتلكم الهدايا القيمة المقدمة لكل منهم .. بدا للجميع أنها أنفقت مبلغ محترم على تلك الهدايا .. تأمل كل منهم هديته بإعجاب .. صاحب "بيسان" قائله :
- "سمر" ميرسى أوى ذوقك يجنن
نظرت الى البرفيوم فى يدها والذى تعلم قيمته جيداً وقالت بإمتنان :
- بجد ميرسى أوى
نهضت لتقبلها فقالت "سمر" بسعادة :
- أنا مبسوطة أوى انه عجبك
قالت "بيسان" بحماس :
- طبعاً ده يجنن
قالت "فريدة" بتأثر وهى تعانقها هى الأخرى :
- بجد تعبتى نفسك
ابتسمت "سمر" قائله بسعادة :
- لا أبداً ولا تعب ولا حاجه
قالت "يسرية" وهى تتأمل البروش القيم فى يدها :
- هدية جميلة يا "سمر" .. ذوقك فعلاً حلو
ابتسمت قائله :
- مبسوطة انه عجبك
قالت "نهال" فجأة وهى تنظر بفضول شديد الى هدية "مهند" والتى لم يفتحها بعد :
- "مهند" افتح هديتك
نظر "مهند" الى "سمر" فرأى فى عينيها نظرة غريبة .. وساوره القلق وهو يلف بين يديه تلك الهدية الصغيرة والتى لا تتعدى طول الاصبع .. أخذ يفض غلافها .. لتتوقف يداه فجأة وهو يرفع الهدية ينظر اليها بدهشة شديدة .. هتفت "نهال" ضاحكة :
- ولاعة ؟ .. جبتى لـ "مهند" ولاعة
ظلت "سمر" محتفظة بتعبريات وجهها الهادئة .. قالت "فريدة" بدهشة :
- "سمر" .. "مهند" مبيشربش سجاير ولا عمره شربها
قالت "نهال" ضاحكة بشدة :
- بقالك أد ايه عايشة معانا .. ولسه لحد دلوقتى متعرفيش ان "مهند" مبيشربش سجاير .. أصلاً مفيش حد فى العيلة بيشرب سجاير الا "علاء"
ثم نظرت ضاحكة الى "علاء" وهو يحمل هديته قائله :
- حتى "علاء" اللى بيشرب سجاير جبتيله ساعة
قالت "بيسان" :
- يمكن "سمر" غلطت وادت هدية "علاء" لـ "مهند"
قالت "سمر" بهدوء :
- لا مغلطتش
تدراكت "انعام" الموقف وقالت :
- معلش يمكن مكنتش تعرف انه مبيشربش سجاير .. ميرسى يا "سمر" على الهدايا الحلوة دى
فى تلك اللحظة حضرت "لميس" لتخبرهم بأن الطعام معداً على طاولة الطعام .. نهض بعضهم واندمج آخرون فى الحديث بينما أخذت الخادمة فى جمع أغلفة الهدايا الملقاة على المقاعد .. رفع "مهند" هديته أمام ناظريه وهو يعقد جبينه بشدة .. لم يكن مندهشاً فحسب من نوع الهدية التى اختارتها له وخصتها له دون سواه .. فلعلها لا تعلم بأنه غير مدخن .. لكن ما ادهشه .. وأصابه بالحيرة .. هو أنها أنفقت مبالغ كبيرة على هدايا تحمل ماركات عالمية .. إلا هديته .. لم تكن حتى ذات قيمة ! .. لم تكن حتى موضوعه فى علبه .. بل كانت من تلك القداحات الشعبيه التى تباع على الأرصفة والتى لا يتجاوز ثمنها خمسة جنيهات ! .. حتى الغلاف بدا .. رخيصاً .. ظهر الضيق على وجهه وهو يسأل نفسه .. ماذا تقصد بذلك ؟ . .أتقصد اهانتى ؟ .. اتقصد التحقير من شأنى ؟ .. رفع رأسه يبعد ناظريه عن الهدية لينظر الى "سمر" .. التى وجدها تنظر اليه بنفس النظرة التى يحتار دائماً فى تفسير معناها .. تلك المرة لم يهرب بعينيه بل غاص فى عينيها أكثر يحاول فهم ما فيهما .. لم تكن نظراتها تحمل سخرية .. ولا تهكم .. ولا تحقير من شأنه . .بل حملت شئ غريب لا يجد كلمات لوصفه .. أطبق على القداحة بين أصابعه ونظراته تشع حيره وأخذت عيناه ترسم أمام عيناها علامة استفهام كبيرة .. تمنى أن تستطيع محوها ليرتاح باله .. وليخرج من حيرته .. لكنها أطرقت برأسها للحظات .. ثم قامت لتغادر الغرفة فى صمت !
نهض خلفها .. وجلس فوق مقعده فى مواجهتها .. لم يتناول طعامه بل لازمه الشرود طوال العشاء .. ناظراً من حين لآخر لتلك القداحة التى وضعها أمامه فوق الطاولة .. رفع عينيه الى "سمر" ليجدها تشرف من العصير فى يدها وهى ترمقه بنظراتها التى زادته حيره .. قال بهدوء :
- انتى منين من المندرة ؟
وضعت الكوب أمامها فوق الطاولة وهى تقول بهدوء مماثل :
- مش فاكرة
رفع حاجبيه بدهشة قائلاً :
- ازاى مش فاكرة ؟
قالت "انعام" :
- أكيد يا حبيبى عشان بعدت عن اسكندرية سنين .. فطبيعى تنسى أسماء الشوارع
وضعت "سمر" عينيها فى طبقها .. فعاجلها "مهند" بسؤال آخر :
- سافرتى تركيا امتى ؟ من كام سنة يعني ؟
ساد الصمت حتى ظن بأنها لن تجيب سؤاله .. وأخيراً رفعت نظرها اليه قائله :
- مش فاكرة
لاحت على شفتيه ابتسامة ساخرة وهو يقول :
- ازاى يعني مش فاكرة ؟
نظرت الى كوب العصير فى يدها وهى تقول بهدوء :
- بطلت أعد .. مش هتفرق خمس سنين ولا عشرة ولا خمساتر ولا عشرين .. أصلاً السنة فى الغربة بعشرة
قال "عدنان" بمرح :
- معاكى حق أنا لما بسافر يوم واحد بره مصر بحس انى بشتاقلها ونفسى ارجعلها .. أكن فى حاجه ربطانى بيها بخيط متين
ابتسمت له "سمر" وهى تقول :
- نفس احساسى
ثم نظرت الى "مهند" قائله بجدية بالغة :
- طول ما أنا بره .. كنت حسه ان روحى هنا .. فى مصر .. فى اسكندرية .. فى المندرة .. على شط البحر .. فوق الصخور
عقد "مهند" حاجبيه قائلاً بإستغراب :
- فوق الصخور ؟
أومأت برأسها وقالت وهى تنحنى الى الأمام وتستند بمرفقها الى الطاولة :
- أيوة فوق الصخور .. عارف صخرة ليلى "مراد" اللى فى مطروح ؟
أومأ برأسه وهو لايزال ينظر اليها فى حيرة .. فأكملت بهدوء :
- أنا ليا صخرة هناك .. فى اسكندرية .. ملهاش اسم .. بس أنا مسمياها بإسمى .. لانها بتاعتى أنا .. ولسه لحد دلوقتى فاكرة شكلها
قالت ذلك ثم أبعدت عينيها عن عينيه وهى تزيح مرفقها من فوق الطاولة .. أكملت طعامها فى صمت .. ندم "مهند" على ذلك الحديث الذى بدأه معها .. لأن كلامهــا لم يزيــده الا حيـرة فوق حيــرة !


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-15, 08:55 AM   #20

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن عشر
وقفت "سمر" فى شرفة غرفتها تتابع "مهند" الذى عبر بسيارته بوابة الفيلا ليتوقف أمام بابها داعبت نسمات الليل شعرها الأسود فأعادت خصلاتها التى نزلت على عينيها لتحجب الرؤية الى الوراء وأخذت تتبعه الى أن نزل من سيارته توقف للحظات يستند بظهره الى السياره ويتحدث فى هاتفه بدا مندمجاً فى الحديث وكذلك هى مندمجة فى التطلع اليه شعر بشئ ما يدفعه لأن ينظر الى الأعلى لعلها حاسته السادسة التى أنبأته بوجود عينين متفحصتين تنظران اليه فى اصرار التقت نظراتهما لم تحاول "سمر" التوارى أو التظاهر بأنها تتطلع الى شئ آخر بل نظرت الى عينيه فى ثبات ثبات جعله يجفل وتضيق عيناه فى حيرة أنهى مكالمته ودخل الفيلا!
**********
نزلت تلك الفتاة نحيفة الجسد طويلة القامة هادئة الملامح من الحافلة وهى تعيد ضبط حقيبتها فوق كتفها توجهت فى هدوء الى ذلك الشارع الهادئ والذى تحدوه من الجانبين فيلل أنيقة فاخرة لم تحلم يوماً بدخول احداها سارت بحذائها الرث سيراً طويلاً فما كانت ستضحى بتلك الجنيهات القليلة فى حقيبتها وتركب مواصلة أخرى الى وجهتها سارت تحت شمس الظهيرة الحارقة والعرق يتصبب من وجهها وشعرها فبيلل خمارها المسدل على رأسها فى وقار توقفت عند فيلا "عدنان زياكيل" وهى تتطلع حولها فى توتر توجهت الى أحد حراس الأمن الواقفون بجانب بوابة الفيلا وقالت :
- السلام عليكم
- وعليكم السلام
قالت بخجل :
- لو سمحت ممكن أقابل "عدنان" بيه .. أو البشمهندس "مهند"
نظر الحارس بشك الى ملابسها وهيأتها ثم قال :
- وعايزاهم فى ايه
قالت بتوتر :
- حاجه خاصة
قال ببرود :
- لازم أعرف ايه الحاجة الخاصة دى عشان أبلغهم بسبب الزيارة
قالت بخفوت :
- قولهم "دعاء" بنت عم "مرزوق" الجناينى الله يرحمه
أومأ الحارس برأسه وأجرى مكالمة هاتفيه باللاسلكى ينبأهم بأمر تلك الفتاة .. أنهى المكالمة ليقول لها :
- "عدنان" بيه نايم .. و البشمهندس "مهند" لسه مجاش
قالت بضيق :
- طيب .. هيرجع أمتى
هز الرجل كتفيه وقال :
- معرفش
ما كاد ينهى كلمه حتى ظهرت سيارة "مهند" تتقدم نحو الفيلا فصاح :
- أهو البشمهندس "مهند" وصل
انتظرت الفتاة الى أن اقتربت السيارة وتوقفت أمام البوابة .. قالت الفتاة بلهفة وهى تنظر الى "مهند" :
- بشمهندس "مهند"
أومأ "مهند" برأسه فقالت على الفور :
- أنا "دعاء" بنت الجناينى اللى كان بيشتغل عندكوا هنا واتقتل
أوقف "مهند" سيارته ونزل منها قائلاً :
-البقاء لله
قالت الفتاة بتوتر :
- متشكره أوى
صمتت وبدا عليها الارتباك فقال :
- فى حاجه أقدر أساعدك فيها
قالت بخجل وهى مطرقة برأسها :
- بصراحة أنا الظروف ضاقت بيا بعد والدى ما اتوفى .. أنا حاولت كتير أدور على شغل بس مش لاقيه .. ولو لقيت المرتب بيضيع تلت تربعه فى المواصلات .. قولت آجى هنا وأجرب حظى .. أنا ممكن أشتغل أى حاجه .. يعني أى حاجة ممكن اعملها
كانت تفرك يديها بإرتباك وهى تنظر أرضاً فقال "مهند" :
- انتى خريجة ايه ؟
قالت بخفوت :
- بكالوريوس زراعة
قال بحماس :
- طيب تمام .. اتفضلى ادخلى عشان نتكلم فى التفاصيل
نظرت اليه بدهشة وهى تقول :
- يعني خلاص بجد .. هشتغل هنا .. هتشغلونى ؟
أومأ برأسه قائلاً :
- أيوة ان شاء الله .. انتى ليكي حق فى رقبتنا .. ولازم نسدده
اغرورقت عينا الفتاة بالعبرات وهى تقول :
- بجد متشكرة .. ربنا يكرمك
تنهد "مهند" وهو يركب سيارته ويدخل الفيلا تتبعه الفتاة والابتسامة على محياها .. بينما تنهد هو فى ضيق حسرة على ذلك الرجل الذى انتهت حياته بطلقة غاشمة .. غادرة ..!

*****************
هتف "علاء" بحنق وهو يقود سيارته مسرعاً :
- وبعدين .. الواحد هيفضل مطحون فى الشركة دى وتحت رحمة "عدنان" باشا
قال صديقه وهو يلف احدى السجائر :
- بص هى خلاص بانت لبتها .. يا انت يا هو
التفت اليه "علاء" قائلاً :
- ازاى يعنى ؟
قالت صديقه بحزم :
- لازم نقتله قبل ما مراة عمك تحمل منه وتبقى واقعة سودة
هتف "علاء" :
- حمل ؟ .. حمل ايه .. لا متقولش كده
قال صديقه ساخراً :
- وليه بأه ما أقولش كده .. ايه مجاش على بالك ان عمك يخلف .. لا وياسلام لو طلع ولد .. يبقى هيتربى فى عزه بصحيح .. وانت بأه .. ربنا يتولاك
أحكم "علاء" قبضتيه على المقود وهو يقول بحزم :
- ده على جثتى
- يبأه تعمل الى بقولك عليه .. مفيش حل غير كده . .اديني انت التمام .. وسيب الباقى عليا
- طيب ما هى مراة عمى برده هتورثه
صاح صديقه :
- يا ابنى تورثه وهى بطولها أحسن ما تخلف منه وتكوش على كل حاجه .. وبعدين مش هنغلب يعني نبقى نشوفلها صرفه هى كمان .. فكر ورد عليا

****************
وقف "دياب" يعدل من ملابسه وهو ينظر الى زميله قائلاً :
- سلام بأه أشوفك بكرة
قال زميله :
- سلام يا "دياب"
خرج "دياب" من المكتب الصغير المخصص للحرس فرآى "دعاء" وهى تخرج من بوابة الفيلا وتسير فى طريقها عبر الشارع الطويل .. التفت بإستغراب الى زميله قائلاً :
- ايه ده مين دى ؟ ودخلت امتى ؟
- دخلت من كام ساعه .. البشمهندس "مهند" هو اللى دخلها .. دى بنت عم "مرزوق" الجناينى الله يرحمه
نظر اليه "دياب" بإستغراب قائلاً :
- بنت عم "مرزوق" .. طيب وجايه تعمل ايه ؟
- جايه تدور على شغل .. والبشمهندس "مهند" قالها انه هيشغلها فى الفيلا
- هيشغلها ايه يعني ؟
- معرفش .. بس هى قالته ان معاها بكالوريوس زراعة
أوما "دياب" برأسه ونظر الى ساعته ثم انطلق فى طريقه وقف مع الجمع ينتظر الحافلة الى أن حضرت أخيراً تزاحم بين الركاب وبقوة الدفع تمكن من الصعود وايجاد مكان يقف فيه بالكاد التفت فرأى تلك الفتاة بنت الجناينى تقف بين الركاب أشاح بوجه وشرد عقله بعض الوقت الى أن انتبه الى رجل يتقرب من "دعاء" وبدا أنه يتعمد الاطاحه بجسده يميناً ويساراً مع حركة الحافلة فيرتطم بها وتنظر اليه بحده تحاول أن تبتعد عن طريقه لكن الزحام منعها من الابتعاد أكثر من سنتيمترات فيقترب الرجل تاره وتتقهقر هى تاره أخرى تقدم "دياب" يشق طريقه بين الركاب الى أن توقف خلف الرجل وطرق على كتف قائلاً بحزم :
- لو سمحت
تحرك الرجل جانباً فأخذ "دياب" مكانه نظر اليه الرجل بالغيظ فقد ظن بأنه يريد المرور لا أن يقف مكانه نظرت "دعاء" حولها فى تأفف فها هو رجل آخر يقترب منها شعرت بغصة فى حلقها وهى تعقد جبينها بشدة فلولا حاجتها للمال لما خرجت من بيتها أبدا ولبقيت فيه مصانة لكن ماذا تفعل فى عالم خلت فيه القلوب من الرحمة رفض خالها استضافتها بعد وفاة والدها بحجة صغر بيته وكثرة ولده أما عمتها التى تنعم بما آتاها الله من نعم فقد تهربت منها وكأنها داء خبيث لمعت دمعة في عينيها وقد صعبت عليها نفسها وأنهكتها قسوة القلوب حولها ممكن يسمون أرحامها انتبهت الى الرجل بجوارها خشت أن يفعل مثل سابقه التفتت تنظر اليه ثم تشيح بوجهها على الفور نعم انه أحد الحرس فى فيلا "زياكيل" رأته أثناء خروجها من الفيلا اطمئنت قليلاً رأته بطرف عينيها يتشبث جيداً بالمقعدين على كل الجانبين حتى لا تدفعه مطبات الطريق وحركة الحافلة الى الاصطدام بها رأته يحافظ على المسافة بينهما دون أن يتخطاها رغم حركة الحافلة القوية أثماء توقفها عن كل محطة فإطمئنت فى وقفتها نظر "دياب" الى الطريق ها قد أتت محطة نزوله التفت ينظر خلفه ليجد الرجل لايزال واقفاً التفت ينظر الى "دعاء" وقد خشى أن يحاول مضايقتها مرة أخرى فقال بهدوء :
- يا آنسة
جفلت "دعاء" والتفتت فقال بهدوء :
- اطلعى اقفى فى أول الأتوبيس أحسن .. هو فضى شويه من أدام
التقت نظراتها مع نظرات الرجل خلفه فتقدمت بين الزحام ووقفت فى بداية الحافلة شق "دياب" طريقه هو الآخر الى أن توقفت الحافلة لينزل منها فى محطته !

************
وقف "بشير" ينظف سيارة "عدنان" .. بدا منهمكاً فى عمله فسمع من خلفه صوتاً يا قول :
- زعلان منك أوى
التفت ليجد "مهند" واقفاً خلفه واضعاً يديه فى جيب بنطاله .. علت الابتسامة وجه "بشير" وهو يقول :
- ليه بس يا بشمهندس .. عملت ايه ضايقك ؟
قال "مهند" بجدية :
- ليه معدتش بتصلى الفجر ؟ .. أو عشان ما أسئش الظن بيك .. ليه معدتش بتصلى الفجر فى المسجد يا "بشير" ؟ .. بشوفك فى باقى الصلوات الا الفجر
أطرق "بشير" برأسه فى خجل .. فقال "مهند" :
- ايه اللى شاغلك عن الصلاة فى المسجد ؟ .. مفيش حاجة أهم من الصلاة يا "بشير" حتى شغلك ده ميستحقش انك تأخر صلاتك عشانه
قال "بشير" وهى يفرط الفوطة بأصابعه :
- معرفش يا بشمهندس .. بقيت بحس ان الصلاة فى المسجد تقيلة .. خاصة الفجر .. أنا مكنتش كده بس مش عارف ايه اللى حصل
قال "مهند" بهدوء :
- انت عارف يا "بشير" ان الصلاة فى المسجد لينا فرض .. عارف كده ولا لأ
وأمأبرأسه وقال بخفوت :
- أيوة عارف انها فرض
قال "مهند" بحزم :
- وتعرف كمان .. ان النبى صلى الله عليه وسلم قال " أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار" .. والمقصود الرجاله اللى مش بتصلى جماعة فى المسجد .. وكمان النبى قال "لولا ما في البيوت من النساء والذرية أقمت صلاة العشاء وأمرت فتياني يحرقون ما في البيوت بالنار" .. يعني لولا النساء والأطفال كان النبي أمر الصحابة بحرق البيوت اللى فيها رجال لا يشهدون صلاة الجماعة
أطرق "بشير" برأسه بخجل فقال "مهند" :
- يا "بشير" فى حاجه شاغله قلبك ومقيداك عن الصلاة .. فضى قلبك من اللى شغله .. مش عارف ممكن كلامى يبقى غلط .. بس أنا حاسس انك واقع فى فتنه
نظر اليه "بشير" وهو يقول بضيق :
- فعلاً أنا واقع فى فتنه وفتنه كبيرة .. ومش عارف أخرج منها .. ولا عارف أشيلها من قلبى .. عارف لو فى أمل .. كنت ارتحت .. لكنى معلق نفسى بحبل مسيره فى يوم من الأيام هيتلف حولين رقبتى ويخنقنى
أومأ "مهند" برأسه وقال :
- توقعت كده .. بص يا "بشير" .. حلك فى الصلاة مش فى البعد عنها .. ادعى ربنا ان اللى فى قلبك يكون من نصيبك .. لو ربنا مأردش .. متضايقش .. ارضى .. ارضى باللى مكتوب .. لأنه أكيد أحسنلك من اللى انت عايزه .. محدش عارف الخير فين .. ارضى باللى ربنا كتبهولك يا "بشير" .. ومتخليش أى حاجة فى الدنيا تشغلك عن عبادتك .. النبى صلى الله عليه وسلم يقول "من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له"
أومأ "بشير" برأسه وهو يقول :
- معاك حق يا بشمهندس
ابتسم "مهند" وهو يربت على كتف "بشير" قائلاً بمرح :
- مستنيك الفجر فى المسجد .. ولو مجتش .. انت حر بأه .. مش هقولك هعمل ايه .. هسيبك تكتشف بنفسك
ضحك "بشير" وقال :
- لا ان شاء اللى هتلاقيني الفجر فى المسجد .. ربنا يكرمك يا بشمهندس

**************
- مش فاهم .. انتوا عايزنى أعمل ايه بالظبط ؟
هتف "علاء" بتلك العبارة فى دهشة وهو يتطلع الى "يسرية" و "كوثر" التى قالت :
- يا "علاء" افهم .. اللى أعرفه عنك انك واد مخلص ومفيش واحدة تستعصى عليك .. ورينا همتك بأه مع الست "سمر"
قال بإستغراب وهو يحك شعره :
- يعني عايزنى أرسم عليها
قالت "يسرية" بحده :
- ارسم وخطط واعمل اللى تعمله .. المهم البت تقع فيك
قال بدهشة وهو ينقل نظره بينهما :
- طيب وهتستفادوا ايه من كده
قالت "كوثر" بحماس :
- هنستفاد اننا هنصوركوا كام صورة حلوين على كام فيديو حليون ونبعت الحاجت الحلوة دى لعمك "عدنان" .. يقوم يرمى عليها اليمين ويرميها هى ومراة أبوها الحداية من الفيلا
هتف "علاء" بسخرية :
- وعمى يتف فى خلقتى ويحرمنى من الميراث .. أهبل أنا وبرياله عشان أعمل اللى انتوا بتقولوه ده
ٌالت "يسرية" بحده :
- يا ابنى افهم .. احنا ممكن نلعب فى وشك الفوتوشوب وميظهرش مين اللى مع "سمر"
قال بسخرية :
- والفيديو هتلعبوا فيه بالفوتوشوب ازاى ان شاء الله
قالت "يسرية" بدهشة :
- ايه ده هو يمنفعش أعدل فى الفيديو بالفوتوشوب
ضرب كفاً على كف وقال بتهكم :
- والله شكلكوا هتضيعونى .. لا طبعاً مينفعش
قالت "كوثر" بحماس :
- خلاص بلاها الفيديو .. كفاية الصور .. المهم انت بس خلى "سمر" تطب واحنا وقتها نبقى نتصرف ونشوف هنعمل ايه .. ممكن حتى نسجلكوا مكالمة ونغير فى صوتك
نظر اليهما بسخرية ضاحكاً :
- انتوا اشتغلتوا فى المونتاج وأنا معرفش
هتفت "يسرية" بجديه :
- هاا هتسد ولا نشوف حد غيرك
فكر "علاء" قليلاً ثم قال :
- طيب أما نشوف هتوصلونا لفين

****************
توجه "مهند" الى غرفة المعيشة ليجد مربية "فريد" حاملة اياه وجالسة فوق الأريكة .. فسألها "مهند" قائلاً :
- هو محدش هنا ولا ايه ؟
قالت المربية :
- لا يا فندم كلهم بيتغدوا فى الجنينة
أومأ برأسه .. كاد أن يخرج من الغرفة الا أنه تراجع عن ذلك وتقدم منها قائلاً :
- طيب سبيهولى شوية
حمله بين ذراعيه .. فتوجهت المربية الى الخارج .. جلس "مهند" فوق احدى الأرائك فى الغرفة وهو يبتسم فى وجه الصغير .. متلمساً وجنته الناعمة .. انحنى يقبل أصابع يده مرات عدة .. ثم يعود ليتطلع اليه من جديد .. رق قلبه وهتف بلسانه بخفوت :
- سبحان الله
تحرك الصغير مصدراً أصواتاً مختلفة بتلهى باللعب فى أصابعه .. تجمد "مهند" فى مكانه عندما سمع صوتاً أنثوياً يقول :
- نفسك فى واحد زيه ؟
رفع رأسه لتصطدم عيناه بعيني "سمر" .. اتسعت ابتسامتها وهى تقول :
- أنا كمان لما شوفته وشيلته حسيت انى نفسى فى واحد زيه
عاد "مهند" ينظر الى الصغير مرة أخرى دون أن يعقب على حديثها .. ظلت واقفة على باب الغرفة .. ظن بأنها سترحل .. لكنه كان مخطئاً .. تقدمت فى خطوات تؤدة .. لتجلس الى جواره .. محافظة على مسافة بينهما .. مدت يدها لتلمس وجنة الصغير مبتسمة مداعبة اياه .. التفت الصغير اليها مبتسماً وهو يطلق أصوات تنم عن استمتاعه بحركة أصابعها فوق وجنته .. اتسعت ابتسامتها وهى تقول بسعادة :
- أول مرة ألعب مع بيبى .. كل صحاب بابا مكنش عندهم أطفال صغنيين كده
شعر "مهند" بالحرج لجلوسهما معاً بمفردهما وبهذا الاسترخاء وبذلك الحديث الودى بينهما .. فالتفت اليها يمد يده بالصغير قائلاً :
- خديه أنا خارج
حملت منه الصغير فوضعت كفها بدون قصد فوق كفه .. رفعت رأسها تنظر الى وجهه الخالى من أى تعبيرات .. قبل أن ينهض قالت بلهفه :
- مجاوبتنيش
التفت ينظر اليها بإستغراب .. فقالت وهى تنظر الى عمق عينيه :
- نفسك فى واحد زيه ؟
ازداد استغرابه من السؤال .. ومن اصراها على القاءه .. صمت ولم يجيب .. فقالت هامسه وهى لا تزال تنظر اليه :
- كنت بتحبها ؟
تحولت نظراته من الاستغراب الى الحده وهو يزم شفتيه فى غضب .. فأكملت هامسه وقد لاحت الدموع فى عينيها :
- "نهلة" .. اتجوزتها لمدة سنة .. حبيتها ؟ .. أد ايه ؟ .. لسه بتوحشك ؟ .. لسه فاكرها ؟
احتد قائلاً وهو ينهض من مكانه :
- مبحبش أتكلم فى حاجة خاصة كده مع حد
استمرت فى النظر اليه وتلك النظرة الغريبة فى عينيها وقد ازدادت تلك العبرات فى عينيها هى تقول بصوت مضطرب :
- قولى بس .. فاكرها ولا نسيتها ؟ .. فى قلبك ولا بأت ذكرى ؟ .. نفسك ترجعلك وتعيش معاك .. ولا نويت ترمى ذكرياتها ورا ضهرك وتكمل حياتك ؟
نظر اليها بدهشة قائلاً :
- انتى ازاى تتكلمى معايا كده ؟ .. ازاى تتكلمى معايا فى حاجة خاصة كده ؟ .. حاجة مبتكلمش فيها مع أى حد حتى مع أختى ؟
أطرقت برأسها تنظر الى الصغير .. بينما خرج "مهند" من الغرفة مسرعاً وامارات الغضب على وجهه .. حاولت رسم بسمة على شفتيها وهى ترجع بظهرها الى الوراء وتنظر الى الصغير هامسه :
- جاوبنى انت .. طالما هو مش عايز يجاوب !
وضعت أذنها على فم الصغير وكأنه يسرى اليها بالإجابه .. ثم رفعت رأسها تنظر اليه وهى تقول بأسى :
- أنا برده قولت كده !

زفرت "نهال" بحنق وهى تتطلع الى طلب الصداقة الذى ظل معلقاً منذ أن حاولت النفاذ الى عالم "مهند" على الفيس بوك لم تيأس وظلت تتابع طلبها آملة أن يقبله آملة أن يسمح بأى تواصل بينهما لكن طلبها ظل معلقاً بلا قبول بلا رفض !
سمعت صوتاً فى الخارج .. قامت وفتحت باب غرفتها .. فرأت "سمر" و "فريدة" يدخلان الى غرفة هذه الأخيرة وأصوات ضحكاتهما عالية .. أغلقت باب غرفتها بحدة وقد ضايقها تقرب "سمر" من "فريدة" الى هذا الحد .. جلست فوق فراشها وهى تهتف بغيظ :
- طبعاً .. حبيب حبيبى يبقى حبيبى !

جلست "سمر" فوق فراش "فريدة" وهى تتأمل ذلك الألبوم الذى وضعته "فريدة" فوق ساقيها وأخذت تشير الى احدى الصور وهى تقول بمرح :
- ودى صورتى على البيلاج .. شوفتى المايو الخطير ده
ضحكت "سمر" وهى تتأمل تلك الطفلة الصغيرة الباكية .. فقالت :
- كنتى بتعيطى ليه ؟
قالت "فريدة" بمرح :
- فقرية بعيد عنك
ضحكت "سمر" .. ثم أشارت الى احدى الصور قائله :
- دى فين دى ؟
قالت "فريدة" وهى تنظر الى الصورة التى أشارت اليها "سمر" :
- دى كنا فى مطروح
أومأت "سمر" برأسها وهى تقول :
- ما شاء الله كنتى أموره يا "فريدة"
ضحكت "فريدة" وقالت :
- كنتى ؟! .. قصدك انى دلوقتى مبقتش أموره يعني .. ماشى مقبوله منك
هتفت "سمر" على الفور :
- لا والله مش قصدى
ضحكت "فريدة" وقالت :
- عارفه يا بنتى .. مالك اتخضيتي كده
ابتسمت "سمر" وهى تعيد النظر الى الصور .. اختفت ابتسامتها وهى تتطلع الى صورة "مهند" وهو يلاعب أحد الأطفال الصغار .. بدا سعيداً مبتسماً تلمع عيناه بسعادة وفرح .. قالت "فريدة" وهى تنظر الى الصورة :
- "مهند" وهو صغير
ظلت "سمر" تتطلع الى الصور الى أن سمعتا طرق على الباب .. فنهضت "فريدة" قائله :
- أكيد الشاى
فتحت "فريدة" الباب لتأخذ صنية الشاى .. وعلى حين غفلة منها .. أخرجت "سمر" صورة "مهند" من الألبوم وطوتها واضعة اياها فى جيبها .. ثم أغلقت الألبوم بسرعة حتى لا تنتبه "فريدة" الى الصورة المفقودة .. جلست "فريدة" بجوارها واضعة صنية الشاى أمامها .. حاولت فتح الألبوم من جديد فقالت "سمر" على الفور وهى توقفها بيدها :
- سبيه دلوقتى .. خلينا نتكلم مع بعض شوية
أومأت "فريدة" برأسها وتركت الألبوم من يدها .. رفعت "سمر" فنجان الشاى الى فمها .. بدت نظراتها شاردة .. قالت "فريدة" فجأة :
- "سمر" انتى ليه مش لابسه حجاب ؟
توقفت "سمر" عن شرب الشاى ثم قالت بخفوت :
- أنا كنت محجبة .. بس لما سافرت .........
قالت "فريدة" وهى تنظر اليها :
- قلعتيه
أومأت "سمر" برأسها وهى تقول :
- بابا ضغط عليا كتير وكمان "فيروز" .. أصلاً بابا مكنش حابب انى أتحجب أنا اللى أصريت .. ولما سافرنا .. ضغطوا عليا كتير لحد ما قلعته
هزت "فريدة" رأسها بأسى وهى لا تتخيل ذلك الأب الذى يمنع ابنته من أن ترتدى الحجاب وتبلى أمر رب الأرباب ! .. ماذا سيقول لربه عندما يقف بين يديه ؟ .. الله أمر بالحجاب وأنا عصيت أمر ربى ؟! .. الله أمر ابنتى بإرتداء الحجاب وأنا أمرتها بأنه تعصيه ! .. كيف يفكر أولئك الآباء والأمهات .. ألا يخشون من يوم الحساب .. يتعللون بغير البنت وبأن الحجاب يكبت من حريتها ويزيد على عرمها أعماراً .. ألا يعلمون أن الله لا يأمر الا بما فيه الخير والصلاح لنا ولقلوبنا .. ألا يعلمون أن فى احتشام البنت عفة لها ولذلك الشاب المسكين الهائم فى الطرقات لا يجد قوت يومه فضلاً على أن يجد المال الذى تتطلبه نفقات الزواج ! .. ألا يعلمون أن الكلاب المسعورة فى الشوارع ليست ملامة وحدها ! .. بل يشاركها كل ذكــر سمح لابنته أو لزوجته أو لأخته أو لأمه أن تسير كاسية عارية تنهش الكلاب فى جسدها وأعراضها بنظراتهم وتحرشاتهم ! .. ألا يعلمون أن الدبوث هو الذى لا يغار على حرمة بيته ! ..
تنهدت "فريدة" بأسى وقالت :
- بس دلوقتى باباكى مات الله يرحمه .. ليه متلبسيهوش تانى ؟ .. أعتقد ان عمى "عدنان" عمره أبداً ما هيرفض انك تلبسيه
قالت "سمر" شاردة :
- معرفش .. عارفه لما تحسى ان فى حاجة جواكى ضايعة منك .. انا حاسة بكدة .. فى حاجه مفتقداها .. وحشانى .. حاجه مش مخليانى حسه انى أنا
التفتت اليها قائله :
- فهمانى يا "فريدة" ؟
قالت "فريدة" بحيرة :
- بحاول أفهمك
نظرت "سمر" الى فنجان الشاى فى يدها وهى تقول بأسى ومرارة :
- نفسى أغمض عيني وأفتحها وألاقى كل السنين اللى قضتها فى تركيا اختفت من أدام عينا .. نفسى اغمض وأفتح ما أشوفش أدامى الا ماما .. واسكندرية .. والبحر .. وكل الناس اللى بحبهم
نظرت اليها "فريدة" بحيرة تتأمل امارات الألم على وجهها وهى تقول :
- ايه اللى مضايقك يا "سمر" .. حسه ان فى حاجه مضايقاكى .. أكنك عايزة تعيطي
التفتت اليها "سمر" بأعين دامعة وهى تقول بصوت مرتجف :
- صح معاكى حق .. انا نفسى أعيط
اقتربت منها "فريدة" أكثر وهى تقول :
- طيب قوليلى ايه اللى مضايقك .. موضوع دراعك
نظرت "سمر" الذى ذراعها المعلق الى رقبتها وهى تقول بمرارة :
- انتى فاكرة ان دراعى بس هو اللى مشلول ؟
نظرت اليها "فريدة" بدهشه .. فأكملت "سمر" وقد هربت دمعة من عينيها لتسقط حارة على وجنتها الملساء وهى تترك فنجانها وتشير الى قلبها قائلاً بمرارة:
- أنا حسه ان ده كمان مشلول .. بيموت .. بيطلع فى الروح .. بيتحرق .. ومحدش حاسس بيه
ازدادت دهشة "فريدة" وهى تقول :
- ليه .. ايه اللى مخليكي حسه بكده يا "سمر" ؟
أطرقت "سمر" برأسها وهى تتناول فنجانها مرة أخرى وترشف منه ثم تقول :
- معرفش
قالت "فريدة" بحزم :
- ازاى يعني متعرفيش .. أكيد عارفه .. أكيد عارفه سبب احساسك ده
التفتت اليها "سمر" وقالت برجاء وهى تعقد ما بين حاجبيها :
- "فريدة" .. غيري الموضوع .. عشان خاطرى .. نتكلم فى أى حاجه تانية .. اى حاجة حلوة .. مش عايزة أتكلم دلوقتى غير فى الحاجات اللى تفرح .. مش عايزة تكلم عن أى حاجه تضايق أو توجع
استجابت "فريدة" الى ذلك الرجاء فى عينيها وصوتها .. وحاولت بذهن شارد أن تبحث عن موضوع آخر للنقاش .. لكن عقلها ظل منشغلاً بـ "سمر" .. وبما قالت .. وبما تشعر .. !

خرجت "سمر" من غرفة "فريدة" وبينما هى متوجهة للأسفل توقفت حيث هى ثم التفتت تنظر الى حيث غرفة "مهند" تلفتت حولها فلم ترى أحداً نظرت الى الباب المغلق مرة أخرى ثــم سارت نحوه ببطء وقفت أمامه للحظات وفى تردد طرقت الباب مرة اثتنين ثلاث مرات دون مجيب تلفتت حولها مرة أخرى ثــم أدارت مقبض الباب تفتحه تمرر عيناها فى الغرفة الخالية تدخل تغلق الباب خلفها وقفت فى سكون تجول بعينها فى الغرفة وأثاثها ومحتوياتها اقتربت ببطء الى تلك التسريحة الصغيرة الموضوع عليها متعلقاته الشخصية نظرت الى حاجياته تتأملها تتفحصها تمرر عينيها عليها برقه تلفتت حولها الى تلك المنضدة الصغيرة والى ذلك الكتاب فوقها رفعته الى يدها وقرأت عنوانه ثم أعادته مكانه مرة أخرى تجمدت فى مكانها وهى تنظر الى نقطة ما على الأرض أمام الدولاب تقدمت ببطء وانحنت والتقطت تلك الهدية التى أهدته اياها قلبت القداحة بين يديها والدموع تتجمع فى عينيها يؤلمها بنغزاتها الحارقة ارتجفت شفتيها وهى تضمهما الى بعضهما بقوة رجعت عدة خطوات للخلف وجلست فوق الفراش تنظر الى القداحة وعبراتها تتساقط فوق وجنتيها ثم تعود لتنظر الى الأرض الى حيث كانت القداحة ملقاة فى اهمال أجهشت فى البكاء وهى تضع كفها فوق فمها تحاول كتم صوتها حتى لا يفضحها فيسمعه أحد القاطنين فى هذا الطابق من الفيلا ارتعدت فرائصها وأنتفض جسدها بشدة وهى تسمع صوت مقبض الباب يُفتح ثم "مهند" يدخل الغرفة ويغلق الباب خلفه وقف متجمداً فى مكانه وقد اتسعت عيناه دهشه وهو يراها جالسة فوق فراشه .. هتف :
- انتى بتعملى ايه هنا ؟
تركت "سمر" القداحة من يدها فوق الفراش ونهضت وهى تجعد تنورتها بقبضة يدها فى توتر بدت كتلميذة صغيرة ضبطها معلمها بخطأ قد اقترفته .. ازدادت حدة صوته وهو يقول :
- بتعملى ايه هنا ؟
مسحت بكفها عبراتها المتساقطة وهى تقول بصوت مرتجف :
- أنا .. كنت ..
صمتت وهى تضغط على شفتيها ببعضهما البعض بقوة بينما الدموع تتساقط من عينيها من جديد .. اقترب منها "مهند" والشرر يتطاير من عينيه ونظر اليها بإحتقار قائلاً :
- انتى ايه ؟ مفيش عندك حدود ؟ مبتعرفيش تميزى الصح من الغلط اللى يصح واللى ميصحش ازاى تدخلى أوضة راجل غريب وتقعدى فوق سريره لو حد من البيت شافك هيقول ايه لو جوزك شافك هتقوليله ايه جاوبينى بتعملى ايه هنا ؟
أطرقت "سمر" برأسها وقد ازداد انهمار عبراتها وهى تقول بصوت مرتجف:
- أنا .. كنت .. كنت بس .. كنت عايزة أتكلم معاك
قال بحدة شديدة دون اقتناع وهو يراعى ألا يرفع صوته عالياً :
- واللى عايز يتكلم مع حد يدخل أوضته بدون استئذان ؟
قالت بصوت باكى وهى تطرق برأسها :
- أنا آسفة
ودون أن تضيف كلمة أخرى خرجت مسرعة من الغرفة أغلق "مهند" الباب خلفها وهو يشعر بغضب ممزوج بحيرة ودهشة وضع يديه على خاصرتيه وهو يزفر بعمق حانت منه التفاته الى الفراش ليجد القداحة موضوعه فوقه اقترب منها والتقطها فى دهشه ثم عقد جبينه بشدة وهو يتوجه الى دولابه ويضعها بداخله كما كانت وهو يشعر بالغضب لإقدام "سمر" على دخول غرفته وفتح دولابه !

************
أدى العكسرى التحية لـ "عادل" وفتح له باب المكتب .. دخل "عادل" بحماس وهو يلتقط المغلف الموضوع فوق مكتبه قائلاص :
- ايه ده ؟
قال العسكرى :
- ده جواب جه بإسم حضرتك يا فندم
فض "عادل" المغلف ليفاجأ بتلك الرسالة :
- سلاح الجريمة فى غرفة القاتل الحقيقى بالفيلا .. فاعل خير
قرأها "عادل" عدة مرات .. ثم نهض مغادراً مكتبه !

***************
بينما كانت "سمر" جالسه فى غرفة المعيشة .. فوجئت بـ "علاء" يتقدم تجاهها قائلاً :
- مساء الفل يا "سمر"
نظرت اليه مبتسمة وهى تقول :
- مساء النور يا "علاء"
اقترب منها وهو يمد يده بباقة زهور قائلاً :
- اتفضلى دى عشانك
اتسعت ابتسامة "سمر" وهى تنظر الى الباقة بسعادة وتقول :
- بجد .. ميرسى أوى
التقطتها منه وأخذت تتشمم بتلاتها .. فأكمل مبتسماً وهو يجلس على طرف الطاولة الموضوعة أمامها :
- بصراحة بتصعبى عليا كتير
نظرت اليه بدهشة فأكمل بلؤم :
- يعني على طول محبوسة فى الفيلا .. وعمى الله يعينه بيشتغل طول اليوم والليل كمان .. وانتى لوحدك .. لا بتخرجى ولا بتتفسحى ولا لاقيه اللى يهتم بيكي
نظرت الى الورد مبتسمة ثم نظرت اليه قائله :
- كفاية عليا انى وسطكوا .. دى فى حد ذاتها حاجه تفرحنى
نظر الى عينيها قائلاً :
- وردة زيك مينفعش صاحبها يهملها كده والا تدبل وتموت .. الوردة اللى زيك محتاجه اللى يهتم بيها ويراعيها
نظرت الى عينيه بحيرة فلم يسبق أن رأته يتحدث اليها بتلك الطريقة .. لكنها رسمت ابتسامة مجاملة على شفتيها وقالت :
- ميرسى يا "علاء"
استمر فى النظر اليها بتلك الطريقة وهو يقول :
- على فكرة عمى محظوظ أوى بيكي وبصراحة مستخسرك فى راجل عجوز زيه
لاح الغضب فى عينيها .. ولكن قبل أن تجيبه سمعا صوتاً يصيح :
- "علاء"
التفت الاثنان ينظران الى "مهند" الواقف أمام مدخل غرفة المعيشة ينظر اليهما فى غضب .. نهض "علاء" ببرود وهو يلتفت الى "سمر" قائلاً :
- سلام دلوقتى
خرج "علاء" ومر بجوار "مهند" دون أن يحاول النظر اليه .. تابعه "مهند" بعينيه الى أن اختفى ثم عاد ينظر الى "سمر" التى أرادت الخروج هى الأخرى فأوقفها "مهند" قائلاً بإحتقار :
- مش عارف أقولك ايه
رفعت نظرها اليه قائله بحده :
- متدخلش فى حاجه متخصكش
قال "مهند" ونظرة الاحتقار لاتزال فى عينيه :
- راقبى تصرفاتك كويس .. انتى فى بيت محترم
صاحت بحزم :
- أنا عارفه نفسى كويس ومعنديش استعداد أسمع منك أى كلمة تقلل منى
ثم قالت بتوتر :
- وبعدين هو اللى اتكلم معايا مش أنا
قال "مهند"بحدة :
- انتى اللى ادتيله فرصة .. بلبسك ده وشكلك ده .. وتصرفاتك اللى ملهاش ظابط ولا رابط
- أنا عملت ايه عشان ده كله .. هو اللى جه اتكلم معايا
قال "مهند" بصرامة وهو ينظر اليها بقوة :
- ميصحش تفضلى أعده مع راجل غريب فى مكان لوحدكوا .. لقيتيه دخل المفروض تخرجى .. لقيتيه تجاوز معاكى فى الكلام وفى النظرات تقومى وتسبيه وتمشى .. وقبل ده كله تغطى نفسك الأول
نظرت بخجل الى ذراعها العارى والى التنورة القصيرة التى ترتديها .. تنهد "مهند" قائلاً بصرامة :
- المفروض ميصحش أصلاً انى أتكلم معاكى فى حاجة زى كدة .. بس انتى كل تصرفاتك مستفزة .. بتخليني أخرج عن شعورى
أطرقت برأسها للحظة .. ثم نظرت اليه قائله بعتاب :
- براحه عليا .. انا عارفه انى غلط .. ومحتاجه فرمته من أول وجديد .. بس براحه عليا
أشعرته كلماتها ونظراتها المعاتبه بالأسف على حدته فى الحديث معها .. فأطرق قائلاً وهو يتنهد بعمق :
- أنا اللى آسف انى اتكلمت معاكى كده .. بس أنا مبحبش الحال المايل .. ومحبش ان واحدة تدى فرصه لواحد انه يطمع فيها .. ومع ذلك أنا آسف على اسلوبى فى الكلام معاكى
ابتسمت ابتسامة صغيره وهى تقول :
- خلاص مسامحالك .. شوفت قلبى أبيض ازاى
رفع عينيه لينظر اليها .. تبدو بملابسها ومكياجها وتصفيفة شعرها كإمرأة بالغة .. لكن عينها تبدو بنظراتها كطفلة صغيرة .. طفلة ضلت طريقها .. وتبحث عن الدليل .. لينتشلها من طريق ضاعت فيه طويلاً .. أشاح بوجهه عنها .. وخرج فى صمت !


خرجت "سمر" من الفيلا .. لا تدرى الى أين تذهب .. فقط أرادت السير بغير هدى .. لكنها فوجئت بسارة الشرطة تتقدم لتعبر بوابة الفيلا .. نظرت بدهشة الى "عادل" الذى خرج من سيارته .. وتوجه اليها فقالت بدهشه :
- خير .. فى حاجه ؟
قال "عادل" بحزم :
- معانا أمر بتفتيش الفيلا
قالت بدهشة وهى تنظر الى الرجال الذين يترجلون من السيارة :
- ليه ؟
قال "عادل" :
- هتعرفى بعدين

جلس "مهند" فوق فراشه تتخبطه الحيرة .. نهض وتوجه الى دولابه حيث كانت القداحة .. وقف أمام الدولاب يشعلها ويطفئها عدة مرات متأملاً لهيبها .. ناظراً له عن قرب .. مد يده ليعيدها الى مكانها .. حاول جذب احدى المنامات .. اتنبه فجأة الى شئ أسود تحت المنامة الأولى .. أمسكه بيده لتتجمد الدماء فى عروقه .. قلب المسدس أمام عينيه فى حيرة .. ثم تنبه فجأة على صوت "سمر" وهى تطرق الباب قائله :
- "مهند" .. "مهند"
تقدم الى الباب ففتح فقالت وهى تلهث :
- البوليس تحت بيقولوا عايزين يفتشوا الفيلا
اتسعت عيناها دهشه وهى تنظر الى المسدس فى يده .. نظرت اليه والى الحيرة فى عينيه وهو يقول بصوت أتى من مكان سحيق :
- لقيته فى دولابي
سمعا صوت رجال الشرطة وهم يصعدون الدرج قادمون فى اتجاههم .. نظرت بلهفة الى "مهند" والى السلاح الذى يحمل بصمات أصابعه .. وهى واثقه الى حد كبير أنه السلاح الذى استخدم فى جريمة قتل الجناينى .. دسه أحدهم فى غرفة "مهند" للايقاع به .. اقتربت أصوات الخطوات أكثر .. اضطرب تنفس "مهند" وعلامات الحيرة والتوتر على محياه .. كيف سينجو من ذلك المأذق ماذا لو لم تصدقه الشرطة .. الأصوات تقترب .. وتتعالى .. و .. فى غفله منه انتشلت "سمر" المسدس من يده .. وبحركة واحدة وأمام عينيه المندهشتين رفعت بلوزتها ودسته فى بنطالها .. و .. أتى ثلاث رجال وهموا بدخول الغرف .. انتبه "مهند" وصاح :
- ثوانى هخلى البنات تلبس وتنزل وبعدها فتشوا براحتكوا

أمر "عادل" بتوجه الجميع الى غرفة المعيشة ففعلوا .. أخذ "مهند" ينظر بتوتر الى "سمر" الجالسه قبالته .. خفق قلبه بعنف .. ثم أخرج هاتفه وانحنى على أذن "فريدة" قائلاً :
- من غير ما حد يحس ملينى رقم "سمر"
فى دهشة فعلت "فريدة" ما طلب .. بينما كانت "انعام" مندمجة فى الحديث مع "عادل" رأت "سمر" "مهند" وهو يعبث فى أزرار هاتفه .. ثم يرفع رأسه وينظر اليها قبل أن تشعر بذبذبة هاتفها فى يدها .. بحركة سريعة ودون أن بنتبه أحد فتحت الرسالة وقرأت ما فيها :
- خلى بالك .. متتحركيش كتير .. ممكن يكون المسدس متعمر
لاحت ابتسامه عذبه على شفتيها وهى تقرأ رسالته .. أعادت قرائتها مرات ومرات .. ثم رفعت عينيها لتنظر اليه والى ذلك الإضطراب على وجهه .. والى الخوف الذى ظهر جلياً فى نظرات عينيه .. اتسعت ابتسامتها وهى تحرك شفتيهـا .. ببـطء .. ودون صـوت :
- متخفــش عليــا
قــرأ "مهند" رســم شفتيهــا .. ومجــدداً . . لمــح تلــك النظــرة فى عينيهــا .. خفــق قلبــه بقــوة ! .. وارتعــدت فرائصــه .. أخيــراً .. فهـــم .. برعــب .. وخــوف .. وفـــزع ! .. معنــى تلك النظــرات !


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:54 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.