شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f518/)
-   -   الزوج الثالث *مميزة ومكتملة* (https://www.rewity.com/forum/t334976.html)

shymaa abou bakr 18-11-15 09:45 PM

الزوج الثالث *مميزة ومكتملة*
 
https://upload.rewity.com/uploads/1495892711471.gif



قصه قصيره بقلمي
*الزوج الثالث*




https://upload.rewity.com/uploads/1513583854321.jpg







(1)


كانت تمشي دون ان تري امامها من غشاء الدموع الذي يغطي عينيها. لاتعرف كيف تفكر او بما تشعر. اعليها ان تشعر بالسعاده لانها وبعد تسع وعشرين عاما علي تلك الارض تسمع خبرا سعيدا!
او تشعر بالحزن والاسي لان خبرها السعيد لا فائده تذكر له.
لقد اكتشفت فرح انها تستطيع الانجاب وليس هذا فقط وانما انها لم تكن يوما عاقرا.
ولكن مافائده اكتشافها وهي غير متزوجه اصلا وليس هذا فقط وانما بسبب حالتها الصحيه المستجده اذا لم تحمل في خلال سنة سوف تنعدم فرصتها في ان تكون اما نهائيا.
*الي متي يافرح سيستمر مسلسل سوء الطالع الذي تعيشينه منذ ولادتك؟ *
مسحت دموعها وجلست علي المقعد الخشبي المواجه لنهر النيل تسترجع حياتها. هي فرح التي خلت حياتها من اي فرح
*لماذا تشعري بالحزن يافرح؟ الم تتعودي بعد ان لك نصيب وافر من الشقاء. *
بداية من ميلادها الوحيده في عائله لاب لاحدود لقسوته وكأبته وأم لم تتحمل طويلا هكذا زوج فهربت جالبة الفضيحة لعائلتها تاركة ورائها فتاه صغيره عارية تماما من مصدر للحب او الانسانيه.
علي مر سنواتها لم يأل والدها جهدا حتي يذبحها. كان في احسن حالاته تجاهها يناديها *يا ابنة الملوثة*
لكنها لم تستطع كرهه بالرغم من كل هذا. كانت تراه حطام رجل طعن في رجولته بخنجر مسموم لازال يغرس كل يوم اعمق من الذي قبله.
ولكنها ايضا لم تحقد علي امها يوما. من تلك التي تتحمل مثل هذه الحياة الميتة دون ان تهرب؟
لكن فرح لم تهرب يوما. تمسكت بشعاع امل وحيد وخافت اسمه كريم.
كريم ابن خالتها الذي يكبرها بثلاثه اعوام ورفيق الدراسة طوال اعوام لم يستطع احد التفريق بينهما.
رفض والدها دخولها الجامعه بالرغم من مجموعها العالي ولكن كريم وحده واساها. كم كان يخبرها بأنه سيأتي اليوم الذي يمحو فيه كل تلك التعاسة الني ذاقتها. كم اخبرها عن احلامه بأن تكمل دراستها الجامعيه وانه سيسمح بذلك بعد الزواج منها.
ابتسمت بمراره بطعم العلقم وهي تتذكر ذلك اليوم الذي فتحت فيه باب المنزل لتجد خالتها التي انهالت عليها وعلي ابيها بافظع الشتائم لان فرح تريد خطف ابنها وتوريطه في زواج لا تقبله العائله.
رفضت خالتها ان يتزوج ابنها ابن الهاربه ولم تر ان تلك الهاربه هي اختها. وبعد ان انهت مهمتها غادرت خالتها دون ان تنظر ورائها لتلك التي لم تر يوما فرحا.
حبسها ووالدها في غرفتها دون طعام او شراب سوي قليل القليل.
حتي جاء بعد عدة ايام او ربما اسابيع او شهور لاتعرف جاءها بخبر لازالت كلماته تقرع اذنيها حتي الان
*جاءك عريس يعيش في احدي البلاد العربيه. لايعرف انك ابنه الملوثه لذا يريد اتمام العقد سريعا ليعود وتذهبين وراءه بعد عدة ايام*
جاء يوم لقاء شريف-كم سعدت بالاسم علي اعتبار انه كل له من اسمه نصيب.
حين ناداها والدها لم ترفع عينيها من الارض، ليس خجلا مااعتراها وانما خوفا من ان يري شريف عيبا فيها ينفره ويجعله يرفض الزيجه. كان طوق نجاتها الوحيد وسلم هروبها.
تم العقد ولم يحضره سوي صديقين لشريف ولا احد سواها ووالدها.

كانت الان علي الطائره متجهه لحياه جديده بعيده عن جلادها الذي ادمي روحها لسنوات.
لم تعرف انها اصبحت بين يدي سياف ظالم الا في ليلتها.
لم تعرف يوما اذي جسدي او نفسي كتلك الليله الغابره. كان شريف مثال حي لوحش حقيقي لارحمه في قلبه وقد اذهبت الخمور والمخدرات عقله.
ماان ارتمي علي الفراش غائبا عن الوعي حتي قامت تبحث في عينيها عن بقايا حياة.
*حسنا ابي ناديتني عمرا بأكمله ياابنة الملوثة. اصبحت انا الملوثة الان*
سنتان علي تلك الليله مرت اسوء كثيرا مما تخيلت يوما. تعذيب واهانه بكافة انواعها وحبس انفرادي دون اي اشاره لافراج.
تغير خلال تلك الفتره اسمها من ابنة الملوثه للعاقر الشمطاء.
لم يترك شريف لحظة الا وذكرها بأن له ابنة من زواج سابق. اذا فهي عاقر لاتستطيع الانجاب.
كرر هذه الحقيقه مرارا وتكرارا حتي اصبحت ثابت لايقبل الجدال في عقلها.
حتي كانت تلك الليله. زارها كريم في منام يخبرها ان الفرج أت لا جدال.
كانت تشعر بشجاعه لذا ما ان ناداها بالكلمه المشئومه
حتي تمتمت * ربما لم تكن ابنتك وانما صلب رجل اخر*
انهال عليها تعذيبا وضربا حتي فقدت الوعي.
افاقت لتجد نفسها مطلقه وعلي وشك الترحيل بعد ان طلب الجيران الشرطه قبل ان ينهي حياتها.
لاتعرف غيره لذا عادت اليه. عادت لجلادها الاول ابيها الذي كال لها الاهانات كأنها هي من رمت كلمة الطلاق.
لم تكد تنتهي عدتها حتي جاء الثاني.
اسمه تلك المرة اشرف
*ياللسخريه. اذا كان شريف هو السئ اذا اشرف هو اسوء. *
كانت نفس مهلهلة نزعت منها اي رغبه للحياه. لازالت اثار شريف علي جسدها دون نية للشفاء. واليوم لقاءها مع اشرف لذا يجب عليها ان تجهز حالها لثالث جلاديها او ربما رابعهم اذا مادخل كريم في الحسبان.
تلك المره تجرأت ورفعت عينيها تواجه سجانها الجديد لتشعر لاول مره بشعور مختلف.
واجهت عينين كسيرتين ونظره مسحوقة غذت بداخلها شعور الامومة المنسي منذ الازل.
لم تتحرك له اي مشاعر انثوية بداخلها طوال فترة الخطبة والعقد القصيره.
لاول مره تشعر بالسعاده والامان.
الحب!!!
شعور اصبح ملغي من مقرر حياتها، الا انها مع اشرف شعرت بأنها ادمية انسانه. حتي ليلة الزفاف...
للغرابة لم تكن مرتبكة من خجل او خوف وانما سر ارتباكهاهو تلك النظره الحزينة المجروحه في عينه.
ما ان اجتمعا في غرفتهما حتي عرفت سر حزنه وسر طلاقه الاول.
كان اشرف قد تعرض في مراهقته لحادث جعل منه عاجزا من الناحيه الجنسيه. كانت دموعه تهطل امطارا وهو يحكي لفرح عن ألمه.
*اعرف اني اناني ولك كل الحق في تركي وكراهيتي*
اقتربت منه ببطء
*لا تقل هذا ابدا. انت ملاكي يااشرف الذي انتشلني من حزن لا قاع له*
مرت الشهر تلو الشهر بسعاده وهناء كانت لاول مره تملك منزلا حقيقيا، عندها شخص ما يجعل تشعر بمشاعر انسانيه دون تصنيف او مسمي.
لكن ككل جميل في حياتها لم يدم طويلا.
بدأ اشرف يدخل في عزلة وحالة اكتئاب واضحه لاتعرف ماسببها لانها لم تشعره لثانيه بأن مشكلته لها ادني تأثير عليها.

*لماذا تجمع ملابسك اشرف؟ ماذا هناك؟ *
كان سؤال طرحته دون ان تعرف ان بيت العنكبوت الذي اوهمت نفسها بانها اسسته علي قواعد ثابتة علي وشك الانهيار.
تذكرت الان كلماته كأنه لازال ماثلا امامه بهيئته المذنبة
*لقد ارتكبت في حقك جريمة لا تغتفر. احببتك في البدايه لدرجه تسمح لي بأنانيتي. اما الان فانا اعشقك فرح وعشقي لك يمنعني من استمرار ظلمي. انت طالق*
منذ طلاقها من اشرف وحتي تلك اللحظه لم تر لحظه سعاده او هناء. عادت لجلادها الابدي ليطيح بما تبقي من روحها وقواها.

مسحت دموعها بقوة وقامت من جلستها الطويله وعلي وجهها نظرة تصميم وهي تشعر بروحها كشعور ميت اعيد للحياه وهاهو ينفض عنه تراب القبر.
وضعت يدها علي بطنها بقوه
*حسنا حان موعد قلب الادوار. لن اضيع فرصتي الاخيره للحياه. لن انهي حياتي في بؤس بيدي. سوف اصبح اما رغم انف الجميع*
اتجهت فرح لأول هدف في خطتها وهو الزوج الثالث.............




نهايه الجزء الاول
الجزء الثاني في المشاركة التالية


shymaa abou bakr 18-11-15 10:48 PM

(2)



عدلت قليلا من مظهرها قبل ان تطرق باب مكتبه بحزم.
ما ان سمعت صوت يأذن لها بالدخول حتي استجمعت شجاعتها ودخلت مترجية من الله ان لا تضعف.
تفاجئ كريم وهو يري فرح ماثله امامه بعد كل تلك السنوات التي لم يرها خلالها.
لم تكن تلك هي فرح التي رأها اخر مره من عدة سنوات. كانت اخري ترك الزمن والمصائب عليها اثر غريب
كانت فاتنته كما كانت طوال تلك السنوات.
لم يمر نهار دون ان يتذكرها ويستحضرها كمسكن لألام ذكري لاينطفئ لهيبها. ولكن الليالي كانت هي الاقسي. كان يشعر بروحها تناجيه تناديه تفعل برأسه الافاعيل.
كم من مرات سمع صوتها يحمله الهواء مستغيثا مما لحقه من اذي.
يعرف ماحدث لها ولكم اراد ان يقتل كل المتورطين.
لازال يذكر كلمات امه المهدده
*تعرف كم يكرهها ابوها. اذا حاولت الاتصال بها سأخبره كذبا بأن بينكما علاقه جنسيه وزلك تصور الباقي*
ابتعد كجبان رعديد ولكنه خوفا عليها لاعلي نفسه ولكن ماالفايده الان.
*اهلا فرح. لا اصدق انك هنا*
اجابت بلهجه قويه مسيطره وحاجب مرفوع
*عذرا كريم لست هنا للدردشه. انا هنا لاطلب منك امرا*
رد بلهفه*اي شئ فرح اي شئ*
نظرت له نظره جعلته يمتنع عن التنفس. لماذا يشعر بهول الاتي؟
*اريدك ان تتزوجني لكي انجب طفلا ولك مطلق الحريه في الانفصال بعد ذلك؟ مارأيك؟ *
كان ينظر لها ببلاهه ثم همس بعد وقت
*اتطلبين يدي للزواج؟ *
ابتسمت ابتسامه مريره شعر معها بضألته
*لقد كان بيننا اتفاق لم تنفذه فقررت انا تنفيذه. *
حاول الشرح حاول ان يبرر لكنها رفعت يد معترضه
*امامك فرصه حتي يوم الاربعاء اي ثلاثه ايام لتفكر وتخبرني قرارك. *
*واذا رفضت*سألها في تحدي
*لن ترفض لانك لازلت تشعر بأنك مذنب امامي. وحتي اذا رفضت هناك مئات من رجال لن ترفض عرضي*
احمر وجهه ونظر لها شرزا فما كان منها الا ان ضحكت بقسوة تريد ايلامه
*ارجوك لا تخبرني بأنك تغار. تزوجت لمرتين ام تراك لم تلاحظ؟ *
لم يستطع كريم الاستمرار في دور ليس له ابدا. فقام يواجهها بعين تطلق اعيره ناريه
*لا تعاقبيني فرح يكفي جلدي لذاتي لسنوات طوال. لم يكن بيدي شيئا يومها صدقيني. لا تؤلميني *
كانت وبرغم الابتسامه القاسيه الدموع ترسم بحريه فوق وجهها الان خريطه سنوات عجاف.
*لااولمك كريم؟ ومن منكم لم يؤلمني؟*
امسك كفها يقبله بهستريا الشوق المجنون
*تزوجيني فرح. تزوجيني الان وسأتكفل بأن امضي كل عمري الاتي في مسح الالام التي حفرت في روحك وجسدك. تزوجيني لننجب معا طفله تشبهك لتري حبا ودلالا لم تريه. سأخبرك ماهو افضل حبيبتي تزوجيني لتكوني انتي طفلتي*
بكت فرح وهي تشعر بأن عليها ان تقاوم شعورها الموؤد لسنوات. شعورها بالحب بالرغبه في الحياه.
*لا استطيع كريم لااستطيع الان وبعد ان بدأت اقوي ان اتنازل واسقط ثانيه*
*حبيبتي وعشقي و معذبتي حاشاك السقوط ابدا. ليكن الله شاهدا ووكيلا ان يدي تمسك يدك وترفعها ولن ادعك تسقطين يوما. طمىنيني فقط يافرحتي الاولي والوحيده هل شغل احدهم يوما قلبك غيري. هل هناك من كان هذا ملاذه سواي*
هزت رأسها بعنف * ابدا كريم ابدا. لم اشعر يوما بحب سوي لك. كان طيفك هو سيفي الذي ذبحت به وحوشي*
كانا يقفا متعانقان الايدي والجباه مستنده علي بعضها.
*تزوجيني فرح. كوني فرحي*
*ماذا عن الناس. امك وابي؟ ستكون زوجي الثالث كريم؟ *
نظر لها بعينين صاخبتين بالحب
*لقد حاربت وحوشك فرح واتيت الي تطالبيني بحقك بي. لقد ذبحت وحوشنا فرح. لامكان لاحد بعد الان في حساباتنا. ربما اكون زوجك الثالث علي اوراق لاقيمة لها. لكن اعدك بان اكون حبيبك الاوحد والابدي*


تمت

nonos-88 05-05-16 02:36 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

رغوو 10-05-16 10:55 AM

قصة جميلة استمتعت بقراءة حروفها ..
أتمنى لكِ التوفيق

sss616 10-03-17 12:44 AM

قصيرة لكن مؤثرة

modyblue 20-03-17 12:22 AM

*لقد حاربت وحوشك فرح واتيت الي تطالبيني بحقك بي. لقد ذبحت وحوشنا فرح. لامكان لاحد بعد الان في حساباتنا. ربما اكون زوجك الثالث علي اوراق لاقيمة لها. لكن اعدك بان اكون حبيبك الاوحد والابدي*
جميلة كتير سلمت اناملك

زهرة الغردينيا 16-05-17 01:45 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة جميلة
بالتوفيق ان شاء الله
💚💖💛💜💙😍

Asma- 17-05-17 05:01 PM

حسنا
جميله ومؤثره ولديك حس جميل وسلس في السرد
يعني قابليتك السرديه روووعه
المزيد من التشذيب يعطي لقصتك الق متجدد
انطلع للمزيد منك عزيزتي
احسنتي لا تتوقفي

Asma- 17-05-17 05:02 PM

لا تتوقفي
ولما عدت للاسم وجدتك كاتبه من وحي الاعضاء
اتطلع للقراءه لك ان شاء الله
واصر ان لا تتوقفي
فللقصه القصيره لونها وعبقها ومن يجيدها يجيد الحبك الطويل

sabrounaa 18-05-17 02:43 PM

جميلة جدا سلمت يداكي


الساعة الآن 10:23 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.