|
العاشق القاتل - روزانا مارشال - روايات عبير الجديدة**(كتابة/كاملة) الرواية كتابة الجميلة Rihana العاشق القاتل - روزانا مارشال - روايات عبير الجديدة الملخص حاول انتزاع المسدس من يدي فلم يوفق .. سقطنا على الأرض معاً , الواحد فوق الآخر .. في هذه اللحظة شاهدت تيني تتقدم نحوي وقد حملت شيئاً صلباً بيدها.. لم يكن هناك بد من إطلاق النار عليها , او اكون من الهالكين. روابط التحميل يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي |
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي |
فاستدرت افحص ادراج خزانة التواليت, فلم اجد شيئاً في اول الأمر, واخيراً عثرت على دفتر صغير, صغير جداً , وقد توهمت لأول وهلة ان ماري تستعمله لكتابة ارقام التلفون , ثم قررت الاحتفاظ به دون البوليس , فمن يدري لعلي اجد فيه أثراً يهديني سواء السبيل.شبكة روايتي الثقافية وفي اللحظة حدثت المفاجأة , واحسست بشيء يقع على رأسي , ثم غبت عن صوابي. *** لما افقت بعد قليل رأيت تيني جالسة بجانبي تحاول تدليك وجهي, فيما كان مفتش البوليس سام دوتي يراقبني و يطيل النظر اليّ. سألتني تيني: - هل انت احسن حالاً؟ - طبعا, ولكن رؤية المفتش سوف تذهب بكل جهودك الطيبة. وقال المفتش دوتي : - دعك من المزاح الآن , من المرأة القتيل؟ - إنها ماري راي. - إني لا اذكر اسمها , فهل هي امرأة معروفة شهيرة؟ - طبعا ألا تذكر هذا الوجه الذي كان يقوم بالرقص في مسارح الليل. واهتز المفتش لما سمع الجواب وصاح: - يا الهي , لقد تذكرتها الآن , إننا نبحث عنها منذ ثلاث سنوات فلا نوفق لمعرفة مكانها , فهي تعتبر في الدرجة الأولى بين مروجي الدعارة , ياله من نجاح باهر حصلنا عليه اخيراً. - ولكن لماذا كنتم تبحثون عنها, واسعارها كما تعلم فوق مستوى موارد رجال البوليس. - كان من واجبك إنذرانا بمكانها. - لقد كانت صديقة لي. - وجئت هذه الليلة لزيارتها وقضاء السهرة عندها, أليس كذلك؟ - بالتأكيد. --------------------------- - فوجدتها ميتة ملقاة على السجادة, ثم حدث ان جاء رجل وضربك على رأسك فأغمي عليك بدورك. - ما اعظم ذكاءك! - من الذي ضربك؟ - لماذا يحاول رجال البوليس إلقاء الاسئلة المسهلة على الضحايا؟ طلب المفتش من تيني ان تعترف بماتعرفه. انكرت انها تعرف شيئاً, ولكنه اجابها بهدوء بأنه سيكون لطيفاً معها, وانها تحسن صنعاً اذا اجابته على اسئلته بصدق وصراحة.شبكة روايتي الثقافية وعرف منها المفتش انها جاءت الى هذا المنزل منذ ثلاث اشهر , وانها كانت في بروكلين قبل ذلك وان صديقة لها دلتها على هذا المكان واعطتها عنوانه , على ان تقوم بوظيفة المراقبة امام الباب, واستقبال الزبائن وتوديعهم, وكان من جملة وظائفها تلقي المكالمات التلفونية الداخلية , فتعلم منها من القادم, فتستقبله وتسمح له بالدخول. سألها : كم عدد الذين زاروا هذا المنزل الليلة؟ - زارنا اثنان فقط. - من الذي استقبلهما وقدمهما؟ - انيتا و روز. - متى كان ذلك؟ وفكرت تيني قليلاً ثم قالت : - منذ ساعتين. - اغادر ا المنزل منذ ساعتين؟ - نعم, ثم غادرته انيتا و روز لبعض شأنهما وشراء بعض الحاجات .ريحانة - وهل شاهدت الرجلين وهما يخرجان؟ - لا, لأنهما يغادران المنزل عادة من الباب الخلفي. - واما انت فلا تبارحين الباب الرسمي طوال الوقت؟ - هذه وظيفتي . - هل كان من عادة سيدتك ان تستقبل بعض الزائرين؟ - إني لا اعرف شيئاً عن شؤونها الخاصة. تدخلت في الحديث لأقول: - إن ماري لم تكن تشارك في الاستقبال ولا في العبث, وانها احالت نفسها للاستداع منذ زمن طويل. سألني دوتي غاضباً: - وانت ماعلاقتك بها , هل كنت من اصدقائها؟ - نعم, ولكن ليس بالمعنى الذي تفكر به , وإنما كصديق تقصده لتسوية مشاكلها حين تتعرض للمشاكل. - ومتى رأيتها لآخر مرة؟ - منذ شهر تقريباً, عندما دعتني لحضور حفلة من حفلاتها , ولتعلم اني لست الوحيد الذي حضر هذه الدعوة , او كان يلبي دعواتها , فقد كان هناك جماعة من الادباء والصحفيين يحضرونها ايضا. ------------------------------- واقبل احد رجال دوتي يحمل آلة الجريمة - السكين- التي لاقت بها ماري حتفها, وقد وجدها امام الباب الخلفي ولابد ان القاتل القاها قبل ان غادر المكان هارباً. وفي اللحظة ايضا جاء رجل من رجاله يخبره بوصول الفتاتين انيتا و روز فغادر دوتي الغرفة لاستتطاقهما, والتفتت عندئذ تيني تسألني: - ما الذي سيفعلونه بي؟ - لا شيء, سوف يسألونك بعض الاسئلة في مركز البوليس, ثم يطلقون سراحك. وقالت هامسة : - اريد ان اراك, فلأمر مهم. - في الوقت الذي تريدين. - يوجد بار في الشارع السادس يدعى روبوس ولي معارف فيه فانتظرني هناك. - متى ؟ - عندما افرغ من هنا. - فليكن . وغادرت الغرفة لأجد دوتي في الطابق الأول يتحدث الى الفتاتين فسألته اذا كان يريد شيئاً , فقال : - لا , لا اريد شيئاً منك الآن ولكن جرب ان لا تختفي عن وجهي. ولذت بالصمت وغادرت المنزل , وبعد لحظات كنت في الطريق العام. -------------------- |
الثاني : البحث عن الفتاة اخذت افكر في جوي مارش الفتاة التي زارتني في الحانة تدعوني لزيارة ماري راي , وفي الرجل الذي تعرض لها وكان يشبه السائقين في ملابسه , ترى ماعلاقتها بها وما تعرفه عن مشاكلها وهمومها لأنها لم تكن لتدعوني لولا ان هناك هماً شغلها ومشكلة طرأت عليها. كانت جوي جميلة جداً, واذا كانت تيني خادمة راي معروفة عند روبوس وخدمه , فلابد ان تكون جوي معروفة عندهم, فلما احتواني البار توددت الى الخادم ونفحته بعشرة دولارات, وطلبت قدحاً, والقيت عليه بعض الاسئلة فعلمت منه انه يعرف جوي مارش وانها كانت غالية جداً يكلف الاجتماع اليها خمسة وعشرين دولاراً, وانها كانت تعمل عند ماري راي , ثم غادرتها منذ شهرين , وانها الآن مع صديق كما هي العادة يصرف عليها وتعيش معه.شبكة روايتي الثقافية ---------------------------- ورن جرس التلفون في هذه اللحظة , واسرع خادم البار الى التفون , ثم عاد الى! باسماً يقول: - اتعرف من كان المتكلم؟ - تيني ؟ - لابد انك من السحرة, هل كنت تنتظرها؟" - اريد منك المزيد من المعلومات عن جوي مارش .شبكة روايتي الثقافية ورفع يديه الى السماء وهو يقول: - ولكني لا اعرف عنها شيئاً , لقد اختفت كما اخبرتك منذ شهرين , ولم يعد احد يراها ولا يعرف مكانها , ولابد انها كما اخبرتك قد تعرفت على صديق استأجر لها بيتاً خاصاً فهي لا تظهر إلا معه , اذا كانت تظهر حقا. قالت "حسنا ما الذي تريده مني؟" - لقد نسيت ان اخبرك برسالتها , انها تريد منك ان تزورها في شقتها بدلاً من الاجتماع بها هنا. وكتب عنوانها على ورقة قدمها لي وهو يقول : - الى الملتقى يا صديقي. *** كانت تيني تسكن في الشارع السادس و الاربعين في بناية قديمة بإيجار زهيد قديم, وفي شقة تتألف من غرفتين صغيرتين ومطبخ اصغر, فلما وصلت الى شقتها وجدتها تشرب القهوة , حول مائدة في إحدى الغرفتين.ريحانة قالت لما شاهدتني مقبلاً : - إن صاحبك دوتي لم يدعني انتظر طويلاً , فما لبث بعد ذهابك ان اطلق سراحي , ولكني لا اثق به! - من يثق به؟ - لقد وضع رجلاً خلفي لمراقبتي وهو الآن يقف على الرصيف المقابل للشقة . وتقدمت نحو النافذة , ونظرت الى الرجل الذي دلتني عليه فعرفته وقلت لها : - لا عليك منه , فهو من اهون رجال البوليس خطرا, وانه يدعى فيدر. وعدت اطرح عليها الاسئلة فأكدت لي انها وهي في مكانها امام الباب الرسمي لم يكن باستطاعتها ان تشاهد من يدخل او يخرج من الباب الخلفي واذا كان هناك غريب دخل الى الباب فهي لم تشاهده . وعرفت منها ان جوي مارش لم تعد تعمل عند ماري وانها غادرت المنزل منذ شهرين . قلت : -ولكنها زارت المنزل الليلة . - اذا كان الأمر كما تقول فإني لم ارها فيه, ولابد انها دخلت من الباب الخلفي وخرجت منه. وتابعت تقول " انها سمعت جوي حصلت على وظيفة حسنة عند شاب يدعى بلومر يعمل في حقل الاعلانات." ولما سألتها "لماذا لم تذهب الى بار روبوس ؟" -------------------------------- - لأني كنت خائفة من هاسكل مور الذي زار ماري هذا المساء قبل مقتلها , وكانت ماري بانتظاره , وقد دخل من الباب الرسمي كماهي عادته وكان مخموراً بعض الشيء , ثم سمعت صوته يعلو عند اجتماعه اليها , وهي ترد عليه بمثل صوته , ثم غادر المنزل مسرعاً وهو بادي الغضب. ولما ذهبت لدعوة البوليس وجدته خلفي , وقد انذرني بالموت اذا ذكرت لأحد بأنه زار ماري الليلة . |
ومن كلامه المتقطع فهمت منه ان ماري كانت تنوي أفلاسه بسبب المعرض الذي اقامه , ولكن لم افهم شيئاً مما كان يقول .ريحانة - ما الذي حصل بعد ان هددك؟ - غادر المنزل من الباب الخلفي , وصعدت اليك فوجدتك ملقى على الأرض , ثم اقبل رجال البوليس بعد دقائق. ولماعدت الى منزلي وجدت مور بانتظاري يردد تهديده , فكان ان دعوتك لزيارتي حتى لا اذهب الى الحانة .شبكة روايتي الثقافية وختمت تيني حديثها بأنه لا يستبعد ان يكون مور هو القاتل. ولكني لم اهضم هذه التهمة فقد كان مور اجبن من ان يفعل ذلك, وان كان من المحتمل ان يكون هو الذي ضربني على رأسي من الخلف. وكان مور هذا فناناً يعرض على كثير من اصحاب المخازن لوحاته , وبعد قليل من البحث عرفت عنوانه وكان في نيويورك وفي الشارع الخامس منها , وكان مور يسكن الطابق الخامس من بناية مؤلفة من خمسة طوابق , فأخذت ارقى السلم اليه. وفجأة سمعت وقع خطوات رجل ينزل الدرج . كانت خطوات رجل يسرع في نزوله, ولكنها لم تكن خطوات رجل يحاول الهرب, او الفرار من المنزل مثلاً, كانت خطى هادئة ولكنها قوية, وكان يصعب على الرجل رؤيتي , فقد كنت اصعد السلم ثم اقف عند كل طابق بعيداً عنه , حتى اتبين من يكون عند وصوله اليّ , معتمداً على النور المعلق امام باب كل طابق , وكان ضعيفاً جداً . واخيراً اصطدم الرجل بي من حيث لم اكن اتوقع واحسست من شدة الصدمة انه رجل ضخم الجثة وقوي.شبكة روايتي الثقافية امسكت بدرابزين السلم ورفسته برجلي , ومد يده على الأثر يريد الإمساك بعنقي وكان ان سقطنا معاً على الارض الواحد فوق الآخر. وخطر لي في هذه اللحظة , وهو يحاول الوصول الى عنقي انه قد عرفني و إلا فما السبب الذي يدعوه لمثل هذه المحاولة. وحسبت انه لابد ان يكون هاسكل مور وانه قد عرف بمطاردتي له وبحثي عنه, فأراد مغادرة منزله حتى لا اجتمع به, ثم فاجأني على السلم في طريقي اليه , فأراد القضاء عليّ. اخذت استعمل كل قوتي للخلاص منه , حتى تمكنت من رفسه في معدته رفسة القته بعيداً عني. صرخ من الألم , ثم اسرع نحو الباب , صحته به : |
- الى اين تهرب ايها القذر؟ وعندئذ جمد في مكانه لما سمع صوتي , واستدار نحوي لحظات ثم اسرع هارباً الى الشارع. وفي هذه اللحظة التي استدار فيها نحوي شاهدت وجهه على نور المصباح المعلق فوق الباب , ومن خلال هذه النور عرفت غريمي.شبكة روايتي الثقافية عرفت فيه الرجل الذي تعرضت له في بار كوغان لأمنعه من مطاردة جوي مارش. عرفت فيه سائق السيارة الضخم الجثة في ثوبه الذي كان يرتديه عند وقوع الحادث. لم يكن باستطاعتي اللحاق به, فقد كان يركض كالغزال الشارد لما وصلت الى الباب. وعنئذ قررت ان اصعد الى شقة هاسكل مور , فلما بلغتها وكانت في الطابق الخامس كما قدمت, فتحت الباب فانفتح وقبل ان احاول إضاءة النور شاهدت امامي جسماً معلقاً في الهواء. وعلى نور النافذة القريبة استطعت ان اتبين ملامحه , لقد كان هاسكل مور معلقاً بحبل في وسط الغرفة. *** كان عليّ ان ادعوا البوليس وقد فعلت . واسرع دوتي مع رجاله والمصورين , وكنت واقفاً أتأمل الطريق من النافذة لما سمعته يقول للصحفيين , إن المسألة عبارة عن انتحار لاشك فيه , وان هاسكل هذا هو صديق ماري , ثم اختلفا فقتلها بسكين خاص به, وقد عثر البوليس على السكين امام الباب الخلفي, وان هاسكل لما احس بالخطر قرر الانتحار بدوره واللحاق بصديقته. ولقد علمت من دوتي فيما علمته ان احدى فتيات ماري عرفت هاسكل , لأنها شاهدته عند سيدتها اكثر من مرة, وان هذه الفتاة كانت انيتا , وان البوليس قد اهتم للأمر واخذ بالبحث عنه. واما القصة التي رويتها عن تصادمي مع السائق الضخم الجثة وانا اصعد الدرج الى منزل مور , فإن دوتي لم ير فيها كبير أمر , ولم يتميز فيها ما يدعو الى الريبة .شبكة روايتي الثقافية اعتبرها تصادماً يقع كثيراً في مثل هذه الحالات, حين يكون رجلان, احدهما يصعد السلم, و آخر ينزل منه , في ظلام الليل. وان هذا التصادم كان ابن ساعته , و لا يشكل في نظره حادثاً يدعو الى التساؤل والشك. ولم اقتنع باقوال دوتي طبعاً, وادركت ان البوليس يسير في واد غير الذي اسلكه. وان عليّ ان ابحث عن قاتل ماري راي بمفردي و دون الاعتماد عليه. ----------------------- دعوت سليب كيدي لتناول الطعام على مائدتي في بار ماكس, وسألته الاهتمام بمصير قلادة من الماس كانت ماري راي, تلبسها عند مقتلها واختفت بعد ذلك . قال " لعلل هاسكل اخذها بعد ان قتلها" - ولكن البوليس لم يعثر عليها في شقته ولا في الستوديو خاصته. - من يدري لعله باعها الى احد تجار المجوهرات المسروقة. - لم يكن يملك الوقت الكافي لذلك, ولهذا فمن المحتمل ان يكون الذي اخذها غيره من بنات المنزل مثلا, ثم ان هناك الدفتر الصغير الذي عثرت عليه في درج ماري راي حين اصابتني الصدمة , وقد اختفى هذا الدفتر , ولم نعثر له على أثر عند هاسكل مور , من الذي اخذه؟ هل للسائق علاقة في الأمر , ثم اني في الواقع لست من المؤمنين بأن مور هذا هو القاتل , فإنه لم يكن من الرجال الذين يقتلون .شبكة روايتي الثقافية ودفعت حسابي وودعته وتوجهت نحو منزلي لآخذ بعض الراحة, كنت تعباً جداً, فاستسلمت للنوم بعد قليل, ولكني افقت من نومي على صوت خفيف سمعته في الغرفة المجاورة , فتحركت من مكاني متقدماً نحو الباب, وانا اتعثر في مشيتي من شدة النعاس, وفجأة سقط شيء فوق رأسي , ثم هويت للأرض , ولم اعد اذكر شيئاً. لما فقت بعد ساعة او اكثر , ادركت اني كنت ضحية سطو في الليل , لقد كان السارق يحاول العثور على شيء في شقتي المتواضعة , ولكنه لم يعثر على شيء بالتأكيد , ولكن من يكون هذا السارق الليلي؟ وما الذي كان يبحث عنه؟ طلبت خادمة النزل لتعيد كل شيء الى مكانه في شقتي , لأن السارق قد افسد كل شيء , وعبث في كل حاجاتي , وفتح كل درج, وبحث في كل مكان , ولم يعد شيئاً الى مكانه. |
إن هناك سراً في هذه القضية , وان هناك جماعة يريدون طمسها , ويريدون قطع الطريق عليّ حتى لا اصل الى حقيقتها , ولابد ان ماري راي قد قتلت لسبب خطير, ولابد ان مور قد قتل لنفس السبب ايضاً. ان هناك يداً تلعب في الخفاء ومن واجبي الوصول الى هذه اليد. قررت البحث عن بلومر هذا الذي راحت جوي مارش تعمل له , وبعد ان بحثت عن اسمه في دفتر التلفون عثرت عليه.انه يعمل في الاعلان والدعاية , ويدعى افريل بلومر . توجهت الى مكتبته فاستقبلتني فتاة في الغرفة الخارجية , وسألتني عن شأني , فلما قلت اني اريد الاجتماع الى بلومر . قالت إن عليّ ان اطلب موعداً قبل ذلك. قلت لها : - الأفضل ان تخبري المستر بلومر بقدومي قبل وصول البوليس. -------------------------------- ذعرت لما سمعت اسم البوليس , وقالت : - هل تمزح؟ - ابداً.. اني لم اكن في حياتي اكثر جدا مما انا الآن , ولما استقبلني بلومر وجدته خلف مكتبه وقد وضع مرفقيه عليه ينتظر قدومي. تفحصني بعينيه , وكان طويل القامة , قوي العضل , كبير الوجه , دقيق الأنف , ثم قال : - لقد تحدثت عن البوليس كما عرفت من سكرتيرتي , ولا بد انك فعلت ذلك لتحملني على استقبالك . - دعنا من هذا الآن , والى مابعد حديثنا, المهم الآن ان اعرف منك شيئاً عن جوي مارش, وهي الفتاة التي كانت تعمل عندك منذ مدة قصيرة. وتذكرها بلومر طبعاً وسألني فيما اذا كانت لها علاقة بالبوليس , فقلت بالتأكيد , واشرت الى الصحيفة التي كانت ملقاة امامه على الطاولة وكانت اخبار الجريمة التي ذهبت ضحيتها ماري راي منشورة في صفحتها الأولى ولنعلم ان جوي مارش هذه كانت تعمل عند ماري راي. واعترف لي بلومر بأن جوي قد عملت عنده مدة شهرين فقط, وانه كان راض عن عملها , ثم غادرت عملها بعد ذلك, لتعمل في مكان آخر , وانه لا يعرف اسم هذا المكان الجديد التي ذهبت اليه . واخذت في إلقاء السؤال عليه بعد السؤال حتى عرفت منه انه حاول التقرب من الفتاة , ولكنها لم تلق له بالاً, ولا بادلته عاطفة بعاطفة, وانه دعاها للسهر معه مرتين, وانه في كل مرة كان يصل معها الى باب شقتها , ولكنها في المرة الثانية ولماحاول ان يدعوها لقضاء الليل معه , وكان مخموراً غادرت عملها في اليوم التالي , مما يقطع بأنها قد ضاقت ذرعاً به وبتصرفاته .شبكة روايتي الثقافية سألته :وبعد ذلك؟ - حاولت الاتصال بها تلفونياً , فلم اجد اسمها في دفتر التلفون , ذهبت الى شقتها اسأل عنها, فعلمت انها غادرتها . - اعطني عنوان شقتها التي كانت تسكنها آخر مرة . واعطاني العنوان وهو يقول " ولست ادري اذا كانت تسكن وحدها في الشقة ام لا" سألته فيما اذا كان في اثناء السهرتين اللتين قضاهما معها, قد قدمها الى لاري فرانشون . ولم يكن هذا الاسم غريباً عندي فقد كان صاحبه يعمل في صناعة الحديد , ومن اصحاب الثروات الضخمة , وكان والده يدعى اريك فرانشون . واما علاقة بلومر بآل فرانشون فتعود الى توليه الدعاية لمصانعهم الكبيرة . ------------------------ 16 ذهبت الى الشقة التي كانت تسكنها جوي مارش فعلمت من صاحبتها انها غادرتها منذ شهر تقريبا , وانها لا تعلم الى اين ذهبت , كما لم يحمل ساعي البريد رسائل باسمها الى الشقة بعد هذا التاريخ. وزادت ان كثيرين كانوا يزورونها , ولكن احداً منهم لم يصعد الى غرفتها وان اثنين فقط منهم احدهم طويل القامة و الآخر قصير , كانا يترددان عليها وتستقبلهما في غرفة الاستقبال العامة, وانها وجدت الفتاة لطيفة ظريفة محببة, واذا كانت لها علا قات مع احد الشباب , فهذه العلاقات لابد انها كانت خارج الشقة لا داخلها. ولما حاولت توديعها بعد ان شكرتها صاحت بي: - تمهل قليلاً , لقد تذكرت شيئاً وقع لها قبل مغادرتها الشقة بأيام قليلة , فقد حدث ان كنت قريباً من بابا |
بسرها والسبب الذي يدعوها للبكاء والنحيب. سألتها : والرجلان اللذان كانا يزورانها, هل شاهدتهما بعد ذلك؟ - نعم , لقد زارها الرجل الطويل صاحب الشاربين ودهش حين علم بمغادرتها الشقة. خرجت الى الشارع اسأل البقال وصاحب الصيدلية وغيرهما من اصحاب مخازن الشارع عن جوي مارش , كلهم تذكروها ولكن احداً منهم لم يكن يعرف شيئاً عن مقرها الجديد. ذهبت لزيارة صديقي سليب كيدي بعد ذلك في فندقه فوجودته لا يزال نائماً , فأيقظته وعرفت منه انه اجتمع الى روز احدى بنات ماري وعرف منها اموراً كيرة عن حياة القتيلة , ومنها ان هناك شخصاً يدعى كينغ بارش كان يزودها بالفتيات الجميلات اللاتي وقعن في الخطيئة ولا يردن العمل في وضح النهار وانه كان يتناول حصة معينة من المدخول , وان ماري كانت تأخذ علماً بالزيارات التي يريد ان يقوم بها بعض الذين يريدون قضاء ليلة عبث ولهو من مركزين , من بار روبوس ومن محل آخر مثله يدعى صاحبه جورج وانهما كانا يقدمان لها الشباب طلاب المتعة , وكان اكثر هؤلاء الشباب يمضي الليل مع روز او انيتا . سألته : وما شأن تيني في هذا الامر كله؟ فقال: ان احداً لم يتحدث عنها , ولاذكرها وان كينغ بارش هذا يستأجر مكاناً خاصاً يصرف فيه اعماله هذه , فإذا كان احدهم يعرف رقمه , فماعليه إلا الاتصال به, وتعيين الفتاة التي يريدها من حيث الجسم والقوام والجمال. كان كينغ بعد ذلك يتصل بالزبون ويخبره بأن الفتاة في سبيلها اليه, وكان الأجر غالياً , لأن الفتيات كن من الجميلات وفوق المستوى المعروف, وعلى طالب المتعة ان يدفع كل المصروفات من انتقال وشراب وسهرة وغيرها, ثم يتم اقتسام المبلغ الذي يدفع للفتاة بين كينغ وصاحبة المنزل, الذي تأوي اليه الفتيات وكان كينغ يربح في الشهر الواحد مايقارب الخمسين الف دولار من هذه العملية. --------------------------- قلت : هذا مبلغ ضخم جداً. - وكذلك الفتيات كن يربحن مبالغ محترمة , كما علمت من روز , فقد كانت الواحدة منهن تربح الف دولار في الاسبوع والسبب في هذا الفتيات اللواتي كان يقع عليهن الاختيار , كن من اصحاب الجمال الرائع , ويعشن في منازل فخمة مؤثثة احسن تأثيث, ويصرفن عن سعة , ويلبسن احسن الملابس, وبعضهن يعملن موظفات في بعض المحلات التجارية, حتى لا يفطن انسان الى المهنة السرية التي يتعاطونها. قلت : وماكان مركز جوي مارش في هذا كله؟ - كانت فتاة تدعى حين الطلب. - هل هذا كلام روز ؟ - تقول انها تعرفت عليها في منزل ماري وكانت صديقة لها , وقد اخبرتني ان جوي مارش لم تخلق لمثل هذا العمل, وانها لم تكن راضية عن حياتها هذه.ريحانة - ولكنها كانت تفعل ذلك. - تقول روز انها اضطرت الى ذلك مدة من الزمن , فقد اتت الى نيويورك من احدى مدن الريف , تريد ان تعمل نموذجاً لأحد المصورين , فالتحقت بمدرسة للتدريب على هذه المهنة, فأخذوا ما تملكه من المال ولم يعلموها شيئاً, وارسلوها اخيراً الى احد الاشخاص الذين يتعاطون في الدعارة تحت اسم اختبار الفتيات الصالحات للنماذج والموديلات , وكان ان اغتصبها احد الشباب السكارى في ذات ليلة , ثم هربت منه, واتصلت او قام اشخاص بتعريفها على كينغ بارش , فوضع اسمها في ملفاته لتكون عند الطلب وانت تعرف الباقي. - كم مضى عليها في هذا العمل؟ - مدة قصيرة من الزمن فقط, عدة اشهر لا اكثر. سألته : هل عرفت من روز فيما اذا كانت قد شاهدت جوي بارش من جديد؟ - لقد اختفت ولم يعد يراها احد. - اتعرف رقم كينغ بارش الخاص؟ - نعم انه عندي. - تلفن له. |
- في مثل هذه الساعة من الصباح؟ اخذت الرقم من يده وتقدمت نحو التلفون , وسمعت عبر الخط بعد لحظات صوتاً نسائياً قوياً يقول: - صباح الخير .. رودي تتكلم. - هل من الممكن ارسال فتاة , ان ان النهار لا يزال في اول؟ - رودي مشهورة بأنها تقوم بالمستحيل لارضاء الزبائن , اين انت؟ - في فندق مونتكليف , في الغرفة رقم 8. - سوف ندبر الأمر. - اريد الفتاة التي صار ارسالها اليّ قبلاً. ------------------------ - اعطني اسمها من فضلك , لأبحث فيما اذا كان بالامكان الاتصال بها. - جوي مارش. - ابق على التلفون قليلاً. وانقضت دقائق لتعود رودي بعد قليل تقول: - متأسفة يا سيدي , لايوجد فتاة باسم جوي مارش في ملفاتنا, هل تريد فتاة اخرى؟ اعدت السماعة الى مكانها , وانا اقول : - لم تعد موجودة في ملفات كينغ كما يبدو , ومع ذلك فقد كانت عند ماري راي مساء البارحة. - من الممكن ان تكون قد تحدثت الى ماري على التلفون. - هذا ما اشك به . وكان ان اتفقت مع صديقي سليب على ان يمضي في بحثه عن السائق الضخم الجثة, وان يبحث في الشوراع القريبة من بار لوغان حيث رأيته لأول مرة فيه. --------------------- الفصل الثالث : صورة الدعارة كنت في مكتبي صباح اليوم التالي , لما سمعت وقع خطوات خلف الباب, ولم يكن باب المكتب مغلقاً , وبعد لحظات ظهر على عتبته رجل يدخن سيكاراً, تقدم حتى جلس على مقعد قريب من مكتبي وسألني: - هل انت ستيف كوناشر؟ - بلحمه وجسمه. - البوليس السري؟ - نعم , وتجد بطاقتي معلقة فوق رأسي.شبكة روايتي الثقافية - لقد كنت اتوقع ان اشاهد رجلاً ضخماً امامي. - هذا من سوء حظك. - لقد قرأت الصحف هذا الصباح , هل تقرأ الصحف؟ - بعض الاحيان. - قرأت قصة ماري راي, انها حادثة فظيعة أليس كذلك؟ قلت له : هو ماتقول . --------------------------19 - ثم قرأت ايضا مصير هاسكل مور , امر مؤسف حقاً . قلت : هل تريد ان اسجل تعليقاتك هذه؟ - هيا اخرج من هنا. صاح ينادي : نون. وظهر نون هذا رجلاً معتدل القامة , كرهته من النظرة الأولى , خصوصاً لما سمعته يناديني:هالو ايها القذر . وتقدم حتى وقف الى جانبي .. سألته ان يجلس على مقعد من المقاعد , او يسقط ميتاً فالتفت الى رفيقه يقول : - انه رجل مضحك . - الأفضل ان تتركه يضحك الآن , المهم عندنا ان يتكلم قبل ذلك.شبكة روايتي الثقافية قلت: ماعليك إلا ان تجرب لأني رجل وديع خجول . قال نون: هل تريد ان اجرب يا كينغ؟ فقال الرجل الأول صاحب السيكار: - انت رجل ذكي , ولكنك لا تريد ان نزعجك أليس كذلك؟ قلت : إن الدم ينزف مني بسهولة. وقال كينغ لنون : ان ستيف هذا يريد ان يخبرنا ما الذي فعله بالدفتر الصغير الذي اخذه من منزل ماري راي. قلت : اي دفتر؟ - الدفتر الذي يحتوي على بعض الاسماء . قلت : يبدو انك لم تقرأ الصحف جيداً ! فقد اختفى هذا الدفتر بعد ان هجم عليّ شخص مجهول من خلفي وضربني على رأسي. وصاح كنغ عندئذ : اضربه يا نون . وتقدم نون نحوي يريد ان يرفعني من مقعدي , وكنت قد استعديت له فرفسته برجلي رفسة القته بعيداً. وضحك كينغ واخذ نون يشتم ويلعن, وهو يحاول الوقوف على قدميه , وعندئذ مددت يدي الى مسدسي وقلت له بهدوء: - اذا تحركت من مكانك قتلتك . |
وجمد كينغ في مكانه عندها شاهد المسدس وكذلك فعل نون. ثم نصح كينغ رفيقه بمغادرة المكتب وانتظاره في السيارة , فلما خلا المكان لنا, تبدل شخصاً آخر , وبدلاً من استعمال القوة اخذ يحاول استمالتي الى جانبه . اخبرني انه بحاجة ملحة الى الدفتر, لأن هذا الدفتر يؤذيه ويضره وإن ثلاثة من السياسين قد يستعملونه للقضاء عليه . ------------------------------ وكان يظن ان الدفتر عندي لأني الوحيد الذي كنت في غرفة ماري كما قالت الصحف. قلت : ولكني كنت فاقد الوعي كما اعلمتك. - هو ماتقول ولكني ظننت انك اخفيته قبل ان تفقد وعيك. - لو كان باستطاعتي إخفاءه لأستفدت منه قبل ان تأتي لزيارتي . - الواقع اني ظننته عندك , وسبب ذلك اني تلقيت تلفوناً بعد مقتل ماري يقول صاحبه ان الدفتر عنده , وإنه مستعد لرده مقابل مبلغ من المال. فظننت ان المتكلم هو انت . ولهذا ارسلت نون الى شقتك , فلم يعثر على شيء وحضرت الآن لزيارتك لتقول لي انه ليس معك فأين هو الآن ؟ - لست ادري , متى تلقيت المكالمة التليفونية؟ - بعد مقتل ماري بقليل. - ما المبلغ الذي طلبه المكتلم ؟ - خمسة وعشرون الف دولار لرد الدفتر.شبكة روايتي الثقافية - هل فكرت بأن هاسكل مور قد يكون فعل ذلك ؟ - نعم لقد فكرت, ولقد ارسلت نون للبحث في شقته , ولكنه لم يعثر على شيء , ثم إن انتحاره يقطع بأنه لا علاقة له لالدفتر , فمن غير المعقول ان يطلب منك رجل خمسة وعشرين الف دولار ثمناً لشيء يملكه , ثم يقتل نفسه بعد ذلك, هلا انتظر جوابي على الاقل؟ واخذ كينغ يغريني بالعمل لحسابه , والبحث عن الدفتر مقابل مبلغ كبير من المال . واخبرني انه سأل عني , وعرف من كثيرين اني من الاشخاص الذين يستطيع المرء الاعتماد عليهم , واني نجحت في كثير من القضايا المعقدة التي كلفت بها.شبكة روايتي الثقافية قلت : ما الذي يؤكد لي انك لست القاتل , وانك لم تحاول قتل ماري للحصول على هذا الدفتر الذي كانت تملكه , والذي يهمك امره كما يبدو. قال : ما هذا الكلام الفارغ ؟ وهل تظنني من البلاهة بحيث اقتل شريكتي . قلت بدهشة : شريكتك , ومنذ متى؟ - منذ مدة بعيدة , بل منذ خمس سنوات , ولما بدأت في عملي , كانت هي التي قامت بوضع تفاصيله وتنظيمه , وكنت مسروراً جداً من العمل معها لأنها كانت ذكية بارعة ماهرة , وكان ممايسرني طبعاً ان تشركني وتتعاون معي , ثم عرفت انها قتلت, وكان من مصلحتي طبعاً ان احصل على دفترها الخاص, وقد ظننت في اول الأمر انها قتلت بسبب هذا الكتاب , ولكن لما قتل الرسام المجنون نفسه , تبدلت نظريتي , وإن كنت حتى الآن لا ادري من هو الشخص الذي تمكن من الدفتر وحصل عليه. - وتعتقد اني استطيع العثور عليه؟ - نعم , لأنك إذا لم تظفر به فلن يستطيع غيرك النجاح. - كم تعطيني من الوقت ؟ ------------------------------ - يا إلهي ليس كثيراً , فإن الشخص الذي يملكه الآن يحاول بيعه وبأسرع مايكون من الوقت. قلت : من تظن انه يملك الدفتر الآن؟ - اني افكر في اسم واحد , ولكني لست صاحبه . - من اعطاك هذا الاسم؟ - انيتا. - من الذي تتهمه انيتا بسرقة الدفتر؟ - فتاة صغيرة تدعى جوي مارش, حتى انها لتعتقد ان هذه الفتاة قد تكون قتلت ماري للحصول على هذا الدفتر.ريحانة - كلام فارغ. فقال كينغ : تحقق من هذا الامر. *** كان هناك عدة طرق عليّ ان اسلكها للوصول الى أثر يهديني سواء السبيل. كان عليّ مثلاً ان اعود للبحث عن جوي مارش حتى اعثر عليها. وقررت اخيراً ان اذهب لزيارة شقة هاسكل مور وكانت قريبة من مكتبي , ابحث وافتش لعلي اعثر على اثر لم يفطن له البوليس. |
| الساعة الآن 07:45 AM |
Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.