15-11-16, 09:27 PM
| #6981 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء  
|  مساء الورد جميعا .. للتو دخلت البيت خمس دقائق ان شاء الله وابدأ بتنزيل الفصل تعبااااااااااااانة كلش  | ||||||||
|  |
|
15-11-16, 09:31 PM
| #6982 | |||||||||||
| نجم روايتي و شعلة التسالى ونجمة تغطية The Vampire Diaries  
| اقتباس:
salemet albek ne7na natren | |||||||||||
|
| |
|
15-11-16, 09:31 PM
| #6983 | ||||
| مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء 
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 369 ( الأعضاء 237 والزوار 132) ebti, حررره, Bisho roze, صمتي اجابتي, ميريزااد, meryana, ريم3, المثقفة الصغيرة, إدارية, **sweet girl**, fofoo92, totoranosh, pearla, ام اسيا, sayowa, #Méé#, beera, mayna123, سما مصر, seham26, Alzeer78, alice issa, Nassnura, sona badr, محمود أحممد, zaki fata, sara-khawla, ياسمين سيد, عشق القلم, mariem29, ساندرين, timo_antimo, جلاديوس, هبوش 2000, Eman Js, salama1111, ست عمها, ابتسمي, من هم, nada alaa, بيبه الجميله, sibrina, الديراويه, riane, ورد الحياة, soe, lalouva, Sara Aser, esraa roaa, hadb, رودينا ابراهيم, لستم كأبي, jjeje, walaaqasim, riritta, اريج رورو, omangirl5, Abeer roro, الشيماءعمر, amal.h.a, jasmin-1234, ريمين, KHALLOUDA, mem. 1957, elham manasrah, Just give me a reason, عشق العين, شام الهوى, مريمة علي, زهرة مغتربة, شمس 1, وفاء مصطفى, سومة111, salam azzam, منى العبدي, Tuta Al3fifi, فرح أيامي, ksuhaila, esraa93, روان شهاب, hamadijamila, داليا انور, عببر إبراهيم, beau, dina naguib, ورد الزنبق, ذا بيست, انسام الهوى, رااما, المارينا, Maro na, سرى النجود, ATHURH, mnmhsth, fatmeh, انين قلب مجروح, وعد بالخير, الاوهام, روحي حرة, جوزيف الحربي, الغزال الشارد, mama roca, نور الضى, Bashayer6, sosomaya, البتول عبد الله, نبيله محمد, كترين, ToOoOmy, احلام وعبير, الماسة زوجي, يوما ما, جيسكان, AYOYAAA, ملكةالقمر, dodoalbdol, عاشقة نبض القلب, rontii, مريم المقدسيه, نرمين البنجي, مجد22, secret angel, dill, hadelosh, طوطه, johayna123, Diego Sando, واثق الخطا, شكرإن, samah ibrahem, mouna ABD, غصن جنة, بنفسج ~, ريم حمدان, بريق العابرين, سمواحساس, whiterose99, نور ضياء, :-)Smile(-:, reemrema, dilsa, مسره الجوريه, دموع الاقصى, قايد الغيد, nona samir, هالة بريك, amana 98, dodah123, رحيق الجنان, زهرة الكاميلي, meryamaaa, marwa abo elsoud, omboody, mirena, maro21, PRINCESS MIMI, راما منصور, الأسيرة بأفكارها, علياااا, ياسمين نور, forbescaroline, خفوق انفاس, karima seghiri, نجدي 21, Niveen gad, م/رنوش, thebluestar, rawa21, mimi0000, غروري مصدره أهلي, halla maher, أنثى الخيارات الصعبة, beeboo_050, Riham said, Totooولا أحلا, فومي, اضوه, @Rawnd@, soma samsoma, rouka2000, Ghadaelgammal, nousssa, Heyam Raslan, noof11, الشوق والحب, alyaa elsaid, toka saltah, أنا لك علي طول, dentistaya, الخيال الحالم, ياسمين عتيق, ورده علي+, plalk, cloudy9, sareta jwad, روميرو, الغفار, beauty anastasia, مارية مرمر, JOURI05101, i3lawi94, ماسال, my feel, زيارة خاصة, ندى طيبة, awttare, sondess, fara123, Narnor, سارة الربيع, ALana, ايسل محمود, كلي جنون, هّـمًسِـآتٌـ, Waf4sa, جيجك, شوقا, توقه, roro.rona, fattima2020, دلووعة2, موجة هادئة, ارض اللبان, eng semsema, marwaadel, SOL@RA, Margo mego, منى صبري | ||||
|
| |
|
15-11-16, 09:39 PM
| #6986 | ||||
| مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 394 ( الأعضاء 258 والزوار 136) ebti, Bo33, nodas, rawa21, ندى طيبة, جيسكان, عبيركك+, Um alhasan, مروة صادق, مسره الجوريه, alice issa, شهد محمد صالح, دوسة 93, الزهرة البيضاء 2, خلود المشاعر, sara-khawla, Sanamero, beau, sayowa, محمد عبدالرازق عبده, زهره محروس, هبوش 2000, riane, flomina22, nadiazin, Dona ashraf, walaaqasim, nada alaa, ميريزااد, هـايـدي, فخر الإمارات, #Méé#, المثقفة الصغيرة, meryamaaa, dodoalbdol, كلابي, Alzeer78, موجة هادئة, modyblue, ست عمها, alaaahmedmohamed, totoranosh, سما مصر, princess sara, KHALLOUDA, mira maram, fathimabrouk, ريمين, Alexandra Ness, rozmina, zaki fata, meryana, Honayida, dina adel, littlebee, maha_1966, حررره, Bisho roze, الاف مكة, غروري مصدره أهلي, سومة111, mariem29, um.aisha22, ريم3, صمتي اجابتي, إدارية, **sweet girl**, fofoo92, pearla, ام اسيا, beera, mayna123, seham26, Nassnura, sona badr, محمود أحممد, ياسمين سيد, عشق القلم, ساندرين, timo_antimo, جلاديوس, Eman Js, salama1111, ابتسمي, من هم, بيبه الجميله, sibrina, الديراويه, ورد الحياة, soe, lalouva, Sara Aser, esraa roaa, hadb, رودينا ابراهيم, لستم كأبي, jjeje, riritta, اريج رورو, omangirl5, Abeer roro, الشيماءعمر, amal.h.a, jasmin-1234, mem. 1957, elham manasrah, Just give me a reason, عشق العين, شام الهوى, مريمة علي, زهرة مغتربة, شمس 1, وفاء مصطفى, salam azzam, منى العبدي, Tuta Al3fifi, فرح أيامي, ksuhaila, esraa93, روان شهاب, hamadijamila, داليا انور, عببر إبراهيم, dina naguib, ورد الزنبق, ذا بيست, انسام الهوى, رااما, المارينا, Maro na, سرى النجود, ATHURH, mnmhsth, fatmeh, انين قلب مجروح, وعد بالخير, الاوهام, روحي حرة, جوزيف الحربي, الغزال الشارد, mama roca, نور الضى, Bashayer6, sosomaya, البتول عبد الله, نبيله محمد, كترين, ToOoOmy, احلام وعبير, الماسة زوجي, يوما ما, AYOYAAA, ملكةالقمر, عاشقة نبض القلب, rontii, مريم المقدسيه, نرمين البنجي, مجد22, secret angel, dill, hadelosh, طوطه, johayna123, Diego Sando, واثق الخطا, شكرإن, samah ibrahem, mouna ABD, غصن جنة, بنفسج ~, ريم حمدان, بريق العابرين, سمواحساس, whiterose99, نور ضياء, :-)Smile(-:, reemrema, dilsa, دموع الاقصى, قايد الغيد, nona samir, هالة بريك, amana 98, dodah123, رحيق الجنان, زهرة الكاميلي, marwa abo elsoud, omboody, mirena, maro21, PRINCESS MIMI, راما منصور, الأسيرة بأفكارها, علياااا, ياسمين نور, forbescaroline, خفوق انفاس, karima seghiri, نجدي 21, Niveen gad, م/رنوش, thebluestar, mimi0000, halla maher, أنثى الخيارات الصعبة, beeboo_050, Riham said, Totooولا أحلا, فومي, اضوه, @Rawnd@, soma samsoma, rouka2000, Ghadaelgammal, nousssa, Heyam Raslan, noof11, الشوق والحب, alyaa elsaid, toka saltah, أنا لك علي طول, dentistaya, الخيال الحالم, ياسمين عتيق, ورده علي+, plalk, cloudy9, sareta jwad, روميرو, الغفار, beauty anastasia, مارية مرمر, JOURI05101, i3lawi94, ماسال, my feel, زيارة خاصة, awttare, sondess, fara123, Narnor, سارة الربيع, ALana, ايسل محمود, كلي جنون, هّـمًسِـآتٌـ, Waf4sa, جيجك, شوقا, توقه | ||||
|
| |
|
15-11-16, 09:40 PM
| #6988 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| مساء الورد ... ووصلنا للفصلين الثاني والعشرون والثالث والعشرون من القارورة الثالثة جدائلك في حلمي ... انا عارفة اخر فصلين كان فيه تركيز على حسناء ومعها تحسين لكن لكل شخصية دور ضمن دراما تشمل مجتمع بأكمله بكل طبقاته من البداية قلت لكم انها حكاوي انها بغداد واقصد طبعا سلسلة قوارير العطار فرجاء انظروا لها على هذا الاساس الرواية باسم القارورة الثالثة رباب العطار لكن هذا لايعني انها ستكون الوحيدة الموجودة ضمن الاحداث كل رواية ولها اسلوبها عندي .. وسلسلة قوارير العطار تشمل شخصيات عديدة تلعب ادوارها ما بين ظهور وتراجع لكن يبقى المحور الاساسي بنات العطار ورجاء دائما حاولوا تقرأوا بتركيز وحاولوا تربطوا الاحداث الي فاتت مع الاحداث القادمة في النهاية حابة اقول كلمة تخصني ككاتبة .. انا حكواتية اجتماعية .. انقل قصص من الواقع العربي واصيغها باسلوبي وافكاري ... لااطمع بأكثر من ان اترك برواياتي .. اثر حقيقي ... نفسي واجتماعي وروحاني وعاطفي وأسري ... طبعا تعليقات القراء كان غير عادية على اخر فصلين وتباينت جدا واختلفت جدا بينها اتمنى من كل واحدة منكم اذا تقدر تقرأ تعليقات باقي القارئات وتقارنه بافكاره حتشوف مجال واسع للتفكير بالبشر والحكم عليهم ... ما بين رضا واسيا .. حذيفة وخلود .. رباب وعبد الرحمن .. حسناء وتحسين .. وغيرهم ... ما قصرتم معي ربنا يكرمكم .. اتمنى اليوم ايضا ما تقصرون وتتحفوني بتعليقاتكم وتسعدوني بلايكاتكم اعتذر للاطالة ... اليكم الفصلان الثاني والعشرون والثالث والعشرون (متتابعان) | ||||||||
|
| |
|
15-11-16, 09:42 PM
| #6989 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الفصل الثاني والعشرون الحي الصناعي .. شقة خليل كان يغلق باب شقته بالمفتاح بينما يتكلم عبر الهاتف " انا في طريقي اليك يا اشجان .. آسف تأخرت رغماً عني .." ثم انهى المكالمة وهو يتوجه على عجل ناحية السلم كي يهبط الطابقين حتى الارضي .. كان بمنتصف نزوله عندما رن هاتف خليل مرة اخرى فأخرج هاتفه ليحدق باستغراب لا يخلو من (نبضة مسروقة) لإسم شذرة ! وقبل ان يرد انقطع الرنين !! ابتلع ريقه وهو يقف مسمراً وسط السلم يفكر بغيظ لماذا تتصل به خلود عبر هاتف شذرة يوم الجمعة ؟! ولماذا بضعة رنات وتتراجع ؟! لقد فعلتها عدة مرات سابقاً واتصلت به عبر هاتف شذرة لكن في الايام العادية وليس يوم عطلة كما انها تفعلها نهاراً عندما تكون في عملها في المدرسة وكالعادة ينفد شحن البطارية فتلجأ لهاتف شذرة تستعيره لتكلمه به لامر طارئ... وغالباً ما يكون (الامر الطارئ) في عُرف خلود لا يعدو ان يكون قلقها على اخيها الاصغر لانه لم يتصل بها بنفسه ويطمئنها انه بخير ويعيش ويتنفس .. عبس خليل وهو يفكر ان اخته ربما تزور بيت العطار فاستعارت هاتف شذرة ؟ لم يعرف ماذا يجب ان يفعل .. هل يتصل بشذرة ام يحاول ان يتصل بهاتف خلود ؟ ام ربما حذيفة ؟ عقد النية وقلبه يتراقص في جوف صدره العريض ليختار ... شذرة ... يطلب الاتصال وينتظر ... رنات متتالية واصابعه تتقلص تأهباً لانتفاضة قد تصيبه ان ردت شذرة عليه ... مع انه يستبعد هذا الاحتمال بل يوقن ان خلود من سترد ... وها قد طالت الرنات ويبدو ان شذرة تناديها ... عيناه الواسعتان البنيتان تعكسان خيبة الامل .. اجل .. لن ترد هي .. بل اخته خلود من سترد .. اخذت قدماه تنزلان ما تبقى من درجات السلم القديم عندما ...انفتح الخط اخيراً .. " مر.. مرحباً ..." درجة سلم أفلتت من قدمه كما أفلتت عشرات النبضات من قلبه ... تعثر واوشك ان يقع لولا يده الحرة التي سارعت لتتشبث بالدَرابزين الحديدي للسلم... عيناه اللتان كانتا قبل لحظات تفيضان بالخيبة فجأة شعتا بلون القهوة الحارة بينما يردد اسمها واصابعه تعتصر الحديد البارد " شذرة ؟!" بدى صوتها شديد الارتباك مما جعل انفاسه تضطرب وهو يسمعها تقول بهمس متعثر " اسفة .. اسفة .. لم يكن يجب ان .. اتصل بك .. لقد .. اخطأت ..." تباً تباً .. اخطأت واتصلت .. ؟! أسبل اهدابه قائلا بنبرة رجولية عفوية " لابأس .. حصل خير ..الا تحتاجين لشيء مني ؟" طال صمتها مما جعله يندهش ! ثم اخيرا قالت بنبرة حيرته " كنت اريد ان.." وقبل ان تتم جملتها سمع صوتاً جوارها فتستأذن شذرة بحرج " لحظة رجاء .." ويشعر انها تكتم الهاتف بيدها بينما يسمعها ترد على من يكلمها " قادمة رباب .. سأنزل حالا.." اخيرا عادت اليه لتقول بنبرة اغرب وارتباك اشد " اسفة خليل .. يجب ان اذهب الان.. ينتظرونني في الاسفل .. اعتذر عن .. الاتصال بك .. مع السلامة .." لتغلق الخط وتتركه هناك على اخر السلم يحدق امامه وعذاب القلب يتلاعب به ... يرميه تارة على شاطئ عذوبة صوتها ثم يسحبه تارة لعمق بحر يأسه ان ينالها يوما ليطفو اخيرا في سعادة ودهشة حوارهما الاول..الحقيقي الاول.. أعاد الهاتف لجيبه بينما يصل للطابق الارضي فيتحرك آليا في طريق تحفظه قدماه بينما تضربه موجة جديدة غير متوقعة .. موجة بتأثير قديم لم يختبره من سنوات ... مذ كان مراهقاً غاضباً على الدوام حانقاً من كل شيء ... انها موجة ... الغضب والتمرد .... يتبع بتكملة الفصل الثاني والعشرون في الصفحة التالية وهذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t337208-700.html... | ||||||||
|
| |
|
15-11-16, 09:43 PM
| #6990 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| بيت العطار ... غرفة المعيشة .. يجلس رضا مطرقا بملامح هادئة رزينة بينما يتلاعب بخاتمه في حركته المألوفة وينتظر بصبر نزول الفتاتين .. شذرة ورباب ... ولده جعفر استجاب لرغبة ابيه واخذ أخاه الصغير كاظم الى غرفة جدته ابتهال حتى يشغله لبعض الوقت ... رقية تجلس جوار امها قبالته تحدق فيه بنظرات غريبة .. لاول مرة يرى فيها تلك الـ (رقية) الصغيرة الطفلة .. طفلة تطل من عينيها وهي تحدق فيه وكأنها تنتظر منه امرا واحدا.. ان يؤكد لها ان ما حصل مجرد كابوس مر وكأنه لم يكن ... تمتم رضا في سره ( سامحك الله يا حسناء .. ما الذي فعلته بجهلك وقلة حيلتك .. لم أعد حتى قادرا ان أمد لك يد العون ولا اعلم ما الذي تكابدينه الان .. لكن الله شاء وما شاء فعل ) " مساء الخير ابا جعفر.." رفع رضا عينيه ليتطلع لشذرة .. تلك الفتاة الهادئة التي تقطن بيت العطار واصبحت جزءا من قواريره .. رد عليها رضا التحية وعيناه تراقبان وقفة رباب عند الباب وكل ملامحها تنتفض بالغضب الساطع ... تشد قبضتيها الى جانبيها وكأنها تستعد للقتال..! رفضت بصمت ان تجلس كما فعلت شذرة رغم ان امها طلبت منها ذلك لكن رباب لم تستجب.. عيناها العسليتان لاتفارقان وجه رضا وكأنها ويال العجب تريده ان يؤكد لها عكس ما تريده اختها رقية ...! بدت رباب وكأنها .. تنتظر منه اعترافاً! هل يصدق حدسه ان الفتيات متأثرات بزواج والدهن على امهن اكثر مما كان يتصور ؟ رباب ورقية كانتا صغيرتين وبعمر حرج .. يذكر جيدا رباب وهي في السادسة عشرة عندما كان يراها صدفة في الحي تسير للبقالة او محل ابي ناجي .. كانت ترفض التعاطي مع الجيران بعد وفاة والدها ، تتجنب بالاخص الحديث مع النسوة عندما تلتقي باحداهن في الطريق فتسألنها عن حال امها وهن يمصمصن الشفاه حسرة عليها ... تلك الفتاة المعتدة بذاتها وكينونتها كانت تعاني خلف الهدوء والتماسك ... تعاني وتكبت وتندفع في طريق مستقبلها تؤمنه بالطريقة الوحيدة التي تجدها تحفظ لها كرامتها ... قال رضا وبنبرة شبه آمرة مرفولة بالرقة التي تذيب الحجر " تعالي يا رباب .. اريدك جواري .." لم تستجب بل انتفض جسدها بردة فعل نافرة بشكل واضح ليعاود الدعوة وهو يربت جواره بكفه قائلا بحزم " تعالي هنا .. لن اتكلم الا وانت جواري.." ثم ابتسم لها مضيفاً " هل كبرت علي يا قرفة العطار ولم تعد كلمتي عندك مسموعة ؟ " اشفق قلبه عليها وهو يرى تلك الارتعاشة في شفتيها فعلم انها رأت فيه والدها بشكل جليّ... تحركت خطوة ثم توقفت والصراع في عينيها اكثر جلاء ووضوحا ... ثم .. ارتج رأسها بارتعادة أثرت في رضا أيّما تأثر .. بدت ... منهكة بالصراع .. منهكة بالغضب .. منهكة بكتمان صراخ يعلو في عينيها وتقبضه شفتيها في مقاومة تنهكها اكثر واكثر ... صبر عليها حتى تتخذ قرارها فكان اخر صبره ان رآها تتحرك لتجلس على نفس الاريكة التي يجلس عليها لكن في أبعد نقطة عنه .. وكأنها تثبت موقفها الرافض له رغم انصياعها لمطلبه ... استعان بالله قبل ان يبدأ الكلام موجها كلامه لحماته " ما حصل اليوم اتحمل وزره .. فامسحيه بلحيتي يا خالة ابتهال " بوجهها الذي يفيض بالطيبة والثقة قالت ابتهال " لاتقل هذا يا ابا جعفر .. لحيتك معطرة دوما بمسك الاصالة والرجولة .. انت ولدي وسندي ..." كانت رباب تتطلع اليهما وهي تهز ساقها اليمنى دون ان تشعر .. عيناها تغوران وكأن ما تستنزفه من طاقتها الداخلية يمتصها امتصاصا ... يلاحظ رضا كل هذا بطارف عينه لكنه يرد على حماته بالقول " حفظك الله لنا يا خالة... لكن الاعتراف بالحق فضيلة .. وانا اخطأت ولم اقدر صحيحاً حجم ما قد تقدم عليه امرأة جاهلة مسكينة يائسة كتلك المرأة .. " لم تحتمل رباب لتهب على قدميها تستنزف ما تبقى من قواها وشحوبها يتزايد بينما تهتف " تصفها بالمسكينة ؟! تلك الطامعة التي جاءت هنا تناظر اسيا بالحسد وبكل وقاحة تطلبك زوجا لها .. وبعد كل هذا تصفها بالمسكينة ؟! " عينا رضا لاتحيدان بعيدا عن وجهها ويقلقه حالها لكن لا يُظهر شيئا من مشاعره تلك ليرد بصلابة عسى ان يجعلها ترى أبعد مما تراه الآن " اجل يا رباب مسكينة .. لم تحظَ ببيت كبيت والدك العطار رحمه الله ولا تعليم كتعليمك ولا بيئة نظيفة صالحة كالتي ولدتُن ونشأتُن فيها انت واخواتك البنات ..." كانت رباب تنهت وهي تتطلع فيه معقودة اللسان بينما يواصل رضا بهدوئه " لا اب ولا أخ ولا زوج ولا جيران ولا سند من اي نوع .. وحدها هائمة في الدنيا تقطن حيا موبوءا بكل انواع الفواحش والعنف يكاد ينتهك حرمتها ان لم ينتهكها اصلا ونحن ها هنا نجلس آمنين جميعا في بيوتنا .... نسمع عن امثالها ولا نصادفهم بالضرورة .. هل تتصورين ان ما فعلته هيّن عليها ؟ انها تدوس كرامتها لتحفظ عرضها بوسيلة لاتراها غريبة في عرفها .. تتخبط هنا وهناك بقلة حيلتها وجهلها وثقافتها المحدودة وادراكها المنعدم لاختلاف بيئنا وعرفنا عنها .." ثم يقف على قدميه بهيبته عيناه تميلان ناحية رقية الشاحبة يبتسم لها بحنان خاص ثم يضيف " ليس كل ما ترينه من أناس مختلفين تحكمين عليه بحكم واحد ..." ثم تحرك ناحية حماته لينحني ويقبل رأسها قائلا بنبرة رجولية " انا جئت فقط لاعتذر لصاحبة الدار عما جرى تحت سقف بيتها .. ولأنهي الحديث في مسألة ما كان لها بداية من الاصل ! لكن الامر نفذ .. وعلينا تقبل ما ترمي به الحياة في طريقنا رغم ارادتنا ونتعامل معه بحكمة .." تتشبث به ابتهال ترفع كفيها لتلامس لحيته وتقول له بتأثر خاص وفهم متبادل " مجيئك الينا الان لن ينتسى يا ولدي .. أدامك لنا الله يا ابا جعفر وأنعم عليك.. " يحرك وجهه ويمسك بيدها ليقبل ظاهر كفها قبل يعتدل بوقفته ليسير وهو يلقي السلام مغادرا ويقول باجفأن مُرخية " تعالي رباب .. اريد ان اكلمك بينما توصليني للخارج .." أتاه صوت شذرة مرتعشاً وهي تسأل بغصة مكتومة " يا ابا جعفر .. وماذا عن خلود ؟ هل.. هل ستكون بخير .." يلتفت جانبا يبتسم يطمئنها " باذن الله كل الامور ستكون بخير .. لاتقلقي .." ثم واصل مسيره تتبعه خطوات رباب ... لم تكن تعرف كيف تطاوع قدماها طلبه وانفاسها تكاد تلهث وكأنها في سباق ركض لعشرات الامتار ... ما زالت تائهة في بحور امواجها تتلاطم ... لا احد على الاطلاق يشعر بها كيف تصارع تلك الامواج لتنجو الى بر أمان .. أي أمان... انها ليست بحور .. بل نيران .. اجل نيران متأججة كأمواج من لهب تضربها مرارا وتكرار ا فتتوجع بالاحتراق وتتوه اكثر واكثر ... لكنها تقاوم حتى لاتغرق لقاع الجحيم ... تبعته شبه مغيبة حتى خرجت خلفه الى باحة المرآب وقبل ان يصلا الباب الحديدي الكبير للبيت التفت اليها رضا يمعن النظر فيها ويشفق كل الشفقة لحالها الضائعة المتألمة تلك... لم يكن يحتاج للسؤال ليفهم .. لقد انكشف الغطاء وبات سر القارورة الكتومة واضحاً للعيان ... قال مباشرة " ان كنت تظنين اني أتيت الساعة لأبرر نفسي امامكن فلن أقول الا .. انك لم تعرفيني بل انك لم تعرفي قدر اسيا عندي حتى اللحظة .." رفعت عينيها الغائرتين اليه تتمتم من بين شفتيها المتيبستين بحزن دفين قاتل " لن تكون كقدر امي عند ابي .." اتسعت عينا رضا للحظة فقط مصدوماً من انهياراها الصامت وهي تعترف تماما بعلتها ... اقترب منها ليقول بنبرة جادة وكلمات تحمل معان هامة " حذاري يا فتاة من جروح تحدثينها في قلوب من تحبين ... جروح قد لايشفيها الزمن ابدا .. وانت اكثر من يعرف هذا .. " بدت وكأنه صفعها ! وكأنها ادركت للتو ما تفوهت به وكيف يسيء لامها ... ليضيف رضا بما يعتقد ان على رباب مواجهته والتفكير به بشكل مختلف ونضج جديد " والدك رحمه الله قد يكون ارتكب خطأ لكنكِ لست بأهل لتحاسبينه .. خاصة وهو بين يدي خالقه ولايملك ان يرد عليك .. كما انك لست بأهل لتفرضي علي انا واسيا نفس الصورة المشوهة .. او حتى فيما يخص حذيفة وخلود .. عرفتك اكثر عمقا من هذا فأين عقلك ؟!.. " تحيط جذعها بذراعيها وهي تحدق فيه بعجز مؤلم فتنطلق صرخة جديدة مأسورة من قلبها لكن لا تغادر حنجرتها لتكبتها انفاسها .. الى متى تقمع تلك الصرخات ؟! كان يعرف انها تعاني .. بل لم يكن بحاجة ليفكر كثيرا ويمعن النظر فيها اكثر ليعرف كم تعاني ... الجدار الذي كان يعزلها إنهار ولم تعد تستطيع الاختباء او الادعاء ... قال اخيرا وهو يمد يده للباب الحديدي يفتحه " اسيا عندي بالدنيا وما فيها .. هذا لن يتغير .. انه أمر يفوق قدرتي على تغييره حتى لو أردت.. ولن اسمح لاي انسان ان يجرحها بتقليل قيمتها في حياتي .. حتى انت يا رباب لن اسمح لك بجرحها جرحا كهذا .." ثم خطا للخارج مغلقاً الباب خلفه وهو يتمتم " عمت مساء يا قرفة ..." تقف مكانها تحيط نفسها بذراعيها يغرقها طوفان من الذكريات والصور ... كل شيء تشابك وتداخل .. لم يعد هناك اي حقيقة ثابتة تمسكها بيدها لتكون بداية الخيط لاستقرارها النفسي ... وهي تعيش دوامتها تلك كان رضا يصل باب البيت المقابل فيجد اخاه الاصغر واقفاً هناك يتطلع لوجه رباب عن بعد ... ربت رضا على كتفه وهو يقول " دعها اليوم .. تحتاج ان تكون بمفردها.." ما زال عبد الرحمن ينظر نحوها بينما يرد عل اخيه " انها لن تنسى الماضي يا رضا .. لن تنسى ان اباها تزوج على امها في لحظة ضعف.. وسيظل الامر يتجدد داخلها كلما مرت بحدث مشابه .. كيف سأقنعها ؟! كيف ؟! " شعر رضا ببعض الراحة ان عبد الرحمن استطاع بطريقة ما ان يفهم علة رباب ... على الاقل قد ادرك العلة .. فيقول له وهو يدخل للبيت " انا اثق انك ستجد طريقة .. استفتِ قلبك وشاور عقلك .." ثم تركه و مضى ناحية الدرج الى حيث تكون اسيا بانتظاره .. رغم انه يدرك انها بحاجته ليكون قربها ويتفهم هواجسها كامرأة تغار على رجلها لكنه يحتاجها كما هي تحتاجه .. انها تلك الايام الصعبة التي تمر به فيخفي احساسه بالتعب لان الجميع ينتظر منه ان يكون صلباً وقادرا على اعادة الامور لنصابها.. وتبدو هذه الايام اصعبها او ربما ببساطة قد كبر ولم يعد شابا كفاية ليحتمل .. ويبقى هذا هو قدره الذي حمّله إياه والده وهو ارتضاه وسيرتضيه لاخر عمره .. يتبع ... | ||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
2153Likes
.png)
.png)
العرض العادي
