آخر 10 مشاركات
فتاه ليل (الكاتـب : ندي محمد1 - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          فتاة المكتبة(61)-قلوب النوفيلا-للكاتبة فاطمة الزهراء عزوز{مميزة}-[كاملة&الروابط] (الكاتـب : Fatima Zahrae Azouz - )           »          البحث عن الجذور ـ ريبيكا ستراتون ** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          الغيـرة العميـــاء (27) للكاتبة الرائعة: فـــــرح *مميزة & كاملة* (الكاتـب : فرح - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-05-16, 11:33 PM   #1

Moh_Mazen
 
الصورة الرمزية Moh_Mazen

? العضوٌ??? » 371924
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » Moh_Mazen is on a distinguished road
Talking قصة/ ما نريده حقاً


بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا بكل الأعضاء و الزوار
اليوم حبيت أنشر أول جزء من قصة خلصتها , طبعا كمشاركتي الأولى أتمنى تعجبكم


المقدمة :

أريد مالا ! , أريد الشباب ادائم , أريد أن يحبني فلانا .. الخ , كلها رغبات تختلف من شخص لآخر , و لكن هل رغب .. لا بل هل تمنى أحد أن تنتهي حياته ؟ أن ينقطع ذلك الحبل الرقيق ؟ أن يموت ؟! , و لكن لا يستطيع ؟! , ذلك الوحش هيمن على حياتي , أذاقني المر مكرهني في هذه الحياة البائسة .
كلماتها ما زالت ترن في أذني , لم أفهمها منذ البداية , هه .. لكن الحياة أفهمتني اياه , و لكن الثمن كان قاسيا ! , آه .. كله بسبب تلك الليلة , بسببي !



***************

الفصل الأول :
الجزء الأول : تلك الليلة


تهب الرياح بما لا تشتهي السفن .. هذا ما يقولونه لك عندما تفشل ، و لكن هل هذا ينطبق علي ؟! .. لم أعد أعلم اذا فشلت .. سقطت .. أم غرقت في بحر الضياع و اخر لحظاتي المحها ، جزيرة الأمنيات ! .. ارى من الفشل ما يجعلني لا أدرك واقعي من خيالي ..
مسرح اقف عليه و ستار يسدل ، الحياة تحدق بي ، و يبدأ الظلام يتخلل المكان مع هبوط الستار مبتلعا كل ما في المدى رويدا رويدا ، عم الصمت فجأة ! لا تسمع همسة ريح حتى ، شعرت بالخنقة ، و ألم يثقل صدري يمد جسدي بالتعب المرير ، حاولت جمع أنفاسي لم أستطع ! أدركت ! .. لا بد أنه هو ، ذلك الطير الذي يعشش على رأسي .. هششته بيدي مرارا و تكرارا لا أمل ! ، انه ملتصق بي يأبى الذهاب .

دائما ما كان يصيح في أذني : ستفشل ! أنت عديم المنفعة ، لا فائدة من وجودك ، لن تصبح أبدا شيئا ، دائما ما أسمعه و القشعريرة تستولي علي ، متشدد جدا ، ذلك الطير الأسود .. لم يعاملني قط كابنه أبدا ! و كأني أريده أن يحبني ! ، كل ما أريده أن يتركني في شأني ! لكنه مصر على موقفه .. تسائلت كثيرا لما هو حاقد علي ؟ كأني قطعت أصابعه و سرقت غذائه ! ، من كثرة سفري في غابة المعاناة باحثا عما أريده ، علمتني الحياة من الأمور الكثير ، لكن ما أدركه الآن انه علي أن أهرب منه في يوم من الأيام ، هذا ما كنت أفكر به قبل تسع سنين .. لقد كان كابوسا يسجنني و يعذبني .. زوج أمي .

كنت في الرابعة من عمري عندما حلق ملك الموت فوق رأس أبي اشتد به المرض ، لم أكن أدرك أني لن أرى أبي بعد اليوم . لم تكن أمي قادرة على كفل حاجتنا من الغذاء و ضروريات الحياة ، فكانت ترمي نفسها على الرجال هنا و هنا ، حتى تزوجته .. ذلك السكير البغيض ، عذبني كثيرا أنا و امي .. لكن ما باليد حيلة ، بعد مرور عام ، في تلك الليلة المشؤومة ، رجع مساء و هو سكير كالعادة ، و لم يكن هنالك شيئا تعده أمي للغذاء ، طرق على الباب بشدة ، فهرعت لأفتح الباب ، و ما ان أفلت قبضة الباب حتى أنزل كف يده على وجهي فسقطت أرضا و هو يقول ممسكا زجاجة الخمر : لما لم تفتح الباب مبكرا أيها الجرذ ؟ ، و اذ بها أمي تصرخ و هي مسرعة باتجاهي : و هل هذا سبب لتضربه يا حسام ؟ ، عبست ملامح وجهه قائلا : انه مجرد جرذ صغير لا فائدة منه ! ، أم تريدي أن أضربك أنت الأخرى ؟ فتقدمي و بدأ يقهقه ضحكا ، اني أعلم أن أمي لا تطيقه مثلي و لكن ، ما العمل ؟ ، لا نستطيع عمل أي شيء الا الاعتماد على ذلك الانسان ، عندما فرغ من الضحك ، و هي تنظر بحقد نحوه و تحضنني بقوة و أنا مرمي على الأرض ، قالت أمي : لقد فرغت .. لم أعد أستطع تحملك !! ، وجه نظره نحوها فارتسمت ابتسامة غليظة قائلا : ماذا تقصدين يا كريمة ؟ ، ارتعشت أمي قليلا ، لكنها جمعت شتات نفسها و ردت : أنت تعرف ما اعنيه ! لم نعد نتحملك أنا و ابني ! - ضغطت على يدي قليلا - لقد كانت غلطتي أن قبلت بك .. يا ليتني ما قابلتك ! ، و بدأت دموعها بالانهمار على وجهي ، التفتت الي و احتضنتني ، أنا أسفة جدا يا صغيري .. لقد عانيت بسبب غلطة ارتكبتها أمك ! قالتها بصوت حزين ، رنت الكلمات رنا في رأسي .. و بدأت رؤيتي تتشوش ، انها دموعي ! بدأت أبكي لا أعرف ما اقول في هذا الموقف ! وقفت عاجزا .. حائرا ما العمل ! . يا ليتني قمت بشيء لعلني منعت تلك المصيبة .

وقفت و أنا أحضن أمي و أمي تحتضنني بقوة ، نواجه ذلك الظالم ، التفت قليلا للوراء ، فرأيت عينيه تغليان غضبا ، و هو يقضم شفته حتى سال الدم .. رفع يده ناحية أمي ، صاح : أتظنين أنك ستتخلصين مني هكذا ؟؟ - و يبدأ صوته بالارتفاع - أتظنين نفسك ستدبرين أمورك بدوني ؟؟ لولاي لما بقيت أنت و صغيرك في هذه الحياة !! ، وجه نظره ناحيتي : بسببك ! كل هذا بسببك أيها الجرذ البغيض ! و انقض علي .. سحبني من بين ذراعي أمي و انهل علي ضربا .. من شدة الألم فقدت الشعور ! ، بعدها لف يديه حول رقبتي و بدأ يخنقني ، كنت أعاني .. أحاول الصراخ ، فليساعدني أحد .. أمي ! ، و سمعت حينها صوت زجاج يتحطم و شظاياه تتناثر حولي متلألئة بضوء الشمعة التي كانت تنير منزلنا .. توقف الضغط على اليدين ! و بدأت قطرات من الدم تنساب علي من وجه حسام .. لقد كانت أمي ! تحاول انقاذي من يديه ، لقد أمسكت زجاجته و أنزلتها على رأسه ، سحبتني من يديه و قالت لي كلمات ما نسيتها : دائما ما يصاحب الظل الضوء ، و ما كانت الحياة بهينة ، سترى ظلاما أكثر منه ضياء .. اصبر يا بني و اثبت .. فان الهدوء سيعم بعد العاصفة .. لم افهم ما قالته تماما ، و لكن مع مرور الزمن بدأت أستوعبه ، استعاد حسام وعيه و فتح عينيه بسرعة كلمحة برق و من ثم قام من على الأرض و هو يشتعل غضبا و يجري ناحية أمي .. ،لقد طعنها ! .. بقطعة زجاج كانت مرمية على الأرض ، انسابت أمي ارضا من بين يدي ، فاختنق قلبي و دموعي تتدفق فيضانات من عيني ، أخذت في الصياح و النواح مناديا على أمي لكن لا استجابة ، رفعت رأسي ناحية السقف و غيوم الأمطار تستمر في الهطول كل هذا بسببي !


******************

أتمنى يكون عجبكم هذا الجزء , ان شاء الله بأنشر الجزء الثاني بعد يومين في نفس الموضوع
و اعذروني على قلة الكلام أصلي جديد هنا زي ما تقولوا


روابط الفصول
الفصل الأول بنفس المشاركة
الفصل الثاني اسفل الصفحة
الفصل الثالث اسفل الصفحة
الفصول 4، 5، 6، 7







التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 12-05-16 الساعة 04:20 PM
Moh_Mazen غير متواجد حالياً  
قديم 06-05-16, 12:02 AM   #2

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اهلا بك اخي في وحي الاعضاء
اتمنى ان تجدي المتابعة القيمة والنجاح الذي تتمناه

ارجو منك المرور على هذا الموضوع فيه قوانين القسم ومواضيع اخرى تفيد
https://www.rewity.com/forum/t285382.html



rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














قديم 06-05-16, 12:04 AM   #3

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

بداية موفقة ان شاء الله
واضح ان الولد هيكبر و عنده عقدة الذنب انه السبب بموت امه
كلام امه قبل ااموت جميل و صح لكن في سنه هل هيقدر يفهمه و يستوعبه
بانتظار الفصل الثاني و بالتوفيق ان شاء الله


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














قديم 06-05-16, 10:53 AM   #4

Moh_Mazen
 
الصورة الرمزية Moh_Mazen

? العضوٌ??? » 371924
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » Moh_Mazen is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
بداية موفقة ان شاء الله
واضح ان الولد هيكبر و عنده عقدة الذنب انه السبب بموت امه
كلام امه قبل ااموت جميل و صح لكن في سنه هل هيقدر يفهمه و يستوعبه
بانتظار الفصل الثاني و بالتوفيق ان شاء الله
ان شاء الله , مشكورة أختي على مرورك
و بالمناسبة باين عندك قدرة تحليل حلوة


Moh_Mazen غير متواجد حالياً  
قديم 06-05-16, 01:33 PM   #5

ريام عبدالزهرة

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية ريام عبدالزهرة

? العضوٌ??? » 364947
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 865
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » ريام عبدالزهرة has a reputation beyond reputeريام عبدالزهرة has a reputation beyond reputeريام عبدالزهرة has a reputation beyond reputeريام عبدالزهرة has a reputation beyond reputeريام عبدالزهرة has a reputation beyond reputeريام عبدالزهرة has a reputation beyond reputeريام عبدالزهرة has a reputation beyond reputeريام عبدالزهرة has a reputation beyond reputeريام عبدالزهرة has a reputation beyond reputeريام عبدالزهرة has a reputation beyond reputeريام عبدالزهرة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
افتراضي

جميله جدا السرد ممتع ومشوق بانتظار الفصول الاخرى

ريام عبدالزهرة غير متواجد حالياً  
قديم 06-05-16, 02:59 PM   #6

Moh_Mazen
 
الصورة الرمزية Moh_Mazen

? العضوٌ??? » 371924
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » Moh_Mazen is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريام عبدالزهرة مشاهدة المشاركة
جميله جدا السرد ممتع ومشوق بانتظار الفصول الاخرى
تسلمي أختي على مرورك و يسعدني إن القصة اعجبتك


Moh_Mazen غير متواجد حالياً  
قديم 07-05-16, 08:11 PM   #7

Moh_Mazen
 
الصورة الرمزية Moh_Mazen

? العضوٌ??? » 371924
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » Moh_Mazen is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

اليوم راح أكمل القصة . مش راح أطول عليكم كتير

***********

[align=center]أنا لا أفهم ! . ما الذي قصدته أمي بقولها ظلام ؟ و ما هي العاصفة التي تتحدث عنها ؟! , كنت صغيرا لا أتدى الخامسة حينما حدث ذلك , لم يعجبني ذلك .. لم يعجبني أن تتركني أمي بكلام أكاد لا أفهمه ! .. لا يعجبني , و لكن ما العمل ؟ هذا هو الواقع المؤلم , هل سأفهم ما قالته ؟ ما أوصتني به ؟ , كنت أفكر بذلك كثيرا حتى ..[/align]
**************
الجزء الثاني : ما بعد العاصفة


كانت ليلة فظيعة ، كنت أرى دماء أمي تتدفق أرضا ، و حسام جالس على ركبتيه رأسه مضروبة في الأرض ، و هالة من السواد تحيط به ، وقفت عاجزا مما رأيته ، و دموعي تتدلى من خدي محاولا النداء على أمي ، جال في بالي : ماذا يحدث ؟ أين الليالي حينما كانت تقص على أمي من جميل الحكايات ؟ أين تلك الليالي حينما كنت اغوص في حضنها الدافئ ؟ ماذا سيحدث الآن ؟؟ كنت صغيرا و عاجزا حينها .
نهض حسام و اخذ يحدق بي برهة ، و أنا مغموس في تربة الأرض الباردة ، تقدم ناحيتي ببطء و أخذ يقول بصوت متقطع ممزوج ببعض الرهبة : ك..كل هذا بسببك .. أيها الجرذ القذر ، و اندفع نحوي بسرعة ، وقفت متصلب الأطراف بضع ثواني ، و من ثم نهضت بسرعة متوجها نحو الباب ، محاولا الهرب من هذا الوحش الضاري ، لمحت الباب من بعيد ، فأسرعت قليلا و أنا ألهث من دوي الرعب في جسمي و هيمنة الخوف على عقلي ، لمست مقبض الباب ، فاذ به ينقض علي فأمسكني! ، كنت وقتها في الخامسة من عمري ، و هو يضربني كأني ثور هائج ، حاولت الدفاع عن نفسي ، لكنه أمسك ذراعي و أكمل ضربه حاولت الصراخ ، ناديت هنا و هناك .. أمي أنجديني ! ، كم هي الحياة قاسية ، كانت هذه الجملة تحلق في ما تبقى من وعي ..
بعد أن انتهى حسام مما اظنه انتقام لكل ما حدث له ، أمسك نفس قطعة الزجاج التي طعن بها امي و ألصقها في رقبتي ، قال مع ضحكة هستيرية : كلمة واحدة عما حدث و سوف تمسي مثل أمك الحبيبة ، كنت لا أكاد أن أفتح عيني ، أومأت برأسي دليلا على الخضوع ، فقد كنت اكتفيت من الضرب ، رد علي : جيد .. الآن لننظف ما فعلنا !
برأ حسام فعلته بأنها كانت حادثة ناجمة عن خلاف بينهما ، و أنا كنت أراقب ذلك الشرطي العريض و هو يستجوبه ، لم أستطع فتح فاهي ، كأنه مخيط بخيوط الخوف ، أما بالنسبة .. لأمي ، فقد فقدت من الدماء ما جعلها تمر في غيبوبة ، و للقدر يد في حياتنا ، فلم يكن معنا نقودا لنأكل حتى ! ، مر عام من بعد ما حدث ، و هو أول عام لا أطفئ الشموع عن قطعة الكعك الصغيرة تلك ، أول عام لا أحتفل فيه مع أمي لبلوغي سن السادسة !
لم أبقى على حياتي ؟؟ جاب هذا السؤال في رأسي مرارا و تكرارا ، لما أبقى على حياتي و لما لم يرمني ؟ أو يقطع حبلي المربوط بهذه الحياة البائسة ؟ ، لم أعرف الإجابة في ذلك الموقف ، أم أني لم أرد أن أعلم ؟
في تلك الفترة دخلت المدرسة لأول مرة ، كان التعليم في بلدتي مجانيا للمرحلة الأساسية ، لم اكن املك من القرطاسية ما يسد حاجتي ، و لكن أمي أخذت في بالها هذا الحسبان ، فقد خبئت لي بعض ما يفيدني في تعليمي من المال لشراء ما أحتاجه ، محاولة جاهدة اخفائها عنه، بكيت قليلا في ذلك الوقت فقد كانت أمي لطيفة حتى النهاية ، أغلقت السد على نهر الدموع و قررت أن أبذل ما بوسعي حتى لا أضيع جهد أمي .
مع تساقط أوراق الشجر المحلقة على ظهر الهواء ، مع غناء العصافير ، و مداعبة نسيم الصباح لخدي ، بدأ العام الدراسي و صفحة جديدة في حياتي ، كنت متوترا جدا في أول يوم دراسي لي ، و مما زاد توتري في ذلك الوقت سخرية زملائي من ثيابي المهترئة ، كنت أحسدهم كثيرا عما لديهم و هم لا يشعرون ، ظننت أني سأكون آخر الصف و أن الجميع سيهملني و لكن ، لقد انتبه لي بعض الأولاد ! ، فاقتربوا مني قليلا ، حاولت رسم ابتسامة على وجهي و قلت : مرحبا ! ، حدقوا بي قليلا و من ثم بدأوا يضحكون ، احمر وجهي قليلا ، حاولت مبادلتهم النظرات عدة مرات لكن الفشل رافقني ، بعد أن توقف الأولاد عن الضحك ، تقدم أحدهم هيئته تدل على أنه صغير والديه ! ، قال بنظرة ازدراء : أأنت ذلك الطفل الذي لا أم له ؟ أضاف آخر : لا بل ماتت ! و أعقب آخر : يال حظك ! و عاودوا الضحك ، لم أستطع امساك نفسي ، فضربت الطاولة بقوة و حدقت بهم بغل و صرخت : و ما ادراكم أنتم عني أيها المدللون ! ، أحاطوني الثلاثة و قال أحدهم : ماذا قلت ؟ ، رد الآخر و هو يضحك : دعونا نلقنه درسا يدرك به قيمته !
رجعت الى البيت ، فوجدته عائدا للمنزل مبكرا ، نظر في وجهي قليلا ، ثم ضحك و قال : أظن يومك كان مثيرا و بدأ بالضحك من جديد ، أزحت نظري بعيدا و رميت حقيبتي ، و من ثم ارتميت على فراشي و بدأت في البكاء ، و أنا أنادي على أمي ، أصبحت أعتبر المدرسة كابوسي الثاني .
تضحك دائما ، مهما حدث معها ، دائما ما كانت تبتسم في وجهي ، فتنقلني من همي و ترميني في حقل الضحك ، كانت دائما تزيل همي ما استطاعت ! ، و يوم ما قابلتها كان يوما أعتز به.
في يوم من الأيام في فصل الشتاء و أنا أبلغ من العمر السابعة ، كنت راجعا من المشفى بعد أن زرت أمي .. و قد كانت حالتها تزداد سوءا مع مرور الأيام ، رغم أن الطبيب كان يرفض أن يخبرني عن حالة أمي ، لكني كنت أفهم أن الأمل بدأ يتلاشى ، كنت امشي على ضفة النهر و أنا أنظر للثلج يغرق في الماء ، وجدتها هناك ، فتاة صغيرة شاحبة قليلا ، عيناها الخضراوتان غارقتان في الحزن ، مع فستان زاهي قديم ، انتابني الفضول لأعرف قصتها ، فكان ذلك اليوم هو اليوم الذي تعرفت به على لبنى .

*******************
أتمنى تكونوا استمتعتوا :-) , ان شاء الله بكرة بأنشر الجزء الثالث بنفس الموضوع ^^


Moh_Mazen غير متواجد حالياً  
قديم 08-05-16, 08:43 PM   #8

Moh_Mazen
 
الصورة الرمزية Moh_Mazen

? العضوٌ??? » 371924
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » Moh_Mazen is on a distinguished road
افتراضي الجزء الثالث

بسم الله الرحمن الرحيم
******

دائما ما كنت أبحث عن ذلك الدفء الناعم الذي فقدته مع تلك الليلة , لم يتبقى داخلي غير البرد , في ظل المعاناة التي سايرتها بدأت أفتقد غير هذا الشعور , هل سأتغير ؟ هل سأصبح شخصا آخر ؟ , هل سأستعيد ذلك الشعور الضائع ؟ لا بل أريده .. أريد البحث عنه , أريد الشعور به من جديد , و لكن .. هل سأجده ؟
*********
الجزء الثالث : لمسة حنان قديمة


اقتربت من تلك الفتاة قليلا ، و جلست بما يبعد عنها الذراعين ، و من ثم رفعت رأسي نحو السماء ، قلت بتنهيدة : آه ، إن الحياة لقاسية !، التفتت الي قليلا ، ثم رجعت لعالمها الحزين ، لا أعرف ماذا أقول الآن ! ، هذا ما فكرت فيه ، عم الصمت فترة لا بأس بها ، و نحن نجلس بلا كلمة ، تحركت شفتاي لا وعيا فقلت : هل تحبين القطط ؟ ، استغربت من نفسي من سؤالي في هذا الموقف و خجلت قليلا ، ثم عاودت النظر إليها فوجدتها بدأت في البكاء ! ، تعجبت برهة ثم قلت باستغراب : هل قلت شيء خاطئ ؟ ، مسحت دموعها و ثم ردت : انها قطتي ، ماتت البارحة ، هاجت بي رغبة في الضحك فلم أستطع امساك نفسي إلى أن خرجت ! ، عبست الفتاة و عكفت حاجبيها فقالت : و لما الضحك ؟ ، قلت و أنا مستمر : لأنك تبكين على قطة ! ، ثم توقفت عن الضحك و أخفضت رأسي ببطيء و أكملت : هنالك من عانى أكثر من فقدان قطة ! ، قلت هذه الجملة و من ثم ارتخت ملامح الفتاة و رجعت للعبوس.
رجع بي الزمن الى ذلك اليوم المشؤوم ، كنت راقدا على الأرض مشلول الحركة من شدة الضرب ، كان حسام يلتف حول نفسه و يئن بهمسات تسبح هنا و هناك ، في ذلك الوقت كنت أحدق في أمي همي فيها ، و أنا مستمر في البكاء . وقف حسام و ضرب برجله الأرض قائلا : إن أردت أن تبقي على حياة أمك و حياتك أيضا ، لا تخبر أحدا بما حدث أبدا ، من اليوم فصاعدا ليس هنالك الإ أنا و أنت ، من الأفضل لك أن تتعلم كيف تقتات طعامك منذ الآن ! ، لم أكن أعلم ما يقصد بكلامه حينها ، لكن ما أعلمه حقا هو أني علي الهرب منه في يوم من الأيام !
و أنا سارح في ذكريات الماضي ، اخترق سحابة همي ذلك الصوت الناعم الصغير ، قائلا : ماذا تقصد بكلامك ؟! ، سحبت نفسي و رجعت للحاضر و من ثم أحذت برهة من الزمن لأدرك ما حولي ففتحت عيني فوجدت الفتاة أمامي تخاطبني ، رد علي ! قالت ببعض من الغل ، فأجبت عليها : ما .. ماذا ؟ ، أخرجت تنهيدة طويلة و ردت : ماذا كنت تقصد بكلامك السابق ؟ ، قلت : آه .. حسنا ، كنت أقصد أن هنالك أناس عاشوا تجارب قاسية أكثر من فقدان قطة !، ردت : مثلك ؟ ، صمت قليلا و من ثم قلت : أجل .. مثلي !، فأتبعت قائلة : مثل ماذا ؟ صمت مرة أخرى ، حينها ساد السكون الجو ، فقامت بكسر حاجز الصمت و قالت : دائما ما يصاحب الظل الضوء ، و سيعم الهدوء بعد العاصفة !، هزت كلماتها قلبي ، و فتحت الآفاق لدموعي بالنزول ، أجل ! إنها مثل كلماتها ، اخر ما تلفظته أمي !
أخذت وقتي في البكاء .. ظلت الفتاة تحدق بي ،كأنها تفهم ما أمر به ، بعد برهة ، هدأت ثم سألتها : من أين .. لك هذه الكلمات ، رفعت الفتاة رأسها في السماء فأجابت : من جدتي ، فقد كانت تقولها لي دائما في همي ، و لكنها الآن ميتة ، لكن كلماتها ما زالت في قلبي لذلك ، - ابتسمت - لا تيأس أبدا ! هذا ما تعلمته من جدتي ، كأني سمعت ما كنت أنتظر سماعه ، زال الحزن عن وجهي و سألتها : ما .. اسمك ؟، ردت : أنا لبنى ، و أنت ؟، رددت على ابتسامتها بضحكة و قلت : اسمي محمد ، كم هو عمرك ؟ أجابت : سبعة سنين و أنا و في السابعة من عمري ، بعلامات دهشة قالت : و أنا أيضا ، كانت تلك أول مرة.. يحادثني أحدهم بلطف بعد أمي !
مر نصف اليوم كعبور النسيم و أنا و لبنى نتحدث و نلعب ، لم أدرك الوقت من استغلال الفرحة لي ، فبعد أن تعبنا ، رجعت لبنى لمنزلها ، و أنا عدت إلى ذلك الكابوس . رجعت إلى ما كنت أعتبره منزلي متأخرا ، و عندما دخلت ، وجدته أمامي .. ذلك الكائن البغيض ، تقدم ناحيتي ببطء و فتح فمه المليء برائحة الكحول الكريهة ، فقال : أين كنت كل هذا الوقت ، و قد كان حينها ينظر علي كنسر يستعد للانقضاض على فريسته ، اجتاحني التوتر لكني ، وقفت أمامه قررت حينها أن أوجهه ، قلت ببعص التقطع : لا شأن لك !، توسع بؤبؤ عينه و تجعد حاجباه ثم قال : ماذا ؟ ،لا .. شأن لي ؟ ، و اسرع في خطواته ناحيتي ، فأمسكني من رقبتي و رفعني عاليا و بدأ يصرخ : لا شأن لي ؟ أبدأت تغتر بنفسك أيها الجرذ ؟ ، توغلت الرهبة في ، و بدأت أحرك يداي هنا و هنا ، أنا أختنق ! .. لا أستطيع التنفس ! ، أرجوكم .. ساعدوني .. أحدكم ، أعرف أنه لن يكون هناك استجابة ، لكني كنت أحاول التشبث بحبل الأمل الرقيق لكن ، ما من مجيب ..
رماني أرضا فتفعفلت بالتراب ، و دموعي توشك الخروج ، لكنها لم تخرج !، هذا متوقع فقد تعودت على هذا ، حدقت في وجهه و تجرأت أخيرا لأساله ما استحوذ علي من الزمن الكثير : لماذا ؟! ، لماذا ما زلت تبقي علي ؟ لما لم ترمني ؟ لما لم تقتلني ؟ و صرخت : أجبني !، علت الابتسامة محياه و اخذ في الضحك ، و صوته يرتفع و يرتفع ، اشتعل الحقد داخلي ، فصرخت : أجبني !، سكت فجأة و قال : أتريد أن تعرف بشدة ؟، حسنا ، إليك هذا ، أنا استلذ طعم معاناتك! أعشق ضربك !، أريد رؤيتك تعيس دائما ، و استمر في ضحكه الغليظ ، أدركت حينها أنه ليس انسانا ، انه وحش مختل !، سأهرب منك .. سأهرب منك و سأنتقم في يوم من الأيام ! صرخت محذرا ، انقلب وجهه و قال : و نبقى أنا و أمك فقط ؟


*********

يتبع .. / أو حاجة هيك p: , الجزء الرابع بكرة برضو ان شاء الله


Moh_Mazen غير متواجد حالياً  
قديم 09-05-16, 01:03 AM   #9

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

بصراحة اسلوبك حلو جدااا يعني قريت و فحاءة لقيت الفصلين خلصو
معاناة محمج بيعاني منها اطفال كتير جدا لهم زي ظروفة
جوز والدته انسان سادي و مريض
لبني اعتقد هتكون نقطة الضوء في حياة محمد بس لو الحيوان ده سابو يعيش
بانتظارك بكرة ان شاء الله


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














قديم 09-05-16, 01:37 AM   #10

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أقبح ما يمكن أن تجده في شخص ولا يمكن أن نصفه بأنه إنســان هو ذاك الذي يستغل قوته للاعتداء على امرأة لا حول لها ولا قوة ، وكذلك مع طفل صغير ليس في مقدوره أن يفعل أي شيء ..
ما يمكن أن نصف به هذا الكائن البغيض بأنه حيوان متحرك ، شخص سادي يتلذذ بتعذيب الأخرين .. متعته الحقيقية في أن يجد من حوله يعاني ، فيشعر هو بنشوة الانتصــار ..

في انتظـــار تطور الأحداث بأمــر الله
بداية موفقة ، واسلوب شيق رغم أن المدعو حسام انسان مستفز يدفعك لقتله فوراً ..
بالتوفيق إن شاء الله


منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:06 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.