شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f202/)
-   -   203 -حب من أول نظرة / سالى وينت ورث )(كتابة /كاملة **) (https://www.rewity.com/forum/t334994.html)

Hebat Allah 19-11-15 02:59 AM

203 -حب من أول نظرة / سالى وينت ورث )(كتابة /كاملة **)
 
شبكة روايتي الثقافية
203 - حب من أول نظرة
لــ
سالى وينت ورث
الملخص
ظلت شارلوت تعتقد أن الحب من أول نظرة لا يحدث إلا فى القصص الخيالية . حتى كان يوم قابلت كاريج بيشوب . و لم يكن هو يهتم بها , بل بشقيقتها الفاتنة المستحوذة على إهتمامه . لكن بعد ستة أعوام , لم تعد شارلوت تلك البنت ذات الأعوام الستة عشرة و الوجه المهمل كوجه الصبى , بل أصبحت امرأة جميلة محنكة. امرأة من النوع الذى يحبه كاريج.
لكن هل ستكون النهاية سعيدة بينما عادت فيرتى , مصصمة على إسترداد من إعتبرته حبيبها ؟

روابط التحميل
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

Hebat Allah 19-11-15 02:59 AM

الفصل الأول
قرأت شارلوت بيج قصصاً كثيرة عن وقوع البطلة فى حب البطل من أول نظرة , و أصبحت واثقة أنه سيحدث معها فى يوماً ما . و لقد حدث عندماكانت فى السادسة عشر من عمرها .
كان وقتالإجازة الصيفية , بينما الشمس ساطعة فى قلب السماء و الصفاء يشملها بلا سحب تحجب ضياءها الذى يغمر تفتح الورود الزاهية لصباها و أيامها السعيدة . كانت عائدة لتوها من نزهة الصباح الباكر , بعد أن ركبت حصانها بر التلال و السهول المجاورة, عادت جائعة لوحتها الرياح , لم يكن يخطر ببالها أنها ستلاقى قدرها المنتظر , أدخلت حصانها إلى الأسطبل , جرت مسرعة عبر المعبر القصير للمنزل الحجرى العتيق , من المدخل الخلفى . حجرتها فى الطابق الثانى , بالمبنى الرئيسى , صعدت إليها عبر سلم حلزونى حجرى . خطفت درجاته قفزاً , كل ثلاث درجات فى قفزة , و هى تنفجر مرحاً و سعادة , تتساءل عما ستجده فى سلة الكعك بالمطبخ , لتصبر صرخات جوعها , حتى يحين الغداء.
غسلت يدها فى حوض من الطراز القديم تغطيه الزهور , و هى على وشك النزول إلى المطبخ , سمعت صوت سيارة فى الفناء . إندفعت مستطلعة من النافذةو فتحتها على مصراعيها , أطلت لترى , وجدت سيارة لم ترها من قبل , سيارة رياضية بمقعدين , بلا سقف , زرقاء داكنة من طراز قديم جداً , لكنها ذات مظهر لامع و براق يحمل معنى إهتمام صاحبها بها. وقفت السيارة بجوار السلم المؤدى إلى البوابة الرئيسية , هبط منها رجل, إنتصبت قامته الطويلة فور نزوله , وقف يتلفت حوله مندهشاً ,كما يفعل كل من يجئ إلى هنا لأول مرة . تطلع أمامه , ثم تلفت يميناً و يساراً , قبل أن يلتفت خلفه , كانت شارلوتقد وقعت فى حبه!
0..
كان فى منتصف العشرينات كما توقعت هى ,كانت قوته الجسمانية واضحة , ذراعاه ملفوفتان , لفتته واثقة , ملامحه جاده , قده متناسق , جبهته عريضة , أنفه دقيق منحدر بسلاسة , وجهه أنيق . على بعد, لم تستطيع شارلوت معرفة لون عينيه , كان فى مواجهة الشمس , ثم تلفت ليرى الجدران القديمة عندما أتجهت عيناه نحوها , كانت عاجزة عن التحكم فى خفقات قلبها الذى كاد يقفز فرحاً , كانت واثقة أن هذا القادم الغريب الغامض سيقع فى حبها فوراً, و تخيلت أنهما سيعيشان معاً فى سعادة غامرة و إنسجام و تألف طيلة عمرها.
كانت مترقبة متلهفة, لأن تخونه عواطفه و يطلق صيحة إعجاب , أو على الأقل آهة إندهاش عندما يجتاحه الحب الأعمى, كما إجتاحها . لكن قبل أن يراها , أنفتح الباب الرئيسى , ونظر متطلعاًَ عندما هبطت فيرنى السلم لتستقبله : "حبيبى" و ألقت بذراعيها حول عنقه , ضاحكة و فمها يرتعش مستثيرا, و أبتسم لها , و تركها تداعبه, ثم وضع يده حزل خصرها و جذبها ليقبلها . لم تكن قبلة عزباء , كانت شارلوت كبيرة لتدرك معناها لكن لا خبرة لديها لتعرف ما إذا كانت قبلة عشاق مولهين أم قبلة واعدة بالحب الآتى.
تراجعت شارلوت عن النافذة . اسندت ظهرها إلى الجدار البارد , ودقات قلبها ترجها رجاً , و رأسها يدور . كان عليها أن تعرف أن أى شاب وسيم يجئ هنا من المؤكد أنه جاء ليرى فيرتى , لكن أختها لم تذكر أنها دعت أحد هنا عندما عادت أمس , بدون سابق إنذار كعادتها دائماً, وصلت قبل العشاء مباشرة , أصبح لزاماً على رينيات الألمانية أن تسرع لإعداد طعاماً لها . فيرتى لا تهتم طبعاً و لا والدهم و الذى يسعد دائماً بمجئ أبنته الكبرى لكن عليه أن يعر فالآن , أنها جاءت عندما احتاجت نقوداً , أو لتوقع رجلاً جديداً فى حبها , أو الأمرين معاً.
لم تكن شارلوت تهتم من قبل , فيرتى هى جميلة جداً لا أكثر و لا أقل , لكن كل من يعرفها يدللها , تصبح أحيانا بطلتها المعبودة , كما هى بالنسبة للآخرين , و أحيانا تكرهها , كما هو الآن . أطبقت كفيها بشدة , و ألقت نظرة خاطفة عبر النافذة , رأت أختها تجذب الغريب داخل المنزل , تتأبط ذراعه , شعرها الذهبى يتماوج معانقاً كتفيها , وهى تعانقه بعينيها . فى هذه اللحظة إمتلأ قلب شارلوت بحبه , و بالكراهية السوداء

Hebat Allah 19-11-15 02:59 AM

لشقيقتها , و بعاطفة أقوى من الغيرة المألوفة.
نظرت لنفسها فى المرآة الطويلة و إجتاحها شعور بالإشمئزاز و خيبة الرجاء من طول قامتها و سمنتها المفرطة التى يُظهرها البنطلون الجينز و القميص (تى شيرت) المدرسى , فهى سمينة جداً , بينما والدها مغرم بترديد مديحه لقوام غصن البان الذى تتحلى به فيرتى , التى تبدو رائعة و هى مرتدية المايوه, وكأنها مخلوق ملائكى . بينما لا تتجرأ شارلوت على لبس المايوه البيكينى , بل ينتابها الرعب من منظهرصدرها الذى يترجرج بالنهدين اللذان يتدليان وكأنهما عناقيد عنب. وكلما خرجت مع زملائها كانوا دائماً يحاولون الإمساك بهما.
كان وجهها أيضاً شاحب مقارنة بوجه فيرتى , ذات الجاذبية التامة , كما يقول والدها دائماً للجميع , بأن فيرتى هى (أجمل إبداعاته) و طفلته ذات (الجمال المقدس) و تلمع عيناه بينما تدخل فيرتى الغرفة , و عندما ينظر إلى شارلوت يتنهد و يهز رأسه أسفاً , لم يشكو أبداً من مظهرها وكأنه لا يراها , وكانت هى مهمومة بسمنتها , و بوجهها الشاحب الملئ بالنمش , و شعرها الداكن الإحمرار وكأنه لن يصبح كسبائك الذهب مثل شعر فيرتى.
غمرها شعور غاضب و هى تطالع صورتها فى المرآة , وشعرت كأنها تريد تحطيم المرآة , وتمنت لو أصبحت حالاً الفتاة التى يرمقها هذا الغريب بنظرة واحدة ينسى بعدها فيرتى و أبتسامتها الخلابة التى لا مثيل لها . و أسرعت نحو دولاب ملابسها القديم الكبير , فتحته على مصراعيه , بدأت التقليب فى ملابسها بهياج شديد باحثة عن فستان قد يصلح لعمل المعجزة , بعد دقيقتين , تراجعت و ألقت بنفسها على سريرها , بائسة. لا فائدة , فلن يجعله ينظر إليها أى شئ ترتديه أو تفعله , طالما تحيط به شقيقتها.
بعد لحظة أستحال اليأس إلى غضب , لماذا جاء هنا و هى مازالت فتاة فى السادسة عشر؟ و هى غير مستعدة للوقوع فى الحب . ثم بدأ ينمو أمل جديد . طالما وقعت هى فى الحب من أول نظرة , إذن فسيقعهو أيضاً , رغم وضوح ميله إلى أختها الآن إلى أختها الآن . فلقد خططت فيرتى لإستدراجه هنا ليقع فى حبها , لذا , ينبغى عليها أن تفعل مثلما فعلت شقيقتها . و ترددتفىالبقاء فى غرفتها حتى رحيله و لا تعذيها حسرة رؤيته مع فيرتى , لكن هذا الأمل الجديد , جعلها تقرر الهبوط لتناول الغداء . فضلاً عن إشتداد تشوقها لرؤيته و معرفته , معرفة إسمه و لون عينيه .
تناولت فستاناً من الدولاب و إتجهت لترتديه ثم توقفت فهو أحد الفساتين القليلة الأحتشام و قديم و ضيق جداً حول الصدر , لكنه أنيق ومناسب لساعات النهار , و ستفهم فيرتى حتماً أنها ترتديه لتحاول إستهواء الرجل , و هى تهبط السلم و قالت لنفسها و هى ترتدى الجينيز و القميص أنه سيقع فى حبها أيا كان ما ترتديه ولن يضرها السمنة و لا النمش , فهو سينظر حتماً إلى روحهاو سيحدث كل شئ .
عندما وصلت إلى باب حجرةالطعام , إعتراها الإضطراب للحظةثم تنفست نفساً عميقاً و واصلت سير ها , متوقعة أن تجدهم جميعاً. لكنها وجدته بمفرده , كان الغريب واقفاً فة مواجهة المدفأة الضخمة الفارغة و الكأس فى يده , محاولاً التعرف على ختم شعار النبلاء بالقرميد المحفور , والتفت عندما سمع الباب يفتح , تطلع بوجهه , انتظرت شارلوت لحظة , ممتنة أن يكون هو أيضاً قد حضر ليلقى قدره ويقابل حلم قلبه , عندما مل الإنتظار أومأ برأسه قائلاً "مرحباً....تفضلى"
إرتسمت خيبة الأملعلى وجههلأنها ليستفيرتى , و خز ألم حقيقى موجع قلب شارلوت الصغير بصورة لم تختبرها من قبل , لقد جرحها جداً, فأر ادت الإنتقام لنفسها فقالت بصوت أجش و لهجة مهينة لم تتحكم فيها :
" مرحباً , أظنك صديق فيرتى الجديد "
إرتسمت على وجهه تكشيرة كثيفة غاضبة قائلاً:
" و أنت أظنك شقيقتها المتطاولة."
أشتعل وجه شارلوت بحمرة الخجل , على وشك الإسراع جرياً , لكن الباب فتح خلفها و دخل والدها وبصحبته فيرتى المتعلقة بذراعه, كما كانت مع الغريب من لحظات , ثم قالت بلهفة :
"أنتظرت لقائكما . يا أبى , هذا هو كاريج بيشوب و هذا هو أبى الكاتب المشهور , هارتفورد بيج"
قال والدها"آهـ تعالوا الآن" متكلفاً التواضع و هو يهز يديها "أنت تبالغين جداً , ينبغى ألا تلتفت يا كاريج لكلامها , هى دائماً تبالغ مع من تحبهم."

Hebat Allah 19-11-15 03:00 AM

قالت شارلوت لنفسها بمرارة أن فيرتى لم تلتفت ناحيتى , فهى لم تظهر أبداً أنها تحبنى .
تحدث كاريج متلطفاً :
"كما أنا واثق أنها لم تبالغ فى مدحك , ومن الشرف لىّ أن ألقاك يا سيدى , لقد حكت لىّ الكثير عنك, ولقد قرأت و إستمتعت بمؤلفاتك "
إستغربت شارلوت أن فيرتى لم تقل حرفاً عنها , و تراجعت مستلقية فى مقعدها ذى المسند العريض , و قال الوالد :"شئ طيب أن تقول هذا , ما هو عملك يا كاريج ؟"
أجابت فيرتى متحمسة : " مهندس معمارى يا أبى , خارق الذكاء , يرسم و يصمم المبانى , الجميع يقولون ان مستقبله باهر ."
إبتسم كاريج " الآن فقط إقتنعت برأيك فى مبالغة فيرتى سيدى."
فهمت شارلوت أيضاً و تساءلت هل يعتقد كاريج أن فيرتى تحبه , لكن ليس أول رجل فى حياتها , تحضره إلى المنزل , و لا ترى خلافاً فى سلوكها معه عن سلوكها مع الكثيرين الذين إرتبطت بهم من قبل . فهى دائماً تتملق كل الرجال , فكرت شارلوت منهكة , و تذكرت عبارة قرأتها فى أحد الكتب (هى دائماً تلتهم الرجال ) لكن يبدو أن جميع الرجال يحبون فيرتى , بينما شارلوت مستغرقة فى إجترار حزنها قالت فيرتى بإستهانة : " آهـ هذه أختى الصغيرة شارلى"كما لو تذكرت الآن فقط أنها ليست مجرد قطعة من الأثاث. أشار كاريج بإيماءة خاطفة ناحيتها :"لقد إلتقينا " ثم أتجه ناحية فيرتى مسرعاً و الأبتسامة منتدياتروايتيتضئ عينيه .
شاهدت شارلوت لون عينيه البنية و أهدابه المقوسة , وعن قرب رأتهوسيماً أكثر مما ظنت , شعره جميل مجعد فاحم فى تناقض مدهش مع تقاطيع وجهه القوى , بدا مكتمل الجمال , كل شئ فيه مكتمل الأبهة .
تساءل كاريج عن تاريخ المنزل , أجاب أبوها مسرعاً موضحاً أن المنزل كان مقر رئيس الدير الذى كان قائماًهنا و أضاف " لكن الكنيسة ذاتها و معظم المبانى تهدمت الآن . سأخذك لتشاهدها بعد الغداء , لو كان يهمك , و لكننى عملت على إنقاذ هذا المنزل من السقوط , عندما أشتريته منذ عشرين عام."
لكن كان فى كلام هارتفورد بيج شئ من المبالغة فالمنزل فى الحقيقة , كان فى حالة سليمة عندما شاهده و أحبه , بعد زواجه بأعوام قليلة . كان هو وقتها يتوهج بفرحة النجاح لكتابه الجديد , و كرس نجاحه لشراء المنزل , دون الإلتفاف لتكلفة الإقامة فى مثل هذا المكان , و إقامة أسرته معه . كانت نتيجة إستمرار حياة الأسرة على الكفاف , فأى نقود جديدة يبتلعها الإنفاق على إصلاح السقف أو ترميم الجدران , فالمكان كان رطباً دائماً , الجدران سميكة و النوافذ ضيقة لا تجلب الدفء حتى فى الصيف. و رغم إستعطاف زوجته له مراراً لبيع المنزل إلا أنه لم يلتقت مدعياً أنهيلهمه فى الكتابة . ربما كان صحيحاً , فهو بالفعل يقضى معظم وقته فى منتدياتروايتيالغرفة التى كانت مخصصة لرئيس الدير , و هى غرفة مستطيلة بهامدفأة مستقلة , و هى الغرفة الوحيدة الدافئة المريحة فى المنزل , لا يزعجه فيها أى شئ, حتى يهبط السلم لتناول الغداء أو العشاء . و هو يحب التجول بالضيوف لمشاهدة المنزل مرحباً بهم للقدوم فىالإجازة الأسبوعية , و كان ذلكعبئاً على زوجته التى توفيت جراء مرضها بالتهاب الرئتين بسبب نزلات البرد التى غالباً ما تعقبها أنفولنزا.
عندما توفيت أمها كانت شارلوت فى العشرة من عمرها , و على الفور أدخلت المدرسة بينما فيرتى الأكبر منها بأعوام ستة إلى كلية لدراسة الدرما , و أصبحت الآن ممثلة ناجحة , تتقن مهنتها جيداً , فى الواقع يصعب على شارلوت التميز بين سلوك أختها الطبيعى و تمثيلها .
أحياناً تظن أن فيرتى لا تفهم نفسها مثلما هو الآن.
بمجرد جلوسهم لتناول لتناول الطعام فى الحجرة الصغيرة المطلة على الفناء لمحت شارلوت أختها تستحوذ على إهتمام والدها و صديقها , اللذين أمتعهما حديثها المسلى , والدها عن يمينها و كاريج عن يسارها , فيرتى ذكية جداً على شارلوت الإعتراف بذلك , فيرتى تحكى لهم نوادر و حكايات مسلية , دون ذكر أسماء المشاهير أطراف نوادرها , و هكذا تعلق الرجلان بخيطها حديثها , و ضحكوا سعداء.
قالت فيرتى لأبيها : "أحاول إقناع كارج بالبقاء معنا يومين , ساعدنى فى إقناعه يا أبى , فلن أعود إلى لندن حتى يوم الثلاثاء لذا من الممتع أن نعود معاً مساء الأثنين" ردها رتفورد بيج متحمساً :"سأفعل بكل الوسائل يا أبنتى الحبيبة , و أنت مرحباً بك يا كاريح ."
أجاب كاريج :" هذا لطف منك يا سيدى لكن لا أريد أن أسبب لكم أى متاعب."
رد أبوها :"ليست هناك أى متاعب , لدينا دائماً حجرة للضيوف."
قال كاريج :"أشكرك, فى هذه الحالة سأكون سعيداً جداً بالبقاء معكم حتى مساء الأحد فقط, لدىموعد هام يوم الأثنين أخشى التخلف عنه."
لوت فيرتى شفتيها و قالت :"مؤكد يستطيع إلغاءه فلو تعطلت سيارتك أو لو كنت مريضاً كنت ستلغيه."
ضحك كاريج :"لا تستغوينى!" أجابت فيرتى و البتسامة ملئ عينيها :"يا ليتنى , لكن بالتأكيدسأفعل لة أدى ذلك لبقائك يوماً آخر ." و تلاقت عينا فيرتى و كاريجو لم ينتب ها إلا بعج أن نقرت شارلى متعمدة بأصباعها على دورق المياه.
صاحت فيرتى :" ياه , تشارلى ملابسك بها بقع " لماذا لا تستخدمى المنشفة لإزالتها ." و أدركت أن تشارلوت لم تمس طبقها فقالت "لماذا لم تأكلى ألم يعجبك الطعام؟"
ردت شالوت " الطعام جيد لكنى ليست جائعة "
و تساءلت فيرتى :"هل تشعرين بالمرض؟" و دون إنتظار إجابتها إلتفتت نحو كاريج " هى تأكل عادة مثل الحصان و معظم وقتها تقضيه فى المنزل , حيث لا تغادر أسطبل الخيل إلا نادراً . لذا فلا تستغرب."
إلتفت كاريج إلى شارلوت متسائلاً مبدياً إهتماماً فى نظرات عينيه العسلية :"هل أنت مهتمة بالفروسية؟"
"نعم هل...و هل أنت أيضاً؟"

Hebat Allah 19-11-15 03:00 AM

" جداص و اشترك فى سباق ركوب الخيل كلما أمكن."
أندفعت فيرتى " يا للعظمة , ينبغى أن نخرج لركوب الخيل و نتسابق غداً . مؤكد سأستعير لك حصاناً لتركبه من صديق لىَ من مزرعة قريبة."
رمقتها شارلوت محذرة , فم يمتلكون حصاناً واحداً , و هى تهتم به بإعتباره حصانها , و لو حاولت فيرتى ركوبه ستجد صعوبة , حاولت أن تتلفظ بذلك و قبل أن تنطق بحرف قأطعتها :"أظن كان لابد أن تغيرى ملابسك يا شارلى قبل مجئيك لتناول الغداء , فدائماً لك رائحة الحصان , على الأقل بإمكانك بذل الجهد عندما يكون عندنا ضيوف حتى لو لم تعتادى على ذلك."
شعرت شارلوت بالغضب يلوح وجهها , فقط حدجت أختها بنظرات الغضب الصامتة و لمعت عيناها ناحية كاريج , لكنه كان يتطلع إلى فيرتى و تكشيرة تعلو جبينه.
0..ــــ
غير أبوهما الحديث بلباقة , فهو لا يحب الشجار حتى الخفيف منه , لذا لم يق لأى منهما أن تتوقف , و تكلم بلطف عن أشياء أخرى . لكنه قطب جبينه لـ شارلوت يلومها لأن طبعاً فيرتى لا تخطئ أبداً
بعد الغداءأتجها ثلاثيتهم ليتجولوا مع كاريج و يشاهدا المنزل و الأطلال المحيطة به, و هربت شارلوت للخارج , عبر الممر الملئ بالزهورحتى قمة التل المطل على المنزل . و ألقت بنفسها على العشب متطلعة بغضب إلى المنزل , إستلقت فى موقع جميل , محاطة بحفرة كانت جزءاً من النهر أو حدود المنطقة . تحوطها أشجار الفاكهة الباقية من بستان رهبان الدير, ومازال السمك يسبح فى الأحواض التى حفروها , لكن نهدمت الجدران و ما زال السمك يسبح فى الأحواض التى حفروها , لكن تهدمت الجدران التى كانت تحمى الكنيسة , كل ما بقى منها مجرد أساسات و بعض الأعمدة التى كانت تحمى الكنيسة , كل ما بقى منها مجرد أساسات و بعض الأعمدة و البوبات , و معظم الأشجار نقلت عندما تهدمت كنيسة آبى فى عصر هنرى الثامن.
كل ما بقى هو المنزل ذاته و بعض المبانى الخارجية الكبيرة المبعثرة باردة و غير عملية . لكن شارلوت أحبتها , ربما أكثر عمقاً من والدها , ورغم عدم تجالها لقدمها كما لا يعترف والدها , و هى لا تستطيع تخيل منزل آخر بإمكانها التشوق و التطلع للعودة إليه عندما تكون فى مدرستها , فمازال أمامها عامين آخرين لإنهاء دراستها و حتى يمكنها الإقامة دائماً فى المنزل , فلا يجدى أى إستعطاف لموافقة أبيها على تركها المدرسة قبل حصولها على الثانوية .
بعد نصف ساعة شاهدت الثلاثة يخرجون من المنزل بقيادة والدها , و خلفه فيرتى و كاريج , تصلب جسدها عندما رأتهم , و أشتعلت نفسها بالغيرة , لو كانت أجمل من فيرتى ! حاولت أن تتذكر كيف كانت أختها و هى فى السادسة عشر لكن فيرتى وقتها كانت فى الكلية , و هى فى المدرسة لذا قليلاً ما كانا يلتقيان, وكأن فارق الأعوام الستة بينهما قرناً من الزمان.
كان كاريج ألطف مما ينبغى , بحسب رأى شارلوت مد يده لـ فيرتى و هما يحفران حفرة حجرية , و طوق خصرها بذراعيه بينما هما ينظرون للإطلال المتناثرة.
شاهدتهم شارلوت يتجولاون جولة طويلة , مرهقة لوالدها , أنقضت ساعة قبل أن يعود هارتفورد للمنزل , بينما سار كاريج و فيرتى خلال الدير القديم متجهين ناحية المزرعة ليحاولوا إستعارة حصان الغد لـ كاريج كما هو مفترض , إبتعدا عن عين شارلوت عندئذ أستلقت على ظهرها متطلعة نحو السماء , تساقطت دموع المراهقة بسهولة من عينيها . لن تحب غيره, لدرجة أنها صدقت هذه الفكرة الخيالية عندما ألتقت به و حتى الآن لم يقع فى حبها .
بكن لفترة , ربما يساعدها البكاء لكنها تذكرت بسرعة أنه سيبقى معهم حتى ليلة الغد. فربما يكن بمقدورها جعله يغير رأيه عنها , فلو رفع عينيهلحظة عن فيرتى, و لو توقفت شقيقتها عن توجيه ملاحظاتها النابية المهينة لها و كأنها تلميذة غبية كسولة .
بذلت شارلوت مجهوداً حقيقياً لحضور العشاء تلك الليلة , أمضت وقتا كافياً فى الحمام , غسلت شعرها , حتى طرقت رينيات باب الحمام تستحثها للإسراع فى مساعدتها فى تجهيز الطعام , و ترجوها أن تجهز الخضار , و هذا يعنى أن عليها تقشير البصل لأن رينيات تتأثر عيونها منه . بالفعل قامت شارلوت بتقشيره و عصره فى الحساء ثم أندفعت صاعدة السلم فى آخر دقيقة لتغتسل ثانية ولتغير فستانها , لم يكن لديها الوقت لتجفيف شعرها جيداً أو وضع مكياجها بعناية فهى ما زالت حديثة العهد به و يستغرقها وقتاً لعمله. دقت الساعة الثامنة فهبطت السلم مسرعة و مظهرها ليس كما كانت تريده .
لم يكن يعنيها التأخير فالثلاثة كانوا يجلسون على الأريكة الطويلة يتصفحون ملف القصاصا الصحفية المنشورة عن والدها الذى لا يطلع عليه إلا من يحبهم ,أبدى كاريج أعجابه , و كانت فيرتى متكئة على كاريج . بمجرد دخولها نظر والدها مندهشاً و مستحسناً طريقة لبسها و عاد لمطالعة ملفه الصحفى , و جاءت اللحظة التى إنتظرتها شارلوت عندما قال كاريج "عفوراً, لحظة من فضلك." ثم أتجه ناحيتها " مرحباً شارلوت هليمكننى تقديم شراب لك؟"
" لماذا , لماذا ؟, شكراً أنا أحب الجن و التونيك من فضلك." أجابت بدهشة بدهشة و لا مبالاة .
ضحكت فيرتى خلفهم و قالت لها قدراً ضئيلاً من الشيرى فهو حلو المذاق."
لمعت نظرة الغضب فى عيون شارلوت , لكن كاريج صب لها الويسكى فعلاً كأساً كاملاً . فابتسمت كاريج و ابتسم كاريج و كانت أسعد لحظات حياتها .
دعم هذا ثقتها بنفسها , رغم أنها لفتة بسيطة , لا عجب من أخلاق شارلوت . أصبحت الآن متدفقة الحديث طيلة

Hebat Allah 19-11-15 03:00 AM

العشاء , سألت كاريج عن مشاركته فى سباق الخيل .
و أجاب:" أنا مجرد هاو , بدأت ركوب الخيل مع حصان صديقى بعد أن كسرت ساقه فى أحد المواسم و حققت بعض النتائج , شجع ذلك البعض على تقديم خيولهم لىّ للتسابق بها , و انا أتسابق كلما أمكن أحياناً صعبة , ربما لسبب مونى مهندس معمارى , منتهى فى المقدمة بالطبع."
" أين تتسابق؟" سألته كما لو كان بمقدورها الذهاب لمشاهدته , إن لم يكن بعيداً
انتزعت فيرتى منه خيط الحديث بقولها :"نعم, أحكى لنا . عندما تكسب الجولة القادمة يمكننا إقامة حفلة , ستكون ممتعة , يمكننى إحضار بعض الفتيات من الأستوديو , ماذا نحتاج أيضاً ؟ ربما بعض الشبان من شركتك؟" و بدأت تضع الخطط , وكانت النتيجة وكأن أمر الحفلة أصبح مقرراً و لم تذكر شيئاً بخصوص شارلوت .
حاولت شارلوت التحدث ثناية مع كاريج و رمقتها فيرتى بنظرة عابسة " هل تظن فعلاً, أنه ينبغى السماح لـ شارلى بكأس آخر من الخمر يا أبى ؟ لقد أصبحت ثرثارة"
هذه الملاحظة النابية الزاجرة التى أطبقت فم شارلوت للحظة , بينما تسارعت دقات قلبها لقربها من كاريج و تصاعدت الخمر و خصوصاً أن الجن أجودها إلى رأسها مباشرة.
" طبعاً نحن نعيش فى العزلة هنا " قال والدها لـ كاريج :"أنا لا أذهب إلى المدن المجاورة, عالم أضطر إلى ذلك , المدن كلها متشابهة , هؤلاء الممسوخون يهدمون المبانى القديمة , ليتاح لهم عقد صفقات لبيع أراضيها , أنا أذهب فقط إلى لندن , عندما أريد مقابلة الناشر , و أبقى فى النادى , أنا لا أستطيع الإقامة فى الفنادق الأسمنتية الملونة , لا أتذوق طعامها كلها لها مذاق واحد , و أنا كان لها مذاق أصلاً. إتسعت عيناه و كأن فكرة ما داهمته :"أقول لك يا ولدى لماذا لا تصمم فندقاً حقيقياً وفق التقاليد القديمة؟ أنا أتخيله مريح بدلاً من كونه عملياً."
ردت فيرتى متحمسة لكلام أبيها " فندق له أعمدة بدلاً من كونه علبة أسمنتية ."
تفاعل كاريج مع أفكارهم و أشعلوا حماسهم معاً , و واصلوا حديثهم حول المشروع الجديدو الفندق المأمول.
أسندت شارلوت ظهرها لمقعدها , حررت الخمر نفسها من التحفظ و التردد . الثلاثة لهم مظهر جميل , حتىأبيها الذى يقارب الستين , خطه المشيب له نظرة بشوشة فاتنة لما تفارقه بعد, مؤكد أنه كان فى شبابه مفعماً بالنشاط و لحيوية , مؤكد أن أمها وقعت فى حبه القدرى و كرست نفسها لخدمة نزواته و إشباع شهواته و ميوله المستبدة . أما كاريج و فيرتى فيندرجون طبعاً , تحت قائمة (الناس الجميلة) أحدهما أشقر و الآخر قمحى . ربما أنجذبا لبعضهما البعض بفعل التناقض لكنهما متجاذبان , سهل جداً أن يدرك أى إنسان ذلك من طريقة تلاقى نظراتها , و تلامس أياديها . عندما وقف أبوهما ليصبكأس آخر من الخمر , إتكأت فيرتى على كاريج إنفرجت شفتاها تدعوانه لتقبيلها , تستطيع أضواء الشموع على ذراعيها العارية , و فستانها القطيفة المخملى , أبتسم كاريج إبتسامة غامضة , تلك التى تميزه , لم يقبل فيرتى لكنه همس لها بشئ سمعته هى فقط , جعلها تنظر إليه و طوحت شعرها الأشقر و تذكرت شارلوت المهرة الصغيرة اللعوب!
تذكرت شارلوت أنها كالبطة القبيحة بينهم , ثم قالت لنفسها , البطة القبيحة تتغير لتصبح أجمل بجعة , و إبتسمت لنفسها , متعجبة إن كان المستقبل مشرق و متفائل .
" واضح أنك تفكرين فى شئ سعيد." أرتفع صوت كاريج ليقطع تتابع أفكارها , أخفضت رأسها لترأه و هو ينظر إليها بابتسامة مشجعة .
"نعم , كنت أفكر فى شكلى عندما أصبح فى عمر فيرتى ."
و خفضت صوتها حتى لا تسمعها أختها التى كانت قد إتجهت لتتحدث مع رينيات التى جاءت لترفع الأطباق .
تساءل كاريج :"هل تريدين أن تصبحى ممثلة أم كاتبة؟"
هزت شارلوت رأسها بإصرار " لا, أريد وظيفة ثابتة , لا أعرف بالتحديد كم النقودالتى سأحصل عليها , بدلاً من كونى ثرية لدقيقة و فقيرة فى التالية."
ضحك كاريج ضحك حقيقى " من الأفضل أن تكونى محاسبة أو مبرمجة كمبيوتر."
" يا له من عناء " صاحت فيرتى و هى تستمع إلى حديثهما " هذا لا يلائمنى ما زالت أرى أنه يلائم شارلى , لو أقعلت عن التصرف كالغلمان ."
" أنا ليست غلاماً."
نظرت فيرتى مستغربة " يا للأسى شارلى عندما أصفك بأنك كالغلام فهو وصف مهذب! لم أرى أحداً يسلكسلوك الغلمانمثلك فى عمرك هذا . كل ما تعيشين لأجله هو الخيول , ذهنك مشتت , ثيابك ملطخة , حتى أعتقد أحياناً أنك لن تكبرى ! أنا فقط بدأت...."
وقفت شارلوت وجهها شاحب , و أمسكت الفوطة بحزم" لست بحاجة إلى نصائحك , أبى هل يمكننى الأنصراف " أؤما والدها موافقاً مستشعراً ضرورة أنصرافها , سعيداً بالتخلص منها فلقد بدأت تستفز فيرتى.
و أسرعت بالخروج من الغرفة , أتجهت مباشرة إلى الأسطبل قذفت حذائها بعيداً عندما خطت فوق العشب ليمكنها الجرى بسهولة . كان حصانها ليمبو ينظر بهدوء و سلام , يصهل صهيلاً ناعماً بينما تضع ذراعيها حول عنقه النحيل و دفنت رأسها فى وجهه , زفر هواء دافئ من منخاره , بث رائحة مألوفة , ودارت رأسها بأفكار بائسة , تذكرت أن الأمر كان دائماً هكذا , تتعمد فيرتى دائماً تحقيرها و إهانتها , هذا كل ما تتذكره , لم يكن بينهما أبداً أى شئ أخوى أو حتى دفء العلاقة , والدها كان يقف دائماً بجانب فيرتى , رغم أنه يفعل ذلك حتماً. منذ توفيت أمها, شعرت بأنها ستعتمد على نفسها . لا, شعرت أنهم يتحملونها كأنها شخص غريب غير مرغوب ببقائه عليه أن يعانى و يكدح لإعالة نفسه, ربما لأنها خاملة هادئة مترددة , هكذا أعتقدت , و ليست بحيوية و ذكاء و تدفق فيرتى , لأنها شاحبة و ليست بجمال فيرتى.
أقلع الحصان عن النظر إليها و أمال رأسه و أنتصبت

Hebat Allah 19-11-15 03:01 AM

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

Hebat Allah 19-11-15 03:01 AM

عدم الذهاب لم تضطر للإقلاع عن شئ تريد فعله لتساعد رينيات , لديها دائماً مخزون من الملابس الجميلة و لديها اصدقاء و عشاق رائعين مثل كاريج , و شارلوت لا تريديها أن تأخذ كاريج, و هى تخاطر بالا يقع ذلك.منتدياتروايتي
" مؤكد أنك تعرف أن فيرتى إرتبطت برجال مثل ...." ثم وضعت يدها على فمها كما لو كانت فى سجن " ياه, يا عزيزى , ربما كان لا يجب أن أقول ذلك , ربما تذهب أنت أيضاً" كان تأكيدها على آخر كلمة محدداً لكنه خافتاً , و نظر إليها متفحصاً بينما إنتابها كدر داخلى , لكن فات أوان التراجع لأنه ببطء " هل لـ فيرتى أصدقاء وعشاق , شبان كثيرون ؟"
ضحكت شارلوت ضحكة عالية عصبية صبيانية و قالت له " حسناً , بالكاد أسميهم شبان , فهى عادة تخرج مع رجال كبار , رجال أعمال و...منتجى أفلام , و مثل هذا النوع أنت حقاً صغير تماماً بالنسبة لـ فيرتى."
" و هل تجئ بهم غلى هنا؟"
كانت شارلوت على وشك قول (نعم) لكنها رأته يراقبها بحذر و تشكك لذا قالت بمرح و إستخفاف " ياه , ليس كلهم " فقط أولئك الذين تريد الإيقاع بهم , لكنها تخرج معهم للتجول هنا و هذا يصيب تونى بالجنون فعلاً."
تساءل :" تــونــــى؟ "
" نعم , هو مدير المزرعة التى على الطريق . ربما قابلته أنت اليوم عندما ذهبتما لإستعارة حصانه , هو مجنون بـ فيرتى ....منذ أعوام , أليس هذا رومانسياً ؟"
توقفت شارلوت و هى تعرف أنها واقفة على أرض آمنة , فهى ذكرت الحقيقة بشأن تونى .
قطب كاريج جبينه مفكراً , ربما لاحظ أن الغيرة تنهش تونى , و لتضخم شارلوت الأمر قالت :
" تونى يريد الزواج من فيرتى , لكنها لا تريده , طبعاً لأنه يريد إقلاعها عن التمثيل . و هىلن تفعل ذلك , لكنها مازالت تخرج معه عندما لا يكون أمامها غيره , و تقضى طيلة الليل معه فى الخارج , أليس ظلماً؟"
و أضافت بغيظ:" بينما يجب أن أعود إلى المنزل قبل العاشرة و النصف حتى فى الأجازة الأسبوعية."
لابد أن فيرتى قد عادت إلى المنزل لتبحث عنه , لكنها الآن خرجت مرة ثانية , صوتها يقترب بينما هى تسير ناحية الأسطبل:
" كاريج !"
قالت شارلوت " أظن يجب أن أخرج للتريض بالحصان." و أرتدت حذاءها ثم أسرعت إلى الداخل لتحضر السرج و اللجام.
سرجت و ألجمت الحصان و أمتطته بسهولة , فتح كاريج الباب و قالت له " ليلة سعيدة" وهى تتهادى بحصانها , ثم دقت كعبيها و جذبت اللجام لتتجنب طريق فيرتى ثو أطلقت للحصان العنان .
عندما عادت بعد ساعة كان ضوء الرواق مضاءاً دخلت شارلوت بهدوء , دلفت عبر اللم إلى غرفتها , كانت حجرتها مضاءة , ظنت أنها ربما تركت النور مضاء , لكن عندما فتحت الباب و دخلت وجدت فيرتى جالسة على مقعد فى إنتظارها , وقفت فيرتى و لطمتها على وجهها بكل قوة يدها .
صاحت فيرتى بعنف و ضربتها ثانية :
" يا ملعونة أيتها الثعلبة الصغيرة يمكننى أن أقتلك ! كيف تجرأت على سرد تلك الحكايات لـ كاريج ؟ شكراً , فلقد حلت بنا لعنة الشجار , و هو عاد إلى لندن ! " حاولت ضربها ثانية , لكن شارلوت وضعت ذراعيها حول وجهها لتحمى نفسها
"أنا سعيدة!" و تراجعت شارلوت للخلف " هو ألطف من أن يخرج معك!."
صاحت فيرتى " ماذا تعرفى يا ملعونة عن ذلك؟!" لقد خرجنا فعلاً فى أماكن أخرى حتى تطفلت و دسست أنفك و تحدثت معه " حاولت ضربها و ركلها بقدمها و قفزت شارلوت متفادية , هددتها فيرتى " أنتظرى سأنتقم منك على فعلتك هذه , مهما طال الزمن!"
و غادرت الحجرة و صفقت الباب بعنف .
أسرعت شارلوت لإحكام إغلاق الباب بالمزلاج و هتفت مرحاً و تراقصت هو أرجاء غرفتها فى نشوة الفرح حتى سقطت على سريرها, مصابة بدوار لاهثة الأنفاس .
لقد نجحت خطتها , حتى إن لم تستحوذ على كاريج فلن يكون لـ فيرتى من الآن و بالنسبة لعقليتها المراهقة كان هذا أروع شئ فى العالم .

Hebat Allah 19-11-15 03:02 AM


الفصل الثانى
طيلة ستة أعوام لم تلتق شارلوت و كاريج , و بعد ستة أشهر من تلك الليلة سافرة فيرتى إلى أمريكا , و قررت الإقامة هناك , بعد أن أصبحت ناجحة جداً , بحسب ما ورد فى خطاباتها لأبيها , الخطابات المليئة بأسماء الذين أرتبطت بصداقتهم و بعض الطرائف و النوادر الشائعة التى يحب أبوها تكرارها , لم تكتب إلى شارلوت أبداً , و هى لم تنتظر منها أى خطاب.
وقعت أحداث كثيرة لـ شارلوت إيان . فلقد حصلت على درجات جيدة فى شهادة الثانوية , و بدلاً من دخولها الجامعة ,إلتحقت بكلية فنية لدراسة الكمبيوتر و
إدارة الأعمال , و حصلت على وظيفة جيدة فى الإدارة المالية بشركة كبيرة فى مدينة قريبة من المنزل , تستغرق المسافة بينهما نصف ساعة بالسيارة , و أتاح ذلك لها الإقامة فى المنزل , و ركوب الخيل فى أمسيات الصيف , و الإجازات الأسبوعية و تظل بصحبة أبيها , و تساعد فى الإنفاق على المنزل فلم يعد والدها يكتب كثيراًالآن .
بدا و كأنه فقد رغبته و إقباله على الحياة منذ سافرت فيرتى , حتى حبه للمنزل يبدو أنه تضاءل غالباً ما تكتنفه الكآبة ويفقد أعصابه , عندما حاولت شارلوت الاقتراب منه كان يتجاهلها غالباً , متذرعاً بضرورة قراءته لكتاب هام, و ينسحب و يتركها وحيدة , كان هذا مؤلماً لها فى البداية, و إحساسها بأنه لا يفسح لها مكان فيرتى , ثم بدأ تدريجياً الأعتماد عليها بطرق كثيرة , و غمرتها سعادة لم تذقها من قبل.
منتديات روايتي
صادقت شارلوت كثيرين فى الكلية وفى العمل وعاشت قص حب رومانسية أبان تلك الأعوام الستة , لكن لم تتطور هذه القصص لتصبح شيئاً حقيقياً , حتى ألتقت مرة ثانية بـ كاريج بيشوب , من خلال مصادفه صنعها حب الخيل , فلقد أصبح حصانها عجوزاً يصعب ركوبه , و تعرفت من خلا منتدياتروايتيصديقها السابق مايك بروكس على كيفين سلاتر و زوجته تينا و لديها حصان , و لأن الزوجة حامل لا يمكنها تدريبه . تولت شارلوت المهمة طوال عام , و أصبحت خلاله صديقة للأسرة , وهم مغرمونبالخيول يحضرون معظم السباقات والعروض الرياضية و الإستعرضات و أحياناً تذهب شارلوت معهم بصحبة مايك.
فى أحد أيام شهر أبريل المشمسة قرروا الذهاب لحلبة السباق فى حديقة ساندون و بينما تطالع شارلوت قائمة المتسابقين من الفرسان قرأت أسم كاريج , و أطلقت صيحة دهشة مفاجئة , فسألتاه تينا, ماذا حدث , أجابت شارلوت :
"آهـ, لا شئ , مجرد
أنى قابلت أحد المتسابقين ."
تساءلت تينا :" حقيقى ؟ من هو؟ هل أعرفه؟"
أجابت شارلوت " لا أظن هذا " و بتردد أشارت إلى أسمه فى القائمة .
"كاريج بيشوب , لا لم أقابله , بل سمعت عنه, بالطبع هو ماهر جداً, ايضاً الحصان الذى يركبه (بلانيكو) " و التفتت إلى زوجها :
" كيفين , شارلوت تعرف كاريج بيشوب . يجب أن نراهن عليه."
لقد أنقضى وقت طويل منذ رأته , و تلاشت العواطف التى أشتعلت داخلها عندما وقعت فى حبه , و ملأ حياتها أشياء أخرى, رجال آخرون , و بعد ان كانت تفكر فيه يومياً أصبحت تفكر فيه اسبوعياً , ثم شهرياً , حتى أصبحت نادراً ما تفكر فيه , لكنها لم تنساه , أشياء غريبة تستحضر صورته فى ذهنها فجأة , ملامحة حية واضحة كما إلتقته لأول مرة . زهرة منسية
عندما حل موعد السباق هبطت هى و تينا لمشاهدة إستعراض الخيول قبل البداية, بينما ذهب الرجال لتسجيل مراهناتهم , كان بعض المتسابقين قد إمتطوا جيادهم فعلاً , قمصانهم و قباعتهم تسطع بألوانها الزاهية , تطلعت شارلوت فى وجوههم و لكنها لم تتعرف على كاريج , هل تغيرشكله كثيراً؟ أم هل خدعتها ذاكرتها و غيرته إلى صورة مغايرة له
عندئذٍ قالت تينا " ها هو هناك , يتحدث إلى المرأة التى ترتدى معطف فراء , هى نفسها تشبه الثعلبة !!"
تطلعت شارلوت حيث أشارت تينا رأت رجلاً مرتدياً قميصاً أزرق فاتح و حزام أزرق داكن و قبعة فاتحة , كان مولياً ظهره نحوهما و هو يحادث المرأة , لكن عندئذٍ أوما برأسه و ألتفت يمتطى جواده , ورأته شارلوت , لا, هو لم يتغير , لابد أن تعرفه حتى و لو حجبت القبعة شعره المجعد الفاحم , إستدار بحصانه الأشهب نحو دائرة أستعراض الخيول , و نظر ناحيتهم و هو يحاذيهم ماراً أمامهم , و ام يبد إشارة بأنه تعرف على شارلوت .
"يبدو أنه لم يتذكرك" قالت تينا بخيبة أمل , فهى تحب اتعرف على الفرسان , أجابت شارلوت ضاحكة :"أنا لا أعرفه فعلاً , فهو كان صديق فيرتى."
ردت تينا " ياه , فهمت , لكنها فى أمريكا من أعوام , أليس كذلك؟ فلا عجب أنه لم يعرفك "
لم يكن هناك أى استغراب , و شارلوت تدرك أن الأعوام الستة الماضية غيرت كاريج قليلاً , بينما تغيرت هى كثيراً , لم تصبح بجعة , بل شيئاً أكثر طرافة و ملاحة , تلاشت سمنة صدرها و أردافها منذ وقت طويل , أصبحت طويلة متموجة بجدائل شعر أحمر ذهبى , و هى ليست بنعومة و رهافة قد فيرتى , و لا حتى جمالها , لكنها تتمتع بخاصية آسرة تجعل الناس مجبرين على النظر إليها مرتين , و النظرة الثانية للرجل غالباً نظرة إعجاب و تذوق, وهى ليست من النوع الخامل المتباهى بجماله , فلديها إحساس بالإستقلال تحسدهن عليه النساء و يعجب به الرجال - لإدراكهم أنها ليست بحاجة لهم.
أنضموا للرجال و شاهدوا السباق , أطبقت شارلوت يديها

Hebat Allah 19-11-15 03:02 AM

فى قبضة متوترة بينما تتابع كاريج , و لم تهدا إلا بعد إنتهاء جولته و فوزه بالمركز الأول " لقد فعلها " صاحت تينا بإنفعال" كسبنا !"
إجتمعوا فرحين بفوزهم , وبعد الجولة الثانية قرروا الأحتفال بشرب زجاجة شامبنيا فى البار . أختاروا مائدة تطل على مضمار السباق و بدأوا يتحدثون بود حول أى الخيول سيكمل السباقات حتى النهاية . و بدأ أخرون يفعلون نفس الشئ , و أزدحمت الصالة , و انضم بعض معارف سلاتر لحفلتهم , و تعارفوا على شارلوت , منهم فارس هاو تبادل الحديث مع شارلوت , و بينما وقف أحدهما متلفتاً إستدارت شارلوت لتجد نفسها على مقربة من كاريج بياردة واحدة .
ألقى كاريج عليهم نظرة عابرة و ركز عينيه على شارلوت لحظ., بإهتمام لكن بدون أى علامة تعرف عليها, تبادل الحديث مع فارس آخر و ألتقط مقعدا بلا لهفة و أنضم لهم . هنأه كثيرون بفوزه, و تحولت المحادثة إلى كلام عام مرة أخرى , لم تكن شارلوت تجلس بجواره لتتبادل معه الحوار بشكل شخصى , كانت مشغولة بتوقع رؤيته لها , مع ذلك تحنبت لتقاء عيونهما.
قبل بدء السباق الثانى مباشرة أنفرط عقد المجموعة, هبط البعض إلى السباق للمشاهدة , ذهب آخرون لتسجيل مراهنتهم , و قررت تينا الحامل فى شهورها الأخيرةالبقاء مع شارلوت بينما ذهب زوجها , أحضر مايك بروكس (خفير شارلوت لهم مشروباً آخر , عندما بدأ السباق خرج ليشاهده بينما إشتركت تينا فى حديث عميق عن الأطفال مع سيدة تجلس قبالتها , أنتقل كاريج للمقعد المواجهة لـ شارلوت .
0..
بدا قلبها يدق دقات مجنونة , إستجمعت شجاعتها لتواجه عينيه بينما يقول ببساطة :
" أظن من الأفضل أخذ جولة هنا لنتعارف شخصياً , فى زحمة مثل هذه دائماً نفس الشئ يحدث , شخص معين يتلو قائمة كاملة من الأسماء لا تجدى فيها الشخص الوحيد الذى تريدين مقابلته فعلاً " أبتسم واثقاً من رجولته , مدعوماً بخبرته السابقة و بجاذبيته :"انا كاريج بيشوب."
" نعم , اعرفك " و تطلعت شارلوت فى وجهه لكنه لم يتذكرها أضافت "لقد شاهدتك فى السباق "
تساءل " هل راهنت على بلانكو ؟"
"نعم , لكن بمبلغ بسيط"
ضحك كاريج "حسناً, أنا سعيد لأن حصانى فازلأجلكم" تفحصت عيونه ملامحها بإهتمام زائد:
"هل تجيئين بدافع الأهتمام أم لمجرد المقابلات الإجتماعية "
"ياهـ , من أجل الخيول دائماً , فهى مفعمة بالقوة و الجمال و هى تنطلق جرياً , هى متعة كبيرة فى حد ذاتها " قالت شارلوت متحمسة و عيناهاالعسلية تومض و تذكرت مع من تتحدث فتعمدت إثارته قليلاً " لكنك تعرف كل ذلك حق المعرفة ."
"نعم, لكن ينعشنى سماع شخص آخر مهتم بالخيول أكثر من السباق , لا أظن أننى رأيتك هنا من قبل , اليس كذلك؟" أنما واثق أننى كنت تذكرتك لو شاهدتك من قبل " أبتسمت :" لا أنت لم تشاهدنى هنا من قبل "
كان صوتها ينم عن إيقاع معين إلتقطه كاريج:"لكننا ألتقينا فى مكان آخر آخر ؟" قطب جبينه محاولاً إسترجاع ذلك , ثم هز رأسه " لا , أنا واثق أننا لم نلتق أبداً , ما أسمك بالمناسبة ؟"
تنهدت متعجبة , حتى أسمهالن يغنى له شيئاً , لن يذكره بها , لكن يذكره بـ فيرتى , لكن بأية عاطفة . آسف , كراهية , أم مجرد حنين بسيط للماضى ؟هل فيرتى عنده حب ضائع , أم حب أنتهى بلا آسف ؟ كانت على وشك إخباره بإسمها زهرة منسية , عندما تعالت الهتافات معلنة إنتهاء السباق , عاد مايك إلى البار و إنضم لهما ,رأى كاريج ,و قرر إيضاح أنه معها , رغم أن مايك و شارلوت ليسواأكثر من صديقين الآن :" سباق رائع شارلوت ينبغى أن تأتى و تشاهدى الحصان الذى راهنت عليه , جاء فى المركز الثالث."
و قف بجوار مقعدها بطريقة توحى بأنها فتاته , و بجهد تمكن كاريج من إعادته إلى مقعده , فى النهاية ذهب مايك و جلس على الجانب الآخر للمائدة و تحدث مع شخص آخر .
" شارلوت ؟" قالها كاريج بصوت منخفض بحيث لا يسمعه أحد :" لا لم أتذكرها ." و نظر إلى يدها اليسرى , وجدها بلا خاتم , أشار بإيماءة ناحية مايك " صديق؟"
أجابت " سابق !"
" ياه . لكنه مازال مستحوذ عليك ؟"
تعجبت شارلوت بأى معنى (مستحوذ) لكنها رفعت حاجبها قليلا و قالت " هو الذى جاء بى هنا ."
نظر كاريج إلى مايك لحظة , لكنه ما زال منهمك فى حديث ممتع مع كيفين سلاتر و آخرين , وتناسى غرته الطارئة , إنحنى كاريج للأمام و نظر إليها متحداً :" هل ستحضرين لتقابلى بلانكو ؟"
أجابت متسائلة " ما زال فى حلقة السباق؟"
" نعم , مدربه لديه حصان آخر مشترك فى آخر سباق لذا ينتظره بلانكو "
تساءلت " هل يسمح للجمهور بالدخول إلى منتدياتروايتيمرابض الخيل ؟ مؤكد أن رجال الأمن ....."
قاطعها :" كل شئ سيكون على ما يرام طالما أنت معى , هل ستأتين ؟"
كان فى صوته تحدى و فى عيونه , حاولت إتخاذ قرار , مدركة أنها خطوتها الأولى على الطريق الصحيح , و لو وافقته , ربما تقودها إلى ....إلى أى شئ ؟ لا شئ ؟ ربما لا شئ , عندما يكتشف من هى , لكنه كان قد قرر بوضوح على دفع الأمر أبعد من ذلك.
و أومأت شارلوت " نعم أحب ذلك."
إبتسم كاريج و قبل أن يدرك مايك ماذا يحدث وقف وحرك مقعده ليفسح لها مكانللسير فى طريقها خارج البار


الساعة الآن 06:55 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.