السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
مساء الفل والعنبر حبيبتي...
سلمت يداك على جمال هذا الفصل وروعته ...فصل مليء بأنواع من المشاعر المبعثرة داخل كل شخص منهم ....منها الألم والحزن والندم ....اسعدك الله ووفقك غاليتي ...دمتي متألقة ومبدعة...
.....
ونأتي الآن للفصل:
انتظرته حتى دخل إلى المطبخ لتصدم عندما انتفض مرة واحدة وهو يتراجع إلى الوراء .. وجهه بشحوب الأموات ... وقبل أن تسأله عن خطبه .. كان يقول بصوت غير مستوي :- أطفئيها ... لا أريد شموعا ..
لم تتردد قبل أن تطفيء الشموع على الفور ...
آدم ونوار اتألم من اجلكما اشد الألم ...آدم ماهي حكاية شحوب وجهك بعد رؤيتك للنار؟؟؟هل كانت من سبل التعذيب التي لاقيتها هناك؟؟؟
ان نوار تفعل المستحيل لإعادة آدم القديم ...واتمنى ان تستطيع ذلك بكل وجداني....ومن الممكن ان الطريق لإعادة آدم طويل جدا...ولكن تحملي غاليتي...ان بعد العسر يسر.....
.....
عندما اقتربت منه لتتجاوزه خارجة من المطبخ .. فقد أعصابه فجأة هاتفا بها ويده تتحرك وحدها نحو كتفها تدفعها معيدة إياها إلى الداخل :- أنا لم أنهي كلامي بعد ..
دفعته كانت أقوى مما خطط له .. مما جعلها تتعثر وهي تتراجع إلى الوراء فتمد يدها نحو الخلف متشبثة بأول شيء تصل إليه .. أطلقت صرخة قوية ويدها تحط فوق الموقد حيث دلة القهوة التي انقلبت لتسقط على الارض فجأة فيتناثر الماء المغلي الذي تبخر معظمه فوق قدميها العاريتين ..
الألم كان حارقا للغاية .. وصادما وهي تقفز مبتعدا لتصطدم بصدر آدم .. الذي أمسك بها على افور وهو يهتف بها لاهثا :- هل أنت بخير ؟؟
الدموع تدفقت فجأة في عينيها .. دموع ألم .. دموع غضب .. دموع نفاذ صبر وإحباط .. تخلصت من قبضته وهي تقول بصوت أجش :- انا بخير ... اتركني وحدي ..
راقبها آدم تغادر المكان تاركة إياه وحده في منتصف المطبخ الصغير ... يشعر بأن الألم الذي كان ينمو داخله ... لا يمكن أبدا أن يزول ..
انا أرى آدم الآن يخرج مابه من ألام بطريقة لاشعورية منه بسبب الذي حدث له ...والدليل على ذلك خوفه عليها وندمه بالذي يفعله بها من غير قصد....ألامك ناتجة من الذي فعلوه بك وألامه الحالية انه يجرح ويؤلم نوار بغير قصد ويتولد عنده المزيد والمزيد من الألام بسبب ذلك وهذا ليس بيده...اتمنى ان تتحسن يا آدم...
.....
فور أن اعتدل حاملا إياها حركت رأسها ... وهي تهمس من بين أنفاسها :- همام ..
قال بصوت أجش :- أنت معي يا عصفورتي ... انت آمنة معي تماما .. ولن يؤذيك أي أحد بعد الآن .
احببت كثيرا كلماتك لها همام ...ان الأخت عندما ترى سندا لظهرها وحامي لها هي لفخورة بهذا الشيء ولن تهتم لأي أحد لأنها تعلم أنك ستكون معها مهما واجهت من الصعاب...
....
. أنت شاب شهم .. ونبيل .. إلا أنني لن أستغلك أكثر .. فأربطك بشقيقتي لفترة أطول ..
قال عزيز بخشونة :- انعت هزار بالمعطوبة مجددا ... وأنا سأنسى حرمة وجودي في بيتك .. وأضربك كما رغبت بأن أفعل منذ لقائنا الأول ..
لم تبد على همام أي ردة فعل وهو ينظر إلى الغضب في وجه عزيز الذي تابع قائلا :- ثانيا .... هزار خطيبتي ... وستبقى كذلك .. وأنت .. لا تمتلك الحق أبدا في أن تقرر عني .. أو عن هزار ما نريد ..
سأله همام فجأة :- لماذا تربط نفسك بها ... لماذا ؟؟ أنت شاب ناجح .. ذكي .. بسمعة جيدة .. وبظروف تسمح لك بالارتباط بالفتاة التي تريد ..
قاطعه عزيز بغضب :- هزار هي من أريد ... وأنا أحذرك للمرة الثانية .. إن لم تتوقف عن الاستهانة بها .. ستندم ..
قال همام بصرامة :- هزار من تريد .. ولكن إلى متى .. حتى تتوقف عن الشعور بالأسف لأجلها ؟؟؟ أنا كشقيقها .. من حقي أن أعرف الفترة الزمنية التي قد يستغرقها عملك الخيري هذا والمجسد بارتباطك بها قبل أن تعف عنه ...
:- إلى الأبد ... هذا ما سيستغرقه ارتباطي بهزار .. إلى الأبد ..
لم يكن عزيز حتى يفكر بالأمر قبل أن ينطق به .. هو حتى لم يفكر أبدا بجزئية الزواج من هزار ... فلم يتجاوز خياله حد ارتباطه بها وحاجته لأن يكون متصلا بها ..
إلا أنه الآن وهو ينطق به .. أدرك بأنه ما يريد ... منذ ضمها إليه تحت أنقاض المبنى المتهدم ... نائمة بين أحضانه .. أدرك بأنه يريدها أن تبقى هناك إلى الأبد .. حتى وهو لا يعرف حتى ماهية مشاعره اتجاهها ..
قال بصوت أجش :- هزار ... ستكون زوجتي ... الآن .. غدا .. بعد غد .. لا يهم ... إلا أنها ستكون زوجتي في النهاية .. وأنت لن تستطيع أبدا منع هذا ..
اواااه اواااه من هذا المشهد المبدع والمؤثر بنفس الوقت ...بداية من همام وخوفه على اخته ونهايةً من عزيز وهو ينهر همام عن أي كلمة مهينه لها ...احببت جميع ماقلته عزيز احببته جدا واتمنى ان ترى الأمان والحماية معك أكثر من أي شخص آخر وتكونان دواء لبعضكما البعض...
....
وهو ما لم يكن هو نفسه متأكدا منه ... إذ كيف له أن يقنع فتاة كانت لفترة وجيزة تكرهه .. بأن تكون زوجته ؟؟
انا اعتقد انها ستفعل واعلم انك ستستطيع إقناعها...
....
أحست به يقترب .. حتى حثى أمام قدميها .. ثبتت أنظارها فوق يديها خائفة من أن تفقد سيطرتها على دموعها إن نظرت إليه .. مد يده نحو كفها المحترقة ... وبسطها أمامه .. ثم وبقطعة قماش ملفوفة بقطعة ثلج .. اخذ يمسحها .. برفق .. قبل أن ينتقل إلى قدميها .. تناولهما واحدة تلو الأخرى .. وأخذ يمسح علامات الاحمرار الطفيفة التي خلفتها المياه المغلية .. ببطء .. وبعناية .. بينما هي تنظر إلى رأسه .. ممتنة لتحاشيه النظر إلى عينيها .. وضع قطعة القماش جانبا .. ليخرج من جيبه أنبوبة مرهم خاص للحروق .. حيث وضع منه فوق يدها التي نالت الضرر الأكبر .. قبل أن يضمدها بعناية .. ثم يضعها فوق حجرها ..
للحظات ... ظل كل منهما صامتا .. لا يجرؤ على الكلام .. أو الحركة ... أو فعل أي شيء .. حتى فاضت مشاعرها من عقالها .. لتسحب رأسه إليها برفق لتريحه فوق حجرها .. ذراعاه تمتدان لتحيطا بخصرها ... ولدقائق طويلة ... طويلة جدا .. لم يتحرك أحدهما من مكانه ...
الموقف اثر بي كثيراً ها هو يعود آدم لآدم القديم ليطبب جراحها ويتألم لألمها اكثر وأكثر ويلوم نفس على ذلك. ثم يعود لآدم المجروح والملكوم.....اتمنى ان تتحسن الأمور بينكما أعزائي...
...
تلاعبت تلك الابتسامة التي كانت تزيد من اضطرابها بشفتيه وهو يقول :- عندما أحتاج إلى أي شيء منك من الآن فصاعدا .. أنا لن أطلبه منك ... أنا سأنتزع عنك خيارتك ... فآخذه عنوة ... اتفقنا ..
رمشت بعينيها وهي تراقبه يرفع يدها قائلا :- وبنفس الطريقة .... أنا لن أطلب منك إعادة هذا الخاتم إلى يدك ... أنا سأعيده بنفسي ...
راقبته وهو يلبسها الخاتم من جديد .... قبل أن يرفع يدها ليطبع قبلة خفيفة .. ناعمة ... على باطن معصمها كما فعل مرتين قبل الآن ... جعلتها تنتفض وهي تسحب يدها بعيدا من بين أصابعه ..
اتسعت ابتسامته وهو يقول :- تصبحين على خير ... يا خطيبتي الجميلة ...
رائع ياعزيز رائع كل ماقلته لها ..لنقل لقد اراحها مما هي عليه ...ارتاحت عندما قلت انها لم تقتله عمدا بل العكس دفاعا عن النفس ...والذي اعجبني اكثر وأكثر عندما قلت أنها قوية بالفعل ياهزار أنت قوية ولا تهتمي لكلام الناس فإن إرضاء الناس غاية لا تدرك ...وجميعنا معك وأولهم عزيز ...
....
إلا أن إدراكه أن هذا الفتى الخشن والعصبي والنزق الطباع قد يكون الطريق إلى شفاء شقيقته الصغرى .. اجتذب دموعا حارقة لعينيه وهو يبتعد قبل أن يخرج الفتى فيراه في انتظاره .. فيضطر لتنفيذ تهديده المعلق بضرب همام ...
نعم يا همام وانا اتفق معك بذلك ...وسوف تعود هزار كالسابق وأفضل..
...
استدارت وهي تقول بصوت ناعم :- سيد فراس ...
قاطعها قائلا بذلك الصوت الذي تميز دائما انعدام الرحمة فيه .. ذاك الذي يقابل فيه عملائه .. موظفيه المتقاعسين :- انت موظفة لدي منذ ثلاث سنوات يا جيرين .. لا تهدريها بخطأ مبتدئين فتدخلين نفسك أماكن أنت غير مرحب بك فيها .. خطأ واحد آخر من هذا النوع ... وسيكون في مؤسستي وظيفة جديدة شاغرة ...
شحب وجهها وهي تلاحظ جديته التامة على وجهه الوسيم ... تمتمت بصوت مرتجف :- بالتأكيد ... بالإذن يا سيد فراس ..
غادرت مكتبه مغلقة الباب بهدوء شديد .. بينما كانت كل خلية في جسدها ترتعش صدمة ........... وغضبا ..
هذا صحيح ... هي لن تهدر ثلاث سنوات قضتها تخطط للحظة التي تحظى فيها بفراس الحولي .. لن تهدرها أبدا لصالح بنت غنية ومدللة لا تقدره حق قدره ..
فراس الحولي سيكون لها ... وقريبا جدا جدا
أحسنت فراس أحييك على ماقلته...ولكنني خائفة جداً من تهور جيرين وإصرارها لأن يكون لها ...فما الذي سوف تفعله ياترى؟؟؟ وهل سوف تحصل على مرادها ؟؟؟استر يارب...
....
وانتهى الفصل المتميز الرائع جدا...متشوقة لمعرفة ماسيحدث معهم من أحداث...
وفي انتظارك بشوق وحماس كبيرين غاليتي ..
تحياتي وودي وقبلاتي لك...