28-08-22, 12:42 AM | #1 | ||||
| الأفعى التي بكت هذه القصة تطرق مخيلتي منذ فترة ورغم اني مشغولة بكتابة رواياتي حاليا إلا انه كان لا بد لي من كتابتها, لكي تتوقف عن طرق رأسي كل حين اضمن بداخلها رسالتين اثنتين, ولاني ادرك كمَّ العقول المتواجدة هنا واتساعها فالفضول يأكلني لأرى ايكم سيتمكن من الوصول للمضامين التي اريدها وقد يفاجئني آخرون بدروس اخرى لم أقصدها تعالوا معي في هذه الرحلة القصيرة واني لارجو ان تضل اليكم على الوجه الذي أريده... الأفعى التي بكت: اااه, إنها شمس آب الحارقة, اكاد اشوى من الحرارة, جسمي ينصهر أشعر به ينسلخ عني, اه يبدو انه ينسلخ فعليا, لااا, أنا أكره هذه العملية, تخيل معي ان يقوموا بنزع جلدك عنك كله مرة واحدة ثم يَبنى لك تحته جلد آخر, دون مسكنات ولا أدوية والشمس تتلظى من فوقك, وانت تمشي فوق الصخور الحادة-عفوا-تزحف فوقها, أتتخيل مقدار الألم؟ حسن هذا وضعي حاليا, وهذه المعاناة تتكرر معي كثيرا كثيرا جدا, ولا لا استطيع حتى الصراخ ولا البكاء! او بمعنى آخر لن تشعر انت بصراخي ولا بدموعي, لربما تجدني مرهقة متعبة منزوية او تجدني احك نفسي بالصخور الناعمة بشكل يائس, او أبحث بشكل جنوني عن ماء يبرد عني ويخفف عني ما أقاسيه, لكنها شمس آب الحارقة والمياه شحيحة والصخور حادة هنا! احاول يائسة ان ابحث عن مكان رطب ولو قليلا ليسهل عملية الإنسلاخ, ااه الألم يزداد, متى سينتهي هذا الكابوس, جيد لقد عثرت على بعض الصخور الناعمة, بدأت أحتك بها اتلوى واتلوى, واخيرا بعد مدة ما طوييلة طوييلة, لعلها ليست بهذا الطول زمنيا, -لكن وقت العذاب لا يكون الا بطيئا مهما قصر زمنه- انتهت العملية وخرجت بجلدي الجديد الحساس, ليشوى من شمس آب الحارقة التفت إلى بيوضي, انها تقارب على الفقس, صغاري سيخرجون قريبا, ليس الوقت مناسبا فانا مستنزفة من عملية الإنسلاخ, اااه ماذا أفعل؟ يتوجب علي رغم ضعفي وهواني ان ابحث لهم عن طعام اسد بها رمق جوعهم, لا بأس يا صغاري امكم ستبحث لكم عن شيء طري يسهل عليكم تناوله فور قدومكم إلى الدنيا خرجت ابحث وابحث, سرت طويلا, اكاد اذوي من التعب, لكن لا مناص من التقدم, صغاري المساكين سيموتون جوعا ان لم اجد لهم ما يأكلون, سيموتون قبل ان يأتوا إلى الدنيا حتى اه واخييرا, عثرت على عش صغير في أحد الأشجار, زحفت متخفية اراقب الوضع, كانت ثلاثة فراخ , رائع صيد سهل وطعام مغذٍ لأطفالي, عدت إلى صغاري, لقد فقست البيوض, أهلا يا احبتي, ماما عادت ومعها طعام لذيذ لكم, أكل صغاري طعامهم بسعادة والتفوا حولي شاعرين بالأمان والسكينة, ليت الوقت يتوقف عند هذه اللحظات الرائعة. .. عادت العصفورة الأم وفي منقارها بعض الديدان تمني نفسها وصغارها الأحباء بوجبة لذيذة ليناموا في أحضانها مطمئنين, عادت وكلها لهفة للقائهم سعيدة بصيدها, لتفاجئ بخلو العش من أفراخها ولا أثر إلا لريشهم المتطاير....تركت الديدان التي في منقارها, طارت تبحث عن افراخها كالمجنونة وفؤادها الملتاع قد أدرك الصورة الناقصة.. ذلك المساء, سُمع نشيج حزين في الأفق, أبكى كل من سمعه, كانت الحانا تفيض باللوعة والوجع وتحمل من الدموع الكثير تمت احبكم ان تعرفوا أن الأفعى لا تشعر بالألم اثناء عميلة انسلاخ الجلد ومضة أخيرة: الديدان كذلك, لها قصة وحياة | ||||
09-10-22, 12:58 PM | #2 | ||||||||
نجم روايتي
| النص رائع والخاتمة تدعوا للوقوف طويلا تفسير الأسطر يحتاج لصفحات وصفحات ما كتبته يتلخص بما يرينا اياه الأعلام ومحاولة توجيه المشاعر لحيث يريد وترك الحقائق كأنها شيء لا يرى ونحن دائما نتعاطف مع ما يتم تسليط الضوء عليه قصة جميلة احسنتِ | ||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|