آخر 10 مشاركات
روايه بين مد وجزر بقلم ... إيمان مارش (الكاتـب : الاسود المغرمه - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          10 - أمرأة من دخان - راشيل ليندساى (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          مؤلفات و كتب نيكولاس سباركس (الكاتـب : بندر - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          جاك...كارا (114) للكاتبة: Lynn Raye Harris (ج5 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي (1) سلسلة قلوب موشومة (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-15, 02:33 PM   #1

Hebat Allah

مشرفة منتدى البرامج والحاسوب ومصممه في الروايات والقصص المنقولة وكاتب فلفل حار و فراشة متالقة بالقسم الازياء وشاعرة متألقة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Hebat Allah

? العضوٌ??? » 275242
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,334
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Libya
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Hebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك carton
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
أنا شخص لذاتي أكتب عن نفسي وعن حياتي .. لا أكتب لصديق خان ولا لحبيب ليس له في القلب مكان ..هبوش
?? ??? ~
My Mms ~
Cool 1034 -التظاهر _ بتانى كامبل _ روايات دار نحاس (كتابة/كاملة)**


1034 ــــ الـــتـــظــاهــــــر


بـــتـــانـــــى كــــامبـــــل


روايات دار نحاس

الأسم الأصــــلـــــى Only Make-Believe


تـــــــاريـــــخ الــنــــشـــر 1992

الــــمـــــلــــخــــص
"لتحب و تحترم......"

تركزت نظرة الكاهن على فيكى! و أخذت إنطباعاً باهتاً فى أنه سألها أن تتعهد بالحب و احترام الرجل الواقف إلى جانبها.

أومأت برأسها و هى تشعر بعدم إستطاعتها الكلام.

شد جيل على يدها. "أجل أتعهد." أستطاعت أخيراً أن تقول. و من مكان ما زعق طاووس. و أخر صرخ رداً عليه.

راقبت فيكى جيل و هو يدس فى إصبعها خاتماً رائعاً من الماس و البلاتين.

شدتها لوريتا من كم ثوبها و قدمت لها خاتماً آخر من البلاتين.... خاتم رجالى, أخذته فيكى بحذر و دسته بعناية فى إصبع جيل.

أعلن الكاهن زواجهما و أمسكت فيكى أنفاسها بشدة.

رفع جيل الحجاب عن وجهها و قال بصوت خافت و متوتر: "فيكى, هناك شئ واحد خطأ فى هذا الزفاف, هو أنه ليس حقيقياً...."
روابط التحميل
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 27-12-15 الساعة 03:18 PM
Hebat Allah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-11-15, 02:34 PM   #2

Hebat Allah

مشرفة منتدى البرامج والحاسوب ومصممه في الروايات والقصص المنقولة وكاتب فلفل حار و فراشة متالقة بالقسم الازياء وشاعرة متألقة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Hebat Allah

? العضوٌ??? » 275242
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,334
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Libya
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Hebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك carton
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
أنا شخص لذاتي أكتب عن نفسي وعن حياتي .. لا أكتب لصديق خان ولا لحبيب ليس له في القلب مكان ..هبوش
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مــــــقـــــــدمــــــــ ــــة
كانت العروس تتظاهر.
و كان العريس يتظاهر, أيضاً.
حفلة الزفاف كانت حقيقية.... للمرة الثانية!
لم ترغب فيكى فى الواقع, فى أن تتقمص
شخصية كاريسا, أحدى أشهر النساء فى العالم,
و تحل مكانها فى حفل زفاف اجتماعى, مزيف.
و لكنها ستستمر فى هذه المهزلة و تتزوج جيل ديسباين,
الرجل الذى يدعى أنه خطيب كاريسا, إذا كانت نتيجة ذلك
الإستغناء عن الملهى الوضع الذى أجبرت على أعتباره
منزلها. أخيراً, تستطيع فيكى أن تبدأ حياة جديدة بالمبلغ
الذى كانت كاريسا مستعدة لدفعه.
قد تخدع مراسم حفل الزفاف الراقى رجال الصحافة
و المصورين المترصدين للمشاهير و تحول إنتباههم عن
زفاف كاريسا الحقيقى, و لكن, هل بإستطاعة فيكى نفسها
الإدعاء بأن انجذابها المتزايد إلى جيل هو التظاهر فقط؟ أم أن ما يجرى الآن هو مقدمة للزفاف حقيقى؟


Hebat Allah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-11-15, 02:37 PM   #3

Hebat Allah

مشرفة منتدى البرامج والحاسوب ومصممه في الروايات والقصص المنقولة وكاتب فلفل حار و فراشة متالقة بالقسم الازياء وشاعرة متألقة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Hebat Allah

? العضوٌ??? » 275242
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,334
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Libya
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Hebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك carton
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
أنا شخص لذاتي أكتب عن نفسي وعن حياتي .. لا أكتب لصديق خان ولا لحبيب ليس له في القلب مكان ..هبوش
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأول
كان الرجل الذى دخل إلى الكواليس يبدو من النوع الغريب. ذكر فيكى بقزم متنكر فى ثياب رجل أعمال من منهاتن, و على الرغم من حجمه, فقد كان يبدو عليه الثراء و الأهمية.
لم تكن فيكى تسمح له بالدخول إلى غرفة ملابسها. لكن إيفلين, التى كانت تملك نصف النادى, قد أوصلته بنفسها.
كانت إيفلين تحمى موظفينها بضراوةو على الرغم من ذلك, فقد كان القلق بادياً على وجهها.

اعلن الرجل بصوت نسائى أنه محامى و يدعى لاسلو روتش. كانت فيكى ما تزال جالسة أمام المرآة, بتبرجها الكامل مرتدية زيها. و من دون أن يُطلب منه ذلك, سحب الكرسى الوحيد فى الغرفة و جلس على طرفه. لا تكاد تلمس الأطراف الملمعة لحذائه الغالى الثمن ....... الأرض.
طلب من إيفلين بإلحاح أن تغادر الغرفة حتى يتمكن من التحدث إلى فيكى, فأمتثلت هذه للطلب و إستدارت فى كرسيها المتحرك و ما زالت تلك التعابير القلقة تلازم وجهها.
كانت فيكى مرتبكة لكنها كانت قد حزرت ثلاثة أشياء بشأن هذا الرجل القصير,
أولاً, أنه ثرى, ثانياً, لا يملك روح الدعابة, و ثالثاً, مهما ظن بها فهو مخطئ. بإمكان المظاهر أن تكون مخيبة للآمال و خاصة مظهر فيكى, لقد كانت امرأة شابة ذات أسرار, وكانت تحافظ عليها جداً. فى تلك اللحظة بدت له امرأة ثرية و جميلة, مثقلة بالمجوهرات, التى كانت فى الواقع, مزيفة. كان ماضيها معقداً, و كل ما كانت تريده, فى الواقع, مستقبل بسيط. لم تفكر أبداً فى الحصول على الشهرة.
لكن فيكى تساءلت عما قد يريده هذا المحامى منها. لم تكن إيفلين لتسمح له بالدخول إلى الكواليس لو لم تتأكد من أن أفكاره محترمة. كانت إيفلين و هى الأكبر سناً قد وعدت فيكى بأن تهتم بها, و قد قامت بذلك على أجمل وجه.
لكن لاسلو روتش يناهز الخمسين من عمره, أقصر و أكثر نحافة من فيكى. كان يرتدى معطفاً ثميناً من الكشمير و لم يخلعه. مع أنه بدا دافئاً جداً فى غرفة الملابس المكتظة, إلا أن عينيه , عندما نظر إلى فيكى, كانتا باردتين.
صوته النسائى الحاد كان أيضاً بارداً. "عندى عرض لكِ. قانونى صرف. بإستطاعتى تحقيق أكبر أحلامك. إننى أعنى ما أقول. أكبر أحلامك."
تساءلت فيكى, أى نوع من الرجال هو؟ لماذا أحضرته إيفلين إلى هنا؟
هزت فيكى رأسها و أبتسمت إبتسامة باردة. مهما كان الذى يريده, فهو لم يمسها بأى سوء. و كانت فيكى تريد أن تعلم ماذا تفعل الأحلام الكبيرة بأصحابها. كانت أحلامها صغيرة و هى تنوى الحفاظ عليها كما هى. كانت تؤمن أن تلك الطريقة هى الوحيدة للعيش بأمان.
كانت قد عاشت مع عمتها, رواندا, لسنوات طويلة, من المال القليل الذى تجنيه من عملها فى الإستعراض, و كانت تلك الحياة الوحيدة التى عرفتها فيكى. أحبت روندا هذه الحياة على عكس فيكى التى لم تحبها و ما زالت تكرهها حتى الآن.
أملت روندا طوال حياتها فى أن تصبح ذات شهرة. أما طموح فيكى الوحيد فقد كان أن لا تمثل إلا نفسها...و لا شئ آخر.
كانت حياتها بعيدة جداً عن الحياة العادية, و كانت تمضى ست ليال فى التمثيل كل أسبوع متقمصة شخصيات أناس أغنياء جعلوا من نفسهم أشخاص مهمين.
كانت فيكى, كما كانت روندا من قبلها, مشخصة محترفة بنادى غرينويتش الليالى الخاص بــ إيفلين.
بعد موت روندا قررت إيفلين بصحبة كلبها البولدوغ أن تهتم بــ فيكى. كيف أستطاع لاسلو روتش المرور عبر ذلك الحارس المتوحش؟
حولت فيكى انتباهها نحو المرآة, إنه ما زال ينظر إليها ببرود. و كانت تفك عقدها عندما كلمها.
"أريدك أن تذهبى إلى لاس فيغاس, و تزعمى أنك كاريسا و تتزوجى."
لم يرف له جفن و هو يقدم عرضه, ثم أخرج محفظة ذهبية من جيب معطفه و اعطاها بطاقة محفورة. لم تقم بأية حركة سوى أنها ألقت نظرة عليها.
و قال لها: "أنا الممثل القانونى لـ كاريسا. أريدك أن تذهبى إلى لاس فيغاس و تمثلى دور كاريسا و تتزوجى."
لم تكد فيكى تفقه ما قاله الرجل و صوت عمتها يعود إلى ذاكرتها من أعماق الماضى: أوهـ, يا فيكى, الحياة تمرّ و الكل يريد التقاط الحلقة الذهبية فإذا وصلت يوماً إلى متناول يدك فالتقطيها. من يعلم؟ قد تلتقطين معها آمال قلبك.
لم تكن فيكى تعلم ما ينبغى أن تفعل. هل تعتبر ذلك الصوت تشجيعاً أم تحذيراً. لذلك, حملقت بــ روتش متظاهرة بأنها لم تشعر إلا بالتسلية.
حملق بها روتش بالمقابل بعينين رماديتين. كان ينتظر جوابها بفارغ الصبر.
ضحكت ضحكة عالية غير متناسبة مع زيها و تبرجها. و قالت له:
"هذا سخيف. إنك تختلق كل هذا."
لم تظهر أية أبتسامة على وجه روتش. "كلا, أنه حقيقى, إنها مسألة أمنية, و يريدك حراس كاريسا أن تكونى فى فيغاس, و تزعمى بأنك هى و تتزوجى."
"أتزوج؟" ضحكت فيكى مجدداً. "أزعم بأنى كاريسا؟ ما الخطب؟ هل تجنى كاريسا هذا القدر من المال لدرجة أنه ليس لديها الوقت للقيام بذلك بنفسها؟"
كانت قادرة على تقليد كاريسا بكل سهولة. كانت تشبهها فى المرآة فقط. لأن ذلك كان عملها. كانت لا ترتدى زى كاريسا, و متبرجة مثلها. و كان شعرها ما زال مصففاً بالطريقة نفسها التى اشتهرت بها كاريسا.
"ليس زواجاً حقيقياً طبعاً. لا تتضحكى, فأننى جاد. لدى كاريسا أفضل رجال الآمن, و قد فكروا
كثيراً فى الموضوع. المطلوب هو أن تتظاهرى بأنك هى نفسها و تتزوجى و تبعدى الصحافة عنها. أنت طعم."
"و من الذى سأزعم أننى سأتزوجه؟ كيفن شاندلر كما يقول كاتب الشائعات؟
فقال المحامى القصير من دون أن يبتسم: "بالضبط."
ضحكت فيكى مجدداً. كان كيفن شاندلر, نجم الفيلم, مشهوراً جداً مثل كاريسا.
رجل طويل القامة, ذو عينين زرقاوين قادم من أوستراليا. كان قد حقق نجاحاً سريعاً فى الولايات المتحدة و قد كتبت عنه إحدى المجلات أنه الرجل الأكثر إثارة فى العالم.
قالت فيكى بسخرية: "حسناً أتزوج كيفن شاندلر كل ذلك فى يوم عامل كامل."
و هزت رأسها, يبدو أن إيفلين قد أدخلت هذا الرجل إلى الكواليس من باب المزاح مع أن روتش كان يبدو هادئاً جداً إلا أنا ما قاله كان جنوناً.
و قال: "ليس كيفن شاندلر. كاريسا تقوم بذلك سراً, بعيداً عن فيغاس. عملك هو أن يراك الناس مع شخص يمثل دور شاندلر. ليكن هناك حفل زفاف. أجعلى الأمر يبدو حقيقياً. أبعدى الانتباه عنها و عن شاندلر."
ابتسمت له فيكى بتردد. "شخص يلعب دور شاندلر؟ لا أحد يمكنه ذلك, إنه أدونيس."
بقى وجه روتش متحجراً. "لقد فعلها ذلك الشاب قبلاً و يمكنه فعلها ثانية......عن بعد. إنه بديله. إنه رجل مغامر."
فقالت فيكى ساخرة: "رجل مغامر. إن الموضوع يتقدم نحو الأفضل."
تجاهل روتش تعابير وجهها. "الأمر بسيط... هو و أنت تعملان كطعم. لإلهاء الصحافة, بعيداً عن كاريسا و شاندلر. لا تسمحا لهم برؤيتكما عن كثب.... فقط نظرة من هنا و نظرة من هناك. إلى أن يشعروا بالخبل , خلال عيد الشكر سيتزوج شاندلر و كاريسا. كل مصاريفك مدفوعة....... سوف تعيشين كملكة. و سوف ندفع لك راتباً قدره عشرة آلاف دولار."
أختفت الابتسامة بسرعة عن وجه فيكى. هل قال فعلاً عشرة آلاف دولار؟
شعرت بدوار و بآلم فى معدتها و التقطت البطاقة و قرأتها بإمعان. الكلمات التى رقصت أمام عينيها جعلتها تشعر بدوار أكبر.
فهمت فيكى فجأة لماذا سمحت إيفلين للرجل بالدخول وراء الكواليس. كان عنده قدرة على تقديم مبلغ كبير من المال....... مبلغ غير معقول..... عشرة آلاف دولار.
و قال روتش بخبث: "لن تضحكى الآن, أليس كذلك؟ المال يتكلم صح؟"
قالت بهدوء أكثر مما تشعر: "ربما لا." استدارت فيكى نحو المرآة مذهولة: "إنه ربما يتكلم." و خلعت قرطيها اللامعين.
"لقد شرحت كل شئ لمديرة أعمالك." فقال روتش و هو يراقبها باهتمام: "إنها تفهم أن ذلك قانونى...... و مربح جداً. و لقد وافقت."
هزت فيكى رأسها بطرقة ميكانيكية. لم تكن إيفلين مديرة أعمالها بمعنى الكلمة, و لكنها ككانت تهتم بها منذ وفاة عمتها روندا. ليس من المستغرب أن تبدو علامات الاستغراب على وجه إيفلين فقد ككانت تعلم ما كان سيقوله روتش.
تحت رداء فيكى المزين بالأحجار الملونة, كان يخفق قلب بسرعة جنونية. كانت العشرة آلاف دولار كفيلة بجعلها تترك عمل الإستعراض . كان باستطاعة العشرة آلاف دولار فتح باب على حياة جديدة لها.... أو حتى لـ إيفلين إذا قبلت تلك العنيدة.
.........
عشرة آلاف دولار...... إنها ثروة, لكن كان باستطاعة كاريسا دفعها. فقد كانت تجنى الملايين من الدولارات. لقد أصبحت أسطورة خلال الأعوام العشرة الأخيرة.
كان وجه كاريسا يظهر على أغلفة أكثر من نصف المجلات عند بائعى الجرائد. كان الباعة يصرخون باسمها من دون توقف و مع ذلك بدا و كأنها لا تكتفى, لقد أصبحت الممثلة الشقراء بعد مارلين مونرو.
قال روتش: "لقد أختارتك كاريسا بنفسها من خلال الصور. سوف يعطى ذلك دفعاً قوياً لمهنتك, يجب أن تتشرفى بذلك."
انتزعت فيكى الملاقط من شعرها و تركته ينسدل على كتفيها. لم تشأ أن تبدو متلهفة للموضوع, لسبب واحد و هو أن العرض ما زال يبدو غريباً.
"لا أنوى أن أجعل من ذها مهنتى." قالت ذلك و هى تربط شعرها إلى الوراء. كانت شقراء الشعر و ذات عينين زرقاوين, كعينى كاريسيا, لكن من دون التبرج و الزى يزول الشبه لقد كانت تعابير فيكى الطبيعية جميلة و حساسة.
منذ ثلاث سنوات عندما كانت ما تزال فى الثامنة عشرة من عمرها شقت فيكى طريها كمشخصة فى هذا النادى الليلى الذى يدعى ميريجس. كان الممثلون فى النادى يؤدون أدوار أشخاص مشهورين مثل ألفيس برسلى, باربرا سترايسند, مايكل جاكسون, ديانا روس, جانيت جاكسون. و لقد تدرت فيكى على هذا العمل من خلال مراقبة رواندا, التى كانت تقلد كلا من كاريسا و مارلين مونرو.
لم تكن تحب هذا العمل, لكنها كانت تعلم أنها محظوظة لأن إيفلين قبلت بها عندها. كان هذا العمل يدر عليها مالاً أكثر من أى عمل آخر قد تقوم به و كانت فيكى توفره.
قال روتش: "لن يكلفك ذلك سوى أيام معدوددات, فكرى بالأمر. كم يلزم من الوقت لتوفير عشرة آلاف دولار... الأمر واضح... و أنت تعملين فى مثل هذا المكان؟"
تشنجت فيكى مرة أخرى. بدا الرقم غير معقول, لكنها أحست فجأة بأنها لا تريد خداع العالم لتكسب المال. بدت الفكرة غريبة, أو حتى مخيفة.
قالت باهتمام مزيف: "أسمع, هل تظن أنه أمر مسل أن تزعم أنك شخص آخر؟ و خاصة كاريسا؟ إنه لمن الصعب تشخيصها. أستطيع أن أفعل ذلك على المسرح.... عندما يعلم الجمهور أن ذلك وهم. و لكن أنها فى الواقع أربعة و عشرون ساعة فى النهار؟ إنك لا تدرى صعوبة ما تطلب."
فقال روتش موضحاً: "لا, أسمعينى أنت. إنها مهمة سهلة تطرين إلى لاس فيغاس فى طائرة كاريسا الخاصة. سوف ترتدين معطفها الفرو. حتى أنك ستضعين نسخاً عن مجوهراتها."
"أوهـ........" قالت فيكى و هى تنتزع سوارها الرخيص: "نسخ عن مجزاهراتها. أظن أن شخصاً مثلى لا يؤتمن على المجوهرات الأصلية."
عبس روتش: "لا تكونى كثيرة الكلام, كاريسا نفسها لا تضع مجوهراتها الأصلية, إنها غالية جداً و لا يمكن وضعها إلا فى سرداب."
"كم يتألم المشاهير و الأغنياء."
استدارت نحو المرآة. وضعت منشفة على كتفيها و بدأت بأزالة الزينة عن وجها. كانت تتمنى لو كانت قد أستبدلت ملابسها لكن بوجود هذا الرجل لم يفسح لها مجال لتقوم بذلك.
قررت فيكى أن تبقى أهدابها المستعارة و الكحل فى عينيها فى الوقت الحاضر. لم تكن تحب أن يراها أحد من دون بعض الزينة على وجهها. كانت الأهداب حاجزاً يبقيها بعيداً عن روتش: "الأغنياء و المشاهير يتألمون. إنهم يتألمون من الحاجة إلى الأنفراد بأنفسهم. تريد كاريسا أن تتزوج , أنما لا تريد أن يصبح هذا الزواج سبباً لتدخل الصحافة فى شئونها........."
طزواجها الآخير؟ فكرت فيكى بذلك بإزدراءلكنها لم تقل شيئاً.
عدل روتش من جلسته على طرف الكرسى. "الزواج مقدس." قال و هو يبدو محقاً أكثر منه فى أى وفت. "سوف تحاول وسائل الأعلام أستغلال هذا الوقت المقدس جداً, الشخصى جداً و الخاص جداً. بالنسبة لـ كاريسا, أنها أنسانة مثلنا, نريد أن تتزوج فى منزل ذويها..... بهدوء ......مع عائلتها حولها, خلال عيد الشكر و على الصحافة أن تبتعد. إننى أقدم لك فرصة مساعدة أنسان آخر..... و الحصول على عشرة آلاف دولار."
حاولت فيكى جاهدة إبقاء تنفسها ثابتاً و تعابيرها سلبية. هل عليها القيام بذلك؟ و بكلمة أخرى, هل هى قادرة على القيام بذلك؟
و قال روتش متمتماً: "عشرة آلاف هى فدية ملك. و ما هو عيد الشكر؟ لست لديك عائلة. لا أحد يمكننا التحدث عنه. أنا أعلم. لقد تحققت من ذلك مع مديرة أعمالك. أنه ليس أكثر من إفاتة عشاء عند الجدة مع كل أفراد الأسرة."
تضايقت فيكى و شدت يديها حول المنشفة. توقفت قليلاً ثم تابعت إزالة زينتها. "ماذا قالت عن عائلتى؟" سألته بإصرار.
"قالت ليس لديك أحد."
غصت فيكى بريقها و نظفت أخر جزء من وجهها ما عدا ما حول العينين. لقد كانت حديثة السن بالنسبة لتمثيل دور كاريسا, كانت فى الحادية و العشرين, أى أصغر من كاريسا بثلاثة عشرة سنة.
"ليس لديك أحد." قال روتش بدون رقة وهو ينظر حوله, فى غرفة الملابس, بإزدراء و إشمئزاز. "فى رأيى, ليس عندك ما يستحق شكرك عليه.."
"لم أسألك." تناولت بتوتر زجاجة مرطب لإزالة المتبقى على وجهها.
كان صحيحاً أنه لم يكن لديها عائلة بعد موت روندا. كانت شقتها هى بيتها الوحيد, و هى عبارة عن غرفتين صغيرتين فوق النادى الليلى, فوق شقة إيفلين.
أما بالنسبة لعيد الشكر, فهو لا يعنى شيئاً لـ فيكى, لا شئ سوى الألم و الفراغ. كانت روندا قد توفيت خلال فترة الأعياد, و إيفلين التى كانت تكره الأعياد, لم تحتفل بأية منها بعد ذلك.
و سألها روتش: "لِمَ المقاومة إذن؟ لن تحصلى أبداً على عيد شكر آخر كهذا. إننا نتكلم عن الشقة التى فوق على سطح بناية فندق كزانادو, مرتع الرفاهية. عليك أن تدفعى أنت لى لذلك و ليس العكس."
رمت فيكى قطعة القماش التى نظفت بها وجهها فى سلة المهملات. كلما فكرت فى عرض روتش, إزداد توتر أعاصبها. بدا روتش و كأنه عفريت صغير جاء ليقضى على طمأنينة روحها.
قالت: "لست أدرى قد أخسر بعض العمل هنا. قد أخسر راتبين. قد أعرض عملى للخطر. ليست إيفلين المالكة الوححيدة. على أن أسعد أناساً آخرين, أيضاً."
"لقد تحدثت إلى إيفلين." قال روتش و هو يضع فى فمه سيجاراً صغيراً. "سوف أكلم كل المعنيين بالموضوع. أنا أضمن شخصياً سلامة عملك. سوف أهتم شخصياً بأنلا تخسرى قرشاً واحداً. كاريسا امرأة ذت سلطة. لذلك أستطيع ضمان هذه الأشياء..... علاوة على ذلك, يمكنك تسمية المكان الذى تودين العمل فيه بعد هذا المكان......القذر."
تظاهرت فيكى بأنها غير متأثرة بالموضوع, و علت وجهها ابتسامة تفكير كان عليها أن تبقى المال فى أعتبارها دائماً. طبعاً كانت عندها وعود يجب أن تفى بها. إلا أن عرض روتش قد أغراها.
أشعل سيجارة و نظر إلى إنعكاس وجهها فى المرآة. ثم قال من دون لباقة: "أتعلمين. أنك من دون الشعر المستعار و التبرج تبدين أكبر سناً بثمانية سنوات. هذا إذا لم نذكر العينين, و إلا فإنك تبدين فى المائة, لا عجب أنك تستطيعين تمثيل دورها."
فقالت فيكى بعناد و هى تمسح الطلاء القرمزى عن أظافرها: "ليس عندى نية فى العيش مع رجل المغامرات خلال فترة عيد الشكر. رجال المخاطر ليسوا سليمى العقل. إنهم يلقون بأنفسهم من أعلى المنحدرات و يمشون فى النار. أفضل البقاء فى المنزل."
و تنهد روتش. "غير راضية, يا صغيرة, و رفع بإصبعه يوجهه نحو صورتها فى المرآة, أنت تفقديننى صبرى, هناك المئات من الممثلات فى المدينة, ماذا جرى؟ هل أنت خائفة؟"
أبقت فيكى وجهها خالياً من التعبير و أخذت نفساً عميقاً. لم تكن تريد أن يغادر روتش الغرفة و يأخذ عرضه معه تاركاً وراءه دخان سيجاره. يقول الناس إن المال ليس هو الجواب للمشاكل, لكنهم لم يعلموا أن بإمكانه أن يحل عدد كبير منها. و أن بإمكانه حل مشاكلها هى أيضاً.
و للمرة الثانية سمعت صدى صوت روندا يتردد. إذا وصلت الحلقة الحلقة الذهبية يوماً إلى متناول يدك, عليك إلتقاطها. و من يدرى؟ قد تلتقطين معها آمال قلبك.
لكن القسم المتشكك من عقل فيكى جعلها تتريث. "قد يكون ثمة خطر عليها من وراء ذلك."
و قالت و قد توقفت عن الأبتسام: "بعض مناصرى كاريسا عنيفون, أعلم أنها تتلقى تهديدات. هناك بعض الناس الذين لا يرغبون فى رؤيتها تتزوج من كيفن شاندلر. بعض الغرباء الحقودين قد يحاولون منع هذا الزواج."
قام روتش بحركة سريعة و كأنه يبعد ذبابة عن وجهه. "حسناً, أنها تتلقى تهديدات و لكن, أين المشكلة فى الأمر؟ كل المشاهير يتلقون تهديدات. لن تكونى فى خطر أبداً. سوف تكونين فى حراسة مشددة إلى أبعد الحدود. سوف تحصلين على أفضل حماية ممكنة."
فقالت فيكى بوعى أكبر من قبل: "كلا, سوف أحصل على ثأنى أفضل حراسة ممكنة.......سوف تحصل هى على الأفضل. زيجات المشاعير تثير الأسوأ فى الناس."
فقال بنعوم: "لهذا السبب بالذات, نحن بحاجة إليك, إذا كنت عصبية, فالمال علاج رائع للأعصاب. سوف أعطيك أثنتى عشر ألف دولار. و هذا آخر عرض لدى, النهاية."
أثنا عشرة ألف دولار, فكرت فيكى. كان ذلك مبلغاً يصعب تصوره.
لماذا الخوف من أنصار كاريسا أو شاندلر؟ إنها ليست ضعيفة و بأستطاعتها الأهتمام بنفسها. حتى النهاية. حتى تهتم بنفسها و بروندا. ألم تفعل ذلك؟ كانت بحاجة إلى المزيدد من التعلم, هذا صحيح, لكنها كانت قد تعلمت من الحياة.
كان روتش على حق: فلتمثل دور كاريسا, كانت بحاجة إلى رجال أمن حقيقين حولها....... حتى تجعل التمثيل متقناً. قد تكون بأمان أكثر فى فيغاس, منتحلة شخصية كاريسا, مما هى عليه الآن فى نيو يوركــ بشخصها المتواضع.
كان الخطر قليلاً و الربح كبيراً... المال للبدء بحياة جديدة.... حياة أفضل. قد تلتقطين معها آمال قلبك.
توقفت برهة, ثم نظرت إلى روتش و هزت رأسها موافقة, و قلبها يخفق بفرح: "إثنا عشر ألف دولار."
و بوجه خالى من التعبير, مد يده إلى جيبه و أخرج كدسة أوراق: "معى هنا عقداً, سوف أكتب المبلغ, و توقعينه أنت. لا حاجة للقول أن السرية هى من أهم الشروط. مديرتك و أنت لا تخبرا أحداً أى شئ, لا أحد....... أو يُلغى الأتفاق مفهوم؟"
ذُهلت فيكى من الطباعة الأنيقة على الورقة, و تسارعت خفقات قلبها. "لن أوقع أى شئ الآن, ليس من دون........من دون مراجعته."
عبس روتش. "حسناً, راجعيه, سوف أنتظر." ثم عقد ذراعيه.
ترددت فيكى. "كلا." قالت فى النهاية بصرامة مفاجئة.
"اشعر بأن على الإسراع و أنت تحملق بى هكذا, أنا.... أحياناً تكون العقود خداعة, أريد أن أفهم كل كلمة, و أريد أن ترأه إيفلين أيضاً."
هز كتفيه بإنزعاج. "حسناً, خذيه معك إلى المنزل اليوم, لكننى أعنى ما اقول...... السرية التامة. إذا تسرب هذا إلى الصحافة, سوف يكون لذلك تأثير كبير.
سوف تدفعان الثمن....أنتما الإثنتان. صدقينى, عند كاريسا القدرة على جعلكما تدفعان الثمن."
فقالت فيكى بابتسامة باردة: "إننا غير مؤذيتين. فليس لك أن تهددنا."
"انتظر الجواب عند الظهر." تمتم روتش. "هل تعرفين مطعم الدجاج المشوى الشمالى قرب راديو سيتى ميوزك هول؟"
هزت فيكى رأسها بالإيجاب.
"قفى خارجاً, سوف أقلك من هناك."
فتح العقد ثم رفع غطاء قلمه الحبر و بدأ بكتابة المبلغ. اثنتا عشرة دولار. فكرت فيكى و هى تحس بالدوار. كان يقدم لها مفاتيح المستقبل الذى طالما حلمت به. على الرغم من تحفظها فقد كان عقلها يدور بسعادة. و كان دمها يجرى حاراً فى عروقها. اثنا عشرة ألف دولار.
وقف روتش و تقد من طاولة الزينة و وضع الأوراق أمامها.
"سوف تكونين مجنونة إذا لم توقعى يا صغيرتى." قائلاً بصوت أجش: "سوف تذهبين إلى فيغاس مجاناً و تعيشين كالأميرة لخمسة أيام. و تصبحين عروس أدونيس."
حملقت فيكى بالطباعة على العقد من دون أن تراها. اثنا عشرة ألف دولار. هذه ثروة.
حاولت تجاهل الألم فى معدتها. فعلت كما تفعل دائماً عندما تكون متوترة. أخفت شعورها و ضحكت. "من المؤسف حقاً أن يكون الأمر مجرد تظاهر."


Hebat Allah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-11-15, 02:40 PM   #4

Hebat Allah

مشرفة منتدى البرامج والحاسوب ومصممه في الروايات والقصص المنقولة وكاتب فلفل حار و فراشة متالقة بالقسم الازياء وشاعرة متألقة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Hebat Allah

? العضوٌ??? » 275242
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,334
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Libya
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Hebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك carton
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
أنا شخص لذاتي أكتب عن نفسي وعن حياتي .. لا أكتب لصديق خان ولا لحبيب ليس له في القلب مكان ..هبوش
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثانى

سطع نور النيون عبر النافذة, إنما لا فيكى و لا إيفلين لاحظتا ذلك لأنهما كانتا معتادتين على رؤيته طوال الليل, قالت إيفلين و هى تنظر إلى فيكى عبر دخان السيجارة: "أنا قلقة بشأن موضوع رجل المغامرات هذا, يبدو و كأنك ستعيشين معه."

قالت فيكى: "أتمنى لو تقلعين عن التدخين. إنه مُضر بصحتك أنسى موضوع رجل المخاطر. أستطيع تدبر أمره. لقد ترعرت هنا, أليس كذلك؟"

نظرت نحو الحائط الرقيق الذى يفصلهما عن النادى.

كانت إيفلين تعيش فى شقة صغيرة ملاصقة للنادى, بينما فيكى كانت تعيش فى شقة أصغر فوق شقة إيفلين.

قالت إيفلين ثم سعلت: "إذا كان عليك الحظ نفسه الذى عندنا أنا و روندا ع الرجال, إذن عليك..."

فأكملت فيكى: "..... أن تبقى بعيدة عنهم." كانت تعرف هذا التحذير عن ظهر قلب, لقد سمعته طوال السنوات الست الأخيرة من حياتها و هو ما زال يتدد إلى ما لا نهاية.

و قالت: "ليس عليك أن تحذرينى فأنا لست مثل رواندا, لا أريد أن يهتم بى رجل. أريد أن أهتم بنفسى."

"آمين." قالت إيفلين بإقتناع تام, و هى تجر كرسيها نحو المطبخ لتسكب لنفسها كوب من القهوة. "كونى دائماً قادرة على الأهتمام بنفسك." ثم تابعت و هى تعود إلى الطاولة: "هذه أفضل نصيحة أستطيع تقديمها لأى كان. هذا....و أبقى بعيدة عن عالم الإستعراض . أتمنى لو أن أحداً أدى إلى بهذه النصيحة, يا إلهى, إننى حقاً أتمنى ذلك."

خلال حديثها عن وجوب أهتمام الإنسان بنفسه, لم تكن إيفلين بخير و كانت فيكى قلقة عليها. لقد أجبرتها نوبة إلتهاب الشرايين على ملازمة الكرسى المتحرك مؤقتاً, بينما الأطباء لا ينفكون ينصحونها بالراحة, و لكن إيفلين التى لم تعرف الراحة فى حياتها لا تعرف كيف ترتاح الآن.

وضعت فيكى كوعها على الطاولة. "مع أثنى عشر ألف دولار, قد أهتم بنفسى جيداً, قد أنهى دراستى , أدفع لدروس الفترة التدربية و كل شئ. أنتقل إلى جيرسى و أعيل نفسى حتى أنهى كل ذلك. يمكنك التوقف عن القلق بشأنى. و بإمكانك بيع حصتك من النادى و التقاعد."

تالقت إيفلين. "انا لا أحتفظ بحصتى فى هذا النادى من أجلك. أنا أحتفظ بها لأننى لا أجد شخص معتوهاً بما فيه الكفاية ليشتريها. لقد قلت لك ألف مرة ....أنت وحدك. تريدين نصيحة منى؟ حسناً. لكن أنا لست مسؤولة عنك....إنك المسؤولة عن نفسك. لا أهتم بك. أنت تهتمين بنفسك." رفعت ذقنها بكبرياء و عيناها المتعبتان تشعان غضباً.

"أعلم, أعلم, أعلم." قالت فيكى و هى تهز كتفيها بقلة صبر. لكنها لم تُخدع. كانت تخشى أن لا تبيع إيفلين حصتها من النادى قبل أن تتأكد من أن فيكى قد استقرت بأمان. كان على فيكى أن ترد لتلك المرأة جميلها, لكن ذلك قد يكلفها كثيراً من المال.

قالت فيكى مغيرة الحديث: :إسمعى قلت إن العقد يبدو واضحاً. لا نقاط ضعف فيه."
شحب وجه غيفلين: "كيف لىّ أن أعلم؟ لست محامية. رجل المخاطر هذا يقلقنى. أن تذهبى و تعيشى لخمسة أيام مع رجل مثله؟ يا إلهى!"

عدلت فيكى من جلستها محاولة الظهور بمظهر المسؤول. "لا تقلقى بشأن رجل المخاطر. ما الذى قد أريده منه؟ قد يكون مليئاً بآثار أسنان التماسيح, و جروح السهام. علاوة على ذلك, ما قد يريده هو منى؟"

"ها هل تنظرين حقاً فى مرآة لسبب غير صبغ وجهك الجميل؟ أنت شابة جميلة. ما قد يريد؟ ها! ما الذى يريدونه كلهم؟"
فقالت فيكى بنفاد صبر: "لن يحصل على أى شئ منى. لقد رأيت الفوضى التى عمت حياة رواندا بسبب الرجال."

"الرجال و عالم الإستعراض." قالت إيفلين بصوتها الذى أبحه التدخين: "مزيج مريع, و من هو رجل المخاطر؟ لا شئ سوى رجل فى عالم الإستعراض. و من أسوأ الأنواع..... لعوب و غير مبالٍ. هؤلاء الرجال يجنون الكثير من المال. لا أريدك أن تجديه رائعاً .... أو ما شابه."

فقالت فيكى: "أرجوك!" دعيك من الأوهام....إنه آخر أهتماماتى. الشئ الأهم هو... هل أستطيع القيام بذلك؟"

تفحصت إيفلين فيكى من خلال الدخان المتصاعد. و بدت عيناها الساخرتان أكثر غرابة من قبل.

فكرت فيكى بحزن: أنها تشيخ, إنها مريضة و تعبة و لن تعترف بذلك. لو أستقيلت بنفسى قد تترك هذا المكان, تخفف من القلق و تتحسن حالها.

و أصرت منتظرة رأى إيفلين, و تشجيعها. "ماذا تظنين, هل أستطيع القيام به؟"

بدت هذه أكثر تعباً و تشاؤماً من ذى قبل, أخذت مجة قوية من سيجارتها. "صغيرتى, إنه عرض خطر....غريب. لن يكون مريحاً. لا أستطيع قول ما يجب عليك عمله. عليك أن تقررى بنفسك."

أرادت فيكى ان تحصل على دعم أقوى. و مع ذلك, فقد أحست و كأن إيفلين ترسل لها رسالة مختلطة.

لا تذهبى. قد يكون ذلك سيئاً لك...إنى قلقة, أذهبى, قد تكون هذه فرصتك الوحيدة. لن أبقى موجودة إلى الأبد للأهتمام بك...إنى قلقة.

و قالت فيكى بثقة لم تشعر بها من قبل: "سوف أقوم به, ما المشكلة.....ما لدى لأخسره؟"

بدت الريبى فى عينى إيفلين. "أنه خيارك, أنت التى....." و بدأت فى السعال.

نهضت فيكى و توجهت نحوها لكن هذه الأخيرة دفعتها بحركة من يدها طالبة كأس ماء. توجهت فيكى نحو الحوض. و هى تعض على شفتيها متذكرة تحذيرات الطبيب.

لكن إيفلين ما زالت تواصل التدخين و العمل القاسى كما و كأنها لا تتعب أبداً. و توقفت هذه عن السعال لكن الدموع الألم ترقرقت فى عينيها.

و تمتمت إيفلين: "كما كنت أقول. إنه خيارك, يا صغيرتى."

و فكرت فيكى. "لا...هذا ليس خيارى لكن علىّ القيام به لنفسى و لأجلك أيضاً."

هزت إيفلين رأسها. "أنا لا أحب فكرة رجل المخاطر هذا." قالت ذلك للمرة المئة.

فقالت فيكى بإصرار: "لا تقلقى بشأنه. من يفكر برجل كهذا؟ إنه يقع على رأسه لكى يكسب معيشته."

دخل شعاع شمس الصباح من النوافذ الشرقية.

وقف جيل ديسباين أمام المرآة فى مقطورة رجل المخاطر التى كان يتقاسمها مع كارفر, الذذى كان تخصصه فى الفروسية. كان جيل يرتدى حذاء الركوب الأسود و سروالاً أزرق يعود إلى فرسان القرن التاسع عشر. وكان عارى الصدر يحاول وضع بعض الأشرطة اللاصقة على جراحه الطولية و حول ضلوعه.

لقد أحدثت حوافر الحصان هذه الجروح عندما حاول القفز به من منحدر عال.

كان جيل قد أخبر فولتون, مخرج اللقطة, أن الحصان بحاجة لرمل حتى تنجح القفزة. لكن المخرج, و خشية أن يمتلئ مكان التصوير بالغبار, و عد جيل بأن يفعل ذلك لكنه لم يف بوعده مما سبب لجيل عدة شقوق طولية فى ضلوعه.

أحس جيل بالرضا بعد ذلك عندما طُرد المخرج و استبدل بآخر.

تمدد كارفر على سريره يقرأ مجلة نسائية. كان هو الثانى بعد جيل بين كل رجال المخاطر فى الموقع, لكن جيل لم يكن يشعر بالألفة نحوه. لم يكن كارفر يخشى شيئاً, كان شاب لا يتعب. سوف يتعرض لبعض الإصابات فى يوم ما. و كان جيل يراهن على ذلك.

أخفض كارفر مجلته و أخذ يراقب جيل و هو يرتدى قميص الضباط ذات اللون الأزرق الداكن. "إذاً, لماذا لا تريد الذهاب إلى رينو خلال عيد الشكر؟ أعرف فتاتى استعراض...أنهما أختان توأمان, تركيس و ترودى. فتاتان جميلتان سوف تعطيانك شيئاً تكون شاكر عليه."

فقال جيل و هو يشد حزامه: "لست مهتماً." كان فى التاسعة و العشرين من عمره, و بكبر كارفر بعشر سنوات تقريباً. طويل القامة قوى العضلات.

كانت شمس الغرب قد أعطته لوناً برونزياً جميلاً حتى فى تشرين الثانى. كان شعره كثيفاً و ذا لون بنىداكنو كان طويلاً منافياً للطراز الحديث و كانت عيناه كما شعره ذات لون بنى داكن. كانت وجنتاه عاليتين و فكه قاسِ و كان فمه بشكله المنحدر يعطى إنطباعاً ساخراً.

كان ترتيب عظامه يشبه كثيراً تركيب عظام شاندلر, حتى أنه كان من السهل عليه تقمص شخصيته عن بعد. كان الأختلاف فى العيون فقد كانت عينا شاندلر زرقاوين بأهداب طويلة, بينما كانت عينا جيل داكنتيت عميقتين. كانت شفتا شاندلر غليظتين مغريتين. بينما كانت شفتا جيل أقل غلظلً و أكثر تهذيباً. لم تكن عنده نواحِ حمالية بل كانت ملامحه تسودها الخشونة.

كان لـ جيل ذاك الزجه الذى قد يفكر أى رجل حذر مرتين قبل إزعاج صاحبه, لكن كارفر لم يكن أبداً حذراً.

و قال كارفر بإصرار: "إذا, لماذا تعود إلى لوس أنجلوس فى الأعياد؟ هل عندك شئ أفضل من عرض التو أمين؟ ما هو؟ هل تخفى شيئاً عنى؟"

فقال جيل: "عمل شخصى" كان كارفر مزعجاً و كانت تلك إحدى سيئاته.

فسأله كارفر و هو يقلب مجلته: "أى نوع من الأعمال الشخصية؟ لا تقل لى أن أحداً سوف يعطيك فرصة فى الأخراج. لا أريد سماع ذلك. يا إلهى, و قد أكره العمل عندك." و هز رأسه و ضحك ضحكة خفيفة. كان جيل معروفاً باتقانه للعمل.

ورد جيل بإقتضاب: "عمل شخصى."

فتح جيل باب المقصورة و خرج إلى حرارة ظهيرة الصحراء. و لسعته أشعة الشمس على وجهه كالصفعة, مجبرة إياه على خفض حافة قبعته, ثم أتجه عبر الرمال الحارقة نحو مقصورة الثياب بينما كان حذاؤه يصدر صريراً خشناً.

لم يُخبر كارفر الحقيقة, لم يخبر أحداً. فقد كان ذلك جزء من الأتفاق. لقد رفض ما عرض عليه من نقود و تصاعد المبلغ حتى الأربعين ألفاً و بقى هو مصراً على الرفض.

و سأله ممثل كيفن شاندلر أخيراً بخيبة أمل: "ما الذى تريده إذن؟" كان أسم الممثل ليفرينغهاوس, و كان قد أتصل مراراً بـ جيل من هوليوود. أعطى ليفرينغهاوس جيل أخيراً الفرصة التى كان ينتظرها. "ما الذى تريده؟ فقد أخبرنى, ما الذى تريده؟"

"أريد اخراج المعركة فى فيلم شاندلر المقبل." كان جيل قد أجاب و فى صوته كثير من الواقعية. "أريد أن أكون مسؤولاً عن الوحدة الثانية, وحدة المعركة."

فقال ليفرينغهاوس معترضاً: "لا يمكنك ذلك, يريدك شاندلر أن تكون بديله....و لا أحد غيرك. إنك تجعله يبدو جيداً. لا يمكنك أن تقوم بالحركات الخطرة و الأخراج فى الوقت نفسه."

فأجاب جيل: "ليس على القيام بأية واحدة من حركاته الخطرة, عند هذا العمل.... أواصل عملى معه أو من دونه."

"اسمع." قال ليفرينغهاوس بصوت مجهد: "أسمع... على أن أنجز هذه الممهمة لـ شاندلر. كاريسا مصممة عليها, و صدقينى لا أحد يريد جعل هذه المرأة تعيسة, لدى أوامر فى أن تذهب إلى لاس فيغياس, تدخل الفندق على أنك هو. أبعد الصحافة عنه و عن كاريسا. أنت الوحيد الذى بإمكانه القيام بهذه المهمة فأنت تشبهه كثيراً و كأخ له. ليس بأستطاعة أحد كشف الحقيقة."

فقال جيل: "على الأرجح لا." و بدت له الفكرة سخيفة. لقد رأى كاريسا و هى تحوم حول موقع التصوير خلال آخر أفلام شاندلر. يبدو أن كل هذه الخطة هى من تدبيرها.

"اسمع... قد يكون عملى على المحك." كان ليفرينغهاوس يرجو الآن. "إبق معها متعاون, و كن شاباً طيباً, و أفعل ما يطلبه شاندلر. أنا متأكد من أنك سوف تحصل على فرصتك فى الوحدة الثانية....كن منطقياً."

قال جيل: "كلا."

"أرجوك؟ ماذا لورجوتك و جثوت أمامك؟ أنا أعلم أنك لا تستطيع رؤيتى هكذا... لكنى..... أقسم أن ذلك صحيح... إننى أرجوك و أتوسل إليك. أذهب إلى فيغاس من أجل شاندلر. ما رأيك بخمسة و أربعين ألفاً؟"

بدت الدموع و كأنها ترتجف فى صوت ليفرينغهاوس. و قال جيل: "كلا."

حصل فى النهاية على ما أراد. سوف يكون مؤولاً عن الوحدة الثانية فى مغامرة شاندلر المقبلة يخرج المعركة على طريقته. لم يعد عليه بيع روحه للقيام بذلك. لم يعد عليه سوى قضاء خمسة أيام فى فيغاس, يلعب لعبة التخفى مع الصحافة. مسألة سهلة جداً.

لم يكن يعرف المرأة التى ستمثل دور كاريسا و لم يكن يهمه ذلك. كان ينوى البقاء بعيداً عن طريقها قدر المستطاع.

لم يعد يهتم كثيراً بالنساء منذ وفاة ميللى. و لم يكن فى الواقع مهتماً بأى شخص قد يذكره بـ كاريسا.

ممثلوا شاندلر قالوا إنها مُشخصة مشاهير محترفة و أن باستطاعتها لعب دور كاريسا بدقة متناهية. سألهم إذا كان المبلغ الذى سيدفعونه لها محترماً فكان جوابهم إيجابياً. قدر جيل أنها قد تحصل على عشرين ألفاً على الأقل. كان ضليعاً بالأخطار و يعرف قيمتها المادية.

فى نهاية الأمر, كانت المهمة خطرة بعض الشئ. فقد سرت شائعات مفادها أن كاريسا تتعرض لبعض التهديدات منذ قررت الزواج من شاندلر.

كان جيل يشك بأن يكون هدف تلك المسرحية هو إبعاد الصحافة بقدر ما هو جذب المهووسين إلى العلن حيث يمكن للحراس القبض عليهم, و لم يعترف رجال شاندلر بذلك طبعاً, و بدوا بحالى عصبية عندما فتح جيل الموضوع. عاد و ذكر الموضوع مرة ثانيةهذا الصباح عندما علم أن المرأة من نيورك و أنها سوف توقع عقد معهم. قال ليفرينغهاوس إنها فى التاسعة عشر أو العشرين من عمرها ولم يرق ذلك لـ جيل على الإطلاق.

و سألهم: "هل حُذرت من أن ذلك قد يكون خطراً؟"

أجاب ليفرينغهاوس بصوت حريرى: طبعاً. لم نكن لنخفى عنها شيئاً. إنها مدركة لوجود بعض الإخطار."


الآن و بينما كان ذاهباً إلى مقصورة الثياب, وجد نفسه يفكر بتلك المرأة. كانت أمور الأمن تشغله دائماً, خاصة بعد ميللى, و قد يتحول هذا العمل إلى مسألة أمنية.

عشرون ربيعاً, أنها شابة.....و شابة صغيرة؟ إلى أى مدى تكون خبرتها؟ هل هى محترفة؟ هل يمكنها الأهتمام بنفسها فى المأزق؟

كان يتمنى ألا تكون واحدة من أولئك النجوم اللواتى قد يقضين الخمسة أيام محاولات جذبه إليهن. كان يكره هذا النوع من النساء.

دفع باب المقصورة و دخل حيث أحس بهواء المكيف ينعشه.

جلست أديل المساعدة فى غرفة الملابس على كرسى صغير قرب البار, تحتسى فنجان قهوة. كانت نظاراتها على حافة أنفها و هى تقرأ جريدة مصورة. و لم ترفع رأسها عند دخول جيل.

و قال من جانب فمه: "مرحبا, يا أديل. هيا.....أستبدلى ثيابى و جددى ملابسى. أفعلى بى ما يحلو لك. ثمة قفزات على القيام بها و بعض السقطات على أن أتحملها."

تمتمت أديل و هى لا تزال تقرأ المقاطع فى الجريدة. "لحظة,"

"ما المهم لهذه الدرجة؟"

"ممممممم." ابتعدت أديل عن البار دون أن ترفع أنظارها عن الجريدة. "يبدو أن شاندلر سوف يتزوجها حقاً, قبل نهاية الشهر. هذا م يقولونه."

بادرها جيل بضحكة ساخرة. كانت أديل تعشق الشائعات. "لا تضحك. أنا أعلم أن هؤلاء الصحافيين يختلقون معظم أخبارهم, لكن معظمها الآخر صحيح دائماً. يقولون أن ثوب الزفاف قد صُمم. سوف يقيمون بذلك فعلاً...إنهم يعدون العدة."

قست الخطوط حول عينى جيل بسبب جدية أديل. "نعم؟ متى؟ أين؟"

فقالت و هى تطوى الجريدة: "على الأرجح خلال عيد الشكر. و بعض الأغنياء يقولون فى فيغاس. يا للعار."

تلاشت ابتسامة جيل. لقد بدأت وسائل الأعلام و آلية العمل الأمنى بتضليل الناس. حتى امرأة ضليعة بأمور العمل الأستعراضى مثل أديك قد خُدعت برواية فيغاس.

فسأل جيل و هو يشد حزامه: "ولم هو"

"إنه لمن العار أن يتزوج شاندلر من تلك المرأة إنه إنسان محافظ. آهـ, أود لو أقتلها. و قد تفعل مثى كل امرأة محترمة فى امريكا."

كان جيل رجلاً لا يخشى شيئاً, إلا أن كلمات أديل سببت له بعض الريبة. إذا كانت أديل الطيبة و السليمة العقل تتكلم على هذا النحو, فبماذا كان يفكر أولئك المهووسون؟

و تمتم: "لا تقولى أشياء كهذه."

تجاهلته و التقطت جراب مسدسه و قدمته إليه. "لا تكن جاداً لهذه الدرجة, إنك جاد دائماً."

إلا أن تجهمه بقى فى مكانه. كان عليه القيام بالأعمال الخطرة....و التأ من أن أحداً لن يصاب بأذى.

فى هذا الوقت كان الثلج يتساقط بكثافة فى نيويورك. وقفت فيكى ترتجف قرب مطعم الدجاج المشوى قرب راديو سيتى ميوزيك هول, منتظرة ظهور روتش. كانت ترتدى جينزاً و سترة قديمة منتعلة حذاءاً رياضياً. كان يسمح لبرودة الثلج بالدخول إلى قدميها.

مع ذلك فقد كان تبرجها كاملاً يجعلها تبدو أكبر سناً بعدة أعوام. و على الرغم من السماء الرمادية اللون, فقد كانت تضع نظارات شمسية تخفى بذلك قلقاً واضحاً فى عينيها.

كان روتش دقيقاً فى موعده و ظهر عند الثانية عشرة تماماً, راكباً سيارة ليموزين رمادية اللون. و سرعان ما ترجل السائق بسرعة فاتحاً لها الباب.

توقفت فيكى قليلاً. كان روتش جالساً فى المقعد الخلفى و كأنه ملك على عرشه. كان مرتدياً معطفاً طويلاً من جلد الذئب و لا تكاد قدماه ذات الحذاء الغالى الثمن تلامسان الأرض و كان يبدو أكثر حكمة فى ضوء النهار, هز رأسه لها مشيراً بالصعود, فصعدت و جلست فى المقعد المواجه له.

لم تكن فيكى قد ركبت قبلاً ليموزين. و بدت سيارة و كأنها أوسع من شقتها... كان ذلك مخجلاً. قام روتش بحركة دائرية من إصبعه مشيراً للسائق بالدوران عدة مرات حول المبنى.

كانت ما تزال غير متأكدة من أنها فهمت العقد, و أحست بأنها غير مرتاحة. حتى أنها لم تكن واثقة من قدرتها على تمثيل دور كاريسا بعيداً عن جو المسرح العائلى.

لكن ما كان عليها إلا تذكر إيفلين المتعبة, المناضلة على كرسيها المتحرك, لتشعر بأنه ليس عندها خيار آخر.

كانت إيفلين كبيرة السن, مريضة, متعبة و منهكة بالأهتمام بالجميع ما عدا نفسها. كان على فيكى القيام بشئ ما, و كان روتش يقدم لها الوسيلة للقيام بذلك.

أعطته العقد الذى كانت قد وقعته من دون التفوه بأية كلمة.

ابتسم روتش للمرة الأولى, و كانت ابتسامته ضيقة و خالية من الفرح. "أصبح كل شئ رسمياً الآن." وضع العقد فى حقيبته و أغلقها بسرعة.

مد يده و صافحها بحرارة زائفة: "تهانى الحارة." قال ذلك بابتسامته المعهودة.

"سوف تذهبين إلى فيغياس لزفاف أبيض."

لم تقل فيكى شيئاً. كانت أعصابها متوترة لكنها ردت له الأبتسامة.

و قال روتش: "إذاً....سوف أكون على أتصال بك." سوف أقلك الثلاثاء المقبل.... الساعة الثامنة مساء و ستمضين الليلة فى جناح كاريسا فى البلازا. أدخلك ثم أهربها."

هزت فيكى رأسها لكن عينيها اتسعتا. "جناح؟ البلازا؟ البلازا الأصلى؟ فى الجادة الخامسة؟"

"كل ما تفعل كاريسا, تفعلينه بأسلوب خاص. نأخذك يوم الأربعاء صباحاً إلى المطار, متأكدين أن رجال الصحافة قد لمحوك, طبعاً....و أنهم على علم بوجهتك.....فيغاس, طبعاً فى طائرة كاريسا الخاصة. سوف ترتدين الفرو الأبيض. إنه أكثر خداعاً."

هزت فيكى رأسها, لكن كلماته لم تكد تدخل ذهنها. ضغط الشعور المعهود بالمفاجأة على معدتها و انتابها شعور من اللا واقعية. فرو؟ طائرة خاصة؟ جناح فى البلازا؟ كان ذلك يحدث فعلاً, فكرت فيكى. سوف تقوم بتمثيل دور كاريسا حقاً. كان ذلك قد بدأ. كانت مصعوقة لدرجة أنها لم تستطيع حتى الأبتسام.

فى المقابل كان روتش يبتسم كالعادة و كأنه على علم بأشياء لا تعلمها هى. لكن فيكى لم تكد تلاحظ ذلك. و كان قلبها يخفق بقوة.

سوف تقضى خمسة أيام مُدعية أنها امرأة.... سيئة السمعة.

ثم تمضى بقية حياتها امرأة عادية و غير معروفة..... ستكون, على الأقل, كبقية الناس. و سوف تتوقف إيفلين عن القلق بشأنها.

"هذه لائحة بالأشياء التى عليك القيام بها قبل يوم الأثنين." قال روتش مناولاً إياها ورقة مطوية. "اقؤأيها الآن إن أردت, فى حال وجدت شيئاً غير مفهوم."

تجمد دم فيكى و قالت كاذبة: "نظارتاى ليستا معى. سوف أقرأها لاحقاً." و أخذت الورقة, طوتها من جديد و دستها فى جيب سترتها.

كذبت فيكى لأنها كانت تخفى بعض الأسرار عن معظم الناس. أهم أسرارها كان معاناتها من عدم قدرتها على القراءة بسهولة, مع أن نسبة ذكائها كانت عالية, هذا بالإضافة إلى بديهة حاضرة و ذاكرة قوية, إلا أنها كانت تقرأ بصعوبة كبيرة. لهذا كانت إيفلين دائمة القلق عليها. لو علم روتش بالأمر لما قبل بإعطائها تلك المهمة.

لكن مع أثنتى عشر ألف دولار, كان بأمكان فيكى إنهاء صفوف القراءة الخاصة و التمرين على عمل حقيقة, عمل محترم.

سوف أصبح مثل باقى الناس مثل الجميع. كان ذلك جواب صلواتها.

كانت تلك آمال قلبها و سوف تلتقطها.


Hebat Allah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-11-15, 02:44 PM   #5

Hebat Allah

مشرفة منتدى البرامج والحاسوب ومصممه في الروايات والقصص المنقولة وكاتب فلفل حار و فراشة متالقة بالقسم الازياء وشاعرة متألقة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Hebat Allah

? العضوٌ??? » 275242
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,334
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Libya
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Hebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك carton
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
أنا شخص لذاتي أكتب عن نفسي وعن حياتي .. لا أكتب لصديق خان ولا لحبيب ليس له في القلب مكان ..هبوش
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
مساء الثلاثاء تسللت فيكى منتكرة داخل البلازا, و أختفت هويتها الحقيقة صباح الأربعاء عندما خرجت مصحوبة بـ روتش و ثلة من الحراس, كانت قد تحولت إلى كاريسا, كان التحول بفستان حريرى مصمم لـ كاريسا و معطف كاريسا من الفرو الأبيض و مجوهرات كاريسا الزائفة, كاملاً جداً لدرجة أنه أخفى فيكى أو بالأحرى أخافها.
بعد ذلك وجدت فيكى التى لم تسافر أبداً بالطائرة من قبل, نفسها فى طائرة كاريسا الخاصة. كانت متجهة نحو لاس فيغاس, المدينة التى لم تزرها من قبل لتتزوج رجلاً لم تقابله قط.
عندما بدأت الطائرة بالهبوط فى لاس فيغاس, بدأ التخوف, الذذى حاولت إخفاءه. أغمضت عينيها بقوة, عضت على شفتيها و بدأت بالصلاة.
فى فيغاس و فى شقة السطح فى فندق كزانادو, كان جيل يحصل على نصيبه من الصفقة.
قال ليفرينغهاوس يسأله: "ماذا ستفعل بالنسبة لشفتيك؟ أريدك أن تخضع لحق كولاجين. أننى أمرك بذلك."
وقف الرجلان فى غرفة جلوس الجناح ذات اللونين الأبيض و الذهبى, بدا ليفرينغهاوس, الذى كان يرتدى بذلة من ثلاث قطع باهظة الثمن و ساعة رولكس, و كأنه ينتمى إلى ذلك المكان.
لم يكن جيل ديسباين كذلك. جلس على احدى الأرائك اليونانية عارى الصدر و هو ينزع آخر شريط لاصق عن جروحه, أحس أنه سخيف, كان يرتدى سرولاً جلدياً أسود ضيقاً و حذاء رعاة البقر.
تنافر شكلاً و روحاً مع السجاد الأبيض و المفروشات الثمينة فى الغرفة. كان يمكن أن يشعر بسعادة أكبر لو كان وحده فى الجبل يصطاد السمك من مستنقع أو فى أى مكان آخر وحيداً. لقد كان ليفرينغهاوس يضايقه كثيراً.
و صرح: "لن أتعرض لحقن كولاجين فى شفتى؟ هذا سخيف و خطر."
و قال ليفرينغهاوس باستياء: "خطر؟ لقد تدحرجت البارحة ست مرات من أعلى الجبل. ست لقطات. لقد كسرت ضلعاً لعيناً آخر و فى الأسبوع الماضى وقع عليك حصان و تخشى أن يكون الكولاجين خطر؟"
"لا أحقن جسدى بمواد كيماوية." قال جيل. و قد وقف يرتدى قميصاً حريرياً أزرق من النوع غالى الثمن الذى يرتديه كيفن تشاندلر.
"شفتاك رقيقتان جداً." قال ليفرينغهاوس بتوتر متفحصاً جيل بعين ناقدة. "إذا بقيت النظارات الشمسية بأمكانك الظهور على أنك هو ـــ ماعدا الشفتين."
مر جيل أحد أحزمة شاندلر داخل الفتحات المخصصة له فى سروال جلدى. على شاندلر أن يتخذ شارباً, مع الشارب قد أستطيع الظهور على أننى هو."
قال ليفرينغهاوس: "لا تحب كاريسا الشوارب. سوف يجب عليك إبقاء فمك مغطى إذا أقترب أحدهم منك."
شد جيل قفل الحزام الفضى. كان القفل كما السروال مرصعاً ببعض أحجار الأوبال الثمينة من استراليا, إلا أنها لم تعجب جيل. كان جيل يؤمن بالخرافات و الأشباح كسائر الرجال الذين يقومون و يقال أن حجر الأوبال لا يجلب الحظ.
و قال ليفرينغهاوس مقترحاً: "بإمكاننا وضع بعض المكياج على شفتيك." كان رجلاً طويل القامة و بديناً, رقيقاً و شاحب الوجه كان يضع نظارات سميكة. إتكأ على المدفأة و هو ينقر بعصبية على رخامها المطعم بالذهب.
"سوف يفى المكياج بالغرض."
فقال جيل بإزدراء: "لن أضع المكياج. إنس الموضوع." و توجه إلى المرآة متفحصاً نفسه بتبرم. و كمعظم منازل لاس فيغاس, كانت الشقة الفخمة فى الكزانادو مليئة بالمرايا.
كان قد قص شعره قصيراً جداًمقلداً شاندلر عندما كان يمثل دور رائد الفضاء فى فيلمه الآخير. التقط نظارات شمسية من نوع راى بان, و هى المفضلة عند شاندلر, و وضعها على عينيه, كان التشابه قاسياً إنما حقيقياً كان يبدو و كأنه الاسترالى عن بعد.
كانت هناك بعض الأختلافات البسيطة فى الخطوط حول الفم و العينين لكنه يفى بالغرض عن بعد.
وقف ليفرينغهاوس خلف جيل و نظر من فق كتفه فى المرآة. ربت على كتف جيل و كأنهما صديقين حميمين.
"يمكننا تضميد شفتيك, يمكننا القول بأن شاندلر تعرض لحادث."
فقال جيل بإزدراء: "تضميد شفتى؟"
فقال ليفرينغهاوس: "طبعاً. أسمع, بإمكانك القول إن شاندلر جرح نفسه و هو يحلق....."
أبعد جيل يد الرجل عن كتفه قال صارخاً: "لن تضمد شفتى." أقسم و هو يهز رأسه. "إن هذا العمل يقودك إلى الجنون, ليفرينغهاوس, هل تعلم ذلك؟"
"حسناً, شفتاك رقيقتان جداً, ماذا لو أراد أحد المصورين أستخدام عدسة مكبرة و التركيز على فمك؟ أعنى علىّ التفكير بأشياء كهذه."
استدار جيل و حملق من دون تأثير من نافذة الغرفة الضخمة. لاحت بعيداً ملاعب الجولف الخضراء التابعة للفندق, بينما لمعت السيارات و البنايات و أحواض السباحة تحت أشعة الشمس, لكن خلف المدينة امتدت الصحراء الصخرية, عارية و خطرة كزواج جيل.
نظر جيل إلى جسم ليفر ينغهاوس الذى يشبه الإجاصة و إلى يده البيضاء السميكة التى لا تنفع فى الملاكمة. "لن يؤلمنى ذلك كثيراً, فقط قم به و أصمت, هلا فعلت؟"
قال ليفرينغهاوس و هو يتراجع خطوة أخرى: "أنت جقاً مجنون هل تعلم ذلك؟"
فقال جيل: "كلا لقد سئمت من نحيبك و عوائك. إذا كنت لا تريد لكمى, فأسكت إذاً بشأن شفتى ــ و إلا لكمتك بنفسى, يا ليفرينغهاوس. أنا أعنى ما أقول."
"أهـ, حقاً." قال ليفرينغهاوس بسرعة و هو يهرب نحو خزانة تحتوى على بار. سكب لنفسه كأساً من الويسكى و رشفة دفعة واحدة. ضغط بأطراف أصابعه على قلبه و كأنه يتأكد من سلامة ضرباته. ثم كست وجهه إمارات قلق قوية.
قال: "هذا الضغط النفسى يقتلنى. لم تكن عملية الهضم عندى جيدة مؤخراً. لست جيدة. عندما تصل إلى هنا, سوف أذهب إلى غرفتى و أطلب أحضار بعض الخوخ المسلوق. كانت جدتى تقول دائماً, يا الفين, الخوخة هى ـــــــــ"
"ليس على أن أقلق بشأن التفاصيل."
نظر ليفرينغهاوس إلى ساعته الرولكس, ثم قضم أظفر إبهامه بتوتر. "لقد تأخرت." و كان يقصد فيكىكان عليها الوصول مع روتش من نصف ساعة
و قال جيل معلقاً: "يبدو أنها تتقن الدور جيداً, كاريسا تأتى دائماً متأخرة."
"هناك شاب فى الطابق العشرين من السيلفرادو. "تمتم ليفرينغهاوس و هو يمضغ ظفره بتوتر ظاهر. "إنه مصور إنه بعدسته المكبرة يراقبنا. هاهو ذا أنه يحول آلة التصوير نحو الآن."
قال جيل: "أعلم, لقد أخبرتنى ذلك عدة مرات."
سوف يوجه عدسته نحو شفتيك" قال ليفرينغهاوس ذلك بصوت مرتجف. رفع نظاراته و بدا كأنه يمسح الغشاوة عن عينيه.
حملق به جيل بخيبة, مرر يده فى شعره القصير ثم رمى نظاراته الشمسية على الأريكة بإشمئزاز.
تقدم نحو ليفرينغهاوس واضعاً يده على كتفه بطريقة خالية من المودة. وضعها بقوة لدرجة أن الرجل كاد يقع. "أسمع. تريدنى أن أحصل على شفة غليظة؟ أضربنى, موافق؟ لا مواد كيمائية, لا حقن, لا أطباء مجانين ـــ فقط ضربة صغيرة على الفم. قل إن شاندلر كان يقوم بتصوير مشهد معركة و تلقى ضربة."
استغرب ليفرينغهاوس هذا الطلب و رفض القيام به خشية إيذاء جيل و قال: "لا أستطيع ضربك, قد يؤذيك هذا."
بينما كان يتناقشان رن جرس الهاتف الذهبى لأول مرة فى الغرفة. فقز ليفرينغهاوس نحو الهاتف و التقط السماعة بقوة. أرتجف وجهه الدائرى الشكل بعصبية. "نعم, نعم, نعم سيدى."
وضع السماعة, أصلح رابطة عنقه, تحقق من الوقت و رمى جيل بنظرة قاطعة.
"لقد وصلت, إنها هنا. إنهما يصعدان فى مصعد الخدم. أسمع. أذهب إلى الشرفة. سوف تأتى لملاقاتك هناك. من المفترض أن ترتمى بين ذراعيك, أنا متأكد أنه يوجد على الأقل مصور يراقبنا. أجعل الأمر يبدو شاعرياً, أتفقنا؟"
فقال جيل: "أعرف ما على القيام به," كان ضجراً حتى الموت من ملاحظات ليفر ينغهاوس.
و قال هذا برجاء: "بالله عليك أستر شفتيك." و التقط ورقة خاصة بالفندق و أعطاها لـ جيل.
"خذ. ضع هذه قبالة فمك, أنت تفهم ـــ جاعلاً نفسك تبدو و كأنك تفكر بعمق. يقول بول نيومان بهذه الحركة دائماً فى أفلامه و كذلك يفعل كوستنر."
رمى جيل ليفرينغهاوس بنظرة تهديد لكنها لم تترك فيه أى أثر. كان ليفيرينغهاوس متوتر الأعصاب "نظاراتك الراى بان."
تناول جيك بمزاج متعكر, أقرب ورقة بجانبه. ثم خطف النظارات الشمسية عن الأريكة, و ضعها على عينيه بعصبية ثم مشى نحو الشرفة, و كأنه يهرب من ليفرينغهاوس, تمشى ذهاباً و إياباً بين أحواض الظهور. كانت شرفة الشقة فخمة و منظمة كداخلها.
كان حوض السباحة الخاص يتألق بلونه الآزرق تحت اشعة الشمس. كما كانت المياه الزرقاء تتدفق من شلال فوق الحوض.
كانت تماثيل من البرونز و الرخام الأبيض تزين المنظر العام. بينما بحيرة صغيرة اصطناعية تلمع فى مؤخرة الشرفة, و تظللها اشجار النخيل. كانت ثلاث أوزات بيضاء, و واحدة سوداء تسبح على وجه الماء الناعم, و بينما الطواويس تتبختر عبر الحديقة على طرف البحيرة, أطلق أحدهما صرخة شؤم قوية.
حمل جيل الورقة قرب فمه و هو يربت بها على ذقنه. حاول أن يبدو مفكراً مثل الأمير هاملت, رافعاً بصره نحو الطابق العشرين فى السيلفرادو حيث كان يعلم بوجود المصور مبقياً فمه مغطى.
أحس و كأنه مهرج فى ثياب شاندلر تلك, و تساءل لماذا كلما دخلت الشهرة إلى حياة الإنسان, تخلى عنه الذوق السليم. لم تكن السروايل ضيقة فقط, بل كانت غير مريحة أيضاً. كان القميص مزرراً حتى نصف الصدر مظهراً سلسلة غليظة من الذهب الخالص حول عنقه.
تمشى جيل محملقاً فى الصحراء من وراء ضوء النهار اللامع فى فيغاس. و توقف عندما سمع باب غرفة الجلوس يُفتح, ليلتقط سمعه همسات آتية من الغرفة فشعر عندها ببعض الرهبة. لم يكن ممثلاً, كان معتاد على الأشياء الخيالية فى السينما, لكن عمله كان الوقوع عن الأحصنة و التدححرج على الجبال و المنحدرات. لكنه لم يكن يقوم بالأدوار الغرامية.


ثم ظهرت المرأة فى الباب, و على الرغم من إعتقاده بأنه مستعد تماماً, إلا أنه أحس برعشة غير متوقعة عند رؤيتها. كانت الأثنتين معاً, كاريسا و ليس كاريسا. الفراء, الشعر الذهبى المرفوع إلى أعلى, الجواهر اللامعه فى الشمس, شكل فمها, حتى بنيتها, كانت كلها مألوفة.
لكن خلف الماكياج, كان وجهها نضراً جداً و فتياً جداً, و على الرغم من وقفتها الواثقة, كان هناك شئ متردد و خجول فى جسدها الجامد, كانت وكأنها كاريسا منذ خمسة عشرة عاما, قبل أن تصبح قاسيية و محمية و غالية الثمن كالمجوهرات المخبؤة فى سردابها.
نظر إلى المرأة و نظرت هى بدورها إليه. كان منتبهاً للمصور الذى كان يتجسس عليهما من السيلفرادو.
سمع أصواتاً مضطربة من الداخل تحثها على الإرتماء بين ذراعيه. و كان صوت ليفرينغهاوس اعلاها.
أجبر نفسه على التقدم خطوة واحدة نحوها, مع أنه كان عليها أن تهرع إليه. تعالى يا صغيرتى, فكر بتجهم, تعالى إلى. دعى الأمر يبدو جيداً. قومى به كما يجب.
تقدم خطوة أخرى نحوها.
"كاريسا." قال بصوت آجش و خافت مقدماً يده لها.
كانت فيكى قد وصلت مع روتش إلى باب الشرفة قبل أن تشعر إلى رهبة المسرح. و ما أن دخلا إلى الغرفة, حتى أعطاها هذا ورقة مكتوبة بخط غير واضح, و نظرت فيكى إلى الورقة بذعر.
"نظارتاى ليستا معى." لتقول بصوت خافت و هى تعيد إليه الورقة.
قال روتش أمراً و رافضاً أخذها: "إقرإيها لاحقاً."
دست فيكى الورقة فى جيب معطفها, لا أستطيع ذلك, و إبتدأت ثقتها بنفسها تتلاشى. حين انهال روتش و الرجل المسى ليفرينغهاوس بالأوامر عليها حتى أحست بأن رأسها يدور.
و ما أن خرجت إلى الشرفة, حتى تملكتها رهبة المسرح. لم تكن قد جربت هذا الشعور من قبل.
بهرها ضوء شمس لاس فيغاس الساطعة كما فعلت بها زرقة مياه حوض السباحة و الشلال. أحست بركبتيهاترتجفان كما لو كانتا تحت الماء. لا أستطيع القيام بذلك فكرت مرة ثانية بيأس. كيف أمكننى التفكير بأننى قادرة على القيام به؟
كان انعكاس صورته يظهر فى المياة اللامعة, غير واضحة التفاصيل.
توقفت أنفاسها بينما ملأ جسدها الذعر بدلاً من الهواء. و أحست بأعصابها تتجمد بطريقة مؤلمة, و بدأ التوتر يعذبها. مع ذلك استطاعت أن تتدبر وقفة كانت كاريسا لتقوم بها لو كانت مكانها على المدخل, كان روتش قد قال إن مصوراً قد تمركز لمراقبتها من فندق مواجه, و إنه كان بمثابة الجمهور الذى عليها التمثيل أمامه. كان الرجل الذى عليها إقناعه بإنها كاريسا.
أحست فى تلك اللحظة أنه ليس بإمكانها أقناع أى كان و عندها رأت رجلاً قرب الحوض, يدير ظهره إليها.
قال روتش بهمس من خلفها: "إذهبى إليه."
وضحت لها الرؤية لكن قلبها كان ما يزال يخفق بقوة جنونية. إستدار الرجل و نظر إليها للحظة بدت و كأنها بلا نهاية, و من خلفها كان ليفرينغهاوس ما يزال يعطى الأوامر. مع ذلك, كانت ما تزال غير قادرة على الحراك.
تقدم الرجل الواقف على الشرفة نحوها, و قفز قلب فيكى.
يا إلهى, فكرت فيكى إنه كيفن شاندلر. كان لجيل كتفا شاندلر العريضتان و وركاه الضيقتان و ساقاه الطويلتان كان مرتدياً, مثل ملابس شاندلر, لمع شعر شاندلر البنى اللون و القصير تحت أشعة الشمس, و حملق بها وجه شاندلر الوسيم من دون التعبير عن شئ.
غطت النظارتان الشمسيتان عينيه, و كأن لسبب ما, يغطى فمه بورقة لكنها كانت مقتنعة به- بأنه حقاً كيفين شاندلر السينمائى.
فى مكان ما, و بطريقة ما, ارتكب أحدهم غلطة فظيعة. كان عقلها يدو بسرعة, و قد فقد كل المنطق. لن يكون سهلاً عليها خداع شاندلر الحقيقى- ما الذى يريده روتش؟ لكن الرجل تقدم خطوة أخرى نحوها و مد يده لها و كأنه يشجعها.
كان الإثنين معاً. كان شاندلر و لم يكن. فكرت فيكى بحيرة, تسارعت بعض الفوارق فى عقلها, لكنه كان ينتظرها, و أحست بأنه يريد مساعدتها.
"كاريسا." قال لها. أعادتها كلماته إلى الواقع. لم يكن صوت شاندلر. كان أكثر عمقاً و خشونة. و كان غير متمرس فى فن المسرح و لم تكن عنده اللكنة الأوسترالية.
و مرة أخرى, سمعت صوت روتش و ليفرينغهاوس يعطيان الأوامر من الخلف. نجحت فى التقدم خطوة غير واثقة نحو الرجل الواقف على الشرفة. حاولت أخذ نفس عميق لكنها لم تستطيع.
فجأة أنقذ الرجل الموقف. كان قربها يشدها بذراعيه نحو صدره شبه العارى.
و قال و هو ينحنى فوقها: "استرخى, يا صغيرتى, تنفسى إنه فقط تظاهر."
ثم أحست بحرارة قبلته تحرق شفتيها و كأنها نار تُحيى الإنسان.


Hebat Allah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-11-15, 04:24 PM   #6

Hebat Allah

مشرفة منتدى البرامج والحاسوب ومصممه في الروايات والقصص المنقولة وكاتب فلفل حار و فراشة متالقة بالقسم الازياء وشاعرة متألقة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Hebat Allah

? العضوٌ??? » 275242
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,334
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Libya
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Hebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك carton
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
أنا شخص لذاتي أكتب عن نفسي وعن حياتي .. لا أكتب لصديق خان ولا لحبيب ليس له في القلب مكان ..هبوش
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الــفــــصـــل الــــرابــــــع

شاعرة بأنها وحيدة, أغمضت فيكى عينها آملة بأن تصفى العتمة ذهنها لكنها لم تفعل. تسللت يدا رجل المخاطر تحت معطفها و هما تلامسان جسدها. أحست, و من دون إنذار, انها عارية تحت الحرير, بما أن كاريسا لم ترتد ابداً الثياب الداخلية.

أحست فيكى بأن نظارتيا قد تصادمت بنظارتيه و أن إحدى يديه تحركت صعوداً نحو خدها , موجهة وجها, برقة, نحو وجهه.

و قال امراً: "عانقينى مرة أخرى. ضعى ذراعيك حولى."

ثم أحتضنها مرة أخرى, بينما رفعت فيكى ذراعيها و أحاطت بعنقه, شاعرة بالامتنان لتوجيهاته.

و سألت هامسة: "هل أنت ديسباين؟"

"نعم." و شدها نحوه لدرجة أنها شعرت بخفقات قلبه على صدرها.

قالت متدبرة أمرها و محكمة ذراعيها حول رقبته: "سرنى التعرف عليك."

"ذلك يشرفنى." ثم عانقها حتى انتابها شعور غريب غريب بأن الأرض تختفى و السماء تنقلب رأساً على عقب.

دفع معطف الفرو عن كتفيها بشغف خداع حت اصبحا عاريتين فى مواجهة هواء الخريف البارد. مرر يديه يتلمس نعومتهما مشعراً إياها بالدفء و البرد فى آن واحد.

"أرمى المعطف." همس بذلك و أنفاسه ما زالت تلامس جلدها.

حركت مسرحية جيدة, فكرت بذلك شاعرة بدوار, خفضت ذراعيها ليسقط المعطف على حجارة الشرفة. إسقاط المعطف بدا لها طريقة مخجلة فى التعامل مع شئ ثمين كهذا. لكنها كانت الطريقة المثالية من اللامبالاة التى كانت تستعملها كاريسا بإتقان.



و قال بنعومة: "الآن ضعى ذراعيك حولى مرة أخرى."

فعلت كما طلب. حملها بين ذراعيه و كأنها من دون وزن. دار بها ببطء مرة و مرتين و هو ما زال يعانقها, توجه بها نحو الغرفة و ركل أحد الأبواب المؤدية إلى إحدى غرف النوم. حملها إلى الداخل, و توقف قليلاً لإغلاق قبل التوجه إلى السرير, ثم أفلتها, رامياً إياها على السرير الكبير, لتثب جالسة.

نظرت إليه بإرتباك. نزع نظارتيه, أغلق فمه بطريقة صارمة ودفع بيده نحوها.

حملقت به فيكى و قلبها يخفق بقوة بين ضلوعها. أحست بدوار و كأن شريط حياتها يمر أمامها بطريقة معاكسة. كان هذا الرجل قد قبلها من دون إحساس و حملها حتى السرير و الآن, يطلب منها مصافحته و كأنهما شركاء عمل فقط.

أمسكت بيده بتردد, و كانت سمراء اللون, ذات عضلات قاسية و عدد لا يحصى من الجروح.

و قال فجأة: "انا آسف بشأن ذلك العناق."

تساءلت فيكى كيف يمكن لاى شخص أن يُعجب بـ جيل و لم تستطيع منع نفسها من التساؤل عن طعم عناقه لو كان حقيقياً. سببت لها هذه الفكرة شعوراً غريباً فى داخلها, حولت نظرها نحو عينيه اللتين كانتا على عكس عينى كيفن شاندلر الزرقاوين, داكنتين غير حالمتين إنما تشعان ذكاء.

قال و هو يترك يدها: "لم أرد أن أبدو فظاً, أيضاً. أحسست بأنك تجمدت برداً."

ابتسمت فيكى بطريقة عصبية محولة أنظارها بعيداً عن نظره الثابت, خجلة من لحظات الخوف التى انتابتها.

"لن يحدث ذلك مجدداً. أعدك بذلك يمكنك الاعتماد علىّ."

لقد عانت ما قالت. الهجوم المفاجئ لرهبة المسرح قد فاجأها و أخافها فى وقت واحد. كانت ممتنة لـ جيل ديسباين لأنه حدد مشكلتها. و تمنت لو أن روتش أخبرها كم كان جيل جذاباً. فكرت فيكى بأنه كان يبدو أكثر لطفاً من كيفن شاندلر الوسيم. و أضافت قائلة, محاولة إبقاء صوتها رصيناً لكن قلبها كان ما يزال يخفق: "شكراً."

ابتعد عنها هازاً كتفيه: "انسى الموضوع."

بعد أن تأكد من أن كل الستائر مغلقة استددار نحوها يتفحصها بعينين داكنتين.

و سألها: "هل تريدين هذه الغرفة؟ إنها الأوسع بين الغرف الأربعة, لا يهمنى على أى واحدة أحصل."

نظرت إليه ببعض الخوف و هى ما تزال مستغربة. أى نوع من الرجال هو. ومع أنه بدا من النوع المنطلق إلا أنه لم يكن يخلو من طبيعة عملية.

دخل روتش إلى غرفة النوم حاملاً معطف الفرو معه, يتبعه ذلك الرجل الطويل ليفرينغهاوس. كان وجها الاثنتين ينمان عن غضب. وحدق ليفرينغهاوس بــ فيكى. و سألها: "ما خطبك؟ هل هذا أفضل ما يمكنك القيام به؟ خرجت إلى الشرفة و وقفت و كأنك لوح من الخشب. إذا طلبت منك اتلتحرك , يا فتاتى, فعليك القيام بذلك, إذا كان من الصعب عليك القيام بدورك بمهارة فسوف نستبدلك. ليس ذلك مستحيلاً."

قالت فيكى بتوتر فقد أغضبتها نبرة صوت ليفيرينغهاوس: "أنا آسفة. لقد كنت.... مشوشة الفكر."

فأجاب محذراً و فى عينيع نظرة عدائية : "تأكيدى من عدم كونك مشوشة الفكر مرة أخرى."

حاولت فيكى الدفاع عن نفسها لكن جيل ديسباين تكلم عوضاً عنها. كان صوته هادئاً, سهلاً إنما بدأ فيه بعض الخطر. "كفى يا ليفرينغهاوس. كان علينا القيام بذلك ارتجالاً من دون تمرين. إضافة إلى ذلك, كان معقولاً أكثر لو كنت أنا ابتدأت بالتقدم نحوها."

بدا ليفرينغهاوس متجهماً و مستاءاً لكنه لم يضيف كلمة و تساءلت فيكى إذا كان يخاف ديسباين بعض الشئ.

رفع روتش المعطف و هزه. كان وجهه شاحباً. "ولا تسقطى معطف كاريسا مرة أخرى. هل تعلمين كم هو ثمن هذا الشئ؟"

قال جيل بالهدوء نفسه: "انا طلبت منها أن تسقطه, إنه الشئ نفسه الذى قد تفعله كاريسا."

هز ليفرينغهاوس رأسه. "كان إسقاط المعطف خطوة جيدة. إنه يعطى صورة أكثر صدقاً. إنك على حق, يمكن لـ شاندلر إرسال المعطف إلى التنظيف."

تجهم روتش فى وجه ليفيرينغهاوس. "بإمكان كاريسا تحمل مصاريف تنظيف معطفها." قال ذلك و فى صوته بعض المرارة, ملقياً بالمعطف على السرير قرب فيكى, "علقيه, و عامليه بلطف أكثر من الآن فصاعداً."

هزت فيكى رأسها ببرود لكنها لم تلمس المعطف. لم تكن تنوى القيام بذلك, على الأقل ليس قبل مغادرة روتش الغرفة, لن تقفز لتنفيذ أوامره.

"ما التالى فى المفكرة؟"

قال ليفرينغهاوس بلهجة يتجلى فيها العداء: "المهم أن لا تتجمدى مرة أخرى."

فقالت واضعة حداً للموضوع: ""قلت إن ذلك لن يتكرر مرة أخرى."

هز روتش رأسه و الكره بادٍ على وجهه. "تخرجان عند الساعة الرابعة متنكرين بشخصيتيكما الجديدتين. اشتريا إجازة زواج. سوف تستعملان اسميهما الأصليين ثم تعودان مباشرة إلى هنا. عندنا مندوب هناك و سوف يُسرب الخبر بشرعة إلى الصحافة الليلة, احتفظا بها لأنفسكما. أجلسا على الشرفة من العاشرة حتى حوالى الحادية عشرة... أعطيا المصور وقته فى التصوير, قبلا بعضكما البعض و كأن أحدكما لا يستطيع رفع يديه عن الآخر."

ألقت نظرة نحو جيل و فوجئيت بعينيه الداكنتين تحدقان بها. بدا و كأنه يرسم ابتسامة ملعونة على فمه.

أبعدت نظرها عنه بسرعة. "نقبل بعضنا." قالت ذلك بإزدراء. نظرت إلى يديها و بدت لها الجواهر الزائفة و كأنها تسخر منها.

"أمتعتك فى طريقها إلى هنا." قال روتش ذلك متجاهلاً اعتراضها. "الحمال هو مراسل للـ ناشيونال أنكويزيتور. يمكننا أستخدامه, إنما علينا الحذر." و تابع موجهاً حديثه لـ فيكى: "أبقى ساكتة, سوف أكلمهأنا. دعيه يراك. هذا كل شئ."

و استدار روتش نحو جيل و رمقه بنظرة و كأنه لا يثق به. "ألم يكن من المفترض أن تفعل شيئاً لشفتيك, ما هذا؟"

بدا ليفرينغهاوس مستاء و غير موافق. "لقد طلبت منه القيام بشئ ما, و طالبته بالحاح. لكنه لم يفعل."

و تغيرت ملامح جيل. "لقد سئمت من هذا الموضوع." و هز كتفيه و بدأ يفك أزرار قميصه ثم خرج من الغرفة نحو اخرى ملاصقة لها.

فصرخ روتش خلفة: "غلى أين أنت ذاهب؟ أريدك أن تكون معها فى الغرفة عندما يصل الحمال. فقط أبق وجهك بعيداً عنه.... مفهوم؟"

لكن جيل كان قد أختفى, من دون أن يكلف نفسه عناء الرد عليه. و استدار روتش ليواجه ليفرينغهاوس. "إنه مُسبب للمشاكل, هذا الشخص, و إن تصرفاته لا تعجبنى. إذا لم يكن بإستطاعتك السيطرة عليه....."

فأجاب ليفرينغهاوس: "أستطيع السيطرة عليه, الذى لا أريده هو أن تحاول الإقلال من قوة سلكتى, على الأقل, ديسباين محترف. أما هذه.... هذه الصغيرة." قال ذلك و هو يومئ برأسه نحو فيكى. "الأفضل لك أن تقلق بشأنها و تترك لى ديسباين."

"حسناً, إذا كان بإمكانك تدبر أمره, أذهب و أفعل ذلك اريده هنا عندما يدخل الحمال. إذا كنت لا تستطيع القيام بعملك, سوف أطلع كاريسا على الأمر.... و هى سوف ترى أنك غير مؤهل للعمل."



غادر ليفرينغهاوس الغرفة و فى عينيه نظرة استياء و خوف. نظر إليه روتش يغادر الغرفة ة أعاد نظراته المستاءة إلى فيكى قائلاً: "أخلعى قفازيك. من المفروض أنك تتقاسمين هذا المكان مع عشيقك. أجعلى ذلك يبدو حقيقياً, هلا فعلت ذلك؟"

خلعت فيكى أول قفاز طويل ثم الثانى, ثم فكت سوارها و قالت بسرعة: "أنت وليفرينغهاوس قاسيان. يبدو و كأنكما تنسيان أنكما تعتمدان علينا... على ديسباين و علىّ, عليك تذكر ذلك لكى تجرى الأمور بشكل أفضل للجميع."

كادت عينا روتش الصغيرتان تنقلبان, "أنت الآن تتكلمين مثلها. أنا أكره هذه الألغاز السخيفة." و تابع متمتماً: "أكرهها." و ترك الغرفة. و سمعته فيكى فى غرفة الجلوس الرئيسية يحضر كأساً.

نظرت نحو غرفة النوم, و هى تشعر بالارتباك أكثر من قبل, كان الجناح فى البلازا فخماً جداً, لكن شقة السطح كانت تبدو أكثر فخامة و كان الديكور يختلف من غفة إلى أخرى.

كانت غرفة الجلوس الأساسية ذات لونين, ذهبى و أبيض, و تسودها البساطة. بينما فاجاتها غرفة النوم بفخامتها, كانت شرقية رائعة على شكل طاووس. و كانت الجدران مغطاة بورق حريرى ذى لون أزرق شاحب, بينما كان السجاد الأزرق المخضر منثوراً على الأرض. و كان أحد الجدران مزينة بالموزايك و الأحجار شبه الكريمة. بدت و كأنها باحة مهراجا بسبب الطواويس المذهبة, لم تكن فيكى قد رأت غرفة مماثلة من قبل و لا حتى فى الصور.

لمست التجويفات فى الكرسى متسائلة إن كانت مطلية بالذهب الحقيقى.

كان بإمكان الغرفة أن تكون مبهرجة, لكنها لم تكن كذلك, حدثت نفسها عابسة. أخذت نفساً طويلاً و مطت ذقنها فأحست أنها أفضل حالاً نزعت قرطيها المزيفين و وضعتهما قرب السوار.

جعلها روتش تقص شعرها و تصففه هذا الصباح فى البلازا. و كان قد أعطاها أيضاً ثوباً أزرق اللون حريرى و المعطف الأبيض مع بقية المجوهرات.

الآن يريدها أن تظهر كامرأة رائعة تعيش بسعادة مع عشيقها. لم تكن فيكى تعلم ما عليها أن تفعل لتبدو كذلك. لم تكن أية علاقة من علاقات رواندا رائعة أو حتى سعيدة.

نزعت أثنان من عقودها, و تركت الثالث, الأكثر بساطة متدلياً بين نهديها.

نزعت حذاءها لتبقى حافية القدمين, إذ أن كاريسا لم تكن ترتدى الجوارب أبداً, فكت حزام الثوب الأزرق.

كان احمر شفاهها لحاجة لبعض التعديل, فدخلت حافية القدمين إلى الحمام لتجد بانتظارها مجموعة من مستحضرات التجميل الغالية الثمن و العطور الثميبة موضوعة على رف من الرخام. بالقرب منها, كان يوجد صابون حلاقة انكليزى, و عطر ما بعد الحلاقة و عطر رجالى.... لـ شاندلر. لا.... لـ جيل. و جعلتها طريقة تنضيد الأغراض تحس برعشة غريبة عبر جسدها.

لم تعش قيكى مع رجل لسنوات عدديدة فهى لا تتذكر والدها, و ما تتذكره عن زوج عمتها رواندا كان شخصيته المستقلة. و لقد أرادت فيكى تناسي كل ما يتعلق بأصدقاء روندا, فقد كانوا مجموعة سيئة و تذكرهم كان يُشعرها بقشعريرة.

أبعدت ذكراهم عن ذهنها, و كانت ماهرة فى هذا. فتحت أحمر الشفاه, و أخذت ريشة و بدأت ترسم فم كاريسا الرائع. كان باب الحمام مفتوحاً جزئياً, لو أحضر الحمال أمتعتها, بإستطاعته لمحها من فتحة الباب واقفة قرب المرآة. ألن يكون ذلك كافياً؟

سمعت روتش و ليفرينغهاوس يعطيان الأوامر معاً للحمال. ثم فُتح باب الغرفة الثانية و ودخل جيل غرفة نومها, كان عارى الصدر مغطيا القسم السفلى من وجهه بصابون الحلاقة.

بادر فيكى بابتسامة ساخرة و هو يدخل الحمام و يقف قربها. مع أن الغرفة كانت واسعة جدا إلا أنها بدت و كأنها تضيق عندما اقترب منها. كان بأمكانها أن تشم الصابون على فكيه و تتحسس النبض على جسده العارى.

"انظرى..... لا شفاه." و دل على وجهه المغطى بالصابون, فقد يظنوننى شاندلر أو كلباً مسعوراً." و زمجر بطريقة غؤيبة مما جعل فيكى ترتجف.

قامت بجركة لإغلاق باب الحمام جزئياً, هز رأسه بالموافقة. "لكن ليس تماماً. استرخى, دعيه يرانا. سوف أقف بطرية جانبية, عندها لن يستطيع رؤية وجهى كله...

لما لا تقفين خلفى و تضعين ذراعيك حول خصرى؟ فهذا قد يغطى بعض الجروح. دعى الأمر يبدو حميمياً. دعيه يرانا فى مظهر يتذكره لفترة طويلة."

نظرت فيكى إلى انعكاس عيني جيل فى المرآة. كانت عيناه داكنتين و نظره ثابتاً لدرجة أنها أرادت الوثاق به مع أنها لم تكن تثق بعدد كبير من الناس, كانت تقدر قدرته على ارتجال المواقف لكنها كانت تخجل من القيام بما يطلبه.

بدا و كأنه أحس بتو ترها. "هيا, ليست جقاً كلباً مجنوناً أنا لا أعض. هيا من أجل صدق التمثيل."

انحنى و قبل كتفها الأيسر الذى كان عارياً تقريباً. كانت شفتاه دافئتين و فكه مغطى بالصابون رطباً و بارداً. و ترك شارة بيضاء من صابون الحلاقة على جلدها.

"لا بأس بها." قال ذلك و هو يحدق بالشارة بإمعان. هناك عدة وسائل أخرى لجعل المشهد يبددو اكثر واقعية. تعالى إلى هنا. شاندلر هو من النوع الذى يدفع نساءه."

أخذ وجهها بيده القوية, ثم أنحنى و قبل خدها بنعومة مبالغ بها ثم ابتعد و على وجهه شبه ابتسامة, و ترنح قلب فيكى.

سمعت الحمال و هو يجر عربة أمتعتها نحو الغرفة, ورأت باب الحمام يفتح, حدقت مرة أخرى بالمرآة لترى شيئاً من رغوة جيل على خدها.

"عانقينى الآن من الخلف." قال هامساً. "لا تضغطى كثيراً عندى ضلع مشقوق."

تحركت فيكى خلفه بسرعة و لفت ذراعيها حول خصره. كان خصره نحيلاً و بطنه كثيرة العضلات. كان جرح حديث العهد بيدو عبر أضلعه, أحست به ناعما الملمس تحت أطراف اصابعها.

سمعت أزيز العربة الناعم بينما كان الحمال يجرها عبر الغرفة. كان صوت روتش يقترب معطياً الأوامر للحمال. و قال جيل بنعومة: "الآن. كل ما عليك القيام به هو التظاهر بأنك تتمتعين بما تفعلين. أخدعيه, يا صغيرتى."

مرر آلة الحلاقة ببطء على طول فكه, أحست فيكى بعينى الحمال و هما تراقبانهما و ضغطت بخدها على كتف جيل البرونزية اللون: "أنا خائفة من أن أتسبب لك بجرح نفسك." همست بذلك, و شفتاها تلامسان تقريباً أوتار ظهره القوية. احست بجسده يرتعش عندما أطلق ضحكة صامتة. أدار وجهه الذى أصبح بعيداً عن انظار الحمال و همس من فوق كتفه. "هل أنت مجنونة؟ هل تظنين أننى وضعت شفرة فى هذه الآلة؟"

ابتسمت فيكى و قد ارتاحت قليلاً. انتفض عضل فى ظهره عندما لا مسته, ضمته بقوة أكثر و ضغطت بخدها بحرارة أقوى على كتفه. انتفض العضل مرة ثانية كما و كأنه يشاكسها أو أنفعل من ملامستها. و قالت لنفسها أن ذلك مجرد تظاهر.

اغمضت عينيها و تغلغلت أكثر لأنها كانت تعلم بأن الحمال ما زال يراقبهما, متعطشاً لمزيد من التفاصيل.

تساءلت إذا كان لديها حساسية ضد رائحة صابون حلاقة جيل لأنه كان يشعرها بالدوار.

قال و كأنه يدربها: "مممممم....."

رددت ببطء, و بكسل تقريباً, ثم فتحت عينيها محاولة أن تبدو مشرقة مثل كاريسا.

التقى نظرها بنظر الحمال الحشرى. كان رجلاً صغيراً و نحيلاً, فى عمر لا يمكنك تخمينه, ذا أنف مدبب و ذقن يعطيه شبها بالجرذ.

حملق بـ فيكى و جيل بشئ يشبه الانتصار, إذا كان, كما قال روتش, مراسل لـ لانكويزيتور, فهو بلا شك يظن أنه فى جنة المراسلين.... كاريسا و كيفين شاندلر يتغازلام أمام عينيه فى الحمام الخاص فى غرفة نومهما.

كان يحمل فى يده كيساً طويلاً مخصصاً للثياب و قد جعله يلامس الأرض. هز روتش كتف الرجل. "لا تدعه يتجعد, أيها الأبلة... إنه ثوب عرسها, هيا....دعنى أرى..... أحمق."

اتسعت عينا فيكى بينما كان روتش يفحص الكيس. أخرج منه ثوباً طويلاً أبيض اللون, من الواضح أنه كان ثوب زفاف. تظاهر روتش أنه يفحصه, ثم علقه فى الخزانة. بدت تعابير الحمال أكثر دهءاً, كان يجمع العناصر, و كان المجموع واضحاً. يمكن لإجازة الزواج أن تُعطى بسهولة أكبر فى نيفادا منها فى أى ولاية أخرى. فيغاس زائد كاريسا زائد شاندلر زائد ثوب زفاف يكون المجموع شيئاً واحداً. الزواج الأسطورى سوف يحصل. كان الحمال يعلم بأنه قد يحصل على مبلغ كبير من المال مقابل هذه المعلومات.

بحث روتش فى جيبه و أخرج قطعة بخمسين دولار. "لا تدع الأفكار الغريبة تسيطر عليك." قال ذلك محذراً الرجل, و هو يشير بيده نحو الثوب. إه ملكية خاصة. إننا نصور فيلماً هنا. فأبق فمك مغلقاً. لا نريد أن يأخذ الناس فكرة خاطية."

كانت فيكى تعلم بأن هدف روتش المباشر كان.... إعطاء فكرة خاطئة للناس, راقبت الحمال و هو يضع الورقة النقدية فى جيبه ثم استدار ليحدق بها و بـ جيل مرة أخرى, و الجشع واضح فى عينيه.



قلقة من أن تفضح نفسها, أدارت وجهها عن الحمال و روتش, ملقية بخدها الثانى على ظهر جيل, شدت ذراعيها حول خصره, و أحست بأن نفسه قد ضاق بعض الشئ. آرخت ذراعيها آملة أن لا تكون قد آلمت ضلعه المصاب و همست من خلف جلد كتفه العارى: "آسفة."

فتمتم: "لا بأس." لكن صوته كان قاسياً بعض الشئ.

زال توتر فيكى عندما رأت روتش يرافق الحمال إلى الخارج. ثم تنهدت بأرتياح عندما غادر الأثنان الغرفة, تركنت جيل فى الحال و تراجعت بسرعة كأنها تعتذر عن ملامسته.

شعرت و كأنها خائرة القوى و قلبها ما زال يخفق بقوة. و استدار جيل إليها قائلاً: "أظن أننا نجحنا, أليس كذلك؟"

هزت فيكى رأسها بالإيجاب و هى ما تزال تحاول التقاط أنفاسها. "أنا واثقة من ذلك, لكنى أظن بأن هذا العمل أصعب مما كنت أتصور."

فقال و هو يعطيها المنشفة لتمسح الصابون عن خدها: "كنت جيدة."

نظرت غلى الرغوة على كتفها, سعيدة بالنظر إلى شئ آخر غير صدر جيل البنى اللون. كانت الرغوة قد زالت عن خدها فقد مسحتها بكتفه. و فكرت فى أن تقترح عليه أن تمسحها, له, إلا أنها كانت أكثر خجلاً من أن تقوم بذلك. فُتح باب الحمام و دخل ليفرينغهاوس و هو ينظر بغضب إلى فيكى. "هل تسمين ذلك مشهد حب؟ تقفين و ذراعاك حول خصره؟ لقد راقبت المشهد من الغرفة المجاورة.... أهكذا تكون المرأة إلهة الجنس؟"

صرت فيكى بأسنانها و رمقته بنظرة استياء. "كانت جيدة." ردد جيل و هو يأخذ المنشفة من فيكى و يضعها على كتفه. "تراجع يا ليفرينغهاوس."

وقف روتش ينظر إلى فيكى من خلف كتف ليفرينغهاوس. "كان ذلك جيد, و لكن جيد فقط, لا غير."

و وجه حديثه لـ فيكى متجهماً. "...تفاعلى أكثر مع الموقف, ضعى فيه كثيراً من الأحساس. ألم تقرأى الورقة التى أعطيتك إياها. كان عليك تقبيله, ملامسته أكثر. و كأنك تعانقين لعبتك الصغيرة."

أحست فيكى بالخجل. لم تكن تريد أن يعلم روتش بمشكلة صعوبة القراءة عندها. لم تكن تريد لأحد من هؤلاء الغرباء أن يعلم ذلك.

علاوة على ذلك, فقد تعرفت على جيل ديسباين منذ وقت قصير. و ضمه و تقبيله بهذه الطريقة كان أمراً مرفوضاً و صعباً جداً بالنسبة لها.

وع جيل يديه على خصره و حملق بـ روتش و ليفيرينغهاوس. "أسمعا ما ساقوله." قال مستطرداً: " "من المفترض أننا فى شهر العسل, صح؟ قد تجرى الأمور على نحو أفضل لو خرجتما من هنا و تركتمانا على الأقل نتعرف إلى بعضنا البعض. إضافة إلى ذلك, عندى ضلع مكسور أتذكران؟ لقد طلبت منها ان تكون حذرة."

فقال روتش: "حسناً. تعرفا إلى بعضكما البعض لكن غير مسموح لأى منكما الخروج أو أن يرأه أحد من دون موافقتى."

قال ليفرينغهاوس: "من دون موافقتنا نحن الاثنين."

"أعرف ما علىّ القيام به." قال جيل ذلك و أتجه نحو غرفته ليتوارى عن الأنظار. و لم تكن هى سعيدة لذهابه فقد كان منقذها الوحيد.

غادر الرجلان الغرفة إلى الطابق السفلى حيث غرفتاهما. ذهبت فيكى إلى السرير و أخذت الورقة من جيب المعطف فتحتها و هزت رأسها. كان خط روتش يشبه الخربشة و لم تستطيع فيكى أبداً قراءة ما كُتب, جعدن الورقة و رمتها فى سلة مهملات قريبة منها.

علقت فيكى المعطف قرب ثوب الزفاف, ثم توقفت متسائلة ما إذا كانت تجرؤ على لمس ذلك الرداء الأنيق.

أخرجت التنورة بحذر و ببعض الشعور بالذنب, و تفحصتها عن كثب. لم تكن من النوع الذى تتوقع.

بدا لها تقليدياً جداً بالنسبة لـ كاريسا, التى لم تتبع الموضة أبداً. كانت أكمام الثوب طويلة و مرصعة باللؤلؤ, المنضد على طول التنورة أيضاً. كان حقاً ثوب رائعاً.

تنهدت فيكى بحيرة و هى تعيد التنورة إلى مكانها. لم تكن تستطيع تصور كاريسا, ملكة الحب, و هى تتحول إلى عروس عذراء.

كانت مشكلة فيكى, هى تحول نفسها إلى ملكة حب, و تساءلت ألف مرة ما إذا كان بإمكانها النجاح فى ذلك. كان من السهل الظهور مثل كاريسا, أما التصرف مثل كاريسا, فقد كان موضوعاً آخر.

هزت فيكى رأسها و مررت يدها فى شعرها الأشقر. لا حظت فجأة بإنها تحس بصداع و أنها كانت جائعة. لم تكن قد أكلت شيئاً منذ الليلة الماضية.

قد يساعدها وجه نظيف على تصفية ذهنها, فكرت فيكى و هى تتقدم نحو الحمام لإزالة الماكياج الكثيف. و الراحة.... لم تكن قد نامت جيداً خلال الأسبوع المنصرم.

فتحت الصنبور الذهبى لتنساب منه المياه باردة و نظيفة, فأغمضت عينيها للتمتع بقوتها المنعشة.

دفنت فيكى وجهها فى نعومة المنشفة الزرقاء متذكرة الشعور الذى انتابها عندما لامسته, سرى دمها بارتباك. لك تكن تريد أن تعجب برجل.... خاصة بعد الذى حدث معها فى الماضى. لم تكن تريد أن تعجب بـ جيل.

دقة خفيفة على الباب جعلتها تنتظر إلى الأعلى كانت تعبة جداً من الأشياء غير المتوقعة لدرج أن أى شئ قد يفاجئها. فجأة, أحست أن كل ما أرادته هو أن تكون فى قريتها, وحدها و بأمان. كان جيل واقفاً, عاقد الذراعين و متكئاً على الباب ينظر إليها . كان قد بدل ملابسه, و غطى صدره بقميص أزرق اللون يتماشى مع سرواله الجينز. كما كان حزام آخر قد حل مكان الحزام المغطى بالأحجار. كما أنه قد بدل حذاءه الطويل اللماع بآخر بنى اللون.

قال بصوته الخافت و البطئ: "إذا هذا هو شكلك الحقيقى."

و حرك شفتيه بشبه ابتسامة. "يا إلهى, ليست سوى طفلة. حتى أنك تبدين من دون العشرين..... كم عمرك؟"

"عمرى واحد و عشرون عاماً." و شعرت بصدمة من ظهوره المفاجئ. فى بعض الأحيان, كانت تضيق بإنقاص عدة سنوات من عمرها الحقيقى.

فقال مكرراً: "أنت طفلة." و هز رأسه. و لكن عندما نظر إليها صعوداً و نزولاً لم تبدو كطفلة بل امرأة.

أسرعت لإلتقاط أحمر شفاه. لم تكن. تريد أن يرأها عارية الوجه. فهى لم تدع أحداً يراها هكذا من قبل كانت تضع دائماً قناعاً من التبرج لتسر الآخرين. كانت تخفى دائماً نفسها الحقيقية و كانت محرجة من أن تُرى من دون قناع من أى نوع.

مد يده و ضغط على يدها برفق. "لا." قال و هو يتفحص وجهها. "لا تغطى وجهك بأشياء صناعية. لماذا تودين تغيير وجه كهذا؟"

"إنه عملى. من المفترض أن أبدو مثل غيرى من الناس."

"ليس الآن." قال ذلك و يداه تضغطان بقوة أكبر على يديها. "ليس معى فقط, دعينى أراك على حقيقتك."

"كلا." قالت فيكى و هى تسحب يديها من تحت يده: "كلا... لا وجود لأنا الحقيقية. لا تزعج نفسك فى البحث عن واحدة."

خفق قلبها بسرعة. انحنت نحو المرآة الكبيرة و رسمت شفتين جديدتين قاسيتين بعكس شفتيها الأصليتين.


Hebat Allah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-15, 04:29 PM   #7

Hebat Allah

مشرفة منتدى البرامج والحاسوب ومصممه في الروايات والقصص المنقولة وكاتب فلفل حار و فراشة متالقة بالقسم الازياء وشاعرة متألقة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Hebat Allah

? العضوٌ??? » 275242
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,334
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Libya
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Hebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك carton
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
أنا شخص لذاتي أكتب عن نفسي وعن حياتي .. لا أكتب لصديق خان ولا لحبيب ليس له في القلب مكان ..هبوش
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الــفــــصــل الـخــامـــــس

لم يكن جيل يحب العيش فى هذه القاعة المليئة بالمرايا. كانت الصور تعكس نفسها إلى ما لا نهاية, تخدع العين و العقل. طان رجلا خلاء, رجل حركة, رجل أحس نفسه و كأنه مسجون ببيت للتسلية.

لم يكن يعجبه أيضاً ما كانت تفعله فيكى بوجهها, لذلك تجهم. تجهم لنفسه ايضاً. لم يقصد ملامستها و تمنى لو لم يفعل. فقد تتسبب الملامسة بنار غير متوقعةتلتهب فيه.

كان قد قرر تجاهلها فى معظم الدور, لكنها لم تكن كما توقعها. لم تكن كذلك, اطلاقاً.

كانت خائفة من الوضع كله, كان بامكانه التحسس بذلك. و كان يعلم بأنها لن تتخلى عن العمل.

النظرة التى رمى بها وجهها العارى حيرته. كان جمالها هادئاً, بشرتها نقية, و أنفها من دون تجاعيد.

كان فمها واسعاً, كريماً و كأنما خُلق للابتسام. لكنه لم يرها تبتسم أبداً. عيناها ذاتا لون أزرق, و قد حيرتاه كثيراً.

كانتا جميلتين جريئتين و بريئتين فى الوقت ذاته.

أختارت قلم كحل و بدأت برسم عينيها لطريقة مختلفة, تجعلها قاسية النظرات و أكبر سناً. أراد الأمساك بيدها مرة أخرى, أن يمنعها, لكنه لم يفعل.

حدقت فيكى بصورته فى المرآة و تلاقت نظراتهما.

"توقف عن التفرس بي, على كل حال, ماذا تفعل هنا؟ هل سمعت يوماً عن وجوب طرق الأبواب قبل الدخول؟"

عقد ذراعيه مرة أخرى و رفع حاجباً باستغراب. "لقد قرعت الباب و ناديتك أيضاً. كانت المياه جارية فلم تسمعى. لم تقفلى باب غرفتك و لم تغلقى هذا الباب."

رمته بنظرة مليئة بالشك ثم أنهت وضع الكحل. راقبها و هى تضع الماسكرا مغطية بنعومة أهدابها بطبقة سوداء سميكة, أغاظه منها هذه المعاملة له. لم لا تضعه فى المرتبة نفسها مع روتش و ليفرينغهاوس؟

قال و هو يهز كتفيه بلا مبالاة: "إذن, هل تريدين أن نتعارف بشكل أفضل؟ ليس جسدياً. قد يفيد ذلك....."

فسألته باستغراب: "يفيد ماذا؟"

فأجاب: "يبدو كل ذلك وكانه يثير أعصابك." و نظر إليها من رأسها إلى أخمص قدميها.

رفعت إحدى كتفيها: "ومن هو الذى لا تثار أعصابه؟"

"ليست هذه هى الطريقة المثلى لقضاء الأعياد. إنك تتصرفين مثلها."

قال ذلك عابساً ثم صحح ما قاله "لاــ يمكنك جعل نفسك تتصرفين مثلها. تفعلين على المسرح, إنما لا يجب أن تكزنى عصبية هنا."

"هذا ليس المسرح."

"قال شكسبير إن كل العالم هو مسرح."

فأجابت فيكي: "لا أعلم ماذا قال شكسبير لست من النوع المسرحى."

"أنت ممثلة."

هزت كتفيها مرة أخرى, بطريقة تشبه الازدراء مما جعله يلاحظ كما كانت كتفاها ناعمتين و ذهبيتين.

"لا. لست كذلك. أنا أبدو مثلها –هذا شئ تعلمته فحسب- خدعة, كتحريك آذنيك."

فهز رأسه متشككاً. "يقولون أنك عملت فى نادٍ."

"هذا صحيح. هلا كففت عن التفرس بيّ. إنك تثير أعصابى."

"آسف." و استدار ينظر إلى الفخامة الشرقية فى غرفة النوم. لم يكن يعجبه الوجه الجديد الذى كانت تضعه, على كل حال كان يبحث عن آثار للوجه القديم.

و سألها: "لماذا إذن تقومين بذلك؟" و تابع و هو ينظر إلى الطاووس المذهب على غطاء السرير الحريرى. "لا اظنك تبحثين عن فرصتك فى هذا الزمان؟"

"كلا." قالت ذلك بقوة و تأكيد شديدين حتى أنه لم يستطيع منه نفسه من النظر إليها مجدداً.

كان الوجه الجديد أكبر سناً و أناقة من وجهها الحقيقى, وجه مقبول تماماً لكن ليس وجهها. "ليس هذا بطافتك إلى النجومية؟ و تابع بإصرار: "ما هو إذن؟"

قالت فيكى و هى تربط شعرها على شكل ذيل حصان: "العكس تماماً, آخر ما أطلبه هو أن أصبح نجمة. أريد الأنتهاء من هذا العمل, أعذرينى."

بينما كانت تمر من قربه, لمست كتفها العارى كم قميصه. فاح أريج عطر كاريسا الغالى الثمن وراءها و علق فى فتحتى أنفه. بينما اتجهت هى نحو الخزانة و أخرجت منها قميصاً أزرق فضفاضاً و أرتدته فوق الثوب الحريرى.

و سألت و هى تزرر القميص إلى أعلى عنقها. "أننى أتضور جوعاً, هل يوجد طعام هنا؟"

رمقها جيل بنظرة شاملة, مع أن وجهها بدا مصطنعاً و شعرها جعلها تبدو أكثر قسوة إلا أن جسدها ذكره بمراهقة متنكرة برداء أمها و قميص والدها, كانت ترسل أشارات متناقضة أكثر مما فعلت أى امرأة قد عرفها من قبل.

و قال: "يوجد مطبخ, لكن لا يوجد طباخ, يوجد بار صغير ." و تابع مبدلاً الحديث. "عندك احساس غريب بالأناقة. إذا كنت لا تمناعين من قولى هذا."

"هذه ليست ثيابى, أنا سجينة ملابسها هذه." قالت فيكى ذلك مدافعة عن نفسها, و هى تنظر إلى قميصها الفضفاض. ماذا عن البرادات, هل هناك شئ يشبه الساندويش فى احدها؟"

"شئ يكاد يشبه الشاندويش," توجه نحو باب غرفة الجلوس و فتحه, مشيراً برأسه داعياً إياها للدخول. "إن كاريسا و شاندلر مغرمان بالطعام الصحى. هيا, يمكنك الحصول على بعض حبوب الفاصوليا و بعض القشدة."

غرقت كتفى فيكى بتعاسة. "تعنى أنه لا يوجد طعام حقيقى؟ علينا تناول طعام صحى لخمسة أيام, قد أموت جوعا."

التوى فم جيل قليلاً. "إنه جزء من الوهم. لو كان شاندلر و كاريسا هنا لكانا طلبا بالطعام الموجود هنا. هيا, ما الضرر فى القليل من عصير اللفت؟"

علا اليأس وجهها المزين بدقة: "الأمة كلها على وشك تناول ديك الحبش و التوابل." بدت وقفتها مثيرة للشفقة, و كُما القميص الفضفاض يتدليان حتى أطراف أصابعها جاعلانها تبدو مزيج مربكاً من امرأة و مراهقة.

و حذر جيل نفسه, كف عن التفرس بها كما و كأنها كانت مخلوقة رائعة.

و تمتم قائلاً: "أجلسى. تريدين زبدة الفستق و ساندويش مريى. بعض قطع الحزر؟"

و أشرق وجهها: "زبدة الفستق و المربى؟"

ردة فعلها جعلته يغير رأيه من جديد فيها. قال لنفسه إنها طفلة, طفلة غير خبيرة و عمله هو إرشادها عبر هذه المتاهة.

و كرر: "أجلسى, سوف أقوم به. لست معتاداً على الحبس فهذا يجعلنى كثير الحركة."

جلس بتأنى على طرف الأريكة اليونانية. جهز لها سندويش, و وضع فى داخله بعض قطع الجزر.

فقالت عندما جهز كل شئ على الطاولة الصغيرة قربها: "شكراً لقد أنقذت حياتى."

بدا السندويش غير شهى, لكنها أكلته بنهم.

و قالت: "لا يمكننى التصديق أنهما يأكلان هذا. طعام صحى فقط؟ هل هكذا حقاً يعيش الأناس الفاتنون؟"

هز رأسه بالايجاب, "اجل. لأنهم يريدون البقاء فاتنين إلى الأبد. أخبرينى الآن, لماذا تقومين بهذا؟ إذا كنت غير مهتمة بالعمل الاستعراضى."

فقالت بحزم: "لا أريد أن أكون فى العمل الاستعراضى. إننى أقوم بذلك من أجل المال, هذا كل ما فى الأمر. لا أدرى متى أستطيع الخلاص و الهرب بعيداً عن مثل هذا الجنون."

أنهت آخر قطعة من الجزر و مسحت يديها, كانتا يدين جميلتين و قد تذكر جيل كيف أنها مررتها بخجل حول حصره.

"الهرب؟ من أين؟ وإلى أين؟"

فقالت بصوت مدافع مرة أخرى: "غوسبورغ, نيو جيرسى."

لم يستطيع منع نفسه من الضحك, بدت و كأنها أهينت, فسألته: "ما الذى يضحك؟"

"تذهب الفتيات الجميلات إلى برودواى أو هوليوود أو حتى هنا –فيغاس- ليس إلى غوسبورغ, نيو جيرسى. ماذا يوجد فى غوسبورغ؟"

فقالت بنفس اللهجة: "صالون للتجميل. و بوتيك حيث يمكن للنساء تجميل وجهوههن و شراء المستحضرات."

"سوف تشترين هذا المكان؟"

فقالت ببرود: "كلا. سوف أكتفى بالعمل فيه. لقد حلمت دائماً بالعيش فى مكان يدعى غوسبورغ."

نفضت بعض فتات الخبز عن ثيابها, ثم نهضت و اتجهت نحو النافذة, حيث وقفت تنظر إلى الصحراء خلف حدود المدينة.

"لماذا تحتاجين المال؟ للعمل؟ العكس هو الصحيح دائماً, الناس يعملون للحصول على المال."

فقالت دون أن تنظر إليه: "علىّ إنهاء بعض الدروس. ثم أقوم ببعض التدريب و أشياء أخرى من هذا القبيل, للعمل فى مكان كهذا. لديهم شروط هى أن اتمرن لستة أشهر و لا أقبض خلال فترة التمرين. لا يمكنك الحصول على كل شئ فى وقت واحد."

فقال: "فهمت." لكنه لم يفهم.

ثم سألها بحذر: "إذا كان التجميل هوايتك, لِمَ لا تبقين فى مانهاتن؟ أو تذهبين إلى هوليود؟ فتعملين مثلاً فى محطة تليفزيون أو السينما؟"

"بعد هذا, لا أريد العمل فى أى مجال يتعلق بالاستعراض." قالت ذلك و هى تحملق خارجاً بأفق الصحراء. "إننى أكرهه."

فسألها و قد لاحظ التوتر فى جسدها: "لماذا؟"

فقالت: "لا أريد الحديث عن هذا الموضوع. فى النهاية أنت من هوليوود. بالطلع سوف تسخر من غوسبورغ, نيوجيرسى. أخبرني عن مهنتك العظيمة, كيف آذيت ضلعك خلال مواجهتك للموت؟"

فأجابها با ستخفاف: "كيف آذيت ضلعى؟ تدحرجت على الجبل."

"لا أحب المفاجأت."

راقب نور بعد الظهر يرقص فى شعرها الأشقر.

"هل هكذا تحبين أن يكون كل شئ؟ مستقر و متوقع؟"

"لماذا لا؟"

"سوف يكون ذلك مملاً."

"لا يهمنى."

"لن تكونى كاريسا مجدداً؟"

"كلا."

"فقط ستكونين فقط نفسك؟"

هزت كتفيها مرة أخرى. لا حظ أنها تحركت و أصبحت قريبة منه من جديد. حتى لو أنه رفع ذراعه لتمكن من لمسها, و من الأحساس بدفئها من خلال القميص الفضفاض.

"أخبرتنى أنه لا يوجد لك (شخصية) حقيقية, و أنه يجب علىّ أن لا أتكبد عناء البحث عن واحدة. هل هذا صحيح؟"

"أجل." قال ذلك بصوت بدا قاسياً لو لم ير النظرة الناعمة فى عينيها. لست شخصاً مهماً حتى تبحث عنى, لقد كنت, أعتقد أن الكلمة المناسبة هى, لطيفاً نمعى. أنا أقدر ذلك. و لكن, كل هذا متعب و أريد أن أنفرد بنفسى."

تقدم جيل نحوها من دون تفكير لكنها تركته متجهة نحو باب غرفة نومها, ناظرة إلى يده الممدوة نحوها و كأنها تحذره.

"أظن أننى سوف أراك عما قريب, أليس كذلك؟"

فقال موافقاً بصوت خافت: "نعم عندما نذهب لشراء اجازة زواج."

"كان عليك توخى الحذر."

"أنا حذر. إننى أكثر الرجال حذراً. لكن الحوادث تقع."

"و الجرح فى جبينك؟" أحس بأنها تراقبه كما كان يفعل هو بها.

"رفسنى حصان. كنا نصور سقطة فى معركة."

"معركة؟"

"عمل خطر. و سقطة خطرة."

"حادث آخر."

"نعم. هذا غير عادى, حادثان متقاربان لهذه الدرجة. كان ذلك خلال إحدى اللقطات, هذا كل ما فى الأمر."

"إنه عمل خطر."

"إنه يعجبنى."

"لو كنت مكانك لما أعجبت به." و استدارت مجدداً و هى تضم ذراعيها و كانها تشعر بالبرد.

أحس بدافع قوى للوقوف خلفها و وضه يده على كتفها محاولاً تخفيف توتر جسدها. كان هو متوتراً أيضاً بسببها. وقف لكنه لم يقترب منها.

و سألها: "أتفضلين البقاء آمنة؟"

فلم تجبه.

"ليس ثمة أحد آمن." قال ذلك بصوت خافت. مفكراً بـ ميللى. "ليس تماماً, إنك لا تعلمين أبداً ما قد يحدث بعد ذلك."

فقالت و هى ترفع كتفيها: "بل يمكنك ذلك. بعض الناس قادرون على ذلك. سوف أعيش بهذه الطريقة. سوف أعلم دائماً ما الذى سيحصل بعد ذلك."

"لا مفاجأت؟"

"نعم." قالت و قد أختفت الابتسامة عن وجهها. ثم استدارت و دخلت إلى غرفة نومها تاركة اياه يحملق فى أثرها. ليسمع صوت القفل و هى تديره بعزم و كأنها تقول له, أبق بعيداً عنى.

عندما دق باباها بعد عدة ساعات, كانت فيكى جاهزة له.

كان عندها وقت كاف للرحة, و لتجميع أفكارها و لتقوية إرادتها. و مرة أخرى كان باستطاعتها التخفى وراء شخصية كاريسا.



ارتدت سروال الجينز المعتاد و المفضل عند كاريسا, انتعلت جزمة ذات كعب عالى, بلوزة من قماش الكشمير الأبيض, و سترة حمراء اللون. كانت قد استبدلت شعرها إنما غطته غطت معظمه بإشارب أسود حريرى مربوط تحت الذقن.

وضعت نظاراتيها الشمسيتين, و بدا جيل مصعوقاً عندما رآها. أملت أن تبدو كـ كاريسا محاولة أن لا يلاحظ أحد الفرق. كانت تلك مهمة صعبة, لكنها أعادت تبرجها و ظنت أنها سوف تنجح.

ظنت أن جيل سوف يعتمد على النظارتين الشمسيتين و ياقة السترة الجلدية العالية للتموية.

حملق بها ثم هز رأسه. "هذا رابع وجه أراه عليك اليوم. الوحيد لاذى أعجبنى منهم و وجهك الحقيقى.

تجاهلت مديحه المزدوج الحد. عندما وافقت على المهمة لم تسمح لنفسها بالتفكير كثيراً فى رجل المخاطر. و الآن تجد نفسها مجبره على تحمل وجوده, و هذا لا يعجبها. لم يكن ذلك ليعجب إيفلين, أيضاً. لقد وعدت فيكى إيفيلين بتوخى الحذر مع هذا الرجل, و قال بشموخ: "هل أبدو مثلها؟ أعنى هل أبدو مثلها عندما تحاول أن لا تبدو على حقيقتها؟"

فقال و هو يفتح باب الشقة: "أجل, أنت مخيفة, هل تعلمين ذلك؟ إنك تتغيرين كالحرباء."

تقدمت فى المدخل الفسيح, من المفترض أن أواصل التغيير. قالت ذلك و هى تعدل نظارتيها الشمسيتين. "إنه عملى. و عملك, أيضاً."

كان جيل قد بدل سرواله الممزق بواحد آخر أنيق أسود اللون. و ارتدى قميصاً حريرياً رمادى اللون و السترة الجلدية السوداء ذات اللياقة المرفوعة. كان شعره الداكن مقصوصاً بطراز عسكرى. و كان يمكن فقط للمراقب عن كثب ملاحظة الفرق بين سماكة شفتى جيل و شاندلر.

قال: "عملى ليس الظهور كالأخرين, عملى هو الحيوية و المخاطرة. أما الظهور كشخص آخر فهو عمل عارض."

فقالت بعناد: "إنه بعيد جداً عن أن يكون عارضاً. لو لم تستطيع خداع الناس بأنك تشاندار لما كنت أستطعت القيام بالأعمال الخطرة عنه. أنت أيضاً حرباء."

"هز جيل كتفيه بسرعة تحت السترة الجلدية, ثم ضغط على الزر الذهبى لفتح باب المصعد الخاص, لتغلق الأبواب ذات المرايا بهدوء.

و قال من دون حماس: "هيا لنذهب و نحضر اجازة الزواج."

شعرت فيكى ببعض التوتر عندما كان فى المكتب, لكنهما حصلا على الإجازة دون مشاكل, بدا أكثر من شخصو كأنه تعرف عليهما و بعضهم تجمعوا عندما رافقهما الحارسان الشخصيان إلى الليموزين.

عندما دخلا السيارة, تنهدت بأرتياح و وضع جيل حولها ذراعه و كأنه يحميها, و لشدة تعبها لم تمانع فى ذلك.

و همس فى أذنها: "رائع حقاً" و ضمها إليه مشجعاً.

كانت فيكى تعلم أنه لا يجدر بها الإعجاب بعناقه بالقدر الذى أحست به, لكنها كانت منهكة جداً و لم تعترض. و ما لبثت أن ادارت وجها عنه مرسلة أنظارها خارج النافذة تشغل بذلك نفسها.

كانت الشوارع مزدحمة الأرصفة مكتظة بالناس وقد وقف بعض المتفرجين على الرصيف المقابل يراقبونهما. للحظة و من خلف الزجاج, التقى نظر فيكى بعينين سببتا لها صدمة غير سارة. من بين كل الوجوه فى تلك الجموع ظهر هذا الرجل فجأة. كان لون عينيه غريباً شاحباً لدرجة أنه بدا لها غير بشرى.

بعد ذلك, و ما أن أنطلقت الليموزين فى الشارع, حتى وضع الرجل يديه فى جيبيه و أختفى بين الحشود.

"ما الأمر؟" همس جيل فى أذنها, محافظاً على صوتيهما منخفضين خشية من تجسس السائق الغريب.

قالت فيكى و هى تزداد اقتراباً من جيل من دون شعور منها: "ذلك الرجل, كان واقفاص هناك. الطريقة التى نظر بها إلينا -تدعو إلى الريبة- ثم شئ فى عينيه أخافنى."

"أين؟" سأل جيل و هو يشدها نحوه بقوة أكبر.

فهمست: "لقد اختفى بين الجموع, تلاشي. لم أعد أستطيع رؤيته."

الأضخم بين الرجلين بين المرافقين, و هو رجل أصهب يدعى والدر, هز رأسه قائلاً: "لا تقلقى. من الطبيعى أن يتفرس بك الناس. أنت بأمان, لهذا السبب نحن هنا."

عبس المرافق الثانى, و كان زنجياً يدعى موزس و بدا و كأنه يفكر. "عينان شاحبتان. قد يكون صديقنا. كان علينا التأكد مما إذا كان هو, ما الشئ الآخر الذى لاحظتيه؟" سأل فيكى.

"كان شاحباً من رأسه إلى أخمص قدميه. بشرة شاحبة شعر عادى, أشقر قد خطه الشيب. كان يرتدى سترة كاكية اللون, قد بهت لونها."

فسأل جيل و كأنه شعر بالمتاعب: "من هو صدقيكم؟"

قال والد بتعجب: "هذا مستحيل. إننا لا نعرف أنه هنا. و إلا كنت لاحظت وجوده."

فرد موزس: "قد يكون هنا, هذه الشائعة تسرى منذ أسابيع يا رجل. كنا نحاول اقناع الجميه بأنها هنا. ليسوا بحاجة للأستعانة بشارلوك هولمز حتى يعلموا أنها ذهبت إلى مكتب إجازات الزواج اليوم."

"مستحيل." ردد والددو رامقاً فيكى بنظرة. "أسمعى, أنه لم يفعل شئ, أليس كذلك؟ لم يقم بأى شئ لتهديدك, أليس كذلك؟"

سؤال والد و ابتسامته جعلاها تحس بضعف توازنها. صحيح أن الرجل لم يقم بأى شئ لتهديدها. فقد حملق بها فقط, و ابتسم تلك الابتسامة الغريبة.

و قال والدو بازدراء: "لا يمكن أن يكون بهذه السرعة؟ كان فى نيويورك البارحة, فى مكتب إجازات الزواج بانتظارنا, لا بد أنه الرجل الخارق أو شئ من هذا القبيل." قال هذا رامقاً موزس بنظرة تحد.

هز موزس كتفيه ببساطة.

واشتد ذراع جيل حول فيكى. تصرف و كأنه ينوى إبقاءها هكذا, فى مأمن بين ذراعيه حتى يصبحا وحيدين من جديد.

أعطاها ضميرها شعوراً غير مريح. هل كان يحاول مساندتها أم إغراءها؟ بالنسبة لنوع حياتها لم تستطيع التمييز. كل ما كانت تعرفه, و هى على هذا القدر من التعب, هو أنها لم تكن تريد أن تطلب منه أى شئ –القوة, الراحة, الأمان أو المتعة من أى نوع.

شدت عضلات فكها. و قد شعرت بعدم الراحة. بينما أحنى هو رأسه ولامست شفتاه خدها, بطريقة مازحة و كأنه يعدها بمتعة أكبر قادمة. "هاى – تذكرى...." قال هامساً, "....أننا عاشقان, ابتسمى."

رأت موزس يحول نظرة خفية و والدو يقاوم ابتسامة.

أرادت أن تبتعد لكنها أجبرت نفسها على عدم القيام بذلك, فقط لأنها لم تكن تعلم ما إذا كان السائق جاسوساً.

هزت رأسها محاولة القول بأنها لا تستطيع الجزم إذا كان ذلك الرجل هو فعلاً خطر.

و قال موزس عابساً: "لا أعلم. يبدو أن هذا الرجل يعلم دائماً..."

فسأل جيل بصوت خافت: "أى رجل؟"

"لا شئ مهماً." قال والدو. "أنه مجنون. يبدو أنه دائماً على علم بمكان وجودها. سوف يحضر, سوف يكتب. أو يحاول الأتصال. لكن لا داعى للقلق. أنه لا يشكل أى تهديد, ابداً."

فقال موزس: "هذا صحيح. إنه لم يرسل تهديداً أبداً, و لو فعل لكنا تصرفنا معه بطريقة ما."

فهمس جيل فى أذن فيكى: "حسناً, حسناً, استرخى, سوف نهتم بك."

و فكرت هى بتعاسة, أنا أهتم بنفسى. لا أحد غيرى يهتم بيّ. و قد آن الأوان حتى أبرهن ذلك لهذا الرجل.

و ما أن وصلوا إلى الفندق و أصبحوا فى خلوة المصعد حتى رمته فيكى بنظرة باردة جداً.

فسألها عابساً: "ما الأمر؟"

"أنا أكره ان تلمسنى." أجابت بالبرود نفسه. و لكن فى أعماقها كانت تعلم انها تكذب.


Hebat Allah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-15, 04:39 PM   #8

Hebat Allah

مشرفة منتدى البرامج والحاسوب ومصممه في الروايات والقصص المنقولة وكاتب فلفل حار و فراشة متالقة بالقسم الازياء وشاعرة متألقة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Hebat Allah

? العضوٌ??? » 275242
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,334
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Libya
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Hebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك carton
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
أنا شخص لذاتي أكتب عن نفسي وعن حياتي .. لا أكتب لصديق خان ولا لحبيب ليس له في القلب مكان ..هبوش
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس

أقفلت فيكى على نفسها باب الغرفة الفخمة, ثم علقت سترتها و خلعت حذاءها.

نزعت الإيشارب الحريرى الأسود و نظارتيها الشمسيتين. و بعد أن غسلت وجهها, مشطت شعرها, أخيراً, أستحمت فى الحوض الكبير المذهب الذى كان مزيناً أيضاً بطواويس. عند ذلك أحست بأنها نظيفة و كانها ملكت نفسها مجدداً.

ارتدت القميص الفضفاض و أندست تحت الأغطية الحريرية, لتراودها الأفكار الغريبة.

حلمت بـ رواندا و أصدقائها. كانت ملاحقة بصوت رواندا و بوجهها المتعب.

ثم و بطريقة ما تحولت هى إلى روندا نفسها, و كذلك الرجل القاسى الذى كانت متعلقة به قد تحول هو أيضاً ليصبح جيل.

و كانت ترجوه: "هلا أحببتنى؟ هلا أحبتنى؟"

استفاقت فيكىفجأة و قلبها يخفق بقوة. لاحظت بعد قليل أنها لم تستفق بسبب الحلم بل بسبب الطرق على الباب.

"ماذا؟" تساءلت بارتباك. كان أحدهم يطرق على الباب.

هل كان جيل الرجل القاسى الذى رأته فى منامها؟

نهضت و اتجهت نحو الباب. "ماذا؟ من الطارق؟ ماذا تريد؟"

لم يجب فى بادئ الأمر, ثم سمعت صوته الساخر بعض الشئ. "عندى هنا طبقان من معكرونة البريمافيرا – لقد أحضرهما موزس. إذا كنت تريدين طعاماً حقيقياً, تعالى و خذيه. أمامنا ساعة قبل موعد الأستعراض."

لفظ كلمتى موعد الأستعراض ببعض السخرية. و جفلت فيكى, و هى تتذكر السرعة التى سوف تكون بها بين ذراعيه من جديد. هبطت معنوياتها أكثر عندما تذكرت ذلك الكابوس حيث تحولت إلى روندا, الفيرة, روندا القليلة الحيلة.

و قالت بتعجرف, و معدتها تُطلق أصواتاً غريبة: "لست بجائعة."

فقال مشمئزاً: "أنت تكذبين. حسناً. لن أتوسل إليك. سوف أضعه قرب الباب, تضورى جوعاً. وازدادى قسوة فذلك لا يهمنى بشئ."

كانت فيكى ترفض أن يهتم بها هذا الرجل. لكنه الآن على بابها, مقدماً لها مساعدته و اهتمامه, مغرياً إياها.

ورددت: "لست جائعة."

ظنت أنها سمعته يقسم. كان هناك صوت وقع أقدام, ثم صليل ثم وقع أقدام مرة ثانية’ ثم مزيد من الصليل. "هاك." قال جيل. إنه أمام بابك. كان موزس لطيفاً بإحضارهما و تحمل المشاكل. فهم لا يدفعون له للتفتيش و الحمل. إذا كانت هذه طريقتك لشكره, فأحتفظى بها لنفسك."

سمعت وقع أقدامه تبتعد مرة أخرى. انتظرت وقتاً خالته طويلاً, لتزمجر معدنها مرة أخرى, و قد استبد بها الجوع.

كانت رائحة الطعام الساخن تفوح من تحت الباب. و كانت شهية لدرجة أنها لم تستطيع تحملها.

فى الجهة الثانية, كان جيل يتمتع بوجبته بينما وقفت هى, جائعة بسبب كبريائها و عنادها.

و فكرت فيكى: "يا إلهى, إنه طعام فقط كان بإمكانى أحضاره بنفسى’ إلا أنه على حق. إذا كان موزس قد تحمل مشقة إحضاره, فلا يجب علىّ إهداره."

بدت تضعف, ففتحت الباب قليلاً و تنازلت صينية ذهبية عليها صحون مذهبة تحتوى على معكرونة البريمافيرا مع سلطة خضار شهية.

فى اللحظة نفسها نظرت حولها و انتابها شعور قوى عندما التقت عيناها عينى جيل السوداوين.

كان قد جلس على إحدى كراسى غرفة الطعام قرب طاولة مغطأة بغطاء ناصع البياض. و كان حاجباه الداكنان يعطيان نظرة قاسية.

ابتسم بسخرية و حياها رافعاً فنجان القهوة.

"إذا لم تكن الآنسة خفيفة الظل. إنها جائعة أخيراً, كلى يا حبيبتى الآنسة خفيفة الظل, و أبقى دائماً ناعمة رقيقة كما أنت."

احمرت وجنتى فيكى. كانت تدرك بشئ من عدم الأرتياح أنه رآها للمرة الثانية خلال هذا اليوم من غير تبرجها. "إنه لمن المخجل هدر الطعام, هذا كل ما فى الأمر." قالت ذلك و هى تلتقط الصينية و تدخل الغرفة. "أشكر موزس عنى."

"إننى قد أقوم بأى شئ لإرضاء حاجاتك." قال لها ذلك رافعاً فنجانه لتحيتها مرة ثانية.

استدارت و دخلت غرفتها مغلقة الباب وراءها و محدثة صليلاً قوياً كما لو أرادت أخباره بأنها فى الداخل و هو فى الخارج.

حملق جيل فى الباب الموصد الذى كان يفصل بينه و بينها. مع ان الطعام كان شهياً إلا أنه لم يلمسه.

كانت صورة وجهها خالى من مساحيق التجميل ما تزال تحوم فى خياله. كان كلما رآها يتذكر زهرة. ليس زهرة تعيش فى بيوت البلاستك و تحتاج إلى رعاية, ليس برعماً فى حديقة, بل زهرة وحشية تدبرت نفسها فى العيش فى مكان خفى, و استطاعت الحفاظ على جمالها.

قبل القدوم إلى فيغاس لهذه الحفلة التنكرية المجنونة تصور عدداً لا بأس به من السيناريوهات مع هذه الفتاة. لكن أية واحدة منها لم تتناسب مع شخصيتها.

عندما نظر إلى وجهها العارى من الزينة, أو عندما فبلها, شئ ما فى دداخله هدد بالخروج عن سيطرته. لم يشعر هكذا مثل منذ ميللى. لماذا؟ كان هناك شئ غير جمالها, فقد تعرف إلى نساء أكثر رعة. لم تكن شخصيتها, فهى متقلبة, متهيبة, مليئة بالإدعاء.

باحثاً عن كلمة أفضل, تساءل ما إذا كان مبهوراً بشخصيتها. كانت تجمع الرقة و الخشونة معاً. كانت تبدو بحاجة إلى كل شئ, لكنها مستقلة لدرجة أنها تكره نفسها عندما تقبل العون.

على الرغم من كل ذلك, أحس أه خلف ابتسامتها الساخرة و المترفعة توجد اسرار و الكثير منها. و صمم على معرفتها. لكى يفهمها, عندها فقط سوف يختفى الغموض و سوف تتحرر من الخوف الذى يغمرها.

و كلما كان ذلك أسرع كان أفضل. ما يهمه من فتاة كان أقصى طموحاتها هو بيع مستحضرات التجميل فى غوسبورغ, نيو جيرسى؟ فتاة تكره العمل الاستعراضى و هدفها جعل الحياة آمنة و مملة؟

أراد إخراجها من تفكيره. فقد أغضبته و جعلته يغضب من نفسه, أيضاً. كان عليه أن يتوقف عن الأهتمام بها. و سوف يوقفه باية طريقة.

كان روتش قد حدد لـ فيكى الثياب التى عليها ارتداؤها فى كل مرة تظهر فيها. و قد أعطيت لهذا المساء سروالاً طويلاً من المخمل الأبيض ملاصقاً للجسد و بلوزة قطنية تصل إلى الورك مطرزة بخرز ذهبى.

كان عليها أن تسدل شعرها, و كان ذل يليق بها تماماً كانت زينتها كاملة, و كان ذلك جيداً بالنسبة لمظهرهاالخارجى. فى الداخل, لم تكن تشعر بأنها بخير. كانت تناضل لخلق مسافة تفصل بينها و بين جيل و المحافظة عليها.

لم تكن تسمح لنفسها بالتفكير به كرجل, أو حتى ككائن بشرى. كان وسيلة للوصول إلى نهاية ما, هذا كل ما فى الأمر. كان بطاقتها للخروج من نيويورك إلى حياة سليمة و طبيعية, طبيعية, قالت لنفسها عدة مرات, طبيعية, مثل الآخرين.

أخيراً, أخذت نفساً عميقاً و قررت أنها جاهزة. و لكن, عندما طرق الباب, تبعثر هدوؤها, و تطايرت شظاياه متلاشية فى عدة اتجاهات.

أحست بأنها ترتعش, لكنها نهضت و فتحت الباب. "نعم؟ هل حان الوقت؟"

"حان الوقت." و ارتجف صوت جيل. "يا إلهى, لا أستطيع التعود على هذا."

لم يكن قد غير ثيابه لكنه أضاف إليها كنزة من صوف الموهير ات اللون الأزرق الباهت فوق القميص. قفز قلب فيكى بطريقته التى لا تستطيع السيطرة عليها.

سماكة الكنزة جعلت كتفيه تبدوان أكثر عرضاً, و وركيه, على العكس أكثر نحافة.

"ما هذا الذى لا تستطيع التعود عليه؟" كانت فيكى مرتبكة ليس فقط بسبب كلماته بل بسبب وجوده أيضاً.

"الطريقة التى تتغيرين بها. منذ ساعة, فُتح الباب و رأيت فتاة ذات فم زهرى محاولة إدخال بعض المعكرونة إلى غرفتها. الآن لم تعد موجودة بدلاً منها, خرجت امرأة شقراء. عندى أحساس بأنه توجد عشرين امرأة فى هذه الغرفة, و ليس واحدة فقط."

"لا تكن سخيفاً, أن تعمل فى السينما. هناك تخيلات أيضاً. عليك التعود على ذلك."

"احاول دائماً تذكير نفسى, أنك انت, و ليس هى."

"ولِمَ هذا الأهتمام؟" قالت فيكى ذلك بسرعة و ابتعدت قليلاً عنه إذ كان قربه يشعرها بالارتباك. لكنه تقدم منها. و ردد بسخرية: "لأماذا هذا الأهتمام؟ لأننى أحب معرفة الصحيح من الخطأ.لأننى أحب معرفة مع ماذا و مع من أتعامل."

فقالت: "مع من؟ ألست عظيماً؟ لا أستطيع أبداً أن أبين متى أقول مع من. هل تستعمل فى تلك الطريقة؟ أم انك فقط تدعى -تتظاهر- أنك تعلم؟"

فقال من بين أسنانه: "يا إلهى. تريدين التعليق على معرفتى لقواعد اللغة؟ أنت غير معقولة. طبعاً, أنا ضليع بقواعد اللغة. لقد درست أمى اللغة الإنكليزية."

استدارت فيكى نحوه مديرة ظهرها إلى أبواب الشرفة. رفعت ذقنها . "معلمة لغة إنجليزية! يا إلهى. أنت مثقف. لابد من أنك نلت تربية حسنة جداً, يا إلهى."

"لقد نلت تربية أفضل مما كنت أريد. كان والدى وزيراً."

تفرست فيكى فى وجهه لترى إن كان يمزح. لكن تعابير وجهه كانت ثابتة جادة. و أحست للمرة الثانية بأنها كانت تقف قريبة جداً منه, لكنها لم تكن تستطيع التراجع. كان كتفاها ملامسان ستائر باب الشرفة.

"وزير." رددت و فى صوتها بعض السخرية. "أوه, يا إلهى, لقد أوتيت نشأة حسنة, لكنك أنتهيت فى هوليوود. إنك كبش محرقة العائلة؟"

قال متمتماً: "لبعض الوقت. لقد تقبلوا الأمر الآن, ماذا عنك؟ عن أهلك؟ و كيف كانت نشأتك؟"

اختفت ابتسامة فيكى. "لست كبش محرقة العائلة. إذ لا توجد عائلة أساساً. كانوا ممثلين, أو حاولوا أن يكونوا كذلك." و أخفضت رأسها حتى لا يتقابل نظرهما.

"أسمع! علينا الخروج إلى الشرفة, و ننهى هذا المر, آهـ, إننى تعبة من الإدعاء و أنتحال شخصية غير شخصيتى."

و استدارت تزيح الستائر, و حاولت فتح الباب إلا أنها لم تستطيع. فقد قاومها القفل.

"دعينى أقوم بذلك." قال جيل بصوته الخافت و هو يتحرك خلفها. "و أهدئى, من المفترض أن نخرج إلى الشرفة كالعشاق. لا تخرجى وحدك."

لف ذراعه حول خصرها و شدها نحوه برقة, من دون مقاومة. و همس فى آذنها: "أثبتى." و اراح ذقنه على كتفها. و مد ذراعه و فتح الباب. "الآن نخرج ببطء و هدوء."

فتح الباب مبقياً ذراعه حول خصرها. و أحست فيكى ببرد الصحراء. و أرتجفت قليلاً. اشتدت ذراع جيل حول خصرها و همس فى أذنها: "أذهبى نحو الشلال." ثم قبلها تحت أذنهاز كانت شفتاه, دافئتين حتى أنها أحست بالبرودة تنتشر فى أنحاء جسدها.

كانت الشرفة واسعةلدرجة أنها كانت تغطى معظم مساحة الطابق العلوى فى الفندق, كانت هناك أشجار و ورود كثيرة حول الشلال.

كانت المياة الدافئة فى حوض السباحة تتألق رأسمه أشباح تيارات. كان الشلال الاصطناعى ينساب فى الطرف البعيد للحوض. و كان, كما طرف الحوض, مضاءاً بكاشافات مخبأة خلف أوراق الشجر. و كانت الناباتات و الأشجار مزروعة بكثافة حول الشلال.

و سألت فيكى: "من يعيش فى هذا المكان, أثرياء أجانب؟"

"بالتحديد, ثرى متحرر جداً. لقد استأجره لمدة مئة عام. و قد أعاره لـ كاريسا."

و اشتدت ذراعه حولها. "من هنا."

قاداها نحو بستان من شجر الصنوبر. "دعينا لا نسهل الأمر عليهم فى السيلفرادو. فلنبق فى الخفاء لبعض الوقت و لندع الأمر يبدو طبيعياً."

أجبرت فيكى نفسها على الابتسام. "قلت هم. هل هناك أكثر من مصور واحد الآن؟" و أشارت برأسها نحو السيلفرادو.

أجابها و هو يقودها إلى ظلال بستان الأرز: "أجل روتش يراقب أيضاً من فوقنا, لقد استأجر غرفة حتى يتأكد مما إذا كنا نقوم بعمل جيدا."

"هذا جنون." قالت هذا بينما كان يتوجهان إلى القسم الأكثر عتمة فى البستان. كان خرير الشلال المصغر يخر و رائحة الكلور تنتشر فى الهواء ممتزجة بعطر الصنوبر, كان بامكانها أن ترى أضواء مئات الفنادق الأخرى, و النوادى الليلية, و الكازينوهات, و الأضواء الصامتة لقوس قزح مملكة النيون فى فيغاس.

توقف جيل عن الحركة و كذلك فعلت نيكى, بدأت بتحرير نفسها من عناقه, لكنه أمسك بها بسرعة.

و قال محذراً: "صه, ابقى قريبة. لا يمكنهم رؤيتنا جيداً من حيث هم, إنما يمكنهم رؤيتنا. خاصة و أنت ترتدين ثوب أبيض."

كان هناك مقعد من الرخام الباهت اللون قبالة الششلال بين الصنوبر. كانت الأضواء تتسلل عبر الأغصان الناعمة, غير متجانسة.

و قال لها جيل و هو يطلقها: "لقد أصبحت عصبية مرة أخرى, أليس كذلك إجلسي."

غاصت فيكى فى المقعد. "و من لا يكون عصبياً مع كل هؤلاء الذين يتجسسون؟ حتى روتش. كيف يتحمل جيل و كاريسا هذه الحياة؟ مراقبين و متخفيين من الصحافة؟ كيف يمكنهم البقاء متحجرى العقل؟"

جلس قربها, و وجهه يبدو كوجه طفل تحت الضوء الخافت.

"إنه الثمن الذى يدفعه المرء ليكون غنياً و مشهووراً. أنه كعقد صفقة مع الشيطان."

"ماذا تعنى؟" جعلتها كلماته تشعر بعدم الأرتياح. و تساءلت عما إذا كانت قد عقدت صفقة مع الشيطان بتوقيعها عقد روتش.

فقال: "لديهم الثراء – القوة." لكنهم يتخلون عن مكانتهم فى المجتمع البشرى. بمن يمكنهم الوثوق؟ من الذى سيحبهم لشخصهم؟ أو يكون وفياً لهم بسبب الصداقة, و ليس بسبب المال؟ أنهم يتوقفون عن كونهم أشخاص أنهم يصبحون سلعاً."

"يبدو ذلك رهيباً." قالت فيكى ذلك و هى تنظر إلى السماء. كانت سوداء حالكة, خالية من القمر و النجوم.

"بالنسبة للمشاهير, كل شئ يجرى أمام الكاميرا. العالم كله يشاهدهم و هم يقعون فى الحب, و يتزوجون, يطلقون. لا يمكنهم التعرض لإنهيار عصبى أو حتى الموت وحدهم." و مد يده و التقط يدها. "الصحافة دائماً موجودة, محولة كل شئ إلى أخبار."

فقالت فيكى: "هذا مخيف, إننى أكرهه."

"و أنا أيضاً."

و سألت: "لماذا يفضل البعض مثل هذا؟" و استدارت تتأمل مياه الشلال الأصطناعى المضاء بالألوان.

"أنت أخبرينى."

و مرر أصابعه بين أصابعها ثم وضع يديهما المتشابكتين على فخذه.

أحست يدها الناعمة بالبرودة بسبب ملامستها ليده الخشنة. "لا تحاول...." بدأت بالقول مع أنها لم تحاول الأبتعاد.

قال و هو يضع اصابعه على فمها: "صه. أنت متوترة من جديد. لا تخافى عندما المسك. فهذا لا يعنى شيئاً. علينا القيام بذلك. تعودى عليه, كونى مرتاحة له."

"لا أستطيع."

"بلى تستطعين." و مرر اصبعه بهدوء على شفتيها, ثم أمسك بيدها الثانية و رفعها قرب فمه و طبع قبلة فى راحتها.

أحست فيكى بالحرارة و عندما رفع فمه عن يدها أحست و كأنه نجمة نامعة فى مكان القبلة.

و قال بنعومة: "الآن. لقد طلبت منك أن تخبرينى. إذا لم يكن الثمن مرتفعاً, لماذا يريد أياً كان تحمله؟ الشهرة, الثروة؟" و أضاف للعض السخرية على الكلمتين الأخيرتين.

"أنا... أنا...." تلعثمت و ما زالت تشعر بحرارة قبلته فى راحتها. "أظن أنهم يعتقدون أن ذلك سوف يجعلهم كاملين." و فكرت بـ رواندا, التى ظنت أنه بالحب أو بالشهرة فقط يمكنها أن تصبح كاملة.

وجه يدها نحو كتفه , ممسكاً بها بقوة. "يجعلهم كالين؟ هذا مثير للأهتمام. لكنه مربك. ماذا تعنين؟ أخبرينى بينما يلامس أحدنا الآخر."

تركت يده ترتاح على كتفها. مترددة و خفيفة, مثل عصفور قد يطير فى أية لحظة. و برقة, رسم بإصبعه تجويف خط فكها.

و ردد بصوته الخافت: "كيف يظنون أنه يجعلهم كاملين؟ اخبرينى."

تسارعت الأفكار فى رأس فيكى. كان فقط يحاول تحضيرها لما سيقومان به قريباً أمام الكاميرا –كان يحاول جعلها تحس بالارتياح, و لكن إذا كان يحاول تهدأتها, لماذا كانت تحس بهذا الخوف؟

قالت محاولة السيطرة على أرتباكها: "بعض الناس لا يشعرونبعدم التكامل. إنهم بحاجة لشئ يسد هذا النقص" –فكرت مجدداً فى روندا- أو الذى يحسونه أنهم يشعرون بأنهم لا يساوون شيئاً دون هذه الأشياء, ربما, كونهم أغنياء الغنى, الشهرة, السلطة. من دونها حياتهم تصبح من دون معنى. و ربما لا يشعرون أنهم أحياء.

رفع ذقنها حتى تضطر للنظر إلي وجهه المظلل. "أنت تفهمين ذلك. لكنك ليست بحاجة لهذه الأشياء . ليس أنت."

أرادت أن تتمرد على الشعور الذى أحدثته فيها تلك القبلة, كانت تصرفاته مزيجاً من الرقة و القوة, و كان يقف بقوة فى وجه إرادتها, إنما كان عليها أن تتذكر كم كان هذا الرجل مختلف عنها.

و قالت بسرعة: "كلا, لست بحاجة إليها. و لكنك أنت بحاجة إليها, و إلا ما كنت تفعل ما تفعله الآن. أنت بحاجة للخطر. أنت بحاجة للمخاطرة."

بقى صامتاً لفترة. بقيت يده ثابتة على وجهها, و كأن الذى قالته قد أدهشه.

و قال أخيراً: "فعلت ذلك مرة. لكن ذلك تغير. ما أحتاجه الآن هو التقدم, الذهاب أبعد."

فسألته فيكى بسرعة: "ماذا؟ مزيد من الخطر؟ مخاطر أكبر."

أبعدت رأسها لتحرر نفسها من لمسته, لكنها أبقت يدها على كتفه لتحافظ على المسافة بينهما بدلاً من تقصيرها.

"كلا." قال و هو يميل نحوها, و يده ملقاه على ذراعها. "تحديات أكبر هذا كل شئ. أن أكون الشخص الذى يصور المشاهد, و ليس الذى يقوم بها."

"لِمَ أنت متوترة هكذا؟"

"ليست كذلك. أسمع, هل يمكننا الوقوف حيث يمكنهم رؤيتنا و أخذ صورهم اللعينة و ننتهى من هذا الأمر؟"

حاولت الإفلات منه لكن ذراعيه كانتا مشدودتين حولها. "أهدئى يا فيكى, أريدك هادئة, مفهوم؟"

فقالت كاذبة: "أنا هادئة."

"لا, لست كذلك." حرك يديه صعوداً و نزولاً على ذراعها مما أشعرها بالراحة و الهدوء. "أستطيعتحسس عضلاتك المتشنجة من خلال هذه الكنزة."

"لأننى أريد الأنتهاء من هذا الموضوع." قالت معترضة و هى تهز رأسها. "لأننى أكرهه."

"نهض و أنهضها معه. أحست بنفسها و كأنها قزم أمام طول قامته. شئ ما تغيير فى تصرفاته و لم تستطيع معرفة ما هو. حدق بها ثم أبعد نظره عنها فجأة.

كان صوته خشناً عندما تكلم. "لا فائدة من كرهكلهذا العمل. هذا ما عليك القيام به للوصول إلى نيو جيرسى. هذا ما علىّ القيام به حتى أخرج فيلماً. أنا أيضاً لا أحبه, لكن, هكذا هو الوضع."

"تُخرج فيلماً؟" قالت فيكى و هى تنظر إليه بدهشة.

"تعنى أن هذا ما سوف تحصل عليه من هذا الأتفاق؟ تصبح مخرجاً؟" و بادرته بضحكة قصيرة. "ألست هذه (موضة) هوليوود الآن؟ الجميع يريد أن يكون مخرجاً؟"

لا تدعى الذكاء يا فيكى. لا يمكننا أن نكون أعداء. أننا, نحن الأثنين, تحت الإختبار."

أحست بأنها كانت فعلاً مدعية, و خجلت من نفسها, و قالت بغضب: "أنا آسفة. لقد عنيت...."

"لا يهم ماذا عنيت. ما هى المشكلة إذا كانت أحلامى كبيرة و أحلامك صغيرة؟ إننا هنا لتحقيق هذه الأحلام. لدينا عمل علينا القيام به. فلنكن عمليين. أسمعى, سواء أعجبك ذلك أم لا, فنحن فريق واحد نسعى إلى غاية مشتركة و يعتمد الواحد منا على الآخر.

فحولت فيكى نظرها عنه و تابع هو: "كل ما أريده منك هو أن تثقى بىّ و تكونى مرتاحة معى, أتفقنا؟"

هزت رأسها بالإيجاب مبقية نظرها بعيداً عنه مع أنها كانت واثقة من أنها لن تستطيع الوثوق به أو حتى الشعور بالراحة معه.

و سألها و هو يقترب منها: "هل أنت جاهزة؟" أحست بغصة فى حلقها: "إننى جاهزة."

"سوف نمشى إلى هناك, إلى اليسار من الجهة الأخرى من الشلال. سوف أبقى ذراعى حولك. ثم نذهب إلى آخر الشرفة. النور كافٍ لرؤية وجوهنا. لكن ليس بوضوح كبير. يجب أن يلتقطوا صورة واضحة لنا."

هزت رأسها بالإيجاب, لقد كانت متوترة لدرجة أنها كادت تعض على شفتيها.

إزداد انحناء: "عندما نصل إلى هناك سوف أضمك بين ذراعي –هكذا." أطبق يديه على خصرها و ضمها نحو صدره ببطئ و شغف.

و قال بصوت خافت: "ثم أقبلك –تأكدي من أن تقبلينى. حوالى الدقيقيتين, سوف أوقت ذلك, أتفقنا؟"

فقالت بضعف: "حسناً."

فقال هامساً: "الآن هناك, سوف يكون الأمر لـ كاريسا شاندلر, و روتش و المصورين. أنا الآن, هنا, فالأمر لنا."

و إزداد اقتراباً منها.

فقالت فيكى لاهثة: "لنا؟"

إلا أنها لم تستطيع قول المزيد, فقد أسكتها بعناقه.


Hebat Allah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-15, 04:45 PM   #9

Hebat Allah

مشرفة منتدى البرامج والحاسوب ومصممه في الروايات والقصص المنقولة وكاتب فلفل حار و فراشة متالقة بالقسم الازياء وشاعرة متألقة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Hebat Allah

? العضوٌ??? » 275242
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,334
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Libya
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Hebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك carton
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
أنا شخص لذاتي أكتب عن نفسي وعن حياتي .. لا أكتب لصديق خان ولا لحبيب ليس له في القلب مكان ..هبوش
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الــفــــصــل الـسابع

هناك فى ليل الصحراء البارد, كانت فيكى غير قادرة على السيطرة على عالمها. أرادت أن يقبلها جيل , ربما للأبد لكنها لم تكن تريده أن يقبلها الآن فى هذا المكان. مع أنها رفعت يديها لإبعاده عنها, إلا أن أصابعها توقفت على صدره المتصبب عرقاً.

كان بعض الرجال قد عانقوا فيكى من قبل لكن أحداً لم يعانقها بهذه الطريقة. كان جيل يحاول تعليمها أجمل و أنعم أسرار الملامسة. لف ذراعه حول حول خصرها, ضاماً إياها نحوه بحنان. منتديات شبكة روايتي الثقافية بينما أتجهت يده الثانية نحو رقبتها, ثم تحت شعرها, ارتعشت فيكى, ليس بسبب البرد فهى لم تعد تشعر به.

قال هامساً قرب شفتيها: "لا ترتعشى, و لا تقاومينى فنحن فريق, يا فيكى. أنا أثق بك, و بإستطاعتك الوثوق بىّ. أظهرى أنك تثقين بيّ, عانقينى."

كانت تعلم أن عليها أن تتراجع, لكنها لم تفعل بقيت داخل محيط ذراعيه.

"أرينى أنك تثقين بىّ. عانقينى من دون جمهور و لو لمرة واحدة."

كانت يداها ما تزالان على صدره تتحسسان دفئه و دقات قلبه الثابتة تحت أطراف أصابعها.

قال و أنفاسه دافئة على وجهها: "فيكى, عانيقينى." كان صوته خافتاً, مشجعاً رقيقاً.

وقفت على أطراف اصابعها و هى ما تزال ترتجف. ببطء و تردد, ثم طبعت قبلة فوق شفتيه لم يقم بأى حركة لجعلها تقترب اكثر. و مع أنه كان يوجد عندها دافع للانسحاب, إلا أنها لم تفعل. وجدت نفسها غير قادرة على معانقته بجرأة أكبر مع أنها ارادت ذلك.



كانت غير قادرة على القيام بأكثر من ذلك, ظنت أنها أحست بضربات قلبه تتسارع. كانت يده ثابتة على وجهها, و كان ينتظر خطوتها التالية.

"أوهـ." قالت لاهثة و خرجت منها الكلمة من دون إرادة. أخجلها الصوت و تراجعت عنه محدقة بالأنوار المتلألئة بين أغصان الصنوبر. بقيت يده للحظة على خدها, و لكن, عندما رفضت النظر إليه أحست بيده تهوى.

أخذها من يدها. "هيا لنذهب و نتظاهر بأننا عاشقان."

"هل من المفروض الآن أن أغمرك بالعاطفة؟ و لكن هذه ليست طبيعتى, و قد لا حظت ذلك."

قادها نحو البقعة الأقرب إلى السليفرادو. شد على يدها. "لن ننقاد كثيراً للعاطفة. حاولى أخذ الأمر برواية. أتفقنا؟"

"لكن روتش قال..."

قال جيل و هو يلف ذراعه حول كتفها: "أنسى ما قاله روتش."

تمكنت من رسم ابتسامة صغيرة على وجهها. "ماذا تعلم عن الأمر؟ هل وقعت يوماً فى الحب؟"

أحست بذراعه تشدها بقوة. ثم سكت برهة. "لقد أحببت مرة." جلس على الحافة العريضة و أحلسها بقربه. "حسناً. الآن نتحدث. بين كل فترة و أخرى و سوف أعانقك. تابعى النظر فى عينى كما و كأننا عاشقان."

نظرت فيكى فى عينيه اللتين بدتا بسواد الليل. ابتسمت محاولة إبقاء صوتها هادئاً و غير مبال. "هل هذه روح الأخراج تصدر منك الآن. ترسم هذه الأحداث فى ذهنك؟"

قرب جبهته من جبهتها و لمس شفتيها بسبابته. "أنا لست من هذا النوع من المخرجين, الوحدة الثانية هى ما أريد."

سألته: "و ما الوحدة الثانية؟"

ابتسم لها, عضت على شفتها و حاولت الابتسام مرة أخرى.

"جيد, حافظى على هذه الأبتسامة, أنها عذبة."

نظرت إليه غير واثقة من النظر إلى عينيه.

فقال و هو ينظر فى وجهها: "هذا هو المطلوب." لقد فهمت أنك تبدين كامرأة مغرمة, أنك ممثلة حقاً." حملق بها طويلاً.

أحست فجأة بالدموع فى عينيها, و حاولت إخفاءها و هى ترفع ذراعيها نحو رقبته. وضعت يديها على تجويفة كتفيه القاسية و شبكت أصابعها وراء رقبته.

أتسعت عيناه عندما رأى خيال الدموع فى عينيها و قال برقة: "يا إلهى, يا إلهى." و جذبها نحوه و ضغط وجهها على كتفه و كأنه يطمئنها إلى أنها بأمان. ضمها لفترة طويلة و قلبه يخفق بسرعة مثل قلبها.

ثم انحنى و عانقها, كانت يداه لا تزالان تلامسانها. لم يعد يطلب منها معانقته فقد قامت بذلك طبيعياً, لأنها أرادت ذلك.

رفع خصلة من الشعر عن وجهها ثم حدق بشفتيها. "فيكى." و هز رأسه و هو بين العبوس و الأبتسام: "من الأفضل أن ندخل."

مدت يدها فالتقطها و قبلها. و هذه المرو, عندما تبادلا النظرات, لم يكونا يتظاهران و كلاهما كان يعرف ذلك.

فى الداخل, صب جيل قليلاً من البراندى و شربه دفعة واحدة. كان وجهه متوتراً و قال من بين اسنانه: "حسناً, لقد انتهت المهمة."

وقفت أمام باب الشرفة متوترة. كانت تعلم أن عليها الذهاب إلى غرفتها و إغلاق الباب بينهما, لكنها لم تستطيع, ليس الآن.

"متى...متى وقعت فى الحب؟"سألته و هى تنظر إليه.

وضع كأسه و حملق بها. "منذ سنتين." صب لنفسه كأساً آخر و استدار ينظر إليها. أى نوع من النساء هى؟ سأل نفسه. تقف هناك مع مجوهراتها و ثيابها الغالية الثمن و كأنها أنسانة من الطبقة الراقية و فى الوقت نفسه خجولة مثل تلميذة مدرسة.

"ماذا حدث لها؟ المرأة التى أحببت؟"

تفرس جيل بكأسه: "لقد ماتت."

"أنا آسفة."

"و أنا أيضاً."

"هل كنت.... كنت تريد الزواج منها؟"

رشف كأسه و نظر إلى اللون البنى للمشروب. "نعم. كنت أريد الزواج منها."

تقدمت فيكى نحو الأريكة و جلست. و مررت يدها فى شعرها و نظرت إلى جزمتها البيضاء اللون. "أنا آسفة, لم يكن على إثارة الموضوع. أنه فقط....."

"انه فقط ماذا؟ سألها بتجهم. بدت متعبة و مرتبكة. كما أنها بدت مزيجاً من أميرة الاستعراض و ملكة الثلج.

لعقت فيكى شفتيها. "أنه فقط.... لو تزوجتها, هل تكون هنا الآن؟ تفعل هذا؟ ما نقوم به سوياً؟"

كان سؤالاً غريباً, و فكر, إنه سؤال ما كان يجب أن يُطرح أبداً لو كانت ميللى على قيد الحياة. ميللى, فكر بمرارة, ميللى كانت الفتاة التى يجب أن يفكر يها, ليس فيكى.

كانت ميللى المرأة الوحيدة التى أحبها بصدق, لم يكن من شأنه التورط مع هذه الطفلة الجالسة أمامه, هذه الفتاة الغريبة و التى لا تربطه بها اية قواسم مشتركة.

و قال بعد فترة قصيرة: "كلا, لما كنت هنا."

أومات برأسها و كأنها أحست بالرضى. "حتى لو عنى ذلك فرصة لإخراج...ما تسميه... الوحدة الثانية؟ الإثارة؟ لما كنت هنا حتى لهذا السبب؟"

"كلا. كنت وجدت سبيلاً آخر. لما كنت تركتها للقيام بشئ كهذا."

أومأت برأسها مرة ثانية لم تكن فيكى إلى ماذا تريد الوصول و لماذا أعطته الاندفاع بالحديث أو الحديث عنها, لككنه فعل.

"كان اسمها ميلانى." قال محاولاً إخفاء العاطفة من صوته. "كانت من مونترى, مثلى. كانت فتاة ذكية, فتاة لامعة.... درست التاريخ فى الجامعة و تخرجت بتقدير جيد جداً. لكن عمل المخاطر كان يستهويها. مثلى تماماً. و هذا..... ما قامت به كعمل. كانت جيدة." أصبح صوته أكثر نعومة و هز رأسه متذكراً. "كانت جيدة."

لم تقل فيكى شيئاً, و ما زالت محولة أنظارها عنه, بل كانت تستمع فقط. و كانت ملامحها حزينة.

"التقينا خلال تصوير لقطة. فيلم من نوع الروديو. لم يكن فيلماً مهماً. لكنى ما زالت أذكره حتى الآن. أول مرة رأيتها كانت على صهوة حصان كبير. قله لها: "كيف يمكن لفتاة صغيرة مثلك امتطاء حصان كهذا؟" و قالت: "راقبنى فقط, يا راعى البقر."

هز رأسه. و هو يتذكر. كانت ميلى داكنة الشعر و العينين. كانت بينهما قواسم مشتركة كثيرة

"ثم بدأت تشعر بالتعب. بدا ذلك غريباً لأنها كانت دائماً بصحة جيدة. لكن حالتها كانت تسوء. عندما ذهبت إلى الأطباء...." توقف و أخذ رشفة من كأسه. "....علموا أن هناك شئ غير طبيعى."

أخذ نفساً عميقاً. "أخبرونى أنه بقى لها ثلاثة أو أربعة أشهر لتعيشها. قالوا أت العلاج الكيميائى لن ينفع معها. كان المرض قد تفشى فى جسدها بقوة."

شعر بتوتر فى جسده لهذه الذكرى. "كان علىّ إخبارها بذلك. قالت إنها تريد سماع الخبر منى و ليس من الإطباء. لذلك أخبرتها أنه لم يبقى لها سوى أربعة أشهر و لا يمكنها مقاومة ذلك."

ظهر التوتر على فكه. نظر حوله فى الغرفة إلى المرايا التى لا نهاية لها. "لكنها لم تستطيع مقاومته. عاشت فقط أربعة أشهر. جعلناها أجمل أيام العمر. كانت أشجع امرأة عرفتها فى حياتى. لن يكون هناك واحدة مثلها أبداً. أبداً."

أنهى كأسه و وضعها جانباً ثم عقد ذراعيه. "هذه هى القصة."

رفعت فيكى رأسها و يداها موضوعتان على ركبتيها, و للمرة الثانية وجد أنه من الصعب قراءة تعابير وجهها القاسية. كان يعلم أن تعابير وجهه كانت بقسوة تعابيرها. أدار نظره فى الغرفة و كأنه يبحث عن شئ يقوله. "لماذا هذه الغرفة مختلفة عن مختلفة عن غرفتى؟" سألته ذلك و كان شاكراً لها تغيير الموضوع.

"يبدو الأمر و كان أحداً ما أحضر غرفتين من بلدين محتلفين و ألصقهما معاً."

اتكأ على الحائط المغطى بالورق الحريرى. "اراد الثرى أن تمثل كل غرفة زماناً و مكاناً مختلفاً. الأساليب , الثروات. هذا فرنسى.... كلاسيكىجديد, تأثير يونانى. غرفتك فى معظمها هندية. هل تريدين القاء نظرة فى أرجاء المنزل؟ هل رأيت من قبل مطبخاً مصنوعاً على الطريقة المصرية القديمة؟ يوجد فرن كهربى فى صندوق مومياء."

هزت فيكى رأسها. لم تكن تريده أن يظن أنها تحاول أن تدعو نفسها إلى غرفته. كان وضعهما يجبرهما على البقاء على اتصال مستمر, و قد حرك فى داخلها مشاعر لم تكن تعلم أنها موجودة.

لانها وجدته جذاباً سألته عن المرأة الأخرى بجد, و أجابها هو بجد مماثل. لقد أحب ميلانى التى كانت ذكية و مثقفة و قوية و شجاعة. فقد قال: "لن يكون هناك أحد مثلها أبداً." المرأة التى أحب لم تكن تشبه فيكى بشئ. اشعرتها كلماته و كأنها مسامير دُقت فى قلبها, لم تكن فيكى فيكى بحاجة إلى أى رجل, و لا رجل مثل جيل. كان عملها أن لا تطلب و لا تحتاج أياً كان, بل أن تكون وحدها. كانت مدينة بذلك لنفسها, لـ إيفلين, و تدين بمعظمه لـ رواندا.

"عدينى بأنك ستحققين شيئاً ما. لا تنتهى مثلى. لا تقومى بأخطائى نفسها."

أحست فجأة و كأن الغرفة مليئة بالأشباح. رفعت رأسها فأدركت أن جيل يراقبها بتلك النظرة القلقة.

"أوهـ, أتمنى لو أستطيع الخروج قليلاً من هنا.... أشعر و كأنى فى حوض سمك. لم أر شيئاً يذكر فى لاس فيغاس. لا شئ سوى المطار."

مشت نحو الستائر, أزاحتها قليلاً ثم أعادتها إلى وضعها و قالت عابسة: "يوجد فى المطار أشجار نخيل مصنوعة من الألمنيوم. و مكينات شعبية. بإمكان الناس البدء بالمقامرة ما أن يطأوا أرض المطار."

"أعلم ذلك."

"هنا لا يمكنك الخروج دون أن يتجسسوا عليك."

هل تظن بأن روتش قد يسمح لىّ؟ إننى أستطيع التخفى جيداً و لن يلاحظنى أحد."

فقال جيل: "كلا."

"لكن لماذا؟ لقد انتهينا من مشهد الليلة."

"سوف نتزوج غداً, أتذكرين؟ سوف يريدك أن تحصلى على نوم هادئ و مريح."

فقالت ساخرة: "نتزوج."

"نعم."

"لن أتمكن من النوم الليلة, أحب الخروج فى نزهة قصيرة."

أخفض حاجباً و هو يعبس. "لا يمكنك ذلك. إنك تتظاهرين بأنك هى, و هى مشهورة. إنها سجينة هذه الشهرة. و أنت كذلك... حتى إشعار آخر."

تنهدت فيكى و توجهت نحو ستائر الباب لكنها لم تفتحها: "لماذا تظنهم يضعون أشجار بلح إصطناعية فى المطار؟ الحقيقية أجمل."

"إنها فيعاس و قليلة هى الأشياء الحقيقية فيها."

أرادت أن تفتح الستائر و تنظر إلى الخارج لكنها كانت تعلم أن هناك من يراقبها دائماً.

قال فجأة: "إذا أردت حقاً الخروج فسوف أصطحبك."

نظرت إليه بشك, غير واثقة بما تفكر. "لكنك قلت إن روتش...."

"اللعبة مع روتش ليست أن تسأليه ما تريدين بل أن تقولى له ما تريدين. قد يتصل بنا فى أية دقيقة. سوف أهتم به. أذهبى و غيرى ملابسك. أرتدى شيئاً أقل لفتاً للنظر. لا تتبرجى و إلا لن أصطحبك."

"أننى أتبرج دائماً. لا أخرج أبداً...."

رن جرس الهاتف. "هيا." قال جيل و هو يشير برأسه نحو باب غرفتها.

هزت كتفيها و كأنها لا تبالى, توجهت نحو غرفتها غير مقتنعة بما طلبه.

و بسرعة غسلت وجهها و مشطت شعرها معيدة إياه إلى طبيعته, ترددت قليلاً أمام المرآة. لم تستطيع تحمل فكرة خروجها من دون تبرج, وجهها عار أمام الجميع... و أمام جيل أخيراً وضعت القليل من احرم الشفاه الشفاف, و قليلاً من الماسكارا.

توجهت نحو الخزانة و ارتدت سروالاً من الجينز و قميصاً فضفاضاً. لم ترتدى أى واحدة من سترات كاريسا الباهظة الثمن. مفضلة أن تشعر بالبربد.عندما نظرت إلى نفسها فى المرآة بدت صغيرة و أقل خبرة و ليست مثل كاريسا على الإطلاق. و ربطت شعرها كذنب حصان فبدت أصغر سناً.

عادت إلى غرفة الجلوس متوقعة أن يكون روتش قد رفض طلبها. لكنها فوجئت بـ جيل قرب باب الشقة ينتظظر خروجها بفارغ الصبر.

كان يرتدى الجينز نفسه الباهت اللون, القميص القديم نفسه, و سترة بنية بدت و كمأنه يمتلكها منذ سنوات. و قد وضع أيضاً نظارتين أعطتاه شكلاً جاداً غير متوقع أقرب إلى تلميذ مدرسة.

نظرت إليه بدهشة. فجأة, لم يشبه كيفن شاندلر بشئ سوى قصة شعره و بنية جسده. كان للنظارتين تأثير غريب. كانتا تظهران قوة و قساوة وجهه.

حملقت بذهول و قالت: "لم أكن أعلم أنك تضع نظارات."

"للقراءة فقط. لكنى فكرت أننى إذا وضعتهما لن أشبه شاندلر بشئ. سوف يخدع العالم, هذا كل ما فى الأمر, بما أن هذه هى فيغاس, الأمر سيان بالنسبة لىّ."

إنه يضعهما للقراءة فكرت فيكى, و قلبها ينكمش, طبعاً, رجل مثله قد يقرأ كثيراً. بماذا قد يفكر إذا علم أنها تعانى من مشكلة فى قراءة ورقة صغيرة مثل تلك التى أعطاها لإإياها روتش؟ هل سيشعر بالإزدراء؟ أم أسوأ... بالشفقة؟

لم تعان من مشاكل معه.

"لقد عانى هو من المشاكل معى. أنا أفههم عليه و أعرف طريقة التعامل معه."

"نظر إليها بتجهم و قال: "هل هذا كل ما سترتدينه؟ سوف تتجمدين من البرد."

"لا أستطيع ارتداء أى من ثيابها السميكة. تبدو كلها و كأنها تساوي ثروة. أريد أن أبدو....طبيعية."

حملق فيها لفترة. ثم قال و هو يخلع سترته: "خذى هذه."

بدأت فيكى بالأعتراض.

فقال مصراً: "خذيها. لدى واحدة أخرى. ألم يسمحوا لك بإحضار أى من ثيابك؟"

هزت فيكى رأسها و تركته ليساعدها بإرتداء السترة. كان الإندساس بها غريباً. كان قماشها المهترئ لا يزال دافئاً من حرارة جسده, و كانت رائحة وملمس الجديد القديم مريحة, و مألوفة تقريباً. كان و كأنه قد أستعمل تلك السترة لفترة طويلة لدرجة أنها تشربت ملمس جسده.

ذهب إلى غرفته و عاد, مرتدياً سترة بيضاء و زرقاء مصنوعة من الصوف و الجلد معاً. كان يعتمر, كذلك قبعة بيسبول. ابتسمت فيكى بعض الششئ. مع السترة, القبعة و النظارتين, بدا و كأنه مدرب علم الرياضيات.... أى شئ إلا نجم سينمائى استرالى.

و سألت: "هل كنت رجل آداب؟" كانت المدارس و الجامعات تبدو بلاداً غريبة بالنسبة لها, بنظمها و تقاليدها.

"لمدة سنتين. هيا. سوف يتبعنا موزس. إنه يحب الحركة مثلنا."

رافقها إلى الممر و ضغط على زر المصعد. نظر بكسل إلى إنعكاس صورتيهما فى الأبواب ذات المرايا . تبدين و كأنه يجب عليك الطواف فى حرم الجامعة, بدلاً من العيش فى جناح ثرى."

رفعت كتفيها منزعجة, و قالت: "ماذا درست فى الجامعة؟ صناعة الأفلام؟"

انفتحت أبواب المصعد. فهز رأسه و قادها إلى الداخل. "الهندسة. لكنها لم تكن هدفى. تركت الدراسة فى سنتى الثانية. كنت أريد القفز من البنايات المحترقة و الوقوع عن الأحصنة. أخى تابع دراسته و هو الآن أستاذ فى هيوستن."

وضعت فيكى يديها فى جيبيى سترته. لم تكن تستطيع تصور أى أنسان يترك الجامعة بملء إرادته, و قد أزعجتها السهولة التى أختار بها الخطر.

فقالت بإهتمام: "ما كنت لأترك الجامعة."

هو أيضاً كانت يداه فى جيبه. حملق إلى الأمام دون النظر إليها. "أنت تتبعين نجمتك الخاصة."

هزت رأسها بالإيجاب و كأنها تطمئن نفسها. و نجمتى توصل إلى غورسبورغ, نيو جيرسى."

عبس و قال: "إذا أردت الذهاب إلى الجامعة, فإذهبى يجب أن يصبح لديك المال الكافى بعد هذا. يبدو هذا أفضل من بيع مستحضرات التجميل فى غوسبورغ."

هزت رأسها محاولة أن تبدو غير آبهة. "كما قلت, على المرء أن يتبع نجمته."

توقف المصعد و فتح الباب و عندما عبرا إلى الخارج كان موزس ينتظرهما بالخفاء.

قال بإزدراء: "حسناً, حسناً انظرا إلى هؤلاء الناس الحقيقيين. أنت آنسة جميلة يا آنستى. أنت أجمل منها."

وضعت فيكى يديها فى جيبها محرجة. "لطيف منك أن تأتى معنا."

هز رأسه: "على الأنسان أن يتريض من وقت لآخر, هل أنت جاهزة لليوم الكبير غداً؟"

أظن أننى جاهزة أكثر من أى يوم آخر."

ابتسم موزس. "يقول روتش إنك تتقدمين. قال إنك كنت معقولة على الشرفة الليلة. ليس كما توقع....إنما معقولة."

لم تستطيع فيكى التفكير فى شئ تقوله.

فتمتم جيل: "التمرين يؤدى إلى الكمال."

فقال موزس: "هكذا يقولون. تابعا طريقكما و سوف أتبعكما عن بعد."

فقال جيل: "حسناً. كلنا بحاجة إلى عطلة قصيرة."

و جذب فيكى من ذراعها نحو مدخل الفندق.

و سألته: "ماذا سنشاهد؟ هل تعرف المدينة؟"

أومأ برأسه. "ما الذى تريدين مشاهدته؟ بركان ثائر؟ فرسان على ظهو رجياد؟ نمور بيضاء؟ حوريات بحر؟ سيارت مصنوعة من الأحجار الكريمة؟ مهرجون؟ سيرك؟ قصور؟ بركة من سمك القرش؟ آكلو النار؟ هيكل عظمى يغينى؟ أم تفضلين احتساء الشراب فى الغراند كانيون؟"

فكرت فيكى بسرعة, هل كان يسخر منها أم أن هذه العجائب موجودة حقاً. "أريد رؤية منتديات شبكة روايتي الثقافية ما هو حقيقى, لا تخبرنى أشياء غير معقولة."

و لا شئ غير معقول هنا. لا شئ."


Hebat Allah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-15, 04:49 PM   #10

Hebat Allah

مشرفة منتدى البرامج والحاسوب ومصممه في الروايات والقصص المنقولة وكاتب فلفل حار و فراشة متالقة بالقسم الازياء وشاعرة متألقة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Hebat Allah

? العضوٌ??? » 275242
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,334
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Libya
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Hebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond reputeHebat Allah has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك carton
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
أنا شخص لذاتي أكتب عن نفسي وعن حياتي .. لا أكتب لصديق خان ولا لحبيب ليس له في القلب مكان ..هبوش
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن

كان جيل على حق. فى لاس فيغاس, و خلال الليل, لا شئ يبدو حقيقياً, مع أن لا شئ مستحيلاً. كانت فيكى فى نيويورك, و من المفترض بها أن تكون حكيمة ولا تتأثر بسرعة.

كانت فيغاس مصممة لتبهر, و هذا ما كانت تفعله, بولفار لاس فيغاس, المعروف فقط بــ"الستريب." يقدم أعظم عرض للأضواء فى العالم. الملايين من المصابيح الملونة و آلاف الأميال من نيون قوس قزح تلمع و تدور, و تتلألأ.

كانت الأنوار تلمع و تتلأل, تبرق و ترقص.

هزت فيكى رأسها باعجاب كيف يمكن للناس البقاء فى الداخل يقامرون, و هى تتساءل, بينما بامكانهم البقاء فى الخارج و التمتع بهذه المناظر الرائعة؟

"ها هم." قال جيل و هو يدل إلى أرض الأضواء العجيبة.

"الأسماء السحرية. علاء الدين, أكسكليبور, سيزرس بالاس, ذا ميراح, ذا سحارا, ذا ديونز, ذا ساندس."

مع أن الساعة كانت تقارب منتصف الليل, إلا أن الشوارع كانت مكتظة بالجموع, و الإثارة تملأ الجو.

"ما هذا؟" سألت فيكى عندما مرا قرب زواية. مشيرة إلى نيون ضخمة على شكل راعية بقر تلمع فى السماء الداكنة. بدت راعية البقر و كأنها تجلس على حرج ذهبى لامع, فى الجهة الثانية من الشارع, أرتفع نيون أكبر من الأول يُظهر راعى بقر يدور حول نفسه و كأنه يدعو راعية البقر للانضام إليه.

و سألها جيل: "هل تريدين حضور عرض؟ يمكننا مشاهدة عرض متأخر؟"

أحست فيكى بالبرد و شدت السترة على جسدها. "لا, شكراً."

"هل تريدين رؤية فيل يطير؟ يمكنك رؤية ذلك هنا, يا صغيرة."

هزت رأسها. "لست مهتمة بالموضوع. شكراً على كل حال, يمكن للفيل أن يطير من دونى."

رمقها بنظرة و قال: "أنت حقاً تعنين ما تقولين, أليس كذلك؟"

أومأت مفكرة بروندا. أرادت روندا دائماً القدوم إلى فيغاس. كان هذا أحد أحلامها. لا تقومى بإخطائى نفسها, هذه كانت كلماتها.

"لقد فهمت الموضوع بطريقة خاطئة." قال جيل ذلك و هو يتفرس فى وجهها المتجهم. "لماذا يبدو عليك التعب, لمَ هكذا؟"

"لقد رأيت ما فيه الكفاية, هذا كل ما فى الأمر." قالت فيكى و هى تنظر نحو مبنى عالٍ فى نهاية الشارع. كانت الأضواء تتسارع أمام عينيها على طول الطوابق العشرين للمبنى. لم تستطع قراءة اسمه لأن كل اللافتات المضاءة أصبحت متشابكة بالنسبة لها و لم تستطيع فك رموزها.

و سألته لتغيير الحديث: "هل يوجد حقاً أسماك قرش هنا فى الصحراء؟ و نمور بيضاء؟ هل كنت تسخر منى عندما تحدثت عن البراكين الثائرة؟"

"أنها تثور فى أوقات محددة. هناك فى الميراج, لقد بنوا جزيرة بركانية, يمكننا احتساء كأس فى الهيلتون.... يوجد مقهى هادئ. ثم نعود. لا تنسى, غداً اليوم الكبير."

"لن انسى."

"انظرى إلى هذا." تمتم و هو يشير برأسه إلى أحد النوادى. "ايسانس أوف فيغاس."

"ذلك النادى."

تمعن فى وجهها للحظة, ثم المكتوب على اللافتة دبل جاك بوتس, و سألها: "هل يعجبك أى نوع من ذلك؟"

فابتسمست ساخرة: "دبل جاك بوتس؟ لا, شكراً لست مقامرة."

و سألها: "ماذا عن ذلك المكان؟ ألا يغريك ذلك؟ المكان الذى عليه الشارة الزرقاء.... باربرى كوست؟ إنه مكان شهير... فقط لعبة بلاك جاك؟ سوف أدفع؟"

"لست مهتمة بهذه الألعاب. من أين نذهب إلى سيركس سيركس؟"

"نحو الجنوب. لا أستطيع تحمل تلك الضفائر فى شعرك. أنت لا تنتمين إلى فيغاس أو نيويورك. إلى أين تنتمين؟"

رفعت فيكى كتفيها. "قلت لك نيو جيرسى. أنا أيضاً لا استطيع التعود عليك بهاتين النظارتين. تبدو و كأنك صاحب مكتبة."

"فى الواقع, أنا كذلك. عندى منزل فى التلال به غرفة خاصة للكتب. هل تقرأين كثيراً؟"

رفعت فيكى ذقنها و كأن السؤال موجود تحتها. "ليس عندى الوقت الكافى لذلك, فقط ما قرأته فى صفوف اللغة الإنجليزية."

فأصر بقوله: "ما الذى تفضلين قراءته؟"

"لست أدرى. الشعر على ما أظن."

"حقاً؟" رفع حاجبه مستغرباً. خفف من سرعته و جذبها من ذراعها حتى تخفف سرعتها هى أيضاً.

"أسمعينى قصيدة, يا فيكى. يا إلهى, كانت أمى تعرف اطنانا من القصائد.... كانت شيئاً مهماً. لم أكن بارع أبداً فى حفظ الالقصائد."

جف فم فيكى فجأة, لعقت شفتيها و ازدردت, نظرت إليه بريبة.

فقال بالحاح: "هيا. أننا فى مدينة غريبة فى وسط الصحراء. إننا بحاجة لقصيدة."

نظرت إلى السماء القاتمة الخالية من الغيوم. كانت تعرف عدد لا بأس به من القصائد, كانت قد حفظت بعضها من دروسها. ربما لأنها كانت تفكر بـ رواند, تبادرت إلى ذهنها قصيدة.

أخذت نفساً عميقاً و باشرت: "لا تتنهدن, أيتها السيدات, لا تتنهدن, فالرجال دائماً مخيبون للآمال.....

قدم فى البحر و قدم على الشاطئ لا شئ ثابتاً أبداً."

ما أن انتهت حتى رمقته بنظرة تحدٍ.

"هل أنت رأض الآن؟"

رفع حاجبه. "شكسبيير. من مسريحة, لا أعلم أية واحدة. لقد حفظت القصيدة فقط."

جذبها نحوه أكثر و عاودا السير من جديد. "هل تعرفين قصائد أخرى؟"

"نعم."

"أسمعينى واحدة أخرى. لنرى إذا كان بإمكانك تلاوة القصائد طول الطريق إلى سيركس سيركس."

ابتسمت فيكى بعصبية, غير مرتاحة لقربه منها.

"لماذا؟"

"لست أدرى. ربما لأنه يجعلنى أشعر بالحنين للوطن. هل بامكانك القيام بذلك؟"

"لست أدرى." حملقت به. ابتسمت شفتاه, لكن عينيه الداكنتيت كانتا ما تزالان تحملان تلك التعابير الجدية.

"حاولى."

"حسناً." هزت فيكى كتفيها, و قلبها يخفق بقوة فى صدرها. كانت تخجل من من محاولة إظهار نفسها, لكنها أرادت أن تثبت أنها, هى أيضاً, تملك شيئاً من المعرفة, و لو قليلاً. ما قالته له كان صحيحاً, إنها تحب الشعر,, تحب الطريقة التى تغنى بها بالكلمات.

مرا قرب الشاليمار اللامع بينما تلت فيكى قصيدة "الحرية شئ نبيل" و كليتز أوف فيغاس وارلد بينما أطلقت العنان لنفسها للألحان الساخرة لأغنية ترو توماس و الإلف لاند كوين.

عندما وصلا إلى "الصهارى" كانت قد بدأت بقصيدة عنوانها "أغنية" أنهتها حين وصلا إلى المبنى الأبيض و الزهرى اللون الذى كان بمثابة البيت لـ سيركس سيركس. كانت القصيدة غريبة, حيث كان الرواى قد أغري من قبل أميرة الحب, ثم علق فى قفص. أسمعته الواحدة تلو الأخرى . تابعا الطريق و هو يداعب شعرها.

"كل قصائدك على نمط واحد. الرجال مخيبون للآمال, الحرية شئ نبيل, و عندما يأتى الحب يضعك فى قفص. هل هكذا ترين الحب؟ الحياة؟"

ابتسمت فيكى فى محاولة تجاهل السؤال. "لا تسأل أسئلة جدية كهذه. إننا نقف تحت تمثال غوريللا. و لم أر فى حياتى من قبل مبنى على شكل خيمة سيرك."

"أننى أعنى ما أقول يا فيكى." و ضع يديه الأثنتين على كتفيها و هو يضغط عليها ليظهر أنه كان جاداً بسؤاله. بدا التحدى فى صوته.

"أنا أيضاً أعنى ما أقول." قالت بدون انتباه, هذا اغرب مكان رأيته فى حياتى. إنه لا يبدو كمبنى, "أنه يبدو كقطعة حلوى كبيرة بيضاء و زهرية اللون."

"صحيح." كانت خطوط فمه قاسية, و أنت تشبهين قطعة الحلوى بعض الشئ. تصرفك الجاف و الساخر بعض الشئ.... هذا الذى تستعملينه عندما ترعبين فى المحافظة على مسافة بين و بين الناس."

حاولت أن لا تجفل. بدل من ذلك حافظت تماماً على تصرفها الذى انتقده, جاف و ساخر بعض الشئ. "لن أقسم شخصيتى بينما أقف بين غوريللا و مهرج. إن ذلك كله مناسب أكثر من اللزوم, مرة أخرى..... موافق؟"

وضع يديه الأثنتين على كتفيها. "مرة أخرى.... قريباً. عندى لك ثلاثة أسئلة, يا فيكى. أثنان أريد جوابين عليهما قبل انتهاء الليل. و أريد أجوبة صريحة. يمكن للثالث الأنتظار إلى ما بعد... إلى وقت أخر."

نظرت إليه بتخوف. كان ضوء نيون المهرج يلمع خلفه, أزرق و أحمر, زهرى و ذهبى, قالت ببطء: "ليس علىّ أن أجيب على أية أسئلة."

أجابها و هو يغط على كتفيها: "لا, ليس عليك ذلك, أو ربما لن تفعلى. ربما لست شجاعة بما فيه الكفاية. سوف نرى بالنسبة إلى الآن, يا صغيرتى.... تعالى سوف آخذك إلى السيرك."

و قال متابعاً: "أنه مثل السوق الموسيمية التى تقام فى المقاطعة و هى توهم بالعظمة. هل ذهبت إلى سوق موسيمية فى المقاطعة من قبل؟ هل تباهى صديقك يوما ما و هو يربح لك حيواناً محشواً؟"

هزت فيكى رأسها. لا تكاد تدرك ما ترى. وجدت نفسها مبهورة بشباق للجمال الميكانيكية فى صحراء ميكانيكية.

فقال لها: "إذن, لابد أنك عشت طفولة محرومة."

نظرت إليه بحدة لكنه كان يبتسم ابتسامته الجانبية المعهودة مازحاً. لكن يديها داخل جيبيها كانتا على شكل قبضة قوية.

"جيد. لكن خلال الكرنفال, كل فتاة بحاجة لرجل ليربح لخا جوائز غير مفيدة, ليتباهى أمامها فقط."

رفعت فيكى كتفيها. "لأا أريد أن يفعل رجل أى شئ لأجلى." ألقت نظرة خفية, إلى الخلف. كان موزسيبعد عنهما عدة ياردات, متظاهراً أنه يراقب مجموعة من السياح و هم يلعبون.

انبهرت فيكى بالأضواء الساطعة داخل السيرك, بالموسيقى و الأصوات و برائحة الفستق الساخن. نظرت خلفها لتجد أن موزس كان ما زال وراءهما.

قال جيل: "فيكى, تعالى نجرب هذه اللعبة قد تربحين كلباً محشواً."

نظرت فيكى إلى الأرض بحرج. "ماذا أفعل بكلب محشو؟ فأنا لست طفلة."

"قد تتمرنين على ضمه . فأنت لا يعجبك التمرين معى. على الأقل لا تريدين أن تعجبى به.

"أوهـ, حقاً." قالت و هى تهز رأسها. و وضع هو بعض المال و بدا اللعبة لكنها رفضت النظر إليه و تمنت لو أنها بقيت فى الشقة.

انقطع تفكيرها عندما ربت جيل على كتفها و دفع إليها بكلب ضخم محشو أبيض اللون. كان طوله حوالى ثلاث أقدام, ذو فرو أبيض سميك, و أزرار سوداء مكان عينيه, و شريط أحمر عريض حول رقبته, تناولته مترددة, مع أنها شعرت بفرح غريب.

"هل ما أراه ابتسامة؟" سأل جيل, و قد رفع أحد حاجبيه.

"لا؟ إذاً سوف أحضر لك حيوانات أخرى."

"كلا." قالت فيكى معترضة. "هذا كبير بما الكفاية."

فقال يغيظها: "بلى. أنت بحاجة إلى مجموعة متكاملة."

راقبته فيكى باعجاب بينما كان يقوم بالطلقات. كانت عنده رشاقة الرياضيين و الحركة الواثقة, و كانت متأثرة بالتركيز البادى على وجهه. كانت الطلقات تقع الواحدة تلو الأخرى فى السلة دون المساس بالحافة.

بعد لحظة, وضع بين ذراعيه كلباً آخر. "لنر ما الذى أنت بحاجة إليه أيضاً, ببغاء أو أثنين ربما."

بعد دقيقتين, ربح ببغاء بلون زهرى, ثم آخر أخضر و آخر احمر. و بعد ذلك عاد إلى اللعب مجدداً, فربح دباً أزرق بحجم الكلبينثم ربح بعدها قردين واحد بنى اللون و آخر رمادى.

"واو." قال و هو ينظر إلى باندا ضخم معروض للعبة أخرى من رمى الحلقة. "أنظرى إلى هذا.... لابد أن طوله ستة أقدام. هيا نلعب للحصول عليه. إنه أطول من روتش."

"لا." رجته فيكى و هى تشده بكمه. "إننا لا نكاد نستطيع حمل ما لدينا الآن."

فتنهد موافقلاً: "حسناً, لكننى كنت أسترجع ذكرياتى مع كل هذا. إننى أحب هذا . أنه يجعلنى أشعر و كأننى رجل كهف. الحصول على الكثير من الحيوانات, الحصول على الكثير من الحيوانات من أجل امرأة, إظهار مهارة فائقة . لو لم أكن أحمل هذه لكنت ضربت على صدرى مباهياً."

فقالت فيكى: "هيا لنعد إلى الفندق."

هز جيل رأسه. "أولاً إلى الهيلتون. نحتسى كأساً بهدوء, ثم نعود إلى الفندق."

"لا يمكننى الدخول إلى الهليتون مع كل هذه الحيوانات قد يظنون أننى مجنونة."

"هذه فيغاس, يا عزيزتى, إنهم يرون مناظر اغرب من هذه. انا اضمن لك."

رفعت فيكى كتفيها باستسلام, لكنها شعرت برعشة غريبة و جميلة بسبب منادته لها بـ (عزيزتى) لكنها افترضت أن كل رجال هوليوود ينادون النساء بـ (عزيزتى) أو أن كل الألفاظ لا تعنى شيئاً.

كان هو الليل فى الخارج يُشعر بالانتعاش بعد الضججيج و الأضواء فى سيركس سيركس. كان الطريق إلى الهليتون قصير, و كان الهليتون رغم ضخامته, أكثر هدوءاً من الكثير من الفنادق التى رأتها فيكى من قبل.

دخلا كازينو الهليتون بأعمدته الرخامية و سجادته المزينة بالرسوم. تساءلت فيكى, و هى دهشة من عدد المكنات فى الداخل. ألف؟ و كم عد المصابيح التى تلمع متدلية من الثريات؟ مليون؟

كانت فيكى سعيدة عندما وصلت إلى مكان هادئ.

بسطت حيواناتها قربها على المقعد. لاحظت أن موزس دخل إلى المقهى بعدهما بقليل و جلس وحده ينظر إلى إعلان السباق.

تقدمت النادلة و وضعت أمامهما لائحتى الطعام. ما أن رأت فيكى اللائحة حتى ابعدتها عنها حتى لا تضطر إلى قراءتها.

"أطلب لىّ من فضلك. فأنا متعبة جداً و لا أستطيع حتى التفكير."

طلب جيل طبقى دجاج فاجيتاس لهما, جعة مكسيكية مع قطعة من حامض له و شراب لـ فيكى. "أنت لا تشربين كثيراً, أليس كذلك؟ هل تفضلين شراب آخر؟"

"هذا جيد, قد يساعدنى على النوم."

هز رأسه, متكئاً إلى الوراء على المقعد. كان قد خلع قبعته, و خلع الآن نظارتيه. بدا وجهه أكثر خشونة من دونهما, و أكثر قساوة... "هل التفكير فى الغد يقلقك؟"

ابتسمت بطريقة ساخرة من دون النظر إلى عينيه.

"الزفاف؟ إنه امر غريب بعض الشئ. لقد حفظت كل شئ, أتمنى أن لا يغير روتش شيئاً بالحوار فى آخر دقيقة."

نظر جيل عبر حافة الكأس إلى فيكى. "قلت أن عندي لك سؤالين. إننى أريد حوابهما الليلة, هل تريدين سماعهما؟"

بد عليها بعض الارتباك, و بادرته بابتسامة. "ليس بالضبط, يمكنك أن تتساءل دون أن تتوقع أى اجوبة."

وجه إصبعه نحوها و قال: "أنت تعودين إلى ذلك من جديد. هذا النوع من التصرف النتعجرف الذى تختبئين وراءه. أراهن أنه ينجح معك دائماً, أليس كذلك؟ إنه أيضاً يفقد الناس توازنهم أنت بارعة فى ذلك. أنت حقاً كذلك. لا أعنى بهذا مجرد مديح."

وضعت نفسها فى حالة تأهب. أدارت ساق كأس الشراب فى يدها و ابقت ذقنها مرفوعة بشموخ.

رشف بعض الجعة عابساً. "لست مرتاحة و أنت تقومين بهذا العمل. عمل التشخيص هذا. أنت لا تحبين مشاهد الغرام التى علينا القيام بها. إنها تزعجك أكثر من اللزوم. إنه عمل فقط, أنت تعلمين ذلك."

فقالت بسرعة: "إنه تمثيل, أنا لست ممثلة. هناك فرق بين الظهور كشخص و التمثيل بأنك.... مغرم حتى الجنون."

"فهمت." وضع الكأس, عقد ذراعيه و نظر إليها بتمعن. "حسناً. لكن ليس هذا هو الموضوع. من أنت, حقاً؟ أين عائلتك؟ ماذا حدث لهم؟"

رفعت فيكى كتفيها. "لا يهم. أنا وحيدة, ليس هذا بالأمر المهم. و ليس هو بمأساة. لقد أعتدت الأمر."

"هذا ليس جواب. لقد قلت إنه علينا أن نكون فريق و بامكاننا أن نكون فريق جيد. لكنى بحاجة لأن افهمك هذا هو سؤالى الأول. ماذا حدث بعائلتك؟"

حملقت فيكى فى كأسها, لم تكن تحب الحدبث عن طفولتها أو عن عائلتها. لقد ترعرعت بطريقة مختلفة عن غيرها من الناس. أحست بالخجل, أحست بأنها مختلفة, كان بامكانها الشعور بعينيه مركزة عليها كما و كأنه يستطيع كشف اسرارها لو راقبها عن كثب أكثر.

"الشئ الثانى الذى أود معرفته." قال بهدوء, و صوته منخفض أكثر من قبل. "و أريد أن أعرفه لأننى أشعر به كل مرة أضمك فيها.... لماذا من الصعب عليك لمس أحد أو تحمل لمس أحد لك, و إظهار المحبة و القبول بها؟"

هزت كتفيها, عضت على شفتها السفلى و رفضت أن تنظر إليه.

مد يديه و وضع أصابعه تحت ذقنها رافعاً وجهها لتنظر إليه. "أظن أن السؤال الحقيقى هو." قال متمتماً. "من الرجل الذى احرجك؟ من كان ماذا فعل لك؟ هل جرحك لدرجة أنه ليس بامكانك نسيان ذلك؟"

قفز قلب فيكى كغزال مذعور. حملقت به و الخوف واضح فى عينيها. كان عندها سران دفينان حاولت إخفاءهما قدر المستطاع.

كان قد حزر الثانى عن الرجال. هل بامكانه كشف الأول, المخجل, عن عسر القراءة؟ و أحست بالذعر يغمر أعصابها.


Hebat Allah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:53 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.