آخر 10 مشاركات
يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          10-حب وكبرياء - عبير مركز دولي (الكاتـب : samahss - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          96 - لحظات الجمر - مارجري هيلتون - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )           »          1014 - معا إلى الأبد - ليز فيلدينغ . د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          خفايا الروح / للكاتبة أنجال مكتملة (الكاتـب : درة الاحساء - )           »          133 - وداعا يا حب - روبين دونالد (الكاتـب : حبة رمان - )           »          رهان على قلبه(131) للكاتبة:Dani Collins (الجزء الأول من سلسلة الوريث الخاطئ)*كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          طائف في رحلة أبدية *متميزه ومكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: من هو اكثر ثنائي نجح في جذب انتباهكم بقصتهم
قاصي و تيماء 2,118 58.56%
مسك و امجد 738 20.40%
ليث و سوار 761 21.04%
المصوتون: 3617. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree999Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-01-17, 05:18 AM   #10521

امونتى المسكرة

? العضوٌ??? » 311411
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,005
?  نُقآطِيْ » امونتى المسكرة is on a distinguished road
افتراضي


هو في فصل النهاردة ؟؟؟

امونتى المسكرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-17, 05:19 AM   #10522

Oum hiba

? العضوٌ??? » 384040
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 170
?  نُقآطِيْ » Oum hiba is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

Oum hiba غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-17, 05:28 AM   #10523

نوف بنت ابوها

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 145815
?  التسِجيلٌ » Nov 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,721
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » نوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
20

إن شاااااء الله الفصل 35 ينزل الحين .،. قوولوا أمييين (( توصل تميمه وتنزل الفصل )) تيييمو أين أنتي ؟؟؟!؟!؟ الساعه تقريبا الخامسه والنصف صباااااحاًاااا .،. مقاااومه النوووومه << بدأت مقاومتي تضعف >> // -- عيووني تغمض وتفتتتتتح ،، :a555: بإنتظاارك تيمووو

نوف بنت ابوها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-17, 05:38 AM   #10524

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

هى تميمه نسيت وراحت عليها نومه ولا اييييييييييييييييييه
اين انتى يا تيمو؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-17, 06:12 AM   #10525

نوف بنت ابوها

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 145815
?  التسِجيلٌ » Nov 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,721
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » نوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
Rewitysmile12

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهره محروس مشاهدة المشاركة
هى تميمه نسيت وراحت عليها نومه ولا اييييييييييييييييييه
اين انتى يا تيمو؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
😴😴😴 (( شكل تميمه نستنا ونامت نومة العافيه تيموووو .،. وكل عام وأنتم بخير ،، هابي نييوو يير )) نروح ننااام ورانا تدريس البنات للإمتحانات (( الساعه 6 وربع صبااحا ))


نوف بنت ابوها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-17, 06:18 AM   #10526

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

فجر الخير يا سكاكر ..... أنا حنزل الفصل حالا

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 01-01-17, 06:20 AM   #10527

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل الخامس و الثلاثون :

( أعددت قالب حلوى لخالتي أم أمين ......... و ضيفتيها ....... )
لم يرد فريد على الفور ..... بينما كان أمين ينظر اليها مضيقا عينيه و كأنه يراها للمرة الأولى ......
أما سوار ... فابتسمت و هي تهمس لنفسها
" اذن هذه هي المحظوظة يا حبيب أختك ....... "
أما والدة بدور فقد كانت تنظر الى نظرات أمين لياسمين غير راضية .... غير راضية أبدا ....
كان فريد هو أول من تكلم قائلا بصوتٍ بدا الإهتمام به أكبر من مجرد اهتمام شخص عابر ....
( مسا الأنوار ياسمين ..... كيف حالك ؟؟ ....... )
كان يتكلم بنبرته اللطيفة , بينما تجرأت عيناه على غير عادةٍ منه على تأملها طويلا ....
كانت مهتمة بنفسها أكثر من أي مرةٍ رآها بها ... ترتدي فستانا من الصوف الناعم ... أنيق , ليس بالضيق جدا أو حتى بالواسع ....
فستان مسائي انساب على قوامها المكتنز و جعل منها امرأة جذابة .....
وجهها متورد و زينتها بسيطة .... أما شعرها فكان منسابا ببساطة على احدى كتفيها عفويا و يماثلها رقة ...
لم يدرك الى أي حدٍ اشتاق لرؤيتها الا الآن فقط .....
ارتبكت ياسمين و هي تقول مجبرة عينيها على النظر اليه بإبتسامة محرجة
( مساء الخير دكتور فريد ..... لم أشأ أن أقاطع هذه الجمعة العائلية , لكن فقط أردت أن أذيقكم من قالب الحلوى الذي أعدتته و سأنصرف حالا ..... )
تكلم فريد قائلا ببشاشة .....
( هذا أفضل شيءٍ فعلتيه ........ تفضلي بالدخول .... )
ارتبكت ياسمين أكثر و هي تختلس النظر الى أمين الذي كان واقفا عن بعد ينظر اليها بعينين ضيقتين , دون أن يحاول حتى التقدم لتحيتها .....
فقالت بخفوت
( لا ...... لا ..... أنا فقط ..... هلا تفضلت و أمسكت بها ........... )
سارع فريد الى الإمساك بقالب الحلوى من بين يديها ثم وضعه على أقرب طاولة بجوار الباب .... ليعود و يلتفت اليها سريعا , وهو يقول
( بالطبع لن تذهبي بمثل هذه السرعة ..... تعالي ادخلي قليلا .... )
أوشكت ياسمين على الرفض خجلا , الا أن نورا كانت قد خرجت من غرفتها في تلك اللحظة و هي تهتف بسعادة
( ياسمين ....... ما هذه المفاجأة ؟!! ........ )
اندفعت لتقبلها بقوة , ثم همست في أذنها بحرارة و نفاذ صبر
( أرجوكِ ادخلي قليلا .... كاد قلبي أن يختنق من شدة ثقل هذه الزيارة و أمي مصممة على ان أخرج و أجلس معهم ...... )
همست لها ياسمين بحرج
( لم آتِ هنا لأبقى يا نورا .... لن يصح هذا ........ )
الا أن نورا أمسكت بيدها و هي تشد عليها هامسة
( أنتِ نجدة لي من السماء ...... ابقي قليلا أرجوكِ , ........... )
و قبل أن تسمح لها بالهرب , كانت قد رفعت صوتها تنادي
( أمي ........ ياسمين جارتنا هنا , و قد أتتكِ ببعض الحلوى ........ )
احمرت وجنتا ياسمين بشدة و تسارعت دقات قلبها , بينما خرجت أم أمين من المطبخ و هي تجفف يديها .... حتى وصلت الى ياسمين عند الباب فابتسمت لها و هي تقول بحنان
( مرحبا حبيبتي .... لماذا أتعبتِ نفسك , لم يكن لهذا داعٍ والله .... كان واجبا علينا نحن ..... )
ابتسمت ياسمين بارتباك و هي تقول بصوتٍ مبحوح بدا جذابا على الأذن
( آسفة أنني تطفلت عليكم دون موعد يا خالتي ..... لكنني سأنصرف حالا , لقد أردت فقط أن تتذوقوا مما عملت يداي ..... )
سارع فريد للقول بقوة
( لن تغادري هكذا بسرعة ........ قولي شيئا , يا زوجة عمي ....... )
بدت والدة أمين مرتبكة و هي تعلم جيدا حساسية الموقف بالنسبة لولدها أمين ..... الا أنها لم تشعر بسوار التي كانت قد اقتربت منهم , حتى قالت بوقارٍ و بنبرةٍ مميزة
( فريد معه حق ......... تفضلي معنا قليلا ....... )
نظرت اليهم ياسمين بحرج و هي تلعن الغباء الذي جعلها تتصرف بتلك الطريقة المتهورة , مما جعل منها مجرد ضيفة متطفلة ثقيلة ....
الا انها لم تجد بدا من الأمر حين قالت والدة ياسمين باستسلام
( تفضلي حبيبتي ...... ادخلي ........ )
دخلت ياسمين بحرج و نورا تمسك بيدها تجرها معها الى الداخل و هي متوهجة السعادة .....
فأجلستها و جلست بجوارها مبتسمة ببراءة .....
همست ياسمين بفتور محدثة والدة بدوربتلعثم
( السلام عليكم .............. )
رمقتها والدة بدور بنظرة طويلة جدا , بدت بطيئة و ثقيلة .... نزولا على ساقيها الظاهرتين من تحت فستانها الذي تجاوز ركبتيها ببضع انشاتٍ فقط .....
مما جعل ياسمين ترتبك أكثر , و على الرغم من الجوارب السوداء التي كانت ترتديها الا انها تململت و هي تشد الفستان لأسفل قليلا دون جدوى ......
لقد كان هذا الفستان أطول قليلا حين كانت أخف وزنا .... أما الآن فهو يرفض النزول لأسفل تماما ....
تنازلت والدة بدور في تلك اللحظة بالرد قائلة بضيق واضح
( و عليكم السلام و رحمة الله ...... أنت نفس الفتاة التي قابلناها في المصعد اليوم , اليس كذلك ؟ ...... )
أومأت ياسمين برأسها ببطىء ... ثم قالت بخفوت
( نعم ....... أنا .......... )
ردت عليها أم بدور قائلة بنبرةٍ مستاءة
( لم تخبرينا وقتها أنكِ آتية الى هنا ............ )
احمر وجه ياسمين بشدة , و هي تخفض وجهها ..... مذهولة من مدى غباء تصرفها في القدوم الى هنا ....
لم تتصرف يوما على هذا النحو الفج أبدا ....
انحنى فريد على أذن سوار و قال من بين أسنانه هامسا
( تصرفي يا سوار , فمن الواضح أن زوجة عمك قد اعتلت الحلبة سريعا ..... و قد تجدين ذراع الفتاة بين أسنانها في أي لحظة ..... )
أومأت سوار برأسها متفهمة و هي تربت على كفه قبل أن تتجه بخيلاء الى حيث تجلس ياسمين , فجلست على الكرسي المجاور لها , قبل أن تربت على ركبتها قائلة
( شرفتِنا حبيبتي ............ )
بدت ياسمين مبهورة بها على الرغم من ارتباكها و احمرار وجهها حرجا من الموقف المتخلف ....
كانت سوار تبدو امرأة وقورة ذات هيبة خاصة , ممتزجة بجمال وجهها الواضح .... فشعرت في حضرتها بالتضاؤل بمثل هذا الفستان الملعون .....
اقترب فريد ليجلس على ذراع مقعد سوار , و لف كتفيها بذراعه قائلا بحنان
( ما رأيك بهذه القمر ؟؟ .............. )
اتسعت عينا ياسمين بذهول و ازداد احمرار وجهها بشدة حتى بدت كثمرة الطماطم و هي تقول بتلعثم
( آآآ .... أنا ؟؟!! ............ )
لم يتكلم فريد على الفور وهو ينظر الى وجهها الابيض الذي يتشرب بالإحمرار سريعا .... ثم ابتسم قائلا بخفوتٍ ماكر
( قصدت أختي سوار ..... لكن بالطبع يمكنك المشاركة في اللقب ...... )
اخفضت ياسمين وجهها و هي تغمض عينيها بيأسٍ من مدى التخلف الذي وصلت اليه .....
بينما أصدرت أم بدور بشفتيها صوتا ممتعضا واضحا ......
قالت سوار بصوتها الشجي
( أنت تحرج الفتاة جدا يا فريد ..... توقف عن مزاحك ........ )
ثم وجهت كلامها الى ياسمين قائلة باهتمام
( لما لا تعرفيني بنفسك يا جميلة ....... و عائلتك ........... )
رفعت ياسمين وجهها الذي بهت بعد الإحمرار الى حيث يقف أمين مباشرة , ......
و حينها توقف عقلها عن التفكير ....
كان يقف مكانه , مستندا الى أحد الأرفف , ناظرا اليها بصمت و كأنه يخبرها أن وجودها هنا غير مرحبا به ....
لكن لو كان الأمر كذلك , فلماذا يراقبها بتلك الصورة .....
لو كانت فقط تستطيع ترجمة صمته و تعرف ما يجول في خاطره كلما نظر اليها !! .....
هل لا يزال يبغضها كونها مطلقة ؟!! .... أم أنه يعتبرها مجرد نكرة و هو على الأرجح شارد الذهن في شيء آخر ؟!! ....
أم هل تترك العنان لأملٍ مراهق في أن يكون منجذبا اليها , كذرةٍ من لهفتها عليه !! .....
لم تشأ أن تترك لنفسها حبل الخيال فيشنقها به , حين تسقط على أرض الواقع ......
أخفضت ياسمين وجهها و هي تشعر بالكآبة ... لا تريد التعريف عن نفسها و عائلتها , فمن الواضح أن عائلة أمين تقدر الروابط العائلية جدا .....
لكنها اضطرت للقول بخفوت
( والدي رحمه الله كان موظفا حكوميا ..... و لي أخت متزوجة , تسكن هي و زوجها مع أمي حاليا ...... )
ارتفع حاجبي سوار قليلا .... ثم قالت بحذر
( هم يقطنون معكِ هنا في البناية ؟!! ...... لأنكِ لم تذكري نفسك معهم !! ....... )
للمرة الثانية لم تتمالك نفسها من رفع عينيها الى عيني أمين .... و على الرغم من أن ملامحه لا تزال على نفس الصلابة , الا أنها استطاعت أن تلمح في عمقهما بعض الإستهجان , مما جعل ملامحها تمتقع بشدة ....
لذا نظرت الى سوار و قالت بنبرة خافتة تحمل التحدي الخفي ..... فماذا لديها كي تخفيه ؟! .....
( كنت أقطن معهم في بيت والدي .... لكن كان هذا حتى زواجي , أما بعد طلاقي , انتقلت الى شقةٍ هنا في البناية ...... راغبة في بعض الخصوصية .... )
ساد صمت ثقيل بعد كلماتها المتحدية التي نطقت بها و هي تنظر الى أمين ..... بينما ارتفع حاجبي سوار و هي تنظر اليها مصدومة .... قبل أن تنقل عينيها الى وجه فريد الذي زفر بخفوت ....
كان يريد أن يخبر سوار عن الأمر لكن بالتدريج ..... لا أن تعرف بهذه السرعة , ......
صدمتها كانت بادية عليها للحظتين فقط ,ثم استعادت سيطرتها على نفسها بسرعة و ألزمت نفسها بالهدوء دون تعقيب ...
لكن والدة بدور لم تكن بمثل هذه السيطرة , فهتفت قبل أن تستطيع منع نفسها
( مطلقة و تسكنين بمفردك ؟!! .......... )
التفتت ياسمين اليها في جلستها و هي ترد عليها بثقة رافعة رأسها و قد انتابتها روح العنف فجأة
( نعم ...... و ما المشكلة ؟!! ......... )
ردت أم بدور باستنكار
( تسألين ما المشكلة ؟!! ....... لماذا تبادر امرأة مطلقة للسكن بمفردها الا اذا كانت تريد العبث في حياتها !! .... )
اتسعت عينا ياسمين بذهول و برقت بنظرة غضب بينما تدخل فريد يقول غاضبا
( أم زاهر !!! ................ )
أما والدة أمين فمدت يدها و هي تمسك بكف أم بدور قائلة من تحت أسنانها
( ما بالك يا امرأة ..... الفتاة ضيفة في بيتنا , الكلام لا يكون بهذا الشكل ..... )
ارتبكت أم بدور بشدة , و تلجلجت في الحوار قائلة بعد أن شعرت بالنظرات الرافضة تواجهها من كل صوب
( أنا لم أقصد طبعا ..... أنا كنت أتكلم عن نظرة الناس بشكلٍ عام .... هذا ما يفكرون به عادة ..... )
حينها قالت ياسمين مندفعة
( اسمحي لي سيدتي ..... إنها نظرة متخلفة و رجعية و من يفكر بتلك الطريقة عادة , يكون هذا لنقص في نفسه أو في حياته الخاصة .... مما يجعله يحاكم أي شخص دون معرفة مسبقة لظروفه ..... )
ساد صمت مريع و الجميع ينظرون الى عنفها المفاجىء بذهول , بينما شعرت ياسمين فجأة بالدم يفر من وجهها ....
لقد شتمت أمين للتو و بطريقة غير مباشرة ..... فهي تعلم جيدا أن هذا كان رأيه المبدئي عنها ....
صحيح أنه لم يتهمها بالسوء مطلقا .... لكن على الأقل كان مستنكرا سكنها وحيدة بعد طلاقها ......
حين نظرت اليه للمرة الثالثة .... وجدت أن ما خافت منه قد تحقق ....
فقد تراجع رأسه للخلف و استقام من اتكائه .... لينظر اليها بعينين متسعتين و ملامح متجهمة , و كأنه يخبرها بكل وضوح أن الرسالة قد وصلته ....
تنهدت ياسمين و هي تفكر بصمت
" لا يمكن أن يكون الوضع أسوأ من هذا ........ "
قال فريد فجأة ينتزعها من شرودها الحزين
( لا تنفعلي بهذا الشكل يا ياسمين ...... امرأة متعلمة و عاملة مثلك , تستطيع حماية نفسها ضد أي أقوال من مجرد جهلة لا هم لهم سوى الكلام عن خلق الله بالباطل ..... )
شددت أصابعه دون أن يدري على كتف سوار التي أظلمت عيناها و هي تسرح بعيدا .....
فقالت بخفوت
( صحيح ...... من يريد الكلام عن امرأة بالباطل سيفعل , حتى لو كانت متزوجة من أعتى الرجال , و تسكن خلف ألف حاجزٍ من التقاليد ...... )
أخفض فريد وجهه ليقبل رأسها , فابتسمت له بحزن و هي تربت على كفه هامسة له
( لا تقلق حبيبي ...... أنا بخير ....... )
بدا الوضع متوتر بشدة و استعدت ياسمين لأن تغادر للأبد .... لولا أن تكلم أمين للمرة الأولى قائلا بصوتٍ قاتم
( الأقاويل ليست كل المشكلة ....... هناك أمور أخطر من هذا , فالمرأة المطلقة تكون عرضة لمضايقاتٍ أكبر من رجالٍ يظنون بأنها أصبحت لقمة سائغة خاصة و هي تقرر السكن بمفردها على الرغم من وجود أسرة لها .... هل يمكنك اخباري كيف ستدافعين عن نفسك لو تعرضتِ لموقفٍ كهذا ؟!! ...... )
بهت لون ياسمين ... و فغرت شفتيها قليلا .....
أولا لأن الحجر تكلم أخيرا ......
ثانيا لأنه مس أكثر الأمور وجعا في حياتها .......
لقد تعرضت الى مضايقاتٍ من مديرها في العمل ليس و هي مطلقة فحسب ..... بل حين كانت متزوجة من رجلٍ لم يحرك ساكنا في الهجوم و افتراس من يتجرأ على التحرش بزوجته ... حتى و إن كان تحرشا لفظيا فقط ......
كانت تلك العقدة الأكبر في حياتها مؤخرا و التي أفقدتها الثقة في معظم الرجال , لكنها لم تيأس ....
و تمنت العثور على رجلٍ حامي الطبع .... كرامته تأبى أن تُمس زوجته ولو بكلمة ....
و ها هو أمين يدافع عنها دون سابق معرفة بالأمر .....
إنه يخشى عليها و على أي امرأة في مكانها ....... إنه الرجل الذي تمنته تماما .......
تكلمت أخيرا و هي تنظر اليه دون أن تحيد عيناها عنه ....
( الطلاق لا دخل له بالمضايقات ..... فل يظن من يظن بأن المطلقة لقمة سائغة ..... لكن التنفيذ شيء آخر .... فالمضايقات تحدث للآنسات و المتزوجات و المطلقات و كل شيء يرتدي تنانير ...... )
ضاقت عينا أمين قليلا وهو يبادلها النظر , ثم قال بصوتٍ جاد
( لم تجيبي عن سؤالي ..... كيف ستدافعين عن نفسك لو تعرضتِ لموقفٍ كهذا ؟!! ........ )
ابتلعت ياسمين ريقها بتشنج .... فهي حتى الآن لا تزال تتعرض لتحرشات مديرها اللفظية , نظرا لأنها في حاجة ماسة الى وظيفتها الحكومية الرتيبة خاصة بعد طلاقها كي تعيل نفسها و تدفع ايجار شقتها .....
لم تفعل شيئا حيال الأمر ..... مما يجعلها على وشك التقيؤ كل يومٍ صباحا قبل ذهابها الى العمل ....
فالحقير مديرها لا يعد يتوانى عن التعليق مازحا على بعض أجزاء جسدها المكتنزة .....
متظاهرا بأنه مدير مرح محب للتباسط مع موظفيه ......
تكلمت ياسمين قائلة بخفوت
( كيف كانت أختك لتتصرف لو تعرضت الى موقفٍ كهذا ؟!! .... لا سمح الله ....... )
هتفت أم بدور باستنكار
( الشر بعيد .... ابصقيها من فمك , بناتنا لا تتعرضن لهذه الأشكال .... )
ضحكت سوار بسخريةٍ مريرة ..... على ما حدث لبدورٍ .... و لها ......
لقد تعرضت كلاهما لنفس الحثالة ..... و كل منهما خسرت ما لا يعوض الا بالدم .......
أما أمين فقال بقوة أجفلتها
( أختي لديها أخ يحميها ..... يكفيها فقط أن تلمح بشيء كهذا , حينها لن يكفيني سوى سحق من تجرأ على التعرض لها ..... و جعله يفكر مرتين قبل المرور من طريقٍ تعبره امرأة .... )
ابتسمت ياسمين بحزن ابتسامة حالمة ....
نعم ... هو نفس الرجل الذي رسمت مواصفاته تماما , يتجسد أمامها الآن .....
صاحب الدم الحامي ...... و الكرامة الأبية .... شرقيته تأسر القلب ....
لعقت شفتها , ثم قالت بخفوت و هي تعاود النظر اليه ......
( حفظك الله لها ..... لكن ماذا لو لم تعد موجودا في حياتها لسببٍ أو لآخر ..... )
شهقت أم بدور و أم أمين في آنٍ واحد .... بينما رفعت أم امين يدها على قلبها و هي تهمس بذعر
( بسم الله الحفيظ ..... بعيد الشر ...... )
نظرت ياسمين اليها و قالت برقة .... لكن بنبرة ثابتة
( حفظه الله لكما يا خالتي ........ لم أقصد ضررا ...... )
ثم نظرت الى أمين و رفعت ذقنها و هي تقول بهدوء
( ما قصدته أنت أن المرأة تحتاج دائما الى رجلٍ يدافع عنها و يحميها ..... و هذا شيء رائع , أنا شخصيا أتمناه ..... أتمنى العثور على رجلٍ يدافع عني بحياته صدقا أتمناه ...... لكن ماذا لو لم يحدث هذا ؟!! .... ماذا لو لم أعثر على هذا الرجل ؟؟ ...... أنا مثلا توفي والدي و ليس لدي أشقاء .... هل أطلب الحماية من زوج أختي مثلا ؟! انه بالكاد يحمي نفسه , هذا إن استطاع أصلا .....
لذا من هي في مثل حالتي , من لديها كي يدافع عنها ؟!! ....... بقائي في بيت والدي لا يشمل الدفاع الذي تتكلم عنه .... بل مجرد اطار وهمي من التستر علي كمطلقة .....
و حين قمت بتقييم الوضع وجدت أن رحيلي عنه أفضل لجميع الاطراف ..... )
صمتت أخيرا و هي تلهث قليلا بعد القائها دفاعها المطول بسرعة .... فانتظرت منه أن يرد عليها , الا أنه كان صامتا .... ينظر اليها نظرة غريبة ....
تكلم فريد قائلا بهدوء جاد ... دون ابتسام
( أنتِ أكثر رجولة من رجال عرفتهم ............. )
التفتت ياسمين تنظر اليه مجفلة .... ثم ابتسمت رغم عنها ممتنة و همست
( شكرا لك .......... )
لم يخرج صوتها حين همست بشكرها .... لأنه اختنق في حلقها , فتحركت شفتاها به فقط ...
لكن فريد استطاع قراءة الكلمتين بوضوح .... مما جعله يبتسم لها مشجعا بقوة ....
هتفت أم بدور فجأة بنبرة غريبة عالية
( لكن يبدو .......... )
انتفضت ياسمين مكانها و هي ترفع يدها الى صدرها بعد أن فزعت على صوت أم بدور ....
الا أن الأخيرة نظرت اليها ماطة شفتيها و هي تقول
( عفوا يا حبيبتي .... لم أقصد افزاعك ........ )
قالت ياسمين بخفوت
( لا عليكِ ............. )
تنهدت أم بدور بطريقة غير مريحة و هي تقول
( كنت أقول , أنه على ما يبدو ..... أنكِ على معرفة وثيقة بالشابين ...... )
انعقد حاجبي ياسمين و هي تقول بحدة
( أي شابين ؟!! .............. )
ارتفع حاجبي أم بدور و هي تقول ببراءة زائفة
( أمين و فريد ............ )
أغمضت أم أمين عينيها و هي تلوح بكلتا كفيها هامسة لنفسها
" ياللليلة الغير فائتة .......... "
ثم نظرت الى نورا و قالت بسرعة
( انهضي ...... انهضي يا حبيبتي و خذي ياسمين الى غرفتك ....... و سأرسل لكما بدور من المطبخ .... لماذا تجلسون مع العجائز .... هيا اذهبا .... )
نهضت نورا من مكانها بسرعة و هي تسحب يد ياسمين هاتفة
( هذا أفضل ما قلتهِ يا أمي ....... هيا بنا ياسمين قبل أن نصاب بالشلل ........ )
عقدت أم بدور حاجبيها و هي تقول
( شلل !!!! .............. )
التفتت اليها نورا و هي تقول مبتسمة
( من كثرة الجلوس يا عمتي ..... شلل من كثرة الجلوس .... حتى أن مؤخرتينا قد ازدادتا حجما كثرة الجلوس .......بعد اذنك .... )
تمطت أم بدور ممتعضة دون رد ... بينما سارعت نورا تجذب ياسمين الى غرفتها ... و التي ما أن مرت بأمين .... حتى رفعت وجهها اليه , وهو نظر اليها للحظات ..... قبل أن تشدها نورا مجددا ...
مالت أم بدور الى أم أمين قائلة
( تعالي هنا يا أختي .... ماذا تريد هذه المرأة من بنتك ؟!! ...... مطلقة و تسكن وحدها و ثوبها لا يكاد أن يغطي ركبتيها ..... إنها تقول للشك تعال بالإحضان ...... )
زمت أم أمين شفتيها و هي تهمس
( اسكتي فضحتِنا ........ كفى , لم تتركي أحد لحاله منذ أن دخلتِ الى هنا ........ )
تنهدت أم بدور و هي تضرب كفا على ظهر كف و هي تنقل عينيها بين أمين و فريد قائلة بنبرة مطاطة
( لا داعي ........ ستر الله على شبابنا ...... )
ارتفع حاجبي فريد وهو ينظر اليها بريبة .... ثم قال متوجسا
( ماذا ؟!! .......... لماذا تنظرين الي و كأنني فتاة خرجت دون ارتداء جواربها !! ....... )
تنهدت مجددا و هي تجيبه ممتعضة
( والله لا أعلم يا ابني ...... في بلدتنا نخاف على الفتيات , أما هنا في المدينة فعلى ما يبدو أن الوضع قد اختلف كثيرا منذ آخر زيارة ...... )
أومأ فريد وهو يقول بتأكيد
( نعم معكِ حق ....... نحن هنا نخشى على الشباب من التحرش ..... لقد كنت أسير في الطريق منذ يومين و تحرشت فتاتان بي لولا ستر الله ووجود فرد أمن في بناية مجاورة .... الله أعلم ما كان جرى لي .... )
ضحكت سوار رغما عنها و هي تهز رأسها مغطية عينها بكفها , بينما مطت والدة بدور شفتيها و هي تقول بنزق
( أنت بالذات لم أستطع يوما الكلام معك .... الواحد منا يخرج من الحوار معك دون حقٍ أو باطل .... )
دفعتها أم أمين في ركبتها و هي تقول بنفاذ صبر
( يا امرأة كفى مضايقة في الأولاد .......... )
ثم نهضت من مكانها بقلق و هي تتجه الى أمين ... فقد كان وجهه صلب الملامح الا أنها تعرفه جيدا في حالة غضبه .... فهو يلتزم الصمت تماما الى أن تهب عواصفه فجأة .....
أمسكت والدته بمعصمه و همست له كي لا يسمع أحد
( أرجوك يا حبيبي ... اكراما لسمعة والدك رحمه الله , دع هذه الأمسية تمر على خير ..... لم أكن لأطرد الفتاة من بيتنا و هي ضيفة أتت حاملة الينا هدية ...... لم يكن والدك يوما الا كريما و داره مفتوح للأغراب قبل الأحباب ...... )
ربت أمين على كفها وهو يقول بخفوت
( لم أكن لأطلب منكِ طردها من بيتنا يا أمي ..... على الرغم من رفضي لتلك الفتاة بكل تصرفاتها ... )
تنهدت والدته و هي تقول براحة
( كملك الله بعلقك يا زينة الشباب ......... )
استطالت والدة بدور و هي تقول بنبرة متملقة مبتسمة
( و هل هناك زينة شباب غير الجميل .... ابني حبيبي أمين ...... )
استدارت والدة أمين تنظر اليها بدهشة و هي تقول
( كيف وصلت اذنك الينا يا امرأة ؟!! ...... أنا و ابني نتحدث بكلمة على انفراد , هل تريدين التفضل معنا ؟؟ ...... )
قال فريد بجدية
( انها خاصية موجية لا سلكية يا زوجة عمي .... تتميز بها زوجة عمي الآخر .... و الغريب و الذي احترنا به كأجيالٍ جديدة , هو أنها تسمع ما تحب فقط ...... حاسة السمع لديها بها خاصية التقاط ذات انتقاء عالٍ جدا ....... )
ضربته سوار على كفه و هي تحدجه بنظراتٍ محذرة غاضبة , بينما مطت والدة بدور شفتيها و هي تقول باستنكار
( أتعلم أنك من أكثر الشباب المكروه لدينا في العائلة ؟!! .... و الذي خلقك أكلمك صدقا ..... )
وضع فريد كفه على صدره وهو يقول ممتنا
( حفظك الله يا زوجة عمي ....... هذا من أصلك ...... )
اقتربت أم أمين لتجلس بجوارها متوترة , فمالت اليها أم بدور و همست بارتياع مستنكرة
( لقد قالت ... " أتمنى العثور على رجل " ... أمام الشباب دون خجل أو حياء !! ...... )
نظرت أم أمين الى السماء و هي تقول بصوتٍ عالٍ
( يالله !!!!!! ........ سأذهب للمطبخ قبل أن أرتكب جريمة ..... )
.................................................. .................................................. ....................
أدخلت نورا ياسمين الى غرفتها ثم اغلقت الباب بقوة ..... قبل أن تستند اليه و هي تغمض عينيها زافرة بعنف .... ثم قالت من بين أسنانها
( ياللهي ..... أخيرا تخلصنا منها , كدت أن اختنق من هذه المرأة ....... هذه الزيارة بأكملها كادت أن تفقدني البقية المتبقية من عقلي ...... )
نظرت اليها ياسمين و قالت بهدوء حزين رغم ابتسامتها .....
( لا بأس يا نورا ...... لم أغضب منها , أنها تبدو امرأة بسيطة ما في قلبها على لسانها , تتحكم بها قوانين و أفكار أكبر منها ...... )
فتحت نورا عينيها و نظرت اليها لتقول بجدية
( هذا دون ذكر زوجها و ابنها ...... انهما أكثر من رأيت رجعية و تأخر في حياتي ..... هل تعلمين أنني نجوت بأعجوبة من الزواج بابنها زاهر ؟!! ..... )
اتسعت عينا ياسمين و هتفت بدهشة
( كيف كان هذا ؟!! ................ )
رفعت نورا كفيها و هي تقول من بين أسنانها
( سمعت كلاما متناثرا بين أمي و أمين عن تلميح أم زاهر لها في رغبتها بأن اكون زوجة لولدها زاهر ..... أنت لن تصدقي كيف هو ..... إنه رجل يكبرني بالكثير و رجعي جدا جدا ... كما أن له شارب بدون لحية و هذا الطراز انتهى منذ عقودٍ من الزمن ....... )
ابتسمت ياسمين رغما عنها ثم قالت بنبرة متعاطفة
( الشارب ليس مشكلة حقيقية يا نورا .......... )
اقتربت منها نورا و هي تقول بحدة
( المشكلة أن الشارب في حد ذاته يماثل أفكاره الرجعية ...... كنت لأقتل نفسي لو حاولوا اجباري على الزواج منه ..... )
قالت ياسمين و هي تجلس على حافة سريرها .....
( بات اجبار الفتيات على الزواج أمر مستحيل الآن ........ )
زفرت نورا بقنوط و هي تقترب منها الى أن ارتمت على السرير بجوارها ثم قالت بيأس
( الموضوع ليس اجبارا بالمعنى المعروف .... لكن يجب أن أتزوج من أحد أبناء أعمامي .... فإن لم يكن زاهر سيكون واحدا غيره ..... لا مهرب من هذا ..... وفي هذه الفترة يحاولون التقريب بيني و بين فريد .... )
شعرت ياسمين فجأة بالصدمة و هي تهتف
( فريد !! ...... الدكتور فريد ؟!! ..... هل كلمك في شيء ؟!! ........ )
هزت نورا كتفها و هي تقول بعدم اهتمام ....
( إن عزم فلن يكلمني أنا ..... بل سيطلب يدي من أمين ......... )
ظلت ياسمين صامتة قليلا , ثم قالت بخفوت
( حسنا لا حجة لكِ فيما يخص فريد ..... فهو شاب عصري , طبيب و خفيف الظل ووسيم ...... ألف من تتمناه ..... )
مطت نورا شفتيها و هي تتأرجح قليلا ثم قالت بعدم اقتناع
( لا أنكر أن فريد يعتبر أكثرهم مناسبة لذوقي ..... لكن ليس تماما , هو فقط أفضل المتاح .... نحن أفكارنا مختلفة تماما ..... )
استلقت ياسمين بجوارها مستندة الى مرفقها لتقول بإهتمام
( و كيف هذا ؟!! ............ )
قالت نورا متنهدة
( إنه يريد زوجة لها هدف و طموح و عمل تسعى الى تطويره ...... يريد زوجة قوية و قادرة على ادارة بيته في غيابه ..... لقد أخبرني بهذا منذ فترة ........ لكن أنا لست كذلك تماما , أنا بالفعل أكره القيود لكنني أحب الحياة .... أريد السفر و الخروج و اللهو .... أريد التمتع بحياتي في كل لحظة منها .... لا أحب من يلزمني بالعمل و تحمل المسؤولية ....)
أظلمت ملامح ياسمين فجأة و هي تقول بنبرة غريبة
( هل حقا هذه هي تطلعاته في الفتاة التي ينوي الزواج منها ؟!! ..... ماذا لو لم ترغب في العمل مثلا و أرادت فقط أن تكون ربة منزل مثلا ؟!! .....)
مطت نورا شفتيها و قالت بلامبالاة
( اذن لن ترى وقتها لذوقه .......... لا تنسي أنه طبيب , و تفكيره كله منصب في العمل و الدراسة .... صحيح الحلو لا يكتمل , فعلى الرغم من فكره المتفتح , الا أنه سيلزمني بعبء أكبر ..... )
قالت ياسمين بنبرة باردة
( لا أحب الرجل الذي يملي على زوجته التفكير المتفتح ..... أحبه شرقيا , يحاول جاهدا حمايتها .. أحبه أن يتقبل عملها على مضض ..... لا أن يكون مشجعا لها و كأنها رجل لن يتعرض الى أي مضايقات .... )
نظرت اليها نورا بدهشة .... ثم قالت متعجبة
( أنت تتكلمين بنفس أسلوب أمين الذي رفضته منذ قليل ..... هل أثر بكِ ؟!! .....)
عقدت ياسمين حاجبيها بشدة و احمر وجهها ارتباكا و احراجا و هي تهتف
( أثر بي ؟!! ....... بالطبع لا .... الأمر هو أنني أفضل الرجل الذي ...... لا عليكِ , لا تأبهي لكلامي , فأنا أثرثر فحسب ..... )
ابتسمت نورا و قالت و هي ترفع حاجبا خبيثا
( عامة ........ أعتقد أن أمين سيجزى نتيجة أفكاره و ما يفعله بي ...... أنا أعرف أن أم زاهر تسعى بكل قواها كي تزوجه لبدور ابنتها ..... )
هربت الدماء من وجه ياسمين فجأة و شعرت بروحها تهبط فجأة ... فاستقامت ببطىء و هي تقول بصوتٍ متزعزع
( ماذا ؟!!! ........ هل تقدم لخطبتها ؟!! ......)
قالت نورا بمرح
( لا لم يفعل .... لكن أمها تريد هذا بشدة , بعد أن فسخ عقد قران ابنتها ...... لديها هاجس بأن فرص بدور في الحياة قد انتهت ..... )
ابتلعت ياسمين ريقها و لعقت شفتها المرتجفة , ثم قالت بتوتر
( و ما هو رأي أمين ؟!! ........ هل ....... يحبها ؟!! .....)
ضحكت نورا و قالت
( هو حتى الآن لا يفكر في بدور الا كأخت صغيرة فقط ..... لكن بصراحة هي أكثر فتاة تناسب ذوقه المتأخر ......... )
أظلمت الرؤية أمام عيني ياسمين فقالت بصوتٍ مرتجف
( و ماذا عن والدتك ؟! ....... هل ستقبل بهذا ؟!! ....... )
قالت نورا باهتمام
( بصراحة كانت أمي تحبذ أن يخطب أمين فتاة لم يسبق لها أن خُطِبت أو عُقِد قرانها ..... لكنها ستقتنع في النهاية ...... فعقد القران ليس نهاية العالم , هي لم تكن متزوجة بالفعل .....و بدور أكثر شخصية مستسلمة رأيتها في حياتي , ستناسب تفكير أمين تماما .... )
بهتت شفتي ياسمين تماما و هي تشرد بعيدا .... ثم همست بصوتٍ بائس
( بلى .... عقد القران ليس نهاية العالم , فهي لا تعد مطلقة فعلا ........ )
لقد ضربتها نورا بالحقيقة التي رفضت أن تصدقها منذ أشهر طويلة ... ما الذي سيجعل والدة أمين تقبل بها كمطلقة زوجة لابنها الوحيد ....
و هل فكر بها أمين من الأساس ؟!! ........ حتى و إن فكر أو أعجب بها , فشخص في مثل عقليته , لن يتقبل امرأة كانت لغيره ...... أبدا .....
.................................................. .................................................. ....................
دخلت سوار الى المطبخ و هي تحمل صينية الأكواب ... الا أنها توقفت ما أن رأت بدور تجلس الى أحد كراسي المطبخ ....
محنية الرأس و مستندة بها الى كفها ...... في صمت تام ....
ظلت سوار تنظر اليها لبضعة لحظات , ثم قالت أخيرا بجمود و هي تدخل ببطىء حتى وضعت الصينية من يدها بجوار بدور
( لماذا تجلسين بمفردك في المطبخ ؟؟ ........... )
انتفضت بدور و قفزت في كرسيها تنظر الى سوار الواقفة بجوارها بهلع ....
كانت تتنفس بسرعةٍ كغزالٍ على استعداد للفرار في أي لحظة ...... حاجباها منحنيان و كأنها على وشكِ البكاء .....
فقالت سوار بصوتٍ فاتر
( لم نتقابل منذ أشهرٍ طويلة .......... )
أومأت بدور برأسها في اهتزازة مرتجفة , غير مسيطرٍ عليها ...... فتابعت سوار تقول بهدوء
( آسفة أنني لم أستطع مساعدتك ..... على الرغم من أنني قد حاولت ..... )
رفعت بدور يدها الى فمها و هي تهتف همسا بذعر
( هشششششش .... ارجوكِ لا تتكلمي هنا ....... )
صمتت سوار طويلا و هي تنظر اليها بقسوة , ثم ابتسمت ساخرة ... قبل أن تقول
( تحمين نفسك جيدا ..... بينما لم تراعي هذا و أنت في داري , فحدث لي ما حدث ....... )
بهت وجه بدور بشدة و امتقعت ملامحها قبل أن تهمس بصوتٍ مرتعش
( هل ..... هل كنت أنا ..... السبب ؟؟ ....... )
مطت سوار شفتيها و قالت بسخرية قاسية
( و ماذا تظنين ؟!! .............. )
أطرقت بدور برأسها و هي تمسك بجبهتها بكلتا كفيها .... غير قادرة على مواجهتها أكثر .... و طال بهما الصمت .... قبل أن تهمس بصوتٍ ميت
( لم أرد أن أتسبب في أذيتك مطلقا ...... آسفة لما نالك , لكن ...... أخبريني ما ذنبي في حبكما ؟!! ..... لما أوقعتماني في تلك الهوة بينكما ..... ما ذنبي إن كان هائما بعشقك لا ينسى ؟!! ...... لماذا فعل بي ما فعل و دمر حياتي كلها ....... لماذا ؟؟ ..... فقط أخبريني ما كان ذنبي ؟؟؟ ..... )
صمتت و هي تشق باكية مرة بعد مرة .... للحظاتٍ طويلة ..... لم تعرف إن كانت قد امتدت لدقيقةٍ أم لا ....
لكن صوت رجولي انبعث في المطبخ , جعلها تنتفض مجددا
( بدور ...... لماذا تبكين هنا بمفردك ؟!! .......... )
رفعت وجهها لترى أمين واقفا أمامها ..... فنظرت حولها بهلع , لكن سوار لم تكن موجودة ......
ترى بماذا هذت ؟!! ..... هل سمعها و هي تكلم نفسها ؟!! ...... ليتها تموت و ترتاح قبل أن يكون قد سمع منها حرفا واحد ....
مسحت وجهها بسرعة , ثم قالت متلعثمة ...
( لا ..... لا شيء ..... كنت فقط .......... )
لم تجد ما تبرر به شهقات بكائها العالية ...... فصمتت مذعورة .......
أما أمين فاقترب منها و التقط كرسيا آخر قبل أن يجلس في مواجهتها قريبا منها .... ثم انحنى قليلا وهو يقول بخفوت
( ماذا بكِ بدًورة ؟!! ...... هل هناك من ضايقك ؟؟ ...... )
نظرت اليه بدور بوجهها الخمري الشاحب .... قبل أن تبتسم قليلا و هي تهمس
( بدورة ؟!! .............. )
ابتسم أمين وهو يقول برقة
( هل نسيتِ هذا الإسم ؟!! ............. )
اتسعت ابتسامتها المرتجفة أكثر قليلا .... ثم همست
( لا ..... لم أنساه .... لكن مندهشة أنك أنت من تتذكره !! .......... )
ابتسم لها بحنان وهو يقول
( كنتِ طفلة مهذبة جدا يا بدورة ..... و كنت في الواقع أفضلك كأختٍ لي أكثر من نورا بكل شقاوتها التي كانت تثير جنوني ..... أما أنتِ فكنتِ كالعسل و أنتِ دائما تهمسين بكلمة " حاضر " .... و شعرك ممشط بعناية في ذيلي حصانٍ منقسمين و مرتبين ..... )
ضحكت رغما عنها ..... مذهولة من أنه لا يزال يتذكرها , فلطالما كانت طفلة منسية على الهامش ....
غير ملحوظة أبدا ..... ليست أجملهن أو أكثرهن شقاوة و ذكاء .....
تكلم أمين مجددا قائلا بصوتٍ أكثر جدية , لكن أكبر لطفا
( أخبريني ...... لماذا كنتِ تبكين ؟؟ ......... )
امتقع وجهها مجددا , و ضاعت ابتسامتها بسرعة .... كيف يمكنها أن تجيبه الآن , بماذا ؟!! .......
مسحت وجهها مجددا و هي تهمس بضعف
( موضوع يضايقني منذ فترة .......... و بات يضغط علي أكثر من اللازم ....)
ضيق أمين عينيه و قال بهدوء مشجع
( أخبريني ........... )
نظرت بدور الى الباب من خلفه ..... ثم نظرت اليه مجددا , و للحظات بدأت تتأمل وجهه الذي تعرفه جيدا .... لكنها كانت دائما تتذكره صبيا ....
لقد انتبهت الآن الى أنه أصبح أكثر رجولة ......
همست بدور بصوتٍ سري شديد الخفوت
( والداي ..... يريدان تزويجي بأي طريقة .........)
ضيق أمين عينيه أكثر .... وهو يستوعب همستها المرتجفة ..... ثم انحنى اليها أكثر و همس بنفس نبرتها السرية
( الا تريدين الزواج ؟!! ...........)
هزت بدور رأسها ببطىء و هي تنظر اليه .... فسألها بطول بال
( لماذا ؟!! ............... )
ردت بدور مرتبكة همسا يكاد أن يكون صامتا و عيناها على الباب من خلفه
( لأنني ........ أريد أن أتابع دراستي , يكفيني أنني رسبت العام الماضي بسبب ما تعرضت له ... و عوضا عن أن يتفهمان ..... فهما يصران على تزويجي مجددا قبل أن يفوتني القطار كما تقول أمي ..... لما العجلة ؟!! .... هل كبرت فعلا ؟!!! ..... )
انعقد حاجبي أمين وهو يسمعها بتأني .... و ما أن همست بسؤالها الأخير المتكسر , حتى رد عليها بجدية
( بل لا تزالين صغيرة على سن الزواج المناسب حتى ...... )
أطرقت بدور رأسها ثم همست بحرج
( أعرف أن الفرص أمامي تكاد أن تكون معدومة ..... فبخلاف عقد القران الذي سبق و تم فسخة .... فأنا عرجاء و لست جميلة أبدا ...... )
ازداد انعقاد حاجبيه بشدة , قبل أن يقول بصوتٍ أكثر جدية
( من الحمار الذي أقنعك بهذا ؟!! ............ )
رفعت وجهها تنظر اليه بدهشة .... ثم ارتبكت و قالت بتوتر
( لست في حاجةٍ لأحدٍ كي يخبرني ..... يكفيني ما مررت به لأعرف هذا بنفسي .... كما أن لدي مرآة .... )
قال أمين دون تردد
( مرآة حمارة اذن ........... و إن كان من ببالي هو السبب , فهو حمار كذلك .... على أن الحمار لديه احساس أكبر ....أنتِ جميلة جدا يا بدورة ... )
فغرت بدور شفتيها قليلا و هي غير مستوعبة تلك الموجة من الحنان الدافق .... و التي لم تعتادها أبدا
فعدلت من وشاحها الأسود حول وجهها الصغير الخمري , لتقول بخفوت متلعثم , متجنبة النظر اليه
( لست كذلك ........ )
رد عليها أمين بثقة
( بلى ............ أنا رجل و اخبرك بهذا , الا تصدقيني ؟!! ..... )
بدت أكثر ارتباكا و هي تتعامل مع رجلٍ حقيقي للمرة الأولى بخلاف راجح ......
ثم رمشت بعينيها و قالت
( اذن لماذا تعرضت الى ما تعرضت له يا أمين ؟!! ..... لماذا فضل علي ....... )
صمتت و هي تشعر بالذعر مما نطقت به للتو ..... الا أن أمين فهم ما أرادت قوله تماما , فرد عليها بجدية و ثقة
( لأنه رجل غير سوي ...... و جميعنا نعرف هذا , الخطأ ليس خطأك أو خطأها ..... لا تظلمي نفسك أو تظلميها .... العيب فيه هو ...... )
ارتجفت شفتاها قليلا و لم تستطع الرد ..... نعم هو رجل غير سوي ,
تطلب منها الأمر أن تصدق ذلك مؤخرا لكن بأصعب الطرق ......
أغمضت بدور عينيها و هي غير قادرة على مواجهة عينيه , خوفا من أن يكتشف فعلتها التي لا تغتفر أبدا ....
فقال أمين متابعا بخفوت
( لكنك محقة في التأني ...... و ليس لأحد أن يجبرك على الزواج طالما أنتِ غير مستعدة أو راغبة بعد ... )
فتحت بدور عينيها و نظرت اليه من بين دموعها المتجمعة فوق حدقتيها ثم قالت بإختناق
( أنت طيب جدا يا أمين ....... جدا ...... )
ابتسم وهو ينظر اليها متعاطفا , ثم قال برقة
( و أنت مهذبة جدا يا بدًورة .... حتى في رفضك لأي شيء , ترفضينه بتهذيب و رقة تمس القلب )
.................................................. .................................................. .....................
بعد أن انتهت زيارتها الكارثية بكل معنى الكلمة و التي دفعها لها غبائها و لهفتها على رجل أحلامها ....
اتجهت ياسمين الى الباب بصمت ... تعد الخطا كي تهرب سريعا , الا أن صوت فريد من خلفها جعلها تتوقف وهو يناديها
( ياسمين ....... انتظري ..... )
توقفت ياسمين ثم التفتت تنظر اليه بصمت ...... الى أن وصل اليها لدى الباب فقال مبتسما
( الم تنسي شيئا ؟....... )
عقدت حاجبيها قليلا ثم قالت بعدم تركيز
( ماذا نسيت ؟؟ .......... )
كان قد ارتدى سترته ....فدس كفيه في جيبيها بحثا عن شيء ما , الى أن أخرجت يده اليمنى شيئا ... وهو يقول ها هو ...
نظرت ياسمين الى كفه المضمومة ... و التي ما أن فتحها حتى وجدت بها قالب شوكولاه .... هو المفضل لديها .... فارتفع حاجبيها و هي تنظر اليه متسائلة ....
لكنه عقد حاجبيه وهو يقول مبتسما
( لا ... عفوا الجيب الخاطىء ..... لكن خذيها على كل حال .... )
نظرت ياسمين الى الشوكولاه في كفه المفرودة ... ثم ابتسمت قليلا , قبل أن تمتد يدها لتأخذها تلقائيا و هي تقول بسعادة طفلة
( شكرا .......... )
تاهت ابتسامة فريد قليلا وهو ينظر الى ابتسامتها العفوية الغير مدروسة ....
انها تجذبه أكثر مما فعلت أي امرأة أخرى عرفها من قبل .... و كأنها شيء آخر مختلف ... مميز ....
جمال اكتشافه في عفوية عاديته الى أن يبدأ الانسان في تأمل حركاتها البسيطة .... فيفتن بها ....
أخرجت يده اليسرى لفة منتفخة .... ناولها لها وهو يقول بخفوت
( دواء والدتك ............ )
ارتفع حاجبي ياسمين قبل أن تهتف
( ياللهي نعم ......... لقد نسيته تماما ......... )
اخذت منه اللفة و هي تحاول الكلام بصعوبة .... الى أن قالت أخيرا دون أن ترفع وجهها اليه
( فريد ......... أنا حقا لا أعرف ماذا أقول ....... أنت ..... )
ابتسم و قال لها بهدوء
( ابدءي " بدكتور " فريد ........ )
نظرت اليه بدهشة , قبل أن تنفجر ضاحكة , و هي ترفع يدها الى فمها , ثم قالت من بين ضحكاتها
( عفوا لقد نسيت و أنا أعرف جيدا اهتمامك باللقب ...... )
كان يراقبها مستمتعا الى أن قال أخيرا
( هيا سأرافقك لباب شقتك ثم أعود ............... )
نظرت اليه بدهشة و قالت
( لا داعي حقا ..... لا شيء يستدعي الخوف .......... )
ابتسم فريد وهو يقول ببساطة
( لا أفعل هذا خوفا ...... بل من باب اللياقة ... أحد أجمل مميزاتي ...... )
أوشكت على الضحك مجددا , الا أن الضحكة تسمرت على شفتيها ما أن اصطدمت عيناها بعيني أمين الذي كان يراقبهما متجهما من بعيد .... فطالت نظراتهما للحظات , قبل أن ترفع وجهها و تقول بإبتسامة عريضة
( حسنا ...... هيا بنا أيها السيد المهذب ......... )
رافقها فريد وهو يقول مصححا بصبر
( دكتور لو سمحتِ ............ )
أما ياسمين فقد كانت في عالمٍ آخر ..... فعلى الرغم من النظرة الغاضبة التي حدجها بها أمين , الا أن شيئا ما أرسل بداخلها موجاتٍ من السعادة و الجذل .... شيء لم تستطع تفسيره .....



يتبع

mareen, esoo As, Dr. Aya and 1 others like this.


التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 01-01-17 الساعة 01:13 PM
tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 01-01-17, 06:21 AM   #10528

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

استندت سوار الى ظهر سريرها الذي تحتله في شقة فريد .... ناظرة الى السقف بشرود .....
أخبرها أنه سيبقى هناك أربعة أيام .... و ها هو اليوم الخامس ينقضي دون أن يأتي .....
و على الرغم من اتصاله بها يوميا , الا أن اتصاله كان مقتضبا و صوته متغيرا .... فأبت كرامتها أن تسأله عن سبب تغيره ....
هي نفسها كانت ترد عليه بجفاء و تغلق الخط بأسرع ما يمكنها ....

ضمت سوار ساقيها الى صدرها مستندة الى ركبتيها بذقنها و هي تشرد بنظرها بعيدا .....
كيف له أن يكلمها بهذا الإختصار ؟!! ......
و كأنه شخص آخر تماما .... صحيح أنه لم يفقد لطفه و اهتمامه ..... و نبرة الحب استطاعت ان تسمعها بوضوح ....
لكنها لن تخدع نفسها .....
كان مختلفا .... كلامه معها مختصر جدا , و ها هو يزيد من بقائه يوما آخر ......
لقد أوشكت أن تسأله في اتصاله بها منذ دقائق ,
" لماذا لم تأتِ كما قلت ؟!! ...... "
لكن الكرامة الغبية منعتها فعضت على لسانها بكل قوتها ..... متظاهرة بالجفاء و البرود و عم الإهتمام ....
بل أتقنت دور التي لم تنتبه الى مضي يوم زائد أصلا ......
بينما هي في الواقع .... تحترق ببطىء ........
أظلمت عيناها بشدة و هي تنظر أمامها , بينما سمعت طرقة خفيفة على باب غرفتها ..... فاستفاقت من أفكارها و قالت بهدوء
( ادخل يا فريد ................ )
دخل فريد الى الغرفة مبتسما وهو يقول
( ظننتك نمت و تركتِ الضوء مشعلا ...............لماذا لا زلتِ مستيقظة حتى الآن .... )
ابتسمت له و هي تقول مربتتة على السرير بجوارها
( بعض الأرق .....تعال اجلس بجواري , أريد الكلام معك ...... )
اقترب منها وهو يتأملها بدهشة قائلا
( ما هذا الذي ترتديه يا سوار ؟؟ .............. )
أجفلت سوار قليلا و هي تخفض عينيها ناظرة الى الحلة الرياضية التي ترتديها , بينما تركت شعرها طويلا منسابا من فوقها .....
فأمسكت بمقدمة السحاب عند مقدمة صدرها تتلاعب بها بارتباك ..... ثم قالت بحرج
( هذه ,...... آآآه حلة رياضية بيتية ......... )
ارتمى فريد بجوارها وهو يقول بمرح مندهشا ...
( أعرف أنها حلة رياضية ..... لكنها المرة الأولى التي أراكِ بمثلها ........ )
توردت وجنتاها قليلا من الحرج .... لكنها حاولت الكلام قائلة بهدوء
( وجدتها في الطريق أثناء عودتي من مكتب ليث ..... فابتعتها من باب التغيير ....... )
قال فريد بجدية رغم الإبتسامة العريضة على وجهه
( لماذا لم تنتظري عودة ليث اذن كي ترتدينها أمامه ؟ ............. )
اتسعت عيناها قليلا , ثم قالت بتجهم
( و ما علاقة ليث بها ؟ ........ هل أبتاع ملابسي كي يراها هو فقط ؟ ..... )
رد فريد مستمتعا
( بالطبع ....... و ما فائدة ابتياعك لها اذن ؟! ........ طالما لن ترتديها لزوجك ...... )
هتفت بغضب و قد تزايد احراجها بشدة ...
( أرتديها لنفسي ........... )
قال فريد بنفس البساطة المستفزة
( و لزوجك قبلا ...... أن تتزيني و تغيري من شكلك له ....... )
هتفت سوار و ازداد ارتباكها رغم سنوات عمرها ذات الثلاثين ربيعا ....
( ولد !!!!!! ........... )
الا أن فريد تابع ببراءة
( أنا أقول الحق ..... فكي العقدة على الرجل قليلا يا سوار , و كفي عن التعامل معه كشيخ الغفر ..... )
هتفت بذهولٍ أكبر
( ولد !!!!!!!!!!!!!!!! ............ )
فقال بصوتٍ متأني
( سوار يا حبيبتي الرجل منا يحتاج الى امرأة في البيت ..... امرأة تختلف عن كل من يراهن خارجه ....امرأة تضائل أمامها كل أنثى أخرى .... )
فغرت سوار شفتيها أكثر .... بينما بهتت ملامحها و هي تقول بخفوت
( الا تراني امرأة .... ك .... كتلك التي ...... تتحدث عنها ؟!! ....... )
قال فريد بصدق
( أنتِ امرأة غاية في الأنوثة يا سوار ..... لكنك تضعين حواجز كثيرة بينك و بين زوجك , تخفي تلك الأنوثة ..... أكثرها حواجز بداخلك أنت ..... )
عقدت سوار حاجبيها بشدة و هي تقول و خجلها من شقيقها يتضاعف
( و ما أدراك بما بيني و بين زوجي ؟!! .......... )
قال فريد ببساطة و لطف
( أنتِ أختي قبل أن تكوني زوجته .......... أعرفك أكثر منه , مهما ادعى العكس .... )
أشاحت سوار بوجهها بعيدا عنه و هي تقول باستياء
( كفى يا فريد ....... لا يصح ما تقوله لأختك ......... )
صمت فريد وهو ينظر اليها بصمت , ثم قال أخيرا بخفوت
( لماذا تمنعين نفسك من التمتع بحياتك يا سوار ؟؟ ........ ما الذنب الذي تحملينه لنفسك كي يمنعك عن التمتع بكل لحظة مع زوجك ؟؟ ....... )
نظرت اليه بصدمة ...... فاغرة شفتيها , فتنهد قائلا
( أنتِ لا زلتِ على قيد الحياة يا سوار ...... و زوجك كذلك , و ما تضيعينه الآن , ستندمين عليه لاحقا ....... )
نظرت اليه سوار عاقدة حاجبيها و هي تتنفس أسرع قليلا .... غير قادرة على الرد , فسألها فريد مباشرة بصوتٍ خافت
( سوار ...... الا تحبين ليث ؟!! ...... )
فتحت فمها بوجهٍ باهت تماما و هي تنظر اليه ..... لقد ضربها السؤال البسيط بكل قوة , ووضعها أمام نفسها
و كأنها أمام مرآة عرتها تماما .....
حاولت الرد أكثر من مرة الى أن قالت أخيرا بصوتٍ مرتجف
( الحب كان لسليم رحمه الله يا فريد ........... )
لم يرد فريد على الفور .... بل بقى مكانه ينظر اليها بحدة أربكتها , الى أن قال أخيرا بصوتٍ قوي
( من تخدعين يا سوار ؟!! ........ أنا و أنت نعلم جيدا أن ما كان بينك و بين سليم رحمه الله لم يكن حبا أبدا ....... )
هتفت سوار بهلع و قوة
( اخرس .......... لا تزد كلمة واحدة أخرى ..... )
قال فريد بصوتٍ أكثر قوة
( سألتك من تخدعين ؟!! ....... سليم لم يتزوجك الا ليمنع راجح عنكِ ...... لم يفكر بكِ يوما قبلها و أنت كذلك .....من الرائع أن تكوني وفية لذكراه , لكن لا أن تخدعي نفسك و تعيشين قصة وهمية لم تحدث ... )
كان سوار تنظر اليه مذهولة .... شاحبة الوجه تماما حتى بات كالأموات ..... ثم همست بارتياع
( كان زوجي ...... كان زوجي يا فريد , و قتلوه .......... )
أسبل فريد جفنيه وهو يتنهد بتعب .... ثم قال أخيرا بخفوت
( كان زوجك رحمه الله ..... و حان موعد رحيله , أما من فعلها فحسابه لدى رب العالمين ..... )
هتفت فجأة بقوة بينما شعرت بقبضة مؤلمة تقبض على صدرها
( كيف لك أن تكون بمثل هذا الجحود ؟!! ...... لقد أحبك كأخيه تماما ...... )
نظر فريد الى عينيها و قال بهدوء
( و لأنه كان كأخي .... كنت أعرف دون كلام أن حياتيكما لم تكن مستقرة تماما , بل مجرد واجهة ..... )
صرخت به بعنف
( كنت أحمل طفله و فقدته و أنت تعلم هذا ...........)
ابتسم فريد وهو يقول بنبرة ذات مغزى
( ليس هناك أسهل من الحصول على طفل ..... و هذا يدعوني للسؤال لماذا لم تحصلي عليه قبلا .... )
كانت كلماته الهادئة عبارة عن صفعاتٍ مدوية على وجهها , واحدة تلو الأخرى .....
لكنها صرخت بجنون
( هذه مشيئة الله ......... كيف لك أن ......)
قاطعها فريد بمنتهى الهدوء
( أنت تكذبين ..........)
صمتت سوار فاغرة شفتيها و هي تنظر اليه بصدمة .......... بينما هو ينظر الى عينيها دون أن يحيد بعينيه عنهما .....
و طال بهما الصمت جدا .... الى أن همست أخيرا بصوت ميت و هي تبتلع غصة في حلقها ....
( أخرج من هنا يا فريد ...... ارجوك .....)
زم شفتيه قليلا قبل أن يقترب منها وهو يقول بحنان
( تعالي ............ )
ضمها الى صدره بقوة , فقاومته وهو تصرخ
( ابتعد يا فريد ...... اخرج من هنا ...... )
تأوه فريد قليلا ثم قال ضاحكا
( توقفي عن ضربي أنا لست في قوتك ........ )
الا أنها استمرت في مقاومته و ضربه , الى أن استكانت أخيرا و هي تضمه بقوة مطبقة جفنيها فوق دموعٍ حارقة ....
ظل فريد لفترة يربت على شعرها الجميل برفق وهو يستمع الى نشيجها الخافت
( لم أقصد ايلامك ...... تعرفين هذا ......... أنا الوحيد في هذه الحياة الذي لن يتمنى لكِ الا السعادة و لن يؤذيكِ أبدا ..... )
أفلتت شهقة كبيرة من صدرها و هي تقول بصوتٍ مختنق .....
متشبثة في قميصه القطني بأظافرها ..... فهمس لها مجددا
( آن لكِ أن ترتاحي يا سوار .... و تتمتعي بحياتك ...... لا تحملي نفسك فوق طاقتها , .... )
حاولت جاهدة السيطرة على نفسها أكثر , و هي تمسح وجهها بكفها ..... مستلقية برأسها الى كتفه .....
ثم قالت بخفوت مجهد
( كبرت يا فريد ............ )
ضحك بسعادة وهو يربت على رأسها قائلا
( لا أعلم لماذا لا تصدقين هذا رغم أنكِ تقرين به كلما رأيتني ..... متى ستتوقفين عن السؤال ؟!! ..... )
ابتسمت من بين دموعها ثم قالت بحنان
( لا أعتقد أنني سأتوقف أبدا ............... )
رفعت رأسها عن كتفه , ثم مسحت وجهها ببطىء و هي تحاول استعادة اتزانها , ثم نظرت اليه بحدة قبل أن تقول
( ياسمين ............. )
ارتفع حاجبي فريد وهو ينظر الى ساعة الحائط ثم قال بسرعة
( يااااااااه ..... لقد تأخر الوقت جدا و لدي عمل في الغد ..... تصبحين على خير ... )
حاول النهوض , الا أنها تشبثت بمؤخرة عنق قميصه و جذبته بقوة فأرجعته للسرير .....
نظر اليها وهو يعدل من قميصه هاتفا
( على مهلك يا فتاة ...... ماذا تتناولين على فطورك ؟!!! ..... لحم خيول !!! ..... )
ربتت على كتفيه معا بقوةٍ تكاد أن تكون ضربات عنيفة , ثم قالت بجدية حازمة
( ها قد عدلتك مجددا ..... و الآن انظر الى عيني و جاوبني ....... )
نظر فريد بتخاذل طفلٍ مذنب الى عينيها الصارمتين رغم احمرارهما , .... فسألت بحدة
( مطلقة ؟!!!! .......... )
ظل فريد مكانه ناظرا اليها طويلا .... الى أن عقد حاجبيه و ضيق عينيه مركزا ثم قال باستفهام
( أين السؤال ؟!! .......... )
زفرت سوار بقوة و هي تقول من بين أسنانها
( اللهم أطالك يا روح ....... اعتدل في كلامك معي يا ولد قبل أن أعطيك كف أعدلك به ......هي من كلمتني عنها .... اليس كذلك ؟؟ ... )
أخذ فريد نفسا عميقا ثم قال بحذر
( آآآآ ..... ربما .... هذا وفقا لحالتك النفسية و المزاجية حاليا ...... )
ضربته سوار على رأسه بقوة .... ثم هتفت
( أجبني .......هي أم لا ؟؟ ....... )
حك فريد ضربتها القوية التي كادت أن تصيبه بارتجاج في المخ , ثم قال بخفوت و على مضض
( نعم هي .......... )
ارتفع حاجبي سوار و هي تكرر مجددا
( مطلقة يا فريد ؟!! ........... )
ازداد انعقاد حاجبيه وهو يسألها بحيرة
( أين السؤال ؟!! .............. )
ردت عليه سوار بهدوء
( انتظر لحظة ............. )
ثم انقلبت الى الجهة الأخرى من الفراش تطال شيئا من على الأرض , قبل أن تستقيم رافعة خفها البيتي في يدها و هي تقول هاتفة
( هذا سيُفهِمك جيدا ........... )
أمسك فريد بمعصمها المرتفع بخف الحمام وهو يقول هاتفا عاقدا حاجبيه
( وحِدًي الله ....... وحدي الله , الله أكبر ...... )
نظرت سوار اليه بحدة , ثم لم تلبث أن ألقت الخف أرضا و هي تقول بصرامة
( الآن أجبني كالبشر ...... أنت تريد الزواج من امرأة مطلقة ؟!! ........ )
عدل فريد من قميصه بعنفٍ زافرا .... ثم قال ممتعضا
( حسنا ..... هذا سؤال مفهوم ...... بسم الله الرحمن الرحيم , الإجابة : نعم ...... )
نظرت اليه سوار طويلا و قد استكانت ملامحها ..... ثم قالت بخفوت
( لكن لماذا يا فريد ؟!! ........ لماذا مطلقة ؟!! طالما أنكما لا تعيشان قصة حب ..... ألم تجد أي فتاة بكر بين كل من قابلت لتجذب نظرك ؟!! ..... )
انعقد حاجبي فريد ثم قال بجدية
( و ماذا ينقصها المطلقة ؟!! ..... لم ألحظ أن زوجها السابق أكل منها جزءا ....... )
زمت سوار شفتيها و هي تحاول ايجاد الكلمات المناسبة , ثم قالت بهدوء
( أنا لم أقل أن الفتاة يعيبها شيئا .... لكنني أؤمن بالتكافؤ بين الطرفين في الزواج , .... يمكنها أن تكون في غاية السعادة في الزواج من رجلٍ مطلق ..... و أنت تتزوج بمن تناسبك و لم يسبق لها الزواج .... حينها لن ينظر أي شريك للآخر على أنه قدم تضحية ما في التنازل و الزواج به ..... )
رد عليها فريد مقاطعا بقوة
( لا .. لا ..... انتظري لحظة , ... التكافؤ الذي أؤمن أنا به هو التكافؤ الأخلاقي .... الإجتماعي .... و ربما المادي على أنه ليس ضروريا تماما ..... لكن ما تشيرين اليه , لا يندرج تحت مصنف التكافؤ ... هو مجرد نصيب لا أكثر ....... )
تنهدت سوار و هي تنظر اليه , ثم قالت بخفوت
( يبدو أنك قد اتخذت قرارك .......... )
ابتسم فريد , ثم قال ببساطة
( يبدو أنني أحببتها و أنتهى الامر ..... على الرغم من العدد القليل من المرات التي رأيتها بها .... لكن أجدني أتحين كل فرصةٍ كي أراها ...... )
ابتسمت سوار و هي ترى ذلك البريق المعروف في عينيه .... ثم لم تلبث أن رفعت كفها لتضعها على وجهه و هي تقول
( ماذا لدي بعد لأضيف !! ...... يكفيني أن أرى تلك النظرة في عينيك لأقتنع ...... )
تنهدت مجددا , ثم قالت بجدية رغم النبرة المشاغبة في صوتها ....
( اذن .... متى تصطحبني الى أمها , كي نطلب يدها ....... )
بدا فريد مترددا قليلا , ثم قال بهدوء
( ليس بعد يا سوار ..... حين يأتي الوقت المناسب سيدلني عقلي عليه ...... )
قالت سوار باهتمام
( لماذا ؟!! ...... ماالذي يجعلك مترددا بعد ؟؟! ....... )
بدا فريد شاردا قليلا , ثم نظر اليها و ابتسم قائلا
( حين يأتي الوقت المناسب ....... و الآن سأتركك لترتاحي قليلا ........ )
نهض و تركها في سريرها , الا أنها نادته .... فاستدار ينظر اليها متسائلا ....
حينها ابتسمت و قالت بخفوت
( أنا سعيدة جدا أننا عدنا نسكن بيتا واحدا يا فريد ...... هل تعلم متى كانت آخر مرة فعلناها ؟!! ..... منذ ما يزيد عن سبع سنوات )
اتسعت ابتسامة فريد و قال بحب حقيقي
( ليس أكثر من سعادتي ...... أدعي الله أن يزيد زوجك من سفراته الى ضرتك .... حينها يطول بقائنا معا .... )
ضاعت ابتسامة سوار عن وجهها في لحظة ... فقال فريد بجدية دون أن يفقد ابتسامته
( ليتك تنظرين الى المرآة في تلك اللحظة ..... ستخبرك عيناك بالكثير مما ترفضين الإعتراف به ... )
تركها و خرج مغلقا الباب .... بينما ظلت هي على نفس جلستها , تنظر الى الباب المغلق ....
نهضت سوار من مكانها ببطىء .... ثم اتجهت الى المرآة ووقفت تنظر الى عينيها ....
و كما قال فريد .... نظرة عينيها صدمتها , .....
كشفت لها أكثر مما تحتاج لمعرفته .....
وجهها كان شاحبا و عيناها غائرتان .... مظلمتان جراء تخيل زيارات ليث لميسرة تتزايد و تطول
بينما هي هنا ... تنتظر .... تنتظر .....

لكن هل هي فعلا تنتظر العثور على فواز الهلالي .... أم أنها تنتظر فقط عودة ليث من زيارته للأفعى التي كانت السبب في تشويه سمعتها ....
لن تنسى أبدا أنه رحل دون حتى أن يحاول التأكد من صحة أقوالها .....
هل هذا هو العشق الذي يتغنى به دائما ؟!!! .....
رفعت سوار عينيها لتنظر الى المرآة مجددا ..... و همست دون أن تدري
( لقد أحببتهِ ....... نعم أحببتِه ....... ليس اليوم أو أمس ..... بل منذ سنواتٍ طويلة , و لم تكتشفي هذا الا بعد فوات الأوان ...... )
فغرت سوار شفتيها و نفس مرتجف يفلت من بينهما ..... بينما رفعت يدها الى صدرها الخافق ثم أجابت نفسها بنفسها ... و بنبرةٍ أكثر هلعا .....
( نعم أحببته ..... و يشهد على ذلك الحلم القديم الذي لم أنساه حتى اليوم ...... أحبه و أحترق بنار الغيرة و أنا أتخيله يلامس امرأة غيري .... )
اتسعت عيناها و هي تنظر الى نفسها و ما ترتديه .....
فجذبت سترة الحلة الرياضية لأسفل قليلا ببطىء ....
كانت مختلفة ..... و كأنها ليست سوار نفسها .....
أرادت أن تخدع نفسها فارتدتها في غيابه .... و ماذا عن باقي ما ابتاعته و خبئته ؟!! .....
هزت سوار رأسها قليلا و همست بقسوة محدثة نفسها
( ماذا تريدين ؟!! ..... الى ماذا تسعين بالضبط ؟!! ....... )
أطرقت برأسها و هي تفكر بهلع
ميسرة تسعى بكل قوتها للحصول على طفلٍ من ليث .... و قد فهمت منه أن الأمر ليس مستحيلا .....
و قد يحدث هذا في أي يوم .....
أغمضت سوار عينيها و هي تهتف بشدة
( لا ........ لا , الا هي ........ لن تحمل طفله مطلقا , ....... )
رفعت وجهها الشاحب و همست
( ما الذي أقوله ؟!! ...... هل أتحجج كي أمنحه الطفل الذي يتمناه ؟!! ...... )
استدارت حول نفسها بقوة و هي ترتجف , و كأنما هناك من صفعها بقسوة .......
ثم تابعت بخفوت ذاهل
( سوار ....... سوار ......... أنتِ عشقتهِ حتى النخاع , و تتمنين طفله ...... بينما يتضائل غضبك على مقتل سليم شيئا فشيئا ....... سليم , هل نسيته بتلك البساطة ؟!! ...... )
ابتلعت ريقها بخوف ..... و هي تتنفس بسرعة ,
فللمرة الأولى كانت سوار الرافعي تشعر بالذعر ..... من نفسها ...........
.................................................. .................................................. .....................
في اليوم التالي جلست على كرسيه .... خلف مكتبه الخاص كما فعلت خلال الخمسة ايام الماضية .....
في الحقيقة كان قدومها الى هنا , حياة أخرى لها ....
لقد بدأت تتذكر سوار القديمة .... تلك التي سافرت كثيرا و درست و اجتهدت ... و كان لها أحلام و طموحاتٍ لا أول لها من آخر .....
كل ورقةٍ تخصه بدأت في قرائتها كانت تجد نفسها بها .......
تجد بها فتاة تتلمذت على حماس و جموح معلمها الأول ......
مدت أصابعها تلامس أوراقه في دفترٍ خاص و قد شردت عيناها في ابتسامة قصيرة حالمة ......
هذا الدفتر تحديدا كان في جارورٍ مغلق و مفتاحه معها .... يحتوي على مخطوطاته , بخطه الشخصي
ما بين ملاحظاتٍ شخصية ... و دراساتٍ ينوي البدء بها لمشاريع معينة ....
خطه كان عشوائي ..... و كأنه يخط ما يفكر به بعفوية ....
الا انه خط عربي جميل ..... يكاد أن يكون فنيا .....
لكن الأجمل , هو أنه كان يخط في كل ورقة منها عبارة لم تخطئها عيناها ابدا ....
" المليحة , شاب في عشقها الفؤاد ..... "
كانت العبارة فنية لكنها معقدة التشابك .... يصعب فهمها , الا لمن يعرفها ... يحفظها عن ظهر قلب ....
رفعت وجهها و ابتسمت ابتسامة اكثر حالمية .....
كان يخطها و كأنه يشرد بين الحين و الآخر بها .......
بالنسبة لها كانت دائما تشرد أثناء الدراسة فتخط خطوطا و دوائر دون أن تدري .....
أما ليث , فهو يشرد بها وحدها على ما يبدو .....
رفعت سوار كفها الى فمها و هي تنظر للبعيد بعينين عسليتين براقتين كشمسين مضويتين .....
العشق في الإعتراف به , له طعم آخر ..... استسلام لذيذ دون مقاومة أو عناد
نعم هي تعشقه بكل جوارحها ......
أظلمت عيناها قليلا و ارتجفت شفتاها حين أطل وجه ميسرة القبيح الى تلك الهالة التي استيقظت عليها ...
ميسرة .... تلك الأفعى التي استولت على سنواتٍ طويلة من شباب ليث , كانت هي الأولى بها ....
نعم .... كان من المفترض أن تكون زوجته .... أم أطفاله .... قبل أن يحدث هذا كله و تصبح مكبلة بذنب نسيان سليم رحمه الله ....
رفعت سوار يدها الى جبهتها و هي تهمس متراجعة
" استغفر الله ............ مجرد ذكراها توقعني في الخطأ .... "
أخذت تقلب المزيد من صفحات دفتره العشوائي .... الى أن وجدت بعض أرقام الهاتف , مسجلة بالقلم و كأنه كتبها كي يحفظها على الهاتف فيما بعد ....
كانت بعضها دون اسم .... و البعض الآخر مدون فوقه أسماء مختلفة ...
لكن ما جذب انتباهها .... هو اسم محدد ....
اسم قاصي ......
اسمه كان مسجلا أكثر من مرة .....
قاصي ... قاصي حديث ..... قاصي آخر رقم .......
ضاقت عينا سوار قليلا و هي تتبع تلك الأرقام ...... هي تعلم أن ليث كان يعد قاصي صديقا له ....
لكنها كانت تظنه نوعا من التعاطف معه , لم تتخيل ان يكون صديقا فعلا ....
رفعت سوار رأسها و هي تتذكر أن ليث رد على مكالمة ذات يوم وهو معها في البيت ....
و ما أن استمع الى المتصل قليلا , حتى اكفهرت ملامحه ... ثم رمقها بنظرة مختلسة قبل أن ينهض وهو يتكلم بطريقة حيادية ....
حينها انتابها الفضول لتعرف من هو هذا الشخص الذي لا يريدها أن تعرف هويته ...
و لأول مرة نهضت خلفه و استرقت السمع عن بعد .... فسمعت اسم قاصي واضحا .....
ثم راقبته وهو يستمع متجهما ..... الى أن قال بصوتٍ جاف
" كنت أعرف أنه لن يتمكن من الإختباء لفترة أطول ..... إنه أغبى من أن يستطيع النجاح في هذا .... "
عقد سوار حاجبيها يومها و هي تحاول فك شفرة كلامه .... الى أن قال متابعا
" المشكلة أنه معنا الآن في نفس المدينة ...... ألم أقل لك أنه غبي !! ..... ماذا أفعل لو عثرت هي عليه .... هل عرفت له عنوانا محدد ؟!! .... "

استفاقت سوار من شرودها و هي ترفع وجهها عن الدفتر لتهمس بصدمة
( كيف كنت بمثل هذا الغباء ؟!! ..... هل اخترت التعامي عن قصد ؟!!! ...... )
فغرت شفتاها بذهول و هي تحاول استرجاع ما تتذكره من كلمات ليث .... و في كل مرة يتأكد ظنها أكثر ...
الكلمات واضحة لا تقبل الشك ....
لكنها لم تشأ أن تصدقها ..... تصدق أن ليث قد يتعمد اسقاط معاقبة من قتل سليم ..... أعز أصدقائه .....
نهضت سوار من مكانها منتفضة و كأنها لم تعد قادرة على البقاء في مكانه أكثر من هذا .....
كانت لا تزال ذاهلة .... ملامحها مصدومة و عنيفة .....
لا تدري الى أين تذهب .......
دارت فجأة حول نفسها و هي تهمس لاهثة
( حسنا ...... لا داعي للتسرع في الحكم ..... ربما كانت مجرد أوهام ....... )
صمتت قليلا و هي تحاول التنفس بصورة طبيعية , ... ثم أومأت قائلة بهدوء زائف
( نعم ...... أنا حتى لم أسمعه ينطق بإسم محدد ..... لماذا أتصرف بجنون ؟!! ...... )
رفعت كلتا يداها الى جبهتها و هي تنظر الى المكتب بصمت مفكرة , بينما دقات قلبها تتسارع بعنف ....
ثم دون المزيد من التفكير ... رفعت وجهها و اتجهت بتصميم الى حقيبتها الموضوعة على سطح المكتب فأخرجت منها هاتفها ..... لتنظر الى آخر رقم مسجل لقاصي , عله يكون هو بالفعل ...
حتى إن لم يكن هو رقمه .... ستعرف الرقم من مسك أو أي أحد آخر ......
طلبت سوار الرقم .... ثم رفعت وجهها منتظرة و هي تدق الأرض بكعب حذائها بإيقاعٍ سريع متوتر ...
الى أن سمعت صوته .....
كان رده خافتا .... مجهدا .... غير مباليا بأي شيء في الحياة ......
لكنها استطاعت رغم ذلك التعرف اليه بوضوح ......
انحنت عيناها قليلا في تعاطف , فهي تعرف جيدا ما مر به مؤخرا .... لكنها لم تظن أن يتحول صوته الى هذه النبرة الضائعة كطفل مختنق ..... لقد ذهبت لتواسي تيماء لدى عمها سالم , لكنها لم ترى قاصي أبدا
قالت أخيرا بهدوء
( مرحبا قاصي ................. )
ساد صمت قصير قبل أن يقول بنفس النبرة اللامبالية الخافتة
( من معي ؟!! ............. )
ترددت قليلا , لكنها قالت في النهاية بعزم
( أنا سوار ....... سوار الرافعي ......... )
صمت للحظة قبل أن يقول بصوتٍ متردد و قد تبلدلت لا مبالاته قليلا
( سيدة سوار !!! ........ أهلا بكِ ....... )
ابتسمت سوار رغما عنها , لطالما كانت متعاطفة مع هذا الرجل و تعامله بكل احترام مدركة طبيعة الحياة القاسية التي يعيشها ..... و لذا كان هو دائما مهذبا أمامها ..
تتذكر في يومٍ من الأيام .... كان يضرب رجلا من البلدة أهانه , فمرت به مصعوقة و هي تهتف .....
" كفى يا قاصي لا تفعل ......... لأجلي أنا لا تفعل ..."
حينها فقط نهض ممزق الملابس وهو ينقل عينيه بينها و بين الرجل المدمي الوجه الملقى أرضا ....
ثم قال بعد فترة طويلا
" لأجلك أنتِ فقط سيدة سوار ........ "
قالت سوار و هي ترمي التعاطف خلف ظهرها قليلا مستعيدة عزمها
( آسفة أنني أكلمك في وقتٍ صعب و أنا أعلم الظروف التي تمر بها ..... لكن ..... )
رد قاصي عليها حين صمتت ...
( تفضلي سيدة سوار ..... أي خدمة تأمرين بها ....... )
لا يزال حتى الآن يخاطبها بصيغة الخادم أو العامل لديها في تهذيب ...... على الرغم من كل ما فعله في الكثير من أفراد عائلة الرافعي ...,,,
قاصي الحكيم شخص يصعب فهمه .... شخص استثنائي , لن تحاكمه .... و لن تعامله بسوء مهما كانت نتيجة هذا الإتصال ....
لذا قالت بخفوت
( أعرف أن الوقت غير مناسب .... لكنني اتصلت بك كي أخبرك بأنني عرفت ...... )
صمتت عن قصد , فقال قاصي بعدم فهم
( ماذا عرفتِ ؟!! ............ )
رفعت سوار وجهها و قالت دون تردد ....
( عرفت أن فواز الهلالي هنا في المدينة ........ و الأهم هو أنني عرفت عنوانه الذي كنتما تحاولان اخفائه عني ..... )
ساد صمت طويل قبل أن يقول قاصي بصوتٍ قوي صارم
( سيدة سوار ...... أين أنتِ الآن ؟!! ...... أخبريني من فضلك ؟؟ ..... )
ردت سوار بثقة و هدوء
( أنا في طريقي اليه ........ )
هتف قاصي بصرامة أكبر ....
( انتظري ......أرجوكِ انتظري و لا تتهوري ...... أين ليث ؟!! ...... )
ابتسمت سوار و قالت بقسوة
( ليث في البلدة و لن يعود قريبا ........ لدي كل الوقت ...و احذر ماذا .... لدي سلاحا أعرف تماما كيف استخدمه بمهارة عالية ..... فقد تعلمت على يد استاذ بارع ..... )
هتف قاصي مجددا
( سيدة سوار .... أرجوكِ تعقلي ...... )
قالت سوار كي تتأكد بما لا يقبل الشك كي لا تندم
( سؤال واحد فقط ....... لماذا كان ليث يتعمد اخفاؤه ؟؟ ........ ظننتكما صديقي سليم رحمه الله .... )
هدر قاصي بقوة
( ليحميكِ ........ يحاول حمايتك من أي تصرف متهور قد تقدمين عليه ..... أرجوك أخبريني بمكانك و سآتي اليكِ ...... )
أغمضت سوار عينيها بأسى ..... ها هي قد حصلت على اعتراف قاصي ....
لقد تعمد ليث اخفائه فعلا ..... لم تظن يوما أنه سيفعل هذا ......
كانت تظن أنه على الأكثر لن يبحث عنه ..... لكن أن يخفيه أيضا !!!! .........
ظلت سوار مخفضة رأسها .... مغمضة العينين و هي تحاول جاهدة التعامل مع ألم صدمتها بليث ....
إنه حتى لم يحاول ابلاغ الشرطة عنه !! ......
لهذه الدرجة كان دم سليم رخيصا عنده ؟!! .......
تكلم قاصي مجددا بصوتٍ أهدأ لكن أكثر رجاءا و قوة في آنٍ واحد ......
( سيدة سوار ..... لماذا أنتِ صامتة ؟!! ...... فقط أخبريني أين أنتِ و سآتِ اليكِ ...... )
تكلمت سوار أخيرا و قالت ببطىء
( أنا في مكتب ليث ...... لست ذاهبة لأي مكان , و لم أعرف له عنوانا ...... كنت أريد فقط التأكد من شيء و تأكدت بالفعل .......ربما كان لدى ليث سبب , ليس مبررا في وجهة نظري الا أنه يظل سببا ..... لكن أنت يا قاصي ..... لماذا تفعل هذا ؟!! .... عامة شكرا لك ...... شكرا جدا يا قاصي ..... )
سمعته يزفر بقوة ...... كانت زفرة تحمل ما بين الراحة و الغضب في آنٍ واحد ..... ثم لم يلبث أن قال بصوتٍ فاتر
( هل يتسع وقتك للكلام معي قليلا ؟؟ ........ )
ردت عليه سوار بصوتٍ جامد
( ماذا تريد بعد ؟!! ............ )
رد عليها قاصي يقول بصوتٍ ميت ,
( فقط بضعة دقائق ...... لن أعطلك كثيرا ...... ارجوكِ ...... )
ظلت سوار صامتة قليلا , ثم قالت أخيرا و هي تهبط لتجلس على كرسي ليث ببطىء
( تكلم ......... أسمعك ........ )
صمت قاصي قليلا .... و بدا صوت تحشرج حلقه واضحا في الهاتف ..... ثم قال أخيرا بصوتٍ ميت
( كان لدي أرض ............. )
انعقد حاجبي سوار قليلا و هي تحاول استيعاب ما يعنيه ..... فتابع بصوتٍ أكثر خفوتا
( كان لدي وطن ..... كان لدي كل ما أحتاج اليه , الا انني لم استطع سوى المضي في رحلةٍ مظلمة ..... رحلة لم تكن بيدي , بل أُجبرت عليها ..... و لا أظنني سأستطيع الخروج من دوامتها أبدا ..... لكن كان يتوجب علي الحفاظ على الأرض الوحيدة التي امتلكتها في حياتي ..... )
صمت مجددا .... ثم همس بصوتٍ مختنق
( تيماء ......... تلك التي لقبتها بالمهلكة , منذ سنوات أنوثتها الأولى ..... تلك التي كان مجرد اختلاس النظر اليها من بعيد , متعة محرمة .... لا لجمالها أو فتنتها .... بل لأنها هي تيماء و كفى .... أرض مهلكة .... أردت الهلاك بها , الا أنها رفضت و عمقت جذوري في عمقها ..... )
ابتسمت سوار رغما عنها ...... كان هذا أجمل ما سمعته من قاصي على الإطلاق , و لم تحاول منعه من المتابعة , رغم أنها لم تفهم حتى الآن علاقتها بالأمر .....
تابع قاصي بخفوت مجهد
( كان علي مراعاتها أكثر مما فعلت ..... كان يتوجب علي أن أكون ممتنا لأنها الوحيدة التي منحتني ما لم يمنحني اياه مخلوق .... منحتني وطن ....
لكنني لم أفعل , بل ضعت أكثر و أكثر في سراديق تلك الرحلة المعتمة ..... و أهملت ما منحته لي .... أهملت السعادة الوحيدة التي قدمت الي على طبقٍ من ذهب .... و ظللت أسعى خلف رجلٍ هالك و عائلة لم أتمناها يوما ...... فما كانت النتيجة ؟!! .... خسرتها ..... خسرتها للأبد ... )
ارتجفت شفتي سوار قليلا , ثم همست
( هل حملتك ذنب فقدانها لطفلها ؟!! ........ )
رد قاصي بصوتٍ ميت , متباعد
( لم تفعل ........ لكنني خسرتها , خسرت هذا التفاني الغير مشروط في عشقي و الذي كنت أرى بريقه في عينيها بكل وضوح ..... خسرته و خسرتها في اليوم الذي فقدنا به طفلنا ..... )
شعرت سوار بالألم لأجله ....
نعم هذا صحيح .... حين ذهبت لتواسي تيماء ....
كانت متماسكة بشكلٍ يدعو للإعجاب ... لكن هذا لم يخدعها , فقد كان هناك شيء انطفأ في عينيها و روحها ....
قالت سوار بخفوت
( هذه مشيئة الله يا قاصي ....... لا تفعل هذا بنفسك .... )
رد عليها بصوتٍ مختنق
( أعلم هذا ...... لكن لو كان هذا قد حدث و أنا بجوارها .... لكنا قد تقوينا ببعضنا .... بماضينا و بحاضرنا ..... )
قالت سوار بخفوت شديد
( لا أعلم الكثير من التفاصيل ... لكن أظن أنك كنت بجوارها في الولادة ...... )
هتف قاصي بقوة
( لم أكن يوما بجوارها ........ ملكتها و ابتعدت عنها , ... اطمئننت أنها أصبحت لي ثم سعيت خلف الماضي .... الإنتقام .... )
صمت قليلا وهو يحاول التقاط أنفاسه .... قبل أن يهمس بألم
( كنت أظن أن الحياة ممتدة أمامي كي أسعد بها مع تيماء و طفلي ......بعد أن أنال ما أريد , لكنني لم أحسب حساب ما حدث و كسر بداخلها شيئا .... يعلم الله كيف سأصلحه .... )
قالت سوار بعد صمت طويل
( و أنت تظن أنني أفقد ما أمتلك الآن ... بسبب سعيي خلف الإنتقام ... أليس كذلك ؟!! .... )
لم يرد عليها قاصي على الفور , بل صمت قليلا ثم قال بنفس النبرة
( سليم رحمه الله لم يكن صديقا فحسب ..... هذه الكلمة لا تنصف مكانته عندي ..... سليم كان الجانب الأبيض مني .... كان المستقبل , و الحياة ...... أما ليث , فكان أكثر من يشعر بضرورة حصولي على ما أستحق .... و أن ينال كل ظالم عقابه ..... حتى و إن تطلب الأمر أن يكون هذا العقاب بيدي ....
في بداية شبابي كنت كالمجنون لا أهدأ ...... أتطوح بين ليث و سليم .... لكن كنت أميل الى وجهة ليث .... كان أكثر يشعر بالنار في صدري ..... فوصلت بي الرغبة في الإنتقام لأبشع الصور التي قد تتخيلينها .... )
صمت للحظات , قبل أن يقول بصوت ميت
( سأخبرك شيئا ....... لا يعلمه مخلوق ...... حتى ليث نفسه .......... )
عاد الصمت من جديد و كأنه غير قادر على النطق , ثم قال أخيرا
( هل تعلمين انني حين رأيتك للمرة الأولى في مراهقتي ... فكرت أنكِ أنسب من آخذ انتقامي عن طريقها ..... خاصة و أنني ... و سامحيني فيما سأقول .... خاصة و أنني لاحظت حب راجح لكِ ..... حينها فكرت أن ألقي بشباكي من حولك و أسرقك منه .....فكرت بأنها ستكون الفضيحة المثالية لعائلة الرافعي .... الابن الغير شرعي يسقط ابنة غانم الرافعي في حبائله .... كانت وصمة تخيلتها و زادتني نشوة ... )
فغرت سوار شفتيها بذهول و هي تسمع ما يقوله .... كانت الصدمة أكبر مما تظن ....
حتى أنها لم تستطع النطق .... فهدر قاصي بعنف صم أذنها
( هل تدركين الآن كم كنت قذرا ..... وضيعا .... عديم الشرف كما كان يلقبني الجميع !!! .... لماذا أنتِ صامتة ؟؟ ...... أخبريني رأيك في بصراحة .... )
ظلت سوار صامتة طويلا .... ثم همست أخيرا دون تعبير
( و ما الذي منعك من متابعة مخططك ؟!! .......... )
قال قاصي بصوتٍ مجهد للغاية
( أنتِ ...... أنتِ يا سيدة سوار , التي لم أملك يوما سوى مخاطبتها بلقب سيدة ....... دفاعك عني ذات يومٍ بضراوة ..... جعلني أرى نوعا جديدا لم أعرف مثله في عائلة الرافعي ...... ثم عرفت مسك ... وسليم .... و الباقين .... الى أن دخلت تيماء الى حياتي ..... )
ارتجفت شفتي سوار قليلا ثم همست
( تيماء الرافعي ..... هل كانت هي الأخرى مجرد وسيلة ؟؟ ......... )
صرخ قاصي بعنف
( أقسم بالله أنها لم تكن كذلك يوما ..... بل يشهد الله انني حاولت منع نفسي عنها بكل ما استطعت من قوة ,,,.... لكنها كانت اقوى مني ..... فقبلت ما عرضته علي بسخاء .... قبلت الحياة ...... )
أغمضت سوار عينيها , غير قادرة على سماع المزيد ..... بينما تابع قاصي بصوتٍ اكثر هدوءا
( كنت قد استبدلت الوضاعة بالرغبة في الدم ..... فعزمت على قتل عمران و نزع قلبه من صدره بقبضتي ....... سنوات و أنا أتمنى أن تأتي تلك اللحظة ..... لكن أتت تيماء عوضا عنها .....
ربطت بيننا الحياة بروابط لا تنفصم و لن تفعل أبدا ...... حينها عرفت أن الدم سيبعدني عنها ..... سيحرمني منها ... من أرضي الوحيدة ....لذا اخترت الحياة , حين اخترت تيماء ..... فعزفت عن قتل عمران .... عن حلمي القديم ...... )
فتحت سوار فمها ببطىء ..... ثم قالت بخفوت
( و أنا ؟!! ......... هل أختار الحياة متمثلة في ليث بعشقه الغير مشروط كتيماء تماما ؟!! ........ )
رد قاصي بصوتٍ قاطع ......
( نعم .......... افعلي , أو ستندمين كما أفعل أنا الآن ..... فأنا لم أحسن مراعاة اختياري ..... )
ساد صمت طويل جدا بينهما ... بدا أن كلا منهما غير قادرا على المتابعة أكثر ....
الى أن بادرت سوار أخيرا و قالت بصوتٍ ثابت ... دون أي حياة
( قاصي .... شهدت للتو أنني لم أعاملك الا بالحسنى ..... و لم ترى مني الا خيرا , فهلا أجبت طلبي ..... ارجوك ...... )
صمت قاصي قليلا ثم أجاب بهدوء
( طلبك أمرعلى عنقي سيدة سوار ......... )
أخذت نفسا قويا , ثم قالت
( أريد معرفة مكان فواز الهلالي ..... أريد مقابلته , أحتاج لهذا ....... فهل تستطيع مساعدتي ؟!! .... )
ظل قاصي صامتا للحظات ثم قال أخيرا ...
( لن يريحك هذا ..... بخلاف ما تظنين ...... )
قالت سوار بقوة
( و مع ذلك أريد أن أراه ....... حتى و إن ضمنت لك الا أحمل سلاحا ....... أريد فقط أن أعرف ..... )
تنهد قاصي بصمت ...... بينما انتظرت سوار بقلبٍ ميت الى أن رد أخيرا بصوتٍ باهت
( أعدك .... إن وجدته , فآخذك اليه بنفسي , أو آتيكِ به ........ لأجل سليم رحمه الله ..... )
.................................................. .................................................. ...................
شعرت بأنها غير قادرة على البقاء في هذا المكان للحظة إضافية ....
لذا التقطت حقيبتها بعد أن ألقت بالدفتر في الجارور و صفقته .... ثم خرجت من المكتب لا تنوي الا الفرار ....
لكن للأسف كان هذا اليوم رافضا أن يمضي الا بمزيدٍ من الصدمات .....
و كانت الصدمة الأخيرة حين اتجهت الى مكتب دليلة و ناريمان .... تنوي تسليمهما مفتاح مكتب ليث لأنها المرة الأخيرة التي ستأتي فيها الى هنا ...
لكن ما أن وصلت الى الباب و قبل أن تظهر منه .... سمعت ناريمان تقول
( كفاكِ كلاما عنها يا دليلة ..... المرأة لم تبقى هنا سوى خمسة أيامٍ فقط ...... أنتِ تتحاملين عليها فقط لسبب أعرفه أنا و انت ..... فلا داعي للمتابعة ... )
توقفت سوار مكانها و هي تستمع اليهما بحاجبين منعقدين ... الى أن وصلها صوت دليلة و هي تقول ببرود
( رغبتي في الزواج من ليث ليست هي السبب في نظرتي لها على أنها مجرد دخيلة .... هاوية ... لا تفقه شيئا في المكان و لم تأت الى هنا الا لأنها امرأة سطحية لديها وقت فراغ أكبر من اللازم ... )
اتسعت عينا سوار بشدة و فغرت فمها بذهول ,فوضعت يدها عليه تكتم شهقة الصدمة ....
بينما قالت ناريمان بيأس
( اخفضي صوتك , لا نحتاج الى حدوث كارثة بسببك إن سمع أحدهم رغباتك المجنونة تلك ...... )
قالت دليلة بثقة و خيلاء
( ليست مجنونة ..... و الإنسان يحيا في هذا العالم كي يحقق رغباته , طالما أنها مشروعة ...... )
كانت سوار تهز رأسها بعدم تصديق بينما يدها لا تزال على فمها .... ثم أخذت تتراجع بحذر الى أن ابتعدت عن مكتبهما لتطلق الريح لساقيها , هاربة من هذا المكان قدر الإمكان .....
.................................................. .................................................. ..................
وقف ليث في شرفة داره القديم يراقب المنظر الآسر له ..... لكن بعينين لا تبصران شيئا من جماله ....
كان بداخله طوفان من مشاعرٍ سلبية , غير قادر على ابعادها .....
لم يشعر بميسرة التي كانت واقفة من خلفه تراقبه بعينين مخيفتين ..... الى أن قالت ببرود
( حاولت الإنتظار .... لكني على ما يبدو سأنتظر للأبد .... )
ظل ليث واقفا مكانه دون أن يجيبها لفترة ... قبل أن يستدير اليها ببطىء , وهو يرمقها بنظراتٍ طويلة
ثم قال بصوتٍ خافت دون تعبير
( ما الذي تنتظرينه ؟!! ......... )
كتفت ذراعيها و هي ترفع حاجبها الرفيع لتقول بنبرة مقيتة
( هل تسأل ؟!! ...... أنتظر منك كلمة , ..... أو حتى ابتسامة على الأقل ..... أي شيء يشعرني بأنك سعيد بحلمٍ عشنا نتمناه لسنواتٍ طويلة ...... )
ضاقت عيناه وهو ينظر اليها بتفحص ... ثم قال أخيرا بجمود
( سعيد يا ميسرة ..... سعيد لدرجة أنني لازلت معكِ حتى الآن , لم أغادر ...... حتى أنني لن أرحل الا و أنتِ معي ....... )
اتسعت عينا ميسرة قليلا متفاجئة من كلامه ..... ثم هتفت بحدة
( أرحل معك ؟!! ...... ماذا تقصد ؟! , هل عدت مجددا الى اقتراح تركي لداري و بلدي كي أرافقك بسبب سمعة ساحرتك القذرة ....... و الآن تحديدا بعد أن حملت بطفلك ؟!! .... كنت أتخيل أنك ستعود الى رشدك و دارك ..... لتضمن لابنك حقه ..... )
ابتسم ليث قليلا وهو يهمس لنفسه
( ابني ......... كم تمنيت نطق هذه الكلمة ........ وقعها رائع ...... )
ابتسمت ميسرة بخبثٍ و هي ترى الحزن المتلهف في عينيه ..... فاقتربت منه ببطىء و هي تضم شالها المتوهج الى صدرها بقبضتيها ,... حتى وقفت أمامه مباشرة ثم همست له بنبرةٍ غريبة
( وقعها ساحر , اليس كذلك ؟!! ..... الا تستحق منك أن تنسى كل شيء في هذه الحياة , الا هذه الكلمة ؟! ..... الا تستحق أن تنبذ هذا العشق المراهق و تتمتع بكونك أبا .... سيكون له ولي العهد أخيرا ؟!! .... )
ظل ليث ينظر اليها طويلا , ثم مد أصابعه يلامس بها خصلات شعرها المتطايرة على جبهتها فابتسمت أكثر .... ابتسامة انتظار متوهجة .....
جعلت ليث يبعد يده أخيرا وهو يقول بهدوء
( بلى تستحق ..... بل و تستحق أكثر من هذا كله .... تستحق التضحية و الشكر ممتنا ..... لهذا سآخذك معي كي تتابعين حملك لدى أفضل طبيبة في المدينة .... و لن أتركك للحظةٍ واحدة ..... )
بهتت ملامح ميسرة قليلا و ارتجفت شفتيها .... الا أنها قالت بجمود
( لماذا ؟! ..... كل شيء بخير ..... ما الغرض من المتابعة ؟! .... الا تصدقني ؟! .... )
ارتفع حاجبي ليث وهو يقول محتارا
( ما الذي جعلك تظنين هذا ؟!! ..... بالطبع أصدقك , لكن هذا الحمل جاء بعد عناء .... لذا علينا الإهتمام به كما يجب ..... )
قالت ميسرة بصوتٍ قاتم و هي تستدير عنه
( لكن أنا لدي طبيبتي الخاصة هنا ...... و أنا مرتاحة معها ...... )
عقد ليث حاجبيه وهو يقول بتعجب و استنكار
( الطبيبة هنا لا تمتلك الإمكانيات المناسبة لمتابعة حملك ..... أنا لا أصدق أنكِ متهاونة في الأمر الى تلك الدرجة ...... )
ظلت ميسرة صامتة قليلا , ثم قالت بحدة
( لا أطيق أن أخط الأرض التي تحمل المرأة التي سحرتك و جعلتلك تتركني و تجري خلفها ... هذا أكبر من احتمالي .... كل هذا الضيق ليس سليما على صحتي و سلامة الحمل ..... )
قال ليث من خلفها بهدوء و ثقة
( سآخذك لمدينة أخرى ..... نتابع حملك , و نتأكد من سلامته .... ثم نعود الى هنا لو أردتِ .... )
ضمت ميسرة ذراعيها الى جسدها ,ثم قالت ببرود
( لا أريد السفر و لا يحق لك اجباري ..... )
ساد الصمت من خلفها , الى أن قال أخيرا بهدوء
( لا بأس ...... لن أجبرك ........ كما لم أفعل في المرة الماضية ..... )
توترت ميسرة قليلا و هي تشعر به يتجاوزها داخلا الى الغرفة .... فاستدارت ... تستند لسور الشرفة و هي تنظر الى الأراضي الشاسعة بضيقٍ قبل أن تضرب السور بقبضتها .....
.................................................. .................................................. .....................
خرج ليث من الدار ما أن رأى أحد رجاله يشير اليه من الشرفة .... فنزل اليه مسرعا حتى وصل اليه و سأل بجدية
( هل وجدتها ؟!! ............. )
قال الرجل مسرعا
( دخنا والله يا سيد ليث الى أن عرفنا قرارها .... لقد انتابنا الشك في أن يكون أحد قد قتلها ...... )
قاطعه ليث بحدة
( أريد النتيجة ..... هل وجدتموها ؟!! ........... )
أومأ الرجل برأسه قائلا بلهفة
( لم أكن لأتصل بك كي تأتي من آخر الدنيا لو لم نجدها ....... إنها تسكن حاليا في احدى قرى البادية على بعدٍ كبير في الصحراء .... و قد تزوجت من بدوي , استلزمنا الأمر شهورا حتى نقبنا عنها قرية بعد قرية ........ )
كان ليث يستمع اليه بإهتمام ... مضيقا عينيه , ثم قال بهدوء بعد فترة طويلة
( جيد ....... جيد ...... )
رد الرجل بطاعة
( ما الذي تأمر به حاليا سيدي ؟........... )
قال ليث بصلابة
( ابعث من يحضرها الى هنا , بالقوة إن اقتضى الأمر .......... لكن دون أن تعلم السبب , و إن اعترض زوجها , أحضروه معها ...... أريدها أمامي اليوم .... مهما كانت المسافة بعيدة .... )
.................................................. .................................................. ...................
كانت تلهث بذعرٍ كأرنب على وشكِ أن يذبح ......
تنظر حولها برعب ,........ لقد اعادوها ..... وجدوها و أعادوها الى هنا , فهذا دار السيد ليث و هي تعرفه جيدا .... إنه دار السيدة سوار ....
قيدوها كالغنم و ساقوها الى هنا ملقاة في مؤخرة سيارة مفتوحة قديمة .......
و ما أن أدخلوها الى هنا حتى القوا بها أرضا و أحكمو غلق الباب عليها بعد أن حلوا وثاقها .......
ظلت تدور حول نفسها بجنون و عدم ادراك و كأنها حشرة تم احتجازها في وعاء زجاجي ......
إنها النهاية .... سيقتلها ليث الهلالي ,,,,
تعلم بأنه لن يرحمها .....
أخذت نسيم ترتجف بقوة و هي تدلك ذراعيها بكفيها بقوة ......هامسة بصوتٍ مرتعش و عيناها تتسعان أكثر و أكثر
( سيقتلني ...... سيقتلني ...... إنها النهاية لا محالة ...... )
و بقت على هذاينها الى أن سمعت صوت الباب يفتح .... فاستدارت بقوة و هي تنظر اليه بذهول ,
على وشكِ الإصابة بالإغماء رأته يدخل ...
ليث الهلالي بنفسه .....
من الواضح أنه لن يكلف أحد رجاله بقتلها ..... بل سيفعل بيديه ليعذبها ببطىء قبل الموت ......
اخذت تتراجع أمام ملامحه الصلبة و التي لا تحمل أي تعبير ......
بينما هو يقترب منها ببطىء ......
فراحت تهمس بصوت مرتعش .. كلماتٍ غير مترابطة
( الرحمة ........ الرحمة ........ لست أنا ....... غصبا عني...... ارحمني ..... )
توقف ليث مكانه بهيبة وهو يرمقها بنظرةٍ طويلة قاتمة , ثم قال أخيرا بصوتٍ عميق مخيف
( أتعبتنا في البحث عنكِ يا نسيم ............ لم يكن هذا لائقا منكِ أبدا ...... )
كانت الآن ترتج في اهتزازاتٍ لا ارادية مذعورة ... و أنفاسها تخرج على هيئة شهقاتٍ عالية الصوت ....
بينما تحول وجهها الى لونٍ رمادي مرعب و هي تنظر اليه كمن ينظر الى حبل المشنقة ........
و أمام حدقتيها الواسعتين .... رأته يخرج يده من خلف ظهره , ممسكا بسوطٍ جلدي أسود .... يفوق ثمنه كل ما أنفق عليها منذ بداية حياتها .....
فشهقت أعلى ....و هي تراه يرفع السوط عاليا ..... ثم نزل به بكل سرعةٍ في الهواء , محدثا صوتا خاطفا كجرس الأفعى وهو يهبط على الأرض في ضربةٍ جعلتها تصرخ بجنون
لتسقط أرضا على ركبتيها ... محنية رأسها , تغطيه بكلتا كفيها , ترتعش بل تنتفض ......
ثم أخذت تصرخ برعب
( ارجوك لا تفعل ..... أرجوك ....... ارحمني , ارحم الطفل الموجود بأحشائي ....... )
لم يتحرك ليث من مكانه وهو ينظر اليها بصمت .... ثم قال بنفس النبرة الغير مرتفعة
( هل أنتِ حامل ؟؟ .......... )
صرخت بهيستيريا دون أن ترفع رأسها
( نعم أنا حامل ..... ارجوك ..... أتوسل اليك الا تعذبني ..... و لا تقتل طفلي ...... أتوسل اليك ارحمني ...... )
لقد ابلغوه أنه ما أن علم زوجها بهويتهم حتى ولى هاربا دون حتى أن يحاول الدفاع عنها أو منعهم ......
و ها هي الآن مرمية أمامه ترتعش بعنفٍ .... حاملة طفلا في احشائها , ووزر ذنب سمعة زوجته التي شوهتها بالباطل ...... حاملة عرضه الذي دنسته ......
.................................................. .................................................. ...................
كانت تسمع صوته يهمس في أذنها أجشا
( سوار ........ استيقظي ......... سوار .... )
تعلم نبرة صوته جيدا و تستطيع تمييزها من بين ألف حلمٍ و حلم ........
لذا ردت عليه بألم
( ابتعد ...... ابتعد عني يا ليث , لا أريد أن أراك ..... )
الا أنه لم يبتعد , بل ظل محتلا حلمها دون خجل , خاصة و أن عطره الذي تعرفه جيدا عبق أنفها و تخلل رئتيها .....
ثم وصل صوته الى أذنها يقول بنبرةٍ قوية مهددة
( لن أذهب لأي مكان ...... دونك ........ لذا فعودي نفسك على أن تريني في كل لحظة .... )
تأوهت قليلا و هي تتململ في سريرها , الا أنها تسمرت ما أن لامست يدها صدر رجل يعلوها بإنشاتٍ قليلة , يكاد أن يحتويها بكل كيانه المهيمن من حولها ....
حينها فقط سحبت سوار يدها و فتحت عيناها على أقصى اتساعهما في حركةٍ واحدة مما جعله يبتسم أمام وجهها ....
سوار الرافعي دائما تبدو كأحد المطاردين الساكنين بين كهوف الجبال .....
تنام بحذر ... و ما أن يقلق منامها أي خطر فأنها تفتح عينيها على أقصى اتساعهما دفعة واحدة .....
أخذت سوار تستوعب احتضانه لها فنظرت حولها و هي ترى أنها لا تزال في غرفتها بشقة فريد .....
هل هذا حلم ؟!! ....
لكن تلك السلطة الرجولية المطبقة عليها لا يمكن أن تكون حلما أبدا .....
لذا أبعدت شعرها عن وجهها قليلا و هي تنظر اليه بحاجبين منعقدين و قالت بشك
( هل عدت ؟!! ............. )
ابتسم لها مجددا و قال بهدوء هامسا
( لا ...... لم أعد بعد ....... )
رمشت سوار بعينيها و هي تحاول التحرر منه بقوةٍ بينما وجدت قلبها يخفق فجأة في ضرباتٍ مجنونة غير محسوبة .......
لكنه لم يتركها .... بل حامت يداه على حلتها الرياضية وهو يقول بنبرة غريبة
( تبدين مختلفة يا وحش الليل ....... )
زمت شفتيها بغضب و هي تحمل ضده ما يفوق حبها .... ثم قالت باقتضاب
( كم الساعة الآن ؟؟ ....... و ابعد يديك عني لو سمحت ..... )
ابتعد عنها ليث بالفعل , الا أنه أمسك بكفيها يجذبها بكل قوةٍ حتى استقامت جالسة في السرير .....
ليواجه كلا منهما الآخر .... متجهما , منفعلا في صمت .....
ثم قال ليث أخيرا
( انهضي و جهزي نفسك ........... سنعود الى بيتنا حالا ..... )
عقدت حاجبيها و هي تنظر اليه باستنكار لتقول بنبرة رافضة قوية
( ماذا ؟!! ....... كم الساعة الآن ؟؟؟ ....... )
رد عليها ليث بصرامة
( الثالثة صباحا ......... هيا جهزي نفسك ...... )
كانت سوار تحاول استعادة استقرار أنفاسها باستيعاب وجوده ...... و السيطرة على ضربات قلبها المدوية ..... ثم رفعت وجهها و قالت بعنفوان
( الوقت متأخر جدا ....... لم يكن عليك اقتحام البيوت بهذا الشكل ...... كان عليك الإنتظار حتى الصباح ..... )
ضاقت عينا ليث قليلا , ثم قال بصوتٍ خفيض مقلق
( من أنتِ كي تملين علي ما أفعل و لا أفعل !! ........... )
اتسعت عيناها في حالة تأهب غريزية و هي تقول بحدة
( أنا سوار الرافعي إن كنت قد نسيت هذا ......... )
رد عليها ليث قائلا بجفاء
( حتى سوار الرافعي بنفسها لا تملك أن تملي علي أوامرها حين أرغب في استعادة زوجتي .... )
و دون أن يترك لها المزيد من الوقت للجدال .... تركها و نهض من مكانه آمرا بصرامة
( انهضي ........... )
كتفت سوار ذراعيها و هي تنظر اليه بتمرد , لا تصدق تلك الصيغة الآمرة التي يكلمها بها , و التي فاقت تحفظ الإتصالات السابقة كلها ........
قال ليث مجددا ازاء صمتها ...
( انهضي يا سوار و الا قسما بالله سألفك بعبائتك و أحملك على كتفي ..........)
ارتفع حاجبها ساخرا و هي تقول بنبرة متهكمة
( بقائك في البلدة طويلا , أثر عليك ............ )
رد عليها ليث بصوتٍ متماسك قاتم ...
( بل أنتِ فقط من لم تري الوجه الآخر بعد ........... هيا انهضي .... )
أرادت الرفض و طرده من هنا , .... كانت تحمل تجاهه حاليا غضبا يفوق أي مشاعر اخرى بداخلها ....
غضبا ناريا و تمرد على سطوته .....
لكنه عادت و رفضت أن تفتعل فضيحة في أرضٍ غير أرضها ........
فما سيسمعه فريد لن يسره اطلاقا ..... تفضل أن تكون بمفردها مع ليث حين تواجهه ....
لذا قالت بصرامة مماثلة لصرامته .....
( اخرج من هنا و انتظر في الخارج ......... )
الا ان ليث لم يتحرك من مكانه وهو يقول بصوتٍ أكثر تسلطا و جفاءا
( لن أخرج الى أي مكان ...... فهل ترتدين ملابسك أم ألبسك اياها بنفسي ؟؟؟ ....... )
ضحكت سوار ساخرة على الرغم من موجة الجنون الهادرة بداخلها و التي تهدد بضربه بأقرب شيء لها ....
ثم قالت ببرود
( آسفة لأنني سأحرمك فرصة نادرة للتسلط الذكوري ......... سأضع عبائتي فوقي لا غير ..... )
تحركت شفتا ليث وهو ينظر اليها حين استقامت واقفة في مكانها بحلتها الرياضية , ثم قال بهدوء أثار حفيظتها أكثر .....
( هذا أفضل ............ فحين نعود لن يكون لدينا متسع من الوقت كي أطلب منكِ معاودة ارتدائها .... )
ضيقت سوار عينيها قليلا و هي تنظر اليه بحذر
كان يبدو مختلفا ..... مجهدا جدا , و غاضبا جدا .... و في نفس الوقت , هناك روح من التحدي ظاهرة في نظراته لها .....
ترى ما الذي حدث في البلدة و جعله يعود اليها بمثل هذه السرعة و هذا المزاج المتصابي المستفز !! .....
تحركت ببطىء متعمد أمام عينيه لتفتح الدولاب و تلتقط منه احدى عبائاتها .... ثم استدارت اليه و هي ترتديها بينما لم تحيد عيناها عن عينيه بحذر .... غير مطمئنة لنظرة الترصد المفترسة في عينيه ...
و مرت دقائق انتهت خلالها من تحضير حقيبة صغيرة لها , قبل أن يمسك بمرفقها , فانتزعته منه بقوة و هي تقول من بين أسنانها
( أستطيع السير بمفردي ............ )
نظر اليها نظرة متوعدة صامتة , ثم تركها تخرج أمامه دون أن ينطق بكلمة .......
خرجت سوار من الغرفة ... ففوجئت بفريد يجلس على احد المقاعد رأسه ملقى للخلف ... و فمه مفتوح و قد راح في سباتٍ عميق .... من الواضح أنه فتح الباب لليث , ثم راح في سباتٍ عميق بعدها ....
اقتربت منه كي توقظه , الا أن ليث منعها قائلا
( دعيه نائما ...... يكفي أن أيقظته مرة , ....... هيا بنا ... )
نظرت اليه سوار بنظرة نارية قصيرة , قبل أن تتحرك في اتجاه باب الشقة مرفوعة الرأس , بينما هو ينظر اليها بنوايا لم تعجبها ..... لم تعجبها مطلقا ...
.................................................. .................................................. ....................
كانت رحلة العودة الى البيت .... مظلمة و خاوية بينهما تماما كالطريق الذي انطلق به ليث في مثل هذه الساعة ....
و كان التوتر هو رفيقهما الثالث , .....
كانت تريده أن يتكلم , مجرد كلمة مستفزة كي تنفجر به , الا أنه لم يفعل .... و كلما نظرت الى وجهه الجانبي رأته متصلبا هادئا ..... لكن في عينيه تصميم يتزايد مع كل مترا يقطعه ....
أبعدت سوار وجهها عنه كي لا يرى الإنفعال المخزي الذي تشعر به في تلك اللحظة .....
لن تمنحه هذه المتعة أبدا .....
دخلا الى الشقة بصمت .... فتحركت بسرعة الى غرفتهما و هي تقول ببرود و دون مقدمات
( من فضلك نم في الغرفة الأخرى ....... )
كانت هذه العبارة هي ما تنطق به كل مرة بعد عودته من عند ميسرة .... فهي ترفض أن يعاملها بتلك الطريقة .....
لكن و قبل أن تحكم غلق الباب كان ليث قد دفعه بقدمه بكل قوة ... مما جعل سوار تتراجع للخلف و هي تنظر اليه مذهولة هاتفة
( ماذا تفعل ؟!! ........... )
رد عليها ليث بصوتٍ قاطع وهو يخلع سترته ليلقي بها بعيدا
( لن أنام في أي مكانٍ سوى هنا .............. )
تراجعت سوار للخلف وهي تهتف بقوة و رفض
( لن يحدث يا ليث ..... أنا أرفض أن تعاملني بتلك الطريقة , لن تقربني بعد عودتك من عندها أبدا ...... )
كان ليث قد بدأ في خلع قميصه ... ثم ألقى به هو الآخر , لينظر اليها نظرة غريبة ...... و قال بهدوء
( و أنا لم أطلب اذنك ........... )
فغرت شفتيها قليلا , الا أنها تماسكت و حاولت الخروج جريا من الغرفة ..... لكنه كان أسرع منها فأمسك بها بسهولة متفاديا لكماتها و مسيطرا على قوتها البدنية التي كادت أن تصيبه ....
صرخت سوار بعنف
( لن يحدث يا ليث ......... )
الا أنه هتف دون انفعال
( بلى سيحدث .............. )
و دون أن ينتظر الإذن منها كما وعد كان قد تمكن في القاء عبائتها بعيدا و دفعها بقوة الى فراشهما .....
فاستقامت و هي تصرخ
( توقف عن هذا الجنون ........ )
الا أنه قال أقترب منها و امسك بذراعيها بكل قوة متراجعا بها الى الوسائد من خلفها ليسكت اعتراضاتها .....
حاولت سوار المقاومة مرة بعد مرة الا أنه كان أقوى منها و من كل محاولاتها .... و رغم عنها بدأ اشتياقها يتحرك نحوه بغدر .....
فأبعدت وجهها عن مرماه و هي تهتف بعجز
( أريد شيئا أولا .......... )
لكن ليث أخفض وجهه وهو يهدر بإنفعالٍ لم يستطع كبته أكثر ......
( لا .......... ستحملين طفلي يا سوار , و لن تحمله غيرك .......شئتِ أم أبيتِ ...... )




انتهى الفصل 35 .. قراءة سعيدة
















tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 01-01-17, 07:23 AM   #10529

DelicaTe BuTTerfLy

مصممة منتدى قلوب احلام وقصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية DelicaTe BuTTerfLy

? العضوٌ??? » 378544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 742
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » DelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
I was on a ship thinking of you.when i looked down i droped a tear in the ocean.Then i promised myself that until someone finds it.I wont forget you…
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

جدددع يا لييث اشكمها بقى لحسن شلتنى وحش الليل دى خالص وسايبة الحبل على الغارب مرة ميسرة ومرة دليلة بس الحمدلله سكل ميسرة بتكذب وانا هقنع نفسى بكدة لحد ما تصدمينا....


كلاام قاااصى مع سوااار رهييل بيبان قد اية فاق وعقل وعرف اية كسبة واية خسرة والاعتراف لوحظة نقطة جميلة عشان يبدء يصلح...

حووار ياسمين والعائلة ببيت امين مضحك والله ام بدوور فظييعة بتفس الوقت حصلت دربمة بالمشاعر بمخى صاارت خلطبيطة يعنى فريد بيحب ياسمين وباسمين بتحب امين وامين بيعامل بدور بنعومة ورقة وبنفس الوقت نظراتة غريبة لياسمين والاغبى بقى كلام نورة عن فريد لياسمين حسسها انة مش شرقى ومفهوش الطباع ال عايزاها وخوفها منة لان افتكرت جوزها واصرارة على شغلها وكملت الخربطة لما نورة عرفتها ان فريد ممكن يكون لها وامين لبدور يعنى هنطلع من الليلة دى باية مش عارفة هيبان....

حوااار فريد مع اختة راائع ظهر فية جانب متعقل وهو بيفوقها بالطريقة القاسية ومتعيش دور انها حبت ومات حبيبها وبتنتقم لة اخوها قاارى كل حاجة ههههه بس مت ضحك من حركة الشبشب واكل لحم الخيول بجد خفة دمك ملهاش حل لما بتدخل بالحواار ماشاء الله عليكى.

طبعا افتقدت تيموووو حبيبتى والمرووشة ام بووز مسك وامجد بس بجد فصل جميل تسلم ايديكى

delicate buttrrfly


DelicaTe BuTTerfLy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-17, 07:24 AM   #10530

mo'aa

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية mo'aa

? العضوٌ??? » 6110
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,213
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » mo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
افتراضي

تحفه يجنن ابداع اخر حاجة
ادخل انام انا بقى
و بانتظار معرفة تفاصيل معرفة ليث بالحقيقة
واعتقد ان ميسرة مش حامل طبعا
و يمكن كانت هنلخد ابن نسيمه
عاشت ايدك و فكرك و ابداعك
اموووووووواااااااه


mo'aa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:26 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.