شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   عمود الاعضاء (https://www.rewity.com/forum/f395/)
-   -   خربشات محصورة في الزاوية (https://www.rewity.com/forum/t337547.html)

مدامع عين 24-12-15 10:24 AM

خربشات محصورة في الزاوية
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


https://up.harajgulf.com/do.php?img=442968



خربشات محصورة في الزاوية ..



عندما يفقد المرء خياراته وتنعدم لديه الحيلة حينها يكون كمن حُشر في الزاوية ولا مفر له منها ، حتى غيوم الأفكار التي لطالما لبدت سماءه تنقشع و يهبط سواد ثقيل يكتم انفاسه .

اتسآئل أي ردة فعل يمكن ان تصدر منه واي عمل يبادر به ليتحرر ، أم انه الإستسلام حان وقته .

أغلب الظن ان من يُحصر في الزاوية لا يستسلم بل سيأتي بفعل على الأرجح قد يكون جارح له او لغيره ، وأسوأ طباعه تظهر للسطح في محاولة للحماية تحسباً لهجوم مباغت .

هذه هي الزاوية ما ان تُحاصر احداً لا تترك له مجال سوى المحاولة تكراراً ومراراً ، بينما تسعى جاهده لإفشال محاولاته كل مره ، وتجعله في حيره من امره و الدهشة لا تفارق ملامحه .


ان يُحصر في الزاوية يعني أن تعانق الأحلام السراب فلا يتجرأ على اللحاق بها خشية اختفاءها ، ان يشيخ الأمل و يتوكأ عصاه فلا يملك الا منحه استراحه كي لا يسقط ممدداً على الأرض .
كما تساقطوا ابطال قصصه وحكاياته التي لطالما حملتها اغصنة الخيال ، فكان مصير الأغصان ان تتكوم واحد تلو الآخر في الزاوية .

عندما ينحصر المرء في الزاوية يمر شريط حياته الطويل امامه فيتعجب من السيناريو الذي لم يتوقع في صغره ان يكون هكذا ، لديه باختصار ماضي مسجل وحاضر قيد التسجيل اما المستقبل يقف خارج الموضوع . فطبيعة الحياة التي عاشها وملامح مشواره حتى الآن خلاف الصورة التي رُسمت تماماً .

ومن اقسى ما قد يحدث ان يظل معدل القراءة لديه في تناقص ، و ان يتردد القلم عن الكتابة وتتلكأ الأحرف على طرف اللسان و تتبعثر كتابات ملت من الانتظار .
في المقابل قد لا يكون الطموح هو من اجل الحصول على لقب كاتب مثلاً ، بل اصبح الأمر كفقد رئه متنفسه للتمسك بالحياه ، كان يزفر من خلالها المشاعر الباهته و يشهق بالمشاعر المبتهجه .


يُقال ان القارئ الجيد يصبح كاتب جيد لكن على العكس عندما يُحاصر في الزاوية تجعله كاتب أعرج يُجبر قلمه على الكتابة سطر سطر كلمة كلمة ، ثم يعاود قراءة تعرجاته مره تلو الاخرى .

قد تكون خربشاته لا تستحق ان تُقرأ لكنها محاوله لا بد منها للبدء من جديد .

من وقت لآخر يصل الأمر لإرهاق الفكر عله يجد طريقة للخلاص والبحث عن فرصه تسحبه من الزاوية ، فقط فرصة تكون الإنطلاقه الحقيقية منها ، وبذل قصارى الجهد لتجنب الوقوع وفقدان الصواب .


في افضل الأحوال التحرر من الزاوية ليس بالمعجزة والمعجزة قد تتحقق في اي لحظة و قد تكون رفيقة له في الحصار .

المهم ان هناك حقيقة ان الإيمان بالله و الثقة به تجعل اي قلب صامد ومستمر في ثباته مهما بلغت الظلمة احتداماً ومهما ضعفت عزيمته . وان كان السلاح هو الصبر فالهزيمة ثامن المستحيلات .


اعتراف /
ما سبق كانت حيلة لتحرير قلم لكن يبدو ان المقال وقع فريسة في فخ الزاوية ..



في امــــان الله ..

modyblue 24-12-15 11:35 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

um soso 24-12-15 12:18 PM

البشر لايتشابه ابدا .. هناك من يحشر بالزاويه يصاب باليأس و يستسلم بسهوله للنهايه ويكون حاله كانه ميت يتنفس
لكن هناك من يكون الحشر لهم بالزاويه هي فرصه للتفكير والتخطيط واعادة الحسابات والنهوض من جديد

مقال ممتع .. اتمنى ان يكون قلمك من النوع الثاني الذي عندما يقع فريسة الزوايا يلملم شتاته وينطلق كالصاروخ قدما
بالتوفيق عزيزتي

Asma- 15-03-17 04:27 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يجب ان ابدي شديد اعجابي بقلمك اولا ثم المقال بكل زواياه
ليست زاويه واحده
فما تجره الكلمات خلفها واقع حال يعيشه الكثير سواء كان كاتب او قاريء او انسان له من الحياة
نصيب اخر
ان تحشر في الزاةيه هو ان تفقد الامل والإيجابيه .. واكثر ما يؤلم ان تعانق الاحلام السراب
هل هي احلام مؤجله
اعجبني المقال جدا وختامها اكثر من رائع

اقتباس:

المهم ان هناك حقيقة ان الإيمان بالله و الثقة به تجعل اي قلب صامد ومستمر في ثباته مهما بلغت الظلمة احتداماً ومهما ضعفت عزيمته
احسنتي اتطلع للمزيد

modyblue 19-03-17 02:18 PM

أغلب الظن ان من يُحصر في الزاوية لا يستسلم بل سيأتي بفعل على الأرجح قد يكون جارح له او لغيره ، وأسوأ طباعه تظهر للسطح في محاولة للحماية تحسباً لهجوم مباغت .

payan 19-04-17 02:57 PM

رائع خربشاتك جميله جدا ومستنى فى الصميم
بالتوفيق حبيبتى


الساعة الآن 05:11 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.