شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة *

[سمراء الجنوب]

السلام عليكم
لاشي يعبر عن حالة داغر الا ابيات من قصيدة حسن المرواني :
معذوره أنت إن أجهضت لي أملي

لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي

أضعت في عرض الصحراء قافلتي

فمضيت أبحث في عينيك عن ذاتي

وجئت أحضانك الخضراء منتشيا

كالطفل أحمل أحلامي البريئات
أصيح والسيف مزروع في خاصرتي

والقدر حطم آمالي العريضات

هل ينمحي طيفك السحري من خلدي؟
والف سلامة علي بنوتك الحلوة

[سمراء الجنوب]

اشي يعبر عن حالة داغر الا ابيات من قصيدة حسن المرواني :
معذوره أنت إن أجهضت لي أملي

لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي

أضعت في عرض الصحراء قافلتي

فمضيت أبحث في عينيك عن ذاتي

وجئت أحضانك الخضراء منتشيا

كالطفل أحمل أحلامي البريئات
أصيح والسيف مزروع في خاصرتي

والقدر حطم آمالي العريضات

هل ينمحي طيفك السحري من خلدي؟[/color][/b][/size][/font]
[font="arial black"][b][color="navy"]والف سلامة علي بنوتك الحلوة

[قمر الليالى44]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 31 ( الأعضاء 23 والزوار 8) ‏قمر الليالى44, ‏somar, ‏najla1982, ‏زنب سرور, ‏مزيونة3000, ‏سمراء الجنوب, ‏braa, ‏مذكرات, ‏tntn2020, ‏belladone, ‏ريري البرنسيسة, ‏Nor sy, ‏soumi, ‏sakora chan, ‏Alzeer78, ‏الدرة المكنونة, ‏soma samsoma, ‏رنووومة, ‏لوووكة, ‏maryam hassan, ‏مِــزاجـِـيَّة

[هند صابر]

شيء من الندم
الفصل الخامس و الثلاثون...................

هز رأسه متسائلا عما تريد قوله.......... قالت و هي تفرك يديها: "اعلم انك رجل صالح و مستقيم و لديك مخافة الله و هدفك رضاه....... ان كنت......... ان كنت طالبا الاجر من الله من هذا الزواج لتسترني و تدرء العار و الفضيحة عن اهلي........... ف......فأتم جميلك و معروفك............ و لا تلمسني"

قطب جبينه و قال بشيء من الغضب و الانتفاض: "ماذا تقولين؟"

خفضت بصرها و هي تشعر بالخجل من موقفها منه و من مواجهته بتلك الكلمات القاسية........ رفعت بصرها اليه و قالت ببهوت: "ليس لشيء سوى لما امر به من ظروف نفسية عصيبة بعد الحادثة التي تعرضت لها......... سامحني ارجوك.......... غير قادرة على تقبل الامر....... المشكلة ليست بك بالعكس انت رائع يا فوزي...... المشكلة بي انا"

تطلع بها باستياء و فتح ربطة عنقه بصعوبة و ابتعد عدة خطوات ثم جلس ببطء على الكرسي و قال بتوتر: "قد يكون دافعي و هدفي الاهم و الاساسي من هذا الزواج هو سترك و انقاذك من كل ممن حولك ابتداء بأهلك ثم من اقاربك وبعدها من الناس حولك و اخيرا من ال مالك........ لكنه ليس هدفي الوحيد........ ما تزوجتك حتى اعاملك كأخت لي........... يا سعاد انا انسان واعي و متحضر و لم انظر اليك على انك مجرد فتاة قد انتهكت و خسرت كل شيء بالعكس انت مظلومة و لا ذنب لك بكل ما حصل و ذاك الجاني اليوم راقدا في السرير يصارع الموت و يدفع ثمن ظلمه و جبروته و مستحيل ان يعود كما كان او حتى يبقى لفترة طويلة........ داغر يحتضر و هذه ايامه الاخيرة ذلك جزائه من الله.............. من الاجدر بك ان تسعدي و تفتحي صفحة جديدة بحياتك.... انا احبك يا سعاد حتى......... حتى انني كنت معجبا بك قبل الحادثة بكثير و بعد الذي حصل لك استئت.... غضبت... سخطت لكن قررت ان اقف الى جانبك كنت خطوة بخطوة معك و شهدت على كل معاناتك و احببتك عندما تقربت منك اكثر و عرفتك اكثر ......... انا اليوم مقدرا و متفهما لكل ما تمرين به و سامنحك و قتا كافيا حتى تستعيدي ثقتك بنفسك و بي و بكل من حولك لكن بعد ذلك سارفض و بشدة تمنعك..... فليس هذا جزائي و لا استحقاقي..... و لا تكوني انانية معي اكثر يا سعاد"
هزت رأسها و قالت بسرعة و تبرير: "لا بالتأكيد هذا ليس جزائك..... لست انانية..... انا....... انا مستعدة ان افعل اي شيء يرضيك...... ساخدمك و البي كل طلباتك كما تحب و"

قال مقاطعا: "بشرط ان لا تلمسني............. المشكلة بي يا سعاد......... انت تنفرين مني و هذا واضح"

نهضت قائلة ببهوت و حرج: "فوزي ارجوك........... فوزي"

خرج من الغرفة و بدى متضايقا جدا......... عضت على شفتها و ابعدت بصرها و سحبت نفسا عميقا ........ هذا من حقه لا تلومه ابدا مازال يعطي دون مقابل...... لكنها غير قادرة على العطاء ذلك هم جديد يضاف الى همومها و مشكلة جديدة لم تكن تحسب لها حساب اتت لتكلل مشاكلها.

جالت ببصرها بالغرفة الصغيرة و تطلعت بالسرير ذا الاغطية البيضاء و هزت رأسها رافضة كل شيء كأن الجدران بدأت تضيق بها و تكاد تعتصر اضلاعها و ودت ان تصرخ باعلى صوتها........ ذلك الصوت المكتوم تلك المشاعر الحقيقة و الرفض الصريح اما يأتي يوما لتظهره للملأ؟........ الى متى و حتى متى تبقى خائفة من كل شيء و كاتمة و مصادرة حقها بالحياة و بالسعادة و بالحرية؟

عندما حان وقت النوم اعتدلت و انكمشت في السرير عندما دخل فوزي و القى عليها التحية ببرود........ ردت عليه بصوت خافت و خجول ......تطلع بها و بجمالها و زينتها و ابعدت بصرها و هي لا تستطيع ان تشعر اتجاهه سوى بشعور واحد............ هو انه الدكتور فوزي طبيب القرية و حبيب جميلة.

كانا نائمين في سرير واحد و حواجز كثيرة و كبيرة تفصلهما و هي موقفها اصعب منه بكثير فهي غير آمنة على نفسها فبأي لحظة يستطيع ان يخلف وعده و يجبرها على ما تكره و لا احد سيلومه....... ان ما بينه و بينها كلمة وعد و لا تعلم الى اي مدى سيثبت لها انه عند كلمته.

كان يتطلع بالسقف و صامتا و جسده جامدا بدون اي حركة طوال الوقت و كأنه يخشى ان يتحرك حتى لا يسبب لها القلق فهو مدركا لتوجسها منه......... هي مستلقية جنبه و مستغربة هذه الحياة الجديدة التي فرضت عليها ان تنام مع رجل تحت سقف واحد و سرير واحد و متوجسة منه و من غريزته............ استدارت الى الناحية الاخرى و ذهبت بمخيلتها ككل ليلة الى تلك الليلة المشؤومة و تذكرت وجه داغر و كيف كان مفعما بالامل و الحب عندما لاقاها و لا تستطيع نسيان تلك النظرة الخائبة بعينيه عندما ارتاب بالامر و كيف كانت نبرته و هو يعترف لها انه جاء من اجل ان يخبرها بقراره الاخير.... كانت نبرة عتاب و خذلان كأنه اراد ان يوصل لها قراره حتى يعذبها به بعد ان علم بأنها استدرجته الى ذلك المكان البشع لتنفيذ مؤامرة خسيسة للنيل من حياته....... كان موقفه لا يوصف و كذلك تلك اللحظات القاسية المؤلمة عندما طعنه مجاهد بصدره ...... اغمضت عينيها و تساقطت دموعها بغزارة......... اه يا داغر كم انا اسفة و نادمة ومتألمة و كأنني تلقيت طعناتك بقلبي لم اتوقع انني ساعيش هكذا عذاب و ضياع و ندم و حسرة....... لو كنت اعلم ان ما جرى لك سيقتلني بالحياة لما خطوت خطوة واحدة اليك و لقتلت نفسي بمكاني...... انت ظلمتني و اذيتني و انا فعلت بك ما هو اسوء و ابشع...... تنهدت و هي تتذكر مواقفه الاخيرة منها و كيف صفع احد رجاله لأنه تعرض لها و كيف كان انفعاله و غضبه من اجلها........ و عندما بحث عنها اثناء المواجهات معرضا حياته المستهدفة للخطر غير مبالي سوى بانقاذها و ايصالها الى دارها سالمة...... و ايضا موقفه عندما اتت اليه مستسلمة و مستضعفة ابى ان يذلها و يهينها و عندما طلبت مساعدته لم يتاخر و خلص مجاهد من الموت رغم صعوبة الامر.......... انه يحبها حقيقة و جاء بالاخر ليتزوجها و يصلح خطأئه و هي ماذا فعلت ازاء كل ذلك؟ رمته و القت به بالتهلكة أ هذا جزائه؟
.................................................. .................................

بعد مرور اسبوع على زواجها كانت متحرقة لمعرفة اي اخبار عن وضع داغر الصحي حتى انها استاذنت فوزي حتى تذهب لزيارة اهلها و تعرف من خلالهم ماذا يحدث في فيلا علام؟

في بيتهم سالتها امينة عن وضعها في بيت فوزي و معاملته لها و سالتها كيف سيداريان امر الحمل و ظلت تلومها لانها اوصلت الحمل الى هذه المرحلة و بدأت بتخويفها من مجاهد ان لاحظ شيئا و ماذا ستكون ردة فعله....... قالت بتعاسة: "كفاك لوما يا امي لقد اختنقت........... انت تعرفين السبب وراء تاخري بالزواج....كان.........كان داغر يلاحقني و مستحيل ان يتم الزواج بوقتها انت تعرفين ذلك جيدا........... على كل حال........ فوزي اخبرني اننا سنسافر الى المدينة و نغيب فترة حتى انجب الطفل و بعدها......... لا ادري......... لا ادري يا امي"

ثم تطلعت الى جهة المطبخ باستياء و قالت بضيق: "الا من جديد في موضوع جميلة؟"

امينة و هي تخيط القماش و بخيبة و حزن: "لا جديد......... موقفنا امام الناس اصبح محرجا للغاية و البنت عندنا و ابوك كل مرة يقابل عمك ينتهيان بمشكلة و شجار"

هي و باستنكار: "يال يحيى من متحجر القلب لم اكن اتوقع منه كل تلك القسوة....... مسكينة جميلة......... كيف حال ابي و كيف صحته ا مازال متعبا؟"

امينة و بنبرة يأس: "ابوك متعب جدا يا سعاد....... انا قلقلة بشأنه و قضية جميلة تزعجه على الدوام"
التفتت بسرعة عندما اقبل مجاهد و القى التحية عليهما بنبرة فاترة ثم دخل الى غرفته.

اعادت بصرها الى امينة قائلة باهتمام: "ما به؟"

اجابتها و هي منشغلة ما بيدها: "لا ادري......... طوال عمري و انا لا افهمه...... انه يقابل عفاف هذه الايام "

نهضت بسرعة و انزعجت جدا مما سمعته لتوها... اتجهت الى الغرفة و فتحت الباب.

تطلع بها متسائلا و قالت بنفور: "ماذا تريد من عفاف ايضا؟"

تحركت اهدابه و قال ببرود: "ما شأنك؟..... لا تتدخلي"

هي و بانفعال: "و بثينة يا ترى انتهت مصلحتك معها و تركتها حبيسة و اسيرة و حامل لتعود تقابل عفاف؟"

قال بهدوء: " قابلت الخادمة الخاصة ببثينة و استدرجتها و اغويتها بالمال و تعاونت معي...... انها تهتم ببثينة و توصل لها كل ما تحتاجه"

قالت بضيق و نفور: "مجاهد انت جالس هنا و تتكلم بكل ذلك البرود بعد ان قلبت الدنيا رأسا على عقب في بيت علام؟........ لا تأبه و لا تخشى من القادم و كأنك واثق بكل ما تفعله......... لا تفكر ماذا سيحدث لك لو صحى داغر و تكلم و اعترف لهم بالحقيقة؟........ سيقطعونك اربا و يقتلعون عينيك"

و بقيت تراقبه و هي متعمدة ان تستفزه هكذا لتعرف منه شيئا عن وضع داغر الصحي فهي لا تجرؤ على السؤال عنه .

اطلق ضحكة عالية و نهض قائلا باستخفاف: "ماذا قلت يا اختي الصغيرة؟.......... لو صحى داغر؟....... داغر ميت يا سعاد........ داغر انتهى و لم يعد موجود....... ان ال مالك يتكتمون عن الامر و يدعون امام الناس ان ابنهم سيتعافى و يسترد كل ما فقده تعرفين لماذا؟........ لانها اساليبهم الذكية لتخويف القاتل و زرع جو من الرعب حوله و الا فان ابنهم جثة هامدة"

تنهدت و حاولت حبس دموعها و السيطرة على انفعالها و قالت بصوت خافت: "ما الذي يجعلك و اثقا هكذا؟"

هو و بحزم و ثقة: "ثقي بي يا سعاد........ آن الاوان لتثقي بي و لا تنظري الي على اني هين و اني مخطأ و متهور و نادم و اني اتحدث دون ان انفذ و اني محدود القدرات امام ال مالك و اعتقد ان ما حصل لبيت علام من جراء مخططاتي خير دليل و اثبات على صحة و سلامة الطريق الذي اسلكه........ تزوجت ابنة علام و تركتها حامل بابني و قضيت على داغر و بذلك قطعت اليد اليمنى لعلام........ لو ترين علام اليوم كيف هو مكسورا و غارقا بهمومه و احزانه على فقدانه لابنه المدلل لقد اعتزل كل شيء حتى انه ارسل الي ليقابلني....... تعرفين لماذا؟.......... اخبرني انه اليوم بامس الحاجة الي و ذكرني انني مدين لداغر بحياتي و ان داغر راقدا بسبب هجمة حاقدة غادرة من قبل بنو حجير و انه يريدنا انا و رفاقي لنشن هجمة مماثلة عليهم و نقتل و نتخذ منهم رهائن......... لقد جهز جيش كبير و ستندلع الحرب قريبا" ......... ثم ابتسم و واصل بغرور: "ساكون عند حسن ظن علام و اولاده و اعده انني سآخذ بثأر داغر و.......... اشترط عليه ان اتزوج ابنته بثينه مقابل ان اجلب له القتلة....... و بثينة بدورها ستخبر السيدة الكبيرة بقصتها معي و الطفل الذي تحمله و الحآجة ستؤثر على علام و تقنعه بكل ما لديها من امكانيات على ضرورة ذلك الزواج و لم اكتفي بذلك المنصب فحسب بل لدي الكثير لاحققه"

هزت رأسها ببطء و قالت آسفة: "يا مجاهد اراك رميت نفسك بتهلكة الله فقط يعلم كيف ستنجو منها............. انت تجري وراء سراب و ان مساعيك الغامضة ستبوء بعاقبة وخيمة"

تطلع بها بعيون ذات نظرات ثاقبة و قال بحزم: "اذهبي الى بيت زوجك يا سعاد و لا تشغلي نفسك بامور كبيرة لانك لم تستوعبي و لو جزء منها"

قالت بضيق و استياء: "لماذا تقابل عفاف؟........ هي الاخرى ادخلتها ضمن مخططاتك ام ماذا؟........ عفاف مجرد غبية لتصدقك و تثق بك"

قال مكررا: "اذهبي يا سعاد"

خرجت مسرعة و هي مستاءة جدا من موقف عفاف لا بد انه اقنعها باستمرار حبه لها و ان زواجه من بثينة ليس الا هدف لبلوغ غاياته من عائلة مالك و عفاف الساذجة صدقته او كذبت نفسها و الاخرين راكضة وراء سراب مجاهد و اكاذيبه و خداعه من اجل مساعية الحقيرة.

كانت طوال طريقها لبيت عمها علوان تذرف الدموع لما سمعته عن تدارك و تدهور داغر يا الله لو كان كلام مجاهدا صحيحا الموت افضل لها من الحياة المظلمة الباردة هذه......... يا الله خذ بيده و اشفيه خذ من عمري و صحتي و امنحه.
.................................................. .................................

قالت سعاد بغضب و انفعال: "عفاف الى متى تبقين هكذا سلبية امام مجاهد؟............ افيقي... كفاك خضوعا له...... لقد تزوج و زوجته حامل...... اين انت من حياته؟"

عفاف و ببهوت: "لا تنسي يا سعاد انك من نبهني ان مجاهد ما زال يحبني و انه تزوج لمصلحة بنفسه ما هذا التناقض........ اتركوني اعيش مرتاحة.... انا هكذا سعيدة و مرتاحة"
سعاد و بتأمل: "لا لست سعيدة و لا مرتاحة ابدا....... انك تموتين كل يوم انظري كيف فقدت الكثير من رونقك و حيويتك....... فقد سحر عينيك و جمالهما...... انت حطام......... مجاهد اناني لا يفكر سوى بنفسه...... كفى اتركيه انه رجل متزوج لا امل بعد .......... نعم انا اخبرتك ان مجاهد تزوج لاجل مصلحته ما زلت عند كلامي....... اخي هكذا اناني لا يحبك و لا يحب ابنة علام يحب نفسه فقط"
خفقت اهداب عفاف بسرعة و زمت شفتيها ثم بهتت ملامحها و قالت بضعف: "انت كاذبة........... تقولين كل ذلك بسبب ما فعله مجاهد بك عندما اجبرك على الزواج من الطبيب فوزي و انت لا تحبينه و هذا كان واضحا عليك في ليلة زفافك و ايضا بسبب ما فعله يحيى باختك انت ناقمة علينا و لا تودين لنا السعادة.......... انا........... انا اموت بدون مجاهد و هو......... لا يقوى على فراقي هو قال لي ذلك مرارا انه مغرم بي و جرب العيش بعيدا عني و فشل و انا رضيت بذلك الوضع"

ابعدت سعاد بصرها و بقيت صامتة ان عفاف فتاة عاشقة و لا يهمها سوى البقاء بقرب الرجل الذي احبته حتى لو علمت انه مخادع و كاذب....... فهمت مشاعرها و حزنها الدفين و عدم وثوقها بمجاهد و الخوف الدائم من فقدانه كل ذلك واضح من عينيها لكنها اختارت كل ذلك و لا خاسرا سواها.
.................................................. ...............................

قال فوزي بأنزعاج: "الم يأتي ابن عمك لمصالحة زوجته بعد؟"
هزت رأسها نفيا و قال متأملا: "اليوم رأيت على ملامحها معالم اليأس و الحزن............كأنها نادمة على ذلك الزواج و الحمل ايضا.......... ليتني قادر على ان امد يد العون لها.......... اشعر بالذنب كلما تطلعت بها"
ثم سحب نفسا عميقا و قال بضيق: "يا سعاد كلا منا لم ينال مناه و غايته لا انا و لا انت و لا جميلة و لاحتى يحيى.............. اتسائل لماذا؟............... أ هو سوء تقدير؟.......... ام عواطف خاطئة؟ او توقيت غير مناسب؟.............. لماذا كلا قلبه مع اخر؟"

ابعدت بصرها و فركت يديها ببطء شديد و قالت ببهوت: "لطالما راودتني هذه الاسئلة لكن لم اجد لها اجابات وافية و مقنعة ربما الاسباب كلها التي ذكرتها اجتمعت لتوصلنا الى تلك النتائج غير المرضية.......... لكن......... جميلة احبت يحيى و ليته يراجع نفسه و يحاول ان يتقبلها و يحبها.......... لنترك كل شيء للايام فهي كفيلة باصلاح امورنا"

هو و بتأمل: "اود اعلامك باننا سنسافر في الاسبوع القادم الى المدينة.... حجز لي احد معارفي هناك شقة و قدمت طلب نقل عملي الى هناك و لا ادري ان كانوا سيقبلون به سابقى انتظر هناك ........... استعدي يا سعاد و اطمئني"

اومأت موافقة ببطء و خفضت بصرها قائلة بصوت خافت: "اشكرك........... انت تغطيني بكرمك و معروفك و احسانك...... ليتني قادرة ان ارد لك ثمن و لو جزء بسيط من افضالك"
اقترب و وضع يده على جانب وجهها قائلا بنبرة جادة: "لن انتظر منك ثمن............ ما فعلت كل ذلك الا لمحبتك بقلبي.......... انا اعشقك"

ابعدت بصرها بسرعة و ابعد يده ببطء.

.................................................. ...........................
مضت الايام و لم يبقى الايوم واحد و تسافر و تترك كل من في القرية ما اقساه من قرار عليها و على فوزي الذي سيترك ابويه الكبيرين من اجلها و يترك عيادته و اصدقائه و معارفه و كل حياته و هي ستذهب بقلب مكسور فهي لا تعرف شيئا عن داغر و المسلحين يمشطون اروقة القرية ليل نهار و هم على اتمة الاستعداد للمعركة القادمة و مجاهد مندفع و منفرد بافكاره و مخططاته و جميلة معلقة لا تعرف لمن هي لدار ابوها ام لدار زوجها الذي يجافيها و يرفض ان يطلقها و لا تدري ما قصده بذلك؟
والدها متعب و ملازم السرير و كأنه لا يحبذ الاستمرار في هذه الحياة و اختار انتظار منيته بكل استسلام و هدوء.
و امها تكتم الاحزان و الجروح كعادتها وتحاول ان تسير عجلة الحياة و تمنحهم الامل و ان الفرج قادم يوما.
سترحل و تترك كلا منهم على هذا الوضع و كأن ساعة الزمن قد توقفت بهم على هذا الحال. و لا تدري ماذا سينتظرها هناك في غربتها و اي ناس ستقابل و اي اخبار ستصلها من القرية ستظل في ترقب لعلها تسمع خبرا يفرحها و يعيد اليها بسمتها.

جهزت حقائب السفر و قررت الذهاب لقضاء اليوم مع اهلها........ مع جميلة لتتكلم معها كثيرا و تعتذر منها على كل شيء لتودع شعلان ربما سيكون الوداع الاخير معه من يدري ماذا تخبأ لها الايام لترتمي بحضن امها الصامدة الطيبة و تستنشق عطرها و تستمد منها القوة والصمود.

خرجت قبل الغروب و اتجهت الى عيادة فوزي الذي كان يقضي كل اليوم بتصفتيها حتى يقفلها و يسلمها الى زميل له لتخبره انها تفضل البقاء مع اهلها هذه الليلة .

و هي تسير في الشارع تطلعت بسيارة تسير باتجاهها و تملكها القلق و هي تراقبها تقترب منها انهم من ال مالك !
فجأة توقفت السيارة قربها ....... ابتلعت ريقها عندما نزل منها رجلان و قالت بفزع: "ماذاهناك؟.......... ماذا تريدون مني؟"

جذبها احدهما من ذراعها و عندما صرخت اغلق فمها بيده و و ادخلاها السيارة بالقوة ........و هي تقاوم بكل قوتها و تصرخ وضع احدهم منديل على انفها و لم تعد تعي شيء بعد ذلك.

[هند صابر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 31 ( الأعضاء 23 والزوار 8) ‏قمر الليالى44, ‏somar, ‏najla1982, ‏زنب سرور, ‏مزيونة3000, ‏سمراء الجنوب, ‏braa, ‏مذكرات, ‏tntn2020, ‏belladone, ‏ريري البرنسيسة, ‏nor sy, ‏soumi, ‏sakora chan, ‏alzeer78, ‏الدرة المكنونة, ‏soma samsoma, ‏رنووومة, ‏لوووكة, ‏maryam hassan, ‏مِــزاجـِـيَّة

يا هلا و غلا بالغالين

شكرا لتجمعكم و اليكم الفصل الجديد مع حبي و اعتزازي

[قمر الليالى44]

قفلة شريرة يا هند
سعاد اتخطفت يا ناس
يا ترى مين اللى خطفها ؟
هل هم من رجال مالك ؟
ومن اللى امرهم بخطفها ؟؟؟؟؟
كادت تسافر مع زوجها فوزى الذى يعشقها
جميلة ما زالت على حالها رغم تجاهل زوجها يحيى لها
حقير انت يا يحيى
عفاف ما زالت غبية لتصدق مجاهد
اشو صار لداغر ؟؟؟؟؟؟؟
وسعاد ما مصيرها ؟؟؟؟؟
يعيطكى العافية يا هند
وبانتظار الفصل القادم

[قمر الليالى44]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 33 ( الأعضاء 23 والزوار 10) ‏قمر الليالى44, ‏سمراء الجنوب, ‏tntn2020, ‏braa, ‏مزيونة3000, ‏samome, ‏محمد الناصري, ‏roro.rona, ‏najla1982, ‏مذكرات, ‏belladone, ‏ريري البرنسيسة, ‏Nor sy, ‏soumi, ‏sakora chan, ‏Alzeer78, ‏الدرة المكنونة, ‏soma samsoma, ‏رنووومة, ‏لوووكة

[هند صابر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمراء الجنوب

اشي يعبر عن حالة داغر الا ابيات من قصيدة حسن المرواني :
معذوره أنت إن أجهضت لي أملي

لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي

أضعت في عرض الصحراء قافلتي

فمضيت أبحث في عينيك عن ذاتي

وجئت أحضانك الخضراء منتشيا

كالطفل أحمل أحلامي البريئات
أصيح والسيف مزروع في خاصرتي

والقدر حطم آمالي العريضات

هل ينمحي طيفك السحري من خلدي؟[/color][/b][/size][/font]
[font="arial black"][b][color="navy"]والف سلامة علي بنوتك الحلوة

احسنت عزيزتي سمراء فعلا كلمات مناسبة احييك و اشكرك

[هند صابر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 33 ( الأعضاء 23 والزوار 10) ‏قمر الليالى44, ‏سمراء الجنوب, ‏tntn2020, ‏braa, ‏مزيونة3000, ‏samome, ‏محمد الناصري, ‏roro.rona, ‏najla1982, ‏مذكرات, ‏belladone, ‏ريري البرنسيسة, ‏nor sy, ‏soumi, ‏sakora chan, ‏alzeer78, ‏الدرة المكنونة, ‏soma samsoma, ‏رنووومة, ‏لوووكة

مشكورين و اهلا و سهلا بكم دائما

[هند صابر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44

قفلة شريرة يا هند
سعاد اتخطفت يا ناس
يا ترى مين اللى خطفها ؟
هل هم من رجال مالك ؟
ومن اللى امرهم بخطفها ؟؟؟؟؟
كادت تسافر مع زوجها فوزى الذى يعشقها
جميلة ما زالت على حالها رغم تجاهل زوجها يحيى لها
حقير انت يا يحيى
عفاف ما زالت غبية لتصدق مجاهد
اشو صار لداغر ؟؟؟؟؟؟؟
وسعاد ما مصيرها ؟؟؟؟؟
يعيطكى العافية يا هند
وبانتظار الفصل القادم

شكرا ياقمر على التعليق الحلو
من الذي خطف سعاد؟............ من الذي له مصلحة بخطفها هذا ما سنتعرف عليه في الفصول القادمة اتمنى ان تتابعيني حبيبتي و تنوريني كعادتك
تحياتي و تقديري