آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          صفقة زواج(103) -قلوب غربية- للكاتبة الرائعة: * رووز *[حصرياً] كاملة & الروابط * (الكاتـب : رووز - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          إغواء متنكّر (78) للكاتبة: Stefanie London *كاملة+روابط* (الكاتـب : *دلال* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-04-16, 10:04 AM   #1

J&K

? العضوٌ??? » 370082
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » J&K is on a distinguished road
:thanks: أغاني الشتاء


أغاني الشتاء
المقدمه

الطائف
.......................

تجلس ميادة على مكتبها , تتصفح النت , والهدوء يخيم على غرفتها , دقائق قليلة ويؤذن المغرب .....
فجاءه سمعت صرخة مدوية , زلزلت جدران الغرفة , انتفضت من مكانها مذعورة تبلع ريقها,
وهرولت باتجاه باب الغرفة فتحته بعنف وتجمدت أمامه , يكاد بصرها يزيغ في وجه أمها المصفر , والتي كانت تضع راحت يدها على صدرها وأنفاسها تتصاعد , وهي ترتجف بشده ,
صرخت والدة ميادة (دارين ): بسرعة البسي عباءتك
ثم أخذت تردد : يا الله يا الله
لحظات من الصمت مرت , وميادة بلا حراك عينيها في وجه والدتها وعقلها يفكر بوالدها (هل حدث شيء لأبي ؟ ......هل سقطت الطائرة ؟.......ربما هناك ناجون ......لعل الطائرة قد اختطفت ولم تسقط )

اقتربت خطوه من والدتها , والدمع يلمع في عينيها وشفتيها يرتجفان
وهمست بصوت يخنقه البكاء : ماذا هناك ؟؟ ماذا حدث؟؟ هل أصاب أبي أي مكروه ؟؟

هزت دارين رأسها نافيتا , وهمست بحرقه : إنه أخوك
قاطعتها ميادة صارختا : ماذا هناك ؟؟؟ ماذا حدث ؟؟؟

لكن دارين لم تجبها , وتوجهت إلى غرفتها تجر قدميها المرتجفتين , و وتتكىء على الجدار....
ورددت دون أن تلتفت إليها :بسرعة البسي عباءتك ....

فتحت ميادة خزانة ملابسها , وفي تلك اللحظة تذكرت أنها غسلت عباءتها قبل حوالي ساعة ,
وأنها لا تزال مبلله , ومنشوره على حبل الغسيل : (ياللهي أين وضعت عباءتي القديمة ؟!)

رمت ميادة كل الملابس التي في الخزانة على الأرض وهي تبحث عن عباءتها القديمة , أخيرا وجدت عباءتها ,لكن الغرفة أصبحت بفوضى عارمة ,كأنها تعرضت لزلزال , بسرعة ارتدت العباءة ,

هرولت ميادة باتجاه الطابق السفلي , وجوالها في يدها تحاول الاتصال بأخيها حسام , لكنها فوجئت بجواله يرن من الصالة , في الطابق السفلي , كانت نغمة رنينه صوت إنذار الشرطة , لماذا يستخدم هذه النغمة !!

الجوال كان على الأريكة , أمام التلفاز , والدة ميادة كانت في ساحة المنزل الصغيرة تنتظر ميادة ,
وتنتظر تالا أخت ميادة الصغيرة , ذو التسع سنوات ,التي ذهبت إلى البقالة ..........

عندما خرجت ميادة إلى ساحة المنزل ,شاهدة والدتها تحدق بالجوال بخوف شديد ويدها ترتجف بشده , اقتربت منها , وحدقت بالجوال , لقد كانت رسالة من رقم مجهول , كتب فيها أسرعي قبل فوات الأوان , توجهي إلى المستشفى العام , فحسام ابنك في خطر ..........

أخذت ميادة الجوال , من والدتها ودققت في الرسائل السابقة , لقد كانت تقريبا بنفس الصيغة (ربما هذه مزحه
من شخص ما , الرسائل لا تعطي أية معلومات باستثناء المستشفى العام هذا الرقم وهمي , لقد أرسلت من
النت , علي أن أتأكد )
اتصلت ميادة بالمستشفى العام
موظف الاستقبال : الو
ميادة ابتلعت ريقها وأجابت بذعر : هل هذا المستشفى العام
الموظف : نعم
ميادة بصوت متقطع : هل وصل إليكم شخص يدعى حسام ماجد
الموظف : دقيقه من فضلك......
ثم وضع السماعة على المكتب , وأخذ يبحث في الكمبيوتر الذي أمامه
مرت تلك اللحظات على ميادة كساعات , وقلبها كان ير جف بشدة وكأنه يريد أن يفر من مكانه
السماء كانت ملبدة بالغيوم , والشفق كان يغطيها بلون الدم .......

عاد موظف الاستقبال وهمس : الو
ردت ميادة بسرعة : هل حسام بخير ؟؟ هل حالته حرجه ؟؟
الموظف : لا يوجد مريض بهذا الاسم , وأقفل الخط ......

دار رأس ميادة , ودارت معه أفكارها (يا للهي هل هناك من يتلاعب بنا , تكاد أمي تنهار لماذا هذا الأحمق حسام لا يأخذ جواله معه )

همست ميادة وهي تمسك بيد والدتها : ماما حسام ليس في المستشفى ,
حدقت السيدة دارين بابنتها بعيون حادة كالصقر , وكأنها تريد أن تنفذ إلى داخل دماغها وتعرف بقية الخبر
أردفت ميادة : يبدو بأنها مزحه من أحدهم , الحق على حسام لماذا لم يأخذ جواله معه ,

دخلت في تلك اللحظة تالا إلى ساحة المنزل الصغيرة , وهي ترتدي فستان أبيض جميل , وحذاء أسود , في منتصف رأسها طوق أسود , وهي في قمة السعادة , وتحمل في يدها زجاجة عصير ,
عندما رأت والدتها وأختها على تلك الحالة , أصفر وجها , واختفت ابتسامتها , واكتسى وجها بالحزن ,
وارتخت قبضة يدها وسقطت زجاجة العصير وانكسرت وانتشر الزجاج ,
لقد أدركت الطفلة رغم برأتها أن هناك مصيبة قد حلت بالعائلة , ركضت تالا نحو والدتها ودموعها تجري على خديها
وأمسكت عباءة والدتها بقوه , وصرخت : لماذا ترتجفين يا ماما , ماذا بك ؟؟ لماذا ستخرجين في هذا الوقت ؟؟ هل أنت مريضة ؟؟
مسحت دارين على رأس أبنتها وهمست : أنا بخير يا حبيبتي , لكن أخوك حسام مريض

مرت سيارة تاكسي من أمام المنزل , فأشارت له ميادة وهي تصرخ : توقف ......توقف
توقف الرجل , وناولته ميادة خمسة عشر ريال وهمست : إلى المستشفى العام
حدق الرجل بميادة , ودارين التي ترتجف وتالا الباكية التي تتمسك بعباءة دارين بقوة

ابتسم السائق بخبث ( هذه فرصتي , يبدو أن هذه العائلة في عجلة من أمرها )
وصرخ : ثلاثون ريالا

فقدت ميادة هدوءها واتزانها , وردت بغضب : لماذا ثلاثون ريالا , المستشفى قريب ولا يبعد إلا عدة دقائق
ونحن عادة نذهب إلى هناك بعشرة ريال
ابتسم السائق بسخرية , وأشار إلى رأسه وردد : أنا حر وهذه سيارتي
همست السيدة دارين : أعطية يا ميادة وفتحت الباب ودخلت
نظرت ميادة إلى السائق بغيض وأعطته المال , وهي تلعنه في نفسها
ودخلت إلى السيارة , وأقفلت الباب

منزل العائلة يقع على شارع فرعي , والمسافة بينهم وبين الشارع العام الذي تمر منه سيارات التاكسي , عشر دقائق مشيا على الأقدام , وهذا السائق مر بالمصادفة من جوار منزلهم

السائق كان متضايقا ويلوم نفسه ( لماذا لم أطلب خمسون أو مئة ريال , كانت هذه العائلة ستدفع على الفور )
دارين تهمس :يا الله يا الله
وميادة كانت متأكدة بأن الأمر مزحه من شخص ما , وكانت تشتعل من الغضب (عندما أجد ذلك الحسام , سأنتف شعر رأسه , كما ينتف الجزار ريش الدجاج , أكاد اجن من هذا الولد )

سبع دقائق فقط ووصلت العائلة إلى أمام المستشفى العام ,
نزلت العائلة جوار المستشفى , السماء ملبدة بالغيوم , والرعد يشق السماء ويضيء المكان بضوئه المخيف , والمساجد كانت تصلي

التفتت ميادة يمينا ويسارا لا أحد في الشارع
أشارة دارين إلى المستشفى وصرخت : لنذهب ونتأكد
تحركت دارين وميادة باتجاه المستشفى , لكن تالا كانت متجمدة مكانها ولم تتحرك
صرخت ميادة : تالا تعالي بسرعة , لكن تالا لم تلتفت إليها , وهمست : هناك شخص ما
ركضت ميادة بعجل , وتبعتها دارين بهلع , ووقفتا جوار تالا , التي كانت تنظر إلى عمارة كبيرة من حوالي عشرة طوابق , تقع خلف المستشفى

سألت ميادة : أين هو
أشارة تالا إلى العمارة الكبيرة , وهمست : في سطح تلك العمارة

بالكاد كن يرين تلك العمارة بسبب الغيوم الكثيفة التي زادت المكان ظلمة , ولم تتمكن من تمييز إذا كان هناك شخصا أم لا

صرخت دارين بهلع : هل أنت متأكدة ؟؟
وقبل أن ترد تالا أضاء ضوء البرق المكان , وتمكن جميعهن من رؤيت شخص ما على سطح العمارة الكبيرة

وقبل أن ينطقن بحرف دوى صوت الرعد في السماء , وحضنت دارين تالا بشده وابتلعت ريقها
وصرخت : لعله حسام
بدأت قطرات المطر تتساقط , وركضت ميادة باتجاه العمارة الكبيرة وتبعتها دارين والخوف قد سيطر عليها , وركضت بجنون , وهي لا تفكر بغير حسام , وتبعتهما الصغيرة تالا
المطر يشتد , والمسافة تزداد بين ميادة ودارين , وبين دارين وتالا ,التي اخذت تصرخ : انتظراني , لا تتركوني , ماما انتظريني ............

تالا كانت خائفة جدا من الظلام ولم تكن قادرة على مجارات سرعة ميادة ووالدتها ,
دارين كانت تتمنى أن لا يكون حسام على السطح , والصدمة والذهول وهول الموقف سيطر عليها
حتى انها لم تسمع صرخات صغيرتها تالا ,

تعثرت تالا , وسقطت على الأرض , ليغطي الوحل فستانها الأبيض , وجزء من وجها وشعرها ,
نهضت تالا وهي تمسك بركبتها التي جرحتها , ثم جرت محاولتا اللحاق بوالدتها وأختها , وهي تبكي من الألم وتبكي من الخوف .....

وصلت ميادة إلى أمام العمارة مباشرتا , وكانت تلهث من التعب فقد جرت حوالي مائتين متر وهي غير معتادة على ذلك , كانت العمارة تحت الإنشاء , ولم يبنى منها سواء الأعمدة والأسقف والسلالم , التي تستخدم في مثل هذه العمارات للطوارى فقط ,
خمس ثوان فقط هي المدة التي توقفت فيها ميادة أمام العمارة لتلتقط أنفاسها , ثم أخذت تتسلق السلالم بسرعة ........

ما إن اقتربت السيدة دارين من العمارة , حتى حدقت إلى الأعلى , وقلبها يتقطع ,
وتمني نفسها أن من يقف على حافة سطح العمارة ليس حسام
لمع البرق , وتسمرت السيدة دارين في مكانها , عندما رأت أن من يقف على حافت سطح العمارة هو حسام ابنها

خطوه واحدة فقط , أو دفعه خفيفة أو حتى رياح قوية كفيلة بنقله إلى عالم الأموات
كل ما حول السيد دارين أصبح يدور , والعمارة أخذت تقترب وتبتعد , والسيارات على الطريق تتحرك يمينا وشمالا

وسقطت السيدة دارين على الأرض مغمى عليها

رأت تالا والدتها تترنح وتسقط , دقيقه واحدة فقط ووصلت إلى جوارها , والدموع تسيل من عينيها , وجثت على ركبتيها وهزت والدتها بقوه , وهي تبكي وتصرخ : ماما ماما
كان الشارع قافرا تماما ,سوى بعض السيارات العابرة ...
أزالت تالا الخمار والبرقع من على والدتها بجنون , وهي تصرخ : ماما ماما
لكن والدتها لم تجب , ولم تتحرك حتى

رفعت رأس والدتها الكبير من على الأرض , ووضعته فوق ركبتيها وضمته إلى حضنها الصغير
وكانت تحاول جاهدتا أن تحميه من ماء السماء ووحل الأرض ,
على بعد عدة خطوات كانت هناك علبة كرتون فارغة تحت شرفت أحد المنازل , لم يصبها المطر بعد
وضعت تالا رأس والدتها على الأرض الذي لم يتمكن جسمها الصغير من حمايته ,
لحظات فقط وأحضرت علبة الكرتون الفارغة وأدخلت رأس والدتها بداخلة , لم تكن تالا تعي ماذا تفعل , كل ما أرادته أن لا يسقط المطر على وجه والدتها وقد نجحت في ذلك

وقفت تالا وأخذت تتلفت يمينا وشمالا تبحث عن أختها ميادة ,لكنها لم تجد أحد , بكت وصرخت بأعلى صوتها , ولم يتمكن أحد من سماعها , حيث كان المطر يهطل بغزارة

توجهت تالا إلى داخل الطريق , والدموع تغرق عينيها , والمطر يبلل ملابسها , وفستانها الأبيض سار أسود من الوحل , ركضت نحو كل سيارة مرت على الطريق , وهي وتشير إلى والدتها وتتوسل إليهم أن يسعفوها ,

لم يستجب لها أحد , بل أن أحدهم عندما شاهدها بطرف الطريق , أنطلق بسرعة كبيرة جدا ومر بقربها ,
فأندفع الوحل بفعل إطارات السيارة ليغرق كل جسدها تقريبا , حتى أن الوحل دخل إلى فمها
كونها كانت تصرخ وتبكي , بسقت تالا عدة مرات , وسعلت كثيرا , كان فمها مليئا بالوحل .....

تقدمت إلى وسط الشارع , ومدت يديها إلى الجانبين , كانت هناك سيارة قادمة من بعيد
وقعت أضوائها في وجه تالا , أستخدم سائقها الهون عدة مرات , ولكن تالا أغمضت عينيها , ولم تتزحزح من مكانها ...
توقف تماما قبل أن يصدم تالا , لم تفصله عنها إلى عدة سنتيمنترات ....
اقتربت تالا من نافذة السائق , وعينيها غارقتان بالدمع ,وهي تصرخ : أرجوك أنقذ ماما , وتشير إلى والدتها

لم سمع السائق تالا فقد كان زجاج السيارة مغلقا .......
انزل الزجاج ليشاهد طفله صغيرة , قد غطى الوحل ثيابها وجسدها , تبكي وتصرخ : أرجوك أنقذ ماما

كان هناك شاب أخر بجوار السائق , وكليهما بمنتصف العمر ....
فتحت تالا باب السائق , وهي تتوسل إليه بصوت يخنقه البكاء : أرجوك أنقذ ماما , وتشير ببيدها المرتجفة إلى والدتها ,

رمقها السائق بنظرات حادة , وتجهم في وجها , لقد كان يحترق غضبا لأنها لمست سيارته , ابتلعت تالا ريقها المليء بالوحل وهي ترتجف , وتراجعت بخطوات ثقيلة إلى الخلف ,

صرخ الشاب الأخر في وجها : انقلعي قرفتينا البلد سار بسببك وأمثالك مقزز ,
تساقطت دموع تالا وجسدها كله يرتجف من الخوف ومن البرد أيضا

لم يكتفي الشاب بهذا , بل أخذ علبة ببسي ممتلئة وقذف بها باتجاه تالا بكل قسوة , فأصابت منتصف رأسها وسقطت تالا على الوحل

وأخذت تتحسس رأسها بيدها التي تقطر وحلا
صرف الشاب نظرة عنها , وصرخ بالسائق : أقفل الباب سار التسول فنون وألوان .......

نظرت تالا إلى يدها , لقد أختلط الدم بالوحل
التفتت ناحية والدتها , فوجدت رجل يحملها إلى داخل سيارته , ويضعها بالمقعد الخلفي ,
ركضت تالا مسرعه باتجاه ذلك الرجل , وكادت سيارة أن تدهسها , وصعد الرجل خلف المقود , وكاد أن يغادر , فحال دارين يتطلب تدخل طبي سريع , والدقيقة قد تكون المدة الفاصلة بين الحياة والموت

لولا أنه رأى طفلة تركض وتصرخ : ماما
عندما وصلت تالا إلى جوار باب السائق , لم تتجرأ على الاقتراب كثيرا ,
وأشارت بإبهامها الصغيرة إلى الكرسي الخلفي وهي تصرخ بصوت مخنوق من القهر والأم والخوف : ماما
الوحل كان يغطي تالا تماما إضافة إلى أن هناك خطوط من الدماء تسيل من رأسها , على جبينها

أبتسم الرجل بلطف وهو يكاد ينفجر من البكاء رأفة بحال هذه الطفلة الصغيرة
وهمس بلطف : اصعدي
ثم فتح لها باب السيارة للمقعد المجاور لمقعد السائق
لكن تالا فتحت باب المقعد الخلفي , وكانت والدتها مستلقية على المقعدين بلا حراك

جلست تالا في المسافة الفاصلة بين مقعد السائق والمقعد الخلفي , جوار رأس والدتها , وهي ترتجف من البرد وترتجف من الخوف

مقاعد السيارة ذات لون أبيض , ولكن لونها أصبح أسود بسبب الوحل ,
الرجل كان شاب في حوالي الثلاثين من عمره , والثوب الأبيض الذي يرتديه تلطخ بالوحل , عندما حمل والدة تالا

مد الرجل يده وناول تالا علبة المناديل , وهمس : امسحي وجهك
تالا كانت تحدق بوالدتها : أخذت علبة المناديل وسحبت عددا منها , وأخذت تمسحت وجه والدتها ,
وتزيل عنه الوحل

وصل الرجل إلى المستشفى بسرعة ,كون المستشفى قريب , وتوجهت عدد من الممرضات إلى السيارة
وحملن دارين على النقالة , وهرولن بها إلى غرفة الطوارىء

وقفت تالا أمام غرفة الطوارىء تحدق بحزن , وعينيها تتلألأن بالدموع , أشفقة عليها أحدى الممرضات فاصطحبتها إلى أحدى الغرف وعقمت وطهرت جروحها خصوصا الذي في رأسها .................................................. .............................

ميادة ركضت تتسلق السلالم , كان يفصل بين كل طابق وطابق ثلاثة عشر درجه , وكان عدد الطوابق عشرة

أخيرا وصلت إلى السطح , وتوقفت في أخر درج تلتقط أنفاسها وانحنت قليلا , المطر كان ينزل بغزارة

توجهت بنظرها إلى الشخص الذي كان يقف , على حافت السطح , برغم من أن ظهره هو الذي يقابلها , إلى أنها عرفته , نعم لقد كان حسام أخوها ,

صرخت : حسام ماذا تعمل عندك ؟؟ المكان خطر تعال إلى هنا ....
ثم تقدمت خطوتين إلى الأمام
التفت حسام قليلا وصرخ بغضب شديد : لا تتقدمي أبتعدي من هنا
نظرت إليه باستغراب وهمست : لماذا أنت هنا ....وتقدمت قليلا
ومال حسام بجسده قليلا إلى الأمام وصرخ : إذا لم تبتعدي من هنا وتعودي أدراجك سأقفز من هنا الأن

بكت ميادة وصرخت بصوت مخنوق : ماذا سيحل بأمي إذا قفزت , ماذا عني من سيحميني , وتالا الصغيرة من سيربها ويهتم لأمرها , أنت تعلم أن والدي مشغول في معظم الأحيان , وغالبا يكون خارج البلاد , وأنت رجلنا الوحيد ..... اقتربت خطوه أخرى

ردد حسام : أنا أفعل الأفضل لي ولكم ,

هزت ميادة رأسها وهي تزم شفتها وهمست : أنت تهرب فقط , منذ عرفتك لم تتخذ قرارا بنفسك كنت تتبع الأخرين فقط

صرخ حسام : ماذا تعرفين عني

قاطعته بسخرية : أعرف عنك أنك رجل بكاء جبان , تهرب من نفسك ومن عائلتك , ومن مشاكلك , وأخيرا قررت أن تهرب من الحياة , لتترك أم ثكلى ورائك
ارتسم الحزن في وجه حسام وأخذ يحدق للأسفل بانكسار شديد , وكأنه نادم على شيء ما

فخطرت في تلك اللحظة فكرة جهنمية لميادة , فاستدارت للخلف وأخذت تعود أدراجها بخطوات بطيئة
وهمست بحزن وهي تبكي : أمي الأن في المستشفى تصارع الموت , وأنا واقفة هنا مع قاتلها

قاطعها حسام : ماذا أصابها ؟؟ هل حالتها خطيرة ؟؟ لماذا أنت هنا

استدارت إليه وعينيها خارقه بالدموع وصرخت : أنا هنا لأنقل وصيتها إلى قاتلها , ثم استدارت وأعطته ظهرها
وهمست لم يعد لدي وقت , لكي أضيعه معك , وصية أمي إليك : سامحك الله

كان حسام يعض على شفتيه من الغيظ والقهر وسالت دموعه , ولم ينطق بأية كلمه

أخرجت ميادة جوال والدتها الذي لا يزال بحوزتها , واتصلت إلى جوالها , فأخذت جوالها وتصنعت الرعب
وصرخت الو الممرضة أين أمي لماذا تتصلين من هاتفها , ...............
ماذا تقولين ...........
أنهت المكالمة عندما لاحظت اقتراب حسام منها الذي صرخ : ماذا هناك ماذا حدث لأمي

أجابت ميادة وهي تتصنع البكاء : لا أدري , كل ما أخبرتني به الممرضة , أن أذهب إلى المستشفى بسرعة
اخذ هاتف ميادة من يدها , وأعطته ميادة ظهرها , وأغلقت هاتف والدتها الذي كان في يدها الشمال , وخبأته بسرعة ...

نظر حسام إلى أخر مكالمة , لقد كانت فعلا من هاتف والدته , حاول الاتصال دون فائدة , ميادة بدأت تنزل من السلم
صرخ حسام انتظريني , وهرول ناحيتها , لكنه تعثر وسقط على السطح , ساعدته ميادة على الوقوف , لقد كان وجهه شاحب مصفر , عيناه حمراوان لقد بكي لساعات , هذا ما لاحظته ميادة
لم ينظر في عينيها قط , فليس هنالك أسوأ من شعور رجل يقف عاجزا أمام امرأة يحبها

لقد أصاب ركبته عندما سقط , وضعت ميادة يده حول رقبتها , ووضعت يدها اليمين حول خصره , وساعدته على المشي , استغرقت حوالي ساعة وربع لتصل إلى جوار المستشفى , كونها تسند حسام

حدقت ميادة بحسام (حتى لو أكتشف أني كذبت واختلقت القصة , فأنت عاجز عن عمل أي شيء , تبدو منهار جسديا , ومصدوم نفسيا , ما الذي حدث لك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ..............ما الذي تخفيه عني أيها الأحمق ؟؟)

لم تشعر ميادة بوالدتها عندما تبعتها , كون المطر كان يهطل , وميادة أسرع من والدتها , وظنت أنها دخلت إلى المستشفى , أو عادت إلى المنزل

عندما دخلت ميادة إلى فناء المستشفى , أصبح حسام فجأة ثقيل , نظرت إليه فوجدت أنه يتنفس بصعوبة
صرخت ميادة
وحضرت عدد من الممرضات وحملنه على النقالة إلى الطوارىء

توجهت ميادة إلى الاستقبال لتسال عن والدتها , ففوجئت بممرضة تسألها من الخلف ,
هل أنت ميادة ؟؟
نظرت إليها ميادة باستغراب , ( من هذه وكيف تعرفني )
هزة ميادة رأسها
أردفت الممرضة : لقد أغمي على والدتك وسط المطر
صعقت ميادة وبدأت تصرخ : ماذا حدث لها
أضافت الممرضة : وضعها مستقر , وبعض المياه قد دخلت إلى رأتها , والطبيبة تقم بعملها
صعقت ميادة من الخبر وانفجرت عيناها بالدموع
وأردفت الممرضة : أذهبي بسرعة وأحضري ملابس لوالدتك , وملابس للطفلة
سألت ميادة وهي تتلفت بفزع : أين تالا
أجابت الممرضة : لا تقلقي إنها بخير ولكنها تكاد تتجمد من البرد
أخذت ميادة سيارة أجرة , واتفقت معه أن يذهب بها , ويعيدها وينتظرها بثلاثون ريالا

عندما وصلت إلى غرفت والدتها , جرت دموعها وهي تشم رائحة والدتها وتلمس ثيابها
كان المنزل موحش مظلم كئيب كأنه فقد الحياة وخسر الروح التي تنشر السعادة والبسمة في أرجائه
وكأن أهم شيء في المنزل غير موجود

أدركت ميادة أن المنزل من غير الأم كالصدفة من غير لؤلؤة ....شيء فارغ بلا قيمه

أحضرت ميادة ملابس والدتها وملابس لتالا ولحسام أيضا , وغيرت ملابسها ....وعادت إلى المستشفى
لم تستطع أن تمنع دموعها من الانهمار طوال الطريق , لكن عندما وصلت إلى ممر غرفة الطوارى
شاهدت تالا تجلس على مقعد لوحدها , يغطيها الوحل وفستانها الأبيض , أصبح أسود
تنظر إلى غرفة الطوارى , وعينها تلمعان بالدمع , وتظم يديها إلى صدرها لتدفي نفسها ,
بكت ميادة بحرقة , ثم أخذت منديل مسحت عينيها بسرعة وحاولت أن تبتسم

واقتربت من تالا التي ما أن رأتها , حتى ركضت ناحيتها , وأشارت إلى الباب ,
وهي تردد بصوت مخنوق : ماما في الداخل .....
ضمتها ميادة إلى حضنها وهمست : لا تقلقي ستكون بخير
ثم أخذتها إلى الحمام ورددت وهي تشير إلى المرآه من هذه
ردت تالا بحزن : كم أصبحت قبيحة
حركة ميادة سبابتها يمينا وشمالا أمام عيني تالا وقالت :أنت جميلة حتى وأنت هكذا
ثم أضافت : أفضل تالا المغطاه بالوحل على تالا النظيفة
ابتسمت تالا وأخرجت ميادة هاتفها , ونظرت إليها بنظرات غريبة , وهمست دعيني التقط لك صورا للذكرى
والتقطت لها عدة صور , وتمكنت من جعل تالا تضحك , بالحركات والإيماءات الغريبة التي كانت تصنعها بوجها ,
غسلت الطين من على وجه تالا , وتركتها تغير ملابسها المبللة , ثم عادت مع تالا إلى أمام غرفة الطوارى
لتخبرها الممرضة بأن والدتها قد خرجت وأنها قد تجاوزت مرحلة الخطر , وهي حاليا في رقود النساء وغير مسموح بالزيارة , أخذت الممرضة ملابس السيدة دارين , وملابس حسام أيضا , وطلبت من ميادة أن تتناول هي وتالا مسكن للحرارة , وكانت أعراض الحمى قد بدأت تظهر على تالا

أخبرت تالا ميادة بكل شيء حصل معها , وعدن إلى المنزل ....
عندما فتحت ميادة باب المنزل , كان المنزل مخيف فارغ ............
ميادة ككل بنت تخاف من الظلام , وتخاف أن تبقى وحدها , وتشعر بالوحشة عند غياب أمها , هي فقط في السابعة عشر من عمرها

دخلت المنزل وهي تتصنع الابتسامة وتحبس الدموع في عينيها , لتشجع تالا
أما تالا فقد بدأت تبكي وتردد : ماذا لو لم تعد أمي ماذا لو ماتت ..........
نظرت ميادة بعيدا والدموع تكاد تتفجر من عينيها ( هذه الغبية ستجعلني أبكي ,أشعر برغبة شديدة لضربها )
مسحت ميادة عينها ثم عادة ونظرت إلى تالا

وهمست بلطف : أمي متعبه قليلا فقط والطبيبة قالت ذلك
وغيرت الموضوع وأضافت : سأطبخ لكي عشاءا لم تتذوقي مثله من قبل
وسألت تالا وهي تحدق في عينيها : هل ستساعدينني

مسحت تلا دموعها وهزت رأسها , شمرت ميادة عن ساعديها , وتقدمت إلى الأمام
وصرخت : شيف تالا أتبعيني
وما كان من تالا إلا أن شمرت عن ساعديها ورددت بصوت عال حسنا يا شيف ميادة
وأخذت ميادة تمشي مشية عسكرية (تحرك اليد الشمال إلى الأمام مع القدم اليمين , بينما اليد اليمنى تتحرك للخلف مع القدم الشمال والعكس ) وتالا تقلدها
ذهبت إلى المطبخ بذلك العرض العسكري ووعدتها بعشاء لم تتذوق مثله من قبل , في النهاية كان العشاء عبارة
عن علبة تونا , أستغرق تحضيرها خمس دقائق فقط ....
بعد العشاء تناولتا مسكن الحرارة , وتوجهن إلى الطابق العلوي , وبالكاد تمكنت ميادة من تسلق الدرج , فقد كانت تعاني من شد عضلي

رتبت ميادة غرفتها , وتوجهت تالا إلى الحمام لتغتسل ,
بعد أن انتهت ميادة من ترتيب غرفتها , كان المنزل موحش مقفر , سيطرة عليها الهواجس ( ماذا لو هاجمنا اليوم اللصوص ....
ماذا سأفعل ؟؟ ربما يقتلونني ويقتلون تالا , ربما يحرقون المنزل , وقد ينهبون كل ما هو ثمين في المنزل , هل أضل ساهرة إلى الفجر )

في تلك اللحظة خطرت فكره لميادة وعادة إلى المطبخ , وأخذت كل الكؤوس الزجاجية ووضعت كأس وأحد أمام كل نافذة ....................................

لا تدري ميادة لماذا عششت فرضية مهاجمة المنزل في دماغها , ربما أنه الخوف , أو لعله القرين , وقد تكون الحاسة السادسة

عندما انتهت ميادة وتوجهت إلى غرفتها , فوجئت بتالا أمام غرفت والدتها , والباب مفتوح قليلا وهي تسترق النظر إلى الداخل ,

همست ميادة بلطف : تالا حبيبتي ماذا تفعلين
أجابتها تالا بصوت يكاد أن لا يسمع دون أن تلتفت إليها : أراقب شبح ماما ... هل سيعود وينام هنا ؟؟

شعرت ميادة بالبرد في أنحاء جسمها وارتعدت أوصالها , ودقت طبول الخوف في صدرها ,
وجف ريقها(هذا الذي كان ينقصني , الأشباح والجن والعفاريت )

أمسكت برأس تالا وأقفلت غرفت والدتها برفق ورددت : تالا عزيزتي ليس هنالك أشباح ....هيا إلى النوم

ثم أضافت : اذهبي وارتدي ملابس النوم , وأحضري مخدتك , وتعالي لتنامي معي في غرفتي
( لا يمكنني أن أنام وحدي فهواجسي تكاد تقتلني , فالليلة لن تعدي على خير , هناك أمر فضيع سيحدث , هذا ما يدور في رأسي )

ردت تالا دون ان تلتفت لميادة : لا أريد سأنام بغرفتي
فقدت ميادة هدوئها وصرخت : لا يمكنني أن أسمح لكي ان تنامي لوحدك ,
ثم بعد ذلك زل لسانها , وأضافت : ماذا لو أتى اللصوص , ماذا لو تم حرق المنزل

قاطعتها تالا : لن يحدث شيء , تصبحين على خير , أمي لن تكون فخورة بي لو نمت في غرفتك
همست ميادة لن أخبرها بأنك نمت في غرفتي
ردت تالا : لكن شبح أمي سيخبرها بكل شيء
صرخ ميادة : ليس هنالك أشباح ....

ما أن انتهت تالا من تغيير ثيابها , حتى حملتها ميادة رغما عنها , وتوجهت إلى غرفتها
وتالا تصرخ : لا اريد أن أنام معك
وميادة ترد : ولكنني أريد
تضيف تالا : ستغضب أمي مني كثيرا
ترد ميادة : لكن شبحها سيخبرها بأني من حملك إلى غرفتي .....

الثانية عشر تماما أطفأت ميادة النور , دقيقة وأحده فقط , ودخلت تالا في سبات عميق
لم تتمكن ميادة من النوم , وكانت خائفة جدا , وكأنها بانتظار حدث مريع ...

الساعة الواحدة ولم يغمض لها جفن , وأصبحت متضايقة بشدة , لقد كانت في تلك اللحظة متأكدة بأن شيئا فضيع سيحدث
الواحدة والربع سمعت اصتدام شيئا ما بنافذة والدتها المجاورة لنافذتها
جف ريقها وعصفت الهواجس بدماغها ( ما هذا يا للهي , كأنها حجر أصتدمت بنافذة أمي , ربما أنني أتخيل )

عاد الهدوء لدقائق فقط , لتصتدم الحجر هذة المرة بنافذتها , وأضواء الليزر تخترق ستائر الغرفة وتتحرك على الجدار من اليمين إلى الشمال , ومن الأعلى إلى الأسفل

هزت ميادة تالا بشدة وهي تهمس : استيقظي ..استيقظي دون فائدة (هل أتصل بالشرطة وأخبرهم بأن هناك من يحاول سرقت المنزل )عزمت أمرها و اتصلت بالطوارى وقبل أن يجيب سمعت همسا تحت شرفتها , في ساحة المنزل , أجاب الطوارى : الو الو الو

ولم تجرى ميادة على التحدث , فقد انعقد لسانها من الخوف , فلو سمعوا همسها فلا شك أنهم سيهاجمون غرفتها

فكرت بسرعة وتوجهت إلى تحت سريرها , وأزاحت الدمى المحشوة إلى الجانب البعيد عن الجدار , ثم حملت تالا , وزحفت إلى تحت السرير وهي تجرها خلفها , ووضعتها بجانب الجدار , ومن العجيب أن تالا لم تستيقظ
فقد كانت منهكة جدا , ويبدو أن الحمى قد اصابتها , واستلقت بجانبها ووزعت الدمى المحشوة حولهما وكان هناك العشرات منها , بعضها كبيرة وبعضها صغيرة

كانت ميادة ترتجف بشدة لحظات فقط , وسمعت صوت ارتطام كأس زجاجي بالأرض وتحطمه , لقد تم فتح أحدى النوافذ , حولت هاتفها إلى الوضع الصامت بصعوبة فأناملها كانت ترتجف , وأقفلت هاتف والدتها
ولا يمكنها الأن الاتصال بالطوارى فأي همس سيتسبب بقتلها وقتل تالا

غطى واحد تحت السرير تتغطى به ميادة وتالا , وقد تركت ميادة غطاءها ومخدتها فوق السرير , حتى لا تثير الريبه

لقد بدأت تسمع ارتطام الأشياء بالأرض في الغالب أنها كتب حسام , ( لماذا يفتش هولا غرفت حسام , هل هناك سرا ما , ودخلوا المنزل من نافذة حسام , هل كانوا يعلموا بأنه غير موجود )

ارتجفت بشده والخوف يعصف بأفكارها , وهي لا تدري ماذا تعمل ,سمعت صوت فتح باب غرفت والدتها المجاور لغرفتها

أدركت ميادة بأن غرفتها هي التالية

أرسلت العديد من الرسائل لعدد من صديقاتها تشرح وضعها وتترجاهن أن يتصلن بالشرطة , دون فائدة فلم يصلها أي رد

فتحت الفيس بوك كان هناك الكثير من صديقاتها متصلات وعدد من مدرساتها

أرسلت منشور تشرح فيه وضعها وتطلب منهم إبلاغ الشرطة نيابتا عنها , وأعطتهم معلومات منزلها

خمسة عشر ثانية ووصل أول رد محبط : ما هذا كذبت أبريل
ردت ميادة : والله اني في خطر شديد , وسيكتشفون مكاني قريبا )
دقيقتين فقط وتم مشاركة المنشور مئات المرات
عدد هائل من الناس اتصل بالطوارى , حسب التعليقات , بعضهم لا يعرف ميادة أصلا

وعدد من الشباب علقوا : نحن الان متوجهون إلى منزلك
أخيرا حصل ما كانت تخشاه ميادة , فتح باب غرفتها وولج أحدهم إلى الداخل

رددت ميادة الشهادتين , وتوكلت على الله عدة مرات , في نفسها
فتح باب خزانتها , وأخذ يلقي بالأشياء على الأرض وكأنه يبحث عن شيئا ما
دخل رجل أخر إلى غرفة ميادة وتوجه إلى النافذة وهو يردد : وهنا أيضا يوجد كاس زجاجي أمام النافذة

سأله الاخر بصوته الخشن : هل تقصد أن هناك من وضع الكؤوس أمام النوافذ
ردد الرجل من أمام النافذة : نعم فتشوا المنزل

العديد من الرجال يتحركون صعودا ونزولا في أرجاء المنزل , يفتشون كل غرفه
الرجل الذي كان يفتش خزانة ميادة , وجه كشافة إلى تحت السرير , وأيقنت ميادة بهلاكها وضمت تالا إلى صدرها , وهي تضغط على أسنانها بشدة , وتغمض عينيها

ولكن الدمى المحشوة حالة دون رؤيتها
تنفست ميادة الصعداء وهمست في نفسها :الحمد لله
ولم تكد تنهي جملتها حتى صرخت تالا : المتني لماذا تمسكين بي هكذا ,
ومدت يدها للأعلى فارتطمت بالسرير , فصرخت مرة أخرى بغضب : أين نحت

لم تتمكن ميادة من الكلام , ولم تعد تقوى على الحراك , لقد فضح أمرهن

صرخ الرجل بغضب : أيتها العاهرة أخرجي من تحت السرير , وركل السرير بقوة
أخذت تالا تبكي برعب وترتجف , وتشد شعر ميادة بكلتا يديها وتصرخ : استيقظي اللصوص هنا

سحب الرجل السرير , ونظر الرجلان إلى ميادة وتالا , المستلقيتان على الأرض في مساحة ضيقة تحيط بهما الدمى المحشوة

تأملت ميادة الرجلان ,وفرائسها ترتعد , وعينيها غارقة بالدموع , الرجلان كانا يرتديان اقنعة , تشبه أقنعت الإرهابيين , الرجل الذي كان يعبث بخزانتها طويل وعريض , طوله يقارب المترين وفي يده خنجر طوله نصف متر , والأخر قصير يحمل مسدس كاتم , لقد كانا يرتديان أحذية عسكرية إلى منتصف الساق

كانت ميادة كالغزالة التي تحيط بها السباع من كل جانب .................................................. .................................................. .................................................. ..............................................
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

الرياض

استيقظت غيدا باكرا بالرغم من أنها لا تزال في الإجازة , لا تزال الساعة السادسة صباحا , فتحت باب غرفتها بهدوء وتوجهت إلى لمطبخ ,
لترى منظرا لم تره من قبل , أخوها غير الشقيق ثامر ,ذو الثلاثة والعشرون عاما , يطبق كفيه على ذراعي الخادمة , ويجذبها ناحيته بقوة في حين أنها كانت تدفعه بكفيها بلطف , وابتسامة عريضة ترتسم على شفتيها ,
ووجنتيها متوردتين

ما أن انتبهت لغيدا حتى دفعت ثامر بقوة , فتركها , وتوجهة لتغسل الأطباق , وأعطت غيدا ظهرها

غيدا لم تتحرك من مكانها ولم تفهم ماذا كانا يفعلان , فهي صغيرة لم تبلغ التاسعة بعد , ولم ترى منظرا مثل ذلك من قبل حتى في التلفاز .....

لكن ثامر ذلك الشيطان , صاحب الطول الفارع الذي يتجاوز المترين بعدة سنتيهات , والوجه العابس ,والسمعة السيئة المقرونة بالشر

حدق في غيدا بنظرات تتفجر غيضا , وأخذ سكين المطبخ وأقترب من غيدا , وابتسامه كريهه ترتسم على شفتيه
لم تتجرأ غيدا على القيام بأية حركة حتى أنها لم تفكر بالهرب , وكانت ترتعد بشدة.... كيف لا , وثامر قد وضع
السكين على عنقها , وهمس بصوت شيطاني : إن أخبرت أحدا فسأفصل رأسك عن جسدك ,وأحرق والدتك حيه ,
وأطعم أخوك للكلاب , سالت الدموع من مقلتي غيدا , وسالت المياه من بين رجليها ,
ثم شد شعرها بعنف , ودفعها بقوة , وزمجر : عودي إلى غرفتك , وأقفل باب المطبخ من الداخل .................................................. ..............................

بعد يومين

حضر السيد همام وفي يده ورقه , والشرر يتطاير من عينيه , ووقف أمام ابنه ثامر مباشرتا , بالكاد يصل إلى كتفيه ,
وصرخ وهو يعيد رأسه للخلف ليحدق في عيني ثامر العملاق : هل تدري ما هذه , ولوح بالورقة أمام وجه ثامر

رد ثامر بوقحة وابتسامته ترتسم على شفتيه : لا أريد أن أعرف , ومزاجي اليوم غير رائق

صرخ السيد همام : هذه شهادتك يا فالح لقد رسبت مره أخرى , زملائك انهوا الجامعة وتوظفوا وأنت لم تنهي الثانوية العامة ,

استلقى ثامر على أحدى الأرائك وتجاهل والده وكأن الحديث لا يعنيه , وأخذ جهاز التحكم , وفتح أغنية أجنبية
ورفع الصوت إلى الأخير , وكان يردد مع الفنان وصوته قبيح جدا وخشن

صفعه والده على خده بقوه , وفصل التلفاز لكنه لم يتزحزح من مكانه , وحدق إلى والده بسخرية , دون أن ينطق بحرف , غضب والده بشده وحاول صفعه بأقصى قوته , لكنه انحنى بسرعة لترتطم يد والده بالجدار أمسك همام كفه اليمين بكفه اليسار , وكان يتألم بشدة
أما ثامر فقد مر من أمامه وهو يردد : لا تختبر غضبي

وبعد يوم واحد
وعند منتصف الليل , وبينما الخادمة نائمة , وجسدها قد أصبح كالرقعة من كثرة العمل الشاق
سمعت طرقا على باب غرفتها , تجاهلته وتظاهرت بالنوم
أشتد الطرق أكثر وأكثر , لكنها لم تجب
سمعت صوت خشن غليظ يزأر من خلف الباب : هل تتجاهلينني , أنت تعرفين ماذا سأفعل إذا لم تفتحي الباب , لقد رأيت غضبي بعينيك .........

ارتعدت فرأس الخادمة , ولم تتجرأ على تجاهله أكثر , وهرولت بسرعة إلى الباب , فهي تعرف أنه شيطان بجسد إنسان , لا رحمه في قلبه

فتحت الباب لترى ثامر يحدق بها بغضب ويهز رأسه , كأنها قزمه مقارنة به , الفارق بين طولهما كبير , فهي حوالي مئة وخمسه وخمسين وهو مائتين وخمسه سنتي , هو عريض وهي نحيله

كان يرتدي سروال وفنيله بلا أكمام فقط , وهي بملابس النوم القصيرة

دخل إلى غرفتها , وهو يحدق في وجها , ولكنها كانت تنظر إلى رجليه , منكسرة خائفة

أرادت أن تقول له : ماذا تريد , أريد أن أنام , عد إلى غرفتك لكنها لم تجرأ
زمجر وهو يجلس على سريرها : أيتها الحقيرة , أحضري العصير الذي في الثلاجة بداخل الكيس الأسود

لم يناديها حتى بإسمها , كانت تفهم كل كلمة يقولها وتتجرعها فهي تتحدث العربية .......

ذهبت إلى الثلاجة , وأخذت الكيس الأسود وعندما استدارت , رأت شخصا ما أمامها مباشرتا , ففزعت وأسقطت الزجاجة التي في الكيس الأسود , وتحطمت على الأرض
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .
################################################## ##
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@ @@@@@@@@@@@@@@
انتهت المقدمة






التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 15-04-16 الساعة 10:55 AM
J&K غير متواجد حالياً  
قديم 15-04-16, 10:58 AM   #2

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا بك في وحي الاعضاء ونتمنى لك متابعة طيبة ونجاح مميز
ارجو منك المرور على هذا الموضوع للاطلاع على قوانين القسم وبالتوفيق

دليل الكتاب والكاتبات الجدد وقوانين قسم قصص من وحي الأعضاء


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 15-04-16, 02:07 PM   #3

J&K

? العضوٌ??? » 370082
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » J&K is on a distinguished road
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

J&K غير متواجد حالياً  
قديم 15-04-16, 04:26 PM   #4

واحدة من عباد الله

? العضوٌ??? » 261111
?  التسِجيلٌ » Aug 2012
? مشَارَ?اتْي » 535
?  نُقآطِيْ » واحدة من عباد الله has a reputation beyond reputeواحدة من عباد الله has a reputation beyond reputeواحدة من عباد الله has a reputation beyond reputeواحدة من عباد الله has a reputation beyond reputeواحدة من عباد الله has a reputation beyond reputeواحدة من عباد الله has a reputation beyond reputeواحدة من عباد الله has a reputation beyond reputeواحدة من عباد الله has a reputation beyond reputeواحدة من عباد الله has a reputation beyond reputeواحدة من عباد الله has a reputation beyond reputeواحدة من عباد الله has a reputation beyond repute
افتراضي

رائع متابعه معك ان شاء الله

واحدة من عباد الله غير متواجد حالياً  
قديم 15-04-16, 06:59 PM   #5

J&K

? العضوٌ??? » 370082
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » J&K is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واحدة من عباد الله مشاهدة المشاركة
رائع متابعه معك ان شاء الله
*****أول رد وأول متابعه ********************


J&K غير متواجد حالياً  
قديم 15-04-16, 09:08 PM   #6

واحدة من عباد الله

? العضوٌ??? » 261111
?  التسِجيلٌ » Aug 2012
? مشَارَ?اتْي » 535
?  نُقآطِيْ » واحدة من عباد الله has a reputation beyond reputeواحدة من عباد الله has a reputation beyond reputeواحدة من عباد الله has a reputation beyond reputeواحدة من عباد الله has a reputation beyond reputeواحدة من عباد الله has a reputation beyond reputeواحدة من عباد الله has a reputation beyond reputeواحدة من عباد الله has a reputation beyond reputeواحدة من عباد الله has a reputation beyond reputeواحدة من عباد الله has a reputation beyond reputeواحدة من عباد الله has a reputation beyond reputeواحدة من عباد الله has a reputation beyond repute
افتراضي

روايتك بدايتها جميله اكيد سيكون لك الاف المتابعين خلال الايام القادمه


متى موعد التنزيل


واحدة من عباد الله غير متواجد حالياً  
قديم 15-04-16, 11:30 PM   #7

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

مبروك الرواية و بالتوفيق ان شاء الله
تالا برغم سنها الصغير قدرت تتصرف بطريقة مثيرة للإعجاب
حسام ايه سبب رغبته بالانتحار برضو عقل ميادة اشتغل بسرعه و الفت قصة مرض والدتها
الاهم ايه الحاجة اللي بيدورو عليها بيبيت حسام و ياتري حد هيلحقهم و ﻻ ايه
احساسي ان حلقة الاتصال بين الطائف و الرياض هتكون حسام و ثامر
ثامر شكلو مش سهل مرعب و شيطان و ابون مش قادر عليه و مش بعيد يمد ايده علي ابوه اصلا
هنشوف الأحداث هتدوينا لفين
بانتظارك ان شاء الله


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














قديم 16-04-16, 06:19 AM   #8

J&K

? العضوٌ??? » 370082
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » J&K is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واحدة من عباد الله مشاهدة المشاركة
روايتك بدايتها جميله اكيد سيكون لك الاف المتابعين خلال الايام القادمه


متى موعد التنزيل

*فصل واحد بالاسبوع *
الاربعاء
السابعه مساءا بتوقيت بغداد


J&K غير متواجد حالياً  
قديم 16-04-16, 06:32 AM   #9

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

مقدمه حلوه .....مياده وتالا بخطر من هؤلاء الرجال وعن ماذا يبحثون
حسام لماذا حاول االانتحار؟ ؟؟ ثامر سيئ جدا وظالم ...
بانتظار الباقي من الأحداث


انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
قديم 16-04-16, 08:39 AM   #10

J&K

? العضوٌ??? » 370082
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » J&K is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
مبروك الرواية و بالتوفيق ان شاء الله
تالا برغم سنها الصغير قدرت تتصرف بطريقة مثيرة للإعجاب
حسام ايه سبب رغبته بالانتحار برضو عقل ميادة اشتغل بسرعه و الفت قصة مرض والدتها
الاهم ايه الحاجة اللي بيدورو عليها بيبيت حسام و ياتري حد هيلحقهم و ﻻ ايه
احساسي ان حلقة الاتصال بين الطائف و الرياض هتكون حسام و ثامر
ثامر شكلو مش سهل مرعب و شيطان و ابون مش قادر عليه و مش بعيد يمد ايده علي ابوه اصلا
هنشوف الأحداث هتدوينا لفين
بانتظارك ان شاء الله
**********شكرا لمرورك********


J&K غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:02 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.